You are on page 1of 29

‫مجمة التواصمية‬

‫رقم الايذاع القاهووي‪ :‬ر د م د ‪7042-4980‬‬


‫رقم الايذاع باملكتبة الوطىية‪2902-7402 :‬‬
‫ر ت م د إ‪242X-2747 :‬‬
‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬
‫‪Women's manifestations and his rights in Maarouf al-‬‬
‫‪Rusafi poetryin Marouf al-Rosafi’s poetry‬‬
‫د‪.‬علي خضري‬
‫جامعة خليج فارس‪ ،‬بوشهر – ايران‬
‫‪alikhezri@pgu.ac.ir‬‬

‫ثاريخ اليشر‪:‬‬ ‫ثاريخ القبول‪:‬‬ ‫ثاريخ إلارسال‪:‬‬


‫‪7474-07-72.‬‬ ‫‪7474-04-74.‬‬ ‫‪7474-04-48‬‬

‫املرجع‪ :‬علي خضري‪ « ،‬ثمظهرات املرأة وحقوقها في شعر معروف‬


‫الرصافي»‪ ،‬التواصلية‪ ،‬املجلذ‪ ،42 :‬العذد‪ 72 ،09 :‬ديسمبر ‪ ،7474‬ص‬
‫ص‪.722 -708 :‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/294‬‬
‫د‪.‬عمي خضري‬

‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬


‫‪Women's manifestations and his rights in Maarouf‬‬
‫‪al-Rusafi poetryin Marouf al-Rosafi’s poetry‬‬
‫د‪.‬عمي خضري‬

‫جامعة خميج فارس‪ ،‬بوشير ‪ -‬ايران‬


‫ّ‬
‫ملخص‪:‬‬
‫يحبَل ٌزا انجحث أن يُهمي انضُء ػهّ مجبدئ حمُق انمشأح في شؼش معروف الرصافي‪.‬‬
‫اخزٍذوب في ٌزا انجحث أن وزطشّق إنّ دساسخ أٌ ّم حمُق انمشأح في شؼش معروف الرصافي َرنك‬
‫ثىبء ػهّ أٌميّخ انمشأح َدَسٌب انفؼّبل انّزي رهؼجً في انمدزمغ‪ .‬معروف الرصافي مه انشؼشاء‬
‫انجبسصيه َانمؼبصشيه في انؼشاق َلذ َُنذ في ثغذاد‪ ٌُ .‬شبػش يمزبص ثىضػزً اإلوسبويخ ٌَُ‬
‫مجبسص شدبع يحبَل أثذاً أن يمف إنّ خبوت انفئبد انمحشَمخ َانمسزضؼفخ في انمدزمغ ٌَزا‬
‫كهًّ يشخغ إنّ ػُاطفً َمشبػشي انحيّخ َكزنك إنّ مُلؼً انسيبسي َاالخزمبػي‪َ .‬لذ حبَل‬
‫انشبػش مه خالل ومذي انؼىيف أن يفصح ػه انؼيُة انّزي طبنمب سكذ ػىٍب اآلخشَن َلذ وصش‬
‫ثٍه إنّ ح ّذ مب‪ .‬يظٍش نىب مه خالل وزبئح ٌزا انجحث‬‫انىسبء نكي يصهه إنّ مكبوزٍه انّزي رهيك ّ‬
‫ثأن انشبػش يشِ نحضُس انىسبء في انمدبل االخزمبػي ػبمالً مؤثّشاً في ومُّ انمدزمؼبد‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ثأن ٌزا األمش ال يزيسّش سُِ ثممغ َرمضيك انشداء انمىذسط انمزمثم في‬ ‫َاصدٌبسٌب ٌَُ يؼزمذ ّ‬
‫انزمهيذ األػمّ‪ .‬انشبػش يىزمذ اإل ّدػبء انمبئم ثأفضهيّخ انشخبل ػهّ انىسبء َيٍبخم ٌزي األدنخّ‬
‫انكبرثخ انّزي رطمح إنّ اوزشبس مثم ٌزي اإل ّدػبءاد‪َ .‬مه أٌ ّم انمخبَف انّزي وهحظٍب في شؼش‬
‫انشبػش ٌي‪ :‬انزطشّق إنّ مسبئم كبنضَاج َانطالق َكزنك رشكيض انشبػش ػهّ ثيبن اإلشكبنيبد‬
‫االخزمبػيخ انّزي ال رزسجّت سُِ في انشخُنيخ َانزخهّف ػىذ انكثيش مه انىّبط في انمدزمغ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬انشؼش انؼشثي انمؼبصش‪ ،‬حمُق انمشأح‪ ،‬انؼشاق‪ ،‬مؼشَف انشصبفي‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The purpose of this study is to investigate the principles of‬‬
‫‪women's rights in Maroof Rosafi’s poetry .In this research, due to the‬‬
‫‪importance of the role and position of women as an influential element in‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪249‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

society, we try to examine its most important rights in the poetry of


maroofal-Rosafi who was born in Baghdad and whose living emotions
and feelings along with his political and social position caused him to
associate with the miserable classes of society. He managed to reveal the
defects of the Iraqian society with his sharp criticism, and help women
to achieve their worth. The results of the research show that dealing with
the issue of education of women, rights equality with men, the right to
choose spouses and divorced are important issues in his poetry. He
believed that the Islamic society would not achieve real progress unless it
was seriously interested in educating women .
keywords: contemporary arabic poetry, women's rights, iraq, Maroof- al-
rosafi.

250 ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫كانت جميع األراضي العربية حتّى بدايات القرف العشريف –تقريباً‪ -‬تخضع‬
‫إلى سياسات الديكتاتورية العثمانية‪ .‬وفي بداية القرف التاسع عشر‪ ،‬جرت حوادث‬
‫الناس مف السكوت إلى الحركة وبذلؾ‬
‫تحوؿ ّ‬
‫مما ّأدى إلى ّ‬
‫ميمة في ىذه الممالؾ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫حدثت تغييرات كبيرة في ظروفيـ‪ .‬مف جممة ىذه الحوادث‪ ،‬يمكف اإلشارة إلى‬
‫تدخؿ األوربييف في المسائؿ الداخمية‬
‫ىجوـ فرنسا عمى مصر‪ ،‬وكانت حصيمة ذلؾ ّ‬
‫أسسوا ىناؾ المدارس والجامعات‪.‬‬
‫لمبمداف في المشرؽ‪ ،‬منيا الشاـ‪ ،‬وقد ّ‬
‫محمد عمى باشا‬
‫تـ اختيار ّ‬
‫مع حممة فرنسا عمى مصر وبروز نكبة صعبة‪ّ ،‬‬
‫جمية في سبيؿ ارتقاء مصر‪ .‬فيو عكؼ في‬
‫في منصب الوالي وقد خطى خطوات ّ‬
‫تأسيس المدارس ودعا الجميع إلى الدراسة وماؿ إلى ترجمة الكتب األوربية في‬
‫المجاؿ العممي‪ ،‬الثقافي واألدبي‪ .‬وكاف لحكومتو أثر مباشر عمى الحياة السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية لمبمداف العربية‪.‬‬

‫تطرقوا في آثارىـ‬
‫فإنيـ ّ‬
‫المتنوروف بمعزؿ عف ىذه التأثيرات؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫لـ يكف األدباء‬
‫إلى مكافحة الحكومات‪ ،‬القوانيف والتقاليد المسيطرة في المجتمع‪ .‬اجتيد الشعراء أف‬
‫ويتطرقوا في آثارىـ إلى المسائؿ السياسية واالجتماعية؛‬
‫ّ‬ ‫صؼ واحد‬
‫ّ‬ ‫يقفوا في‬
‫عامة‪ ،‬قد واجيف النساء ‪-‬عمى‬
‫خاصة موضوع الدفاع عف حقوؽ المرأة‪« .‬بصورة ّ‬ ‫ّ‬
‫األئمة واألقواـ‬ ‫ِ ِ‬
‫أف ّ‬ ‫طوؿ التأريخ‪ ،-‬العديد مف الظمـ والتبعيض مف قبؿ الرجاؿ‪ ،‬مع ّ‬
‫يحرروا‬
‫تطور الحضارة في ك ّؿ عصر وزمف‪ -‬أف ّ‬
‫تقدـ التأريخ و ّ‬
‫والممؿ حاولوا ‪-‬مع ّ‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪251‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫أف المرأة ظمّت في‬


‫حدما‪-‬؛ ّإال ّ‬
‫المرأة عف وطأة الرجؿ –وتم ّكنوا مف ىذا األمر إلى ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫أكثر العصور التأريخية خادمة لمرجؿ وأسيرة لديو»‪.‬‬

‫مف ىذا المنطمؽ‪ ،‬دعا الشعراء إلى تعميـ المرأة وبذلؾ تتم ّكف المرأة مف أف‬
‫التطور‪ .‬كاف معروف الرصافي مف جممة‬
‫تسوؽ نفسيا والمجتمع إلى جية الكماؿ و ّ‬
‫أمية النساء وعدـ تربيتيـ الصحيحة عامؿ مف‬
‫أف ّ‬‫ىؤالء الشعراء؛ فيو كاف يرى ّ‬
‫ضد النساء واحياء‬
‫عوامؿ التخمّؼ في مجتمعو؛ لذا دعا إلى رفع التظمّـ الواقع ّ‬
‫حقوقيف؛ ولـ تختصر دعوتو ىذه عمى مجتمعو فقط بؿ شممت جميع المجتمعات‬
‫الشرقية أيضاً‪.‬‬

‫مف ىذا المنطمؽ‪ ،‬نعالج في ىذا المقاؿ‪ :‬آراء ىذا الشاعر العراقي الكبير‬
‫ونظرّياتو في شأف حقوؽ المرأة في المجاؿ االجتماعي ونحاوؿ اإلجابة عف ىذه‬
‫األسئمة المطروحة‪ -1 :‬ما ىي الحقوؽ الّتي يؤ ّكد عمييا معروؼ الرصافي بالنسبة‬
‫تطرؽ الشاعر إلى مسألة حقوؽ المرأة؟‬
‫إلى المرأة؟ وما ىو العامؿ في ّ‬
‫خمفية البحث‪:‬‬

‫وفيما يتعمّؽ بصورة المرأة ومظاىرىا فيناؾ العديد مف الدراسات والبحوث‬


‫في ىذا الصدد‪ ،‬منيا‪:‬‬

‫مقاؿ يحمؿ عنواف «صورة النساء في أشعار نازؾ المالئكة وسيميف‬


‫أىـ النتائج الّتي‬
‫بيبياني» لمباحثيف اسحاق تيموري ورنجبر (‪5112‬ـ)‪ :‬مف ّ‬

‫‪)1‬‬
‫آريف پور (يحيی)‪ :‬مف نيما إلی عصرنا‪ ،‬ط‪ ،8‬الزوار‪ ،‬طيراف‪5112 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪2‬‬

‫‪252‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫تطرقيما إلى‬
‫أف الشاعرتيف تنيجاف منيجاً قريباً في ّ‬
‫توصمت إلييا ىذه المقالة‪ ،‬ىي ّ‬
‫ّ‬
‫مسألة المرأة‪ ،‬وقد ساعدتيما الظروؼ االجتماعية في إبداعيما األشعار المرتبطة‬
‫بموضوع المرأة‪.‬‬

‫ومقاؿ آخر عنوانو «صورة المرأة عمى ضوء آراء فوزية أبو خالد؛ الشاعر‬
‫المعاصر العربي» لمباحثيف‪ :‬سيفي وجعفري نجاد‪ :‬ومف النتائج المستخمصة مف‬
‫أف المرأة كانت محطّ االىتماـ في شعر فوزية أبو خالد وقد أشارت‬
‫البحث ىي ّ‬
‫ىف في تربية األبناء وحفظ الوطف‪.‬‬
‫الشاعرة إلى صعاب النساء وآالميف وكذلؾ دور ّ‬

‫وكذلؾ مقاؿ آخر يحمؿ عنواف «رموز المقاومة النسوية في شعر فدوى‬
‫طوقاف» لمباحثيف أحمدي تشناري وحبيبي (‪5111‬ـ)‪ :‬يظير لنا مف خالؿ نتائج‬
‫بأف نكسة األعراب أماـ إسرائيؿ في عاـ ‪1691‬ـ‪ ،‬كانت منعطفاً في حياة‬
‫الباحثَيف ّ‬
‫الشاعرة األدبية؛ فيذه الواقعة ّأدت إلى ابتعادىا عف الرومنسية وحركتيا نحو الشعر‬
‫الممتزـ والثوري المقاوـ‪.‬‬

‫فيمكننا اإلشارة إلى‬


‫تمت في مجاؿ الشاعر‪ُ ،‬‬
‫أما البحوث والدراسات الّتي ّ‬
‫ّ‬
‫مقاؿ معنوف بػ ػ «االلتزاـ الديني في الشعر العربي المعاصر؛ شعر معروؼ‬
‫الرصافي أنموذجاً»‪ :‬لمباحثيف آل بويو لنكرودي وناطق تجرق (‪5112‬ـ)‪ :‬ومف‬
‫أف الشاعر قد تأثّر مف ظروؼ العراؽ‬
‫توصؿ إلييا الباحثاف ىي ّ‬
‫ّ‬ ‫النتائج الّتي‬
‫المأساوية الّتي كانت تسير تحت أقداـ المستعمر الدامية؛ لذا اعتمد لغة صريحة‬

‫مستميماً المفاىيـ الدينية والقيـ األخالقية واإلنسانية في شعره؛ متّخذاً منيا سالحاً‬
‫الناس مف قيود الجيؿ والفقر‪.‬‬
‫يياجـ بو المستعمريف وأداة لتحرير ّ‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪253‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫وكذلؾ مقاؿ آخر يحمؿ عنواف «المقاومة والنيضة اإلسالمية في أشعار‬


‫ومحمد حسيف شيريار» لمباحثيف‪ :‬حسيني وسميمي نجاد‬
‫ّ‬ ‫معروؼ الرصافي‬
‫أف‬
‫(‪5112‬ـ)‪ :‬يجدر بنا اإلشارة إلى النتائج المستمّة مف ىذا البحث تشير إلى ّ‬
‫الشاعريف غدا يمثّالف الشعب المظموـ والمضطيد الّذي بدا يطغى عمى ظمـ ح ّكاـ‬
‫تطرقيما إلى األشعار الّتي‬
‫وقرر الثورة وطمب العدالة؛ ك ّؿ ذلؾ مف خالؿ ّ‬
‫العصر ّ‬
‫الناس ونيضتيـ ومنحيـ المعرفة في مقابؿ الظمـ واالضطياد‪.‬‬
‫تدعو إلى تحرير ّ‬

‫أىداف الدراسة‪:‬‬

‫تعد المعارضة بالنسبة إلى اآلراء الظالمة التمييزية حوؿ المرأة وحرمانيا مف‬
‫ّ‬
‫حقوقيا الفردية واالجتماعية عمى ضوء اآلراء التقميدية المبتنية عمى مبدأ الرجولية؛‬
‫واحدة مف أى ّـ الموضوعات في المجاالت االجتماعية والسياسية واألدبية‪ .‬وكانت‬
‫"مدرسة أصالة المرأة" حركة اجتيدت في ىدـ األساس الرجولي في المجتمع‬
‫األولية في‬
‫لتقدـ صورة حقيقية لممرأة‪ .‬ىذه الحركة الّتي خطت خطواتيا ّ‬
‫وسعت ّ‬
‫بث الشعار القائـ حوؿ‬
‫الغرب في بدايات القرف العشريف بدأت مشوارىا مع ّ‬
‫تستمر في حركتيا مدعومة‬
‫ّ‬ ‫المساواة بيف الرجؿ والمرأة‪ .‬استطاعت ىذه الحركة أف‬
‫بالنظريات القانونية‪ ،‬الفمسفية والسياسية‪.‬‬

‫يؤ ّكد المنظّروف في مجاؿ الدفاع عف حقوؽ المرأة عمى ثالثة مسائؿ أساسية‪:‬‬

‫‪ -1‬المرأة؛ إنسانة كاممة وبالغة؛ تحظى باستقالؿ واختيار وحقوؽ متساوية مع‬
‫الرجاؿ في الحياة الزوجية‪.‬‬

‫‪254‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫حرة ومستقمّة مف حيث الجانب الفكري‪.‬‬


‫‪ -5‬المرأة‪ ،‬إنسانة ّ‬
‫‪ -2‬يجب عمى المرأة أف تشارؾ في المسائؿ االجتماعية والسياسية‪ ،‬ويجب أف‬
‫(‪)1‬‬
‫تحظى المرأة عمى حقوؽ متساوية مع الرجاؿ‪.‬‬

‫لـ تختصر حركة الدفاع عف حقوؽ المرأة في المجاؿ السياسي واالجتماعي‪،‬‬


‫تطرؽ‬
‫توغميا إلى مجاؿ األدب أيضاً؛ وقد ّ‬
‫بؿ تابعت ىذه الحركة مشوارىا في ّ‬
‫الشعراء واألدباء إلى ىذا الموضوع؛ ٌّ‬
‫كؿ مف منظوره الخاص‪ ،‬وعكس ىذا الموضوع‬
‫بأف الشعراء والكتّاب المعاصريف العرب‬
‫في آثاره وأشعاره‪ .‬مف ىذا المنطمؽ‪ ،‬نرى ّ‬
‫الّذيف ألِفوا الخوض في المسائؿ االجتماعية في آثارىـ‪ ،‬قد ولجوا في الموضوع‬
‫المرتبط بحقوؽ المرأة والدفاع عنيا أيضاً‪ .‬مف ىؤالء الشعراء ىو "معروؼ‬
‫بأف المرأة العربية‪ ،‬امرأة مظمومة‪ ،‬قد ُحرمت العمـ‬
‫الرصافي" الّذي كاف يرى ّ‬
‫تطرؽ في أشعاره إلى الدفاع عف حقوؽ المرأة االجتماعية‪ .‬معروف‬
‫واألدب؛ لذا ّ‬
‫الرصافي نفسو قد نشأ في األحياء الفقيرة في العراؽ؛ قد َشيد بنفسو ما تعانيو المرأة‬
‫في المجتمع العربي؛ لذا تأثّر بذلؾ صادقاً وىذا األمر دفعو إلى القياـ نحو تدمير‬
‫أف الشاعر كاف‬
‫لعدة عقود‪ .‬بما ّ‬
‫ىذه النظرة السمبية الّتي ترى مف المرأة وسيمة وآلة ّ‬
‫مصمحاً اجتماعياً تم ّكف مف تقديـ آراء جديدة ومفيدة إلى المجتمع العراقي في القرف‬
‫العشريف؛ لذا اخترناه كموضوع ليذه الدراسة‪ .‬وقد قمنا في ىذه الدراسة بالتركيز‬

‫‪)1‬‬
‫ميشؿ (آندره)‪ :‬النيضة االجتماعية لممرأة‪ ،‬المترجـ ىومف زنجانی زاده‪ ،‬نيکا‪ ،‬مشيد‪،‬‬
‫‪1668‬ـ‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪255‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫خاص‪ ،‬وتناولنا نماذج مف أشعاره لنقوـ بدراسة‬


‫ّ‬ ‫عمى حقوؽ المرأة عمى وجو‬
‫الموضوع وتحميمو تحميالً وافياً‪.‬‬

‫منيج البحث‪:‬‬

‫منيجنا في الدراسة ىو المنيج الوصفي‪-‬التحميمي‪ .‬في القسـ الوصفي‪،‬‬


‫ثـ عكفنا إلى دراسة ديواف الشاعر‬
‫اعتمدنا المنيج المكتبي في جمعنا لمو ّاد البحث‪ّ ،‬‬
‫تييأ لنا مف األشعار المرتبطة بموضوعنا في‬
‫دراسة كيفيو‪ ،‬جمعنا مف خاللو ما ّ‬
‫ىذا المقاؿ‪.‬‬

‫معروف الرصافي؛ حياتو وأدبو‪:‬‬

‫معروف عبد الغني الرصافي؛ شاعر عراقي شيير‪ُ ،‬ولد في عاـ ‪1812‬‬
‫بأنو ينحدر مف أصؿ كردي‪ُ ،‬ولد في‬
‫لمميالد في أسرة فقيرة في بغداد‪ .‬قاؿ البعض ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ترعرع الشاعر في منطقة "الرصافة" وقد ُنسب إلييا‪.‬‬ ‫بغداد‪.‬‬

‫كاف والد معروف الرصافي رجالً عسكرياً‪ .‬كاف يذىب إلى أسفار متعددة في‬
‫أمو رعايتو منذ الصغر وقد كانت ممجأه في المشاكؿ‬
‫ميماتو العسكرية؛ لذا تولّت ّ‬
‫ّ‬
‫حباً كبي اًر بالنسبة إلى‬
‫والصعاب الّتي تعتريو في الحياة؛ لذا كاف يضمر في قمبو ّ‬
‫أي شخص آخر‪ ،‬بحيث أ ّنو أشار في أشعاره إلى ىذا الموضوع‬
‫أمو؛ أكثر مف ّ‬
‫ّ‬
‫بكثرة‪:‬‬

‫‪)1‬‬
‫(حنا)‪ :‬تأريخ األدب العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬توس‪ ،‬طيراف‪1668 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪1112‬‬
‫الفاخوري ّ‬

‫‪256‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫األىداب تطفو وتغرق(‪)1‬‬


‫ُ‬ ‫مع ِب ِو‬
‫ِب َد ٍ‬ ‫جوز بکيتُيا‬
‫الع َ‬
‫رت َ‬ ‫اذا ما َّ‬
‫تذک ُ‬

‫الرصااافي تمتّػػع بشخصػ ّػية شػػجاعة منفػػردة؛ كػػاف ال يأبػػو باإلفصػػاح عػػف آراءه‬
‫ومعتقداتػػو دوف أف يسػػاوره أدنػػى خػػوؼ‪ .‬كػػاف يرغػػب أكثػػر مػػا يرغػػب إلػػى إصػػالح‬
‫وجػػو بعػػض النقػػد إلػػى حكومػػة عص ػره؛ وىػػذا النقػػد تسػ ّػبب فػػي‬
‫مجتمعػػو؛ بحيػػث أ ّنػػو ّ‬
‫مشاكؿ كثيرة لمشاعر‪.‬‬

‫قد تعمّـ الكتابة والقراءة في مكتبات بغداد وبدأ تحصيمو االبتدائي في مدرسة‬
‫لمدة استغرقت‬
‫ثـ تتممذ لدى أستاذ عظيـ مثؿ محمود شكري اآللوسي ّ‬
‫"الرشدية"‪ّ .‬‬
‫بأف اآللوسي ىو مف نسب الرصافي بيذا المقب (المنسوب إلى‬
‫‪ 15‬عاماً‪ .‬قيؿ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫منطقة الرصافة)‪.‬‬

‫يقوؿ الرصافي حوؿ بدء مشواره الشعري‪« :‬تتممذت في المغة العربية عند‬
‫أستاذي "محمود شكري اآللوسي‪ ،‬وأنا لـ أبمغ العشريف عاماً بعد‪ ،‬وفي إحدى‬
‫الميالي أنشدت عشرة أبيات وأنا أدرس ألفية ابف مالؾ‪ .‬وبعد زمف‪ ،‬بدأت أنشد‬
‫الشعر دوف أف أخبر أحداً بيذا الموضوع‪ .‬لـ تكف تتجاوز أشعاري عف خمسة‬
‫أف دافعي‬
‫أبيات في ك ّؿ مرة‪ .‬وبعد ذلؾ بدأت أكتب الحوادث اليومية؛ ىذا في حيف ّ‬

‫‪ )1‬حقّي (ممدوح)‪ :‬معروؼ الرصافي؛ دراسة وتحميؿ‪ ،‬دار اليقظة العربية لمتأليؼ والترجمة‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1692‬ـ‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪)2‬‬
‫نار أـ کمـ‪ ،‬دار الکتب العممية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫معروؼ الرصافی؛ ٌ‬ ‫بقاعی (ايماف يوسؼ)‪:‬‬
‫‪1212‬ـ‪ ،‬ص‪.59‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪257‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫الناس وضعفيـ في الحياة»‪ 1.‬واضافة‬


‫الرئيسي في قوؿ الشعر لـ يكف سوى فقر ّ‬
‫فإف تجربة الشاعر الشخصية في الحياة والمواىب األدبية الّتي اكتسبيا‬
‫إلى ذلؾ ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫عف أستاذه اآللوسي؛ مف العوامؿ األخرى في ازدىار شاعرية الرصافي‪.‬‬

‫سخر أشعاره في‬ ‫رواد الشعر العربي المعاصر‪ ،‬قد ّ‬ ‫أحد ّ‬


‫الرصافي بصفتو ّ‬
‫خدمة المسائؿ اإلنسانية أكثر مف الشعراء اآلخريف‪ .‬لرّبما يمكف القوؿ‪« :‬يع ّد‬
‫أىـ المعطيات الّتي وىبيا الرصافي إلى الشعر المعاصر؛‬
‫االلتزاـ في األدب مف ّ‬
‫مما ال نجد مثيالً ليا عند الشعراء اآلخريف أمثاؿ البارودي وشوقي‪ .‬وقد لقّبو‬
‫ّ‬
‫بأنو أعمى‬
‫طبانو بمقب "شاعر العراؽ الكبير" ليذا السبب‪ .‬فيرى أكثر النقّاد ّ‬
‫بدوي ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫وقد ماؿ الشاعر إلى اإلبداع أيضاً مف خالؿ توظيفو‬ ‫مرتبة مف الزىاوي»‪.‬‬
‫الناس‪ ،‬وىي تشبو أكثر ما تشبو لغة‬
‫المفردات والمصطمحات البسيطة المألوفة بيف ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫تعد مف مظاىرىا أيضاً‪.‬‬
‫الصحافة وىي ّ‬

‫يقوؿ الزركمي أيضاً حوؿ أشعاره‪« :‬الرصافي يعتمد في أكثر أشعاره‪ ،‬األلفاظ‬
‫والكممات الجميمة‪ .‬لمرصافي أسموب بديع‪ ،‬إذا ىجا‪ ،‬يقع ىجاءه موقع األلـ واذا‬

‫(محمد عبد المنعـ)‪ :‬دراسات في األدب العربي الحديث ومدارسو‪ ،‬دار الجيؿ‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ )1‬الخفّاجي‬
‫‪1665‬ـ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪)3‬‬
‫مريدف (عزيزة)‪ :‬حركات الشعر في العصر الحديث‪ ،‬مطبعة رياض‪ ،‬دمشؽ‪1685 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.62‬‬
‫‪)4‬‬
‫تطور األدب العربي المعاصر‪ ،‬ط‪ ،2‬نشر جامعة شييد تشمراف‪ ،‬أىواز‪،‬‬
‫أنصاري (شكيب)‪ّ :‬‬
‫‪5112‬ـ‪ ،‬ص‪.112‬‬

‫‪258‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫وصؼ‪ُ ،‬يحسف في الوصؼ‪ ،‬وفي بداية شاعرّيتو‪ ،‬كانت اآلذاف زاخرة بصدى‬
‫(‪)1‬‬
‫أصواتو الشعرية»‪.‬‬

‫طرؽ الرصافي إلى أكثر األغراض الشعرية؛ مف مدح وغزؿ ووصؼ ورثاء‬
‫ت ّ‬
‫أما‬
‫وخمر‪ ،‬وجميعيا أغراض قديمة اختبر مف خالليا قدرتو في إنشاد الشعر‪ّ .‬‬
‫شيرتو فترجع ّأوؿ ما ترجع إلى أشعاره الثورية‪ ،‬أشعاره الّتي تزخر بالحماس‬
‫والشغؼ وقد خاض فييا بدراسة المسائؿ االجتماعية والسياسية؛ لذا ُعرؼ الشاعر‬
‫الحرية"‪ )2(.‬و"النسائيات" تمثّؿ أشعاره االجتماعية وىي تش ّكؿ قسماً مف‬
‫باسـ "شاعر ّ‬
‫يتطرؽ الشاعر إلى الدفاع عف حقوؽ المرأة وتحريرىا مف‬
‫ّ‬ ‫ديوانو الشعري‪ .‬وفييا‬
‫أىـ آراء ىذا‬
‫التعصبات والتقاليد العمياء‪ .‬وفي ىذا الصدد سنخوض في ّ‬
‫القيود و ّ‬
‫الشاعر العظيـ العراقي وأبرزىا في الدفاع عف المرأة وحقوقيا‪.‬‬

‫مبادئ حقوق المرأة عمى ضوء آراء الرصافي‪:‬‬

‫التعميم والتربية‪:‬‬

‫ال يخفى عمينا اليوـ الدور المؤثّر الّذي تمعبو النساء في مواجية اليجوـ‬
‫ألف النساء يمعبف دو اًر‬
‫الثقافي وكذلؾ في الوقاية مف االنحرافات االجتماعية؛ ّ‬
‫حاسماً في عممية التثقيؼ في المجتمع‪« .‬بناء عمى تأكيدات اإلسالـ المتعددة‬
‫فإننا‬
‫بالنسبة إلى كسب المعرفة وعدـ التمييز بيف الرجؿ والمرأة في ىذا المجاؿ؛ ّ‬

‫‪)1‬‬
‫الزركمي (خيرالديف)‪ :‬األعالـ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪5112 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.182‬‬
‫‪)2‬‬
‫خورشا (صادؽ)‪ :‬مجاني الشعر العربي الحديث ومدارسو‪ ،‬ط‪ ،1‬سمت‪ ،‬طيراف‪5115 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪259‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫يعد ‪-‬‬
‫بأف التعميـ والتربية ليس مذموماً لمنساء فحسب بؿ ّ‬
‫ندرؾ في ىذا المطاؼ ّ‬
‫إف تعمّـ النساء ليس أم اًر بديعاً‬
‫أحياناً‪ -‬واجباً وتكميفاً شرعياً‪ ،‬وكما قاؿ البعض‪ّ :‬‬
‫ألننا نرى الكثير مف النساء الالتي برزف في مجاؿ العمـ‬
‫وحادثاً في اإلسالـ؛ ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وحتّى ّإننا نرى في‬ ‫واألدب و‪ ...‬في األدوار والعصور التأريخية المختمفة»‪.‬‬
‫كميمة رئيسة لممرأة(‪ .)2‬يرى‬
‫ّ‬ ‫بأنو قد اعتبر تعمّـ األسس الدينية‬
‫الثقافة اإلسالمية ّ‬
‫بأف مف العوامؿ الرئيسة في تخمّؼ‬
‫المتحرريف في المجتمع العربي ّ‬
‫ّ‬ ‫المتنوريف‬
‫ّ‬ ‫أكثر‬
‫إف‬
‫التوغؿ إلى مجاؿ العمـ والمعرفة‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫البمداف العربية ترجع إلى منع النساء مف‬
‫تعرؼ ىذه الفئة مف المجتمع بالنسبة إلى المجتمعات الغربية وثقافتيا المسيطرة‬
‫ّ‬
‫يتجز مف كياف المجتمع‬
‫إف المرأة جزء ال ّأ‬
‫ىناؾ‪ ،‬دفعتيـ إلى معرفة ىذه الحقيقة‪ّ :‬‬
‫اإلنساني؛ لذا يجب عمي المرأة أف تخطو –مثميا مثؿ الرجاؿ‪ -‬في مجاؿ العمـ‬
‫(‪)3‬‬
‫الرصافي ُيديف‬ ‫والمعرفة حتّى ُينتج عف ذلؾ المراد الرئيسي؛ أي "كماؿ المجتمع"‪.‬‬
‫تتسبب في‬
‫بأف حضور المرأة في المجتمع والدراسة‪ّ ،‬‬
‫بشدة ىذه المسألة الّتي تقوؿ ّ‬
‫ّ‬
‫فساد المجتمع مف خالؿ قولو‪:‬‬

‫النساء متح ِّج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولاو َع ِد َماات طبااعُ القَوم‬


‫بات‬ ‫لَما َغ َدت ِّ ُ ُ َ‬

‫‪)1‬‬
‫ميدوي راد (محمد عمي)‪ :‬مبادي شخصية المرأة مف منظار االسالـ‪ ،‬مجمة العموـ اإلنسانة‪،‬‬
‫جامعة الزىراء‪ ،‬طيراف‪5111 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪)2‬‬
‫الکميني (محمد بف يعقوب)‪ :‬الکافي‪ ،‬دار الکتب اإلسالمية‪ ،‬طيراف‪1689 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.521‬‬
‫‪)3‬‬
‫محمد جواد (حصاوی)‪ :‬دراسة و تحميؿ في شعر معروؼ الرصافي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫تربية مدرس‪ ،‬طيراف‪1668 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫‪260‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫ساااائ ُکم م ِتي ِّذ ِ‬


‫(‪)1‬‬
‫بات‬ ‫عل ِن ِ‬‫لِ َج ِ‬ ‫ش ٍ‬
‫رط‬ ‫الر ِ‬
‫جال أ ُّ‬
‫َجل َ‬ ‫يذيب ِّ‬
‫ُ َ‬ ‫َوتَ ُ‬

‫بأف تزكية المرأة واصالح المجتمع يعود إلى إصالح أخالؽ‬


‫يرى الرصافي ّ‬
‫الرجاؿ وسموكيـ النفسي وضبط أعينيـ مف النظر‪ ،‬و ِمف ثَّـ ليس ىناؾ حاجة إلى‬
‫األـ بمدرسة ترعى الطفؿ‬
‫يشبو حضف ّ‬ ‫الضغط عمى النساء في ىذا المجاؿ‪ .‬ىو ّ‬
‫وتعمّمو العمـ والتربية‪ ،‬فيتعمّـ الطفؿ منيا دروس الحياة وتستق ّر في نفسو أسس‬
‫الكماؿ واألخالؽ‪:‬‬

‫نيان والب ِ‬
‫ِبتَاارِب َااية َ‬
‫الب ِ َ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫نات‬ ‫ساامت‬
‫درسة تَ َ‬
‫ضن األ ُِّم َم َ‬
‫فَ ُح ُ‬

‫األميات الجاىالت‪ ،‬قد‬


‫األميات ّ‬
‫إف التربية الخاطئة عمى يد ّ‬‫كما يرى الرصافي‪ّ :‬‬
‫تسبب في تقديـ جيؿ ضعيؼ ٍ‬
‫عار عف الثقافة‬ ‫أفتيف وبالتّالي ّ‬
‫حنانيف ور ّ‬
‫ّ‬ ‫قضى عمى‬
‫إلى المجتمع‪:‬‬

‫الجاى ِ‬
‫الت‬ ‫ِ‬ ‫شئوا ِب ُح ِ‬
‫ضن‬ ‫إذا َن َ‬ ‫ياف َنااظُ ُّن باألبناء َخي ار‬
‫فَ َک َ‬
‫اق ِ‬
‫صات‬ ‫دی ال ّن ِ‬
‫ض ُعوا ثُ َّ‬
‫إذا ارتَ َ‬ ‫َو َىل ُيرجی ِألطافال ِکاما ُل‬
‫(‪)3‬‬ ‫رض ِ‬
‫عات‬ ‫مک الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ير ِع ٍمم‬
‫الرضيع ِب َغ ِ‬
‫ضاع ُح ُن ُّو ت َ ُ‬
‫فَ َ‬ ‫ون َعمَی ّ‬
‫ح َن َ‬

‫‪)1‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيروت‪5115 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫‪)3‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.221‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪261‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫الرصافي مف خالؿ توظيفو لالستفياـ اإلنكاري ُي ّبيف لنا يأسو الكامؿ بالنسبة‬
‫األميات‬
‫إلى الخير الّذي ال يرجوه أبداً مف األبناء الّذيف ينشأوف تحت رعاية ّ‬
‫ألنيف قمف برعاية أبناء مجتمعيف دوف عمـ أو معرفة‪ ،‬فمف الطبيعي أف‬
‫األميات؛ ّ‬
‫ّ‬
‫ينشأ ىؤالء األبناء في المستقبؿ القريب‪ ،‬غير ميتّميف بمسائؿ المجتمع وظروفو‪.‬‬
‫ألف ىؤالء‬
‫مف ىذا المنطمؽ‪ ،‬تحظى كسب النساء لمعمـ والمعرفة بمكانة سامية؛ ّ‬
‫سيقدمف جيالً صالحاً إلى ىذا المجتمع؛ لذا فالتعميـ والتربية مف‬
‫ّ‬ ‫ىف مف‬
‫النساء ّ‬
‫لمناس في المجتمع‪.‬‬
‫الحقوؽ األساسية ّ‬

‫المساواة في حقوق الرجل والمرأة‪:‬‬

‫تحظى العدالة في الحقوؽ المتقابمة بيف الرجؿ والمرأة ‪-‬بصفتيا ركناً أساسياً‬
‫خاصة وفريدة‪ .‬المرأة مظير مف مظاىر الجماؿ ويعد‬
‫ّ‬ ‫بأىمية‬
‫في العالـ الوجودي‪ّ -‬‬
‫خاصة في النظاـ‬
‫ّ‬ ‫الرجؿ مظي اًر لجالؿ ا﵀ تعالي ولك ّؿ منيما مقاـ ومكانة‬
‫أفضمية‬
‫ّ‬ ‫الوجودي؛ فكالىما يطمحاف لموصوؿ إلى الكماؿ؛ دوف أف يكوف ألحدىما‬
‫تـ‬
‫تعد المساواة في الحقوؽ بيف الرجؿ والمرأة مف الموضوعات الّتي ّ‬
‫عمى اآلخر‪ّ .‬‬
‫التطرؽ إلييا كثي اًر منذ الماضي حتّى عصرنا الحاضر وقد قيؿ حوليا اآلراء‬
‫ّ‬
‫أما الديف المبيف اإلسالمي فيو ديف مساواة‪ ،‬يتعيّد بحفظ‬
‫والنظريات المختمفة‪ّ .‬‬
‫المساواة في حقوؽ الرجؿ والمرأة‪.‬‬

‫بأف‬
‫يرد معروؼ الرصافي في موضع مف ديوانو عمى الّذيف يعتقدوف ّ‬
‫ّ‬
‫فضؿ الرجؿ عمى المرأة‪:‬‬
‫اإلسالـ قد ّ‬

‫ذين َعمَی المَّواتی»‬ ‫اال ِ‬‫شرعة ِ‬


‫بتَفضيل«الّ َ‬ ‫سالم تَقتَضی‬ ‫َوقالُوا َ َ َ‬

‫‪262‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫حشااء ِم َن الم ِتعمِّ ِ‬


‫مات‬ ‫ِ‬ ‫َع ِن الفَ‬ ‫فاسا‬ ‫َع ُّ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ف َن َ‬ ‫الت أ َ‬
‫الجاى ُ‬ ‫َوقالُوا‬
‫(‪)1‬‬‫لز ِ‬
‫الت‬‫ش ُّم مناااو ُم َاز ِ‬
‫تَُزو ُل ال ُ‬ ‫ِ‬
‫اإلسااالم‬ ‫لَقَد َک َّذباوا َعمَای‬

‫يرد عمى الّذيف‬


‫وجدية‪ ،‬وىو ّ‬
‫الرصافي يدافع عف الديف اإلسالمي المبيف بعزـ ّ‬
‫النػاس‪ .‬فيػو يشػير فػػي‬
‫ػودوف الكػذب فػي اإلسػالـ والقػاء الريػب والشػػكوؾ فػي قمػوب ّ‬
‫ي ّ‬
‫ػمية لمرجػػؿ عمػػى الم ػرأة فػػي اإلسػػالـ‬
‫موضػػع آخػػر مػػف ديوانػػو‪ :‬لػػيس ىنػػاؾ مػػف أفضػ ّ‬
‫أي تمايز أو خالؼ في الحقوؽ بيف اإلنسانية‪:‬‬
‫يقرر اإلسالـ أيضاً ّ‬
‫فحسب‪ ،‬بؿ لـ ّ‬

‫َعمَی ِمثمِ ِو َمان َ‬


‫آلد َم َينتَمی‬ ‫لممرِء ميزة‬
‫اإلسالم َ‬
‫ُ‬ ‫ک‬
‫َوما تََر َ‬
‫ِ (‪)2‬‬
‫أعجم‬
‫خس ُو فضل َ‬
‫َوال َع َربی َب ُ‬ ‫عدم‬ ‫قص ُو َح َّ‬
‫ق ُم َ‬ ‫ياس لِ ُم ٍ‬
‫ثر َن ُ‬ ‫َفمَ َ‬
‫إف ىذا الديف‬
‫ىو مف خالؿ دفاعو عف التعاليـ اإلسالمية‪ ،‬يقوؿ لمجميع‪ّ :‬‬
‫يقرر فرقاً أو اختالفاً بيف المسمـ وغير المسمـ وبيف الفقير والغني وكذلؾ‬
‫المبيف ال ّ‬
‫متعددة مف أشعاره إلى ىذه‬
‫ّ‬ ‫بي‪ .‬فيو يشير في مواضع‬‫بيف العربي وغير العر ّ‬
‫الظروؼ المأساوية الّتي تحرـ النساء عف حقوقيا‪ ،‬وىو يبرز أسفو عمى النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫المسمِ َم ِو‬
‫اإلسالم فی ُ‬
‫ُ‬ ‫يأم ُرَنا‬
‫ُ‬ ‫قوم ما ىک َذا‬
‫ما ىک َذا ياا ُ‬
‫ِ (‪)3‬‬
‫رح َمو‬ ‫اس ِب َ‬
‫الم َ‬ ‫فَ ُي َّن أَولی ال ّن ِ‬ ‫احٍم لِ ِّمنسا‬
‫فَيل ِب ُکم ِمن ر ِ‬
‫َ‬

‫‪)1‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪)3‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.228‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪263‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫إف ظروؼ المرأة المسممة بعيد عف القانوف‬


‫بقوة قائالً‪ّ :‬‬
‫يصرخ الشاعر ّ‬
‫بتحرر المرأة وحضورىا في المجتمع؛ لذا‬
‫ألف اإلسالـ يطالب ّ‬ ‫والطبيعة اإلنسانية؛ ّ‬
‫يريد مف المسؤوليف والرجاؿ في مجتمعو أف يتعامموا مع النساء برأفة وحناف وأف‬
‫حقوقيف الطبيعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يتجنبوا حرماف النساء مف‬
‫ّ‬

‫حق الحضور في المجتمع‪:‬‬


‫ّ‬

‫بالحرية‪ .‬فال‬
‫ّ‬ ‫الحد مف عالقتيا‬
‫ّ‬ ‫المرأة رمز لمخصوبة والنشاط؛ فال يجب‬
‫ُيمكف ألحد إنكار ما لمنساء مف دور وظيفي في المجتمع؛ كيؼ ال! والنساء يش ّكمف‬
‫نمو اإلنساف وكماؿ المجتمع‬
‫يعد دور النساء دو اًر حاسماً في ّ‬
‫نصؼ المجتمع؛ لذا ّ‬
‫اإلنساني‪ ،‬فكثي اًر مف العجالت االقتصادية والتعميمية والخدماتية ال تتييأ سوى عمى‬
‫يدىف المقتدرة؛ ىذا واقع ال يمكننا إنكاره أبداً‪« .‬الشريعة اإلسالمية ال تعارض‬
‫ّ‬
‫حضور المرأة في المجتمع وال ترى في ذلؾ عيباً ومنقصة‪ ،‬بؿ ترى منو استجابة‬
‫(‪)1‬‬
‫ويمكف القوؿ‬
‫ُ‬ ‫القتضاءات الزمف؛ إذا ما رافقو العفاؼ وااللتزاـ بالحدود الشرعية»‪.‬‬
‫يتسبب في‬
‫ّ‬ ‫بأف عدـ حضور المرأة في بعض النشاطات‪ ،‬يمكف أف‬
‫بصراحة ّ‬
‫مر العصور –في‬
‫عامة‪ ،‬كانت المرأة عمى ّ‬
‫خسارات إلى بنية المجتمع‪ .‬بصورة ّ‬
‫المجتمعات المختمفة‪ -‬محرومة عف حقوقيا الفردية واالجتماعية وقد عانيف الظمـ‬
‫(‪)2‬‬
‫واالضطياد والذلّة‪.‬‬

‫‪)1‬‬
‫عطاشی (عبد الرضا) و مرشدی (زىره)‪ :‬صورة المرأة في الشعر المعاصر المصري‪ ،‬مجمة‬
‫المرأة والثقافة‪ ،‬جامعة اىواز‪5111 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪112‬‬
‫‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫‪264‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫نجد في النصوص الدينية والمصادر التأريخية ما ُي ّبيف لنا مكانة المرأة‬


‫يب ِّم َّما‬
‫ص ٌ‬‫اؿ َن ِ‬
‫السامية في المجتمع‪ .‬يقوؿ القرآف الكريـ في ىذا الصدد‪﴿ :‬لِّ ِّمر َج ِ‬

‫تؤيد الجيد والعمؿ االقتصادي‬ ‫(‪)1‬‬ ‫ا ْكتَسبوا ولِ ِّمنساء َن ِ‬


‫ىذه اآلية ّ‬ ‫يب ِّم َّما ا ْكتَ َس ْب َف﴾‪.‬‬
‫ص ٌ‬ ‫َُ َ َ‬
‫التصور‬
‫ّ‬ ‫وممكية الرجاؿ والنساء كأحد مالمح المشاركة االجتماعية وتنفي ىذا‬
‫الخاطئ القائؿ بانحصار الممكية والجيد والعمؿ عمى الرجاؿ‪ .‬معروف الرصافي‬
‫حؽ المرأة الطبيعي في ىذا المجاؿ ويقوؿ‪:‬‬
‫بدوره أيضاً يدافع عف ّ‬
‫ش ِ‬
‫قاء‬ ‫ون فی ذ ّل َو َ‬
‫ش َ‬‫َيعي ُ‬ ‫ِ‬
‫رحااااء‬‫ق فاای ُب‬ ‫أال ماا ِأل ِ‬
‫َىل َّ‬
‫الشار ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫َسراء‬ ‫ِ ِ‬ ‫العادات حتّی َغ َدت لَيم ِبم َ ِ‬
‫ِ‬
‫نازلَو األَقياد لأل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫لَقَد َح ّکمو‬

‫ىف نصؼ جميعة‬


‫بأف التقميد األعمى وحرماف النساء –باعتبار ّ‬
‫يرى الرصافي ّ‬
‫الناس في المشرؽ؛‬‫أىـ أسباب التخمّؼ عند ّ‬
‫البالد‪ -‬مف الحضور في المجتمع مف ّ‬
‫المقيديف‪ ،‬ويرى مف ىذه التقاليد‬
‫يشبو النساء باألسرى ّ‬
‫خاصة في العراؽ‪ .‬فالشاعر ّ‬
‫ّ‬
‫مما ّأدى ذلؾ إلى ذلّة ا ّلناس في المجتمع الشرقي‬
‫المألوفة‪ ،‬قيوداً في أرجؿ النساء؛ ّ‬
‫وىوانيـ‪.‬‬

‫يحؽ لممرأة أف تخرج مف البيت في العراؽ سوى عند الضرورة؛ فإّننا «ال‬
‫ال ّ‬
‫فعاالً ونشيطاً لممرأة في المجتمع الرجالي‪ .‬في مثؿ ىذه‬
‫يمكف أف نتوقّع حضو اًر ّ‬
‫ىوية مستقمّة مف نفسيا‪ ،‬بؿ يختصر آماليا في‬
‫المجتمعات‪ ،‬ال تممؾ المرأة أية ّ‬

‫‪)1‬‬
‫سورة النساء‪.25 ،‬‬
‫‪)2‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص ‪.225‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪265‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫(‪)1‬‬
‫يحؽ لممرأة أف تبدي رأييا حوؿ المسائؿ‬
‫كما ّأنو ال ّ‬ ‫تمبية احتياجات الرجاؿ فقط‪.‬‬
‫المختمفة في الحياة‪ ،‬مثؿ‪ :‬الزواج واختيار الزوج وىي محرومة عف المشاركة في‬
‫القضية في أشعاره أيضاً وقد‬
‫ّ‬ ‫نشاطات المجتمع‪ .‬لـ يغفؿ الشاعر عف طرح ىذه‬
‫قاؿ في ىذا الصدد‪:‬‬
‫ِ (‪)2‬‬ ‫ق ال ّن ِ‬
‫ِ‬
‫وطول ثَواء‬ ‫َعمَي ِي َّن فی َح ِ‬
‫بس‬ ‫َّدوا‬
‫شد ُ‬ ‫ساء فَ َ‬ ‫لَقَد َغ ِمطوا َح َّ‬

‫يتحدث الرصافي ‪-‬وقمبو مفعـ بالحسرة والحزف‪ -‬في ىذه األبيات حوؿ‬
‫ّ‬
‫أعظـ مشكمة في المشرؽ؛ أي الالمباالة بالمرأة وحبسيا في البيت وسمبيا حرّيتيا؛‬
‫جداً عمى ىذه الذلّة‬
‫ضد النساء‪ .‬فالشاعر حزيف ّ‬
‫التصرفات ّ‬
‫ّ‬ ‫وبشدة ىذه‬
‫ّ‬ ‫يندد‬
‫فإنو ّ‬
‫ّ‬
‫واليواف الّتي اعترت النساء في المجتمع ويقوؿ‪:‬‬

‫وعيا‬
‫ض ُ‬‫شجانی ِذلُّيا َو ُخ ُ‬
‫َفمَقَد َ‬ ‫َىو َن أالُ نثی لَادی ِذکارِاننا‬
‫مااا أ َ‬

‫ااالحيا ِعند الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫(‪)3‬‬
‫دموعيا‬
‫ُ‬ ‫َّفاع‬ ‫کاء ل َخصاميا َوس ُ‬
‫الب ُ‬
‫ض ُعفَت فَ ُحجَّتُيا ُ‬
‫َ‬

‫بالحد مف شأنيا ومنزلتيا‬


‫ّ‬ ‫لقد استغ ّؿ الرجاؿ حقوؽ المرأة الطبيعية وقاموا‬

‫كثي اًر بحيث ّأنيا صارت لتغرؽ في ىاوية الذلّة واليواف‪ ،‬والمرأة أيضاً ال تممؾ حوالً‬
‫إف الرجاؿ أسرفوا ك ّؿ اإلسراؼ في ىضـ حقوؽ‬
‫قوة سوى البكاء والعويؿ‪ّ .‬‬
‫وال ّ‬

‫‪)1‬‬
‫حکمت (شاىرخ) و دولت آبادی (حميده)‪ :‬دراسةَ اشعار فروغ و سيموا پالت مف منظار النقد‬
‫النسوي‪ ،‬فصمية دراسات االدب المقارف‪ ،‬الرقـ ‪5111 ،12‬ـ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪)2‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪)3‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.62‬‬

‫‪266‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫المرأة؛ فقد كانوا ينظروف إلى المرأة نظرة دنئية؛ بحيث ّأنيـ ىضموا ميراثيا وىذه‬
‫جداً‪:‬‬
‫ظروؼ مأساوية ومؤلمة ّ‬

‫کرَم ِو‬ ‫حجوب ٌو حتّی َع ِن َ‬


‫الم ُ‬ ‫َم َ‬ ‫نقوص ٌة حتّی ِبميرِاثيا‬
‫َم َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ولم ٌو‬
‫ىی لَ َعماری حالَ ٌو ُم َ‬
‫َو َ‬ ‫يذ ِه حااالَو نساو ِاننا‬
‫فَ ِ‬

‫حق اختيار الزوج‪:‬‬

‫اإلنساف موجود اجتماعي‪ ،‬وال أحد بإمكانو أف يعيش بمعزؿ عف اآلخريف؛‬


‫إذف أف يش ّكؿ لو أسرة وعائمة‪.‬‬
‫فالبد لو ْ‬
‫ّ‬

‫تعد اليوـ مسألة حفظ حقوؽ النساء وااللتزاـ بالمساوة بيف حقوؽ الرجؿ‬
‫ّ‬
‫ييتـ بيا المجتمع الدولي‪ .‬نجد‬
‫أىـ المسائؿ الّتي ّ‬
‫والمرأة وعدـ التمييز الجنسي مف ّ‬
‫تعرضف إلى‬
‫إف النساء قد ّ‬‫ىذا الشعور عند الكثير مف النساء عمى طوؿ التأريخ‪ ،‬ف ّ‬
‫عمييف عمى‬
‫ّ‬ ‫تـ التمييز الجائر‬
‫حقوقيف اإلنسانية و ّ‬
‫ّ‬ ‫الظمـ واالضطياد وىضمت‬
‫المحددة‪ ،‬وحتّى في العصر‬
‫ّ‬ ‫الناس وقوانينيـ وأنظمتيـ‬
‫حسب عادات البالد وتقاليده ّ‬
‫التحوالت الّتي حظيف بيا النساء‬
‫التطورات و ّ‬
‫ّ‬ ‫فإننا نمحظ –عمى الرغـ مف‬
‫الراىف؛ ّ‬
‫يتعرضف إلى الظمـ والتمييز في بعض‬
‫أف النساء ما زلف ّ‬
‫في كثير مف المجاالت‪ّ -‬‬
‫تطرؽ الكثير مف األدباء إلى الدفاع‬
‫األمور‪ ،‬منيا اختيار الزوج‪ .‬وفي ىذا الصدد‪ّ ،‬‬
‫عف حقوؽ المرأة منيـ‪ :‬معروؼ الرصافي الّذي نراه يؤ ّكد في بعض أشعاره عمى‬
‫حرّية المرأة وحقّيا الطبيعي في اختيار الزوج مف ناحيتيا‪:‬‬

‫‪)1‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.228‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪267‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫إذا أکر ِ‬ ‫ماوک أيَّتيا الفَتا ُﺓ ِب َجيمِ ِيام‬


‫اج ِب َ‬
‫أشيبا‬ ‫الزو ِ‬
‫ىوک َعمَی ّ‬‫َ‬ ‫ظمَ َ‬‫َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َشعبا‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ‬‫ِبفُ ُ‬ ‫المال ِم ُ‬
‫فر ِ‬ ‫ط َم ُعوا ِب َو ِ‬
‫ول ىااتيک المطامع أ َ‬ ‫َخجموا‬
‫نو فَأ َ‬ ‫َ‬

‫يندد وييجو الشاعر‪ ،‬أولئؾ اآلباء الجاىميف الّذيف يرغموف بناتيـ عمى‬
‫ّ‬
‫السف مف األثرياء؛ ويقوموف بالبيع والشراء‬
‫ّ‬ ‫الزواج في عمر مب ّكر مع الكبار في‬
‫بأف المرأة بصفتيا‬
‫ويندد ىذا العمؿ الالإنساني الظالـ‪ .‬يرى الشاعر ّ‬
‫كسمعة أو متاع ّ‬
‫تقرر وتختار شريؾ حياتيا بنفسيا وال يستطيع أحد أف يحرميا‬
‫إنسانة؛ بإمكانيا أف ّ‬
‫الحؽ الطبيعي‪ .‬وبالتّالي يدعو البنات إلى مواجية آبائيـ الّذيف يرغمونيـ‬
‫ّ‬ ‫مف ىذا‬
‫عمى الزواج الغير مرغوب فيو ويقوؿ‪:‬‬

‫َغضابا‬
‫لی َوأ َ‬
‫الو ُّ‬
‫ىاج َ‬
‫عارٌ َ نوِان َ‬ ‫فض ِو‬
‫ياک ِبر ِ‬
‫َ‬
‫ضت فَماا عمَ ِ‬
‫َ‬
‫فَِإذا رفَ ِ‬
‫َ‬
‫(‪)2‬‬ ‫لکان ِبالمحب ِ‬
‫َّو ُياجتَبی‬ ‫المال ِ‬
‫ِب ِ‬ ‫أج ُّل ِمن أن ُيشتََری‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫مب الفَتاه َ‬
‫َق ُ‬

‫يريد الرصافي مف البنات أف يعارضف مثؿ ىذه األنواع مف الزواج المفروض‬


‫أعز مف أف يقارف مع‬
‫الشباف أكبر و ّ‬
‫ألف قمب البنات ّ‬
‫الّذي يخدـ مطامع اآلباء؛ ّ‬
‫تطرؽ الرصافي في‬
‫المادية أو يمكف مقايضتو مع الماؿ أو الثروة؛ لذا ّ‬
‫ّ‬ ‫األمور‬
‫دفاعو عف المرأة بدعوة النساء إلى معارضة مثؿ ىذه الزواجات التجارية‬
‫الحب الحقيقي الصادؽ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تؤسس بناء عمى‬
‫أف الحياة الزوجية ّ‬
‫والمصمحية‪ .‬فيو يرى ّ‬
‫ال عمى الماؿ وكسب الثروات‪:‬‬

‫‪)1‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.222‬‬

‫‪268‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫عااد ُم َخِّربا‬
‫ب َ‬ ‫الح ِّ‬ ‫ِ‬
‫الااامال ال ِب ُ‬‫ِب‬ ‫اج إِذا َبنوهُ ُم َجد َ‬
‫ِّدا‬ ‫الزو ِ‬
‫بيت ّ‬
‫ُ‬
‫کان شيئا م ِ‬ ‫ِب ِسوی المحب ِ‬
‫تعبا‬ ‫ُ‬ ‫َّو َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َّو فَإذا َجاری‬ ‫إن ا َّلزو َ‬
‫اج ُم َحب ٌ‬ ‫َّ‬
‫‪1‬‬
‫ااحبُّباا‬
‫ماايا ار َو أکثَُرىاااا تَ َ‬ ‫ساااء أَ َقمُّيا لِ َخطي ِبيا‬
‫َخيرال ِّن ِ‬
‫ُ‬
‫تـ بناءه وصنعو بالماؿ‬
‫بأف َمثؿ الزواج مثؿ البيت؛ إذا ما ّ‬
‫يعتقد الشاعر ّ‬
‫الحب الحقيقي ىو الّذي يضمف الحياة‬
‫ّ‬ ‫والثروة؛ فمف تكوف نتيجتو سوى الدمار‪ ،‬وا ّف‬
‫المير الكثير‪.‬‬
‫المحبة الحقيقية‪ ،‬ال َ‬
‫الزوجية والعشؽ و ّ‬

‫مسألة الطالق‪:‬‬

‫تمر الحياة الزوجية بظروؼ يرغـ فيو اإلنساف إلى الطالؽ؛ أي‬
‫أحياناً ّ‬
‫أبغض الحالؿ عند ا﵀‪ .‬في ىذه الظروؼ –مثميا مثؿ سائر الظروؼ العصيبة‬
‫األخرى في الحياة‪ -‬يجب عمى اإلنساف أف يواجو الموقؼ بشجاعة ويجتيد في‬
‫تعد ىذه‬
‫الحد مف الضرر والمضاعفات الّتي تمحؽ بالشخص بعد ىذا القرار‪ّ .‬‬
‫سبيؿ ّ‬
‫المسألة مف اإلشكاليات االجتماعية الّتي بدت تتزايد في أكثر بمداف العالـ في‬
‫تطرؽ معروؼ الرصافي في أشعاره إلى دراسة ىذه الظاىرة‬
‫العقود األخيرة‪ّ .‬‬
‫ىدامة لكياف األسرة؛ وقد أبدى إدانتو الشديدة بالنسبة إلييا‪.‬‬
‫المشئومة وىي ظاىرة ّ‬
‫فيو قد عالج آثار الطالؽ السمبية ومضاعفاتيا في قالب القصة والرواية‪ ،‬وقد أداف‬
‫إفراط وصرامة المجتيديف وعمماء الديف في صدورىـ لألحكاـ‪:‬‬

‫وب‬
‫يس لَ ُو ُو ُج ُ‬
‫رع لَ َ‬ ‫َبما في َّ‬
‫الش ِ‬ ‫ق لِموقعيو‬
‫أال ُقل في الطَّال ِ‬

‫‪)1‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪.229‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪269‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫(‪)1‬‬
‫حيب‬
‫الر ُ‬ ‫عض ِو َّ‬
‫الشرعُ َّ‬ ‫ضايق بب ِ‬
‫َي ُ َ َ‬ ‫َغمَوتُم فاي ديا َن ِت ُکاام ُغمُ ّو‬

‫بأف ىذه الصرامة واإلفراط نابعة عف التمقّيات الخاطئة والغير‬


‫يرى الرصافي ّ‬
‫منطقية مف الديف وعدـ المعرفة الصحيحة بالنسبة إلى األحكاـ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الناس‪ .‬فيو يرى مف‬
‫تعصبات العمياء وانتشار العادات والتقاليد الخاطئة بيف ّ‬
‫ال ّ‬
‫الجو األسري كارثة كبيرة في مجتمعو؛ لذا ّبيف آثارىا‬
‫ىواف العقود الزوجية وانعداـ ّ‬
‫الناس وحمقيـ‪ .‬يعتقد الرصافي‬ ‫السمبية إلى شعبو واعتبر ك ّؿ ذلؾ ناتجاً عف جيؿ ّ‬
‫بأف األطفاؿ والنساء مف ّأوؿ الضحايا ليذه الظاىرة االجتماعية الظالمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫وقَد حمَّت ِأل َّ ِ‬
‫لَ ُکام في ِي َّن ال لَ ُيم ال ّذ ُ‬
‫نوب‬ ‫وب‬
‫ُمت ُکاام ُک ُر ُ‬ ‫َ َ‬

‫کاد إِذا َنفَ َ‬ ‫َوىي َحب ُل َّ‬


‫(‪)2‬‬
‫ذوب‬
‫خت لَ ُو َي ُ‬ ‫َي ُ‬ ‫اج َو َر َّ‬
‫ق حتّی‬ ‫الزو ِ‬ ‫َ‬
‫يبيف الشاعر ظروؼ المرأة الّتي تطمّقت دوف سبب‪ ،‬فطالقيا لـ يكف سوى‬
‫ّ‬
‫التعصبات الواىية والتقميد األعمى؛ فالمرأة تجيش بالبكاء وتخاطب‬
‫ّ‬ ‫عمى أساس‬
‫يؤىميا لمطالؽ‪ .‬فيي‬
‫زوجيا وتسألو عف سبب الفراؽ؛ في حيف ّأنيا لـ ترتكب ما ّ‬
‫تريد مف زوجيا أف يفصح ليا عف خطأىا لرّبما تتوب عنو‪:‬‬

‫وب‬
‫ف ال ُقمُ ُ‬ ‫ااوت ِم ُ‬
‫نو تَرتَ ِج ُ‬ ‫ِبص ٍ‬
‫َ‬
‫فَظَمَّات وىااي ِ‬
‫باک َي ٌو تُنادي‬ ‫َ َ‬
‫جيب‬
‫ک يا َن ُ‬ ‫بت ِع َ‬
‫ند َ‬ ‫َو َىل أَذ َن ُ‬ ‫مت َحبمی‬
‫ص َر َ‬
‫نجيب َ‬
‫ُ‬ ‫لِماذا يا‬

‫وِ‬ ‫فاء ٍ‬ ‫َومالِ َ‬


‫جيب‬
‫ک ال تُ ُ‬
‫رت إذا دعوتُ َ‬
‫ص َ‬ ‫َ‬ ‫قال‬ ‫وت ِج َ‬
‫ک قَاد َجفَ َ‬

‫‪)1‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪270‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫نااو ب َ ٍ‬
‫فِإني َع ُ َ‬ ‫أ ِبن َذنبی إِ َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ب‬
‫َتااو ُ‬
‫عاادئذ أ ُ‬ ‫تک نفسای‬
‫لي فَ َد َ‬

‫يصور لنا الشعر ألـ النساء وحزنيـ في أبياتو الزاخرة بالحزف‬


‫ّ‬ ‫فإذف‪،‬‬
‫واألسموب الرصيف‪ ،‬فالشاعر يعتمد صوتاً ُيثير شجوف القموب مطالباً‪-‬وبك ّؿ‬
‫ضد النساء؛ النساء‬
‫يوجيونو ّ‬
‫تضرع‪ -‬األزواج بأف يشرحوا سبب الظمـ والجور الّذي ّ‬
‫ّ‬
‫خدىف‬
‫تحمؿ الظمـ –حتّى الموت‪ ،-‬وتجري قطرات الدموع عمى ّ‬
‫الالتي يقدرف عمى ّ‬
‫كحبات الياقوت‪:‬‬
‫ّ‬
‫ص َع بالد ِ‬
‫ُّر‬ ‫اااوت َر َّ‬
‫َحس ُبيا الياقُ َ‬ ‫َّمع في وج ِ‬ ‫طر ِ‬
‫فَأ َ‬ ‫ناتيا‬ ‫َ‬ ‫ات الد ِ‬ ‫أری قَ َ‬

‫اذر‬ ‫ع ِن القَو ِل ّإال عن ِک ٍ‬


‫الم لَاايا َن ِ‬ ‫صدُّىا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫شيج َي ُ‬
‫کان ال ّن ُ‬
‫َوقالَت َوقاد َ‬
‫جد حتّی ي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حممونی إلی القَ ِ‬ ‫سأَحم ُل ما قَد َحمَّتنی َي ُد َ‬
‫(‪)2‬‬
‫بر‬ ‫الو َ َ‬ ‫م َن َ‬ ‫اليوی‬ ‫َ‬
‫لـ يكتؼ الشاعر ببياف دموع النساء فقط‪ ،‬بؿ أراد معاقبة أولئؾ الّذيف ظمموا‬
‫حاليف‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وتركوىف عمى‬
‫ّ‬ ‫حقوقيف‬
‫ّ‬ ‫اجيف وىضموا‬
‫أزو ّ‬
‫جاء ِمن ظالِِم الد ِ‬
‫َّىر‬ ‫ٍ‬
‫َعمی ُک ِّل ُحکم َ‬ ‫أن لااي َي َدا‬ ‫مات أَماا و ِ‬
‫اهلل لَااو َّ‬ ‫َ‬ ‫فَ ُق ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫نيم َمن َيمي ُل إلی ال ِي ِ‬
‫جر‬ ‫وعاقَ ُ ِ‬ ‫َّدت في َز ِ‬
‫بات م ُ‬ ‫َ‬ ‫حبين إن َجفَوا‬
‫الم َ‬‫جر ُ‬ ‫لَشد ُ‬

‫مف ىذا المنطمؽ‪ ،‬ىذه الموضوعات مف أىـ المباحث الّتي طرقيا الشاعر‬
‫التعصبات الجائرة والتقميد األعمى‬
‫ّ‬ ‫ندد‬
‫في دعمو ومناصرتو لحقوؽ المرأة‪ ،‬وقد ّ‬

‫‪)1‬‬
‫الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪)2‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪)3‬‬
‫نفس المصدر‪ ،‬ص ‪.222‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪271‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫والالمباالة بالنسبة إلى المرأة وفقدانيا لقدرة االختيار في األمور االجتماعية وقد‬
‫الحد مف كرامة المرأة وكبريائيا؛ وبالتّالي يقؼ الشاعر في‬
‫اعتبر ك ّؿ ذلؾ سبباً في ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ىذا‬ ‫ضد النساء؛ لذا قد اتّيموه بالكفر‪.‬‬
‫الموجة ّ‬
‫ّ‬ ‫التعصبات والضغوطات‬
‫ّ‬ ‫مواجية‬
‫أف أكثر أشعاره تدور حوؿ وضع المرأة في مكانتيا الحقيقية؛ وىو أمر قد‬
‫في حيف ّ‬
‫دعا إليو اإلسالـ أيضاً‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬

‫أما النتائج المستخمصة مف البحث‪ ،‬فيي‪:‬‬


‫ّ‬
‫يمتفت الشاعر إلى النظرة السمبية الموجودة بشأف تعميـ النساء وتربيتيـ؛‬
‫مضادة لمكانة المرأة السامية في تربيتيا لألجياؿ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بأف بعض ىذه المعتقدات‬
‫ويرى ّ‬
‫بأف تضمّع الجيؿ القادـ بالعمـ والمعرفة رىيف بتضمّع النساء في حقّيـ‬
‫فيو يعتقد ّ‬
‫خاصاً؛‬
‫ّ‬ ‫اىتـ الرصافي بمسألة حقوؽ المرأة والرجؿ اىتماماً‬
‫مف التعميـ والتربية‪ّ .‬‬
‫بأفضمية الرجاؿ عمى النساء‪ ،‬ويياجـ ىذه األدلّة‬
‫ّ‬ ‫اإلدعاء القائؿ‬
‫بحيث أف ينتقد ّ‬
‫أف‬
‫اإلدعات الواىية‪ .‬وكذلؾ يرى ّ‬
‫الكاذبة الّتي تطمح إلى انتشار وذياع مثؿ ىذه ّ‬
‫التطور واالزدىار في‬
‫ّ‬ ‫الفعاؿ في المجتمع‪ ،‬عامؿ مف عوامؿ‬ ‫حضور النساء ّ‬
‫يتييأ سوى بتمزيؽ الرداء المندرس لمتقاليد العمياء المسيطرة‬
‫المجتمع وىذا األمر ال ّ‬
‫في المجتمع‪.‬‬

‫‪)1‬‬
‫آؿ بويو لنكرودي (عبد العمي)‪ ،‬ناطؽ تجرؽ (إبراىيـ)‪" :‬االلتزاـ الديني في الشعر العربي المعاصر‬
‫(شعر معروؼ الرصافي نموذجاً)"‪ ،‬فصمّية "مطالعات ادبيات ديني‪ ،‬العدد السابع‪5112 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.28‬‬

‫‪272‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫اختيار الزوج بعيداً عف اإلرغاـ؛ موضوع آخر تناولو الرصافي في أشعاره‬


‫نفسية‬
‫ضمف مبادئ حقوؽ المرأة‪ .‬الشاعر يطمح إلى تعزيز روح المعارضة في ّ‬
‫كأنو يريد تمنية‬
‫حؽ اختيار الزوج إلى البنات؛ ّ‬
‫النساء المطيفة أكثر مف تخويمو ّ‬
‫القدرة عمى المخالفة وقوؿ (ال) لدى النساء الالتي ورثف قوؿ _نعـ مف دوف‬
‫أمياتيف‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ -‬عف ّ‬
‫تطرؽ الشاعر إلى مسائؿ كالزواج والطالؽ وكذلؾ تركيزه عمى بياف‬
‫ّ‬
‫اإلشكاليات االجتماعية الّتي ال تُثمر سوى الرجولية والتخمّؼ لدى الرجاؿ –ورّبما‪-‬‬
‫النساء في المجتمع؛ جعؿ مف الشاعر‪ ،‬شاع اًر ممتزماً وعالـ اجتماع حنوف تمثّؿ‬
‫أىـ‬
‫وبث الروح اإلنسانية مف ّ‬
‫أفضمية الرجاؿ عمى النساء ّ‬
‫ّ‬ ‫جيوده في إزالة فكرة‬
‫مخاوفو وأفكاره الّتي تعتري نفسو وفكرتو‪.‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪273‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫‪ -‬القرآف الکريـ‪.‬‬

‫‪ -‬آريف بور (يحيى)‪ :‬مف نيما إلی عصرنا‪ ،‬نشر ّ‬


‫زوار‪ ،‬طيراف‪1285 ،‬ش‪.‬‬

‫‪ -‬آؿ بويو لنكرودي (عبدالعمي) وناطؽ تجرؽ (إبراىيـ)‪ :‬االلتزاـ الديني في الشعر‬
‫العربي المعاصر (شعر معروؼ الرصافي نموذجاً)‪ ،‬فصميّة مطالعات ادبيات‬
‫دينی‪ ،‬العدد السابع‪5112 ،‬ـ‪ ،‬ص ص ‪.25-22‬‬

‫نار أـ کمـ‪ ،‬ط‪ ،۱‬دار الکتب‬


‫معروؼ الرصافي‪ٌ ،‬‬ ‫‪-‬بقاعي (ايماف يوسؼ)‪:‬‬
‫العممية‪ ،‬بيروت‪1212 ،‬ىػ‪.‬‬

‫‪-‬حصػػاوي (محمػػد ج ػواد)‪ :‬نقػػد وتحميػػؿ شػػعر معػػروؼ الرصػػافي‪ ،‬رسػػالة ماجسػػتير‪،‬‬
‫طيراف‪ :‬جامعة تربيت مدرس‪ ،‬طيراف‪1211 ،‬ش‪.‬‬

‫‪-‬حقػػي‪( ،‬ممػػدوح)‪ :‬معػػروؼ الرصػػافی‪ ،‬د ارسػػو وتحميػػؿ‪ ،‬دار اليقظػػو العربيػػو لمتػػأليؼ‬
‫والترجمو‪ ،‬بيروت‪1692 ،‬ش‪.‬‬

‫‪-‬حکمت (شاىرخ) و دولت آبادی (حميده)‪ :‬دراسةَ اشعار فػروغ و سػيموا پػالت مػف‬
‫منظار النقد النسوي‪ ،‬فصمية دراسات االدب المقارف‪ ،‬الرقـ ‪5111،12‬ـ‪،‬‬

‫‪ -‬الخفاجي (محمد عبدالمنعـ)‪ ،‬دراسات فی األدب العربي الحػديث ومدارسػو‪ ،‬ط‪،۱‬‬


‫دا ار لجيؿ‪ ،‬بيروت‪1665 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪274‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬


‫د‪.‬عمي خضري‬

‫‪-‬خورشا‪( ،‬صادؽ)‪ :‬مجاني الشعر العربی الحديث ومدارسو‪ ،‬ط‪ ،1‬سمت‪ ،‬طيراف‪،‬‬
‫‪1281‬ش‪.‬‬

‫‪ -‬الرصافي (معروؼ)‪ :‬الديواف‪ ،‬منشورات دار مکتبو الحياة‪ ،‬بيروت‪5115 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ -‬الزرکمی (خيرالديف)‪ :‬األعالـ‪ ،‬ط‪ ،۱‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪5112 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪-‬سيفي (محسف) وجعفری نژاد (صديقو)‪ :‬سيمای زف از ديدگاه فوزيو ابوخالد‬


‫شاعر معاصر عربی‪ ،‬فصميّة محكّمة زف و فرىنگ‪ ،‬السنة السابعة‪ ،‬العدد ‪،58‬‬
‫‪1262‬ش‪ ،‬صص‪.51-1‬‬

‫‪-‬شکيب أنصاري (محمود)‪ :‬تطور األدب العربي المعاصر‪ ،‬ط‪ ،2‬نشر جامعة‬
‫شييد تشمراف‪ ،‬أىواز‪1285 ،‬ش‪.‬‬

‫‪-‬طبانػ ػػو (بػ ػػدوی احمػ ػػد)‪ :‬معػ ػػروؼ الرصػ ػػافی‪ ،‬د ارسػ ػػو أدبّيػ ػػو لشػ ػػاعر الع ػ ػراؽ‪ ،‬ط‪،۱‬‬
‫مدارس المغو العربيو وآدابيا‪ ،‬بغداد‪1682 ،‬ـ‪ ،‬ص ص؟؟‪.‬‬

‫‪-‬عطاشػ ػػی (عبػ ػػد الرضػ ػػا) ومرشػ ػػدی (زى ػ ػره)‪ :‬صػ ػػورة الم ػ ػرأة فػ ػػي الشػ ػػعر المعاصػ ػػر‬
‫المصري‪ ،‬مجمة المرأة والثقافة‪ ،‬جامعة اىواز‪5111 ،‬ـ‪.‬‬

‫حنا)‪ :‬تاريخ األدب العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬طيراف‪ :‬توس‪ ،‬طيراف‪،‬‬


‫‪-‬الفاخوري‪ّ ( ،‬‬
‫‪1211‬ش‪.‬‬

‫‪-‬مريدف (عزيزة)‪ :‬حرکات الشعر في العصر الحديث‪ ،‬مطبعة رياض‪ ،‬دمشؽ‪،‬‬


‫‪1685‬ـ‪.‬‬

‫التواصلية العدد الثامن عشر‬ ‫‪275‬‬


‫متظهرات املرأة وحكوقها يف شعر معروف الرصايف‬

‫‪-‬الکميني (محمد بف يعقوب)‪ :‬الکافي‪ ،‬دار الکتب االسالمية‪ ،‬طيراف‪1689 ،‬ـ‪،‬‬

‫‪-‬ميدوي راد (محمد عمي)‪ :‬مبادي شخصية المرأة مف منظار االسالـ‪ ،‬مجمة العموـ‬
‫االنسانية‪ ،‬جامعة الزىراء‪ ،‬طيراف‪5111 ،‬ـ‪،‬‬

‫‪-‬ميشؿ (آندره) ‪ :‬النيضة االجتماعية لممرأة‪ ،‬المترجـ ىومف زنجانی زاده‪ ،‬نيکا‪،‬‬
‫مشيد‪1668 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪276‬‬ ‫التواصلية العدد الثامن عشر‬

You might also like