You are on page 1of 13

‫املستوى‪ :‬ماستر‪2‬‬

‫تخصص‪ :‬املقاومة والحركة الوطنية‬

‫املقياس‪ :‬األرشيف والتوثيق‬

‫املحاضرة األولى‪:‬أهداف املقياس‬

‫يهدف املقياس إلى تحقيق جملة من األهداف املباشرة وغير املباشرة‪ ،‬القريبة والبعيدة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة أصول وجذور إنشاء األرشيف والتوثيق وتتبع التطور التاريخي لهما‬

‫‪ -‬التعرف على أنواع وأقسام األرشيف والتوثيق‬

‫‪ -‬الوقوف على طبيعة األرشيف وأهميته في البحث العلمي التاريخي‬

‫‪ -‬الوصول إلى التحكم في منهجية استغالل استعمال األرشيف والتوثيق‬

‫‪ -‬التعرف على أهمية األرشيف االلكتروني ومزاياه وحسن استغالله وتوظيفه‪.‬‬

‫‪ -‬تتبع مسار األرشيف التاريخي وأهميته في البحث التاريخي‬

‫‪ -‬توضيح العالقة بين املؤرخ واألرشيفي والوثائقي وانعكاساته على البحث العلمي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫املحاضرة الثانية‪ :‬جذوروأصول األرشيف‬
‫‪- 1‬مفهوم األرشيف‪:‬‬

‫قدم الباحثون عدة تعاريف لألرشيف بحسب منطلقه الفكري والثقافي والحضاري ومنها‪:‬‬

‫األرشيف هو وعاء أو سند يحمل معلومات من مختلف العلوم والفنون واآلداب‪ ،‬ويضم األرشيف كل الوثائق‬
‫اإلدارية التي أنتجتها املؤسسات العمومية أو الخاصة عبر تاريخها الطويل‪ ،‬بعد نقلها وتجميعها وحفظها في‬
‫أرصدة باملراكز األرشيفية اخمختلفة‪.‬‬

‫فاألرشيف إذن هو مؤسسة عمومية تحتوي على كم هائل من الوثائق املتنوعة االختصاص‪ ،‬وعليه يعد‬
‫األرشيف حافظ للذاكرة الجماعية الوطنية والقومية والحضارية لألمة‪.‬‬

‫‪-2‬أصل وتطوراألرشيف‪:‬‬

‫وجود األرشيف لم يبدأ من اليوم‪ ،‬فهو ضارب جذوره عبر العصور والتاريخ‪ ،‬فقد عرفه اإلنسان بتسميات‬
‫مختلفة عبر حقب زمنية قديمة‪ ،‬وبالتالي فقد عرفت معظم الحضارات األرشيف واهتمت به‪ ،‬كالحضارة‬
‫السومرية التي حفظت وثائقها وسجالتها في املعابد‪ ،‬والحضارة املصرية الفرعونية ‪،‬والحضارة الرومانية‬
‫واإلغريقية‪ ،‬كما أنشأ العرب الدواوين اخمختلفة‪ ،‬أما األوربيين فقد أنشأت دور األرشيف في القرنيين الرابع‬
‫والخامس امليالديين في أثننا عاصمة اليونانيين‪.‬‬

‫أما الثورة الفرنسية فقد أعطت دفعا قويا لعملية حفظ األرشيف واالهتمام به‪ ،‬فقد أنشأت أول دار‬
‫لألرشيف في العصر الحديث لحفظ الوثائق باعتبارها تراثا سياديا وقوميا‪،‬وارتفع عددها وصارت أغلبها مراكز‬
‫للدراسات التاريخية والبحوث العلمية األكاديمية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫املحاضرة الثالثة‪ :‬أشكال وأصناف األرشيف‬
‫‪ -1‬معاييرأقسام و أنواع األرشيف‪:‬‬

‫قسم األرشيف إلى عدة أنواع من خالل استعمال عدة معايير‪ ،‬منها معيار (النشاط)‪ ،‬كاألرشيف التاريخي‬
‫الذي يضم مختلف األنشطة السياسية والثقافية والقتصادية واالجتماعية‪ ،...‬واألرشيف األدبي والفني‬
‫‪،‬ويتضمن األدب بقسميه النثر والشعر والفنون كالرسم واملسرح والنشاطات الجمعوية األخرى‪ ،..‬واألرشيف‬
‫القضائي ويخص كل ما له عالقة بالتشريع والقوانين والعدل‪ ،‬واألرشيف وكل أنواع األرشيف األخرى سواء الذي‬
‫صار جزء من املاض ي أو التاريخ أو األرشيف الذي ما زال في الخدمة‪.‬‬

‫‪ -2‬معاييرالتقسيم‪:‬‬

‫ويقسم األرشيف أيضا انطالقا من معيار( الشكل)‪،‬ويقصد به شكل املادة التي كتب عليها‪ ،‬وهذه املادة‬
‫تطورت أشكالها وألوانها وأهميتها عبر مختلف العصور السابقة والالحقة‪،‬كالحجر والنقش على الصخور‬
‫والنقود‪ ،‬والنباتات كنبات البردي‪ ،‬كاأللواح الطينية والخشبية وعظام الحيوانات وجلودها‪،‬وأخير ولنس أخر‬
‫اكتشاف الورق الذي أحدث انقالبا علميا وثقافيا وحضاريا خطيرا في عالم الكتابة والفكر‪.‬‬

‫وفي ظل االنفجار العلمي والثقافي وتسارع وتيرة االكتشافات العلمية واألدبية والفنية في إطار ما يعرف‬
‫بالعوملة الثقافية ظهر نوع جديد من األرشيف يعتمد على باألساس على التصوير والتخزين من خالل أوعية‬
‫وأرصدة الكترونية‪ ،‬وهو األرشيف االلكتروني أو الرقمي الذي تطلب توفر تدفق االنترنت والحاسوب‪.‬‬

‫وأما تقسيم األرشيف من حيث معيار(امللكية) أو الجهات املالكة له‪ ،‬فهناك أرشيف عام يتبع رأسا إلى انظمه‬
‫الحكم اخمختلفة امللكية والجمهورية‪..‬وهو أرشيف نتاج عمل املؤسسات العمومية اخمختلفة قديما وحديثا‬
‫ومعاصرا‪ ،‬وهناك أرشيف ثان من حيث امللكية وهو األرشيف الخاص ذو ملكية فردية‪ ،‬مثل أرشيف املؤسسات‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪...‬والتي يتحول جزء منه على مر الزمن إلى األرشيف التاريخي‪.‬‬

‫‪-3‬املصطلحات األرشيفية‪:‬‬

‫للوثائق التاريخية األرشيفية عدة مصطلحات أرشيفية نذكر بعضا منها‪:‬‬

‫امللف‪ ،‬السلسلة‪ ،‬العلبة‪ ،‬الوعاء‪ ،‬الكشاف أو التكشيف‪ ،‬االضبارة‪ ،‬الرصيد‪ ،‬الترفيف‪ ،‬الحزمة‪ ،‬امليكروفيلم‪،‬‬
‫امليكروفنش‪ ،‬التصنيف‪ ،‬التخزين‪ ،‬التنظيم‪،‬القطعة‪...،‬الخ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املحاضرة الرابعة‪ :‬أهمية األرشيف التاريخي ومميزاته‬
‫‪-1‬مفهوم األرشيف التاريخي‪:‬‬

‫هو األرشيف الذي تم إنتاجه في فترة ما قبل االستقالل‪ ،‬ويحتوي على الوثائق التي انتهى عهد استخدامها كليا‬
‫في الحياة اليومية للشعوب والدول‪.‬‬

‫ويكون بذلك األرشيف التاريخي هو اكبر دليل على تطور الدول واألمم في جميع اخمجاالت‪ ،‬ويقسم األرشيف إلى‬
‫قسمين‪ :‬عام وخاص‪.‬‬

‫‪ -2‬أهمية األرشيف التاريخي‪:‬‬

‫لألرشيف التاريخي عدة ادوار نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬يتوفر األرشيف التاريخي على عدة حقائق تاريخية هامة‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم األرشيف التاريخي بحفظ التاريخ والذاكرة الوطنية باعتباره شهادة حية عن الرموز اخمختلفة للدولة‪ ،‬وهو‬
‫قيمة إنسانية وطنية وحضارية ذات أبعاد مختلفة االتجاهات واخمجاالت‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم األرشيف التاريخي بتكميل وسد الحلقات والثغرات التاريخية املفقودة أو الناقصة‪ ،‬باعتباره املادة الخام‬
‫األولية لعملية التأريخ‪.‬‬

‫‪ -‬يعد األرشيف التاريخي عنصرا أساسيا لنمو الوعي التاريخي للشعوب واألمم‪.‬‬

‫‪ -‬يساعد األرشيف الباحثين في حل العديد من اإلشكاالت التاريخية التي لم تجد لها إجابة عبر أزمنة وأمكنة‬
‫متباعدة عبر العصور التاريخية اخمختلفة‪ ،‬ويعمل على تسهيل وصول املعرفة التاريخية إلى طالبيها‪.‬‬

‫‪ -‬انطالقا من قاعدة ال تاريخ من دون وثائق أرشيفية‪ ،‬فاألرشيف التاريخي هو ذاكرة األمة وسر وجودها‬
‫واستمرارها‪ ،‬يقوم بتوثيق البحث العلمي التاريخي األصيل‪ ،‬ولذلك يحوز األرشيف التاريخي على وثائق تاريخية‬
‫هامة جدا في البحث التاريخي‪.‬‬

‫‪ -‬يعد األرشيف التاريخي منعطفا تاريخا لالنطالق منه النجاز بحوث ودراسات تاريخية ذات سند أرشيفي قوي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -3‬مميزات األرشيف التاريخي‪:‬‬

‫يمتاز األرشيف عموما واألرشيف التاريخي خصوصا ببعض الخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تمتاز الوثائق األرشيفية بنوع من الحياد‪ ،‬ألنها محررة من طرف هيئات رسمية‪ ،‬الن األرشيف هو جزء من نشاط‬
‫املؤسسات الرسمية‪.‬‬

‫‪ -‬تعد املصداقية احد أهم مميزات الوثائق التاريخية‪،‬ال لش يء إال ألنها تحتوي على معلومات صحيحة في الغالب‬
‫وال شك في ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬وهي وثائق طبيعية ألنها تدخل في صميم النشاطات العادية للمؤسسات الرسمية‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمكن فهم املسارات الحقيقية للحاضر واملستقبل من دون العودة والرجوع إلى الوثائق األرشيفية ذات‬
‫اخمحتوى املفيد لإلنسان في مختلف نواحي الحياة ‪ ،‬ألن االستغالل الجيد لألرشيف يقود إلى التقدم والتنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫املحاضرة الخامسة‪ :‬وظائف ومهام األرشيف‬
‫لألرشيف بصفة عامة واألرشيف التاريخي بصفة خاصة جملة من الوظائف واملهام التي يقوم بها من خالل‬
‫مجموع هيئاته اإلدارية والعلمية والتقنية‪ ،‬ونقصد باألرشيف التاريخي الجزائري هو األرشيف الذي أنتج قبل‬
‫استقالل الجزائر‪ ،‬وهو نوعين وهو موجود بفرنسا( األرشيف الجزائري الثماني‪ 5181-5151‬واألرشيف الجزائري‬
‫لفترة االحتالل الفرنس ي‪ ،)5692-5181‬ويعود ذلك ألهمية نوعية الوثيقة األرشيفية من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬األرشيف هو جزء من التوثيق ولنس كل التوثيق‪ ،‬وعليه إذا ضاع األرشيف ضاع التاريخ وضاعت معه األمة‪.‬‬

‫‪ -‬فاألرشيف هو املاض ي الذي يبنى عليه الحاضر واملستقبل‪ ،‬وعليه الباحث في تاريخ الجزائر الحديث واملعاصر ال‬
‫يمكنه االستغناء عنه أو تجاوزه والقفز عليه‪ ،‬لذلك يستوجب استرجاع األرشيف الجزائري من فرنسا لحماية‬
‫الذاكرة الجمعية من الضياع والتحريف والتزييف‪.‬‬

‫‪ -‬تعد الوثيقة األرشيفية أحد أهم الوسائل لوسائط تبادل املعلومات وانتقال العلم واملعرفة‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر األرشيف املكان الطبيعي املفضل واملالئم لحفظ وتخزين الوثائق األرشيفية اخمختلفة األصناف واألشكال‬
‫واألحجام‪.‬‬

‫‪ -‬األرشيف وسيلة إثبات مرت بطرق سلسة قانونية وعلمية على ملكية الدولة لوثائقها اإلدارية اخمختلفة‪ ،‬وهو‬
‫عبارة عن مخزون علمي ال ينضب‪ ،‬يتم الرجوع إليه كلما كانت الحاجة إليه عاجال أم أجال‪.‬‬

‫‪ -‬توجد عالقة وطيدة بين األرشيف والتاريخ‪ ،‬وبين األرشيفي الوثائقي واملؤرخ‪ ،‬فدور األرشيفي هو القيام بتنظيم‬
‫وتبويب وتصنيف الوثائق‪ ،‬ألنه يقوم بمهمة حفظ الوثائق األرشيفية التاريخية‪.‬‬

‫‪ -‬يساهم األرشيف في إثراء البعد اإلنساني والحضاري كمساهمة فعالة من طرف املؤرخ في إيجاد القواسم‬
‫والعالئق املشتركة بين الثقافات والحضارات من خالل عمليتي التأثير والتأثر‪ ،‬كتاريخ مشترك في دفع عجلة‬
‫الحضارة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -‬يساعد األرشيف الباحثين عامة واملؤرخين خاصة في إيجاد كثير من الحلول لجملة من املشاكل التي تعترض‬
‫حياة اإلنسان اليوم‪ ،‬فاألرشيف يساعد املؤرخ في تأصيل األحداث والوقائع التاريخية‪ ،‬وذلك من خالل البحث في‬
‫أصول املشاكل التي أعاقت اإلنسان عبر تاريخه الطويل‪ ،‬فيعيد املؤرخ إحياء وإثارة بعض القضايا التاريخية‬
‫وإعادة كتابة التاريخ من جديد انطالقا من منهجي التفكيك والبناء‪ ،‬خاصة وأن الوثائق التاريخية تلعب دورا‬
‫أساسيا في تنشيط الثقافة والحضارة اإلنسانية وتقوية الوعي اإلنساني من خالل تحليل الذاكرة الوطنية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫املحاضرة السادسة‪ :‬األرشيف الجزائري بفرنسا وضرورة استرجاعه‬
‫نقل األرشيف الجزائري و أنواعه‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫كانت الجزائر تزخر بكم هائل من األرشيف الثري واملتنوع زمانا ومكانا‪ ،‬لكن لألسف الشديد قام االحتالل‬
‫الفرنس ي بنقله إلى فرنسا على فترات مختلفة بين ‪ ،5692 -5181‬بعضه نقل أثناء فترة االحتالل خالل الحربين‬
‫العامليتين وأثناء الثورة التحريرية وقبيل االستقالل‪ ،‬والبعض األخر تم العبث به وإتالف جزء هام منه‪ ،‬إلى درجة‬
‫أنه استعمل في كلفافات للسجائر‪ ،‬وسرقت أجزاء منه‪ ،‬وبيع جزء منه في األرصفة بأثمان بخسة جدا‪ ،‬استهزاء‬
‫بثقافة وحضارة الجزائريين‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم األرشيف الذي نقله االحتالل الفرنس ي إلى فرنسا إلى قسمين رئنسيين هما‪:‬‬

‫‪-5‬األرشيف الجزائري العثماني‪ ،‬وهو األرشيف الجزائري الذي ورثته عن فترة الحكم العثماني املمتد من ‪-5156‬‬
‫‪ ، 5181‬ويشمل وثائق دار السلطان ووثائق القناصل األجنبية‪ ،‬ووثائق البايات والدايات واألغوات‪...‬‬

‫األرشيف الجزائري الفرنس ي الذي يعود إلى فترة االحتالل الفرنس ي للجزائر بين ‪ ،5692-5181‬وهو‬ ‫‪-2‬‬
‫عبارة عن أرشيف تابع لإلدارة الفرنسية وبعضه تابع للخواص الجزائريين‪ ،‬وهو مكتوب باللغتين‬
‫الفرنسية والعربية الفصحى أو الدارجة‪.‬‬
‫أماكن نقل األرشيف الجزائري وأصنافه‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وقد تم نقل األرشيف الجزائري إلى عدة مناطق من التراب الفرنس ي عبر عدة وسائل نقل منها البواخر‪ ،‬يمكن‬
‫حصرها في ثالثة مراكز أساسية هي‪:‬‬

‫أرشيف ما وراء البحاربأكس – اون بروفانس‪:Aix-en-Provence‬‬ ‫‪-5‬‬


‫وهي ضاحية من ضواحي مدينة مرسيليا ‪،‬يضم عدة وثائق أرشيفية تخص تاريخ الجزائر في القرنيين‬
‫التاسع عشر والعشرين وهي في مختلف اخمجاالت السياسية والعسكرية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬أرشيف وزارة الحربية بقصرفانسان ‪:archives vinciennes‬‬
‫وتقع في زاوية من زوايا العاصمة باريس ‪ ،‬يشمل هذا األرشيف على وثائق من القرن التاسع عشر‬
‫والقرن العشرين وبصفة خاصة ما تعلق بالثورة الجزائرية ‪.‬‬
‫أرشيف وزارة الخارجية كي دورس ي ‪:archives quai d’orsey‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يحتوي هذا األرشيف على مجموعة من الوثائق تعود إلى القرن التاسع عشر ‪،‬كوثائق تخص الداي‬
‫حسين و أخرى خاصة بالعالم اإلسالمي والعربي‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫انعكاسات غياب األرشيف الجزائري‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫لن يهدأ بال الجزائريين ما لم يسترجع األرشيف الجزائري من فرنسا ‪،‬ولن يتأتى ذلك إال باتخاذ قرار سياس ي‬
‫جريء وشجاع من أعلى سلطة سياسية بالجزائر‪ ،‬أال يكفي سياسة العبث التي طبها االحتالل الفرنس ي‪ ،‬فمثال‬
‫دوفول بالغ في عبثنته باألرشيف الجزائري ‪،‬خاصة وأنه أهدى كثير من الوثائق الهامة لبعض الحكام والسفراء‬
‫األوربيين‪.‬‬

‫وفي الحقيقة بقاء األرشيف الجزائري بفرنسا واحتكاره ترتب عليه الكثير من املساوئ‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬بقاء األرشيف الجزائري كوسيلة ضغط وأداة مساومة على الدولة الجزائرية في تكريس التبعية الجزائرية إلى‬
‫فرنسا ورهن قرارها السياس ي واالقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬توظيف فرنسا األرشيف لصالحها توظيفا سياسيا وإيديولوجيا من اجل ابتزاز الجزائر في كل خطوة تخطوها‬
‫من اجل التحرر من تبعيتها لفرنسا‪.‬‬

‫‪ -‬أقدمت اإلدارة الفرنسية على وضع كثير من الدراسات لتشويه الثورة الجزائرية والتخفيف من جرائم فرنسا‬
‫ضد الجزائريين العزل‪.‬‬

‫‪ -‬عدم حصول الجزائر على أرشيفها يخدم فرنسا بالدرجة األولى‪ ،‬وذلك بعدم اكتشاف جرائم فرنسا ضد‬
‫الجزائريين‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫املحاضرة السابعة‪:‬التوثيق و أنواعه‬
‫‪ -1‬مفهوم الوثيقة‪:‬‬

‫الوثيقة عبارة عن وعاء من املعلومات والبيانات املكتوبة واملسموعة واملصورة لفترة زمنية محددة في املاض ي‪.‬‬
‫وبالتالي فالتوثيق هو علم يهدف إلى حفظ املعلومات واستخدامها وقت الحاجة إليها‪.‬‬

‫‪ -2‬أقسام الوثيقة و أنواعها‪:‬‬

‫تتنوع الوثيقة شكال ومضمونا وأهمية وزمانا ومكانا‪ ،‬ومن معايير تقسيم الوثائق‪ ،‬معيار التطور العمر‪ ،‬حيث‬
‫تمر أي وثيقة بأربع مراحل عمرية هي‪ :‬مرحلة التكوين‪ ،‬مرحلة التداول‪ ،‬مرحلة التنظيم‪ ،‬املرحلة الرقمية‬
‫(االليكترونية) وهي مرحلة تحويل الوثائق من النمط الورقي إلى الشكل االلكتروني اخمحو سب‪.‬‬

‫ويمكن تقسيم الوثيقة من حيث معيار النشاط‪ ،‬كاألرشيف القضائي‪ ،‬األرشيف السياس ي‪ ،‬األرشيف اإلداري‪،‬‬
‫األرشيف العسكري‪ ،‬األرشيف التعليمي‪ ،‬األرشيف االقتصادي‪ ،‬األرشيف السياحي‪ ،‬األرشيف السلكي والالسلكي‪،‬‬
‫األرشيف الديني‪.‬‬

‫‪ -3‬أنواع الوثائق‪:‬‬

‫على الباحث أن يحرص على تنوع توثيقه بين القديم والحديث واملعاصر ‪ ،‬واألرشيف واملصادر واملراجع‬
‫واملقاالت واألطروحات ودوائر املعارف والقوامنس‪.‬‬

‫والوثائق السمعية والبصرية‪ ،‬والرسومات والخرائط‪ ،‬ومختلف أنواع الوثائق االليكترونية اخمحو سبة‪.‬‬

‫وتوجد وثائق رسمية وخاصة وتتمثل في املعاهدات ومختلف القوانين واملراسيم واملناشير‪ ،‬والسجالت والعقود‪،‬‬
‫دون أن ننس ى الوثائق الرقمية أو االليكترونية ومزاياها في البحث العلمي‪،‬ومنها سهولة االطالع على الوثائق‪.‬‬

‫‪ -‬العالقة بين الوثائقي واملؤرخ‪:‬‬

‫من غير املعقل الفصل بين الوثائق والتاريخ‪ ،‬فهما علمان منفصالن يكمالن بعضهما البعض‪ ،‬لوجود نقاط‬
‫مشتركة تجمعهما‪،‬فتبقى الوثائق مصدرا رئنسيا للمؤرخ ومادة خام أساس ي لعمله‪،‬فعمل األرشيفي الوثائقي ذو‬
‫صلة كبيرة بعمل املؤرخ تجمعهما الوثيقة املأرشفة‪ ،‬وهكذا يسبق عمل األرشيفي في تجهيز الوثائق وإكمال مراحل‬
‫حفظها‪ ،‬ليأتي بعد ذلك عمل املؤرخ في استنطاق وقراءة الوثيقة واستخراج مكنوناتها وذلك من خالل كشف‬
‫حقائقها التاريخية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫املحاضرة الثامنة‪ :‬أهمية التوثيق‬
‫تبرز أهمية التوثيق في البحث عامة والبحث التاريخي خاصة في بعض النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إثبات صحة املصادر واملراجع التي تم االعتماد عليها‪.‬‬

‫‪ -‬توخي األمانة العلمية بإرجاع املعلومات إلى أصحابها مهما صغرت‪.‬‬

‫‪ -‬وجود توثيق ثري وغني ومتنوع دليل على مصداقية العمل املبحوث‪.‬‬

‫‪ -‬اطالع الباحثين والقراء على اإلضافة الجديدة من خالل أدراج توثيق في طبعات جديدة أو حديثة‪ ،‬الن التوثيق‬
‫يمثل حلقة هامة ومحورية بين املاض ي والحاضر ‪.‬‬

‫‪ -‬يعد تنوع التوثيق أحد أهم الوسائل للوصول إلى الحقيقة التاريخية‪.‬‬

‫‪ -‬تصريح الباحث بتوثيقه دليل على أصالة البحث وموضوعية الباحث‪.‬‬

‫‪ -‬الوقوف على التطور التاريخي لإلنسان عبر مختلف عصوره‪.‬‬

‫‪ -‬تكوين بنك توثيقي متجدد في دراسة أو بحث معين بهدف إبقاء األبحاث مفتوحة إمام دراسات أخرى جديدة‬
‫ومتجددة‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على تنمية املعلومة التاريخية بهدف إحداث تراكمية تاريخية تكون عونا على االتجاه نحو الحقيقة‬
‫التاريخية‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق نقلة نوعية في حصول الباحث واملؤرخ على منهجية دقيقة وصائبة في كيفية التعامل مع عملية البحث‬
‫التاريخي‪.‬‬

‫‪ -‬ويكفي أن نقول في األخير أن التوثيق في حد ذاته يعد وسيلة هامة في عملية انتقال وتحرك وتبادل املعلومة من‬
‫باحث ألخر ومن لغة ألخرى ومن عصر ألخر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -5‬الفرق بين املصادرواملراجع‪:‬‬
‫َّ‬
‫لنست املصادر كاملراجع؛ فهناك فرق بينهما يتمثل في أن املصادر هي الكتب التي تحتوي على املعلومات‬
‫والعلوم الجديدة التي لم يسبق إليها أحد‪ ،‬فاملصادر هي األصول‪.‬‬
‫َّأما املراجع فهي كتب تعتمد في محتواها على املصادر‪ ،‬وقد تكون شروحا لها‪ ،‬والباحث ال يستعين باملرجع‬
‫كله‪ ،‬بل يبحث داخله عن الجزئية التي تفيده في مجال بحثه‪.‬‬
‫وبمعنى آخر‪ ،‬يقول الباحثون في هذا اخمجال‪ ،‬إن‪" :‬املراجع هي الدراسات الحديثة التي تعالج املوضوع من‬
‫خالل استيعاب املادة األصلية وتخرجها في ثوب جديد‪ ،‬ويمكننا التفريق بين املصدر واملرجع على أساس درجة‬
‫ً‬
‫مباشرة في ُّ‬
‫عد مصد ًرا‪ ،‬وإن كانت غير‬ ‫الصلة بين ما في الكتاب من علم وبين موضوع البحث‪ ،‬فإذا كانت الصلة‬
‫ً‬
‫مرجعا"‪.‬‬ ‫مباشرة في ُّ‬
‫عد‬

‫‪ -2‬طرق التوثيق في البحث العلمي‪:‬‬


‫ً‬
‫نمطا ً‬
‫خاصا‬ ‫هناك عدة طرق لتوثيق البحث العلمي يتم من خاللها سرد املراجعين‪ ،‬حيث تتضمن كل طريقة‬
‫ً‬
‫وشكال لكتابة املرجع لنشمل جميع املعلومات املطلوبة مثل اسم املؤلف سواء كان ً‬
‫فردا أو مجموعة‪ ،‬عنوان‬
‫البحث واخمجلة العلمية التي نشر فيها والنشر العام مع بعض التفاصيل املهمة األخرى‪.‬‬

‫هناك نوعان من التوثيق‪ ،‬أحدهما داخل النص والثاني في نهاية البحث‪ ،‬وتأتي طرق التوثيق في البحث العلمي على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1-2‬طريقة هارفارد‪:‬‬
‫ً‬
‫استخداما ملصادر البحث العلمي‪ ،‬وهي تتبع القواعد التالية‪:‬‬ ‫تعد طريقة هارفارد واحدة من أكثر طرق املصادقة‬

‫إذا تم االستشهاد بأي فقرة داخل النص دون تعديلها‪ ،‬يتم وضع النص املقتبس بين عالمتي‬ ‫‪‬‬

‫"__________" ثم كتابته (لقب املؤلف‪ ،‬سنة نشر البحث‪ ،‬رقم الصفحة‪.‬‬


‫بننما إذا تم االقتباس داخل النص ولكن بفعل؛ أي أن الباحث قام ببعض التعديالت والتغييرات على‬ ‫‪‬‬

‫النص‪ .‬وهنا يوضع النص املقتبس بين العالمتين (__________________) ثم يكتب (اسم عائلة الباحث‪،‬‬
‫وسنة النشر‪ ،‬ورقم الصفحة)‪.‬‬
‫ً‬
‫وفقا لجامعة هارفارد‪ ،‬فإن مصدر الكتاب مكتوب في الجزء املرجعي على النحو التالي‪( :‬اسم املؤلف‬ ‫‪‬‬
‫سواء كان ً‬
‫واحدا أو مجموعة‪ ،‬سنة طباعة الكتاب‪ ،‬عنوان الكتاب‪ ،‬رقم الطبعة أو الجزء في حالة‬
‫تقسيمه إلى أكثر من جزء‪ ،‬اسم دار النشر‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2-2‬طريقة ‪MLA‬‬

‫يتم تطبيق هذه الطريقة في املراجع األدبية والعلوم اإلنسانية الخاصة بالجمعية األمريكية للغات الحديثة‪،‬‬
‫ومن خاللها يتم توثيق املراجع على النحو التالي‪:‬‬

‫املرجع بمؤلف واحد‪ :‬لقب املؤلف األول‪ ،‬ثم اسمه األول‪ ،‬واسم الكتاب‪ ،‬ومكان النشر‪ ،‬ودار النشر‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وسنة الطباعة‪.‬‬
‫يتم مشاركة املرجع من قبل أكثر من مؤلف واحد‪ :‬الطريقة السابقة متبعة مع ذكر أسماء املؤلفين‬ ‫‪‬‬

‫املتبقين بنفس الطريقة‪.‬‬


‫استخدم املقال العلمي كمرجع‪ :‬االسم األخير للكتاب األول‪ ،‬ثم االسم األول‪ ،‬واسم مؤلف املوسوعة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫"عنوان املقال"‪ ،‬واسم املوسوعة العلمية‪ ،‬وسنة النشر‪ ،‬الجزء‪ ،‬الصفحات‪.‬‬


‫من خالل الصورة التالية يمكنك مشاهدة شكل مرجع علمي ضمن قائمة املراجع املكتوبة بطريقة‪MLA:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -3-2‬طريقة ‪APA‬‬

‫تستخدم طريقة ‪ APA‬عند توثيق مراجع علم النفس وعلم االجتماع والفروع العلمية للعلوم النفسية‬ ‫‪‬‬

‫التابعة لها وتختص بجمعية علم النفس األمريكية‪ ،‬ومن خاللها يتم كتابة املرجع على النحو التالي‪:‬‬
‫(لقب الكاتب‪ ،‬الحرف األول من اسم الكاتب‪ ،‬أو خطاب من اسم والد املؤلف‪( .‬سنة النشر)‪ .‬اسم‬ ‫‪‬‬

‫املؤلف‪ ،‬بلد النشر‪ ،‬اسم املطبعة)‪ ،‬والصورة التالية يحتوي على مرجع مكتوب في‪. APA‬‬

‫‪ -3‬طرق توثيق مصادرومراجع البحث العلمي‪:‬‬


‫َّ‬ ‫من الخطوات املهمة ًّ‬
‫جدا في البحث العلمي كتابة وتوثيق املصادر واملراجع بطرق سليمة‪ ،‬وتتمثل هذه الطرق في‬
‫الكتابة على هذا النسق‪:‬‬
‫اسم املؤلف ‪ -‬اسم املرجع ‪ -‬مكان النشر ‪ -‬دار النشر ‪ -‬سنة النشر – الجزء ‪ -‬الصفحة‪.‬‬
‫ً‬
‫مترجما تتم كتابة املرجع على هذا النسق‪:‬‬ ‫في حالة إذا كان الكتاب‬
‫اسم املؤلف ‪ -‬اسم املرجع ‪ -‬اسم املترجم ‪ -‬مكان النشر ‪ -‬دار النشر ‪ -‬سنة النشر – الجزء ‪ -‬الصفحة‪.‬‬
‫ً‬
‫إذا كان املرجع دورية فتتم كتابتها على هذا النسق‪:‬‬
‫اسم املؤلف ‪ -‬عنوان املقالة ‪ -‬عنوان الدورية ‪ -‬رقم العدد الخاص باخمجلد ‪ -‬تاريخ الصدور ‪ -‬الصفحة‪.‬‬
‫إذا كان املرجع عبا ة عن صحيفة فتكتب ً‬
‫وفقا لهذا النسق‪:‬‬ ‫ر‬
‫اسم الكاتب ‪ -‬عنوان املقال ‪ -‬اسم الصحيفة ‪ -‬تاريخ صدورها ‪ -‬الصفحة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إذا كان املرجع عبارة عن بحث مقدم ملؤتمرات علمية‪:‬‬
‫اسم املؤلف ‪ -‬عنوان البحث ‪ -‬موضوع املؤتمر ‪ -‬مكان انعقاد املؤتمر ‪ -‬تاريخ انعقاده‪.‬‬
‫إذا كان املرجع عبارة عن موقع إلكتروني‪:‬‬
‫اسم املوقع – اليوم – الشهر ‪ -‬السنة‪.‬‬
‫‪ -4‬آلية االقتباس من املصادرواملراجع‪:‬‬
‫َّ‬
‫يتم االقتباس وفق طرق مختلفة‪ ،‬ولكل طريقة مناسبتها‪ ،‬وتتمثل هذه الطرق في‪:‬‬
‫ً‬
‫· نقل النص كامال دون إحداث تغيير فيه‪ ،‬وال ب َّد من وضع النص بين قوسين حتى ال يتهم الباحث بانتحال‬
‫النص‪ ،‬ونسبته إلى نفسه‪.‬‬
‫· اختصار النص‪ ،‬وتلخيصه في حالة إذا ما احتاج الباحث إلى اقتباس موضوع كامل أو فكرة كاملة تشغل‬
‫ً‬
‫عددا ً‬
‫كبيرا من الصفحات‪.‬‬
‫· إعادة صياغة النص بأسلوب الباحث‪.‬‬

‫‪13‬‬

You might also like