You are on page 1of 2

‫*رسالة بولينياك رئيس الوزراء الفرنسي *‬

‫إلى الدوق دي الفال‬


‫السفير الفرنسي في لندن ‪.‬‬
‫سيدي الدوق ‪،‬‬
‫في اللحظة التي يغادر فرنسا فيها األسطول الذي يحمل جيشنا إلى إفريقيا ‪ ،‬يشعر الملك بضرورة إعالم‬
‫حلفائه بشعوره العميق بعالمات االهتمام والصداقة التي تلقاها منهم أثناء المنعرج الهام للظروف التي‬
‫سبقت إقالع الحملة الموجهة ضد الجزائر ‪.‬إن جاللته قد طلب موافقتكم بثقة كاملة ‪ ،‬وقد يقال أمام الرأي‬
‫العام بأنه قد عالج مشكلة كان يعتقد أنه من المناسب أن يجعلها معروفة بكل أوروبا ‪.‬وقد استجاب حلفاؤه‬
‫بثقة ومنحوه رضاهم وتشجيعهم وهي حقيقة ستجعله يتذكر موقفهم مادام حيا‪.‬‬

‫ولكي يرد على هذه المعاملة المخلصة والصديقة ‪ ،‬رغب جاللته اآلن في طرح الباعث والهدف إلى‬
‫الحملة التي يعدها ضد والية الجزائر ‪ ،‬أمام حلفائه مرة ثانية في اللحظة التي يقلع فيها األسطول الفرنسي‬
‫‪.‬‬

‫إن هناك مصلحتين متمايزتين بطبعهما ‪ ،‬ولكنهما متصلتان اتصاال وثيقا ‪ ،‬قد أدتا إلى االستعدادات التي‬
‫جرت في موانينا ‪.‬احدهما تخص فرنسا بالدرجة األولى ‪ :‬وهي الثأر لشرف رايتنا ‪ ،‬والحصول على‬
‫تصحيح األخطاء التي كانت السبب المباشر في النزاع ‪ ،‬والمحافظة على ممتلكاتنا من االعتداءات وأعمال‬
‫العنف التي تعرضت لها في كثير من األحيان ‪.‬ثم الحصول على تعويض مالي ‪ ،‬بالقدر الذي تسمح به‬
‫دولة الجزائر ‪،‬على مصاريف الحرب التي لم تتسبب فيها ‪.‬أما المصلحة الثانية ‪ ،‬التي تهم البالد المسيحية‬
‫عامة ‪ ،‬فهي إلغاء نظام الرق ‪ ،‬والقرصنة ‪ ،‬ودفع الجزية التي مازالت أوروبا تدفعها إلى والية الجزائر ‪.‬‬

‫باريس ‪ 21‬ماي ‪2381‬‬

‫*أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر ج‪/ 1‬أبو القاسم سعد هللا ص ‪762، 762‬‬

‫جول أرمان أوغسط ماري دو بولينياك (‪ 0871‬ـ ‪ :)0788‬سياسي فرنسي ‪ ،‬رئيس مجلس الوزراء الفرنسي‪ ،‬ووزير خارجيتها‪.‬‬

‫األستاذة العشي‬
‫األستاذة العشي‬

You might also like