Professional Documents
Culture Documents
تشكيل العقل النقدي ال يأتي بمجرد إتباع عدة خطوات تقرأها( في مقال أو كتاب معين ،ولكنه تمرين طويل
األمد ،تصنعه القراءة لك ّتاب( يمارسون الفعل النقدي في كتاباتهم (،ولهذا قمنا بانتقاء( مجموعة من المفكرين(
.العرب تساهم القراءة لهم في تعويدك على ممارسة الفعل النقدي
التحقَ بالتعليم األزهري ،ثم كان أول المنتسِ بين إلى الجامعةوتا َب َع مسيرته الدراسية بخطوات واسعة؛ حيث َ
المصرية( سنة ١٩٠٨م ،وحصل على درجة الدكتوراه سنة ١٩١٤م ،لتبدأ أولى معاركه مع الفكر التقليدي؛(
ً
موجة عالية من االنتقاد .ثم أوف َد ْته الجامعة المصرية إلى فرنسا، أثار ْ(ت أطروح ُته «ذكرى أبي العالء» حيث َ
طروحة الدكتوراه الثانية« :الفلسفة االجتماعية( عند ابن خلدون» ،واجتاز دبلوم الدراسات( العليا( َ وهناك َأ َعدَّ ُأ
الروماني .وكان لزواجه بالسيدة الفرنسية «سوزان بريسو» عظيم األثر في مسيرته العلمية( في القانون( ُّ
وشج َع ْته على العطاء والمثابرة(،
َّ واألدبية؛ حيث قا َمتْ له بدور القارئ (،كما كانت الرفيقة المخلِصة( التي دع َم ْته
».وقد ُر ِز َقا اثنين( من األبناء« :أمينة» و«مؤنس
ً
أستاذا للتاريخ اليوناني وبعد عودته من فرنسا ،خاض غِ مار الحياة العملية( والعامة بقوة واقتدار؛ حيث عمل
ً
أستاذا لتاريخ األدب العربي بكلية اآلداب ،ثم عميدًا للكلية (.وفي ١٩٤٢م والروماني بالجامعة المصرية (،ثم
وزيرا للمعارف ،وقاد
ً مديرا لجامعة اإلسكندرية .وفي ١٩٥٠م أصبح ً مستشارا( لوزير المعارف ،ثم
ً ُع ِّين
الدعوة لمجانية( التعليم وإلزاميته ،وكان له الفضل في تأسيس عد ٍد من الجامعات( المصرية .وفي ١٩٥٩م عاد
متفرغ» ،وتسلَّ َم رئاسة تحرير جريدة «الجمهورية ِّ ».إلى الجامعة بصفة «أستاذ غير
من مؤلفاته:
– الفتنة الكبرى
يعتقد الدكتور حسن حنفي ،أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة ،بأن «لفظ الجاللة (هللا) قاصر ليس له واقع ،وال
.يعبر عن شيء ،والرسول والجنة والنار( ما هي إال ألفاظ جوفاء قاصرة ال تعبر عن واقع
آمن «حنفي» بأن كتبه تخوض موضوعات أغلقها السلف بقفل غليظ ،وألقوا بها في النهر ،حتى ال يعبث أحد
بمثل هذه األمور ،بل ظل مؤم ًنا بأنه قفز في النهر وظفر بمفتاح القفل ،وفتح لنفسه أبوا ًبا ال تغلق من
.المشكالت( واالتهامات باإللحاد وإنكار الذات اإللهية ،مدع ًيا أن القرآن( والسنة صارا من التراث الواجب تجديده
من مؤلفاته(:
– حوار األجيال
– في فكرنا المعاصر
– دراسات إسالمية
– اليمين واليسار( في الفكر الديني
حصل عام 1967على دبلوم الدراسات( العليا في الفلسفة ،ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة( عام 1970من كلية
.اآلداب التابعة( لجامعة محمد الخامس بالرباط ،وعمل أستاذا للفلسفة( والفكر العربي( واإلسالمي بالكلية نفسها
انخرط الجابري –الذي أعلنت اليوم االثنين( وفاته في مدينة الدار البيضاء المغربية (-في خاليا المقاومة ضد
االستعمار( الفرنسي للمغرب( بداية الخمسينيات( من القرن( الماضي ,وبعد استقالل البالد اعتقل عام 1963مع
عدد من قيادات حزب االتحاد الوطني للقوات الشعبية (،كما اعتقل مرة ثانية عام 1965مع مجموعة من رجال
.التعليم( إثر اضطرابات( عرفها المغرب( في تلك السنة
كما كان قياديا بارزا( في حزب االتحاد االشتراكي للقوات الشعبية فترة طويلة ،قبل أن يقدم استقالته من
.المسؤوليات الحزبية( في أبريل/نيسان( ،1981ويعتزل العمل السياسي( ليتفرغ( لإلنتاج( الفكري
وكان له أيضا( نشاط في المجال اإلعالمي (،حيث اشتغل في جريدة “العلم” ثم جريدة “المحرر” ،وساهم في
.إصدار مجلة “أقالم” ،وكذا أسبوعية “فلسطين” التي صدرت عام 1968
من مؤلفاته(:
– العصبية والدولة :معالم نظرية خلدونية في التاريخ اإلسالمي ،وهو نص أطروحته لنيل الدكتوراه.
– المثقفون في الحضارة العربية( اإلسالمية ،محنة ابن حنبل ونكبة ابن رشد.
– العقل األخالقي العربي :دراسة تحليلية نقدية لنظم القيم في الثقافة العربية(.
تميز فكر أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات( شرقية وغربية واحتكار اإلسقاطات( على أحدهما دون
اآلخر (،بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب( من اآلخر ،وهو ينتقد االستشراق
.المبني( على هذا الشكل من البحث(
كل ما كتبه الدكتور أركون منذ أربعين سنة وحتى اليوم يندرج تحت عنوان :نقد العقل اإلسالمي .ويصف
الدكتور أركون مشروعه كما يلي ،مشروع نقد العقل اإلسالمي ال ينحاز( لمذهب ضد المذاهب األخرى وال يقف
مع عقيدة ضد العقائد التي ظهرت أو قد تظهر في التاريخ؟ إنه مشروع تاريخي( وأنثروبولوجي في آن معا ،إنه
يثير( أسئلة أنثروبولوجية في كل مرحلة من مراحل التاريخ .وال يكتفي بمعلومات التاريخ الراوي المشير إلى
أسماء وحوادث وأفكار وآثار دون أن يتساءل عن تاريخ المفهومات األساسية المؤسسة كالدين والدولة
والمجتمع والحقوق والحرام والحالل والمقدس والطبيعة والعقل والمخيال والضمير والالشعور والالمعقول،
.والمعرفة القصصية (أي األسطورية) والمعرفة التاريخية( والمعرفة العلمية والمعرفة الفلسفية(
ال شك في أن مؤرخي الفكر واالدب قد أرخوا لتلك( المفهومات ولكننا ال نزال نفرق بل نرفع جدارات إدارية
ومعرفية بين شعب التاريخ واألدب والفلسفة واألديان والعلوم السياسية( والسيولوجية واألنثروبولوجية…
والجدارات قائمة مرتفعة غليظة في الجامعات العربية التي ال يرجع تاريخ معظمها إلى ما قبل الخمسينات
والستينات ،واألنثروبولوجيا( بصفة خاصة لم تزل غائبة( في البرامج وعن األذهان ،ناهيك( عن تطبيق
ونقد العقل اإلسالمي XVI ) ،من فيصل التفرقة إلى فصل المقال ص( .إشكالياتها( في الدراسات اإلسالمية
كمشروع يتضمن( محاولة لدمج العملية النقدية للفكر( الديني اإلسالمي في عملية نقدية أكثر عمومية للفكر
الديني على العموم ،ويوضح ذلك الدكتور أركون كما يلي،وقد شكلت بالتعاون معه [مع األب كلود جيفري]
ومع فرانسواز سميث فلورنتان( وجان المبير “مجموعة باريس” داخل الجماعة األوسع للبحث اإلسالمي –
المسيحي التي كانت قد أسست من قبل األب ر .كاسبار (.وضمن هذه المجموعة بالذات كنت قد حاولت( أن
أزحزح مسألة الوحي من أرضية اإليمان( العقائدي “األرثوذكسي” والخطاب الطائفي التبجيلي الذي يستبعد
“اآلخرين”( من نعمة النجاة في الدار اآلخرة لكي يحتكرها لجماعته( فقط .قلت حاولت( أن أزحزح مسألة الوحي
هذه من تلك األرضية التقليدية المعروفة إلى أرضية التحليل األلسني والسيميائي الداللي المرتبط( هو أيضا
بممارسة جديدة لعلم التاريخ ودراسة التاريخ (.اقصد بذلك دراسة التاريخ بصفته علم أنثروبولوجيا( الماضي
وليس بصفته سردا خطيا مستقيما للوقائع المنتخبة بطريقة معينة( .من فيصل التفرقة وفصل المقال ص )55
من آراءه أنه يرى أن القرآن( محرف بسبب( أن النقل غير مؤتمن وأن عند الدروز واإلسماعيلية( والزيدية
وثائق سرية مهمة تفيدنا في معرفة النص الصحيح (يفيدنا في ذلك أيضا ً سبر المكتبات( الخاصة عند دروز
سوريا (،أو إسماعيلية( الهند ،أو زيدية اليمن (،أو علوية المغرب (،يوجد هناك في تلك المكتبات( القصية وثائق
نائمة متمنعة ،مقفل عليها بالرتاج ،الشئ الوحيد الذي يعزينا في عدم إمكانية الوصول إليها اآلن هو معرفتنا
بأنها( محروسة جيداً)
من مؤلفاته:
– الفكر العربي
كان الوردي متأثرا( بمنهج ابن خلدون في علم االجتماع (.فقد تسببت( موضوعيته في البحث( بمشاكل كبيرة له،
ألنه لم يتخذ المنهج الماركسي ولم يتبع األيدلوجيات (األفكار) القومية فقد أثار هذا حنق متبعي االيدلوجيات
فقد اتهمه القوميون العرب بالقطرية ألنه عنون كتابه” شخصية الفرد العراقي” وهذا حسب منطلقاتهم
العقائدية( إن الشخصية( العربية متشابهة في كل البلدان( العربية .وكذلك إنتقده الشيوعيون لعدم اعتماده المنهج
.المادي التاريخي( في دراسته
تفرد العالم الدكتور الوردي بالدخول بتحليالت علمية عن طبيعة نشأة وتركيب المجتمع العراقي الحديث
خصوصا بعد عهد المماليك( وفيضانات( دجلة والفرات وموجات أمراض الطاعون التي أما فتكت بأعداد هائلة
من المواطنين الذين كانوا يقطنون الواليات( العراقية على عهد العثمانيين( أو أدت إلى هجرة أعداد غفيرة من
مواطني الشعب العراقي إلى الواليات( واألمارات العثمانية شرق نجد والخليج أو إلى الشام “سوريا ولبنان(
واألردن وفلسطين أو إلى مصر .وال زالت الكثير( من العوائل من األصول العراقية محافظة على ألقابها(
.العراقية
ينقلنا الدكتور علي الوردي من خالل كتبه عبر مواضيع نحلق معه وخاللها في أجواء النفس وخباياها وما
ورائياتها ،مواضيع تقترب أو تبتعد بعناوينها عن التحليالت( النفسية (،ولكنها وعندما تطرق بجزئياتها( أبواب
الفكر الوردي تأخذ منحنى آخر لتستعرض( مختبر اجتهاداته ،لتخرج البسة أبعاد كثيراً ما يفاجأ الذهن
بعناوينها ،ففي أسطورة األدب الرفيع ،يأخذ العنوان القارئ إلى مدى األدب ليسميه على الوردي ،وإلى فضاء
تحليلي من نوع آخر .فالكتاب يحتوي على مناقشة فكرية جمية بين مدرستين ،األولى معتزة بالشعر( واللغة إلى
درجة التزمت( والتعصب والثانية يمثلها الكاتب تنتقد الشعر واألدب السلطاني والقواعد اللغوية المعقدة التي
.وضعها النحاة(
يطرح الكاتب( ويناقش أثر األدب واللغة على المجتمع العربي (،ويضع أسباب( اهتمام الخلفاء والسالطين( بها
بشكل خاص حتى أصبح العرب من أكثر األقوام اهتماما ً بالشعر .وفي كتابه وعاظ السالطين يطرح الوردي
أموراً مختلفة منها أن منطق الوعظي األفالطوني هو منطق المترفين والظلمة ،وأن التاريخ ال يسير على
أساس التفكير( المنطقي بل هو باألحرى يسير على أساس ما في طبيعة اإلنسان من نزعات أصيلة ال تقبل
التبديل (،واألخالق ما هي إال نتيجة من نتائج الظروف االجتماعية (.ومن خالل كتابيه “خوارق الالشعور”
و”األحالم بين العلم والعقيدة” يأخذنا الوردي عبر التحليالت( النفسية في مناحي تمس جميع الناس ،فمن م ّنا ال
يحب أن يعلم الكثير( حول ذاك الشعور المكتنف بالغموض والذي يجترح العجائب (،وعن تلك( األحالم التي تنثال(
!صوراً عند انطالق ال شعوره من معتقله عند نومه؟
من مؤلفاته:
-وعاظ السالطين
– منطق ابن خلدون
بكل تأكيد هذه القائمة( ليست شاملة لكل من يستحقون أن ترد أسماؤهم ،ولكنها مجرد إشارة لبعض المفكرين(،
وإن كنت تجد أن ثمة أسماء كانت أولى بالوجود في هذا المقال (،عليك أن تشير إلى أسمائهم في تعليق،
وسوف نعرض لهم في مقاالت قادمة.