You are on page 1of 6

‫‪ISSN: 2090 – 0449 Online‬‬

‫‪UIF Universal Impact Factor, [0.1101].‬‬


‫‪AIF Arab Impact Factor for Arabic Scientific Journals, [0.88].‬‬

‫ﻣﻘﺎﻻت‬

‫]‪‹Þçiæ†ñ]ˆ¢]»êÞ^ÛnÃÖ]ÜÓ£‬‬
‫‪ íÞ…^ÏÚí‰]…‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺓ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ‬

‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻵﺛﺎﺭ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻠﻘﺎﻳﺪ – ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ‬

‫‪ ‬‬

‫<‬ ‫<<‬ ‫‪ ‬‬


‫يتطرق هذا المقال إلى موضوع الحكم العثماني في الجزائر وتونس من خالل دراسة مقارنة خاصة في المجالين السياسي واإلداري‪،‬‬
‫فقد مرت الدولة العثمانية بمراحل مختلفة وظروف متغايرة محاولة توحيد المسلمين ومنع دول الغرب من بسط نفوذها في العالم‬
‫اإلسالمي ووقفت كجسر منيع في طريق التوسع االوربي وبالتالي القضاء على فكرة االستيالء على خيرات وثروات البلدان‬
‫ً‬
‫خاصة تفاقم‬ ‫االسالمية‪ .‬وبالنسبة للجزائر وتونس فان الظروف الصعبة التي كانتا تمران بها بداية القرن السادس عشر الميالدي‬
‫الخطر االسباني واحتالله لموانئ مهمة وإخضاع سكان مدنه هي العوامل الرئيسية التي دفعت بالجزائريين والتونسيين االستنجاد‬
‫باإلخوة بربروس إلنقاذهم من االحتالل االوربي وذلك بااللتجاء الى الدولة العثمانية القوية والقادرة على حمايتهم‪ .‬وفعالً تم صد‬
‫الخطر على سواحل المغرب العربي وطرد االسبان في مدة غير طويلة وأعاد العثمانيون بذلك الى البالد إدارة نظامية يسودها األمن‬
‫واالستقرار‪ ،‬ويتناول هذا البحث طبيعة النظام االداري في الجزائر وتونس خالل العهد العثماني‪ ،‬إضافة الى الغوص في طبيعة النظام‬
‫السياسي للدولتين خالل نفس الفترة مع معرفة التغيرات وعوامل التحول من مرحلة الى أخرى‪ ،‬وفي األخير وضع مقارنة بينهما من‬
‫خالل توضيح نقاط التشابه ونقاط االختالف بين الحكمين‪ ،‬هذه المقارنة كان لها دور كبير في توضيح سلبيات الحكم العثماني في‬
‫المنطقة دون تجاهل ايجابياته التي حاول االستعمار االوربي أن يمحيها‪ ،‬ففي كل بلد يدخلونها يصرحون ألهلها أنهم أتوا اليهم‬
‫إلنقاذهم من المستعمر العثماني‪ ،‬لكن النتيجة أنهم قضوا على استقاللهم واستعمروهم اسوء استعمار‪.‬‬

‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﻮﻧﺲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻬﺪ‬ ‫‪٢٠١٥‬‬ ‫ﻳﻮﻧﻴﻮ‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺪﺍﻳﺎﺕ‪ ،‬ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﻳﺎﺕ‬ ‫‪٢٠١٥‬‬ ‫ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ‬ ‫‪٠٢‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒــﻮﻝ ﺍﻟﻨﺸــﺮ‪:‬‬

‫‪DOI‬‬ ‫‪10.12816/0045081‬‬ ‫‪ ‬‬


‫‪‬‬
‫ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺯﻫﺮﺓ ﺃﻳﺖ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ‪" ،‬ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺗﻮﻧﺲ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ"‪ -.‬ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ -.‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ‪ -‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‬
‫ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ؛ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ .٢٠١٧‬ﺹ‪.١٥ – ١٠‬‬

‫أصبحت الجزائر والية عثمانية سنة ‪١٥١٨‬م ثم تلتها تونس سنة‬


‫‪١٥٧٤‬م‪.‬‬ ‫ُﻣ َﻘ ِّﺪ َﻣ ُﺔ‬
‫وهكذا لم يكد القرن السادس عشر الميالدي ينتهي حتى كانت‬ ‫امتاز القرن الخامس عشر الميالدي بتدهور األوضاع في‬
‫اإلمارات العربية في بالد المغرب العربي )ليبيا‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر( قد‬ ‫منطقة المغرب العربي أين زاد الخطر االسباني والبرتغالي على‬
‫أصبحت واليات عثمانية‪ ،‬ثم بدأت الخطوة الثانية في تنظيم تلك‬ ‫شواطئه‪ ،‬حيث تمكن االسبان من االستيالء على ثغور مهمة في‬
‫الواليات عن طريق ترسيخ نظام سياسي وإداري فيها‪ ،‬حيث مر‬ ‫تونس والجزائر ذلك ما أدى بأهلها الى االستنجاد باإلخوة‬
‫)‪(١‬‬
‫هذا النظام بمراحل تاريخية تعبر عن تطوره من ناحية صالحيات‬ ‫الذين كان لهم دور كبير في التصدي للتوسعات‬ ‫بربروس‬
‫الحكم وكذا عالقاتهم مع الباب العالي أي السلطة المركزية في‬ ‫االسبانية ووضع حد للقرصنة األوربية وبمساعدة الدولة‬
‫)‪(٢‬‬
‫العاصمة اسطنبول‪.‬‬ ‫تمكنوا من القضاء نهائيا على الخطر اإلسباني وبذلك‬ ‫العثمانية‬

‫‪١٠‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪٢٠١٧‬‬
‫ﻣﻘﺎﻻت‬

‫العثمانية لقوتها وهيبتها الدولية وإنهاء وجودها في الجزائر على‬ ‫ومن هذا المنطلق حاولنا دراسة النظام السياسي واإلداري للجزائر‬
‫)‪(١٠‬‬
‫يد فرنسا سنة ‪١٨٣٠‬م ‪.‬‬ ‫وتونس في العهد العثماني مركزين على الجوانب التالية‪:‬‬
‫أما عن التنظيم االداري فقد قسمت الجزائر في العهد العثماني‬ ‫‪ -١‬طبيعة النظام السياسي واإلداري في الجزائر‪.‬‬
‫الى أربع بايليكات‪:‬‬ ‫‪ -٢‬دراسة النظام السياسي االداري في تونس‪.‬‬
‫دار السلطان‪ :‬شملت العاصمة وضواحيها‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ -٣‬المقارنة بينهما من خالل ابراز نقاط التشابه واالختالف في‬
‫بايلك التيطري‪ :‬قاعدته مدينة المدية ويعتبر أصغر البايليكات‬ ‫‪‬‬ ‫النظامين‪.‬‬
‫وأفقرها‪.‬‬ ‫وسبب اختيارنا لهذا الموضوع هو الرغبة في الكشف عن بعض‬
‫بايلك الشرق‪ :‬عاصمته قسنطينة‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫الحقائق التاريخية المجهولة‪ ،‬ولكون هذا الجانب لم يسلط عليه‬
‫بايلك الغرب‪ :‬عاصمته مازونة ثم معسكر ثم وهران بعد‬ ‫‪‬‬ ‫الضوء كثيرا وبقيت الدراسة فيه قليلة‪ ،‬رغم أن الكثير من‬
‫)‪(١١‬‬
‫تحريرها من االسبان عام ‪١٧٩٢‬م‪.‬‬ ‫المؤرخين كتبوا عن الجزائر وتونس خالل الفترة العثمانية‪ ،‬إال أنه‬
‫لم تكن هناك كتابات كثيرة عن مدى تشابه أو اختالف الحكم‬
‫أما فيما يخص التنظيم السياسي للجزائر العثمانية كان‬ ‫العثماني بينهما‪.‬‬
‫كالتالي‪:‬‬ ‫كما يكتسي هذا الموضوع أهمية كبيرة خاصة وأنه يرتبط‬
‫الوالي أو الحاكم العام‪ :‬حيث اختلفت تسميته حسب مراحل‬ ‫‪-‬‬ ‫ببلدين الكل يشهد لهما بتاريخ عريق منذ العصور القديمة‬
‫الحكم السابقة )البايلرباي ثم الباشا ثم األغا ثم الداي(‪.‬‬ ‫فالوسطى الى الحديثة والمعاصرة‪ ،‬ويبقى بذلك تاريخ هذه األمة‬
‫الديوان الخاص‪ :‬ويدعى أيضا المجلس الشوري وكان يضم‪:‬‬ ‫‪-‬‬ ‫خاصا ومادة علمية تحتاج الى‬
‫ً‬ ‫في هذه الحقبة من الزمن رصي ًدا‬
‫*الخزناجي‪ :‬وهو بمثابة وزير المالية ومسؤوال عن خزينة الدولة‪.‬‬ ‫استنطاق واستقراء وفق ما تقتضيه تقنيات البحث العلمية‪.‬‬
‫*اآلغا‪ :‬قائد الجيش البري‪.‬‬
‫*خوجة الخيل‪ :‬المشرف على امالك الدولة ومسؤوال عن جمع‬ ‫أو ًال‪ :‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎيس واإلداري ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ يف‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻌﺜﻤﺎين )‪١٨٣٠-١٥١٨‬م(‬
‫*بيت المالجي‪ :‬المتصرف االول في أموال بيت المال‪.‬‬
‫عرف تاريخ الحكم العثماني في الجزائر أربع مراحل متتالية‬
‫*وكيل الخرج‪ :‬المكلف بالشؤون الخارجية وكل ما له عالقة‬
‫)‪(١٢‬‬
‫هي‪:‬‬
‫بالبحرية‪.‬‬
‫‪ -١‬مرحلة البايلربايات )‪ :(١٥٨٧-١٥١٨‬حيث ازدهرت البالد في هذه‬
‫الفترة من الناحية التعليمية واالقتصادية والعمرانية وذلك بفضل‬
‫باإلضافة إلى هؤالء الموظفين الذين كانوا يعتمد عليهم في‬
‫التعاون بين فئة الرياس في القيادة وأبناء الجزائر‪ ،‬وكان أول‬
‫تسيير أمور البالد‪ ،‬هناك موظفون آخرون يقومون بأعمال محددة‪:‬‬
‫بايلرباي خير الدين باشا الذي عينه السلطان العثماني حاكما على‬
‫كالكتاب‪ ،‬مجموعة الخوجات‪ ،‬القياد ومجموعة الخدم والشواش‪،‬‬
‫)‪(١٣‬‬
‫الجزائر سنة ‪١٥١٨‬م ومنحه لقب بايلرباي أي باي البايات)‪.(٣‬‬
‫وهكذا نرى أن الجهاز السياسي‬ ‫المحتسب أو صاحب الشرطة‪.‬‬
‫‪ -٢‬مرحلة الباشوات)‪ :(١٦٥٩-١٥٨٧)(٤‬تم تغيير نظام البايلرباي‬
‫واإلداري للجزائر قد تطور في العهد العثماني خاصة في فترة‬
‫بنظام الباشوات بسبب تخوف الباب العالي من استقالل الجزائر‬
‫الدايات حيث عرف استقرا ًرا من ناحية المؤسسات السياسية‬
‫عن الدولة العثمانية بعدما اصبح لوالتها حرية أكبر في اتخاذ‬
‫السلطات‬ ‫كامل‬ ‫للداي‬ ‫وأصبح‬ ‫الخصوص‬ ‫على‬ ‫واإلدارية‬
‫)‪(١٤‬‬
‫القرارات‪ ،‬زد على ذلك الصراع الذي ظهر بين رياس البحر وجنود‬
‫التنفيذية‪.‬‬
‫االنكشارية ذلك ما أدى الى تعيين باشا لمدة ثالث سنوات خوفا‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎيس واإلداري ﻟﺘﻮﻧﺲ ﺧالل‬


‫ً‬
‫)‪(٥‬‬
‫من ان تطول مدته فيسيطر على شؤون الوالية‪.‬‬
‫‪ -٣‬مرحلة األغوات )‪ :(١٦٧١-١٦٥٩‬عرفت هذه المرحلة سيطرة‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻌﺜﻤﺎين )‪١٨٨١-١٥٧٤‬م(‬ ‫االنكشارية على الحكم ذلك ما أدى الى انتشار الفوضى في البالد‪،‬‬
‫عندما قام سنان باشا بفتح تونس سنة ‪١٥٧٤‬م أصبحت والية‬ ‫ذلك ما فسح المجال لرياس البحر لالستيالء على السلطة سنة‬
‫عثمانية‪ ،‬حيث أنشأ هذا األخير )سنان باشا( قبل أن يتركها ديوا ًنا‬ ‫)‪(٧‬‬
‫‪١٦٧١‬م‪.‬‬
‫)‪(١٥‬‬ ‫)‪(٨‬‬
‫ولكن بعد فترة‬ ‫يجمع مسؤولين لتسيير شؤون البالد وخدمتها‪،‬‬ ‫‪ -٤‬مرحلة الدايات )‪ :(١٨٣٠-١٦٧١‬تميزت هذه المرحلة بكثرة‬
‫ثار صغار الجند ضد رؤساء الديوان سنة ‪١٥٩١‬م بسبب جورهم‬ ‫التمردات والثورات نتيجة السياسة التي انتهجها معظم الدايات‬
‫)‪(١٦‬‬
‫وظلمهم ومنذ تلك الحادثة بدأ أول حكم عثماني في تونس‪.‬‬ ‫ضد السكان)الضرائب()‪ ،(٩‬كما عرفت هذه المرحلة فقدان الدولة‬

‫‪١١‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪٢٠١٧‬‬
‫ﻣﻘﺎﻻت‬

‫أما الشؤون المحلية للبالد فقد ظلت تسير من طرف أدارة‬ ‫عهد الدايات )‪١٦٤٠-١٥٩١‬م(‪:‬‬
‫محلية تقليدية ممثلة بشخصية القياد أين تقمص الكثير منهم‬ ‫وصل الدايات الى الحكم بعد ثورة ‪١٥٩١‬م وكان ذلك بفضل‬
‫شخصية القائد المحلي أي منفرد بقبيلته عن السلطة المركزية‪،‬‬ ‫جند االنكشارية الذين اغتنموا األزمة السياسية والمالية التي كانت‬
‫ومن هنا نرى أن السلطة العثمانية بتونس بقيت تقليدية ولم تصل‬ ‫ً‬
‫ملحوظا في جميع‬ ‫ً‬
‫نشاطا‬ ‫تعيشها الدولة‪ ،‬وقد عرف هذا العهد‬
‫)‪(٢٤‬‬
‫الى ما كانت عليه في الجزائر‪.‬‬ ‫الميادين واستفاد منها الدايات لتدعيم نظامهم واستفاد منها أكثر‬
‫)‪(١٧‬‬
‫البايات المراديون إلرساء نفوذهم‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜً ﺎ‪ :‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑني احلﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎين يف اجلﺰاﺋﺮ‬ ‫عهد البايات )االسرة المرادية‪١٧٠٥-١٦٤٠‬م(‪:‬‬

‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ وإدار َﻳﺎ‬


‫َ‬ ‫وﺗﻮﻧﺲ‬ ‫عرف القرن السابع عشر الميالدي تعاظم سلطة البايات من‬
‫ناحية وتأخر وتقهقر أمر الدايات من ناحية ثانية‪ ،‬أين أعلن‬
‫بدخول الجزائر وتونس في كنف الدولة العثمانية طبق عليهما‬
‫المراديون والئهم للسلطان العثماني ونصبوا انفسهم في السلطة‬
‫نظام الحكم العثماني القائم أساسا على التنظيم العسكري‪ ،‬ولكن‬ ‫)‪(١٨‬‬
‫ويعتبر مراد كورسو مؤسس هذه االسرة واصبح‬ ‫مكان الدايات‪،‬‬
‫هل نفس النظام طبق على البلدين؟ أم كانت هناك نقاط تشابه فيها‬ ‫)‪(١٩‬‬
‫وعرفت البالد‬ ‫وراثيا من بعده وتوطدت سلطة الباي‬
‫ً‬ ‫الحكم‬
‫هذا النظام واختلف في نقاط أخرى؟‬
‫انتعاش الزراعة والصناعة اهتم البايات بالمشاريع العمرانية‬
‫‪ -١/٣‬أوجه التشابه‪:‬‬
‫الضخمة‪ ،‬وإلى جانب تلك الصورة غرقت البالد في سنوات طويلة‬
‫عرفت سواحل الجزائر وتونس موجة توسعية خطيرة من‬
‫من القتل والتشريد والظلم بسبب الفتن والحروب االهلية خاصة‬
‫طرف االستعمار اإلسباني‪ ،‬ولوال تدخل الدولة العثمانية وسيطرتها‬
‫في عهد ابراهيم الشريف الذي عرف عهده بكثرة الحروب خاصة‬
‫)‪(٢٥‬‬
‫على األوضاع ألصبح البلدين جزء من اإلمبراطورية اإلسبانية‪،‬‬
‫مع طرابلس والجزائر هذه االخيرة التي هزم أمامها وانكسر جيشه‬
‫ولكان المغرب نفسه مهد ًدا على نحو ما حدث بعد ذلك في القرن‬ ‫)‪(٢٠‬‬
‫نهائيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ضدها وبذلك انتهى عهد هذه االسرة‬
‫التاسع عشر الميالدي عند االحتالل الفرنسي‪ ،‬فالحكم العثماني اذن‬
‫عهد البايات )االسرة الحسينية ‪١٨٨١-١٧٠٥‬م(‪:‬‬
‫أنقذ الجزائر وتونس من احتالل أوربي مبكر‪ .‬كما أن التدخل‬
‫إثر انهزام ابراهيم الشريف وجدت البالد نفسها مهددة من عدة‬
‫العثماني في البلدين لم يكن بالقوة والحروب وإنما جاء بناء على‬
‫أطراف وعمت الفوضى فيها ما أدى الى تعيين حسين بن علي‬
‫رغبة من شعوب البلدين حيث استنجدوا باألخوين عروج وخير‬ ‫)‪(٢١‬‬
‫على تونس وبذلك ظهرت األسرة الحسينية التي عرف‬ ‫بايا‬
‫)‪(٢٦‬‬
‫ومنذ القرن السادس‬ ‫الدين لتحريرهم من االحتالل اإلسباني‪،‬‬
‫عهدها تضاربا في األوضاع خاصة خالل صراعها مع الجزائر‪،‬‬
‫عشر الميالدي أصبحت الجزائر وتونس واليتين عثمانيتين تداران‬
‫واستمر حكم هذه األسرة الى غاية االستعمار الفرنسي سنة‬
‫على النحو العثماني التقليدي‪ ،‬وهو أسلوب في الحكم ليست له إال‬ ‫)‪(٢٢‬‬
‫‪١٨٨١‬م‪.‬‬
‫فضيلة واحدة وهي المحافظة على البالد في إطار اإلسالم أما نظم‬
‫تميز النظام السياسي بتونس العثمانية بتسيير الوزير األكبر‬
‫الحكم‪ ،‬فهي دائمً ا عاجزة تشيع فيها كل مساوئ االدارة الفاسدة من‬
‫على الشؤون المالية والخارجية وساعده في اإلدارة العامة للبالد‬
‫)‪(٢٧‬‬
‫رشوة وسرقة وإهمال للمصالح‪.‬‬
‫وزير الداخلية الذي لقب بوزير القلم ومستشارون إلى جانب وزير‬
‫ونجد انتشار الظلم والفوضى في البلدين‪ ،‬ففي الجزائر حاول‬
‫الحرب ووزير البحرية‪ .‬كما خضعت المالية التونسية لنظام الرقابة‬
‫بعض الجنود المستبدين السيطرة على األموال التي كانت ُترسل‬
‫األجنبية سنة ‪١٨٦٩‬م من طرف فرنسا وإنجلترا وإيطاليا نتيجة‬
‫من الباب العالي‪ ،‬كما حرموا البشوات من سلطة صرف المرتبات‬
‫عجز تونس تسديد ديونها‪ ،‬ذلك ما أجبر محمد الصادق الى تأسيس‬
‫وتعيين قواد الجنود‪ ،‬وفي سنة ‪١٦٥٩‬م انتقل الحكم الى األغا وهو‬
‫لجنة مالية دولية سنة ‪١٨٧٠‬م وضمت جهازين أساسين هما‪:‬‬
‫)‪(٢٨‬‬
‫وبعد اثنتي عشر سنة ونظرًا‬ ‫ما أثار الفوضى في صفوف الجند‪.‬‬
‫اللجنة التنفيذية‪ :‬تألفت من ثالثة أعضاء هم الوزير األكبر‬ ‫‪‬‬
‫لقلة أعداد االنكشارية فقد استعاد رياس البحر الحكم بانتخاب‬
‫بمساعدة عضو تونسي ومتفقد مالي فرنسي‪ ،‬وظيفتها‬
‫واح ًدا منهم دايًا على الجزائر سنة ‪١٦٧١‬م‪ ،‬إال أن االنكشارية‬
‫األساسية جباية الضرائب‪.‬‬
‫استعادوا قوتهم بداية من سنة ‪١٦٩٨‬م حيث أصبح الداي يُ ختار من‬
‫لجنة المراقبة‪ :‬تكونت من ستة أعضاء يمثلون مقرضي‬ ‫‪‬‬
‫طرفهم واستمر هذا الوضع الى غاية سنة ‪١٨٣٠‬م سنة االحتالل‬
‫الحكومة التونسية اثنان من فرنسا اثنان من انجلترا واثنان‬
‫)‪(٢٩‬‬
‫وفي تونس حدث الشيء نفسه‪ ،‬حيث كان‬ ‫الفرنسي للجزائر‪.‬‬
‫من إيطاليا‪ ،‬ولهذه اللجنة الحق في مراقبة كل العمليات التي‬
‫الباشا يُ ختار من طرف اإلنكشارية في أول األمر ثم أصبحت طائفة‬
‫تقوم بها اللجنة التنفيذية والمصادقة عليها ان اقتضى‬
‫الرياس هي التي تقوم بذلك‪ ،‬وكان يقود أولئك الجند واحد من‬ ‫)‪(٢٣‬‬
‫األمر‪.‬‬
‫األغوات وتولى جباية الضرائب ألغا من الجند تساعده قبائل‬
‫المخزن‪.‬‬

‫‪١٢‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪٢٠١٧‬‬
‫ﻣﻘﺎﻻت‬

‫أساسا من األتراك ومن أقليات عديدة )أندلسيون‪،‬‬


‫ً‬ ‫الذي تكون‬ ‫والخالصة أنه سواء في الجزائر أو في تونس لم تكن هناك‬
‫كراغلة‪ ،‬وحتى بعض المسيحيين(‪ .‬وقد أصبح حكام الجزائر‬ ‫سلطة مستقرة أو قانون إداري يعتمد عليه‪ ،‬كما عمد الحكام‬
‫وتونس مع مرور الوقت يعتبرون أنفسهم خلفاء للباب العالي حيث‬ ‫العثمانيين في كال البلدين إلى إبعاد السكان االصليين عن السلطة‪،‬‬
‫يتصلون مباشرة بالدول االوربية دون اعتبار لمصلحة الخالفة‬ ‫حيث كانوا يعاملونهم معاملة سيئة ويحتقرونهم‪ ،‬وهذا ما أدى بهم‬
‫العثمانية‪ ،‬كما أن ممثلي الدول األوربية لدى البلدين أصبحوا‬ ‫إلى القيام بثورات وتمردات دفاعً ا عن مصالحهم أو ضد الظلم الذي‬
‫يتجاهلون السيادة العثمانية في تعاملهم مع الجزائر وتونس‬ ‫يالحقهم‪ (٣٠).‬ولم يستفد من العهد العثماني كثيرًا إال الذين انضموا‬
‫)‪(٣٣‬‬
‫خاصة ممثل فرنسا‪.‬‬ ‫الى الجيش والبحرية‪ ،‬فضالً عن بعض المنافع التجارية التي كان‬
‫أما فيما يخص الجهاز اإلداري‪ ،‬فقد كان هناك تشابه كبير بين‬ ‫يستفيد منها بعضهم عن طريق التجارة التي كانت رابحة بسبب‬
‫الجزائر وتونس في هذا المجال‪ ،‬حيث كان يساعد في إنجاز مهامه‬ ‫األسرى والغنائم المالية‪ ،‬وبعكس ذلك فقد كان السكان ضحايا‬
‫عدد من المجالس والوزراء‪ ،‬وهناك الديوان الذي ضم كبار‬ ‫لكثير من المعارك الداخلية والمعارك البحرية األجنبية التي كانت‬
‫الموظفين لتدبير شؤون الوالية‪ ،‬وكان كل واحد منهم مسؤوالً عن‬ ‫ً‬
‫مسرحا لها ولمدة طويلة‪ .‬فالحكم العثماني لم يتسم‬ ‫الشواطئ‬
‫شيء معين فمنهم مَ ْن كان مسؤوالً عن المالية وآخر عن قيادة‬ ‫بإصالحات مهمة يستفيد منها الشعب وقد كان بإمكان السلطة‬
‫الجيش إضافة الى مَ ْن كان يجمع الضرائب من أمالك الدولة‪ ،‬كما‬ ‫العثمانية أن تستفيد من الدول التي دخلت عصر النهضة والثورة‬
‫كان هناك مَ ْن يهتم بشؤون البحرية وبشؤون الخارجية‪ ،‬كما نجد‬ ‫العلمية والتكنولوجيا المتطورة ولكنها لم تعرف غير الحكم‬
‫الخوجات الذين كانوا يشكلون طبقة عُ ليا في كال المجتمعين أين‬ ‫العسكري‪ ،‬أما والتها سواء في الجزائر أو تونس من باشوات‬
‫تميزوا بلباسهم الخاص وقد شملت وظائفهم عدة ميادين )خوجة‬ ‫وبايات ودايات فقد كان همهم هو السيطرة والنهب والسلب وكان‬
‫)‪(٣١‬‬
‫السوق‪ ،‬خوجة الجمارك‪ ،(...‬زيادة على ذلك نجد القياد الذين‬ ‫السكان األصليون هم الضحية‪.‬‬
‫تمتعوا بصالحيات إدارية ومالية كبيرة تتمثل في األساس في‬ ‫لكن الشيء الذي يمكن أن يكون قد تحقق هو أن العهد‬
‫جمع الضرائب وإبقاء األمن في المنطقة التي تعود إليه وتمثيل‬ ‫العثماني حرر البلدين من االحتالل االسباني كما قضى على تمرد‬
‫السلطة المركزية‪ ،‬هذا باإلضافة إلى وجود المفتيان الحنفي‬ ‫القبائل والحروب الداخلية‪ ،‬فإذا جاز أن نسمي ذلك أمنا فقد تحقق‬
‫)‪(٣٤‬‬
‫والمالكي في كال البلدين‪.‬‬ ‫أمن نسبي في الجزائر وتونس‪ .‬كما أن العهد العثماني أنهى فكرة‬
‫‪-٢/٣‬أوجه االختالف‪:‬‬ ‫نهائيا عن‬
‫ً‬ ‫توحيد المغرب اإلسالمي‪ ،‬فقد انفصلت الجزائر وتونس‬
‫أول ما يمكن أن نبدأ به نقاط االختالف بين الحكم العثماني‬ ‫المغرب ليس بسبب التدخل العثماني فحسب بل ألن المغرب الذي‬
‫في الجزائر وتونس هو اإلطار الزماني الذي خضعت فيه الدولتين‬ ‫تبنى فكرة الوحدة في عهدي المرابطين والموحدين لم يعد قادرًا‬
‫للحكم العثماني‪ ،‬فالجزائر أصبحت والية عثمانية منذ ‪١٥١٨‬م‪ .‬أما‬ ‫على حماية هذه الفكرة‪ ،‬وقد كان المغرب يتوق أحيا ًنا إلى احتالل‬
‫تونس فسنة ‪١٥٧٤‬م وكما اختلفا في سنة انضمامهما للدولة‬ ‫تلمسان للدفاع عنها ضد الغزو اإلسباني من جهة‪ ،‬وليكون الوجود‬
‫ً‬
‫أيضا في سنة انفصالهما عنها‪ ،‬فالجزائر انتهى‬ ‫العثمانية فقد اختلفا‬ ‫المغربي فيها حاج ًزا للعثمانيين عن التطلع للمغرب من جهة أخرى‪.‬‬
‫الحكم العثماني فيها سنة ‪١٨٣٠‬م‪ ،‬أما تونس فقد استمر إلى سنة‬ ‫وقد كانت تونس تحكم في بعض الفترات من طرف الجزائر في‬
‫‪١٨٨١‬م وهذين التاريخين يبرزان إلى بداية االحتالل الفرنسي‬ ‫شكل وحدة حكم‪ ،‬وبسبب خوف العثمانيين من تكوين دولة قوية‬
‫)‪(٣٥‬‬
‫كما أن الجزائر انضمت إلى الدولة العثمانية برغبة‬ ‫للبلدين‪.‬‬ ‫ضدها فصلت الحكم في تونس وطرابلس من الجزائر بتعيين‬
‫أهاليها الذين استنجدوا باألخوين بربروس إلنقاذهم من بطش‬ ‫حاكم خاص في كال المنطقتين‪ .‬وكان حكام الجزائر وتونس‬
‫رسميا بل كان‬
‫ً‬ ‫االسبان‪ ،‬أما تونس فاستنجادها بالعثمانيين لم يكن‬ ‫يختلف وضعهم حسب االوضاع السياسية وتطور نظام الحكم‬
‫هناك تذبذب في السلطة الحفصية رعاية لمصالحها‪ ،‬فتارة كان‬ ‫خالل المراحل المذكورة في كال البلدين‪ ،‬إضافة إلى دور أجهزة‬
‫استنجادهم باإلسبان وتارة أخرى بالعثمانيين‪ ،‬ونتيجة لهذا تمكن‬ ‫الحكم القائمة‪ ،‬فبينما كان الحكام يعينون في أول االمر من طرف‬
‫اإلسبان من إعادة احتالل تونس سنة ‪١٥٧٣‬م بعد أن تمكن‬ ‫رئيسا في‬
‫ً‬ ‫السلطان أصبح الجيش االنكشاري يلعب دو ًرا‬
‫)‪(٣٢‬‬
‫العثمانيون من الدخول اليها سنة ‪١٥٦٩‬م‪ ،‬ولكن لما ازداد االستبداد‬ ‫تعيينهم‪.‬‬
‫االسباني لتونس طلبت العون رسميا من العثمانيين فدخل الجيش‬ ‫كما نالحظ أنه؛ في جميع مراحل الحكم كثيرًا ما كان يتعرض‬
‫العثماني بقيادة سنان باشا الدي تمكن من تحريرها وبذلك أصبحت‬ ‫الحاكم إلى االغتيال‪ ،‬أما من طرف االنكشاريين أو غيرهم‪،‬‬
‫)‪(٣٦‬‬
‫تونس منذ ‪١٥٧٤‬م والية عثمانية‪.‬‬ ‫فالجزائر كانت عبارة عن والية عسكرية تربطها بالدولة العثمانية‬
‫لقد عاش التونسيون حياة منعزلة سياسيا بل كان هناك اجماع‬ ‫عالقات دينية واتفاقيات شكلية‪ ،‬مثلها كمثل تونس التي اعتبرت‬
‫من عدة قبائل بعدم الوالء واالنتماء للسلطة الحفصية الضعيفة‬ ‫ً‬
‫أيضا والية عسكرية بحيث سيطر على كليهما الجيش اإلنكشاري‬

‫‪١٣‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪٢٠١٧‬‬
‫ﻣﻘﺎﻻت‬

‫وقد كان اهتمام الدولة العثمانية بالجزائر أكثر من تونس لذلك‬ ‫محليا عن طريق‬
‫ً‬ ‫التي لم تستطع تسيير البالد‪ ،‬والتي كانت تسير‬
‫ال نجد ذلك الكم الهائل من الموظفين االداريين في تونس مثل‬ ‫القبائل واألعراش‪ ،‬وبالتالي كان موقف التونسيين حتى من الحكم‬
‫الذين تواجدوا في الجزائر‪ ،‬فالسلطة العثمانية في تونس كانت‬ ‫العثماني فيه تدخل أجنبي وليس تدخال من أجل حمايتهم من‬
‫)‪(٤٠‬‬
‫تقليدية ولم تستطع الوصول إلى ما كانت عليه في الجزائر‪.‬‬ ‫اإلسبان‪ ،‬بعكس موقف الجزائريين الذين أيدوا العثمانيين حتى‬
‫ولكن مهما اختلفت طبيعة الحكم العثماني في الجزائر وتونس إال‬ ‫عندما قرر خير الدين مغادرة الجزائر فإنهم ألحوا عليه بالبقاء‬
‫أن هناك نقطة هامة جمعت بينهما وهي أن الدولة العثمانية‬ ‫وقبلوا شروطه التي كان من ضمنها الحاق الجزائر بالخالفة‬
‫ساهمت في تحرير البلدين من االستعمار اإلسباني كما أخرت‬ ‫العثمانية‪.‬‬
‫االحتالل الفرنسي لمدة ثالثة قرون‪ ،‬حيث أن فرنسا صممت على‬ ‫كما أن الحكم العثماني في الجزائر مر بأربعة مراحل في حين‬
‫احتالل الجزائر انتقامً ا لنفسها وكرامتها فهو احتالل له سوابق‬ ‫بتونس مر بثالث مراحل فقط‪ ،‬كانت أولها مرحلة الدايات والتي‬
‫عديدة أما لواحقه فهي احتالل كل من تونس والمغرب‪.‬‬ ‫هي آخر مرحلة في الجزائر‪ ،‬وآخر مرحلة في تونس هي البايات‬
‫والتي كانت أول مرحلة في الجزائر‪ .‬فتونس استطاعت أن تكون‬
‫ً‬
‫رسميا للدولة العثمانية تحت حكم‬ ‫دولة )شبه مستقلة( تابعة‬
‫ﺎمت ُﺔ‬
‫َﺧ ِ َ‬ ‫األسرة الحسينية‪ ،‬أما الجزائر فقد استمرت تحت حكم أغاوات‬

‫وما يمكن قوله في األخير؛ هو أن الحكم العثماني في الجزائر‬ ‫عمليا عن سلطة الدولة بسبب الجيش‬
‫ً‬ ‫وبشاوات ودايات استقلوا‬

‫وتونس قد تشابه واختلف في نقاط عديدة‪ ،‬ولكن أهم نقطة أن‬ ‫االنكشاري والقوة البحرية‪ ،‬ولم تكن فيها أسرة حاكمة على عكس‬
‫)‪(٣٧‬‬
‫انقاذ البلدين من االستعمار االسباني يرجع الفضل فيه إلى األخوة‬ ‫تونس التي شهد عهدها األسرة المرادية ثم األسرة الحسينية‪.‬‬

‫بربروس وتعاونهم مع الدولة العثمانية التي أعطت للمنطقة نظم‬ ‫وعلى أي حال؛ فقد كانت تونس أكثر استقرارًا من الجزائر وأقرب‬

‫سياسية وإدارية مكنتها من توفير نوع من االستقرار فقدته من‬ ‫إلى أن ينشأ فيها حكم وطني ألن األسرتين )المرادية والحسينية(‬

‫مدة طويلة‪ .‬لكن رغم ذلك نالحظ أن الحكم العثماني في البلدين‬ ‫لم تكونا من أصول عثمانية‪ ،‬كما أنهما انفصلتا تقري ًبا عن الدولة‬

‫تميز بظاهرة الخضوع للسلطان إضافة إلى عدم االستقرار اإلداري‬ ‫العثمانية‪ ،‬كما حرص أهل تونس على أن يجعلوا الحكم العثماني‬

‫وسيطرة طبقة االنكشارية على مقاليد الحكم‪ ،‬إضافة إلى العنف‬ ‫يسير في الحدود التي تعودا عليها من أقدم العصور‪ ،‬فقدموا‬

‫الذي كان يصحب تغيير الحاكم من قسوة في تسليط العقوبات‬ ‫للحكومة الرجال الذين يستطيعون النهوض بعبء إدارتها وخير‬

‫وسرعة التقاضي وتنفيذ األحكام‪ ،‬وانتشار الفساد اإلداري كالرشوة‬ ‫دليل الحسينيون الذين استطاعوا بمساعدة أهل البالد تحويل‬

‫وفنيا ال‬ ‫أدبيا‬ ‫ً‬


‫تراثا‬ ‫والغش‪ ،‬لكن مهما ذلك فلقد ترك لنا العثمانيون‬ ‫تونس من دولة تعيش على غنائم الجهاد البحري إلى دولة منظمة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫)‪(٣٨‬‬
‫يستهان به في كال البلدين ويكفي أنهم أبعدوا بالحروب البحرية‬ ‫كما استفادت تونس‬ ‫تواصل تقاليد الحفصيين والموحدين‪،‬‬

‫الخطر االسباني والبرتغالي من بالد المغرب العربي‪ .‬ومهما قال‬ ‫كذلك من نشر التعليم ورعاية العلماء وتجميع المكتبات العلمية‬

‫التاريخ عن تاريخ الدولة العثمانية‪ ،‬فقد خدمت البالد اإلسالمية‬ ‫وبناء بعض المؤسسات التعليمية ثم أن صلتها بالدولة العثمانية‬

‫خصوصا وحافظت على هويته‬


‫ً‬ ‫وجزء من بالد المغرب العربي‬ ‫نقلت اليها الفكر السياسي الذي يعتبر الدستور أكبر مظاهر تنظيم‬
‫)‪(٣٩‬‬
‫وإسالمه أكثر من ثالثة قرون إلى غاية سقوط البلدين في يد‬ ‫الحكم‪.‬‬

‫االستعمار الفرنسي سنة ‪ ١٨٣٠‬بالنسبة للجزائر وسنة ‪ ١٨٨١‬بالنسبة‬ ‫ومن المالحظ أن الجيش اإلنكشاري كان له دور في تنصيب‬

‫ً‬
‫تاركا آثاره الحضارية‬ ‫لتونس وبذلك انتهى العهد العثماني‬ ‫الدايات بالجزائر وتونس‪ ،‬غير أن رجاالً مثل عثمان داي حاكم‬

‫والعمرانية التي الزالت قائمة إلى يومنا هذا‪.‬‬ ‫تونس كانوا من الكفاءة والمقدرة بحيث مثلوا السلطة العثمانية‬
‫خير تمثيل وقاموا بإصالحات مهمة في البالد‪ ،‬وقد تعاقب على‬
‫الحكم عدد كبير من الدايات الذين كان الجند ينصبهم وكانوا‬
‫يستطيعون السيطرة على الحكم أكثر ما كان دايات الجزائر مع‬
‫االنكشارية‪ .‬كما عرفت تونس الحكم الوراثي الذي تمثل في عهد‬
‫البايات من خالل األسرة المرادية ثم األسرة الحسينية‪ ،‬أما الجزائر‬
‫فلم تشهد الحكم الوراثي طيلة فترة انضمامها للدولة العثمانية‪.‬‬
‫ومن الناحية اإلدارية قسمت الجزائر إلى أربعة بايليكات )دار‬
‫السلطان‪ ،‬بايلك الغرب‪ ،‬بايلك الشرق‪ ،‬وبايلك التيطري(‪ ،‬في حين لم‬
‫تعرف تونس نظام البايليكات‪.‬‬

‫‪١٤‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪٢٠١٧‬‬
‫ﻣﻘﺎﻻت‬

‫ﺶ‪:‬‬
‫ﻮاﻣ ُ‬
‫اﻟﻬ ِ‬
‫)‪ (١٥‬أحمد‪ ،‬بن أبي الضياف‪ :‬اتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد‬
‫األمان‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪ ،١٩٨٩ ،‬ص‪.٢٧‬‬ ‫َ‬
‫)‪ (١٦‬رشاد‪ ،‬اإلمام‪ :‬سياسة حمودة باشا في تونس ‪ ،١٨١٤-١٧٨٢‬مج ‪،٢‬‬ ‫)‪ (١‬يرجع أصل االخوة بربروس الى جزيرة ميديلي‪ ،‬كان والدهم يعقوب بن‬

‫منشورات الجامعة التونسية‪ ،١٩٨٠ ،‬ص‪.٤٩‬‬ ‫يوسف وأمهم أمة مسيحية أنجبت أربعة أطفال‪ ،‬أكبرهم اسحاق ويليه‬

‫)‪ (١٧‬محمد الهادي‪ ،‬الشريف‪ :‬تاريخ تونس‪ ،‬تعريب‪ :‬محمد الشاوش ومحمد‬ ‫عروج ثم خير الدين فالياس وقد عمل هؤالء االخوة في التجارة وكان‬

‫عجينة‪ ،‬ط‪ ،٣‬سراس للنشر‪ ،‬تونس‪ ،١٩٩٣ ،‬ص ‪.٧٢ ٧١‬‬ ‫لهم شأن كبير في البحر المتوسط ويعود لهم الفضل في تحرير عدة‬

‫)‪ (١٨‬رشاد‪ ،‬االمام‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٥٢‬‬ ‫مناطق من السيطرة االوربية‪ .‬يُ نظر‪ :‬علي محمد محمد‪ ،‬الصالبي‪:‬‬

‫)‪ (١٩‬شارل أندري‪ ،‬جوليان‪ :‬تاريخ افريقيا الشمالية‪ ،‬تر‪ :‬محمد المزالي‬ ‫الدولة العثمانية‪-‬عوامل النهوض وأسباب السقوط‪ ،-‬ط‪ ،٢‬مكتبة‬

‫والبشير بن سالمة‪ ،‬تونس‪ ،١٩٧٤ ،‬ص ‪.٢٧٦‬‬ ‫االيمان‪ ،‬المنصورة‪ ،٢٠٠٦ ،‬ص ‪.١٩٨-١٩٧‬‬

‫)‪ (٢٠‬رشاد‪ ،‬االمام‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٥٦‬‬ ‫)‪ (٢‬ينتمي العثمانيون إلى قبيلة الغز التركستانية بقلب آسيا‪ ،‬ثم اتجهوا غربًا‬

‫)‪ (٢١‬يرجع أصله إلى جزيرة كريت‪ ،‬وفد أبوه الى تونس في عهد الدولة‬ ‫إلى شبه جزيرة آسيا الصغرى وأسسوا دولتهم‪ ،‬وقد توسعت الدولة‬

‫المرادية وانخرط في الجيش‪ ،‬ونشأ ابنه حسين في كنف البايات من‬ ‫ً‬
‫خاصة بعد فتح القسطنطينية سنة‬ ‫أواخر القرن الخامس عشر الميالدي‬

‫بني مراد أين تقلد عدة وظائف في الوالية حتى أنتخب بايا على‬ ‫‪١٤٥٣‬م على يد محمد الفاتح‪ ،‬وكان لهذ الدولة الدور الكبير في نشر‬

‫تونس واستمر حكمه من ‪ ١٧٠٥‬إلى ‪١٧٤٠‬م‪ .‬يُ نظر‪ :‬أحمد‪ ،‬بن أبي الضياف‪:‬‬ ‫االسالم في أغلب مناطق العالم‪ .‬يُ نظر‪ :‬أحمد عبد الرحيم‪ ،‬مصطفى‪ :‬في‬

‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.٨٥‬‬ ‫أصول التاريخ العثماني‪ ،‬ط‪ ،١‬دار الشروق‪ ،‬القاهرة‪ ،١٩٨٢ ،‬ص ‪.١١‬‬

‫‪(٢٢) Mohamed Hadi Chérif: Pouvoir et Société dans la Tunisie de‬‬ ‫)‪ (٣‬بسام‪ ،‬العسلي‪ :‬خير الدين بربوس )والجهاد في البحر( ‪١٥٤٧-١٤٧٠‬م‪،‬‬
‫‪Hussein Ben Ali ;T2; Tunis; 1986; Pp. 90 91.‬‬ ‫ط‪ ،١‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪ ،١٩٨٠ ،‬ص ‪.١٠٨‬‬
‫)‪ (٢٣‬علي‪ ،‬المحجوبي‪ :‬انتصاب الحماية الفرنسية بتونس‪ ،‬سراس للنشر‪،‬‬
‫)‪ (٤‬الباشا‪ :‬أصلها باش بمعنى الرأس في اللغة التركية وهي من ألقاب‬
‫تونس‪ ،١٩٨٦ ،‬ص‪.١٠ ٩‬‬
‫التشريف التي شاع استعمالها في العهد العثماني‪ ،‬منح في البداية لكبار‬
‫)‪ (٢٤‬نفسه‪ :‬ص ‪.١٥‬‬
‫ضباط الجيش والبحرية ثم أطلق على الوزراء والوالة وكبار االعيان‬
‫)‪ (٢٥‬وليم‪ ،‬سبنسر‪ :‬الجزائر في عهد رياس البحر‪ ،‬تعريب‪ :‬عبد القادر زبادية‪،‬‬
‫ورجال الدولة من غير الوزراء‪ ،‬وقد ألغي مع انهيار الدولة العثمانية‪.‬‬
‫دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،٢٠٠٦ ،‬ص ‪.٤٠ ٣٩‬‬
‫يُ نظر‪ :‬مصطفى عبد الكريم‪ ،‬الخطيب‪ :‬معجم المصطلحات وااللقاب‬
‫)‪ (٢٦‬عبد الكريم‪ ،‬غالب‪ :‬قراءة جديدة في تاريخ المغرب العربي – عصر‬
‫التاريخية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص ‪.٦٥‬‬
‫االمبراطورية‪ .‬العهد التركي في تونس والجزائر‪ ،-‬ج‪ ،٢‬ط‪ ،١‬دار الغرب‬
‫)‪ (٥‬أحمد‪ ،‬السليماني‪ :‬النظام السياسي الجزائري في العهد العثماني‪،‬‬
‫االسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،٢٠٠٥،‬ص‪.٣٧٥ ٣٥٥‬‬
‫الجزائر‪ ،١٩٩٣ ،‬ص ‪.١٢‬‬
‫)‪ (٢٧‬عزيز سامح‪ ،‬التر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.٧‬‬
‫)‪ (٦‬اآلغا‪ :‬كلمة فارسية أصلها "أقا" وهي بمعنى األب أو العم أو األخ اآلكبر‪،‬‬
‫)‪ (٢٨‬حسين مؤنس‪ :‬تاريخ المغرب وحضارته من قبيل الفتح اإلسالمي‬
‫استعملها العثمانيون للدالالت كثيرة أهمها آغا االنكشارية‪ ،‬لقب أبرز‬
‫إلى الغزو الفرنسي‪ ،‬مج‪ ،٢‬ج‪ ،٢‬ط‪ ،١‬العصر الحديث للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫رجال الدولة وهو بمثابة قائد الجيش‪ .‬يُ نظر‪ :‬مصطفى عبد الكريم‪،‬‬
‫بيروت‪ ،١٩٩٢ ،‬ص‪.٣٤٨‬‬
‫الخطيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.١١‬‬
‫)‪ (٢٩‬عمار‪ ،‬عمورة‪ :‬موجز في تاريخ الجزائر‪ ،‬ط‪ ،١‬دار ريحانة للنشر‬
‫)‪ (٧‬مبارك بم محمد‪ ،‬الميلي‪ :‬تاريخ الجزائر في القديم والحديث‪ ،‬ج‪،٣‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،٢٠٠٢ ،‬ص‪.٩٩‬‬
‫مكتبة النهضة الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.١٧١‬‬
‫)‪ (٣٠‬حسين مؤنس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٤٩ ٣٤٨‬‬
‫)‪ (٨‬الداي‪ :‬كلمة تركية معناها "الخال"‪ ،‬ثم استعملت بمعنى الحاكم‬
‫)‪ (٣١‬وليم‪ ،‬سبنسر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٥٤ ٥٣‬‬
‫والرئيس‪ ،‬وأطلقت في العهد العثماني على طائفة من قادة القوات التي‬
‫)‪ (٣٢‬عبد الكريم‪ ،‬غالب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٧٦‬‬
‫اشتركت في فتح شمال افريقيا‪ ،‬وبعد استيالئها على الحكم أصبح‬
‫)‪ (٣٣‬ناصر الدين‪ ،‬سعيدوني‪ :‬النظام المالي للجزائر في العهد العثماني‪،‬‬
‫الدايات يقومون بعمل الوالة إلى غاية االحتالل الفرنسي‪ .‬يُ نظر‪:‬‬
‫الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،١٩٧٩،‬ص ‪.٢٢‬‬
‫مصطفى عبد الكريم‪ ،‬الخطيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.١٧٥‬‬
‫)‪ (٣٤‬أبو القاسم‪ ،‬سعد ﷲ‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٥٣ ٥٠‬‬
‫)‪ (٩‬أحمد‪ ،‬السليماني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.١٧‬‬
‫)‪ (٣٥‬حسين مؤنس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٣٩ ٣٣٨‬‬
‫)‪ (١٠‬مبارك بم محمد‪ ،‬الميلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٢٨٦‬‬
‫)‪ (٣٦‬عبد الرحمن‪ ،‬تشابجي‪ :‬المسألة التونسية والسياسة العثمانية ‪-١٨٨١‬‬
‫)‪ (١١‬أبو القاسم‪ ،‬سعد ﷲ‪ :‬محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث – بداية‬
‫‪ ،١٩١٣‬تر‪ :‬عبد الجليل التميمي‪ ،‬الشركة التونسية لفنون الرسم‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫االحتالل‪ ،-‬ط‪ ،٣‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،١٩٨٢ ،‬ص ‪.٥٢‬‬
‫‪ ،١٩٧٣‬ص‪.٢٩ ٢٨‬‬
‫)‪ (١٢‬عزيز سامح‪ ،‬التر‪ :‬األتراك العثمانيون في افريقيا الشمالية‪ ،‬تر‪ :‬محمود‬
‫)‪ (٣٧‬عبد الكريم‪ ،‬غالب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٧٥‬‬
‫علي عامر‪ ،‬ط‪ ،١‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،١٩٨٩،‬‬
‫)‪ (٣٨‬حسين مؤنس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٥٠‬‬
‫ص‪.١٣٩ ١٣٨‬‬
‫)‪ (٣٩‬محمد الهادي‪ ،‬الشريف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٧٦‬‬
‫)‪ (١٣‬ناصر الدين‪ ،‬سعيدوني‪ :‬موظفو االيالة الجزائرية في أوائل القرن‬
‫)‪ (٤٠‬عبد الكريم‪ ،‬غالب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.٣٧٧‬‬
‫التاسع عشر‪-‬صالحياتهم اإلدارية‪ ،-‬مجلة المؤرخ العربي‪ ،‬ع ‪،١٩٨٧ ،٣١‬‬
‫ص ‪.١٩١‬‬
‫)‪ (١٤‬عزيز سامح‪ ،‬التر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٦٣‬‬

‫‪١٥‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ – ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪٢٠١٧‬‬

You might also like