You are on page 1of 2

‫المحاضرة االولى‬

‫الملخص ‪ :‬تستعرض هذه المحاضرة المعالم الكبري و المميزات االساسية‬


‫‪ .‬للعالقات الجزائرية الفرنسية قبيل وقوع عملية االحتالل سنة ‪1830‬‬

‫العالقات الفرنسية الجزائرية عشية االحتالل‬

‫كانت هذه العالقات متميزة‪ ،‬إذا ما قورنت بالعالقات الجزائرية مع باقي الدول األوروبية‪1. ،‬‬
‫و هذا التميز يعود إلى المكانة و الحظوة التي كان يتمتع بها دبلوماسيي فرنسا و تجارها و‬
‫قناصلها في الجزائر‪ ،‬بعد التوقيع على معاهدة االمتيازات بين الدولة العثمانية و فرنسا سنة‬
‫‪ 1534‬في عهدي الملك فرانسوا األول و السلطان سليمان القانوني‪ ،‬حيث تضمنت هذه‬
‫المعاهدات امتيازات كثيرة لفرنسا في العديد من الواليات العثمانية‪ ،‬و الجزائر كانت إحدى‬
‫هذه الواليات‪ ،‬إذ أصبح لفرنسا مؤسسات تجارية كثيرة في العديد من المدن الساحلية‬
‫الجزائرية مثل مدينة الجزائر ‪ ،‬عنابة‪ ،‬القالة و القل و يمارس فيها التجار الفرنسيون مختلف‬
‫األنشطة االقتصادية مثل التصدير و االستيراد‪ .‬لكن كل هذا كان ظاهريا فقط‪ ،‬الن الهدف‬
‫‪.‬الحقيقي كان الجوسسة على األوضاع في الجزائر‬
‫وصلت هذه العالقات إلى ذروتها خالل الثورة الفرنسية سنة ‪ ،1789‬حيث كانت الجزائر ‪2.‬‬
‫الدولة الوحيدة التي اعترفت بالنظام الجديد في فرنسا التي كانت تواجه حصارا أوروبيا‬
‫محكما من اجل إجهاض هذه الثورة إفشالها و قررت منح الكثير من المساعدات لفرنسا‬
‫أبرزها قروضا بدون فوائد لشراء الحبوب الجزائرية‪ ،‬كما قامت أيضا بفتح الموانئ‬
‫‪.‬الجزائرية أمام التجار الفرنسيين بعد أن أغلقت في وجوههم األسواق األوروبية‬
‫لم تتوتر هذه العالقات إال خالل الحملة العسكرية الفرنسية على مصر سنة ‪ 1798‬بقيادة ‪3.‬‬
‫نابليون بونابرت‪ ،‬حيث سارع الباب العالي باآلسيتانة (عاصمة اإلمبراطورية العثمانية) إلى‬
‫الضغط على الجزائر لقطع عالقاتها مع فرنسا و إعالن الحرب عليها األمر الذي رضخت له‬
‫الجزائر‪ ،‬و لقد أرسل مصطفى باشا داي الجزائر آنذاك برسالة إلى نابليون يبرر له فيها‬
‫األسباب التي دفعته إلى القيام بذلك ‪ ،‬و هي أن السلطان طلب " منا إعالن الحرب ضد فرنسا‬
‫‪ ،‬و بما أننا تحت رعايته فال يمكن لنا أن نخرج عن طاعته فهي من واجبات العقيدة و‬
‫الخروج عنها يعني الخروج عن الدين " ‪ .‬و لقد عرفت خالل هذه الفترة المصالح الفرنسية‬
‫في الجزائر (خاصة امتياز صيد المرجان) أخطارا حقيقية وصلت إلى غاية تجميد هذه‬
‫‪.‬النشاطات‬
‫في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تعامل فرنسا بحسن النية‪ ،‬كانت فرنسا تخطط لكيفية ‪4.‬‬
‫احتالل الجزائر‪ ،‬و هذا معناه أن العالقات الجزائرية الفرنسية لم تكن في حقيقة أمرها جيدة‬
‫إال ظاهريا خاصة من الجانب الفرنسي الذي كان يخطط سرا الحتالل الجزائر و القضاء‬
‫على قوتها التي كانت تهدد كامل الجزء الغربي من أوروبا‪ .‬و يظهر ذلك من خالل تلك‬
‫المشاريع الكثيرة التي أعدتها فرنسا ألجل ذلك مع الربع األخير من القرن الثامن عشر‪ ،‬حيث‬
‫بلغ عددها حوالي عشرة مشاريع في الفترة ما بين ‪ ،1830-1782‬و المالحظ ان كل هذه‬
‫المشاريع ركزت على األهمية االقتصادية و اإلستراتيجية التي كانت تتمتع بها الجزائر‪ ،‬و‬
‫‪ .‬بالتالي ضرورة احتاللها و ضمها إلى اإلمبراطورية الفرنسية‬
‫إن كل هذه المشاريع بنيت على كم هائل من المعلومات التي جمعت حول الجزائر و ‪5.‬‬
‫المتعلقة بجميع الجوانب السياسية و االقتصادية و االجتماعية و العسكرية و الطبوغرافية‪،‬‬
‫التي كان لها الدور األكبر في وضع المخطط األخير و الذي بفعله تم احتالل الجزائر سنة‬
‫‪1830.‬‬

You might also like