You are on page 1of 4

‫المبحث الثالث ‪:‬اسباب فشل مقاومته ونهايتها ومعاناته ووفاته ونقل رفاته‬

‫المطلب االول ‪:‬اسباب فشل المقاومة وهذا المطلب يعد كتلخيص وتكمل ة للمطلب االخ ير من‬
‫المبحث اذ أنه كان وراء فشل مقاومة االمير عبد القادر عدة أسباب من ابرزه ا اتب اع فرنس ا‬
‫سياسة االرض المحروقة وهي ذات بع دين سياس ي انه ا تك ون في بع د ال انس اني تتمث ل في‬
‫التدمير وهذا البعد ال يحترم القوانين الدولية ‪،‬االقتصادي انها ايض ا ادت الى ح رق مس احات‬
‫مزروعة ال سيما الحبوب بغرض تجويع الجزائريين وبالتالي اخض اعهم للس لطة الفرنس ية ‪-‬‬
‫وتطبيق فرنسا اسلوب اإلب ادة الجماعي ة للث وار والم دنيين ‪-‬م وت معظم الق ادة في المعرك ة‪-‬‬
‫اكتشاف عاصمه الزمالة واسقاطها من قبل فرنسا ‪-‬خيانة بعد القبائ ل وع دم تأيي دها ل ه ‪-‬ع دم‬
‫التنسيق مع قادة مقاومة اخرى مثل احمد ب اي ‪-‬موق ف المخ زن ممثال في ال دواوير والزمال ة‬
‫الرافض لألمير عبد القادر ومقاومت ه ‪-‬موق ف التيج اني ال ذي زاد من ت دعيم الق وة الفرنس ية‬
‫الداخلية "انه من الواجب علينا اعانة حبيبة قلوبن ا فرنس ا مادي ا وادبي ا وسياس يا وله ذا ف إنني‬
‫اقول على سبيل المن واالفتخ ار‪ ،‬لكن على س بيل االحتس اب والتش رف والقي ام ب الواجب إن‬
‫أجدادي قد احسنوا صنعا في انض مامهم الى فرنس ا قب ل ان تص ل الى بالدن ا وقب ل ان تحت ل‬
‫جيوشها الكرام ديارنا" ففي سنه ‪ 1838‬كان الجندي سيدي محمد الص غير ق د اظه ر ش جاعة‬
‫نادرة في مقاومته اكبر عدو لفرنسا االمير عبد القادر إضافة الى تجنيد فرنس ا لع دة ف رق من‬
‫األهالي لمساعدتها ومن أمثلهم(الصباحية‪ .‬الزواف‪.‬زواورة‪.‬قناصي افريقيا(‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نهاية المقاومة ومعاناته بعد صراع طويل ومري ر م ع االس تعمار الفرنس ي‬
‫وانتهى االمر باألمير إلى اإلستسالم للقوات الفرنسية في سيدي ابراهيم قرب مين اء الغ زوات‬
‫يوم ‪ 23‬ديسمبر ‪ 1847‬وك ان ق د ق ال‪* :‬م ا للرج ال م ع القض اء محال ة ذهب القض اء بجل ة‬
‫األقوام حيث ارسل االمير الى الموريسير يطلع باالستسالم واش ترط علي ه‪ - :‬ان يق دم تعه دا‬
‫مكتوبا بأن تترك الحكومة الفرنسية له ولمن اراد من اتباعه حرية الهجرة الى اإلس كندرية أو‬
‫مكة ‪ -‬ان يتضمن هذا التعهد شخص ية فرنس ية رس مية اذا قب ل ه ذا الش رط علي ه ان يوقعه ا‬
‫ويختمها بطابع القي ادة ف رحب الم وريس به ذه الش روط وبعث الى االم ير يعلم ه الس تعداده‬
‫لتوقيع ما يطلبه ثم توجه االمير راكبا البارجة وحط الرحال بميناء طولون الحربي في ج انفي‬
‫‪ .1848‬تأثر لخيانة الموقف له وقال يخاطب ملك فرنسا في رسالة وجهه ا ل ه" ول و كن ا نعلم‬
‫ان الحال يؤول إلى ما آل إليه الحال لم نترك القتال حتى تنقضي منه االجيال ألن االمير ك ان‬
‫على دراية بذهابه الى مكة او اإلسكندرية ولكنهم غدروا ب ه كم ا س يغدرون بغريم ه "الح اج‬
‫احمد باي" فيما بعد ونقلوه الى طولون ثم الى مدينه "بو" واخيرا الى قلعة امي واز باورلي ان‬
‫فقد تعرض وقتها االمير الى اشد انواع االهان ات والمض ايقات و في ‪1856‬م ‪1271/‬ه انتق ل‬
‫االمير الى بالد الشام الى دمش ق اين اس تقر هن اك وقض ى بقي ه حيات ه هن اك في الت دريس و‬
‫التأليف والعبادة والتجوال وبعد الحادثة التي ك ادت ان توص ف ب الحرب وال تي ك ان لألم ير‬
‫مواقف شريفة تدعو الى االعجاب اذا استطاع ان ينقذ اك ثر من ‪ 15000‬من النص ارى وه و‬
‫الصراع الذي وقع بين المسلمين والمسيحيين وبعد انقاذه لهذا االخير اعترفت ل ه الدول ة به ذا‬
‫الموقف‪ ٠‬قرر االمير بعد ذلك اداء فريضه الحج والذهاب الى اإلسكندرية اين استقبله قناصل‬
‫الدول األجنبية اقيمت له موائد التكريم ومواكب الشرف توجه على اثره ا الى الس ويس فج ده‬
‫ثم مكة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وفاة االمير عبد القادر ونقل رفاته الى الجزائر كانت ايام االمير عب د الق ادر‬
‫األخيرة يغلب عليها الهدوء والبساطة والنظام الدقيق وكان يستعد للقاء هللا عز وج ل وينتظ ر‬
‫االج ل و من ذ حج ه ع ام ‪ 1862‬م اص بحت حيات ه تمي ل الى الزه د والعب ادة والتعلم والتعليم‬
‫ومساعده الناس وم ع تق دم س نه واعتالل ص حته خ ف نش اطه وجه ده وعمت الش ائعات عن‬
‫حالته الصحية وذهبت بعض الصحف الى حد اعالن وفاته عام ‪1880‬م فرثاه الش اعر محم د‬
‫اسحاق االدهمي الطرابلسي ‪ ،‬و اطل ع االم ير على ذل ك وكتب يش كره ‪،‬ك ذلك ش كر الجرائ د‬
‫على اهتمامها به وتقديرها له وكان ذلك مبعث سرور االمير فق د علم بان ه بع د ممات ه س وف‬
‫يكون له ذكر الحسن وفي بداية شهر ماي ‪ 1883‬وك ان االم ير عب د الق ادر معتكف ا بمص يف‬
‫دمر في داره يتهجد ويتبتل لربه اشتد عليه المرض المثانة وحص ر الب ول ف زاده ض عفا وفي‬
‫منتصف ليلة السبت ‪ 26‬ماي ‪ 1883‬دعاه مواله وقبضت روحه وحان أجل ه وغس له وض يفه‬
‫الشيخ عبد الرحمن عليش االزهري وفي الصباح نقل في عربة من قص ره في دم ر الى داره‬
‫بالشام وصلي عليه في المسجد االم وي في مش هد ق ل نظ يره ‪ ،‬و خ رج لتش ييعه جم ع كث ير‬
‫وغفير مع الخضوع التذلل شيعته دمشق عاصمة األمويين في م وكبمهيب و ب دموع وقص ائد‬
‫رثاء سطرت بمداد مضيء ‪ ،‬وكتبت مقاالت جاءت لتكون اعترافا بمكانته النض الية والفقهي ه‬
‫واالنس انية تكليم ا له ذا البط ل من هللا ع ز وج ل على لس ان س كان ه ذا الك وكب ودفن في‬
‫الص الحية من دمش ق اس فل جب ل قاس يون بحي المه اجرين ‪ -1‬علي محم د محم د الص البي‬
‫"األمير عبد القادر"‪.‬لبنان‪.‬دار المعرفة‪، 2015،‬ص ‪ 386‬نق ل رف ات األم ير عب د الق ادر إلى‬
‫الجزائر عام‪ :1966‬اخذت جحافل المس تعمرين المنه زمين تغ ادر البالد بع د ‪ 130‬عام ا من‬
‫االحتالل وخ رج اخ ر جن دي ومس توطن فرنس ي وع ادت الجزائ ر ح رة مس تقلة بفض ل هللا‬
‫سبحانه وتعالى وبفضل تضامن ابنائها ووحدتهم الوطنية والدينية ووقوفهم ض د المس تعمرين‬
‫كالبنيان المرصوص‪ ،‬فلم ينسى االبطال الجزائر وثوارها وحكومتها وزعمائه ا رف اة االم ير‬
‫عبد القادر فقد كانت سيرته الجهادية واخالقه الربانية ملهمة لهم واصروا على نقل رفات ه من‬
‫دمشق الى الجزائر وتواصلوا مع الدولة وتم االتفاق‪ .‬احتفال شعبي ورسمي نقل رفات االمير‬
‫وهو في الواقع ليس رفاة بل تراثا من دمشق الى مدينة الجزائر البيض اء لي وارى في ال تراب‬
‫الذي روته دماء جروح ه وتض حيات اخوان ه وجن وده وابنائ ه في ملحم ة ن ادرة في تاريخن ا‬
‫المعاصر حيث تم دفنه في مقبرة العالية بالجزائر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫علي محمد الصالبي"االمير عبد القادر" لبنان دار المعرفة ‪ 2015‬ص ‪386‬‬

‫الخاتمة‬
‫و خالصة القول أن األميرعبد القادر يعتبر رمزا من رموز المقاوم ة و الجه اد الطوي ل ض د‬
‫المستعمر الفرنسي‪،‬‬
‫قال عنه األستاذ الفاضل إبن عاشور" إن اإليمان الذي كانت نفس االمير عب د الق ادر ع امرة‬
‫به هو الذي جعل مواطنيه ينق ادون ل ه‪ ،‬ويبايعون ه و يس يرون من ورائ ه لتحري ر الجزائ ر ‪-‬‬
‫خاض أحد اقوى المقاوم ات وال تي اس تمرت ح والي ‪ 17‬عام ا ‪ -‬نش أ االم ير في ج و ع ائلي‬
‫يسوده العلم والتعلق بالدين والفقه االسالمي ‪ -‬تمت مبايعته من طرف شيوخ القبائل على مب دأ‬
‫كتاب هللا والسنة النبوية وهي مبدأ الشورى ‪ -‬استطاع ان يهزم العدو ويحرجه لم رات عدي دة‬
‫بفضل الحنكة السياسية والعسكرية التي كان يتميز بها ‪ -‬ق ام بتأس يس دول ة منظم ه ك انت في‬
‫بدايتها قلعة شامخة كانت لتصمد لوال الغدر والخيانة لتنتهي قصة بطولته س نة ‪ 1883‬وم ات‬
‫كشهيد بطل ‪،‬رحمه هللا وسكنه فسيح جناته‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫د يحيى بوعزيز "االمير عبد القادر الجزائري"ّ تونس الدار العربية للكتاب ‪ 1983‬ص ‪334‬‬

You might also like