You are on page 1of 2

‫المحاضرة الحادية عشر‬

‫الملخص ‪ :‬تتناول هذه المحاضر مجريات سقوط مدينة الجزائر و توقيع الداي‬
‫‪.‬حسين أخر دايات الجزائر التفاقية االستسالم‬

‫السقوط و االستسالم‬

‫ـ بعد االنتصار الساحق الذي حققه الجيش الفرنسي في معركة اسطاوالي ‪ ،‬و تشتت ‪1‬‬
‫الجيش الجزائري و فرار قائده إبراهيم آغا ‪ ،‬اصبح الطريق مفتوحا أمام الحملة للزحف على‬
‫مدينة الجزائر ‪ ،‬اال أن قائد الحملة الكونت دي بورمون قرر التريث قليال حتى تتم عملية‬
‫استكمال انزال العتاد و مختلف التجهيزات الى البر ‪ ،‬اال أن هذا لم يطل بسبب بعض‬
‫الهجومات التي كانت تقوم بها بعض عناصر بقايا الجيش الجزائري على الجيش الفرنسي‬
‫األمر الذي دفع قائد الحملة الى تغيير موقفه و قرر التوجه نحو مدينة الجزائر الحتاللها ‪،‬‬
‫‪ .‬خاصة و أن كل الدالئل تشير الى بداية إنهيار السلطة الحاكمة في الجزائر‬
‫ـ تأكد ت قيادة الحملة من أن الداي حسين و ديوانه عاجزون تماما على حماية عاصمة ‪2‬‬
‫دولتهم ‪ ،‬رغم المحاوالت اليائسة التي كان يقوم بها الداي النقاذ مايمكن إنقاذه فقرر عزل‬
‫إبراهيم آغا و تعويضه بالباي بومزراق باي التيطري ‪ ،‬و دعا مفتي مدينة الجزائرمحمد‬
‫إبن العنابي و أعطاه سيفا و أمره بجمع الناس و إقناعهم بالجهاد دفاعا عن البالد ‪ ،‬و يقول‬
‫أبو القاسم سعد هللا أن المفتي كان رجال فاضال ولكنه كان صالحا لإلفتاء ال للقيادة و من جهة‬
‫أخرى كان محاطا ببعض رجال الحضر و حاولوا إقناعه بأن األمل ضعيف في النجاح ‪ ،‬و‬
‫أن الداي يخوض معركة خاسرة ‪ ،‬و أن ( الشعب بدون قائد ) ‪ ،‬وغيرها من االجراءات التي‬
‫اتخذها الداي و لكنها جاءت جد متأخرة ‪ ،‬وكان كل ذلك بدون جدوى بسبب الفوصى‬
‫‪ ,‬العارمة التي سادت المدينة و كذالك الخيانات التي برزت في اوساط بعض المسؤولين‬
‫ـ في ‪ 29‬جوان وصلت الحملة الى مشارف المدينة حيث احتلت الكثير من المناطق ‪3‬‬
‫االستراتيجية و على راسها حصن اإلمبراطور الذي كانيبعد على المدينة بحوالي ‪ 800‬م فقط‬
‫و سقوطه معناه سقوط مدينة الجزائر األكيد ‪ ،‬وأصبح أمر سقوطه قضية ساعات فقط بعد‬
‫وصول القوات الفرنسية الى ميناء الجزائر يوم ‪ 3‬جويلية ‪ ،‬إذ أنه في اليوم الموالي سقط‬
‫‪ .‬الحصن وسكتت أصوات المدافع و البنادق ليعلن هذا الصمة سقوط مدينة الجزائر‬
‫ـ سارع الداي حسين الى االتصال بقيادة الحملة لترتيب شروط االستسالم ن و التوقيع ‪4‬‬
‫‪ .‬على معاهدة االستسالم‬
‫ـ وقع الداي حسين على معاهدة االستسالم يوم ‪ 5‬جويلية ‪ 1830‬بعد أن جرت مفاوضات ‪5‬‬
‫بين الطرفين في قلعة اإلمبرطور التي اتخذ منها الكونت دي بورمون مقرا للقيادة العسكرية ‪،‬‬
‫حيث جاء اليه في البداية ممثال عن الداي ليخبره بقبوله السلم و أنه سيقوم بدفع كل تكاليف‬
‫الحرب ‪ ،‬اال أن قائد الحملة رفض االقتراح ‪ ،‬ليرسل له مفاوضان أخران و هما أحمد‬
‫بوضربة و حمدان خوجة ‪ ،‬الذان كانا يتقنان اللغة الفرنسية ‪ ،‬وقام قائد الحملة بسرد شروطه‬
‫عليهما في عملية استسالم الداي و المتمثلة في تسليم كل الحصون و القالع الموجودة في‬
‫القصبة و مدينة الجزائر ‪ ،‬مع التعهد للداي أن يترك حرا ‪ ،‬و أن يغادر الجزائر الى أي‬
‫مكان يختاره و يأخذ معه عائلته وكل أمالكه ‪ ،‬و إن أراد البقاء في الجزائر فله ذلك ن و‬
‫سيكون تحت حماية قائد القوات الفرنسية ‪ ،‬كما أنه سيضمن نفس الحقوق لكل ضباط جيش‬
‫الداي ‪ ،‬و يتعهد الكونت دي بورمون قائد الجيوش الفرنسية باحترام الدين االسالمي و‬
‫عادات و تقاليد الجزائريين و ممتلكاتهم ‪ ،‬على أن يتم التوقيع على هذا االتفاق صباح يوم ‪5‬‬
‫حويلية ‪ ،‬و بعدها تقوم القوات الفرنسية مباشرة بالدخول الى القصبة و جميع القالع و‬
‫‪ .‬الحصون المتواجدة بمدينة الجزائر‬

You might also like