Professional Documents
Culture Documents
:ملخص
. نسلمٌنٞنور تصنيف اجتهادات علماء ا١ نامة يف العلوـ اإلسالميةٟمن احملاكر ا
. لكن ىناؾ عناكين كربل ثابتة كالفلسفة كاألدياف كالتاريخ كغًنىا،نقوؿ العلمية تتطور عرب الزمنٜا
. كلكن تكوف الغلبة حملور بعينو،ىناؾ علماء موسوعيوف يبحثوف يف أكثر من حقل معريف
نسنٜ أبو ا:نالة على شخصية تقاطعت عندىا أىم اشكاالت التصنيفٜالختبار ىذه ا
ناكلة رصد تفاصيل ىذه االشكاالت عرب مللفات الباحث١ لذلك سيكوف ىذا البحث،العامرم
.كاجتهاداتو
. اشكاليات التصنيف،نسلمٌنٞ اجتهادات علماء ا،نسن العامرمٜ أبو ا:الكلمات المفتاحية
Abstract:
In Islamic sciences, an important aspect is the classification of the
ijtihad of Muslim scholars. While fields of knowledge evolve over time,
there are major topics that remain constant, such as philosophy, religion,
history, among others. There are encyclopedic scholars who research in
more than one field of knowledge, but they often focus on a specific aspect
to test this case on a personality that intersected the most important forms of
classification: Abu al-Hasan al-Amiri. Therefore, this research aims to
identify the details of these forms through the researcher's writings and
ijtihad.
Keywords: Abu El-Hassan Al-Amiri, the classification of the ijtihad of
Muslim scholars.
_______________________
مقدمة:
أنتج علماء اٞنسلمٌن تراثا يف دراسة األدياف كنقد معتقدات اآلخرين ضمن سقف منهجي
كعلميَ ،ف ٬ننع الفقهاء كاٞنفسرين كعلماء الكالـ كالفالسفة كغًنىم على امتداد خريطة العاَف
االسالمي كعلى امتداد اٜنضور االسالمي ،من تقدًن اسهامات كاجتهادات ثرية كاف ٟنا الدكر
اال٩نايب يف التحيٌن اٞنستمر ٜندكد ذلك السقف الذم فرضتو مالبسات عديدة.
أىم تلك اٞنالبسات أف علما مستقال لدراسة معتقدات اآلخرين َف يستقر يف شجرة علوـ
اٞنسلمٌن اال متأخرا ،كلكنو فرع علمي تغذل من العلوـ االخرل كمن نفس تربتها كتوزعت بعض
١ناكره على علوـ أخرل :كالتفسًن كعلم الكالـ كعلم الفرؽ كالتاريخ كغًنىا من العلوـ اليت
احتاجت اُف معرفة معتقدات اآلخر.
من الذين سجلوا أٚنائهم يف تغذية علم مقارنة األدياف عند اٞنسلمٌن :أبو اٜنسن العامرم.
كالبد من التنبيو مسبقا أف دراسة تراث اٞنسلمٌن يف تاريخ كنقد األدياف ال ٩ن أف تتم
ّنناىج كأدكات تطورت عرب الزمن لتصل إُف ما كصلت إليو اليوـ ،لكن تبقى ىناؾ مداخل ثابتة
تشرتؾ فيها كل اٞنناىج القد٬نة كاٜنديثة اليت درست اٞنعتقدات ،ك٬نكن ذكر أ٨نها باالعتماد على
مقدمة كتاب ٓنقيق ما للهند مقبولة يف العقل أك مرذكلة أليب الر٪ناف البًنكين .كعناصر تلك
اٞنقدمة سبقت اٞنناىج اٜنديثة يف بلورة مداخل موضوعية تسمح باٜنصوؿ على معرفة دينية اقرب
اُف اٜنياد من غًنىا من اٞنداخل.
يضع أبو حياف البًنكين اٝنطوات التالية:
ٓ .1نرير ما عرفتو من جهتهم ليكوف نصرة ٞنن أراد مناقضتهم كذخًنة ٞنن راـ ٢نالطتهم
.2غًن باىت على اٝنصم.
متحرج عن حكاية كالمو.
.3كال ّ
.4كإف باين اٜنق كاستفظع ٚناعو عند أىلو فهو اعتقاده كىو أبصر بو.
حّت استعمل فيو ( أبو الر٪ناف ١نمد بن أ٘ند .5كليس الكتاب كتاب حجاج كجدؿ ّ
البًنكين اٝنوارزمي (ت440.ىػ)ٓ ،نقيق ما للهند من مقولة مقبولة يف العقل أك مرذكلة عاَف
الكت ،بًنكت لبناف ط1403 2ق ،ص )15يلسس أبو الر٪ناف البًنكين ٞنبادلء ٓنصيل
الرتاث الديين للمخالف كفهم اٞنعرفة الدينية كما ىي.
644
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
ك٬نكن استحضار أف الدعوة لدين اهلل ال تكوف من غًن معرفة اٞننظومات الدينية للمدعو
الستثمار ما كافق الشرع كىدـ ما خالفو باالعتماد على الفطرة السليمة ،أيضا اليت أكدعها اهلل عز
كجل يف كل البشر على قدـ اٞنساكاة.
كإذا كانت سياسة اٜنركب تقتضي ارساؿ جواسيس ٞنعرفة عناصر القوة كالضعف لدل
اٝنصم كالعدك كدراستها ،فأكُف ّنن يريد ١ناربة ما يغطي على الفطرة السليمة اف يعرؼ تركيبة ىذه
اٜنواجز.
لقراءة ما كتبو اٞنسلموف ٓنت باب معرفة معتقدات اآلخرين كنقدىا٩ ،ن أف تقايس إُف
ىذه اٞنبادلء كٓنديد مسافات البعد اك القرب منها.
عينة ىذا البحث ىي كتاب :األعالـ ّنناق اإلسالـ أليب اٜنسن العامرم كىو كتاب درج
على تصنيفو ضمن مكتبة مقارنة األدياف يف الرتاث االسالمي ،كلكن مداخل دراستو ستكوف
باٞنالحقة اٞننهجية لبيئة الكتاب كالكات لفهم خلفيات ىذا اٞننتوج كاالستعداد لتفكيك عناصره
آليا.
األسئلة اٞننهجية اليت تساءؿ اجملتهدين الستيفاء شركط تلك اٞنداخل كاالقرتاب من األجوبة
اٜنيادية عن سلاؿ التصنيف يف باب مقارنة األدياف ٬نكن تقسيمها إُف ثالثة أجزاء:
جزء خاص هبوية الكتاب ،كجزء خاص بأدكات اٞننهج اٞنستعملة فيو ،كجزء خاص ببيئة اٞنللف
باعتبار تفاعلو معها كمنازلة إكراىات الزماف كاٞنكاف كاإلنساف كأيضا بيئة الكتاب كعلومو.
أوالً :أسئلة هوية الكتاب:
.1ماىو اٞنقصد االصلي كالنهائي الذم يشرحو بوضوح أبو اٜنسن العامرم من خالؿ عنواف
الكتاب ؟
.2ما ىو اٞنقصد االصلي كالنهائي الذم يشرحو بوضوح أبو اٜنسن العامرم ألسباب تأليفو
الكتاب.؟
.3ىل ٓنديد ١ناكر اٞنقارنة كاف حياديا على مسافة كاحدة من األدياف اليت ٕنت مقارنة بعض
١ناكرىا كىنا ليس اٞنقصود كضع اإلسالـ دين اليقٌن على قدـ اٞنساكاة مع أدياف تعرضت للتحريف
كأدياف صنعها البشر ابتداء ،بل اٞنقصود أف ال يظهر التحيز (اٞنشركع ) منذ البداية ؟
645
أد شافية صديق
.4ىل كاف االسالـ منذ البداية اٞنصدر األكحد لتحديد ١ناكر اٞنقارنات أـ أنو أنذ معاَف
االسالـ منطلقا قابال للتوسيع ؟
.5ىل الكتاب ٬نكن اف يتخذه غًن اٞنسلم ٧نوذجا للمقارنات اٜنيادية اليت توصل اُف يقٌن
تفرد االسالـ بالرسالة اٝنادمة لسعادة البشر يف الدارين .؟...
.6ىل للكتاب جوان ركحية كبيداغوجية ْنعل القارلء يتغاضى على مايبدك ٓنيزا كيستفيد
منو يف اصالح حاؿ دينو كدنياه ؟
ثانيا :أسئلة أدوات المنهج:
ٔ .1نصص أيب اٜنسن العامرم الغال من خالؿ تكوينو االصلي كمن خالؿ مللفاتو
.2رأم العلماء اٞنتخصصٌن يف انتاج ايب اٜنسن العامرم كتصنيفو
.3السقف الذم كصلت إليو االجتهادات اإلسالمية يف دراسة معتقدات كملل كأدياف
اآلخرين زمن أيب اٜنسن العامرم.
ٕ .4نوقع ايب اٜنسن العامرم ضمن القوائم اٞنتخصصة اٝناصة بالعلماء كالكتاب اٞنسلمٌن.
.5مصادر العامرم يف معرفة معاَف كمعتقدات األدياف األخرل.
.6اٞنصطلحات العابرة لألدياف كاٞنصطلحات اٝناصة بكل دين.
.7اللغة العاٞنة اٞنمنهجة اليت استخدمها ّنعىن خصوصية اللغة اٞنرتبطة بدراسة أدياف ٢نتلفة.
.8لغة األحكاـ يعين استعماؿ عبارات اٜنط ٣نا عند اآلخرين ٣نا يصدـ الفطرة كالدين.
نتذكر أف الطبي ال يعاير اٞنريض.
.9ىل بعض اٞنبادئ اٞننهجية اٞنذكورة يف مقدمة اٛنزء اٝناص باٞنقارنة يف كتاب أيب اٜنسن
العامرم مت االلتزاـ هبا كمثاؿ قولو :صورة الصواب معلقة بشيئيٌن :أال يوقع اٞنقايسة إال بٌن
األشكاؿ اٞنتجانسة ،كاآلخر أال يعمد اُف خلة موصوفة يف فرقة من الفرؽ غًن مستفيضة يف كافتها
فينسبها اُف ٗنلة طبقاهتا.؟
.10الصدل لدل أتباع كعلماء األدياف اٞندركسة كأتباع كعلماء اٞنسلمٌن.
االجتهادات اٞنتوفرة اليوـ تقتضي منهجيا مواجهة ىذه األسئلة اليت تفرضها أية دراسة
استثمارية ٛنهود أيب اٜنسن العامرم ،إذ يدخل إنتاجو ٢نابر التحليل من غًن حط من تلك اٛنهود
كال انتقاص من آفاقها كلكنو البحث.
646
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
647
أد شافية صديق
كاف كالد أيب اٜنسن العامرم مقربا من السلطة ٣نا ٚنح البنو أبا اٜنسن من زيارة
اٞنكتبة الكبًنة اليت أسسها آؿ ساماف كاليت كصف ثراءىا بعض الكتاب من بينهم الفيلسوؼ
ابن سينا.
السياسة زمن أيب اٜنسن العامرم كانت تشهد تغيًنات اسرتاتيجية مست مركز اٝنالفة
من حيث السلطة ،كمست التغيًنات اٞنذىبية ٞنراكز كاليات رئيسية تابعة للخالفة اٚنيا كدينيا
كلو نظريا فقط.
ال ٬نكن ألم باحث يف أية ظاىرة انسانية أيا كاف لوهنا االجتماعي أك السياسي أك
الفكرم أف ال يبدأ من البيئة أيضا بكل ألواهنا كالسياسة باعتبارىا التنظيم القانوين لعالقة
احملكومٌن باٜناكم عرب اٞنلسسات القائمة ،كىو ما يوفر القاعدة لكل األنشطة األخرل
الرتباط السياسة باالستقرار كاألمن ،فما ىي خصائص بيئة أيب اٜنسن العامرم؟
الدكلة العباسة ىي الدكلة اليت شهدت أكرب التوسعات كأكرب اال٤نازات العلمية
كالفكرية يف تاريخ اإلسالـ كيقسمها اٞنلرخوف إُف حقبات رئيسية:
العصر األكؿ :عصر القوة 847-750/232-132 .1
العصر الثاين :عصر النفوذ الرتكي 946-847/334-232 .2
العصر الثالث :عصر النفوذ البويهي الفارسي1055-946/447-334 .3
العصر الرابع :عصر النفوذ السلجوقي الرتكي1258.-1055/656-447 .4
عبارة عن نقل كل .5ظهور نظاـ امرة األمراء( .946.-936/334-324 :اٞننص
سلطات اٝنليفة اُف قائد تتوفر فيو صفات الرئاسة اٞندنية كالقيادة العسكرية( .الشريف)
العصر الذم عاش فيو أبو اٜنسن العامرم ٬نكن بداية البحث يف تفاصيلو مع ما ٚني
العصر العباسي الثاين أم القرف الثالث اٟنجرم الذم ابتدأ 232ق847/ـ ،مث العصر
العباسي الثالث أم الرابع اٟنجرم 330ق945/ـ.
توسع ملرخو اٞنسلمٌن يف ذكر ١نطات كتفاصيل ىذه األزمنة الشائكة كما فعل ابن
األثًن يف الكامل يف التاريخ( .ابن األثًن ك ٓنقيق عمر عبد السالـ تدمرم)1997 ،
649
أد شافية صديق
كرث القرف الرابع اٟنجرم ٢نلفات القرف الثالث اٟنجرم اليت شهدت انشقاؽ بعض
األقاليم الكربل على السلطة اٞنركزية سلطة اٝنالفة العباسية ،كتغًن خريطة اٜنكم يف العاَف
اإلسالمي حيث ظهرت أسر كأعراؽ مثل الطاىريوف مث الصفاريوف كالبويهيوف كالسامانيوف يف
األقاليم الشرقية يف خراساف ،كالطولونيوف كاالخشيديوف يف مصر ،كاٜنمدانيوف يف اٞنوصل،
كحل كديار بكر ،كتواصلت حلقات فقداف اٝنالفة العباسية ٟنيبتها ٣نا شجع بعض
األطراؼ على ٓنقيق اٞنزيد من طموحاهتم يف السيطرة كالتسلط كحّت النيل من اٝنليفة،
ك٬نكن للباحث أف ٩ند حلقات منفصلة متصلة يف التوزيع اٝنرائطي ٟنذه األسر تبعا
لالضطرابات كاٞنواجهات الدموية اليت تغًن اٜندكد كاٜنكاـ كالوالء كاٞنذاى .
٬نكن ا٩ناز أىم معاَف بيئة اٞنرحلة الثانية يف:
.1بداية تدىور الدكلة العباسية.
.2شعوب جديدة يف أطراؼ الدكلة تتوُف اٜنكم اٞنستقل لبعض األقاليم مع ٓندم للسلطة
اٞنركزية سلطة اٝنالفة( .طفوش ـ )2009/1430 ،.مث جاءت مرحلة رد الفعل يف العصر
التاِف ام اٞنرحلة الثالثة من خالؿ:
.1ردة فعل ضد النفوذ الرتكي الذم سيطر على مقدرات الدكلة
.2حركة فارسية شيعية لبين بويو كدكلة منفصلة سيطرت على فارس كاالىواز ككرماف كالرم
كاصفهاف ك٨نذاف ،كيكاد العصر العباسي الثالث ينسبو بعض الدارسٌن ٟنذه الدكلة ،الذم زاد
نفوذىا مع ضعف الدكلة اٞنركزية دكلة اٝنالفة( .طفوش ـ )2009 ،.أ٘ند أمٌن بعد مراجعة
موسوعات التاريخ اإلسالمي ،حاكؿ كضع جدكؿ ٞنا أٚناه انفراط عقد العاَف اإلسالمي كتفتت
صخرتو ٥نو سنة 324ى (935ـ) فصارت:
.1فارس كالرم ،كأصبهاف كاٛنبل يف أيدم بين بُويو.
.2ككرماف يف يد ١نمد بن إلياس.
.3كاٞنوصل كديار بين ربيعة ،كديار بكر كديار مضر يف أيدم بين ٘نداف.
.4كمصر كالشاـ يف يد ١نمد بن ١نمد بن طغج اإلخشيد.
.5كاٞنغرب كإفريقيا يف يد الفاطميٌن.
.6كاألندلس يف يد عبد الر٘نن الناصر،
650
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
.7كخراساف يف يد نصر بن أ٘ند الساماين.
.8كاألىواز ككاسط كالبصرة يف يد الربيديٌّن.
.9كاليمامة كالبحرين يف يد القرامطة.
.10كطربستاف كجرجاف يف يد الديلم.
.11كَف يبق للخالفة العباسية إال بغداد االٚنية لو( .أمٌن ،1946 ،الصفحات
)91-90نشأ أبو اٜنسن العامرم يف ظل ىذه التغيًنات الكربل اليت ٩ن أف ٩نتهد
الباحث يف رصد أصدائها يف كتاباتو ليس كمرآة عاكسة آليا لتفاصيل األحداث ،كلكن
باعتبار العاَف كاإلنساف عموما ابن بيئتو كتتأثر اختياراتو اٜنياتية كالفكرية هبا.
ثانيا :الخصائص الفكرية لعصر أبي الحسن العامري:
أبو اٜنسن العامرم ىو ٧نوذج ٞنا انتجو عصره ،كبالبحث اٞنتعمق ٬نكن دراسة سًنتو
كأعمالو باعتبارىا احدل زكايا اٞنرايا اليت انعكست عليها تضاريس عصره.
كاف ىناؾ خالؼ يف تصنيف التخصص األقرب إُف استيعاب اجتهادات أيب اٜنسن
العامرم يف عصر يسارع البعض إُف إضافتو إُف ما ٚني عصور اٞنوسوعيٌن اٞنسلمٌن.
كىناؾ خالؼ أيضا حوؿ انتمائو إُف الفالسفة ،حيث تذكر بعض اٞنراجع أنو كاف
يلق بالفيلسوؼ النيسابورم باعتباره تلميذا للكندم فكريا عرب أيب زيد البلخي ،كىناؾ
خالؼ آخر حوؿ انتمائو لعلماء الكالـ من خالؿ جدلو كذكده عن العقائد اإلسالمية
بأدكات العقل كاٞننطق كمسألة البعث كاٜنساب (كتاب االمد على االبد) ،أك مسالة
القضاء كالقدر (كتاب انقاذ البشر من اٛنرب كالقدر) ،أما اٝنالؼ اٞنستجد فهو عالقتو ُنقل
مقارنة األدياف بالرتكيز على بعض الفقرات من كتابو "األعالـ ّنناق اإلسالـ".
ما كصلنا من انتاج أيب اٜنسن العامرم أك ما مت توثيقو دكف الوصوؿ إليو ،يبيناف
تشع اىتمامات أيب اٜنسن العامرم اٞنعرفية ،كىو أمر َف ٫نتص بو لوحده بل كاف شبو
قانوف فرضتو ظركؼ سياسية كفكرية َف ٕننع بعض الكتاب من اٞنتأملٌن يف اعراضها ك٢نرجاهتا
من التنبيو إُف بعض سلبياهتا ،فابن عبد ربو األندلسي ٗنع بعض أقواؿ من سبقو للتنبيو إُف
أعراض تسيء للعاَف إذا كسع ٠ناالت اجتهاداتو:
651
أد شافية صديق
كقاؿ ١نمد بن إدريس رضي اهلل عنو" :العلم علماف :علم األبداف ،كعلم األدياف".
كقاؿ عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة" :من أراد أف يكوف عاٞنا فليطل فنّا كاحدا ،كمن أراد أف
يكوف أديبا فليتفنّن يف العلوـ" .كقاؿ أبو يوسف القاضي" :ثالثة ال يسلموف من ثالثة :من
الزندقة ،كمن طل اٞناؿ بالكيمياء َف يسلم من الفقر،
طل ال ّدين بالفلسفة َف يسلم من ّ
كمن طل غرائ اٜنديث َف يسلم من الكذب ".كقاؿ ابن سًنين ر٘نو اهلل تعاُف" :العلم
أكثر من أف ٪ناط بو ،فخذكا من كل شيء أحسنو" .كقاؿ ابن عباس رضي اهلل عنهما:
"كفاؾ من علم الدين أف تعرؼ ما ال يسع جهلو ،ككفاؾ من علم األدب أف تركم الشاىد
كاٞنثل"( .األندلسي1404 ،ق) اعتمادا على ىذه اٞنالحظات استنتج آدـ ميتز:
-يف القرف الثالث اٟنجرم صار األدباء الذين نشأكا حوؿ اٝنلفاء كيف قصورىم كتعلموا
األدب على تقاليد الفركسية أدباء من طراز جديد يلموف بكل شيء ،كيشبهوف يف عصرنا
الصحفيٌن غًن اٞنتخصصٌن الذين يتكلموف يف ٗنيع األمور ،كٟنا ٤ند العلماء يفرقوف بٌن
انقسم كبٌن األدباء حّت قاؿ ابن قتيبة" :من أراد أف يكوف عاٞنا فليطل فنا كاحدا ،كمن
أراد أف يكوف أديبا فليتسع يف العلوـ"( .ميتز ك ١نمد )
-تنوع اجتهادات العلماء َف يكن خاصا بالعاَف اإلسالمي ،فالعلوـ َف تكن قد استقلت عن
الفلسفة اليت بدكرىا ٟنا عدة أكجو كتتسع إُف أكثر من حقل معريف.
-االنقساـ الكبًن الذم رصده اٞنلرخوف يف عصر أيب اٜنسن العامرم يف السياسية كيف
اٞنذاى االعتقادية كاٞنذاى الفقهية ،سيجعل العلماء يف عمق ٓندم دكائر الوالء السياسي
كالوالء اٞنذىيب كأحيانا الوالء اٞنعريف ،كالتاريخ اإلسالمي يقدـ ٧ناذج حية آلثار ىذه الظواىر
على استقرار كأمن الفرد كعلى استقرار كأمن األفراد سياسيا كدينيا كحضاريا.
-كاف أليب اٜنسن العامرم ْنارب مع ىذا االشكاؿ ،من أمثلتو اهتامو بالوالء للباطنية
كاالختالؼ حوؿ ا نتمائو اٞنذىيب نظرا ألنو كغًنه من العلماء تعاملوا مع حكاـ ككزراء من
خلفيات مذىبية ٢نتلفة ،فرضت خيوطا متشابكة بٌن الوالء السياسي كالوالء اٞنذىيب .كما
أف اٜنياة الثقافية كالفكرية حس بعض الباحثٌن كانت ال تعكس ىذه اٜنالة السياسية
652
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
كاٞنذىبية اٞنضطربة ،كىي ظاىرة جعلتهم يعدكف القرف ىذا الذم شهد كل ىذه
االنقسامات ،بأنو قرف هنضة فكرية.
ٕنزؽ سياسي داخلي
-يالحظ أف القرف الذم عاش فيو أبو اٜنسن العامرم ،ىو قرف ّ
كأطماع خارجية للنيل من حدكد كعمق اٝنالفة اإلسالمية ،لكن كت التاريخ أيضا بيّنت أف
تلك الدكؿ اٞننشقة عن اٝنالفة اإلسالمية َف تتأخر يف أحياف كثًنة عن الدفاع عن اٜندكد
اإلسالمية.
-توارث الباحثوف توصيفات ٟنذا القرف بأنو قرف معارؼ كانتاج علمي ،دكف نكراف أنو قرف
التمزؽ السياسي كالرتدم االجتماعي .يقوؿ ١نمد كرد علي" :يعد القرف الرابع عصر الكماؿ
ّ
كد ّكف ما تيسر
العلمي كاألديب يف اإلسالـ ،استقرت فيو القواعد كتعينت اٞنعاَف كاٞنناىج ُ
تدكينو يف اللغة كاألدب كالشريعة ،كنقل ما اىتمت لو العرب من علوـ األكائل ،كخف
الصراع بٌن ٘نلة الدين كرجاؿ اٜنكمة كالعقل( ".علي)2012 ،
كيشرح ١نمد كرد علي أبعاد ظاىرة ٔنصصات بعض األٚناء يف علوـ متباينة فيقوؿ:
"يف ىذه اٞنمالك اليت كانت تتخبط يف أقدارىا كٔنتلط أمورىا بأيدم أخيارىا كأشرارىا،
نشأت زمرة من العلماء كاأل دباء بقوة التسلسل اٞننبعثة من عمل اٞنائة الثالثة كقد تضعف
السياسة يف أمة كتبقى قوهتا اٞنفكرة سائرة سًنىا كعلومها آخذة بالنظاـ الذم كاف ٟنا...
ساعد على ىذه النهضة بعض أصحاب السلطاف من ىلالء اٞنلوؾ ٣نن أرادكا أف يكوف يف
ٗنلتهم األجالء كالقضاة يستأثركف هبم دكف جًناهنم كيزينوف هبم ملكهم أك يستخدموهنم
ليعينوىم على قياـ أمرىم ،أك ٫نتاركف طبقة من األدباء كالشعراء ينادموهنم ك٬ندحوهنم
كيعظموف مفاخرىم( .علي ،2012 ،صفحة )482
إُف جان الظاىرة السابقة رصد كرد علي كجو آخر من اٞنشهد السياسي الفكرم:
اعتصم بعض العلماء كاٜنكماء بأىداب التقية خشية العامة كجهلة السالطٌن ،كاعتزؿ
الفالسفة كأرباب العقوؿ الكبًنة يف ٠نالس على حياٟنم( .علي ،2012 ،صفحة )483
653
أد شافية صديق
أما أ٘ند أمٌن فيحاكؿ رسم معاَف خريطة اٜنياة الثقافية يف القرف الرابع اٟنجرم بداية
من سنة 324ق (935ـ) حيث يقوؿ" :كلئن عد ىذا ضعفا من الناحية السياسية ،فإنو ال
يعد ضعفا من الناحية العلمية ،فاٞنملكة اإلسالمية يف القرف الرابع اٟنجرم كانت أعلى شأ نا
يف العلم من القركف اليت كانت قبلها( ".أمٌن ،1946 ،صفحة )94
كيرجع أ٘ند أمٌن أسباب ىذه الظاىرة إُف:
.1أف اإلمارات اإلسالمية اٞنختلفة كانت تتبارل يف ْنميل موطنها بالعلماء كاألدباء،
كتتفاخر هبم ىذا أكسبهم التحب إُف العلماء ،كاإلغداؽ عليهم فأمراء القطر يعطوف عطاء خلفاء
بغداد ك٪نلوف عاصمتهم بالعلماء كاألدباء كيفاخركف أمراء األقطار األخرل يف الثركة العلمية
كاألدبية كما يتفاخركف بعظمة اٛنند كعظمة اٞنباين...
.2أف انفصاؿ ىذه اإلمارات عن الدكلة العباسية جعلها مستقلة يف ماٟنا ال ترسلو إُف
دائما متأثر باٞناؿ( .أمٌن ،1946 ،صفحة )95
بغداد؛ بل تغدقو على أىلها ،كالعلم ن
التاريخ يرينا أ ف اٜنالة العلمية ال تتبع اٜنالة السياسية ضعفا كقوة فقد ٓنوؿ اٜنالة
السياسية إُف حد ما كتزىر َنانبها اٜنياة العلمية ،ذلك ألف اٜنياة السياسية إ٧نا ٓنسن
بتحقيق العدؿ كنشر الطمأنينة بٌن الناس ،كمع ىذا فقد ٪نمل الظلم كثًنا من عظماء
الرجاؿ ذكم العقوؿ الراجحة أف يفركا من العمل السياسي إُف العمل العلمي ألهنم ٩ندكف
العمل السياسي يعرضهم ٞنصادرة أمواٟنم كأحيانا إُف إزىاؽ أركاحهم ،على حٌن أف العمل
العلمي ٪نيطهم َنو خاص ىادئ مطمئن كلو كاف اٛنو مضطربا ،ككاف اٜناؿ كذلك يف
تاريخ كثًن من علماء اٞنسلمٌن جربوا الوزارة ككالية األعماؿ فتعرضوا للخطر فهربوا إُف العلم
فنجحوا .كما أنو كقر يف نفوس اٝنلفاء كاألمراء حرمة العلماء مّت َف يتعرضوا للسياسة من
قري كال من بعيد( .أمٌن ،1946 ،صفحة )97 ،96 ،95 ،94
يبحث أ٘ند أمٌن عن تفسًن للتنوع اٞنعريف كالعلمي يف القرف الرابع اٟنجرم فيالحظ
تضافر العناصر التالية:
.1ىلالء الفرس كاٟننود يتثقَّفوف الثقافة العربية ،كينتجوف فيها.
حراف.
.2كىلالء كثنيو َّ
654
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
.3كالسوريانيوف يغرقوف البالد بالثقافة اليونانية.
كالشك أف ىذه البيئة السياسية كاٜنضارية انتجت تراثا قاـ عليو علماء عرفوا كيف
يستثمركف فيما كصل اليهم:
اٜنالة العلمية يف أكاخر القرف الثالث كيف القرف الرابع كانت أنضج منها يف العصر
الذم قبلو أخذ علماء ىذا العصر ما نقلو اٞنرتٗنوف قبلهم فشرحوه كىضموه كأخذكا
النظريات اٞنبعثرة فرتبوىا ككرثوا ثركة من قبلهم من فركع العلم فاستغلوىا( .أمٌن،1946 ،
صفحة )97
اٞنستشرؽ آدـ ميتز درس ىذه الفرتة ك َف ٫نالف رأيو ما قالو الباحثاف اٞنسلماف:
ك٣نا يضاؼ إُف ما تقدـ أف ما أٖنرتو القركف اٞناضية قد نضج يف ىذا القرف كٓنددت
معاٞنو كاستقرت فيو القواعد كاألصوؿ ،كتعينت اٞنعاَف كاٞنناىج كدكف ما تيسر تدكينو يف اللغة
كاألدب كالشريعة ،كنقلت لو العرب من علوـ األكائل مثلما استقرت قواعد الطبيعيات
كالط كانتهى االنشاء الكالمي إُف أسلوب أصبح قاعدة كاتسع خياؿ الشعراء كتفرع
التاريخ كانبسط تقوًن البلداف كاتسعت أبواب النقد األديب( .ميتز ك ١نمد ،صفحة )319
ىذه الشواىد تبٌن بعض معاَف السقف اٞنعريف كاٞننهجي يف باب العلوـ كالفكر عند
اٞنسلمٌن يف اٜنقبة اليت عاش فيها أبو اٜنسن العامرم كتفسًن أكِف لذلك أف أبا اٜنسن
العامرم تنفس ىذه األجواء من إقباؿ العلماء كتنافس بعض الساسة يف التباىي بالتطور
العلمي.
الدارس اٞنتتبع لظاىرة فكرية ما ،عليو أف يكتشف ما ٫نتفي ٓنت سطح اٞنعلومات،
كلفهم أعمق لبعض آثار ارتباط السياسة بالفكر كاف توصيف الساسة بعبقريات فكرية
يوثقها اٞنقربوف منهم كتنتشر عرب الزماف كاٞنكاف كمسلمات :مثال شخصية ابن العميد
الذم كاف كزيرا لركن الدكلة بن بويو كابنيو مليد الدكلة كفخر الدكلة كالذم سًنتبط اٚنو
بالكثًن من أٚناء عصره كأيب اٜنسن العامرم مت اسباغ النعوت التالية عليو" :ابن العميد كاف
متوسعان يف علوـ الفلسفة كالنجوـ ،كأما األدب كالرتسل فلم يقاربو فيو أحد يف زمانو ،ككاف
يسمى اٛناحظ الثاين" أنظر( :أبو العباس ابن خلكافٓ ،نقيق إحساف عباس)
655
أد شافية صديق
656
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
الكت التار٫ني االسالمية تنقل بعض اٞنظاىر اٝنطًنة اليت استشرت يف اجملتمع كأثرت
يف ىويتو منها االستقطاب الطبقي كاال٥نالؿ األخالقي كلكن دكف تعميم ٢نل باٞنوضوعية
كإف كاف صورة اجملتمع تأخذ ألواف الوضع الغال .يف بعض مللفات أيب اٜنسن العامرم
نصائح أخالقية عامة ىي يف األساس مقوالت منقولة عن منظومات غًن إسالمية كلكن كما
ىو معلوـ الفطرة السليمة ىي القسمة العادلة بٌن البشر كالثقافات السابقة عن اإلسالـ َف
ٔنل من بقايا تعاليم نبوات سابقة.
ثالثا :أستاذ أبي الحسن العامري :أبو زيد البلخي355-535ه934-849/م):
كل من كت عن أيب اٜنسن العامرم توقف عند تتلمذه على يد استاذه أيب زيد
البلخي فمن احملطات اٞنهمة يف حياة أيب اٜنسن العامرم إقامتو لفرتة من الزمن يف مدينة بلخ
حيث التقى أبا زيد البلخي الذم بدكره كاف تلميذا للفيلسوؼ الكندم ،كيعد البعض أبا
زيد البلخي ضمن اٞنفكرين اٞنوسوعيٌن يف التاريخ الفكرم اإلسالمي منذ بداية تتلمذه على
الكندم يف العراؽ كعمق معارفو بفضل ما كفرتو لو كظائفو حيث عمل كاتبا عند القائد
الساماين أ٘ند بن سهل اٞنركزم يف بلخ مع ما يقتضيو اٞننص أصال من ملىالت كمعارؼ.
ينقل بعض ملرخي األفكار يف العاَف اإلسالمي بعض إنتاجو الذم تعدد من النشاط
السياسي إُف اٛنغرافيا كالط كالتاريخ كالفلك كدراسة اٞنعتقدات ،فقد ذكر أبو حياف
التوحيدم أنو كاف يقاؿ لو جاحظ خراساف( .التوحيدم ,أبو حيافٓ ،نقيق كداد القاضي،
)1988
كما جاء يف الفهرست البن الندًن:
أبو زيد البلخي :كاٚنو :أ ٘ند بن سهل ككاف فاضال يف سائر العلوـ القد٬نة كاٜنديثة تال يف
تصنيفاتو كتأليفاتو طريقة الفالسفة إال أنو بأىل األدب أشبو كإليهم أقرب فلذلك رتبتو يف
ىذا اٞنوضع من الكتاب( .ابن الندًنٓ ،نقيق إبراىيم رمضاف)1997 ،
كيذكر ابن الندًن حادثة اهتاـ ايب زيد البلخي يف عقيدتو كنموذج لالستقطاب العقدم
بٌن النشيطٌن يف اجملاؿ الفكرم:
657
أد شافية صديق
" كاف اٜنسٌن بن علي اٞنركركذم قرمطيا ككاف اٛنيهاين ثنويا ككاف يرمي أبا زيد
باإلٜناد فحكى عن البلخي أ نو قاؿ ىذا الرجل مظلوـ يعين أبا زيد كىو موحد انا اعرؼ بو
من غًنم كانا نشأنا معا كإ٧نا اتى من اٞننطق كقد قرأنا اٞننطق كما أٜندنا ُنمد اهلل( ".ابن
الندًنٓ ،نقيق إبراىيم رمضاف ،1997 ،صفحة )170
٬نكن االستنتاج أف التهم اليت تالحق االستاذ قد تصل نًناهنا إُف التلميذ كىو فعال ما
٤نده من اهتامات اليب اٜنسن العامرم يف بعض النقوؿ.
كيذكر ابن الندًن كتبا أليب زيد البلخي:
.1كتاب شرائع األدياف
.2كتاب أقساـ اٞنعلوـ
.3كتاب اختيارات السًن
.4كتاب كماؿ الدين
.5كتاب السياسة الكبًن
.6كتاب السياسة الصغًن
.7كتاب مصاٌف االبداف كاالنفس
.8كتاب أٚناء اهلل عز كجل كصفاتو
.9كتاب فضيلة علم االخبار
.10كتاب يف حدكد الفلسفة
.11كتاب ما يصح من أحكاـ النجوـ
.12كتاب الرد على عبدة األصناـ
.13كتاب يف إنشاء علوـ الفلسفة
.14كتاب القرابٌن كالذبائح
.15كتاب عصم األنبياء عليهم السالـ
.16كتاب نظم القرآف
.17كتاب قوارع القرآف
658
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
661
أد شافية صديق
كما يستثمر أبو حياف التوحيدم بعض كتابات أيب اٜنسن العامرم الفلسفية مباشرة
كما جاء يف اٞنقابسة التسعٌن:
"يف حكم فلسفية من كالـ أيب اٜنسن العامرم ىذه مقابسة تشتمل على كلمات شريفة من
كالـ أيب اٜنسن ١نمد بن يوسف العامرم ،علقت كٚنعت أكثرىا منو ،كىي اليت مرت يف
شرحو لكتابو اٞنوسوـ "بالنسك العقلي "كيصلح أف يأيت عليها ىذا الكتاب فأتيت هبا على
كجهها قصدان لتكثًن الفائدة كأخذان َنماع اٜنزـ.قاؿ :أعرفو ال بالنفس بل بغياف النفس،
كأشبهو ال بالكماؿ بل بكماؿ اٛنماؿ ،كأطلبو ال لالٓناد لكن الستخالص االٓناد" (أبو
حياف التوحيدمٓ ،نقيق كشرح حسن السدكدم ،1992 ،صفحة .)301
إُف جان اعرتاؼ التوحيدم بتفلسف ايب اٜنسن العامرم يعرتؼ لو باالنتصار يف
بعض اٞنناظرات مع أتباع اٞنعتقدات غًن االسالمية.
فأبو حياف التوحيدم ٩نعل أ با اٜنسن العامرم معربه لفهم بعض معتقدات اجملوس من
خالؿ نقل مناظرة اليب حسن العامرم مع ٠نوسي.
جاء يف اٞنقابسة العشرين:
"يف أف النظر يف حاؿ النفس بعد اٞنوت مبين على الظن كالوىم قاؿ ماين اجملوسي ككاف ذا
حظ كافر من اٜنكمة أليب اٜنسن ١نمد بن يوسف العامرم ككاف من أعالـ عصره :أيها
الشيخ ،إين أجد النظر يف حاؿ النفس بعد اٞنوت مبنيان على الظن كالتوىم ،كذلك أف
اإلنساف كما يستحيل منو أف يعلم حالو قبل كونو ككجوده كذلك يستحيل منو أف يعلم
حالو بعد كونو ،ألنو يصًن مشفى علمو كمستنبط مراده عدمان ،كالعدـ ال يقتبس منو علم
شيء بوجو ،كال يستفاد منو معرفة حاؿ ،ال فيما يتعلق باٜنق ،كال فيما يتعلق بالباطل؟ فقاؿ
يف اٛنواب :ليس النظر يف حاؿ النفس بعد اٞنوت مبنيان على الظن كإف كاف شبيهان بو ،كلن
٩ن أف يثبت القضاء يف ىذا اٞنعىن بالظن للمشاهبة بينو كبٌن غًنه ،ألف الفصل حاضر،
كالفرؽ ظاىر ،كذلك أف اإلنساف َف ٩نهل( .أبو حياف التوحيدمٓ ،نقيق كشرح حسن
السدكدم ،1992 ،صفحة )165
662
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
كاضح ٣نا سبق أف أبا اٜنسن العامرم كاف حاضرا يف اٞنشهد السياسي كالفكرم
لعصره كتفاعلو مع ما ٪نيط بو كمن ٪نيط بو يفتح مسارات ُنث حقيقية يف الربط بٌن ما
توفر لو من مكانة ك٘ناية لدل اٜنكاـ كٕنكينو من ثركة الكت كاٞنراجع كبٌن ما كاف ٩نرم يف
عمق اجملتمع من ٓنوالت كتغيًنات كابتالءات على كل االصعدة كما أف تتبع مواقف
معاصريو منو يسمح برسم صورة تقريبية للمشهد الفكرم كالعلمي يف اٞنناطق اليت مر هبا ابو
اٜنسن العامرم.
-5موقف أبي علي مسكويه من فكر أبي الحسن العامري:
سبقت االشارة اُف توصيف مسكويو للوزير ابن العميد بسعة اٞنعارؼ كيف الفقرات
التالية يشًن اُف تتلمذ ايب اٜنسن العامرم على ابن العميد :كقد ذكر ذلك يفٗ :نلة من
فضائل ايب الفضل ابن العميد كسًنتو حيث جاء:
فأما اٞننطق كعلوـ الفلسفة كاإلٟنيات منها خاصة فما جسر أحد ىف زمانو أف يدعيها ُنضرتو
ّ
ّإال أف يكوف مستفيدا أك قاصدا قصد التعلم دكف اٞنذاكرة .كقد رأيت ُنضرتو أبا اٜنسن
تاـ كقد
العامرم ر٘نو اهلل -ككاف كرد من خراساف كقصد بغداد كعاد كعنده أنّو فيلسوؼ ّ
فلما اطّلع على علوـ األستاذ الرئيس كعرؼ اتساعو
شرح كت أرسطو طاليس كشاخ فيهاّ .
فيها كتوقّد خاطره كحسن حفظو للمسطور برؾ بٌن يديو كاستأنف القراءة عليو ،ككاف يع ّد
كدرسو
نفسو ىف منزلة من يصلح أف يتعلّم منو ،فقرأ عليو ع ّدة كت مستغلقة ففتحها عليو ّ
ايّاىا.ككاف األستاذ الرئيس -رضى اهلل عنو -قليل الكالـ نزر اٜنديث ّإال إذا سئل ككجد من
يفهم عنو فإنّو حينئذ ينشط فيسمع منو ما ال يوجد عند غًنه مع عبارة فصيحة كألفاظ
متخًنة كمعاف دقيقة ال يتحبس فيها كال يتلعثم( .أبو علي مسكويوٓ ،نقيق سيد كسركم
حسن)
الشاىد السابق ٬نكن قراءتو من عدة زكايإ :نلق حاكم كسعة اطالع حاكم كتأثًنه يف
مسار العلوـ كتتلمذ أيب اٜنسن العامرم عند حاكم عاَف لكن اٞنلكد أف الشاىد ينقل صورة
حضور الفلسفة اليونانية كعلى تقليد الرحالت العلمية لتحصيل اٞنعارؼ ككجود أيب اٜنسن
العامرم ٓنت البعدين :التحصيل كالرحلة.
663
أد شافية صديق
664
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
كمع عدـ دقة تواريخ اٞنيالد كالوفاة يف الكثًن من سًن األقدمٌن ،رجح بعض الباحثٌن
أف أبا اٜنسن العامرم فعال عاصر أبا علي ابن سينا ،كأف ىناؾ مراسالت بينهما كانت ٖنرهتا
كتاب األجوبة على سلاالت أيب اٜنسن العامرم ،كيرجح ىلالء أف اٞنخطوط موجود ذكره
1
ٓنت عنواف اجملالس السبع بٌن الشيخ كالعامر .كرابطو متوفر( .سينا)
اجتهد سحباف خليفات يف حل اشكاؿ مراسالت ابن سينا كالعامرم فيشرح
فرضيتو :ذكرت اٞنراسالت يف صفحة الغالؼ من ٢نطوط كتاب انقاذ البشر من اٛنرب
كالقدر كاالحتماؿ األقرب للمنطق ىو أف يكوف عنواف الكتاب :أجوبة لسلاالت سأؿ عنها
أبو اٜنسن العامرم ك٣نكن أف تكوف ىذه األسئلة ٣نا ذكره يف األمد على األبد أك يف مللفاتو
األخرل( ...خليفات ،1988 ،صفحة )208
ك٬نكن تتبع جزئية ذـ ابن سينا أليب اٜنسن العامرم يف مللفات ايب علي ابن سينا
كبالتحديد يف كتاب النجاة البن سينا مع مالحظة ىامة اف الفقرة اٞنعنية ملغاة من بعض
طبعات الكتاب رغم اشارة الكثًن من الباحثٌن اُف كجودىا كمت االعتماد على نسخة موقع
اٞنصطفى لرصدىا كفيها ذـ اليب اٜنسن العامرم ككصف بعدـ فهم الفلسفة:
يف كتاب النجاة يف اٞننطق فصل يف أف اٞنعشوقات اليت ذكرنا ليست أجساما كال أنفس
أجساـ :كلكن بقي علينا شيء كىو انو ٬نكن اف يتوىم اٞنعشوقات اٞنختلفة أجساما ال
عقوال مفارقة حّت يكوف مثال اٛنسم الذم ىو اخس متشبها باٛنسم الذم ىو اقدـ كأشرؼ
كما ظنو أبو اٜنسن العامرم القدـ من أخبث اٞنتفلسفة االسالمية يف تشويش الفلسفة اذ َف
2
يفهم غرض االقدمٌن.
https://ketabpedia.com/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84/%D9%85%D8
%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3-
%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%B9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-
%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85/.
file:///C:/Users/mlk/Downloads/001140-www.al-mostafa.com.pdf 2ص156
665
أد شافية صديق
كيف موقف مناقض يضع سحباف خليفات فرضية ٢نتلفة :بٌن ذـ ابن سينا للعامرم
كاستفادة ابن سينا أف َف يكن نقل من مللفات العامرم إذ يقوؿ" :كعلى كل حاؿ فقد ذكر
ابن سينا العامرم يف كتابو النجاة يف معرض النقد كالذـ متهما إياه بعدـ فهم األفالطونية
احملدثة ككجهة نظرىا يف النفس( .خليفات ،1988 ،صفحة )209
كيضيف" :ك٤ند إضافة إ ُف ما سبق نصوصا كثًنة يف كتابات ابن سينا ال ٬نلك اٞنرء إال أف
يردىا إُف مللفات العامرم باعتبارىا األصل اٞنرجح الذم صدرت عنو كندعو الباحثٌن إُف
تعمق ىذه اٞنسألة كمقارنة النصوص بعناية( ".خليفات ،1988 ،صفحة )201
٬نكن أيضا بعد االطالع على بعض انتقادات الباحثٌن لرتاث الفالسفة اٞنسلمٌن من
ايراد فرضية أف أبا اٜنسن العامرم كابن سينا أخذا من مصدر كاحد ىو كتابات الفالسفة
اليوناف اٞنرتٗنة اُف اللغة العربية.
-4موقف ابي الفتح الشهرستاني من فكر ابي الحسن العامري:
مادة يعد كتاب ايب الفتح الشهرستاين عن اٞنلل كالنحل فآنة منهجية يف ترتي
اٞنعتقدات سواء اإلسالمية أك غًن اإلسالمية.
يف الفصل الرابع التابع لباب الفلسفة :جاء عنواف فرعي :اٞنتأخركف من فالسفة
اإلسالـ ،كيذكر أبو الفتح الشهرستاين عبارة مثل قبل ذكر األٚناء اليت جاءت كالتاِف:
يعقوب بن إسحاؽ الكندم .1
كحنٌن بن أسحاؽ .2
ك٪نٍن النحوم .3
كأيب الفرج اٞنفسر .4
كأيب سليماف السجزم، .5
كأيب سليماف ١نمد بن معشر اٞنقدسي .6
كأيب بكر ثابت بن قرة اٜنراين .7
كأيب ٕناـ يوسف بن ١نمد النيسابورم .8
كأيب زيد أ٘ند بن سهل البلخي .9
666
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
.10كأيب ١نارب اٜنسن بن سهل بن ١نارب القمي
.11كأ٘ند بن الطي السرخسي
.12كطلحة بن ١نمد النسفي
.13كأيب حامد أ٘ند بن ١نمد اإلسفزارم
.14كعيسى بن علي بن عيسى الوزير
.15كأيب علي أ٘ند بن ١نمد بن مسكويو
.16كأيب زكريا ٪نٍن بن عدم الصيمرم
.17كأيب اٜنسن ١نمد بن يوسف العامرم
.18كأيب نصر ١نمد بن ١نمد بن طرخاف الفارايب.
.19كغًنه
حس القائمة الرتتي ال عالقة لو بالتسلسل الزمين مثاؿ:
الفارايب كلد 260ق كتويف 339ق
العامرم كلد 300ق كتويف 381ق
إذف ٣نكن كضع فرضية أف الرتتي يا إما جاء عشوائيا حس ما أسعفت الذاكرة
الشهرستاين أك حس األ٨نية ،كىذا يبدك مستعبدا ألف الفارايب من حيث مكانتو يف تاريخ
فالسفة اإلسالـ متفق عليها كىو يسبق الكثًن من األٚناء.
يقوؿ الشهرستاين" :كإ٧نا عالمة القوـ :أبو علي اٜنسٌن بن عبد اهلل بن سينا .قد
سلكوا كلهم طريقة أرسطوطاليس يف ٗنيع ما ذى إليو كانفرد بو ،سول كلمات يسًنة رّنا
رأكا فيها رأم أفالطوف كاٞنتقدمٌن .كٞنا كانت طريقة ابن سينا أدؽ عند اٛنماعة ،كنظره يف
اٜنقائق أغوص؛ اخرتت نقل طريقتو من كتبو على إ٩ناز كاختصار ،كأهنا عيوف كالمو ،كمتوف
مرامو .كأعرضت عن نقل طرؽ الباقٌن ،ك"كل الصيد يف جوؼ الفرا( ".أبو الفتح
الشهرستاينٓ ،نقيق عبد األمًن مهنا كعلي حسن فاعور)1993 ،
667
أد شافية صديق
668
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
"أعطيت أمثلة كثًنة تظهر التفاعالت البناءة لكل من البحث الفلسفي عن السعادة كالبحث
الديين عن اٝنالص كاحيل اُف دراستٌن١( .نمد أركوف ،ترٗنة كتقدًن ١نمود عزب،2012 ،
صفحة (Arkoun, 1972)(Mohammed Arkoun, 1995) )78
-6موقف عبد الرحمان بدوي من فكر ابي الحسن العامري:
اىتم عبد الر٘ناف بدكم بتبياف مدل استيعاب اٞنسلمٌن للفلسفة اليونانية كمدل أمانة
الرتٗنات اليت اعتمدكا عليها يف قراءة تلك الفلسفة ،مث اىتم أيضا بتحديد مستويات
اقتباسات اٞنسلمٌن من الرتاث اليوناين ككنموذج لو عالقة بأيب اٜنسن العامرم توقف عبد
الر٘ناف بدكم يف ٓنقيقو لكتاب األخالؽ ألرسطوطاليس عند عالقة كتاب ايب اٜنسن
العامرم السعادة ك االسعاد يف السًنة االنسانية بكتاب أرسطو حيث يقوؿ:
"َف ينقل أبو اٜنسن العامرم عن الرتٗنة العربية اليت ننشرىا ىنا أك أنو تصرؼ فيها ،غًن أف
الرتٗنة اليت أكردىا أقرب إُف حرفية النص اليوناين فهل ىذا راجع إُف أنو كانت توجد ترٗنتاف
لكتاب نيقوماخيا إُف العربية أـ يرجع إُف تصرؼ العامرم يف نص الرتٗنة الفرض األكؿ ىو
األصح ألف الرتٗنة اليت أكردىا العامرم أقرب إُف حرفية النص اليوناين مث أنو غًن معلوـ أف
العامرم كاف يعرؼ اليونانية أك السريانية كيف كتاب السعادة كاالسعاد نقوؿ كثًنة جدا عن
نيقوماخيا دكف ذكر اسم الكتاب كمن السهل ردىا اُف نظائرىا يف نيقوماخيا" (أرسطو
طاليسٓ ،نقيق كشرح كتقدًن عبد الر٘نن بدكم ،ترٗنة اسحاب ابن حنٌن ،1979 ،صفحة
)26
لقد مت االطالع على الكتاب كمن الصع نسبتو إُف غًن باب النقوؿ من الفلسفة
اليونانية مع بعض اٛنهد يف الشرح كالربط كلذلك تفسًنات عند بعض الباحثٌن منها اف
ىدؼ الكتاب كاف أقرب إُف القطوؼ كاٞنقتبسات ككاف العامرم قد كتبها يف بداية رحلتو
التأليفية.
669
أد شافية صديق
670
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
تتضح الصورة األفالطونية للعامرم من انتمائو ٞندرسة الكندم الفلسفية كتتلمذه على
البلخي كمن ىنا كثرت اشاراتو إُف رجاؿ اٞندرسة األفالطونية يف اإلسالـ( .أ٘ند عبد اٜنليم
عطية ،دراسة كٓنقيق ،1991 ،صفحة )23
أ٘ند عطية توفرت لو اجتهادات سابقٌن حوؿ عدة اشكاالت أحاطت بإنتاج
الفالسفة اٞنسلمٌن ّنختلف اْناىاهتم فاستطاع الوصوؿ إُف النتائج اليت تعضدىا الشواىد
اٞنذكورة يف كتابو.
خامسا :مؤلفات أبي الحسن العامري:
الرتاث اإلسالمي مازاؿ َف ٪نقق يف ٠نملو كحّت ما حقق تشوب بعضو شكوؾ يف
النسخ كالطبعات اٞنتداكلة كاٞنتوفرة يف اٞنكتبات اٜنقيقية كيف اٞنكتبات االفرتاضية لذلك ٤ند
مناقشات منهجية عميقة بٌن اٞنتخصصٌن يف تأكيد أصالة ٢نطوط ما كصحة نسبتو إُف
شخصية بذاهتا كسيبقى ىذا اٜنرص ملشرا على حيوية البحث كعلى السعي اٜنثيث للوصوؿ
إُف ما ىو أقرب للحقيقة العلمية.
حاكؿ أ٘ند غراب التنبيو اُف ما ٪نيط بكت أيب اٜنسن العامرم:
بالرغم من اف معظم ىذه اٞنللفات َف تصل الينا كاف معظم ما كصل الينا منها مازاؿ يف
صورة ٢نطوطات كبالرجوع اليها كِناصة االعالـ ٬نكن القوؿ اهنا تعاًف موضوعات فكرية
كعلمية من كجهة نظر إسالمية( .أيب اٜنسن العامرم ،ترٗنة أ٘ند غراب ،1988 ،صفحة
)13
تبدك مالحظة أ٘ند غراب بسيطة لكنها رّنا تريد تأكيد أصالة فكر أيب اٜنسن
العامرم كبانو ينتمي اُف الدائرة االسالمية كليس الفكر اليوناين الذم اهتم بو اٞنشتغلوف
بالفلسفة سواء من بعض علماء االسالـ أك من اٞنستشرقٌن .كرّنا ٟنذا ايضا عالقة باهتامات
أليب اٜنسن العامرم ٟنا عالقة باشتغالو بالتنجيم:
يالحظ من خالؿ تتبع بعض الكتابات أف:
671
أد شافية صديق
أبو اٜنسن العامرم قد اشتهر بقولو بأحكاـ النجوـ كتأثًن عاَف األفالؾ يف العاَف السفلي
حّت أ طلق عليو الصاح بن عباد لق اٜنراين كما عرؼ بأنو من شراح منطق أرسطو
كاشنهر عيسى بن علي ؼ اٞنقابل برسالتو يف إبطاؿ أحكاـ النجوـ اليت سفو هبا آراؤه َف
٤ندىا تنطبق على غًن ما كتبو العامرم فاذا كاف السجستاين كصحبو ٣نن يسلموف
باألفالطونية احملدثة كتأ ثًن االفالؾ كالعامرم فمن اٞنلكد انو َف يتبق فيلسوؼ غًن عيسى بن
علي ليتصدل لدعول العامرم السابقة كيف كت الرتاجم اف عيسى قد ناظر يف علم اٞننطق
كحق كسئل فيو فأجاب أ جوبة سادة َف ٫نرج فيها عن طريق القوـ كبالتاِف نرجح اف يكوف
عيسى بن علي قد ناظر العامرم يف علم احكاـ النجوـ ك رّنا يف مسائل من منطق أرسطو
(خليفات ،1988 ،صفحة )85 ،84
كيف ١ناكلة تفسًن تبين ايب اٜنسن العامرم ٟنذا االعتقاد اٞنخالف للعقيدة االسالمية
يرل سحباف خليفات:
أما قولو بتأثًن االفالؾ كاألجراـ السماكية يف األكواف الطبيعية كمنها بدف االنساف
فراجع إُف اعتناقو اٞنذى األفالطوين احملدث الذم أذاع القوؿ بأحكاـ النجوـ يف البيئة
اإلسالمية على يد طائفة من علماء الفلك كالفالسفة ...من القرنٌن الثالث كالرابع
اٟنجريٌن ...سادت يف ذلك العصر الذم هتيأت أجواؤه بفعل عوامل شّت لقبوؿ اٞنعارؼ
الالعقالنية سواء أكانت أفلوطينية ١ندثة اك صوفية متطرفة أك سيعية مغالية( .خليفات،
،1988صفحة )137
كضع سحباف خليفات التشخيص اٜنيادم لظاىرة تربك دارس أيب اٜنسن العامرم
باعتباره عاٞنا نافح على مناق االسالـ يف ٢نتلف مللفاتو.
حاكؿ بعض الدارسٌن حصر مللفات ايب حسن العامرم فرجح البعض أف:
آخر ما كت ابو اٜنسن العامرم ىو األمد على األبد كيرل أ٘ند غراب أف أبا اٜنسن
العامرم كت مقدمة لكتابو األمد على األبد ذكر فيها مللفاتو السابقة كقد انتهى من كتاب
األمد سنة 375ق أم قبل كفاتو بنحو ست سنوات(.غراب)1988 ،
672
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
يعتمد أ٘ند غراب على ما ىو موجود يف هناية ٢نطوط الكتاب ألف ما ىو متوفر من
طبعات للكتاب ال توجد فيها سنة التأليف .
أما ما ىو متوفر من طبعة للكتاب ١نققة فقد جاء يف مقدمتها على لساف أيب اٜنسن
العامرمٞ :نا كفقين اهلل لتصنيف الكت اٞنفتنة يف ايضاح اٞنعاين العقلية قصدا ٞنعونة ذكم
االلباب على تقرير اٞنعاَف النظرية كيسر ِف التأليف( .أبو اٜنسن النيسابورم ،تصحيح
كمقدمة أكرتك ركسن ،1979 ،صفحة )56 ،55
بعد ىذه اٞنقدمة يعدد أبو اٜنسن العامرم:
.1اإلبانة
.2االعالـ ّنناق اإلسالـ
.3اإلرشاد لتصحيح االعتقاد
.4النسك العقلي كالتصوؼ اٞنلي
.5االٕناـ يف فضائل االناـ
.6التقرير ال كجو التقدير
.7انقاذ البشر من اٛنرب كالقدر
.8الفصوؿ الربىانية كيف اٞنباحث النفسانية
.9فصوؿ التأدي كفصوؿ التحبي
.10االبشار كاالشجار
.11االفصاح ك االيضاح
.12العناية كالدراية
.13االُناث عن االحداث
.14استفتاح النظر
.15االبصار كاٞنبصر
ٓ .16نصيل السالمة عن اٜنصر كاالسر
.17التبصًن الكجو التعبًن
673
أد شافية صديق
674
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
.3الفصوؿ يف اٞنعاَف االٟنيةَ :ف يذكره العامرم يف مقدمة األمد كىو ٢نطوط موجود يف
السليمانية اسطنبوؿ
.4التقرير ألكجو التقدير :اٜنكمة اإلٟنية يف خلق الكوف
.5انقاذ البشر من اٛنرب كالقدر
ب.في العقيدة ومقارنة األديان ولم تصل:
.1االرشاد لتصحيح االعتقاد :شركط تفسًن القرآف الكرًن مع دراسة مقارنة لعقيدة البعث
كاٞنعاد عند اجملوس كاٞنانوية كاليهود كالنصارل.
.2كتاب العناية كالدراية :من موضوعات الكتاب :عقيدة التوحيد كنقد آراء ارسطو يف اهلل
ك اليوـ اآلخر.
.3كتاب االبانة يف علل الدياف :مقارنة الشريعة االسالمية بغًنىا من شرائع االدياف االخرل
خصوصا اٞنعامالت كاٜندكد
في مواضيع أخرى:
.1لو مللفات قليلة يف التصوؼ كاٞننطق كالطبيعيات َف تصل
.2لو يف البصريات كتاب االبصار كاٞنبصر ٢نطوط بدار الكت اٞنصرية
ج.كتاب منحول:
أما كتاب السعادة كاالسعاد يف األخالؽ كالسياسة :فالباحث يرجح بعد دراستو
للكتاب :أف ىذه النسبة غًن صحيحة كأف أبا اٜنسن العامرم َف يللف كتابا هبذا العنواف،
كيف ىامش ص 15يقوؿ٢ :نطوط كحيد ّنكتبة Chester Beattyيف دبلن كقد نشر األستاذ
٠نتيب مينوم صورة منسوخة من اٞنخطوط بدكف ٓنقيق مع مقدمة باال٤نليزية( .أيب اٜنسن
العامرم ،ترٗنة أ٘ند غراب ،1988 ،صفحة )12،13،14
ىناؾ مسألة كضعها الباحثوف على ١نك التمحيص ىي صحة نسبة كتاب السعادة كاالسعاد
أليب اٜنسن العامرم فهناؾ فريق أكد النسبة كفريق آخر نفى ذلك كلكل فريق أدلتو .
سحباف خليفات يلكد نسبة الكتاب رسائل أليب اٜنسن العامرم( .خليفات،
،1988صفحة )124
675
أد شافية صديق
الطبيعيٌن كشكوؾ اٞنتكلمٌن كمطاعن اعداء الدين ...استخرت اهلل تعاُف يف تصنيف ٠نرد
لنعتو مليد باالدلة الواضحة الصادقة عليو( .أبو اٜنسن النيسابورم ،تصحيح كمقدمة أكرتك
ركسن ،1979 ،صفحة )57
يالحظ أف ابا اٜنسن العامرم رصد مشكلة دينية معرفية خطًنة َف ير من الف فيها
فتصدل لألمر كيتعلق األمر باٜنياة بعد اٞنوت.
-2أما يف كتابو :االعالـ ّنناق االسالـ فهو يقوؿ... :مرتبة اٜنكم كاف كانت يف هناية
الرفعة ك١نلها من بٌن اٞنعارؼ على غاية اٞنعلوة فاف طبقات العواـ قد اعرضوا عنها ككرىوا
االصغاء اليها الهنا منعت عنهم بل أف عقوٟنم باإلضافة اليها نزلت منزلة األعٌن الرمدة
باالضافة اُف نور الشمس ...كجدت الشيخ الفاضل أبا نصر .
بلغو اهلل من احملامد غاية االمنية مرزكقا من اهلل بصدؽ احملبة ٟنا ...كصادفتو من
رجحاف عقلو ككماؿ يقظتو ليس يرضى لنفسو يف شيء من االصوؿ االعتقادية بدرجة
اٞنقلدين لكن ٩نهد يف اف يفوزمنها برتبة اٞنستبصرين( .أيب اٜنسن العامرم ،ترٗنة أ٘ند
غراب ،1988 ،صفحة )69
كيضيف أبو اٜنسن العامرم ... :مث كانت نعم اهلل بسببو عندم متظاىرة كأياديو
لدم متتابعة ٓنريت شكره بتصنيف كتاب بلسمو مشتمل على جكا ما اختص بو اإلسالـ
من اٞنناق العلية ليعلم الناظر فيو انو باٜنرم اف يكوف ناسخا لألدياف كلها كأف يكوف ثباتو
أبديا ال يرد النسخ عليو كٚنيت األعالـ ّنناق اإلسالـ( .أيب اٜنسن العامرم ،ترٗنة أ٘ند
غراب ،1988 ،صفحة )70،71
-3كقد أشار أبو اٜنسن العامرم يف ما اعترب آخر مللفاتو :األمد على األبد اُف أنو:
ٞنا كفقين اهلل لتصنيف الكت اٞنفتنة يف ايضاح اٞنعاين العقلية قصدا ٞنعونة ذكم االلباب
على تقرير اٞنعاَف النظرية كيسر ِف التأليف ....مث يعدد كتبو( .أبو اٜنسن النيسابورم،
تصحيح كمقدمة أكرتك ركسن ،1979 ،صفحة )56 ،55
677
أد شافية صديق
680
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
ﱚﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱠ
ﱛ ﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘ ﱙ
681
أد شافية صديق
682
أبو الحسن العامري واشكاليات التصنيف والتبيئة
فهو ظاَف لنفسو كظاَف أليب اٜنسن العامرم عندما يعمل يف كتابو ّنشارط التحليل اٜنيادم احملرتـ
للسياؽ الزمين ُنثا عن قرائن نسبتو ٜنقل مقارنة األدياف.
الخاتمة:
ىذه مداخل حملاكلة تصنيف جهود ايب اٜنسن العامرم كتبيئة تراثو ربطا لو بالزماف
كاٞنكاف اللذين شهدا حركتو الدنيوية كالدينية كالفكرية.
ىذه اٞنداخل ٚنحت برسم خرائط للفكر االسالمي كلفكر ايب اٜنسن العامرم ُنثا
عما يتفاعل مع بوصلة التصنيف كالتصنيف عموما من أعقد االجتهادات اٞننهجية اليت كثًنا
ما يكوف االختالؼ حوؿ ٢نرجاهتا كبًنا كحادا.
أبو اٜنسن العامرم عاش يف زمن كجغرافيا ٟنما خصوصيات تتبعها الدارسوف كعلى
الباحث يف اراءه تتبع انعكاسات تلك اٝنصوصيات على اختياراتو اٜنياتية كاختياراتو
العلمية.
كانت ىناؾ ١نطة عالقتو بالسلطة كمدل ارىافو السمع ٜناجات الناس عامتهم قبل
٦نبتهم ك١نطة تلقيو الفلسفة اليونانية دكف الرجوع اُف اٞنصادر ك١نطة حسن استيعابو ٟنا
اإلسالـ ضمن مكتبة مقارنة كانتاج فلسفة األصيلة ك١نطة تصنيف كتاب االعالـ ّنناق
األدياف من بعض الباحثٌن عن حسن نية.
ستكوف بإذف اهلل ١نطات أخرل مع جوان أخرل من ْنارب ايب اٜنسن العامرم كغًنه.
683
أد شافية صديق
قائمة المصادر والمراجع:
Arkoun, M. (1972). “Logocentrisme et Vérité Religieuse Dans La Pensée Islamique:
D’après al-I’lām Bi-Manāqib al-Islām d’al-’Âmirî.”. studia islamica(35), pp. 5-51.
Mohammed Arkoun. (1995). La conquéte du bonheur selon Abu-Al-Hassan Al-Amiri.
ابن الندًنٓ ،نقيق إبراىيم رمضاف . (1997).الفهرست (éd. 2).بًنكت :دار اٞنعرفة.
ابن عبد ربو األندلسي1404( .ق) .العق الفريد (اإلصدار ،1اجمللد .)2بًنكت :دار الكت العلمية.
أبو اٜنسن ابن األثًن ،ك ٓنقيق عمر عبد السالـ تدمرم .)1997( .الكامل يف التاريخ .بًنكت :دار الكتاب العريب.
أبو اٜنسن العامرم ،تقدًن كتصحيح حسٌن قدمي .)1398( .السعادة كاإلسعاد يف السًنة اإلنسانية .منشورات آية إراؽ.
أبو اٜنسن النيسابورم ،تصحيح كمقدمة أكرتك ركسن .)1979( .األمد على األبد .بًنكت ،إيراف :دار الكندم ،ملسسة مطالعات إسالمي
دانشكاع كيل اشعبة.
أبو العباس ابن خلكافٓ ،نقيق إحساف عباس . (s.d.).كفيات األعياف كأنباء أبناء الزماف (Vol. 5).بًنكت :دار صادر.
أبو العباس بن ايب اصيبعةٓ ،نقيق نزار رضا . (s.d.).عيوف األنباء يف طبقات األطباء .بًنكت :دار مكتبة اٜنياة.
أبو الفتح الشهرستاينٓ ،نقيق عبد األمًن مهنا كعلي حسن فاعور . (1993).اٞنلل كالنحل (éd. 3).بًنكت :دار اٞنعرفة.
أبو حياف التوحيدمٓ ،نقيق كشرح حسن السدكدم . (1992).اٞنقابسات (éd. 2).دار سعاد الصباح.
أبو علي مسكويوٓ ،نقيق سيد كسركم حسن . (s.d.).كتاب ْنارب األمم كتعاق اٟنمم .بًنكت :دار الكت العلمية.
أبو منصور الثعاليبٓ ،نقيق مفيد ١نمد قميحة . (1983).يتيمة الدىر يف ١ناسن أىل العصر (Vol. 3).بًنكت :دار الكت العلمية.
أيب اٜنسن العامرم ،ترٗنة أ٘ند غراب .)1988( .اإلعالـ ّنناق اإلسالـ .الرياض :دار األصالة.
أ٘ند أمٌن .)1946( .ظهر اإلسالـ (اإلصدار ،2اجمللد .)1القاىرة :مطبعة ٛننة التأليف كالرتٗنة كالنشر.
أ٘ند عبد اٜنليم عطية ،دراسة كٓنقيق .)1991( .الفكر السياسي كاألخالقي عند العامرم :دراسة كٓنقيق كتاب السعادة كاإلسعاد يف السًنة
اإلنسانية .القاىرة :دار الثقافة.
أرسطو طاليسٓ ،نقيق كشرح كتقدًن عبد الر٘نن بدكم ،ترٗنة اسحاب ابن حنٌن .)1979( .األخالؽ .الكويت :دار اٞنطبوعات.
التوحيدم ,أ .ح . (1424).االمتناع كاٞنلانسة .بًنكت.
التوحيدم ,أبو حيافٓ ،نقيق كداد القاضي . (1988).البصائر كالذخائر (Vol. 8).دار صادر.
الشريف ,ح .أ . (s.d.).العاَف اإلسالمي يف العصر العباسي ( (éd. 5).د .ا .العريب ), Éd.القاىرة.
سحباف خليفات .)1988( .رسائل أيب اٜنسن العامرم كشذراتو الفلسفية .عماف :جامعة عماف.
األرناؤكط ،تقدًن بشار عواد . (1985).سًن أعالـ النبالء (Vol. 6).القاىرة :ملسسة مشس الدين الذىيبٓ ،نقيق ٠نموعة بإشراؼ شعي
الرسالة.
طفوش ,ـ . (2009).تاريخ الدكلة العباسية (éd. 7).بًنكت :دار النفائس.
١نمد أركوف ،ترٗنة كتقدًن ١نمود عزب .)2012( .األنسنة كاإلسالـ :مدخل تار٫ني نقدم .بًنكت :دار الطليعة.
١نمد كرد علي .)2012( .أمراء البياف (اإلصدار .)2القاىرة :دار الثقافة.
ميتز ,آ & ١.,نمد ,ع . (s.d.).اٜنضارة اإلسالمية يف القرف الرابع اٟنجرم :عصر النهضة يف اإلسالـ .بًنكت :دار الكتاب العريب.
684