You are on page 1of 11

‫مقاومة األوراس لالحتالؿ الروماني‬

‫ثورة تاكفاريناس أنموذجا (‪24-17‬ـ)‬


‫األستاذة‪ :‬ٲبينة بن رحاؿ أستاذ مساعد أ‪ .‬جامعة ا‪٤‬بسيلة‬
‫من ا‪٤‬بعركؼ أف نفوذ الركماف أخذ يتسع‪ ،‬كٲبتد شيئا فشيئا ُب مراحلو األكٔب‪ ،‬على ا‪٤‬بناطق اجملاكرة لركما‪،‬‬
‫ٍب ببلد ايطاليا الوسطى ك جنوب شبو ا‪١‬بزيرة االيطالية‪ ،‬ككاصلوا توسعاهتم ا‪٣‬بارجية فتحصلوا على مكاسب إقليمية‬
‫خارج ايطاليا‪ ،‬كالفضل يعود ُب ذل إٔب تل‪1‬ؾ ا‪٢‬بركب الٍب خاضها الركماف‪ ،‬قصد ا‪٢‬بصوؿ على مناطق جديدة‬
‫لبسط نفوذىم‪ ،‬كٓب يقف الركماف عند ىذا ا‪٢‬بد كفقط بل اخذكا ينظركف بعْب الطمع إٔب مشاؿ إفريقيا‪٤ ،‬با ‪ٙ‬بتويو‬
‫ا‪٤‬بنطقة من خصائص جغرافية كبشرية أىلتها على أف تكوف ‪٧‬بط أنظار العآب ا‪٣‬بارجي‪ ،‬كمن ‪ٜ‬بة التناحر كالتكالب‬
‫على ‪٩‬بتلكاهتا‪ ،‬كخّب دليل على ذل أنو بعد هناية الصراع الذم دار بْب قرطاجة كاإلغريق‪ ،‬حدث صراع ‪٩‬باثل بْب‬
‫ركما كقرطاجة‪ ،‬ىذه األخّبة الٍب كانت تعترب أكرب منافس كمزاحم لئلمرباطورية الركمانية ُب ا‪٢‬بوض الغريب للبحر‬
‫األبيض ا‪٤‬بتوسط)‪ ،(1‬فتخوؼ الركماف منها جعلها تفكر دكف تردد ُب تصفية كجودىا ُب ا‪٤‬بنطقة‪ ،‬لذل دخلت‬
‫معها ُب صراع عسكرم مرير‪،‬عرؼ با‪٢‬بركب البونيقية الثبلث‪،‬امتدت فيما بْب (‪ 264‬ؽ‪.‬ـ – ‪ 146‬ؽ‪.‬ـ)‪ ،‬فهذه‬
‫ا‪٢‬بركب لعبت دكرا ‪ٛ‬بهيديا ُب احتبلؿ الركماف لببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب‪ ،‬كعلى اثر هناية ا‪٢‬برب البوني ػقية ال ػثالثة (‪149‬‬
‫ؽ‪.‬ـ– ‪ 146‬ؽ‪.‬ـ) ‪ٛ‬بكن الركماف من القضاء على كقرطاجة كتدم ػػّبىا كحػ ػ ػ ػ ػ ػلوا‬
‫‪٧‬بلها )‪ (2‬كأزالو ملكها‪ ،‬ليتم إنشاء على أنقاضها الوالية الركمانية‪٠ ،‬بيت ٗبقاطعة إفريقيا الركمانية كاشرؼ على ىذا‬
‫اال‪٪‬باز سبيوف االميلي سنة ‪ 146‬ؽ‪.‬ـ)‪، (3‬كبالتإب فاف زكاؿ الدكلة القرطاجية عزز من أمن الركماف ُب ا‪٤‬بنطقة‪،‬‬
‫كدعم فكرة اإلرادة الركمانية الٍب ال تقهر‪.‬‬
‫إف حصوؿ الركماف على قرطاجة‪ ،‬الٍب كانت ‪ٛ‬بثل ا‪٢‬بصن ا‪٤‬بنيع لببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب‪ ،‬فتح اجملاؿ كاسعا‬
‫أماـ الركماف‪ ،‬للتوغل أكثر ُب ببلد ا‪٤‬بغرب‪ ،‬قصد توسيع مناطق نفوذىم كا‪٢‬بصوؿ على مكاسب إقليمية ُب ا‪٤‬بنطقة‪،‬‬
‫فكاف ذل إيذانا ٗبصّب مشابو بالنسبة لبقية ا‪٤‬بمال الوطنية ا‪٤‬بغربية‪ ،‬الٍب أصبحت ترل ُب زكاؿ قرطاجة اهنيار‬
‫ا‪١‬بدار ا‪٢‬بصْب‪ ،‬الذم كانت ‪ٙ‬بتمي خلفو ببلد ا‪٤‬بغرب ك بالتإب أصبحت بقية ا‪٤‬بناطق ا‪٤‬بغربية الداخلية مكشوفة‬
‫أماـ ا‪٥‬بجمات الركمانية ك متوقع االستبلء عليها ك ميسور أمرىا مٌب حاف األكاف‪ ،‬فوجد ا‪٤‬بغاربة أنفسهم كجها لوجو‬
‫أماـ أطماع الركماف التوسعية‪ ،‬فراحوا يسلكوف أساليب ‪٨‬بتلفة ‪٤‬بقاكمة ك ‪ٛ‬بديد األجل إٔب حْب‪ ،‬كزاد ُب إصرارىم‬

‫‪1‬‬

‫‪ -‬مبارؾ ‪٧‬بمد ا‪٤‬بيلي‪ :‬تاريخ ا‪١‬بزائر ُب القد‪ٙ‬ب ك ا‪٢‬بديث‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر كالتوزيع‪ ،‬ا‪١‬بزائر‪ ،1976،‬ص‪.252‬‬
‫)‪٧ - (2‬بمد ا‪٥‬بادم حارش‪ :‬التاريخ ا‪٤‬بغاريب القد‪ٙ‬ب ( السياسي كا‪٢‬بضارم) منذ فجر التاريخ إٔب الفتح اإلسبلمي‪ ،‬ا‪١‬بزائر‪،1992،‬‬
‫ص ‪.71‬‬
‫)‪٧ –(3‬بمد البشّب الشنيٍب‪ :‬سياسة الركمنة ُب ببلد ا‪٤‬بغرب من سقوط الدكلة القرطاجية إٔب سقوط موريطانيا (‪ 146‬ؽ‪.‬ـ – ‪40‬ـ)‬
‫‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر كالتوزيع ا‪١‬بزائر‪ ،1982 ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪- 154 -‬‬
‫ذل الشعور القوم بوجوب ‪ٙ‬برير ببلدىم من الغزاة الركماف‪ ،‬األمر الذم جعلهم ال يَبددكف ُب الثورة ضد الركماف‪،‬‬
‫لذل ‪٪‬بد ببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب قد عرفت العديد من الثورات ا‪٤‬بتتالية الٍب اندلعت ُب عدة جهات كخبلؿ فَبات‬
‫زمنية متباينة‪ ،‬تعددت فيها القيادة كاألسلوب العسكرم‪ ،‬كلعل ثورة تكفاريناس إحدل النماذج ا‪٢‬بية الٍب برىنت عن‬
‫موقف سكاف منطقة االكراس‪ ،‬من التواجد الركما٘ب ك توغلو ‪٫‬بو الداخل‪ ،‬فيا ترل كيف كانت إسهامات‬
‫تكفاريناس ُب مقاكمة االستعمار الركما٘ب؟ كما ىي أبرز العوامل الٍب ساعدتو على اندالع ثورتو؟ ما ىي مراحلها؟‬
‫إٔب أم مدل استجاب سكاف ا‪٤‬بنطقة لنداء تكفاريناس ؟ كىل حققت الثورة ىدفها ا‪٤‬بنشود؟ كما انعكاساهتا على‬
‫الطرفْب؟‬
‫لمحة تاريخية عن تاكفاريناس‪TACFARINAS :‬‬
‫تاكفاريناس ىو أحد أبناء منطقة األكراس‪ ،‬ينتمي إٔب قبيلة ا‪٤‬بزا‪٤‬بة)‪ (4‬نشأ ُب أسرة نبيلة‪ ،‬كاف غيورا على‬
‫كطنو ‪٨‬بلصا ألمتو‪ ،‬شجاعا كصنديدا‪ ،‬يتميز بشخصية حربية ‪٩‬بتازة)‪ ،(5‬أىلتو بأف يسطع ‪٪‬بمو إٔب األفق‪ ،‬عمل‬
‫كمساعد ُب ا‪١‬بيش الركما٘ب)‪ (6‬كىو ُب ريعاف شبابو‪ ،‬كظل ىنال عدة سنوات يتعلم خبل‪٥‬با فنوف القتاؿ)‪ (7‬إٔب أف‬
‫برع ُب قيادة ا‪١‬بيش حيث اكتسب خربة عسكرية ُب أسلحة الفرساف كا‪٤‬بشاة‪ ،‬ك‪٤‬با صار ماىرا ُب ساحة القتاؿ كعلى‬
‫دراية كافية بأسرار القتاؿ‪ ،‬فر من ا‪١‬بيش الركما٘ب‪ ،‬كُب ظل قلة ا‪٤‬بعطيات التارٱبية الٍب تتوفر لدينا يصعب علينا ‪ٙ‬بديد‬
‫األسباب ا‪٢‬بقيقية الٍب دفتعتو إٔب االنسحاب من ا‪١‬بيش الركما٘ب‪ ،‬لكن أغلب الظن أنو ‪ٙ‬بركت فيو عزة النفس خاصة‬
‫بعد أف تأٓب حسرة ‪٤‬با رآه ُب بِب قومو من استغبلؿ كاستعباد على حد سواء من طرؼ السياسة الركمانية اجملحفة ُب‬
‫‪٨‬بتلف اجملاالت الٍب بات يعا٘ب منها سكاف ببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب‪ ،‬األمر الذم دفعو إٔب تنظيم جيش كطِب جعلو‬
‫)‪.(8‬‬
‫‪ٙ‬بت قيادتو فاستبسل ُب ‪٧‬باربة القوات االستعمارية الركمانية‬
‫أسباب الثوة‪:‬‬
‫لثورة تاكفاريناس عدة عوامل نذكر منها ‪:‬‬
‫كجود االستعمار الركما٘ب كما ترتب عنو من سياسة قهر كاستغبلؿ كسوء معاملة النوميديْب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫)‪ -(4‬ا‪٤‬بزا‪٤‬بة ‪ :‬تعد أكثر القبائل شهرة كصبلبة جاء ا‪٠‬بها ُب أشكاؿ ‪٨‬بتلفة منها موزكالمي‪ ،‬ميزكال٘ب‪ ،‬كميزكالمي‪ ،‬اقَبف ا‪٠‬بها‬
‫با‪٤‬بقاكمة األكٔب الٍب كاجهت حركة التوسع الركما٘ب ‪٫‬بو الداخل النوميدم‪ ،‬إذ قاكمت جيش االحتبلؿ سنٍب ‪ 5‬ك‪ 6‬ـ‪ ،‬تواصلت‬
‫انتفاضاهتا ضد االستعمار الركما٘ب ُب كطنها ٗبنطقة األكراس كظلت طيلة فَبة االستعمار تقاكـ بإصرار ك عناد حٌب اعتربت أكثر‬
‫القبائل النوميدية إيذاءا للركماف ُب نظرا ا‪٤‬بؤرخْب‪.‬‬
‫)‪٧ –(5‬بمد علي دبوز‪ :‬تاريخ ا‪٤‬بغرب الكبّب‪ ،‬ج‪،1‬ط‪ ،1‬مطبعة ا‪٢‬بليب كشركاؤه ‪ ،1964‬ص ‪.344‬‬
‫)‪ –(6‬أ‪ٞ‬بد سليما٘ب‪ :‬تاريخ ملوؾ الرببر ُب ا‪١‬بزائر القدٲبة‪ ،‬دار القصبة للنشر‪ ،‬ا‪١‬بزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.188‬‬
‫)‪٧ –(7‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪١‬بزائر ُب ظل االحتبلؿ الركما٘ب‪ ،‬ج‪ ،1‬ديواف ا‪٤‬بطبوعات ا‪١‬بامعية‪ ،‬ا‪١‬بزائر‪ ،1999،‬ص‪.53‬‬
‫)‪ –(8‬أ‪ٞ‬بد صفر‪ :‬مدينة ا‪٤‬بغرب العريب ُب التاريخ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار النشر بوسبلمة‪ ،‬تونس‪ ،‬ص‪.289‬‬
‫‪- 155 -‬‬
‫قياـ الغزاة بتهجّب السكاف كإجبلئهم عن أراضيهم ك‪٩‬بتلكاهتم هبدؼ تثبيت كجودىم ُب ببلد ا‪٤‬بغرب على‬ ‫‪-2‬‬
‫حساب الرببر‪ ،‬األمر الذم كلد لديهم رغبة ملحة ُب اسَبجاع أراضيهم‪.‬‬
‫بناء الطريق احملصنة " الليمس األكؿ)‪ "(9‬الذم يربط بْب خليج السرت شرقا كمعسكر حيدرة بالقرب من‬ ‫‪-3‬‬
‫تبسة غربا‪ ،‬حيث عسكرت الكتيبة الثالثة األكغسطية ككانت ىذه الطريق تشق األراضي الٍب ينتجع فيها‬
‫ا‪٤‬بزا‪٤‬بة فعرقلت ‪ٙ‬بركاهتم‪.‬‬
‫سوء معاملة كاحتقار الركماف للسكاف احملليْب‪ ،‬فقد كانوا يركهنم طبقة دنيا خلقت من أجل خدمة أغراض‬ ‫‪-4‬‬
‫الركماف‪.‬‬
‫ألنفسهم‬
‫كال يَبكوف للسكاف سول الوظائف الصعبة الٍب ال يستطيع أبناء‬ ‫احتكار الركماف للوظائف العليا‬ ‫‪-5‬‬
‫ركما ا‪٤‬بدللوف القياـ هبا‪.‬‬
‫شعور الرببر بضركرة ‪ٙ‬برير ببلدىم من أطماع الركماف التوسعية ُب ببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫مراحلها‪:‬‬
‫ًب تقسيم ثورة تاكفاريناس إٔب ‪٦‬بموعة من ا‪٤‬براحل كفق القيادات العسكرية الركمانية الٍب تعددت ك تعاقبت الواحدة‬
‫تلول االخرل ُب ببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب‪ ،‬ك ٲبكن إٯبازىا ُب مايلي‪:‬‬
‫‪ )I‬المرحلة األولى(‪13-11‬ـ)‪ :‬حملة البر وقنصل فريوس كاميلوس ‪Furius Camillus‬‬
‫قبل قياـ الثورة عزـ تاكفاريناس على ‪ٝ‬بع شباب كثّبين من خّبة أبناء القبائل األكراسية‪،‬الناقمْب على‬
‫يوبا الثا٘ب)‪ (10‬كحلفائو الركماف)‪ ، (11‬فدرهبم على أساليب القتاؿ‪ ،‬خاصة كإنو تشبع كأخذ ا‪٣‬بربة الكافية ُب‬ ‫ا‪٤‬بل‬

‫)‪ –(9‬الليمس‪ :‬ىو عبارة عن حزاـ عسكرم كاقي كمركب‪ ،‬يتكوف من ثبلثة عناصر رئيسية ىي‪:‬‬
‫أ – ا‪٣‬بندؽ تتخللو أسوار كأبراج كحصوف كمراكز ‪٧‬بصنة مبنية با‪٢‬بجارة أك بالطوب ٕبسب ا‪١‬بهات‪.‬‬
‫ب‪ -‬أجهزة ‪٧‬بصنة منفردة تقع أماـ ا‪٣‬بندؽ ككراءه‪.‬‬
‫ج‪ -‬شبكة من الطرقات مسطرة باالعتماد على الضركرات االسَباتيجية‪.‬‬
‫كمعُب ذل أف الليمس ليس ‪٦‬برد خط دفاعي فقط‪ ،‬إ٭با ىو جهاز معقد ٰبكم كضعو ٍب يشرع ُب عملية االستعمار‪ ،‬كلقد‬
‫نشأ الليمس عرب مرحلتْب األكٔب خبلؿ القرف‪ 1‬ؽ‪.‬ـ ٲبتد من خليج السّبت اللييب شرقا إٔب مدينة مليلية ا‪٤‬بغربية غربا كالثا٘ب خبلؿ‬
‫القرف ‪ 2‬ؽ‪.‬ـ ٲبتد إٔب كليلي غربا‪ .‬للمزيد أنظر شارؿ أندرم جولياف‪ :‬تاريخ إفريقيا الشمالية‪ ،‬تعريب ‪٧‬بمد مزإب‪/‬البشّب بن سبلمة‪،‬‬
‫الدار التونسية للنشر ‪ ،1969‬ص‪.184‬‬
‫)‪ –(10‬يوبا الثا٘ب‪ :‬ينتمي يوبا الثا٘ب إٔب السبللة النوميدية‪ ،‬غّب أنو ٱبتلف عن أسبلفو من ا‪٤‬بلوؾ‪ ،‬كىو يوبا األكؿ‪ ،‬كلد عاـ ‪46‬‬
‫ؽ‪.‬ـ‪ ،‬توُب كالده عاـ ‪ 50‬ؽ‪.‬ـ‪ ،‬ككاف عمره ‪ 4‬سنوات‪ ،‬أخذه يوليوس قيصر كنقلو إٔب ركما حيث تبناه كرباه تربية ركمانية‪ ،‬ك‪٤‬با توُب‬
‫يوليوس قيصر عاـ ‪ 43‬ؽ‪.‬ـ خلفو أغسطس قيصر كاعتُب بو ٍب سلمو ألختو أكطافية‪ ،‬زكجة أنطونيوس‪ ،‬فنشأ يوبا الثا٘ب ركمانيا‬
‫كأجلسو الركماف على عرش آ باءه كزكجوه كليوبَبا سليِب ابنة ا‪٤‬بلكة ا‪٤‬بصرية كليوباترة حٌب بقي ‪٨‬بلصا للركماف‪ ،‬ا‪ٚ‬بذ مدينة شرشاؿ‬
‫(يوؿ) عاصمة لو‪ ،‬اىتم كثّبا باألدب كا‪٤‬بسرح كالعمراف‪ ،‬اتسعت ‪٩‬بلكتو إٔب أف توُب عاـ ‪23‬ـ‪ ،‬للمزيد أنظر‪٧ :‬بمد الصغّب غاٖب‪:‬‬
‫ا‪٤‬بملكة النوميدية كا‪٢‬بضارة البونية‪ ،‬ط‪ ،1‬شركة دار األمة للطباعة كالنشر كالتوزيع‪ ،‬ا‪١‬بزائر ‪ ،1998‬ص‪ 138‬كما بعدىا‪.‬‬
‫‪- 156 -‬‬
‫قيادة ا‪٢‬بركب‪،‬كونو كاف ضمن ا‪١‬بيش الركما٘ب‪ ،‬فراح يعرؼ ما تعلمو من تقنيات كفنوف حربية ‪٤‬بن إ‪٫‬باز إليو من‬
‫النوميد‪ ،‬من اجل ‪ٙ‬برير ببلدىم من الركماف أنفسهم كمن الرببر ا‪٤‬بوالْب ‪٥‬بم‪ ،‬فكاف تاكفاريناس شديد ا‪٢‬بماس من‬
‫أجل ‪ٙ‬بقيق أىدافو؛ كلقد ساعدتو ُب ذل طبيعة العنصر الرببرم ُب ‪ٙ‬بمل ا‪٤‬بشاؽ كسرعة ا‪٢‬بركة‪ ،‬كىو ما سيكفل لو‬
‫‪ٙ‬بقيق االنتصارات ا‪٤‬بنشودة)‪ ، (12‬فوقفت إٔب جانبهم قبائل ا‪١‬بيتوؿ)‪ (13‬الذين كانوا ناقمْب على الركماف فتولدت‬
‫لديهم رغبة ملحة ُب طرد الغزاة كتطهّب ببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب‪ ،‬ك‪٤‬با ثار تاكفاريناس عاـ ‪17‬ـ فرحوا فرحا كبّبا‬
‫كاستبشركا خّبا ٗبقاكمتو‪ ،‬كعندما قصدىم آزركه كأيدكه‪ ،‬استطاع آف ٯبمع منهم جيشا دربو أحسن تدريب كعلمو‬
‫األساليب الركمانية ُب القتاؿ)‪.(14‬‬
‫ك‪٤‬با كاف على رأس الوالية الركمانية ُب إفريقية كاميلوس)‪ (15‬فجهز جيشو كسار ليخمد ا‪٤‬بقاكمة قبل أف‬
‫تتقول كتنتشر نّباهنا‪ ،‬ك‪٤‬با رأل تاكفاريناس جيوش الركماف أىب إال أف ٱبوض معهم معركة كربل كسانده ُب ذل‬
‫قبائل ا‪٤‬بزا‪٤‬بة‪ ،‬كانظم إليهم ا‪٤‬بوريوف جّباهنم الذين كاف يقودىم قائد بربرم موريطا٘ب كىو مواليا لتاكفاريناس كثورتو‬
‫كيدعى مازيبا ‪ Masippa‬ىذا األخّب تؤب احدل القيادات العسكرية ٔبانب تاكفاريناس)‪.(16‬‬
‫لقد ‪ٛ‬بكن الثوار من إدخاؿ أسلوبا جديدا ‪٤‬بخطط القتاؿ‪ ،‬كىي طريقة عصرية ‪٩‬باثلة للٍب يستخدمها‬
‫ا‪١‬بيش الركما٘ب‪ ،‬كىذا ٓب ٲبنعهم من االحتفاظ بطريقتهم التقليدية الٍب اعتادكا عليها)‪ ،(17‬كىو أسلوب الكر كالفر‬
‫(حرب العصابات) الذم ٯبيده النوميد يوف‪ ،‬كيرىق الركماف ا‪٤‬بتعودكف على ا‪٤‬بعارؾ ا‪٤‬بنظمة)‪.(18‬‬
‫اقتسم القائداف ا‪١‬بيش‪ ،‬فتؤب تاكفاريناس بنفسو قيادة الرجاؿ ا‪٤‬بقاتلْب على الطريقة الركمانية بإعتباره‬
‫جنديا مطلعا على األساليب الركمانية أياـ تواجده ُب صفوؼ ا‪١‬بيش الركما٘ب‪ ،‬كترؾ لزميلو مازيبا الرجاؿ ا‪٤‬بقاتلْب‬
‫على الطريقة ا‪٤‬بعتادة عند النوميد كا‪٤‬بور‪ٗ ،‬با ُب ذل أنواع السبلح كالعتاد ا‪٢‬بريب)‪ (19‬غّب أف قادة ا‪٤‬بقاكمة ٓب يأخذكا‬

‫)‪ –(11‬أ‪ٞ‬بد السليما٘ب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص‪.188‬‬


‫)‪ –(12‬رشيد الناضورم‪ :‬ا‪٤‬بغرب الكبّب‪ ،‬العصور القدٲبة أسسها التارٱبية ا‪٢‬بضارية كالسياسة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بّبكت‪،1981 ،‬‬
‫ص ‪.323‬‬
‫)‪ –(13‬ا‪١‬بيتوؿ‪ :‬ىي قبائل ضاربة فيما بْب احمليط األطلسي غربا حٌب فراف شرقا‪ ،‬تتميز بالتنقل كالَبحاؿ بْب إقليم التل كالصحراء‬
‫ا‪٤‬بتميز االقتصاد الرعوم كىي متعددة األصوؿ‪ٝ ،‬بعها إطار جغراُب متجانس نسبيا‪ ،‬للمزيد أنظر‪٧ :‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬التغّبات‬
‫االقتصادية كاالجتماعية ُب ا‪٤‬بغرب أثناء االحتبلؿ الركما٘ب‪ ،‬ا‪٤‬بؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬ا‪١‬بزائر‪ ،1984 ،‬ص‪ 164‬كمابعدىا‪.‬‬
‫)‪٧ –(14‬بمد علي دبوز‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص‪.445‬‬
‫)‪ –(15‬مبارؾ بن ‪٧‬بمد ا‪٤‬بيلي‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫)‪ –(16‬رشيد الناضورم‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬
‫)‪٧ –(17‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪١‬بزائر ُب ظل االحتبلؿ الركما٘ب‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫)‪٧ –(18‬بمد ا‪٥‬بادم حارش‪" :‬ثورة تاكفاريناس (‪24-17‬ـ)"‪٦ ،‬بلة الدراسات التارٱبية‪ ،‬العدد‪ ،9‬معهد التاريخ‪ ،‬ا‪١‬بزائر‪،1995 ،‬‬
‫ص‪.130‬‬
‫)‪٧ –(19‬بمد البشّب سنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪- 157 -‬‬
‫الوقت الكاُب لبلستعداد ا‪١‬بيد‪٩ ،‬با صعب عليهم السيطرة على تقنيات القتاؿ الركمانية ك‪ٛ‬برين الرجاؿ عليها بقدر‬
‫يضمن ‪٥‬بم ‪ٙ‬بكم أفضل يضمنوف بو فرض الثبات ُب ساحة ا‪٤‬بعركة‪ ،‬ككسب النصر على عدك يسود صفوفو النظاـ‬
‫كاالنضباط كالطاعة لقادتو كهبذا يكوف تاكفاريناس كرجالو قد دخلوا ُب معركة اختبارية خاضوىا ضد جيش ركما٘ب‬
‫بقيادة فريوس كاميليوس ‪ Furius camillus‬فتقهقركا فيها كانسحبوا ‪٫‬بو الداخل عاـ ‪17‬ـ‪ ،‬ككاف ذل‬
‫)‪(20‬‬
‫بضواحي كادم ا‪٤‬بثوؿ‪.‬‬
‫لقد ‪٪‬بح الركماف ُب بداية األمر كانتصركا على قوات تاكفاريناس‪ ،‬كلكن ٓب تكن مهمة ا‪٢‬برب مع الرببر‬
‫لتنتهي بتل السهولة أك ٗبجرد معركة كاحدة‪ ،‬ذل أهنم سرعاف ما كانوا يلجؤكف إٔب ا‪٥‬بضاب كيعيدكف تاسيس‬
‫كتنظيم قواهتم مرة أخرل بسرعة الربؽ‪ ،‬كيبدؤكف ُب مها‪ٝ‬بة ا‪٤‬براكز الركمانية كالرببرية ا‪٤‬بعادية ‪٥‬بم‪ ،‬بصورة خاطفة تثّب‬
‫)‪(21‬‬
‫االضطراب لدل أعدائهم‪.‬‬
‫بعد الَباجع كاالهنزاـ الذم أ‪٢‬بقتو القوات الركمانية با‪١‬بيش النوميدم‪ ،‬ظن كاميلوس بأنو أحرز نصرا‬
‫عظيما‪ ،‬يستحق عليو شرؼ التتويج‪ ،‬فعاد إٔب ركما كٓب يعبأ با‪١‬بناح ا‪٤‬بورم‪ ،‬الذم كاف يقوده مازيبا ُب مناطق أخرل‬
‫من ا‪١‬بنوب الغريب النوميدم ُب ا‪٤‬بدف كالقرل‪ ،‬مثّبا للرعب كالفزع ُب كل مكاف ٰبل بو‪ُ ،‬ب الوقت الذم تقدـ فيو‬
‫تاكفريناس رفقة قواتو ‪٫‬بو الشماؿ‪ ،‬ليسيطر على األقاليم الزراعية الٍب كانت بأيدم ا‪٤‬بستوطنْب الركماف)‪ (22‬حيث‬
‫ىاجم ٔبنده الركماف قرب كادم باجيدا مشاؿ األكراس‪ ،‬أين كاف الركماف معسكرين بقوة كبّبة ىناؾ‪ ،‬ففاجأىم‬
‫تاكفاريناس ٔبنوده‪ ،‬فهزمهم شر ىزٲبة‪ ،‬كاحتل مراكزىم كغنم منها غنائم كبّبة‪ٍ ،‬ب أسرع إٔب مدينة تالة ُب غرب‬
‫إفريقيا فحاصرىا كاحتلها )‪ (23‬ك ‪٪‬بح ُب تشتيت سرية ركمانية كالقضاء عليها بعد أف اعَبض سبيلها ديكوريوس‬
‫‪ Decoruis‬فسقط ُب ساحة القتاؿ كٓب ينجو من رجالو سول من الذ بالفرار)‪.(24‬‬
‫كهبذا النصر العظيم يكوف تاكفاريناس قد ‪ٛ‬بكن من رد االعتبار ‪٤‬بقاكمة النوميدية ا‪٤‬بورية‪ ،‬حيث كش ػفت‬
‫عن قػدرة زعمػائهػ ػا ُب قيػ ػ ػ ػادة ا‪٤‬بعارؾ‪ ،‬ككسػ ػب نتائجها ا‪٤‬بثم ػرة ٗبعن ػى آخػ ػ ػ ػر أنو ‪ٙ‬بوؿ نػ ػ ػ ػ ػصر‬
‫الرب كقنصل كاميلوس إٔب ىزٲبة نكراء يشهد ‪٥‬با التاريخ‪.‬‬
‫‪ – II‬المرحلة الثانية (‪11-13‬ـ)‪ :‬تاكفاريناس يواجو الروماف تحت قيادة البر وقنصل ؿ‪.‬أمبرونيوس‬
‫‪L. Ampronius‬‬

‫)‪٧ -(20‬بمد ا‪٥‬بادم حارش‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.130‬‬


‫)‪ –(21‬رشيد الناضورم‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬
‫)‪٧ –(22‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫)‪ -(23‬مبارؾ ا‪٤‬بيلي‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫)‪٧ _(24‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪- 158 -‬‬
‫أماـ االنتصار الباىر الذم حققو تاكفاريناس كحلقائو على ا‪١‬بيش الركما٘ب‪ ،‬سارع اإلمرباطور الركما٘ب تيرب‬
‫يوس كلود يوس نّبكف الذم حكم ُب الفَبة ا‪٤‬بمتدة من ‪ 14‬إٔب ‪37‬ـ )‪، (25‬إٔب تعيْب بركقنصل جديد على‬
‫ا‪٤‬بقاطعة اإلفريقية‪ ،‬ككاف يهدؼ من كراء ذل إٔب ‪٧‬بو عار ا‪٥‬بزٲبة كالنهوض بأمور ا‪٢‬برب من جديد‪ ،‬ككاف الرب‬
‫كقنصل ا‪١‬بديد يدعى أمربكنيوس ‪ (26) L.ampronius‬تزكد ىذا األخّب بتعليمات صارمة من شأهنا أف تضع‬
‫حدا لنشاط ا‪٤‬بقاكمة‪ ،‬ك‪ٛ‬بحو آثار ا‪٥‬بزٲبة الٍب أحرزىا ديكوريوس ُب أكساط ا‪١‬بند الركما٘ب بإفريقيا‪ ،‬كأكؿ ما قاـ بو ىو‬
‫معاقبة ا‪١‬بنود الذين فركا من ا‪٤‬بعركة عقابا قاسيا‪ ،‬ىدفو من ذل ىو إثارة الرعب كالفرع ُب صفوؼ ا‪١‬بنود اآلخرين‬
‫حٌب ال تكوف ىناؾ خيانة ُب صفوفهم‪ ،‬كال يفكر أحدىم ُب ا‪٥‬بركب من ميداف ا‪٤‬بعركة مهما كانت النتيجة‪ ،‬كىي‬
‫طريقة شبيهة بطريقة قيصر أككتافيوس كأغسطس‪ ،‬الذم حكم ُب الفَبة ا‪٤‬بمتدة من ‪ 31‬ؽ ـ إٔب ‪ 14‬ـ)‪ُ (27‬ب‬
‫معاملة ا‪١‬بنود‪.‬‬
‫لقد ‪ٛ‬بكن ا‪٤‬بور ك النوميدين من فرض أنفسهم ُب ساحة القتاؿ خاصة بعدما سيطركا على الوضع‪،‬‬
‫كحاصركا ا‪٤‬بدف كا‪٤‬بواقع العسكرية ُب مشاؿ كشرؽ األكراس‪ ،‬الٍب أقامها الركماف بعد احتبلىم ألراضي ا‪٤‬بملكة‬
‫النوميدية‪ُ ،‬ب ىذا الوقت أمر الرب كقنصل أمربكنيوس باالستعداد الستئناؼ القتاؿ‪ ،‬كما إف الثوار النوميدين اضطركا‬
‫إٔب تغّب أسلوب القتاؿ‪ ،‬فتحولوا من حرب ا‪٤‬بواجهة إٔب حرب العصابات بعد فشلهم ُب التصدم لقتاؿ كتيبة‬
‫ركمانية مكونة من ا‪١‬بنود القدماء ا‪٤‬بتمردين )‪ (28‬فلجأ تكفاريناس إٔب الصحراء كاعتصم هبا كصار يغّب على ا‪٤‬براكز‬
‫)‪(29‬‬
‫الركمانية كلما أتيحت لو الفرصة‪ ،‬فيضرهبم الضربات القاسية‪.‬‬
‫آزر الرببر تاكفاريناس ك أيدكه ُب مقاكمتو‪ ،‬الٍب استبسل فيها ككاصل القتاؿ با‪١‬بنوب النوميدم بينما كاف‬
‫ا‪٤‬بور بقيادة مازيبا يسطركف على ا‪١‬بنوب ا‪٤‬بوريتا٘ب‪ ،‬مكبدين جيش يوبا الثا٘ب كفصائل الركماف خسائر كبّبة‪ ،‬ككاف‬
‫‪٢‬برب العصابات اثر سيء على معنويات الركماف سواء ا‪٤‬بدنيوف منهم أك ا‪١‬بنود ‪٩‬با تسبب ُب تعطيل العمل‬
‫الفبلحي النعداـ األمن كسيطرة الثوار على الطرؽ ك القرل الفبلحية فكاف على قيادة ا‪١‬بيش الركما٘ب اف توزع‬
‫نشاطها جغرافيا تبعا ‪٤‬بواقع ا‪٣‬بطر‪،‬فَبتب عن ذل ضعف ُب فعاليتها العسكرية‪٩،‬بل شجع ا‪٤‬بقاكمة على مضاعفة‬
‫نشاطها العسكرم ك تطوير طموحاهتا السياسية)‪ (30‬إزاء ىذا الوضع كاف الركماف مرتاعْب ‪٥‬بذه الثورة‪ٰ ،‬بسبوف ‪٥‬با‬
‫ألف حساب‪ ،‬ككاف تاكفاريناس يشعر بالقوة ُب ظل تزايد عدد أنصاره ُب ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كىو ما جعلو يراسل إمرباطور‬
‫الركماف تيربيوس كلود يوس يطالبو باف يرجع الركماف إٔب الوالية الركمانية كاالكتفاء هبا‪ ،‬كأف ينسحبوا عن بقية إفريقيا‬

‫)‪ –(25‬رشيد الناضورم‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬


‫)‪ –(26‬شارؿ أندرم جولياف‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫)‪ –(27‬رشيد الناضورم‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫)‪٧ –(28‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫)‪٧ -(29‬بمد علي دبوز‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫)‪٧ -(30‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪- 159 -‬‬
‫كنوميديا حٌب يرجع إليها مل أجدادىم )‪ (31‬عن طيب خاطر‪ ،‬كما ىدده إف امتنع عن ذل فسيشن حربا ال‬
‫ىوادة فيها فرفض اإلمرباطور ذل ا‪٤‬بطلب كاعترب ىذا اإلنذار كقاحة ك جرأة نادرة )‪ .(32‬األمر الذم جعل‬
‫اإلمرباطور يرسل إٔب الثوار كعدا بالعفو إف ىم ‪ٚ‬بلو عن تاكفاريناس ككضعوا السبلح ك جعل جائزة كبّبة ‪٤‬بن يغتاؿ‬
‫تاكفاريناس‪ ،‬غّب أف الثوار كانوا ‪٨‬بلصْب للوطن كلزعيمهم كقائدىم النوميدم‪ ،‬فازدادكا ‪ٞ‬باسة للثورة كحبا‬
‫لقائدىم)‪. (33‬‬
‫إف تأزـ األكضاع ك تفاقمها ‪٫‬بو األسوأ‪ ،‬جعلت ‪٦‬بلس الشيوخ يعمل جاىدا من أجل إختيار قائد آخر‪،‬‬
‫يكوف أكثر كفاءة كقدرة على إخضاع الثورة كإهناء كجودىا كالٍب طاؿ أمدىا كنالت من ىيبة ركما كىزت ‪٠‬بعة‬
‫جيشها العتيد‪ ،‬خاصة كاف هتديدات تاكفاريناس لدليل قاطع ككاضح على قوة ا‪٤‬بقاكمة كتضعضع ا‪١‬بيش الركما٘ب ُب‬
‫إفريقيا‪.‬‬
‫‪ -III‬المرحلة الثالثة (‪11-11‬ـ)‪ :‬تاكفاريناس يواجو الروماف بقيادة بليزوس‬
‫كقع اختيار اإلمرباطور عاـ ‪21‬ـ على بركقنصل جديد يدعى يونيوس بليزكس ‪Younius‬‬
‫‪ ،Blaesus‬تزكد ىو اآلخر بتعليمات عسكرية كسياسية من شأهنا أف ‪ٚ‬بمد ‪٥‬بيب الثورة‪ ،‬ك من ضركرة أف يبدك‬
‫القنصل ا‪١‬بديد ُب مظهر القوة كالبطش إزاء الثوار‪ ،‬كاللْب كا‪٤‬ببلطفة أماـ القبائل ا‪٢‬بيادية أك ا‪١‬با‪٫‬بة إٔب السلم‪،‬‬
‫إضافة إٔب قطع الوعود ‪٥‬با بالعفو ك ا‪٤‬بكافأة كالصداقة إف كضعت سبلحها أك قدمت عونا مفيدا للجيش الركما٘ب‪،‬‬
‫أك سهلت مهمتها العسكرية ُب مواطنها)‪ (34‬غّب أف ا‪٣‬بوؼ الشديد الذم يتميز بو بليزكس من تاكفاريناس‪ ،‬جعلو‬
‫ال يقدر على النزكؿ ٔبيشو إال ُب األماكن ا‪٢‬بصينة خوفا من ىجماتو ا‪٤‬بفاجئة عليو‪ ،‬كداـ تاكفاريناس فَبة زمنية‬
‫طويلة كىو ينازؿ بقواتو بليزكس حٌب تكاثر عليو الركماف فالتجأ أب الصحراء‪ ،‬ليستعد ك تنسجم قواه كيظفر‬
‫بفرصتو ليجدد كرتو على الركماف)‪ ،(35‬ككوف بليزكس يتميز بالنباىة كا‪٣‬بربة إذا ما قورف مع سابقيو األمر الذم جعلو‬
‫ٰبي خطة جديدة ُب طريقة القتاؿ ك توزيع جيشو كفقا للضركرات اإلفريقية)‪ (36‬حيث جهز فرقا عسكرية سريعة‬
‫التنقل كخفيف ة ا‪٢‬بركة من أجل مناكشة عدكه‪ ،‬ككزعها على ثبلثة أقساـ جعل على رأس كل قسم قائد‪ٕ ،‬بيث كاف‬
‫على رأس القسم األكؿ كورنيليوس سيكبيو ‪ ،Corneluis Scipio‬مهمتو السيطرة على أقليم طرابلس كا‪٤‬بناطق‬
‫اجملاكرة لببلد الغرامنت كاألنصار التقليديْب لثوار الشماؿ‪ ،‬ككاف مركز قيادة ىذا القسم لبدة‪ ،‬أما القسم الثا٘ب مهمتو‬

‫)‪٧ –(31‬بمد علي دبوز‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.346‬‬


‫)‪ –(32‬شارؿ أندرم جولياف‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫)‪٧ –(33‬بمد علي دبور‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫)‪٧ –(34‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫)‪٧ –(35‬بمد علي دبوز‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫)‪ –(36‬شارؿ أندرم جولياف‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪- 162 -‬‬
‫مراقبة منطقة الوسط النوميدم إنطبلقا من مدينة سّبتا ‪ (37) Cirta‬عاصمة ا‪٤‬بقاطعة‪ ،‬أسندت قيادتو إٔب إبنو‪،-‬‬
‫أما القسم الثالث أشرؼ بنفسو على قيادتو كا‪ٚ‬بذ من الربكقنصلية(تونس) منطقة لعملياتو ٍب أمر بإقامة التحصينات‬
‫ك تشديد ا‪٤‬براقبة لرصد ‪ٙ‬بركات الثوار كمباغثتهم سّبا على طريقتهم ُب القتاؿ بدال من استجماع ا‪١‬بيش ُب‬
‫ا‪٤‬بعسكرات‪ ،‬كما أنشأ بليزكس حصونا كقبلعا لفرؽ ا‪١‬بيش كأمرىا با‪٤‬بكوث ُب النقاط ا‪٤‬ببلئمة للمعارؾ‪ ،‬كمتابعة‬
‫العدك كلما أمكن ذ ل ‪ ،‬كىو ما ساعد العدك من ‪ٙ‬بقيق عدة انتصارات ‪٩‬با جعل تاكفاريناس يَباجع ‪٫‬بو الصحراء‬
‫با٘باه حلفائو الغرامنت قصد إ‪ٝ‬باع قواتو كاإلعداد من جديد)‪.(38‬‬
‫أثناء ىذه ا‪٢‬بركب كاف يوبا الثا٘ب ىو الوإب على غرب نوميديا كعلى موريتانيا‪ ،‬يساعد كيؤيد الركماف ُب‬
‫إخضاع الثورة كقمعها بكل ما يستطيع من إمكانيات مادية كمعنوية‪ ،‬غّب أنو توُب عاـ ‪23‬ـ دكف أف يصل إٔب‬
‫‪ٙ‬بقيق مبتغاه‪ ،‬كا‪٤‬بتمثل ُب إيقاؼ ا‪٤‬بوجة الرببرية التحررية‪ ،‬فتؤب مكانو ابنو بطليموس)‪ (39‬فاقتصر طيلة أياـ ملكو‬
‫على التباىي ببذخو موكبل السلطة إٔب ا‪٤‬بعتقْب من عبيده األمر الذم دفع بعدد كبّب من ا‪٤‬بوريْب إٔب مناصرة‬
‫تاكفاريناس‪ ،‬الذم ٓب تقدر عليو كتائب ركما حينذاؾ)‪ (40‬األمر الذم جعل تاكفاريناس يتحايل الفرص‪ ،‬من أجل‬
‫‪٧‬باصرة بعض ا‪٤‬براكز الركمانية ُب الشماؿ‪ ،‬فكاف لو ذل حيث شدد عليها ا‪٣‬بناؽ)‪ (41‬ك دعمو ُب ذل ا‪٤‬بوريوف‬
‫الذين ‪ٝ‬بعوا أنصارا جددا من قبائل الغرامنت‪ ،‬فوقفوا إٔب جانبو باجملهود ا‪٢‬بريب إذ زكدكه بالرجاؿ كالعتاد ك األمواؿ‪.‬‬
‫كما شجع النومديْب على االنضماـ إٔب صفوؼ ا‪٤‬بقاتلْب‪ ،‬أف فرقا ركمانية غادرت إفريقيا با٘باه شبو‬
‫ا‪١‬بزيرة االيبّبية‪ ،‬فشاع ُب الببلد أف الركماف بدؤا ينسحبوف كأف ساعة التحرر من احتبل‪٥‬بم قد قربت)‪.(42‬‬
‫‪ -V‬المرحلة الرابعة (‪12‬ـ)‪ :‬تاكفاريناس يواجو الروماف بقيادة دوالبيال ‪Dolabella‬‬
‫‪٤‬با اتسع نطاؽ الثورة كامتد ‪٥‬بيبها من موريتانيا (أعمدة ىرقل) غربا إٔب سّبتا الكربل شرقا أصبح الوضع‬
‫حرجا يسوده التوتر كا‪٣‬بوؼ أكثر من أم كقت مضى‪ ،‬كىو ما دفع باإلمرباطور إٔب تعيْب بركقنصبل جديدا كقائدا‬

‫)‪ –(37‬سّبتا ‪ :Cirta‬معناىا القلعة أك ا‪٤‬بدينة احملصنة‪ ،‬كىو ينطبق ‪ٛ‬باما على مكاهنا ا‪٢‬بصْب مدينة قسنطينة القدٲبة كا‪٢‬بالية‪ ،‬للمزيد‬
‫أنظر‪٧ :‬بمد الصغّب غاٖب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫)‪٧ –(38‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.59 .58‬‬
‫)‪ –(39‬بطليموس‪ :‬ىو ابن ا‪٤‬بل يوبا الثا٘ب‪ ،‬كرث لقب ا‪٤‬بل عن أبيو عاـ ‪23‬ـ أقامو الركماف على عرش الوالية‪ ،‬عرؼ ٕبياة‬
‫الرفاىية كا‪٤‬بيل إٔب اللهو كا‪٣‬بموؿ كالضعف‪ ،‬حيث ترؾ شؤكف الدكلة ‪٢‬باشيتو كعبيده احملررين كىو ما سهل عملية إزاحتو كالقضاء عليو‬
‫كمن ‪ٜ‬بة االستبلء على كاليتو‪ ،‬حيث قتلو اإلمرباطور كاليقوال عاـ ‪40‬ـ‪ ،‬غّبة منو أثناء حفل بببلد الغاؿ‪ ،‬إثر ذل استؤب الركماف على‬
‫ا‪٤‬بوريتانيْب كجعلوىا كاليتْب ركمانيتْب‪ ،‬موريتانيا القيصرية كىي الشرقية كطنجة غربية‪ ،‬للمزيد أنظر‪ :‬مبارؾ بن ‪٧‬بمد ا‪٤‬بيلي‪ :‬ا‪٤‬برجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.227‬‬
‫)‪ –(40‬شارؿ أندرم جولياف‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.174 .173‬‬
‫)‪٧ –(41‬بمد علي دبوز‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫)‪٧ - (42‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪- 161 -‬‬
‫عاما للجيوش الركمانية ُب مشاؿ إفريقيا بعد بليزكس سنة ‪24‬ـ‪ ،‬يدعى ىذا األخّب دكالبيبل حيث قاـ بإقامة مراكز‬
‫عسكرية كثّبة على حدكد الصحراء لتمنع تاكفاريناس من االلتجاء إليها)‪ُ ، ،(43‬ب ىذه األثناء حاصر تاكفاريناس‬
‫مستوطنة عسكرية لقدماء ا‪١‬بنود الركماف تقع إٔب ا‪١‬بنوب الغريب من مدينة صلدام (ٔباية) تبوسوتكو‬
‫‪ Tubusuctu‬كانت قد تأسست ُب عهد أككتافيوس كىي تتميز ٗبوقع عسكرم كاقتصادم ‪٩‬بتاز‪ ،‬أطلق عليها‬
‫اسم الفرقة السابعة األكغسطية)‪ ،(44‬فقد سارع إليها دكالبيبل رفقة فرقة ىامة من قواتو‪ ،‬من أجل ف ا‪٢‬بصار عليها‪،‬‬
‫األمر الذم أجرب تاكفاريناس كرجالو على التخلي عنها فتوجهوا غربا حيث عسكركا ٗبوقع أكزيا ‪ ،(45) Ausia‬كفيو‬
‫كاف تاكفاريناس يعتقد ىو كرجالو بأهنم ُب مأمن بعيدين عن كل خطر‪ ،‬غّب أف دكالبيبل كاف يَبصد ‪ٙ‬بركاتو‬
‫كيتابعو‪ٍ ،‬ب باغتو ليبل ُب الوقت الذم ٓب يكن فيو الثوار على استعداد للمقاكمة‪ ،‬كقد ‪ٛ‬بكن جيش دكالبيبل من‬
‫تطويق ا‪٤‬بكاف‪ ،‬ك‪٤‬با أدرؾ تاكفارناس بأنو مقتوؿ أك مأسورا‪ ،‬فاختار ا‪٤‬بوتة الكرٲبة الشريفة‪ ،‬لذل خرج من ملجئو‬
‫كرمى بنفسو مواجها العدك كمقاكما لضرباتو بضراكة كشجاعة نادرة‪ ،‬إٔب أف سقط شهيدا ُب ساحة الشرؼ رفقة‬
‫‪ٝ‬بع غفّب من رجالو سنة ‪24‬ـ‪ ،‬لتخمد بذل ثورتو الشهّبة الٍب دامت حوإب ‪ 8‬سنوات‪ ،‬كلها صفحات المعة‬
‫من مقاكمة النوميد لبلحتبلؿ الركما٘ب‪.‬‬
‫كحسب ما جاء ُب كتاب على دبوز تاريخ ا‪٤‬بغرب الكبيّب فإف بعض ا‪٤‬بؤرخْب يركف بأف تاكفاريناس سار‬
‫إٔب موريتانيا ليجعلها ميداف حربو‪ ،‬ألف حاشية بطليموس قد طلبت منو ذل ككاعدتو بالعوف كالتأييد‪ ،‬كىي نية ال‬
‫تتسم بالركح الوطنية كال تتحمس للثورة‪ ،‬كإف كانت ا‪٢‬باشية قد استدعتو فعبل فما ىي إال مكيدة مدبرة من أجل‬
‫إخراجو من الصحراء ‪٩‬با يسهل من مهمة ‪٧‬باصرتو ُب الشماؿ كالقبض عليو)‪.(46‬‬
‫ك‪٤‬با كاف بطليموس يقف إٔب جانب الركماف كقفة الرجل ا‪٤‬بخلص ا‪٤‬بطيع ُب حركهبم من أجل إبادة الثورة‬
‫الٍب أرعبتهم لفَبة طويلة من الزمن‪ ،‬امتدت إٔب ‪ 8‬سنوات‪ ،‬فبعد ‪٪‬باح مساعداتو الٍب توجت ٗبقتل زعيم الثورة‪،‬‬
‫كافأه ‪٦‬بلس الشيوخ هبدية ‪ٛ‬بثلت ُب كرسي من العاج ك حلة مزركشة‪ ،‬ككيل من الذىب كىي من ىدايا ركما‬
‫التقليدية الٍب دأبت على منحها ألتباعها على ‪ٚ‬بوـ ا‪٤‬بقاطعات إشعارا بضركرة بقائهم حلفاء أكفياء ‪٥‬با )‪ ،(47‬فلقد‬
‫أ‪ٙ‬بفوه هبا ليزدا د إخبلصا كركوعا ‪٥‬بم كتنكرا للمغرب ُب الوقت الذم تشتت ك تفككت مقاكمة ا‪٤‬بغاربة بعد مقتل‬
‫زعيمهم النوميدم تاكفاريناس‪ ،‬األمر الذم ترؾ فراغا كأثرا سيئا ُب صفوؼ الثوار النوميديْب غّب أف ذل لن يقف‬
‫حاجزا أماـ موقفهم ٘باه الركماف الغزاة‪ ،‬بل سيزيدىم عزما كإصرار على مواصلة درب الكفاح التحررم‪ ،‬من أجل‬

‫)‪٧ –(43‬بمد علي دبوز‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.347‬‬


‫)‪٧ –(44‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫)‪ –(45‬أكزيا ‪ :Ausia‬نسبة إٔب قصر قد‪ٙ‬ب ركما٘ب‪ ،‬كاف قد ىدمو ثوار تاكفاريناس أثناء ثورهتم يوجد ٗبنطقة سور الغزالف حاليا‪.‬‬
‫)‪٧ –(46‬بمد علي دبوز‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.477‬‬
‫)‪٧ –(47‬بمد البشّب شنيٍب‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪- 160 -‬‬
‫تطهّب أرض ببلد ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كىو ما ٘بسد بالفعل بدليل قياـ ثورات أخرل ‪ٙ‬بت قيادة رجاؿ تشبعوا بالركح الوطنية‬
‫ك‪ٙ‬بمسوا لتحرير الوطن‪.‬‬
‫نتائج الثورة‪:‬‬
‫أفرزت الثورة ‪٦‬بموعة من النتائج ٲبكن إٯبازىا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ – 1‬هناية الثورة كتكبد الطرفْب خسائر مادية كبشرية فادحة‪.‬‬
‫‪ – 2‬مقتل الزعيم النوميدم تاكفاريناس عاـ ‪24‬ـ الذم كاف لو بالغ األثر ُب تشتيت صفوؼ ا‪٤‬بقاكمة‪.‬‬
‫‪ – 3‬اتساع رقعة االحتبلؿ الركما٘ب حيث كقع التوسع ُب عملية تقسيم األراضي ا‪١‬بديدة فأصبح ‪٥‬با خطوط رئيسية‬
‫تَبكب من خط ٲبتد عرضا من الشماؿ الغريب من مكاف يقع بْب سكيكدة كعنابة لينتهي ُب ا‪١‬بنوب الشرقي قرب‬
‫قابس كمن خط ينزؿ طوال من الوطن القبلي كيكوف مع ا‪٣‬بط األكؿ زاكية قائمة ُب حيدرة على بعد ‪ 32‬كلم من‬
‫الشماؿ الشرقي من تبسة)‪.(48‬‬
‫‪ – 4‬التعديبلت الٍب ا‪ٚ‬بذهتا اإلدارة الركمانية‪ ،‬حيث أحدثت تغّبا ُب ‪ٚ‬بطيط حدكد ا‪٤‬بملكة النوميدية كجعلت‬
‫الناحية الٍب بْب دلس ككاد الرمل شبو كطن مستقل ‪ٙ‬بت اسم موريطانية السطايفية كقاعدتو مدينة ستفيس‪.‬‬
‫‪ – 5‬استفادة الرببر من التقنيات العسكرية ا‪٤‬بعاصرة إثر احتكاكهم بتاكفاريناس‪ ،‬الذم اكتسب ا‪٣‬بربة العسكرية‬
‫الركمانية أياـ ٘بنيده ُب ا‪١‬بيش الركما٘ب‪.‬‬
‫‪ – 6‬خضوع الرببر خضوعا سطحيا لسلطة ركما)‪.(49‬‬
‫‪٪ – 7‬باح خطة القادة الركماف ُب التخلص من زعيم الثورة تاكفاريناس كإبادة ثورتو الٍب أرعبت العدك الركماف‪.‬‬
‫ُب ختاـ ىذه الدراسة توصلت إٔب ‪٦‬بموعة من االستنتاجات ٲبكن تلخيصها ُب النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ – 1‬تعد ثورة تاكفاريناس من أبرز الثورات ا‪١‬بزائرية الٍب ىزت الكياف الركما٘ب ىزا عنيفا‪ ،‬كجعلتهم ٰبسبوف ‪٥‬با ألف‬
‫حساب‪.‬‬
‫‪ – 2‬ثورة تاكفىاريناس صورة كاضحة كتعبّب راسخ عن أكلئ النوميد األحرار الذين أبو إال أف يساٮبوا ٗبجهوداهتم‬
‫ا‪١‬ببارة ُب عملية ‪ٙ‬برير ببلدىم من الركماف كمن النوميد ا‪٤‬بوالْب ‪٥‬بم‪.‬‬
‫‪ – 3‬دىاء كشجاعة تاكفاريناس جعل الدكلة الركمانية تأخذ احتياطاهتا كتلجأ إٔب خطط أكثر صرامة من أجل‬
‫إبادة الثورة كإهناء كجودىا‪ ،‬كلعل أكرب دليل على قوة الثورة ىو تعدد القيادات ا‪٢‬بربية الركمانية كتعاقبها الواحدة تلو‬
‫األخرل‪.‬‬

‫)‪ –(48‬شارؿ أندرم جولياف‪ :‬ا‪٤‬برجع السابق ‪ ،‬ص ‪.181 .180‬‬


‫)‪ -(49‬أ‪ٞ‬بد توفيق ا‪٤‬بد٘ب‪ :‬قرطاجنة ُب اربعة عصور من عصر ا‪٢‬بجارة إٔب الفتح اإلسبلمي‪ ،‬ا‪٤‬بؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬ا‪١‬بزائر‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪.92‬‬
‫‪- 163 -‬‬
‫‪٪ – 4‬بحت الثورة ُب بدايتها لكنها ٓب تصل إٔب مبتغاىا‪ ،‬بسبب عناصر ا‪٣‬بيانة ا‪٤‬بدسوسة ُب بعض صفوؼ النوميد‬
‫نتيجة ‪ٙ‬بريض الركماف ‪٥‬بم كمساكمتهم بشٌب الطرؽ‪.‬‬
‫‪ – 5‬إف ثورة النوميد الثائرين ٓب تقتصر فقط على الذين استوطنوا ُب األكدية كا‪٤‬بدف كالقرل كدخلوا ُب نطاؽ ا‪٤‬بدينة‬
‫بعد اتصا‪٥‬بم با لفينيقيْب كالقرطاجيْب‪ ،‬بل أيضا بربر ا‪٤‬بناطق ا‪١‬ببلية كالصحراكية‪ ،‬ككانوا ال يزالوف على نزعتهم القبلية‬
‫فكانت مقاكمتهم للركماف شديدة‪.‬‬
‫‪ – 6‬إف إرساؿ تاكفاريناس لوفد إٔب اإلمرباطور تيربيوس يهدده باستمرار الثورة لدليل قاطع عن انتصاراتو كقوة‬
‫ا‪٤‬بقاكمة كقدرهتا علو مواصلة الكفاح ضد العدك‪.‬‬
‫‪٪ – 7‬باح الثورة ُب ا‪٤‬برحلة األكٔب مكن من رد االعتبار للمقاكمة النوميدية ا‪٤‬بورية‪ ،‬الٍب كشفت عن قدرة زعمائها ُب‬
‫قيادة ا‪٤‬بعارؾ‪.‬‬
‫‪ – 8‬مشولية الثورة كتوسيع نطاقها ا‪١‬بغراُب‪ ،‬الدليل على ‪٪‬باحها كاستبساؿ زعمائها ُب مواجهة الركماف كمقاكمتهم‬
‫رغم الظركؼ الصعبة الٍب الحقت الثوار‪.‬‬
‫‪ – 9‬القائد النوميدم تاكفاريناس ال يقل طموحا كقوة كشجاعة عن سابقيو أمثاؿ يوغرطة‪ ،‬حنبعل‪ ،‬فرغم ىزٲبتو‬
‫كقتلو‪ ،‬كهناية ثورتو‪ ،‬إال أننا ‪٫‬بكم بنجاح الثورة أكثر من فشلها‪.‬‬
‫‪ٓ – 10‬ب تكن ثورة تاكفاريناس األكٔب كال األخّبة بل كانت ضمن سلسلة ا‪٤‬بقاكمات التحررية ُب ببلد ا‪٤‬بغرب‬
‫القد‪ٙ‬ب‪ ،‬كلعل من بْب الثورات الٍب كاصلت مسّبة النضاؿ بعد ثورة تاكفاريناس ‪٪‬بد ثورة الشباب الريفيْب (الدكارين)‪،‬‬
‫ثورة فرموس كأخيو جيلدكف الذين ‪ٞ‬بلوا شعار التحرر كرد االعتبار لببلد ا‪٤‬بغرب القد‪ٙ‬ب‪.‬‬

‫‪- 164 -‬‬

You might also like