You are on page 1of 32

‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬

‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم العلوم السياسية‬

‫محاضرات مقياس‪:‬‬

‫المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬

‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬

‫السنة الجامعية‪0200 / 0202 :‬‬


‫‪1‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫مقدمـــــــــــة‬
‫لقد عرفت الجزائر المستقلة قيام مؤسسات سياسية وادارية من اجل تسير شؤون الدولة‬
‫الجزائرية‪ ،‬ولقد انبثقت هذه المؤسسات من رحم الدساتير المختلفة للجزائر ‪..3691‬‬
‫‪ 6939،6999.3669..3696..3699‬و‪ 6969‬والتي نظمت الحياة السياسية واالجتماعية‬
‫واالقتصادية والثقافية للمجتمع ‪ ،‬وبذلك فان ظهور هذه المؤسسات كان من باب تنظيم عمل‬
‫المؤسسات الدستورية ‪ ،‬ويمكن ان نميز بين الدساتير الجزائرية الى قسمين من حيث طبيعة‬
‫النظام السياسي ‪ ،‬فالمرحلة األولى تبدأ مباشرة مع تقرير المصير واستقالل الجزائر ‪ 3696‬الى‬
‫غاية التحول الديمقراطي في الجزائر ‪ 3696-3696‬وتسمى في ادبيات السياسة األحادية‬
‫الحزبية والنظام المغلق‪ ،‬أم المرحلة الثانية فتبدآ بعد إقرار التعددية الحزبية من خالل دستور‬
‫‪ 3696‬إلى غاية اآلن وتسمى بالتعددية الحزبية أو السياسية‪.‬‬
‫وبذلك‪ ،‬يمكن القول ان التنظيم المؤسساتي السياسي واإلداري في الجزائر تأثر بشكل مباشر‬
‫بطبيعة النظام السياسي وحتى طبيعة الحكم‪ ،‬وظهر ذلك جليا من خالل الصالحيات الكبيرة‬
‫التي منحت للمؤسسة التنفيذية وبخاصة مؤسسة الرئاسة على حساب المؤسسات األخرى‬
‫(التشريعية والقضائية) التي هيمنت على مجريات القضايا الداخلية وحتى الخارجية منها‪،‬‬
‫واستأثرت بتسيير شؤون الدولة الجزائرية من خالل التشريع والتنظيم‪.‬‬
‫لقد أعتبر مؤتمر الصومام المؤسس للنواة األولى للدولة الجزائرية تنظيما فلقد انبثقت عنه‬
‫مؤسستين و هما‪:‬المجلس الوطني للثورة الجزائرية ‪ CNRA‬الذي أعتبر ممثال للشعب أي‬
‫كسلطة تشريعية‪ .‬ولجنة التنسيق و التنفيذ ‪ CCE‬التي انبثقت عنها الحكومة الجزائرية المؤقتة‬
‫من سنة‬ ‫والتي كان لها المهام التنفيذية ‪ ,‬تنسيق العمل و تنفيذ ق اررات المجلس ثم إبتداءا‬
‫‪ 3696‬تأسست القيادة العامة ألركان جيش التحرير الوطني و التي أصبح لها الدور الرئيسي‬
‫الذي قادها إلى منافسة الحكومة المؤقتة‪.‬‬

‫المجلس الوطني للثورة الجزائرية ‪ :CNRA‬يعتبر ممثال للشعب و معب ار عن إرادته و سيادته ‪.‬‬
‫يحدد سياسة الجبهة و يوجهها ‪ .‬بلغ عدد أعضائه في المؤتمر األول للجبهة ‪ 43‬عضوا ‪39.‬‬
‫عضوا دائما و باقي األعضاء مؤقتين و قد ارتفع هذا العدد أثناء المؤتمر الثاني بالقاهرة سنة‬
‫‪ 3699‬إلى ‪ 05‬عضوا ‪.‬لكن المؤتمر الثالث الذي انعقد في طرابلس كان األكثر أهمية نتيجة‬
‫الق اررات التي اتخذت به ‪,‬إذ تم إقرار مبدأ تعين المستشارين الوطنيين إلى جانب إعادة التذكير‬
‫بالطابع المؤقت للمؤسسات الوطنية و ضرورة إجراء اقتراع عام كطريقة لتشكيل السلطة‬
‫‪2‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫التشريعية بعد االستقالل كما أقر كذلك بإمكانية االحتفاظ بأعضائه في انتظار المؤتمر التالي‬
‫للجبهة ‪.‬‬

‫إن المادة ‪ 69‬من قانون الجبهة تنص علي ‪:‬أن ‪ 6/1‬علي األقل من أعضاء المجلس يجب أن‬
‫داخل التراب الوطني‪ .‬أما المادة ‪ 99‬من قانون المؤسسات المؤقتة للجمهورية الجزائرية تقر بأن‬
‫المجلس معبر عن السيادة الوطنية في وقت الحرب‪ ,‬فله دور التأسيس و سلطة التشريع و‬
‫مراقبة الحكومة‪ .‬أما المادة ‪ 39‬من نفس القانون فإنها تمنح له منح ثقته للحكومة ‪,‬التي تكون‬
‫مسؤولة أمامه‪.‬‬

‫أما المادة ‪ 33‬فتعطي للمجلس صالحية المصادقة على بأغلبية ‪ 6/1‬على االتفاقيات الدولية‬
‫التي تبرمها الحكومة المؤقتة‪.‬‬

‫عند مناقشة مسألة مشروعية نيابة أعضاء المجلس الوطني للثورة فإن هذه القضية ال يمكن‬
‫تشبيهها بأي تمثيل عادي للشعب في أي نظام ‪ ,‬وانما أعضاء المجلس يستمدون مشروعيتهم‬
‫إلى جانب االنتخابات ‪-‬ألن أغلبهم كانوا و رغم تزوير السلطة الفرنسية قد حصلوا على ثقة‬
‫قد برهنوا بحملهم للسالح على تمسكهم بمبادئ الثورة و الحفاظ على مصالح‬ ‫الشعب ‪-‬‬
‫الشعب ‪.‬‬

‫لجنة التنسيق و التنفيذ ‪ CCE‬لقد مثلت السلطة التنفيذية في الجزائر على التوالي من طرف‬
‫لجنة التنسيق و التنفيذ ثم الحكومة المؤقتة ‪.‬‬

‫لقد تكونت لجنة التنسيق و التنفيذ في البداية من ‪ 50‬أعضاء و كانت مسؤولة أمام المجلس‪.‬‬
‫و قد مارست مهامها في البداية على التراب الوطني لمدة سنة واحدة ثم اضطرت نتيجة‬
‫لظروف الحرب ‪,‬خاصة بعد حادثة اختطاف الطائرة للعمل بالخارج‪ .‬إرتفع عدد أعضائها إلى‬
‫‪ 50‬أعضاء في المؤتمر الثاني الذي أنعقد بالقاهرة سنة ‪ .3699‬ففي بداية ‪ 3699‬تهيكلت‬
‫اللجنة في ‪ 99‬أقسام متخصصة ‪ ,‬فلم يكن هذا التقسيم السبب الوحيد الذي أعطاها طابعا‬
‫حكوميا و إنما العالقات التي نسجتها مع دول صديقة التي لم تعتبرها فقط كممثلة شرعي‬
‫للشعب الجزائري بل اعطتها مكانتها كحكومة‪.‬‬

‫ففي سبتمبر ‪ 3699‬و بتفويض من المجلس الوطني للثورة الجزائرية تشكلت الحكومة المؤقتة‬
‫حيث نصت المادة ‪ 66‬من القانون األساسي لمؤسسات الثورة تقوم‬ ‫للجمهورية الجزائرية‬
‫‪3‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫بالسلطة التنفيذية إلى غاية تحرير التراب الوطني و تثبيت المؤسسات الدائمة‪ .‬و تكون هذه‬
‫الحكومة مسؤولة أمام المجلس بحيث تقوم بالمهام التنفيذية ‪,‬تناقش و تصوت على الميزانية‪,‬‬
‫توظف في المهام العسكرية العليا و المهام المدنية الهامة‪ ,‬مكلفة بالوظيفة الدبلوماسية أما فيما‬
‫يخص المصادقة على المعاهدات فهي من اختصاص المجلس‪ .‬و يمكن الجمع بين العضوية‬
‫في المجلس و الحكومة المؤقتة معا‪.‬‬

‫قيادة أركان جيش التحرير الوطني‬

‫إن التركيز على النصوص القانونية التي تحدد مهام كل من المجلس الوطني للثورة و الحكومة‬
‫المؤقتة قد يوقعنا في التحليل السطحي الذي ال يمكننا من معرفة مختلف مستويات السلطة التي‬
‫كانت موجودة إبان تكوين الدولة الجزائرية ‪ .‬إذ ال بد أن الننسى بأن هذه الدولة قد تكونت في‬
‫ظروف خاصة اي حرب التحرير الوطني ‪ .‬فالمادة ‪ 61‬من القانون المذكور أنفا تؤكد على أن‬
‫المؤقتة الحكومة مسؤولة على قيادة حرب التحرير ‪ .‬فإذا كانت األولوية األولى قد أعطيت‬
‫للحرب كأداة لتأسيس الدولة الجزائرية ‪ ,‬فإنه من الصعب أن تكون مرتبة أداة هذه الحرب أي‬
‫جيش ا لتحرير بقيادته العامة و على رأسها العقيد هواري بومدين متأخرة أو حتى الثانية في سلم‬
‫المؤسسات ‪.‬‬

‫لقد تأسس أركان جيش التحرير بعد مؤتمر طرابلس ‪ 9000‬أين قرر المجلس تأسيسه و‬
‫عين أعضاءه من قبل الحكومة المؤقتة‪ .‬إن أهمية قيادة األركان في الحرب جعلت منه بمثابة‬
‫دول ة داخل دولة‪ .‬رغم إن المؤتمر األول للجبهة قد أقر أهمية السياسي على العسكري إال أن‬
‫الواقع كان عكس ذلك مما أذى إال أزمة سياسية ‪ .‬فلقد كانت الحكومة تمارس السلطة التنفيذية‬
‫علي المستوى النظري فقط ألن تمركز الجيش على الحدود التونسية و المغربية قد أعطي لقيادة‬
‫األركان األولوية و المكانة األولى علي هرم المؤسسات ‪ ,‬فتكلم محمد حربي عن إزدواجية في‬
‫السلطة حيث مالت الكفة في النهاية إلى جهة قيادة األركان‪ .‬و تأكدت أهمية قيادة األركان في‬
‫سلم مؤسسات الثورة من خالل اضطالع جيش التحرير الوطني على السلطة القضائية ‪.‬ففي‬
‫فيفري ‪ 3699‬أصدرت الحكومة المؤقتة قانون المحكمة العسكرية و أنشأت عدة محاكم عسكرية‬
‫دائمة تحاكم المدنين كذلك ‪.‬إذا ففي سياق حرب التحرير الوطني نجد أن الجيش قد احتل مكانة‬
‫سياسية متميزة و التي بقيت إلى غاية االستقالل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫المحاضرة ‪/59‬المؤسسات السياسية في الجزائر في ظل الفترة االنتقالية االولى‬

‫في اجتماع المجلس الوطني الطارئ المنعقد من ‪ 66‬إلى ‪ 69‬فيفري ‪ 3696‬وافق‬


‫باإلجماع على مشروع االتفاق المعد في روسيا ‪ ,‬ثم استأنف بعد ذلك الطرفين اللقاء في ايفيان‬
‫في مارس من نفس السنة ‪ ،‬وبتاريخ ‪36‬مارس‪ 3696‬تم وقف إطالق النار بين الجزائر وفرنسا‬
‫‪،‬أين تشكلت المرحلة االنتقالية و تأسيس الجهاز التنفيذي المؤقت و القوة المحلية و تم تحديد‬
‫موعد االنتخابات و عدد الالجئين و دخول الجيش المتواجد في الحدود إلى الجزائر ‪.‬فقام‬
‫الجهاز التنفيذي بتنظيم عملية االستفتاء في ‪ 93‬جويلية ‪ 3696‬الذي بموجبه اعترفت فرنسا‬
‫باستقالل و سيادة الجزائر ‪ .‬وقد تميزت تلك المرحلة بسيطرة الجبهة على الهيئة التنفيذية المؤقتة‬
‫بغرض ضمان األمن وتنظيم انتخابات المجلس التأسيسي الذي سيتولى وضع الدستور‪ .‬وقد‬
‫تميزت المرحلة بحدوث خالف بين قادة الثورة حول السلطة والنظام‪ .‬بين من يسير الدولة وما‬
‫هو النظام السياسي واالجتماعي الذي يجب ان يسير وفقه المجتمع الجزائري‪.‬‬

‫‪ ‬الهيئة التنفيذية المؤقتة‪ :‬بعد وقف إطالق النار في ‪ ،3696/91/36‬تم تشكيل هيئة‬
‫تنفيذية مؤقتة مختلطة في ‪ 3696/91/69‬برئاسة عبد الرحمان فارس الذي تم تعينه‬
‫من طرف الحكومة المؤقتة والحكومة الفرنسية‪ ،‬وتتكون من ‪ 36‬عضو ‪ 6 ،‬جزائريين و‬
‫‪ 1‬فرنسيين مهمتها تسير شؤون البالد و اإلعداد لالستفتاء حول تقرير المصير ‪ ،‬ثم‬
‫تسليم مهامها للمجلس التأسيسي الذي سينتخب عليه بعد استفتاء تقرير المصير ‪.‬‬
‫‪-9‬أزمة صائفة ‪9091‬‬
‫ويعود السبب الرئيسي لهذه األزمة ذلك الخالف الذي وقع بين الحكومة المؤقتة وهيئة‬
‫األركان العامة‪،‬أين انسحب بن خدة وجماعته من طرابلس باتجاه تونس في ‪9‬جوان ‪ 3696‬قبل‬
‫انتهاء أشغال الدورة‪ 4‬ل لمجلس الوطني للثورة الجزائرية والذي كان جدول أعماله يتمحور حول‬
‫تحويل الجبهة إلى حزب وانتخاب مكتب سياسي‪ ،‬وقد توصل المجلس إلى وضع هياكل للحزب‬
‫وانشاء مجلس تأسيسي عن طريق االنتخابات بعد تقرير المصير يتولى‪:‬‬
‫‪ -3‬إعداد دستور للبالد‪،‬‬
‫‪ -6‬التشريع باسم الشعب‪،‬‬
‫‪ -1‬تعين الحكومة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫وخالل مناقشات المجلس طالب قادة الواليات ( ‪)9+9+3‬باستقالة بن خدة باعتباره فاقد‬
‫للشرعية مع أنه كان المفوض من المجلس للتفاوض مع فرنسا باسم الجبهة و الشعب الجزائري‬
‫‪ ,‬و على إثر ذلك أصدرت الحكومة المؤقتة في ‪ 19‬جوان بعد اجتماع زمورة ‪-64‬‬
‫‪ ( 3996/99/69‬الوالية ‪)1‬قرارها بعزل قيادة األركان و تجريدهم من رتبهم العقيد هواري‬
‫بومدين و علي منجلي و قائد احمد ‪ .‬فيما غابت عنه الواليات المناوئة للحكومة المؤقتة (‬
‫الوالية ‪ 3‬و‪ 9‬و ‪.)9‬‬

‫وفي اجتماع تلمسان ‪ ،‬وقف بن بلة إلى جانب هيئة قيادة األركان والتوجه إلى مقر القيادة‬
‫بالعاصمة ‪ ،‬فوجدت الحكومة المؤقتة نفسها معزولة وال تملك أية سلطة فعلية هذا ما يبرر‬
‫عجزها بعد دخولها العاصمة في ‪ 91‬جويلية‪3696‬على قيادتها للجهاز اإلداري‪ .‬وقد تضاعفت‬
‫األزمة على إثر إنشاء المكتب السياسي في تلمسان بتاريخ ‪ 3696-99-66‬ورفضته الحكومة‬
‫المؤقتة‪.‬‬

‫وبعد اجتماع بوسعادة ‪ 3696/99/69‬دخل بن بلة العاصمة في ‪ 91‬أوت ‪ 96‬ومعه‬


‫أعضاء المكتب السياسي ثم أجلت االنتخابات المجلس التأسيسي بسبب الموقف العسكري‬
‫للوالية الرابعة‪ ،‬األمر الذي دفع ببن بلة إصدار أوامر للقوات المؤيدة له (الهيئة و الوالية ‪ 3‬و ‪6‬‬
‫و‪ 9‬و ‪)9‬بالسير نحو العاصمة في ‪ .96/99/ 19‬ثم تال ذلك اتفاق بين المكتب السياسي و‬
‫الواليتين المعارضتين الثالثة و الرابعة يقضي بوقف النار في ‪ ( 96- 96‬الشعب خرج يردد ‪7‬‬
‫سنوات بركات ) و نزع السالح من العاصمة و تنظيم انتخابات في أقرب اآلجال و هو ما حدد‬
‫فعال في ‪ ,96-96-69‬بعد دخول بومدين العاصمة‪.‬‬

‫المجلس الـتأسيسي ‪ :‬استلم مهامه بعد أن نقلت الهيئة التنفيذية المؤقتة سلطتها له وتم‬
‫على إثر ذلك تعين أول حكومة جزائرية برئاسة أحمد بن بلة التي نالت ثقة المجلس بعد تسعة‬
‫أيام من االنتخابات‪ .‬فعادت المشروعية المتنازع عنها مند مؤتمر طرابلس إلى المجلس‬
‫التأسيسي والحكومة إلى جانب إعداد والتصويت على الدستور‪ .‬كما أعطيت للمجلس التأسيسي‬
‫سلطة التشريع‪ ،‬فأصبح هو صاحب االختصاص في التشريع وبدون قيود سواء بتعديل أو إلغاء‬
‫النصوص السابقة أو بسن ما يراه ضروري للسير الحسن لمؤسسات وأجهزة الدولة‪ .‬لكن‬
‫الممارسة أثبتت العكس بحيث أن هياكل المجلس لم تتمكن من القيام بمهامها بسبب السلطة‬
‫الكبيرة التي يتمتع بها الحزب‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫المحاضرة ‪ /51‬المؤسسات السياسية في الجزائر في فترة دستور ‪9094‬‬


‫ان تأخر المجلس في إعداد الدستور بسبب الخالفات الداخلية و العراقيل التي اعترضته‬
‫ترك المجال للمكتب السياسي بتأييد من بن بلة الذي عارض تدخل النواب لتغير مشروع‬
‫الدستور ألن ذلك إقرار بمنافستهم للحزب الذي أراده قويا‪.‬و هذا ما أذى إلى معارضة فرحات‬
‫عباس و استقالته من رئاسة المجلس التأسيسي ‪ ,‬و اختار أيت احمد المعارضة فأسس حزب‬
‫جبهة القوى االشتراكية و نظم مقامة مسلحة في القبائل‪.‬‬

‫و قد تم إعداد الدستور في جويلية ‪ 3691‬من طرف المكتب السياسي و طرح للمناقشة على‬
‫الندوات الجهورية لإلطارات و عرض على الشعب لالستفتاء في ‪ 99‬سبتمبر ‪.3691‬وبذلك‬
‫ظهر أول دستور للجمهورية الجزائرية المستقلة مكرسا تفوق المكتب السياسي ومن ورائه قيادة‬
‫األركان وضعف المجلس التأسيسي‪.‬‬

‫ويقوم نظام الحكم في دستور ‪ 3691‬على ثالث مؤسسات سياسية وهي‪:‬‬

‫‪ o‬الحزب ممثلة في حزب جبهة التحرير الوطني‬


‫‪ o‬السلطة التشريعية ممثلة في المجلس الوطني ‪.‬‬
‫‪ o‬السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫مؤسسة الحزب‪:‬‬ ‫‪-9‬‬

‫إذ تنص المادة ‪ 64/91‬على أن " حزب جبهة التحرير الوطني مسؤولية على تحديد سياسة‬
‫األمة وتوحي بعمل الدولة و تراقب عمل المجلس الشعبي الوطني و الحكومة"‪ .‬أما المادة ‪ 69‬فتنص‬
‫على أن " جبهة التحرير الوطني تشخص المطامح العميقة للجماهير و تهذبها و تنظمها و هي رائدها‬
‫في تحقيق مطامحها" ‪ ،‬كما أن الترشح لرئاسة الجمهورية يكون من قبل الحزب إلى جانب‬
‫مسالة ترشح النواب و سحب الثقة منهم‪ .‬و هذا ما يعني أن السلطات المنصوص عليها‬
‫في الدستور ما هي إال أدوات في يد الحزب لتحقيق برنامجه السياسي المتمثل في تحقيق‬
‫االشتراكية‪ .‬هيمنة الحزب على الحياة السياسية و االقتصادية و االجتماعية‪ " :‬جبهة التحرير‬
‫هي الحزب الطالئعي الوحيد في الجزائر" (م ‪ ،)14‬جبهة التحرير تحدد سياسة األمة ‪ ,‬توجه عمل‬
‫الدولة و تراقب المجلس الوطني و الحكومة" (م ‪)13‬‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫وكرد فعل على محاوالت المعترضين على توجه الحزب الواحد‪ ،‬صدر المرسوم رقم‬
‫‪ 3691/669‬والذي تم بموجبه منع كل الجمعيات والتجمعات الفعلية ذات الهدف السياسي‬
‫من ممارسة نشاطها على كافة التراب الوطني ‪ .‬مما أدى إلى إبعاد الخصوم السياسيين‬
‫والتأسيس لالنفراد بالسلطة ‪ .‬وتأسس الحزب على انه حزب ذو طابع طالئعي بعدما عارض‬
‫ذلك محمد خيضر األمين‬

‫المؤسسة التنفيذية م ‪-40‬م ‪.00‬أحادية – مؤسسة الرئاسة‪-‬‬ ‫‪-1‬‬


‫جاء في المادة ‪ 16‬من الدستور بأن السلطة التنفيذية تستند إلى رئيس الدولة حامل لقب‬
‫رئيس الجمهورية الذي ينتخب لمدة ‪ 99‬سنوات عن طريق االقتراع العام السري و المباشر بعد‬
‫تعينه من طرف الحزب و أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية و السياسية و عمره ‪ 19‬سنة على‬
‫األقل ‪ ،‬حيث انتخب بن بلة ب ‪ 333‬صوتا مقابل ‪ 31‬معارضا و ‪ 13‬بطاقة بيضاء‪ .‬و‬
‫عرضت حكومته على المجلس التأسيسي في ‪ 66‬سبتمبر ‪ 3696‬هذا األخير الذي كرس إرادة‬
‫المكتب السياسي للحزب الذي كان بتمتع وقتها بدعم الجيش‬

‫صالحيات رئيس الجمهورية ‪:‬‬

‫‪ ‬لقد خول الدستور لرئيس الجمهورية سلطات واسعة منها‪:‬‬


‫‪ ‬تحديد سياسة الحكومة و توجيهها و تسير و تنسيق السياسة الداخلية و الخارجية للبالد‪.‬‬
‫‪ ‬يتولى بمفرده تعين الوزراء على أن يكون ‪ 6/1‬منهم على األقل من نواب المجلس ‪ .‬و هم‬
‫مسئولون أمامه‪.‬‬
‫‪ ‬تعين الموظفين في المناصب المدنية و العسكرية‪.‬‬
‫‪ ‬القائد األعلى للقوات المسلحة‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار القوانين و نشرها و تنفيذها و ممارسة السلطة التنظيمية‪.‬‬
‫‪ ‬ووفقا للمادة ‪ 05‬من الدستور يجوز لرئيس الجمهورية أن يطلب من المجلس الوطني‬
‫التفويض له و لمدة محددة حق إتحاد تدبير ذات صبغة تشريعية عن طريق أوامر تشريعية ‪,‬‬
‫على أن تعرض على المجلس للمصادقة في أجل ‪ 54‬أشهر‪.‬‬
‫‪ ‬و في المجال الخارجي فقد خول الدستور لرئيس الجمهورية سلطات واسعة ‪ ,‬فهو الذي يسيرها‬
‫و ينسقها ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ ‬يحق له التوقيع و المصادقة على المعاهدات و االتفاقيات و المواثيق الدولية بعد استشارة‬
‫المجلس‪.‬‬
‫‪ ‬يعلن الحرب و يبرم اتفاقيات السلم بعد موافقة المجلس‪.‬‬

‫إن أهم و أخطر سلطة منحها الدستور للرئيس هي ما جاء بيه نص المادة ‪ 00‬من‬
‫الدستور التي أعطت له سلطة إتحاد التدابير االستثنائية لحماية استقالل األمة و مؤسسات‬
‫الجمهورية في حالة الخطر الوشيك ‪ .‬بدون أية قيود إذ يصبح الرئيس صاحب االختصاص‬
‫الوحيد في تقرير متى يلجأ إلى استعمال المادة ‪.00‬‬

‫و من هنا كانت سلطة بن بلة كبيرة جدا فقد جمع بين سلطات رئيس الحكومة و رئيس‬
‫الجمهورية ‪,‬ثم و باستعماله المادة ‪ 96‬بقيت كل السلطات بيده إلى غاية تنحيته في ‪ 36‬جوان‬
‫‪. 3699‬‬

‫‪-4‬السلطة التشريعية ‪ :‬أحادية مجلس وطني واحد‪.‬‬


‫استلم المجلس الوطني مهامه بعد نقل الصالحيات إليه في ‪ 3694/6/69‬من المجلس‬
‫التأسيسي ‪ .‬ممثليه يرشحهم حزب ج ت و ‪ ،‬وينتخبون من طرف الشعب لمدة ‪ 9‬سنوات ‪.‬‬
‫يتمتع المنتخبين في المجلس بحصانات برلمانية‪.‬‬
‫مهمامه‪:‬‬
‫‪ ‬أسندت له وظيفة التشريع‬
‫‪ ‬له صالحية تعديل الدستور باقتراح األغلبية المطلقة النواب ‪1/6‬‬
‫‪ ‬يراقب نشاط الحكومة عن طريق اليات مثل ‪ :‬طرح االسئلة الشفهية والكتابية ‪ .‬سحب الثقة‬
‫‪-4‬قراءة سياسية في دستور ‪: 9094‬‬
‫ان المتبصر في شكل ومضمون دستور ‪ 91‬يمكن رصد العديد من النقاط ‪:‬‬
‫‪ ‬في الجانب االيجابي‪:‬‬
‫‪ o‬كرس وحافظ على البعد التاريخي والنضالي للشعب الجزائري‬
‫‪ o‬كرس البعد العربي االسالمي لالمة والمجتمع الجزائري‬
‫‪ o‬االهتمام باإلجماع الوطني في المسائل الوطنية والجوهرية – تعديل الدستور‪-‬‬
‫‪ o‬اقر العديد من الحقوق السياسية واالقتصادية والحريات األساسية‬
‫‪ o‬اكد على الوحدة الترابية و الوطنية وعدم المساس باستقالل األمة ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ ‬في الجانب السلبي‬


‫‪ o‬لم يفصل اجرائيا بين السلطات‬
‫‪ o‬هيمنة سلطة الحزب على المؤسسات االخرى ‪ ،‬ثم انتقالها الى رئيس الجمهورية هيمنة‬
‫الحزب على الحياة السياسية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫‪ o‬غياب عنصر الديمقراطية وتكرسي االحادية الحزبية‬
‫‪ o‬لم يعترف بوجود معارضة سياسية ‪.‬‬
‫‪ ‬تمركز السلطات في يد رئيس الجمهورية (شخصنة السلطة)‬

‫إن الذي ضاعف من تمركز السلطة في يد رئيس الجمهورية ثم ضعف المجلس الوطني‬
‫هو الجمع بين قيادة الحزب و الدولة‪ .‬حيث أصبح الرئيس بعد مؤتمر الجزائر األمين العام‬
‫للحزب‪ . 1964‬كما قد منعت اللجنة المركزية اإلطاحة به‪ ,‬و تقرر حقه في تعين أعضاء‬
‫المكتب السياسي‪ .‬إلى جانب إلحاقه للوالة و اختصاصاتهم برئاسة الجمهورية بتاريخ ‪-13‬‬
‫‪ .94-99‬مقلصا من مهام وزير الداخلية أحمد مدغري واحد من جماعة وجدة و المقربين‬
‫من بومدين الذي كان يحتل منصب وزير الدفاع ‪.‬فقدم استقالته التي قبلت منه و تولى هو‬
‫مهام تلك الو ازرة ‪ .‬ثم قرر إنشاء مديريتين ملحقتين بالرئاسة مكان وزارتي المالية و‬
‫اإلعالم و التخطيط‪.‬‬

‫لقد بينت هذه المسألة هشاشة رئيس الجمهورية الذي لم يعد شيء بعدما تخلت عنه‬
‫مؤسسة الجيش التي كانت تعتبر مصدر سلطته السياسية ‪ ,‬حيث وجد نفسه وحيدا أمام‬
‫مؤسسة الجيش التي كثي ار ما أعتمد عليها في تقوية سلطته السياسية أو في إبعاد خصومه ‪.‬‬

‫وقد عجت األجهزة اإلدارية في عهد الرئيس بن بلة بالجيش مما جسد االعتماد على‬
‫العسكر في الهيئة التنفيذية ‪ ،‬فحكومة بن بلة األولى ضمت ‪ 9‬عسكريين ‪ ،‬وفي الحكومة‬
‫الثانية تعزز موقع العسكريين بدخول قايد احمد وشريف بقاسم ليصبح عدد العسكريين ‪، 9‬‬
‫وفي الحكومة الثالثة حاول بن بلة تقليص هيمنة العسكر فابعد العناصر المحسوبة على‬
‫جماعة وجدة إال أن الظروف سارت في االتجاه المعاكس وأطيح به في ‪.3699/99/36‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫المحاضرة ‪/54‬المؤسسات السياسية في الجزائر بعد ‪ 90‬جوان ‪9094‬‬

‫في ‪ 3699/99/36‬اعتقل الرئيس بن بلة واستولى الجيش على السلطة و قام العسكريون‬
‫بتجميد الدستور ومؤسسات النظام وأعلنوا من خالل مرسوم ‪ ( 3699 /99/39‬الدستور‬
‫الصغير) قيام مجلس الثورة بوصفه أعلى السلطات الممثلة للسيادة في انتظار اعتماد دستور‬
‫جديد‪ ،‬ولكن هذه السلطة الجماعية لم تدم طويال بحكم الخالقات السياسية ‪ ،‬الجهوية والشخصية‬
‫‪ ،‬واستطاع بومدين أن يفرض شخصه وسياسة مجموعته وتحييد بعض المخالفين واقصاء‬
‫البعض األخروقد صاغ أصحاب حركة ‪ 36‬جوان مجموعة من المبررات ‪ ،‬من خالل تقديم‬
‫األمر على انه تصحيح يستهدف إعادة السيادة للشرعية الثورية والقضاء على الحكم الفردي(‬
‫احتكار السلطة) والرجوع إلى سلطة الشعب حسب البيان الذي تاله قائد حركة ‪36‬جوان والذي‬
‫أعلن فيه عن تشكيل مجلس للثورة كقيادة جماعية للبالد إلى غاية اعتماد دستور جديد‪.‬‬
‫ومن نتائج اإلطاحة ببن بلة ‪:‬‬
‫‪ o‬إقرار مبدأ القيادة الجماعية‬
‫‪ o‬تجميد دستور ‪ 91‬وميثاق الجزائر ‪94‬‬
‫‪ o‬إصدار أمر ‪3699/99/39‬‬
‫كما دل كذلك على سهولة إزاحة بن بله‪ ،‬ضعف النخب و التنظيمات والقوى الموالية‬
‫للرئيس والرئاسة‪ ،‬وقدرة المؤسسة العسكرية على تعبئة األجهزة وصد أي محوالت لتحييده أو‬
‫إبعاده عن مراكز صنع القرار ‪ ،‬وتفرد المؤسسة العسكرية بالقوة واستقالليتها بالنسبة للقوى‬
‫األخرى وهي تتحرك وفق ما تمليه مصالحها دون ضغط أو أن تتخلى ألية جهة داخلية‬
‫سياسية أو اجتماعية ( فالجيش قوة مهيمنة داخل النظام السياسي الجزائري)‪.‬‬
‫وأصبح الجيش هو المحرك الرئيسي للعملية السياسية عن طريق قائده هواري بومدين ‪،‬‬
‫والذي نجح كذلك في تركيز اغلب السلطات في يديه ‪ ،‬فهو رئيس الدولة والحكومة ورئيس‬
‫مجلس الوزراء ووزير الدفاع ‪ ،‬فبعد ‪ 3699‬أصبحت السلطات تدريجيا مجسدة في شخصه‬
‫وأصبح على حد تعبير االستاذ يفصح هو السلطة والقوة والنظام ‪ ،‬وهكذا فان الجيش هو‬
‫الضامن األول لالستقالل والسيادة وعامل استقرار والوحدة الوطنية ‪ ،‬وقد أسندت له المهام‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ o‬الدفاع عن سالمة التراب الوطني والوحدة الوطنية‬
‫‪11‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ o‬الدفاع عن الثورة االشتراكية‬


‫‪ o‬المساهمة في تنمية البالد وتشييد مجتمع جديد‪.‬‬
‫مجلس الثورة‪ :‬و هو الهيئة التشريعية والتنفيذية التي حلت محل المجلس الوطني ‪ .‬تكون من‬
‫‪ 69‬عضوا‪ 64 .‬عسكريون و ‪ 96‬مدنيين ‪ .‬و قد أسندت له اختصاصات مؤسسات الدولة أي‬
‫المجلس الوطني و رئيس الجمهورية و الحزب باعتباره مصدر السلطة المطلقة و المنشئ‬
‫للمؤسسات و المحدد الختصاصاتها ‪ ،‬وفي عام ‪36 99‬لم يبق في المجلس سوى ‪ 36‬عضوا‬
‫من أصل ‪.69‬‬
‫‪ ‬خصائص مجلس الثورة‪:‬‬
‫‪ o‬ال يعتبر هيئة تأسيسية منتخبة و ال مؤتمر حزب ‪ ,‬و إنما يضطلع بالتحضير النتخاب‬
‫جمعية تأسيسية و عقد مؤتمر حزب‪.‬‬
‫‪ o‬كما أنه ال يعتبر مجلسا وطنيا ألن أعضاءه المبعدون و المستقيلون أو المتوفون لم‬
‫يعوضوا‬
‫‪ o‬و أن أغلب األعضاء من الجيش ‪.‬‬
‫‪ o‬و ال وجود لنص قانوني يحكم سير أعماله‪.‬‬
‫و تجنبا لتتداخل المهام و قلة الفاعلية‪ ،‬اقتصر دور المجلس القيام بمهام الحزب و مراقبة‬
‫الحكومة التي فوضها في ممارسة مهام أجهزة الدولة‪.‬كما تولى مكان األجهزة المركزية للحزب‬
‫مهمة تحديد خطوط السياسة العامة للبالد و اختياراتها األساسية‪ .‬وقد اضطلع بمهام التشريع‬
‫خاصة ظهور لوائح عنه متضمنة توجيهات للحكومة و األمانة التنفيذية للحزب‪.‬و قد طلبت منه‬
‫الحكومة في بعض األوقات الموافقة على بعض األوامر التشريعية التي فوضها التخاذها‬
‫كقانون الوظيف العمومي و قانون اإلجراءات المدنية و قانون البلدية ‪ .‬إال أن نشاطه قد تقلص‬
‫مند ماي ‪ 3699‬بحيث لم يعد يجتمع إال قليل و توقف عن االجتماع بصفة مستقلة عن‬
‫الحكومة إلى غاية ‪ 3696‬و أصبح ينسق مع الحكومة ‪ .‬يجتمع معها لدراسة المواضيع الهامة‬
‫و التداول بشأنها كقانون الوالية و المخطط و الميزانية و الثورة الزراعية و التسيير الذاتي‬
‫للمؤسسات‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول ‪ ،‬أن مجلس الثورة اعتمد عمله وفقا آللية األوامر المجلسية فيما يتعلق‬
‫بالتعديل الحكومي سواء كليا أو جزئيا والية المراسيم إذا تعلق األمر بالتنظيم ‪ ،‬كما قد يستعمل‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫آلية المقررات عندما يتعلق األمر بالجوانب األيديولوجية ورسم الخطوط العريضة للسياسة العامة‬
‫‪:‬‬
‫‪ o‬التشريع عن طريق و األوامر المجلسية‪.‬‬
‫‪ o‬التنظيم عن طريق المراسيم‬
‫‪ o‬اإليديولوجية عن طريق المقررات‪.‬‬
‫‪ o‬تم تطبيق سياسة التوازن الجهوي في ‪ (3699‬التنمية في جميع مناطق الوطن )‬
‫‪ o‬إقرار الالمركزية في بناء مؤسسات الدولة اإلدارية جهازي البلدية والوالية( صدور قانون‬
‫البلدية في ‪/39‬جانفي ‪ 3699‬ثم قانون الوالية في ‪ 61‬ماي ‪.3696‬‬
‫‪ -3‬الحكومة‪ :‬وهي الهيئة التنفيذية التي حلت محل رئيس الجمهورية‪ ،‬غير أن الجهازين يرأسهما‬
‫شخص واحد يحمل لقب رئيس مجلس الثورة والوزراء ‪،‬و نظ ار لكونها تتشكل في جزء منها من‬
‫أعضاء مجلس الثورة ‪ ,‬و يترأسها رئيسها الذي هو مصدر السلطة المطلقة متولي للسلطتين‬
‫األساسيتين ‪ :‬التشريع و المراقبة و السلطة السياسية أي الحزب ‪ .‬و نظ ار لرغبته في عدم الجمع‬
‫بين وظيفتي الدولة و الحزب‪ ,‬فقد احتفظ لنفسه بالوظيفة السياسية أي القيادة و المراقبة و فوض‬
‫لنفسه مهمة التشريع إلى الحكومة مع تقرير مسؤوليتها جماعيا أمام مجلس الثورة و فرديا‬
‫أمام الرئيس ‪ .‬و من مهامها الدبلوماسية ‪ ,‬المصادقة على المعاهدات الدولية عن طريق‬
‫األوامر‪.‬‬
‫‪ o‬الحكومة األولى‪9090/57/95 :‬‬
‫‪ o‬الحكومة الثانية ‪9075/57/19 :‬‬
‫و بشأن مهمة الرقابة التي كان مجلس الثورة يمارسها على الحكومة فقد انحصر دوره في‬
‫سلطة تعديل الحكومة كليا أو جزئيا تصدر و تمضى من طرف رئيسه ‪ ,‬كما يتولى المجلس‬
‫توجيه الحكومة‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس مجلس الثورة‪ ,‬هو رئيس مجلس الوزراء‪ .‬تمتع بسلطات واسعة خاصة بعد محاولة‬
‫االنقالب الفاشلة التي حاول القيام بها الطاهر الزبيري‪.‬فقد تولى رئاسة المجلسين أي أجهزة‬
‫الحزب و الدولة ‪ ,‬وأحتفظ بقيادة الجيش ( و ازرة الدفاع) و القائد العام للقوات المسلحة و قائد‬
‫األ ركان ‪ .‬و من هنا فسلطته كانت كبيره تعدت سلطة بن بلة ‪ .‬و في الحقيقة إن المكانة التي‬
‫يحتلها في النظام ووجوده على رأس المجلسين قد سمحت له بتدعيم سلطاته الشخصية في قيادة‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫المجموعتين ة اتخاذ الق اررات و إصدار التوجيهات دون الجوع إلى إحدى المجلسين ‪ .‬و قد‬
‫دامت الوضعية إلى غاية ‪.3079‬‬
‫‪ ‬حزب جبهة التحرير الوطني‪ :‬بعد حركة ‪ 36‬جوان ‪ 99‬قام بومدين بإبعاد الحزب تماما عن‬
‫التدخل في شؤون الدولة واإلدارة وألغيت جميع تنظيماته المركزية‪ ،‬كما أكد بومدين على‬
‫ضرورة تعيين هيئات حقيقية وأكثر فعالية للحزب ‪ ،‬ففي ‪ 39‬جويلية ‪3699‬عوض المكتب‬
‫السياسي باألمانة التنفيذية التي ترأسها شريف بلقاسم ‪ ،‬لكنهم اكتشفوا أنهم ال يملكون أي دور‬
‫في جهاز الحزب فانسحبوا منه ومن عضوية في مجلس الثورة ‪ ،‬فأصبح حزب جبهة التحرير‬
‫الوطني يعتمد عليه فقط في إعداد القوائم االنتخابية واإلشراف على بعض الحمالت بالشرح‬
‫والتوعية كحمالت البلدية والوالية‪.‬‬
‫وفي ‪ 3699/36/39‬عين بومدين قايد احمد مسئوال عن الحزب ‪ ،‬الذي سعى ليعيد مكانة‬
‫الحزب بالعودة إلى مبدأ أولوية الحزب على الدولة ‪ ،‬والدعوة إلى ضرورة وضع المناصب العليا‬
‫والقيادية في مؤسسات الدولة للمناضلين ‪ ،‬غير أن محاوالت قايد احمد باءت بالفشل ‪ ،‬فاستقال‬
‫من منصبه في ‪.3696/36/69‬‬
‫و في ظل هذا النظام ظهرت أجهزة مثلت القوى االجتماعية و االقتصادية و هي عبارة عن‬
‫هيئات استشارية مثل‪:‬‬
‫‪-‬المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫‪-‬المجلس االقتصادي و االجتماعي و الذي كان يضم أعضاء متخصصين من األجهزة‬
‫اإلدارية و السياسية و االقتصادية‪ .‬مهمته إبداء الرأي عندما يطلب منه ذلك في المسائل‬
‫االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬الندوة الوطنية لرؤساء المجالس الشعبية البلدية‪ :‬و قد لعبت دو ار هاما في الوساطة بين‬
‫القمة و القاعدة‪.‬‬
‫‪ -‬االتحاد العام للعمال الجزائريين ‪.‬‬
‫‪ -‬االتحاد الوطني للنساء الجزائريات ‪.‬‬
‫‪ -‬االتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ‪.‬‬
‫‪-‬اللجنة الوطنية للتسيير االشتراكي للمؤسسات‪ .‬إلى جانب المنظمات الجماهيرية التي كانت‬
‫تابعة للحزب تقوم بدور المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫المحاضرة ‪/53‬المؤسسات السياسية في ظل دستور ‪9079‬‬

‫مقدمة‬
‫إن المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها هواري بومدين في النظام المؤسساتي الجديد كانت‬
‫واضحة من خالل أنه كان رئيس مجلس الثورة و رئيس مجلس الوزراء ‪ ,‬إلى جانب أنه واصل‬
‫ممارسة مهامه القديمة كوزير للدفاع و القائد األعلى للقوات المسلحة ‪ .‬و قد استمر هذا‬
‫الوضع السياسي و المؤسساتي من ‪ 3699-3699‬بحيث كان من الضروري انتظار حوالي‬
‫‪ 36‬سنة من أجل وضع دستور جديد و انتخاب المجلس الوطني و رئيس الجمهورية اال أنه‬
‫لم يكن أي تغير أساسي في هذه التشكيلة المؤسساتية ‪ ,‬بحيث أنه و بعد اكتسابه لقب رئيس‬
‫الجمهورية فإنه لم يكتفي بصالحياته كرئيس مجلس الثورة و رئيس مجلس الوزراء و إنما نجده‬
‫قد اكتسب مشروعية شعبية‪ .‬و قد جاءت المشروعية الشعبية فقط من أجل تقوية المشروعية‬
‫التاريخية الموجودة مسبقا إذ أن األمر لم يكن انتقاال من مشروعية تاريخية إلى مشروعية‬
‫دستورية‪ ،‬و إنما إلباس هذه المشروعية الثورية غطاء دستوري‪.‬‬
‫‪ -3‬دوافع العودة إلى الحياة الدستورية ‪:‬تتلخص في مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬الفراغ الدستوري التي عاشته الجزائر بعد تجميد دستور ‪ 3691‬عام ‪.3699‬‬
‫‪ ‬خلق االنسجام بين إطار الحزب ( سياسيا) واطارات الدولة ( إداريا)‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف حزب ج ت و‪ ،‬و انتعاش تيارات سياسية مناهضة له ‪ ،‬فقد أعلن هواري بومدين في‬
‫‪3699/99/69‬تنصيب أمانة تنفيذية للحزب تتكون من ‪ 9‬أعضاء من مجلس الثورة (‬
‫شريف بقاسم – محند ولد الحاج – يوسف الخطيب – صالح بوبندير – طيبي محمد) ‪،‬‬
‫عمال بمبدأ القيادة الجماعية ‪ ،‬على ان يكون دور الحزب مكمال لما يقوم به مجلس الثورة و‬
‫الحكومة ‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء الشرعية الثورية صبغة دستورية ‪.‬‬
‫‪ ‬االستقرار السياسي والنضج السياسي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪ -6‬محتوى الدستور‪ :‬تكون الدستور من ‪ 369‬مادة ‪ .‬و يتميز بعدم الفصل بين السلطات‬
‫‪ .‬وحدة السلطة و تعدد الوظائف و هي‪:‬‬

‫‪ ‬الوظيفة السياسية‪:‬م ‪-03‬م ‪954‬‬


‫‪15‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ ‬الوظيفة التنفيذية‪ 953‬إلى ‪910-‬م‬


‫‪ ‬الوظيفة التشريعية‪ :‬م ‪994-919‬‬
‫‪ ‬الوظيفة القضائية م ‪951-993‬‬
‫‪ ‬الوظيفة الرقابية‪ :‬م ‪905-954‬‬
‫‪ ‬الوظيفة التأسيسيةم ‪369-363‬‬

‫‪-9‬الوظيفة السياسية‪:‬م ‪-03‬م ‪954‬‬

‫المادة ‪ : 03‬يقوم النظام التأسيسي الجزائري على مبدأ الحزب الواحد‪.‬و المادة ‪ : 00‬جبهة‬
‫التحرير الوطني هي الحزب الواحد في البالد‪.‬‬
‫المادة ‪ : 07‬جبهة التحرير الوطني هي الق ــوة الطالئــعيــة لقيــادة الشعب و تنظيمه من أجل‬
‫تشكل جبهة التحرير الوطني دليل الثورة االشتراكية و القوة‬ ‫تجسيم أهداف الثورة االشتراكية‪.‬‬
‫المسيرة للمجتمع‪ .‬و هــي أداة الـثــورة االشتراكية في م ـجـاالت ال ـقـيـادة و التخطيط و التنشيط‪.‬‬
‫تسهر جبهة التحرير الوطني على التعبئة الدائمة للشعب‪ ،‬و ذلك بالتربية العقائدية‬
‫للجماهير و تنظيمها و تأطيرها من أجل تشييد المجتمع االشتراكي‪.‬‬
‫المادة ‪ : 05‬تتجسد قيادة البالد في وحدة القيادة السياسية للحزب و الدولة‪.‬‬
‫و في إطار هذه الوحدة‪ ،‬فإن قيادة الحزب هي التي توجه السياسة العامة للبالد‪.‬‬

‫المادة ‪ :951‬الوظائف الحاسمة في الدولة تسند إلى أعضاء من قيادة الحزب‪.‬‬

‫الوظيفة التنفيذية‪ :‬حددها الدستور من المادة ‪ 953‬إلى ‪910-‬م‪:‬‬

‫المادة ‪ :953‬يضطلع بقيادة الوظيفة التنفيذية رئيس الجمهورية‪ ،‬و هو رئيس الدولة‪.‬‬
‫المادة ‪ : 950‬ينتخب رئيس الجمهورية عن طريــق االقتراع ال ــعام المباشر و السري‪.‬‬
‫يتم انتخاب المرشح باألغلبية المطلقة من الناخبين المسجلين‪.‬‬
‫يقترح المرشح من طرف جبهة التحرير الوطني‪،‬‬
‫‪ ‬أما شروط الترشح لرئاسة الجمهورية فقد حددتها المادة ‪ :399‬جنسية جزائرية أصال‪-‬‬
‫يدين باإلسالم‪ 49 -‬سنة كاملة يوم االنتخاب‪ -‬يتمتع بالحقوق السياسية والمدنية ‪.‬‬
‫المبين في الدستور‬
‫المادة ‪ : 959‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة السامية في النطاق ّ‬
‫المادة ‪ : 399‬المدة الرئاسية ست سنوات‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫يمكن إعادة انتخاب رئيس الجمهورية‬

‫التي أسندت لرئيس الجمهورية الذي يجمع بين قيادة الحزب و الدولة و يترأس ا الجتماعات‬
‫المشتركة ألجهزة الحزب و الدولة ‪ ,‬فيقودها و يوجهها و ينسق أعمالها و ينفذها‪.‬و من شروط‬
‫الرئاسة حسب المادة ‪ :399‬جزائري األصل ‪ ،‬يدين اإلسالم ‪ ,‬ال يقل عمره عن ‪ . 49‬التمتع‬
‫بحقوقه السياسية و المدنية ‪ ,‬و أن تتوفر فيه المقاييس المحددة في الميثاق الوطني و الدستور‬
‫و المتمثلة في االلتزام و الكفاءة و النزاهة (م ‪ 6‬و ‪ )19‬و أن يكون مناضال في الحزب و‬
‫يقترحه مؤتمر الحزب ‪.‬‬
‫أن يعيش فقط من عمله و ال يمارس نشاط يذر عليه ربحا ال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫يقترحه مؤتمر الحزب( لكن في الحقيقة فإن المكتب السياسي بتوصية من الجيش هو الذي‬
‫يقترحه على المؤتمر‪.‬‬
‫و قد أعطت المادة ‪ 999‬سلطات واسعة له و هي‪:‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ :333‬يضطلع رئيس الجمهورية‪ ،‬باإلضافة إلى السلطات المخولة له بنص هذا‬
‫الدستور‪ ،‬بالسلطات و الصالحيات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -3‬يمثل الدولة داخل البالد و خارجها‪.‬‬
‫‪ -6‬يجسد وحدة القيادة السياسية للحزب و الدولة‪.‬‬
‫‪ -1‬يحمي الدستور‪.‬‬
‫‪ -4‬يتولى القيادة العليا لجميع القوات المسلحة للجمهورية‪.‬‬
‫‪ -9‬يتولى مسئولية الدفاع الوطني‪.‬‬
‫‪ -9‬يقرر طبقا للميثاق الوطني و ألحكام الدستور‪ ،‬السياسة العامة لألمة في المجالين الداخلي‬
‫و الخارجي‪ ،‬و يقوم بقيادتها و تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -9‬يحدد صالحيات أعضاء الحكومة طبقا ألحكام الدستور‪.‬‬
‫‪ -9‬يترأس مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪ -6‬يترأس االجتماعات المشتركة ألجهزة الحزب و الدولة‪.‬‬
‫‪ -39‬يضطلع بالسلطة التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -33‬يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات‪.‬‬
‫‪ -36‬يعين الموظفين المدنيين و العسكريين‪ ،‬طبقا للقانون‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ -31‬له حق إصدار العفو و حق إلغاء العقوبات أو تخفيضها و كذلك حق إزالة كل النتائج‬


‫القانونية‪ ،‬أيا كانت طبيعتها‪ ،‬و المترتبة على األحكام التي تصدرها المحاكم‪.‬‬
‫‪ -34‬يمكن له أن يعمد الستفتاء الشعب في كل القضايا ذات األهمية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -39‬يمكن له أن يفوض جزءا من صالحياته لنائب رئــيس الــجم ـهــورية و للوزير األول مع‬
‫مراعاة أحكام المادة ‪ 339‬من الدستور‪.‬‬
‫‪ -39‬يعين سفراء الجمهورية و المفوضين فوق العادة للخارج و ينهي مهامهم‪ ،‬و يتسلم أوراق‬
‫اعتماد الممثلين الدبلوماسيين األجانب‪ ،‬و أوراق إنهاء مهامهم‪.‬‬
‫‪ -39‬يبرم المعاهدات الدولية و يصادق عليها وفقا ألحكام الدستور‪.‬‬
‫‪ -39‬يقلد أوسمة الدولة و نياشينها و ألقابها الشرفية‪.‬‬

‫‪ ‬الوظيفة التشريعية‪ :‬م ‪ :994-919‬أسندت إلى المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬غرفة واحدة‪.‬و‬
‫يضطلع المجلس بوظيفتين ‪ :‬األولى في مجال التشريع و الثانية في مجال الرقابة‬
‫االنتخاب‪ :‬ينتخب المجلس بناء على ترشيح من قيادة الحزب‪ ،‬االقتراع العام السري‬ ‫‪-6‬‬
‫والمباشر ‪ ,‬منتخب لمدة ‪ 99‬سنوات( م ‪ ، )366-369‬يتكون المجلس الشعبي الوطني من‬
‫‪ 693‬نائب‪ .‬و التمثيل يكون ذات طابع وطني ( م ‪ .)316‬يتكون المجلس من ‪ 99‬لجان‬
‫متخصصة دائمة إال جانب إمكانية خلق لجان مؤقتة‪ .‬يجتمع المجلس في دورتين عاديتين تدوم‬
‫كل واحدة ‪ 91‬أشهر ‪ .‬وبمبادرة من رئيس الجمهورية أو ‪ 6/1‬من النواب يمكنه االجتماع في‬
‫دورات استثنائية‪ (.‬م ‪.)349‬‬
‫وظائف ( صالحيات) المجلس الشعبي الوطني‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ ‬مجال التشريع ‪ :‬إعداد القوانين ‪ ،‬والتصويت عليها في المجال الذي حدده الدستور وضمن‬
‫القيوم المفروضة عليه ( م ‪ )369‬المادة ‪ : 369‬يمارس الوظيفة التشريعية مجلس واحد يسمى‬
‫المجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫للمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬في نطاق اختصاصاته‪ ،‬سلطة التشريع بكامل السيادة‪.‬‬
‫يعد المجلس الشعبي الوطني القوانين و يصوت عليها‪.‬‬
‫‪ ‬في مجال الرقابة ‪ :‬يراقب المجلس الشعبي الوطني الحكومة المادة ‪ : 999‬يمكن ألعضاء‬
‫المجلس الشعبي الوطني استجواب الحكومة حول قضايا الساعة‪ .‬ويمكن للجان المجلس الشعبي‬
‫الوطني أن تستمع إلى أعضاء الحكومة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫المادة ‪ : 991‬يمكن ألعضاء المجلس الشعبي الوطني أن يوجهوا كتابة فقط‪ ،‬أي سؤال إلى‬
‫أي عضو من الحكومة‪ ،‬و ينبغي لهذا العضو أن يجيب كتابة في ظرف خمسة عشر يوما‬
‫(‪.)39‬‬
‫‪ ‬إمكانية المجلس أن يصدر الئحة عن السياسة الخارجية ( م ‪ )399‬لمادة ‪ : 907‬يمكن‬
‫للمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬بطلب من رئيس الجمهورية‪ ،‬أو من رئيسه‪ ،‬أن يفتح مناقشة حول‬
‫السياسة الخارجية‪.‬‬
‫يمكن‪ ،‬عند اقتضاء‪ ،‬أن تفضي هذه المناقشة إلى إصدار الئحة من المجلس الشعبي‬
‫الوطني تبلغ بواسطة رئيسه إلى رئيس الجمهورية‬
‫‪ ‬إمكانية إجراء تحقيقات حول قضية ذات مصلحة عامة إذا اقتضت الضرورة ذلك ( م ‪)399‬‬
‫أما فيما يتعلق بإنشاء لجان التحقيق أو الرقابة ‪ ,‬فإنها تنشأ بموجب الئحة مقترحة من قبل ‪39‬‬
‫نواب أو من قبل مكتب المجلس أو من اللجان الدائمة أو بمبادرة من رئيس الجمهورية ‪ ،‬إال أن‬
‫هذه الرقابة لم يكن لها وزنا كبي ار ألن نتائج التقارير تكون سرية و تقدم لرئيس المجلس و‬
‫االكتفاء بتقديم تقرير حول أعمال اللجنة إلى المجلس‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة على المؤسسات االشتراكية بجميع أنواعها ( م ‪)396‬‬
‫يقر بالتعديل الذي يبادر به رئيس الجمهورية (م ‪ .)366‬يقر المجلس الشعبي الوطني‬ ‫‪‬‬
‫مشروع قانون التعديل الدستوري بأغلبية ثلثي أعضائه‪.‬‬
‫و تعرف الوظيفة التشريعية قيودا هامة‪ ,‬بحيث أنه كما خول الدستور للنواب حق المبادرة‬
‫( ‪ 69‬نائب) عن طريق القوانين‪ ،‬إال أنهم يمتنعون بسبب انتمائهم السياسي في المواضيع التي‬
‫ال تروق للسلطة التنفيذية‪.‬مما يترك المجال أكثر أمام هذه األخيرة‪ ,‬خاصة و أنها صاحبة الكلمة‬
‫األخيرة في تحديد جدول األعمال‪ .‬إلى جانب أن المجلس الذي ال يشترك مع الرئيس في‬
‫المبادرة بتعديل الدستور و إنما اشتراط ضرورة موافقة ‪ 6/1‬على أي تعديل و ‪ 1/4‬إذا تعلق‬
‫األمر بتعديل األحكام الخاصة بتعديل الدستور‪.‬‬
‫‪ ‬العالقة بين رئيس الجمهورية والمجلس الشعبي الوطني‬
‫يمكن تقسيم قوة التأثير المتبادل بين المؤسستين من خالل تفحص مسالة قدرت إحداهما‬
‫التأثير على عمل الوظائف وممارستها‪.‬‬
‫أ‪ -‬عمل الوظائف لكالهما ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫فالمجلس الشعبي الوطني‪ ،‬ليس له تأثير فيما يتعلق بـ ـ ‪ :‬تعيين رئيس الجمهورية وانهاء‬
‫مهامه ‪،‬فرئيس الجمهورية منتخب بناء على اقتراح الحزب لمدة ( ‪ 99‬سنوات‪ ،‬وقد تم تعديل‬
‫فترة الحكم إلى ‪ 9‬سنوات سنة ‪، )3696‬قابلة للتجديد‪ ،‬و ال يتخلى الرئيس عن منصبه إال في‬
‫حالتين‪ :‬االستقالة إرادياً أو الوفاة‪( .‬دستور ‪ 3699‬في صيغته األولى اقر فقط حالة الشغور‬
‫النهائي )‪.‬ويقتصر دور المجلس الشعبي الوطني في هذه الحالة ‪ :‬إثبات حالة الشغور النهائي‬
‫في منصب رئيس الجمهورية‪ ،‬ويتولى في هذه الحالة ‪ ،‬رئيس المجلس ش الوطني مهام رئيس‬
‫الدولة لفترة انتقالية لمدة أقصاها (‪49‬يوم )‪ ،‬وال يحق له الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ‪،‬‬
‫كما ال يحق له إدخال أي تعديل على الحكومة ‪.‬‬
‫كما ال يستطيع المجلس ش الوطني‪ ،‬أن يقول كلمته في تعيين رئيس الجمهورية و ال يحق‬
‫له التدخل في أعضاء الحكومة أو تحديد صالحياتهم‪ ،‬وال في تعيين نائب الرئيس أو الوزير‬
‫األول ( في حالة إقرارهما)‪ ،‬فهي كلها من اختصاص رئيس الجمهورية فقط م ‪ -336‬م ‪.331‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫‪ o‬رئيس الجمهورية يتمتع باستقالل كامل عن المجلس عند بداية واليته هو وأعضاء‬
‫حكومته‪ ،‬لكن العكس ليس صحيحاً‪.‬‬
‫‪ o‬لرئيس الجمهورية الحق في حل المجلس الشعبي الوطني ( ف‪/3‬م ‪)391‬في اجتماع يضم‬
‫قيادة الحزب والحكومة ‪ .‬وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة في ظرف ثالثة أشهر ( ‪1‬‬
‫أشهر)( ف‪/6‬م‪).391‬‬
‫ب‪ -‬أثناء ممارسة الوظائف لكالهما‪.‬‬
‫في الواقع أن دستور ‪،3699‬لم يفرض أي قيد على السلطة التي يتمتع بها رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬وليس باستطاعة المجلس ش الوطني أن يمارس أي ضغط على رئيس الجمهورية‬
‫أثناء ممارسته لوظيفته ‪،‬فالرئيس يمارس السلطات الواسعة والحاسمة – دون تدخل المجلس –‬
‫و ال يمارس أي تأثير إال على الرئيس المؤقت فقط – رئيس الدولة بالنيابة – في فترة الشغور‬
‫النهائي ‪،‬حيث يشترط الدستور أن تنال التدابير التي يتخذها الرئيس المؤقت موافقة مسبقة من‬
‫المجلس ‪.‬‬
‫فالرئيس المؤقت محدود الصالحيات حسب المادة ( ‪)339‬فال يحق له‪:‬‬
‫‪ -3‬تعديل الحكومة القائمة وتحديد صالحياتها‬
‫‪ -6‬حل المجلس‪-‬‬
‫‪20‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ -1‬إصدار العفو‪-‬‬
‫‪ -4‬إجراء استفتاء‬
‫‪ -9‬إلغاء العقوبات ‪.‬‬
‫الى جانب هذا‪ ،‬فقد نص الدستور على وسائل أخرى لممارسة الرقابة البرلمانية ‪ ،‬ولكن هي‬
‫األخرى قيدت باحكام قلصت من فاعليتها إلى حد بعيد ‪ ،‬ومن بين هذه الوسائل‪:‬‬
‫‪ ‬استجواب الحكومة‪ ،‬توجيه األسئلة الكتابية إليها‪ ( .‬م ‪/393‬ف ‪ « ،)3‬يمكن ألعضاء‬
‫المجلس الشعبي الوطني استجواب الحكومة حول قضايا الساعة "‪ ،‬كما نصت المادة(‬
‫‪ )396‬انه يمكن ألعضاء المجلس الشعبي الوطني أن يوجهوا كتابة فقط أي سؤال إلى أي‬
‫عضو من الحكومة ‪ .‬و ينبغي لهذا العضو أن يجيب كتابة في ظرف خمسة عشر يوما‬
‫(‪.)39‬‬
‫‪ ‬حق اللجان البرلمانية في االجتماع إلى أعضاء الحكومة ‪.‬‬

‫‪ ‬حق المجلس في " إبداء الرأي " في التصويت عند االقتضاء على الئحة حول السياسة‬
‫الخارجية‪(.‬م‪)399‬‬

‫‪ ‬إمكانية إنشاء لجنة برلمانية إلجراء تحقيق حول أي مسالة ذات أهمية عامة‪(.‬م‪ ،)399‬بناء‬
‫على طلب ‪ 69‬نائب ‪ ،‬فال يمكن إعالن النتائج التي تنتهي إليها ‪ ،‬إال في "تقرير سري" ‪،‬‬
‫تقوم اللجنة باعداه و "يبلغ إلى الحكومة "‪ ،‬و ال يجوز للمجلس أن يعمد لنشره إال بعد‬
‫مراجعة الحكومة ( م ‪-346‬م ‪ )344‬من النظام الداخلي للمجلس‪.‬‬

‫وتأسيسا على ما سبق‪ ،‬فان قدرة المجلس الشعبي الوطني على عرقلة رئيس الجمهورية‬
‫تكون شبه منعدمة أثناء تأدية وظائفه‪ ،‬فالحكومة مسئولة فقط أمام رئيسها هو رئيس‬
‫الجمهورية وليست مسئولة أمام المجلس ‪ ،‬وال توجد هناك آليات رقابية التي يمكن أن تؤدي‬
‫إلى سقوطها ‪ .‬أما رئيس الجمهورية فهو بعيد كل البعد عن تثأير المجلس الشعبي الوطني ‪.‬‬

‫‪-4‬مكانة المؤسسة التنفيذية والتشريعية النظام‬

‫‪ -3‬مكانة المؤسسة التنفيذية‪ :‬كانت قوية عكس التشريعية‪ ،‬وتكمن قوتها في بنيتها‪،‬و‬
‫ضخامة السلطات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ ‬فمن حيث بنية السلطة التنفيذية‪ :‬أحادية وخاضعة كليا لرئيسها‪ ،‬وهي تعزز بذلك‬
‫موقع رئيس الجمهورية لعدم وجود قطب ثان منافس له ( فرئيس الجمهورية هو نفسه‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬و ال يوجد نائب للرئيس وال وزير أول)‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث ضخامة السلطة التنفيذية‪ :‬فسلطات الرئيس ضخمة وغير قابلة للتفويض‬
‫( م‪ ،)339‬كما له سلطة تقرير حالة الطوارئ والحصار‪ ،‬الحالة االستثنائية‪ ،‬التعبئة‬
‫العامة‪ ،‬مسؤول الدفاع الوطني‪ ،‬قيادة القوات المسلحة ‪ ( ...‬من م ‪-336‬م ‪،)364‬‬
‫وكذا رئاسة األجهزة المشتركة للحزب والدولة‪ ،‬فرئيس الجمهورية و في كل األحوال‬
‫حاسب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يبقى فوق المؤسسات فهو يحاسب و ال ي َ‬

‫‪-1‬مكانة المؤسسة التشريعية في النظام‬


‫كان المجلس الشعبي الوطني تابعا للحزب ‪ ،‬فالحزب هو صاحب االختصاص في‬
‫الترشيح ‪ ،‬كما كانت قيادة المؤسسة التشريعية بين أيدي أعضاء من قيادة الحزب ‪ ،‬وقيادة‬
‫مجلس الشعبي الوطني تضم رئيس المجلس نوابه وأعضاء المكتب ورؤساء اللجان البرلمانية‬
‫الدائمة ‪ ،‬دستوريا ينتخب ر رئيس المجلس الشعبي الوطني للفترة التشريعية ( م ‪ )346‬من‬
‫النظام الداخلي للمجلس‪ ،‬اما نوابه فينتخبون لمدة سنة ويمكن اعادة انتخابهم ( م‪94‬من ن‬
‫الداخلي) ‪.‬‬
‫وحسب الدستور والنظام الداخلي‪ ،‬فان هذه المناصب القيادية في المجلس كانت تمنح‬
‫باستمرار ألعضاء من قيادة الحزب‪.‬وهكذا يكون المجلس قد خضع لتاطير شديد من قيادة‬
‫الحزب بواسطة قادة المجلس ‪ ،‬األعضاء القياديين أيضا في الحزب ‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة دستور ‪ :9079‬تم مراجعة دستور ‪ 99‬مرتين‪ :‬واهم ما تم مراجعته هو‪:‬‬
‫‪ -3‬التعديل األول‪ :‬بموجب القانون ‪ 99-96‬المؤرخ في ‪3696/9/9‬وشملت ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تخفيض مدة الفترة الرئاسية من ‪ 9‬سنوات الى ‪ 9‬سنوات ( م‪)399‬‬
‫‪ ‬إضافة حالة المانع المؤقت ( حالة الشغور المؤقت الناجم عن مرض خطير مزمن)‬
‫‪ .‬م(‪)339‬‬
‫‪ -6‬التعديل الثاني‪ :‬بموجب القانون ‪93-99‬المؤرخ في ‪ ،3699/93/ 36‬مس مادة‬
‫واحدة ‪ 369‬والمتعلقة بمجلس المحاسبة "يؤسس مجلس محاسبة مكلف بمراقبة مالية‬
‫الدولة والحزب والمجموعات المحلية والمؤسسات االشتراكية بجميع أنواعها ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫المحاضرة ‪/50‬المؤسسات السياسية غداة التحول الديمقراطي‬

‫شهدت الجزائر في منتصف الثمانينات أزمة كبيرة متعددة الجوانب واألبعاد (اجتماعية‪.‬‬
‫اقتصادية سياسية‪)..‬‬
‫‪ .9‬األسباب السياسة‪:‬‬

‫أزمة الشرعية وأزمة مؤسسات‬

‫‪ ‬صراع األجنحة والنخب الحاكمة‬


‫‪ ‬أزمة المشاركة السياسية‬
‫‪ ‬الفساد السياسي واالقتصادي‬
‫‪ ‬مشكلة الحرية السياسية واإلعالمية‬
‫‪-9‬األسباب االقتصادية‬
‫‪ ‬البطالة (‪64‬بالمئة)و التضخم فاق( ‪ 19‬بالمائة)‪.‬‬
‫‪ ‬ازمة مالية واقتصادية ( انخفاض ‪ ،‬وتقلص مداخيل صادرات السلع والخدمات من ‪31‬‬
‫مليار دوالر ‪ 3699/‬إلى ‪ 6.9‬مليار دوالر ‪3696/‬و سعر النفط ‪49‬دوال ‪ 3699/‬إلى ‪31‬‬
‫دوال‪ 3699/‬إلى ‪ 33‬دوال ‪.3699/‬‬
‫‪ ‬انخفاض االحتياطي من العملة الصعبة من ‪ 6.93‬مليار دوالر ‪ 3699/‬الى ‪ 9.94‬مليار‬
‫دوالر‪3696/‬‬
‫‪ ‬ارتفاع نسبة خدمة الديون سنة ‪ 3696‬الى ‪ 9‬مليار دوال ما يمثل ‪ 99.1‬بالمائة من مداخيل‬
‫صادرات الجزائر‬
‫‪ ‬االختالس والتبذير‪ ،‬غياب المراقبة والمحاسبة‬
‫‪ ‬الفراغ القانوني والتنظيمي‬
‫‪ ‬أزمة المديونية وتحول القرار السياسي واالقتصادي في يد المؤسسات المالية‬
‫‪-1‬األسباب االجتماعية‬
‫‪ ‬التفاوت الطبقي وغياب العدالة االجتماعية‬
‫‪ ‬غياب روح االبداع‬
‫‪ ‬التهميش وهجرة الكفاءات الوطنية‬

‫‪23‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ ‬االغتراب االجتماعي والسياسي‬


‫‪ -1‬األسباب الخارجية‪:‬‬
‫‪ ‬انعكاسات بداية التحول الدولي مع مالمح انهيار المعسكر الشرقي ومنظومته السياسية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وبداية سيطرة النموذج الرأسمالي الليبرالي‪.‬‬
‫كل هذه األسباب دفعت بالنظام السياسي إلى اتخاذ إجراءات وق اررات سياسية ‪ ،‬كان‬
‫الغرض منها احتواء الضغط الذي مارسه الشعب على النظام الحاكم ‪ ،‬خاصة مع أحداث‬
‫أكتوبر ‪ ، 3699‬وقد استمرت أسبوعا كامال ‪،‬راح ضحيتها ‪ 950‬قتيل من المدنيين و‬
‫‪ 933‬من قوات األمن و ‪9931‬جريح من المدنيين وكلفت اكثر من مليار دوالر ‪.‬التي‬
‫جعلت النظام يفكر جديا في البحث عن الحلول المناسبة للخروج من عنق الزجاجة بسبب‬
‫حالة االنسداد السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة‪ .‬و على إثر أحداث الشغب قرر‬
‫رئيس الجمهورية طبقا للمادة ‪ 336‬من الدستور اإلعالن عن حالة الطوارئ بتاريخ ‪99‬‬
‫أكتوبر ‪.3699‬و تم الشروع في تجسيد التوجه الجديد‪ ،‬وتمثل ذلك‪ ،‬بإلغاء دستور ‪99‬ووضع‬
‫دستور تعددي ‪.‬‬

‫وقد كان خطاب رئيس الجمهورية ‪3699/39/39‬إعالنا عن التوجه نحو االنفتاح‬


‫السياسي أو التعددية السياسية والتخلي عن سياسة األحادية‪،‬و الذي كان عبارة عن خطاب "‬
‫برنامج"‪ .‬و تم فتح باب الحوار وطرح المسائل األساسية على الشعب للفصل فيها بكل‬
‫ديمقراطية والذي‪ .‬وعلى أساسه تم اإلعالن عن مشروع الدستور الجديد (التعديل الدستوري ل‬
‫‪ 54‬نوفمبر ‪ :) 9055‬المادة ‪ 99‬أعيد تركيبتها و صياغتها من " السيادة الوطنية ملك للشعب‬
‫يمارسها عن طريق االستفتاء أو بواسطة ممثليه المنتخبين" فتحولت إلى "السيادة الوطنية ملك‬
‫للشعب ‪ ,‬يمارس الشعب هذه السيادة عن طريق االستفتاء ‪ ,‬يمارس الشعب هذه السيادة كذلك‬
‫بواسطة ممثليه المنتحبين‪ ,‬لرئيس الجمهورية أن يعود مباشرة إلى إرادة الشعب" ‪ .‬والذي تم‬
‫إق ارره بعد االستفتاء الشعبي في ‪.3696/96/61‬كآلية لتاطير عملية التحول إلى النظام ألتعددي‬
‫و تعديل في الوظيفة التنفيذية‪ :‬التي أصبحت ازدواجية‪ .‬فنظ ار لضخامة المشاكل االقتصادية و‬
‫التي أصبحت مسئولة أمام المجلس الشعبي‬ ‫االجتماعية‪ ,‬تم اقتسام السلطة مع الحكومة‬
‫الوطني‪ .‬إذ احتفظ الرئيس لنفسه بالشؤون الخارجية و الدفاع و اسند لرئيس الحكومة المهام‬
‫االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫تبنى دستور ‪ 3696‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مبادئ المذهب الدستوري والشرعية الدستورية‬


‫‪ ‬إقرار الحريات العامة الفردية والجماعية‪.‬‬
‫‪ ‬التعددية السياسية ( م‪-49‬د‪.)96‬‬
‫‪ ‬االنتخابات كوسيلة لمنح السلطة ومصدر لشرعنه عملها ‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل بين السلطات‬
‫‪ ‬التداول على السلطة‬
‫‪ ‬الرقابة الدستورية لضمان تفوق الدستور على كل النصوص التأسيسية‪.‬‬
‫‪ ‬ثنائية على مستوى السلطة التنفيذية الرئاسة والحكومة ‪ .‬والحكومة مسئولة أمام المجلس‬
‫الشعبي الوطني‬
‫‪ ‬توقيف المسار االنتخابي‪:9009‬‬

‫لفهم التطورات على الساحة السياسة الجزائرية في فترة ما بين ‪ 3663-3696‬يجب التذكير‬
‫بمعطيات هامة في ذلك الوقت‪:‬‬

‫‪ ‬كان اإلطار التأسيس تعدديا ‪ :‬فهناك دستور تعددي وضع في ‪ ،3696/96/61‬وهناك‬


‫قانون أحزاب تعددي ‪ ،‬وقانون انتخابات تعددي صد ار على التوالي في ‪ 9‬جويلية و ‪ 9‬أوت‬
‫سنة ‪.3696‬وهناك واقع ميداني تعددي ‪ ،‬تمثل في وجود اجزاب وجمعيات ووسائل إعالم ‪.‬‬
‫( مجالس محلية ومجلس شعبي وطني ورئيس‬ ‫‪ ‬على مستوى المؤسسات أحادية‪:‬‬
‫الجمهورية)‪ ،‬فهي كلها من حزب جبهة التحرير الوطني ‪ – .‬المجالس البلدية القائمة انتخبت‬
‫في ديسمبر‪ 3694‬لمدة ‪ 9‬سنوات إلى غاية ديسمبر‪ ،3696‬وكان المجلس الشعبي الوطني‬
‫قد انتخب في شهر فيفري ‪ 3699‬لمدة ‪ 9‬سنوات أي إلى غاية فيفري ‪ ، 3666‬وبدأت‬
‫الوالية الثانية‪ -‬األخيرة‪ -‬لرئيس الجمهورية في شهر ديسمبر ‪ 3699‬لمدة ‪ 9‬سنوات وتنتهي‬
‫في ديسمبر‪.3661‬‬
‫‪ ‬االنقسام الحاصل على مستوى مؤسسات الدولة‪ :‬بين مجلس شعبي محافظ ومعارض‬
‫لإلصالحات ‪ ،‬ورئيس الجمهورية يدفع إلى اإلصالحات‬

‫‪25‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫لقد أدت هذه المعطيات إلى إفراز واقعا جديدا ‪ ،‬وقابله تردد في موقف السلطة الحاكمة‬
‫حول اإلسراع في تطبيق اإلصالحات الجديدة واجراء انتخابات مسبقة ‪ ،‬فقد برر النظام رفضه‬
‫اإلسراع في االنتخابات ان وضع دستور ‪ 96‬تم في شكل تعديل دستوري قامت به السلطة في‬
‫سياق إصالحات محركها النظام نفسه ‪ ،‬ومن ثمة فان بداية العمل به ال تستتبع بالضرورة‬
‫تجديد المؤسسات القائمة فورا‪ ،‬بل بقاؤها الى حين انتهاء المدة الدستورية ‪ ،‬وكان النظام يبحث‬
‫عن ربح الوقت إلعادة ترتيب شؤونه الداخلية بما يقوى حظوظه للفوز بالمواعيد االنتخابية‬
‫المؤجلة ‪.‬‬

‫وقد شكلت هذه المرحلة مزيج من القديم والجديد في تعارض صارخ والكثير من المشاكل‬
‫‪ ،‬وحامال بذور االنفجار ‪ ،‬حياة سياسية تعددية وبأحزاب معارضة جديدة ‪ ،‬أمام برلمان أحادي‬
‫متمسك بفترته التشريعية لمدة تعتبر طويال في نظر خصومه ‪ .‬وظهر صراع بين المجلس‬
‫الشعبي الوطني و المعارضة حول قانون االنتخابات وكيفية توزيع المقاعد والدوائر االنتخابية ‪.‬‬

‫وقد جرت االنتخابات المحلية األولى في ظل التعددية في ‪ 36‬جوان ‪ ، 3669‬حيث‬


‫فازت بها الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ ‪ ،‬وقد حصل ‪ F.I.S‬على ‪ 991‬بلدية من مجموع البلديات‬
‫‪ ،‬و ‪ 99‬بلدية لصالح التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية ‪ ،R.C.D‬ونتيجة لخسارة حزب‬
‫جبهة التحرير الوطني ‪ ،‬قام بتعديل قانون االنتخابات في ‪3663/94/ 6‬و قانون الدوائر‬
‫االنتخابية في ‪3663/4/1‬حيث الغي في ما يخص المجلس الشعبي الوطني نمط االقتراع على‬
‫القائمة ‪ ،‬وعوض باالقتراع على االسم الواحد باألغلبية في دورين ‪.‬‬

‫وقد تم وتأجيل االنتخابات واقالة مولود حمروش رئيس الحكومة ‪ ،‬وتعين السيد‬
‫سيد أحمد غزالي خلفا له ‪ ،‬لإلعداد لالنتخابات التشريعية المؤجلة ‪ ،‬حيث عدت الحكومة قانون‬
‫الدوائر االنتخابية –الذي رفضه الفيس‪ -‬حيث تم تخفيض عدد الدوائر االنتخابية من ‪ 946‬الى‬
‫‪ 419‬ليكون عدد المقاعد المتنافس عليها في التشريعيات هو ‪419‬مقعدا‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ ، 3663/39/39‬أعلن رئيس الجمهورية السيد شاذلي بن جديد أن الدور األول‬


‫سيكون يوم ‪69‬ديسمبر‪ ،3663‬وفي اليوم التالي صدر المرسوم الرئاسي تضمن استدعاء الهيئة‬
‫الناخبة للتصويت ‪ ،‬موضحا أن الدور الثاني سيكون في ‪ 39‬جانفي ‪ 3666‬في حالة تنظيمه‪.‬‬
‫وقد جرى الدور األول في الموعد ‪69‬ديسمبر‪:3663‬‬

‫‪26‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ ‬الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ‪ 399 :‬مقعد‬


‫‪ ‬جبهة القوى االشتراكية‪ 69 :‬مقعد –‬
‫‪ ‬جبهة التحرير الوطني‪ 31 :‬مقعد‪-‬‬
‫‪ ‬المستقلون‪ 1 :‬مقاعد‪.‬‬

‫إلغاء المسار االنتخابي ‪.‬‬

‫وفي ‪ 33‬جانفي ‪ ، 3666‬استقال رئيس الجمهورية السيد الشاذلي بن جديد ‪ ،‬وأعلن انه حل‬
‫المجلس الشعبي الوطني في ‪ 4‬جانفي ‪ ، 3666‬فكان هناك شغور مزدوج ( الرئاسة باالستقالة‬
‫والمجلس بالحل) ‪،‬فطلب الرئيس من رئيس المجلس من رئيس المجلس الدستوري رئاسة الدولة‬
‫بالنيابة ( م‪ 94‬ف األخيرة ‪/‬د‪ ،)96‬لكنها نصت على اقتران حالة الوفاة بحل المجلس مما‬
‫استدعى اجتماع المجلس األعلى لألمن في اليوم نفسه تحت رئاسة أحمد غزالي رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬وأعلن انه تم اتخاذ قرار باإلجماع إيقاف المسار االنتخابي ‪ ،‬والبقاء في اجتماع‬
‫مفتوح – مستمر‪ -‬إلى غاية انتهاء األزمة الدستورية ‪.‬‬

‫وفي ‪34‬جانفي ‪ ،3666‬صدر عن المجلس األعلى لألمن إعالن قيام هيئة‬


‫جماعية وهي " المجلس األعلى للدولة "‪،‬لتحل محل رئيس الجمهورية ‪ ،‬من اجل ممارسة‬
‫سلطاته الى غاية توفير ا لشروط الضرورية لسير المؤسسات سي ار عاديا ‪ ،‬على أن ال تتجاوز‬
‫مدة تلك الهيئة الفترة الرئاسية الجارية التي بدأت في ديسمبر ‪ (3699‬المادة ‪ /4‬إعالن ‪34‬‬
‫جانفي‪ .)66‬أما المادة ‪ 9‬فقضت بإنشاء هيئة استشارية وطنية تساعد المجلس األعلى للدولة‬
‫في أداء مهامه المجلس االستشاري الوطني‪.‬‬

‫من تجميد الدستور إلى إحياء المؤسسات ‪.‬‬

‫المجلس األعلى للدولة‪:‬‬


‫قام المجلس األعلى لألمن بإيقاف والغاء المسار االنتخابي في ‪ 36‬جوان ‪ ،66‬وفي ‪34‬‬
‫جانفي أعلن عن إنشاء المجلس األعلى للدولة الذي نصب يوم ‪ 39‬جانفي ‪ ،66‬وقد ضم (‪)9‬‬
‫أعضاء ‪:‬‬
‫‪ ‬السيد ‪ :‬محمد بوضياف رئيسا‬
‫‪ ‬السيد ‪ :‬اللواء خالد نزار عضو ( وزير الدفاع)‬
‫‪27‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫‪ ‬السيد‪ :‬علي كافي عضو( األمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين)‬


‫‪ ‬السيد ‪ :‬علي هارون عضو ( كان وزير لحقوق اإلنسان)‬
‫‪ ‬وتيجاني هدام عضو ( مدير مسجد باريس)‪.‬‬
‫اختصاصات المجلس األعلى للدولة ومدته حددت بموجب المواد من ‪ 6‬الى ‪ 4‬في‬
‫إعالن ‪ 34‬جانفي المتعلق بتأسيسه على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬يمارس المجلس االعلى للدولة جميع السلطات المخولة لرئيس الجمهورية بمقتضى‬
‫الدستور الساري‪.‬‬
‫‪ ‬في حالة حدوث مانع بالمفهوم الدستوري لرئيس المجلس االعلى للدولة او وفاته او‬
‫استقالته ‪ ،‬ينتخب المجلس رئيسا جديدا من بين اعضائه ‪.‬‬
‫‪ ‬يضطلع المجلس بمهمته الى غاية توفير الشروط الضرورية لسير المؤسسات والنظام‬
‫الدستوري سي ار عاديا‬
‫‪ ‬ال يمكن لهذه المهمة ان تتجاوز المدة الرئاسية الجارية دسيمبر‪ 9 (.3699‬سنوات)‬
‫وعلى اثر اغتيال محمد بوضياف في ‪ ،3666/99/66‬أصبح علي كافي رئيسا‬
‫المجلس األعلى للدولة‪.‬يوم ‪ 6‬جويلية التالي ‪.‬والتحق رضا مالك رئيس المجلس االستشاري‬
‫الوطني حينذاك ‪ ،‬ليحتفظ المجلس بتشكيلته الخماسية ‪ .‬وعقب اغتيال محمد بوضياف‪ ،‬قدم‬
‫السيد سيد أحمد غزالي استقالة حكومته لرئيس مجلس الدولة الجديد يوم ‪ ،66/99/ 36‬وعين‬
‫المجلس في نفس اليوم السيد عبد السالم بلعيد رئيسا للحكومة ‪ ،‬الى غاية ‪63‬اوت ‪، 3661‬‬
‫تاريخ تعيين السيد رضا مالك خلفا له في رئاسة حكومة جديدة سيرت شؤون البالد إلى ما بعد‬
‫ووزي ار‬ ‫نهاية مهمة المجلس األعلى للدولة وتعويضه برئيس الدولة السيد ليامين زروال ‪3664‬‬
‫للدفاع‪ .‬بعد تفويض المجلس األعلى لألمن بتعين رئيس الدولة ‪،‬من خالل ندوة الوفاق الوطني‬
‫التي جرت ما بين ‪ 69-69‬جانفي ‪.3664‬‬
‫المجلس الوطني االستشاري‪ :‬عبارة عن مؤسسة تشريعية بدون تأثير سياسي وال رقابي‬
‫أنشئ بموجب إعالن المجلس األعلى لألمن في ‪ ،3666/93/34‬من خالل المادة ‪" ، 9‬‬
‫تساعد المجلس األعلى للدولة هيئة استشارية وطنية " ‪ ،‬وصدر نصان من خالل المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 66-61‬في ‪ 3666/96/4‬تضمن صالحيات المجلس الوطني االستشاري وطرق‬
‫تنظيمه وعمله ‪ ،‬وتم تنصيبه في ‪ 61‬مارس ‪ ،3666‬قام أعضاؤه بإعداد النص الثاني وهو‬
‫النظام الداخلي ( ‪69‬افريل ‪)3666‬وصادق عليه رئيس المجلس األعلى للدولة بالمرسوم‬
‫‪28‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫الرئاسي رقم ‪ 66-699‬المؤرخ في ‪69‬جوان ‪ ،3666‬أي قبل أسبوع من اغتيال محمد بوضياف‬
‫‪.‬‬
‫تشكل المجلس من ‪ 99‬عضو يمثلون القوى االجتماعية في تنوعها وحساسيتها معينين‬
‫بمرسوم رئاسي ‪ ،‬وكا ن من شروطه عدم االرتباط اية مسؤولية نظامية في حزب او جمعية‬
‫‪ (.....‬ف االخيرة من المادة ‪.)9‬‬

‫صالحيات المجلس الوطني االستشاري‪.‬عمليا صالحياته غير ملزمة ومجرد من كل سلطة‬


‫رقابية"‬
‫‪ -3‬دراسة وتحليل وتقويم المسائل التابعة لصالحيات المجلس األعلى للدولة‪.‬‬
‫‪ -6‬دراسة القضايا ذات الطابع التشريعي التي يمكن عرضها على المجلس األعلى للدولة‬
‫‪ -1‬إبداء اآلراء والتوصيات المتعلقة بالمسائل ذات المصلحة آو البعد الوطنيين‬
‫‪ -4‬تقديم اقتراحات تساعد على استمرار الدولة وتوفير الشروط الضرورية للسير العادي‬
‫للمؤسسات وللنظام الدستوري‬
‫الحوار الوطني ‪ -:‬ندوة الوفاق الوطني‬
‫تميز خطاب ‪3664‬بالثنائية‪:‬القطيعة (خاصة اعد إعادة الجدولة) و الحوار بدون استثناء‪ .‬و قد‬
‫المؤسسات كنتيجة ألرضية الوفاق‬ ‫أدى هذا على المستوى السياسي إلى استعادة تهيئة‬
‫الوطني أما على المستوى االقتصادي فيتمثل في وضع إجراءات متعلقة بسياسة التعديالت‬
‫الهيكلية‪.‬‬
‫لقد أعطى المجلس األعلى للدولة بانتهاء عهدته في ‪ 3664/93/13‬صالحيات تنظيم ندوة‬
‫وطنية للحوار من أجل تعين و بإجماع رئيس الجمهورية‪ .‬فتأسست لجنة الحوار الوطني‬
‫المتكونة من ‪ 99‬أشخاص ‪ 99‬مدنين و ‪ 91‬عسكريين و ذلك بتاريخ ‪ 3661/33/31‬و دورها‬
‫يتمثل في وضع مشروع أرضية ليناقش أثناء ندوة الوفاق الخاصة بتنظيم المرحلة االنتقالية‪ ,‬و‬
‫الدعوة لمشاركة كل القوى السياسية ‪.‬‬
‫أما موقف الجيش و على رأسهم وزير الدفاع ‪ ,‬أن الجيش لن يبقى مكتوف اليدين أمام ما‬
‫يحدث ‪ .‬مع بقائه كحكم ال يمكنه أن ينحاز ألي جهة‪.‬‬
‫و قد حدد مشروع أرضية الوفاق الفترة االنتقالية ب ‪ 91‬سنوات ‪ ,‬معتب ار أن المصدر القانوني له‬
‫هو الدستور ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫و من أجل إحداث التوازن في السلطات فأصبح من سلطات رئيس الجمهورية تعين نائب أو‬
‫أكثر ‪ .‬و في حالة وفاة – استقالة أو وجود مانع للرئيس فإنه ال يتم تعويضه إال عن طريق‬
‫اتفاق بين المجلس األعلى للدولة و المجلس الوطني االنتقالي‪.‬‬
‫أهداف المرحلة االنتقالية ‪:‬‬
‫األهداف السياسية‪ - :‬استتباب األمن المدني‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫العودة في أقصى مدة سيرورة االنتخابات في إطار ديمقراطي يسمح باالختيار الحر‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫الحفاظ و تطوير ما تم التوصل إليه في ندوة الوفاق و تقوية الوئام عن طريق العمل‬ ‫‪.1‬‬
‫المنسق و المنسجم بين مؤسسات المرحلة االنتقالية ‪...‬و تعبئة القوى الحية في المج و متابعة‬
‫الحوار‪.‬‬
‫تقوية هياكل و أدوار الدولة عن طريق إقامة إصالح إداري ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أما األهداف االقتصادية و االجتماعية فتتمثل خاصة في ضمان االنتعاش االقتصادي‬ ‫‪-6‬‬
‫و تطوير ظروف معيشة المجتمع ‪ .‬و كل هذه األهداف السياسية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫تسعى إلى ضمان أمن األشخاص و ممتلكاتهم و إقامة األمن المدني و مكافحة اإلرهاب ‪.‬‬
‫تنظيم المرحلة االنتقالية ‪ :‬تستمد مشروعيتها من انضمام القوى السياسية و االجتماعية و‬
‫االقتصادية لضمان أرضية الوفاق ‪.‬و قد حددت المرحلة االنتقالية ب ‪ 91‬سنوات و تهدف إلى‬
‫المحافظة على ‪ :‬سيادة الدولة‪ -‬النموذج الجمهوري و الديمقراطي للدولة في إطار المبادئ‬
‫اإلسالمية و ثوابت الشعب و الحفاظ على الحقوق و الحريات األساسية للفرد و الجماعة ‪.‬و‬
‫هيئات المرحلة االنتقالية هي‪:‬‬
‫رئاسة الدولة ‪ :‬يديرها رئيس الدولة ‪ ,‬الذي يستطع أن يعين نائب أو نائبين يساعدانه في‬ ‫‪-3‬‬
‫الم هام الملقاة على عاتقه‪ .‬و على رئيس الدولة أن تتوفر فيه الشروط التي حددتها المادة ‪99‬‬
‫من الدستور ‪.‬أما المادة ‪ 99‬من أرضية الوفاق فتنص على عدم إمكانيته الجمع بين مسئوليات‬
‫حزبية أو في إطار جمعية‪ .‬أما المادة ‪ : 39‬في حالة موت‪ ,‬استقالة أو حدوث طارئ للرئيس‬
‫و بعد إثبات إعالن شغور الرئاسة من طرف المجلس الدستوري ‪ ,‬يتولى المجلس األعلى لألمن‬
‫مهمة تعين رئيس جديد للدولة( المادة‪39‬من ارضية الوفاق)‪.‬‬
‫م ‪ 33‬رئيس الدولة مجسد لوحدة الدولة ‪ ,‬فهو رئيس الدولة و حامي الدستور و أرضية الوفاق و‬
‫يسهر على تطبيقها ‪ ,‬و هو ممثل الدولة في الدول الخارجية‬

‫‪30‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫م ‪ 31‬و هو يضطلع بالمهام التالية‪ :‬فهو القائد األعلى للقوات المسلحة‪ -‬مسئول عن األمن‬
‫الوطني – يقود السياسة الخارجية‪ -‬يترأس مجلس الوزراء‪ -‬يعين رئيس الحكومة و ينهي‬
‫مهامه‪ -‬يوقع على المراسيم الرئاسية – يعين في المناصب المدنية و العسكرية – يتمتع بحق‬
‫العفو‪ -...‬يستطيع العودة للشعب عن طريق االستفتاء في كل األمور الهامة – يعين و‬
‫يستدعي السفراء و المبعوثين فوق العادة – يبرم ويصادق على المعاهدات ‪ -‬يتقلد األوسمة‬
‫الشرفية – يلقي سنويا خطابا حول وضعية األمة‪ -‬كما يستطيع إقرار حالة الحصار و الطوارئ‬
‫حسب ما تنص عليه المادة ‪ 99‬من الدستور‪ .‬كما يستطيع إقرار الحالة االستثنائية حسب ما‬
‫تؤكده المادة ‪ 99‬من الدستور‪.‬‬
‫الحكومة ‪ :‬يضع رئيس الحكومة برنامج المرحلة االنتقالية حسب األهداف المسطرة من‬ ‫‪-6‬‬
‫قبل أرضية الوفاق ‪ .‬تتم المداولة على برنامج الحكومة في إطار مجلس الوزراء ‪ ,‬و يضع‬
‫رئي س الحكومة للموافقة و مصادقة المجلس الوطني االنتقالي فيقبل برنامجه إال في حالة الئحة‬
‫التحفظ من قبل أغلبية ‪ 6/1‬من األعضاء و في هذه على رئيس الحكومة أن يعدل برنامجه‬
‫حسب ما تم الطلب منه أو يمكنه أن يلجئ إلى التصويت بالثقة التي يجب أن تصوت من قبل‬
‫األغلبية الب سيطة ‪ .‬يقدم رئيس الحكومة سنويا بيان السياسة العامة و هذا ما يؤدي إلى‬
‫مناقشة قد تقود إلى الخروج بالئحة يقدم إلى رئيس الدولة و رئيس الحكومة‪ .‬و يقوم رئيس‬
‫الحكومة ب‪ - :‬ضمان االتجاه العام و تطبيق برنامج المرحلة االنتقالية ‪ ,‬فهو قائد اإلدارة فهو‬
‫يسهر على السير الحسن للقطاع العام‪.‬‬
‫المسئول على األمن العمومي و استتباب النظام و يضطلع من أجل هذا على القوة‬ ‫‪.9‬‬
‫العمومية في إطار ما يسمح به القانون ‪.‬‬
‫يطبق سياسة الدفاع الوطني و الخارجية بحسب التوجهات التي وضعها رئيس الدولة‬ ‫‪.9‬‬
‫يستطيع المبادرة بأوامر‪(.‬م ‪)66‬‬ ‫‪.9‬‬
‫إن عمل أي عضو في الحكومة ال يتماشى و العضوية في المجلس الوطني االنتقالي‪,‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أو أي وظيفة عامة أو خاصة أو أي مسئولية في حزب سياسي أو جمعية ‪.‬‬
‫‪ -1‬المجلس الوطني االنتقالي‪:‬‬
‫بعد انتهاء فترة المجلس الوطني االستشاري ‪ ،‬تم تمديد فترته مؤقتا إلى غاية شهر‬
‫ماي ‪ ، 3664‬حيث الغي ‪،‬وتم إنشاء مكانه المجلس الوطني االنتقالي الذي نصب يوم‬
‫‪39‬ماي‪ (3664‬م‪ 69‬من األرضية)‪ ،‬وقد تشكل المجلس الوطني االنتقالي من ‪699‬عضو‬
‫‪31‬‬
‫محاضرات مقياس المؤسسات السياسية واإلدارية في الجزائر‬
‫إعداد‪ :‬الحاج أحمد محمد ياسين‬ ‫موجهه لطلبة سنة ثانية علوم سياسية‬

‫يمثلون ثالث جهات مختلف‪ :‬الدولة واألحزاب السياسية و القوى االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪،‬معينين بمرسوم رئاسي لمدة المرحلة االنتقالية ‪ ،‬حصلت الدولة على ‪19‬مقد ‪ ،‬واقتسمت‬
‫القوى‪399‬مقعدا بين األحزاب والقوى االقتصادية واالجتماعية بحصص متساوية " حسب اتفاق‬
‫مشترك"‪ .‬حيث بلغ عدد األحزاب المشاركة ‪19‬حزبا وفاز برئاسته المجلس السيد عبد القادر بن‬
‫صالح‪.‬‬
‫من ناحية التنظيم الداخلي للمجلس االنتقالي وسيره‪ ،‬هناك تشابه كبير بينه وبين‬
‫المجلس الشعبي الوطني ‪ ،‬فللمجلس االنتقالي رئيس منتخب من قبل زمالئه لمدة الفترة االنتقالية‬
‫‪ ،‬ومكتب منتخب بالطريقة نفسها ولجان مثل ا للجان البرلمانية ‪ ،‬ويجتمع في دورتين عاديتين‬
‫ربيعة وخريفية ‪ ،‬وبإمكان دورات طارئة باستدعاء من رئيس الدولة بناء على طلب من رئيس‬
‫الحكومة أو بطلب من أغلبية ثلثي أعضائه‪.‬‬
‫‪ -4‬صالحيات المجلس الوطني االنتقالي‪ :‬م‪69-64‬م‬
‫‪ ‬ممارسة الوظيفة التشريعية عن طريق األوامر‬
‫‪ ‬عملية التشريع تمر من خالل‪ :‬يعد رئيس الحكومة مشاريع األوامر‪ ،‬ويعرضها على‬
‫مجلس الوزراء من أجل المصادقة ‪ ،‬ويقدمها بعض إلى المجلس االنتقالي للمناقشة ‪ ،‬مع‬
‫إمكانية التعديل‪ ،‬ثم التصويت على األمر من أجل المصادقة عليه باألغلبية البسيطة‪.‬‬
‫ثم يصدرها رئيس الدولة ‪.‬‬
‫‪ ‬من النصوص التي صادق عليها المجلس الوطني االنتقالي ‪،‬مجموعة أوامر متعلقة‬
‫بإحياء المؤسسات ‪ ،‬وقانون االحزاب السياسية من خالل األمر رقم ‪ 96-69‬المؤرخ في‬
‫و قانون االنتخابات من خالل‬ ‫‪9‬مارس‪ 3669‬والمتضمن قانون األحزاب السياسية‬
‫األمر رقم ‪ 99-69‬المؤرخ في ‪9‬مارس ‪3669‬والمتضمن قانون االنتخابات ‪.‬والقانون‬
‫الخاص بالدوائر االنتخابية من خالل األمر رقم ‪ 99-69‬المؤرخ في ‪9‬مارس‪3669‬‬
‫‪.‬وعدد المقاعد في البرلمان ‪.‬‬

‫‪32‬‬

You might also like