You are on page 1of 5

‫عنوان املحاضرة‪ :‬معركة الجزائر‬

‫املقياس‪:‬تاريخ الثورة الجزائرية‬

‫املستوى‪ :‬السنة الثانية ماسترتاريخ املقاومة والحركة الوطنية‬

‫عناصراملحاضرة‪:‬‬

‫مقدمة ‪ /1‬التعريف بمعركة الجزائر‪ /3 .‬تنظيم املعركة‪.‬‬

‫‪ /4‬تطورات املعركة‪.‬‬ ‫‪ /2‬األسباب والدوافع‪.‬‬

‫‪ /6‬الخاتمة‪.‬‬ ‫‪ /5‬رد فعل الفرنس ي‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫عرفت املدن الجزائرية العمل الفدائي منذ بداية الثورة‪ ، ،‬لكن األمر كان يتعلق بعمل عفوي أو‬
‫صادر عن قيادات محلية في مدن القطاع القسنطيني‪،‬واملدية‪ ،‬تلمسان‪ ،‬بلعباس‪ ،‬وخاصة الجزائر‬
‫العاصمة باستهداف الخونة ورموز اإلستعمار‪ ،‬سرعان ما تمخض عنه إرهاب فرنس ي‪ ،‬إستهدف التجمعات‬
‫واألحياء السكانية للجزائريين‪ ،‬لكن يبدو أنه تم إعتماد إستراتيجية حرب املدن بعد تردد ‪،‬لكن حادثين‬
‫عجل على سلوك هذا النهج أولهما العملية اإلرهابية ليوم العاشر أوت ‪ 1956‬بحي القصبة‪ ،‬وقبلها إعدام‬
‫الشهيدين أحمد زهانة وعبد القادر فراج في ‪ 19‬جوان ‪1956‬‬

‫‪ /1‬التعريف بمعركة الجزائر‪:‬‬

‫هي تلك العمليات الفدائية التي حدثت ما بين ‪ 1956‬وصائفة ‪ ،1957‬باتجاه العمالء واألمن الفرنس ي‬
‫والخونة‪ ،‬ورد الفعل الفرنس ي الرسمي وغير الرسمي‪ ،‬بمالحقة النشطاء واملدنيين املتعاطفين مع جبهة‬
‫التحرير الوطني ‪،‬في محاولة لترهيب الجزائريين وثنيهم عن مناصرة جبهة التحرير الوطني‪،‬عرفت فترات‬
‫احتدم فيها الصراع عن طريق الفعل ورد الفعل‪ ،‬وانتهت ولو ظاهريا بنجاح للقوات املظليين بقيادة‬
‫الجنرال ماس ي ‪Massu‬عن إجالء قيادة جبهة التحرير من مدينة الجزائر وتفكيك خاليا املنطقة الجزائر‬
‫املستقلة‪.‬‬

‫‪ /2‬األسباب‪:‬‬
‫بدأت بوادر معركة الجزائر بعد مؤتمر الصومام ‪ 20‬أوت ‪،1956‬حيث تم توكيل عنصر نشط [ٍهو‬
‫ياسف سعدي] بتنظيم منطقة الجزائر املستقلة ‪ ،‬حيث استطاع هذا األخير كعمل أولي بطرد العناصر‬
‫املصالية من القصبة والتصدي لشبكات اإلجراء والبغاء في القصبة من سادة الفساد والرذيلة وفرض‬
‫عليهم سياسة االنطواء تحت جبهة التحرير أو االضمحالل ‪.‬‬

‫‪ -‬خالل مؤتمر الصومام تمت اإلشارة إلى إمكانية القيام بنشاطات مسلحة عنيفة على مستوى املدن‬
‫للرد على همجية غالة املعمرين هنالك‪.‬‬

‫‪ -‬إن أي عمل فدائي يمكنه من إحداث قطيعة بين املكونين الجزائري واألوربي كما كان الشأن مع‬
‫هجومات ‪ 20‬أوت ‪.1955‬‬

‫بالنسبة لعبان رمضان كان حذرا جدا بخصوص نجاح هذه اإلستراتيجية‪ ،‬كما أن أوعمران قائد‬
‫الوالية ‪ 4‬كان مترددا‪ ،‬أما ياسف سعدي فكان مترددا هو اآلخر بسبب عدم جاهزيته‪.‬‬

‫‪-‬ويمكن تفهم هذا التردد بشأن فتح جبهة املدن ‪ ،‬فهذه اإلستراتيجية سالح ذو حدين فيمكن أن ترف‬
‫أكثر وأكثر بالثورة ومدها وأهدافها كما يمكن أن تستغلها فرنسا في حربها الدعائية بإعتبار كل عملية‬
‫لجبهة التحرير على أنها عمل إرهابي بربري مجرم دوليا‪ ،‬وطمس معالم الجريمة وعمليات التعذيب التي‬
‫إقترفها جالدو وعمالء االستعمار‪.‬‬

‫‪/3‬تنظيم املعركة‪:‬‬

‫كانت منطقة الجزائر الحرة (‪ )ZAA‬مقسمة إلى نواحي‪ :‬الجزائر الوسطى‪ ،‬الغربية والشرقية‪ ،‬وكانت‬
‫كل ناحية مقسمة إلى قطاعات والقطاعات إلى دوائر‪ ،‬تضم نصف الدائرة‪.‬‬

‫وكان العدد اإلجمالي للفدائيين حوالي مائة‪ ،‬يضاف إليهم ‪ 150‬متطوعا خاصين بشبكة "املتفجرات"‬
‫‪ ،‬إجماليا كان عدد املنضوين تحث لواء شبكات منطقة الجزائر املستقلة من فدائي ومسبل ومتطوع حوالي‬
‫خمس مئة ‪ ،‬في وقت كانت تحض به الثورة بدعم قاعدة شعبية كبيرة جدا‪ ،‬يقود كل ذلك مجلس املنطقة‬
‫مكلف من رئس وثالث أعوان‪.‬‬
‫بالنسبة لشبكة املتفجرات كانت تتكون من لحام ‪ ،‬نجار من أجل إخفاء املتفجرات‪ ،‬وساعاتي‬
‫‪،‬ومتخصص في املواد الكيميائية‪.‬وسيلعب طالب عبد الرحمان دورا كبيرا في صناعة املتفجرات وكذلك‬
‫بعض املتطوعين واملتعاطفين األوربيين الشيوعيين على غرار دنييل وغبرييل تمسيت ‪Daniel et Gabriel‬‬
‫‪ ، Timsit‬وأوكلت مهمة وضع هذه املتفجرات في مكانها املحدد من طرف فتيات جزائريات ال يمثلن أي شبهة‬
‫بمالمحهن وهندامهن األوربي أمثال جميلة بوحيرد‪ ،‬زهرة بيطاط‪ ،‬سامية لخضاري‪ ،‬جوهرة أكرور‪،‬دنييل‬
‫مين‪. Daniel Minne‬‬

‫إضافة إلى عمليات أخرى بإستعمال األسلحة ضد أعوان اإلستعمار من جالدين وخونة‪،‬و كانت‬
‫العمليات تتم بصورة شبه كلية‪ ،‬أيام عطلة األسبوع‪ ،‬خاصة في املقاهي واملراقص‪ ،‬واملؤسسات العمومية‬
‫واملالعب‪.‬‬

‫ولعل أشهر هذه العمليات عملية ‪ Milk Bar‬في الثالثين سبتمبر ‪ 1956‬والتي خلفت قتيل‪ ،‬و‪30‬‬
‫جريحا‪ ،‬وعملية كافتريا‪:Rue michelet‬خلفت هي األخرى قتيلين‪ 16 ،‬جريح‪ ،‬وعملية امللعب البلدي باألبيار‬
‫التي خلفت عشرة قتلى‪ ،‬و‪ 36‬جريحا‪ ،‬عملية كازينو الكورنيش‪–La corniche‬مرقص‪ 11 -‬قتيال‪35 ،‬‬
‫جريحا‪ ،‬وغيرها من مئات العمليات التي قضت مضاجع الفرنسيين‪ ،‬بعض العمليات فشلت أبرزها عملية‬
‫‪ Fernand Yveton‬حيث تراجع عن تنفيذ العملية مما أدى إلى اكتشافه‪ ،‬وثم إعدامه الحقا‪ ،‬وهذا جدول‬
‫بتطور العمليات‪:‬‬

‫جانفي ‪1957‬‬ ‫ديسمبر‪1956‬‬ ‫أكتوبر ‪1956‬‬ ‫جوان ‪1956‬‬ ‫جانفي ‪1956‬‬ ‫الزمن‬

‫‪ 112‬عملية‬ ‫‪ 122‬عملية‬ ‫‪ 95‬عملية‬ ‫‪ 50‬عملية‬ ‫عدد العمليات ‪ 04‬عمليات‬


‫املرجع [‪.]G.meynier, Histoire intérieure du FLN p323‬‬

‫وصل بعدها الحد إلى إستهداف نهاية ‪ Amédée Forgerَ 1956‬رئيس كونفدرالية شيوخ بلديات‬
‫الجزائر الذي أعقبه أعمال انتقامية ‪.‬‬

‫في ظل هذه الظروف الصعبة أعلنت جبهة التحرير الوطني وفي نهاية شهر جانفي ‪ 1957‬إضراب‬
‫ال‪ 08‬أيام‪ ،‬في الوقت الذي كانت تدرس فيه القضية الجزائرية في األمم املتحدة ‪،‬والذي شكل عالمة فارقة‬
‫في طول هذه املعركة‪ ،‬وبقدر إمكانية قيادة جبهة التحرير على تعبئة الجماهير خلفها ومشاركة الكبيرة‬
‫واالستجابة من أجل خوض هذه املعركة‪ ،‬بقدر ما كانت تبعات هذا اإلضراب صعبة جدا على الجماهير‬
‫وعلى قيادة جبهة التحرير‪،‬حيث عمد الجنرال ماسو ومظلييه الذين بلغ عددهم ‪ 8000‬على كسر اإلضراب‬
‫بإستعمال كل األساليب املتاحة األكثر وحشية‪.‬‬

‫‪ /5‬ردود الفعل الفرنسية‪:‬‬

‫إستطاعت جبهة التحرير إرباك السلطات اإلستعمارية بعد فتح جبهة مدينة الجزائر‪،‬لكن ش يء‬
‫فشيئا ومع بداية من شهر جانفي ‪ 1957‬إستطاعت من إلتقاط األنفاس وتسخير جميع اإلمكانيات‬
‫للتكيف مع هذه املعركة الغير عادية‪ ،‬وكان الكوست قد أعطى الضوء األخضر للجنرال ماسو‪Massu‬‬
‫وللفرقة العاشرة للمظليين من أجل قمع املعركة‪ ،‬وتولى ‪ 3‬رجال عملل البسيولوجي الكولونيل – ‪Trinquier‬‬
‫‪ Mayer – Godard‬كما عرف أخرون بوحشيتهم وأساليبهم الوحشية التي ظهرت في أتخاد التعذيب وسيلة‬
‫لجمع املعلومات على غرار الرائد بول أوساريس ‪ ،Paul Aussaresse‬والنقيب غرازياني‪ ، Graziani‬وكان من‬
‫آثار القمع األولى مغادرة لجنة التنسيق والتنفيذ للجزائر مارس ‪ ،1957‬واستشهاد محمد العربي بن مهيدي‬
‫تحت التعذيب‪.‬‬

‫ولقد طبقت السلطات اإلستعمارية إستراتيجية التعذيب على نطاق واسع‪ ،‬وصخرت فيالت‬
‫وإقامات ومراكز غير رسمية ملقار لعملياتها اإلجرامية كفيال سوزيني ‪ Suzinni‬وفيال محي الدين وغيرها‪،‬‬
‫التي إستقبلت أالف الزوار والذي مات غالبيتهم تحت اإلستنطاق والتعذيب‪ ،‬ولعل أسماء موريس أودان‬
‫‪Maurice Audin‬واملحامي علي بومنجل‪،‬أبرز مثال على وحشية اإلستعمار وجالديه‪.‬‬

‫وعشرات املئات من الجزائريين تم توقيفهم وإيداعهم للمحتشدات في بني مسوس‪ ،‬عين وسارة‪ ،‬هذه‬
‫السياسة دفعت بمدير األمن الجزائر ‪ Paul Teitgen‬إلى االستقالة في ‪ 29‬مارس ‪ ،1957‬بعدما الحظ أن‬
‫عمليات التعذيب والتقتيل أخذت منحى خطير‪.‬‬

‫وكما ذكر أنفا لم تنتهي هذه املعركة إال بعد نجاح فرنسا في تفكيك وكشف تنظيم منطقة الجزائر‬
‫الحرة [ ًََ‪ ] ZAA‬من خالل بعض املناضلين الخونة ‪،‬أو الذين تعرضوا إلى التعذيب ومن خالل العمل‬
‫اإلستخباراتي تحت إدارة الجنرال ‪ Godard‬والنقيب ‪(Leger‬الذي كان يتكلم العربية من مواليد املغرب) ثم‬
‫من خالل التعذيب والعمل البسيكولوجي تهيئة جماعة من الخونة عرفوا بالفرنسية " ‪Les bleus de‬‬
‫‪ "chauffe‬كان لهم عظيم األثر في االندساس ضمن النظام وكشفه‪.‬‬

‫ليسدل الستار عن هذه املعركة ولو مؤقتا بإلقاء القبض على زهرة خريف وياسف سعدي في ‪23‬‬
‫سبتمبر ‪ ،1957‬كما تم تفجير مخبئ علي البوانت‪ ،‬حسيبة بن بوعلي‪ ،‬وعمر الصغير بعد أيام قليلة‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫تمثل معركة الجزائر أهم حدث في تاريخ الثورة الجزائر‪ ،‬بسبب الزخم الذي تركته وأحدثته ‪ ،‬والذي‬
‫مازالت أثاره إلى يومنا هذا‪ ،‬حيث نجحت جبهة التحرير إلى تعبئة الجماهير خلفها في معرة ظهرت بأنها‬
‫مصيرية ضد املستعمر‪ ،‬لكن رد الفعل الفرنس ي كان أكثر وحشية حاول تفكيك خاليا جبهة التحرير‬
‫وطردها من مدينة الجزائر ‪ ،‬وبعدما نجح في ذلك ‪ ،‬إال أن مظاهرات ديسمبر ‪،1960‬أثبتت للعالم أن جبهة‬
‫التحرير لم تخرج بشكل نهائي من مدينة الجزائر ‪.‬‬

‫أسئلة في موضوع‬

‫‪-‬من خالل املحاضرة ماهي دوافع جبهة التحرير في فتح معركة مدينة الجزائر‪ ،‬وبداية إعتماد العمل‬
‫الفدائي الحضري؟‬

‫‪-‬هل إستطاعت جبهة التحرير في تحقيق أهذافها بفتح هذه الجبهة؟وماهي ردود الفعل الفرنسية وإلى حد‬
‫ما نجحت في تفكيك شبكات جبهة التحرير بالعاصمة وطرد لجنة التنسيق والتنفيذ‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬

‫‪• Gilbert Meynier, Histoire intérieur du FLN, Fayard, 2001.‬‬


‫‪• General Massu, La vraie bataille d’Alger, Plon,1971.‬‬
‫‪• Yves Courrière, La guerre d'Algérie, Paris, Fayard, 2001 T1:1954-1957: les fils de‬‬
‫‪la Toussaint, le temps des léopards -- T2:1957-1962: l'heure des colonels,‬‬
‫‪• Pierre Pellissier, La bataille d'Alger, Paris, Perrin, coll. « Tempus », 2002,‬‬
‫‪• Benjamin Stora, Histoire de la guerre d'Algérie 1954-1962, Paris, Éd. la‬‬
‫‪Découverte, coll. « Collection Repères » (, 1992‬‬
‫‪• Philippe Tripier, Autopsie de la guerre d'Algérie, France empire, 1972‬‬
‫‪• Guy Pervillé, « Terrorisme et torture : la bataille d'Alger de‬‬
‫‪1957 », L'Histoire, no 214, octobre 1997‬‬

You might also like