Professional Documents
Culture Documents
:الملخص
يتعلق موضوع الدراسة مبناقشة دواعي التجديد يف علم الكالم واليت من بينها غياب مبحث اإلنسان يف علم الكالم
ومما يدفع كذلك على، مما يستدعي جعل موضوع اإلنسان وقضاياه حمورا أساسيا يف الدراسات الكالمية اجلديدة،القدمي
وذلك من خالل حماولة تأصيلية حتليلية تتتبع موضوع،دراسة استقرائية للرتاث الكالمي للتحقق من صدقية هذه الفرضية
اهلادفة إىل، التأسيس للدراسات العلمية النقدية: وكانت الغاية من ذلك أولا،اإلنسان يف الدراسات الكالمية الرتاثية القدمية
ترسيخ منهج التبني القرآين يف الدراسات اإلسالمية من خالل بناء األحكام بعد القراءة اجلادة والصحيحة واملوضوعية
اختبار الدواعي اليت يبين عليها علم الكالم اجلديد أحكامه ومعارفه لبناء الثقة فيه من جهة ولتحقيق املقصد: وثانيا،للرتاث
.منه من جهة أخرى
، وكشف اللثام عن عالقة املرأة بعلم الكالم قدميا،ويهدف حبثنا إىل بيا ن مكانة اإلنسان يف علم الكالم القدمي ووظيفته
.إلظهار اإلشكاالت احلقيقية اليت ينبغي أن يؤسس هلا علم الكالم اجلديد
.الوظيفة الوجودية-املرأة-اإلنسان- علم الكالم القدمي:الكلمات المفتاحية
Abstract:
The subject of the current study relates to the debate on the reasons of the speculative science of
speech, among which ,the rhetoric in the didactical theology, that supports the subject of human being
and its issues a central focus in the neo speculative studies,an analytical attempt leading to the issues
of the ancient Koran speech, the focus aims to the consolidation of the Islamic studies by building
judgments after a contextual reading and correction.The second target highlights the consciousness of
of the judgments and knowledge through the restoration of the Trust
and veracity in one hand, and through achieving the intent of it on the other hand. Thus,our research
aims to indicate the status of the human kind in the ancient speech science and function, as well as to
uncover the relationship of women with the science of ancient theology speech, besides to the real
problematics that should establish The neo theology didactical and speculative Speech Science
pillars
Kay words:Human being- Old speculative theology- Woman- Existentialist function.
-1أمحد أمني :ضحى اإلسالم ،ج ،2دار الكتاب العريب ،بفوت ،لبنان( ،د.ط) ،ط.3-2 ،14
-2رواه أمحد يف املسند (عن سفينة أبو عبد الرمحن قال مسعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول) .)224/1( ،وسليمان بن داود
الطيالسي يف مسند الطيالسي.]1148[ )111/1( ،
291
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
كرد
يتسن له أن يكون هو الرائد ،لردود الفعل املناهضة له ،واليت ظهرت وتبلورت على شكل فرقة ثانيةّ ،
ولكن مل ّ
لتتأصل فيما بعد ،وتنضج لتخرج أكرب فرقة كالمية وهي "املعت لة" ليقف الفكر اإلسالمي
فعل للفرقة األوىل وهي القدرية ّ
متضادتني يف كل شيء تقريبا ،ليفسح اجملال لفرقة كالمية ثالثة ،أرادت ،أو أريد هلا أن تتوسم
ّ أمام فرقتني تكادان تكونان
سين هلذه املشكلة وهي فرقة "األشاعرة".
حبل عقائدي ّ
الفرقتني فكراّ ،
ب-اللاقع االياما ي:
دب إليه الفساد ،حيث أ ّن ح ّكام بين أميّة بتشجيعهم للفكر
ولقد خلق هذا اجلدل السياسي ،واقعا اجتماعيا ّ
اجلربي ،فتحوا جماال للمعاصي حتت غطاء عقائدي ،فأصبح الناس يرتكبوهنا ويرجعون ذلك إىل القضاء والقدر ،رافعني عن
أنفسهم كل مسؤولية ويف هذا يقول صاحي معارج القبول« :ولقد بالغ بعضهم يف ذلك حىت قال :القدر عذر مليع العصاة
وإمنا مثلنا يف ذلك كما قيل:
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم #وتذنبون فنأتيكم فنعتذر».1
ويذكر يف موضع آخر أ ّن ملاعة ذهبت إىل من ل رجل من هؤالء ،فلم جيدوه ،فلما رجع قال :كنت أصلح بني
قوم ،فقيل له وأصلحت بينهم؟ قال :أصلحت إن مل يفسد اهلل ،فقيل له :بؤسا لك أحتسن الثناء على نفسك وتسيء الثناء
على ربّك.2
جل وعال ،مع االعرتاض على حدوده
ويالحظ هنا أهنم مل يكتفوا برفع املسؤولية عن أنفسهم بل حتميلها للبارئ ّ
علي ،فأمر به فقطعت
وأحكامه وتكاليفه اليت شرعها حيث يذكر أ ّن عمر أتى بسارا ،فقال :مل سرقت؟ فقال :قضى اهلل ّ
وضرب أسواطا ،فقيل له فيم ذلك؟ فقال :القطع للسرقة ،واجللد ملا كذب على اهلل.3
يده ُ
ويف هذا تعطيل ألساس من أسس قيام ال ّدين واألمة القائمة عليه ،وهو األمر باملعروف والنهي عن املنكر ،ورّمبا هذا
وتصورهم ،إضافة إىل قوهلم حبريّة الفعل عند
يفسر اعتماده عند املعت لة كأصل من األصول ا مسة اليت بنوا عليها فرقتهمّ ، ما ّ
اإلنسان «ومن الناحية التارخيية جند رأي املعت لة يف خلق األفعال مثّل مقاومة ملا ظهر يف اجملتمع اإلسالمي من ظاهرة التحلّل
املوجه هلا توجيها قسريا وقد ُوجدت هذه الكاهرة يف اجملال
من أوامر الشرع بدعوى القدر اإلهلي املسيطر على أفعال العباد ّ
يوجهها تنكف فكري عقائدي»(.)4 األخالقي واالجتماعي والسياسي ّ
-1الشيخ حافظ بن أمحد احلكمي :معارج القبول ،ضبم نصه وعلق عليه وخرج أحاديثه :عمر بن حممود أبو عمر ،مج ،3دار ابن القيم ،دار
ابن ح م ،اململكة العربية السعودية1011( ،هن1991-م) ،ط.907 ،3
-2املرجع نفسه.907 ،
-3حممد أبو ههرة :تاريخ اجلدل ،مرجع سابق.148 ،
-4أبو لبانة (حسني) مبشاركة علي الشايب ،عبد اجمليد النجار :املعت لة بني الفكر والعمل ،الشركة التونسية للتوهيع1989( ،م).00 ،
291
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
-إضافة إىل ما نشأ عن القول باإلرجاء من تعطيل وإسال للجاني السلوكي والعملي ،وهو ما متثّله قولتهم املشهورة
يضر مع اإلميان معصية كما ال ينفع مع الكفر طاعة ،وهم «ي عمون أ ّن اإلميان باهلل هو املعرفة باهلل وبرسله و ميع ماال ّ
جاء من عند اهلل فقم ،وإ ّن ما سوى املعرفة من اإلقرار باللّسان وا ضوع بالقلي واحملبّة هلل ولرسوله والتعكيم هلما وا وف
منهما والعمل باجلوارح فليس باميان»(.)1
السليب كان وراء قول املعت لة بأ ّن مرتكي الكبفة إذا مل يتي عنها خملد يف النار ال خيرج عنها أبدا(.)3
وهذا الفكر ّ
وهكذا يتّضح لنا كيف أ ّن الواقع االجتماعي الذي ساده التناق ،والفساد يف معكمه كان سببا من أسباب نشأة
علم الكالم.
-األسراب الخاريية:
وإن كانت هناك اجتهادات معتربة يف رصد كل هذه األسباب وتفصيلها ،فيمكن إملاهلا يف :تأثر الفرا اإلسالمية
بغفها ومن ذلك:
-1األشعري :مقاالت اإلسالميني ،حتقيق :حممد حمي الدين عبد احلميد ،ط1989( ،2م).210/1 ،
-2امللطي حممد بن أمحد أبو احلسن :التنبيه والرد على أهل األهواء والبدع ،حتقيق :حممد هاهر الكوثري ،طبعة مكتبة املثىن بغداد،
(1987م).03 ،
-3اإلجيي عبد الرمحن بن أمحد عضد الدين :املواقف ،طبعة بوالا ،القاهرة (1913م)( 008 ،شرح اجلرجاين).
291
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
ممّا الشك فيه أن املسلمون عاصروا املسيحيني وقامسوهم املواطن ،ابتداءً من عصر الرسول صلى اهلل عليه وسلم
ومرورا بعهد الصحابة رضوان اهلل عليهم ،وصوال إىل أوج االتصال إبّان الفتوحات اإلسالمية ،وكان هلذا تأثفه يف الفكر
العقائدي اإلسالمي بسبي احلوار بني املسلمني وغفهم الذي يفرضه التعايش.
فنجد من الفرا اليت تأثرت بالفكر اليهودي دون طعن يف إسالمهم ولكن لقصورهم الذهين:
*-الكرامية(*) اليت كانت من املشبّهة.
*-واملقاتلية(**) اليت كانت من احلشوية.
تسرب اإلسرائيليات"(.)1
اجملسمة واملشبهة واحلشوية نتيجة ّ
"وهكذا ظهرت فرا ّ
-وممّن تأثر بالفكر املسيحي (الديانة املسيحية) الشيعة يف اعتقادهم بالرجعة (يف قوهلم برجعة علي واملهدي املنتكر
بعد غيابه).
مثّ تطور النقاش حول الذات العلية انطالقا من قول القرآن الكرمي بأ ّن عيسى كلمة اهلل ،وطبيعة عالقة هذه الكلمة
وتطور البحث
مرت بالفكر اإلسالمي ،وهي قضية خلق القرآنّ ، بالذات العلية؟ وهل هي قدمية أم حمدثة؟ لتُخلّف أكرب حمنة ّ
يف الذات العليّة وصفاهتا هل هي عني ذاهتا أم ال؟
"وإذا كان القول باجلوهرية (الذات) واألقنومية (الصفات) يش ّكل أهم أصول العقيدة املسيحية فقد ل م عن ذلك
وتتجسد يف موجود مغاير هلل أم هي
ّ حبث يف ذات اهلل ،وصفاته وهل صفات اهلل عني ذاته حىت ال تستقل صفة عن الذات
ذاته كما يرى املسيحيون؟
وهكذا أصبحت مشكلة الذات والصفات تش ّكل مبحثا من أهم موضوعات علم الكالم وال خيفى ما ملبحث
الشر قد دخل العامل مبعصية آدم وورث بنوه مفاث
الصفات من عالقة مببحث القضاء والقدر حيث يرى املسيحيّون «أ ّن ّ
املتأصل فيهم إ ال فداء عام ،وملا كان الذي يفدي اإلنسانية ال يكون
ّ ا طيئة األصلية ،وأنه ال خيلص البشرية من الشر
متأصل يف اإلنسان (فهو قضاء وقدر) وإّمنا الذي يفديها الب ّد أن يكون خالصا من الشر ومن مفاث
إنسانا-أل ّن الشر ّ
البشرية من مفاث ا طيئة بصلي املسيح ،فا طيئة األصلية وألوهية املسيح خطيئة آدم ،فاملسيح إله وابن إله ،وقد متّ خال
وصلبه أركان ثالثة متالهمة يف املسيحية».2
جمسما حشويا.
*الكرامية :نسبة إىل حممد بن كرام السجستاين (ت 211هن) كان ّ
**املقاتلية :نسبة إىل مقاتل بن سليمان (ت 114هن) من رجال التفسف واحلديث ذهي إىل أ ّن اهلل جسم من حلم ودم وأنه سبعة أشبار بشرب
نفسه...
-1أمحد حممود صبحي :دراسة فلسفية راء الفرا اإلسالمية يف أصول الدين ،ج ،1مرجع سابق.08 ،
-2علي عبد الفتاح املغريب :الفرا الكالمية اإلسالمية-املعت لة ،مدخل ودراسة ،مكتبة وهبة1011( ،هن1991-م) ،ط.14 ،2
291
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
ويف ضوء ذلك نستطيع أن نق ّدر أ ّن هناك تيّارات أجنبية سرت إىل العامل اإلسالمي وأ ّن منها ما يتصل مبشكلة
حرية اإلرادة ،وقد أثفت هذه املشكلة يف دمشق حيث كانت توجد جالية مسيحية كبفة وعلى رأسها بع آباء الكنيسة،
مرة يف اإلسالم.1
ألول ّ
وثبت أ ّن معبد اجلهين هار دمشق ،وأ ّن غيالن أقام تا وسا اللّذان أثارا هذه املشكلة ّ
-تأثّر اإلسالأ اديانات الورس:
وعلى رأسها ال رادشتية اليت عرفت بع ّدة أمساء منها:
*-الثنوية :لقوهلم بأصلني اثنني ا ف والشر أو النور والكلمة.
*-اجملوسية :ألن الدين* أول ما اشتد كان بني قبيلة اجملوس عبّاد النار ألن مكهر العبادة يتم يف بيوت النار.2
هذا جممل عقائد أهم دين واجهه املسلمون يف بالد الفرس فكان على املتكلّمني أن جيدوا حالّ إسالميا لتفسف
ليضل الناس ويغويهم؟
الشر هل ينسي إىل اهلل أم إىل إبليس؟ وكيف رضي اهلل ببقاء إبليس ّ
وتكهر فرقة املعت لة لتضع أصل العدل وجتعله أصلهم الثاين بعد التوحيد وفيه نكرياهتم يف اللّطف اإلهلي والصالح
واألصلح يردون على ما خيالف اإلسالم من عقائد ال رادشتية ،ويقدمون بذلك حال إسالميا ملشكلة نشأة الشر ومصفه (.)3
إال أن هذا احلل قوبل بنقاش حاد بني مفكري اإلسالم.
-الاأثر االولسوة اليلنانية خصلصا:
وإن كنّا نالحظ تباينا يف موقف املتكلّمني من الفلسفة اليونانية بني راف هلا وهم أهل السنة ،وبني قابل لبع ما
حوته سعيا الستعماله يف الذود عن العقيدة اإلسالمية ،باستعمال أساليبهم وبدا ذلك واضحا يف التأثر باملنطق األرسطي،
الربم بينه وبني علم التنجيم ليوجدوا له حالّ يف الفكر
إالّ أن األمر الذي يبدو أ ّن له عالقة بالقضاء والقدر هو حماولة ّ
العقدي اإلسالمي.
« لقد كان مما نقل من الفلسفة األفالطونية احملدثة ما هو خا بالتنجيم فحاولوا أن يوجدوا جماال لالعرتاف بعلم
التنجيم يف داخل اإلسالم بقوهلم "إن القدر" هو موجبات أحكام النجوم ،والقضاء هو علم اهلل السابق مبا يوجبه أحكام
النجوم»(.)4
-1إبراهيم مدكور :يف الفلسفة اإلسالمية منهج وتطبيقه ،ج ،2مسفكو للنشر والطبع.98 ،
*-ألن هناك من يعتربها دين (علي بن أيب طالي ،حذيفة رضي اهلل عنه ،سعيد بن املسيي ،قتادة وملهور أهل الكاهر).
-2علي عبد الفتاح املغريب :الفرا الكالمية اإلسالمية ،املرجع السابق.84 ،
-3املرجع السابق.81 ،
-4الفرا الكالمية :املرجع السابق.94 ،
299
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
جرها عليها فعال،
جير على األمة الكوارث ،بل لقد ّ
وهذا طبعا احنراف خطف يف مفهوم القضاء والقدر ال نقول قد ّ
سجله التاريخ يف جمال علم الكالم عموما ،واحنراف عقيدة القضاء والقدر خصوصا ،إضافة إىل انقسام األمة إىل
وهو ما ّ
حتول هذا التنوع
طوائف وفرا جيادل بعضها بعضا ،ومع أ ّن األمر قد يبدو صحيّا يوحي حبرية الفكر يف اإلسالم ،إالّ أ ّن ّ
والثراء الفكري إىل انشقاا عقائدي مّا عقيدة التوحيد إىل عقائد ،ووحدة األمة إىل وحدات متناحرة متقاتلة يك ّفر بعضها
بعضا يرجع األمر َمَر ِضيّا يستدعي وضع ا طوات واحللول بل العالج الالّهم.
ثالثا :مفهوم تجديد علم الكالم:
إن جتديد علم الكالم مفهوم الهال ا الف دائنرا بنني العلمناء حولنه ،حينث ذهني النبع إىل أننه "ال يعنين سنوى دمنج
املسننائل اجلدينندة واسننتيعاتا يف إطننار املنكومننة املوروثننة لعلننم الكننالم ،فمننىت مننا انضننمت مسننائل أخننرى لعلننم الكننالم جتنندد هننذا
العلم ،فيما ذهي غفهم إىل أن مفهنوم جتديند علنم الكنالم يتسنع ليشنمل التجديند يف املسنائل واهلندف واملنناهج واللغنة واملبناين
واهلندسة املعرفية"1
والتجدينند يف املسننائل ننناتج عننن الشننبهات املسننتحدثة ،بينمننا التجدينند يف اهلنندف فيعننين حتليننل حقيقننة اإلميننان وجممننل
التجربنة الدينينة بندل االكتفناء بالندفاع عنن العقائند ،كمنا أن التجديند يف املننهج يرمنو إىل اعتمناد منناهج حديثنة متعنددة تشننمل
الرومنطيقية والسيمائية والتجريبية والربهانية...
بينما التجديد يف اللغة فيعين استبدال لغة املتكلمني القدمية بلغة العصر املستقاة من العلوم واملعارف احلديثة 2
واملتأمننل هلننذا الكننالم تسننتوقفه مالحكننات عدينندة يف القصنند مننن التجدينند تننذه الصننورة ،ذلننك أ ّن علننم الكننالم القنندمي
كانننت مسننائله إف نراهات للتحننديات الواقعيننة املعاشننة وهنني تننذا ال ختتلننف عننن متطلبننات علننم الكننالم اجلدينند ،واألمننر نفسننه
بالنسبة للتجديد يف اهلدف فلئن كان علم الكالم اجلديد يسنعى إىل حتلينل حقيقنة اإلمينان والتجربنة الدينينة ،فاننه اهلندف نفسنه
الذي جاء من أجل حتقيقه علم الكالم القدمي بداللة حضور موضوع اإلميان كمسألة من املسائل املهمة النيت تناوهلنا املتكلمنون
وصنننفت فيهننا املؤلفننات ،وكننذلك بالنسننبة للمنننهج فلقنند اعتمنند علننم الكننالم القنندمي مننناهج علننوم العصننر ووظفوهننا أحسننن
توظيف يف عرض آرائهم ودح آراء غفهم ،ورمبا هلذا كان حمل انتقاد من مدرسة الفقه واحلديث.
وامللفنت لالنتبناه أ ّن منن دواعني جتديند علنم الكنالم ،غيناب اإلنسنان وقضناياه يف علنم الكنالم القندمي ،وهنو منا اسننتدعى
حبث هذه املسألة يف تراثنا الكالمي ،وقد أفره البحث نتائج ذات أسية قصوى نفرد هلا املبحث املوايل.
رابعا :مبحث اإلنسان في الدراسات الكالمية التراثية.
واجننه علننم الكننالم القنندمي هجمننات وانتقننادات كثننفة مننن بينهننا غينناب اإلنسننان وقضنناياه يف مباحثننه ويف هننذا يقننول عبنند
اجلبار الرفاعي" :مل يدرج املتكلمون يف مؤلفاهتم مبحثا خاصنا باإلنسنان ،يتنناول تأصنيل موقنف نكنري حيندد موقنع اإلنسنان يف
- 1علم الكالم اجلديد مدخل لدراسة الالهوت اجلديد وجدل العلم والدين :عبد اجلبار الرفاعي ،مرك دراسات فلسفة الدين –بغداد-الطبعة
األوىل03 ،2418 :
- 2علم الكالم اجلديد مدخل لدراسة الالهوت اجلديد وجدل العلم والدين :املرجع نفسه.03 ،
122
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
سنلم املخلوقننات ،أي من لننة اإلنسننان وقيمتننه بالنسنبة إىل غننفه ،واهلنندف مننن وجننوده ،وحقوقنه وحرياتننه ،وطبيعننة وظيفتننه ،وأمننناط
حياته ،وثقافته ،وعيشه ،وعالقتها مبا يتشكل لديه من رؤية للعامل ،وما يرتبم بذلك من مسائل1"...
إال أ ّن واقع احلال واستقراء تراثنا العلمني الكالمني يثبنت حقنائق يقنف الباحنث أمامهنا متسنائال أينن ا لنل؟ هنل هنو يف
جتاوه ممنهج للرتاث لدواع جمهولة؟ أم لعدم قراءة للرتاث أصال حبجة عدم فاعليته وأهليته ملعايشة الواقع وحل إشكاالته؟
ذلك أن مبحث اإلنسان كان من احملاور الكربى اليت أسالت حرب الكثف من علماء الكالم ،بل منن أسنباب نشنأة علنم
الكننالم يف حنند ذاتننه إشننكاالت اإلنسننان وتسنناؤالته مننن خننالل قضننايا معايشننة ،أمل تكننن مسننؤولية اإلنسننان علننى أفعالننه ومننا
يرتتي عليها من ثواب أو عقاب يف الدنيا وا خرة ،هي الشعلة اليت انبثقت منها مسائل البحث يف علم الكالم؟
حيننث أنننه بعنند مقتننل عثمننان "رضنني اهلل عنننه" ،طرحننت إشننكالية مرتكنني الكبننفة ومننا تسننتتبعه مننن مواضننيع وقضننايا،
وإش ننكالية احلك ننم املتمثل ننة يف مبح ننث اإلمام ننة ،ماهيته ننا وش ننروطها وم ننا يرتت نني عنه ننا ،وغفه ننا م ننن القض ننايا كحري ننة اإلنس ننان
واملسن ننؤولية " .فقن نند اهن ننتم املتكلمن ننون بالبحن ننث عن ننن ج ن ننوهر اإلنسن ننان ،وم ن نندى حريت ن ننه يف أفعالن ننه ،وقض ن ننايا املسن ننؤولية واجل ن ن اء
وحنوها2"...
ومل يتوقف االهتمام بقضايا اإلنسان عند طرح ج ئيات ختصه ،بل صنفت املؤلفات العديدة بعنوان اإلنسان بعد أن أفاضت
يف تعريفه ،حيث أن املطلع على ما ملع يف موسوعة مصطلحات علم الكالم اإلسالمي لسميح دغيم حول تعريف اإلنسان
عند املتكلمني كالنكام وبشر بن املعتمر وهشام بن احلكم والبلخي والعالف ،يسجل باندهاش كبف ال خم والعمق املعرفني يف
حماولة ضبم حد اإلنسان ،حيث حكى أبو القاسم البلخي عن أيب اهلذيل أنه هذا اجلسد الكاهر املرئي ا كل الشارب،
وحياته غفه ،وجيوه أن تكون احلياة عرضا وجيوه أن تكون جسما 3"...كما ذكر أبو بكر ا الل "أن ِْ
اإلنْ َسان يسمى
مستطيعا إِذا َكا َن سليما من اْ فَات 4وكذلك فعل األشعري وهو يفصل يف دليل العناية املبثوث يف األنفس قائال ":فاذا
وجدنا ما صار إليه اإلنسان يف هيئته املخصوصة به دون غفه من األجسام ،وما فيه من ا الت املعدة ملصاحله كسمعه
وبصره ،ومشه وحسه ،وآالت ذوقه ،وما أعد له من آالت الغذاء اليت ال قوام له إال تا على ترتيي ما قد حوج إليه من ذلك،
حىت يوجد يف حال حاجته إىل الرضاع بال أسنان متنعه من غذائه وحتول بينه وبني مرضعته ،فاذا نقل من ذلك وحوج إىل
غذاء ال ينتفع به ،وال يصل منه إىل غرضه إال بطحنها له جعل له منها بقدر ما به احلاجة يف ذلك إليه.
- 1علم الكالم اجلديد مدخل لدراسة الالهوت اجلديد وجدل العلم والدين :عبد اجلبار الرفاعي ،مرك دراسات فلسفة الدين-بغداد-الطبعة
األوىل.29 ،2418 :
- 2املدخل إىل دراسة علم الكالم :حسن حممود شافعي ،إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية-باكستان-الطبعة الثانية ( 1022ه2441-م)،
.221
- 3موسوعة مصطلحات علم الكالم اإلسالمي :مسيح دغيم ،مكتبة لبنان ناشرون-لبنان ،-الطبعة األوىل.239 ،1997:
-4العقيدة رواية أيب بكر ا الل :أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين (املتوىف201 :هن)
احملقق :عبد الع ي ع الدين السفوان ،دار قتيبة – دمشق-الطبعة :األوىل.110 ،1047 ،
122
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
واملعدة امل َعدَّة لطبخ ما يصل إليها من ذلك ،وتلطيفه حىت يصل إىل الشعر والكفر ،وغف ذلك من سائر األعضاء يف جمار
ُ
لطاف قد هيئت لذلك مبقدار ما يقيمها ،والكبد املع ّدة لتسخينها مبا يصل من حرارة القلي ،والرئة املهيأة إلخراج خبار
احلرارة اليت يف القلي ،وإدخال ما يعتدل به من اهلواء البارد باجتذاب املناخر ،وما فيها من ا الت املعدة روج ما يفضل
من الغذاء عن وقت احلاجة يف جماري 1ينفذ ذلك منها ،وغف ذلك مما يطول شرحه مما ال يصح وقوعه باالتفاا ،وال
يستغين فيما هو عليه عن مقوم يرتبه.
إذ كان ذلك ال يصح أن يرتتي وينقسم يف ساللة الطني واملاء املهني بغنف صنانع وال مندبر عنند كنل عاقنل متأمنل ،كمنا
ال يصنح أن يرتتني الندار علنى مننا حيتناج فيهنا منن البنناء بغننف مندبر يقسنم ذلنك فيهنا 1"..مضتتيوا قللته ":واسنتدل علنى وجننود
اهلل وحدوث اإلنسان من وجود اإلنسان نفسه2
وم ننن عن نناوين املؤلف ننات ال ننيت ج نناءت حت ننت مس ننمى اإلنس ننان عل ننى س ننبيل املث ننال ال احلص ننر :كا تتاب خلت ت اإلنس تتان
لألصمعي أبو سعيد عبد امللك بن قريي بن علي بن أصمع (املتوىف218 :هن)
وكتنناب اإلنستتان أليب هاشننم عبنند السننالم حممنند الجرتتائي3ف وأن يكننون كتابننا كننامال خمصصننا لإلنسننان فهننذا يعننين أنننه يتننناول
إشكاالته املطروحة والتحديات املعرفية والنفسية واالجتماعينة ،وكنذلك " عن ّد للنتلاخاي -حسنن بنن ُم َ
وسنى الننوخبيت أَبُنو ُحمَ َّمند
ي الشننيعي الْ ُمننتَ َكلّم مننن عُلَ َمناء اإلماميننة َكننا َن بعنند سننة 344ثََالمثِائَننة بَِقلِيننل-مصنننفا بعننوان كاتتاب ْاال ِستتاَْةا ةة كاتتاب ِ
الْبَن ْغ َنداد ّ
الرد على ابن الراوندي5". 4
ْ اإلنسان ..و"كتاب اإلنسان َو َّ ّ
كما جاء يف كتاب روح البيان ،أن للعامل اجللدكي أحد أشهر علماء القرن الثامن كتابا موسوما ب "اإلنسان"6
.083 َ - 1ه ِديَّة العارفني أَمسَاء املؤلفني وآثار املصنفني :املرجع السابق ،ج،2
.80 -2الفهرست :املصدر السابق،
121
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
-السياسة الشرعية ل تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن عبد اهلل بن أيب القاسم بن حممد ابن
تيمية احلراين احلنبلي الدمشقي (املتوىف827 :هن)
-رسلأ دار الخالفة هلالل بن احملسن بن إبراهيم بن هالل الصاب احلراين ،أبو احلسني ،أو أبو احلسن (املتوىف007 :هن)
-األيكاأ السلَانية :أبو احلسن علي بن حممد بن حممد بن حبيي البصري البغدادي ،الشهف باملاوردي (املتوىف:
014هن)
وقد أفرد القاضي عبد اجلبار يف املغين (ج ء التكليف) فصال يف حد اإلنسان وفائدته1
كما أورد أبو احلسن بن ميمنون الكنناين املكني املتنويف سننة204ه ،حنديثا قيمنا عنن اإلنسنان يف القنرآن الكنرمي":إن اهلل
أخرب يف كتابه عنن خلنق اإلنسنان يف مثانينة عشنر موضنعا ،منا ذكنره يف موضنع منهنا إال أخنرب عنن خلقنه ،وذكنر القنرآن يف أربعنة
ومخسننني موضننعا مننن كتابننه فلننم خيننرب عننن خلقننه يف موضننع منهننا وال أشننار إليننه بشننيء مننن صننفات ا لننق ،مث ملننع بننني القننرآن
واإلنسننان يف موضننع واحنند وأخننرب عننن خلننق اإلنسننان ،ونفننى ا لننق عننن القننرآن .فقننال ع ن وجننل{ :الن َّنر ْمحَ ُن َعلَّن َنم الْ ُقن ْنرآ َن َخلَن َنق
األنْسا َن} 3ففرا بني القرآن وبني اإلنسان2 ِ
َ
ومل نرصد اهتمام املتكلمني باإلنسان بصفة عامة فقم ،بل فاجأنا حضور املرأة يف الدراسات الكالمينة الرتاثينة ،وهنو منا
سيكون حمور حبثنا فيما يأيت:
خامسا :المرأة في الدراسات الكالمية.
نجل النرتاث الكالمنني مبناء منن ذهنني عناينة املنرأة املسننلمة واهتمامهنا بفهنم عقينندهتا مث نصنرهتا ،حينث كانننت وراء لقند س ّ
ت ننأليف العدي نند م ننن املص نننفات الكالمي ننة ،ح ننني اجته ننت إىل أعل ننم علم نناء عص ننرها يف ف نرتات هماني ننة خمتلف ننة تطل نني احل ننق فيه ننا
لنصرهتا ،حيث يسجل الباقالين يف مدخل كتاب اإلنصاف سبي التأليف قنائال" :أمنا بعند فقند وقفنت علنى منا التمسنته احلنرة
الفاضننلة الديّنننة –أحسننن اهلل توفيقهننا-ملننا تتوخنناه مننن طلنني احلننق ونص نرته ،وتنكنني الباطننل وجتنبننه ،واعتم نناد القربننة باعتقنناد
املفروض يف أحكام الدين ،واتباع السلف الصاحل من املؤمنني ،من ذكر ملل منا جيني علنى املكلفنني اعتقناده ،وال يسنع اجلهنل
به ،وما إذا تدين به املرء صار إىل الت ام احلق املفروض ،والسالمة من البدع والباطل املرفوض3"...
- 1املغين يف أبواب التوحيد والعدل (التكليف) :القاضي أيب احلسن عبد اجلبار األسد آبادي (ت 011ه) ،حتقيق جممد علي النجار،
مراجعة :إبراهيم مدكور ،وعبد احلليم النجار ،إشراف :طه حسني ،ج .371 ،11
-2احليدة واالعتذار يف الرد على من قال خبلق القرآن :أبو احلسن عبد الع ي بن حيىي بن مسلم بن ميمون الكناين املكي (املتوىف204 :هن) ،احملقق:
علي بن حممد بن ناصر الفقهي ،مكتبة العلوم واحلكم ،املدينة املنورة ،اململكة العربية السعودية
الطبعة :الثانية1023 ،هن2442/م.71 ،
.13 - 3اإلنصاف:
121
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
ولقد أعد الباحث يوسف احل ميري مشكورا دراسة قيمة يف املوضنوع أفناد تنا يف ملنع املنادة املعرفينة 1ومنن الشخصنيات
النسننوية األخننرى "ام نرأة تسننمى خفونننة أو خدونننة ،كانننت فقيهننة صنناحلة ،وممننا يننذكر مننن مفاخرهننا أن باقرتاحهننا وضننع اإلمننام
السالجلي عقيدته الشهفة ،توفيت سنة 190ه" 2و"كانت حتضر جملس عثمان السالجلي إمام أهل فاس يف األصول"3 .
كمنا "كاننت تعكننم أبنا عمننرو وتنوقره وتلن م جملسنه ،فرغبننت إلينه أن يكتنني هلنا يف لوحهننا شنيئا تقنرأه علنى مننا يل مهنا مننن
العقيدة ،فكان يكتي هلا يف لوحها فصال مىت كلفته ذلك ،فكانت حتفكه فاذا حفكته وحمته كتي هلنا لوحنا ثانينا ،فكنان ذلنك
دأتا حىت كملت هلا عقيدة وكتبتها وكتبت عنها ولقبت بالربهانية" 4علما أن الرجل كان يع ف عن الكتابة والتأليف.
وقد كان هلا الدور الباره ف الرتويج لعلم الكالم األشعري باملغرب وبفاس
وهكذا أصبحت املرأة من أهم حلقات السند يف رواية العقيدة الربهانية" ،هذه العقيدة املختصرة اليت فعلت يف الفكر
العقدي املغريب ما مل تفعله املؤلفات الضخمة ،وأثرت فيه مبا مل تؤثره الكتي املطولة".5وقد وضعت هلا شروحا عديدة مما
يبني األسية القصوى هلا.
وقد كان حلرائر اجل ائر نصيبا يف االهتمام بعلم الكالم والعقيدة ،مل تتمثل يف شخصية نسوية بعينها ،حيث نكم
السنوسي صغرى الصغرى للنساء وضعفاء احلفظ ،وتسمى أيضا احلفيدة وصغرى النساء6
وعلى هذا النسق سار اإلمام سيدي عبد القادر بن علي الفاسي (ت1491هن) حيث وضع خمتصر عقدي
ليسهل تعليم العقيدة للنساء والصبيان ،فقد ألف كتاب "عقيدة أهل اإلميان"" فهذا سرد عقيدة أهل اإلميان موضوعة ملن
أراد تعليمها للنساء والصبيان ،مصونة عن شبه أهل ال يغ وا ذالن ،خالية من تقرير الدليل والربهان ،قابلها اهلل بالقبول
والرضوان ،وأحتف عبده البائس املنكسر بالعفو والغفران"7
كما نكمها وشرحها حممد بن حممد بن أيب الغيث املعروف بدخان لعقيدة الشيخ السنوسي املسماة بعقيدة النساء
احل ميري ،العدد - 2191ا ميس 40سبتمرب 2447م املوافق 43 - 1صفحات من عناية املرأة املسلمة بالدرس العقدي :يوسف
رمضان 1029هن األرشيف http://www.achaari.ma/Article.aspx
- 2العلوم وا داب ،والفنون على عهد املوحدين :حممد املنوين ،مطبوعات دار املغرب للتأليف والرتملة والنشر-الرباط-طبعة ثاين 1398ه-
.31 ،1988
- 3خفونة الفاسية املغربية العاملة :حممد امحيمد ،د.ت ،د ،ط ،د ،ت1 ،
- 4املباحث العقلية يف شرح معاين العقيدة الربهانية :أبو احلسن علي بن عبد الرمحن اليفرين الطنجي (ت1330 /870م ،تقدمي وحتقيق:
ملال عالل البخيت ،الرابطة احملمدية للعلماء-اململكة املغربية ،اجمللد األول.32 ،
- 5عثمان السالجلي ومذهبيته األشعرية :الدكتور ملال عالل البخيت.170: ،
- 6ثالث عقائد أشعرية :أبو عبد اهلل حممد بن يوسف السنوسي التلمساين (ت731ه) ،دراسة وحتقيق :خالد ههري.74 ،
- 7عقيدة أهل ا إلميان :الشيخ اإلمام أبو حممد عبد القادر الفاسي املالكي األشعري(1491ه) ،اعتىن تا:ن ار محادي ،دار اإلمام ابن
عرفة-تونس.30 -
121
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
هننو دخنان راجنني اإلل ن نه قن ن ننال حمنمن ن نند عبين ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نند اهلل
لنكمننا عقيندة السنوسي مستوهي الفتنح من القدوس
مبتدينا باحل ن ن ن ن نمد والثنن نناء أعننني ت ن نا عقين ن ن ن ن ن ن ن ندة النسن ن نناء
كما يسجل الرتاث الكالمي أ ّن املرأة مل تكن فقم طالبة لعلم الكالم بل كانت ناظمة للعقيدة ،ومرمي بنت حني
الشيخة الفقيهة العابدة منوذجا حيا هلا حيث نكمت يف العقيدة "العشرون الواجبة"
ونصل من خالل هذه الدراسة إىل أن علم الكالم القدمي مل يهمل اإلنسان ،بل كان اإلنسان احملور األساس الذي تدور
حوله القضايا العقدية ،سواء تعلق األمر باإلهليات حيث أ ّن حبثها املقصد منه معرفة اإلنسان هلل ليهتدي إىل حسن عبادته يف
الدنيا والنجاة من عقابه يف ا خرة ،وكذلك مبحث النبوات والسمعيات ،فان املكلف املقصود من حبثها هو اإلنسان ،وقد
دارت األحباث واجلدل يف املسائل الكالمية حول قضاياه .وهذا ال يدين علم الكالم القدمي كونه تناول مسائل ختص كل يف
همنه ،مما جيعل السؤال مشروعا حول دعوى التجديد يف علم الكالم خصوصا إذا كانت القضية منقوضة يف األساس ،كون
السبي الداعي إىل التجديد متوفر يف علم الكالم القدمي ،وقد استشهدنا حبضور املرأة اإلنسان يف علم الكالم القدمي لتأكيد
حضور اإلنسان نسيه يف املباحث الكالمية القدمية واحلديث ،وهو ما جيعل السؤال حول االستئناف بدل التجديد –
حسي تصوري -مشروعا.
قائمة المصادر والمراجع:
-امللل والنحل :أبو الفتح حممد بن عبد الكرمي بن أىب بكر أمحد الشهرستاين (املتوىف107 :هن) ،مؤسسة الحلري ج.1
( 008شرح اجلرجاين) -2املواقف :اإلجيي عبد الرمحن بن أمحد عضد الدين ،طبعة بوالا ،القاهرة (1913م)،
- 1بنت حني اجلكنية (ت2411.م) ونكم العشرون الواجبة ،مرك أيب احلسن األشعري للدراسات والبحوث العقدية.
http://www.achaari.ma/Article.aspx?C=5944
121
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
- 3شرح العقائد النسفية :سعد الدين بن عمر التفتاهاين ،تقدمي :جملس املدينة العلمية ،مكتبة املدينة ،باكستان ،الطبعة
الثانية1033ه2412-م.
- 0إحصاء العلوم :أبو نصر الفارايب ،قدم له وشرحه وبوبه :علي أبو ملحم ،دار ومكتبة اهلالل ،الطبعة األوىل،1998:
-1تفسف التسرتي ،نقال عن :أمحد حممود صبحي ،يف علم الكالم ،دراسة فلسفية راء الفرا اإلسالمية يف أصول الدين،
-1املعت لة ج ،1بفوت ،لبنان ،ط1041( ،1هن1971-م).
-8علي عبد الفتاح املغريب :الفرا الكالمية اإلسالمية ،مكتبة وهبة ،القاهرة1011( ،هن1991-م) ،ط.2
-8ضحى اإلسالم :أمحد أمني ،دار الكتاب العريب ،بفوت ،لبنان( ،د.ط) ،ط،14
-7مسند اإلمام أمحد بن حنبل :أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين (املتوىف201 :هن)،
احملقق :أمحد حممد شاكر ،دار احلديث -القاهرة
الطبعة :األوىل 1018 ،هن 1991 -أ
-9الشيخ حافظ بن أمحد احلكمي :معارج القبول ،ضبم نصه وعلق عليه وخرج أحاديثه :عمر بن حممود أبو عمر ،مج،3
دار ابن القيم ،دار ابن ح م ،اململكة العربية السعودية1011( ،هن1991-م) ،ط.3
-11املعت لة بني الفكر والعمل :أبو لبانة (حسني) مبشاركة علي الشايب ،عبد اجمليد النجار ،الشركة التونسية للتوهيع،
(1989م.
-12مقاالت اإلسالميني :األشعري ،حتقيق :حممد حمي الدين عبد احلميد ،ط1989( ،2م).
-13التنبيه والرد على أهل األهواء والبدع :امللطي حممد بن أمحد أبو احلسن ، :حتقيق :حممد هاهر الكوثري ،طبعة مكتبة
املثىن بغداد1987( ،م.
-10علي عبد الفتاح املغريب :الفرا الكالمية اإلسالمية-املعت لة ،مدخل ودراسة ،مكتبة وهبة1011( ،هن1991-م)،
ط.،2
-11يف الفلسفة اإلسالمية منهج وتطبيقه :إبراهيم مدكور ،ج ،2مسفكو للنشر والطبع.،
-18علم الكالم اجلديد مدخل لدراسة الالهوت اجلديد وجدل العلم والدين :عبد اجلبار الرفاعي ،مرك دراسات فلسفة
الدين –بغداد-الطبعة األوىل2418 :
- 18املدخل إىل دراسة علم الكالم :حسن حممود شافعي ،إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية-باكستان-الطبعة الثانية
( 1022ه2441-م.
- 17موسوعة مصطلحات علم الكالم اإلسالمي :مسيح دغيم ،مكتبة لبنان ناشرون-لبنان ،-الطبعة األوىل.1997:
-19العقيدة رواية أيب بكر ا الل :أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين (املتوىف201 :هن)،
احملقق :عبد الع ي ع الدين السفوان ،دار قتيبة – دمشق-الطبعة :األوىل.1047 ،
121
ISSN :1112-4377 مجلة المعيار
السنة4242 : عدد24 : مجلد42 :
-24رسالة إىل أهل الثغر بباب األبواب :أبو احلسن علي بن إمساعيل بن إسحاا بن سامل بن إمساعيل بن عبد اهلل بن
موسى بن أيب بردة بن أيب موسى األشعري (املتوىف320 :هن) ،احملقق :عبد اهلل شاكر حممد اجلنيدي ،الناشر :عمادة البحث
العلمي باجلامعة اإلسالمية ،املدينة املنورة ،اململكة العربية السعودية ،الطبعة1013 :هن.
- 21الفهرست :أبو الفرج حممد بن إسحاا بن حممد الوراا البغدادي املعت يل الشيعي املعروف بابن الندمي (املتوىف:
037هن) ،احملقق :إبراهيم رمضان ،دار املعرفة بفوت – لبنان-الطبعة :الثانية 1018هن 1998-من 210. ،و ةه ْديَّة
ي (الْ ُمتَ َّ ِ ِ ِ ِ
وىف1399 :هن) ،طبع ةسماء املؤلفني وآثار املصنفني :إ ْمسَاعيل بن ُحمَ َّمد أَمني بن مف سليم الباباين الْبَن ْغ َداد ّ
الرارفين أ ة
يب بفوت بعناية وَكالَة املعارف اجلليلة ِيف مطبعتها البهية إستانبول ،1911 ،أعادت طبعه باألوفستَ :دار ْ
إحيَاء الرتاث الْ َعَرِ ّ
– لبنان-ج.189 ،1
- 22روح البيان :املؤلف :إمساعيل حقي بن مصطفى اإلستانبويل احلنفي ا لويت ،املوىل أبو الفداء (املتوىف1128 :هن)،
الناشر :دار الفكر – بفوت-ج.0
- 23املغين يف أبواب التوحيد والعدل (التكليف) :القاضي أيب احلسن عبد اجلبار األسد آبادي (ت 011ه) ،حتقيق جممد
علي النجار ،مراجعة :إبراهيم مدكور ،وعبد احلليم النجار ،إشراف :طه حسني ،ج .11
-20احليدة واالعتذار يف الرد على من قال خبلق القرآن :أبو احلسن عبد الع ي بن حيىي بن مسلم بن ميمون الكناين املكي
(املتوىف204 :هن) ،احملقق :علي بن حممد بن ناصر الفقهي ،مكتبة العلوم واحلكم ،املدينة املنورة ،اململكة العربية السعودية،
الطبعة :الثانية1023 ،هن2442/م.
-21صفحات من عناية املرأة املسلمة بالدرس العقدي :يوسف احل ميري ،العدد - 2191ا ميس 40سبتمرب 2447م
املوافق 43رمضان 1029هن األرشيف http://www.achaari.ma/Article.aspx
- 28العلوم وا داب ،والفنون على عهد املوحدين :حممد املنوين ،مطبوعات دار املغرب للتأليف والرتملة والنشر-الرباط-
طبعة ثاين 1398ه.1988-
- 28خفونة الفاسية املغربية العاملة :حممد امحيمد ،د.ت ،د ،ط ،د ،ت1 ،
- 27عثمان السالجلي ومذهبيته األشعرية :الدكتور ملال عالل البخيت ،د.ط ،د.ت.
- 29ثالث عقائد أشعرية :أبو عبد اهلل حممد بن يوسف السنوسي التلمساين (ت731ه) ،دراسة وحتقيق :خالد ههري.
- 34عقيدة أهل اإلميان :الشيخ اإلمام أبو حممد عبد القادر الفاسي املالكي األشعري(1491ه) ،اعتىن تا :ن ار محادي،
دار اإلمام ابن عرفة-تونس.-
-31املباحث العقلية يف شرح معاين العقيدة الربهانية :أبو احلسن علي بن عبد الرمحن اليفرين الطنجي (ت1330 /870م،
تقدمي وحتقيق :ملال عالل البخيت ،الرابطة احملمدية للعلماء-اململكة املغربية
32ى -بنت حني اجلكنية (ت2411.م) ونكم العشرون الواجبة ،مرك أيب احلسن األشعري للدراسات والبحوث العقدية.
http://www.achaari.ma/Article.aspx?C=5944
121