You are on page 1of 3

‫الفصل االول ‪ :‬الوضع السياسي و االقتصادي للجزائر قبل االحتالل الفرنسي ‪:‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬الوضع السياسي واالقتصادي للجزائر قبل االحتالل الفرنسي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الوضع العام للجزائر قبل االستعمار الفرنسي‬

‫مقدمة ‪:‬‬

‫كانت الجزائر في القرن التاسع عشر كغيرها من الدول العربية تتبع للدولة العثمانية و ان كانت تبعيتها شكلية فقط اذا‬
‫كان لها علمها و ملتها و قوانيها و اسطولها البحري الضارب في حوض البحر األبيض المتوسط و المسيطر عليه و‬
‫كانت عالقتها بالدولة العثمانية ( تركيا االن) عالقة تعاون ال عالقة استعمار‪.‬‬

‫بدا يدب الوهن في الدولة العثمانية ( الرجل المريض) و تزايد طمع الدول االوربية االستعمارية عليها و علي اقاليمها‬
‫حيث وقعت كلها تحت االحتالل االوربي بمختلف اشكاله ( وصاية ‪ .‬حماية ‪ .‬انتداب ‪ .‬استعمار مباشر كما هو الحال )‪.‬‬

‫ألوضاع السياسية الداخلية للجزائر قبل االحتالل الفرنسي‪:‬‬

‫يمكن القول أنها تميزت بعدم االستقرار السياسي و األمن ‪ ،‬حيث تواصلت االضطرابات ‪ ،‬و التناحر على الحكم و‬
‫االستبداد ‪ ،‬و االغتياالت و نشوب الفتن األهلية و التمرد و العصيان من طرف األهالي بسبب السياسة التي انتهجها‬
‫الدايات بإرهاق األهالي بالضرائب ‪ ،‬في كل من العاصمة ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬القبائل الكبرى ‪ ،‬البليدة ‪ ،‬الحضنة ‪ ،‬واحات‬
‫الجنوب ‪ ،‬األوراس ‪...‬‬

‫االوضاع االقتصادية قبل االحتالل الفرنسي ‪:‬‬

‫ان عدم االمن واالستقرار السياسي و انتشر حركات التمرد كان له انعكاسات سلبية على المجال االقتصادي حيث‬
‫اهملت الفالحة بالتوقف عن الحرث و الزرع و حدثت مجاعات بسبب الفتن والحروب االهلية واهتزاز المجتمع‬
‫المدني كما اغلقت االسواق خوفا من قطاع الطرق اظافة الى ظاهرة الجفاف و ارتفاع االسعار وغالء المعيشة ‪.‬‬

‫يجدر بالذكر ان اهتمام العثمانيين ب الجانب العسكري والسياسي جر عنه اهمال الجانب االقتصادي بحيث لم يكن لهم‬
‫معالم اقتصادية واضحة التي من شانها ان تنهض البالد و يتجلى ذلك من خالل عدم اهتمام الحكام االتراك بتطوير‬
‫البنى التحتية ل ايالة الجزائر فمثال بالرغم من اهتمامهم ب البحر ال نجد لهم اثرا في انجاز موانئ التجارة بحيث كان‬
‫هذا االهتمام بقصد انشاء مرسى آمن لسفن القرصنه كما لم تتدخل الدولة ل معالجة مشاكل المجال الزراعي و لم‬
‫تساهم في الوقاية من االضرار الطبيعية التي كانت تتعرض له بصورة مستمرة ‪,‬‬
‫األوضاع العامة للجزائر قبل اإلحتالل ‪:‬‬

‫‪-‬األوضاع الداخلية‪:‬‬

‫‪-‬السياسية‪ :‬على الرغم من اإلنتفاضات والثورات هنا وهناك على الداي وباياته داخل المقاطعة إال أن أواخر فترة حكم‬
‫اآلغوات ‪1871‬كانت األكثر إضطرابا ‪،‬ضعف فيها الداي بسبب قيام الجيش البري بخلع الباشا واستبداله بقائد منهم أدى‬
‫الى إنتشار الفتنة والصراع على السلطة وبذلك كثرت الصراعات األهلية وفرض الضرائب على األهالي بتراجع‬
‫التجارة بسبب ضعف قوة األسطول البحري ‪ ،‬ومن أبرز هذه الثورات واإلنتفاضات األهلية ‪:‬‬

‫‪-‬ثورة سكان العاصمة والقبائل المجاورة لها‬

‫‪-‬ثورة الحضنة واألوراس‬

‫‪-‬ثورة قبائل البليدة‬

‫‪-‬ثورة تلمسان‬

‫وفي قصر الداي وبسبب الصراعات األهلية أدى إلى ضعف الدولة الجزائرية خاصة بعد وفاة الداي مصطفى‬
‫‪،1805‬وبعد أربع سنوات تعاقب على الحكم ثالث دايات لم تكن لهم دراية بالحكم ‪.‬‬

‫_األوضاع اإلقتصادية واإلجتماعية‪:‬‬

‫كان البد من أن تسوء األحوال بسبب الفوضى السياسية وفرض الضرائب على األهالي بسبب تراجع التجارة بضعف‬
‫قوة األسطول البحري وإنصراف الجند إلى أعمال التجارة و المضاربة وتمنع األثرياء من الخواص من تجهيز السفن‬
‫التي كانو يقومون بها في السابق ألجل الجهاد ‪ ،‬وبإنتشار األوبئة والجفاف تراجعت الفالحة والتجارة وبالتالي ساءت‬
‫أحوال السكان ‪.‬‬

‫_األوضاع الخارجية‪:‬‬

‫أدى إختالل التوازن بين دول الشرق (الدولة العثمانية ) والغرب (الدول األوربية)إلى ضعف الدولة العثمانية‬
‫بإنصراف سالطينها عن اإلنكشارية وإهمال الشؤون الحازمة للدولة في حين أن الدول األوربية كانت تشهد تطورا‬
‫خالل القرن ‪,15‬وما أن بزغ القرن ‪19‬كانت في أوج تطورها إقتصاديا وسياسيا وعسكريا ‪ .‬وفي داخل االمبراطورية‬
‫العثمانية إنتشار حركات التمرد ‪،‬كما أن لالمتيازات التي تقدمها الدول األوربية عن ممتلكات الدولة العثمانية أثرها في‬
‫تفكك اإلمبراطورية ‪ ،‬وقد أصبحت الدولة العثمانية ضعيفة أمام الدول االوربية فتنازلت مكرهة عن شبه جزيرة القرم‬
‫وسرعان ما تمكن الضعف من الدولة العثمانية وأصبحت بما يعرف بالرجل المريض الذي قرر مؤتمر ٱكس الشابال‬
‫‪ 1818‬بتصفية تركته‪ ،‬وبذلك إجتمعت الدول األوربية لتقسيم الممتلكات‬
‫_‪,‬فرنسا والتي تعد أول الدول من حيث اإلمتيازات كانت محل أطماع للممتلكات العثمانية ‪،‬النمسا والمجر وهما عدوان‬
‫قديمان للدولة العثمانية حارباها منذ القرن ‪،16‬اما أنجلترا كانت محل محافظة على الممتلكات العثمانية‬

‫خاتمه ‪:‬‬

‫إن التأليف التاريخي عن الجزائر قبل االستعمار الفرنسي منسوخ على منوال التأليف العربي اإلسالمي والذي يأخذ‬
‫الوقائع بمعٌت خاص ويلجأ إلى شواهد من نوع معُت مكتوبة أو غَت مكتوبة‪ ،‬وبعد احتالل الجزائر سنة ‪ 1830‬م انكب‬
‫الفرنسيون على كتابة تاريخ مستعمرتهم حاولوا من خاللو تحقيق بعض الوقائع‪ ،‬لكنهم قبل كل شيء درسوه دراسة‬
‫تحليلية للكشف عن الذهنية الجزائرية‪ .‬يدكن الجزم يناء أن تاريخ الجزائر منذ بداية االستعمار الفرنسي احتكرت و‬
‫األقالم االستعمارية الفرنسية إذ لصد أجياال بحيث قاموا يفتشون في تاريخ الجزائر‪ ،‬والظاهر أن جميع تحليالتهم تكللت‬
‫في تبرير وجود النظام االستعماري وعدم جدوى أي عمل لتغيَت األوضاع القائمة‪ ،‬فالتاريخ بالنسبة لالستعمار مرتبط‬
‫بضمان السلطة والذيمنة على المجتمع الجزائري‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫منشورات عويدات ‪ -‬بيروت ‪1982‬‬ ‫كتاب تاريخ الجزائر المعاصرة شارل روبير أجيرون‬ ‫‪‬‬
‫دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر أحمد مريوش مؤسسة كنوز الحكمة – الجزائر‬ ‫‪‬‬
‫‪2013‬‬
‫تاريخ الجزائر الحديث من الفتح العثماني إلى االحتالل الفرنسي محمد خير الدين فارس مكتبة دار الشرق‬ ‫‪‬‬
‫‪1979‬‬

You might also like