Professional Documents
Culture Documents
مقدمة :
كانت الجزائر في القرن التاسع عشر كغيرها من الدول العربية تتبع للدولة العثمانية و ان كانت تبعيتها شكلية فقط اذا
كان لها علمها و ملتها و قوانيها و اسطولها البحري الضارب في حوض البحر األبيض المتوسط و المسيطر عليه و
كانت عالقتها بالدولة العثمانية ( تركيا االن) عالقة تعاون ال عالقة استعمار.
بدا يدب الوهن في الدولة العثمانية ( الرجل المريض) و تزايد طمع الدول االوربية االستعمارية عليها و علي اقاليمها
حيث وقعت كلها تحت االحتالل االوربي بمختلف اشكاله ( وصاية .حماية .انتداب .استعمار مباشر كما هو الحال ).
يمكن القول أنها تميزت بعدم االستقرار السياسي و األمن ،حيث تواصلت االضطرابات ،و التناحر على الحكم و
االستبداد ،و االغتياالت و نشوب الفتن األهلية و التمرد و العصيان من طرف األهالي بسبب السياسة التي انتهجها
الدايات بإرهاق األهالي بالضرائب ،في كل من العاصمة ،تلمسان ،القبائل الكبرى ،البليدة ،الحضنة ،واحات
الجنوب ،األوراس ...
ان عدم االمن واالستقرار السياسي و انتشر حركات التمرد كان له انعكاسات سلبية على المجال االقتصادي حيث
اهملت الفالحة بالتوقف عن الحرث و الزرع و حدثت مجاعات بسبب الفتن والحروب االهلية واهتزاز المجتمع
المدني كما اغلقت االسواق خوفا من قطاع الطرق اظافة الى ظاهرة الجفاف و ارتفاع االسعار وغالء المعيشة .
يجدر بالذكر ان اهتمام العثمانيين ب الجانب العسكري والسياسي جر عنه اهمال الجانب االقتصادي بحيث لم يكن لهم
معالم اقتصادية واضحة التي من شانها ان تنهض البالد و يتجلى ذلك من خالل عدم اهتمام الحكام االتراك بتطوير
البنى التحتية ل ايالة الجزائر فمثال بالرغم من اهتمامهم ب البحر ال نجد لهم اثرا في انجاز موانئ التجارة بحيث كان
هذا االهتمام بقصد انشاء مرسى آمن لسفن القرصنه كما لم تتدخل الدولة ل معالجة مشاكل المجال الزراعي و لم
تساهم في الوقاية من االضرار الطبيعية التي كانت تتعرض له بصورة مستمرة ,
األوضاع العامة للجزائر قبل اإلحتالل :
-األوضاع الداخلية:
-السياسية :على الرغم من اإلنتفاضات والثورات هنا وهناك على الداي وباياته داخل المقاطعة إال أن أواخر فترة حكم
اآلغوات 1871كانت األكثر إضطرابا ،ضعف فيها الداي بسبب قيام الجيش البري بخلع الباشا واستبداله بقائد منهم أدى
الى إنتشار الفتنة والصراع على السلطة وبذلك كثرت الصراعات األهلية وفرض الضرائب على األهالي بتراجع
التجارة بسبب ضعف قوة األسطول البحري ،ومن أبرز هذه الثورات واإلنتفاضات األهلية :
-ثورة تلمسان
وفي قصر الداي وبسبب الصراعات األهلية أدى إلى ضعف الدولة الجزائرية خاصة بعد وفاة الداي مصطفى
،1805وبعد أربع سنوات تعاقب على الحكم ثالث دايات لم تكن لهم دراية بالحكم .
كان البد من أن تسوء األحوال بسبب الفوضى السياسية وفرض الضرائب على األهالي بسبب تراجع التجارة بضعف
قوة األسطول البحري وإنصراف الجند إلى أعمال التجارة و المضاربة وتمنع األثرياء من الخواص من تجهيز السفن
التي كانو يقومون بها في السابق ألجل الجهاد ،وبإنتشار األوبئة والجفاف تراجعت الفالحة والتجارة وبالتالي ساءت
أحوال السكان .
_األوضاع الخارجية:
أدى إختالل التوازن بين دول الشرق (الدولة العثمانية ) والغرب (الدول األوربية)إلى ضعف الدولة العثمانية
بإنصراف سالطينها عن اإلنكشارية وإهمال الشؤون الحازمة للدولة في حين أن الدول األوربية كانت تشهد تطورا
خالل القرن ,15وما أن بزغ القرن 19كانت في أوج تطورها إقتصاديا وسياسيا وعسكريا .وفي داخل االمبراطورية
العثمانية إنتشار حركات التمرد ،كما أن لالمتيازات التي تقدمها الدول األوربية عن ممتلكات الدولة العثمانية أثرها في
تفكك اإلمبراطورية ،وقد أصبحت الدولة العثمانية ضعيفة أمام الدول االوربية فتنازلت مكرهة عن شبه جزيرة القرم
وسرعان ما تمكن الضعف من الدولة العثمانية وأصبحت بما يعرف بالرجل المريض الذي قرر مؤتمر ٱكس الشابال
1818بتصفية تركته ،وبذلك إجتمعت الدول األوربية لتقسيم الممتلكات
_,فرنسا والتي تعد أول الدول من حيث اإلمتيازات كانت محل أطماع للممتلكات العثمانية ،النمسا والمجر وهما عدوان
قديمان للدولة العثمانية حارباها منذ القرن ،16اما أنجلترا كانت محل محافظة على الممتلكات العثمانية
خاتمه :
إن التأليف التاريخي عن الجزائر قبل االستعمار الفرنسي منسوخ على منوال التأليف العربي اإلسالمي والذي يأخذ
الوقائع بمعٌت خاص ويلجأ إلى شواهد من نوع معُت مكتوبة أو غَت مكتوبة ،وبعد احتالل الجزائر سنة 1830م انكب
الفرنسيون على كتابة تاريخ مستعمرتهم حاولوا من خاللو تحقيق بعض الوقائع ،لكنهم قبل كل شيء درسوه دراسة
تحليلية للكشف عن الذهنية الجزائرية .يدكن الجزم يناء أن تاريخ الجزائر منذ بداية االستعمار الفرنسي احتكرت و
األقالم االستعمارية الفرنسية إذ لصد أجياال بحيث قاموا يفتشون في تاريخ الجزائر ،والظاهر أن جميع تحليالتهم تكللت
في تبرير وجود النظام االستعماري وعدم جدوى أي عمل لتغيَت األوضاع القائمة ،فالتاريخ بالنسبة لالستعمار مرتبط
بضمان السلطة والذيمنة على المجتمع الجزائري
المراجع :
منشورات عويدات -بيروت 1982 كتاب تاريخ الجزائر المعاصرة شارل روبير أجيرون
دراسات و أبحاث في تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر أحمد مريوش مؤسسة كنوز الحكمة – الجزائر
2013
تاريخ الجزائر الحديث من الفتح العثماني إلى االحتالل الفرنسي محمد خير الدين فارس مكتبة دار الشرق
1979