Professional Documents
Culture Documents
عرف المغرب األقصى ثورة ضد التواجد االسباني في منطقة الريف ،التي قادها
"عبد الكريم الخطابي" 1والتي كادت أن تعصف بالتواجد االسباني في المنطقة ،بل
هددت التواجد الفرنسي وأقلقت بريطانيا خاصة وأن الخطابي توصل إلى إنشاء
جمهورية الريف ومطالبته بالجالء الكلي السبانيا ،لذلك تدخلت الدول األوربية من
أجل خنق ثورة الريف وإجهاضها وعزلها عن الخارج ،وبالفعل تمت محاصرة
ثورة الريف من كل الجهات إلى أن وصل الوضع إلى محاصرة الثوار وأجبر
الخطابي على أن يسلم نفسه للسلطات الفرنسية وكان ذلك سنة 1926م.
الحركة الوطنية:
بعد سقوط جمهورية الريف نشبت عدة ثورات في عدة مدن مغربية ،لذلك استمرت
فرنسا في تكريس سياسة فرق تسد عن طريق تطبيق "الظهير البربري" الذي يفصل
مابين العرب والبربر أي بين تطبيق الشريعة اإلسالمية وتطبيق العرف ،ورغم ذلك
واجهها الشعب المغربي بمختلف فئاته االجتماعية .وركز الوطنيون على نقل
نشاطهم إلى المدن فتم تأسيس األحزاب وانطلقت المظاهرات ،وتمحورت مطالب
األحزاب حول حق المغاربة في إدارة بالدهم وتوحيد اإلدارة وتأمين الحريات
السياسية ،..و استمرت في نشاطها إلى أواخر الحرب العالمية الثانية في إطار عدم
معارضة نظام الحماية والمالحظ أن جل األحزاب السياسية تأسست في منطقة
االستعمار الفرنسي باستثناء منطقة الريف التي تأسس فيها حزب اإلصالح الوطني
بقيادة "عبد الخالق الطريس".
1قمنا بتعريف ودراسة لكل أعمال عبد الكريم الخطابي في ثالثة حصص تطبيقية وذلك من أجل إبراز األعمال والمجهودات
التي قامت بها هذه الشخصية على المستوى المغربي ولمغاربي واإلفريقي بل والعالمي
مطلب االستقالل:
بعد احتالل ألمانيا لفرنسا أصبح المغرب تابع لحكومة فيشي ،وتحول المغرب عمليا
لقاعدة خلفية لقوات المحور ،وكانت اسبانيا حليفة أللمانيا احتلت ميناء طنجة الدولي
سنة 1940م.
وفي سنة 1943تأسس حزب االستقالل بقيادة "عالل الفاسي" ،والذي كان بمثابة
القوة السياسية األولى التي تحملت جاهدة للمطالبة باالستقالل ،فقد رفع للسلطان
"محمد الخامس بن يوسف" بيان سنة ،1944قدمت منه نسخة للمقيم العام الفرنسي
يتلخص حول المطالبة باالستقالل منح السلطان حريته لتشكيل حكومة وطنية ،وكان
لهذا البيان كبير األثر في تأجيج الحس الوطني والنضالي لدى المغاربة خاصة مدينة
فاس مركز نشاط حزب االستقالل ،فقامت السلطات الفرنسية بحملة قمع واسعة
لألوساط الشعبية ،واعتقلت الزعماء السياسيين منهم قادة الحزب.
نشاط السلطان محمد الخامس:
سنة 1945عقد مؤتمر بباريس حضرته الدول األوربية الموقعة على ميثاق
الجزيرة 1906باستثناء ألمانيا المهزومة أكدت الدول األوربية فيه على سلطة
السلطان على طنجة واستمرار إدارتها الدولية للمنطقة.
لقيت الحركة الوطنية تأييدا كبيرا من طرف السلطان " محمد الخامس" الذي لم
يدخر جهدا في المطالبة باالستقالل كلما توفرت له فرصة مثل ما فعل عند مقابلته
لديغول سنة 1945م عندما كان رئيسا لحكومة فرنسا الحرة ،وأثناء إلقائه لخطاب
1947م الذي أكد فيه على حضارة المغرب العربية اإلسالمية ،ورفضه توقيع
القوانين التي يسنها المقيم العام "غيّوم" .
أثر خلع السلطان محمد الخامس:
ضاقت السلطات الفرنسية درعا من نشاط السلطان "محمد الخامس" الذي كان دائما
متوافقا ومنسقا مع نشاط ومطالب الحركة الوطنية التي تتلخص في المطالبة
باالستقالل ،فطلبت الحكومة الفرنسية من مقيمها العام غي المغرب بالعمل على خلع
السلطا ن محمد الخامس ،ولجعل ما يقوم به مشروعا تآمر مع اإلقطاعيين المتعاونين
مع السلطات الفرنسية وعلى رأسهم باشا مراكش"سيدي الحاج التهامي بن محمد
الكالوي" وبالفعل تم عقد اجتماع في فاس من أجل وضع خطة لتسلم الحكم وخلع
السلطان ونفيه -إلى جزيرة مدغشقر -وذلك وفق عريضة وقع عليها 270باشا،
وكان ذلك سنة 1953م .وتم تنصيب أحد أفراد األسرة الحاكمة" محمد بن عرفة".
تمرين مرحلي :بين كيف ساومت فرنسا "عبد الكريم الخطابي في الضغط
على محمد الخامس مقابل تولي العرش.
أدى خلع السلطان ونفيه إلى أعمال عنف واشتباكات مسلحة بين الوطنيين والسلطات
الفرنسية ،وتطور الوضع إلى تشكيل جيش سنة .1955وهذا على غرار ما كان
يحدث في تونس والجزائر والهزيمة النكراء في معركة "ديان بيان فو" .فما كان
على فرنسا إال الدخول في مفاوضات سرية مع السلطان في منفاه ثم مفاوضات
رسمية في" إكس لي بان" ) ،( Aix les Bainانتهت باالتفاق على تأسيس مجلس
العرش بعد عودة السلطان وتأسيس حكومة جديدة ،وتم إجبار فرنسا على إعالن
استقالل المغرب سنة 1956م.
أما بالنسبة للمناطق الخاضعة السبانيا ،منطقة الريف ،1956ومنطقة سيدي إفني
1969م ،أما الصحراء الغربية فتعدت على إرجاعها على ثالثة مراحل ،لكن مشكلة
المستعمر والمستع َمر إلى صراع
ِ الصحراء الغربية لم تحل وتحولت من صراع بين
إقليمي وهذا من مخلفات األنظمة االستعمارية على الشعوب.
يتبين لنا أن فرنسا تراهن على عدم التخلي عن كل شيء إال أن تتنازل على
الجزائر ،لذلك سارعت لتصفية تواجدها على مستوى جنوب شرق آسيا ،وعلى
مستوى تونس وعلى مستوى المغرب األقصى.
بين أهمية كتاب " المغرب من الحماية إلى اإلستقالل لكاتبه "جورج سبيلمان في
توضيح تاريخ المغرب.