Professional Documents
Culture Documents
بعد أن تعرفنا على التشرٌع ٌحسن بنا اإللمام بأكثر جوانبه بإٌجاز ولذلن تمضٌنا اإلحاطة علما بهذه
الجوانب أن نوزع هذا البحث على فروع متعالبة نخصصها للبحث الوجٌز فٌما ٌأتً:
الفرع األول
وسنتكلم بإٌجاز فً هذه األنواع الثالثة محددٌن معانٌها مبٌنٌن طرق سنها.
ولد عرف التشرٌع الدستوري فً العراق باسم (المانون األساسً) فً العهد الملكً وهو المانون
األساسً الصادر فً ( /21آذار سنة 1925وعرف باسم الدستور فً العهد الجمهوري ولد
صدرت فً العهد الجمهوري سبعة دساتٌر هً اآلتٌة.
ثانٌها :لانون المجلس الوطنً لمٌادة الثورة رلم 20لسنة ،1963أو دستور 4نٌسان لسنة .1963
ثالثها :لانون المجلس الوطنً لمٌادة الثورة رلم 61لسنة 1964أو دستور ۲۲نٌسان 1964
49
رابعها :دستور 29نٌسان 1964المؤلت الذي عدلت أحكامه بموجب المانون رلم 137الصادر
فً 18أٌلول .1965
خامسها :دستور 21أٌلول سنة 1968المؤلت ،الذي عدلت أحكامه بموانٌن الحمة أبرزها التعدٌل
الرابع لدستور الوزراء فأصبح ربٌس الجمهورٌة ربٌس الحكومة .وأعمبه المانون رلم 224سنة
1969وهو لانون تعدٌل لانون السلطة التنفٌذٌة رلم 50لسنة 1964الذي ألغً دٌوان مجلس
الوزراء.
وجدٌر بالذكر أن المانون األساس العرالً سن فً العهد الملكً من لبل لجنة دستورٌة أعمبها مجلس
تأسٌس .أما الدساتٌر التً سنت فً العهد الجمهوري فمد صدرت فً صورة إعالن من الموة
السٌاسٌة والفكرٌة التً تملن زمام األمور وجاءت دساتٌر مؤلتة ،ألن الغرض منها تنظٌم ممارسة
السلطة السٌاسٌة خالل فترة معٌنة وإبراز معالم التغٌٌر االجتماعً المنشود حتى تسمح الظروف
بوضع األسس الدابمة لنظام الحكم والمواعد الثابتة للتنظٌم االجتماعً والسٌاسً.
50
تعديل الدستور:
وترتبط بسن الدستور مسألة تعدٌله .ذلن ألن فكرة علوٌة الدستور باعتباره الماعدة العلٌا فً الدولة.
تمتضً وجوب العمل على حماٌته عن طرٌك إجراءات وشروط ٌنبغً استٌفاؤها فً تعدٌله أو
تغٌره تكون أكثر تعمٌدا وأشد تمٌدا من الطرق المتبعة فً المساس بالتشرٌع العادي تعدٌال أو تعبٌرا.
ومع ذلن فإن مدى سلطان فكرة علوٌة الدستور وما ٌنتج عنها من حرص على حماٌته من ٌرٌد
المساس به أمر ٌتفاوت الدولة وعٌا وظروفا .سٌاسٌة ونظرة إلى المشرع ،ومدی الرغبة فً حماٌة
الدستور من المساس به.
وعلى العموم فإن الدساتٌر من حٌث إجراءات المساس بها تكون على نوعٌن :مرنة وجامدة
أما الدستور المرن فهو الدستور الذي ٌجري تعدٌله أو إلغاؤه بنفس الطرٌمة التً ٌتم بها تعدٌل أو
تغٌٌر صدور التشرٌع العادي وذلن بإصدار من السلطة التشرٌعٌة ،أما الدستور الجامد فهو الدستور
الذي ال ٌمكن تعدٌل أحكامه أو الغاؤها إال بشروط خاصة وإجراءات معٌنة أثمل وأعمد من
اإلجراءات المتبعة فً تعدٌل وإلغاء الموانٌن االعتٌادٌة .فال ٌكفً لتعدٌل أحكامه صدور تشرٌع
عادي ٌنبغً أن تستوفً الشروط واإلجراءات التً نص علٌها الدستور والتً تجعل من تعدٌله أمرا
غٌر هٌن .ومن األمثلة على الدساتٌر الجامد المانون األساسً العرالً والدستور المصري لسنة
.1964ومن األمثلة على الدساتٌر المرنة الدستور اإلنكلٌزي والدساتٌر المؤلتة العرالٌة الصادرة
فً العهد الجمهوري.
أوالهما :حالة الضرورة كما لو ولعت فً فترة حل مجلس األمة وفٌما بٌن أدوار انعماده .أحداث
تمتضً اإلسراع فً اتخاذ التدابٌر أو الحلول لمواجهتها عن طرٌك لرارات لها لوة المانون .وٌسمى
هذا التشرٌع بتشرٌع الضرورة .ولد نصت علٌه بعض الدساتٌر األجنبٌة کما نص علٌه كل من
المانون األساسً العرالً ودستور 29نٌسان سنة 1964العرالً المؤلت.
ثانٌهما :حالة التفوٌض أو التخوٌل .حٌث تخول السلطة التشرٌعٌة السلطة التنفٌذٌة حك إصدار
لرارات لها لوة المانون فً فٌحدد المسابل المعٌنة والفترة المحددة فً التخوٌل بدافع من الرغبة فً
إحاطة التشرٌع بالسرٌة لبل إصداره وٌسمى هذا النوع من التشرٌع االستثنابً تشرٌع التفوٌض أو
التخوٌل.
وبالرجوع لدستور 2005العرالً الحالً نجد انه فً المادة ( /61تاسعا) لد سمح بتفوٌض
االختصاص التشرٌعً فً الظروف االستثنابٌة عند حالة اعالن الحرب وحالة الطوارئ حٌث
51
اجازت المادة المذكورة بتخوٌل ربٌس مجلس الوزراء الصالحٌات الالزمة إلدارة شؤون البالد فً
الظروف االستثنابٌة والطاربة على ان تنظم هذه الصالحٌات بمانون.
ويمر التشريع العادي في ظل النظام البرلماني من حيث سنه بثالث مراحل هي:
مرحلة التراح التشرٌع ومرحلة التصوٌت علٌه ومرحلة التصدٌك .ولما كان التشرٌع العادي
العرالً شأنه شأن غٌره من التشرٌعات ٌجتاز هذه المراحل الثالث وال ٌختلف عن غٌره إال فً
بعض جزبٌاتها وتفصٌالتها .لذلن سنمصر بحثنا على سن التشرٌع العرالً.
52
-1مرحلة التراح مشروع المانون :تملن السلطة التنفٌذٌة متمثلة بربٌس الجمهورٌة ومجلس
الوزراء حك تمدٌم مشارٌع المانون الى السلطة التشرٌعٌة (مجلس النواب) ،وكذلن من حك
عشرة اعضاء من مجلس النواب او احدى لجانه المختصة تمدٌم ممترحات الموانٌن لمجلس
النواب.
-2مرحلة منالشة المشروع والتصويت عليهٌ :موم مجلس النواب بعد ذلن بمنالشة مشارٌع
المانون الممدمة له تمهٌدا إلصدارها ،فمجلس النواب ٌنالش وٌبت فً مدى ضرورة إصدار
الموانٌن ولكون أعضاء مجلس النواب هم ممثلٌن للشعب فٌفترض أن تصدر الموانٌن
انعكاسا لحاجة المجتمع ،وٌحرص أعضاء مجلس النواب عادة منالشة مشارٌع الموانٌن,
فضال عن اهتمامهم بالمصلحة العامة وبالبعد الدستوري ،وبعد إكمال المنالشات وبٌان
األسباب الموجبة أو مبررات تشرٌع المانون .وٌجري التصوٌت علٌه بموجب األغلبٌة
البسٌطة (أكثرٌة المصوتٌن) ,ما لم ٌمرر الدستور أغلبٌة خاصة إللرار بعض الموانٌن .
ففً حالة عدم موافمة مجلس النواب على المشروع من حٌث المبدأ "بأغلبٌة عدد أعضابه
"ٌعد ذلن رفضا لمشروع المانون أما إذا وافك مجلس النواب على مشروع المانون من حٌث
المبدأ ٌنتمل إلى منالشة مواده مادة مادة ،بعد تالوة كل منها ،وٌؤخذ رأي اعضاء مجلس
النواب من خالل التصوٌت على كل مادة على حدة ,وبعد االنتهاء من منالشة المواد
وااللتراحات بالتعدٌالت الممدمة بشأنهاٌ .ؤخذ الرأي على هذه االلتراحات بالتعدٌالت ثم
ٌؤخذ الرأي بعد ذلن على المادة بمجموعها وبعد انتهاء مرحلة المنالشة ٌتم التصوٌت على
مشروع المانون.
-3مرحلة التصديك :وبؼد أن حظً مشروع القاوىن بمىافقت مجلس الىىاب أي صىث ػلًٍ
بأغلبٍت بسٍطتٌ ,رسل إلى مجلس رئاست الجمهىرٌت لغرض المىافقت ػلًٍ باإلجماع وتصدٌقً
وإصداري خالل خمست ػشر ٌىما مه تارٌخ وصىلً لً وفً حال ػدم مىافقت مجلس رئاست
الجمهىرٌت ػلى مشروع القاوىنٌ ،ؼاد المشروع إلى مجلس الىىاب إلػادة الىظر فً
الىىاحً المؼترض ػلٍها والتصوٌت علٌها باألغلبٌة وترسل ثانٌة إلى مجلس رباسة
الجمهورٌة للموافمة علٌها .وفً حال عدم موافمة مجلس رباسة الجمهورٌة على المشروع
ثانٌة ٌعاد إلى مجلس النواب الذي له أن ٌمره بأغلبٌة ثالثة أخماس عدد أعضابه غٌر لابلة
لالعتراض ,وٌعد المشروع مصادلا علٌه وٌصبح لانونا.
التشريع الفرعي:
وهو أدنى أنواع التشرٌع معرفة وٌمصد به التشرٌع الذي تصدره السلطة التنفٌذٌة بمالها من
اختصاص أصٌل تخول لها فً الدستور ابتغاء تنفٌذ التشرٌع العادي أو تنظٌم المرافك والخدمات
العامة والسلطة التنفٌذٌة فً إصدارها هذا التشرٌع ال تحل محل السلطة التشرٌعٌة حلول مؤلتا وإنما
تبدو صاحبة اختصاص أصٌل نص علٌه الدستور رغبة فً تخفٌف أعباء السلطة التشرٌعٌة
وحرصا على تخلٌص الموانٌن من التفصٌالت الجزبٌة وتسلٌما بمدرة السلطة التنفٌذٌة على التعرف
على التفصٌالت الخاصة بتنفٌذ الموانٌن واختٌار التنظٌم المالبم للمصالح والمرافك العامة .ذلن ألن
التشرٌع العادي ال ٌتناول بالتنظٌم جمٌع التفصٌالت الدلٌمة فٌما ٌتناوله بالحكم من مسابل لتعذر إلمام
السلطة التشرٌعٌة بها وألنها تظهر فً الغالب عند تطبٌك المانون .ولذلن ٌترن أمر تنظٌمها للسلطة
التنفٌذٌة بما ٌنٌطه بها من اختصاص أصٌل .وفً إناطة مهمة تشرٌعها بالسلطة التنفٌذٌة حٌلولة دون
تعطٌل العمل التنفٌذي واإلداري من جهة وتجنب إلشغال السلطة التشرٌعٌة بوضع كثٌر من
53
التشرٌعات الثانوٌة من جهة أخرى ،وال ٌترتب على إناطة مهمة التشرٌع فً هذه المسابل بالسلطة
التنفٌذٌة إضرار بالمصلحة العامة أو هدر لحموق األفراد ألن على السلطة التنفٌذٌة أن تتمٌد فٌما
تسنه بأحكام التشرٌع العادي الذي تولت السلطة التشرٌعٌة وضعه وألن السلطة التنفٌذٌة ألصك صلة
بالجمهور بحكم وظٌفتها وأكثر استٌعابا لظروف تطبٌك الموانٌن ولدرة على اختٌار التنظٌم المالبم
لسٌر العمل فً المصالح والمرافك التً تتولى إدارتها بذاتها.
ومن لبٌل التشرٌع الفرعً ما ٌسمى فً مصر بالالبحة سواء كانت تنفٌذٌة أو تنظٌمٌة أو البحة
ضبط .وٌمصد بالالبحة التنفٌذٌة األنظمة التً توضع لتنفٌذ الموانٌن وٌكون الغرض منها تسهٌل
تطبٌك المانون باحتوابها المواعد التفصٌلٌة التً توضح ما فً نص المانون من إجمال وتبٌن ما
ٌمتضٌه تنفٌذه من إجراء أما اللوابح التنظٌمٌة فٌمصد بها األنظمة التً توضع لتنظٌم المصالح العامة
بما ٌتضمن حسن سٌرها وإشباعها للحاجات العامة .وأما لوابح الضبط فهً التً تصدر لحماٌة
األمن العام وصٌانة الصحة العامة كأنظمة المرور وأنظمة المحالت التً تملك الراحة العامة أو
المضرة بالصحة العامة.
وٌمصد (بالنظام) التشرٌع الذي تضمه السلطة التنفٌذٌة لتٌسٌر تنفٌذ المانون الصادر من السلطة
التشرٌعٌة .وٌشتمل على المواعد التفصٌلٌة التً توضح ما فً المانون من التضاب وما ٌمتضٌه
التطبٌك من إجراء والحكمة فً تخوٌل السلطة التنفٌذٌة حك وضعه مزدوجة هً تخفٌف األعباء عن
كاهل السلطة التشرٌعٌة كً ال تشغل نفسها بتشرٌعات ثانوٌة وإلماء مهمة تنظٌم تنفٌذ المانون فً
دلابمه على عاتك سلطة أكثر التصالا بالجمهور من السلطة التشرٌعٌة وأدرى منها بظروف تطبٌك
المانون هً السلطة التنفٌذٌة.
أما التعلٌمات فتشرٌع فرعً ٌمصد به تٌسٌر تطبٌك لانون نافذ أو نظام صادر .ولد أشارت إلٌها
بعض الدساتٌر العرالٌة غٌر أن حك السلطة التنفٌذٌة فً إصدارها أمر ثابت دون حاجة إلى نص
دستوري صرٌح ما دام المانون أو النظام ٌخولها هذا الحك .وتوضع التعلٌمات من لبل جهة رسمٌة
وزارة أو جهة أخرى خولها المانون أو النظام بالنص الصرٌح إصدار التعلٌمات الالزمة لتفصٌل
المجمل من أحكامه ولبٌان الضروري من اإلجراءات فً تطبٌمه .وعلٌه فإن التعلٌمات تكون
أضعف لوة من النظام ألنها كما تصدر تنظٌما لتنفٌذ المانون لد تصدر تسهٌال التطبٌك النظام.
وأما النظام الداخلً فٌراد به التشرٌع الذي ٌصدر استنادا إلى نص تضمنه لانون صدر لٌنشا أو
ٌحكم مؤسسة ما ٌخول مجلس إدارة المؤسسة رسمٌة كانت أو شبه رسمٌة .حك إصداره لتنظٌم
كٌانها وتٌسٌر أعمالها .فٌتولى النظام الداخلً تحدٌد أغراض المؤسسة وبٌان تشكٌالتها وتنظٌم
54
مٌزانٌتها ومالكها وصالحٌتها ٌصدر عنها ممثلة فً مجلس إدارتها .ولما كان النظام الداخلً
ٌوضع استنادا إلى نص ورد فً لانون ٌحكم مؤسسة ما فٌنبغً أن ال ٌخرج فً أحكامه عن حدود
الغرض من إصداره وأن ال ٌخالف ما جاء فً المانون من أحكام .وٌبدوا هذا النوع من التشرٌع
الفرعً کثٌر الشبه بالالبحة التنظٌمٌة التً أشارت إلٌها بعض الدساتٌر األجنبٌة ومنها الدستور
المصري.
المصادر
55
عبد البالً البكري وزهٌر البشٌر ،المدخل لدراسة المانون ،المكتبة المانونٌة ،ط.2011 ،3 -1
فهد العنزي ،المرار االداري تعرٌفه واركانهwww.siironline.org ، -2
ػلً حسٍه سفٍح ،االلٍت الدستىرٌت لتشرٌغ القىاوٍه فً الؼراق بؼد ،2003جامؼت الىهرٌه، -3
مجلت الؼلىم السٍاسٍت والقاوىن ،الؼدد الثاوً www.democraticac.de ،2007،
الستىر الؼراقً لؼام .2005 -4
56