Professional Documents
Culture Documents
عناصراملحاضرة:
مقدمة:
عرفت املدن الجزائرية العمل الفدائي منذ بداية الثورة ، ،لكن األمر كان يتعلق بعمل عفوي أو
صادر عن قيادات محلية في مدن القطاع القسنطيني،واملدية ،تلمسان ،بلعباس ،وخاصة الجزائر
العاصمة باستهداف الخونة ورموز اإلستعمار ،سرعان ما تمخض عنه إرهاب فرنس ي ،إستهدف التجمعات
واألحياء السكانية للجزائريين ،لكن يبدو أنه تم إعتماد إستراتيجية حرب املدن بعد تردد ،لكن حادثين
عجل على سلوك هذا النهج أولهما العملية اإلرهابية ليوم العاشر أوت 1956بحي القصبة ،وقبلها إعدام
الشهيدين أحمد زهانة وعبد القادر فراج في 19جوان 1956
هي تلك العمليات الفدائية التي حدثت ما بين 1956وصائفة ،1957باتجاه العمالء واألمن الفرنس ي
والخونة ،ورد الفعل الفرنس ي الرسمي وغير الرسمي ،بمالحقة النشطاء واملدنيين املتعاطفين مع جبهة
التحرير الوطني ،في محاولة لترهيب الجزائريين وثنيهم عن مناصرة جبهة التحرير الوطني،عرفت فترات
احتدم فيها الصراع عن طريق الفعل ورد الفعل ،وانتهت ولو ظاهريا بنجاح للقوات املظليين بقيادة
الجنرال ماس ي Massuعن إجالء قيادة جبهة التحرير من مدينة الجزائر وتفكيك خاليا املنطقة الجزائر
املستقلة.
/2األسباب:
بدأت بوادر معركة الجزائر بعد مؤتمر الصومام 20أوت ،1956حيث تم توكيل عنصر نشط [ٍهو
ياسف سعدي] بتنظيم منطقة الجزائر املستقلة ،حيث استطاع هذا األخير كعمل أولي بطرد العناصر
املصالية من القصبة والتصدي لشبكات اإلجراء والبغاء في القصبة من سادة الفساد والرذيلة وفرض
عليهم سياسة االنطواء تحت جبهة التحرير أو االضمحالل .
-خالل مؤتمر الصومام تمت اإلشارة إلى إمكانية القيام بنشاطات مسلحة عنيفة على مستوى املدن
للرد على همجية غالة املعمرين هنالك.
-إن أي عمل فدائي يمكنه من إحداث قطيعة بين املكونين الجزائري واألوربي كما كان الشأن مع
هجومات 20أوت .1955
بالنسبة لعبان رمضان كان حذرا جدا بخصوص نجاح هذه اإلستراتيجية ،كما أن أوعمران قائد
الوالية 4كان مترددا ،أما ياسف سعدي فكان مترددا هو اآلخر بسبب عدم جاهزيته.
-ويمكن تفهم هذا التردد بشأن فتح جبهة املدن ،فهذه اإلستراتيجية سالح ذو حدين فيمكن أن ترف
أكثر وأكثر بالثورة ومدها وأهدافها كما يمكن أن تستغلها فرنسا في حربها الدعائية بإعتبار كل عملية
لجبهة التحرير على أنها عمل إرهابي بربري مجرم دوليا ،وطمس معالم الجريمة وعمليات التعذيب التي
إقترفها جالدو وعمالء االستعمار.
/3تنظيم املعركة:
كانت منطقة الجزائر الحرة ( )ZAAمقسمة إلى نواحي :الجزائر الوسطى ،الغربية والشرقية ،وكانت
كل ناحية مقسمة إلى قطاعات والقطاعات إلى دوائر ،تضم نصف الدائرة.
وكان العدد اإلجمالي للفدائيين حوالي مائة ،يضاف إليهم 150متطوعا خاصين بشبكة "املتفجرات"
،إجماليا كان عدد املنضوين تحث لواء شبكات منطقة الجزائر املستقلة من فدائي ومسبل ومتطوع حوالي
خمس مئة ،في وقت كانت تحض به الثورة بدعم قاعدة شعبية كبيرة جدا ،يقود كل ذلك مجلس املنطقة
مكلف من رئس وثالث أعوان.
بالنسبة لشبكة املتفجرات كانت تتكون من لحام ،نجار من أجل إخفاء املتفجرات ،وساعاتي
،ومتخصص في املواد الكيميائية.وسيلعب طالب عبد الرحمان دورا كبيرا في صناعة املتفجرات وكذلك
بعض املتطوعين واملتعاطفين األوربيين الشيوعيين على غرار دنييل وغبرييل تمسيت Daniel et Gabriel
، Timsitوأوكلت مهمة وضع هذه املتفجرات في مكانها املحدد من طرف فتيات جزائريات ال يمثلن أي شبهة
بمالمحهن وهندامهن األوربي أمثال جميلة بوحيرد ،زهرة بيطاط ،سامية لخضاري ،جوهرة أكرور،دنييل
مين. Daniel Minne
إضافة إلى عمليات أخرى بإستعمال األسلحة ضد أعوان اإلستعمار من جالدين وخونة،و كانت
العمليات تتم بصورة شبه كلية ،أيام عطلة األسبوع ،خاصة في املقاهي واملراقص ،واملؤسسات العمومية
واملالعب.
ولعل أشهر هذه العمليات عملية Milk Barفي الثالثين سبتمبر 1956والتي خلفت قتيل ،و30
جريحا ،وعملية كافتريا:Rue micheletخلفت هي األخرى قتيلين 16 ،جريح ،وعملية امللعب البلدي باألبيار
التي خلفت عشرة قتلى ،و 36جريحا ،عملية كازينو الكورنيش–La cornicheمرقص 11 -قتيال35 ،
جريحا ،وغيرها من مئات العمليات التي قضت مضاجع الفرنسيين ،بعض العمليات فشلت أبرزها عملية
Fernand Yvetonحيث تراجع عن تنفيذ العملية مما أدى إلى اكتشافه ،وثم إعدامه الحقا ،وهذا جدول
بتطور العمليات:
جانفي 1957 ديسمبر1956 أكتوبر 1956 جوان 1956 جانفي 1956 الزمن
وصل بعدها الحد إلى إستهداف نهاية Amédée Forgerَ 1956رئيس كونفدرالية شيوخ بلديات
الجزائر الذي أعقبه أعمال انتقامية .
في ظل هذه الظروف الصعبة أعلنت جبهة التحرير الوطني وفي نهاية شهر جانفي 1957إضراب
ال 08أيام ،في الوقت الذي كانت تدرس فيه القضية الجزائرية في األمم املتحدة ،والذي شكل عالمة فارقة
في طول هذه املعركة ،وبقدر إمكانية قيادة جبهة التحرير على تعبئة الجماهير خلفها ومشاركة الكبيرة
واالستجابة من أجل خوض هذه املعركة ،بقدر ما كانت تبعات هذا اإلضراب صعبة جدا على الجماهير
وعلى قيادة جبهة التحرير،حيث عمد الجنرال ماسو ومظلييه الذين بلغ عددهم 8000على كسر اإلضراب
بإستعمال كل األساليب املتاحة األكثر وحشية.
إستطاعت جبهة التحرير إرباك السلطات اإلستعمارية بعد فتح جبهة مدينة الجزائر،لكن ش يء
فشيئا ومع بداية من شهر جانفي 1957إستطاعت من إلتقاط األنفاس وتسخير جميع اإلمكانيات
للتكيف مع هذه املعركة الغير عادية ،وكان الكوست قد أعطى الضوء األخضر للجنرال ماسوMassu
وللفرقة العاشرة للمظليين من أجل قمع املعركة ،وتولى 3رجال عملل البسيولوجي الكولونيل – Trinquier
Mayer – Godardكما عرف أخرون بوحشيتهم وأساليبهم الوحشية التي ظهرت في أتخاد التعذيب وسيلة
لجمع املعلومات على غرار الرائد بول أوساريس ،Paul Aussaresseوالنقيب غرازياني ، Grazianiوكان من
آثار القمع األولى مغادرة لجنة التنسيق والتنفيذ للجزائر مارس ،1957واستشهاد محمد العربي بن مهيدي
تحت التعذيب.
ولقد طبقت السلطات اإلستعمارية إستراتيجية التعذيب على نطاق واسع ،وصخرت فيالت
وإقامات ومراكز غير رسمية ملقار لعملياتها اإلجرامية كفيال سوزيني Suzinniوفيال محي الدين وغيرها،
التي إستقبلت أالف الزوار والذي مات غالبيتهم تحت اإلستنطاق والتعذيب ،ولعل أسماء موريس أودان
Maurice Audinواملحامي علي بومنجل،أبرز مثال على وحشية اإلستعمار وجالديه.
وعشرات املئات من الجزائريين تم توقيفهم وإيداعهم للمحتشدات في بني مسوس ،عين وسارة ،هذه
السياسة دفعت بمدير األمن الجزائر Paul Teitgenإلى االستقالة في 29مارس ،1957بعدما الحظ أن
عمليات التعذيب والتقتيل أخذت منحى خطير.
وكما ذكر أنفا لم تنتهي هذه املعركة إال بعد نجاح فرنسا في تفكيك وكشف تنظيم منطقة الجزائر
الحرة [ ًََ ] ZAAمن خالل بعض املناضلين الخونة ،أو الذين تعرضوا إلى التعذيب ومن خالل العمل
اإلستخباراتي تحت إدارة الجنرال Godardوالنقيب (Legerالذي كان يتكلم العربية من مواليد املغرب) ثم
من خالل التعذيب والعمل البسيكولوجي تهيئة جماعة من الخونة عرفوا بالفرنسية " Les bleus de
"chauffeكان لهم عظيم األثر في االندساس ضمن النظام وكشفه.
ليسدل الستار عن هذه املعركة ولو مؤقتا بإلقاء القبض على زهرة خريف وياسف سعدي في 23
سبتمبر ،1957كما تم تفجير مخبئ علي البوانت ،حسيبة بن بوعلي ،وعمر الصغير بعد أيام قليلة.
خاتمة:
تمثل معركة الجزائر أهم حدث في تاريخ الثورة الجزائر ،بسبب الزخم الذي تركته وأحدثته ،والذي
مازالت أثاره إلى يومنا هذا ،حيث نجحت جبهة التحرير إلى تعبئة الجماهير خلفها في معرة ظهرت بأنها
مصيرية ضد املستعمر ،لكن رد الفعل الفرنس ي كان أكثر وحشية حاول تفكيك خاليا جبهة التحرير
وطردها من مدينة الجزائر ،وبعدما نجح في ذلك ،إال أن مظاهرات ديسمبر ،1960أثبتت للعالم أن جبهة
التحرير لم تخرج بشكل نهائي من مدينة الجزائر .
أسئلة في موضوع
-من خالل املحاضرة ماهي دوافع جبهة التحرير في فتح معركة مدينة الجزائر ،وبداية إعتماد العمل
الفدائي الحضري؟
-هل إستطاعت جبهة التحرير في تحقيق أهذافها بفتح هذه الجبهة؟وماهي ردود الفعل الفرنسية وإلى حد
ما نجحت في تفكيك شبكات جبهة التحرير بالعاصمة وطرد لجنة التنسيق والتنفيذ.
املراجع: