Professional Documents
Culture Documents
المطلب االول :اسباب فشل المقاومة وهذا المطلب يعد كتلخيص وتكمل ة للمطلب االخ ير من
المبحث اذ أنه كان وراء فشل مقاومة االمير عبد القادر عدة أسباب من ابرزه ا اتب اع فرنس ا
سياسة االرض المحروقة وهي ذات بع دين سياس ي انه ا تك ون في بع د ال انس اني تتمث ل في
التدمير وهذا البعد ال يحترم القوانين الدولية ،االقتصادي انها ايض ا ادت الى ح رق مس احات
مزروعة ال سيما الحبوب بغرض تجويع الجزائريين وبالتالي اخض اعهم للس لطة الفرنس ية -
وتطبيق فرنسا اسلوب اإلب ادة الجماعي ة للث وار والم دنيين -م وت معظم الق ادة في المعرك ة-
اكتشاف عاصمه الزمالة واسقاطها من قبل فرنسا -خيانة بعد القبائ ل وع دم تأيي دها ل ه -ع دم
التنسيق مع قادة مقاومة اخرى مثل احمد ب اي -موق ف المخ زن ممثال في ال دواوير والزمال ة
الرافض لألمير عبد القادر ومقاومت ه -موق ف التيج اني ال ذي زاد من ت دعيم الق وة الفرنس ية
الداخلية "انه من الواجب علينا اعانة حبيبة قلوبن ا فرنس ا مادي ا وادبي ا وسياس يا وله ذا ف إنني
اقول على سبيل المن واالفتخ ار ،لكن على س بيل االحتس اب والتش رف والقي ام ب الواجب إن
أجدادي قد احسنوا صنعا في انض مامهم الى فرنس ا قب ل ان تص ل الى بالدن ا وقب ل ان تحت ل
جيوشها الكرام ديارنا" ففي سنه 1838كان الجندي سيدي محمد الص غير ق د اظه ر ش جاعة
نادرة في مقاومته اكبر عدو لفرنسا االمير عبد القادر إضافة الى تجنيد فرنس ا لع دة ف رق من
األهالي لمساعدتها ومن أمثلهم(الصباحية .الزواف.زواورة.قناصي افريقيا(
المطلب الثاني :نهاية المقاومة ومعاناته بعد صراع طويل ومري ر م ع االس تعمار الفرنس ي
وانتهى االمر باألمير إلى اإلستسالم للقوات الفرنسية في سيدي ابراهيم قرب مين اء الغ زوات
يوم 23ديسمبر 1847وك ان ق د ق ال* :م ا للرج ال م ع القض اء محال ة ذهب القض اء بجل ة
األقوام حيث ارسل االمير الى الموريسير يطلع باالستسالم واش ترط علي ه - :ان يق دم تعه دا
مكتوبا بأن تترك الحكومة الفرنسية له ولمن اراد من اتباعه حرية الهجرة الى اإلس كندرية أو
مكة -ان يتضمن هذا التعهد شخص ية فرنس ية رس مية اذا قب ل ه ذا الش رط علي ه ان يوقعه ا
ويختمها بطابع القي ادة ف رحب الم وريس به ذه الش روط وبعث الى االم ير يعلم ه الس تعداده
لتوقيع ما يطلبه ثم توجه االمير راكبا البارجة وحط الرحال بميناء طولون الحربي في ج انفي
.1848تأثر لخيانة الموقف له وقال يخاطب ملك فرنسا في رسالة وجهه ا ل ه" ول و كن ا نعلم
ان الحال يؤول إلى ما آل إليه الحال لم نترك القتال حتى تنقضي منه االجيال ألن االمير ك ان
على دراية بذهابه الى مكة او اإلسكندرية ولكنهم غدروا ب ه كم ا س يغدرون بغريم ه "الح اج
احمد باي" فيما بعد ونقلوه الى طولون ثم الى مدينه "بو" واخيرا الى قلعة امي واز باورلي ان
فقد تعرض وقتها االمير الى اشد انواع االهان ات والمض ايقات و في 1856م 1271/ه انتق ل
االمير الى بالد الشام الى دمش ق اين اس تقر هن اك وقض ى بقي ه حيات ه هن اك في الت دريس و
التأليف والعبادة والتجوال وبعد الحادثة التي ك ادت ان توص ف ب الحرب وال تي ك ان لألم ير
مواقف شريفة تدعو الى االعجاب اذا استطاع ان ينقذ اك ثر من 15000من النص ارى وه و
الصراع الذي وقع بين المسلمين والمسيحيين وبعد انقاذه لهذا االخير اعترفت ل ه الدول ة به ذا
الموقف ٠قرر االمير بعد ذلك اداء فريضه الحج والذهاب الى اإلسكندرية اين استقبله قناصل
الدول األجنبية اقيمت له موائد التكريم ومواكب الشرف توجه على اثره ا الى الس ويس فج ده
ثم مكة
المطلب الثالث :وفاة االمير عبد القادر ونقل رفاته الى الجزائر كانت ايام االمير عب د الق ادر
األخيرة يغلب عليها الهدوء والبساطة والنظام الدقيق وكان يستعد للقاء هللا عز وج ل وينتظ ر
االج ل و من ذ حج ه ع ام 1862م اص بحت حيات ه تمي ل الى الزه د والعب ادة والتعلم والتعليم
ومساعده الناس وم ع تق دم س نه واعتالل ص حته خ ف نش اطه وجه ده وعمت الش ائعات عن
حالته الصحية وذهبت بعض الصحف الى حد اعالن وفاته عام 1880م فرثاه الش اعر محم د
اسحاق االدهمي الطرابلسي ،و اطل ع االم ير على ذل ك وكتب يش كره ،ك ذلك ش كر الجرائ د
على اهتمامها به وتقديرها له وكان ذلك مبعث سرور االمير فق د علم بان ه بع د ممات ه س وف
يكون له ذكر الحسن وفي بداية شهر ماي 1883وك ان االم ير عب د الق ادر معتكف ا بمص يف
دمر في داره يتهجد ويتبتل لربه اشتد عليه المرض المثانة وحص ر الب ول ف زاده ض عفا وفي
منتصف ليلة السبت 26ماي 1883دعاه مواله وقبضت روحه وحان أجل ه وغس له وض يفه
الشيخ عبد الرحمن عليش االزهري وفي الصباح نقل في عربة من قص ره في دم ر الى داره
بالشام وصلي عليه في المسجد االم وي في مش هد ق ل نظ يره ،و خ رج لتش ييعه جم ع كث ير
وغفير مع الخضوع التذلل شيعته دمشق عاصمة األمويين في م وكبمهيب و ب دموع وقص ائد
رثاء سطرت بمداد مضيء ،وكتبت مقاالت جاءت لتكون اعترافا بمكانته النض الية والفقهي ه
واالنس انية تكليم ا له ذا البط ل من هللا ع ز وج ل على لس ان س كان ه ذا الك وكب ودفن في
الص الحية من دمش ق اس فل جب ل قاس يون بحي المه اجرين -1علي محم د محم د الص البي
"األمير عبد القادر".لبنان.دار المعرفة، 2015،ص 386نق ل رف ات األم ير عب د الق ادر إلى
الجزائر عام :1966اخذت جحافل المس تعمرين المنه زمين تغ ادر البالد بع د 130عام ا من
االحتالل وخ رج اخ ر جن دي ومس توطن فرنس ي وع ادت الجزائ ر ح رة مس تقلة بفض ل هللا
سبحانه وتعالى وبفضل تضامن ابنائها ووحدتهم الوطنية والدينية ووقوفهم ض د المس تعمرين
كالبنيان المرصوص ،فلم ينسى االبطال الجزائر وثوارها وحكومتها وزعمائه ا رف اة االم ير
عبد القادر فقد كانت سيرته الجهادية واخالقه الربانية ملهمة لهم واصروا على نقل رفات ه من
دمشق الى الجزائر وتواصلوا مع الدولة وتم االتفاق .احتفال شعبي ورسمي نقل رفات االمير
وهو في الواقع ليس رفاة بل تراثا من دمشق الى مدينة الجزائر البيض اء لي وارى في ال تراب
الذي روته دماء جروح ه وتض حيات اخوان ه وجن وده وابنائ ه في ملحم ة ن ادرة في تاريخن ا
المعاصر حيث تم دفنه في مقبرة العالية بالجزائر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي محمد الصالبي"االمير عبد القادر" لبنان دار المعرفة 2015ص 386
الخاتمة
و خالصة القول أن األميرعبد القادر يعتبر رمزا من رموز المقاوم ة و الجه اد الطوي ل ض د
المستعمر الفرنسي،
قال عنه األستاذ الفاضل إبن عاشور" إن اإليمان الذي كانت نفس االمير عب د الق ادر ع امرة
به هو الذي جعل مواطنيه ينق ادون ل ه ،ويبايعون ه و يس يرون من ورائ ه لتحري ر الجزائ ر -
خاض أحد اقوى المقاوم ات وال تي اس تمرت ح والي 17عام ا -نش أ االم ير في ج و ع ائلي
يسوده العلم والتعلق بالدين والفقه االسالمي -تمت مبايعته من طرف شيوخ القبائل على مب دأ
كتاب هللا والسنة النبوية وهي مبدأ الشورى -استطاع ان يهزم العدو ويحرجه لم رات عدي دة
بفضل الحنكة السياسية والعسكرية التي كان يتميز بها -ق ام بتأس يس دول ة منظم ه ك انت في
بدايتها قلعة شامخة كانت لتصمد لوال الغدر والخيانة لتنتهي قصة بطولته س نة 1883وم ات
كشهيد بطل ،رحمه هللا وسكنه فسيح جناته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د يحيى بوعزيز "االمير عبد القادر الجزائري"ّ تونس الدار العربية للكتاب 1983ص 334