Professional Documents
Culture Documents
مقــــدمة .
المبحث األول :االوضاع السياسية و العسكرية .
-المطلب األول :الوضع السياسي و العسكري .
-المطلب الثاني :الوضع االقتصادي .
-المطلب الثالث :الوضع االجتماعي و الثقافي .
خــاتمة .
قـــائمة المراجع .
1
مقدمة :
تمهيد
تعرضت الجزائر خالل المراحل التاريخية المختلفة الى العديد من الغارات العسكرية و
اللتي كانت ورائها الدول االوروبية وذالك بسبب موقع الجزائر االستراتيجي الهام و ثرواتها
المتنوعة وقد ابدت تلك الدول اهتماما متزايدا بالجزائر منذ القرن السادس عشر السيما بعد
وصل النفوذ العثماني الى حوض البحر االبيض المتوسط ومنذ ذالك الوقت شرعت الدولة
العثمانية في منح االمتيازات االقتصادية مما ادى الى اشتداد التنافس بين القوى العظمى من
اجل الحصول على المزيد من تلك االمتيازات التي تطورت مع مرور الزمن الى مناطق
النفوذ ،وقد كانت الجزائر في مقدمة الدول المستهدفة من هذا التنافس اللذي تجسد على
شكل جملة من الحمالت العسكرية المتكررة التي شنت ضدها من طرف القوى المتنافسة
ومن ابرزها فرنسا .
االشكالية
و الجدير بالذكر ان الجزائر عاشت في ظل الحكم العثماني أكثر من ثالثة قرون وعرفت
فيها أوضاع سياسية و اجتماعية متذبذبة من فترة الى أخرى و تتبع مجرياتها و تطورها لها
تأثير كبير على الوضع العام للبالد من أحداث وقضايا سياسية التي عرفتها مدينة الجزائر
من ثورات وتمردات ضد السلطة الحاكمة فكانت تعيش على وقع اوضاع مضطربة خاصة
مع آخر ايام الدولة العثمانية وقبيل الحملة الفرنسية ،ومن هذا المنطلق سنحاول من خالل
هذا البحث التعرف على اوضاع الجزائر قبيل االستعمال الفرنسي داخليا و كذالك خارجيا
من خالل االجابة على التساؤالت التالية :كيف كانت االوضاع السياسية و االجتماعية و
االقتصادية للجزائر قبيل االستعمار الفرنسي و اواخر العهد العثماني ؟ و كيف كانت
عالقات الجزائر الخارجية ؟
اهمية الموضوع
2
وتتجلى أهمية الموضوع كون يسلط الضوء على فترة من الفترات الحساسة و المهمة في
تاريخ الجزائر ،كذالك تكن اهمية كونه يعتبر الموضوع تحليل و تفسيرا للسقوط المدوي
للعثمانيين في الجزائر وذالك بعد هيمنة و فترة قوة دامت لعقود من الزمن .
كما وتتجلى اهداف الدراسة في :
-التعرف على االوضاع التي عاشتها الجزائر والمجتمع الجزائري قبل االحتالل سنة
0381م
-معرفة على الظروف الداخلية و الخارجية التي ساعدت فرنسا في احتالل الجزائر .
3
المبحث االول :اوضاع الداخلية للجزائر قبيل االستعمار الفرنسي 0381
وهذا ال ينفي حدوث بعض التمردات من وقت الخر نذكر من بينها :تمردات بالد القبائل سنوات
0388، 0301 ، 0311اضافة الى تمرد درقاوة بالغرب الجزائري سنة ، 0311وما بين
0308و 0301ايضا تمردات النمامشة و االوراس وسوف من 0303الى 0388و اخيرا تمرد
الشريف ابن االحرش شمال قسنطينة سنة 0311م .وكان وراء هذه التمردات بعض رجال
الزوايا و الطرق الصوفية .
وتذكر بعض المراجع التاريخية ان االوروبيين * خاصة االنجليز ،عندما يعجزون عن تحقيق اي
اهداف بالقوة يلجأون الى اتباع اسلوب الحيلة و الخداع ،ولهذا كانو يسعون الى خلق المشاكل و
اثارة الفوضى وهذا ما حدث سنة 0311م حيث حرص االنجليز القبليين على التمرد و العصيان
وقدمو لهم السالح ،ان هذه الحادثة التاريخية تثبت ان التمردات لم تكن جلها بسبب تذمر السكان
من الفوضى و القساد السائد أواخر عهد الديانات.
1
بولقرون تركية ،موقف الدولة العثمانية من االحتالل الفرنسي للجزائر 0313-0381م ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التاريخ
المعاصر،كلية العلوم االنسانية و االجتماعية ،قسم العلوم االنسانية شعبة تاريخ ،جامعة دمحم خيضر بسكرة 8101 ،ص 3-6
2
مراح فاطمة ،حازم سمية ،األوضاع السياسية و االجتماعية لمدينة الجزائر أواخر العهد العثماني 0381-0166م ،مذكرة ماستر في
تخصص تاريخ حديث و معاصر ،كلية العلوم االنسانية ،جامعة الجياللي بونعامة بخميس مليانة ،موسم ،8106-8101ص 088
4
هذا و تميزت هذه الفترة بتزايد النفوذ السياسي لليهود ،الذين كانو ينفقون االموال الطائلة لتحقيق
أهدافهم الخاصة و العامة و تثبيت و تعميق نفوذهم داخل الجزائر ،رغم ذالك لم يقومو بممارسة
اي نشاط سياسي بشكل علني وصريح داخل الجزائر ،لكنهم كانو يقومون بتوزيع الهدايا على ذو
المناصب العليا و المهمة وعلى االعمال الخيرية بغية الحصول على اهتمام ورضى الجميع ،
1
وسوف نرى فيما بعد الدور الذي لعبه اليهوديان بكري وبوشناق في احتالل الجزائر .
في قطاع الصناعة كانت المدن الجزائرية تضم العديد من الصناعات التي يحث لنا وصفها بالتنوع
و االتقان و التنظيم ،وتنوعت الصناعات فمنها ماهو محلي يدوي و منها ماهو معدني ثقيل ،لكن
كانت هناك جملة من العوامل التي حالت دون تطور القطاع الصناعي و تراجعه ،من بينها المنافسة
االجنبية و فتح باب االستيراد الخارجي و االكثار من الضرائب باالضافة الى تحكم النقابات المهنية
في الصناع .
1
بولقرون تركية ،نفس المرجع السابق ص 3
5
وبخصوص قطاع التجارة اللذي يصفه الكثير من المؤرخين بمثلث القطاع االقتصادي االكثر تأثيرا
على االوضاع المالية و االقتصادية للدولة الجزائرية الحديثة بنويعيها الداخلي و الخارجي ،
فالداخلية كانت تتم داخل المدن او بواسطة االسواق االسبوعية و السنوية في االرياف واللذي شهد
بسبب السياسة الجبائية ركودا ملحوظا حيث كانت المواد التجارية المتفرعة عن الفالحة تهرب عن
طرق السوق السودان ،وماا زاد في تدهور االسواق الداخلية وحال دون ان تتطور هو ان
االضطرابات التي شهدتها مطلع القرن 81حالت دون تاسيس شبكة مواصالت هامة تحد من
1
انطواء المناطق الريفية على نفسها ..
اما المبادالت التجارية الخارجية فقد كانت موجودة مع تونس ومع المغرب ،ومع بعض الشواطئ
االوروبية مثل اسبانيا على الرغم من الحصار الفرنسي ،وتؤكد ((لوحة المراكز الفرنسية )) ان
ميناء أرزيو كان يصدر سنويا بين 011و 811حمولة من الحبوب ،وان نفس الميناء صدر في
2
0301اربعين الف راس من البقر وجهت الى الجيش االنجليزي في اسبانيا .
مع بداية القرن 81كان سكان الجزائر يشكلون فسيفساء اجتماعية عكست التنوع العرقي و الديني
وحتى طبيعة عالقتهم بالسلطة الحاكمة .
اما أهم ما يميز الحياة االجتماعية خالل الثالثين سنة االولى من القرن التاسع عشر على مستوى
مستوى االحوال الصحية ،فهو تردي هذه االخيرة مما اثر سلبا على نمو السكان و ترك اثار سيئة
على وضعهم االجتماعي فتضائل سكان المدن و تناقص سكان االرياف ،مما تسبب في ضعف قوة
االوجاق و تناقص عدد البحارة و ندرة الحرفيين و الصناع و افتقار المزاع الى اليد العاملة و يعود
سبب سوؤ االحوال الصحية الى الى انتقال و انتشار االمراض من االقطار المجاورة ،وذالك لصلة
الجزائر بعالم الحر المتوسط انفتاحها على اقاليم السودان و عالقتها بالبالد االوروبية و ارتباطها
بالمشرق العربي .
( يضاف الى سوء االحوال الصحية هذه حدوث الكوارث الطبيعية المتمثلة في زلزال ،عنابة
8181م ،مدينة الجزائر عام 8181م ،جهات االطلس البليدي و نواحي الساحل و متيجة عام
8111م باالضافة الى الجفاف و الجراد و الفيضانات التي ادت الى تناقص السكان مما اثر بالسلب
على االقتصاد.
6
هذا واستهل القرن التاسع عشر بكثرت المجاعات حيث اتصفت مجاعة عام 8111م خاصة بانعدام
المؤن ،االمر الذي اضطر معه الداي مصطفى باشا الى استيراد الحبوب من موانئ البحر االبيض
1
المتوسط و نفس االجراء اتخذه الداي حسين باشا عام 8181م .
اما ثقافيا :فقد حافظت الحياة على طابعها االسالمي ،وبالنسبة لحركة التعليم فقد سارت سيرتها
العادية و لم يحصل فيها تطورهام الن الحكام كانت جهودهم كلها متوجهة الى حركة الجهاد و
التجارة و الكسب البحري ،رغم االحترام الكبير للتعليم كان في الغالب يقتصر على الدراسات
الدينية الخاضعة يدورها لسلطة الطبقة المتدينة وكانت اللغة العربية هي لغة الجمهور بينما مثلت
اللغة التركية اللغة الحكومية ،اما الفرنسية فكانت شائعة بين القناصل االجانب و لعلها بين النخبة
2
الجزائرية أيضا .
وكانت تربط الثقافة االسالمية ربطا متينا محكما بين مختلف اصناف الحياة ،وكانت تعمل عملها
في صهر السكان حتى يشعروا بانتمائهم لبلد واحد و امة واحدة ،وعندما نتحدث الطابع االسالمي
للثقافة فليس المقصود هو المحتوى الديني لهذه الثقافة فقط ،ولكن المقصود ايضا هو المحتوى
الحضاري بما فيه من تعليم و تنظيم ثقافي وقضائي وعالقات اجتماعية و فكرية ،وقد شهد عدة
فرنسيين ان هم شاهدو الجزائر في فترة االحتالل ،بأن األمية كانت منعدمة تقريبا في الجزائر قد
يكونون اكثر ثقافة من سكان فرنسا ،فكل الناس تقريبا يعرفون القراءة و الحساب ((كما يقول
روزي ،وقد اكد هذه الفكرة ((والسان ايسر هازي )) الذي يرى ان نسبة األمية في الجزائر في
3
مطلع 8181كانت اقل منها في فرنسا .
1
ناصر الدين سعيدوني ،ورقات جزائرية دراسات و ابحاث في تاريخ الجزائر في العهد العثماني ،دار الغرب االسالمي ،بيروت 0115م ،
ص 591-556
2
ابو القاسم سعد هللا ،ابحاث و آراء في تاريخ الجزائر ج ،0ط ،0دار الغرب االسالمي ،بيروت 0669م ،ص 012
3
مبارك الميلي ،نفس المرجع السابق ،ص 302
7
المبحث الثاني :العالقات الخارجية للجزائر قبل االستعمار
اذا ما قارنا بين عالقة الجزائر العثمانية على وجه الخصوص مع فرنسا مقارنة بالدول
االخرى فقد كانت اكثر وضوحا من حيث التعامل غير ان النية اختلفت بين التفاهم الود
1.
تارة و بين التنافر و التوتر تارة أخرى و هو الطبع الغالب على االرجح .
وقد عرف التعاون بين الجزائر و فرنسا أوجها عديدة ،اقتصادية و عسكرية و دبلوماسية ،
حيث تجسد هذا التعاون بمختلف اوجهه في عقد في عقد معاهدات و تبادل مراسالت بين
البلدين ومن اهم المعاهدات االقتصادية ،اتفاقية عقدت في 18مارس 0212بين لويس
الرابع عشر و الداي دمحم بكداش .
وحتى عام 0231م لم يطرأ على العالقات بين البلدين أي توتر حاد ،وبدا كأن اآللية
السلمية التي اقيمت قادرة على مجابهة كل المشاكل التي تنشأ بين الطرفين .
فتوالى تجديد المعاهدات بين البلدين ،والتي يحمل أغلبها طابع السلم و التجارة ،من بينها
معاهدة في 09جانفي 0291و عقدت معاهدة أخرى للسلم و التجارة في 01جوان
0298و بعد وفاة لويس الخامس عشر في ،0221وخلفه لويس السادس عشر الذي أكد
حرصه على السلم و الصداقة بين البلدين .
حتى وصول عهد لويس الرابع عشر لتعود العالقات الفرنسية الجزائرية إلى تدهورها و هذا
األخير يعتبر من أشد الناقمين و المصرين على احتالل الجزائر للقضاء على التواجد
.
اإلنجليزي في حوض المتوسط
و في عام 0286م وهو تاريخ نجاح الثورة الفرنسية حيث فرض على فرنسا حصار أوربي
.
لمناهضة فرنسا فلم تجد فرنسا يدا تقدم لها المساعدة إال الجزائر فأمنت لها الغذاء من القمح
و في عهد نابليون بونبارت الذي حاول انتهاج سياسة المهادنة مع الجزائر و حرصه على
.
استمرارية العالقات الطيبة مع الجزائر إال أنه أفسدها بحملته على مصر 0286م
و قد شهدت فترة حكمه هجومات عسكرية لضم الجزائر و لكنها كانت بدون جدوى بسبب
انشغاله داخل القارة األوربية و من ردود الفعل الجزائرية ،ضد حكومة نابليون هو إلغاء
االمتيازات االقتصادية و التجارية التي كانت بحوزة الفرنسيين و إعطائها لإلنجليز و خطط
لحملة ضد الجزائر سنة 0818م لكن انهزام بونبارت في معركة واترلو عام 0801م ما
جعل حكمه في إلحاق الجزائر يتبخر هذا االنهزام أعاد و بقوة النظام الملكي في فرنسا
باعتالء أسرة آل بربون سدة العرش الفرنسي من جديد و ذلك بعد مؤتمر فيينا 0805م و
التي بدورها لم تنسى حلم حكامها األوائل اتجاه الجزائر و لكتمان هذا الحلم حاولت هذه
1
يحي بوعزيز .موجز تاريخ الجزائر القديمة و الوسيطة و الحديثة.ج .0الجزائر :عالم المعرفة .0116 .ص85
8
األسرة إتباع سياسة المهادنة من خالل إعادة العالقات بين الطرفين و قد استغلت فرنسا
الظروف الدولية بصفة عامة و بصفة خاصة الحملة العسكرية البحرية التي قامت بها
إنجلترا ضد الجزائر بقيادة اللورد إكسموث(4عام 0809م و كان لها ما أرادت في إعادة
.
العالقات الدبلوماسية واالقتصادية
اضافة الى هذا فقد كانت هناك محطات في العالقات الجزائرية الفرنسية ال بد من االشارة
اليها و المتمثلة في التدخل اليهودي في العالقات الجزائرية الفرنسية.
وبطبيعة الحال فاألمر متعلق باليهوديين بكري و بوشناق اللذان احتكرا لصالحهما الجزء
األكبر من التجارة الجزائرية و كان يلعبان دورا سياسيا هاما في الحملة و هو ما سنتعرف
1
عليه بالتفصيل في المبحث الثالث ..
شهدت العالقة الجزائرية مع الدول االوروبية خالل فترة حكم الدايات اواخر العهد العثماني من
8611الى 8181م باالزدواجية في الحرب و السلم مع العدائية بالدرجة األولى ،ويظهر هدا من خالل
الكم الهائل من الحروب و المعارك بين الجزائر و الدول األوربية ،إلى جانب عالقات سلمية من خالل
المبادالت التجارية و عقد اتفاقيات و معاهدات .باستثناء اسبانيا التي بقيت في عداء دائم مع الجزائر
الى غاية اواخر القرن الثامن عشر ميالدي .
عرفت العالقات الجزائرية االسبانية نزاعات طويلة وهذا راجع الى طابع التحدي وتمسك اسبانيا
باحتالل وهران و المرسى الكبير ،باالضافة الى شن حمالت على مدينة الجزائر بهدف احتاللها ،
فقامو بثالث حمالت عسكرية بحرية عليها ،فالحملة االولى كانت تحت قيادة الجنرال اوريلي حيث
قام بالهجوم على مدينة الجزائر في 88جويلي 8661م ،ودامت الحملة احدى عشر يوما و انتهت
في االخير بفشل ذريع ،و بعد هذا الفشل ادركت اسبانيا استحالة هزيمة الجزائر رغم ذالك اعادت
المحاولة مرة اخرى و التي باءت بالفشل مجددا .
البرتغال:
عالقات عدائية كانت تحركها النزعة الصليبية االنتقامية ،وقد اشتركت البرتغال في عدة حمالت
أوربية على الجزائر
بريطانيا:
-كانت عالقة مجرد عالقة تبادل مصالح و نفوذا خاصة وأنها كانت تهدف دائما الى تعكير
العالقات الجزائرية الفرنسية و تحول دون تصالحهما من خالل قناصلها المتواجدين في الجزائر ،
و هذا بسبب منافستها لفرنسا حول الحصول على االمتيازات داخل الجزائر ،مما ادى ببريطانيا
4
شيحة سميرة ،دراسة تحليلية لواقع االحتالل الفرنسي للجزائر من خالل المشاريع الفرنسية ،مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر تخصص تاريخ
معاصر ،كلية العلوم االنسانية و االجتماعية – قطب شتمة ،جامعة خيضر – بسكرة .8101،ص()03
1 1
شيحة سميرة ،نفس المرجع السابق ،ص ()88
9
الى تغيير استراتيجياتها في التصدي لفرنسا و هذا باالستعانة بالجزائر فقامت بحل الصراع القائم
بين الجزائر و البرتغال مما ادى الى عقد هدنة بين الطرفين سنة 3971م ،و بعد انقضاء الهدنة
اعلنت في افريل 3971غلق مضيق جبل طارق في وجه السفن الجزائرية و منعها من التغلغل
1
في المحيط األطلسي .
ولم تدم الصداقة طويال فبمجرد ان شارفت الحروب االوروبية على االنتهاء حتى تم عقد مؤتمر
فيينا سنة 3131م و مؤتمر اكس الشابيل 3131م الذي يهدف الى تحطيم االسطول الجزائري ،
لذا حاولت بريطانيا القضاء عليه من أجل عدم عرقلة نشاطها من خالل القيام بحملة عسكرية
2
بحرية على الجزائر بحجة محاربة القرصنة و تجارة الرقيق .
روسيا:
تميزت بالعداوة بين الطرفين الموروثة عن العداء الروسي العثماني
العالقات مع الو .م .أ :و تمثل مظاهر هذه العالقة من خالل
-مساندة الجزائر للثورة األمريكية ضد بريطانيا
-اعتراف الجزائر باستقالل الو م أ
-دخول الو م أ في أحالف وتكتالت أوربية ضد الجزائر
3
-إمضاء معاهدات مع الجزائر لحماية بواخرها التجارية .
1
مراح فاطمة ،حازم سمية ،االوضاع السياسية و االجتماعية لمدينة الجزائر او اخر العهد العثماني 0381-0166م ،مذكرة ماستر في تخصص
تاريخ حديث و معاصر ،كلية العلوم االجتماعية و االنسانية ،جامعة خميس مليانة ، 8101-8106 ،ص 17-11
2
زاهية قدورة ،تاريخ العرب الحديث ،ط ، 0دار النهضة للطباعة و النشر 0731 ،ص 078
3
أروين راي ،العالقات الدبلوماسية مع دول المغرب و الواليات المتحدة األمريكية ، 0306-0116تر :اسماعيل العربي ،ش م ن ت ،الجزائر
0713 ،ص .816
4
مراح فاطمة ،حازم سمية ،نفس المرجع السابق ،ص 088
10
-مساهمة األسطول الجزائري في صد العدوان الصليبي على المشرق اإلسالمي كحملة نابليون
على مصر 3971م.
اتسمت عالقة الجزائر بالمغرب االقصى في مجمله بطابع التوتر و كان الصراع على الحدود في
تلمسان كذالك قيام حكام المغرب االقصى على زعزعة األمن و االستقرار داخل التراب
الجزائري و ذالك بهدف اضعاف النظام النظام التركي في الجزائر .
اما العالقات الجزائرية التونسية فقد تراوحت بين السلم تارة و العداء تارة و الحروب و الصراع
تارة اخرى ،و قد مرت عالقتهما بتطورات و مراحل من صراع بري الى صراع بحري و
تدخل الدولة العثمانية عدة مرات في عقد الصلح بين البلدين و حثهم على التعاون لمحاربة العدو
1
في عرض البحر االبيض المتوسط .
1
مراح فاطمة ،حازم سمية ،نفس المرجع السابق ،ص 088-088
11
خــــاتمة :
وخالصة القول ومن خالل ما تم التطرق اليه عبر مباحث هذه الدراسة الموجزة و التي تمحورت
حول اوضاع الجزائر قبيل االحتالل الفرنسي يمكننا استخالص التالي :
-ان الفترة االخيرة من الحكم العثماني في الجزائر تميزت بكثرة التمردات و الثورات
بسبب التهميش و فرض الضرائب التي طبقها حكام الجزائر على األهالي .
-اما فيما يتعلق بعالقات الجزائر الخارجية فقد استطاعت الجزائر من خاللها ان تكون
طرف مؤثر في التنافس الدولي في البحر االبيض المتوسط و استطاعت انتهاج سياسة
خارجية تقوم على بناء عالقات اوروبية متشعبة وفي كل االتجاهات ،بحيث في عهد
الدايات غلب طابع العداء و التوتر و سبب راجع الى الغنائم و االتوات و االسرى .
-في اواخر القرن 03م كانت كل دولة اوروبية تشن حملة منفرة ضد الجزائر لكن باءت
كلها بالفشل لكن بعد مؤتمر فيينا و اكس الشابيل اللذان خرجا بقرار القضاء على الجهاد
البحري في البحر االبيض المتوسط ،و توحيد القوى األوروبية من اجل اضعاف
االسطول الجزائري ،و انحصر الصراع بين بريطانيا و فرنسا للتنافس على احتاللها .
نستنتج في االخير ان اوضاع الجزائر اواخر العهد العثماني.كانت متدهورة على عدة اصعدة
خاصة في المرحلة االخيرة و التي تعتبر اطول الفترات بتكريس سلطة الدولة الجزائرية و اتساع
نفودها السياسي و االقتصادي ،وعالقاتها الخارجية و ايضا زيادة وتيرة الهجمات و االعتداءات
االوروبية ضد سواحلها ،نتيجة الهيمنة الجزائرية شبه التامة و الكاملة على البحر المتوسط وقتها
ولعل مازاد الطين بال هو تدهور االوضاع الداخلية اقتصاديا و خاصة اجتماعيا ،كل هذا سهل
في احتالل فرنسا للجزائر خصوصا وانها درست و خططت لكل صغيرة و كبيرة عن الجزائر .
12
قائمة المراجع :
-0ابو القاسم سعد هللا ،ابحاث و آراء في تاريخ الجزائر ج ،8ط ،1دار الغرب
االسالمي ،بيروت .8111
-8زاهية قدورة ،تاريخ العرب الحديث ،ط ، 0دار النهضة للطباعة و النشر ،
.0731
-8مبارك بن دمحم الهاللي الميلي ،تاريخ الجزائر في القديم و الحديث ،ج ، 8مكتبة
النهضة الجزائرية .0761 ،
-1سعيدوني ناصر الدين ،ورقات جزائرية دراسات و ابحاث في تاريخ الجزائر في
العهد العثماني ،دار الغرب االسالمي ،بيروت 1111م.
13