You are on page 1of 2

‫هجومات الشمال القسنطيني‪:‬‬

‫مقدمة حول هجمات الشمال القسنطيني‪:‬‬


‫هي هجمات عسكرية شنها جيش التحرير الوطني الجزائري (الجناح العسكري لجبهة التحرير الوطني‬
‫الجزائرية أثناء الثورة التحريرية) على المستعمر الفرنسي‪ .‬وجاءت هذه الهجمات كرد فعل على محاولة‬
‫الجيش الفرنسي لتطويق وإخماد الثورة الجزائرية التي اندلعت في الفاتح من نوفمبر ‪ 1954‬من جهة‪ ،‬وكدعم‬
‫لجهود جبهة التحرير في نضالها السياسي‪.‬‬

‫التحضير للهجومات‪:‬‬
‫الجزائرية قد خطت بثبات المرحلة األولى في مسيرتها ضد االحتالل الفرنسي ‪.‬فعلى الصعيد‬ ‫عندما حل صيف عام‪ ، 1955‬كانت الثورة‬
‫الداخلي عملت جبهة التحرير الوطني على توعية الجماهير وتنظيمها ضمن هيئات مختلفة مثل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير‬
‫الوطني بفرنسا في ديسمبر‪ ، 1954‬وإنشاء االتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في جويلية‪1955.‬‬
‫وبعد مضي عشرة أشهر على اندالعها‪ ،‬فقد بدا واضحا تزايد اتساع رقعة المشاركة الجماهيرية على الرغم من استشهاد العديد من مفجري الثورة‬
‫كالشهيد ديدوش مراد‪ ،‬قائد المنطقة الثانية‪ ،‬أو اعتقال بعضهم من أمثال مصطفى بن بولعيد ورابح بيطاط وغيرهم‪.‬‬
‫أما على الصعيد الخارجي‪ ،‬فإن القضية الجزائرية سجلت حضورها رسميا وألول مرة في المحافل الدولية في مؤتمر‬
‫باندونغ في أبريل ‪ 1955.‬وكان ذلك أول انتصار لديبلوماسية الثورة الجزائرية الفتية ضد فرنسا العظمى‪.‬‬
‫وفي ظل هذه األوضاع‪ ،‬خططت قيادة الثورة لشن هجومات واسعة في الشمال القسنطيني‪ ،‬دام التحضير لها حوالي ثالثة أشهر في سرية تامة‬
‫‪ .‬وقد و ّجه زيغود يوسف‪ ،‬القائد الذي خلف ديدوش مراد على رأس المنطقة الثانية‪ ،‬نداء إلى ك ّل الجزائريين‪ ،‬أعضاء المجالس‬
‫الفرنسية‪ ،‬يدعوهم فيه لالنسحاب منها وااللتحاق بمسيرة الثورة‪.‬‬
‫و كانت هجومات ‪ 20‬أوت في الشمال القسنطيني تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬إعطاء الثورة دفعا قويا من خالل نقلها إلى قلب المناطق المستعمرة في الشمال القسنطيني‪.‬‬
‫‪ .2‬اختراق الحصار الحربي المضروب على المنطقة األولى ‪ -‬األوراس ‪ -‬باستهداف أهم القواعد العسكرية بالمنطقة‪.‬‬
‫‪ .3‬رفع معنويات جنود جيش التحرير بتحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي ال يقهر‪.‬‬
‫‪ .4‬تحطيم ادعاءات السلطات االستعمارية بأن ما كان يحدث هو مجرد أعمال تخريبية يرتكبها متمردون خارجون عن القانون وقطاع طرق‪.‬‬
‫‪ .5‬تجسيد التضامن مع الشعب المغربي الشقيق حيث تزامنت الهجومات مع ذكرى نفي السلطان محمد الخامس ‪ (20‬أوت‪).‬‬

‫هجومات الشمال القسنطيني { المنطقة الثانية توسع نطاق الكفاح وتعمقه‪} :‬‬
‫اندلعت هجومات الشمال القسنطيني { المنطقة الثانية } لتكون منعرجا حاسما في مسيرة الثورة التحريرية‬
‫ودافعا قويا لها ‪ .‬اختار مجاهدوا ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬م { منتصف نهار يوم السبت } ألكثر من داللة { أمسية‬
‫الراحة للفرنسيين ‪ ،‬سوق مدينة سكيكدة ‪ ،‬اختالط آذان المساجد " هللا أكبر " بآذان المساجدين‪.‬‬

‫ظروف اندالع هجومات الشمال القسنطيني‪:‬‬


‫‪1 -‬تطويق السلطات االستعمارية للمنطقة األولى عسكريا وشن حمالت االبادة من خالل العمليات العسكرية‬
‫الكبرى { فيرونيك ‪ -‬فيوليت ‪ -‬تيمقاد‪} .‬‬
‫‪ 2 -‬مشروع جاك سوستيل االصالحي ومحاولته الستمالة بعض الشخصيات التي ما تزال ترمن بالجزائر‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫‪3 -‬تطبيق قانون حالة الطوارئ { أفريل ‪ 1955‬م } تحت ادارة السفاح { العقيد بارلنج } قائدا عسكريا‬
‫على الشرق الجزائري { تجربة الهند الصينية‪} .‬‬
‫‪ 4 -‬استهدفت السلطة االستعمارية الثورة في عمقها حيث تمكنت من ثالثة قيادات عظيمة من مفجري الثورة‬
‫وقادتها‪.‬‬
‫‪5 -‬استشهاد { ديدوش مراد " ثائد المنطقة الثانية " الشمال القسنطيني " في ‪ 18‬جانفي ‪ 1955‬م‪.‬‬
‫*القاء القبض على " مصطفى بن بولعيد " قائد المنطقة األولى { أوراس النمامشة } وهو متوجه الى مصر‬
‫عبر تونس ‪ ،‬ليبيا حامال ملف ما انجزته الثورة خالل شهورها األولى للتشاور مع الوفد الخاريجي‬
‫{بوضياف ‪ ،‬بن بلة ‪ ،‬خيضر ‪ ،‬آيت احمد } حول عقد المؤتمر التقييمي المتفق عليه أثناء التحضير للثورة‬
‫وتنظيم عمليات التسلح ‪ { 12 / 02 / 1955‬م } وتم سجنه في تونس ثم نقل الى قسنطينة وحكم عليه‬
‫باالعدام‪.‬‬
‫*القاء القبض على { رباح بيطاط " } قائد المنطقة الرابعة " الجزائر " في ‪ 23‬مارس ‪ 1955‬م ‪ .‬في ظل‬
‫هذه الظروف أقدم { زيغود يوسف } على تفجير هجومات ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬م بالمنطقة الثانية { الشمال‬
‫القسنطيني‪} .‬‬
‫*استمرت الهجومات من ‪ 20‬الى ‪ 27‬أوت شملت تراب المنطقة كامال وأبزها { سكيكدة ‪ ،‬القل ‪ ،‬الحروش ‪،‬‬
‫وادي الزناتي ‪ ،‬قالمة ‪ ،‬مجازر الدشيش ‪ ،‬ميلة ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬الخروب } فالتحمت المنطقتان األولى والثانية‪.‬‬

‫أهداف ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬م‪:‬‬


‫*توسيع نطاق الثورة التحريرية وتأكيد شعبيتها وابراز الدور الذي يمكن للشعب ان يلعب في انجاح مسيرة‬
‫ثورته‪.‬‬
‫*تأكيد استمرارية الثورة وشموليتها وانتشارها في مختلف أنحاء البالد‪.‬‬
‫*مواجهة استراتيجية سوستال الهادفة الى فصل الشعب عن الثوار‪.‬‬
‫*محاولة دعم الثوار في االوراس نظرا للضغط المسلط عليهم وتفنيد االدعاءات االستعمارية القائلة‬
‫بمحدودية‬
‫مواقع الثورة‪.‬‬
‫*لفت انتباه الرأي العام الدولي للقضية الجزائرية‪.‬‬
‫*التضامن مع الشعب المغربي الشقيقي خالل اختيار تاريخ ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬م ذكرى نفي الملك محمد‬
‫الخامس‪.‬‬

You might also like