You are on page 1of 18

)‫م‬.

‫ ق‬539 – 2004( ‫التاريخ السياسي لحضارة بالد الرافدين في العصر البابلي‬

.‫ بوزكري خولة‬:‫الطالبة‬

: ‫ملخص المقال‬

‫ خمتلف السالالت اليت مرت على مدينة "بابل " ويضم حسب‬، ‫يشمل التاريخ السياسي والعسكري البابلي‬
‫ تبدأ من الساللة البابلية األوىل اليت يعرف عهدها بالعهد البابلي‬، ‫قوائم امللوك البابليني احدى عشرة أسرة‬
‫ مث الساللة البابلية الثانية و اليت عرفت ب مملكة بالد البحر وكذلك الساللة البابلية‬، ‫القدمي أو ساللة محورايب‬
‫الثالثة و املعروفة بالعهد الكاشي لتتواىل السالالت وصوال اىل الساللة البابلية احلادية عشر واملعروفة بالدولة‬
. )‫م‬.‫ ق‬539 ، ‫م‬.‫ ق‬626( ‫الكلدانية‬

.‫ الدولة الكلدانية‬، ‫ محورايب‬، ‫ البابلي‬، ‫ السياسي‬:‫الكلمات الدالة‬

Abstract The Babylonian political and military history includes the various dynasties that
passed through the city of "Babylon" and includes, according to the lists of Babylonian kings, eleven
families, starting from the first Babylonian dynasty known as the Old Babylonian or Hammurabi
dynasty, then the second Babylonian dynasty, which was known as the Kingdom of the Land of the
Sea. As well as the third Babylonian dynasty, known as the Kashi era, to successive dynasties down
to the eleventh Babylonian dynasty, known as the Chaldean state (626 BC, 539 BC)

Key words: Politician, Babylonian, Hammurabi, Chaldean state.

0
‫تمهيد‪:‬‬

‫لقد كانت بالد الرافدين مهدا ألقدم احلضارات والشرائع وسامهت يف صنعه سالالت بشرية خمتلفة ‪ ،‬ويعد‬
‫السومريون من أقدم الشعوب العريقة اليت استطاعت وضع لبنات احلضارة األوىل يف القسم اجلنويب يف العراق‬
‫القدمي قبل حوايل ‪3500‬ق‪ .‬م ‪ ،‬فهي حضارة عراقية ‪ ،‬وعلى يد السومريني نشأت أوىل دويالت املدن‬
‫السومرية واليت حتولت فيما بعد إىل دولة مركزية‪ 1‬اليت أسستها أقوام نزحت من اجلزيرة العربية واستقرت يف‬
‫بالد الرا فدين يف املنطقة اليت أطلق عليها اسم (أكد) مث استطاع احد ملوك السومريني املعروف (أور منو) أن‬
‫يظهر احلكم السومري من جديد ويؤسس "الدولة السومرية الثانية أو ساللة أور الثالثة" ومنها وصلنا أقدم‬
‫قانون مكتوب عرفته اإلنسانية ويف خالل الفرتة التارخيية اليت متيزت بالزحف العيالمي على الدولة القائمة يف‬
‫القسم اجلنويب يف وادي الرافدين واهنيار الدولة السومرية من ساللة أور الثالثة ‪ ،‬انقسمت بالد الرافدين اىل‬
‫دويالت حيكم كل منها ملك أو أمري ‪ ،‬ورجعت البالد يف هذا العهد إىل نظام دول املدن الذي كان أول نظام‬
‫سياسي ظهر يف حضارة وادي الرافدين ‪ ،‬ولذلك يصح إن نطلق على هذا العهد اجلديد اسم "عصر‪ x‬دول املدن‬
‫‪2‬‬
‫الثاين" ‪.‬‬

‫وقد أدى انقسام دويالت املدن إىل إعاقة حركة تقدمها ‪ ،‬وإىل وقوع حروب متعددة بني هذه الدويالت حىت‬
‫استطاع امللك محورايب يف حدود سنة ‪ 1775‬ق‪.‬م بالقضاء على الدول اليت كانت قائمة يف القسم اجلنويب‬
‫واملنطقة الوسطى يف وادي الرافدين واملعروفة باسم " ايسن الرسا ‪،‬أشنونا" وأقام الدولة البابلية األوىل واليت‬
‫ظهر فيها أهم حدث قانوين يف وادي الرافدين ‪ ،‬وهو صدور شريعة محورايب اليت على اثرها ازدهرت احلضارة‬
‫البابلية يف مجيع اجملاالت التجارية واالقتصادية والدينية والسياسية‪ ، 3‬وسنتعرف يف هذا املقال عن التطور‬
‫السياسي حلضارة بالد الرافدين يف العصر البابلي ونطرح اإلشكالية التالية ‪ :‬كيف كانت العالقة بني الدويالت‬
‫القائمة انذاك قبل حتقيق الوحدة السياسية ؟ وبناءا على ذلك ناقشناها من خالل طرح عدة تساؤالت جاءت‬
‫على النحو التايل ‪:‬‬

‫كيف كان حال كل من الدويالت ؟‬

‫و من هم أهم امللوك الذي أحدثوا تغري سياسي واضح يف املنطقة ؟‬

‫وماهي أهم العوامل اليت أدت اىل حتقيق الوحدة السياسية يف عهد محورايب وكيف حققها ؟‬

‫‪1‬‬
‫وألمهية دراسة هذا املوضوع قسمنا هذا البحث إىل ثالثة مباحث جاء املبحث األول بعنوان التاريخ السياسي‬
‫يف العصر البابلي القدمي ‪ ،‬واملبحث الثاين يف التاريخ السياسي يف العصر البابلي الوسيط و املبحث الثالث ‪:‬‬
‫التاريخ السياسي يف العصر البابلي احلديث ومن مث خامتة البحث وقائمة بأهم مصادر البحث واهلل ويل التوفيق‬

‫نشأة الحضارة البابلية ‪:‬‬

‫عند وصول العناصر اآلرامية إىل املنطقة استقرت على طول الفرات ووصلت إىل سدة احلكم يف عدة مناطق‬
‫مبا فيها بابل واليت عرفوا بامسها‪ ،‬وقد كانت بابل بلدة عادية عرفها السومريون باسم "كادجنريا"‪ ،‬ويرى‬
‫الدكتور عبد العزيز صاحل أن اسم بابل ال ميكن تأكيد معناه‪ ،‬وأن الشائع هو ترمجته مبعىن "باب أيل" أي "باب‬
‫اإلله"‪.4‬ومل تكن املدينة واحدة من املراكز السياسية أو االقتصادية حىت بداية األلف الثاين قبل امليالد حىت جميء‬
‫األموريني الذين أحسنوا اختيار املوقع‪ ،‬إذ أهنا تتوسط بالد الرافدين‪ ،‬وأيضا قرهبا من الفرات من الناحية اليمىن‬
‫للنهر‪ 5.‬وهذا هو السبب الذي جعل مؤسسي الساللة البابلية األوىل يف حدود القرن التاسع عشر ق‪.‬م جيعلوهنا‬
‫" األكدي‪،‬‬ ‫عاصمة هلم‪ 6‬وقد أخذت املعلومات تتواتر عن األموريني يف املصادر القدمية بعد زمن "نرام سني‬
‫فقد أشار إليهم امللك األكدي "شاركلي شاري" و"جوديا" ملك لكش‪ ،‬وأغلب ملوك ساللة أور الثالثة وخاصة‬
‫امللك األخري "شوسني "‪.‬‬

‫وأشارت إليهم مصادر من عهد الدولة األكدية على أهنم قوة عسكرية وقفت يف وجه زحف األكديني على‬
‫بالد الشام‪ ،‬فال بد أن تكون بداية هجرهتم إىل موطنهم األصلي يف بالد الشام قبل زمن هذه املصادر‪ ،‬وإذا ما‬
‫عرفنا أن بداية الدولة األكدية تعود إىل ‪ 2350‬ق‪.‬م أمكننا إضافة بضعة قرون على هذا التاريخ واعتبار تاريخ‬
‫بداية هجرة األموريني إىل الشام أي ما بني (‪ 2500- 2800‬ق‪.‬م) ‪.7‬‬

‫وبعد سقوط ساللة أور الثالثة تألفت عدة دويالت يف مدن خمتلفة إحداها يف ايسن واألخرى يف الرسا والثالثة‬
‫يف بابل وكان النزاع على أشده فيما بينها‪ ،‬فساعد هذا التنازع الذي استمر حنو قرنني األموريني (العموريني)‬
‫على إظهار استقالهلم يف بابل وما حوهلا بعد انتصارهم على املدن املتنازعة فتشكلت اململكة البابلية السامية‬
‫اليت صارت تعرف باململكة القدمية وتعرف أيضا بالساللة العمورية وهي اململكة السامية الثانية بعد‬
‫‪8‬‬
‫اإلمرباطورية األكدية‪.‬‬

‫مراحل التطور السياسي في العصر البابلي ‪:‬‬

‫‪ .I‬العصر البابلي القديم ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫تعرض بالد الرافدين لالحتالل العيالمي مما أدى إىل تدهور وضع البالد نتيجة الضعف واالحنالل والفوضى‬
‫السياسية اليت سادت يف البالد خالل العصر البابلي القدمي‪ ،‬فضال عن قيام دويالت منفصلة ومتصارعة‪.‬‬

‫أسس اآلمورين عدة ممالك حاكمة أقدمها اشنونا وآشور يف القسم الشمايل‪ ،‬ماري يف القسم الغريب ‪ ،‬ايسن‬
‫والرسا يف القسم اجلنويب وبابل يف القسم الوسطي‪.‬‬

‫يعترب العصر البابلي القدمي ‪،‬عصر‪ x‬ملئ باالضطراب لكنه غين باألفكار اجلديدة لكثرة الدول واألسر املتصارعة ‪:‬‬
‫( إيسني ‪،‬الرسا ‪،‬أشنونا ‪،‬ماري ‪ ،‬بابل‪ )...‬من جهة‪ ،‬وغناه باإلجنازات احلضارية من جهة ثانية ‪.‬‬

‫ويطلق على العصر البابلي القدمي اسم عصر دويالت املدن الثاين متيزاً عن العصر دويالت املدن السومرية‪،‬وكما‬
‫يطلق عليه احيانا بعصر آيسن والرسا‪ ،‬والسيما املدة األوىل من هذا العصر والذي حكمت من خالله عدة‬
‫دول وكان اشهرها وأقواها ساللتا (ايسن والرسا( وقد دامت هذه املدة زهاء القرنني ونصف‪ ،‬وبعدها اقامت‬
‫بابل عالقات مع السالالت االخرى‪:‬‬

‫من الممالك المهمة التي حكمت في العصر البابلي القديم بعد ساللة اور الثالثة‪:‬‬

‫‪ -1‬مملكة ايسن ومؤسسها (اشبي ايرا) ( ‪ 2017- 1794‬ق‪.‬م(‪:‬‬

‫استمرت ساللة ايسن يف االزدهار والتوسع والسيما يف عصور امللوك االربعة الذين خلفوا املؤسس اشيب ايرا‬
‫وكان مؤسس هذه اململكة اشيب ايرا يعد مملكته وريث لساللة اور ‪-‬الثالثة ‪ ،9،‬ومن األلقاب السومرية اليت‬
‫استخدامها هذا امللك لقب سومر وأكد‬

‫احتلت مملكة ايسن بقعة جغرافية من االراضي اخلصبة تعرف حاليا باسم (ايشان حبريات) ‪،‬واستطاع مؤسسها‬
‫‪10‬‬
‫امللك (اشيب ايرا) ان ميد نفوذ مملكته اىل اقطار اخلليج العريب بوقت ‪ -‬قصري‪.‬‬

‫وقد استطاعت مملكة ايسن ان تفرض سيطرهتا على مملكة الرسا املعاصرة هلا خالل قرن من الزمن وبعد ذلك‬
‫ان نفوذ مملكة ايسن بدأ بالضعف تدرجييا ابتدأ من زمن لبت عشتار ‪ -‬الذي كان يعاصره يف مدينة الرسا‬
‫ملك قوي امسه كونكومن‪، 11.‬و لبت عشتار خامس ملوك سالله ايسن ومن عظيم اجنازاته قيامه بتشريع القوانني‬
‫مدونه اياها على الواح الطني املفخور وتعترب تشريعات لبث عشتار الثالث قوانني وشرائع عراقية القدمية‬
‫املكتشفة حلد االن بعد تشريعات امللك اورمنو وتشريعات مملكة اشنونا هذا وكانت قوانني عشتار سابقه‬
‫‪12‬‬
‫لقوانني محورايب بأكثر من ‪ 150‬عام‬

‫‪ -2‬مملكة الرسا ومؤسسها (نيالنم )( ‪ 2025 - 1763‬ق‪.‬م(‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫كان مؤسسها املسمى نيالمن شيخ احدى القبائل االمورية وقد استطاع ان يؤسس مملكته (‪2005- 2025‬‬
‫ق‪.‬م) يف حدود الزمن الذي اقام فيه اشيب ايرا مملكته يف ايسن ( ‪ 1985 – 2017‬ق‪.‬م) وحكم ساللة الرسا‬
‫‪13‬‬
‫اربعة عشر ملكا‪.‬‬

‫عندما توىل امللك األموري كنكونوم ( ‪ 1906 -1932‬ق‪.‬م) العرش تغري مصري مدينة الرسا‪ .‬اذ كان من‬
‫اجنازاته البارزة احلاق مدينة ايسن اليت كانت تتبع ساللة اور الثالثة‪ ،‬وبذلك سيطرت الرسا على جتارة اخلليج‬
‫‪14‬‬
‫املهمة‪.‬‬

‫واستمر الرسا يف التعاظم واتساع الرقعة على حساب ايسن املنافسة هلا اىل ان قضى عليها اخر ملوك الرسا‬
‫املسمى ريم سين عام ‪ 1794‬ق‪.‬م ‪ ،‬كان من ابرز ملوك ساللة الرسا دام حكمه ما يقارب ‪ 60‬سنة‪ ،‬ومن‬
‫ابرز اعماله انشغاله بالكثري من اإلصالحات الداخلية‪ ،‬وحتسني حالة الزراعة بفتح الرتع والقنوات فأحنصر‬
‫النزاع بني هذا امللك وبني محورايب سادس ملوك ساللة بابل االوىل حيث مت القضاء على مملكة الرسا من قبل‬
‫محورايب عام ‪ 1763‬ق‪.‬م ‪15،‬وظهور ساللة بابل األوىل‪.‬‬

‫‪ -3‬الدولة البابلية األولى‪:‬‬

‫البالغ عدد ملوكها ‪ 11‬ملكاً ‪ ،‬وتبقى الدولة البابلية األوىل أهم تلك الدويالت املتنافسة لتميزها بطول فرتة‬
‫‪16‬‬
‫حكمها (عشرة أجيال متعاقبة ) ‪ ،‬وتشكيلها إلمرباطورية قوية قائمة على أنقاض الدويالت اجملاورة هلا ‪.‬‬

‫وقد اختذ مؤسس هذه الساللة "تسومو‪-‬آنوم" بابل عاصمة‪ ،‬هذا األخري الذي كان حيكم منطقة صغرية يف‬
‫وادي الرافدين‪ ،‬مث أخذ يوسع رقعة دولته بالتغلب على أمراء املدن اجلنوبية‪ ،‬وجنح يف خالهلا يف حتصينها ‪ ،‬كما‬
‫بسط سيطرته على بعض املدن اجملاورة مثل سيبار وكيش وغريمها ‪،‬وأعلن نفسه ملكا عليها‪ ،‬واستمر يف احلكم‬
‫ثالثة عشر عاما‪ ،‬واهتم خلفاؤه باحملافظة على حدود الدولة وتوطيد نفوذها‪ 17‬وبلغت بالد الرافدين يف فرتة‬
‫حكم الملك تسومو‪ -‬آنوم أوج ازدهاره وعظمته احلضارية والثقافية والسياسية ‪ ،‬وأصبحت اللغة البابلية‬
‫القدمية هي لغة التخاطب الرمسية بشكل عام يف بالد الشرق األدىن‪.‬‬

‫‪ -‬أما خليفته "سوموال ايل" فقد ساعده حكمه املمتد خلمس وثالثني سنة (‪ 1845- 1880‬ق‪.‬م) من إجناز‬
‫العديد من األعمال على الصعيدين الداخلي واخلارجي ‪ ،‬حىت اعتربه البعض املؤسس احلقيقي للدولة البابلية ‪،‬‬
‫فقد قام بشق القنوات وبناء املعابد وجتديد التحصينات ‪،‬فضال عن ضمه ملواقع جديدة ذات أمهية دينية‬
‫‪18‬‬
‫واسرتاتيجية مثل منطقة نفر وحصن دورزكار بنيبور ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إال أن الدولة البابلية األوىل عرفت أوج ازدهارها يف عهد سادس حكامها ‪:‬‬

‫‪-‬حمورابي‪ ) 1792-1750‬ق‪.‬م ) ‪:‬الذي مجع عدة صفات جعلته قائدا وسياسيا متميزا‪ ،‬فعندما اعتلى‬
‫العرش‪ ،‬شرع يف تقوية اإلدارة واملؤسسات‪ ،‬وتوطيد أركان احلكم‪ ،‬معتمدا على سياسة التحالفات‪،‬‬
‫واملعاهدات الثنائية مما ساعده على هنضة بابل السريعة‪ 19‬مستغال الصراعات الناشبة بني جريانه ‪ ،‬فأقام يف بداية‬
‫حكمه احتادا وطيدا مع دويلة ماري الغنية‪ ،‬فأمن بذلك حدوده الغربية ‪.‬ويف عامه السادس جنح محورايب يف ضم‬
‫اوروك ومن بعدها إيسن ‪ ،‬وما ان متكن محورايب من القضاء على ملك الرسا حىت قام بعدها بالقضاء على‬
‫مجيع السالالت مبا فيها مملكة ماري وأشور مؤسساً بذلك دولة مركزية قوية عاصمتها مدينة بابل‪  ‬مث انصرف‬
‫ملدة تقارب العشرين سنة إىل بناء املعابد وحتصني املدن واإلعداد للمرحلة الثانية من التوسعات‪.‬‬

‫ومن خالل هذه احلمالت متكن محورايب من إرساء إمرباطورية مرتامية األطراف ضمت ماري وتوتول يف‬
‫الغرب وأشور ونينوى يف مشال واور وأريدو يف اجلنوب‪ ، 20.‬وبعد فرتة من حكمه وقعت بينه وبني العيالميني‬
‫سن قانون محورايب ونفذت شرائعه كاملة يف العراق ودستور‬
‫حرباً وانتصر عليهم حبنكته وذكائه‪ ،‬وبعد ذلك ّ‬
‫محورايب كان أوىل الشرائع الكاملة يف العامل حيث مجع بني القانون املدين وقانون العقوبات وقانون األحوال‬
‫الشخصية‬

‫واختذ عدة ألقاب قدمية‪ :‬ملك سومر وأكد وملك اجلهات األربع‪ ،‬وانتقل مركز احلضارة مع محورايب من سومر‬
‫‪21‬‬
‫وأكد إىل بابل‪.‬‬

‫ومل يفتخر محورايب بفتوحاته وأجماده العسكرية بقدر ما افتخر بأعماله العمرانية واإلنسانية اليت قام هبا لصاحل‬
‫شعبه ‪ ،‬فهو حيب أن يظهر بصفة" ملك بابل العظيم الصاحل مانح اخلري واخلصب واحلاكم املؤمن الذي أعاد‬
‫للطقوس الدينية هبائها وانعم على شعبه باخلريات وساس أعداءه بالرمحة والشفقة"‬

‫أما عن سياسة محورايب الداخلية فقد عمل على تثبيت دعائم الوحدة السياسية على أساس املركزية املطلقة اليت‬
‫تربط حكام كل املدن التابعة له بالعاصمة بابل وقلص من سلطة الكهنة ‪ ،‬حبيث أصبح احلاكم يف النظام اجلديد‬
‫مدنيا حبتا يستمد أوامره من امللك ‪ 22.‬وبسبب عدم استقرار البالد وكثرة احلروب واجه هذا امللك تدهور‬
‫اقتصادي وفوضى ادارية واحالالً اجتماعياً فاصدر هذا امللك قانونه الشهري الذي نظم احلياة داخل اجملتمع‬
‫البابلي حىت يف املناطق التابعة حلكمه واشتهر هذا امللك بأعماله العمرانية واحلربية ‪،‬كما ساعد على نشر الثقافة‬
‫البابلية‪ ،‬وأصبحت البالد خالل حكمه على درجة كبرية من االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي‬
‫والتطور احلضاري‪x.‬‬

‫‪5‬‬
‫ويبدو ان امللك محورايب قد ايقن بانه ال ميكن تثبيت اركان حكمه اال بإقامة ادارة مركزية قوية تستند اىل‬
‫شخص امللك وكبار موظفيه‪ ،‬لذا فقد كان محورايب ملماً جبميع احوال مملكته املرتامية من خالل مراقبته‬
‫الشديدة ملوظفيه‪23 ‬وقد ظهر ذلك من خالل املراسالت مع كبار موظفيه وحكامه يف البالد‪ 24 ‬واليت اظهر فيها‬
‫حرصه على وحدة البالد وضمان حقوق االفراد فيها‪.‬‬

‫ان اآللية املركزية اليت اتبعتها حكومة محورايب متثلت بربط مجيع احلكام بالعاصمة بابل وحتديد صالحياهتم‬
‫بقضايا بسيطة‪ ،‬فصارت كلمة (انسي) تطلق على املوظفني الذي يستمدون اوامرهم ليس من امللك مباشرة‬
‫وامنا من موظف يأيت بعد امللك بالرتتيب الوظيفي‪ ‬وذلك لكون ان منطقة احلاكم اإلدارية كانت مقسمة عدة‬
‫‪25‬‬
‫وحدات يتبع بعضها البعض من خالل الرتتيب اإلداري للموظفني‪. ‬‬

‫ومن االمور اليت كان من شأهنا تعزيز الطابع املركزي او اهنا كانت نتيجة للمركزية السياسية واالدارية‪ ،‬هو‬
‫تعايل مركز االله (مردوخ)‪ x‬إله مدينة بابل والذي صار اهلاً مركزيا جلميع االهلة يف ذلك الوقت‪ .26 ‬وقد ترتب‬
‫على ذلك اعادة كتابة االساطري مبا يالئم مع الوضع السياسي اجلديد يف بالد بابل ‪ .‬فكان االعالن عن مسو‬
‫االله مردوخ على باقي اآلهلة مبثابة تعزيز النفوذ املركزي للحكومة السياسية يف بابل‪.27 ‬‬

‫ومن الطبيعي ان يقوم محورايب مبراقبة عمل السلطة املركزية واالطراف التابعة له ‪ ،‬بل نراه يف بعض االحيان‬
‫حيقق بنفسه االداء الوظيفي التباعه من احلكام و املوظفني ‪.‬‬

‫عرفت دولة بابل يف عهد محورايب املراسالت الدبلوماسية اليت جرت بينه وبني امللوك وامراء عصره الذين عقد‬
‫معهم بروتوكوالت واحالف عسكريه لقد مجع محورايب يف يديه السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية اليت‬
‫عرفتها الدولة البابلية لقد كان امللك مبثابه القاضي االكرب يف الدولة اي رئيس جملس القضاة االعلى الذي كان‬
‫يتألف من الشيالت ناكو وهم رابيانو اما املعبد فقد احنصرت سلطته القضائي‪،28‬مع انتهاء عصر محورايب بدأت‬
‫االدارة املركزية باالهنيار تدرجيياً فقد اوصى امللك البابلي (امي صدوقا) – وهو من خلفاء محورايب ‪  -‬بضرورة‬
‫احكام اغالق ابواب مدينة بابل مما يدل على تردي االوضاع األمنية يف عصره‪ 29 ‬واخذ منصب (االنسي)‬
‫يضعف وتنخفض معه صالحياته وانتقلت مسؤولياته اىل موظفني امللك مثل رابيانوم‪(  rabianum ‬احملافظ)‬
‫‪30‬‬
‫وخزانو‪(  hazanum ‬الرئيس)‪. ‬‬

‫وبعد وفاة محورايب ‪ 1750‬ق‪ .‬م‪ ،‬تعاقب على حكم بابل مخسة ملوك على التوايل ‪ ،‬ودخلت اإلمرباطورية‬
‫البابلية معهم يف مرحلة الضعف و التفكك نتيجة لتدخل القوى اجملاورة وانفصال بعض املقاطعات عن جسم‬
‫‪31‬‬
‫الدولة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫حكم بعد وفاة امللك محورايب مخسة ملوك هم مسسو‪ -‬ايلونا وايب‪ -‬ايشوخ وامي‪ -‬ديتانا وامي‪ -‬صدوقا‪ ،‬وقد‬
‫تعرضت البالد خالل حكمهم إىل بعض الثورات والفنت السيما يف املدن اجلنوبية‪ .‬استطاع احد املتمردين الذي‬
‫يعرف بـ ـ ايلوما‪ -‬ايلو أن يستقل عن احلكومة املركزية‪ ،‬وأن يؤسس سالله عرفت باسم ساللة القطر البحري‬
‫(ساللة بابل الثانية) جملاورهتا مناطق اخلليج العريب واالهوار‪ ،‬و دخل ملوك هذه الساللة البالغ عددها ‪ 11‬ملكاً‬
‫بعدة صراعات مع ملوك ساللة بابل األوىل‪ ،‬وكان من نتائج هذه الصراعات ختربت البالد وتدمري املدن القسم‬
‫اجلنويب من بالد الرافدين وظلت على حاهلا حىت مطلع احلكم الكشي فقد قضي على استقالهلا يف عام‬
‫‪1500‬ق‪.‬م ‪.32‬‬

‫وكانت هناية الدولة البابلية حوايل ‪ 1530‬ق‪.‬م على يد احليثيني القادمني من آسيا ورغم قصر أمد الغارة‬
‫احليثية إال أهنا كانت بداية فرتة السيطرة األجنبية‪ ،‬وهي الفرتة اليت أخذت فيها "شعوب اجلبال" تسيطر على‬
‫الشرق األدىن‪ ،‬ومل يكد ينسحب احليثيون حىت دانت بابل لسيطرة أجنبية أخرى وهي السيطرة الكاشية‬
‫‪33‬القادمني من الشرق‪.34.‬‬

‫‪ .II‬الجانب السياسي خالل العصر البابلي الوسيط‪1157-1595 (:‬ق‪.‬م)‬

‫نشوء فراغ سياسي ساعد على هجوم احلثيني املرابطني يف آسيا الصغرى على العاصمة بابل يف فرتة حكم اخر‬
‫ملك لساللة بابل األوىل مسسو‪ -‬ديتانا ومل يبقى احلثيني بل رجعوا إىل اماكن استقرارهم بالشمال خارج حدود‬
‫بالد الرافدين ونتيجة ذلك تعرضت البالد إىل غزو الكاشي ‪1157-1595‬ق‪.‬م هم من االقوام اجلبلية اليت‬
‫استوطنت اواسط جبال زاكروس بشمال بالد الرافدين مث وصلوا إىل مدينة بابل واسسوا فيها ساللتهم احلاكمة‬
‫عرفت بساللة بابل الثالثة حكمت ما يقارب اربعة قرون و‪36‬ملكاً حكم خالل هذه الفرتة‪ .‬كان الكشيني‬
‫اقلية حاكمة باملوازنة مع الغالبية من سكان بالد الرافدين وطغت عليهم حضارهتم فاندجموا هبا واختذوا لغة‬
‫البالد وثقافتها العامة ومل خيلفوا لنا أي مدونات بلغتهم سوى بعض أمساء ملوكهم وعدد من آهلتهم وامساي‬
‫اعالم ومفردات كشية قليلة مرتمجة للغة البابلية‪.‬‬

‫اختذ ملوك هذه الساللة مدينة بابل عاصمة حلكمهم وسرعان ما أسسوا عاصمة جديدة عرفت بـ ـ ـ دور‪-‬‬
‫‪35‬‬
‫كوريكالزو ‪.‬‬

‫ومن ابرز ملوك هذه الساللة هو‪:‬‬

‫بورنابورياش الثاني ومتيز حكمه بنضوج العالقات الكيشية‪ -‬املصرية خاصة يف فرتة حكم امنفوفس الرابع‬
‫فرعون مصر وخالل ذلك تعاظمت قوة اآلشوريني بالشمال وخطر العيالميني املتزايد باجلنوب فكان مؤشر‬

‫‪7‬‬
‫لسقوط الكشيني على يد العيالميني فنهبوا منها كنوز املعابد والتماثيل منها مسلة محورايب‪ ,‬مسلة النصر (نرام‪-‬‬
‫سني) ومتثال االله مردوخ وايضاً خربوا معاملها احلضارية وترك العيالميني يف مدينة بابل بعد انسحاهبم منها‬
‫حامية صغرية انتهز زعماء ايسن هذه الفرصة فاعادوا للبالد استقالهلا وأسسوا ساللة عرفت بساللة ايسن الثانية‬
‫(ساللة بابل الرابعة) حكم فيها ‪ 11‬ملك اشهرهم هو امللك‪:‬‬

‫نبوخذ نصر األول‪ :‬جلس نبوخذ نصر األول على عرش بابل بني عامي ‪1126‬و ‪ 1105‬ق‪.‬م ‪ ،‬الذي حقق‬
‫اجنازات سياسية وعسكرية فضال عن خوضه حروب ومنازعات مع العيالميني وسكان اجلبال الشرقية واشتهر‬
‫بنصره الكبري على العيالميني‪ ،‬والستعادته لتمثال اإلله مردوخ الذي كان قد هنب وأخذ إىل سوزا‪ .‬مت يف عهده‬
‫تنصيب اإلله مردوخ على رأس جممع اآلهلة الرافدي‪ ،‬وأصبحت بابل العاصمة الدينية لبالد الرافدين‪ .‬دونت يف‬
‫تلك الفرتة ملحمة اخللق‪ ،‬وهي نص أسطوري يربر تفوق مردوخ‪.‬‬

‫ومتيزت الفرتة اليت تلت حكم هذا امللك بتعرض هذه الساللة إىل حتديات قوية منها انتعاش اآلشوريني من‬
‫حيث كوهنم قوة مؤثرة يف القسم الشمايل من بالد الرافدين من جهة وتزايد هجرات القبائل اآلرامية من جهة‬
‫اخرى ووصوهلا إىل مدينة بابل بل أهنا استطاعت انتزاع احلكم من هذه الساللة وقد اعتلى عرش مدينة بابل‬
‫امللك اآلرامي ادد‪ -‬ابال‪ -‬ادن وال نعلم كيف انتهى حكم هذه الساللة رمبا بسبب ضغط‪ x‬القبائل اآلرامية‬
‫وقامت بعدها عدة سالالت حاكمة واليعرف عنها الكثري سوى تسلسلها بالنسبة إىل السالالت االخرى‬
‫‪36‬‬
‫وامساء ملوكها حبسب ما جاء بإثبات امللوك البابلية ‪.‬‬

‫‪ .III‬الجانب السياسي خالل العصر البابلي الحديث‪539-626 ( :‬ق‪.‬م)‬

‫أسس نابو بالصر الدولة الكلدية (ساللة بابل احلادية عشر) ويعرف عهدها بالعصر البابلي احلديث ‪-626‬‬
‫‪539‬ق‪.‬م‪ ،‬بعد اعتالء نبوبالصر سدة احلكم بعدما كان حاكما على ارض البحر‪ ،‬واسم والده "بيل‪ -‬ابين"‬
‫الذي عينه "أشور بانيبال" حاكما على بابل بعد مقتل أخيه ‪37 ،‬وهناك من يقول‪ :‬أن "أشور بانيبال" قام بتعيني‬
‫"نبوبالصر" مكافأة له على نشاطه وعبقرتيه يف القضاء على الثورة يف بابل فواله حاكما عليها ‪38،‬وقد استغل‬
‫"نبوبالصر" منصبه هذا وتدهور األوضاع يف القسم اجلنويب من العراق‪ ،‬وتفكك أوصال أشور ليعلن نفسه‬
‫حاكما على املناطق اليت كانت تابعة له أثناء حكمه يف اجلنوب‪ 39،‬وقام "نبوبالصر" مبحاصرة نفر ذات املوقع‬
‫االسرتاتيجي ألهنا خري منفذ حنو اجلنوب تبدأ منها السيطرة على كل املنطقة‪ ،‬إىل جانب التحكم يف املرور‬
‫بنهري دجلة والفرات علما أن نفر كانت من أكثر املدن والءً لألشوريني‪ ،‬وتوجهت يف هذه األثناء محلة‬
‫أشورية صوب بابل لكن يبدو أن البابليني كانوا مستعدين هلا وبرز دور الكلديني كقوة سياسية جديدة على‬

‫‪8‬‬
‫مسرح االحداث يف تاريخ العراق القدمي بعد حتالفهم مع املديني يف اهناء احلكم االشوري هنائيا عام ‪ 612‬قبل‬
‫امليالد فهزم اجليش األشوري‪ ،‬ومبوجب نص من سبار باسم "نبوبالصر" سنة ‪ 626‬ق‪.‬م الذي كان موجودا‬
‫باملدينة اعرتفت به املدينة ملكا عليها قبل توليه احلكم على بابل بشهر ‪،‬وتوىل مقاليد احلكم برئاسة مؤسس هذه‬
‫الساللة املعروف بامللك نابوبالصر عام ‪ 626‬قبل امليالد وعلى الرغم من الصعوبات الداخلية ومرافقتها من‬
‫حتديات خارجية مع املصريني واجهت مؤسس هذه الساللة الفتية يف اوائل حكمه اىل انه استطاع من تثبيت‬
‫حكمه متخذه من مدينة بابل العاصمة ملركز احلكم ليخلفه من بعده ابنه امللك نبوخذ نصر الثاين يف احلكم وقد‬
‫عرف هذا العصر بساللة بابل احلادية عشر لقد استعادت بابل مكانتها ثانية مع قيامة ساللة بابل الكلدية لتبلغ‬
‫املدينة يف هذا العصر اوج عظمتها وازدهارها وعلى الرغم من قصر مدة هذا العصر ( ‪ 539 -627‬قبل‬
‫امليالد) إىل انه كان غزيرا يف تراثه احلضاري املتعدد اجلوانب وكان بوسع أولئك امللوك االدعاء شأهنم شأن‬
‫سابقيهم امتالكهم الكون ذي اجلهات األربعة لكنهم فضلوا تسميه انفسهم بلقب معيل معبد اسكا معبد‬
‫ايساكيال وااليزيدا ‪.40‬‬

‫ومن اشهر ملوكها‪:‬‬

‫‪ -‬الملك نبوخذ نصر الثاني (‪ 562 -604‬ق‪.‬م) ‪ :‬يعني اسمه "أيها اإلله نبو‪ ،‬إحم ذريتي ويعد املؤسس‬
‫احلقيقي لإلمرباطورية البابلية احلديثة ومل يكن هذا الرجل بعيداً عن السياسة عند توليه احلكم فقد كان ولياً‬
‫للعهد وقائداً للجيش البابلي يف عهد أبيه خاصةً يف السنتني األخريتني من حكمه‪.‬‬

‫والذي حكم ما يقارب ‪43‬سنة كان اهلاجس األول لنبوخذ نصر امللك هو تأمني حدود دولته والعمل على‬
‫توسيع رقعتها‪ ،‬حىت وصلت اىل احلدود املصرية وبعد معارك فرض سيطرته على الدويالت السورية واملدن‬
‫الفلسطينية واخذ اإلتاوة واجلزية من مجلة مدن مثل دمشق وصور وصيدا وأورشليم واقام خالل هذه الفرتة‬
‫بتعمري مدينة بابل ‪ 41‬وبىن قصور فخمة له‪ ،‬من أهم أعمال نبوخذ نصر العمرانية اليت خلدها التاريخ اىل يومنا‬
‫هذا هو بناؤه للجنائن املعلقة اليت عدت ضمن عجائب الدنيا السبع ‪ ،‬اهتم بالعمارة بنوعيها من أجل حصر‬
‫‪42‬‬
‫السلطتني الدينية والدنيوية يف يده ‪.‬‬

‫وايضاً جهز محالت عسكرية كثرية إلخضاع الدول اجملاورة لتوسيع االمرباطورية ومد نفوذها‪ ،‬ومن أهم‬
‫اعمال هذا امللك هو حماصرته ململكة يهوذا يف فلسطني وقضاؤه عليها حبملته العسكرية املعروفة االسر البابلي‬
‫األول ‪597‬ق‪.‬م والثاين ‪586‬ق‪.‬م وفتح خالل هذه احلملة اورشليم عاصمة مملكة يهوذا ونقل الغنائم‬
‫واالسرى اليهود إىل مدينة بابل‪ ،‬أما عن سلطة امللك يف هذا العهد فقد كان "نبوخذنصر" يف قمة السلطة‬

‫‪9‬‬
‫السياسية واإلدارية والعسكرية‪ ،‬فقد مجع بني مجيع السلطات‪ ،‬ويتبعه جهاز إداري يتألف من جمموعة من‬
‫‪43‬‬
‫املوظفني الكبار يتم تعيينهم من طرفه‪.‬‬

‫جاء بعد امللك نبوخذ نصر ثالثة ملوك قليلي الشأن كان حكمهم ضعيف فجاء مباشرة بعد امللك نبوخذ‬
‫نصر ابنه ‪ :‬اميل‪ -‬مردوخ الذي قتل يف انقالب داخلي بعد عامني من حكمه مث توىل احلكم نركال‪ -‬شار‪-‬‬
‫اوصر صهر امللك نبوخذ نصر واعقبه ابنه لباشي‪ -‬مردوخ والذي مل حيكم سوى بضعة أشهر‪ ،‬فتدهورت‬
‫العراق وسقطت على يد ملك األمخينيني كورش عام ‪ 539‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫وكان امللك نبو نائيد ‪ :‬اخر من اعتلى حكم هذه الساللة ( ‪ 539- 555‬ق‪.‬م) الذي شهد حكمه بعض‬
‫االنشطة العمرانية يف مدينة منها اعمار معبد االيساكيال وترميم حتصينات املدينة كما عثر هلذا امللك على اجر‬
‫‪44‬‬
‫عليه طبعات اختامه يف ساحه القصر اجلنويب‪.‬‬

‫و الذي واجه مشاكل دينية واقتصادية بسبب تركيزه على عبادة إله سني والذي يكون ناشئاً من اسباب عائلية‬
‫وقومية السيما أن هذا امللك من أصل آرامي‪ .‬كانت عبادة اإلله سني من العبادة املفضلة لدى االقوام اجلزيرية‬
‫خبالف عبادة االله مردوخ اله مدينة بابل‪ ,‬فضال عن ان افراد عائلته كانوا من كهنة اله سني يف مدينة حران ‪،‬‬
‫وغيابه عن اململكة كان له نتائج سلبية على الوضع اإلداري واالقتصادي الذي أدى إىل تذمر سكان املدن‬
‫الكربى كمدينة بابل وبورسبا ونفر‪ ،‬حاول امللك نبونائيد معاجلة هذه االزمة االقتصادية باحلصول على موارد‬
‫جديدة من الطرق التجارية بشمال اجلزيرة العربية فاستوىل على واحة تيماء بشمال غرب شبه اجلزيرة العربية‬
‫اليت كانت ملتقى الطرق التجارية واختذها مركزاً له طوال عشر سنوات تاركاً يف مدينة بابل ولده الذي مل‬
‫يستطع ادارة البالد‪ ،‬ومث استطاع امللك كورش الثاين االمخيين أن يوحد بالد فارس ومد نفوذه وسلطانه إىل‬
‫مدينة بابل‪ ,‬والذي متكن من احتالهلا عام ‪539‬ق‪.‬م وباحتالله هذه املدينة سقطت اخر حكومة وطنية يف بالد‬
‫‪45‬‬
‫الرافدين لتبدأ مرحلة احتالل اجنيب طويلة األمد‬

‫نظام الحكم عند البابليين ‪:‬‬

‫وقد كان نظام احلكم عند البابليني ملكاً وراثياً‪ ،‬وخيتار ويل العهد يف احلياة امللك حيث يفرض البيعة والوالء له‬
‫على األمراء والوجهاء‪ ،‬ورجال اجليش وأمراء األقاليم‪ ،‬مث رأي اآلهلة عن طريق الفأل والكهانة مل يكن امللوك‬
‫يتمتعون بالسلطة املطلقة‪ ،‬حيث إن املركز اإلداري للدولة هو القصر امللكي واملعبد‪ ،‬وقد كان امللوك ي ّدعون أن‬
‫‪46‬‬
‫وفوضت هلم التصرف يف أمور السكان‬
‫اآلهلة هي اليت اختارهتم حلكم البالد‪ّ ،‬‬

‫‪10‬‬
‫وكان لشكل الدولة يف هذه املنطقة دور يف قوة دوهلا حیث أقامت دوهلا على أساس دائري لیضمن هلا مركزا‬
‫قوبا يف املنطقة بالنسبة للمناطق احمليطة هبا ‪ ،‬وهذا ما صورته خارطة العامل للبابلینی ‪ ،‬حیث أظهرت شكال‬
‫دائریا یفصل الدول يف حضارة وادي الرافدین عن الدول البعیدة عنها ‪.47‬‬

‫وقد مجع امللك يف يديه السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ‪ ،‬اليت عرفتها الدولة البابلية ‪ ،‬ولكن اجناز كل‬
‫االعمال املتعلقة هبذه السلطات ‪ ،‬كان يتم بواسطة معاونني له خاضعني ملراقبة البالط امللكي ‪ ،‬وكان بعض‬
‫هؤالء مقيماً يف القصر ‪ .‬فبالرغم من ادعاء (مّح ورايب) انه وضع قانونه ‪ ،‬فال شك يف ان جملسا تشريعياً يف‬
‫القصر كان عونا له يف مجع القوانني املتعارف عليها وصياغة اجلديد منها مبا يتالءم مع الظروف االجتماعية‬
‫واالقتصادية والعسكرية اجلديدة خالل عهده ‪.‬‬

‫ولكن امللك كان مبثابة القاضي االكرب يف الدولة اي رئيس جملس القضاء االعلى الذي كان يتألف من الـ‬
‫شيالك – نا ّكو ‪ ،‬وهم الـ رابيانّو ‪ ،‬اي القضاة وكان مقر جملسهم يف القصر ‪ .‬كما كانت توجد جمالس قضائية‬
‫فرعية يف املدن تعاون جملس القضاء االعلى يف الفصل يف الدعوى بني سكان املنطقة املعنية ‪ .‬وكان حيدث ان‬
‫احد املتخاصمني او مجيعهم يذهب اىل القصر لعرض قضيته من جديد ‪ ،‬اذا مل يقتنع باحلكم الذي اصدره‬
‫جملس القضاء الفرعي وعندها يتدخل جملس القضاء االعلى واحيانا امللك بنفسه ‪ ،‬فيبت باألمر ويعلم حاكم‬
‫املدينة مبنطوق احلكم ويطلب اليه بصورة خطية ومقتضبة التنفيذ ‪.‬‬

‫واما املعبد فقد احنسرت سلطته القضائية وتقلصت لدرجة اصبح معها دور الكهنة مقتصراً فقط على القيام‬
‫بدور الشهود عند قسم املتخاصمني او احدهم اليمني امام متثال االله األكرب كعنصر اثبات يف قضية اخلالف‬
‫القائم ‪ .‬وميكننا ان نعترب ذلك مثال حيا للفصل بني السلطتني الزمنية والدينية ‪.‬‬

‫وكونوا‬
‫وكان يوجد ايضا اىل جانب ذلك كله مراقبون مهمتهم االشراف على حسن سري أمور الدولة ‪ّ ،‬‬
‫جهازاً أشبه ما يكون جبهاز اشبه ما يكون جبهاز الشرطة يف العصر احلاضر ‪ ،‬وعليهم السهر على احرتام الناس‬
‫للقوانني املرعية ‪ ،‬وعدم االخالل باألمن واحليلولة دون احلاق الضرر بسالمة بعضهم بعضا ‪.‬‬

‫وكان امللك أيضاً هو القائد العام للجيش ‪ ،‬وكثريا ما كان يقود اجليش بنفسه يف املعارك وخاصة احلامسة منها ‪،‬‬
‫وكان يعهد اىل قادة اشداء لديه قيادة العمليات العسكرية األخرى ‪،‬وقد يبدو ألول وهلة ‪ ،‬ان اجنازات‬
‫(مّح ورايب) الداخلية واخلارجية ستدفعه للسري يف طريق ملوك (ا ّكاد) يف تأليههم ألنفسهم ‪ .‬ولكنه اكتفى بلقب‬
‫رسول السالم بعث لنشر العدل وارساء دعائم احلق والسالم يف البلدان ‪ .‬وال شك يف ان هذه العقيدة متثل‬
‫خطوة متقدمة اخرى على طريق البشرية اىل الوحدانية ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫لقد تعرضنا يف هذا البحث الذي هو‪ ‬األوضاع السياسية يف بالد مابني‪ ‬النهرين خالل العصر البابلي اليت شهدنا‬
‫حضارهتا املعروفة واستخلصنا من خالل البحث عدة أمور‪:‬‬
‫*بعد سقوط ساللة اور الثالثة انتهى عصر السلطة املركزية املوحدة وحل حملها نظام ‪ -‬الالمركزية يف‬
‫احلكم‪،‬ومع سيادة التجزئة مت اعادة وحدة البالد من جديد على يد امللك محورايب‪.‬‬
‫*بروز سالالت وممالك جديدة يف العصر البابلي القدمي بعد سقوط ساللة اور الثالثة‪.‬‬
‫*حدث يف العصر البابلي القدمي كثري من االحالف العسكرية واملعاهدات السياسية بني املمالك اليت حكمت يف‬
‫هذا العصر‪x.‬‬
‫*بروز عدد من امللوك االكفاء االداريني والعسكريني والسياسيني امثال اشيب ايرا ملك ايسن وكنكومن ملك‬
‫الرسا ومحورايب ملك ساللة بابل االوىل‪.‬‬
‫*كان من االسباب اليت ادت اىل اختيار بابل عاصمة االموريني ألهنا تقع وسط بالد وادي الرافدين ووسط‬
‫املناطق اليت يرتكز فيها العمران والسكن‪.‬‬
‫* انتهى العصر البابلي احلديث الذي رسم مالحمه نبوخذ نصر آخر قائد متميز بقيادته وحبكمه‪ ،‬لتنحدر‬
‫احلضارة البابلية بعده رويداً رويداً حنو الضعف واالحنالل لتسقط يف عام ‪ 539‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫المالحق ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫محمد عبدالقادر محمد‪ :‬الساميون يف العصور القدمية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1968‬ص‪.5‬‬

‫‪13‬‬
‫خريطة مدينة بابل‬

‫المصدر ‪:‬مارغيت روتن ‪،‬تاريخ بابل ‪،‬تر‪:‬زينة عازا ‪ ،‬ط‪ ،2‬منشورات عويدات ‪،‬بيروت ‪ ،1984 ،‬ص‬
‫‪.35‬‬

‫متثال محورايب يف أعلى املسلة – موقع ويكيبيديا‬

‫املسلة موجودة بالكامل يف متحف اللوفر يف باريس‬

‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/Ham‬‬
‫‪murabi‬‬

‫‪14‬‬
15
‫‪ 1‬باقر طه ‪،‬مقدمة يف تاريخ احلضارات القدمية ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار املعلمني العاملية ‪،‬بغداد ‪ 1973 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 2‬العبودي ‪ ،‬د ‪ .‬عباس‪ ،‬شريعة محورايب‪ ،‬دراسة مقارنة مع التشريعات القدمية واحلديثة ‪ ،‬ط‪، 2‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬عمان ‪، 2010،‬ص‪.26‬‬
‫‪ 3‬الغازي ‪ ،‬د ‪ .‬إبراهيم ‪ ،‬تاريخ القانون يف وادي الرافدين والدولة الرومانية ‪ ،‬بغداد ‪ 1973،‬م ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ 4‬عيد العزيز صاحل‪ ،‬الشرق األدىن القدمي‪ ،‬الكتاب الثاين‪ ،‬ط‪ ، 2‬مكتبة االجنلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪، 1973 ،‬ص ‪.456‬‬
‫‪ 5‬علي سعد اهلل‪ ،‬دراسات يف تاريخ الشرق األدىن القدمي‪-‬العراق‪-‬سوريا‪-‬آسيا الصغرى‪-‬دراسة تارخيية وحضارية ‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪( ،‬د‪.‬م)‪ ، 2003 ،‬ص‬
‫‪.99‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Marguerite Rutten, Babylone, PUF, Paris, 1958, P 18.‬‬
‫‪ 7‬جواد اهلامشي‪ ،‬نظام العائلة يف العهد البابلي القدمي ‪ ،‬منشورات مكتبة األندلس‪ ،‬بغداد‪ ،1971 ،‬ص ‪.20-19‬‬
‫‪ 8‬أمحد سوسة‪ ، x‬حضارة العرب ومراحل تطورها عرب العصور‪ ،‬وزارة اإلعالم‪ ،‬بغداد‪ ، 1979 ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ 9‬طه باقر‪ ،‬املصدر السابق ‪،‬ص‪.413‬‬
‫‪ 10‬صاحب زهري‪ ،‬الفنون البابلية‪ x،‬ط ‪ ،1‬دار اجلواهري ‪،‬بغداد ‪ ، 2011‬ص‪.16‬‬
‫‪ 11‬طه باقر‪ ،‬واخرون كل من فاضل عبد الواحد علي‪ ،‬والدكتور عامر سليمان‪ ،‬تاريخ العراق القدمي ‪ ،‬مطبعة صالح الدين ‪ ، 1978،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ 12‬عبد احلكيم الذنون ‪ ،‬التشريعات البابلية ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬دار عالء الدين ‪ ،‬دمشق ‪ ، 1999‬ص‪.30‬‬
‫‪ 13‬طه باقر‪ ،‬املصدر السابق ‪،‬ص ‪.413‬‬
‫‪ 14‬اتس جون‪ ،‬بابل تاريخ مصور ‪،‬تر ‪ :‬مسري عبد رحيم اجلليب‪ ،‬دائرة االثار والرتاث ‪ ، 1990،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 15‬طه باقر‪ ،‬املصدر السابق ‪،‬ص ‪.414‬‬
‫‪ 16‬ف ‪ .‬فون زودن ‪ ،‬مدخل إىل حضارات الشرق القدمي‪ ،‬تر‪ :‬فاروق إمساعيل ط ‪ ، 1‬دار املدى ‪ ،‬دمشق‪، 2003،‬ص‪.59‬‬
‫‪ 17‬حممد علي سعد اهلل‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ 18‬حسن حمي الدين السعدي ‪ ،‬يف تاريخ الشرق األدىن القدمي ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬العراق وإيران وآسيا الصغرى ‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2005 ، x‬ص ‪ -‬ص‬
‫‪.131- 130‬‬
‫‪ - 19‬عبد احلكيم الذنون ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.32 .‬‬
‫‪ 20‬نفسه ‪،‬ص‪.32‬‬
‫‪21‬‬
‫‪Alexandre Moret, histoire de l’orient, tome I. Préhistoire , 4ème et 3ème méllinaire ,‬‬
‫‪P.U.F, paris , 1941, P.390‬‬
‫‪ 22‬حسن حمي الدين السعدي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ 23‬سامي سعيد االمحد ‪ ،‬العراق يف التاريخ "العصر البابلي القدمي ‪،‬دار احلرية ‪ ،‬بغداد‪ ، 1983،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 24‬هورست كلنغل ‪ ،‬محورايب وعصره ‪،‬تر حممد وحيد خياطة ‪،‬ط‪، 1‬دار املنارة للدرسات والنشر‪ ،‬دمشق ‪ ،1990 ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ 25‬سامي سعيد االمحد ‪ ،‬نظام احلكم و االدارة ‪ ،‬ص ‪23‬‬
‫‪  26‬هاري ساكز‪ ،‬عظمة بابل ‪ ،‬ترمجة عامر سليمان ‪،‬املوصل ‪ ،‬د‪.‬ت ‪،‬ص ‪278‬‬
‫‪ 27‬عبد الرضا الطعان ‪،‬الفكر السياسي ‪ ،‬ص ‪267 - 26‬‬
‫‪ 28‬عبد احلكيم ذنون ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫‪ 29‬حممد صاحل الزيباري ‪ ،‬النظام ‪ ،‬ص ‪128‬‬
‫‪ 30‬جان بوتري وآخرون ‪ ،‬الشرق االدىن ‪ ،‬ص ‪204‬‬
‫‪ 31‬عبد احلكيم الذنون‪ x،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪. 34-32‬‬
‫‪ 32‬احلسين خالد موسى ‪ ،‬القانون وإدارة الدولة يف واد الرافدين ‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬قسم التاريخ‪، 2002 ،‬‬
‫‪ 33‬الكاشيون‪ x:‬شعب هندو أوريب‪ ،‬كانوا يعيشون يف بابل بعد فرتات طويلة من التغلغل السلمي‪ ،‬وبعد أن سيطر احليثيون على بابل استفادوا من ضعفهم واغتصبوا‬
‫السلطة منهم واحتفظوا هبا إىل غاية ‪ 1160‬ق‪.‬م ‪،‬أنظر‪ :‬ليونارد كوتريل‪ ،‬املوسوعة األثرية العاملية‪ ،‬تر‪ :‬حممد عبد القادر حممد‪ ،‬زكي إسكندر‪ ،‬ط ‪ ،2‬اهليئة‬
‫املصرية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ، 1997 ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪ 34‬سبتينو موسكايت‪ ،‬احلضارات السامية القدمية ‪ ،‬تر‪ :‬السيد يعقوب‪ ،‬اهليئة املصرية للكتاب‪ ،‬مصر‪ ، 1997،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 35‬عبد العزيز صاحل‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.458‬‬
‫‪ 36‬احلسين خالد موسى ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.21-19‬‬
‫‪ 37‬نفسه‪ ،‬ص ‪.546‬‬
‫‪38‬‬
‫‪Buysshaert, Israël et le Judaïsme dans l'ancien orient, trad par: Vander Waeter, ed: Beyaert , Paris,‬‬
‫‪1953.P 78.‬‬
‫‪ 39‬فاضل عبد الواحد علي وآخرون‪ ،‬العراق يف التاريخ‪ ،‬دار احلرية‪ ،‬بغداد‪ ، 1983 ،‬ص‪.161‬‬
‫‪ 40‬باقر طه ‪ ،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ 41‬ساكز ‪ ،‬هاري ‪ ،‬عظمة‪ x‬بابل ‪ ،‬ترعامر سليمان‪، x‬املوصل ‪ ، 2009 ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 42‬فرحان حممود شهاب التميمي‪ ،‬اثر الرتحيل البابلي يف بلورة العقيدة اليهودية‪ ،‬جملة آفاق الثقافة والرتاث‪ ،‬مركز مجعة املاجد‪ ،‬االمارات املتحدة‪ ،‬العدد ‪، 35‬‬
‫اكتوبر ‪ ، 2001‬ص ‪74‬‬
‫‪ 43‬فاضل عبد الواحد علي وآخرون‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪ 44‬االمحد سامي سعيد‪ ،‬ساللة بابل احلديثة ‪ )539- 126 (،‬قبل امليالد العراق يف التاريخ ‪،‬بغداد‪ ،1983 ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ 45‬احلسين خالد موسى ‪ ،‬املرجع السابق ص ‪23 ، 12‬‬
‫‪ 46‬ـ طه باقر‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.530‬‬
‫‪47‬‬
‫‪Josèphe Flavius, L 10, Loc. Cit, VII, P 315.‬‬

You might also like