Professional Documents
Culture Documents
محاضرات للعام الدراسي 2223
محاضرات للعام الدراسي 2223
األول
مقياس النظام السياسي الجزائري ماستر 1السداسي ّ
تخصص العالقات الدولية والقانون الدولي
محاور المحاضرات:
- 1النظام السياسي الجزائري في ظل األحادية الحزبية :
-النظام السياسي في ظل حكم الرئيس أحمد بن بلة.
-النظام السياسي في ظل حكم الرئيس هواري بومدين
-الرئيس الشاذلي بن جديد والممارسة السياسية مرحلة ما قبل التحول الديموقراطي
- 2النظام السياسي الجزائري في ظل التعددية الحزبية .
-النظام السياسي الجزائري في المرحلة االنتقالية (ازمة التحول الديموقراطي)
-فترة حكم الرئيس محمد بوضياف وعلى كافي
-النظام السياسي الجزائري في ظل حكم الرئيس اليامين زروال.
-النظام السياسي الجزائري في ظل حكم عبد العزيز بوتفليقة.
-النظام السياسي الجزائري في مرحلة الحراك السياسي
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
.
المحاضرة 1
فترة حكم الرئيس أحمد بن بلة
وصل أحمد بن بلة إلى سدة الحكم بدعم من المؤسسة العسكرية ،حيث رأت هذه األخيرة من
بن بلة الشخص المدني الذي يمكن أن يعطي الطابع الشرعي لممارسة السلطة.
بعد انتصار مجموعة تلمسان بقيادة هيئة األركان و السيد أحمد بن بلة على الحكومة المؤقتة
،قام المكتب السياسي بانتقاء االفراد الذين تم ترشيحهم من طرف حزب جبهة التحرير
الوطني إلى المجلس الوطني التأسيسي ( البرلمان المكلف بوضع الدستور الجديد للجزائر)
في 20سبتمبر 1962جرت االنتخابات التشريعية ،و تم التصويت على 196عضوا
بالمجلس التأسيسي الجديد الذي كانت وظيفته تتمثل في التصويت على الحكومة الجديدة و
سن دستور جديد للجزائر ،لقد تم التصويت على تعيين حكومة جديدة برئاسة أحمد بن بلة
في 24سبتمبر 1962و
تمت الموافقة النهائية من المجلس التأسيسي على التشكيلة الجديدة للحكومة يوم 29
سبتمبر.1962
جمع بن بلة بين رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة ،ولقد قام بإضعاف مؤسسات الدولة خاصة
مؤسسة الحزب والجيش ،حيث سيطر على السلطة التنفيذية ،وأصبح يشارك المجلس الوطني
في التشريع.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
وضع دستور :1963كلف الرئيس بن بلة مجموعة صغيرة من األشخاص قام باختيارهم ،
دون الرجوع إلى الجمعية الوطنية وهذا لصياغة مشروع الدستور في أوت 1962عرض
على االستفتاء الشعبي في 6سبتمبر 1963وكانت الرؤية التي تبناها في هذا الدستور هي
عدة
خول ّ أن الدستورّ 1963 إقامة نظام سياسي يتبنى األحادية الحزبية ،ما يالحظ ّ
صالحيات لرئيس الجمهورية و لذا وصف النظام الذي تم تكريسه وفقا له بالنظام الرئاسي
المتشدد ،غير ّأنه لم يمضي من الوقت سوى 23يوما حتى لجأ الرئيس بن بلة إلى
عدة صالحيات في حالة وجود خطر يهدد البالد وعليه
استعمال المادة 59و التي تمنحه ّ
فقد قام بتعليق العمل بالدستور.
إلى جانب ما ذكر سابقا يمكن أن نحدد بعض الخصائص التي طبعت نظام الرئيس بن بلة
وهي:
-لم تتمكن جبهة التحرير من أن تجعل من نفسها التنظيم السياسي الذي يرتكز عليه
النظام.
-تم في األخير حسم الصراع بين بن بلة والجيش لصالح هذا األخير.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
المحاضرة 2
النظام السياسي في ظل حكم الرئيس هواري بومدين 1978-1965
بعدما اتجه بن بلة نحو شخصنة السلطة السياسية واعتماده على نظام سياسي شعبوي ،ازدادت
الصراعات بين فواعل النظام السياسي ،وكان الفيصل في األخير لصالح المؤسسة العسكرية
التي حسمت الموقف لصالحها ،وعليه حدث ما عرف لدى البعض بالتصحيح الثوري ولدى
اآلخرين باالنقالب العسكري وكان ذلك في 19جوان .1965
كما ذكرنا سابقا هناك من اعتبر ما حدث تصحيحا ثوريا وتبنى هذا الطرح أصحاب ومدعمي
الحركة االنقالبية بحجة أن ما وقع ما هو إال تصحيح لمسار الثورة التي انحرفت عن اإلطار
المحدد لها.
ويمكن أن نستشف ذلك من خطاب العقيد هواري بومدين ساعة إعالنه تغيير النظام واالنقالب
عليه حيث وردت عدة مصطلحات منها :مثال نعت النظام السابق بالمشين والطاغية
وبالمنحرف عن الطريق السوي ،وطرح أيضا مسألة الشرعية الثورية التي يجب االلتزام بخطاها
لكن من الجهة المقابلة وصف ما حدث بالحركة االنقالبية التي كانت ضد نظام لم يعمر إال
ثالث سنوات وما بين وصف الحدث بالتصحيح أو االنقالب ،هناك وصف ثالث اعتبر ما وقع
باالنقالب األبيض.
حددنا في المحاضرة السابقة جانبا من هذه األسباب غير أنه يمكن أن نضيف أسباب أخرى
وهي:
-1تصارع الكتل و المصالح بين من يدعمون الرئيس بن بلة و بين من يدعمون الجيش .
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-3غياب مبدأ الفصل بين السلطات حيث كان الرئيس بن بلة هو رئيس الدولة و رئيس
الحكومة و رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية و األمين العام للحزب و زعيم مليشيات شعبية
مسلحة .
-4اإلنحراف عن مبادئ ثورة نوفمبر و لذا اعتبر االنقالبين أن ما قاموا به هو عبارة عن
تصحيح ثوري.
قصد فهم النظام السياسي الجزائري خالل حقبة الرئيس هواري بومدين يمكننا أن نقسم هذه
الحقبة إلى مرحلتين أساسيتين:
المرحلة األولى تبدأ من عام 1965إلى غاية 1976وهذه المرحلة سميت بمرحلة الحكم
المؤقت والمرحلة الثانية تبدأ من 1976إلى غاية عام .1978
بعد االنقالب مباشرة ،كان على النظام الجديد البحث عن صيغة قانونية قصد إرساء مؤسسات
جديدة التي تقوم مقام السلطتين التنفيذية والتشريعية وعليه فقد تم إصدار األمر رقم 182-65
المؤرخ بتاريخ 1965/07/10هذا األمر سمي بالدستور الصغير ،وبموجب ذلك تم تشكيل
مجلس الثورة باعتباره أعلى السلطات الممثلة للسيادة إلى غاية اعتماد دستور جديد حيث أن
دستور 1963أي الدستور السابق كان قد تم تجميده كما حل البرلمان وغيرها من المؤسسات
والبديل كما ذكرنا سابقا تشكيل مجلس الثورة.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
مجلس الثورة:
تم تشكيل مجلس الثورة مباشرة بعد الحركة االنقالبية ضم 26عضوا 24 ،عضو عسكري،
و 2مدنيين ،تمثلت مهامه:
-تفويض الحكومة لممارسة السلطات الضرورية لسير أجهزة الدولة وكيان األمة.
على العموم اعتبر مصدر السلطة المطلقة والمنشئ للمؤسسات والمحدد الختصاصها ،حيث
اسندت للمجلس مهام واختصاصات المجلس الوطني ورئيس الجمهورية والحزب ،كل هذا
يوضح لنا من جهة أخرى أن هواري بومدين أصبح وقفا لهذا المجلس وزي ار للدفاع ،ورئيسا
للحكومة ورئيس مجلس الوزراء.
لقد قام النظام السياسي خالل هذه المرحلة بتبني استراتيجية معادلتها تقوم على أساس تنظيم
المجتمع من جهة واسترجاع الموارد الوطنية ،قصد بناء اقتصاد مخطط.
أهم ما تم تحقيقه من الناحية االقتصادية والذي يعد كإنجاز للرئيس هواري بومدين وهو تأميم
الشركات المنجمية في 8ماي ،1966والمحروقات في 24فيفري ،1971والذي يستهدف
إلى تحقيق السيادة الفعلية على الثروات النفطية ،وهكذا تم تحويل القطاع البترولي في الجزائر
من قطاع احتكاري استعماري ،إلى قطاع وطني.
فتم تعزيزها من خالل مجموعة من القوانين وهذا انطالقا من سنة ،1967إليجاد هياكل
قاعدية متينة للدولة ،ووفقا لذلك تم إصالح البلديات والواليات فمثال في 18جانفي ،1967
صدر قانون البلدية ،أما قانون الوالية فكان صدوره في .1969/05/23
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
في عام 1971سمحت الدولة بتأسيس الجمعيات التي من خاللها يعبر الجزائريون عن
توجهاتهم وانشغاالتهم ،كما أنه في عام ،1972قام الرئيس بومدين بإطالق ما عرف بالثورة
الزراعية ،التي كانت كأداة للترويج للنظام االشتراكي.
إن الوصف الذي أراده بومدين أن يتكرس في هذه المرحلة من حكمه هي تأسيس الشرعية
الثورية.
كما قلنا سابقا سعى هواري بومدين خالل فترة ما قبل ،1976إلى تكريس الشرعية الثورية،
إال أنه في المرحلة الثانية فكان الهدف منها إضفاء طابع الشرعية الدستورية على نظام الحكم،
وتجلى ذلك من خالل اتخاذ جملة من الخطوات فماهو إذا األساس الدستوري والسياسي الذي
انتهج قصد بناء النظام السياسي وفقا للشرعية الدستورية؟
يمكن أن نذكر بعض الخطوات التي اتخذت والتي استهدفت تحقيق الشرعية الدستورية كما
ذكرنا سابقا ومنه سنتطرق إلى:
أ -الميثاق الوطني :سبق لنظام بن بلة أن وضع ميثاقا وطنيا كان ذلك في عام ، 1964
نفس الشئ قام به الرئيس هواري بومدين حيث وضع ميثاق تحددت فيه األسس و المبادئ
اإليديولوجية و القوانين التي تحكم النظام ،عرض على استفتاء شعبي يوم .1976/06/27
أكد الميثاق الوطني على بعث السيادة الوطنية وبناء االشتراكية إلى جانب مكافحة التخلف
وبناء اقتصاد حديث ومتطور والتفطن لألخطار الخارجية.
ب -دستور :1976تم إق ارره عن طريق االستفتاء و بموجبه عاد النظام الجزائري إلى ممارسة
الدستورية بعد إنقطاع دام أكثر من إحدى عشر سنة ،لم يختلف هذا الدستور عن سابقه من
حيث الصالحيات الواسعة ،التي منحت لرئيس الجمهورية ،من بين ما ورد فيه هو مسألة
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
االشتراكية و عملية تجذيرها ،و كذلك اعتمد الثورات الثالث ،الصناعية و الزراعية ،و
الثقافية ،أيضا اعتمد األحادية الحزبية .
ما يميز دستور 1976هو أنه نص على الوظائف وليس السلطات حيث اعتمد توزيع السلطة
على عدة وظائف وهي:
الوظيفة التنفيذية ،الوظيفة التشريعية ،الوظيفة السياسية ،الوظيفة القضائية ،الوظيفة التأسيسية
(تعديل الدستور) ،وظيفة المراقبة.
وبصفة مجملة نجد أن دستور ،1976أسس نظاما رئاسيا ،حيث أعطى مكانه هامة لرئيس
الجمهورية مع صالحيات واسعة ،حتى أنه كان يشارك في الوظيفة التشريعية وأعطيت له
صالحية حل البرلمان.
في عام 1977تم انتخاب أول مجلس تشريعي في ظل دستور ،1976إذ نالحظ أنه خالل
المرحلة الثانية من حكم بومدين تم تشكيل بناء مؤسساتي جديد ،غير أن هذا لم يؤدي إلى
تغيير جوهري في طبيعة النظام السياسي الجزائري حيث ظل هواري بومدين ،يحتكر رئاسة
الدولة ،ورئاسة الحكومة وو ازرة الدفاع ،وغيرها من المناصب األخرى.
وعليه فقد تفوق عن سابقه أحمد بن بلة من حيث السلطات التي احتكرها ،كل هذا ساهم في
إيجاد
في 27ديسمبر 1978توفي الرئيس هواري بومدين ومنه انتقل النظام السياسي الجزائري إلى
مرحلة جديدة.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
المحاضرة 3
توفي الرئيس هواري بومدين في 27ديسمبر ،1978وترك وراءه فراغا سياسيا وهذا راجع
لكونه كان يجمع بين أكثر من مهمة ووظيفة ،لقد نص دستور ،1976في مادته 117على
أن يتولى رئيس البرلمان الرئاسة في حالة خلو منصب الرئيس لمدة 45يوما ،ثم بعدها ينتخب
الرئيس الجديد.
وخالل هذه الفترة ظهر صراع حول من يتولى السلطة حيث برز اتجاهان اتجاه يمثله عبد
العزيز
بوتفليقة ،واتجاه آخر يمثله محمد الصالح يحياوي ،االتجاه األول كان يمثل التوجه نحو
الليبيرالية أما الثاني فكان توجهه اشتراكي ،وفي خضم هذا الصراع تدخلت المؤسسة العسكرية
لتقدم مرشحها والمتمثل في العقيد الشاذلي بن جديد فقد تم انتخابه من قبل اللجنة المركزية
لحزب جبهة التحرير الوطني أمينا عاما للحزب وتم ترشيحه لرئاسة الجمهورية في 7فيفري
.1979
-1قام بإبعاد كل الشخصيات القوية من النظام ،كما قام بإضعاف الذين أتوا به للحكم ،
حتى ال يبقى رهينة في أيديهم .
-3تمكن من عزل أو إبعاد رموز مراكز القوى داخل المؤسسة العسكرية لغرض تعزيز
مركزه في السلطة .
-4أبقى الجيش جزء ال يتج أز من الجبهة ليشكل ضباطه السامون 20بالمائة من أعضاء
اللجنة المركزية .
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-5شدد قبضته على الحزب ،مما سمح له بتعيين مكتب سياسي جديد استبعد منه
البومدينيين.
-6عمل على تحسين النمط االستهالكي للمواطنين من خالل برنامج مكافحة الندرة ،و رفع
شعار من أجل حياة أفضل.
-7أطلق سراح المعارضين الذين كانوا في السجون منهم أحمد بن بلة ،كما سمح
للمعارضة في الخارج بالدخول إلى البالد .
-8في المجال الدستوري أدخلت تعديالت على دستور ، 1976بموجب القانون رقم /79
86المؤرخ في ، 1979/07/07المتعلق بمراجعة الدستور ،من بين التعديالت التي نص
عليها تحديد مدة الرئاسة بخمس سنوات و تعيين رئيس الوزراء .
-10التوجه نحو اقتصاد السوق من خالل تبني سياسة اقتصادية تقوم على إعادة هيكلة
المؤسسات الصناعية و غيرها من اإلجراءات القانونية و السياسية و حتى االقتصادية التي
اتخذها الرئيس شاذلي بن جديد لغرض تثبيت شرعيته الشعبية .
إال أن مرحلة حكمة لم تخلو من االضطرابات كأحداث تيزي وزو ،1980وأهم إنتفاضة
تبقى أحداث الخامس أكتوبر ،1988والتي شكلت ،منعطفا حاسما ،وفسرت هذه
االضطرابات بالصراعات التي كانت بين مختلف الكتل في هرم النظام السياسي ،خاصة و
أن الرئيس شاذلي بن جديد اتجه إلى أحداث عدة إصالحات كما ذكرنا سابقا.
سنحاول أن نفصل في هذه النقاط الحقا عند التطرق إلى عوامل التحول الديمقراطي للنظام
السياسي الجزائري.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
انطالقا مما ذكرناه في المحاضرات السابقة اتضح لنا أهمية ومكانة السلطة التنفيذية في
النظام السياسي الجزائري ،فرئيس الجمهورية يعتبر محور النظام السياسي ،نظ ار للصالحيات
التي
-2الجيش:
تعد المؤسسة العسكرية في النظام السياسي الجزائري أداة للتوازن ،فالقرار السياسي ظل
مرهونا بموافقة المؤسسة العسكرية وهذا ما حدث مثال عند اختيار الرئيس الشاذلي بن جديد،
أو في اختيار أحمد بن بلة الذي تم بفضل تزكية من الجيش والمالحظ أنه عندما حاول
الرئيس بن بلة تهميش المؤسسة العسكرية حدث االنقالب .لقد أصبحت هذه المؤسسة في
ظل حكم الرئيس بومدين من أقوى المؤسسات خاصة عندما أعطيت لها مهام وأدوار أخرى
باعتبارها أداة للثورة ولتنمية البالد وبناء االشتراكية.
و في ظل حكم الرئيس الشاذلي بن جديد عمل على إعادة تنظيم هذه المؤسسة حتى يتمكن
من التفوق عليها ،ومع ذلك بقيت تمثل إحدى أهم القيود على حركته السياسية ،كل هذا
يوضح على أنه في النظام السياسي الجزائري خالل هذه المرحلة من دراستنا ظلت المؤسسة
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
العسكرية في عالقة وثيقة مع مؤسسة الرئاسة و ظلت هي الفاعل المحرك لمختلف الخيارات
و التوجهات.
-3الحزب:
كما هو معلوم فإن النظام السياسي الجزائري تبنى منذ االستقالل وإلى غاية صدور دستور
،1989األحادية الحزبية الممثلة بحزب جبهة التحرير الوطني.
فالحزب أصبح يمثل الشرعية الثورية وأعطى له دو ار طالئعيا ،وهذا ما نص عليه دستور
،1963ودستور ،1976والميثاق الوطني 1964و ،1986كما أنه اعتبر حزب السلطة،
فالعالقة بينهما كانت تصل لدرجة االندماج فوجوده كان أيضا أداة لتعبئة مشاريع السلطة
وهذا ما يوضح أن مكانته لم تكن حقيقة طالئعية ولم تكن سلطة فعلية ،بل أنه تحول إلى
مجرد جهاز في يد الفئة المسيطرة وواجهة لجهاز الحكم.
ولقد وصف clement henry mooreالنظام السياسي الجزائري بدولة بدون حزب.
وعلى العموم نالحظ أنه مثال خالل فترة حكم الشاذلي بن جديد مقارنة مع الفترتين السابقتين
قام بإعادة الحياة ألجهزة الحزب بعد فترة من التهميش ،حيث منح للجنة المركزية دو ار فيما
يخص اختيار بعض القادة لتقلد المناصب الحكومية والبرلمانية ،ورغم ذلك بقي الحزب جها از
سياسيا موجودا لكن دون فاعلية فاعتبر مجرد جهاز سياسي.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
المحاضرة 4
ساهمت عدة عوامل في دفع النظام السياسي الجزائري للتوجه نحو التحول الديمقراطي وذلك
بتكريس التعددية السياسية ،وبناء مؤسسات تسير وفقا للنهج الديمقراطي وغيرها وعلى العموم
يمكن تقسيم هذه العوامل إلى عوامل داخلية وأخرى خارجية.
أ-العوامل الداخلية :تتراوح ما بين العوامل االقتصادية إلى السياسية االجتماعية والثقافية
وغيرها.
عند الحديث عن العوامل السياسية تقصد بالدرجة األولى األزمة السياسية التي عرفها النظام
السياسي والتي تجسدت في عدة صور أو مظاهر أهمها:
-ضعف األداء وفاعلية المؤسسات وهذا يرجع إلى عدم استقرارها داخليا وعدم استقالل
ق ارراتها ،حيث لم تقم بالدور المنوط بها والمتمثل في حماية وتمثيل المواطنين.
-أزمة المشاركة السياسية ،حسب ما عرفته الجزائر في إطار األحادية نوع من المشاركة
يمكن أن نطلق عليه التعبئة وهذا يرجع لعدة أسباب منها :عدم قبول النخب الحاكمة
المتسلطة إشراك مختلف قوى المجتمع في صناعة واتخاذ الق اررات التي تهم الوطن.
-3أزمة الشرعية ،حيث تبنى النظام السياسي الجزائري أنواع مختلفة من الشرعية وهذا توافقا
مع المراحل التي مر بها هذا النظام من شرعية ثورية تاريخية إلى البحث عن الشرعية
الدستورية وأيضا الشرعية الشعبية.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-4صراع األجنحة و النخب الحاكمة ،عرف النظام عدة أشكال من الصراعات ،صراع
السياسيين و العسكريين ،صراع الواليات ،صراع الكتل العسكرية فيما بينها ،صراع
الليبيراليين مع المحافظين و هذا الص ارع برز بعد رحيل الرئيس هواري بومدين .
إن انخفاض مداخيل النفط أثر سلبيا على الوضع االقتصادي ،حيث أصبحت المؤسسات
العمومية االقتصادية تعاني عج از ماديا ،فظهرت عدة اختالالت مست االقتصاد الجزائري
فمثال في سنة 1981بلغ سعر البترول أوجه من االرتفاع إذ وصل إلى 40دوالر أمريكي
للبرميل غير أنه في سنة 1986تراجع سعره ليصل إلى 13دوالر أمريكي للبرميل.
واستمر االنخفاض ليصل في عام 1988إلى 11دوالر ،األمر الذي انعكس سلبيا على
نمط المعيشة ،ويقابل تراجع أسعار النفط الزيادة السكانية.
ولذلك وجد النظام السياسي نفسه يعاني من أزمة اقتصادية متشعبة ،كما وجد نفسه عاج از
عن إنجاز عدة مشاريع فأجبر على التخلي عنها مثل مشروع ميترو الجزائر بناء مائة ألف
مسكن سنويا وغيرها.
نظ ار لالختالالت التي عرفها االقتصاد الجزائري جراء انخفاض أسعار النفط ،تأثر الوضع
االجتماعي سلبا فلقد برزت أزمتين هما السكن والتشغيل ،فالبطالة ارتفعت معدالتها ومست
خاصة فئة الشباب التي عبرت عن استيائها من األوضاع المزرية ،أما فيما يخص أزمة
السكن فتجلت في التفاوت الكبير الذي ظهر بين العرض والطلب.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
ساهم العامل الثقافي في أزمة للنظام السياسي الجزائري حيث عجز عن إيجاد أرضية تقوم
بلم الشمل وإيجاد الحلول للتناقضات التي برزت بقوة مع مطلع الثمانينات والتي هي نتيجة
إلف ارزات الحقبة االستعمارية
-1مثقف ثقافة مسجديه أي من إنتاج المساجد وأيضا الزوايا والجامعات اإلسالمية أحادية
اللغة.
-4مثقف ثقافة شعبية شفوية والتي لم تصل بعد إلى مرحلة الكتابة.
مثل هذه األنماط كانت سببا في ازدواجية الشخصية الوطنية وفي بروز الصراع الثقافي بين
دعاة
التعريب ودعاة الفرنسية وبين اإلسالميين والالئكين ،لم يتمكن النظام من تقليص هذه
التناقضات بل أنها انتقلت إلى مؤسساته وانتقلت إلى جبهة التحرير الوطني.
-1حملة واسعة ضد الفساد وتوزيع الريع بطريقة غير عادلة تبذير المال العام.
-3خطاب رئيس الجمهورية في 19سبتمبر ، 1988بعد بداية عن إعالن ثورة كالمية من
داخل أجهزة السلطة على األوضاع االقتصادية و االجتماعية المتردية .
-4لقد بدأت بوادر المظاهرات يوم 4أكتوبر ليال بالعاصمة ،و انتشرت في يوم 5أكتوبر
لتشتد و تعم كامل العاصمة ونواحي أخرى من الوطن .
اعتبر المكتب الساسي للحزب في اجتماعه يوم 5أكتوبر أن أعمال الشغب وراءها أيادي
خفية من الخارج.
ونظ ار لألعمال التخريبية التي قام بها المتظاهرون قرر الرئيس تطبيق المادة 119من
جراء هذه األحداث سقط عددا من الضحايا وصل إلى 159قتيال و 154جريحا وهذا حسب
األرقام التي قدمتها و ازرة الداخلية ألن هناك أرقام أخرى قدمتها منضمات حقوقية معارضة.
هناك عدة نقاط نستخلصها من تلك األحداث:
-أن الجزائريين عندما خرجوا للتظاهر لم تكن لهم مطالب سياسية ،وإنما كان هدفهم تحسين
الوضعية االجتماعية واالقتصادية ومحاربة البيروقراطية والفساد.
-برزت قوة التيار اإلسالمي حيث استطاع احتواء الشارع ،كما برزت أيضا كتلة اليساريين
الماركسين من حيث سيطرتهم على لجان المدن الجامعية ولجان التضامن ،إال أن تأثيرهم لم
يصل لدرجة تأثير اإلسالميين.
بعد أحداث 05أكتوبر 1988حدثت عدة تغييرات لتفتح المجال نحو مرحلة جديدة سيعرفها
النظام الجزائري في مرحلة التعددية الحزبية ،أهم التعديالت التي ظهرت مباشرة بعد األحداث
والتي تخص النخبة الحاكمة ،استبدال السيد شريف مساعديه بالسيد عبد الحميد مهري على
مستوى األمانة العامة للحزب.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
على مستوى قيادة األركان تم تعيين الجنرال خالد نزار عوض عبد هللا بلهوشات ،تم تغيير
قادة النواحي وغيرها.
-تم أيضا تشكيل حكومة جديدة 09في نوفمبر 1988برئاسة قاصدي مرباح.
-أما في الجانب المؤسساتي أصدر الرئيس شاذلي بيانا رئيسيا بتاريخ 1988/10/10أعلن
عنه عن إجراء استفتاء يوم 1988/11/13يتم من خالله تعديل دستوري يقضي بنقل جزء
من صالحيات الرئيس إلى رئيس الحكومة
-تم استحداث نظام الثنائية في الجهاز التنفيذي حيث انتقلت السلطة التنفيذية من األحادية
إلى الثنائية وهذا من خالل انشاء منصب رئيس الحكومة.
-بدأ التخلي تدريجيا عن السياسة السابقة التي جعلت من حزب جبهة التحرير الوطني القوة
السياسية الطالئعية الوحيدة في البالد.
كما تم التحويل حزب جبهة التحرير من حزب إلى جبهة وألغيت مثال اشتراط عضوية الجبهة
كشرط للترشح لالنتخابات للمجالس الوالئية والبرلمان.
كما عرفنا سابقا كان للعوامل الداخلية تأثي ار ساهم في دفع النظام الجزائري نحو التوجه لبناء
نظام يختلف عن سابقه أو بالتحديد االنتقال من األحادية الحزبية إلى التعددية الحزبية غير
أن العوامل الداخلية لم تكن العامل الوحيد بل هناك أيضا دور العامل الخارجي والمتمثل
خاصة في:
عملت الضغوطات السياسية الدولية لدفع الجزائر نحو التحول الديمقراطي من ضمن هذه
الضغوطات انهيار المعسكر االشتراكي و الذي اتجه صوب النظام الليبرالي فمثال عرف
االتحاد السوفياتي عدة إصالحات من ضمنها قبول اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
السوفياتي مبدأ التعددية الحزبية ،و لذلك يمكن القول بأن المتغيرات الدولية شكلت مدخال
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
لعملية التحول الديمقراطي في الجزائر حيث انتقلت من األحادية الحزبية إلى التعددية و بهذا
برز ما يعرف بالنظام الدولي الجديد الذي أعلنت عنه الواليات المتحدة في مطلع التسعينيات
من القرن الماضي .
كان للمؤسسات الدولية الممثلة في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي الدور األساسي في
التوجه نحو الليبرالية في عدة دول ومنها الجزائر ،وذلك من خالل المشروطية السياسية التي
يفرضها على المقترضين فعبر برنامج التصحيح الهيكلي يقوم الصندوق بتشجيع نظام
الخوصصة ورفع الدعم عن المؤسسات وعليه فقد وجدت الجزائر نفسها مضطرة لألخذ
والتوجه نحو هذا المسار.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
محاضرة 5
لتجسيد نظام سياسي يقوم على التعددية الحزبية كان البد من القيام بجملة من اإلصالحات
في المجال الدستوري والسياسي ومن بين هذه اإلصالحات نذكر:
عبر دستور 23فيفري 1989عن نظام جديد ،من خالله تخلت الجزائر عن النظام
االشتراكي
واألخذ بالليبيرالية كنظام بديل ،كما كرس التعددية الحزبية واإلعالمية والحريات الموسعة،
إلى جانب تحييد الجيش وابعاده عن العمل السياسي وحصر مهامه ،في الدفاع عن سالمة
التراب الوطني والحفاظ على استقالل البالد وسيادتها.
لقد جاء هذا الدستور تتويجا لمحاوالت الشاذلي بن جديد تهدئة األوضاع والتوجه نحو الخيار
الديمقراطي الذي تجسد في المبادئ التي ذكرناها سابقا وهناك أخرى لن نذكرها منها مثال:
-1التخلي عن منح األولوية للشرعية الثورية حيث أعطى الدستور الجديد األولوية للشرعية
الدستورية.
-2تكريس الفصل بين الحزب والدولة أي أن الترشح لمختلف االستحقاقات االنتخابية ليس
محصو ار في صفوف مناضلي الحزب.
-3تطوير فكرة الرقابة الدستورية ،حيث ألول مرة منذ االستقالل يتم إنشاء مؤسسة دستورية،
هي المجلس الدستوري.
-4إعتماد مبدأ الفصل بين السلطات ومنه فقد تم التخلي عن نمط الوظائف في تنظيم
الهيئات العامة في الدولة التشريعية ،التنفيذية والقضائية.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-5تم حصر مهمة الجيش دستوريا و لقد ذكرنا سابقا ،مسألة تحييد الجيش و إبعاده في
العمل السياسي.
-6إنفتاح المجال السياسي ،يعد دستور ،1989أول دستور أسس عملية التحول نحو
التعددية السياسية ،حيث نصت المادة 40من الدستور على أن حق إنشاء الجمعيات ذات
الطابع السياسي معترف به.
-8كرس دستور 1989ثنائية السلطة التنفيذية ،حيث فتح المجال أمام رئيس الحكومة
ليكون مسؤوال أمام البرلمان عن تسيير األمور االقتصادية.
-9السلطة التشريعية خول لها الدستور إعداد القوانين ومناقشتها والتصويت عليها ،والرقابة
على أعمال الحكومة.
إال أنها بقيت خاضعة للسلطة التنفيذية الممثلة برئيس الجمهورية المتالكه صالحيات تخول
له التأثير على هذه السلطة منها مثال اللجوء إلى االستفتاء.
أحدث عدة تغييرات في الممارسة السياسية ،والتي من خاللها أراد المشرع أن يبني األسس
الخاصة بعملية التحول الديمقراطي.
وانطالقا مما ذكر سابقا يمكننا أن نحدد مجاالت اإلصالح وفقا لدستور 1989وهي:
-1اإلصالح السياسي:
-أهم نقطة أحدثها الدستور في مجال اإلصالح السياسي تمثلت في فصل الدولة عن الحزب،
إبعاد أي دور لحزب جبهة التحرير الوطني من الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-إلغاء القاعدة التي تقوم على أساس أن رئيس الجمهورية يجسد وحدة القيادة السياسية للحزب
والدولة.
-تكريس التعددية الحزبية وفقا للمادة 40كما ذكرنا سابقا ،وفقا لشروط بسيطة ،األمر الذي
أدى إلى تزايد أعداد الجمعيات ذات الطابع السياسي حيث وصل عددها إلى أكثر من 50
جمعية نهاية سنة .1991
خضعت التعددية الحزبية لقانون الجمعيات ذات الطابع السياسي رقم 11-89الصادر بتاريخ
5جويلية .1989
لقد برزت عدة اتجاهات حزبية كاالتجاه الوطني الذي مثلته جبهة التحرير الوطني ،و حزب
الحركة من أجل الديمقراطية ،االتجاه اإلسالمي الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ fisواعتبرت أول
تنظيم سياسي معلن للتيار اإلسالمي ،حركة المجتمع اإلسالمي يتبنى الوسطية اإلسالمية،
االتجاه العلماني فصل الدين عن الدولة ،حزب جبهة القوى االشتراكي ،FFSالتجمع من أجل
الثقافة و الديمقراطية RCDو غيرها من األحزاب األخرى.
وحتى يتم ضمان المسار ديمقراطي تم وضع عدد من القوانين التنظيمية للدولة ،منها قانون
االنتخابات رقم ،13-89قانون اإلعالم رقم .07-96:
أ-اإلصالح اإلداري :تم إدخال إصالحات إدارية ،لتحديث اإلدارة والعمل على تكييفها هيكليا
وبشريا وحتى تشريعيا و فقا للتطورات السياسية الجديدة .من ضمن اإلصالحات اإلدارية مثال
نجد إصالح المجالس المحلية واإلصالح الوالئي وغيرها.
ب-اإلصالحات االقتصادية :تجلت في اآلليات التي تسمح باالنتقال إلى الليبيرالية واقتصاد
السوق ،ولقد حدد الدستور 1989عالقة الدولة باالقتصاد من خالل جملة من األحكام
الدستورية والتي هي:
-3فتح مجال أمام االستثمار األجنبي و هذا وفقا للقانون رقم 10-90المؤرخ بتاريخ
،1990/04/14وغيرها من اإلصالحات التي مست القطاع االقتصادي.
كما ذكرنا سابقا فلقد تبنى المشرع الدستوري في دستور 1989مبدأ الفصل ،بين السلطات
فبالرجوع إلى الدستور نجد أن كل سلطة أخذت فصال كامال من الباب الثاني المتعلق بتنظيم
السلطات ،فكل سلطة انفردت بمهامها ،مع تجسيد مبدأ التعاون الذي يكفل تحقيق التوازن فيما
بينها ،و بهذا نالحظ وجود فرق بين دستور 1989و دستور 1976هذا األخير عمل على
دمج السلطات مع أحداث تداخال بين الصالحيات لكن الوضع يختلف مع دستور ،1989
وعليه سنبحث في تنظيم السلطات وفقا لهذا الدستور.
أسندت السلطة التنفيذية وفقا لدستور ،1989إلى رئيس الجمهورية بمساعدة رئيس الحكومة،
ومنه نالحظ اعتماد ثنائية السلطة التنفيذية.
لقد أقر دستور 1989مكانة هامة لرئيس الجمهورية ،حيث خص بصالحيات و سلطات واسعة
حيث نجد صالحيات ترتبط بالظروف العادية و أخرى بالظروف االستثنائية ،فمن الصالحيات
العادية و التي تضمنها الدستور نجد مثال:
-رئاسته لمجلس الوزراء ،له حق حل المجلس الشعبي الوطني ،يقرر السياسته الخارجية.
أما في الظروف غير العادية فله صالحيات عديدة والتي حددها الدستور بإعالن حالة الحصار
والحرب.
ومن خالل قراءتنا للصالحيات ا لممنوحة لرئيس الجمهورية اتضح أمامنا أن دستور 1989
خص الرئيس بمكانه وثقل في النظام السياسي الجزائري.
أما فيما يخص رئيس الحكومة فصالحياته محدودة وقليلة مقارنة مع رئيس الجمهورية من
مهامه تقديم برنامج الحكومة.
أمام المجلس الشعبي الوطني ،كما أن الحكومة ملزمة بتقديم بيان السياسة العامة سنويا .وبهذا
نالحظ أن دستور 1989قام بتحديد صالحيات الحكومة.
وفقا لدستور 1989فإن البرلمان الجزائري يتشكل من مجلس واحد يسمى بالمجلس الشعبي
الوطني وهذا تطبيقا للمادة 92يتشكل من رئيس المجلس الشعبي الوطني ،مكتب المجلس،
اجتماع الرؤساء ،اللجان.
لقد مكن دستور 1989المجلس الشعبي الوطني ،من التخلص من وصاية الحزب الواحد،
فلقد أصبح يمارس الرقابة على أعمال الحكومة ورئيسها.
ثالثا-السلطة القضائية:
يعد مبدأ الفصل بين السلطات من أهم المبادئ التي جاء دستور 1989حيث تجسد هذا المبدأ
في فصل السلطة القضائية ،عن السلطة التنفيذية فالقاضي يخضع للقانون وال يخضع ألي
جهة أخرى وهو مسؤول فقط أمام هيئة قضائية عليا هي المجلس األعلى للقضاء التي يترأسها
رئيس الجمهورية.
إذن هذا كل ما يتعلق بتنظيم السلطات ،حيث يالحظ تفوق السلطة التنفيذية التي أعطاها
المشرع مكانة كبيرة ،في حين السلطة التشريعية التي تعبر عن إرادة الشعب كانت صالحياتها
محدودة.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
المحاضرة :6
استكماال لسياسة اإلصالح التي انتهجها النظام السياسي الجزائري عقب أحداث الخامس من
أكتوبر ،و تفعيال لقانون الجمعيات ذات الطابع السياسي الصادر في 5جويلية ،1989
ظهرت عدة أحزاب سياسية ذات التوجهات المختلفة و لقد بلغ عددها ما يقارب 60حزبا ،
فمن العوامل التي شجعت على ظهور هذا الكم الهائل من األحزاب ،يمكن ذكر النقاط
التالية :
-التسهيالت التي منحها قانون الجمعيات ذات الطابع السياسي للحصول على االعتماد
حيث تكتفي المادة 14منه ب 15شخصا على األقل ليؤسسوا جمعية سياسية ،أما الشروط
األخرى فهي تدرج في إطار التعريف بالجمعية وتنظيمها والحالة المدنية ألعضائها.
-تشجيع النظام السياسي لألفراد على إنشاء األحزاب من خالل التسهيالت المالية والمادية
الممنوحة لهم.
-الرغبة الملحة لممارسة الديمقراطية والتسابق ألجل اسقاط النظام الذي تراجعت شرعيته
جراء األزمات التي لحقته.
جرت أول انتخابات محلية تعددية في 12جوان 1990شارك فيها 11حزبا باإلضافة إلى
المترشحين االحرار ،و قاطعها حزبان هما جبهة القوى االشتراكية و الحركة من أجل
الديمقراطية في الجزائر ،أسفرت النتائج عن فوز ساحق للجبهة اإلسالمية لإلنقاذ التي
حصدت لوحدها 854بلدية من مجموع 1541مجلسا شعبيا بلديا و 32والية من بين 48
مجلسا والئيا ،أي ما نسبته % 45.66مجالس بلدية و %55.04مجالس والئية ،و احتلت
جبهة التحرير الوطني المرتبة الثانية ،لقد وضحت النتائج بأن المواطن الجزائري فقد ثقته في
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
النظام السياسي و في جبهة التحرير الوطني باعتبارها المسؤولة عن األزمة المتعددة األبعاد
،و في هذا اإلطار وضح الدكتور الهواري عدي في كتابه
بأن فوز الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ في االنتخابات 12جوان 1990كان بمثابة عقاب
للدولة وللحزب لكونهما انقطعا عن الشعب.
كما ظهرت عدة تفسيرات معللة سبب فوز الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ منها رؤية الكثير من
المواطنين في المشروع اإلسالمي خطوة للخروج من االزمة ،إضافة إلى االنحرافات العديدة
واالنتهازية التي عرفها مناضلي حزب جبهة التحرير.
تم تعديل قانون االنتخابات رقم 13/89بصدور قانون جديد رقم 06/91الصادر في 2
أفريل ،1991أثار هذا التعديل عدة نقاشات واعتبرته المعارضة أداة تعرقل نجاحها في
االستحقاقات االنتخابية الالحقة منها مثال تحديد الوكالة بواحدة فقط .وتحديد شرط الترشح
للمجلس الوطني ببلوغ سن الثالثين كاملة وغيرها من الشروط
صدر قانون تقسيم الدوائر االنتخابية رقم 07/91في 03أفريل 1991و الذي تضمن
الدوائر االنتخابية ،و لقد تعرض هذا القانون لعدة انتقادات من طرف االحزاب السياسية
خاصت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ ،حيث هددت بمقاطعة االنتخابات باعتبار أن القانون
وضع للرفع من حظوظ حزب جبهة التحرير الوطني في االنتخابات الالحقة.
لقد انتقد هذا القانون من زاوية أنه اعتمد على معيار المساحة الجغرافية وليس الكثافة
السكانية في تمثيل النواب بالبرلمان ،وعليه فقد سمح هذا التقسيم االنتخابي الجديد بإعطاء
تمثيل أكبر للمناطق الريفية الجنوبية المعروفة بوالئها لجبهة التحرير الوطني
وكما ذكرنا سابقا كانت ردة فعل المعارضة على القانونين السابقين هو الرفض خاصة
الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ ،التي شنت إضرابا ودعت إلى مسيرات االمر الذي أدى إلى
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
استقالة حكومة مولود حمروش وهذا بعد األسبوع الثاني من اإلضراب ،وبعدما جاءت حكومة
سيد أحمد غزالي ،التي قامت بتعديل القانونين السابقين وإن بقيت بعض النصوص التي ال
تخدم المعارضة خاصة بالجبهة لإلسالمية لإلنقاذ ،بعد هذه التعديالت استدعيت الهيئة
الناخبة لالنتخابات التشريعية.
لقد كانت نتائج االنتخابات التشريعية مفاجأة للنخبة السياسية والعسكرية ،وفي 11جانفي
1992قدم الرئيس الشاذلي بن جديد استقالته و التي رأى الكثيرون أنها إقالة ،ألنه أجبر
على تقديمها و بعدها اجتمع المجلس األعلى لألمن في اليوم الموالي ليعلن استحالة مواصلة
المسار االنتخابي ،و كان لهذه الخطوة تداعيات سلبية أدخلت الجزائر في حالة عدم
االستقرار لعشرية كاملة ،فاجتماع االستقالة مع حل البرلمان أحدث فراغ دستوري لم يسبق و
أن عرفته الجزائر من قبل،
لقد شكل إلغاء المسار االنتخابي في جانفي 1992قبل إجراء الدور الثاني بداية المواجهة
بين السلطة الحاكمة والجبهة اإلسالمية لإلنقاذ ،في ظل غياب المؤسسات المنتخبة ،وانتهاك
كل الحقوق وسن القوانين االستثنائية وتولت تسيير هذا الوضع المتأزم مؤسسات انتقالية
بعدما أعلنت السلطة حالة الطوارئ.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
نتيجة لألزمة التي عرفها النظام السياسي الجزائري بعد توقيف المسار االنتخابي وتداعيات
األوضاع السياسية بعد ذلك تم استحداث تنظيمات جديدة ،أو هيئات تقوم على أساس قيادة
الدولة والمحافظة على بقائها واستمرارها ،تمثلت هذه المؤسسات في:
وفقا للفقرة األولى من اإلعالن المتضمن تأسيس المجلس األعلى للدولة الصادر بتاريخ 14
جانفي 1992فإن هذا المجلس يتشكل من خمسة أعضاء تم اختيارهم عن طريق التعيين،
يمثل المجلس قيادة جماعية حل محل رئيس الجمهورية المستقيل
ولقد أخذ بهذا التوجه كخالصة نقاش دار داخل المؤسسة العسكرية فكان أمامها أحد
الخيارين ،األول يتمثل في إعالن حالة استثنائية واستالم الجيش للسلطة مباشرة والخيار
الثاني فيتمثل في الدخول في مرحلة انتقالية بقيادة جماعية ذات غالبية مدنية.
ضم المجلس عضوية كل من :محمد بوضياف ،على كافي ،خالد نزار ،علي هارون،
تيجاني هدام.
فيما يخص صالحياته :فإنه يمارس جميع الصالحيات المخولة دستوريا لرئيس الجمهورية
ويمارسها بصفة جماعية ،أما الرئيس فمؤهل إلمضاء الق اررات وترأس مجلس الوزراء إلى
جانب مهام أخرى ،يمكن أن نحدد بعض الصالحيات التي يتمتع بها المجلس األعلى للدولة
باعتباره سلطة تنفيذية:
إذا هذه بعض الصالحيات بوصفه سلطة تنفيذية ،أما صالحياته باعتباره سلطة تشريعية،
فقد قام المجلس األعلى للدولة تحت نظرية الضرورة القصوى إصدار مداولته الثانية رقم
02-92والتي تسمح له باتخاذ التدابير التشريعية لضمان استم اررية الدولة ،وتنفيذ برنامج
الحكومة في غياب المجلس الشعبي المحل ،ويقدم المجلس االستشاري رأيه فيها ،أصدر
خالل فترة حكمه 18مرسوما تشريعيا.
لم تدم مرحلة توليه رئاسة المجلس فترة طويلة حيث تم اغتياله قبل أن يكمل 6أشهر في
الحكم
لكنه خالل هذه الفترة القصيرة حاول إخراج البالد من االزمة على اساس الحوار مع القوى
السياسية المعارضة ،كما أنه اعتمد على سياسة القبضة الحديدية فأعلن عن حالة طوارئ،
وحلت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ في 04مارس ،1992وبعدها تم حل المجالس البلدية
والوالئية المنتخبة التابعة لها ،فظهر الصدام بين النظام والجبهة اإلسالمية.
تميزت هذه المرحلة أيضا بوجود إرادة حقيقية لدى الرئيس بوضياف لمحاربة ظاهرة الفساد.
كما اعتمد الرئيس بوضياف على أدوات قانونية تمثلت في إنشاء المجلس االستشاري الوطني
الذي سناتي على ذكره الحقا.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
ترأس المجلس األعلى للدولة بعد اغتيال محمد بوضياف في 29جوان ، 1992و انضم
السيد رضا مالك عضوا خامسا جديد للمجلس ،تميزت مرحلته بتصاعد أعمال العنف و
المواجهة ،كذلك لقد وظف عدة وسائل لتسيير هذه المرحلة الصعبة حيث استعمل أسلوب
المصالحة و المناورة و أيضا العنف و المواجهة ،اعتمد أيضا على الحل األمني مع الجبهة
اإلسالمية لإلنقاذ المنحلة ،أقيمت المحاكم الخاصة و أصدرت قوانين خاصة بمكافحة
اإلرهاب ،كما سار في نهج الحوار الوطني ،حيث تم تأسيس لجنة الحوار الوطني بتاريخ
13أكتوبر 1993والتي قامت بالتحضير لندوة الوفاق الوطني التي انعقدت يومي 26/25
يناير ، 1994و أسفرت عن تعيين السيد اليمين زروال رئيسا للدولة ليتولى قيادة البالد لفترة
انتقالية أخرى مدتها ثالث سنوات
يعد هيئة استشارية بنص الدستور ،لكنه تحول إلى سلطة تأسيسيه ،حيث أعلن استحالة
مواصلة المسار االنتخابي ،قام أيضا بالبت في حالة الشغور واستخالف رئيس الجمهورية
وتأسيس المجلس األعلى للدولة ،وكان هذا التأسيس بعد استشارة المجلس الدستوري
والمحكمة العليا واالستماع لرئيس الحكومة.
كما قام بتمديد عهد المجلس األعلى للدولة إلى غاية جانفي 1994وقام أيضا بتعيين السيد
زروال رئيسا للدولة ووزي ار للدفاع.
ذكرنا سابقا أن الرئيس بوضياف قام في شهر فيفري من عام 1992بإصدار مرسوم تضمن
إنشاء هيئة استشارية تساعد المجلس األعلى في أدائه لمهامه تضمن تمثيال لمختلف القوى
االجتماعية،
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
ولقد وضع قصد ضمان استم اررية الدولة وتوفير الضمانات الضرورية لسير مؤسسات
النظام ،وتفادي فراغ المؤسسة التشريعية ،فلقد اعتبر بمثابة برلمان وإن كان بعيدا عن
االختيار الشعبي ،يمكن أن تحديد بعض صالحيات هذا المجلس في النقاط التالية:
-تقديم اقتراحات تساعد على استم اررية الدولة ،وتوفير الظروف المناسبة للسير العادي
للمؤسسات وللنظام الدستوري.
و بعدما انتهت عهدة المجلس األعلى للدولة في جانفي 1994تم تنصيب المجلس الوطني
االنتقالي عوضا عن المجلس االستشاري و كان ذلك في 18ماي 1994اتخذ نفس المهام
و الصالحيات تقريبا و لإلشارة فإن مهامه انتهت في 18ماي . 1997
-المؤسسة القضائية:
تأثرت السلطة القضائية بظروف المرحلة التي عرفت انزالق أمني خطير حيث يمكن أن نقدم
بعض اختصاصات المجالس القضائية الخاصة حيث اختصت للنظر في المخالفات التي
وصفت بأنها أعمال تخريبية وإرهابية.
حاول رجال القانون وقوى المجمع المدني إلغاء المجالس القضائية الخاصة ولم يتم إلغاء
المرسوم الخاص بالمحاكم الخاصة إال بموجب األمر الرئاسي رقم .10-25إن التغيرات
التي عرفها القضاء خالل هذه المرحلة عبرت عن تراجع كبير في تعزيز الحريات العامة.
لقد أصبحت الهيئة القضائية في يد السلطة ،األمر الذي فاقم من تأزم الوضعية أكثر فأكثر،
ومنه وجد النظام السياسي نفسه عاج از من خالل مؤسساته االنتقالية ضمان أمن المواطنين
وممتلكاتهم.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
المحاضرة 7
بعد إنتهاء والية المجلس األعلى للدولة في 30جانفي ،1994تم تعيين اليامين زروال
رئيسا للبالد ،يمكن تقسيم فترة حكمه إلى مرحلتين أساسيتين:
المرحلة األولى وهي تعد استم ار ار للمرحلة االنتقالية السابقة تبدأ من 30جانفي 1994إلى
غاية 16نوفمبر .1995
لقد حددت ندوة الوفاق الوطني المنعقدة بتاريخ 25و 26جانفي 1994مدة المرحلة
االنتقالية بثالث سنوات.
عرفت هذه المرحلة غياب المؤسسات السياسية الدستورية المنتخبة والمنصوص عليها في
دستور ،1989وأقيمت بدال عنها مؤسسات أعضاؤها معينون وليس منتخبون كما تميزت
هذه المرحلة بعدم االستقرار السياسي واالجتماعي واالقتصادي.
-1رئاسة الدولة :يتوالها رئيس الدولة المعين من قبل المجلس األعلى لألمن و لقد تم
تعيين اليامين زروال رئيسا للدولة ووزي ار للدفاع الوطني أعطيت له عدة صالحيات و
سلطات الواردة في دستور . 1989
-3المجلس الوطني االنتقالي :تم تنصيبه في ماي 1994ضم 200عضوا ،يمثل ثالث
أطراف وهي الدولة السلطة ،األحزاب السياسية ،القوى االقتصادية واالجتماعية والجمعيات
الوطنية والجماعات المهنية وغيرها.
شارك في هذا المجلس االنتقالي 30حزبا ولإلشارة فإن األحزاب التي شاركت في عضوية
هذا المجلس كانت من األحزاب الصغيرة ،حيث رفضت األحزاب الكبيرة االنخراط فيه.
المرحلة الثانية:
عرفت عدة تطورات على المستوى السياسي والدستوري إلى جانب األمني من أهم هذه
التطورات يمكن أن نذكر النقاط التالية:
-1االنتخابات الرئاسية:
جرت انتخابات رئاسية تنافسية تعددية ،في 16نوفمبر 1995أسفرت عن فوز المرشح
اليامين زروال باألغلبية حيث تحصل على نسبة 61بالمائة ،في حين تحصل المرشح
محفوظ نحناح على 25بالمائة ،أما السعيد سعدي فقد تحصل على 9.60بالمائة ،وفيما
يخص نور الدين بكروح فقد تحصل على 3.81بالمائة.
أصدر اليامين زروال في 25فيفري ،1995ما عرف بقانون الرحمة ،يمثل هذا القانون
سلسلة من التدابير لألشخاص المتابعين بجرائم اإلرهاب أو التخريب والذين سيسلمون أنفسهم
للعودة إلى المجتمع ،وهذا بعد نبذ العمل المسلح مقابل استفادتهم من العفو ،أو الخضوع
لعقوبات مخففة ،غير أن هذا القانون لم يحدد اآلليات التي تسمح بمعالجة أسباب األزمة.
نقيم هذا القانون من حيث النتائج المحققة يمكن القول بأن نجاحه كان نسبيا
إذا حاولنا أن ّ
فرغم استجابة 4آالف مسلح لهذا القانون ،إال أن المواجهات المسلحة ظلت مستمرة بين
النظام وهذه الجماعات ،بل أنها ازدادت حدة.
إن التعديالت المقترحة في مشروع دستور ،1996ال تمس أساس الدستور ،بل إنها تقوم
بتصحيح بعض االختالالت الواردة في دستور .1989يمكن أن نحدد بعض التعديالت أو
اإلصالحات التي وردت في دستور .1996فيما يلي:
-الحقوق والحريات األساسية :أقر دستور ،1996حقوقا جديدة منها أن األمازيغية تعد
من الثوابت األساسية فهي متمة لإلسالم والعروبة كم تعتبر أحد الثوابت الشخصية للفرد
الجزائري .تطرقت المادة 42من الدستور للممارسة السياسية لألحزاب مع وضع بعض
القيود فمن القيود التي وضعت عدم تأسيس األحزاب على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو
مهني.
-السلطة التنفيذية :قامت السلطة التنفيذية على الثنائية حيث نجد رئيس الجمهورية وإلى
جانبه رئيس الحكومة و المالحظ أن دستور 1996وسع من صالحيات رئيس الجمهورية
على حساب المؤسسات الدستورية األخرى ،من ضمن التعديالت إضافة بعض الشروط
الواجب توفرها في المترشح للرئاسيات حيث أضافت المادة 73من الدستور شروطا جديدة
للمترشح منها مثال إثبات مشاركته في الثورة التحريرية إذا كان مولودا قبل يوليو ، 1942
أما إذا كان مولودا بعد هذا التاريخ فعليه إثبات عدم تورط والديه في أعمال ضد الثورة ،إلى
جانب تقديم تصريح بممتلكاته العقارية و المنقولة داخل الوطن و خارجه أما العهدة الرئاسية
فتم تمديدها بخمس سنوات و يمكن تجديد انتخاب الرئيس مرة واحدة فقط .
لقد وسع دستور 1996من صالحيات رئيس الجمهورية حيث أصبح يمكنه التشريع بأوامر
في حاالت معينة.
-أما فيما يخص رئيس الحكومة فقد حددت له بعض المهام منها :إضافة مهمة السهر على
حسن السير اإلدارة العمومية إلى جانب ضبط برنامج الحكومة ،وعرضه على مجلس
الوزراء.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-السلطة التشريعية :أقر دستور 1996الثنائية البرلمانية وهذا ما ورد في المادة 98من
الدستور حيث نصت على أن البرلمان يتشكل من غرفتين هما :المجلس الشعبي الوطني،
ومجلس األمة.
إن تبني المشرع الجزائري لنهج الثنائية البرلمانية كان غرضه تحسين التمثيل الوطني للشعب
والمساهمة في استمرار الدولة واستقرارها وضمان االنتقال السلس للسلطة في حالة الشغور.
-السلطة القضائية :تبنى دستور ،1996ازدواجية القضاء ويقصد بذلك إرساء قواعد
النظام القضائي اإلداري إلى جانب القضاء العادي.
-تم تأسيس محكمة عليا للدولة مهمتها تنحصر في محاكمة رئيس الجمهورية ورئيس
الحكومة عن األفعال التي يمكن وصفها بالخيانة العظمى أو في الجنايات أو في الجنح أثناء
تأديتهما لمهامهما.
لقد صدر قانون األحزاب رقم 09- 97على شكل قانون عضوي وهذا حتى تكون له أهمية
وقيمة ،وعليه أصبحت مسألة تأسيس حزب سياسي يخضع لجملة من الشروط والضوابط
مثال ،يمنع على أي تنظيم حزبي احتكار أي من عناصر الهوية الوطنية الثالث :اإلسالم
العروبة ،األمازيغية.
أيضا يمنع على الحزب أن تكون له عالقات مع أطراف خارجية وفيما يخص شروط تأسيس
األحزاب فأصبح يشترط 25عضوا مؤسسا ينتمون إلى غالبية واليات الوطن ،أي 25والية
من أصل 48والية ،و 800منتسب على األقل في 25والية وغيرها من النقاط األخرى.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
تبنى القانون العضوي لالنتخابات رقم 07-97نظام التمثيل النسبي لتحديد نتائج االنتخابات
التشريعية والمحلية وهذا قصد ضمان مشاركة فعلية للمواطنين ومختلف القوى السياسية وعلى
العموم فإن مضمون اإلصالح الذي ورد في األمر 07-97فيه ما هو جديد وأيضا فيه ما
كان موجودا من قبل.
تفعيال لقانون األحزاب والقانون االنتخابي دعت السلطة مختلف األحزاب السياسية للمشاركة
في االنتخابات التشريعية والمحلية لسنة 1997فلقد شارك في االنتخابات التشريعية حوالي
39حزبا حقق من خاللها التجمع الوطني الديمقراطي فو از كبي ار حيث حاز على 155مقعد
من بين 380مقعد قدرت نسبة المشاركة في هذه االنتخابات ب 65.21بالمئة لقد انتقدت
األحزاب السياسية نتائج االنتخابات واعتبرت أن دور اإلدارة لم يكن حياديا.
في 11سبتمبر 1998أعلن الرئيس زروال إجراء االنتخابات الرئاسية المسبقة ،وبها أنهى
عهدته بتاريخ 27أفريل سنة 1999رغم أن عهدته كان من المتوقع أن تنتهي في سنة
.2000
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
المحاضرة 08
فتحت استقالة الرئيس اليامين زروال المجال أمام عدد من المرشحين لمنصب الرئاسة ،حيث
وصل عدد المترشحين إلى 30مترشحا ،أقر المجلس الدستوري ،سبعة مترشحين وهم :عبد
العزيز بوتفليقة ،حسين آيت أحمد ،مولود حمروش ،يوسف الخطيب ،عبد هللا جاب هللا،
مقداد سيفي ،وأحمد طالب اإلبراهيمي .وبهذا تم إجراء االنتخابات الرئاسية التعددية الثانية.
االنتخابات الرئاسية:
تم إجراء االنتخابات الرئاسية في ظل نظام التعددية وكان ذلك يوم 15أفريل ،1999تمت
هذه االنتخابات في ظل ظروف أمنية واقتصادية واجتماعية صعبة ،نتيجة للوضع الذي
كانت تعيش فيه الجزائر .أفرزت االنتخابات فوز السيد عبد العزيز بوتفليقة بنسبة تفوق
73،79من أصوات الناخبين المقدر عددهم ب 10ماليين ناخب و لقد انسحب قبل
ما إجراء االقتراع بيوم واحد كل المترشحين من السباق ،و لذلك أعتبر البعض أن ما وقع
هو إال استفتاء و ليس سباق انتخابي ،و لقد أعتبر بوتفليقة نفسه مرشح اإلجماع الوطني و
أنه يحظى بتأييد و قبول عدة أحزاب ،كما صرح بعد إعالن النتائج على أنه انتخب
ديمقراطيا لرئاسة الجمهورية ،غير أن بعض التحليالت ذهبت إلى القول بأن السيد بوتفليقة
لم يتحصل على هذا المنصب لوال دعم المؤسسة العسكرية و في هذا اإلطار صرح األستاذ
فهمي هويدي قائال " :ليس أدل على أن بوتفليقة هو مرشح العسكريين من تلك التصريحات
التي أدلى بها أثناء حملته االنتخابية ،حيث كان واضحا فيها لهجة االمتنان و الغزل
للمؤسسة العسكرية ".
وضع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد توليه للسلطة برنامجا يستهدف تحقيق الوئام المدني
والمصالحة الوطنية ،باعتبارهما أولوية لحل األزمة األمنية التي أفرزت تداعيات سلبية على
الوضع االقتصادي واالجتماعي وأحدثت تهميشا للجزائر على المستوى الخارجي ،ولذلك أراد
الرئيس بوتفليقة من خالل هذا البرنامج حل األزمة الداخلية وتحسين صورة الجزائر خارجيا.
كانت البداية مع قانون الوئام المدني.
لقد سار عبد العزيز بوتفليقة على نفس النهج الذي اعتمده اليامين زروال هذا األخير كان قد
قام بتفعيل قانون الرحمة إال أنه لم يلقى القبول الشامل وعليه طرح بوتفليقة قانون الوئام
المدني في 13جويلية 1999ولقد أقره الشعب الجزائري في 16سبتمبر ،2000ارتكز هذا
القانون على أربعة محاور:
-العرفان إزاء المؤسسات وجميع المواطنين الذين كان لهم دور في إنقاذ الجزائر.
لقد أراد الرئيس بوتفليقة من خالل انتهاج هذه الخطوة الخروج من األزمة التي خلفت أكثر
من 100ألف قتيل وخسائر مادية قدرت بحوالي 20مليار دوالر .إن القانون الوئام المدني
حصل على تزكية 14مليون ناخب أي ما نسبته 98بالمائة وامتثل لهذا القانون من طرف
الجماعات المسلحة ما نسبته 80بالمائة فدرجة االستجابة للقانون بقيت رغم ذلك بعيدة عن
الطموحات المحددة لها.
إن أهم مالحظة يمكن لفت االنتباه إليها فيما يخص قانون الوئام المدني ،أنه ركز على
الجانب األمني وأهمل الجانب السياسي ،كما أنه لم يعالج األزمة من عمقها ،بل حصر
اهتمامه بمعالجة بعض أعراض ومظاهر هذه األزمة.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-قدم الرئيس بوتفليقة أيضا مشروع ميثاق من أجل السلم و المصالحة الوطنية و الذي تمت
تزكيته من طرف الشعب الجزائري بنسبة عالية تجاوزت 97بالمائة إال أنه هناك فئة من
المجتمع رفضت هذا المشروع و يتعلق األمر بجمعيات عائالت المفقودين و منظمات حقوق
اإلنسان و أولياء الضحايا ،بدأ بتنفيذ أحكام هذا القانون في . 2006/02/28
-التكفل بعائالت اإلرهابيين ،حيث تم النص على أنه ال يجوز التعرض لألشخاص الذين
كان لبعض أقاربهم دخل في األعمال اإلرهابية وغيرها من النقاط األخرى.
إن عملية تقييم تدبير المصالحة الوطنية ّبين على أنه طبق بنسبة 95بالمائة ،وحسب رئيس
خلية المساعدة القضائية المكلف بتطبيقه وضح أن الحصيلة كانت جد إيجابية ،حيث
استفادت من التعويض 7110عائلة مفقود من مجموع 7144عائلة معنية ،كما أعيد إدماج
أكثر من 4300شخص في مناصب عملهم بعد تسريحهم أيام األزمة ،وغيرها من النتائج
اإليجابية األخرى.
صرح الرئيس بوتفليقة في أوت 1999قائال :إن التنمية االقتصادية مرهونة بالسلم ،كما أن
أرضية السلم تبقى هشة دون تنمية اقتصادية.
ولذلك شرع الرئيس في وضع برنامجا خاص بدعم اإلنعاش االقتصادي ،والمالحظ أن هذا
البرنامج تزامن مع ارتفاع أسعار النفط ،حيث سجل الميزان التجاري الجزائري فائضا معتبرا،
فمثال ميزان المدفوعات انتقل من حالة عجز سنتي 1998و 1999قدرت ب 1.7و 2.4
مليار دوالر أمريكي على التوالي و في سنة 2004بلغ الفائض حوالي 9.01مليار دوالر
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
أمريكي ،كل هذا ساهم في توفير الظروف المناسبة لتجسيد برنامج الدعم و اإلنعاش
االقتصادي.
إن عملية التنمية االقتصادية لها دور ا في تحسين الوضع االجتماعي وهذا بدوره ساهم في
تعزيز األمن.
قام الرئيس بوتفليقة بعدة تعديالت دستورية ،كان الهدف منها هو تعزيز سلطته وضمان
استم اررية نظامه ،تمثلت هذه التعديالت فيما يلي:
يعد أول تعديل جزئي لدستور ،1996ولقد مس هذا التعديل المادة الثالثة من الدستور
السابق ذكره ،حيث اعتبرت األمازيغية لغة وطنية إلى جانب اللغة العربية.
ركز تعديل 2008على ثالثة مجاالت ،المجال األول يتعلق بالسلطة التنفيذية أما المجال
الثاني فخص برموز الثورة والثالث يتعلق بترقية الحقوق السياسية للمرأة.
فعلى مستوى السلطة التنفيذية تم عديل العهدة الرئاسية ،حيث أصبحت هناك إمكانية للترشح
ألكثر من عهدتين ،وهذا خالفا لما نص عليه دستور .1996إن هذا التعديل عزز من
مركز السلطة التنفيذية و ذلك من خالل تقوية مكانة رئيس الجمهورية ،كما تم استبدال
منصب الرئيس الحكومة بالوزير األول ،ووفقا لهذا التعديل لم يصبح للوزير األول برنامجا
سياسيا خاص به ،و البرنامج الموجود فهو خاص بالرئيس إلى جانب التعديل الخاص برموز
الثورة ،فالعلم و الوطني و النشيد الوطني غير قابلين للتغيير و التبديل .وفيما يخص الحقوق
السياسية للمرأة ،فقد كان لها نصيبا من التعديل الدستوري لعام 2008حيث منح لها دور
في الحياة السياسية.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
انسجاما مع التحوالت السياسية التي عرفتها الجزائر ومحيطها اإلقليمي الربيع العربي شرع الرئيس بوتفليقة
في تفعيل عدة إصالحات سياسية لتكريس النهج الديمقراطي وهذا انطالقا من سنة ،2011ولقد شملت
اإلصالحات النظام االنتخابي ،قانون األحزاب السياسية ،قانون ترقية مشاركة المرأة في الحياة السياسية،
قانون اإلعالم ،قانون الجمعيات وغيرها.
صدر هذا القانون في 12يناير ،2012تم تطبيقه ابتداء من االنتخابات التشريعية التي تم إجراؤها في
10مايو 2012واالنتخابات المحلية التي أجريت في 29نوفمبر ،2012أكد هذا القانون على عدة
نقاط من جملتها:
عملية اإلشراف والمراقبة القضائية للعملية االنتخابية وذلك بواسطة تشكيل اللجنة الوطنية لإلشراف على
االنتخابات.
تم إصدار هذا القانون في 12يناير سنة ،2012وضع عدة شروط ما تعلق باألعضاء المؤسسين
للحزب ،وطريقة تأسيس الحزب مع مختلف مراحلها إلى جانب الحقوق وااللتزامات الخاصة بالحزب،
وبهذا نجد أن هذا القانون مقارنة مع سابقة وضع شروط مشددة لتأسيس الحزب.
لقد سمح هذا القانون والصادر بتاريخ 12يناير 2012بتوسيع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة ،ومنه
فقد جاء هذا القانون لتعزيز مشاركة المرأة وتحقيق مبدأ المساواة في مجال المشاركة السياسية بين الرجل
والمرأة ،وقصد تفعيل ذلك وضعت جملة من الضمانات.
هذا و توجد قوانين أخرى كانت ضمن برنامج اإلصالحات السياسية منها قانون اإلعالم الذي حاول وضع
أسس التعددية اإلعالمية ،كما نجد أيضا القانون العضوي لحاالت التنافي مع العهدة البرلمانية،ضف إلى
ذلك قانون الجمعيات .إن هذه اإلصالحات السياسية السيما ما يتعلق بشق األحزاب السياسية تعرض لعدة
انتقادات من جملتها أن السلطة التنفيذية ضاعفت من هيمنتها و عملت على تقييد حرية إنشاء األحزاب
السياسية .
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-بعد صدور هذه القوانين رجعت السلطة من جديد نحو التعديل الدستوري ،وهنا نقصد التعديل الدستوري
لسنة .2016
خص هذا التعديل عدة مجاالت ،حيث تمت إضافة فقرات جديدة تخص المصالحة الوطنية ،مست
التعديالت أيضا البرلمان و هنا نقصد الغرفة الثانية التي وسعت صالحياتها ،غير أنه يبقى أهم تعديل
هو ذلك الذي خص للسلطة التنفيذية حيث تم تقليص العهدة الرئاسية في حدود عهدتين رئاسيتين ال أكثر
و هذا حسب ما ورد في المادة ، 88تم أيضا حذف وظيفة رئيس الحكومة و لقبه و برنامج الحكومة ،و
استبدلت بوظيفة الوزير األول و مخطط عمل الحكومة .و بهذا نجد أن النظام السياسي الجزائري وفقا
للتعديل الدستوري لسنة 2016عرف تغيي ار مس السلطة التنفيذية و السلطة التشريعية مجلس األمة ،فهذا
التعديل حسب بعض المحللين منح صالحيات ملكية لرئيس الجمهورية و جعله فوق المحاسبة .
إن الرئيس بوتفليقة يعد من الرؤساء األكثر ممارسة لرئاسة الدولة و هذا منذ االستقالل حيث تولى حكم
الجزائر ألربع عهدات متتالية ،2014، 2009،2004 ،1999،فرغم تعرضه ألزمة صحية عام 2013
إال ّأنه ترشح النتخابات عام 2014و حقق الفوز فيها هذا من جهة و من جهة أخرى جسد الرئيس
بوتفليقة عدة برامج سياسية و اقتصادية مستفيدا من ارتفاع مداخيل الجزائر من الريع النفطي ،حيث
بلغت مداخيل الخزينة العامة 198مليار دوالر و من جانب آخر فضل الرئيس بوتفليقة أيضا شراء السلم
االجتماعي ،حيث بلغ االتفاق لغرض شراء السلم االجتماعي ما يعادل 42مليار دوالر سنويا .
استطاع بوتفليقة أيضا الحد من نفوذ المؤسسة العسكرية والمخابرات فبعدما كانت هي الجهة المسيطرة
خالل عهدته األولى 2004-1999تراجع دورها خالل المراحل الالحقة من حكمه.
عرفت مرحلة حكم الرئيس بوتفليقة السيما العهدة األخيرة انتشار الفساد واالختالسات ،ودخلت الجزائر في
حالة ركود اقتصادي نتيجة لتراجع أسعار النفط وهذا انطالقا من عام ،2014ظهرت أيضا صراعات بين
أجنحة النظام السياسي وأصبح القرار في يد شخصيات غير مخول لها دستوريا تسيير النظام.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
المحاضرة 09
شكلت عملية اإلعالن عن ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة تحوال في مسار النظام
السياسي الجزائري ،حيث ظهرت جراء ذلك عدة تطورات كانت البداية مع االحتجاجات
الرافضة للعهدة الخامسة والتي انطلقت يوم 22فيفري ،2019لقد استمر هذا الحراك لفترة
تفوق السنتين خاللها عرف النظام السياسي مرحلة انتقالية ثم بعدها إجراء االنتخابات
الرئاسية في .2019/12/12
تعتبر العهدة الخامسة سببا مباش ار للحراك السياسي في الجزائر ،غير أن هناك أسباب
وخلفيات أخرى حركت الشارع الجزائري ،وتتخلص في الظروف التي كانت سائدة عشية
الحراك والتي اعتبرت من بين العوامل التي دفعت نحو خيار االحتجاج والتظاهر لتغيير
النظام السياسي.
الوضع السياسي:
-1غياب مبدأ التداول على السلطة ،األمر الذي كرس العزوف عن المشاركة السياسية.
-2هيمنة السلطة الفردية التي كانت تسير الحكم وفق منطق العصب والجماعات
الوالءات،
-3رغم النص في الدستور على التعددية إال أن الواقع أثبت خالف ذلك فلقد كانت هناك
استم اررية لثقافة الحزب الواحد لكن في ثوب تعددي.
-4هشاشة وضعف البناء المؤسساتي للدولة ،كما أن المؤسسات الموجودة أصبحت أداة في
يد النظام.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-1أخفق نظام بوتفليقة في بناء اقتصاد قوي وتحقيق تنمية اقتصادية رغم المداخيل التي
رافقت الطفرة النفطية خاصة في المرحلة األولى من حكم الرئيس بوتفليقة.
مطالب الحراك:
-المطالبة برحيل كل رموز النظام السياسي ،ورفض إعادة الوجوه القديمة إلدارة المرحلة
االنتقالية
-أخذ طابع سلميا ،كما انخرط فيه األفراد من مختلف األجيال واإليديولوجيات.
-سجل مظاهر جديدة تمثلت في مشاركة أجهزة األمن وقطاع الشرطة والدرك بشكل حمى
الحراك من جميع مظاهر االنزالق.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
-عدم ارتباطه بحزب أو تيار سياسي معين جعله أكثر قدرة على الحشد والتعبئة.
-أخذت مطالب الحراك صيغة التدرج ،حيث في البداية كانت المطالبة برفض العهدة
الخامسة ثم ظهرت مطالب أخرى منها رفض الفساد رحيل النخبة الحاكمة بأكملها.
لعبت المؤسسة العسكرية دو ار ملحوظا في إدارة المرحلة اإلنتقالية ،من بين األدوار التي
قامت بها مبادرة رئيس األركان السابق أحمد قايد صالح بتطبيق المادة 102من دستور
2016أي أن يتولى السلطة خالل هذه المرحلة ولمدة 90يوما رئيس مجلس االمة ،يتم
خالل هذه المرحلة التحضير لالنتخابات الرئاسية في ظل حكومة تصريف األعمال ،كما
برزت حملة ضد الفساد طالت بعض رموز نظام بوتفليقة.
تم تشكيل حكومة تكنوقراط ،وأقيمت ندوة وطنية شاملة للقيام بالحوار الشامل مع كافة فواعل
المجتمع ،وهذا لوضع أرضية تتكفل بتسيير المرحلة المقبلة.
بعد االنتخابات الرئاسية و فوز عبد المجيد تبون ،شرع هذا األخير في تبني نهج اإلصالح
الدستوري و الذي تكرس في التعديالت الدستورية والمالحظ أن هذه العملية لم تتم من خالل
عملية تأسيسية تشاركية ،بل أوكلت هذه المهمة إلى لجنة من الخبراء الدستوريين.
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة
ولقد شمل التعديل الدستوري لسنة 2020سبعة محاور نذكر البعض منها:
حقوق وحريات المواطن ،أخلقة الحياة العامة ومكافحة الفساد ،تعزيز الفصل بين السلطات،
تعزيز استقاللية السلطة القضائية.
لقد خص الباب الرابع للرقابة وهذا قصد تفعيل آليات الرقابة من الفساد وإبعاد نفوذ المال عن
تسيير الشؤون العامة ،فتم إنشاء السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته وهنا
نالحظ أن هذا المحور يمثل محاولة من النظام السياسي لتفادي االنزالقات التي عرفها الوضع
السياسي قبل الحراك.
-كفل الدستور وهذا ألول مرة الحق في الحياة كما تضمن التعديل ألول مرة النص على
حماية المرأة من كل أشكال العنف حيث أضيفت المادة 40الخاصة بحماية النساء من العنف.
-كما تضمنت المادة 81إمكانية تقديم المواطنين ملتمسات للسلطات العمومية فيما يخص
انشغاالتهم حول المصلحة العامة.
-أما فيما يخص العهدة الرئاسية ،فقد حددها الدستور في المادة 88والتي وردفيها أنه ال
يمكن ألحد ممارسة أكثر من عهدتين متتاليتين أو منفصلتين.
-كرس التعديل الدستوري صالحيات واسعة لرئيس الجمهورية ،حيث أضيفت له صالحيات
جديدة لم ترد في دستور . 2016من أهمها أنه يمكنه أن يقرر إرسال وحدات من الجيش
الوطني الشعبي إلى خارج الوطن بعد مصادقة البرلمان بأغلبية ثلثي أعضاء كل غرفة من
غرفتي البرلمان.
قائمة المراجع
كتب:
-1ناجي عبد النور ،النظام السياسي الجزائري من األحادية إلى التعددية السياسية ،قالمة
:منشورات جامعة 8ماي 2006،1945
-2رابح لونيسي ،تاريخ الجزائر المعاصر ،1989-1830،ج 1الجزائر :دار المعرفة،
2014
األطروحات و المذكرات:
-1مخلوف صيمود ،طبيعة السلطة السياسية و تنظيمها في انظام السياسي الجزائري،
أطروحة دكتوراه في النظم السياسية و القانون الدستوري فرع القانون العام ،السنة
الجامعية 2009 /2008
-2نفيسة رزيق ،الترسيخ الديمقراطي في الجزائر المشكالت و األفاق ،أطروحة دكتوراه
،في العلوم السياسية ،تخصص تنظيمات سياسية و إدارية 2016/2015،
-3مخلوف بشير،موقع الدين في عملية االنتقال الديمقراطي في الجزائر فترة -1989
، 1995دراسة في التمثالت السياسية لواقع التعددية الحزبية عند بعض المنتسبين للجبهة
اإلسالمية لإلنقاذ المحلة ،كلية العلوم االجتماعية ،قسم علم االجتماع ،جامعة السانية
وهران2013/2012،
-4محمد بوضياف ،مستقبل النظام السياسي الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،في العلوم
السياسية والعالقات الدولية ،كلية العلوم السياسية واإلعالم ،جامعة الجزائر 2008
-5صغور عبد الرزاق ،بناء الدولة الحديثة في الجزائردراسة تقيمية ،أطروحة دكتوراه
في العلوم السياسية ،تخصص تنظيم سياسي اداري ،جامعة بن يوسف بن خدة جامعة
الجزائر 2013،
-6بلعو مصطفى ،التحول الديمقراطي في النظم السياسية العربية ،دراسة حالة النظام
السياسي الجزائري ،2008-1988أطروحة دكتوراه في العلوم السياسية ،تخصص تنظيم
سياسي واداري ،كلية العلوم السياسية ،جامعة الجزائر2010،
-7محمد عابد ،تسيير المراحل االنتقالية في الدول العربية دراسة مقارنة الجزائر مصر
وتونس أطروحة دكتوراه في القانون العام ،جامعة جياللي اليابس ،سيدي بلعباس2020
2021/
السنة الدراسية2023-2022 : األستاذة :بعوني حميدة