You are on page 1of 12

‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام

لألستاذ برزيق‬

‫املحوراألول‪ :‬األحزاب السياسية‬

‫املوضوع األول‪ :‬مفهوم األحزاب السياسية‬

‫أ ـ تعريفها‪ :‬الحزب السياس ي ( ‪ ،)Parti Politique, Political Party‬هو تنظيم إجتماعي دائم‪،‬‬
‫قائم على مبادئ وأهداف مشتركة‪ ،‬بهدف الوصول إلى السلطة‪ ،‬ويضم مجموعة بشرية‬
‫متجانسة في أفكارها‪ ،‬ويمارس مختلف النشاطات السياسية وفقا لبرنامج عام‪ ،‬لتحقيق‬
‫أهدافه‪ ،‬وتوسيع قاعدته الشعبية على املستويات املحلية‪ ،‬والوطنية‪ ،‬والدولية‪.‬‬

‫ب ـ ـ نشأة األحزاب السياسية‪ :‬قام كالوس فون بيمي بتصنيف األحزاب األوروبية إلى تسع‬
‫عائالت‪ ،‬والتي ضمت معظم األحزاب‪ .‬كما تمكن من ترتيب سبعة منهم من اليسار إلى اليمين‬
‫‪:‬الشيوعي ‪ ،‬واالشتراكي‪ ،‬واالخضر‪،‬والليبيرالي‪ ،‬والديمقراطي املسيحي‪ ،‬املحافظ و الليبرتاري‪.‬‬
‫كما تباين موقفه من نوعين آخرين‪ ،‬األحزاب الزراعية اإلقليمية‪ ،‬واألحزاب العرقية‪.‬‬

‫إضافة إلى هذا‪ ،‬فقد ميز علماء السياسة بين أنواع مختلفة من األحزاب السياسية التي‬
‫تطورت عبر التاريخ وتشمل‪ :‬حزب النخبة‪،‬الحزب الجماهيري‪ ،‬الحزب الشامل‪ ،‬أحزاب‬
‫الكارتل‪ ،‬األحزاب املتخصصة ‪.‬‬

‫كانت أحزاب النخبة السياسية‪ ،‬معنية بخوض االنتخابات‪ ،‬وقيدت نفوذ األحزاب األخرى‪،‬‬
‫ُ‬
‫الذين طلب منهم فقط املساعدة في الحمالت االنتخابية‪ .‬كما حاولت األحزاب الجماهيرية‪،‬‬
‫تجنيد أعضاء جدد كانوا مصد ًرا لدخل الحزب‪ ،‬وكان ُيتوقع منهم ً‬
‫غالبا نشر أيديولوجية‬
‫الحزب‪ ،‬واملساعدة في االنتخابات‪.‬‬

‫فالواليات املتحدة‪ ،‬كان كال الحزبين الرئيسيين املسيطرين من حزبا الكوادر النخبة‪ ،‬وأدى‬
‫إدخال االنتخابات التمهيدية‪ ،‬واإلصالحات األخرى‪ ،‬إلى تغييرهما‪ ،‬وتداول السلطة‪ .‬بحيث يتم‬
‫االحتفاظ بالسلطة‪ ،‬من قبل الناشطين الذين يتنافسون على النفوذ‪ ،‬وترشيح املرشحين‪.‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫أما بالنسبة للتصنيف الحديث لألحزاب السياسية عامليا فنجد‪ :‬نظام الحزب الواحد‪ ،‬نظام‬
‫الحزب القائد‪ ،‬نظام الحزب املسيطر‪ ،‬نظام الجبهة الوطنية‪ ،‬نظام الحزبين‪ ،‬نظام التعددية‬
‫الحزبية‪ ،‬نظام عدم وجود أحزاب مثل ماهو سائد في دول الشرق األوسط و أمريكا الالتينية و‬
‫الدول األوروبية في القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫ج ـ ـ وظائف األحزاب السياسية‪ :‬نجد هذه األخيرة في مختلف دساتير الدول‪ ،‬باالضافة الى‬
‫القوانين العضوية املنظمة لألحزاب السياسية‪ .‬على العموم نحن نركز هنا على ذكر هذه‬
‫الوظائف املنظومة القانونية الجزائرية‪ ،‬بحيث جاء ذكرها كالتالي‪:‬‬

‫‪ A‬ـ ـ في الدساتيرالجزائرية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ دستور ‪ :1963‬أول وظيفة مراقبة عمل الحكومة و ذلك في نص املادة ‪ 24‬منه( دستور‬
‫‪ 1963‬املؤرخ في ‪8‬سبتمبر ‪،1963‬ج ر‪ ،‬عدد ‪.)64‬‬

‫‪ 2‬ـ دستور ‪ :1976‬املادتين ‪96‬و‪ :97‬وظائف اخرى للحزب الواحد وهي التعبئة الدائمة للشعب و‬
‫قيادة الشعب ( الصادر بموجب األمر ‪ 97/76‬املؤرخ في ‪ 22‬نوفمبر ‪ ،1976‬ج ر عدد ‪.94‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ دستور ‪ :1989‬يعتبر أول دستور كرست بموجبه التعددية الحزبية نسبيا‪ ،‬صدر بموجب‬
‫القانون العضوي ‪ 11/89‬املنظم للجمعيات ذات الطابع السياس ي‪ ،‬اكتفى هذا األخير في املادة‬
‫الثانية على ذكر وظيفة تجميع املواطنين الجزائريين حول برنامج سياس ي و املشاركة في الحياة‬
‫السياسية بوسائل ديمقراطية‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ التعديل الدستوري ‪ :1996‬لم يأتي بالش ئ الجديد‪ ،‬أعاد ذكر نفس الوظيفة الواردة في‬
‫دستور ‪.1989‬‬

‫‪ 5‬ـ التعديل الدستوري ‪ :2016‬نفس ما جاء في املادة ‪ 42‬من دستور ‪ 1996‬باستثناء تغيير رقم‬
‫املادة إلى ‪ ،53‬هذه األخيرة منحت امتيازات و حريات إضافية من اجل املمارسة الحزبية‪.....‬الخ‪.‬‬

‫‪ B‬ـ ـ في القوانين الخاصة ( العضوية)‪:‬‬


‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫القانون ‪ 11/90‬لسنة ‪ 1989‬املتعلق بالجمعيات ذات الطابع السياس ي‪ ،‬الصادر بناءا على‬
‫املادة ‪ 40‬من دستور ‪ ،1989‬هذا األخير اكتفى فقط في نص املادة الثانية منه بذكر دور‬
‫الجمعيات ذات الطابع السياس ي‪ ،‬و حصر هذا الدور باملشاركة السياسية و تجميع املواطنين‪،‬‬
‫ألنه لم يعترف بعد بالجمعيات ذات الطابع السياس ي‪ ،‬و أهم دور لألحزاب السياسية وهو‬
‫الوصول إلى السلطة ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألمر ‪ 09/97‬القانون العضوي املتعلق باألحزاب السياسية‪ ،‬اكتفى املشرع‬
‫باستنساخ ما تم ذكره في القانون ‪.11/89‬‬

‫أما أخر قان ن لألحزاب السياسية و هو ‪ ،04/12‬فهنا تم ذكر أهم وضيفة للحزب السياس ي‬
‫و هي وضع مشروع سياس ي مشترك حيز التنفيذ للوصول بوسائل ديمقراطية و سلمية إلى‬
‫السلطات و املسؤوليات في قيادة الشؤون العامة( املادة ‪ 03‬منه)‪.‬‬

‫د ـ ـ أهداف األحزاب السياسية‪ :‬ملعرفة هذه األهداف‪ ،‬يجب العودة إلى األنظمة الداخلية‬
‫املنظمة لكل حزب سياس ي‪ ،‬فعلى سبيل املثال‪ :‬تنص املادة‪ 6‬من القانون األساس ي لجبهة‬
‫التحرير الوطني على جملة من األهداف‪ ":‬تحقيق القيم و التعاليم اإلسالمية‪ ،‬تحقيق قيم و‬
‫مثل ثورة اول نوفمبر‪ ،1954‬تكريس دولة الحق و القانون و الحكم الراشد‪.....‬الخ"‪.‬‬

‫املادة ‪ 4‬من القانون الداخلي لحركة مجتمع السلم سابقا" اعتماد مبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫مصدرا للتشريع‪....‬الخ"‪.‬فيما بعد وبعد األحداث التي عاشتها البالد تم تعديل املادة بطلب من‬
‫وزارة الداخلية‪.‬‬

‫املوضوع الثاني‪ :‬األحزاب السياسية في الجزائرقبل االستقالل‪:‬‬

‫تعود هذه املرحلة الى فترة العشرينيات من القرن املاض ي‪ ،‬إبان الفترة االستعمارية‪ ،‬أي بعد‬
‫انتهاء املقاومات الشعبية التي دامت أكثر من ‪ 70‬سنة‪...‬الخ‪.‬‬

‫على العموم‪ ،‬فقد برزت في الجزائر خالل هذه الفترة أربعة تشكيالت أساسية‪:‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫‪1‬ـ ـ كونفدرالية املنتخبين الجزائريين املسلمين في ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،1927‬و تطور فيما بعد إلى‬
‫االتحاد الديمقراطي ألحباب البيان الجزائري سنة ‪.1946‬‬

‫‪2‬ـ ـ الحزب الشيوعي الجزائري ‪ ،1936‬الذي كان في البداية فرعا للحزب الشيوعي الفرنس ي‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ـ جمعية العلماء املسلمين الجزائريين‪ ،‬تأسست في ‪5‬ماي ‪ ،1931‬هذه األخيرة دافعت عن‬
‫مقومات الشخصية الوطنية‪ ،‬كما أعلنت عن طابعها غير السياس ي في املادة ‪ 3‬من ميثاقها‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ ـ حزب نجم شمال إفريقيا‪ ،‬هذا األخير تأسس في فرنسا عام ‪ ،1926‬دخل الجزائر عام ‪.1936‬‬

‫‪5‬ـ ـ حزب الشعب الجزائري‪ ،‬تأسس عام ‪ 1937‬تحت قيادة مصالي الحاج‪ ،‬ذو نشاط مزدوج‬
‫علني و سري‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬كان لهذه التشكيالت دور فعال باملحافظة على القضية الوطنية بمختلف‬
‫أبعادها‪ ،‬لكن سياسة املستعمرالفرنس ي‪ ،‬وأدت أي دورللمخارج السلمية‪ ،‬مما دفع في نهاية‬
‫املطاف إلى إعالن الكفاح املسلح‪.‬‬

‫املوضوع الثالث‪ :‬األحزاب السياسية في الجزائربعد االستقالل‪:‬‬

‫‪ A‬ـ ـ مرحلة ما قبل ‪(1989‬األحادية الحزبية)‪:‬‬

‫مباشرة بعد االستقالل صدر القانون ‪ ،157/62‬الذي نص في مادته األولى على استمرار‬
‫العمل بالقوانين الفرنسية إال ماتعارض منها مع السيادة الوطنية‪ ،‬ما يعني إمكانية تشكيل‬
‫األحزاب السياسية استنادا إلى القانون الفرنس ي املتعلق بالجمعيات الصادر بتاريخ ‪ 01‬جويلية‬
‫‪.1901‬‬

‫استنادا على هذا الواقع‪ ،‬تم تأسيس الحزب الشيوعي الجزائري‪ ،‬تم منعه في ‪،1962/11/25‬‬
‫ثم أعلن الرئيس الراحل محمد بوضياف عن تأسيس حزب الثورة االشتراكية في ‪27‬‬
‫‪ ،1962/09/‬كما أعلن املجاهد ايت احمد عن تأسيس حزب الجبهة القوى االشتراكية سنة‬
‫‪.1963‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫مالحظة‪ :‬قد تم منع كل هذه األحزاب وحلها‪ ،‬كما تم نفي معظم قادتها السياسيين‪ ،‬كما‬
‫لإلشارة‪ ،‬فقد استمر هذا الوضع إلى غاية صدور القانون ‪ 267/63‬و الذي نص في مادته األولى‬
‫صراحة على منع أي جمعيات ذات طابع سياس ي‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ التكريس الدستوري لألحادية الحزبية‪:‬‬

‫ـ ـ املادة ‪ 23‬من دستور ‪ " 1963‬جبهة التحريرالحزب ألطالئعي الوحيد في الجزائر"‪.‬‬

‫ـ ـ املادة ‪ 22‬من دستور ‪ "1976‬حزب جبهة‪ .....‬هو الحزب الوحيد في البالد و يشكل الطليعة‬
‫النكونة من املواطنين االكثر وعيا"‪.‬‬

‫ـ ـ املادة ‪ 94‬من نفس الدستور" يقوم النظام التأسيس ي الجزائري على مبدا الحزب الواحد"‪.‬‬

‫ـ ـ نفس األمر بالنسبة مليثاق ‪76‬و ‪.86‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ التكريس القانوني لألحادية الحزبية‪:‬‬

‫ـ ـ صدر القانون الخاص بالجمعيات األمر ‪ 79/71‬في ‪ 03‬ديسمبر ‪ ،1971‬هذا األخير سمح بقيام‬
‫التعددية لكن في ضل الحزب الواحد‪ ،‬إذ سمح بتأسيس الجمعيات ذات الطابع السياس ي‪،‬‬
‫للعلم أن هذا القانون لم يطبق وبقي حبيس األدراج‪ ،‬كما لم تشهد الساحة السياسية في تلك‬
‫الفترة تأسيس أي جمعية ذات طابع سياس ي‪.‬‬

‫‪ B‬ـ مرحلة من ‪ 1989‬وما بعدها ( التعددية الحزبية)‪:‬‬

‫كانت هناك العديد من األسباب الدافعة إلى تبني التعددية الحزبية في الجزائر‪ ،‬على العموم‬
‫يمكن تقسيمها إلى داخلية و خارجية ‪.‬‬

‫‪1‬ـ ـ األسباب الداخلية‪ :‬أحداث ‪05‬اكتوبر‪ ،1988‬أزمة الحزب الواحد‪ ،‬أزمة املشاركة‬
‫السياسية‪ ،‬األزمة االقتصادية‪ ،‬األزمة االجتماعية‪...‬الخ‪.‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫‪2‬ـ ــاالسباب الخارجية‪ :‬انهيار أسعار البترول‪ ،‬تغير أنظمة الحكم االشتراكية في العالم و‬
‫إسقاطاتها على الجزائر‪ ،‬التطورات الدولية الجديدة و تداعياتها‪....‬الخ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلقرارالدستوري للتعددية الحزبية‪:‬‬

‫املادة ‪ 40‬من دستور ‪ "1989‬حق إنشاء الجمعيات ذات الطابع السياس ي معترف به وال‬
‫يمكن التذرع بهذا الحق لضرب الحريات األساسية‪ ،‬و الوحدة الوطنية و السالمة الترابية‪،‬‬
‫و استقالل البالد و سيادة الشعب"‪.‬للعلم لم يذكر املشرع هنا مصطلح األحزاب السياسية و‬
‫إنما الجمعيات ذات الطابع السياس ي‪.‬‬

‫جاء بعد ذلك‪ ،‬التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬لينصص وألول مرة و بصريح العبارة على‬
‫التعددية الحزبية و األحزاب السياسية‪ ،‬بحيث جاء في نص املادة ‪ 42‬منه " حق إنشاء األحزاب‬
‫السياسية معترف به و مضمون‪.....‬الخ"‪.‬‬

‫كما أعاد التعديل الدستوري ل ـ ‪ 2016‬نفس صياغة املادة السابقة أي املادة ‪ 42‬من دستور‬
‫‪ ،1996‬غير فقط من رقم املادة ليصبح رقمها ‪ .52‬اما الجديد الذي جاء به التعديل في هذا‬
‫الشأن هو نص املادة ‪ ،53‬التي منحت امتيازات و حريات إضافية من اجل املمارسة الحزبية‪،‬‬
‫من خالل ضمان حرية الرأي و االجتماع و التعبير و ضمان التمويل العمومي ‪.....‬الخ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االقرارالقانوني للتعددية الحزبية‪:‬‬

‫نالحظ هنا صدور القانون ‪ 11/89‬املؤرخ في ‪ 89/7/5‬املتعلق بالجمعيات السياسية" تستهدف‬


‫الجمعيات ذات الطابع السياس ي في اطار املادة ‪ 40‬من الدستور جمع املواطنين‬
‫الجزائرييين حول برنامج سياس ي‪ ،‬ابتغاء هدف اليدر ربحا و سعيا للمشاركة في الحياة‬
‫السياسية بوسائل ديمقراطية و سلمية"‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬هذا القانون ال يضع شروطا لتأسيس الجمعيات ذات الطابع السياس ي‪ ،‬باستثناء‬
‫املنع الوارد في املادتين ‪ 5‬و‪ ،6‬التي تمنع قيامها على أساس طائفي أو جهوي‪...‬الخ‪ .‬إذ يكفي أن‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫يجتمع ‪ 15‬شخصا لتكوين جمعية ذات طابع سياس ي‪،‬على أساس نظام اإلخطار فقط‪ ،‬هذا‬
‫ماادى في نهاية املطاف إلى ظهور العديد من األحزاب( الجمعيات) السياسية‪ ،‬وما اتبع ذلك من‬
‫انفالت امني و أحداث أليمة عاشتها البالد في تلك الفترة‪...‬الخ‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬و تطبيقا للمادة ‪ 42‬من التعديل الدستوري ‪ ،1996‬صدر األمر ‪ 07/97‬املؤرخ في ‪6‬‬
‫مارس ‪ ،1997‬املتضمن القانون العضوي املتعلق باالنتخابات‪ ،‬و الذي اعترف لألحزاب‬
‫السياسية باملمارسة الديمقراطية عن طريق تحديد إجراءات تقديم الترشيح ملختلف املجالس‬
‫النيابية‪.‬‬

‫كما صدر‪ ،‬األمر ‪ 09/97‬املؤرخ في ‪ 6‬مارس ‪ 1997‬املتضمن القانون العضوي املتعلق باألحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬تضمن هذا األخير إجراءات و شروط أكثر صرامة و تعقيد إلنشاء األحزاب‬
‫السياسية‪ ،‬فكان لزاما املرور بمرحلة التصريح بتأسيس الحزب ثم تأتي مرحلة طلب االعتماد‬
‫للحزب‪ .‬على خالف القانون ‪ 11/89‬الذي كان يشمل مرحلة واحدة فقط وهي اإلعالن فقط‬
‫بتكوين جمعيات ذات طابع سياس ي‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬إن القانون ‪ 09/97‬املتعلق باألحزاب السياسية‪ ،‬اكتفى فيه املشرع باستنساخ نفس‬
‫املادة‪ 2‬من القانون ‪ 11/89‬و استبدل الجمعيات ذات الطابع السياس ي باألحزاب السياسية‬
‫دون وضع تعريف لهذه األخيرة‪ .‬أما آخر قانون منظم لعمل هذه األخيرة‪ ،‬هو القانون العضوي‬
‫‪ ،04/12‬فهذا األخير قام بتقديم مفهوم األحزاب السياسية و ذلك في املادة ‪ 3‬منه" الحزب‬
‫السياس ي هو تجمع مواطنين يقتسمون نفس األفكار و يجتمعون لغرض وضع مشروع سياس ي‬
‫مشترك حيز التنفيذ للوصول بوسائل ديمقراطية و سلمية إلى ممارسة السلطات و‬
‫املسؤوليات في قيادة الشؤون العامة"‪.‬‬

‫املوضوع الرابع‪ :‬التنظيم القانوني لألحزاب السياسية‬

‫أوال‪ :‬الشروط املقيدة لحرية تأسيس األحزاب السياسية‪:‬‬


‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫أجمعت معظم قوانين دول العالم الديمقراطي‪ ،‬على وضع مجموعة من الشروط املؤطرة‬
‫لعملية تأسيس األحزاب السياسية‪ ،‬فهذه األخيرة تضمن امن الدولة و استقرارها من جهة و‬
‫تضمن نجاح املمارسة الديمقراطية لألحزاب السياسية من جهة أخرى‪ ،‬بحيث تم النص على‬
‫هذه الشروط في نص املادة ‪ 42‬من دستور ‪ 1996‬التي تحولت الى املادة ‪ 52‬من التعديل‬
‫الدستوري ل ـ ‪ ،2016‬هذه األخيرة أصبحت املادة‪ 57‬من التعديل الدستوري ل ـ ‪ 2020‬حيث جاء‬
‫فيها‪ ":‬حق إنشاء األحزاب السياسية معترف به و مضمون‪ ،‬ال يجوز تأسيس األحزاب‬
‫السياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنس ي أو منهي أو جهوي‪ ،‬ال يمكن التذرع بهذا‬
‫الحق لضرب الحريات األساسية‪ ،‬والقيم و املكونات األساسية للهوية الوطنية‪ ،‬و الوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬و امن التراب الوطني و سالمته‪ ،‬و استقالل البالد‪ ،‬وسيادة الشعب وكذا الطابع‬
‫الديمقراطي و الجمهوري للدولة‪......‬الخ"‪ .‬باإلضافة إلى نص املواد‪ 5،8،9،46،48،49‬من‬
‫القانون العضوي ‪ 04/12‬املتعلق باألحزاب السياسية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط العضوية في األحزاب السياسية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الشروط الخاصة باألعضاء املؤسسين‪ :‬مثل املادة ‪ 17‬من قانون ‪ 04/12‬املتعلقة بشرط‬
‫السن ‪ 19‬سنة‪.....‬الخ‪.‬‬

‫‪2‬ـ ـ التمثيل النسوي‪ :‬املادة ‪11‬فقرة ‪ 8‬من قانون ‪.....2012‬الخ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـالشروط الخاصة باألعضاء املنخرطين‪ :‬املادة ‪ ،20‬املادة ‪ 10‬منعت فئات معينة من‬
‫االنخراط في األحزاب السياسية( القضاة‪ ،‬الجيش‪...‬الخ)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشروط الخاصة‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إيداع طلب التصريح بالتأسيس‪ :‬يودع هذا األخير لدى وزارة الداخلية‪ ،‬كما نصت املادة ‪19‬‬
‫على ملف التصريح‪ ،‬وعليه يترتب عل إيداع طلب التصريح بالتأسيس ثالث نتائج‪ :‬مطابقة‬
‫التصريح من طرف الجهات املعنية نصت عليه املادة ‪ ،21‬رفض التصريح نصت عليه املادة‬
‫‪ ،22‬و سكوت اإلدارة نصت عنه املادة ‪.23‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫‪ 2‬ـ املؤتمر التأسيس ي للحزب السياس ي‪ :‬هنا يكون لزاما إثبات انعقاد املؤتمر التأسيس ي حسب‬
‫املادة ‪ .25‬أما في حالة الرفض‪ ،‬فعلى رئيس الحزب تقديم طعن أمام مجلس الدولة خالل ‪15‬‬
‫يوما من تاريخ تبليغ قرار الرفض‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ اعتماد الحزب‪ :‬فيما يتعلق بملف طلب االعتماد فقد نصت عليه املادة ‪ 17‬من القانون‬
‫العضوي‪ ،‬و بطبيعة الحال فان اآلجال املمنوحة لإليداع هي ‪ 30‬يوما من تاريخ تقديم امللف‪،‬‬
‫هذا ما ذكرته املادة‪ 27‬من نفس القانون‪ .‬دون أن نغفل استالم وصل إثبات اإليداع‪ ،‬الذي له‬
‫أهمية كبيرة في حالة منازعة اإلدارة في النهاية و قد نصت عليه نفس املادة السابقة‪ .‬كما يجب‬
‫أن نعلم أن لوزير الداخلية مهلة‪ 60‬يوما للتدقيق و الفحص في امللف‪ ،‬كما يجب للطالب‬
‫كذلك أن يعلم انه ال يحق لإلدارة رفض امللف مباشرة‪ ،‬وإنما وجب منح فرصة للحزب‬
‫لتصحيح ما أمكن تصحيحه من ثغرات‪.‬‬

‫مالحظة هامة‪ :‬يستنتج قبول االعتماد من خالل نشره في الجريدة الرسمية‪ ،‬بعد إبالغ قيادة‬
‫الحزب بذلك‪ ،‬وهذا حسب نص املادة‪ 31‬من القانون العضوي‪ .‬أما في حالة رفض االعتماد‪،‬‬
‫فقد يكون ذلك نتيجة لعدم املطابقة ألحكام القانون العضوي‪ ،‬كما إن قرار الرفض قابل‬
‫للطعن أمام مجلس الدولة في اجل شهرين من تاريخ تبليغ القرار ـ ـ قرار الرفض ـ ــ‪ ،‬وذلك كله‬
‫حسب نص املادة ‪ 33‬من القانون العضوي‪.‬‬

‫• التنظيم القانوني لنشاط األحزاب السياسية( التنظيم الداخلي للحزب السياس ي‬


‫املادة ‪ 4‬من القانون العصوي‪:‬‬

‫ـ ـ القانون األساس ي للحزب‪ :‬بمثابة الوثيقة التعريفية للحزب‪.‬‬

‫ـ ـ القانون الداخلي للحزب‪ :‬يحدد حقوق و واجبات املنخرطين في الحزب السياس ي‪.‬‬

‫ـ ـ الجزاءات النقرة على الحزب‪ :‬ذكرت في الباب الخامس من القانون العضوي املنظم لألحزاب‬
‫السياسية ‪.04/12‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫ـ ـ الجزاءات املقررة على األعضاء‪ :‬كالغرامات ‪.....‬الخ‪ ،‬ذكرت في الباب السادس من نفس‬
‫القانون العضوي‪.‬‬

‫ـ التمويل املالي لألحزاب السياسية‪ :‬القاعدة العامة للمساعدات املالية املقدمة من قبل‬
‫الدولة‪ ،‬مرتبطة بقاعدة التمثيل البرملاني لها‪ ،‬وذلك لتشجيع األحزاب على تكثيف نشاطها قبل‬
‫اي موعد انتخابي‪ .‬كما يجب أن نعلم أن قانون املالية التكميلي لسنة ‪ 2008‬هو الذي جاء بهذه‬
‫القاعدة‪ ،‬حيث عدل من نص املادة ‪ 75‬من القانون ‪ 02/97‬املؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪1997‬و‬
‫املتضمن قان ن املالية لسنة ‪.1998‬و األحزاب املمتلكة ملقاعد في مجلس األمة تستفيد من‬
‫مساعدات إضافية‪.‬‬

‫ذكر التمويل بصفة عامة في نص املادة ‪ 52‬من القانون العضوي ‪ ،04/12‬أما عملية الرقابة‬
‫عن التمويل املوجه لألحزاب السياسية فقد ضبطته املادة ‪ 60‬من نفس القانون العضوي‪.‬‬

‫املوضوع الخامس‪ :‬منازعة االحزاب السياسية‬

‫‪ A‬ـ املنازعة املتعلقة باملراحل اإلجرائية لتأسيس الحزب السياس ي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬منازعة رفض طلب التصريح بالتأسيس‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ في حالة رفض الترخيص بعقد املؤتمر التأسيس ي‪ ،‬فيجب أن يكون معلال تعليال قانونيا و‬
‫يكون قابال للطعن أمام مجلس الدولة في اجل أقصاه ‪ 30‬يوما من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫‪2‬ـ ـ عندما يتأكد الوزير املكلف بالداخلية بان شروط التأسيس املطلوبة بموجب أحكام هذا‬
‫القانون العضوي غير متوفرة‪ ،‬يبلغ قرار رفض التصريح بالتأسيس معلال قبل انقضاء األجل‬
‫املذكور في املادة ‪ 20‬أعاله‪ .‬للعلم يكون هنا‪ ،‬قرار الرفض قابال للطعن أمام مجلس الدولة‪ ،‬و‬
‫يمارس هذا الطعن األعضاء املؤسسون‪ .‬كما يعد سكوت اإلدارة بعد انقضاء اجل ‪ 60‬يوما‬
‫املتاح لها‪ ،‬بمثابة ترخيص لألعضاء املؤسسين من اجل العمل على عقد املؤتمر التأسيس ي‬
‫للحزب السياس ي في األجل املنصوص عليه في القانون العضوي‪.‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫ثانيا‪ :‬املنازعة املتعلقة باملؤتمر التأسيس ي للحزب السياس ي‪ :‬حسب نص املادة ‪ 26‬من‬
‫القانون العضوي‪ ،‬فان يصبح الترخيص اإلداري الغيا‪ ،‬إذا لم يعقد املؤتمر التأسيس ي للحزب‬
‫في األجل املنصوص عليه في املادة‪ ،21‬وبالتالي يؤدي إلى وقف كل نشاط األعضاء املؤسسين‪،‬‬
‫باإلضافة إلى العقوبات املنصوص عليها في أحكام املادة ‪ 78‬من القانون العضوي‪ ،‬غير أن هذا‬
‫األجل يمكن تمديده في الحاالت االستثنائية و القاهرة‪...‬الخ‪ .‬كما يكون رفض تمديد األجل قابال‬
‫للطعن خالل ‪ 15‬يوما أمام مجلس الدولة الفاصل في القضايا االستعجالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬منازعة قرار رفض اعتماد الحزب السياس ي‪ :‬هنا في هذه الحالة‪ ،‬قد يمنح الوزير املكلف‬
‫بالداخلية االعتماد كما قد يرفضه‪ ،‬و ذلك بعد دراسة امللف املودع‪ ،‬و يجب أن يكون قرار‬
‫الرفض معلال تعليال قانونيا‪ ،‬وفقا لآلجال املحددة في املادة‪ ،29‬ويكون هذا القرار قابال للطعن‬
‫أمام مجلس الدولة من قبل األعضاء املؤسسين خالل مدة شهرين من تاريخ التبليغ‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬يجب أن يعلم الطالب‪ ،‬أن قبول مجلس الدولة للطعن املقدم من قبل األعضاء‬
‫املؤسسين للحزب السياس ي بمثابة اعتماد للحزب‪ ،‬و يسلم االعتماد فورا من قبل الوزير‬
‫املكلف بالداخلية و يبلغ للحزب السياس ي املعني‪.‬‬

‫‪ B‬ـ ـ املنازعة املتعلقة بعد اعتماد الحزب السياس ي أو في مرحلة نشاطه‪:‬‬

‫‪1‬ـ ـ توقيف نشاط الحزب السياس ي قبل اعتماده‪ ،‬وهذا ماجاءت به املادة ‪ 64‬من القانون‬
‫العضوي‪ .‬كما يبلغ هذا القرار فور صدوره لألعضاء املؤسسين و يكون قابال للطعن أمام‬
‫مجلس الدولة‪.‬‬

‫‪2‬ـ ـ ـ أما فيما يتعلق بتوقيف الحزب السياس ي‪ ،‬فهنا يكون نتيجة مخالفة القانون العضوي‪ ،‬و‬
‫تم التوقيف املؤقت لنشاطه بقرار صادر عن مجلس الدولة حسب نص املادة ‪ 66‬من القانون‬
‫العصوي‪ .‬كما يسبق هذا التوقيف‪ ،‬توجيه اعذرا للحزب املعني من قبل وزير الداخلية حسب‬
‫نص املادة ‪.67‬‬
‫ملخص توجيهي ألهم مفردات مادة األحزاب السياسية في حصة األعمال الموجهة لطلبة السنة الثانية ماستر عام لألستاذ برزيق‬

‫‪ 3‬ـ ـ أما فيما يتعلق بحل الحزب السياس ي‪ ،‬فهنا يكون بطلب من الوزير املكلف بالداخلية‪،‬‬
‫كنتيجة عن قيام هذا األخير بنشاطات مخالفة للقانون العضوي‪.....‬الخ‪ .‬و الطلب يوجه أمام‬
‫مجلس الدولة‪ .‬كما في حالة االستعجال‪ ،‬فقبل الفصل في الدعوى‪ ،‬يمكن للوزير املكلف‬
‫بالداخلية باتخاذ جميع التدابير التحفظية التي من شانها تجنب إيقاف وضعية االستعجال‬
‫حسب نص املادة ‪ .71‬كما يمكن للحزب السياس ي املعني في هذه الحالة تقديم طعن أمام‬
‫مجلس الدولة الفاصل في القضايا االستعجالية‪،‬ـ لطلب إلغاء اإلجراء التحفظي‪ ،‬وال يوقف‬
‫إيداع هذا الطعن تنفيذ القرار‪ ،‬مما يدل على مدى حصانة القرار اإلداري‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬يكون مجلس الدولة مختصا في كل النزاعات الناجمة عن تطبيق أحكام هذا‬
‫القانون العضوي‪ .‬كما يفصل املجلس في القضايا املطروحة في اجل شهرين‪ ،‬ابتداء من‬
‫تاريخ إيداع العريضة االفتتاحية‪ .‬كما يكون للطعن أمام مجلس الدولة اثرموقف للتنفيذ‪،‬‬
‫باستثناء التدابيرالتحفظية التي يبديها الوزيراملكلف بالداخلية‪.‬‬

You might also like