You are on page 1of 8

‫تمسيم البحث‪:‬‬

‫بعد أن تعرفنا على التشرٌع ٌحسن بنا اإللمام بأكثر جوانبه بإٌجاز ولذلن تمضٌنا اإلحاطة علما بهذه‬
‫الجوانب أن نوزع هذا البحث على فروع متعالبة نخصصها للبحث الوجٌز فٌما ٌأتً‪:‬‬

‫انواع التشرٌع وطرق سنها‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫نفاذ التشرٌع والرلابة على صحته‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫نطاق التشرٌع من حٌث المكان والزمان‬ ‫‪-3‬‬
‫تفسٌر التشرٌع‬ ‫‪-4‬‬
‫إلغاء التشرٌع‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫التمنٌن وهو صورة هامة من صور التشرٌع‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫الفرع األول‬

‫أنواع التشريع وطرق سنها‬


‫ٌتدرج التشرٌع من حٌث لوته الملزمة فنجده على ثالثة أنواع تتفاوت من حٌث لوتها هً‪ :‬التشرٌع‬
‫الدستوري والتشرٌع العادي والتشرٌع الفرعً وٌحل التشرٌع الدستوري المرتبة العلٌا‪ .‬وٌلٌه‬
‫التشرٌع العادي من حٌث الموة أما التشرٌع الفرعً فٌحل المرتبة الثالثة‪.‬‬

‫وسنتكلم بإٌجاز فً هذه األنواع الثالثة محددٌن معانٌها مبٌنٌن طرق سنها‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التشريع الدستوري أو الدستور‪.‬‬


‫وهو التشرٌع الذي ٌضع األساس الذي ٌموم علٌه نظام الدولة وٌحدد طرٌمة ممارسة الحكام السلطة‬
‫فٌها‪ .‬فهو ٌحدد شكل الحكم فً الدولة وٌعٌن السلطات العامة فٌها واختصاص كل منها وٌنظم‬
‫عاللات بعضها ببعض وعاللاتها باألفراد وٌمرها لألفراد من حرٌات عامة وحموق لبل الدولة‪.‬‬

‫ولد عرف التشرٌع الدستوري فً العراق باسم (المانون األساسً) فً العهد الملكً وهو المانون‬
‫األساسً الصادر فً (‪ /21‬آذار سنة ‪ 1925‬وعرف باسم الدستور فً العهد الجمهوري ولد‬
‫صدرت فً العهد الجمهوري سبعة دساتٌر هً اآلتٌة‪.‬‬

‫أولها‪ :‬دستور ‪ 27‬تموز ‪ 1958‬المؤلت‪.‬‬

‫ثانٌها‪ :‬لانون المجلس الوطنً لمٌادة الثورة رلم ‪ 20‬لسنة ‪ ،1963‬أو دستور ‪ 4‬نٌسان لسنة ‪.1963‬‬

‫ثالثها‪ :‬لانون المجلس الوطنً لمٌادة الثورة رلم ‪ 61‬لسنة ‪ 1964‬أو دستور ‪ ۲۲‬نٌسان ‪1964‬‬

‫‪49‬‬
‫رابعها‪ :‬دستور ‪ 29‬نٌسان ‪ 1964‬المؤلت الذي عدلت أحكامه بموجب المانون رلم ‪ 137‬الصادر‬
‫فً ‪ 18‬أٌلول ‪.1965‬‬

‫خامسها‪ :‬دستور ‪ 21‬أٌلول سنة ‪ 1968‬المؤلت‪ ،‬الذي عدلت أحكامه بموانٌن الحمة أبرزها التعدٌل‬
‫الرابع لدستور الوزراء فأصبح ربٌس الجمهورٌة ربٌس الحكومة‪ .‬وأعمبه المانون رلم ‪ 224‬سنة‬
‫‪ 1969‬وهو لانون تعدٌل لانون السلطة التنفٌذٌة رلم ‪ 50‬لسنة ‪ 1964‬الذي ألغً دٌوان مجلس‬
‫الوزراء‪.‬‬

‫سادسها‪ :‬دستور ‪ 19‬تموز سنة ‪ 1970‬المؤلت ‪.‬‬

‫سابعها‪ :‬دستور ‪ 2005‬وهو الدستور الحالً‪.‬‬

‫سن التشريع الدستوري أو الدستور‪:‬‬


‫تختلف طرٌمة سن الدستور أو السلطة التً تتولى وضعه باختالف األوضاع السٌاسٌة فً المجتمع‬
‫وٌصدر الدستور عادة بواحدة من أربع طرق فمد ٌصدر فً صورة منحة من الحكام فً الدولة إلى‬
‫الشعب أو فً صورة عمد بٌن الشعب وبٌن صاحب السلطة‪ .‬ولد تسنه جمعٌة تأسٌسٌة منتخبة من‬
‫الشعب‪ .‬ولد ٌسنه الشعب مباشرة عن طرٌك االستفتاء وإذا أمعنا النظر فً هذه الطرق‪ .‬وجدنا أن‬
‫الطرٌمة األولى والثانٌة ال تتفمان مع المبادئ الدٌممراطٌة التً تتأسس على فكرة سٌادة الشعب‬
‫واعتباره مصدر السلطات‪ .‬فالدستور ٌصدر عن طرٌمها فً مجتمعات لم تستمر فٌها المٌم‬
‫الدٌممراطٌة وإن كان صدوره ٌجًء فً الغالب بتأثٌر من الضغط الشعبً‪ .‬أما الطرٌمتان األخرٌان‬
‫فأنها تنسجمان مع مبدأ سٌادة الشعب وإن كانتا تتفاوتان من حٌث مدى إسهام الشعب فً سن‬
‫دستورها‪ .‬فسنه عن طرٌك جمعٌة تأسٌسٌة ٌنتخب الشعب أعضاءها فً سن أعضابها ٌكون أصدق‬
‫تعبٌرا عن اإلرادة العامة وأوسع مجاال لتمحٌص أحكامه من لبل من وضع الشعب فٌهم ثمته عن‬
‫طرٌك االنتخاب‪ .‬أما سنه عن طرٌك االستفتاء فهو وإن لام على فكرة أن الشعب مصدر السطات إال‬
‫أن الدستور ٌوضع من لبل السلطة المابمة لٌطرح بعدبذ على استفتاء شعبً ولد ال ٌترن مجاال‬
‫لتمحٌص أحكامه وتفهم تفصٌالته وإبداء الرأي فً نوالصه‪ .‬إذ لٌس أمام الشعب إال أن ٌختار بٌن‬
‫الموافمة علٌه برمته أو رفضه بأجمعه وفً ذلن إحراج للرأي العام وتضٌٌك على حرٌة التعبٌر‪.‬‬
‫ألن الشعب غالبا ما ٌفضله على عالته على اإلبماء على الوضع المابم لبل صدوره‪ .‬ولعل أفضل‬
‫طرٌمة لسن الدستور وأكثرها انسجاما مع المبدأ الدٌممراطً فً جوهره ال فً مظهره فحسب هً‬
‫التً تجمع بٌن الطرٌمتٌن الثالثة والرابعة معا‪.‬‬

‫وجدٌر بالذكر أن المانون األساس العرالً سن فً العهد الملكً من لبل لجنة دستورٌة أعمبها مجلس‬
‫تأسٌس‪ .‬أما الدساتٌر التً سنت فً العهد الجمهوري فمد صدرت فً صورة إعالن من الموة‬
‫السٌاسٌة والفكرٌة التً تملن زمام األمور وجاءت دساتٌر مؤلتة‪ ،‬ألن الغرض منها تنظٌم ممارسة‬
‫السلطة السٌاسٌة خالل فترة معٌنة وإبراز معالم التغٌٌر االجتماعً المنشود حتى تسمح الظروف‬
‫بوضع األسس الدابمة لنظام الحكم والمواعد الثابتة للتنظٌم االجتماعً والسٌاسً‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫تعديل الدستور‪:‬‬
‫وترتبط بسن الدستور مسألة تعدٌله‪ .‬ذلن ألن فكرة علوٌة الدستور باعتباره الماعدة العلٌا فً الدولة‪.‬‬
‫تمتضً وجوب العمل على حماٌته عن طرٌك إجراءات وشروط ٌنبغً استٌفاؤها فً تعدٌله أو‬
‫تغٌره تكون أكثر تعمٌدا وأشد تمٌدا من الطرق المتبعة فً المساس بالتشرٌع العادي تعدٌال أو تعبٌرا‪.‬‬
‫ومع ذلن فإن مدى سلطان فكرة علوٌة الدستور وما ٌنتج عنها من حرص على حماٌته من ٌرٌد‬
‫المساس به أمر ٌتفاوت الدولة وعٌا وظروفا‪ .‬سٌاسٌة ونظرة إلى المشرع‪ ،‬ومدی الرغبة فً حماٌة‬
‫الدستور من المساس به‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن الدساتٌر من حٌث إجراءات المساس بها تكون على نوعٌن‪ :‬مرنة وجامدة‬

‫أما الدستور المرن فهو الدستور الذي ٌجري تعدٌله أو إلغاؤه بنفس الطرٌمة التً ٌتم بها تعدٌل أو‬
‫تغٌٌر صدور التشرٌع العادي وذلن بإصدار من السلطة التشرٌعٌة‪ ،‬أما الدستور الجامد فهو الدستور‬
‫الذي ال ٌمكن تعدٌل أحكامه أو الغاؤها إال بشروط خاصة وإجراءات معٌنة أثمل وأعمد من‬
‫اإلجراءات المتبعة فً تعدٌل وإلغاء الموانٌن االعتٌادٌة‪ .‬فال ٌكفً لتعدٌل أحكامه صدور تشرٌع‬
‫عادي ٌنبغً أن تستوفً الشروط واإلجراءات التً نص علٌها الدستور والتً تجعل من تعدٌله أمرا‬
‫غٌر هٌن‪ .‬ومن األمثلة على الدساتٌر الجامد المانون األساسً العرالً والدستور المصري لسنة‬
‫‪ .1964‬ومن األمثلة على الدساتٌر المرنة الدستور اإلنكلٌزي والدساتٌر المؤلتة العرالٌة الصادرة‬
‫فً العهد الجمهوري‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التشريع العادي أو المانون أو التشريع الرئيسي‪:‬‬


‫ٌمصد به التشرٌع الذي تسنه السلطة التشرٌعٌة فً الدولة فً حدود اختصاصها المبٌن فً الدستور‪.‬‬
‫وإذا كان األصل أن السلطة التشرٌعٌة هً التً تتولى سنه‪ ،‬إال أن من الجابز أن تحل السلطة‬
‫التنفٌذٌة محل السلطة التشرٌعٌة فً سنه على سبٌل االستثناء وذلن ما ٌمع فً حالتٌن‪:‬‬

‫أوالهما‪ :‬حالة الضرورة كما لو ولعت فً فترة حل مجلس األمة وفٌما بٌن أدوار انعماده‪ .‬أحداث‬
‫تمتضً اإلسراع فً اتخاذ التدابٌر أو الحلول لمواجهتها عن طرٌك لرارات لها لوة المانون‪ .‬وٌسمى‬
‫هذا التشرٌع بتشرٌع الضرورة‪ .‬ولد نصت علٌه بعض الدساتٌر األجنبٌة کما نص علٌه كل من‬
‫المانون األساسً العرالً ودستور ‪ 29‬نٌسان سنة ‪ 1964‬العرالً المؤلت‪.‬‬

‫ثانٌهما‪ :‬حالة التفوٌض أو التخوٌل‪ .‬حٌث تخول السلطة التشرٌعٌة السلطة التنفٌذٌة حك إصدار‬
‫لرارات لها لوة المانون فً فٌحدد المسابل المعٌنة والفترة المحددة فً التخوٌل بدافع من الرغبة فً‬
‫إحاطة التشرٌع بالسرٌة لبل إصداره وٌسمى هذا النوع من التشرٌع االستثنابً تشرٌع التفوٌض أو‬
‫التخوٌل‪.‬‬

‫وبالرجوع لدستور ‪ 2005‬العرالً الحالً نجد انه فً المادة (‪ /61‬تاسعا) لد سمح بتفوٌض‬
‫االختصاص التشرٌعً فً الظروف االستثنابٌة عند حالة اعالن الحرب وحالة الطوارئ حٌث‬

‫‪51‬‬
‫اجازت المادة المذكورة بتخوٌل ربٌس مجلس الوزراء الصالحٌات الالزمة إلدارة شؤون البالد فً‬
‫الظروف االستثنابٌة والطاربة على ان تنظم هذه الصالحٌات بمانون‪.‬‬

‫سن التشريع العادي‪:‬‬


‫تتولى السلطة التشرٌعٌة فً الدولة سن التشرٌع العادي فً حدود اختصاصها الذي رسمه الدستور‪.‬‬
‫ومصطلح السلطة التشرٌعٌة ٌعنً الهٌبة التً تمارس وظٌفة سن المواعد المانونٌة والهٌبة المختصة‬
‫بالتشرٌع تختلف فً شكلها وطبٌعتها باختالف الدول‪ .‬ولكنها تبدو فً البالد الدٌممراطٌة هٌبة ٌنتخب‬
‫الشعب أعضاءها تطلك علٌها تسمٌات شتى كالبرلمان والمجلس النٌابً والجمعٌة الوطنٌة والمجلس‬
‫الوطنً ومجلس األمة ومجلس الشعب‪ .‬ولد تبدو هذه الهٌبة فً صورة مجلس منتخب واحد‪ ،‬ولد‬
‫تنتظم مجلسٌن فإذا التصرت على مجلس واحد ضم هذا المجلس من ٌنتخبه الشعب لتمثٌله فٌه‪ .‬وإذا‬
‫ضمت مجلسٌن انتخب الشعب أعضاء أحد المجلسٌن الذي لد ٌطلك علٌه اسم المجلس النٌابً أو‬
‫مجلس العموم أو أٌة تسمٌة أخرى أما المجلس اآلخر فمد ٌنتخب الشعب كل اعضابه ولد ٌنتخب‬
‫بعضهم لٌتولى ربٌس الدولة تعٌٌن البعض اآلخر ولد ٌستأثر ربٌس الدولة باختٌارهم جمٌعا‪ .‬وتطلك‬
‫على المجلس الثانً تسمٌات متعددة منها مجلس الشٌوخ أو مجلس األعٌان وٌسمى فً إنكلترا‬
‫مجلس اللوردات ونظام المجلسٌن نظام التضته اعتبارات متعددة منها االعتبارات االجتماعٌة‬
‫الطبمٌة ومنها اعتبارات تتعلك بالتنظٌم السٌاسً للدولة ومنها الرغبة فً تموٌة السلطة التنفٌذٌة‪ .‬عن‬
‫طرٌك مجلس تتولى تعٌٌن جمٌع أعضابه أو بعضهم لتتخذ منه وسٌلة لمماومة المجلس اآلخر الذي‬
‫ٌضم ممثلٌن عن الشعب أعضابها كال أو جزءا بل لد ٌضاف إلٌها ربٌس الدولة ملكا كان أو ربٌس‬
‫جمهورٌة أو أمٌرا‪.‬‬

‫ويمر التشريع العادي في ظل النظام البرلماني من حيث سنه بثالث مراحل هي‪:‬‬

‫مرحلة التراح التشرٌع ومرحلة التصوٌت علٌه ومرحلة التصدٌك‪ .‬ولما كان التشرٌع العادي‬
‫العرالً شأنه شأن غٌره من التشرٌعات ٌجتاز هذه المراحل الثالث وال ٌختلف عن غٌره إال فً‬
‫بعض جزبٌاتها وتفصٌالتها‪ .‬لذلن سنمصر بحثنا على سن التشرٌع العرالً‪.‬‬

‫سن التشريع العادي العرالي‬


‫ان السلطة التشرٌعٌة فً ظل الدستور العرالً لعام ‪ 2005‬الحالً تتكون من (مجلس النواب‬
‫ومجلس االتحاد) اذ ٌتكون مجلس النواب من عدد من االعضاء ٌمثلون الشعب العرالً بأكمله‬
‫بنسبة ممعد واحد لكل مابة الف نسمة‪ ،‬اما مجلس االتحاد ٌضم ممثلٌن عن االلالٌم والمحافظات غٌر‬
‫ال منتظمة بأللٌم وٌتم تشكٌله وتنظٌمه بمانون اال انه لم ٌتم تشكٌله الى االن‪ .‬ولد نص الدستور‬
‫العرالً الحالً فً المادة(‪/61‬اوال) على ان( عملٌة تشرٌع الموانٌن هو من اختصاص السلطة‬
‫التشرٌعٌة)‪ ،‬وعملٌة تشرٌع الموانٌن تمر بمراحل اجراءات عدة وهً على النحو التً‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -1‬مرحلة التراح مشروع المانون‪ :‬تملن السلطة التنفٌذٌة متمثلة بربٌس الجمهورٌة ومجلس‬
‫الوزراء حك تمدٌم مشارٌع المانون الى السلطة التشرٌعٌة (مجلس النواب)‪ ،‬وكذلن من حك‬
‫عشرة اعضاء من مجلس النواب او احدى لجانه المختصة تمدٌم ممترحات الموانٌن لمجلس‬
‫النواب‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة منالشة المشروع والتصويت عليه‪ٌ :‬موم مجلس النواب بعد ذلن بمنالشة مشارٌع‬
‫المانون الممدمة له تمهٌدا إلصدارها‪ ،‬فمجلس النواب ٌنالش وٌبت فً مدى ضرورة إصدار‬
‫الموانٌن ولكون أعضاء مجلس النواب هم ممثلٌن للشعب فٌفترض أن تصدر الموانٌن‬
‫انعكاسا لحاجة المجتمع‪ ،‬وٌحرص أعضاء مجلس النواب عادة منالشة مشارٌع الموانٌن‪,‬‬
‫فضال عن اهتمامهم بالمصلحة العامة وبالبعد الدستوري‪ ،‬وبعد إكمال المنالشات وبٌان‬
‫األسباب الموجبة أو مبررات تشرٌع المانون‪ .‬وٌجري التصوٌت علٌه بموجب األغلبٌة‬
‫البسٌطة (أكثرٌة المصوتٌن)‪ ,‬ما لم ٌمرر الدستور أغلبٌة خاصة إللرار بعض الموانٌن ‪.‬‬
‫ففً حالة عدم موافمة مجلس النواب على المشروع من حٌث المبدأ "بأغلبٌة عدد أعضابه‬
‫"ٌعد ذلن رفضا لمشروع المانون أما إذا وافك مجلس النواب على مشروع المانون من حٌث‬
‫المبدأ ٌنتمل إلى منالشة مواده مادة مادة‪ ،‬بعد تالوة كل منها‪ ،‬وٌؤخذ رأي اعضاء مجلس‬
‫النواب من خالل التصوٌت على كل مادة على حدة‪ ,‬وبعد االنتهاء من منالشة المواد‬
‫وااللتراحات بالتعدٌالت الممدمة بشأنها‪ٌ .‬ؤخذ الرأي على هذه االلتراحات بالتعدٌالت ثم‬
‫ٌؤخذ الرأي بعد ذلن على المادة بمجموعها وبعد انتهاء مرحلة المنالشة ٌتم التصوٌت على‬
‫مشروع المانون‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة التصديك‪ :‬وبؼد أن حظً مشروع القاوىن بمىافقت مجلس الىىاب أي صىث ػلًٍ‬
‫بأغلبٍت بسٍطت‪ٌ ,‬رسل إلى مجلس رئاست الجمهىرٌت لغرض المىافقت ػلًٍ باإلجماع وتصدٌقً‬
‫وإصداري خالل خمست ػشر ٌىما مه تارٌخ وصىلً لً وفً حال ػدم مىافقت مجلس رئاست‬
‫الجمهىرٌت ػلى مشروع القاوىن‪ٌ ،‬ؼاد المشروع إلى مجلس الىىاب إلػادة الىظر فً‬
‫الىىاحً المؼترض ػلٍها والتصوٌت علٌها باألغلبٌة وترسل ثانٌة إلى مجلس رباسة‬
‫الجمهورٌة للموافمة علٌها‪ .‬وفً حال عدم موافمة مجلس رباسة الجمهورٌة على المشروع‬
‫ثانٌة ٌعاد إلى مجلس النواب الذي له أن ٌمره بأغلبٌة ثالثة أخماس عدد أعضابه غٌر لابلة‬
‫لالعتراض‪ ,‬وٌعد المشروع مصادلا علٌه وٌصبح لانونا‪.‬‬

‫التشريع الفرعي‪:‬‬
‫وهو أدنى أنواع التشرٌع معرفة وٌمصد به التشرٌع الذي تصدره السلطة التنفٌذٌة بمالها من‬
‫اختصاص أصٌل تخول لها فً الدستور ابتغاء تنفٌذ التشرٌع العادي أو تنظٌم المرافك والخدمات‬
‫العامة والسلطة التنفٌذٌة فً إصدارها هذا التشرٌع ال تحل محل السلطة التشرٌعٌة حلول مؤلتا وإنما‬
‫تبدو صاحبة اختصاص أصٌل نص علٌه الدستور رغبة فً تخفٌف أعباء السلطة التشرٌعٌة‬
‫وحرصا على تخلٌص الموانٌن من التفصٌالت الجزبٌة وتسلٌما بمدرة السلطة التنفٌذٌة على التعرف‬
‫على التفصٌالت الخاصة بتنفٌذ الموانٌن واختٌار التنظٌم المالبم للمصالح والمرافك العامة‪ .‬ذلن ألن‬
‫التشرٌع العادي ال ٌتناول بالتنظٌم جمٌع التفصٌالت الدلٌمة فٌما ٌتناوله بالحكم من مسابل لتعذر إلمام‬
‫السلطة التشرٌعٌة بها وألنها تظهر فً الغالب عند تطبٌك المانون‪ .‬ولذلن ٌترن أمر تنظٌمها للسلطة‬
‫التنفٌذٌة بما ٌنٌطه بها من اختصاص أصٌل‪ .‬وفً إناطة مهمة تشرٌعها بالسلطة التنفٌذٌة حٌلولة دون‬
‫تعطٌل العمل التنفٌذي واإلداري من جهة وتجنب إلشغال السلطة التشرٌعٌة بوضع كثٌر من‬
‫‪53‬‬
‫التشرٌعات الثانوٌة من جهة أخرى‪ ،‬وال ٌترتب على إناطة مهمة التشرٌع فً هذه المسابل بالسلطة‬
‫التنفٌذٌة إضرار بالمصلحة العامة أو هدر لحموق األفراد ألن على السلطة التنفٌذٌة أن تتمٌد فٌما‬
‫تسنه بأحكام التشرٌع العادي الذي تولت السلطة التشرٌعٌة وضعه وألن السلطة التنفٌذٌة ألصك صلة‬
‫بالجمهور بحكم وظٌفتها وأكثر استٌعابا لظروف تطبٌك الموانٌن ولدرة على اختٌار التنظٌم المالبم‬
‫لسٌر العمل فً المصالح والمرافك التً تتولى إدارتها بذاتها‪.‬‬

‫ومن لبٌل التشرٌع الفرعً ما ٌسمى فً مصر بالالبحة سواء كانت تنفٌذٌة أو تنظٌمٌة أو البحة‬
‫ضبط‪ .‬وٌمصد بالالبحة التنفٌذٌة األنظمة التً توضع لتنفٌذ الموانٌن وٌكون الغرض منها تسهٌل‬
‫تطبٌك المانون باحتوابها المواعد التفصٌلٌة التً توضح ما فً نص المانون من إجمال وتبٌن ما‬
‫ٌمتضٌه تنفٌذه من إجراء أما اللوابح التنظٌمٌة فٌمصد بها األنظمة التً توضع لتنظٌم المصالح العامة‬
‫بما ٌتضمن حسن سٌرها وإشباعها للحاجات العامة‪ .‬وأما لوابح الضبط فهً التً تصدر لحماٌة‬
‫األمن العام وصٌانة الصحة العامة كأنظمة المرور وأنظمة المحالت التً تملك الراحة العامة أو‬
‫المضرة بالصحة العامة‪.‬‬

‫التشريع الفرعي في العراق وسنه‪:‬‬


‫ٌضم التشرٌع الفرعً فً العراق أنواعا ثالثة هً األنظمة والتعلٌمات والمرارات واألنظمة‬
‫الداخلٌة‪ .‬ولد اشار دستور ‪ 2005‬العرالً الحالً الٌها فً المادة (‪/80‬ثالثا) وبٌن بأن من‬
‫صالحٌات مجلس الوزراء (اصدار االنظمة والتعلٌمات والمرارات بهدف تنفٌذ المانون)‪.‬‬

‫وٌمصد (بالنظام) التشرٌع الذي تضمه السلطة التنفٌذٌة لتٌسٌر تنفٌذ المانون الصادر من السلطة‬
‫التشرٌعٌة‪ .‬وٌشتمل على المواعد التفصٌلٌة التً توضح ما فً المانون من التضاب وما ٌمتضٌه‬
‫التطبٌك من إجراء والحكمة فً تخوٌل السلطة التنفٌذٌة حك وضعه مزدوجة هً تخفٌف األعباء عن‬
‫كاهل السلطة التشرٌعٌة كً ال تشغل نفسها بتشرٌعات ثانوٌة وإلماء مهمة تنظٌم تنفٌذ المانون فً‬
‫دلابمه على عاتك سلطة أكثر التصالا بالجمهور من السلطة التشرٌعٌة وأدرى منها بظروف تطبٌك‬
‫المانون هً السلطة التنفٌذٌة‪.‬‬

‫أما التعلٌمات فتشرٌع فرعً ٌمصد به تٌسٌر تطبٌك لانون نافذ أو نظام صادر‪ .‬ولد أشارت إلٌها‬
‫بعض الدساتٌر العرالٌة غٌر أن حك السلطة التنفٌذٌة فً إصدارها أمر ثابت دون حاجة إلى نص‬
‫دستوري صرٌح ما دام المانون أو النظام ٌخولها هذا الحك‪ .‬وتوضع التعلٌمات من لبل جهة رسمٌة‬
‫وزارة أو جهة أخرى خولها المانون أو النظام بالنص الصرٌح إصدار التعلٌمات الالزمة لتفصٌل‬
‫المجمل من أحكامه ولبٌان الضروري من اإلجراءات فً تطبٌمه‪ .‬وعلٌه فإن التعلٌمات تكون‬
‫أضعف لوة من النظام ألنها كما تصدر تنظٌما لتنفٌذ المانون لد تصدر تسهٌال التطبٌك النظام‪.‬‬

‫وأما النظام الداخلً فٌراد به التشرٌع الذي ٌصدر استنادا إلى نص تضمنه لانون صدر لٌنشا أو‬
‫ٌحكم مؤسسة ما ٌخول مجلس إدارة المؤسسة رسمٌة كانت أو شبه رسمٌة‪ .‬حك إصداره لتنظٌم‬
‫كٌانها وتٌسٌر أعمالها‪ .‬فٌتولى النظام الداخلً تحدٌد أغراض المؤسسة وبٌان تشكٌالتها وتنظٌم‬
‫‪54‬‬
‫مٌزانٌتها ومالكها وصالحٌتها ٌصدر عنها ممثلة فً مجلس إدارتها‪ .‬ولما كان النظام الداخلً‬
‫ٌوضع استنادا إلى نص ورد فً لانون ٌحكم مؤسسة ما فٌنبغً أن ال ٌخرج فً أحكامه عن حدود‬
‫الغرض من إصداره وأن ال ٌخالف ما جاء فً المانون من أحكام‪ .‬وٌبدوا هذا النوع من التشرٌع‬
‫الفرعً کثٌر الشبه بالالبحة التنظٌمٌة التً أشارت إلٌها بعض الدساتٌر األجنبٌة ومنها الدستور‬
‫المصري‪.‬‬

‫المصادر‬

‫‪55‬‬
‫عبد البالً البكري وزهٌر البشٌر‪ ،‬المدخل لدراسة المانون‪ ،‬المكتبة المانونٌة‪ ،‬ط‪.2011 ،3‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فهد العنزي ‪ ،‬المرار االداري تعرٌفه واركانه‪www.siironline.org ،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ػلً حسٍه سفٍح‪ ،‬االلٍت الدستىرٌت لتشرٌغ القىاوٍه فً الؼراق بؼد ‪ ،2003‬جامؼت الىهرٌه‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مجلت الؼلىم السٍاسٍت والقاوىن‪ ،‬الؼدد الثاوً ‪www.democraticac.de ،2007،‬‬
‫الستىر الؼراقً لؼام ‪.2005‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪56‬‬

You might also like