You are on page 1of 31

‫صيانة المخطوطات العربية‬

‫صيانة التراث الوثائقي من خالل النشر الورقي _‪1.5‬‬


‫س نحاول من خالل ه ذا المح ور دراس ة الج وانب التالي ة‪ :‬ال تراث الع ربي المخط وط وآف ات الكتب؛‬
‫التعريف بصيانة التراث الوثائقي؛ نبذة تاريخي ة ح ول ص يانة ال تراث الوث ائقي؛ المنظم ات والمؤسس ات‬
‫الدولية واإلقليمية المهتمة بالتراث الوثائقي؛ سياسة صيانة ال تراث الوث ائقي؛ العوام ل الم ؤثرة س لبا على‬
‫التراث الوثائقي وطرق الحماية منها؛ ترميم ال تراث الوث ائقي؛ ص يانة ال تراث الوث ائقي بين الميك روفيلم‬
‫والرقمنة‪ ،‬ثم أخيرا تجارب عربية في مجال صيانة المخطوطات‪.‬‬
‫تمهيد‬
‫تعرض ال تراث الع ربي المخط وط آلف ات ونكب ات كب يرة بس بب الح روب والفتن واألحق اد والجه ل‪،‬‬
‫وبسبب العوارض الطبيعي ة من ال زالزل والفيض انات والرطوب ة والق وارض وغيره ا‪ .‬وك ان أك بر م ا‬
‫تعرض له هذا التراث من باليا هو حرق الكتب من قبل الغزاة والفاتحين‪ ،‬وذل ك م ا فعل ه الت تر في البالد‬
‫اإلسالمية التي استولوا عليها‪ ،‬لقد خرب هوالكو بغداد‪ ،‬وأحرق مساجدها‪ ،‬وك ان من ذل ك ت دمير وح رق‬
‫خزائن دار الحكمة‪ ،‬والخزائن والذخائر العباسية الثمينة التي كانت مكنوزة في قص ور الخلف اء واألم راء‬
‫وأثرياء الناس‪ ،‬فذهبت بذلك خزائن دار الحكمة والمدرسة النظامية والمدرسة المستنص رية‪ ،‬وغيره ا من‬
‫خ زائن الكتب العام ة والخاص ة‪ ،‬وألقي بعض ها في دجل ة‪ .‬ولم يقتص ر الخ راب والبالء على الغ زاة‬
‫األجانب‪ ،‬بل كان للفتن الطائفية والمذهبي ة اآلث ار الس يئة والبالء العظيم‪ .‬ومن الخ زائن م ا ذهبت حرق ا‬
‫وإتالفا بيد أصحابها لما أصابهم من يأس وإحباط وقنوط‪ ،‬وأما البالء اآلخ ر فه و غ رق الكتب أو غس لها‬
‫بالماء أو دفنها أو إتالفها‪ ،‬وأما السرقة والنهب فأخف بالء‪ ،‬ألن الكت اب ينتق ل من مال ك إلى آخ ر غص با‬
‫ونهبا‪.]1[1‬‬
‫الوثائقي‪]2[2‬‬
‫‪ _1.1.5‬التعريف بصيانة التراث‬
‫يمكن تعريف الصيانة بوجه عام بأنها العمليات التي ترمي في مجموعها إلى إطالة وجود شيء ما‬
‫بالحيلولة دون وقوع ضرر به أو بمعالجة ما يتعرض له من تدهور‪ .‬أما في مجال الملكية الثقافية‪ ،‬فإن‬
‫هدف الصيانة هو الحفاظ على الخصائص المادية والثقافية للشيء المعني بما يضمن عدم انخفاض قيمته‪،‬‬
‫وبقاءه لمدة طويلة‪ .‬ويتطلب هذا النوع من األشياء بطبيعته ذاتها عملية صيانة تضمن سالمته المادية‬
‫وتكامله الوظيفي‪ .‬وتعني السالمة المادية صيانة المكونات المادية للوثيقة‪ ،‬بينما يعني التكامل الوظيفي‬
‫قدرة الوثيقة على نقل المعلومات التي تضمها‪ ،‬أي أنه إذا كان المظهر المادي لوثيقة ما سليما لكن نقل‬
‫فحواها األصلية أمرا متعذرا‪ ،‬فال يمكن عندئذ اعتبارها في حالة صيانة جيدة‪ .‬وبالعكس‪ ،‬إذا بقي‬
‫المحتوى لكن التكوين المادي للوثيقة الخطية أصبح من الهشاشة أو الضعف بحيث أصبح نقل الفكرة أو‬
‫القيمة الثقافية التي تحتوي عليها غير ممكن‪ ،‬فإن الوثيقة ال يمكن عندئذ أن تؤدي وظيفتها‪ .‬وبناء عليه‬
‫فإن صيانة أي وثيقة خطية ينبغي أن تحافظ على دوام بقاء الشيء المعني ومتانته‪ ،‬سواء أكان كتابا‪ ،‬أو‬
‫صفحة‪ ،‬أو مادة مكتوبة‪ ،‬أو رسما مما يندرج تحت هذه التسمية‪ .‬ويتعلق دوام البقاء بحفظ طبيعته المادية‪،‬‬
‫بينما تتعلق المتانة بالقدرة على نقل المعلومات‪ .‬وال تتحقق سالمة الوثائق إال عندما تحفظ مادتها‪ ،‬كما أن‬
‫كفالة درجة الصيانة المثلى تستوجب تحقيق السالمة المادية والوظيفية معا على نحو متسق‪.‬‬
‫وهناك نوعان من التدابير التي تتخذ من أجل صيانة المواد‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ ]1[1‬الجبوري ‪ ،‬يحيى وهيب ‪ .‬الكتاب في الحضارة اإلسالمية ‪ .‬بيروت ‪ :‬دار الغرب اإلسالمي ‪.1998 ،‬‬

‫‪ ]2[2‬فينياس‪ ،‬ف‪ ،‬فينياس‪ ،‬ر‪ .‬تقنيات الترميم التقليدية‪ .‬باريس ‪ :‬اليونيسكو‪ .1988 ،‬ص‪.‬ص‪6-4 .‬‬
‫‪         -‬الحيلولة دون تدهور حالتها (المحافظة عليها)؛‬
‫‪         -‬إصالح الضرر (الترميم)‪.‬‬
‫كي يتسنى حفظ المجوعات المكتبية حفظا جيدا‪ ،‬ينبغي التعرف على العناصر األساسية المكونة‬
‫للوثيقة‪ ،‬وكذا تنظيم مراقبة دائمة للظروف المحيطة بها‪ ،‬وإيالء عناية خاصة لطرق التداول واالستعمال‪.‬‬
‫إن التطور الذي عرفته علوم البيولوجيا والكيمياء‪ ،‬قد مكن من حصول تقدم كبير في مجال صيانة‬
‫التراث الوثائقي‪ ،‬فصيانة هذا التراث تتطلب وسائل وإمكانات خاصة‪ ،‬مثل وسائل قياس الحرارة‬
‫والرطوبة‪ ،‬ثم توفير الرفوف المناسبة‪ ،‬وعلب الحفظ المقاومة للحموضة‪ ،‬وتتطلب كذلك تكوين فريق‬
‫مدرب في هذا المجال‪ ،‬هذا باإلضافة إلى وضع مخطط دقيق وشامل يضم التوصيات التي ينبغي تطبيقها‬
‫في مجال سياسة صيانة التراث الوثائقي‪ ،‬سواء كان على مستوى المؤسسة أو البلد أو المنطقة‪.‬‬
‫إذا كانت الصيانة الوقائية هي األهم‪ ،‬فإن الترميم أحيانا يفرض نفسه بإلحاح‪ .‬إن معظم الوثائق التي‬
‫يتم ترميمها تكون في الغالب نسخا فريدة ذات قيمة عالية‪ ،‬ولهذا ينبغي قبل القيام بعمليات الترميم التأكد‬
‫من مالءمة مكونات الوثيقة مع المواد المستعملة في الترميم‪ ،‬وكذلك احترام المبادئ األساسية التي يقوم‬
‫عليها مجال ترميم الوثائق‪ .‬ويوجد حاليا عدد كبير من مختبرات الترميم‪ ،‬منها ما بقي وفيا للطرق‬
‫التقليدية في الترميم‪ ،‬ومنها من تبنى طرقا جديدة‪ ،‬كما أن هناك مختبرات تستعمل طرقا تقليدية وعصرية‬
‫في آن واحد‪ .‬ويعتمد اختيار تقنية دون أخرى على خصائص الوثيقة المراد ترميمها‪ ،‬وعلى درجة التلف‬
‫الذي تعرفه الوثيقة‪ ،‬وعلى الميزانية المخصصة للترميم وعلى حجم المجموعات المراد ترميمها ‪.‬‬
‫تاريخية‪]3[3‬‬ ‫‪ _2.1.5‬صيانة التراث الوثائقي‪ :‬نبذة‬
‫كان موضوع الحفاظ على الوثائق والمخطوطات والكتب وصيانتها وإنقاذها من األخطار التي‬
‫تتعرض لها الشغل الشاغل لرجال العلم والثقافة بوجه عام‪ ،‬والوثائقيين وأمناء المكتبات واآلثاريين‬
‫والفنانين بوجه خاص‪ ،‬لكون هذه الذخائر تعتبر من التراث الثقافي للبشرية جمعاء‪ .‬وكانت البدايات‬
‫األولى في هذا المجال محاوالت متفرقة تجري في مختبرات المتاحف ودور الوثائق على نطاق الجهود‬
‫الفردية أحيانا‪ ،‬أو الحكومية على أوجه مختلفة‪ ،‬فكان لكل فريق أسلوبه الخاص في ترميم وصيانة الوثائق‬
‫والمخطوطات والكتب النادرة والصور الثمينة والخرائط وغير ذلك من اآلثار الفنية‪ ،‬ومن الذخائر‬
‫العلمية والثقافية‪.‬‬
‫أما على النطاق العلمي‪ ،‬فإن أول محاولة علمية لدراسة األسباب المؤدية إلى تلف المخطوطات‬
‫والوثائق والكتب وتردي أحوالها‪ ،‬والبحث عن أفضل الوسائل التي تكفل حمايتها وتؤمن صيانتها‪ ،‬قد‬
‫جاءت من قبل إدارة مكتبة الفاتيكان‪ ،‬عندما وجدت أن الكثير من مجموعات المخطوطات والوثائق لحقها‬
‫التلف‪ ،‬مثل تقصف الورق وتساقط ألوان الصور والحبر‪ ،‬ناهيك عن األضرار الناجمة عن الحشرات‬
‫والقوارض وغيرها‪ .‬طلبت إدارة مكتبة الفاتيكان من العالم األلماني الدكتور األب "فرانزا له"‪ ،‬وهو من‬
‫المشهورين بالدراسات والبحوث الكيميائية‪ ،‬ومن المهتمين بهذا المجال‪ ،‬دراسة الموضوع والبحث عن‬
‫وسيلة تحد من األضرار واألخطار التي تتعرض لها المخطوطات والوثائق‪ ،‬فبادر األب إيرله إلعداد‬
‫الخطوات لتحقيق هذا الطلب‪ ،‬فوجه الدعوة إلى عدد من أمناء المكتبات في األقطار األوربية لحضور‬
‫ندوة متخصصة تم عقدها في مدينة "سنت غالين"‪ ‬في سويسرا بمساعدة زميله العالم "فل بوس"(‪Vill‬‬
‫‪ ) Posse‬في خريف عام ‪ . 1898‬تم تنظيم مؤتمر "دريسدن" ألمناء األرشيف األلمان في سنة‬
‫‪ ،1899‬حيث جرت مناقشات ودراسات لجملة من التقارير واألبحاث‪ ،‬كان من بينها التقرير الذي قدمه‬
‫"ايرله"‪ ،‬ونشر التقرير عام ‪ ،1899‬والذي تمخض عنه تشكيل لجنة لمتابعة اإلجراءات والتوصيات‬
‫في المؤتمر المذكور‪.‬‬

‫‪ ]3[3‬االلوسي ‪ ،‬سالم ‪ .‬صيانة و ترميم الوثائق و الخرائط و الكتب المخطوطات ‪.‬العربية ‪ .3000‬دمشق‪ :‬النادي العربي للمعلومات‪. 2001 ،‬العدد ‪ ،3‬ص‬
‫ص‪95-93 .‬‬
‫يعد مؤتمر سنت غالين‪ ،‬السابق ذكره‪ ،‬أول مؤتمر دولي يعقد لدراسة أحوال الكتب والمخطوطات‬
‫والوثائق والسبل الكفيلة بالمحافظة عليها وإنقاذها من األخطار التي تتعرض لها‪ ،‬وقد كان هذا المؤتمر‬
‫فاتحة لجهود أخرى‪ ،‬فقد تبع ذلك مؤتمر آخر عقده الوثائقيون األلمان في مدينة "دريسدن" في خريف‬
‫عام ‪ ،1899‬بدعوة من وزارة الحرب البروسية‪ ،‬وكان المحور يدور حول صيانة الوثائق والخرائط‬
‫وترميمها‪ .‬كان ذلك قبل الحرب العالمية األولى (‪ ،)1918-1914‬أما بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وما‬
‫تركته هذه الحرب من دمار وخراب وخسائر في األرواح والممتلكات‪ ،‬ومن بينها الممتلكات الثقافية‪،‬‬
‫فقد انشغل رجال العلم والثقافة بمستقبل التراث العلمي والثقافي الذي هو ملك لإلنسانية جمعاء‪ ،‬وقد تجسد‬
‫هذا االنشغال بتأسيس منظمة اليونسكو عام ‪ ،1945‬ثم جاءت خطوة أخرى بتأسيس المجلس الدولي‬
‫لألرشيف‪ ،‬الذي اضطلع بمهمة جديدة لحماية األرشيف والوثائق والمخطوطات على نطاق دولي‪.‬‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية وما تركته من دمار وخسائر في األرواح والممتلكات‪ ،‬ومن بينها الممتلكات‬
‫الثقافية‪ ،‬ظهرت منظمات دولية و إقليمية اتخذت من بين أهدافها إنق اذ ال تراث الوث ائقي اإلنس اني‪ ،‬وهي‬
‫منظمة اليونس كو‪ ،‬والمجلس ال دولي لألرش يف‪ ،‬والفيدرالي ة الدولي ة لجمعي ات المكتب ات(ايفال)‪ ،‬ومنظم ة‬
‫االيسيسكو‪ ،‬ومنظمة االلكسو‪ ،‬ثم اللجنة اإلفريقية المشتركة للصيانة" ‪."JICPA‬‬
‫‪ _3.1.5‬المنظمات والمؤسسات الدولية واإلقليمية المهتمة بصيانة التراث الوثائقي‬
‫هناك عدة منظمات ومؤسس ات دولي ة وإقليمي ة تهتم بص يانة ال تراث الوث ائقي بص فة عام ة وال تراث‬
‫المخطوط بصفة خاصة ‪ ،‬وسنقتصر على ذكر أهم هذه المنظمات أو المؤسسات‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫_منظمة اليونسكو‬
‫تأسس ت منظم ة اليونس كو س نة ‪ ،1946‬وهي منظم ة تهتم بمج االت التربي ة والعل وم والثقاف ة على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬وتعمل على تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪         -‬محاربة األمية في العالم؛‬
‫‪         -‬تشجيع الثقافة والحفاظ على التراث الثقافي العالمي؛‬
‫‪         -‬تطوير المجاالت المرتبطة بالتربية والعلوم والثقافة وإنجاز أبحاث ودراسات في هذا الميدان‪.‬‬
‫في مج ال ص يانة ال تراث الوث ائقي الع المي‪ ،‬عملت منظم ة اليونس كو على إطالق برن امج "ذاك رة‬
‫الع الم" س نة ‪ ،1992‬ويه دف ه ذا البرن امج إلى المحافظ ة على ال تراث الوث ائقي الع المي‪ ،‬ودمقرط ة‬
‫االطالع عليه‪ ،‬وكذا تحسيس الدول األعض اء بض رورة ص يانته‪ .‬من ذ انطالق برن امج اليونس كو للحف اظ‬
‫على التراث الوثائقي العالمي‪ ،‬استطاعت هذه المنظمة أن تنجز عدة أعمال لفائدة الدول األعضاء في ه ذا‬
‫المجال‪ ،‬كما تمت بلورة مبادئ وقواعد أساسية في مجال صيانة التراث الوث ائقي الع المي‪ ،‬وذل ك بتع اون‬
‫مع المجلس الدولي لألرشيف وجمعية إيفال‪ .‬وفي س نة ‪ 1993‬تم خل ق لجن ة دولي ة استش ارية في مج ال‬
‫صيانة التراث الوثائقي العالمي‪ ،‬كما أعلن عن انطالق س بعة مش اريع س نتي ‪ 1994‬و‪ ،1995‬وأعطيت‬
‫أهمية كبرى لتوظيف التكنولوجيا الحديثة للمعلومات في هذا المجال‪.‬‬
‫يهدف برنامج "ذاكرة العالم" إلى تشجيع المشاريع واألنشطة المتعلقة بص يانة ال تراث الوث ائقي‪ ،‬س واء‬
‫على المستوى الدولي أو الجهوي أو الوطني‪ ،‬كم ا أن ه يش جع عق د اتفاقي ات ش راكة بين مختلف الجه ات‬
‫المعنية بص يانة ه ذا ال تراث‪ .‬وتعت بر اللجن الجهوي ة والوطني ة ال تي تم تكوينه ا في ه ذا اإلط ار الحج ر‬
‫األساس إلنجاح أنشطة برنامج "ذاكرة العالم"‪ ،‬وتتلخص مهام هذه اللجن فيما يلي‪: ]4[4‬‬
‫‪         -‬البحث عن التراث الوثائقي قصد توثيقه بسجل "ذاكرة العالم"‪ ،‬مع تقديم تقري ر مفص ل عن حالت ه للجن ة‬
‫االستشارية الدولية التابعة لليونسكو؛‬
‫‪         -‬تنسيق وتسيير المشاريع المتعلقة بصيانة التراث الوثائقي‪ ،‬وذلك على المستوى الجهوي والوطني‪ ،‬وك ذا‬
‫متابعة هذه المشاريع ومراقبتها‪.‬‬

‫‪ ]4[4‬اليونيسكو ‪ .‬ذاكرة العالم ‪ :‬مبادئ رائدة من أجل حفظ التراث الوثائقي‪،‬باريس ‪ .1995‬ص ص ‪13-1 .‬‬
‫_ المجلس الدولي لألرشيف‬
‫تأسس المجلس الدولي لألرشيف بموجب توصيات المؤتمر الدولي األول للوثائق الذي عقد في باريس‬
‫عام ‪ ،1950‬وتتجلى أهدافه فيما يلي‪:‬‬
‫‪         -‬عقد مؤتمرات دولية لألرشيف بصورة دورية؛‬
‫‪         -‬تعزي ز العالق ات بين الربائ ديين في كاف ة األقط ار وبين المعاه د والمؤسس ات المهني ة والمؤسس ات‬
‫األخرى‪ ،‬سواء كانت عامة أو خاصة‪ ،‬وأينما وجدت‪ ،‬طالما لها عالقة بإدارة وتنظيم األرشيف؛‬
‫‪         -‬تشجيع اإلجراءات المتخذة للمحافظة على التراث الوثائقي اإلنساني وصيانته؛‬
‫‪         -‬تنظيم وتطوير فعاليات إدارة األرشيف على نطاق دولي؛‬
‫‪         -‬التعاون مع المنظمات ذات العالقة باألرشيف بشكل يضمن صيانة الخبرة البشرية‪ ،‬واستخدام األرشيف‬
‫من أجل صالح اإلنسانية؛‬
‫‪         -‬تقديم المساعدات المهنية في مجال األرشيف للدول النامية؛‬
‫‪         -‬القيام بأبحاث ودراسات في مجال األرشيف‪.‬‬
‫لجنة الصيانة والترميم التابعة للمجلس الدولي لألرشيف‬

‫كان من بين األمور التي أواله ا المجلس ال دولي لألرش يف اهتمام ا كب يرا ه و اتخ اذ الوس ائل الكفيل ة‬
‫بصيانة وإنقاذ التراث البشري‪ ،‬المتمثل في األرشيف‪ ،‬حيث تمت الموافق ة على تش كيل لجن ة متخصص ة‬
‫هي "لجنة الصيانة والترميم"‪ .‬وقد عق دت ه ذه اللجن ة اجتماعه ا االفتت احي في مدين ة فلورنس ا (إيطالي ا)‬
‫بتاريخ ‪20‬ماي ‪ 1976‬م‪ ،‬والثاني في واشنطن بتاريخ ‪30‬سبتمبر‪ ،1976‬كان من نتائجه توجيه اس تبيان‬
‫إلى كل األقطار والمؤسسات للوقوف على م ا إذا ك ان ل ديها مخت برات ودوائ ر خاص ة لص يانة الوث ائق‬
‫وترميمها‪ .‬وقد أنجزت هذه اللجنة الكث ير من األعم ال‪ ،‬كعق د الم ؤتمرات والحلق ات الدراس ية‪ ،‬وإص دار‬
‫كتب ومؤلفات لعدة باحثين في هذا الميدان‪ ،‬وذلك بالتعاون مع منظمة اليونسكو‪ ،‬إض افة إلى ه ذه المهم ة‬
‫تم إنشاء لجنتين متخصصتين هما‪ :‬لجنة التصوير ولجنة الصيانة والترميم‪.‬‬
‫_ الفرع اإلقليمي العربي للوثائق "عربيكا" (‪)ARBICA‬‬
‫أسس الفرع اإلقليمي العربي للوثائق بموجب المؤتمر التأسيسي الذي عق د في روم ا في الف ترة م ا بين‬
‫‪ 25‬و‪ 29‬يوليو ‪ ،1972‬وق د اش ترك في ه ك ل من الع راق ومص ر‪ ،‬واألردن وس وريا واليمن والجزائ ر‬
‫والسودان والمغ رب‪ .‬وواف ق أعض اء الم ؤتمر باإلجم اع على تأس يس الف رع اإلقليمي الع ربي للوث ائق‪،‬‬
‫والمص ادقة على قانون ه‪ ،‬م ع توقي ع ممثلي ال دول العربي ة على طلب االنض مام إلى المجلس ال دولي‬
‫لألرشيف‪ .‬ومن بين أهدافه دعم التدابير المعتمدة لصيانة الوثائق وحمايته ا في جمي ع دول الع الم الع ربي‬
‫من أجل اإلبقاء على تراث المنطقة ‪. ]5[5‬‬
‫تتجلى أهداف الفرع اإلقليمي العربي للوثائق فيما يلي ‪:‬‬
‫‪         -‬الحفاظ على األرشيف العربي؛‬
‫‪         -‬خلق وعي وثائقي في الدول العربية؛‬
‫‪         -‬تعزيز التعاون بين الربائديين العرب فيما بينهم وبين المجلس الدولي لألرشيف؛‬
‫‪         -‬إقامة العالقات وتعزيزها والعم ل على اس تمرارها بين المختص ين بحف ظ األرش يف في البالد العربي ة‪،‬‬
‫وكذلك جميع المؤسسات والهيئات والمنظمات المعنية بحفظ الوثائق وتنظيمها وإدارتها؛‬
‫‪         -‬تنسيق التعاون بين دول المنطقة؛‬
‫‪         -‬تيسير استخدام أرشيف المنطقة واالنتفاع منها؛‬
‫‪         -‬القيام بالتدريب المه ني في مج ال األرش يف‪ ،‬وحث ال دول العربي ة على تنظيم دراس ات لألرش يف في‬
‫جامعاتها ومعاهدها؛‬
‫‪ ]5[5‬الموسوي‪ ،‬مصطفى؛ بدران‪ ،‬أوديت؛ السمرائي‪ ،‬إيمان فاضل‪ .‬الوثائق‪،‬بغداد‪ :‬الجامعة المستنصرية‪ .1979 ،‬ص ص‪.246-230 .‬‬
‫‪         -‬التعاون مع المنظمات والمؤسسات المعنية بالحفاظ على التراث اإلنساني‪ ،‬واس تخدام األرش يف لص الح‬
‫البشرية؛‬
‫‪         -‬العمل على تحقيق أهداف المجلس الدولي لألرشيف؛‬
‫‪         -‬التعاون مع جميع المنظم ات الدولي ة‪ ،‬وعلى األخص م ع منظم ة اليونس كو والمنظم ة العربي ة للتربي ة‬
‫والثقافة والعلوم‪ ،‬وذلك في مجال األرشيف‪.‬‬
‫_ الفيدرالية الدولية لجمعيات المكتبات ( إيفال )‬
‫تعتبر الفيدرالية الدولية لجمعيات المكتبات (إيفال) منظمة دولي ة غ ير حكومي ة يتج اوز ع دد أعض ائها‬
‫‪ 1600‬عضو ينتمون ألكثر من ‪ 146‬دول ة‪ ،‬ويتش كل أعض اؤها من جمعي ات المكتب ات والهيئ ات ذات‬
‫التخصص المماثل‪ ،‬وكذا من األف راد المهتمين بمج ال المكتب ات والمعلوم ات‪ .‬وتتمث ل أه داف الفيدرالي ة‬
‫الدولية لجمعيات المكتبات فيما يلي‪:‬‬
‫_ تطوير التعاون والبحث العلمي والتواصل في مجال المكتبات والمعلومات على المستوى الدولي؛‬
‫_ االهتمام بالتكوين المستمر في مجال علم المكتبات والمعلومات؛‬
‫_ تمثيل قطاع المكتبات والمعلومات في المؤتمرات الدولية؛‬
‫_القيام بأبحاث إحصائية حول قطاع المكتبات والمعلومات على الصعيد الدولي‪.‬‬
‫تربط الفيدرالي ة الدولي ة لجمعي ات المكتب ات عالق ات تع اون وطي دة م ع منظم ات أخ رى مش ابهة‬
‫حكومية وغير حكومية‪ ،‬كمنظمة اليونسكو والمجلس الدولي لألرشيف‪.‬‬
‫في مجال صيانة التراث الوثائقي‪ ،‬يعتبر برنامج "‪ "PAC‬إحدى ال برامج األساس ية للفيدرالي ة‪ ،‬حيث‬
‫يهدف إلى التحسيس بأهمية صيانة التراث الوثائقي‪ .‬وتعتبر المراك ز اإلقليمي ة الدعام ة الرئيس ية لتحقي ق‬
‫أهداف برنامج"‪ ."PAC‬كما يهدف ه ذا البرن امج أيض ا إلى تط وير عالق ات التع اون ال دولي في مج ال‬
‫صيانة التراث الوثائقي‪ ،‬ويهتم بتكوين العاملين في هذا المجال‪ ،‬م ع القي ام بدراس ات ح ول أس باب تل ف‬
‫التراث الوثائقي‪ ،‬وآفاق تطبيق التكنولوجيا الحديثة للمعلومات في مجال صيانته ‪.‬‬
‫_ اللجنة اإلفريقية المشتركة للصيانة " ‪" JICPA‬‬
‫في شهر فبراير ‪ 1996‬تم خلق لجنة "‪ ،" JICPA‬وهي لجنة منبثقة عن إيفال والمجلس الدولي‬
‫لألرشيف‪ ،‬وتهتم بمجال صيانة الرصيد الوثائقي بدول القارة اإلفريقية‪ .‬تعمل لجنة "‪ " JICPA‬على‬
‫تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫_ تشجيع تكوين لجن وطنية في مجال صيانة الرصيد الوثائقي بالقارة اإلفريقية؛‬
‫_ نشر الدراسات في مجال صيانة الرصيد الوثائقي؛‬
‫_ التحسيس بأهمية صيانة الرصيد الوثائقي؛‬
‫_التنسيق بين الدول اإلفريقية في مجال صيانة الرصيد الوثائقي؛‬
‫_ التعاون مع إيفال والمجلس الدولي لألرشيف في مجال بلورة برامج التكوين المتعلقة بمجال صيانة‬
‫الرصيد الوثائقي بالقارة اإلفريقية‪.‬‬
‫من بين التظاهرات التي نظمتها اللجنة يمكن أن نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬تظاهرة علمية بدكار سنة ‪1997‬؛‬
‫تظاهرة علمية بتونس سنة ‪1998‬؛‬ ‫‪         ‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪          -‬تظاهرة علمية بنايروبي سنة ‪1998‬؛‬
‫‪          -‬تظاهرات علمية بكل من جنوب إفريقيا‪ ،‬الرأس األخضر وزيمبابوي‪.‬‬
‫_ منظمة اإليسيسكو‪]6[6A‬‬

‫تأسست المنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم والثقافة (االيسيسكو) بعد دراسة قانونها األساسي من طرف‬
‫المؤتمر اإلسالمي الحادي عشر لوزراء خارجية الدول اإلسالمية‪ ،‬الذي انعقد بإسالم أباد (الباكستان) في‬
‫شهر مايو ‪ ،1980‬وفي سنة ‪ 1981‬تمت المصادقة على هذا القانون خالل القمة اٌإلس المية الثالث ة ال تي‬
‫انعقدت بمكة المكرمة والطائف‪.‬‬
‫تعمل منظمة اإليسيسكو على تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪          -‬دعم وتشجيع عالقات التعاون بين الدول األعضاء في ميادين التربية والعلوم والثقافة؛‬
‫‪          -‬تطوير العلوم التطبيقية والتكنولوجيا المتقدمة مع االحتفاظ على خصوصيات الثقافة اإلسالمية؛‬
‫‪          -‬دعم عملية السالم واألمن بين الدول اإلسالمية من خالل التربية والعلوم والثقافة؛‬
‫‪          -‬التنسيق بين مختلف مؤسسات المؤتمر اإلسالمي المتخصصة في مجال التربية والعلوم والثقافة ؛‬
‫‪          -‬دعم الثقافة اإلسالمية في برامج التكوين والمحافظة على خصوصياتها وعلى الفكر اإلسالمي؛‬
‫‪          -‬التعاون بين المنظمة و مختلف المنظمات ذات األهداف المشابهة‪.‬‬
‫فيما يخص مجال صيانة التراث المخطوط‪ ،‬عملت منظمة اإليسيس كو على التع اون والتنس يق م ع ك ل‬
‫من منظمة اليونسكو ومنظمة االلكسو‪ ،‬وذلك في إطار تنظيم تداريب ميدانية لفائدة أط ر ال دول األعض اء‬
‫في المنظم ة‪ .‬وهك ذا نظمت منظم ة اإليسيس كو بتع اون م ع منظم ة االلكس و التظ اهرة الرابع ة لص يانة‬
‫المخطوطات‪ ،‬وذلك في م اي ‪ 1996‬بدمش ق‪ .‬وفي م اي ‪ 1997‬نظمت منظم ة اإليسيس كو بتع اون م ع‬
‫مركز جمعة الماجد بدبي تدريبا حول ص ناعة المخط وط اإلس المي‪ .‬وفي س نة ‪ 1999‬نظمت المنظم ة‬
‫كذلك تدريبا لفائدة أطر أعضائها‪ ،‬وكان ذلك بدولة األردن‪ ،‬كم ا تهتم منظم ة اإليسيس كو أيض ا بفهرس ة‬
‫المخطوطات العربية واإلسالمية‪.‬‬
‫العربية‪]7[7‬‬ ‫_ االلكسو‪ :‬معهد المخطوطات‬
‫بتاريخ ‪4‬أبريل ‪ 1946‬أقر مجلس الجامعة العربية قرار اللجنة الثقافية بشأن إنشاء معه د يطل ق علي ه‬
‫"معهد إحياء المخطوطات" يلحق باألمانة العامة لجامعة ال دول العربي ة‪ ،‬فتم ب ذلك تأسيس ه س نة ‪،1947‬‬
‫ومن أهم أهداف المعهد ما يلي‪:‬‬
‫_ جمع أكبر عدد ممكن من المخطوطات من مختلف أنحاء العالم وتصويرها‪ ،‬وتقديم نسخ مصغرة على‬
‫الميكروفيلم للباحثين؛‬
‫_ تحقيق المخطوطات القيمة ذات األهمية الكبيرة ونشرها؛‬
‫_ إصدار مجلة ونشرات دورية متخصصة في نشر البحوث المتعلقة بالمخطوطات‪ ،‬والتعريف بما تم‬
‫تحقيقه ونشره منها‪ ،‬وما يجري العمل على تحقيقه في مختلف أنحاء العالم‪.‬‬
‫في سنة ‪ 1955‬انفصل المعهد عن الدائرة الثقافية للجامعة‪ ،‬وعين له مجلس أعلى انتخب أعض اؤه من‬
‫علماء البالد العربية‪ ،‬ووضع ل ه نظ ام داخلي وم الي ومنهج لتص وير المخطوط ات حس ب أس ماء الكتب‬
‫والمؤلفين والموضوعات‪ .‬وظل المعهد تابعا لألمانة العامة إلى أن أنشئت المنظمة العربية للتربية والثقافة‬
‫والعلوم‪ ،‬فضم إلى أجهزتها بتاريخ ‪ 10‬س بتمبر ‪ .1970‬ب دأ المعه د من ذ تأسيس ه بإرس ال البعث ات إلى‬
‫مختلف بلدان العالم لتصوير أهم المخطوطات الموجودة في المكتبات‪ ،‬وق د ق ام المعه د بنش ر سلس لة من‬
‫نف ائس المخطوط ات العربي ة في مختل ف العل وم‪.‬ومن ذ س نة ‪ 1955‬ب دأ المعه د يص در مجل ة معه د‬

‫‪ ]6[6‬هذه المعلومات استقيناها من ورقة تعريفية بااليسيسكو توزع مجانا للتعريف بأهداف وأنشطة المنظمة‪.‬‬

‫‪ ]7[7‬معهد المخطوطات العربية‪ .‬مجلة معهد المخطوطات العربية‪.‬القاهرة‪ ،‬العدد األول‪ ..1955‬ص‪.‬ص‪7 _5 .‬‬
‫المخطوطات العربية لتبحث في شؤون المخطوطات والوثائق‪ .‬وتنقسم محتويات المجلة إلى ثالث ة أقس ام‪:‬‬
‫األول يعنى بشؤون المخطوطات العربية في العالم‪ ،‬والثاني بالتعريف بالمخطوط ات‪ ،‬والث الث ب التعريف‬
‫بنشاط معهد المخطوطات‪ ،‬و تصدر المجلة مرتين في السنة‪ .‬منذ فاتح غشت‪ 1971‬ب دأ المعه د بإص دار‬
‫نشرة "أخبار التراث العربي"‪ ،‬وهي نشرة شهرية تهتم بنشر كل ما يتعلق ب التراث الع ربي ومن يعمل ون‬
‫في تحقيقه ونشره‪ ،‬وتوزع هذه النشرة على جميع الصحف والمجالت العربية ‪،‬وعلى الجامعات والكليات‬
‫داخل الوطن العربي وخارجه‪.‬‬
‫منذ إنشاء المعهد وهو يتعاون باستمرار مع اليونسكو والهيئات العلمية والجامعات المهتم ة بالدراس ات‬
‫الشرقية‪ .‬ويقدم المعهد خدماته للعلماء والباحثين وطالب الدراس ات العلي ا في مختل ف بالد الع الم‪ ،‬وذل ك‬
‫بإرسال صور من المخطوطات التي يطلبونها‪ ،‬كما يساعد المعهد الب احثين في الحص ول على ص ور من‬
‫المخطوطات‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذه المؤسسات المهتمة بصيانة ال تراث الوث ائقي بش كل ع ام وال تراث المخط وط بش كل‬
‫خاص‪ ،‬يمكن أن نذكر كذلك مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي‪ ،‬وهي مؤسسة قدمت خدمات جليلة للتراث‬
‫العربي المخطوط‪.‬‬
‫‪ _4.1.5‬سياسة صيانة التراث الوثائقي‬
‫التخطيط واإلستراتيجية‬
‫ينبغي اإلشارة إلى أنه في مجال سن سياسة ألي قطاع كان‪ ،‬فإن هناك عنصران أساسيان البد من‬
‫توفرهما لتسيير القطاع المعني‪ ،‬وهذان العنصران هما التخطيط واإلستراتيجية‪ .‬فيما يخص التخطيط فإن‬
‫أول خطوة ينبغي البدء بها في مجال صيانة التراث الوثائقي للمكتبات ومراكز األرشيف هو وضع‬
‫مخطط يعتبر بمثابة قانون ينبغي تطبيقه‪ ،‬مع إمكانية تغييره من حين آلخر تبعا للمستجدات أو التطورات‬
‫التي قد يعرفها القطاع‪ ،‬وهناك عناصر أساسية ينبغي احترامها في وضع هذا المخطط وهي كالتالي‪: ]8[8‬‬
‫‪         -‬التعريف بأهمية المخطط لدى الجهات الوصية والمسؤولة عن التمويل ومحاولة إقناعهم بجدوى المخطط‬
‫وفائدته؛‬
‫‪    -‬تكوين فريق خاص من أطر وموظفي المؤسسة يلقى على عاتقه مسؤولية بلورة الخطة والعمل على‬
‫تطبيقها وتقييمها ومراجعتها من حين آلخر‪ ،‬وينبغي أن يكون هذا الفريق متعدد االختصاصات؛‬
‫‪    -‬العمل على توفير تكوين مستمر لعناصر الفريق‪ ،‬حتى يتسنى لهم معرفة أخر التطورات التي يعرفها‬
‫مجال صيانة التراث الوثائقي؛‬
‫‪         -‬تحديد األهداف واألولويات في مجال الصيانة؛‬
‫‪    -‬محاولة التنبؤ باألخطار التي يمكن أن يتعرض لها الرصيد الوثائقي‪ ،‬والعمل على إيجاد الحلول لمواجهتها‬
‫في حالة حدوث تلك األخطار أو الكوارث ‪.‬‬
‫فيما يخص اإلستراتيجية‪ ،‬فقد تختلف من مؤسسة إلى أخرى‪ ،‬وفي هذا الصدد تبنت منظمة اليونسكو‬
‫في إطار مشروعها "ذاكرة العالم"‪ ،‬والذي يقضي بالمحافظة على التراث الوثائقي العالمي‪ ،‬إستراتيجية‬
‫تضمنت أربعة أهداف رئيسية‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫التعرف على التراث الوثائقي ذو القيمة العالية والمنفعة العامة؛‬ ‫‪        ‬‬‫‪-‬‬
‫تحسيس الرأي العام بضرورة صيانة التراث الوثائقي؛‬ ‫‪        -‬‬

‫‪ ]8[8‬اليونسكو‪ .‬مبادئ رائدة لخلق سياسات حفظ وصيانة التراث الوثائقي لدور األرشيف والمكتبات‪ .‬باريس‪ . .1990،‬ص‪.‬ص‪5-3 .‬‬
‫‪         -‬إيالء اهتمام خاص بصيانة المخطوطات والوثائق الفريدة والمتميزة‪ ،‬سواء على مستوى الشكل أو‬
‫المضمون؛‬
‫‪    -‬العمل على تسهيل اإلطالع على الرصيد الوثائقي للعموم‪ ،‬وذلك عن طريق وضع خطة للتواصل والتبادل‬
‫الثقافي‪ ،‬وكذا وضع برنامج لالستفادة من التكنولوجيا الحديثة عن طريق التصوير الفيلمي والرقمنة ‪.‬‬
‫فيما يخص البرامج األساسية المكونة لسياسة صيانة التراث المخطوط ‪ ،‬فهي كالتالي‪:]9[9‬‬
‫‪         -‬التحسيس بأهمية التراث المخطوط؛‬
‫‪         -‬وضع برنامج يتعلق بجمع و تنظيف وحفظ وفهرسة التراث المخطوط؛‬
‫‪         -‬وضع برنامج للتدابير الواجب القيام بها في حالة حدوث كوارث طبيعية؛‬
‫‪         -‬وضع برنامج في مجال ترميم التراث المخطوط؛‬
‫‪         -‬وضع برنامج حول تكوين العاملين والمستعملين ؛‬
‫‪         -‬وضع برنامج في مجال التعاون على المستوى الوطني والدولي؛‬
‫‪         -‬وضع برنامج في مجال تداول التراث المخطوط واالستفادة من التكنولوجيا الحديثة للمعلومات؛‬
‫‪         -‬سن القوانين التشريعية لحماية التراث المخطوط من التلف والضياع؛‬
‫‪         -‬توفير الموارد البشرية والمادية والمالية إلنجاح مختلف المشاريع‪.‬‬
‫أهمية البناية في حفظ التراث الوثائقي‪]10[10‬‬
‫منذ عدة سنوات‪ ،‬يجري أمناء األرشيف والمكتبات في جمي ع أنح اء الع الم‪ ،‬في إط ار المجلس ال دولي‬
‫لألرشيف والمنظمات المماثلة‪ ،‬بحوثا حول الشروط والمعايير التي ينبغي أن تتوفر في بناية مرك ز حف ظ‬
‫التراث الوثائقي‪ ،‬وقد توصلوا إلى عدد من النتائج سندرجها بنوع من التفصيل‪.‬‬
‫ينبغي عند اختيار موقع بناء مرك ز حف ظ ال تراث الوث ائقي تف ادي الطبق ات الس طحية للمي اه الجوفي ة‪،‬‬
‫والمناطق المعرضة للفيضان أو مناطق المستنقعات‪ ،‬واألراض ي الش ديدة االنح دار أو الطيني ة‪ .‬وينبغي‬
‫أن ال يبنى المركز في المن اطق المج اورة للغاب ات ولمحط ات توزي ع الب نزين تفادي ا لوق وع حرائ ق في‬
‫المستقبل‪ .‬وينبغي التحقق من إمكانية وصل المبنى بش بكة الط رق والمواص الت‪ ،‬وأن تت وفر المعلوم ات‬
‫مقدما عن قواعد التخطيط العمراني التي من ش أنها أن ت ؤثر على التص ميم الهندس ي للمب نى‪ .‬إن دراس ة‬
‫موقع المكتبة أو مركز لألرشيف قبل الشروع في البناء يعتبر أمرا ضروريا‪ ،‬فدراسة الموقع تشمل جانب‬
‫التضاريس ثم المن اخ وك ذا الظ روف المحيط ة ب المبنى‪ ،‬وهي الس بيل الوحي د لتف ادي ع واقب الك وارث‬
‫الطبيعي ة مس تقبال‪ ،‬أو على األق ل التخفي ف من ح دتها في حال ة وقوعه ا‪ .‬وعلى ال رغم من أن الموق ع‬
‫الجغرافي للمكتبة أو مركز األرشيف يؤدي دورا كبيرا في تحديد مصير الكتب والوثائق المحفوظة فيه ا‪،‬‬
‫فإنه ال يمكن التأثير على الموقع كثيرا‪ ،‬اللهم بحسن االطالع على كيفية تأثير الظروف اإلقليمية والمحلي ة‬
‫على المناخ الداخلي على مدار السنة‪ .‬فالمناطق التي تتساقط فيها أمطار كثيفة تقتض ي مزي دا من الت دابير‬
‫الوقائية من الفيضانات‪ ،‬في حين أن الجفاف يزي د من مخ اطر الحرائ ق‪ .‬والمب اني الموج ودة في من اطق‬
‫معرضة لألعاصير والزوابع تقتضي مزيدا من التركيز على صيانة هيكل المبنى‪.‬‬
‫يجمع مركز حفظ التراث الوثائقي بين مهام عدي دة ومعق دة ومتناقض ة أحيان ا‪ ،‬إذ ينبغي ل ه أن يض من‬
‫حماية الوثائق‪ ،‬وأن يفي في الوقت نفسه باحتياجات المترددين عليه‪ .‬وينبغي أن يميل المهندس المعم اري‬
‫في تصميم البناء وتقدير تكلفته إلى حل المشكالت وأن يح رص في ال وقت ذات ه على أال يخل ق مش كالت‬
‫جديدة‪ .‬وينبغي أن يبحث عن أبسط الوسائل وأقله ا تكلف ة ليواج ه أك ثر القي ود تعقي دا‪ .‬وباختص ار‪ ،‬يتعين‬
‫‪ ]9[9‬كرواطي ‪ ،‬ادريس ‪ .‬من أجل سياسة وطنية في مجال صيانة التراث المخطوط بالمغرب ‪.‬مجلة علم المعلومات ‪ .‬الرباط‪ :‬مدرسة علوم االعالم ‪ ،‬العدد‪، 14‬‬
‫‪ 2004‬ص ص ‪32-31‬‬

‫‪ ]10[10‬ا ليونيسكو‪ .‬أفضل وسائل الصون من الناحية االقتصادية في دور المحفوظات بالبلدان الصناعية والمدارية‪،‬باريس‪ . 1987 ،‬ص ص‪6-3.‬‬
‫على مصممي المباني أن يجدوا حلوال مرضية ولكنها بسيطة لمشكالت حفظ الوثائق بغي ة الح د من قيم ة‬
‫االستثمارات‪ ،‬وكذلك من التكاليف الثابتة للتشغيل والصيانة‪ .‬وينبغي البحث عن نظم قليلة التعقيد يسهل‬
‫التحكم فيها‪ ،‬بحيث ال تترتب عن توقيفها‪ ،‬إذا لحقها ضرر أو أوقفت بصورة إرادية‪ ،‬آثار خطيرة بالنس بة‬
‫للوثائق‪ .‬فالتوقف المفاجئ في التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة في مستودعات حفظ الوثائق سرعان ما‬
‫يؤدي إلى إلحاق ضرر بالوثائق‪ .‬وال ينبغي أن تغيب عن بالنا أبدا الصعوبة التي تواجهها البلدان النامي ة‪،‬‬
‫خاصة في اقتناء قطع غيار في حال ة ح دوث عط ل‪ .‬كم ا تقتض ي ص يانة النظم المعق دة وج ود م وظفين‬
‫متخصصين‪ ،‬وهم غير متوفرين في كثير من األحيان ومن الصعب تدريبهم‪ .‬وينبغي للمهندس المعم اري‬
‫أن يحقق في كل حالة توازنا بين سعر تكلفة المبنى وتك اليف تش غيله وص يانته الس نوية‪ ،‬وأن يض من في‬
‫الوقت نفسه أكبر قدر من األمن للرصيد الوثائقي‪.‬‬
‫إن مركز حفظ التراث الوثائقي مبنى معقد‪ ،‬وقلما يبنى المهندس المعماري مثل هذه المباني في حيات ه‪،‬‬
‫لذلك يعتبر إنشاء هذا المركز تجربة فريدة بالنسبة إليه في كثير من األحيان‪ ،‬فالسلطات العامة ال ت رغب‬
‫في إنشاء مستودع للورق وإنما في إنشاء مك ان لحف ظ تراثه ا المكت وب‪ .‬ل ذلك ينبغي من ذ البداي ة إنش اء‬
‫فريق يكلف بالتفكير في العملي ة‪ ،‬وفي إط ار ه ذا الفري ق ينهض م دير المرك ز ب دور ه ام‪ ،‬إذ ينبغي أن‬
‫يكون ق ادرا على ش رح احتياجات ه وعلى تحدي دها بحيث يتيس ر لألس اليب المعماري ة والهندس ية تلبيته ا‪.‬‬
‫تعتمد نوعية المبنى ال ذي سينش أ على نوعي ة الح وار ال ذي ي دور داخ ل الفري ق‪ .‬وبع د أن يع رب م دير‬
‫المركز على احتياجاته‪ ،‬ينبغي أن يكون قادرا أيضا على فهم اقتراح ات المهن دس المعم اري‪ ،‬وأن ي درك‬
‫اآلثار المترتبة عليها‪ .‬ذلك أن تصميم مركز لصيانة التراث الوثائقي يعت بر أوال مس ألة اتص ال بين م دير‬
‫المركز والمهندس المعماري‪ ،‬ويمكن لكل منهما أن يساعد اآلخ ر بتزوي ده ببيان ات تاريخي ة‪ ،‬وب اإلطالع‬
‫على المؤلفات المتخصصة‪ ،‬وينبغي أال يغيب عن بالهما أبدا‪ ،‬أنه إذا كانت خ برة اآلخ رين مفي دة بالنس بة‬
‫لهما‪ ،‬فإن عليهما أن يحال المشكالت المحددة المطروحة بنفسيهما‪ .‬فلكل مركز أصالته‪ ،‬مما يجعل ه فري دا‬
‫من نوعه‪.‬‬
‫تتولى السلطات العامة التي تقرر إنشاء مركز لصيانة التراث الوثائقي في كثير من األحيان تخص يص‬
‫قطعة من األرض لهذا الغرض‪ ،‬مسترش دة في ذل ك باعتب ارات المالءم ة‪ ،‬والح ل المث الي ه و أن تت وفر‬
‫دائما إمكانية الختيار األرض‪ .‬وينبغي اتخاذ االحتياط ات الالزم ة ل دى إنش اء المرك ز لتخص يص ح يز‬
‫احتياطي تعادل مساحته مساحة المب نى ال ذي ش يد‪ ،‬بغي ة مض اعفة الطاق ة األولي ة فيم ا بع د‪ ،‬ال بالنس بة‬
‫لمستودعات حفظ الوثائق فحسب‪ ،‬بل وربما بالنسبة للمكاتب والقاعات المفتوحة للجمهور‪ .‬فيستحس ن إذن‬
‫تف ادي األراض ي ال تي ال تس مح بتوس يع المب نى‪ ،‬وال تي تس تلزم إنش اء مب اني ملحق ة بعي دة في األج ل‬
‫المتوسط‪ ،‬وبذلك تتضاعف تكاليف تشغيل مركز الحفظ‪ .‬ويبدو في الوهلة األولى أنه يمكن تحقي ق توف ير‬
‫لدى تركيز مجموعة مستودعات اإليداع في مبنى واحد متم يز‪ ،‬إذ تش كل المس تودعات في الواق ع ج زءا‬
‫من مركز الصيانة‪ ،‬وهي تتسم جميعها بنفس الخصائص‪ ،‬إثقال األرض إثقاال شديدا‪ ،‬واإلضاءة‪ ،‬والحفاظ‬
‫على درجات حرارة ورطوبة معينة‪ ،‬وانعزالها ألغراض أمنية عن الجزء المفتوح للجمهور‪.‬‬
‫يعتبر مبدأ فصل القاعات العامة التي يستقبل فيها الجمهور عن مستودعات حفظ الوث ائق مب دءا جي دا‪،‬‬
‫بيد أن المبنى المخصص للتخزين قد يصبح ض خما إذا م ا تعين علي ه احت واء عش رات الكيلوم ترات من‬
‫الوثائق‪ ،‬وعندئذ تصبح طرق تداول الوثائق في داخل المستودع مفرطة الط ول‪ .‬عن دما يتج اوز مجم وع‬
‫المستودعات ‪ 200‬متر مربع‪ ،‬يفضل عندئذ إنشاء عدة مستودعات على نفس قطعة األرض ورب ط ك ل‬
‫منهما باألخرى بواسطة دهاليز‪ .‬ويعد نظام األجنحة هذا مثيرا لالهتمام‪ ،‬خاصة في حالة نش وب حري ق‪،‬‬
‫بيد أنه يتطلب مساحة كبيرة من األرض‪ .‬يض اف إلى ذل ك أن إدارة مس تودع واح د يض م أك ثر من ‪15‬‬
‫كيلومترا من الرفوف الثابتة‪ ،‬سواء كان المبنى الذي يقع عليه االختيار يحتوي على طوابق أم ال‪ ،‬تنطوي‬
‫على مشكالت تتعلق بالمرور والحركة واألمن‪.‬‬
‫قب ل الموافق ة على المش روع‪ ،‬ينبغي تق دير التكلف ة الس نوية للتش غيل والص يانة‪ ،‬إلى ج انب تكلف ة‬
‫االستثمار‪ .‬ويتعين استكمال هذه الدراسة كلما تم إنشاء جزء من المبنى‪ ،‬مم ا يس مح دائم ا بتحقي ق توف ير‬
‫كبير عند الب دء بتش غيل المب نى‪ ،‬فالتكلف ة النهائي ة تش مل في الواق ع تكلف ة االس تثمار والتك اليف الس نوية‬
‫المختلفة‪ .‬وم ا أن يس لم المب نى للمنتفعين‪ ،‬فإن ه يتطلب إدارة ص ارمة لتخفيض تكلف ة التش غيل والص يانة‪.‬‬
‫ومن المج دي من ذ البداي ة اختي ار أدوات س هلة االس تخدام والص يانة إلدارة تكلف ة تش غيلها الس نوية‬
‫وتخفيضها‪ ،‬نظرا للتوفير الذي يمكن تحقيقه فيما بعد في اإلدارة اليومية للمب نى‪ .‬ويجب أن ت درس بعناي ة‬
‫الميزانية المخصصة للمبنى بعد الشروع في استخدامه‪ ،‬وينبغي أن يكون المركز قابال للصيانة عندما تمر‬
‫سنوات على إنشائه‪ ،‬ومن مصلحة مدير المرك ز أن يطلب دليال للص يانة من المهن دس المعم اري عن دما‬
‫يسلم له هذا األخير مفاتيح المبنى‪.‬‬
‫‪ _5.1.5‬العوامل المؤثرة سلبا على التراث الوثائقي وطرق الحماية منها‬
‫يمكن تقسيم األخطار التي يتع رض له ا ال تراث الوث ائقي إلى قس مين‪ :‬األخط ار الناتج ة عن الك وارث‬
‫الطبيعية وعن اإلنسان (زالزل‪ ،‬فيضانات‪ ،‬حروب‪ ،‬حرائق‪ ،‬سرقة‪ ،‬سوء استعمال)‪ ،‬ثم األخط ار الناتج ة‬
‫عن العوامل الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية‪ .‬ونقص د بالعوام ل الكيميائي ة‪ ،‬الحموض ة واألكس دة وتل ك‬
‫الملوث ات الغازي ة والحراري ة ال تي في الج و‪ ،‬والناتج ة عن اس تخدام الفحم والوق ود والزي وت كمص ادر‬
‫للطاقة والحركة‪ .‬أما العوامل الفيزيائي ة‪ ،‬فتش مل التغ يرات المناخي ة من فص ل إلى فص ل‪ ،‬ومن ي وم إلى‬
‫آخر‪ ،‬وما تحدثه هذه التغيرات من اختالف في درجة الحرارة ونس بة الرطوب ة‪ ،‬كم ا تش مل أيض ا عام ل‬
‫اإلضاءة‪ .‬بينما تشمل العوام ل البيولوجي ة دور الكائن ات الحي ة في الت أثير على ال تراث الوث ائقي‪ ،‬س واء‬
‫كانت كائنات مرئية‪ ،‬كالقوارض والحشرات‪،‬أو كائنات دقيقة‪ ،‬كالفطريات والبكتيريا‪. ]11[11‬‬
‫‪ _1.5.1.5‬الكوارث الطبيعية وطرق الحماية منها‬
‫إن أول ش يء ينبغي القي ام ب ه لمواجه ة الك وارث الطبيعي ة‪ ،‬وال تي تتجلى في ال زالزل والفيض انات‬
‫والحرائق‪ ،‬هو تهييء مخطط مكتوب‪ ،‬وطرق ووسائل لمواجهة هذه الك وارث‪ .‬فمن جه ة ي تيح المخط ط‬
‫االستعداد المسبق لوقوع أي كارثة‪ ،‬وبالتالي سهولة مواجهتها‪ ،‬كما أنه يمكن من اتخاذ القرارات الص ائبة‬
‫لحظة وقوع الكارثة‪ ،‬والتي غالبا ما ينتج عن حدوثها وق وع هل ع يش ل التفك ير في طريق ة مواجهته ا في‬
‫حالة غياب مثل هذا المخطط‪.‬‬
‫يتضمن التخطيط في مجال مقاوم ة الك وارث الطبيعي ة ج انبين أساس يين‪ ،‬الج انب األول يتعل ق بتق ييم‬
‫المجموعات ودراسة األخطار المحتملة واألولويات في مجال اإلنقاذ‪ .‬أما الجانب الث اني فيتعل ق بتحري ر‬
‫المخطط‪.‬‬
‫تشتمل عملية التخطيط على المراحل اآلتية‪:‬‬
‫_ توزيع المسؤوليات على مختلف العاملين‪ ،‬كل حسب تخصصه؛‬
‫_ تكوين العاملين في مجال مواجهة الكوارث؛‬
‫_ تحديد مجاالت التدخل السريع؛‬
‫_ تحديد أهداف المخطط‪ ،‬مع بلورة برنامج زمني يحدد الوقت الالزم لكل مهمة؛‬
‫_ تقييم المجموعات وتحديد األولويات؛‬
‫_ تحديد األخطار المحتملة؛‬
‫_ تحديد حاجيات ومتطلبات اإلنقاذ؛‬
‫_ تحديد التكلفة المالية لمواجهة الكوارث‪.‬‬
‫‪ ]11[11‬شاهين‪ ،‬عبد المعز‪ .‬األسس العلمية لعالج وترميم وصيانة الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية‪،‬القاهرة‪:‬الهيئة المصرية للكتاب‪ .1990،‬ص‪.7 .‬‬
‫أما محتوى المخطط‪ ،‬فيشتمل على العناصر التالية‪:‬‬
‫_ تهيئ لوائح تضم أرقام هواتف مختلف الجهات المختصة في مواجهة الكوارث؛‬
‫_ المعلومات الواجب إعطاؤها لمص الح اإلنق اذ‪ ،‬خالل ح دوث الكارث ة‪ ،‬ح ول األولوي ة في مج ال إنق اذ‬
‫المجموعات؛‬
‫_ تهيئ الئحة بعناوين وأرقام هواتف الصناع والحرفيين المختصين في مجال ت رميم البناي ة بع د انته اء‬
‫الكارثة؛‬
‫_ تهيئ البنية التحتية الالزمة لترميم المجموعات المتضررة بعد انتهاء الكارثة‪.‬‬
‫بعد تحرير المخطط ينبغي توفير الموارد المالية والبشرية لضمان حاجيات ومتطلب ات اإلنق اذ‪ ،‬وذل ك‬
‫بتجهيز قاعات حفظ التراث الوثائقي بأجهزة مواجهة ه ذه الك وارث‪ ،‬وبتك وين الع املين وتلقينهم ط رق‬
‫الحماية من هذه العوامل‪.‬‬
‫حماية التراث الوثائقي من أخطار الحرائق‬
‫لحماية التراث الوثائقي من أخطار الحرائق ينبغي أن تتخ ذ احتياط ات خاص ة عن د تص ميم مس تودع‬
‫التخزين‪ ،‬فمن الضروري أن تكون الجدران واألرض ية والس قف من ن وع مق اوم للحري ق لم دة س اعتين‬
‫على األقل (تشترط كندا مقاومة للحريق لمدة ‪ 4‬ساعات في مراكز األرشيف)‪ ،‬وأن تكون األب واب أيض ا‬
‫مقاومة للحريق لمدة ساعة‪ .‬كما يلزم‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬وض ع نظ ام الستش عار الحرائ ق‪ .‬ونظ را لطبيع ة‬
‫الحرائق التي يمكن أن تبدأ في مستودعات الوثائق‪ ،‬والتي قد تظل كامنة لعدة ساعات قبل أن تندلع‪ ،‬لكون‬
‫ال ورق المن دمج ال يش تعل بس هولة‪ ،‬فمن األفض ل اس تخدام نظ ام لالستش عار يعم ل على أس اس انبع اث‬
‫الدخان‪ ،‬بدال من نظام يعمل على أساس ارتفاع درجة الحرارة‪ .‬ويتعين أن تؤدى إش ارة انطالق الحرائ ق‬
‫إلى اإلغالق اآللي لألبواب المقاومة للحريق إذا كانت من الن وع المفت وح‪ ،‬وإلى إغالق س دادات مس الك‬
‫التهوية‪ ،‬وكذلك فتح منافذ إخراج الدخان‪ .‬كما تركب أيضا أجهزة إطفاء يدوي ة تعم ل بالمس احيق في ك ل‬
‫ركن‪ .‬وعلى م دير مرك ز ص يانة ال تراث الوث ائقي أن يح رص شخص يا على أن ي ألف كاف ة الع املين‬
‫استعمال أجهزة اإلطفاء هذه‪ .‬ومن الضروري تنظيم تدريبات دورية لدرء أي بداية حريق‪ .‬باإلض افة إلى‬
‫الحصول على مشورة المهنيين ومعاونتهم‪ ،‬ثمة أمور كثيرة يمكن االضطالع بها لتحديد مخاطر الحرائ ق‬
‫في مختلف الغرف وإزالتها بسهولة‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما يلي‪  :‬‬
‫_ وج ود أس الك كهربائي ة عدي دة ألجه زة ص نع القه وة واآلالت الكاتب ة وغيره ا من المع دات المكتبي ة‬
‫موصولة بمأخذ واحد للتيار‪ ،‬وينبغي عندئذ فك بعضها؛‬
‫_ وجود أسالك قديمة ومتلفة إليصال التيار إلى المعدات الكهربائية‪ ،‬وينبغي استبدالها؛‬
‫_ وجود صناديق ورق وغيرها من المواد القابلة لالشتعال قرب أجهزة التدفئة الكهربائية‪ ،‬وينبغي نقلها؛‬
‫_ قيام موظفي التنظيف عادة بتخزين مواد مذيبة قابلة لالشتعال في خزائن داخل مستودع حفظ الوثائق‪،‬‬
‫وينبغي توفير تخزين خارجي لها‪.‬‬
‫حماية التراث الوثائقي من أخطار المياه‬
‫ينبغي على كل مكتبة أو مركز لألرش يف أن يق وم ببعض الت دابير لحماي ة تراث ه الوث ائقي من أخط ار‬
‫المياه‪ .‬فهن اك اعتب ار ه ام فيم ا يتعل ق بموق ع المكتب ة أو مرك ز األرش يف يتمث ل في معرف ة م ا إذا ك ان‬
‫معرضا لفيضان نهر تطفح مياهه فوق ضفافه‪ ،‬أو لعواصف ساحلية كبرى‪ .‬وإذا كان هذا االحتمال قائم ا‪،‬‬
‫وجب عندئذ معرفة تواتر الفيضانات في الماض ي‪ ،‬وأعلى منس وب وص لته مي اه الفيض ان‪ ،‬وعندئ د فق ط‬
‫يمكن تقديم توصيات إذا لزم األمر إلعادة رسم ترتيبات التخ زين‪ ،‬بغي ة وض ع أهم المجموع ات (إن لم‬
‫يكن جميعها) بص ورة دائم ة على رف وف ترتف ع ف وق أعلى نقط ة وص لتها المي اه‪ .‬يجب ض مان وس ائل‬
‫لحماية الكتب والوثائق من أضرار الماء‪ ،‬سواء كانت ناجمة عن عواص ف ش ديدة‪ ،‬أو طوف ان بح ري أو‬
‫نهري‪ ،‬أو أسقف تتسلل منها المياه‪ ،‬أو طوابق سفلى رطبة‪ ،‬أو أن ابيب تالف ة‪ ،‬أو أي من األس باب العدي دة‬
‫األخرى‪ .‬فالمياه السائلة غير المرغوب فيها تمثل كارثة بالنس بة للكتب والوث ائق‪ ،‬وعالوة على م ا تحدث ه‬
‫من آثار على الح بر واألل وان‪ ،‬فهي ت ؤدي خالل س اعات قليل ة إلى التص اق أوراق الص فحات بص ورة‬
‫دائمة‪ ،‬وهي توفر كذلك رطوبة عالية ينمو فيها الفطر على نحو مكث ف‪ ،‬ويس فر عنه ا باإلض افة إلى ك ل‬
‫ذلك انتفاخ الكتب وتشوه الوثائق‪.]12[12‬‬
‫عندما تكون هناك دالئل واضحة (بقع على الجدران أو السقف أو األرض) لتس رب الم اء في وقت م ا‬
‫في الماضي‪ ،‬فاألرجح أن الحادث سيتكرر في نفس المكان‪ .‬ويمكن معالجة هذا الوضع بإجراء عملي ات‬
‫منتظمة ومتكررة لفحص المبنى واألجهزة واآلالت الموجودة فيه‪ ،‬ويعهد بها إلى نجارين وعمال تسقيف‬
‫وسباكين ومهندسي تدفئة‪ ،‬إلخ‪ ،‬لكش ف الح االت المعرض ة للخط ر قب ل وق وع أي ح ادث‪ .‬تك ون الكتب‬
‫والوثائق التي تبللت في الماضي مبقعة عادة‪ ،‬ويمكن بدون أن ي ترتب على ذل ك أي خط ر‪ ،‬تجاه ل البق ع‬
‫الخفيفة إذا لم يكن هناك أثر للعفن وك ان ال ورق جاف ا‪ .‬أم ا البق ع الكب يرة والمزعج ة ال تي تطمس أحيان ا‬
‫النص‪ ،‬فينبغي أن يعهد بإزالتها إلى متمرسين أو أخصائيين في صيانة الورق‪ .‬وموض وع الرش ح يط رح‬
‫موضوع سقف المستودعات‪ ،‬فهذه األخيرة هي العدو اللدود لكل أمناء المحفوظ ات‪ ،‬فالس قوف المس طحة‬
‫للمخازن تبدو معيبة في كافة أرجاء العالم‪ ،‬حتى في البلدان المعتدل ة‪ ،‬وعلى ه ذا ف إن أمن اء المحفوظ ات‬
‫يناهضون بص فة عام ة األس قف المس طحة ال تي يقترحه ا عليهم المهندس ون المعم اريون‪ .‬ويتعين تجنب‬
‫إنشاء السقوف المسطحة‪ ،‬خاصة في بعض البلدان‪ ،‬وفي بعض الظروف المناخية‪ ،‬ففي البلدان المعرض ة‬
‫للتساقطات الغزيرة و الثلوج يك ون من األص وب اللج وء إلى األس قف ذات المي ل الق وي‪ ،‬وال تي تغطي‬
‫المبنى بش كل ك اف يح ول دون س يالن المي اه على الج دران‪ .‬ومهم ا ك ان ن وع الس طح ال ذي يق ع علي ه‬
‫االختيار‪ ،‬وجب الحرص على التخلص من مياه األمطار‪ .‬ومن الضروري إنش اء ع دد ك اف من القن وات‬
‫والمسارب‪ ،‬وصيانتها بعد ذلك لتجنب انسدادها ‪.]13[13‬‬
‫‪ _2.5.1.5‬العوامل الناتجة عن اإلنسان وطرق الحماية منها‬
‫العوامل‪ A‬الناتجة عن اإلنسان‬
‫يس اهم اإلنس ان في التل ف ال ذي يق ع لل تراث الوث ائقي‪ ،‬إم ا لع دم وعي ه أو لتهاون ه واس تهتاره أثن اء‬
‫االستعمال وتداول هذا التراث‪ .‬وفيما عدا محبي التراث الوثائقي (وقد يتصرف بعض هم بطريق ة ال تتس م‬
‫بالمسؤولية)‪ ،‬يمكن عادة إدراج األفراد ضمن أعداء التراث الوث ائقي‪ ،‬فالمكتب ات معرض ة دائم ا للس رقة‬
‫وألعمال التخريب المتعمد ولإلهمال وسوء االستعمال والتخزين‪ .‬إن الكتب والمخطوطات معرضة دائم ا‬
‫للسرقة‪ ،‬خصوصا إذا كانت قيمة‪ ،‬سواء من حيث الشكل أو المضمون‪ .‬والسرقة قد تأخذ أش كاال متع ددة‪،‬‬
‫فقد يتم سرقة الكتاب أو المخطوط بطريقة مباشرة عن طريق إخراجه كامال أو إخراج جزء منه بعد بتره‬
‫من الكتاب أو المخط وط األص لي‪ ،‬وذل ك في غي اب نظ ام فع ال ض د الس رقة بالخزان ة‪ .‬وق د تتم س رقة‬
‫الكت اب أو المخط وط بطريق ة غ ير مباش رة‪ ،‬ك أن يتم اس تعارة الكت اب أو المخط وط وال تتم إعادت ه إلى‬
‫المكتبة‪ .‬أما التخريب‪ ،‬فتأثيره أكثر ضررا‪ ،‬وقد ينتج غالبا عن اندالع الحروب والفتن بين الش عوب‪ ،‬مم ا‬
‫يؤدي إلى تدمير جميع المنشآت‪ ،‬ومن بينها المكتبات‪ .‬ويعتبر اإلهمال أيضا أحد العناصر األساسية التي‬
‫تؤثر سلبا على التراث الوثائقي‪ ،‬ذلك أن اإلهمال في صيانة الشبكة الكهربائية مثال‪ ،‬قد ينتج عنه حري ق‪،‬‬
‫كما أن اإلهمال في صيانة أنابيب المياه يؤدي بدوره إلى كارثة‪ ،‬نظرا للضرر الكب ير ال ذي تحدث ه المي اه‬
‫على التراث الوثائقي‪ ،‬هذا باإلضافة إلى إهمال اإلنسان لتنظيف مستودع حفظ التراث الوثائقي‪ ،‬والذي قد‬
‫‪ ]12[12‬اليونيسكو‪ .‬أساليب التقييم الالزمة لتحديد احتياجات الصون في المكتبات ودور المحفوظات‪.‬باريس‪ .1988 ،‬ص ص‪.35-30‬‬

‫‪ ]13[13‬اليونيسكو‪ .‬أفضل وسائل الصون من الناحية االقتصادية في دور المحفوظات بالبلدان الصناعية والمدارية‪ .‬باريس‪ .1987،‬ص‪29.‬‬
‫ينجم عنه تكاثر الحشرات والقوارض وكثرة الغبار‪ ،‬وكلها عوامل تتلف التراث الوثائقي‪ .‬ويمثل التخزين‬
‫غير الس ليم س ببا مباش را وراء الكث ير من األض رار ال تي تص يب الكتب والمخطوط ات والوث ائق‪ ،‬وفي‬
‫المقابل فإن التخزين السليم يطيل بصورة ملموسة فترة استخدامها ويحميه ا من األض رار‪ .‬باٌإلض افة إلى‬
‫البلى والتمزق العاديين اللذين ال يمكن إزالتهما إال عن طري ق س حب الكتب والمخطوط ات والوث ائق من‬
‫االستخدام‪ ،‬فإن الرواد الدائمين‪ ،‬وحتى بعض الموظفين الذين يتمتعون بحسن ني ة ولكنهم ال يلم ون تمام ا‬
‫بعملهم‪ ،‬غالبا ما يكونون السبب المباشر في كثير من األضرار التي تلحق بهذا التراث‪ ،‬مثل‪: ]14[14‬‬
‫‪         -‬إضافة األوساخ والبقع لصفحات الكتاب أوالمخطوط في حالة استعماله بأيد غير نظيفة؛‬
‫‪    -‬إضافة عالمات أثناء القراءة والبحث‪ ،‬خاصة بأقالم ذات ألوان يصعب إزالتها‪ ،‬ويؤدي هذا إلى تشوه‬
‫شكلي للنص المكتوب؛‬
‫‪         -‬ثني أحرف بعض الصفحات للداللة على مواقف انتهاء القراءة‪ ،‬مما يساعد على كسر هذه األحرف‬
‫وفقدانها؛‬
‫‪    -‬الضغط على كعب الكتاب أو المخطوط أثناء تصويره للحصول على صورة واضحة يؤدي إلى تفكك‬
‫المالزم وتلف الكعب؛‬
‫‪    -‬أثناء تدخين الباحث أو القارئ‪ ،‬يضيف نسبة من الحموضة تمتصها أوراق الكتاب أو المخطوط‪ ،‬وبالتالي‬
‫تسبب هشاشتها وسهولة كسرها؛‬
‫‪    -‬جهل أمين مخزن الكتب والمخطوطات بطرق وضع التراث الوثائقي على األرفف‪ ،‬كأن يضع‬
‫المخطوطات ذات الجلود اللينة رأسيا مما يعمل على تقوسها وتلفها‪.‬‬
‫حماية التراث الوثائقي من األخطار الناتجة عن اإلنسان‬
‫فيما يخص حماية التراث الوثائقي بالمكتبات ومراكز األرشيف من السرقة‪ ،‬يمكن القول أنه إذا ك انت‬
‫ترتيبات األمن المتوفرة ال تعتبر مالئم ة للمب نى انبغي اق تراح ط رق لتحس ينها‪ ،‬وتك ون ش رطة البلدي ة‬
‫مستعدة عادة للتعاون في هذا المجال‪ .‬وينبغي للمكتب ات ومراك ز األرش يف أن تهتم بالبناي ة وبص يانتها‬
‫جيدا‪ ،‬وخصوصا األبواب والنوافذ‪ ،‬وكذا استعمال أجهزة إنذار ضد السرقة وع دم ت داول أص ول الكتب‬
‫والوثائق النادرة‪.‬‬
‫ينبغي ايالء أهمية كبرى كذلك الختيار رفوف جيدة النوعية‪ ،‬فهذا أمر يجب أال يقب ل في ه أمين المكتب ة‬
‫أو مركز األرشيف أي اقتصاد‪ .‬إن المادة الوحيدة التي يوصى بها في العالم لصنع رفوف الكتب والوثائق‬
‫هي ألواح الحديد الصلب‪ ،‬وقد استغنى عن استخدام رفوف الخشب التي كانت منتشرة في الماضي نتيج ة‬
‫لخطر الحريق وقرض الحيوانات ‪.‬‬
‫لحماي ة ال تراث المخط وط من س وء االس تعمال ينبغي التقي د بمجموع ة من التع اليم‪ ،‬س واء بالنس بة‬
‫للمستعملين أو الموظفين‪ ،‬وهذه التعاليم هي كالتالي‪:]15[15‬‬
‫‪         -‬الحرص على نظافة األيدي قبل االستعمال‪ ،‬وعدم وضع عالمات على الصفحات أو ثنيها‪ ،‬أو أخ ذ نق ط‬
‫على ورقة موضوعة فوق صفحة من المخطوط؛‬
‫‪         -‬عدم وضع المخطوطات والوثائق على األرض‪ ،‬وعدم استعمال قاعة المراجعة ألخذ وجبات غذائي ة أو‬
‫مشروبات‪ ،‬وكذلك عدم التدخين؛‬
‫‪         -‬عدم تصوير المخطوطات والوثائق إال في حاالت خاصة؛‬
‫‪ ]14[14‬اليونسكو‪ .‬تدريب العاملين والمستعملين في مجال األرشيف على حسن تداول الوثائق‪ .‬باريس‪ .1991،‬ص ‪ 15‬و‪16‬ص‬

‫‪ ]15[15‬المصدر السابق الذكر‪ ،‬ص‪16.‬‬


‫‪         -‬إبالغ المسؤولين في حالة وجود مخطوطات أو وثائق تحتاج إلى ترميم‪.‬‬
‫إن ه ذه التع اليم ينبغي تطبيقه ا في حال ة ت داول أص ول المخطوط ات‪ ،‬غ ير أن الح ل المث الي لحماي ة‬
‫ال تراث المخط وط من س وء االس تعمال ه و نق ل محت وى المخطوط ات إلى أوعي ة أخ رى عن طري ق‬
‫التصوير الفيلمي أو الرقمنة ومنع استعمال األصول‪.‬‬
‫‪ _3.5.1.5‬العوامل البيولوجية والكيميائية والفيزيائية وطرق الحماية منها‬
‫العوامل‪ A‬البيولوجية وطرق الحماية منها‬
‫تتمثل العوامل البيولوجية في القوارض والحشرات والكائنات الحية الدقيقة‪ ،‬وتؤدي المبي دات والتبخ ير‬
‫إلى إبادة هذه العوامل‪ ،‬ولكنها ال تكفل مناعة للكتب والمخطوطات والوثائق ضد أية إصابات قد تتع رض‬
‫لها في المستقبل‪ .‬إن مقاومة وإبادة هذه الكائنات ليست من األمور ال تي يمكن االس تهانة به ا‪ ،‬ب ل هي من‬
‫العمليات المعق دة ال تي تع ددت بش أنها اآلراء‪ ،‬وال تي يمكن إذا لم تتم وف ق مع ايير مح ددة أن تتس بب في‬
‫إحداث أضرار جس يمة ب التراث الوث ائقي‪ .‬إن من أخط ر العوام ل البيولوجي ة ال تي ته دد س المة ال تراث‬
‫الوثائقي هي الفطريات والكائن ات الحي ة الدقيق ة ال تي يص عب أحيان ا رؤيته ا ب العين المج ردة‪ .‬وفي ه ذا‬
‫اإلطار نجد أن جمي ع المراك ز المتخصص ة في أعم ال الص يانة ق د أجمعت على ض رورة تنفي ذ أعم ال‬
‫المقاومة واإلبادة وفق أسلوب عمل أوصت بإتباعه‪ ،‬ويمكن تلخيص هذا األسلوب في الخطوات التالية ‪1[16‬‬
‫‪: ]6‬‬
‫_ التفتيش الدوري للكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية للوقوف على مدى إصابتها بالكائنات الحية‬
‫الدقيقة؛‬
‫_ التعرف على نوع الكائنات الحية الدقيقة التي أصيب بها التراث الوثائقي؛‬
‫_ الوقوف على طبيعة العالقة بين الكائنات الحية الدقيقة التي تم التعرف عليها وبين الظروف التي يحفظ‬
‫أو يخزن فيها التراث الوثائقي؛‬
‫_ معرفة هل الكائنات الحية الدقيقة مازالت نشطة أم أنها قد فقدت قدرتها على إحداث تلف جديد‬
‫بالتراث الوثائقي؛‬
‫_ التعرف على طبيعة ونوعية الدور الذي تلعبه الكائنات الحية الدقيقة في تلف التراث الوثائقي؛‬
‫_ التعرف على القابلية النسبية للمواد المستخدمة في صناعة الكتب والمخطوطات والوثائق لإلصابة‬
‫بالفطريات وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة؛‬
‫_ اختيار المبيد المناسب لمقاومة وإبادة الكائنات الحية الدقيقة‪ ،‬ويتم اختيار المبيد عادة وفق المعايير‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أال يحدث المبيد المستخدم أية أضرار بالتراث الوثائقي؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون المبيد المستخدم ذو كفاءة عالية بحيث يمكن مقاومة وإبادة الكائنات الحية الدقيقة‬
‫بكميات قليلة؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون المبيد المستخدم من المبيدات ذات األثر المتبقى‪ ،‬ويفضل أال يكون من األنواع القابلة‬
‫للتطاير؛‬
‫‪ -‬يجب أن يكون المبيد المستخدم رخيص الثمن‪ ،‬كما يجب أن يكون من األنواع المتوفرة باألسواق‬
‫والتي يمكن الحصول عليها بسهولة؛‬
‫‪ -‬يجب أن يتميز المبيد المستخدم بدرجة سمية منخفضة لإلنسان‪ ،‬حتى ال يؤدي القائمين بأعمال‬
‫المقاومة واإلبادة‪.‬‬

‫‪ ]16[16‬شاهين‪ ،‬عبد المعز‪ .‬األسس العلمية لعالج وترميم وصيانة الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية‪،‬القاهرة‪ :‬الهيئة المصرية للكتاب‪ .1990 ،‬ص‪ .‬ص‪.‬‬
‫‪.74-72‬‬
‫_ إن االحتف اظ ب الكتب والمخطوط ات والوث ائق في خزان ات محكم ة الغل ق يقل ل من ف رص إص ابتها‬
‫بالكائنات الحية الدقيقة؛‬
‫_ إن مداومة أعمال النظافة يقلل من احتمال إصابة مقتنيات دور الكتب واألرشيف والوث ائق من أخط ار‬
‫اإلصابة بالفطريات وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة‪.‬‬
‫العوامل‪ A‬الكيميائية وطرق الحماية منها‬
‫تتمثل العوامل الكيميائية في الشوائب الموجودة في الجو‪ ،‬وفي األكسدة والحموضة‪ .‬تتعرض الكتب‬
‫والمخطوطات والوثائق التاريخية للتلف نتيجة لتعرضها اليومي للهواء بفعل عاملين هما‪: ]17[17‬‬
‫‪ -‬األتربة والمواد األخرى المعلقة التي تتناثر في الجو من مداخن المصانع نتيجة لالحتراق غير الكامل‬
‫للوقود‪ ،‬وكذلك جسيمات األمالح التي تتناثر في أجواء المدن القريبة من البحار؛‬
‫‪ -‬أكسجين الهواء والغازات الحمضية التي تنتج عن احتراق الوقود‪ ،‬والتي توجد عادة كشوائب غازية‬
‫في أجواء المدن الصناعية ‪.‬‬
‫يعتبر الحامض العدو الرئيسي ألمناء المكتبات‪ ،‬ألنه س بب مباش ر للتحل ل بالم اء‪ ،‬والتحل ل بالم اء ه و‬
‫نتيجة كيماوية لتحلل ينطوي على انشطار رابط سلولوزي‪ ،‬وإضافة عناصر المياه‪ .‬ومع م رور ال وقت‪،‬‬
‫يفقد الورق الذي يصيبه الحامض صالبته‪ ،‬وتنتشر فيه بقع بنية اللون ‪،‬ويصبح في نهاية األم ر هش ا إلى‬
‫درجة ال يمكن فيها مساسه دون تفتيته ‪.‬‬
‫يشكل الهواء المل وث ب ذرات الكرب ون وغيره ا من الجس يمات الدقيق ة وبالغ ازات الض ارة بالص حة‬
‫الص ادرة عن م داخن المص انع وعن الس يارات س ببا آخ ر لتل وث م واد المكتب ات ومراك ز األرش يف‬
‫بالحامض‪ .‬ويتمثل أول دليل واضح للتحل ل الحامض ي للكتب والوث ائق في ظه ور تغ ير طفي ف في ل ون‬
‫الورق‪ ،‬ويزداد هذا التغير في اللون مع مرور الوقت‪ ،‬وترتفع نسبة الحموضة في ه إلى أن يص بح ال ورق‬
‫مبقعا كليا بلون بني قاتم‪ ،‬ويصير على وشك االهتراء‪ .‬ومن األهمية بمكان تحديد الورق الملطخ ببقع بنية‬
‫اللون‪ ،‬ألنه إذا تم ذلك في وقت مبكر أمكن إنقاذ المواد من االهتراء عن طريق إزالة الحموضة الموجودة‬
‫فيها‪ .‬وتتمثل الحالة القصوى للتلوث بالحامض في تزاي د اه تراء ال ورق الملطخ ببق ع بني ة الل ون‪ ،‬بحيث‬
‫يتفتت عند لمسه وتصبح الوثائق غ ير ص الحة ألغ راض البحث أو الت داول‪ .‬وعن دما يح دث ذل ك‪ ،‬ينق ل‬
‫المحتوى إلى ش كل آخر)إلى ميك روفيلم ع ادة( إلنق اذ المعلوم ات المطبوع ة أو المكتوب ة‪ .‬والح ل الب ديل‬
‫عندما يتوجب حفظ المواد في شكلها األصلي هو أن يتولى معالجتها مهنيون يستطيعون إزال ة الحموض ة‬
‫من األوراق الهشة وترميمها وتدعيمها‪ ،‬بحيث يمكن استعمالها من جديد‪. ]18[18‬‬
‫تشير الدراسات األخيرة التي أجريت في المختبرات أن األضرار التي تلحق بالورق نتيجة لألكسدة ق د‬
‫تمثل مش كلة أخط ر من التل وث بالح امض‪ .‬وبغض النظ ر عن وجه ات نظ ر أمن اء المكتب ات و مراك ز‬
‫األرشيف‪ ،‬فإن الف رق بين األكس دة وأض رار الح امض على ال ورق ال يم يز‪ ،‬وال يمكن مالحظ ة اآلث ار‬
‫األولى المترتبة على األكسدة بالعين المجردة‪ ،‬وإنما يمكن تحديد مدى انتشار أضرار األكسدة‪ ،‬وإن ك انت‬
‫في مراحلها األولى‪ ،‬في مختبر وبواسطة أدوات لقياس مدى فقدان الورق قوت ه (مقاومت ه التم زق والطي‬
‫والضغط)‪ ،‬ومالحظة التغييرات التي طرأت على درجات ألوانه‪ .‬يفقد الورق المتأكسد قوت ه وقدرت ه على‬
‫التحمل‪ ،‬واألكسدة هي تغير في المواد العضوية وغير العضوية ناتج عن تفاعلها مع األكس جين الموج ود‬

‫‪ ]17[17‬داغستاني‪ ،‬بسام ‪ .‬طرق صيانة المخطوطات من العوامل المؤثرة عليها‪،‬دبي‪:‬مركز جمعة الماجد للثقافة و التراث‪ .1997 ،‬ص‪. 14.‬‬

‫‪ ]18[18‬اليونسكو‪ .‬أساليب التقييم الالزمة لتحديد احتياجات الصون في المكتبات ودور المحفوظات‪ .‬باريس‪.1988 ،‬ص‪39.‬‬
‫في الهواء الذي نستنشقه‪ .‬وفيما عدا ع زل الكتب وغيره ا من الس جالت الورقي ة عن االحتك اك ب الهواء‪،‬‬
‫فإنه ال يكاد يكون هناك وسيلة أخرى لمكافحة التأكسد‪.‬‬
‫ليس هناك في الواقع وحتى اآلن طريقة للتخلص نهائيا من أخطار الشوائب الجوية‪ ،‬وب الرغم من ذل ك‬
‫فإنه يمكن تنقية الهواء الداخل إلى أجواء دور الكتب واألرشيف والوثائق التاريخية إلى حد كبير باستخدام‬
‫المرشحات االلكتروستاتيكية لترسيب المواد العالقة في الجو‪ .‬أما فيما يختص بالشوائب الغازية‪ ،‬فقد أمكن‬
‫التخلص جزئيا من غاز ثاني أكس يد الك بريت وغ از األوزون ب إمرار اله واء ال داخل إلى دور الكتب في‬
‫مرشحات تحتوي على فحم نباتي منشط‪ .‬وتعتبر أجهزة التنقية بالماء لتكييف اله واء وس يلة فعال ة إلزال ة‬
‫الغازات الضارة من هواء المدن‪ ،‬إال أنه تبين أن تكلفة صيانة أجهزة التنقية بالماء تتجاوز في الغ الب م ا‬
‫يمكن أن تتحمل ه ميزاني ات المؤسس ات‪ ،‬وق د يس تعاض عنه ا في نظم دوران اله واء ب أجهزة الترش يح‬
‫بالكربون المنشط‪ ،‬وهي أجهزة تزيل المواد الغازية الملوثة وتعتبر فعالة للغاية عندما تس تخدم إلى ج انب‬
‫أجهزة الترشيح بصوف الزجاج إلزالة الجسيمات الدقيقة الصلبة من الهواء الدائر بعد ترشيحه‪.]19[19‬‬
‫العوامل‪ A‬الفيزيائية وطرق الحماية منها‬
‫تشمل العوامل الفيزيائية التغيرات المناخية من فصل إلى فصل‪ ،‬ومن يوم إلى آخر‪ ،‬وما تحدثه هذه‬
‫التغيرات من اختالف في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة‪ ،‬كما تشمل أيضا اإلضاءة‪ ،‬وتلعب هذه العوامل‬
‫دورا كبيرا في تلف المخطوطات والوثائق‪ .‬إن الحرارة والرطوبة عامالن مترابطان ترابطا كميا‬
‫ونوعيا‪ ،‬فالتغير في درجة الحرارة يتبعه تغير في الرطوبة‪ ،‬ولذلك يصعب الفصل بين هذين العاملين‪.‬‬
‫وإذا تتبعنا تأثيرهما على المخطوطات والوثائق‪ ،‬استطعنا القول أنهما أول العوامل المؤثرة عليها‪ .‬إن‬
‫ارتفاع نسبة الرطوبة ينتج عنه ما يلي‪:]20[20‬‬
‫‪         -‬تمتص ألياف السليلوز بخار الماء وتنتفخ مسببة تشوها في شكل المخطوط وضعفا في خواص الورق؛‬
‫‪         -‬تكوين البقع الترابية المائية نتيجة لترسب األتربة والغبار على صفحات وجلود المخطوطات‪ ،‬مما ي ؤدي‬
‫إلى انتشار البقع على الهوامش وفوق النصوص المكتوبة؛‬
‫‪         -‬تكوين الحموضة في األوراق‪ ،‬وذل ك بتحوي ل غ از ث اني أكس يد الك بريت إلى حمض الك بريت‪ ،‬ك ذلك‬
‫يساعد هذا الغاز على تكوين البقع الصفراء والبنية‪ ،‬وذلك بتكوين أكسيد الحدي د في ح ال وج ود آث ار من‬
‫الحديد في الغبار المترسب على المخطوطات؛‬
‫‪         -‬نمو الفطريات والبكتيريا التي تتغذى على مركبات المخطوط العضوية السيلولوزية والبروتينية؛‬
‫‪         -‬نمو الحشرات وتكاثرها إذا ما توفرت لها الرطوبة الكافية‪ ،‬ويؤدي ذلك إلى انتشار الثقوب والقطوع بين‬
‫الهوامش والنصوص بدرجة قد تؤدي إلى تآكل النص تآكال كامال؛‬
‫‪         -‬انكماش والتواء جلود المخطوطات‪ ،‬خاصة إذا تاله ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة‪.‬‬
‫أما ارتفاع درجة الحرارة فينتج عنه ما يلي‪:‬‬
‫‪         -‬تسهيل التفاعالت الكيميائية المتلفة للورق والجلود؛‬
‫‪         -‬فقدان المخطوط لمحتواه المائي‪ ،‬فتصاب األوراق بالجفاف واالصفرار وسهولة الكسر؛‬
‫‪         -‬نم و وتك اثر بعض الكائن ات الدقيق ة عن د ارتف اع درج ة الح رارة‪ ،‬وهي كائن ات متخصص ة في تحلي ل‬
‫السيلولوز والجلود في مثل هذه الحرارة المرتفعة‪ ،‬وهذا يساعدها على نشاطها وإتالفها للمخطوطات؛‬
‫‪         -‬حدوث تقادم اصطناعي للمخطوط‪ ،‬أي أن الحرارة تؤدي إلى سرعة تدهوره وإعطائه عمرا زمنيا أك ثر‬
‫من عمره الحقيقي‪.‬‬
‫مما الشك فيه أن لدورة الليل والنهار وتعاقب اإلضاءة االصطناعية والظالم أثرهما على مقتنيات دور‬
‫الكتب واألرشيف والوثائق التاريخية‪ ،‬ونجد أن هذه المقتنيات وخاصة المص نوعة من الم واد الس لولوزية‬
‫كالورق والبردي تفقد صالبتها وتتحول إلى أجسام هشة إذا تعرضت لمدة طويلة لتأثير الضوء‪ .‬وب الرغم‬
‫‪ ]19[19‬المصدر السابق الذكر ‪.‬ص‪26.‬‬

‫‪ ]20[20‬اليونسكو‪ .‬أفضل وسائل الصون من الناحية االقتصادية في دور المحفوظات بالبلدان الصناعية والمدارية‪ .‬باريس ‪.1987 ،‬ص‪23‬‬
‫من ذلك‪ ،‬فإن قليال من االهتمام قد أعطي لدراسة ت أثير الض وء على الكتب والمخطوط ات والوث ائق‪ .‬إن‬
‫الضوء من العوامل الهامة التي تلعب دورا في إتالف المخطوطات والوثائق‪ ،‬ولكن بدرجة أق ل من ت أثير‬
‫الملوثات الغازية أو التغيرات الحرارية‪ .‬ويظهر أثر الضوء على المخطوط في جانبين‪:‬‬
‫_ جانب غير مباشر‪ ،‬باعتباره مصدرا حراريا يساعد على ارتفاع درجة الحرارة؛‬
‫_ جانب مباشر‪ ،‬ويظهر تأثيره في ثالث نقاط ‪:‬‬
‫‪ -‬األكسدة الضوئية‪ :‬حيث يتفاعل الضوء مع شوائب الورق ك اللجنين‪ ،‬مؤدي ا إلى ظه ور البق ع الص فراء‬
‫والبنية في أماكن التعرض للضوء؛‬
‫‪ -‬الموجات القصيرة من الضوء‪ ،‬كاألشعة البنفسجية وفوق البنفسجية‪ ،‬تعمل على اضمحالل لون األحب ار‬
‫الحديدية والصبغية؛‬
‫‪ -‬يس اعد الض وء على تكس ير جزئي ات الس يلولوز بتفاعل ه كيميائي ا م ع بعض الش وائب ال تي توج د في‬
‫الورق‪ ،‬كاألحماض العضوية واللجنين واألصماغ‪ ،‬مما ي ؤدي إلى تكس ير جزئي ات الس يلولوز‪ ،‬وبالت الي‬
‫إلى ضعف األوراق‪.‬‬
‫يدمر ضوء الشمس واألشعة فوق البنفسجية المقترنة به المواد العضوية تدميرا ماديا‪ ،‬ويسرع عملية‬
‫األكسدة والتحلل بالحامض‪ .‬أما الضوء الفلوري الذي يتميز بخصائص مماثلة لضوء الشمس‪ ،‬فإنه يتلف‬
‫الورق كضوء الشمس‪ ،‬إال أن ذلك يستغرق وقتا أطول بقليل‪ .‬من الثابت أن األنواع الجيدة من الورق‬
‫التي تتكون في مجملها من سلولوز نقي ال تتأثر بدرجة كبيرة بفعل الضوء‪ ،‬أما األنواع األخرى فتتفاوت‬
‫في درجة تأثرها بالضوء حسب طريقة صنعها‪ ،‬وحسب المركبات غير السلولوزية الداخلة في تركيبها‪،‬‬
‫سواء كانت هذه المركبات موجودة أصال في المواد الخام المستخدمة في صناعة الورق‪ ،‬أو كانت‬
‫مركبات كيميائية مضافة إلى المواد الخام أثناء عملية التصنيع‪. ]21[21‬‬
‫ينبغي على كل مكتبة أو مركز لألرشيف القيام بمجموعة من التدابير الوقائي ة لحماي ة ت راثهم الوث ائقي‬
‫من أخط ار العوام ل الفيزيائي ة‪ ،‬والمتمثل ة في الح رارة والرطوب ة والض وء‪ .‬وينبغي أن ت ؤمن داخ ل‬
‫مستودعات الوثائق درجة حرارة ورطوبة متجانسة ومستقرة للغاي ة‪ .‬لق د س عت مختل ف بل دان الع الم في‬
‫السنوات الماضية إلى تحديد الظروف المثلى لحفظ الوثائق‪ ،‬وتبين أن هذه الظ روف ت تيح ت داول الوث ائق‬
‫وحفظها‪ .‬ومن المعروف أن ه ينبغي أن تبقى جمي ع الوث ائق المحفوظ ة في مس تودعات التخ زين في بيئ ة‬
‫ذات رطوبة ودرجة حرارة ه واء جاف ة ث ابتتين‪ .‬ال يوج د إجم اع ح ول الش روط المثالي ة لحف ظ الوث ائق‬
‫المص نوعة من ال ورق أو ال بردي أو ال رق فيم ا يخص درج ات الح رارة والرطوب ة‪ ،‬فالبل دان الناطق ة‬
‫باإلنجليزية ترى أنه يكفي االحتفاظ برطوبة نسبية للهواء تتراوح بين ‪ % 55‬و‪ % 65‬مع درجة ح رارة‬
‫تتراوح بين ‪13°‬م و‪ 18°‬م‪ .‬أما المعايير الفرنسية التي أقرها مركز البحوث بشأن حفظ الوثائق (الت ابع‬
‫للمجلس الوطني للبحث العلمي) فهي أكثر تشددا‪ ،‬أي ‪ % 55‬من الرطوبة النسبية ( ‪ )% 5 ±‬مع درج ة‬
‫ح رارة ق درها ‪18°‬م (‪ .) 1 ° ±‬وهن اك حالي ا مناقش ات ح ادة بين أنص ار ك ل من ه اتين النظري تين‪،‬‬
‫ويترتب على ذلك نت ائج هام ة من الناحي ة االقتص ادية‪ ،‬فاالحتف اظ بالمع ايير الفرنس ية يس توجب ت ركيب‬
‫أجهزة لتكييف الهواء في مستودعات الحفظ‪ ،‬في حين أنه يمكن األخذ بالمع ايير المعتم دة مثال في أمريك ا‬
‫الشمالية وألمانيا وإنجلترا في المباني المزودة بنظام ناجع للعزل الحراري‪ ،‬دون أن يكون ثم ة حاج ة إلى‬
‫معالجة خاصة لدرجتي الحرارة والرطوبة في قاع ات التخ زين‪ .‬وهك ذا فهن اك خالف بين أنص ار إيج اد‬
‫مناخ اصطناعي داخل مستودعات األرشيف (المذهب الفرنسي) وأتب اع نظري ة الحف ظ في ظ روف بيئي ة‬
‫مقبولة بشكل عام‪ ،‬دون معالجة الهواء معالجة خاصة‪ ،‬وبالتالي بدون تحمل تكاليف صيانة الحقة‪ .‬وأتب اع‬
‫النظرية الثانية يركزون جميع بحوثهم على القصور الذاتي الحراري لجدران مستودعات الحفظ ‪.]22[22‬‬

‫‪ ]21[21‬اليونسكو‪ .‬أساليب التقييم الالزمة لتحديد احتياجات الصون في المكتبات ودور المحفوظات‪ .‬باريس‪.1988 ،‬ص‪19.‬‬

‫‪ ]22[22‬اليونيسكو‪ .‬أفضل وسائل الصون من الناحية االقتصادية في دور المحفوظات بالبلدان الصناعية والمدارية‪.‬باريس‪ .1987 ،‬ص‪23.‬‬
‫بالنسبة لحماية التراث الوثائقي من األخطار الناتجة عن الضوء‪ ،‬فيمكن القول أنه عندما يبهت لون‬
‫ظهر الكتب على نطاق واسع‪ ،‬فهذا إنذار بأن الضوء غير صالح‪ ،‬ويمكن أن تترتب عليه في يوم من‬
‫األيام أضرار كبيرة ومكلفة بالنسبة لهذه الكتب‪ ،‬وهنا يمكن األخذ بحلول بسيطة نسبيا‪ .‬فإذا كانت اإلنارة‬
‫باألنابيب الفلورية انبغى تجهيزها بأكمام حاجبة لألشعة فوق البنفسجية‪ ،‬وإذا كانت اإلنارة االصطناعية‬
‫تتم بالمصابيح المتوهجة التي ال تحدث أثرا كيميائيا ضوئيا‪ ،‬فإن اضمحالل اللون ناجم عن ضوء الشمس‬
‫الذي يدخل من النوافذ ‪ .‬ويمكن معالجة هذا األمر بسهولة أيضا عن طريق اتخاذ أحد التدابير التالية وفقا‬
‫لهذا الترتيب لألولوية‪:‬‬
‫‪         -‬دهن زجاج النوافذ بمادة حاجبة للضوء؛‬
‫‪         -‬استعمال غشاء من البالستيك العاكس للضوء على زجاج النوافذ؛‬
‫‪         -‬استعمال الستائر الملفوفة على بكرة أو الستائر المعدنية أو الستائر المصنوعة من قماش والتي توضع‬
‫داخل النوافذ‪.‬‬
‫من األفضل اختيار أنابيب فلورية تبث كمية ضئيلة من األشعة فوق البنفسجية‪ ،‬إذ أن اإلنارة ذات‬
‫‪ 150‬لكس في المتوسط تعد كافية وليس من الضروري رفعها إلى ‪ 500‬لكس كما ينادي به البعض‬
‫أحيانا‪ ،‬ذلك أن اإلنارة االصطناعية لمستودعات الحفظ قد تؤدي في الواقع إلى تشويش درجة الحرارة‬
‫والرطوبة‪ ،‬والمصابيح الكهربائية عندما تكون مضاءة باستمرار تبث حرارة ترفع درجة حرارة الجو‪،‬‬
‫وتؤثر بالتالي في تكاليف تشغيل نظام تكييف الهواء في المستودعات‪. ]23[23‬‬
‫ترميم التراث الوثائقي‪6.1.5_ ]24[24‬‬
‫‪_1.6.1.5‬التعريف بالترميم وبأنواعه‬
‫إن ترميم الكتب والمخطوطات والوثائق التاريخية هو الحفاظ على هذه المقتنيات لألجيال المقبلة‬
‫بخصائصها األصلية من حيث الشكل الظاهري والمحتوى الحضاري‪ ،‬األمر الذي يحتم إنقاذ أكبر قدر‬
‫ممكن من مادتها بكل الوسائل واإلمكانيات المتاحة‪ ،‬غير أنه في بعض الحاالت قد يتطلب األمر استبدال‬
‫األجزاء المتآكلة‪ ،‬وعلى أن يجري تشكيلها باألسلوب المالئم الذي يحفظ للمقتنيات خصائصها الفنية‬
‫وسماتها الجمالية‪ .‬إن هدف الترميم هو إعادة المصنف إلى حالته السليمة من الناحيتين الفيزيائية‬
‫والوظيفية‪ ،‬وذلك بمعالجة التغيرات التي يمكن أن تكون قد طرأت عليه‪ .‬وعلى ذلك فإن التدابير العالجية‬
‫تطبق مباشرة بهدف إصالح الضرر الذي يمكن أن يكون قد لحق بالمصنف خالل وجوده حينما ينطوي‬
‫مثل هذا الضرر على تشويه‪ ،‬أو يقلل من القيمة الوثائقية للمصنف‪ .‬وينطوي التطبيق المباشر على‬
‫مسؤولية جسيمة تجاه المصنف نفسه‪ ،‬وتجاه الفترة التاريخية التي ينتمي إليها دون شك‪ ،‬والتي يشكل‬
‫جزاء ال يتجزأ منها‪ .‬ويتطلب الترميم قبل كل شيء روحا من إنكار الذات وقدرا كبيرا من االحترام‬
‫للوثيقة ‪ ،‬أي االمتناع عن أي إسهام إبداعي‪ ،‬واالحترام الفائق لعمل المؤلف ولما أراد أن ينقله إلينا‪ .‬ولهذه‬
‫األسباب‪ ،‬فإن الترميم هو باألحرى تقنية قبل أن يكون فنا ‪ ،‬بفضل اتساع نطاق األساليب المشتركة بين‬
‫الفروع العلمية‪ ،‬والتي تضمن مؤازرة العمل الذي يجري إنجازه بالدقة الصارمة للعلوم المطبقة في‬
‫تدابير الصيانة‪ .‬إن الهدف األساسي من عمليات الترميم هو استعادة األوراق القديمة للمتانة والمرونة‬
‫التي فقدتها مع الزمن نتيجة لتعرضها لعوامل التلف المختلفة‪ ،‬وإصالح ما بها من تمزقات دون أن‬
‫يترتب على ذلك محو أو تغيير أو تشويه أو طمس للخصائص المادية أو المعنوية للوثيقة أو المخطوط أو‬
‫الكتاب‪ .‬وحسب المبادئ التي استقرت في مجال عالج وترميم الكتب والمخطوطات والوثائق‪ ،‬فإن‬
‫عمليات العالج والترميم ال تتضمن عملية استكمال النقوش والكتابات‪.‬‬

‫‪ ]23[23‬اليونسكو‪ .‬أساليب التقييم الالزمة لتحديد احتياجات الصون في المكتبات ودور المحفوظات‪ .‬باريس‪.1988 ،‬ص‪ 19.‬و ص ‪36‬‬

‫‪ ]24[24‬داغستاني‪ ،‬بسام‪ .‬قواعد ترميم القطوع والتلفيات في أرواق المخطوطات‪،‬دبي‪ :‬مركز جمعة الماجد للثقافة و التراث‪.1997 ،‬‬
‫هناك اآلن مناهج تقليدية ومناهج حديثة في ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية‪ ،‬وهناك طريقتان‬
‫مختلفتان من حيث التقنية‪ ،‬لكنهما يلتقيان من حيث العناصر المكونة لمختلف عمليات الترميم‪ ،‬فالترميم‬
‫إما أن يكون ترميما آليا أو ترميما يدويا ‪ .‬فللترميم اآللي ميزته من حيث السرعة في اإلنجاز ‪ ،‬غير أنه‬
‫ال يصلح لترميم جميع المخطوطات والوثائق ‪ ،‬ذلك أن المواد المكونة للمخطوط هي التي تتحكم في‬
‫اختيار تقنية دون أخرى‪ ،‬و يتعلق األمر بالخصوص بنوع المداد و قابليته أو عدم قابليته للذوبان في‬
‫الماء ‪ ،‬إذ أن قابلية المداد للذوبان في الماء تحتم إجراء ترميم يدوي رغم و جود مواد مثبتة للحبر‪ ،‬والتي‬
‫أصبح أخصائيو الترميم يتفادون استعمالها ما أمكن‪ ،‬نظرا آلثارها الجانبية على المخطوط ‪ .‬ويعتبر‬
‫الترميم اليدوي أكثر جودة من الترميم اآللي‪ ،‬غير أن عملياته تعتبر بطيئة بالمقارنة مع الترميم اآللي ‪.‬‬
‫‪_2.6.1.5‬المبادئ األساسية للترميم‬
‫تحكم عملية الترميم مبادئ رائ دة تمن ع احتم االت االرتج ال‪ ،‬ولكن ينبغي أال يغيب عن ال ذهن أن ك ل‬
‫مصنف مختلف عن اآلخ ر‪ ،‬وأن ه يقتض ي تط بيق ه ذا اإلج راء أو ذاك بحس ب احتياجات ه المح ددة‪ .‬لق د‬
‫ترسخت مع الزمن وبالممارسة مبادئ عامة تحكم عمليات العالج والترميم البد وأن يضعها الع املون في‬
‫هذا الحقل نصب أعينهم‪ ،‬ونلخصها كما يلي‪:‬‬
‫‪         -‬عدم القيام بأعم ال العالج وال ترميم ال تي ي ترتب عليه ا مح و أو تغ ير أو تش ويه أو طمس للخص ائص‬
‫المادية أو المعنوي ة للوثيق ة أو المخطوط ة من حيث الش كل والمظه ر والس مات الفني ة ونوعي ة الكتاب ات‬
‫واألحبار المستخدمة فيها؛‬
‫‪         -‬عدم القيام بأعمال العالج والترميم التي قد تؤدي إلى أضعاف أو اإلضرار بمادة الوثيقة أو المخطوطة؛‬
‫‪         -‬القيام بأعمال العالج والترميم بالكيفية والطريقة التي تسهل معها التفرقة بين األجزاء المرممة واألج زاء‬
‫غير المرممة من الوثيقة أو المخطوطة؛‬
‫‪         -‬يجب استخدام مواد العالج والترميم التي تس هل إزالته ا دون اإلض رار بالوثيق ة أو المخطوط ة‪ ،‬وذل ك‬
‫عندما يراد تعديل أسلوب وطريقة الترميم؛‬
‫بما أن األهداف المنش ودة من جمي ع أعم ال العالج وال ترميم هي اإلبق اء على الوث ائق والمخطوط ات‬
‫وغيرها من مقتنيات دور الكتب واألرش يف لم دة طويل ة‪ ،‬فمن الض روري في ه ذه الحال ة اختي ار م واد‬
‫العالج والترميم ال تي تكف ل ه ذا االس تمرار ‪ ،‬بحيث ال تتفاع ل كيميائي ا م ع م ادة الوثيق ة أو المخطوط ة‬
‫بطريقة تؤدي إلى اإلضرار بها‪ .‬وانطالقا من هذا يجب عدم اإلفراط في استخدام اللدائن الصناعية لحداثة‬
‫العهد بها ولعدم وقوفنا حتى اآلن على حقيقة التغيرات الكيميائية والطبيعية التي قد تحدث لها م ع ال زمن‪،‬‬
‫ولعل ه يك ون من األفض ل اس تخدام الم واد الطبيعي ة والخام ات ال تي تنتج بمواص فات مح ددة خصيص ا‬
‫لعمليات العالج والترميم‪.‬‬
‫صيانة التراث الوثائقي بين الميكروفيلم والرقمنة _‪7.1.7‬‬
‫يعتبر مشروع رقمنة التراث الوثائقي إحدى المشاريع الهامة‪ ،‬وإحدى التحديات الكبرى ال تي أص بحت‬
‫تفرض نفسها على المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات‪ ،‬فالدخول في هذا المش روع ينبغي أن يتم وف ق‬
‫معايير محددة‪ ،‬وبعد دراسة دقيقة لتكلفة المشروع‪ ،‬ولجدواه بالنسبة للمكتب ة وللمس تعملين‪ .‬وس نحاول من‬
‫خالل هذه الدراسة تسليط األضواء على أهم الجوانب المرتبطة بمش روع رقمن ة ال تراث الوث ائقي بص فة‬
‫عامة‪ ،‬والتراث المخطوط بصفة خاصة‪.‬‬
‫_ لماذا رقمنة التراث الوثائقي‪ ]25[25‬؟‬

‫[‪ ]25‬اليونسكو‪ .‬ذاكرة العالم‪ :‬مبادئ رائدة لحفظ التراث الوثائقي‪ .‬باريس‪ .1995 ،‬ص‪.‬ص‪60-55 .‬‬ ‫‪25‬‬
‫إنه س ؤال ه ام ينبغي اإلجاب ة عن ه بدق ة بالنس بة ألمن اء المكتب ات ال ذين يطمح ون إلى رقمن ة ت راثهم‬
‫الوثائقي‪ ،‬آخذين بعين االعتبار الموارد البشرية والمالية الموضوعة رهن إشارتهم‪ ،‬ومدركين للص عوبات‬
‫التي يمكن أن تواجههم عند انطالق المشروع‪ ،‬وأثناء السير العادي لعملية الرقمنة‪ .‬في ه ذا اإلط ار يمكن‬
‫أن نحدد بعض أهداف الرقمنة‪ ،‬غير أن لكل مكتبة أهدافها الخاصة التي ينبغي التركيز عليها‪ ،‬حتى تكون‬
‫هناك جدوى من الدخول في مشروع رقمنة التراث الوثائقي‪ ،‬وهذه األهداف هي ‪:‬‬
‫_ الرقمنة من أجل الحفاظ على التراث الوثائقي من التلف والضياع؛‬
‫_ الرقمنة من أجل التواصل ونشر المعرفة والتبادل الثقافي عبر شبكات المعلومات؛‬
‫_ الرقمنة من أجل إبراز القيمة العلمية أو الفنية أو التاريخية لبعض المجموعات المكتبية؛‬
‫_ الرقمنة من أجل تحسين الخدمات المكتبية وتوفير أوعية مختلفة للمستعملين‪ ،‬وتحس ين ص ورة المكتب ة‬
‫على المستوى المحلي أو الوطني أو الدولي‪.‬‬
‫تعتبر هذه األهداف من دواعي ال دخول في مش روع رقمن ة ال تراث الوث ائقي غ ير أن ه‪ ،‬وكم ا س بق‬
‫الذكر‪ ،‬ينبغي األخذ بعين االعتبار اإلمكانات الموضوعة رهن إشارة المكتبة التخاذ مثل هذا القرار‪ .‬وقبل‬
‫البدء في عملية رقمنة التراث الوثائقي هناك عمليات أساسية ينبغي القيام بها‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬جرد المجموعات المكتبي ة ال تي س تتم رقمنته ا ومعرف ة ع دد أوراقه ا‪ ،‬وحجم ه ذه األوراق‪ ،‬وطبيع ة‬
‫الكتابة والصور (باألبيض واألسود أم باأللوان)؛‬
‫‪ -‬فهرسة وتكشيف كل األوعية التي س يتم رقمنته ا‪ ،‬وهي عملي ة غاي ة في األهمي ة‪ ،‬إذ ستش كل عنص را‬
‫أساسيا في مجال البحث‪ ،‬وخصوصا عند االرتباط بشبكات المعلومات؛‬
‫‪ -‬تقييم المجموعات المكتبية التي يراد رقمنتها من ط رف لجن ة مختص ة‪ ،‬وليس من ط رف أمين المكتب ة‬
‫لوحده‪ ،‬حتى تكون المسؤولية مشتركة في هذا االستثمار الضخم‪ ،‬وح تى يك ون التق ييم أك ثر موض وعية‪،‬‬
‫ألنه في غي اب االعتم ادات المالي ة الكافي ة‪ ،‬ينبغي الب دء برقمن ة نف ائس المجموع ات أو أكثره ا ض ررا‬
‫حسب أهداف المكتبة‪.‬‬
‫إن ايجابيات الرقمنة عديدة‪ ،‬غير أن التكلفة العالي ة تعت بر أك بر س لبيات ه ذا المش روع‪ ،‬رغم التط ور‬
‫السريع الذي تعرفه تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬ورغم انخفاض هذه التكلفة س نة بع د س نة‪ ،‬له ذا ينبغي دراس ة‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫_ كلفة بناء المختبر والتجهيزات؛‬
‫_ كلفة الحفاظ على األقراص المدمجة في بيئة مناخية مناسبة‪ ،‬حس ب المع ايير الدولي ة المعم ول به ا في‬
‫هذا اإلطار؛‬
‫_ كلفة التسيير والتأطير والصيانة بالنسبة للمختبر؛‬
‫_ كلفة إعداد الكتاب أو المخطوط قبل الشروع في الرقمنة‪.‬‬
‫من بين سلبيات الرقمنة كذلك المساحة الكبيرة التي تأخذها الصورة الرقمية داخ ل ذاك رة الحاس وب أو‬
‫القرص المدمج‪ ،‬رغم اختراع البرمجيات المختصة في ضغط ه ذه الص ور‪ .‬أم ا فيم ا يخص الرقمن ة من‬
‫أجل الحفاظ على التراث الوثائقي من التلف والضياع‪ ،‬فإن هن اك تض اربا في اآلراء بين المختص ين في‬
‫مج ال الص يانة‪ .‬فهن اك من يعت بر أن الرقمن ة هي جي دة لنش ر المعرف ة وت داولها‪ ،‬وليس لحف ظ ال ذاكرة‬
‫الثقافية‪ ،‬حيث أنه لم يتم التأكد نهائي ا ح تى اآلن من العم ر الحقيقي لألق راص المدمج ة‪ ،‬بينم ا يؤك دون‬
‫على أن المصغرات الفيلمية تظل أحسن وسيلة للحفاظ على التراث الوث ائقي‪ ،‬رغم مح دوديتها في مج ال‬
‫نشر المعرفة‪ ،‬وبالتالي فأنصار ه ذه النظري ة يؤمن ون بالتكام ل بين المص غرات الفيلمي ة وبين األق راص‬
‫المدمج ة‪ .‬إال أن ه ينبغي اإلش ارة إلى أن الرقمن ة تلعب دورا هام ا في الحف اظ على ال تراث الوث ائقي‬
‫بطريقة غير مباشرة‪ ،‬إذ أنه ا تخفض من الض غط على اس تعمال األص ول‪ ،‬وت وفر طريق ة جدي دة وجي دة‬
‫لتداول التراث الوثائقي‪ ،‬وبالتالي ينعكس هذا األمر إيجابا على سالمة المجموعات المكتبية الورقية‪.‬‬
‫فيما يخص الرقمنة من أجل التواص ل ونش ر المعرف ة والتب ادل الثق افي عن طري ق االرتب اط بش بكات‬
‫المعلوم ات‪ ،‬فإن ه يمكن التأكي د على االيجابي ات العدي دة له ذه العملي ة‪ ،‬فعن طري ق االرتب اط مثال بش بكة‬
‫االن ترنيت يمكن التعري ف ب التراث الوث ائقي‪ ،‬وجعل ه رهن إش ارة المس تعملين‪ 24‬س اعة في الي وم‪ ،‬م ع‬
‫إمكانية تصفح المحتوى من قبل العديد من القراء في نفس الوقت‪ ،‬وتوفير الجهد والوقت والم ال بالنس بة‬
‫للباحثين‪ ،‬وذلك بإعفائهم من التنقل إلى عين المكان حيث يوجد الكتاب أو المخطوط أو الوثيقة‪ .‬وإذا كانت‬
‫هذه االيجابيات تعتبر بمثابة ثورة في مجال تداول المعرفة‪ ،‬فإنه ينبغي كذلك ع دم إهم ال بعض الج وانب‬
‫السلبية‪ ،‬رغم قلتها‪ ،‬والتي تصاحب هذا االرتب اط بش بكات المعلوم ات‪ ،‬ذل ك أن هن اك بعض اإلش كاليات‬
‫المطروحة حاليا في هذا المجال‪ ،‬والمتعلقة خصوص ا ب الجوانب القانوني ة للص ورة الرقمي ة‪ ،‬فهن اك مثال‬
‫مشكل حقوق المؤلفين‪ ،‬كما أن الصورة الرقمية معرضة بسهولة لعملية التزييف‪ ،‬وهو ما يمكن أن يطرح‬
‫مشاكل عديدة بالنسبة لمصداقية الصورة الرقمية‪ ،‬كما أن هذا المشكل سيشكل هاجس ا حقيقي ا للمختص ين‬
‫في مجال التراث المخطوط والذين يرغبون في تحقيق المخطوطات عن بعد‪.‬‬
‫يبقى كذلك االرتباط بشبكة االن ترنيت عملي ة مكلف ة بالنس بة للعدي د من المكتب ات‪ ،‬وه و م ا يفس ر ه ذا‬
‫الغياب الكبير للمكتبات الرقمي ة داخ ل ال وطن الع ربي‪ .‬هن اك ج وانب أخ رى ك ذلك ينبغي دراس تها قب ل‬
‫الشروع في عملية رقمنة التراث الوثائقي‪ ،‬وهذه الجوانب تتمثل فيما يلي‪ :‬ه ل س تكون الرقمن ة داخلي ة أم‬
‫خارجية؟‪ ،‬مباش رة أم غ ير مباش رة؟‪ .‬ونقص د بالرقمن ة الداخلي ة هي بن اء مخت بر خ اص للرقمن ة داخ ل‬
‫المكتبة‪ ،‬بينما الرقمنة الخارجية تعتمد على تكليف مركز أو شركة مختصة للقيام بهذه العملية‪ .‬أما الرقمنة‬
‫المباشرة فيقصد بها الرقمنة انطالقا من األصول‪ ،‬بينما الرقمنة غير المباشرة‪ ،‬فهي تعتمد على الرقمنة‬
‫انطالق ا من المص غرات الفيلمي ة‪ .‬وس نحاول تس ليط األض واء على ه ذه الج وانب‪ ،‬ح تى نتع رف على‬
‫االيجابي ات والس لبيات لك ل طريق ة‪ ،‬و لالختي ارات ال تي يمكن تبنيه ا من ط رف القيمين على المكتب ات‬
‫ومراكز التوثيق والمعلومات‪.‬‬
‫تعتبر الرقمنة الداخلية اختيارا جيدا غير أنها جد مكلفة‪ ،‬فهناك تكلفة بناء المخت بر والتجه يزات وتكلف ة‬
‫التس يير والص يانة وض رورة تك وين أط ر مختص ة‪ ،‬باإلض افة إلى التط ورات الس ريعة لتكنولوجي ا‬
‫المعلومات‪ ،‬والتي تجعل التجهيزات أحيانا متجاوزة قبل األوان‪ ،‬ويستحسن تغييره ا‪ ،‬فيص بح االس تثمار‬
‫غير مربح‪ ،‬خصوصا إذا علمنا أن السباق مع التطور التكنولوجي بالنسبة لدول العالم الثالث يعتبر سباقا‬
‫تعجيزيا‪ ،‬وقليلة هي الدول التي تستطيع مواكبة آخ ر التط ورات في مج ال تكنولوجي ا المعلوم ات‪ .‬ويبقى‬
‫القطاع الخاص بالنسبة للدول النامية هو األكثر قدرة على ه ذا التح دي‪ .‬وبخص وص التغلب على التكلف ة‬
‫الباهظة لرقمنة التراث الوثائقي‪ ،‬أوص ت منظم ة اليونس كو ب أن يتم خل ق مخت برات جهوي ة مختص ة في‬
‫الرقمنة‪ ،‬و يقوم كل مخت بر بخدم ة مجموع ة من المكتب ات ع وض أن تتحم ل ك ل مكتب ة تك اليف إنش اء‬
‫مختبر خاص بها‪ .‬وتعتبر هذه التوصية جيدة للغاية‪ ،‬إال أن المنظمة تشجع بالمقابل المكتبات التي تحت وي‬
‫على مجموعات نادرة ونفيسة‪ ،‬كالمخطوطات وغيرها‪ ،‬أن تنشئ مخت برات خاص ة به ا خوف ا من ض ياع‬
‫هذه المجموعات عند نقلها من المكتبة إلى المختبرات الجهوية‪ ،‬إذ يط رح مش كل الت أمين ع دة ص عوبات‬
‫في هذا الباب‪.‬‬
‫بالنسبة ألمناء المكتبات الذين يرغبون في تكليف شركة مختص ة للقي ام به ذه العملي ة‪ ،‬فإن ه ينبغي لهم‬
‫التأكد جيدا من جودة الخدمات التي تقدمها هذه الشركة‪ ،‬وأن ي برم عق د بين المكتب ة والش ركة الم ذكورة‬
‫يتطرق ألدق التفاصيل‪ ،‬وأن يكون دفتر التحمالت ضامنا لحقوق وواجبات كل طرف‪ .‬كم ا أن ه يستحس ن‬
‫بالنسبة للمجموعات النادرة والنفيس ة أن يتم تص ويرها تص ويرا فوتوغرافي ا داخ ل المكتب ة‪ ،‬وأن تتكل ف‬
‫الشركة بتحويل هذه الصور الفوتوغرافية إلى صور رقمية داخل مختبراتها‪ ،‬وذلك خوف ا من ض ياع ه ذه‬
‫المجموع ات النفيس ة ال تي تعج ز غالب ا المكتب ات عن أداء واجب ات الت أمين له ا‪ .‬إن طريق ة التص وير‬
‫الفوتوغرافي لنفائس المجموعات سيزيد حتما من تكلفة المشروع‪ ،‬إال أنه يضمن ع دم ض ياع األص ول‬
‫عند نقلها إلى مختبرات الشركة المتعاقد معها‪ .‬يمكن كذلك في هذا اإلطار تبني الرقمنة غير المباشرة لكل‬
‫المجموعات‪ ،‬باالعتماد على الرقمنة انطالق ا من المص غرات الفيلمي ة‪ ،‬وهي عملي ة أق ل تكلف ة نس بيا من‬
‫الرقمنة المباشرة‪ ،‬كما أنها تعفي المكتبة من إرسال األصول إلى الشركة المكلفة بعملية الرقمنة‪ .‬غ ير أن ه‬
‫ينبغي اإلشارة إلى أن الرقمنة انطالقا من المصغرات الفيلمية هي أقل جودة من الرقمنة المباشرة‪ ،‬كما أن‬
‫عددا كبيرا من المكتبات ال تتوفر على مصغرات فيلمية لتراثها الوث ائقي‪ ،‬ه ذا باإلض افة إلى ك ون بعض‬
‫المكتبات قامت بالتصوير الفيلمي لتراثها الوث ائقي ب األبيض واألس ود‪ ،‬بينم ا يستحس ن أن تك ون الرقمن ة‬
‫باأللوان‪ ،‬حتى ال تضيع القيم ة الجمالي ة لبعض المجموع ات المكتبي ة‪ ،‬وخصوص ا المخطوط ات الن ادرة‬
‫والنفيسة‪.‬‬
‫ينبغي أن يدرس مشروع رقمنة التراث الوثائقي بعناية فائقة‪ ،‬فإيجابيات ه عدي دة‪ ،‬وهي مس ألة ال ريب‬
‫فيها‪ ،‬كما أنه يعتبر تحديا حقيقيا ألمناء المكتب ات ومراك ز التوثي ق والمعلوم ات‪ .‬وينبغي في ه ذا اإلط ار‬
‫للوزارات الوصية أن تدعم هذه المشاريع‪ ،‬وأن ترصد لها اإلمكانات الالزمة لنجاحها‪ ،‬وهو ليس اختي ارا‬
‫بقدر ما هي ضرورة وتحد ينبغي رفعه لمسايرة الركب الحضاري‪ ،‬وللدخول إلى مجتمع المعلومات من‬
‫بابه الواسع ‪.‬‬
‫‪ _8.1.5‬تجارب عربية في مجال صيانة المخطوطات‬
‫نقدم فيم ا يلي عرض ا م وجزا لبعض الم داخالت ال تي عرفه ا الم ؤتمر الث الث‪ ،‬ال ذي عقدت ه مؤسس ة‬
‫الفرقان للتراث اإلسالمي حول صيانة وحفظ المخطوطات اإلسالمية‪ ،‬في الفترة ما بين ‪18‬و‪ 19‬نوفم بر‬
‫‪:]26[261995‬‬
‫عرف عابد رضا بيدار بمكتبة خدابخش التي تحتفظ بنوادر مهمة من التراث اإلسالمي في الهند‪ ،‬وم ع‬
‫أن المكتبة مزودة بوس ائل الص يانة الوقائي ة‪ ،‬فق د ع بر الك اتب عن تش اؤمه أم ام المجه ول ال ذي ينتظ ر‬
‫مجموعة ‪ 18000‬مخطوط‪ ،‬فهي واقعة على مقربة نهر الكنج (‪ 200‬متر) الذي قد يه ددها ب الغرق ذات‬
‫يوم‪ ،‬ويحيطها تلوث بيئي بسبب مركزيتها في حركة المرور‪ .‬وهناك خطر الحري ق ال ذي يعت بر الوس يلة‬
‫المفضلة عند المتعصبين‪ ،‬فقد احترقت مكتبة حي در آب اد على ي د المتط رفين الهن دوس‪ ،‬واح ترقت مكتب ة‬
‫الساعدية ولم يبق منها غير قائمة ببليوجرافية مختصرة‪.‬‬
‫وقدم توني بيتش تجربة الص يانة ال تي أج ريت لمكتب ة الخال دي المحفوظ ة في أح د المب اني التاريخي ة‬
‫اإلسالمية في مدينة القدس‪.‬‬
‫وعرض الدكتور محمود حجازي ما حققته دار الكتب المصرية في جمع التراث المخطوط‪ ،‬واستيعاب‬
‫مكتبات كبار علماء العصر‪ ،‬وإصدار الفهارس المعرفة بها وإعداد الدراسات التي قام بها الخبراء لتحدي د‬
‫أمثل أنواع الحفظ والتخزين والتطهير‪ ،‬وإعادة التجليد والمعالجة والترميم‪ .‬وتط رق للمش اكل ال تي تعي ق‬
‫اتخاذ سياسة متواصلة للحفظ والصيانة‪.‬‬
‫وحدد بسام داغستاني في تقري ره مج االت ش عبة ال ترميم والص يانة ال تي يش رف عليه ا بمرك ز جمع ة‬
‫الماجد للثقافة والتراث‪ ،‬ومباشرتها ألعمال التعقيم والتنظيف الطبيعي والكيماوي‪ ،‬وتقنيات إعادة المرون ة‬
‫لألوراق المتيبسة‪.‬‬

‫‪ ]26[26‬شبوح ‪ ،‬ابراهيم ‪ ".‬صيانة و حفظ المخطوطات اإلسالمية" ‪ .‬أعمال المؤتمر الثالث لمؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ‪ .‬لن دن ‪ :‬مؤسس ة الفرق ان لل تراث‬
‫اإلسالمي‪ .1995 ،‬ص ص ‪.21-6‬‬
‫وأوضح مراد الرم اح حقيق ة م ا انتهت إلي ه عملي ة ص يانة وت رميم مجموع ة المكتب ة العتيق ة لجامع ة‬
‫القيروان‪.‬‬
‫وعرف علي بن سليمان الصوينع بمكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض‪ ،‬وبمصادر مجموعاتها الخطي ة‬
‫ذات النوادر‪ ،‬وما انضم إليها من نفائس مخطوط ات مكتب ة الري اض الس عودية ال تي ك انت محفوظ ة في‬
‫الرئاسة العام ة إلدارة البح وث العلمي ة واإلفت اء‪ ،‬وق د أع د لك ل ذل ك قاع ات مراقب ة ب أجهزة التحكم في‬
‫الرطوبة والحرارة‪ ،‬وتخضع للتطهير المستمر‪.‬‬
‫وتحدث د‪ .‬محمد بن شريفة عن ص ناعة المخط وط عن د المس لمين وتفننهم في ه‪ ،‬وم ا كتب وا عن ه‪ ،‬وم ا‬
‫تركوه من تراث كبير أصبح بعد عصر الطباعة مسؤولية تقتضي النه وض ب ه ص يانة وترميم ا وحفاظ ا‬
‫وتصويرا وإحياء‪ ،‬وهناك خطة وطنية لتصوير المخطوطات بالمغرب وكانت مشاريع الترميم والتعقيم قد‬
‫بدأت مند الستينيات حسب طرق وقع االنصراف عنها‪ ،‬وتستفيد المخطوطات اآلن من التج ارب المتقدم ة‬
‫التي تساعد بها اسبانيا بفضل التجهيز الحديث وتكوين المرممين األكفاء‪.‬‬
‫وقدم أنيس كاريتش الصورة البشعة التي نفذت بها القوات المس لحة الص ربية ص يف ‪1992‬م إح راق‬
‫مكتبة البوسنة والهرسك القومية‪ ،‬حيث أتت على آالف الكتب والمخطوطات اإلس المية بمعه د الدراس ات‬
‫الش رقية ال تي أتى عليه ا القص ف الص ربي‪ ،‬وق د قض ت الح رب على آالف المخطوط ات ال تي ك انت‬
‫محفوظة بالجوامع وخاصة بالبوسنة الشرقية على نهر درينا‪ ،‬حيث قضي فيه ا على الحض ور اإلس المي‬
‫جملة‪ .‬ونوه بدور مؤسسة الفرقان التي تعيد بناء وترميم مكتبة الغازي خسرو بسراجيفو‪.‬‬
‫وقدم محم ود مرعش ي‪ ،‬أمين مكتب ة العالم ة المرح وم آي ة هللا العظمى الس يد ش هاب ال دين المرعش ي‬
‫النجفي‪ ،‬وهي من أهم المكتبات وأكبرها في إيران‪ ،‬صورة الصيانة الوقائية التي تباشر بها المجموعة‪.‬‬
‫وتن اول ديفي د جيك وس‪ ،‬وبرب اره روج رز‪ ،‬ص يانة عنص ر مهم من عناص ر تك وين المخط وط‪ ،‬ه و‬
‫التجلي د‪ ،‬وق دما تط ور ه ذه التجرب ة في المجموع ات الش رقية وفي مجموع ات مكتب الهن د في المكتب ة‬
‫البريطانية‪.‬‬
‫وعرضت أورس وال درابيهول تز موض وع الرق وق اإلس المية المحفوظ ة بج امع ص نعاء ب اليمن‪ ،‬من د‬
‫اكتشافها إلى آخر مراحل الصيانة‪.‬‬
‫صيانة المخطوطات العربية من خالل النشر االلكتروني _‪2.5‬‬
‫الوثيقة االلكترونية رقم‪_ 90 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫‪:‬صيانة وحفظ المخطوطات اإلسالمية‪.‬المكتبة الوقفية[الموقع اإللكتروني]‪.‬العنوان االلكتروني‬
‫‪&st=15&field=btags‬المخطوط=‪http://www.waqfeya.com/search.php?getword‬‬

‫وصف موجز‬
‫الوثيقة االلكترونية عبارة عن كتاب ص ادر عن مؤسس ة الفرق ان لل تراث اإلس المي س نة ‪ 1998‬ويض م‬
‫‪ 428‬صفحة‪ .‬تتطرق الوثيقة االلكترونية للجوانب التالية‪ :‬الصيانة والحف ظ والتوثي ق؛ الص يانة الوقائي ة؛‬
‫المخطوط اإلسالمي‪.‬‬
‫المحتويات‬
‫القسم األول‪ :‬المجمعات الخطية‪ :‬األوضاع جهد الصيانة والتطلعات‬
‫القسم الثاني‪ :‬مناهج حديثة في الصيانة والحفظ والتوثيق‬
‫القسم الثالث‪ :‬الصيانة الوقائية‪:‬مشكالت وحلول‬
‫القسم الرابع‪ :‬دراسة المخطوط اإلسالمي‬
‫الوثيقة االلكترونية رقم‪_ 91 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫يوسف‪ ،‬مصطفى مصطفى السيد‪ .‬صيانة المخطوطات علما وعمال‪ .‬المكتبة الوقفية [الموقع اإللكتروني]‪.‬‬
‫‪:‬العنوان االلكتروني‬
‫‪&st=15&field=btags‬المخطوط=‪http://www.waqfeya.com/search.php?getword‬‬
‫وصف موجز‬
‫الوثيقة االلكترونية عبارة عن كتاب لمصطفى مصطفى السيد يوسف‪ .‬صدر الكت اب س نة ‪ 2002‬ويض م‬
‫‪ 240‬صفحة‪ .‬تتطرق الوثيق ة االلكتروني ة للج وانب التالي ة‪ :‬التك وين الم ادي للمخط وط؛ التق ادم الزم ني‬
‫والمخطوط؛ حفظ وصيانة المخطوطات‪.‬‬
‫المحتويات‬
‫الباب األول‪ :‬التكوين المادي للمخطوط‬
‫الفصل األول‪ :‬المواد الكربوهيدراتية‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المواد البروتينية‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أحبار الكتابة‬
‫الباب الثاني‪ :‬التقادم الزمني والمخطوط‬
‫الفصل األول‪ :‬مفهوم التقادم الزمني‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحشرات والميكروبات المتخصصة في إتالف المخطوطات‬
‫الباب الثالث‪ :‬حفظ وصيانة المخطوطات‬
‫الفصل األول‪ :‬حفظ المخطوطات‬
‫الفصل الثاني‪ :‬صيانة المخطوطات‬
‫الباب الرابع‪ :‬التجليد‬
‫الفصل األول‪ :‬التجليد كمهنة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التجليد الترميمي للمخطوط‬
‫الباب الخامس‪ :‬الميكروفيلم‬
‫الفصل األول‪ :‬الميكروفيلم كأسلوب‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الميكروفيلم وصيانة المخطوطات‬
‫_الوثيقة اإللكترونية رقم‪92:‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫كرواطي‪ ،‬إدريس‪ .‬من أجل سياسة وطنية في مجال صيانة التراث المخط وط ب المغرب‪" .‬أبحث"[الموق ع‬
‫اإللكتروني]‪ 8 .‬ديسمبر ‪ .2005‬العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://doc.abhatoo.net.ma/IMG/pdf/n14art5.pdf‬‬

‫وصف موجز‬
‫الوثيق ة االلكتروني ة عب ارة عن مق ال علمي منش ور بمجل ة علم المعلوم ات الص ادرة عن مدرس ة عل وم‬
‫اإلعالم بالرباط‪ ،‬وقد صدر المقال في العدد ‪ . 2004 ،14‬تتطرق الوثيق ة االلكتروني ة للت دابير الوطني ة‬
‫المتخذة في المغرب في مجال ص يانة ال تراث المخط وط‪ ،‬م ع اق تراح الت دابير ال واجب القي ام به ا لخل ق‬
‫سياسة متكاملة في هذا المجال‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ الخطوط العريضة لخلق سياسة وطنية متكاملة في مجال صيانة التراث المخطوط‪.‬‬
‫_ نتائج جائزة الحسن الثاني للمخطوطات والوثائق حسب المدن والس نوات من ذ س نة ‪ 1969‬وإلى غاي ة‬
‫سنة ‪.2001‬‬
‫_ أهم المكتبات التراثية في المغرب التابع ة ل وزارة الثقاف ة ووزارة األوق اف والش ؤون اإلس المية وك ذا‬
‫المكتبات التراثية التابعة للزوايا والخواص ‪.‬‬
‫_ أهم فهارس المخطوطات العربية بالمغرب‪.‬‬
‫_ الق وانين التش ريعية لحماي ة ال تراث المخط وط ومص ادقة المغ رب على ع دة اتفاقي ات دولي ة في ه ذا‬
‫اإلطار‪.‬‬
‫_ انعدام تكوين أكاديمي متخصص في مجال صيانة التراث المخطوط بالمغرب وتكوين األخص ائيين في‬
‫هذا المجال عن طريق الدورات التكوينية داخل الوطن وخارجه‪.‬‬
‫_ استفادة الدولة المغربية من عالقات التعاون في مجال صيانة التراث المخطوط وخصوص ا م ع ألماني ا‬
‫وفرنسا وإسبانيا واستفادتها كذلك من مساعدات البنك اإلسالمي ومنظمة اليونيسكو‪.‬‬
‫_ مشاركة عدد من األساتذة واألطر المغاربة في تظاهرات علمية بالخارج حول صيانة التراث الوثائقي‪.‬‬
‫_ ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية بالمغرب يط رح إش كاليات ك برى لك ون تكلف ة ال ترميم عالي ة‪،‬‬
‫والعمليات بطيئة للغاية‪ ،‬والمخطوطات الموجودة في حالة سيئة كثيرة جدا‪ ،‬واألطر المختصة في ال ترميم‬
‫غير كافية‪ ،‬واالعتمادات المالية المخصصة لهذا الميدان ضئيلة‪.‬‬
‫_ االنجازات المحققة من قب ل المغ رب في مج ال االس تفادة من التكنولوجي ا الحديث ة للمعلوم ات لتوثي ق‬
‫وصيانة التراث المخطوط ‪.‬‬
‫_ الوثيقة االلكترونية رقم‪93 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫كريش ان‪ ،‬محم د‪ .‬نف ائس المخطوط ات في الع راق واألخط ار ال تي ته ددها‪ .‬قن اة الجزي رة[الموق ع‬
‫اإللكتروني]‪ 12 .‬ديسمبر‪ .2000‬العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/programs/guest_issue/articles/2000/12/12-17-1.htm‬‬
‫وصف موجز‬
‫حوار تلفزي عن قناة الجزيرة لسنة ‪ .2000‬أجرى الحوار محمد كريشان مع األستاذ أسامة النقشبندي ‪،‬‬
‫خبير المخطوطات و مدير دار صدام للمخطوطات في بغ داد ‪ .‬تط رق الح وار للج وانب التالي ة‪:‬المتح ف‬
‫العراقي و رصيده من التراث المخطوط؛ تطور صناعة الورق؛ الحبر وت أثيره على س المة المخط وط؛‬
‫أن واع الخط وط العربي ة؛ رواد الخ ط الع ربي ؛ تط ور الخ ط الع ربي؛ تقني ات الخ ط الع ربي؛ الزخرف ة‬
‫والتذهيب والتجليد؛ التصوير اإلس المي؛ احتالل بغ داد ع بر الت اريخ وض ياع الكث ير من المخطوط ات‬
‫بسبب الحروب و الفتن؛ سرقة وتهريب المخطوطات من العراق إلى دول غربية؛ تقص ير اليونس كو في‬
‫الحفاظ على التراث الثقافي العراقي ‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ المتح ف البريط اني يض م مجموع ة كب يرة من مخطوط ات الع راق ق ام بس رقتها الرحال ة البريط اني‬
‫"ويلسون إتش"‪.‬‬
‫_ تهريب حوالي ‪ 800‬مخطوط من العراق كانت محفوظة بمكتبات النجف وبغداد وبيعها لمكتبة مي ونيخ‬
‫بألمانيا‪.‬‬
‫_ وجود مخطوطات عربية بإيطاليا نقلت عن طريق المستشرقين‪.‬‬
‫_ تعرض المخطوطات العراقية للتلف خالل فترات الحصار التي فرضت على العراق‪.‬‬
‫_ حماي ة بعض مخطوط ات الع راق خالل الح رب عن طري ق نقله ا إلى أم اكن آمن ة لكن الكث ير منه ا‬
‫تعرض للدمار‪.‬‬
‫_ الوثيقة االلكترونية رقم‪94 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫العطي ة‪ ،‬جلي ل‪ .‬أربع ون أل ف مخط وط نهبت في بغ داد بينه ا ‪ 400‬دي وان ن ادر‪" .‬الع راق نت"[الموق ع‬
‫اإللكتروني]‪ .‬العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.iraq.net/erica/articles-a/archives/00002351.htm‬‬

‫وصف موجز‬
‫مق ال ص حفي لجلي ل العطي ة‪ .‬يتط رق المق ال للج وانب التالي ة‪ :‬تع رض دار المخطوط ات ببغ داد للنهب‬
‫مخطوط ات‬ ‫والتخريب اثر العمليات العسكرية التي قادتها قوات التحالف إلسقاط نظام صدام حسين؛‬
‫مكتبة المتحف العراقي و مراحل انتقالها إلى دار المخطوطات؛ الرصيد الوثائقي لدار المخطوطات‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ تجريد العراق من تراثه الحضاري والثقافي على إثر العملي ات العس كرية ال تي قادته ا ق وات التح الف‬
‫إلسقاط نظام صدام حسين في التاسع من أبريل ‪.2003‬‬
‫_ تعرض دار المخطوطات أو دار صدام للمخطوطات سابقا للنهب والسرقة على إثر العمليات العسكرية‬
‫وكانت الدار تضم ‪ 1957‬مخطوط من بينه ا أزي د من ‪ 400‬دي وان ش عر لش عراء عراق يين عاش وا بع د‬
‫القرن الحادي عشر للهجرة ‪/‬السابع عشر للميالد‪.‬‬
‫_ الوثيقة االلكترونية رقم‪95 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫المحاميد‪ ،‬خال د‪ .‬مكتب ة األزه ر اإللكترونية‪ .‬ص حيفة ال وطن[الموق ع اإللك تروني]‪ 31 .‬ين اير ‪. 2003‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.alwatan.com.sa/daily/2003-01-31/culture/culture07.htm‬‬

‫وصف موجز‬
‫مقال صحفي لخالد المحاميد عن موقع صحيفة الوطن‪ .‬يتطرق المقال للجوانب التالية‪ :‬مشروع األزهر‬
‫أون الين؛ أهداف المشروع ؛ مراحل المشروع؛ الدراسة التقنية و المالية للمشروع‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ مشروع ضخم وفريد من نوعه يتم اإلعداد له بالقاهرة ويتمثل في مشروع "األزهر أون الين"‪.‬‬
‫_ مش روع األزه ر أون الين يه دف إلى إنش اء أض خم مرك ز للمعلوم ات الديني ة ح تى يت أتى للب احثين‬
‫االطالع على مجموعة من أقدم المخطوطات داخل أقدم جامعة ومعهد ديني على مستوى العالم‪.‬‬
‫_ مشروع األزهر أون الين يهدف إلى رقمنة ‪ 42‬ألف مخطوطة منها تسعة آالف مخطوطة فريدة‪.‬‬
‫_ مشروع األزهر أون الين يهدف إلى حفظ ‪ 125‬ألف مرجع‪.‬‬
‫_ رصد ميزانية تجاوزت ‪ 5‬ماليين دوالر إلنجاز مشروع األزهر أون الين خالل ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫_الوثيقة االلكترونية رقم‪96 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫العثورعلى أقدم نسخ للقرآن بسقف الجامع الكبير في صنعاء‪ .‬الوكالة الشيعية لألنباء[الموقع اإللك تروني]‪.‬‬
‫‪ 18‬مارس ‪ .2002‬العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.ebaa.net/khaber/2002/03/18/khaber05.htm‬‬

‫وصف موجز‬
‫مقال صحفي‪ .‬اسم كاتب المقال غير مذكور‪ ،‬وهو عن موقع الوكالة الشيعية لألنباء‪ .‬تم نش ر المق ال س نة‬
‫‪ . 2000‬تطرق المقال للجوانب التالي ة ‪ :‬اكتش اف مخطوط ات ب اليمن يع ود ت دوينها إلى الق رون األولى‬
‫للهجرة؛ مشروع يمني ألماني لتوثيق و صيانة المخطوطات المكتشفة؛ طبيعة المخطوطات المكتشفة ‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ العثور على اآلالف من القصاصات والدفاتر والكتب البالية والرقوق بمخبأ سري بين الس قف ال داخلي‬
‫والسقف الخارجي للجامع الكبير بصنعاء وذل ك أثن اء ترميم ه بع د تعرض ه لس قوط أمط ار غزي رة ع ام‬
‫‪.1972‬‬
‫_ تفحص الوثائق التي تم العثور عليها أظهر أن هذا الرصيد الوثائقي يشكل مكتبة قرآنية قديمة‪.‬‬
‫_ مجموع المخطوطات المكتشفة قارب ‪ 40‬ألف مخطوطة بينها ‪ 12‬ألف رق جلدي قرآني ‪.‬‬
‫_ تنظيف ومعالجة المخطوطات التي تم العث ور عليه ا وعرض ها أم ام الزائ رين ب دار المخطوط ات في‬
‫صنعاء‪.‬‬
‫_ فحص طريقة الكتابة ونوع الحروف المستخدمة في المخطوطات التي تم العثور عليها أظهر أن بعض‬
‫النسخ القديمة من القرآن تعود إلى القرنين األولين للهجرة مما يجعلها أقدم النسخ القرآني ة المكتش فة ح تى‬
‫اآلن‪.‬‬
‫_ الوثيقة االلكترونية رقم ‪97‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫عصابات منظمة لته ريب المخطوط ات من اليمن‪" .‬المجل ة"[الموق ع اإللك تروني]‪ 15 .‬س بتمبر ‪.2001‬‬
‫العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://links.islammemo.cc/kashaf/one_news.asp?IDnews=70‬‬

‫وصف موجز‬
‫مقال صحفي عن موقع "المجلة" ‪.‬نشر المقال يوم ‪ 15‬سبتمبر ‪ ، 2001‬و تم التطرق فيه للجوانب التالي ة‬
‫‪:‬بعض أم اكن تواج د المخطوط ات ب اليمن؛ مخطوط ات في س قف الج امع الكب ير بص نعاء؛ س رقة‬
‫المخطوطات باليمن و تهريبها إلى خارج الوطن ‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ تعرض المخطوطات اليمني ة من ذ زمن بعي د لعملي ات النهب والته ريب‪ ،‬وتعت بر المخطوط ات اليمني ة‬
‫كنوزا ال تقدر بثمن‪.‬‬
‫_ صعوبة إعطاء رقم محدد عن حجم المخطوطات المهربة خ ارج اليمن نظ را لك ون عملي ات الته ريب‬
‫تحاط بسرية تامة‪.‬‬
‫_ بعض المصادر قدرت المخطوطات اليمنية المهربة خارج اليمن خالل الخمسين س نة الماض ية بعش رة‬
‫آالف مخطوط وبعض المختصين ذكروا أن الرقم الحقيقي للمخطوطات المهربة هو أكبر من ذلك‪.‬‬
‫_ ضبط ‪ 2500‬مخطوط في عمليتين من عمليات تهريب المخطوطات خارج اليمن‪.‬‬
‫_ تأكي د العدي د من الجه ات اليمني ة المختص ة على وج ود اآلالف من المخطوط ات اليمني ة في مكتب ات‬
‫العالم‪.‬‬
‫_ تكليف مجلس النواب اليمني للجنة اإلعالم والثقافة والسياحة في أكتوبر ‪ 1998‬للتحقيق ح ول ته ريب‬
‫المخطوطات اليمنية‪.‬‬
‫_ اإلشارة بأصابع االتهام لمسؤولين يمنيين يديرون عصابات التهريب ويتاجرون بتراث اليمن‪.‬‬
‫_ تعرض المخطوطات اليمنية لإلهمال من قبل أصحاب المكتبات الخاصة وأمناء األوقاف‪.‬‬
‫_ الوثيقة االلكترونية رقم‪98 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫عليوة‪ ،‬علي‪ .‬اإلسرائيليون يتعهدون بتدمير التراث الفلسطيني ! ‪ .‬إسالم أون الين[الموقع اإللك تروني]‪1 .‬‬
‫نوفمبر ‪ .2000‬العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.islamonline.net/Arabic/news/2000-11/01/article9.shtml‬‬

‫وصف موجز‬
‫مقال صحفي لعلي عليوة عن موقع إسالم اون الين‪ .‬تم التطرق في المق ال للج وانب التالي ة‪ :‬تق ديم ن دوة‬
‫التراث المخطوط في فلسطين‪ 26-23 :‬أكتوبر ‪ 2000‬؛ توصيات الندوة‪ ،‬قراءة في بعض المداخالت ‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ عقد ندوة من قبل معهد المخطوطات العربية التابع لجامع ة ال دول العربي ة في الف ترة م ابين ‪ 23‬و‪26‬‬
‫أكتوبر ‪ 2000‬والمطالبة بإنشاء صندوق إلنقاذ مخطوطات القدس وباقي المدن الفلسطينية‪.‬‬
‫_ س عي إس رائيل لطمس وتزيي ف ال تراث الفلس طيني المخط وط في إط ار حملته ا لفص ل الق دس عن‬
‫جذورها العربية اإلسالمية‪.‬‬
‫_ دعوة الخبراء العرب في مجال المخطوطات إلى استرداد الممتلكات والمخطوطات المس روقة من قب ل‬
‫السلطات اإلسرائيلية والعمل على وضع خطة قومية في هذا اإلطار‪.‬‬
‫_ الندوة توصي بدعم ميزانية معهد المخطوطات العربية‪.‬‬
‫_ كتب ومخطوطات المكتبة الخالدية بالقدس والمكتبة األحمدي ة في عك ا تتع رض لالس تيالء والنهب من‬
‫قبل العدوان اإلسرائيلي‪.‬‬
‫_ إنجاز اإلسرائيليين لدراسات من أجل تحريف مضمون عدد من المخطوطات منها مخطوط ة" فض ائل‬
‫البيت المقدس" للواسطي‪.‬‬
‫_ استماتة الفلس طينيين للحف اظ على ت راثهم المخط وط من خالل العم ل على فهرس ته وت رميم المكتب ات‬
‫المهدمة من قبل اإلسرائيليين‪.‬‬
‫_ مطالبة المشاركين في الندوة بإنشاء جهة أو مؤسسة عربية لرف ع ال دعاوى ض د الس لطات اإلس رائيلية‬
‫على المستوى المحلي والدولي وذلك من أجل إجبارها على إعادة المخطوطات المس روقة وك ذا محاكم ة‬
‫المسؤولين عن تدمير المكتبات ونهبها‪.‬‬
‫_ الوثيقة االلكترونية رقم‪99 :‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫الزيد‪ ،‬محمد ‪ .‬د‪ .‬ابن جنيد‪ :‬علينا أن نعترف بأن وجود المخطوطات العربية في الغرب أحفظ لها وأس هل‬
‫في التعامل معها‪ .‬جريدة الرياض السعودية[الموقع اإللكتروني]‪ 17 .‬ماي‪ .2003‬العنوان اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.alriyadh.com.sa/Contents/17-05-2003/Mainpage/Thkafa_5962.php‬‬

‫وصف موجز‬
‫مقال ص حفي لمحم د الزي د ‪ ،‬عن موق ع جري دة الري اض الس عودية(‪ . )2003‬يتط رق المق ال للج وانب‬
‫التالية‪ :‬محاضرة حول موضوع" تراث في المزاد" من طرف األستاذ الدكتور يحيى بن محمود بن جني د؛‬
‫أسباب تفريط العرب في ت راثهم المخط وط؛ اهتم ام الغ رب بالمخطوط ات العربي ة وباقتنائه ا ودراس تها‬
‫وحفظها ‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ انتشار الجهل وعدم تقدير التراث من أسباب التفريط في المخطوطات العربية حسب تص ريح لل دكتور‬
‫ابن جنيد‪.‬‬
‫_ انسالخ بعض الدول على تراثها اإلسالمي كتركيا وموجة الحروب واالضطرابات ال تي تعيش ها البالد‬
‫اإلسالمية كأفغانستان والعراق واالغراءات المادي ة للمكتب ات واألف راد هم أيض ا من أس باب التفري ط في‬
‫التراث حسب تصريح للدكتور ابن جنيد‪.‬‬
‫_ تحذير ابن جنيد من النظرة السلبية القتناء الغربيين لآلثار والمخطوط ات العربي ة لك ون ه ذه األخ يرة‬
‫تخرج من مواطن حفظ رديئة ولكون عرض هذه اآلثار والمخطوطات في الم زادات العلني ة ه و تعري ف‬
‫بعمق الحضارة اإلسالمية‪.‬‬
‫_ تصريح ابن جنيد بكون التعامل مع المخطوطات العربية في الغرب هو في كثير من األحيان أسهل من‬
‫التعامل مع المخطوطات الموجودة داخل البلدان العربية‪.‬‬
‫_ الوثيقة االلكترونية رقم‪100:‬‬
‫البطاقة الويبجرافية‬
‫العس كري‪ ،‬فيص ل عب د هللا‪ .‬الكت اب في ال تراث الع ربي ‪ .‬دار اإلس الم[الموق ع اإللك تروني]‪ .‬العن وان‬
‫اإللكتروني‪:‬‬
‫‪http://www.darislam.com/home/alfekr/data/feker2/9.htm‬‬

‫وصف موجز‬
‫مقال علمي لفيصل عبد هللا العسكري‪ ،‬عن موق ع دار اإلس الم ‪ .‬يتط رق المق ال للج وانب التالي ة‪ :‬ض ياع‬
‫الكثير من المخطوطات العربية ع بر الت اريخ بس بب الس رقة و الح روب و الفتن؛ المستش رقون ورحل ة‬
‫المخطوطات العربية إلى أوروبا و أمريكا؛ استيالء األتراك على الكثير من المخطوطات العربية‪.‬‬
‫أهم األفكار والمعلومات‬
‫_ اهتمام العرب بالمكتبات منذ الصعود الثقافي المقترن بمرحلة نهضة التأليف والترجمة وذل ك من ذ أي ام‬
‫عبد الملك بن مروان وسواه من الخلفاء‪.‬‬
‫_ بلوغ عناية العرب بالمكتبات أوجها أيام الدولة العباسية وبالخصوص في عهد الرشيد وابنه المأمون‪.‬‬
‫_تعرض الثروة اآلثارية والثقافية للوطن اإلسالمي للنهب كما تعرضت له ثرواته االقتص ادية في ف ترات‬
‫االستعمار‪.‬‬
‫_ نقل حوالي ثالثة ماليين مخطوطة من البلدان اإلسالمية إلى مكتبات تركيا وروسيا وفرنس ا وبريطاني ا‬
‫والواليات المتحدة األمريكي ة وذل ك حس ب إحص ائية لمعه د المخطوط ات العربي ة الت ابع لجامع ة ال دول‬
‫العربية‪.‬‬
‫_ استيالء الوالة األت راك وغ يرهم على كث ير من مخطوط ات خزان ات الم دارس المملوكي ة وذل ك بع د‬
‫مداهمة األتراك العثمانيون للشرق العربي والقضاء على دولة المماليك في الشام ومصر والحجاز‪.‬‬
‫_ اهتمام العرب بالكتاب والحث على قراءته والحفاظ عليه واالع تزاز ب ه واإلفاض ة في وص ف منافع ه‬
‫نظما ونثرا من قبل العلماء والشعراء العرب‪.‬‬
‫_ إيالء القرآن عناية خاصة واالهتمام بحفظه وفهمه ونسخه وتجلي ده وتذهيب ه وت أليف الكتب في علوم ه‬
‫وتفسيره وحكمه وأمثاله ومواعظه وفقهه وقصصه وبالغته‪.‬‬
‫_ اهتمام المسلمين بالكتب بجميع أص نافها وبتجلي دها‪،‬إذ ك انت جل ود الكتب الس يما الديني ة منه ا ترص ع‬
‫بالمعادن واألحجار النفيسة‪.‬‬

You might also like