Professional Documents
Culture Documents
1800-1500
َخال ُد ُّ
الر َو ْي ِه ُب
1800– 1500
الر َو هْيِ ُ
ب تأليفَ :خالدُ ُّ
الواضح بني الكتابني جلهة املوضوع ،إال أهنام يشرتكان يف مجلة من اجلوانب
منها التداخل يف احلقول املعرفية التي اعتمدها املؤلفان من فقه ،وتاريخ،
وأدب ،ورحالت ،وتراجم وسري وغريها ،واألهم ،بالنسبة يل كمرتمجة،
إن جزء ًا ال بأس به من املصادر املعتمدة يف الكتابني هي مصادر عربية يف
أصلها .يتطلب ذلك من املرتجم الرجوع إىل املصادر األصلية توخي ًا للدقة
يف ايراد النقوالت الشعرية والنثرية والفقهية .وال اخفيكم أن هذا-زيادة
عىل موضوع الكتاب اإلشكايل واحلساس -هو السبب الرئيس يف اعتذاري
املبدئي عن الرتمجة ،فاذا كانت ترمجة كتاب تتطلب عدة اشهر من العمل
املتواصل ،فإهنا-يف هذه احلالة -تتطلب عدة اشهر إضافي ًة استكامالً لعملية
البحث عن املصادر العربية ومراجعتها وتدقيقها ،وهي مهمة ليست يسرية
يف ضوء االختالف يف طبعات الكتب ووجود بعضها يف شكل خمطوطات
غري حمققة وتعذر احلصول عىل بعضها اآلخر .ويبدو أن الدكتور نصري كان
أكثر ارصار ًا ورغب ًة مني يف ترمجة الكتاب ،فام كان منه إال أن يتصل ثانية-
بعد بضعة اشهر -طالب ًا مني هذه املرة ،إعادة النظر يف قراري ،ففعلت.
وكشفت القراءة الثانية للكتاب ،يف احلقيقة ،عن مواضع جذب مل اتنبه
هلا من قبل .إذ يمكن عدَ الكتاب تكملة لـ (أنثروبولوجيا اجلنس) الذي
صدر عن املركز يف ،2017ولكنه خيتلف عنه جلهة املوضوع .فبينام يركز
بنحو رئيس ،يتمحورٍ (أنثروبولوجيا اجلنس) عىل العالقة بني الرجل واملرأة
(ما قبل املثلية) حول موضوع إشكايل ومثري للجدل هو عالقة الذكر بالذكر
أو اشتهاء املامثل يف اجلنس بني الذكور .وثمة عامل شخيص شجعني عىل
ٍ
بعدد كبري من الشعراء واألدباء والرحالة ترمجة الكتاب هو دوره يف تعريفي
وكاتبي السري والرتاجم واملتصوفني والفقهاء الذين أفدت كثري ًا واستمتعت
بقراءة مؤلفاهتم.
اجلنسية ،وما تزال ،باهتامم واسع يف الكتابات الغربية؛ اهتامم تُرجم إىل
دراسات وكتب ومواقف ومطالبات وحتركات اجتامعية وسياسية وقانونية.
إىل عقوبات قد تصل إىل حد املوت بحسب احلالة واملدرسة الفقهية .إال إن
السجالت والوثائق التارخيية تبني أن هذه العقوبات كانت تفرض بنحو غري
منتظم يف حاالت حمددة يقف عىل رأسها االغتصاب واالفعال االخرى التي
تُعد انتهاك ًا صارخ ًا لالخالقيات واألعراف العامة .وخالف ًا للمثلية الفعلية
اجلسدية ،كانت موضوعات املثلية االيروسية شائعة يف الشعر واألنواع
األدبية االخرى املكتوبة باللغات الرئيسة يف العامل املسلم من القرن الثامن
حتى الزمن احلديث .وتصورات املثلية اجلنسية املوجودة يف النصوص
االسالمية الكالسيكية تشبه الكتابات اليونانية-الرومانية القديمة أكثر
منها التصورات الغربية احلديثة عن التوجه اجلنيس .إذ كان يتوقع أن العديد
أو أكثرية الرجال البالغني سينجذبون جنسي ًا إىل النساء واملراهقني الذكور
كليهام (برصف النظر عن التعريف) ويتوقع من الرجال الرغبة يف اداء دور
الفاعل ال املفعول به يف العالقة اجلنسية املثلية متى ما امتوا سن البلوغ.
ليس ثمة ،يف الواقع ،ادلة كافية ختربنا عن ممارسة املثلية اجلنسية يف
اخلمسني ومئة عام ًا األوىل من عمر املجتمع اإلسالمي .إال ان الشعر املثيل-
13 مقدمة املرتمجة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
االيرويس قد برز تدرجيي ًا حتى هيمن عىل املشهد األديب يف هناية القرن الثامن
يف شعر الشاعر العبايس أيب نؤاس الذي برع يف نظم ما ُيعرف بشعر (الغزل
باملذكر) .وحاول اجلاحظ تفسري السبب يف هذا التغري املفاجئ يف املواقف
حيال املثلية بوصول اجليش العبايس من خراسان الذي قيل إن أفراده
اختذوا من خدمهم وغلامهنم رشكاء هلم يف العالقة اجلنسية بعدما منعوا
من اصطحاب زوجاهتم معهم .كام ان الثراء املادي الذي شهدته عدد من
حوارض املدن بعد التمدد اجلغرايف للدولة اإلسالمية قد رافقه تساهل مع
بعض من املامرسات واألفعال -التي كانت تُعد مستهجنة -وتبني الكثري
من العادات والتقاليد االجنبية ،وهذا ما تعكسه ’الغالميات‘ التي شاعت
يف األدب العريب يف تلك احلقبة.
ويتعني عىل من يتصدى إىل تأليف كتاب يتناول موضوع ًا إشكالي ًا كهذا
االحاطة بمعاين الكلامت واملفهومات املتداخلة يف شتى العلوم اإلجتامعية)
ومعرفة الفروق الدقيقة بينها وال سيام يف فضاء سياقاهتا التارخيية ،فالكثري
من اللبس الذي رافق احلديث يف هذا املوضوع منبعه عدم توخي الدقة يف
نقل املعلومة ،واعتامد األدبيات االجنبية عىل مصادر ثانوية وترمجات خمتزلة
وربام شوهاء للمؤلفات العربية .وبنا ًء عليه ،ال بد من التمييز بني املسميات
الدالة عىل املثلية واملقرتنة هبا عىل الرغم من التشابه الظاهري بينها.
فالكتاب يستعمل ( )sodomyو( )pederastyو( )liwātبمعنى واحد
حد ما هو اللواط أو االتيان يف الدبر .ويصدق األمر ذاته عىل مفردات إىل ٍ
غالم ،صبي ،امرد ،مراهق ،حدث التي تدل عىل فئة عمرية حمددة .إال أن
بني يف التعامل معها؛ ٍ
اختالف ٍ نظرة متفحصة إىل هذه املسميات تكشف عن
اختالف تقتضيه الظروف التي حيدث فيها الفعل ،واالطراف املشرتكة فيه،
وموقع هذه االطراف جلهة الفاعلية واملفعولية ،وارتباط كل ذلك بجملة
من التصورات االجتامعية والثقافية والفقهية .فاألُبنة التي تصدق عىل
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 14
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطرف الذي يرغب أن يؤتى به يف الدبر ليست املثلية التي اختار (ب.
ناثان) ترمجتها إليها ،بمعنى اهنا تصدق عىل املفعول به ال الفاعل يف العالقة
الرشجية.
وبينام ال ُيشك يف وجود عالقات جنسية وايروسية بني رجال وغلامن يف
احلقبة ما قبل احلديثة يف أوساط النخبة احلرضية يف العامل العريب-اإلسالمي،
يرى الروهيب أن تسمية سلوك كهذا (مثلية جنسية) هو مبالغة يف التبسيط
والتعميم .إن مفهوم ( املثلية اجلنسية) الغريب احلديث كام نفهمه اليوم مل
يكن موجود ًا يف العامل العريب اإلسالمي .وباملثل ،فإن التاميزات التي كانت
حارضة ضمن ما يمكن تسميته بالسلوك (املثيل اجلنيس) ،الذي كان موجود ًا
يف العامل العريب اإلسالمي يف احلقبة ( ،)1800-1500ليست معروفة أو
واضحة يف الغرب احلديث اليوم ،أو إهنا كانت حتظى بأمهية وتوكيد أكرب يف
السياق العريب مما يمكن حلظه يف السياق الغريب احلديث .واألهم بني هذه
التاميزات هو التاميز بني الفاعل/الوالج واملفعول به /املستقبل ،وهو متايز
ال جيري التوكيد عليه يف السياق الغريب املعارص.
وليس هذا التاميز بني الفاعل واملفعول به متايز ًا بسيط ًا يمكن جتاهله.
فبينام يبدو املفعول به أقرب إىل الفكرة الغربية احلديثة لـ (املثيل اجلنيس)،
يبدو اهنام كليهام -الفاعل واملفعول به -حيوزان مواقع خمتلفة يف عالقات
السلطة التي حتكم الطرفني ويف املجتمع كذلك .بمعنى إن اداء دور
الفاعل يف العالقة اجلنسية هو دليل وعالمة عىل كل ما هو ذكوري :اهليمنة
والرجولة واالنتصار .ومن األدلة البينة عىل ذلك توظيف املؤلفني والكتاب
صور الفاعلية يف العالقة اجلنسية حيث تكون الغلبة هلم بوصفها دلي ً
ال عىل
هيمنتهم وقدرهتم عىل هزيمة عدوهم يف اخلصومات واملنازعات ،مثلام
بني الروهيب يف الفصل األول .إال ان ذلك ال يعني أن اداء دور الفاعل َ
يف العالقة اجلنسية يربأ الشخص من الوصمة االجتامعية املقرتنة بمامرسة
15 مقدمة املرتمجة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجل أخر مع حلظ تعذر معرفة نوع السلوك اجلنيس الواقع ٍ اجلنس مع
ال بني الرجال والغلامن خلف األبواب املؤصدة يف ظل التضارب يف فع ً
ادعاءات طريف العالقة يف بعض من احلاالت .وبرغم ذلك ثمة اتفاق عام
يف املجتمعات قيد الدراسة أن الصبي أو الغالم يسلك يف العادة سلوك ًا أكثر
(سلبية واستسالم ًا)؛ سلوك فيه حماكاة واضحة للدور الذي تؤديه األنثى يف
املامرسة اجلنسية املعتادة.
وإىل جانب التاميز بني الفاعل واملفعول به ،هناك التاميز بني الرغبة
العفيفة يف أكثرية الشعر الغزيل مقابل الرغبة اللواطية .وحتى اذا اخرتنا
جتاهل التاميز بني احلب الرومانيس العفيف وبني شهوة اللواط املتخيلة،
تدل بعض من أدبيات تلك احلقبة ومصادرها أن بعض ًا من الرجال أختار
كتابة الشعر الغزيل العاطفي ملعشوقني متخيلني ،مؤكدين بذلك الفرق بني
ِ
الفكر واألفعال التي جتعل (املثلية اجلنسية) مفردة إشكالية يف هذه احلالة.
ان يترصف بنبل مع الشاب موضوع العاطفة .يف سياقنا الثقايف اخلاص،
ثمة مواقف ينظر فيها الرجل البالغ إىل مشاعره نحو غالم غري ولده
بوصفها مرشوعة ونافعة رشيطة االحجام عن ادخال العنرص االيرويس يف
العالقة ،بمعنى إن هذه العالقة يف ذاهتا غري مؤذية لرفاهية الغالم .إن متويه
املؤرخني احلديثني للتاميز بني اللواط والتعبري عن حب الغلامن والصبيان
ابتغاء وصفها بـ (املثلية اجلنسية) ال يبدو جمدي ًا .وباستعامل مقاربة متامزجة
املعارف ،أظهر الروهيب كيف أدان الفقهاء اإلسالميون (اللواط)(أو
اإلتيان يف الدبر) لكن ليس ’املثلية‘؛ بمعنى إن كتابة قصيدة حب ختاطب
شاب ًا ذكر ًا لن تدخل بسهولة ويرس يف خانة اللواط .وبنا ًء عىل ذلك ،فإن
ازالة اللبس عن املغالطات التارخيية قبل بروز مفهومات اجلنسانية واملثلية
اجلديدة يف العرص احلديث هي إحدى الغايات التي يرمي (ما قبل املثلية)
إىل حتقيقها.
يبدأ الكتاب بمراجعة موجزة ملا أسامه املؤلف اآلراء األصولية مقابل
البنائية للمثلية اجلنسية .والفكرة االساسية يف الرأي األول هي أن الطريقة
التي جرى هبا التعبري عن اجلنسانية وفهمها ال ختتلف كثري ًا من ثقافة إىل
أخرى أو من حقبة زمنية إىل أخرى .وهذا خيالف املنظور أو الرأي الثاين
الذي يقول إن كل ثقافة أو حقبة زمنية تطور أو تبني أشكال اجلنسانية
اخلاصة هبا .وقد تتداخل هذه األشكال مع نظريهتا الشائعة يف الثقافات
األخرى ،ولكنها برغم ذلك ،تتحدد وتتأثر يف تشكلها باخلصائص املهيمنة
يف كل ثقافة .وعىل الرغم من ترصحيه أن (احلكم يف النزاع بني البنائيني
واألصوليني ينبغي ،تقليدي ًا ،أن يستند إىل دراسة دقيقة لألدلة التارخيية)،
يظهر واضح ًا أن الروهيب يتبنى وجهة النظر البنائية ،فهو جيادل أن اآلراء
األصولية للمثلية اجلنسية يف العامل العريب االسالمي مل تنتبه إىل التضاد بني
الدورين اللذين يؤدهيام طرفا العالقة اجلنسية الرشجية :الفاعل واملفعول به،
17 مقدمة املرتمجة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ال اضطراريا وخارج نطاق النقاش الديني .وكان يف غرام غالم ُيعد فع ً
اكثرية الفقهاء يبيحون نظم الشعر الغزيل اللواطي أو اجلنيس املتخالف يف
التاريخ اإلسالمي ،عىل الرغم من تقييد ذلك برشط عدم الكشف عن أسم
املعشوق وهويته.
يف سياق تغري ملحوظ يف املشهد االجتامعي العام يف هذه املنطقة؛ تغري كان
للشبكة العنكبوتية وتطور وسائل التواصل االجتامعية الدور األكرب فيه
جلهة مساعدة مثليي اجلنس يف االعالن عن انفسهم وتسهيل مهمة احلصول
عىل رشكاء هلم من خالل مواقع معنية باملواعدة ،زيادة عىل استمرار مثليي
اجلنس املسلمني يف الغرب يف رفع سقف مطالبهم عرب تأسيس العديد من
املنظامت واجلمعيات التي تعتني بأوضاعهم ومتثيلهم.
ومما يحُ سب لكتاب (ما قبل املثلية) أسلوبه البحثي الرصني ودقته يف
عرض وجهات النظر واآلراء املختلفة باملثلية ورؤيته الواضحة وتناوله،
ورصيح ،عدد ًا من املوضوعات واجلوانب املعقدة
ٍ ٍ
مبارش ومتساوق ٍ
بنحو
املحيطة بثقافة االيروسية املثلية التي كانت منترشة يف البلدان الناطقة
بالعربية يف االمرباطورية العثامنية مثل الترشيعات الدينية واملواقف
واملامرسات املجتمعية واقتصاديات اجلسد واجلامليات والرغبات العاطفية.
وقد ُيفرس ذلك حرص الروهيب عىل تزويد دراسته بقائمة طويلة من
اهلوامش بلغت يف النص األصيل سبع وثالثني صفحة واستعانته بمصادر
يف عدة لغات مع استئثار العربية واإلنكليزية بحصة األسد .وثمة ميزة
آخرى حتسب للكتاب هو دوره يف تصويب الكثري من التحيزات ومساوئ
الفهم النامجة عن التعجل يف احلكم واالعتامد عىل ظواهر االشياء من دون
حماولة سرب اغوارها ومعرفة تفاصيلها .ويحُ سب لـ (ما قبل املثلية) كذلك
نجاحه يف اثبات أن اجلنسانية ،مثلها مثل اجلندر ،هي خاصية جيري بناؤها
وختيلها وفرضها يف املجتمعات .إن متييز الباحث الدقيق واحلذر بني فئات
املشاعر والتعبريات والسلوك واملفردات املختلفة واألطراف املشاركة يف
العالقة االيروسية يؤكد رضورة إعادة النظر ومراجعة الكثري من التقييامت
التي قدمتها الدراسات احلديثة عن املجتمعات االسالمية واألدب العريب
والتاريخ املقارن للمثلية اجلنسية .والكتاب ،يف هذا اجلانب حتديد ًاُ ،يعد
23 مقدمة املرتمجة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إسهام ًا رئيس ًا وإضافة مهم ًة إىل دراسات تاريخ املثلية اجلنسية يف الرشق
األوسط ،وهو خطوة كبرية إىل اإلمام يف حتليل األدب يف منطقة وحقبة
زمنية ما تزال بحاجة إىل املزيد من البحث واملراجعة.
يمكن ،يف الواقع ،عدَ (ما قبل املثلية) من أِول املعاجلات املنهجية
املنتظمة التي يمكن للباحثني التعويل عليها يف دراسة عالقة الذكر بالذكر
يف منطقة الرشق االوسط يف احلقبة ما قبل احلديثة .فباالستناد إىل جمموعة
كبرية من املصادر األساسية ،متكن الروهيب من ردم جزء كبري من الفجوة يف
معارفنا ونظرتنا التقليدية إزاء االيروسية الذكورية يف العامل العريب االسالمي
ما قبل احلديث .وأحسب أن قراءة الكتاب ستكون الزامية لطالب األدب
والثقافة العربية والعثامنية ،وعلم االجتامع والتاريخ الفكري وتاريخ اجلنس
وكذلك للمهتمني بتاريخ االسالم وترشيعاته واملقاربات الدينية للجنسانية
عىل وجه العموم.
وثمة جانب اخر ال يقل أمهية عن النسبية الثقافية ،فعىل الرغم من أن
الكتاب مكتوب بطريقة بارعة ،وغني يف تفاصيله ،ونقاشاته ،ولكنه وصفي
يف جوهره .ثمة فرص أهدرها الروهيب لتقديم الفكر واملفهومات من
منظورات النسوية ونظرية الشذوذ -مثالً -التي كان يمكن هلا أن تضفي
الكثري عىل النقاشات وتثرهيا .وزيادة عىل ذلك ،يلحظ إحالة الكتاب عىل
فوكو يف بعض من مفاصله ،ولكنه خالف ًا للمفكر الفرنيس الذي برع يف
25 مقدمة املرتمجة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان الكتاب ،حسبام أظن ،ليكون اكثر اكتامالً لو زود بمبحث يبني
لنا الظروف السياسية واالقتصادية واالجتامعية التي كانت سائدة يف تلك
احلقبة الطويلة والتغريات التي طرأت عىل أنامط احلياة يف املجتمعات العربية
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 26
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التي اسهمت يف بروز انامط أدبية وظواهر اجتامعية كهذه .مبحث كهذا
ال بتعميق فهمنا للموضوع قيد الدراسة والسيام يف ظل حديث كان كفي ً
الروهيب عن دور العامل االقتصادي وايراده حكايات تغاىض فيها األهل
ووافقوا عىل أن يقدم ابنهم الصبي خدمات جنسية ملتنفذين واثرياء لقاء
مبالغ مالية .وباملثل فقد اغفلت الدراسة احلديث عن مواقف السلطات
احلاكمة واالجراءات التي كانت تتخذها وطبيعة دورها أما يف التشجيع
عىل املامرسة أو احلد منها.
وثمة جانب آخر يتعلق باخلامتة .إذ عزا الروهيب التغري يف املوقف
نحو التعبريات املثلية إىل تغلغل املواقف والقيم الغربية مؤكد ًا اهنا السبب
الوحيد وراء املوقف املتشدد الذي تبنته املجتمعات الرشق اوسطية والذي
تٌرجم إىل عمليات حذف وتعديل طالت العديد من األدبيات واملصادر
مثل (الف ليلة وليلة) و(ديوان أيب نؤاس) و(لوعة الشاكي ودمعة الباكي).
وأرى أنه سيكون معقوالً اكثر القول بتعايش املواقف املتساهلة والرافضة
للمثلية اجلنسية جنب ًا إىل جنب يف هذه املجتمعات .وهذا يعني أن السبب يف
التغري الذي شهدته هذه املواقف يعود إىل عوامل خارجية وداخلية كثرية.
بذل جهود ًا كبرية كام يتبني من اهلوامش التي فاقت املئة التي تفضل بإيرادها
توضيح ًا ودع ًام للكتاب .ارتأيت -من جانبي -إضافة بعض من امللحوظات
والرشوحات الرضورية لتقديم نص مواز ومفهوم للقارئ العريب ختمتها
بـ (املرتمجة) متييزا هلا عن هوامش النص األصلية باللغة االنكليزية .وزيادة
عىل ذلك ،ال بد من التنويه اىل استعانتي ببعض املصادر العربية واالنكليزية
يف كتابة هذه املقدمة.
وختام ًا ،أمل أن تؤلف ترمجة هذا الكتاب إضافة إىل املكتبة العربية وإىل
الباحثني املعتنني بموضوعات اجلنسانية ،واجلندر ،واجلنس ،وباهلل التوفيق.
شك ٌر وتقدي ٌر
ِ
أطروحة دكتوراه قدَّ ْمتُها أيديكُم نسخ ٌة ُمن َّق َح ٌة ِم ْن
بني ِ الكتاب ِ
الذي َ ُ
ِ ِ ِ ِ
راسات الشرَّ ق َّية يف جام َعة «كامربج» استكامالً ملتط َّلبات ِ ِ
نيل إىل قس ِم الدِّ َ
ِ
درجة الدُّ كتوراه.
ِ
واالمتنان إىل ووافر الت ِ
َّقدير ِ الش ِ
كر بجزيل ُِّ الفرص َة هنا ألتقدَّ َم وأنتهز
ُ
َ
وجملس الدِّ راساتِِ ِ ِ
َ كامربج األوروبيِّ ِّ ،َ وصندوق ك ِّل َّية كوربس كريستيُ ،
مرشوعي البحثِ ِّي
ِ ِ
متويل املشارك َِة يف
َ لتفض ِل ِهم يف
كامربج ُّ
َ العليا يف جام َع ِة
تظهر
َ راس ِة ْ
أن ِ ِ
السخ ِّي ،مل ْ يك ْن هلذه الدِّ َ
ِ ِ
دعمهم َّ
فمن ِ
دون ِ ِ ِ ِ
لنيل هذه الدَّ رجةْ ،
ظهر ْت فيه. بالش ِ ِ
َّ
كل الذي َ
ينضب للدَّ ع ِم والن ُّْص ِح يف
ُ مصدر ًا و َمعين ًا ال (باسم ُمساملُ) ْ ُ كان مرشفيِ َ
األمر كذلِ َك
ُ ويصدُ ُق
حتت إرشافهْ ،
ِِ األطروح ِة َ َ
ِ
كتابة قض ْيتُها يفنني التِي َ الس َِّ
بريوت ِ ِ ِ
الرحي ِم عبد احلُ َسينْ ِ ) األستاذ يف اجلام َعة األمريك َّية يف ِ ِ
َ عىل (عبد َّ
ِ ِ
وشج َعني يف اعتقادي بإمكان البحث يفِ ِ ِ
أوائل َم ْن دعمني ِ كان ِم ْن
الذي َ ِ
َّ
ال مهماّ ً يفهذه ،وقدْ أ َّدى عم ً مثل ِ دراسة ِ ٍ ِ
كتابة ِ
وإمكان مثل هذا؛ موضو ٍع ِ ُ
َّارخييةِ.
احلقبة الت ِ
ِ هبذهِات املعني ِة ِ ادر واألدبِي ِ باملص ِ ِ
َّ َّ َّ تعريفي َ
كل ِم ْن (مايكل كوك ـ Michael ِ
الفضل إىل ٍّ بالقدر ذاتِ ِه ِم َن
ِ وأدين
)Cookو (غريتڤانجانجيلدرـ )Geert van Jan Gelderو (جيمس
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 30
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اإلشادة بجهود (كريستن شواب ـ ِ وال بدّ يل يف هذا املقا ِم ِم َن
ٍ
وحرص بيقظة ومهن َّي ٍة
ٍ )Christine Schwabالتِي تاب َع ْت وأرش َف ْت
املطبع َّي ِة.
ِ ِ
َّجارب تص ِ
حيح الت ِ
الكتاب يف مرحلة ْ بال َغ ِ
ني عىل
31 شك ٌر وتقدي ٌر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املذكورين أعاله ،أضحى عمليِ كل ِم َناجلهود التِي بذلهَ ا ٌّ
ِ
َ ُ ِ َ ِ
وبفضل
بمفر ِدي. ٍ
بكثري ممَّا لو كن ُْت عمل ُت ُه َ َ
أفضل
ٍ
بعض ِ
بإخفاقي يف ِ
االعرتاف الرغ ِم ِم ْن ذلِ َك ـ ِم َن
والبدَّ يل ـ عىل ُّ
حات! ولذلِ َك َّعليقات واملقرت ِ
َ
ِ بحكمة مع ِ
هذه الت ٍ َّعامل ِ
األحيان يف الت ِ ِم َن
ور املتب ِّق َي ِة التِي يعانيِ
القص ِ ِ ِ
اإلقرار بمسؤول َّيتي عن مناحي ُ سوى ِ
ال يمكنني َ
ُ
الكتاب.
ُ منها
ات الشرَّ ِق َّي ِة ،واملكت َب ِة مكتب ِة جامع ِة كامربج ،ومكتب ِة قس ِم الدِّ راس ِ
َ َ َ َ
بريوت، َ الربيطانِ َّي ِة ،ومكت َبة (جافت ـ )Jafetيف اجلام َعة األمريك َّية يف
ِ ِ ِ ِ
ِ ِ واألفريق َّي ِة،
ِ ات الشرَّ ِق َّي ِة
لندن للدِّ راس ِ ومكت َب ِة ك ِّل َّي ِة
ومؤس َسة اإلرث ال َّثقافيِ ِّ َّ َ َ
عاص َم ِة الربوسيِ ،ومكتب ِة جامع ِة برنستن ،ومكتب ِة جسرت بيتِي يف دبلن ِ
َ َ َ َ َ َ ِّ
إيرلندا.
لبعض ِم ْن
ٍ ِ
وتقديري وافر ِ
شكري وال يس َعنِي يف اخلتا ِم إلاَّ التَّعبري عن ِ
ُ
ِ ِ ِ ِ أفراد العائ َل ِة
ِ
وهم: بني الذي َن استم َت ْع ُت بكر ِم ضيافتهمُ ،
املقر َ
واألصدقاء َّ ْ
صلتي).
ٌّ رشيف) و (نرسي ُن
ٌ ُ
(مالك وهيب) و
الر ُ ُ
(مروان ُّ وهيب) و
الر ُ (منَى ُّ
(سمري طرابلسيِ ِّ )
ٍ جر ٍار) و
(ماهر َّ
َ كل ِم ْن ول إىل ٍّ موص ٌ
ُ كر ّ
والش ُ
خروا جهد ًا يف مساعدَ تيِ يف ِ ٍ َ ٍ َ
(آمال غزال) الذي َن مل ْ يدَّ ُ (سليامن مراد) و و
ِ
بالوسائل احلص ُ
ول عليها ٍ
ونسخ م ْن خمطوطات َّ
يتعذ ُر ِ ٍ ول عىل ٍ
كتب احلص ِ
ُ ُ
َّقليديةِ.
الت ِ
َّ
ول كذلِ َك إىل (مانجا كلمنسك ـ )Manja Klemenčič موص ٌ
كر ُ والش ُ ّ
معي ،وكذلِ َك إىل ِ
والد َّي عىل ِّ
كل ما قدَّ ماه يل. لدعمها وص ِربها ِ
ِ
َ
املقد َم ُة
َّ
جرى ِم ْن خاللهِ ا ِ ِ ِ ِ ِ
راس ُة احلال َّي ُة حماو َل ًة إلعادة بناء ال َّطري َقة التي َ ف الدِّ َ تؤ ِّل ُ
ِ
األوسط وتقييمها يف الشرَّ ِق كر َّي ِة املثل َّي ِة َّ
الذ ِ واملشاعر ِ
ِ ِ
لوكات الس
ُ تص ُّو ُر ُّ َ
القرن السادس عشرَ إىل هنايةِ ِ احلقبة املمتدَّ ِة ِمن بدايةِ ِ ِ
العربيِ ِّ -اإلسالم ِّي يف
َ َّ َ ْ
القرون التِي سب َق ْتِ ني ( )1800-1500أي ِ
امليالد َّي ِ ِ
القرن ال َّثام َن عشرَ َ
قافة الغربِ َّي ِة
َّغريب (أي استيعاب ال َّث ِ
ُ ِ َّحديث ومرحل َة الت ِ ِ
بدايات الت ارش ًة
ُم َب َ
ِ ِ
َّاسع عشرَ َ .ونرش سامتهِ ا وفك َِرها) يف القرن الت َ ُ
حول مسألت ِ
َني مها: راس ُة َ
تطرحها الدِّ َ
ُ ئيس ُة التِي
الر َ
وتتمحور الفكر ُة َّ
ُ
املثل َّي ِة يف
اإلسالمي ِة أو ـ افتقارها ِ -من م ْفهو ِم ِ
ْ َ ُ ُ َّ
ِ قافة العربِ َّي ِة
أوالً :خلو ال َّث ِ
ُّ َّ
ِ ِ
مطل ِع حقبة التَّحديث.
نحو مجي ِع ِ الكتابات ِمن ِ ِ ثانِي ًاَّ :
املوقف ذا َت ُه َ
َ تعكس
ُ احلقبة ،ال هذه ْ أن
ِ
الوقت ِ
اجلنس َّي َة» يف ِ
«املثل َّي َة رج ُح ا َمل ُيل إىل تسميتِ ِه ِ ِ
املتضمنَة فيام ُي َّ
َّ اجلوانب
ِ
احلارض.
ِ
للعشق موضوع َا ِ
مالئ ًام ؤال «هل يم ِّث ُل األ ْم َر ُد( )1أو ا ُمل ْع ِذ ُر ُ
الس ُ ويؤ ِّل ُ
ف ُّ
نقاش [وجدال]ٍ حمل الشائ َع ِة التِي كان ْ
َت َّ وعات َِّ املوض
ُ والتَّت ُّي ِم واهليا ِم؟» أحدَ
ِ
األدب. ِ
ورجال الش ِ
عراء بني ُّ َ
يعززها مثل ِ
هذه ما ِّ فات ُ كتابات ومؤ َّل ٌ الصور ُة العا َّم ُة التِي تقدِّ ُمها
ٌ وجتدُ ُّ
ِ
احلقبة، الذين زاروا املنط َق َة يف ِ
هذه ني ِ الة األورو ِّب ِّي َ روايات الرح ِ
ِ ويدعمها يف
َ ُ َّ َّ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
املوضوعِ ،فبينَام
ُ الر َّحالة إزا َء هذا وم ْن ناف َلة القول تباي ُن مواقف هؤالء َّ
ٍ ون حل ُظوا آخر َ ِ ِ
بدهشة أو الصمت ،خال َف ُهم يف ذل َك ُ منهم التزا َم َّ الكثري ُُ آثر
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
زاروها عن الرجال م ْن سكَّان املناطق التي ُ تور ِع ِّ اشمئزاز ـ يف العادة ـ عد َم ُّ
لامن )2(.فقدْ َ
حلظ الغ ِاش ٍة نحو ِ مشاعر ج َّي َ يعتمل يف قلوهبِم ِم ْن ُ ِ
استعراض ما
َ َ
للذكر أو املرأة الذكر ّ املثيل (لوط ّيا) واقترص عىل وصفها بـ (مضاجعة ّ (لواطا) وال ّ
الرسول بولس يف رسالته األوىل إىل ينّ ّ ب و فحشاء) ـ الطبيعة خالف للمرأة ـ ٌ
فعل
الذكور ممّن ال يرثون ملكوت اهلل. أن مضاجعي ّ أهل كورنثوس ( 9 :6ـ ّ )10
ويف رسالته إىل أهل رومية ( 26 :1ـ )27عن املثل ّيني:
بيعي بالذي عىل ألن إناثهم استبدلن االستعامل ال ّط ّ لذلك أسلمهم اهلل إىل اهلوانّ ،
الطبيعي ،اشتغلوا
ّ األنثى استعامل تاركني ً
ا أيض خالف ال ّطبيعة ،وكذلك ّ
الذكور
بشهوهتم بعضهم لبعض فاعلني الفحشاء ذكور ًا بذكور ،ونائلني يف أنفسهم جزاء
ضالهلم ا َمل ْح َق.
ويف سفر ا ّلالو ّيني ( :)22 :18ال تضاجع ذكر ًا مضاجعة امرأة.
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ وألن للموضوع صلة وثيقة با ّللغة ،فقد ذكرت ما ذكرت. ّ
وطر شاربه ومل تنبت حليته ،وهو نقاء اب الذي بلغ خروج شعر وجهه ّ ((( األمرد هو ّ
الش ّ
الشعر ،وقيل مرد الغالم مردا إذا أبطأ نبات وجهه. اخلدّ ين من ّ
رق شعره وثمة ألفاظ تتّصل به مثل «األجرد» وهو من ال شعر عىل جسده ،أو الذي ّ ّ
وقرص؛ واملراهق ،وهو غالم قارب االحتالم ومل حيتلم بعد ،وعادة ما يكون املراد
أمردا مل ْ تنبت حليته بعد( .املرتمجة).
((( برينارد ،الرشق يف القرن السادس عرش200 ،؛ رايكوت ،الوضع احلايل يف
اإلمرباطورية العثامنية34-33 ،؛ بكنغهام ،رحالت يف اشور وميديا وبالد فارس،
149 :1وما يليها( .تُقسم بالد امليديني عىل ثالثة أقسام ،هي )1( :ميديا أتروﭘاتني
وحيتوي حالي ًا عىل كل من اذربيجان وكردستان ،و( )2ميديا الصغرى وتضم بعض
املناطق املتموجة التي تقع بني سلسلتني جبليتني اتصلتا بجبال البورز التي متتد من
اجلنوب نحو بحر قزوين ،و( )3وميديا بارتيكانا وهي املنطقة الواقعة بني سلسلتني
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 36
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البح ُار الربيطانيِ ُّ (جوزيف بتس ـ 1663( )Joseph Pittsـ 1735م) َّ
كعبد يف اجلزائرِ بعمر الرابع َة أو اخلامس َة عشرْ ةَ؛ ثم بيع ٍ ِ ِ
األرس وقع يف ِ
َّ َ َ َ َّ َ الذي َ
حلظ َّ
أن ِ
املثال؛ َ ِ
سبيل مخس َة عشرَ َ عام ًا يف يف عا ِم (1678م)
ليهرب بعدَ َ َ
ِ عاقب عليها بين َُهم ،بل َّ (خطي َئ َة ا ِّل ِ
باألفعال َّفاخر
إن الت َ الشني َع َة مل ْ تك ْن ُي ُ
لواط َّ
حب َ ِ كان جزء ًا ِم ْن خطابهِ ِم املقر َف ِة ِم ْن هذا النَّو ِع َ
الوقوع يف ِّ
ُ وكان املعتاد! َ
االرتباط بعالقةِ
ُ يشيع ني] مث َلام
بني اجلزائر ِّي َ
الرجال [أي َِ ِ
الصبيان شائع ًا َ
ُ بني ِّ ِّ
ِ
حب مع النِّساء هنا يف إنكلرتا).
()1
ٍّ
الر َّحال ُة الفرنسيِ ُّ (تشارلس -نيكوالس سيغسبريت سونني كام قدَّ م َّ
ـ 1812-1751( )Charles-Nicholas Sigisbert Sonniniم)
نني املمتدَّ ِة ِم ْن عا ِم (1777م) إىل عا ِم (1780م) الس َ زار مصرْ َ يف ِّ الذي َ
ِ
بخالف ال َّط ِ ِ ِ ملحو َظ ًة مماث َل ًة ،إذ َ
بيعة... تبعث العاط َف ُة التي ُ
تقع ُ قال:
القديم ِة؛
َ ِ
احلقب ِ
والفرس يف ِ
باإلغريق العار
َ والشهو ُة اجلاحم َ ُة التِي أحل َق ْت َّ
نص َف ًة ُ ٍ َ
نقول :إنهَّ ا أكثر َ استعامل كلمة َ ور ،أو إذا أر ْدنا تبعث املتع َة والسرُّ َُ
األشعار واألغانيِ َ الغزلِ َّي َةَ ني؛ وكام َّ
أن بني املصرْ ِ ِّي َ ِ
األفعال َ انتشار ِ
قبيح َ تعكس
ُ
لمسات ِ
حول النِّساء؛ مل ْ تك ْن ا َّل تدور َ ون يؤ ِّل ُفونهَ ا ،مل ْ تك ْن التِي َ
كان املصرْ ِ ُّي َ
ُ ُ
تلهب
ُ أخرى خمتل َف ٌة متام ًا وعات َ ٌ ثم َة ُ
موض ُغدق عليه َّن؛ إنَّام َّ َّاعم ُة ت ُ
الرقي َق ُة الن َ َّ
()2
محاست َُهم [أي محاس َة املصرْ ِ ِّي َ
ني]).
ِ
واحلذر يف توخي الدِّ َق ِة
ور ُة ِّ
هن ضرَ َ الذ ِ
تتبادر إىل ِّ
ُ وكام هو متو َّق ٌع ،قد
ِ
املعتاد. متعصبِ َ
ني يف أجانب هذه صادر ٍة ِمن رح ٍ
الة مثل ِ ٍ
شهادات ِ الت ِ
َّعامل مع
ِّ َ َ َ ْ َّ
من اجلبال تبدأ بجبال رود وتلتقيان يف النهاية بجبال زاﮔروس ويمر هبام هنر زودك.
املصدر :سامي سعيد األمحد ومجال رشيد أمحد ،تاريخ الرشق القديم ،بغداد ،مطبعة
التعليم العايل[ )365-364 ،1988 ،املرتمجة].
حممد صلىّ اهلل عليه وس ّلم]
ّبي ّ
املحمد ّيني [نسبة إىل الن ّ
ّ ((( «بتس» رواية صادقة عن دين
وعاداهتم (.)26
والسفىل (.)252-252 :1 ((( سونني ،رحالت يف مرص العليا ّ
37 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ني ِ
املسلم َ الر َّحال َة ِ
حقيقة َّ ِ أن ِ ( )1إلاَّ َّ
أن َّ يدعمها يف
ُ عاءات جتدُ ما هذه اال ِّد
ِ ِ ِ ِ
َّاسع عشرَ َ ، األو ِل م َن القرن الت َ اكتشاف أورو َّبا» يف الن ِّْصف َّ َ الذي َن «أعا ُدوا
الص َ
بيان ني] ال يغاز ُل َ الر َ ِ
لالنتباه ،هو َّ حل ُظوا أمر ًا الفت ًا
ون ِّ جال [األورو ِّب ِّي َ أن ِّ
ِ
باريس عا َم َ الص َّف ُار) الذي َ
زار (حممدُ َّالباحث املغربيِ ٌّ َّ
ُ كتب
يمدحونهَ ُم؛ إذ َ ُ أو
ون، جال األورو ِّب ُّي َ الر ُ ِ ِ
سبيل املثال قائالً( :ال يتو َّد ُد ِّ ( 1845ـ 1846م) يف
ني إىل ِ ِ
الغ ِ
لامن غري م َّيالِ َ سوى النِّساء ،ألنهَّ ُم ُ ون أحد ًا َ ون أو يغاز ُل َ وال يغر ُم َ
ال مستق َبح ًا وشائن ًا ون ذلِ َك فع ً مقتبل حيواتهِ ِم ،بل إنهَّ ُم يعدُّ َ ِ ان يفالشب ِ
أو ُّ َّ
ِ ()2
للغاية).
هطاوي)
ُّ الكاتب املصرْ ِ ُّي (رفاع ُة ال َّط
ُ ار) َ
حلظ (الص َّف ِ
َّ وزياد ًة عىل
باريس للمدَّ ِة ِم ْن عا ِم (1826م) إىل عا ِم َ الذي َ
كان يف ( 1801ـ 1873م) ِ
وجمتم ِع ِهم قائالً:
َ ني ِ
الفرنس ِّي َ (1831م) عىل
ِ
العرب عد ُم بيه ِة حقيق ًة بطبا ِع
الش َ
ِ
طباع ِهم َّ األمور املستحسن َِة يف ِ ِ
(وم َن
كر عندَ ُهم، أمر منسيِ ُّ ِّ
الذ ِ أصالً ،فهذا ٌ َّشبيب هبِم ْ
ِ ِ
األحداث أو الت َم ِيل ِهم إىل
وأشعار ِهم أنهَّ ا تأ َبى ّ
تغز َل ِ حماسن لسانهِ ِم
ِ تأباه طبا ُعهم وأخال ُقهم؛ ِ
فم ْن ُ ُ ُ
جل :عش ْق ُت غالم ًا، الر ِ ِ ِ
الفرنساو َّية ُ ِ ِ
اجلنس بمثله ،فال يحَْ ُس ُن يف ا ُّللغة ِ
قول َّ
ترجم أحدُ ُهم كتاب ًاَ وذ ا ُمل ْش ِك ِل ،فلذلِ َك إذا
يكون ِمن الكال ِم املنب ِ
ُ ُ َ َّ
فإن هذا
ِ ِ ٍ ِ
اجلملة :عش ْق ُت ترمجة َ
تلك ُ
فيقول يف آخر،
قلب الكال َم إىل وجه َ م ْن كتبِناَ ،
ً ()3
غال َم ًة أو ذاتا).
((( تناول نبيل مطر هذه املسألة بإفاضة أكرب يف كتابه (األتراك واملغاربة واإلنكليز يف
الرابع.
عرص االستكشاف) الفصل ّ
مغريب يف فرنسا يف عام ()1846-1845 الص ّفار (مواجهات ُمربكة :رحالت ّ حممد ّ
((( ّ
ترمجة وحترير وتقديم سوزان غلسن ميلر (.)161
هطاوي ،ختليص اإلبريز يف تلخيص باريز ،ص 78؛ استشهد دي هوبوود هبذا ّ ((( ال ّط
املقطع يف كتابة (جماهبات جنس ّية يف الشرّ ق األوسط) .247وقد استعنت برتمجته
مهها ترمجته مفردة العرب هلذا املقطع ،ولكنّي أختلف معه يف بعض من النّقاط ،أ ّ
هطاوي حرف ّيا إىل العرب ( )Arabsيف حني ارتأيت ّ ( )arabالتي أوردها ال ّط
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 38
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترمجتها إىل "البدو" يف (عجائب اآلثار يف الترّ اجم واألخبار) املعروف اختصارا بـ
يت ( )1825 1753-قبل جيل من الرمحن اجلرب ّ
يت) الذي كتبه عبد ّ (تاريخ اجلرب ّ
ٍ
واضح ال لبس فيه إىل ٍ
بنحو هطاوي إىل باريس ،وتشري مفردة "العرب" ّ زيارة ال ّط
الرحل ال إىل العرب باملعنى احلديث للكلمة .انظر (عجائب اآلثار)89 :2 ، البدو ّ
(السطر
ّ 176 :3 طر،)9-8 (الس
ّ 173 :3 ،)13 طر (الس
ّ 257 :2 ،)33 (السطر
ّ
يت يرغب يف متييز سكّان مرص النّاطقني بالعرب ّية من النّخب .)8-7وحينام كان اجلرب ّ
العسكر ّية النّاطقة بالترّ ك ّية ،فإنّه كان يستخدم "أوالد العرب أو أبناء العرب" .انظر
(السطر .)32وبشأن الغياب (السطر ّ 265 :4 ،)31 (عجائب اآلثار) ّ 248 :2
املزعوم للواط بني البدو مقابل شيوعه بني سكّان املدن ،انظر بريكهارت ،رحالت
يف اجلزيرة العرب ّية.1:364 ،
اجلنيس ،الفصل التّاسع.
ّ ((( بولو ،الت ّّنوع
39 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ ِ ِ ِ
هاب بني املناخِ ال َّثقافيِ ِّ الذي ط َغى عليه با ِّطراد ُر ُ اجلنس َّي ُة) (1980م) َ واملثل َّي ُة
كان يعدُّ ُه القرون الوس َطى؛ وما َ ِ ذوذ اجلنسيِ ِّ يف أورو َّبا يف الش ِ وكراه َي ُة ُّ ِ املثل َّي ِة
ِ
ون يف املختص َ
ُّ املسلم ِة )1(.وقدْ قدَّ َم َ املثل َّي ِة يف إسبانيا ِّطاق مع ِ واسع الن ِ َ تساحم ًا
َت أكثر اهتامم ًا بالت ِ ِ
يلَّفاص ِ َ وإن كان ْ مزاعم مماث َل ًةْ ، َ اإلسالم ِّي َّاريخ العربيِ ِّ الت ِ
اإلسالم َّي ِة
ِ األمريكي املختص يف الدِّ راس ِ
ات َ ُّ ُّ
ِ املؤر ُخ
ِّ كتبَ الدَّ قي َق ِة؛ إذ
(مارشال غودون سمز هودجسن ـ Marshall Goodwin Simms
الوعي
ُ (مرشوع اإلسال ِم: ُ عمل ِه املؤ ِّث ِر 1986 -1922( )Hodgsonم) يف ِ
ِ
اإلسالم َّي َة تناول فيه احلضار َة َ الذي حضارة عاملِي ٍة) (1974م) ِ ٍ والت ُ
َّاريخ يف
َّ
إدانة الشرَّ ي َع ِة [الفقه] يقول( :إ َّنه عىل الرغ ِم ِمن ِ
ْ ُّ ُ كتب ُ يف القرون الوسطى؛ َ
ِ
ِ ِ أن عالق َة الر ِ امر َس َة ،إلاَّ َّ ِ ِ ِ ِ
اجلنس َّي َة ني
البالغ َ جال ِّ اإلسالم َّية القو َّية ورفضها ا ُمل َ
ُ دوائر ال َّط ِ ِ َت مق ُبو َل ًة نسب َّي ًا يف غر سنَّ ًا كان ْ األص ِ ُّ ِ
بحيث مل ْ بقات العليا، بالش َّبان ْ
ِ بذل أي ٍ
وجودها... جهد للتَّك ُّت ِم عىل باألحرى مل ْ ُي ْ ُّ َ ُبذل اجلهو ُد الكاف َي ُة ،أو ت ْ
()2
عر الفارسيِ َّ ). الش ِ عر ،الس َّيام َّ الش َ هذه الصرَّ ع ُة ِّ حتَّى دخ َل ْت ِ
أن ما َ
كان كل ِم ْن (هودجسن) و (لويس) إىل َّ أملح ٌّ ِ
وزياد ًة عىل ذل َكَ ،
ِ بنحو علنِ ٍّي يف
ٍ
َت الشرَّ ي َع ُة اإلسالم َّي ُة ِّ
حتر ُم ُه املجتم ِع هو ما كان ْ
َ وينترش
ُ ينمو
أن أمت َّك َن ِم ْن آمل ْ مهم ُأمر ٌّ ثم َة ٌبب حتديد ًاَّ ، الس ِ وتدينُ ُه إدان ًة قطع َّي ًة؛ وهلذا َّ
الفرض َّي ِة عىل علاَّتهِ ا،
ِ الزع ِم أو تعذر ِ
قبول هذا َّ راسة ،هو ُّ ُ
ِ ِ ِِ
توضيحه يف هذه الدِّ َ
واملناقش ِ الكثري ِمن الدِّ راس ِ ٍ ٍ
ات. َ ات َ ِ َ عميق يف تساؤل شك ُّ
وحمل موضع ٍّ
ُ ِ
فه َي
بنياجلنس َّي ُة َ ِ اإلسالم َّي ُة حتري ًام قاطع ًا هو العالق ُة ِ حتر ُم ُه الشرَّ ي َع ُة َّ
إن ما ِّ
َّلميح إىل فإن هذا الت َ اإلتيان يف الدُّ ِبر ،وبنا ًء عىل ذلِ َكَّ ، َ وخاص ًة
َّ جال، الر ِ
ِّ
ِ تصدي ُق ُهَّ ، ِ غري رشع ٍّي ِ ِ ٍ
حدوث ات َِّصال ِ ِ
وإن الذي مثل هذا علن ًا ،بالكاد يمك ُن ْ
سلوكات وأفعاالً حمدَّ َد ًة [موح َي ًة ر َّبام] ٍ وجيري علن ًا َ
كان ِ ف عنه كان ُيك َْش ُ َ
ِ
طبيع َّي ًا األخرى .وقدْ يبدُ و ِ
الوله والتَّت ُّي ِم ِ
وتعبريات مثل التُّو ُّد ِد واملغاز َل ِة َ
َ
بني ا ِّل ِ
لواط َّمييز القائ ِم َ يتغاضوا عن الت ِ َ ني ْ
أن ني احلداثِ ِّي َ للمؤر ِخ َ بالن ِ
ِّسبة
ِّ
الس ِّن، غري ِّ شاب َص ِ ٍّ احلب والول ِع بغال ٍم أو ِّ َّعبري عن شدَّ ِة وبني الت ِ لامن َ بالغ ِ ِ
اجلنس َّي ِة» .إلاَّ
ِ «املثل َّي ِة
ِ ٍ
ظهورات لـ بوص ِف ِهام
كليهام ْ ني ِ الفع َل ِ وأن يتحدَّ ثوا عن ِ ْ
إظهار ما تنطوي ِ َّحو ال يفيدُ سوى يف «املثل َّي ِة» عىل هذا الن ِ ِ َّعامل معأن الت َ َّ
حتقيقها الغاي َة ِم ْن استعاملهِ ا يف ِ تارخي َّي ٍة( )1وعد ِم ِ ٍ
مغالطة املفر َد ُة ِم ْن ِ
عليه هذه َ
ياق املحدَّ ِد. هذا الس ِ
ِّ
إن بالقاعدة التِي ُ
تقولَّ : ِ ِ
احلقبة ون يف ِ
هذه ِ
اإلسالم ُّي َ وقدْ التز َم الفقها ُء
إنسان .ومع هذا، ٌ ِ صيِ
بني املعا التي قد يقرت ُفها األكثر بشاع ًة َ لواط هو ا ِّل َ
ُ
الذي يفيدُ َّ ون الرأي ِ
أن منهم مل ْ يكونُوا يؤ ِّيدُ َ َّ َ بأس به ُ أن قس ًام ال َ الح جل َّي ًا َّ َ
عر َ الش ِ ِ
كان ـ احلب يف ِّ
ِّ حب غال ٍم أو الت َ
َّعبري عن هذا النَّو ِع م َن الوقوع يف ِّ َ
أفرط العديدُ ِمن الفقهاءِ َ الس ِ
َ غري مرشوعٍ .وقدْبب حتديد ًا ،محُ َ َّرم ًا أو َ هلذا َّ
ِ ِ
مشاعرهم وهيام ِهم .و ُيعدُّ ُ
املثال الذي ِ ِ رب ِزي َن يف الواق ِع يف الت ِ
َّعبري علن ًا عن امل ِّ
القلـب زاد منها اشـــتعاال لكـ َّن نـــار َك بــر ٌد ِ
اخلليل يا س ِ
ـــم َّي
(*)
َ ُ َ
لغوي:
ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
الشوق أو ر ّقته وحرارته.
الصبابةّ :
ـ ّ
والسلوان ما يسليك وينسيك.
لو :نسيان املحبوبُّ .
الس ّ
ـ ّ
ّبي إبراهيم اخلليل].
سمي اخلليل :اسمه كاسم الن ّ
ّ ـ
*****
ٍ الش ِ أخرى تتحدَّ ُ ِ
شخص ُيد َعى عر يف خدَّ ي نمو َّ
ث عن ِّ وثم َة َقصيدَ ٌة َ
َّ
بالكلامت التَّاليةِ
ِ ِ
(إبراهيم) يف عا ِم (1110هـ) ( 1699 -1698م) تنتهي
َ َ
ِ َ
تاريخ تأليفها رق ًام: التِي تبينِّ ُ
ْ
وانش�ــقاق انضـما ٍم بين
َ ال�ور ُد مـ�ا
َ خــ�دٌّ عليـــ�ه
ْ
ــ�اق يف من�ه البــ�در فأمس�ـى �ذار ب�ه ِ
محُ ُ َ �ت الع ُ
ن َب َ
ْ
س�ـاق حلس ِ
ْ�ن ا ُ َّ
كل وإلي�ه وب�ه حـــَ�وى َّ
كل ال َبــه�ا
ف��اق ِ
َّ���اس ْ مج��ي��ع ال���ن وب��ـ��ـ��ه بوجـه ِ
ـه ِ اس��ـ��ـ��ـ��ت��دار َّمل��ـ��ا
َ َ
(*) ْ
راق إب��راه��ي��م ِ
وجــه يف الــربا زه��ـ��ـ��ر أرخ��ـ��ـ��ـ��اه
َ ُّ ُ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ [*] املحاق :القمر يف آخر دورته ّ
الشهر ّية.
*****
()1
( 301 209 14 90 234 212سنة 1110م)
ِ ِ ٍ
بالكلامت اعر أخرى قدَّ َم هلا الفقي ُه َّ /
الش ُ ويصدُ ُق ُ
األمر ذا ُت ُه عىل قصيدة َ ْ
متغزالً يف ٍّ
شاب): التَّال َي ِة( :ق ْل ُت ِّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ ( )1املحاق :القمر يف آخر دورته ّ
الشهر ّية.
رباوي ،الدّ يوان ،ص.54
ّ (ّ )2
الش
لغوي :املحاق :القمر يف آخر أطواره يف ّ
الشهر.. ّ ّ
ل ا م املقو
إضافة ّ
43 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
األدب خماطب ًا له ومداعب ًا: كان يقرأ عليه َ
فنون متغزالً يف ٍّ
شاب َ وقال أيض ًا َِّ
حركاتُ� ُه ش�ـ ُ ِ
َــرك األنـــ�ا ِم َ الـــ�ذي ي�ا أ ُّيـــه�ا ال َّظ ُ
ــب�ي
الشرباوي ،الدّ يوان ،ص .96يستشهد املؤ ّلف هبذه القصيدة كاملة يف موضع آخر
[*] ّ
من الفصل احلا ّيل.
*****
ِ َّوع ِم َن ِِ ديق َّ َّ
األبيات رباوي) يف نظمه هذا الن َ َّ أن َّ
(الش تص ُيتعذ ُر يف الواق ِع ْ
ِ
الكبائر!. املعصي َة التِي تُعدّ ِم َن
هذه ِ كان يرتكب ـ عالني ًة ـ ِ
َ ُ عر َّي ِةَ ،
الش ِِّ
ِ
األحيان يف بعض ِم َن ٍ ون يف أن الفقها َء قد خيف ُق َ البيانَّ ، ِ وغنِ ٌّي عن
الرغ ِم ِم ْن ذلِ َك، َّاس هبا؛ وعىل ُّ ون الن َ اد ِئ والتَّعالي ِم التِي يع ُظ َ االلتزا ِم با َملب ِ
َ
ون شعر ًا يف هذهِ ينظم َ ِ ِ ِ
ُ منهم [أي م َن الفقهاء الذي َن أن نتو َّق َع ُ
اجح ْ الر َ فإن َّ َّ
ببعض ِم َن
ٍ ِ
توخ َي احليطة واحلذر وال َّتحليِّ َ
ِ هذه ِّمثل ِحاالت ِ ٍ وعات] يفِ املوض
ُ
رباوي (وهذا الشأن َّ نب؛ ويبدُ و َّ الذ ِ ِ
باقرتاف َّ َّباهي العلنِ َّي
افة ،ال الت ِ احلص ِ
َّ َ
اخلانة ذاتهِ ا ،أي خانةِ ِ ٍ
كان يفع ُل ُه ُ
يقع يف أن ما َ شب ُه مؤكَّد) مل ْ يك ْن يعتقدُ يف َّ
الس ِ ِ لواط بالص ِ ِ ا ِّل ِ
بب، حتر ُمها الشرَّ ي َع ُة اإلسالم َّي ُة حتري ًام قاطع ًا .وهلذا َّ غار التي ِّ ِّ
ور غالب ًا مكر ٍ ٍ ِ ِ
بنحو ُ برح ْت تؤ ِّكدُ القصائدَ الغزل َّي َة يف الدِّ يوان ما َ أن َ نلحظ َّ ُ ر َّبام
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 44
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ف
ــو ُ ومــايل إىل ِ
داعـــي ا َملــال ِم َ ٍ أ َما واهلــوى مـــا ِم ْل ُ
تش ُّ لريبــة ـــت عنه
ــــف
ُ ولـي ع َّفــ ٌة مطـــبو َعــ ٌة ال تَع ُّف مهتِـــــي ِ ِ
حركتْنـــي للدَّ نــــاءة َّ
وما َّ
ف
رش ُ نـــاح ُلسـانيِ ُج ِ
الفحشاء َض ِ ُأ ِع ُّ
طـاب ُم َّ
َ حيث ٌ مريي ومـا عىل ف عن
(*)
*****
اجلنس َّي ِة» [مث َلام
ِ «املثل َّي ِة
ِ نحو
قط َ موقف ُّ
ٌ رباوي) مل ْ يك ْن له
َّ أن َّ
(الش ويظهر َّ
ُ
بني الوقو ِع يف غرا ِم ال ـ كام يبدُ و ـ َ ِ
يض ُع حدَّ ًا فاص ًكان َنفهمها اليو َم] ولكنَّ ُه َ
ُ
ٍ ِ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
وبني ا ِّللواط به م ْن جانب َ
آخر. غال ٍم والتَّعبري عن َصبا َبته شعر ًا م ْن جانب َ
ٍ
رجل بني كان التَّسامح ،أو حتَّى متجيدُ احلب املت ِ
َّقد َ مقابل ذلِ َكَ ،
ِ ويف
ِّ ُ
ٍ
قريب ،ولكن َُّهم ٍ
وقت ني حتَّىبني األورو ِّب ِّي َوامرأة عزبا َء شائع ًا َ ٍ عزب ٍ
ِ
املوقفان ِ
وهذان واج؛الز ِ قبل َّ ِ
مرحلة ما َ ِ
اجلنس َّي َة يف ِ
العالقات كانُوا يدين َ
ُون
ٍ
وعناد عىل ني إلاَّ إذا اختار املرء اإل ار بتعن ٍ
ُّت متناقض ِ
َ ان ل ْن يكونا األخري ِ
َ ُ صرْ َ َ
َّسامح مع «العالقاتِ بوصفها تعبري ًا عن الت ِ ِ ِ ِ
ِ املتعايشة مع ًا ْ َ تفسري هذه األحكا ِم
ٍ
واحد]. وقت َّسامح معها [يف ٍ ِ اجلنس َّي ِة املتخال َف ِة» وعد ِم الت
ِ
45 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
البنائِ َّي ُة واجلوهرا ِن َّي ُة:
بضم اهلمزة اسم ع ّلة يشتهي صاحبها أن يؤتى يف دبره ،وأن يرى املجامعة ّ ((( ُ
األبنة
جتري بني االنثيني .واملأبون سم املفعول ،ويقال يف الكناية :املؤوف من اآلفة ،وتطلق
جل يأبنه ويأبنه أبنا :اتهّ مه وعابه ،وقال الر َ عىل داء ا ّللواط من جهة املفعول .أب َن ّ
رض ْبت عن َ
برش؛ فإذا أ َ َ ْ
وبرش ابنه وابنه ابن ًا ،وهو مأبون بخري أو ٍّ بخري ٍّ لحياين :ابنتُه َ ّ ا ّل
الرش ،وكذلك َظنَّه ي ُظنُّه .الليث :يقال فالن ون مل ْ يكن إال ّ مأ ُب ٌ والرش قلت :هو ْ ّ اخلري
بون .أبو عمرو :يقال فالن ُي ْؤ َب ُن بخري و ُي ْؤ َب ُن َ فهو مأ ٌ ْ َ
ُي ْؤ َب ُن بخري وبشرَ ّ أي ُي َز ُّن بهَ ،
غري .ويف حديث ابن َأيب هالة يف صفة ُ ال الرش
ّ يف برش ،فإذا قلت ُي ْؤ َب ُن مجُ َ َّرد ًا َ
فهو ّ
َ ٍ ْ ِ ِ ّ
وات جملس حل ٍم وح َياء ال ت ُْر َف ُع فيه األ ْص ُ ّبي ،صلىّ اهلل عليه وسلم :جمل ُسه ُ جملس الن ّ
الر َفث وما َي ْق ُب ُح جملسه عن َّ صان ُ حل َر ُم َأي ال ت ُْذكَر فيه النّسا ُء ب َقبيح ،و ُي ُ وال ت ُْؤ َب ُن فيه ا ُ
ْ ْ
فهو مأ ُب ٌ ِ َّ ِ َ ِذك ُْره .يقالُ :
ون ،وهو مأخوذ عن أبنت الرجل أبنة إذا َر َم ْيتَه ب َخلة َس ْوءَ ،
ِ ِ
برش َيأبنه ُعاب هبا .اجلوهري :أبنه ٍّ يس ُت ْفسدُ ها وت ُ تكون يف الق ّ ُ األبن ،وهي ال ُع َقدُ
ّبي صلىّ اهلل عليه وفالن ُي ْؤ َب ُن بكذا أي ُي ْذك َُر بقبيح .ويف احلديث عن الن ّ ٌ اتهَّ َ َمه به.
جل بكذا وكذا الر َ ّ أبنت
ُ ر: شم
ّ قال ؛ ء ُ ّسا ن ال فيه أبنت
ْ إذا ر ع
ْ ِّ
الش عن هنى ّه
ن وس ّلمَ :أ
جل أبنه إذا َر َم ْيتَه بقبيح و َق َذ ْفتَه بسوءَ ،
فهو الر َ أبنت ّ يبُ : َ
إذا َأ ْز َننْته به .وقال ابن األعرا ّ
القبيح
ُ ُعاب وال ُي ْذك َُر منها بسوء وال ت ُ حل َر ُم َأي ال ت ُْرمى ُ ون ،وقوله :ال ت ُْؤ َب ُن فيه ا ُ ْ
مأ ُب ٌ
أن من أصيب هبذا الدّ اء وجب وما ال َينْ َبغي ممّا ُي ْستَحى منه .رأى بعض من الفقهاء ّ
املحرم أجريت عليه أحكام ّ هذا عليه جماهدة نفسه واالمتناع عن دواعيه ،فإن وقع يف
الرمي باألبنة ويشرتط معرفة القائل بموضوع ا ّللواط .ومن موجبات حدّ القذف ّ
ا ّللفظ وإن مل ْ يعرف ذلك املخاطب( .املرتمجة).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 48
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
((( سبنرس« ،املثل ّية :تاريخ104-103 ،؛ ڠرينبريڠ ،بناء املثل ّية اجلنس ّية.177-176 ،
49 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
ضوء ظاهر ٍة واس َع ٍة؟ .ويف بوص ِف ِهم أمثل ًة دا َّل ًة عىل تعذ ِر الت ِ
مع ُّ
َ معهم ْ َّعامل ُ
أنراس ِة ْ ِ ومات والرؤىِ َّ ،
فإن غايتي يف هذه الدِّ َ ُّ
ِ ِ
َّداخل يف ا َمل ْف ُه ِ
اجلدل والت هذا
جيري واقع ًا. كان ِأن هذا هو ما َ أبينِّ َ َّ
ِ
االفرتاض ِ
مستندي َن إىل مضوا يف أعاملهِِ م ني ِ
الذي َن َ املؤر ِخ َ ِ
افرتض العديدُ م َن ِّ َ
ِ
عواتق ِهم ِه َي جال ُء املهم َة امللقا َة عىل القطع ِّي ...افرتضوا َِّ ِ
أن َّ «اجلوهر ِّي»
املثلي ِة» ِمن ٍ ِ ِ ِ ِ ِ حج ِم ممُ َار َس ِة ِ
َّسامحُ جهة والت ْ فعل «ا ِّللواط» أو «العالقة اجلنس َّية َّ
ِ ٍ ٍ ِ
اهرةَ .وقدْ بدا ترشح هذه ال َّظ َُ تفسريات تقديم
ُ أخرى ،ور َّبام معها م ْن جهة َ
نيِ ِ ِ املستكش ِ
ِ ِ األمر واضح ًا يف
واملسترشق واملرتج ِم الربيطا ِّ ف تعليقات ُ هذا
(السري ريتشارد بريتن ـ 1821()Sir Richard Burtonـ 1980م) ِّ
(املحرران) ،اجلنسان ّية ّ وجي سوفر َ الذكور من املغرب إىل أوزبكستان» يف أ .شمت ّ
الذكور يف املجتمعات املسلمة)1992( ،؛ أسعد أبو خليل، واأليروس ّية بني ّ
راسات «ملحوظة عن دراسة املثل َية يف احلضارة العرب ّية /اإلسالم ّية» ،جم ّلة الدِّ َ
يب).)1999( ، والشذوذ يف التّاريخ العر ّ (الزنا ّ العدناينّ ،
ّ العرب ّية ()1993؛ اخلطيب
ِ ِ
دراسات وأدب َّيات مقارنة وتارخي ّية ( )2فصول مخُ ّصصة للحضارة اإلسالم ّية يف
َ
اجلنيس يف املجتمع والتّاريخ) ()1976؛ ديڤد ّ عن املثل ّية مثل :ڤرين ل .بولو (الت ّّنوع
ڠرنبريڠ (بناء املثل ّية) ()1988؛ ستيفن أو .موري( ،العالقات املثل ّية) (.)2000
املختصني .وألنهّ م ال يعرفون ا ّللغة العرب ّية (أو يعرفون ّ مؤ ّلفو هذه الفصول من غري
القليل منها) ،كانوا مضطرين لالعتامد عىل دراسات ثانوية زيادة عىل أدبِياتِ
َّ ّ َ ّ
الرحالت وترمجة ُمبهمة ألحد املصادر العرب ّية األساس ّية .ويصدق األمر ذاته عىل ما ّ
كتبه ستيفن أو .موري ،وول رسكو يف مؤ ّلفهام (العالقات املثل ّية يف اإلسالم :ال ّثقافة
والتّاريخ واألدب) (.)1998
دراسات أوسع نطاقا مثل أ .بوحدبة ختص املوضوع يف َ ( )3ملحوظات وتعليقات ّ
(اجلنس يف اإلسالم) ( ،1975الترّ مجة اإلنكليز ّية يف )1985؛ روبرت ايرون (ألف
ليلة وليلة :دليل) ()1994؛ وتوماس بوير (Liebe und Liebesdichtung
.)in der arabischen welt des 9 und 10 ahrhunderts) (1998
( )4مناقشة وحتليل لعمل أو قصيدة حمدّ دة با ّللغة العرب ّية ،أو حتّى فقرة واحدة
عمل أو قصيدة يف بعض من األحيان مثل مناقشة فرانز روزنثال لتحليل أيب ٍ من
ازي ملرض األبنة ()1978؛ ومناقشة ب .ناثان لتحليل ابن سينا للمرض الر ّبكر ّ
ضمتها د ّفتا
ّ التي اتراس َ الدِّ ة ي
ّ أكثر اخلانة هذه ضمن تندرج وباملثل، (.)1994 ذاته
الكالسيكي) ،حترير ايڤرت .ك. ّ املج ّلد املعنون بـ (اهلوموأيروس ّية يف األدب العر ّ
يب
وثمة ،إضافة إىل ما ذكر أعاله ،عدد راوسن ،وجريي وليم رايت االبن (ّ .)1997
راسات التي حاولت استقصاء عدد من النّصوص املرتابطة موضوعات ّيا قليل من الدِّ َ
وعشاق الغلامن يف عشاق النّساء ّ مثل دراسة فرانز روزنثال ملوضوع املفاخرة بني ّ
"الذكور واإلناث :وصف ومقارنة")؛ وكتب الكالسيكي (روزنثالّ ،ّ يب
األدب العر ّ
اإلسالمي.
ّ الفقه يف لواط ّ
ل ا أحكام عن اته دراس
َ أحدث يف أرنو شمت
51 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلة وليل ٌة) يف عا ِم (ألف ٍ ُ اختتم هبا ترمج َت ُه لـ لواط” يف مقالتِ ِه التِي عىل “ا ِّل ِ
َ
“املثل َّي ِة”
ِ ِ
دخول األثر األدبيِ َّ َ
قبل بسبب ترمجته هذا َ
ِِ ِ كان (بريتن) (1886م) َ
ظاهر ٍة واحدَ ٍة َ كان يعتقدُ يف أ َّن ُه أما َم اإلنكليز َّي ِة؛ َ
ِ َّداول يف ا ُّل ِ
لغة َح ْي َز الت ِ
ِ ِ ِ ِ
أسوء حيث تُعدُّ يف اإلسالم ِّيُ ، زعم أنهَّ ا شائ َع ٌة يف العالمَ ِ ه َي”ا ِّللواط” التي َ
بب يف ذلِ َك يعو ُد إىل الس َ أن َّ وكان يظ ُّن َّ َ هفو ًة أو إث ًام طفيف ًا؛ الفروض ز َّل ًة أو َ ِ
كر َّي ِة واألنثو َّي ِة) يف املنط َق ِة )1(.ومل ْ يك ْن (بريتن) الوحيدَ الذ ِ
األمزجة َِّ ِ
(متازج
واص ُلوا ني احلديثِ َ ِ عدد ِم َن املؤ ِّل ِف َ لحظ األمر ذا ُته عىل ٍ يف ذلِ َك ،بل ُي ُ
ني الذي َن َ ُ ُ
املنشور يف (موسو َع ِة ِ لواط» مقال «ا ِّل ُ ِ كاتب
ُ يذكر
مماثل؛ إذ ُ ٍ ٍ
بأسلوب الكتاب َة
الرغ ِم ِم ْن حتري ِم الشرَّ ي َع ِة ِ ِ
اإلسال ِم) بعدَ مئة عا ٍم م ْن مقالة (بريتن) أ َّن ُه عىل ُّ
ِ
نحو ُه املوقف َُ َ
وكان كان شائع ًا، الفعل َ َ أن هذا لواط» إلاَّ َّ اإلسالم َّي ِة «ا ِّل َ
ِ
بب يف الس ِ ِ القرن ال َّث ِِ ِ متساحم ًا يف الت ِ
عزو َّ امن ،وباإلمكان ُ اإلسالم ِّي بعدَ َّاريخ
َّثاقف أو الت ِ
َّالقح و(عملي ِة الت ِ ِ ف األخالق) النَّاج ِم عن الترَّ ِ ِ ِ
(فساد ذلِ َك إىل
َّ
مناطق ِ ِ
اإلسالم ِّي يف انتشار املدِّ ال َّثقافيِ ِّ الواس َع ِة والسرَّ ي َع ِة) التِي أعق َب ْت
َ
ِ ()2
الشرَّ ِق األوسط.
ٍ
“لواط” تفسري ما ُيظ ُّن يف أ َّن ُه ممُ َار َس ُة نياملؤر ِخ َ َ وبنحو ٍٍ
َ حاول أحدُ ِّ مماثل،
ِ
اإلحالة إىل ما ِ
طريق اإلسالم َّي ِة عن
ِ احلضارة العربِ َّي ِة
ِ ِ
“مثل َّي ٌة” شائ َع ٌة يف أو
املجتم ِع ِ
بني طبقات ِ
فر َط يف إشباعها) َ متغاير ٌة ( ُأ ِ ِ
رغبات جنس َّي ٌة
ٌ فرتض أ َّن ُه
ُي ُ
َ َ
حذفت مقالة بريتن اخلتام ّية عن ا ّللواط من أكثر ال ّطبعات ا ّلالحقة هلذه الترّ مجة. ((( ُ
ولكنّها نُرشت منذ وقت صدروها يف هيئة رسالة علم ّية مستق ّلة حتت عنوان (املنطقة
السوتاد ّية) .افرتض بريتن وجود منطقة جغراف ّية تنترش فيها املثل ّية اجلنس ّية وحيتفي ّ
إغريقي من القرن
ّ السكّان هبا .واالسم مشتق من سوتاديز ( ،)Sotadesوهو شاعر ّ
والشعرالرئيس ملجموعة من كتّاب األدب الفاحش ّ ال ّثالث قبل امليالد كان املم ّثل ّ
املثيل( .املرتمجة).
ّ
ُ ّ
((( بالت وآخرون« ،اللواط .أعيد نرش هذه املقالة يف شمت وسوفر (حترير)( ،املثل ّية
وزودت الذكور يف املجتمعات املسلمة)ّ ،164-151 ، اجلنس ّية واأليروس ّية بني ّ
بملحوظات نقد ّية كتبها أ .شمت الذي كشف بنحو واضح ودقيق عن بعض من
الفوىض املفهومات ّية التي شابت املقال.
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 52
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املواقف
َ ات ال َّثانو َّي ِة التِي تناو َل ْت ويتألف اجلزء األكرب ِمن األدبِي ِ
َّ ُ َ ُ ُ
ات وتعليقاتٍ مناقش ٍ
َ املثل َّي ِة اجلنس َّية يف احلضارة العربِ َّية اإلسالم َّية م ْن
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ نحو ِ
َ
َّارخيي ِة التِي متتدُّ عليها هذهِ
قعة اجلغرافِي ِة والت ِ كامل الر ِ ٍ
َّ َّ ِ ُّ ُ
حتاول تغطي َة موج َزة
َ
احلضارةُ. َ
واحد ٍ نص ِ ِ ُ و َي ْصدُ ُق هذا
راسات التي رك ََّز ْت عىل ٍّ القول حتَّى عىل الدِّ َ
ٍ
بشكل اتراس ُ ِ ُ وع َّي ًا ،إذ موض ِ وص مرتاب َط ٍة ُ نص ٍ ِ
حتاول هذه الدِّ َ جممو َعة ُ أو ُ
هذه احلضارةِ، “املثلي ِة” يف ِ ِ ٍ ٍ
شكل ملحوظات عا َّمة عن َّخذ َ ٍ
توفري سياق يت ُ عا ٍّم
َّ َ
االنتقائيةِ ِ توظيف شديدِ
ٍ ِ
مثل هذه عىل ملحوظات عا َّم ٌة ُ
ٌ ات أو مناقش ٌ َ وتستندُ
َّ
قرون ومواقع جغرافيةٍ ٍ موضوعاتهُ ا وحماورها عىل عدَّ ةِ ُ ادر التي متتدُّ ِ للمص ِ
َّ َ ُ َ
ِ
األمر عندَ هذا احلدِّ ،بل يتعدَّ ا ُه غالب ًا إىل االستناد يف خمتل َفة ،وال ُ
يقف ٍ
ُ
يتجاوز عدد أصابع ِ ٍ ِ ِ ِ
اليد َ َ َ ُ ادر ال
مص َ املتعج َلة واجلار َفة إىل عدد م ْن َ ِّ املزاع ِم
واملقار ِن يف جام َع ِة ٍ مص ٍ
َ األدب العربيِ ِِّ واحد!( )1إذ ذك ََّر أستا ُذ در أو حتَّى عىل ْ
املوجهة إىل بعض من املصادر ال ّثانو ّية عن املثل ّية اجلنس ّية
((( لالستزادة بشأن االنتقادات ّ
الرغبة :املثل ّية يف املشهد اإلسالمي ،انظر مسعد «إعادة توجيه ّ
ّ يب -
يف التّاريخ العر ّ
يب».363-362 ،
ّ العر الدّ و ّيل والعامل
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 54
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الش ِ
عر الغزليِ ِّ يف ِ
العادة؛ هتيم ُن عىل ِّ غري حمدَّ ٍد ،وإ َّما ذكر ًا يف ُ
جنس ُه َيكون ُ
راس ِة. احلقبة َّ ِ ِ ِ
الزمن َّية قيد الدِّ َ
ِ
ِ
األبكر ِ
املراحل اجلانب وقدْ ال َي ْصدُ ُق عىل ُ وبداه ًة ،قد َي ْصدُ ُق هذا
ِ
احلقبة ون يف ِ
اإلسالم ُّي َ وإضاف ًة إىل ذلِ َكَ ،يرى الفقها ُء َّاريخ العربيِ ِّ َ ،ِم َن الت ِ
جائز (مجع أ ْم َر َد) ٌ ُ عر الغزليِ ِّ عن ا ُمل ْر ِد
الش ِ
نظم ِّ أن َ بنحو عا ٍّم ٍَّ راس ِة موضو ِع الدِّ َ ُ
ِ ِ
الساب َقة م َن ِ ِ
أخرى ،قد َي ْصدُ ُق ذل َك وقدْ ال َي ْصدُ ُق عىل ِ
احلقب َّ ومر ًة َدين َّي ًاَّ .
مقار َب ٍة أفضل َ َ العمو ِم َّ
أن ِ ِ
َّاريخ العربيِ ِّ اإلسالم ِّي .ويبدُ و يل عىل وجه ُ الت ِ
اإلسالم َّي ِة ِه َي
ِ احلضارة العربِ َّي ِة ِ املثل َّي ِة يف
املواقف نحو ِ ِ ِ
تاريخ الستقص ِ
اء
َ َ
ب، ِ
األكثر حتديد ًا يف نطاقها ،وعندَ ها ِ ِ ِ ٍ
فحس ُ ْ راسات إجرا ُء سلسلة م َن الدِّ َ
احلقب ِ بني االستمرار َّي ِة والت ِ
َّغيري َ ِ ِ
حاالت قيق يفَّوازن الدَّ ُسيغدُ و واضح ًا الت ُ
واملناطق املختل َف ِة.
ِ الزمنِ َّي ِةَّ
ِّراس ِة احلا ِل َّي ِة: ٌ
عرض بالد َ
ِ راس ِة احلالِ َّي ِة أنهَّ ا ٌ
كر ِّي عىل والف ِ َّاريخ ال َّثقافيِ ِّ
عمل يف الت ِ تص ُّو ُر الدِّ َ يمك ُن َ
جل ما إن َّ ف بؤر َة اشتغالهِ ا ،بل َّ املاض ال يؤ ِّل ُ لوك املثليِ يف يِ
َّ الس َ أن ُّ الرغ ِم ِم ْن َّ ُّ
ستحس ُن ـ عىل ِ ِ ِ
مثل هذا وكيف َّي ُة متثيله .و ُي ٍ
ترك ُِّز عليه ،هو كيف َّي ُة خت ُّي ِل سلوك ِ ِ
َ
ِ
القارئ] وتوضيحها ،فأنا ال أو َّد اإلحيا َء [إىل ُ هذه املسأ َل ِة ِ اجح ـ توكيدُ الر ِ َّ
يح مع التَّصانيفِ ٍ
سلوك األفراد اجلن ُّ بنحو َصار ٍم وصرَ ٍ سيِ ِ ُ يتوافق
َ بوجوب ْ
أن ِ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
جمتمعاهتِم! ولذل َك ،سيتك ُ
َّرر عتمدَ ة يف َ أو ا َمل ْف ُهومات اجلنس َّية املهيمنَة أو ا ُمل َ
الذاتِي َة واملؤ َّل ِ ٍ ِ ِ راس ِة يف ِ
فات السيرَ َ َّ َّ أن ِّ فكرة تفيدُ َّ طرح
املثال ُ سبيل يف هذه الدِّ َ
بني َّمييز َم ْف ُهوماتِ َّي ًا َ متيل إىل الت ِ البحثُ ، ِ [الزمنِي ِة] ِ
قيد ِ
املاجنَ َة م َن احلقبة َّ َّ
ِ
املفعول به /ا ُملخن ِ ِ السلبِ ِّي / ِ
َّث، وبني ا ِّللواط ِّي َّ َ الفاعل /اإلجيابيِ ِّ ِ ا ِّللوا َط ِّي
ٍ
بنحو ون دائ ًام أن األفرا َد يتصرَ َّ ُف َ أن ذلِ َك ال يعنِي َّ توكيد َّ ِ وليس بنا حاج ٌة إىل َ
إثبات التَّوجهِ ِ ُ
إمكان بب ذاته ،قد يتسنَّى لنا ِ ِ وللس ِ ِ
يتناغم مع هذا التَّاميز؛
ُّ َّ ُ
ِ ِ ِ
َّاس عىل تصنيف الن ِ نحو ْ املهيمن يف العالمَ ِ الغربيِ ِّ احلديث َ ِ
اخلطاب العا ِّم يف
57 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأستعني هبا، ُ واهد الن َِّّص َّي ِة التِي بالش ِ آخ ُر أساسيِ ٌّ يت َِّص ُل َّ جانب َ ٌ وثم َة َّ
ودمشق، َ ِ
القاهرة، احلرض َّية ِ
مثل ِ ِ ِ
إذ إنهَّ ا كُت َب ْت بنحو ثابت تقريب ًا يف املراكز ٍ ٍ
َ
واهد الن َِّّص َّي ِة بالش ِ واملقصو ُد َّ ُ
ِ
واملدينة. وحلب ،وا َمل ْو ِص ِل ،وبغدا َد ،وم َّك َة، َ
واألعامل األدبِيةِ ِ مثل احلول َّيات والترَّ اج ِم ِ ادر األدبِ َّي ُة العرب َّي ُة ُ
َّ املص ُ هنا َ
يدل اإلسالم َّي ِة )1(،وهذا ُّ ِ والصوفِ َّي ِة ُّ الفقه َّي ِة
ِ فاتعري ِة والن َِّثري ِة واملؤ َّل ِ
َّ الش ِ َّ ِّ
((( يطلق وصف «اسم» احلول ّيات عىل نوعني من األعامل األدب ّية .وهو اسم مأخوذ من
الشخص ّية (مذكّرات) .إلاّ فاألول نثر أشبه ما يكون ّ
بالذكريات ّ السنة، ِ
ّ «احلَ ْول» أي ّ
أن األهم يف هذا النّوع احلول ّيات التي تو ّثق التّاريخ واحلادثات العا ّمة عاما بعام؛ّ
اجلزري املوصيل املعروف بابن
ّ عز الدّ ينومن أبرز شخص ّيات هذا الف ّن من القدامى ّ
الرمحن ّ عبد متأخرهيم ومن ّاريخ»ت ال يف األثري (توفيّ سنة 630هـ) يف كتابه «الكامل
ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 58
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تذكر ُ الزمنِ َّي ِة ال تكاد احلقبة َّ ِ أن املصادر األدبِي َة ِمن ِ
هذه َّ ْ يؤسف له َّ َ َ ُ وممَّا
ِ ِ ِ
واجلنس. احلبِّ شيئ ًا عن مواقف النِّساء َ
نحو
ِ
“حرض َّي ًا” بوص ِف ِه ِ ِ
خص بنفسه ْ مشابه ،قد يفك ُِّر هذا َّ
الش ُ
ٍ ٍ
وبنحو
الر َّح ِل ِ
والبدو ُّ غار الفلاَّ ِح َ
ني وص ِ ني ِ ِ
العاد ِّي َ مقابل الن ِ
َّاس َ و “متمدِّ ن ًا”
مجلة تو ُّق ٍ
عات انطواء ذلِ َك عىل ِ ِ “األجالف” و “غليظِي ال ِّطباعِ” وال مرا َء يف ِ
ين ِصل ٌة تُذك َُر، ليس هلا بالدِّ ِ ٍ
تفكري َ سلوك وذائ َق ٍة وطري َق ِة
ٍ حمدَّ َد ٍة تت َِّص ُل بنوع
ترتبط به ارتباط ًا واهن ًا.
ُ أو إنهَّ ا
حتت ِ
تأثري ِ
واحلرض ُّي َ كر املتع ِّل ُم املسلم َّ ُ ٍ ٍ
الذ ُ ُ سيكون خمتلف، وبقول
مائز ٍة مستق ِّل ٌة إحداها عن األخرى ،وتعكس قي ًام وفرضي ٍ
ات هات ثقافِ َّي ٍة َ
توج ٍ
َّ ُ َ ُّ
والضعف يف تاريخ
القوة ّ ((( طرح أرنست غلنر يف «األط ّباء ّ
والشيوخ» وبريك يف «نقاط ّ
العقل ّيات» ،الفكرة ذاهتا يف ٍ
سياق خمتلف إىل حدّ ما.
61 املقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ تلك التَّوج ِ حمتم ٍل أو فعليِ ٍّ مع َ
دراسة ُ
هتمل هذا وإن أ َّي َة
هات؛ َّ ُّ يف حال توت ٍّر َ
قدر ِه.
حق ِ تقدير هذا الواق ِع املع َّق ِد َّ
ِ ستخفق يف
ُ اجلانب
َ
كيز يف دراستِي احلالِ َّي ِة عىل رت ُت الترَّ َ وتأسيس ًا عىل ما تقدَّ َم ،فقدْ اخ ْ
احلرض َّي ِة بدالً
ِ ِ
ثقافة الن ِ
ُّخب واحد ويف ٍ ٍ
وقت ومتعايش ٍة يف
َ متاميز ٍة
َ تي ٍ
ارات َّ
ٍ ()1 ٍ ِ ٍ ِ
ِم ْن حماو َلة جالء املواقف التي ُي ُ
فرتض أنهَّ ا مم ِّي َز ٌة جلامعات اجتامع َّية حمدَّ َدة. ِ ِ ِ
ِ
واملواقف ارات ثقافِي ٍة مهم ٍة تت َِّص ُل بالتَّصو ِ
رات ثالث تي ٍِ وسأرك ُِّز حتديد ًا عىل
َ ّ َّ َّ َّ
«املشاعر
َ لوك» أو«الس ََت سائدَ ًة عماَّ يمك ُن لنا تسمي ُت ُه ُّ َّقييامت التِي كان ْ
ِ والت
ِ
اجلنسي َة ِ
املثل َّي َة». َّ
أحد ِ ث عن ِ األو ِل التَّحدُّ َ
هذه الفص ِل َّ ْ رت ُت يف وبنا ًء عليه فقدْ اخ ْ
بنحو ٍ مناسب عمل ِ
“الفاعل” أو املول ِج ،هو ٌ ِ أن َ
عمل الذي يفيدُ َّ ارات ِ ال َّتي ِ
ٌ َّ
ِ
املنفعل” أو “املفعول به” أو املو َل ِج فيه ِ “السلبِ ِّي / ِ َ للر ِ ٍ
العمل َّ مقابل جل فريد َّ
جل الذي يؤ ِّدي ِ الر َ ِ
أخرى املرأةَ؛ وهذا يعني َّ ٍ ٍ ِ
أن َّ مر ًة َ بنحو فريد َّ يالئم
ُ الذي
اجلنوسي َة الت ِ
َّقليد َّي َة ِ األدوار ُ
ينتهك األخري َ
العمل رغبة منه ٍ طواع َي ًة أو عن ِ
َّ َ َ
بوص ِف ِه مخُ نَّث ًا يعانيِ ٍ ِ ٍ
تشكيل ُصورة نمط َّية عنه ْ ِ سهم يف وخيال ُفها ،وكثري ًا ما ُي ُ
ِ جل ِ ِ ٍ ِ
إقامة الذي يس َعى إىل الر ُغري سو َّية! وخالف ًا لذل َك ،ال ُيعدُّ َّ حاالً مرض َّي ًة َ
شاب أ ْم َر َد ...ال ُيعدُّ منتهك ًا أو خمالف ًا ِ
الفاعل مع عمل عالقة يؤ ِّدي فيها َ ٍ
ٍّ
جيري تنمي ُط ُه بالطري َق ِة ذاتهِ ا. اجلنس َّي ِة وال ِ
ِ ِ
لألدوار
ٍ الفص ِل ال َّثانيِ لت َّي ٍ
ار ثقافيِ ٍّ ثان يقدِّ ُر تقدير ًا عالي ًا ِّ
ويثم ُن وسأعرض يف ْ ُ
ِ نحو اجل ِ ِ ِ
البرش ِّي امل ويعكس حساس َي ًة جمَ ال َّي ًة عا َّم ًة َ َ ُ اش، احلب املتَّقدَ اجل َّي َ
َّ
ِ
مثل هذه تؤ ِّل ُأن حساس َي ًة َ ِ ِ ِ
ف إحدَ ى ب َّ املتجسد يف النِّساء وا ُمل ْرد .ويحُ َس ُ ِّ
((( تأ ّثرت يف اختياري تبنّي هذه املقاربة بثالثة أعامل حمدّ دة هي :فريزر وكامريون،
امر َسة ا ّللسان ّية» ،ولويزس وباباتاكسايركس،
«معرفة ما ينبغي قوله :بناء اجلندر يف ا ُمل َ
الزواج ويف سياقات أخرى»؛ وبيكر «عن مشكلة األصول «اجلندر والقرابة يف ّ
األيديولوج ّية لل ّثورة الفرنس ّية».
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 62
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ّابليس ،تعطري األنام يف تفسري األحالم( 210 :2 ،باب لواط) ،و :2الغني الن ّ
ّ ((( عبد
املناوي ،الفيوض اإلهل ّية برشح األلف ّية
ّ الرؤوف
( 294باب نكاح)؛ انظر كذلك عبد ّ
الورد ّية ،صفحة 70ب-71أ.
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 68
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املحبي ،خالصة
ّ الرحيانة ورشحة طالء احلانة693-593 :1 ،؛
املحبي ،نفحة ّ
ّ [*]
األثر يف أعيان القرن احلادي عرش( .74 :1 ،كان الغزا ّيل شاعرا حسن املطارحة لذيذ
املصاحبة كثري املجون واملداعبة ...وقد وصفته فقلت يف حقه :فتى مداعبة وجمون طبعه
باخلالعة معجون -املصدر ذاته [املرتمجة]).
*****
ف ِ
فعل وص ُ ِ الس ُ وبحس ِ
ياق ،يمك ُن ـ بالكاد ـ ْ يكشف عنه هذا ِّ ُ ب ما ْ
ب، ِ ِ ٍ لمِ سيِ
اإليالج بـ “اجلن ِّ ” َا إ َّن ُه ِ ِ
فحس ُ
احلب واحلميم َّية ْ ِّ جيري ال بمعزل عن
بنحو صرَ ٍ
يح ٍ األبيات ِ ِ
الرغبة واملتعة كذل َك؛ وتبينِّ ُ هذه ِ ِ ٍ
ُ بل بمعزل عن َّ
ِ
باالشمئزاز، ِ ِ
شعوره ب عىل مضطر ًا إىل التَّغ ُّل ِ الفاعل َ
كان َ أن املولِ َج/ ارش َّ و ُم َب ٍ
َّ
لطبع ِه:
مناف ِ ٍ نفس ُه عىل ما هو رب َ َ
وكان جي ُ
ويبغـي غاسـِـق ًا وقبا طبعــي ِبغيــر ِِ ســـامح اهللُ مأبــــون ًا يك ِّل ُفنِـــي ال
َ
َ
املفعول به َ
كان األبيات ِم ْن َّ
أن املو َل َج فيه / ِ بينَام أد ْت حقيق ُة ما يدَّ ِ
عيه ُ
قائل َّ
يت عىل الن ِ الز ِ ٍ مستمتع ًا بسهو َل ٍة
َّار. ب َّ لص ِّومتشوف ًا َ
ّ وبساطة
ِ
القرن (حممدُ ال َّطيلونيِ ُّ ) وهو فقي ٌه مصرْ ِ ٌّي ِم َن
كتب َّ
ٍ ِ
سياق متَّص ٍلَ ، ويف
ِ
وأكثرها بذاءةً: يص ُفه بأقذ ِع الص ِ
فات ني له ِ ِ
املناوئ َ السابع عشرَ إىل ِ
أحد
ِّ ُ َ َّ َ
ِ ِ
يضم األفخا َذ عىل الغرمول م َن خندق بغدا َذ ،يامن
()1 َ ِ
(يا حان َة النُّ َّباذ ،يا
ُّ
السالم (بغداد) .ويشار (كام يف تاج العروس) إىل ّ
أن ((( بغداذ اسم من أسامء مدينة ّ
ان و َم ْعدَ ُ
ان للمدينة سبع لغات مشهورة هيَ :ب ْغدَ ا ُد و َب ْغدَ ا ُذ و َب ْغ َذا ُذ و َب ْغ َذا ُد و َب ْغدَ ُ
لغوي).ّ (املقوم ا ّل
ّ و َب ْغدَ ا ُم ُي َذكَّر و ُي َؤنَّث.
69 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
املهجور، ِ
املفلس ِ
والفجور ،يا بو َم ِ
الفساد منبع مرتع األُ ِ ِ
يور ،يا َ َ االلتذاذ ،يا
ِ ()1
والزور). ِ
اإلفك ُّ يا ِخزان َة
ِ بيب النَّفسيِ ُّ الدَّ ِ
نامرك ُّي (ثوركل ڤانڠارد ـ T. ويف ضوء ما حل َظ ُه ال َّط ُ
احلفاظ عىل ُ جال ال يمكن ُُهم الر َ أن ِّ افرتاض َّ َ يظهر لنا َّ
أن ُ )Vanggaard
يك جنسي ًا للشرَّ ِ ِ نيمحيم ٍة إلاَّ إذا كانُوا منجذبِ َ ٍ
عالقة اب وإقام ُة االنتص ِ
َّ َ َ
افرتاض خاط ٌئ .إذ قد تساعدُ ()2 ِ ٌ ِ ِ
(باملعنَى العاد ِّي هلذه الكلمة) هو ِ ِ
احلفاظ عىل ِ احلاالت عىل ِ بعض ِم َن ٍ الشديدَ ِة يف العداء والكراه َي ِة َّ ِ مشاعر
ُ
طلح (ڤانڠارد) ِ َ ذلك ،يبدُ و َّ اب!! .وبنا ًء عىل َ االنتص ِ
اص َ احتامل وجود ما ْ أن َ
ِ ِ ِ ِ
عىل تسميته «العدوان َّي َة القضيبِ َّي َة» َ ِ ِ
كان حارض ًا يف املخي َلة يف الشرَّ ق العربيِ ِّ
السيدُ شهاب الدِّ ِ ِ ِ ِ ما َ
ين َّ ُ الفضل العراق ُّي (أبو ذكر الفقي ُه قبل احلديث؛ إذ َ
وناألفراد كانُوا يستخد ُم َ ِ أن بعض ًا ِم َن حممو ُد األلوسيِ ُّ ) (1854م) مثالًَّ ،
ِ َّ ِ ()3 ِ بوص ِف ِه وسيل ًة لالنتقا ِم أو ا ِّل َ
تذكر أر) .وزياد ًة عىل ذل َكُ ، (األخذ بالث لواط ْ
انتشار ا ِّل ِ
لواط ِ ِ
لتفسري وناملسلم َ احتج هبا الفقها ُء األحاديث التِي
ِ بعض ِم َن ٌ
ُ َّ
ِ ِ
بني «قو ِم لوط» أنهَّ ُم -أي قو ُم لوط -اتخَّ ُذوا ممُ َار َس َة ا ِّللواط مع الغرباء يف ٍ ٍ َ
غري شهوة هبِم إىل ٍ ِ ِ
بوصفها وسيل ًة لطردهم م ْن أراض ِيهم (م ْن ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
األمر ْ بادئ
()4
ذلِ َك).
يفات األدبِ َّي َة َّوص ِ أن الت ِ ياق ذاتِ ِهَّ ، لحظ يف الس ِ واملتعة؛ و ُي ُ ِ اإلملاعات إىل الر ِ
غبة ِ
ِّ َّ
تستحرض مرار ًا وتكرار ًا ُصور َة ُ الكالسيك َّي ِة،
ِ لغة العربِ َّي ِة للمعارك يف ا ُّل ِ ِ
األدبار)
َ ون (يو ُّل َ
ون غري واعٍ ،فاجلنو ُد املهزو ُم َ بنحو ِ ٍ اجلنس َّي ِة ،ر َّبام ِ ِ
العالقة
ِ
إنقالَّ : [األعداء]) و ُي ُ أدبار ِهمِ َت أو عم َل ْت يف وسيوف املنتصرِ ِ ي َن (فتك ْ ُ
كور ِم َن الذ َ (جيعل ُّ ُ كور) أو الذ َ ِّث ُّ كان (يؤن ُ املغوار َ ِ ِ
العسكر ِّي ِ
القائد سيف
َ
ٍ ٍ ِ ُ ِ َ ()1
حييضون). ِ
سواء يف «فتح» عىل حدٍّ كلمة استعامل وباإلمكان األعداء ُ
وإن أمك َن البكارة؛ ْ ِ فض واإليالج اجلنسيِ ِّ أو ِّ ِ العسكر ِّي ِ ِ
الفتح احلديث عن ِ
يدل عىل «ممُ َار َس ِة ني أو ُّ جنس ِ َ يوحدُ ال ِّ بوص ِف ِه فع ً اإليالج ْ ِ َّظر إىل ِ
فعل الن ُ
للغاية مت ِّي ُزِ بوص ِف ِه جترب ًة «استقطابِ َّي ًة» ِ ِِ ِ
تص ُّو ُر ُه ْ بالقدر ذاته َ اجلنس» فيمك ُن
ِ ()2
املفعول به ،واملنتصرِ َ ِم َن املهزوم. ِ والفاعل ِم َن َ اخلاض ِع ِ املهيم َن ِم َن
فهم الرأ َي ِ ِ ني يرغ ُب َ َّاب احلديثِ َ أن بعض ًا ِم َن الكت ِ ب َّ
نيُ ، جماراة َّ ون يف َ وأحس ُ َ
ِ
الغرب احلديث؛ ِ ِ
اإليالج] إىل رب ِ األو َل [أي اتحِّ ا َد ينس ُب َ
اجلنسني ع َ َ أي َّ الر َ ون َّ
ط -املنط َق َة الشرَّ َق أوسطِ َّي ٍة. البحر املتوس ِ
ِّ ِ ون ال َّثانيِ إىل منط َق ِة حني ينس ُب َ يف ِ
بوص ِف ِه «جمِ اع ًا» مل ْ تك ْن غريب ًة اجلنس ْ ِ بأن فكر َة َّنويه َّ ( )3ومع هذا ،ال بدَّ ِمن الت ِ
َ
بوصفه جترب ًة ِ ِ ِ قبل احلديث ،مث َلام َّ ِ األوسط ما َ ِ عن الشرَّ ِق
«اجلنس» ْ أن فكر َة
ْ بشخص ما أو إهانَتِ ِه بطري َق ٍة مع َّين ٍَة -مل ٍ ِ
اهلزيمة إحلاقِ استقطابِ َّي ًة -بمعنَى
العتبي325 ،323 :1 ،؛ ّ الوهبي عىل تاريخ أيب نرص ّ املنيني ،الفتح
ّ ((( أمحد بن ّ
عيل
ترصف يف مرص من أرباب الدّ ول، اإلسحاقي ،أخبار األول فيمن ّّ حممد عبد املعطيّ
الوهبي156 :1 ،؛ وهباء الدّ ين
ّ الفتح ، املنيني
ّ يف قصيدة من مأخوذان النقالن 125؛
العاميل ،الكشكول.319 :1 ،ّ
«استقطايب» من نقاش هالربن للمواقف اإلغريق ّية الكالسيك ّية ّ ((( أخذت مصطلح
حيال العالقة اجلنس ّية (هالربن ،مئة عام من املثل ّية اجلنس ّية.)30 ،
حرره أن هذا هو ما نزع إليه العديد من الكتاب املسهمني يف املج ّلد الذي ّ ((( أحسب ّ
الذكور يف املجتمعات املسلمة). شمت وسوفر بعنوان (اجلنسان ّية واأليروس ّية بني ّ
املتعجلة واليسرية ملجاورة
ّ املوجهة إىل املحاوالت ّ ولالستزادة بشأن االنتقادات
الرغبة».
ّ توجيه «إعادة مسعد، خليل أبو انظر «العربية»، املواقف «الغربية» و
71 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
الغرب املعاصرِ ِ .
ِ تك ْن غائ َب ًة عن
َّظر العدوانِ َّي َة أن وجه َة الن ِ إنكار َُّ يتعذ ُرالرغ ِم ِم ْن قولِنا هذاَّ ، وعىل ُّ
اخلطاب العام ِ ِ أكثر بروز ًا وحضور ًا يف ِ ِ
(الذي هييم ُن ِّ وذكور َّي َة النَّزعة تبدُ و َ
ِ
وجهة املبكر ِة منه ِم ْن
ِ احلقبة العثامنِ َّي ِة
ِ ِ
األوسط يف جال) يف الشرَّ ِق الر ُ عليه ِّ
ِ ِ ِ مستغرب ًا ِ ِ الن ِ
َّنافس حال الت بفعل َ ليس الرقي َقة -اخلنثو َّية .وبنا ًء عليه َ َّظر َّ
حل ْي ِز ِ ِ ِ ِ
املناص ِ واملستمر ِة عىل الشديدَ ِة ِ
َّكالب َّ
ب واملال واجلاه والنُّفوذ يف ا َ ِّ والت
ِ ِ الذ ِ
واإلملاعات إىل اإلشارات مستغرب ًة كثر ُة
َ كور ِّي حصرْ ِ َّي ًاَ ...
ليس ْت العا ِّم ُّ
اإليالج القضيبِ ِّي. ِ
الشاعر (حممدُ بن أمحدَ ِ ِ
وف بـ “ماميه
عر ُ بن عبد اهللِ) ا َمل ُ َّ ُ فحينَام ُعينِّ َ َّ ُ
الس ِ
ابق، شاغل ِ
املنص ِ ِ ِ الر ِ
وم ِّي” ُمفسرِّ ًا يف إحدَ ى حماك ِم
ب َّ حساب دمشق عىل
َ ُّ
األبيات اآلتي َة احتفاالً باملناسبةِ:
ِ نظم ِ
َ َ (أمر اهللِ) َ
اسم ُه ُوهو ترك ٌّي ُ
ْ��ب��ح خم��ذوال
َ وال���ض���دُّ ق��د أص
ِّ ــت ا ُملنَـــى
احل��م��دُ هللِ بل ْغ ُ
(*)
أمـر اهللِ مفعـــوال
ُ َ
وكــان ك��نْ��ت ل��ه راجيــ ًا
ُ ْ��ت م��ا
ون��ل ُ
السابع إىل
الروض العاطر فيام تيسرّ من أخبار القرن ّ
األنصاريّ ،
ّ [*] موسى بن أ ّيوب
ومي ،روضة املشتاق وهبجة األشواق ،صفحة الر ّ
حممد مام ّية ّ
ختام القرن العارشّ ،48 ،
191أ؛ ولال ّطالع عىل مثال آخر عن استخدام ّ
الصور اجلنس ّية يف التّنافس عىل املناصب،
حممد بن أمحد ال ّطاو ّيل ،سانحات دمى القرص يف مطارحات بني العرص،
انظر درويش ّ
القصة التي يذكر املؤ ّلف (ال ّط ّ
الوي) أنهّ ا وقعت بني بدر الدّ ين ( :912-712 :1أ ّما ّ
التونيس شعرا ،فهي كام يذكرها
ّ السالم
واإلجيي والتي صاغها أبو الفتح بن عبد ّ
ّ الغز ّي
ّ
الغزي
ّ الر ّد عىل
اإلجيي ،واملقصود أنّه لو أتيح له ّ
ّ األول ّ
الشيخ يعني ّ
بالشيخ يف البيت ّ
أن ّ
الشيخ استوىل حترك هبا النّار ،والبيت األخري كناية عن ّ
لفعل كذا وكذا ،واملحراك أداة ّ
عىل املنصب املتنازع عليه ،وأصبح جيني من ثامره متى شاء (املرتمجة).
*****
ِ ِ ِ
املعتاد يف ُستعم ُل يف
املفر َد َة التي ت َ مفر َد ُة “مفعوالً به” ه َي َ َت َ و َّملا كان ْ
اجلنس َّي ِة،
ِ ِ
العالقة ِ
املفعول به /املو َل ِج فيه ،أو املستقبِ ِل يف احلديث عن ال َّط ِ
رف ِ
لغة العربِي ِة :إذ ُثبِ َت /ن ِ
ُك َح مس يف ا ُّل ِ الش ِ
وح َّ تربز الصور ُة ِ
واض َح ًة ُ
َّ وض َ ُ ُّ
ٍ
حممد ماميه. ِ ِ ِ ِ ِ ِ
“أمر اهللِ” عىل يد منافسه وخليفته يف املنص ِ
ب َّ اخلص ُم ُ ْ
73 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يزال) كان (وما ُ احلديث متايز ًا َ ُ اجلنس َّي ِة” ِ “املثل َّي ِة
ِ ويتجاهل َم ْف ُهو ُم ُ
َّاميزونقصدُ به هنا الت َ ُ رمز َّي ٍة عالِ َي ٍة، مه َّي ٍة ِ بخاصة بأ ِّ
ٍ
َّ
ِ
األوسط مشحون ًا يف الشرَّ ِق
العاد َّي ِة ِم ْن َم ْف ُهو ٍم ِ املفعول به .وليس مستغرب ًا خلو ا ُّل ِ
لغة ُّ َ َ ِ وبني
الفاعل َ ِ بني
َ
الذي َن مقابل ِ َ ِ
الفاعل ِ
عمل ون أدا َء يفض ُل َ الذي َن ِّ األفراد ِ ِ متطابق َي ْصدُ ُق عىل ٍ
املثل َّي ِة .و ُيلحظ استخدا ُم اجلنسي ِة ِ
َّ
ِ ِ
العالقة املفعول به يف ِ ِ
عمل ون أدا َء يفض ُل َ ِّ
“املأبون” أو ِ مقابل َ املجمو َع ِة األوىل ُ ف أنموذجي لوص ِ
ِ ٍّ ْ لفظة “لِواطِ ٍّي” ٍ
بنحو ِ
ف عندَ ها بأن نتو َّق َ جدير ٌة ْ وهذه املسأ َل ُة ِ املجمو َع ِة ال َّثانِ َي ِة؛ ف َّث” لوص ِ “ا ُملخن ِ
َ ُ ْ
إسقاط هذا ِ نحو بعض ِم َن الباحثِ َ ٍ ظل التَّوج ِه العام وال َّث ِ ال يف ِّ قلي ً
ني َ بني ابت َ ِّ ُّ
()1
الكلمة املح ِّل َّي ِة “لِواطِ ٌّي” إىل “مثليِ ٍّ جنسيِ ٍّ ” ِ ِ
وترمجة ِ
االعتبار اجلانب ِم َن ِ
يامرس ا ِّل َ جل ِ الر ُ ِ ِ ِ
لواط (أي ُ الذي قصدُ با ِّللواط ِّي يف الفقه اإلسالم ِّي َّ حيث ُي َ ُ
ف الن ِ ِ ِ ِ ِ َ دبر ِه أو آخر يف ِ ٍ
َّظر امر َسة الشرَّ ج َّية) بصرَ االشرتاك يف ا ُمل َ رجل َ إتيانَ
ِ
املفعول ِ
الفاعل أو العالقة :هل هو ُ
عمل ِ الذي يؤ ِّد ِيه يف هذا العمل ِ ِ عن
اليوم َّي ِة ِ
غري ِ به؟( )2وعىل الرغ ِم ِمن ذلِ َك ،تعنِي مفرد ُة «ا ِّللواطِي» يف ا ُّل ِ
لغة ِّ َ َ ْ ُّ
والفاحشة مثالً) تعني غالب ًا تقريب ًا ِ ِ َ ِ
اخرة القص ِ التِّقنِ َّي ِة (كام
الس َ ص َّ تشيع يف َ ُ
َّوضيح ِ آخر يف ُد ُب ِر ِه) (( pederastوسنور ُد ابتغا َء الت كر الذي يطأ ذكر ًا َ
ِ
(الذ ُ َّ
كر / َّقليد َّي هو َّ أن ا ِّللواطِي الت ِ االعتقاد يف َّ ِ قص َري ًة تبينِّ ُ حقيق َة شيو ِع قص ًة ِ
الذ ُ َّ َّ
الغلامنِ: إيالجي ٍة مع ِ َِّ ٍ
امر َسة عالقة رشج َّية فاع َلة - ٍ ِ ٍ ِ الر ُ
بم َ املولع ُ ُ جل َّ
كلمة لِواطِ ٍّي] فقا َل ْت ِ [تنويع عىل ٌ كان الئط ًا آخ َر أ َّن ُه َ (وحك َي أيض ًا عن َ ِ
فرج ٍ لامنَ . الغ ِ عندي ما عندَ ِ له زوج ُتهِ :
جار سوء [أي ُ نعم ولك ْن له ُ فقالْ : ُ
ِ ِ ِ
احلر احلسن ُّ (حممدُ ب ُن الشيع ُّي َّ أخرى أور َدها الفقي ُه ِّ وثم َة رواي ٌة َ املرأة]).
()3
َّ
لواط» أن النَّظر َة العام َة إىل «ا ِّل ِ بالقدر ذاتِ ِه َّ ِ العامليِ ُّ ) ( ُتوفيِّ َ سن َة 1693م) تبينِّ ُ
َّ
((( لالستزادة من األمثلة ،انظر مسعد أبو خليل« ،ملحوظة عىل دراسة املثل ّية اجلنس ّية يف
احلضارة العرب ّية /اإلسالم ّية؛ هوبڠود( ،جماهبات جنس ّية يف الشرّ ق األوسط).176،
الفقهي لـ «ا ّللواط» يف الفصل ال ّثالث.
ّ ((( سأناقش املفهوم
الربيع يف التّعاريف وامللح واملقال البديع).31 ، اجلزائري( ،زهر ّ
ّ ((( نعمة اهلل
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 74
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذ ِ
كور يف الدُّ ِبر: ِه َي ُ
إتيان ُّ
حر َم ا ُ
هلل السال ُم] :مل ْ َّ ٍ
طالب [عليه َّ زنديق اإلما َم عل َّي ًا ب َن أبيِ
ٌ َ
سأل
(م ْن ِقالِ :
جال عن الر ُإتيان الغال ِم حالالً الستغنَى ِّ
ُ َ
لوكان أجل لواط؟َ .
ا ِّل َ
إجازة ذلِ َك فسا ٌد
ِ َ
وكان يف ِ
لفروج، َّسل ،وتعطيلاُ قطع الن ِ َ الن ِ
وكان فيه ُ ِّساء،
()1
كثري.
ٌ
الشعبِ َّي ِة ُّسخة امل ِ ي ِة ِمن الر ِ ف مفرد ُة «ا ِّللوا َطي» يف الن ِ
واية َّ صرْ َّ َ ِّ َّ وتُو ِّظ ُ َ َ
ِ الذ ِ ِ (ملحم ُة ال َّظ ِ عرو َف ِة بـ َّ ِ ِ
نيالبالغ َ كور للحديث عن ُّ بيربس)
َ اهر َ الشفاه َّية ا َمل ُ
املفر َد ِة ِ
بنحو متبا َدل كذل َك مع َ
ٍ ٍ ُستعم ُل ِ
شون جنس َّي ًا با ُمل ْرد ،وت َ
ِ يتحر َ َّ
ِ
الذي َن
الس ِّن]( )2ويتجلىَّ املعنَى كور ِص ِ للذ ِ يميل ُّ [الذي ُ العامي ِة «بتاع الص َغار» ِ
غار ِّ ْ ْ ْ ِّ َّ
ين يف هل قائ ُل ُهام والوار َد ِ لذ ِ
ين يجُ ُ ني ا َّل َني اآلت َي ِ الفاحش ِ
َ الش ِ
عر ذا ُت ُه يف بيتَي ِّ
دمشق ٌّي ِم ْن ِ ابع عشرَ ،وال َّثانيِ
الس َ َ
ِ
أواخر القرن َّ ِ نيَّ ،أولهُ ُام مصرْ ِ ٌّي يعو ُد إىل نص ِ َّ
ِ ِ
أواخر القرن ال َّثام َن َ
عرش:
حيب الغوانِيا ُّ ب��زان َم�� ْنٍ و ُيد َعى ٍ
بالئط ��ر ِد ُيد َعىمحُ��ب ا ُمل ْ
ُ وقيل َ
(*)
فال أنــا لِواطِـ َّي ًا وال أنا زانيـــا قن منِّي تع ُّفف ًا الذ ِأهــل َّ َ ـت
فأحب ْب ُ
حممد خليل
هز القحوف يف رشح قصيدة أيب شادوف49،؛ ّ
بينيّ ،
ّ [*] يوسف الشرّ
املرادي ،سلك الدّ رر يف أعيان القرن ال ّثاين عرش.206 :2 ،
ّ
*****
الشيعة) 248 :14 ،وما يتبعها (حديث ،)12تشري كلمة «اإلتيان ّ
العاميل( ،وسائل ّ (((
اجلسدي
ّ يف الدّ بر» التي اخرتت ترمجتها إىل (( )carnal penetrationأي اإليالج
الصيغ املبن ّية
هواين) إىل أداء عمل الفاعل /املولج يف العالقة اجلنس ّية مقابل ّ
الش ّ ّ /
للمجهول من الكلمة التي تستعمل بنحو منتظم للحديث عن أداء عمل املستقبل
/املفعول فيه.
الصغار أو ((( انظر ديوان خدمة األسطة عثامن عن ا ِّللواط ّيني الذين ينجذبون إىل ّ
الصغري».37 ،7 : الغلامن27-26 ،12 :؛ عن «بتاع ّ
75 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
عمر اخلفاج ُّي) ( ُتوفيِّ َ بن َحمم ٍد ِ
اعر املصرْ ِ ُّي (أمحدُ ب ُن َّ ونظم الفقي ُه َّ
والش ُ َ
ِ ِ
بحسب يعيش فيه مش ِّبه ًا َ
ناس ُه ـ سن َة 1659م) شعر ًا شكَى فيه العصرْ َ الذي ُ
الس ِّن ذوي باب عىل ِ ني َّ بسبب ِ
تفض ِيل ِهم املتغن ِِّج َ ِ عائ ِه ـ بقو ِم ٍ
اد ِ
كبار ِّ الش َ لوط ِّ
()1 ِ
اهليبة والوقار.
ِ ِ ِ أخرى َ ِ ٍ ِ ٍ
العمر ُّي) الباقي العراق ُّي (عبدُ قال الفقي ُه ويف َقصيدَ ة عاطف َّية َ
ِ
ميالت: ( ُتوفيِّ َ سن َة 1697ـ 1698م) عن إحدَ ى ا َ
جل
بالســـها ْم
ِّ مثخنـــ ًا
َ ِم ْن مقلتَيها َ
احلشى إن ماس ْت تخُْ�ِل�يِ
َ هيفا ُء ْ
وصـا ْم
َ لصــلىَ
َ طلعتَها يومـ ًا نـــم عابــــــدُ ُه ْ
إن رأى لو َص ٌ
(*)
دهر ُه ُم الغــال ْم لمََا استح ُّلــوا ٍ
لوط لو أبصـ َُروا ُح ْسنَها وقو ُم
َ
*****
شك ـ دون أدنَى ٍّ هذه التِي صور ُهم هبا ـ ِمن ِ لوط ِ وليس ْت صور ُة قو ِم ٍ
ْ َ َّ َ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
متجانس ًة متام ًا يف الترُّ اث اإلسالم ِّي؛ ففي تعليقه عىل املقط ِع املنقول أعال ُه عن ِ ِ
َ
ِ ِ ِ ِ ِ
أمني العمر ُّي) ( ُتوفيِّ َ (حممدُ ُ املقرئ العراق ُّي َّ ُ ذكر الفقي ُه (عبد الباقي العمر ِّي) َ
ِ لوط مل ْ يكونُوا يلو ُط َ أن قوم ٍ
ب ،بل مع فحس ُ الصبيان ْ ون مع ِّ سن َة 1788م) َّ َ
القياس َّي ُة عن ِ املزدوج ُة ِ ِ البالغ َ ِ ِ الذ ِ ِ
الغرباء ُّ
َ ني كذل َك )2(.وهذه ه َي ُّ
الصور ُة كور
وم ْن جانب ِ ٍ ون ِم ْن فهم لِواطِ ُّي َ ِ القرآن يف َ ِ ِ قو ِم ٍ
تلك احلقبةُ : رشوحات لوط يف
أراض ِيهم وممتلكاتهِ ِم املتجاو ِزين عىل ِ
ِ َ
ون ِ
يغتص ُب َ
ون آخر ،هم عدوانِ ّي َجانب َ ٍ
تقول :إ م -أي قوم ٍ ِ ٍ بإتيانهِ ِم يف الدُّ ِبر )3(،مع أ ِ ِ
لوط ُ مه َّية حلظ شيو ِع فرض َّية ُ نهَّ ُ ِّ
اخلفاجي ،رحيانة األلبا وزهرة احلياة الدّ نيا.432-431 :1 ،
ّ ((( أمحد
العمري ،منهل األولياء ومرشب األصفياء من سادات املوصل احلدباء، ّ حممد أمني
((( ّ
.228 :1
((( سنناقش صورة قوم سدّ وم يف التّفاسري القرآن ّية بتفصيل أكرب يف الفصل ال ّثالث.
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 76
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املولِ ُج.
ٍ
ومقوالت ٍ
خطابات وضوح ًا يف أكثر ُ ِ
الفرض َّي ُة وتكتسب ِ
مالمح ََ هذه ُ
احللبي ُح َسينْ ُ ب ُن أمحدَ ِ ِ ِ ِ ِ فقه َّي ٍة ِ
غري ِ ِ
بن ُّ اعر
الش ُ مثل ال َقصيدَ ة البذي َئة التي َ
نظمها َّ
خياطب اب ُن ُ اجلزر ِّي) ( ُتوفيِّ َ سن َة 1624م) تقريب ًا ،إذ ِ وف بـ ِ
(ابن عر ُ ُح َسينْ ٍ ا َمل ُ
ونإن كانُوا يرو ُم َ فتح اهللِ) ويسألهُ ُم ْ اس ُ اسم ُه (الن ََّّح ُ شخص ُ ٍ اجلزر ِّي أوال َد ِ
ويطلب ُ دبر ِه)
فعل به (لشدَّ ِة احلك َِّة يف ِ أبيهم ورغبتِ ِه يف ْ
أن ُي َ شهوة ِ ِ إشباع
َ
ِ
وأن يث ُقوا بـ (قضيبِه املمتدِّ ٍ ٍ أمر ُهم إىل ِ
ابن خال له الئط ْ أن يوك ُلوا َ منهم ْ ُ
ابن خالِ ِه ونسيانِ قضيب ِ ِ ِ
ينص ُح ُهم فيه بأخذ ٍ
بطلب َ املنتص ِِ
آخ َر َ ب) ويعق ُب ُه
()1
ذاك ا ِّللواطِ ِّي.
غري َ ِ
(فتح اهللِ) ا ُملخنَّث َقضيبِه ،أل َّن ُه ال َيرى أحد ًا مناسب ًا لـ ُ
ِ
ِ
اجلهل بالتَّعالي ِم البخل مثالً ،أو ِ لواط ،تستعم ُلها كذلِ َك يف حديثِها عن عن ا ِّل ِ
تدل عىل ات ُّ لواط» وال مؤشرِّ َ ٌ ات طبي ٌة لـ «ا ِّل ِ َ ثم َة ِ ِ ()1
مناقش ٌ ِّ َّ الدِّ ين َّية .ومل ْ تك ْن َّ
ِ بوص ِف ِه مرض ًا باملعنَى الدَّ ِ ِ ِ الت ِ
َّفكري يف ا َمل ِ
للكلمة ،أي قيق يل إىل ممُ َار َسة ا ِّللواط ْ
ٍ
عالجات وأعراض َج َس ِد َّي ٍة وتط ُّلبِ ِهٍ ِ
فسيولوج ٍّي ٍ
أساس انطوائ ِه عىل
ِ بمعنَى
ف و ُيقدَّ م عىل ٍ ِ ِ ً ()2
نطاق واس ٍع عىل أ َّن ُه ُ وكان ا ِّللواط ُّي يف الواق ِع ُي َ
عر ُ َ طبيع َّية.
بعض ِم َن ٍ َت تأتيِ يف األخري ُة كان ْ
َ فاسق ،والكلم ُة ٌ ِ
أخالق َّي ًا أو ٌّ
منحل شخص
ٌ
ِ ِ
األحيان يف موق ِع املرادف لـ «ا ِّللواط ِّي». ِ
وبني ِ
الفاعل َ بني «ا ِّللواطِ ِّي»
بط َ وزياد ًة عىل ذلِ َك ،جر ْت العادة عىل الر ِ
َّ َ
(مشهور ِ
يل إىل ا ُمل ْرد) وهو ِ
اخلمر وا َمل ِ ِ
(رشب وف بـ
عر ٌ ِ ِ
ٌ اخلمر ،أل َّن ُه َم ُ شارب
اخلمر الفس َق ِة) و(مم َّ ْنِ لامن) ومها ِم ْن (متعاطِيالغ ِ اخلمر وحب ِ
ِّ ِ ِ
برشب
الغ ِ
لامن بتقبيل ِ
ِ ِ
والفقراء ِ
األغنياء بني ِ أرس ُفوا يف تعاطِي
واشتهروا َ
ُ اخلمر،
الروايات سمي «اللواط» بـ «الدّ اء الذي ال دواء له» يف إحدى ّ ّ ((( يف سبيل املثال،
(فأي
ّ فتذكر: ذلك، بعد واية الر
ّ ومتيض 348؛ :2 ، للبحراين
ّ (الربهان) املذكورة يف
فاريني «اللواط» داء يف ّ الس
حممد ّ سمى ّ داء أدوى من البخل؟) وعىل املنوال ذاتهّ ،
(الصفحة 10ب) الذي اعتمد فيه عىل (الدّ اء والدّ واء) السياط) ّ الصغري (قرع ّ مؤ ّلفه ّ
أن ابن اجلوز ّية قد استخدم البن ق ّيم اجلوز ّية ( ُتوفيِّ َ سن َة 1350م) مع رضورة حلظ ّ
سمى «اجلهل» الدّ اء األعظم واقرتح مفردة «الداء» بمعناها العا ّم غري ال ّط ّب ّي ،إذ ّ
«التّوبة عنه» بوصفها العالج األكثر نجاعة.
عيل بن سينا عيل احلسني بن عبد اهلل بن احلسن بن ّ ((( تورد الترّ مجات ا ّلالتين ّية لكتاب أيب ّ
(القانون) (الكتاب ال ّثالث ،الفصل العارش) يف العصور الوسطى مفردات البوا ّ
يت
الغواجي) (.)alubuati or aluminate or alguagi ّ يت أو(أو االلومنا ّ
أن هذه املفردات ه َي تلتني ([ )Latinizationsترمجه إىل ِ وفكرت جوان كادن َ َ
يب والفلسفة ال ّطبيع ّية" ّ الغر بّ ّ
ط ("ال فها ّ
ل مؤ ةيف ي
ّ العرب ’اللوط‘ ملفردة الالتينية] اللغة
تلتني ملفردة "األبنة" العرب ّية .انظر ابن سينا( ،القانون يف ٌ .)64ولكنّها يف الواقع،
ب) .229-228 :3 ،انظر كذلك مناقشة هذا اجلانب يف ناثان( ،اآلراء ال ّط ّب ّية ال ّط ّ
أرص عىل أن ناثان ّ لاّ
الذكور ّية يف القرون الوسطى) .إ ّ العرب ّية يف املثل ّية اجلنس ّية ّ
اجلنيس" غري املفيدة أو غري الدّ قيقة يف ترمجته ملفردة "مأبون" ّ "املثيل
ّ استعامل مفردة
الرغم من إقراره بأنهّ ا ال تصدق سوى عىل ال ّطرف املستقبل /املفعول به يف عىل ّ
العالقة اجلنس ّية.
81 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحو نزع ِ وم ُّي) بيت ِوإضاف ًة إىل ذلِ َك ،كتب (حممدُ ماميه الر ِ
فيهام َ َني َ ُّ َّ َ َ
جل واملرأة)ِ الر ِ ِ الذ ِ ِ
تضمني ا ِّللواط مع ُّ ِ
(بني َّ َ الزنا
األخرى أمثال ِّ َ نوب
َّ
وجل بعدَ ما عز والغفران ِم َن اهللِ َّ
َ الرمح َة ويطلب (ماميه) َُّ ِ
اخلمر، ِ
ورشب
انغامس ِه يف ِّ
الزنا ِ جرا َء ِِ
عر وخرسانه الدُّ نيا واآلخر َة َّ الش ِ
انته ْت مسري ُت ُه يف نظ ِم َِّ
ِ ُ ِ ()4 والشرُّ ِ
ووصل امل ْرد.ب ْ
ِ
املأبون أو كان َي ْصدُ ُق عىل“احلالة املرض َّي ِة” َ
ِ ف
وص َ
أن ْني ممَّا تقدَّ َمَّ ،
يت َّب ُ
بسلفهِ
اث ال ِّطبي العربيِ متأ ِّثر ًا ِ
يميل الترُّ ُ ِ
الفاعل] إذ ُ ِ
َّث [ال عىل ا َّلالئط ا ُملخن ِ
ُّ ِّ ُّ
الروض العاطر23 ،؛ ابن كنان ،احلوادث اليوم ّية38 ،؛ ع ّباس مك ّّي ابن أ ّيوبّ ، (((
املوسوي ،نزهة اجلليس ومنية األديب األنيس242 :1 ،؛ تيتز ،وصف مصطفى ّ
عيل ملرص.60 ،
ّ
نزهة األدباء وصلوات الغرباء ،خمطوطة I: 95أ؛ خمطوطة II: 208أ .وينسب (((
احللبي ذاع صيته كام يبدو
ّ هذا العمل يف بعض من األحيان إىل شخص يدعى عمر
يف القرن السابع عرش .انظر بروكلامنGeschichte der arabischen( ،
،)Literaturملحق414 :2 ،؛ وآربري ،قائمة يدو ّية تكميل ّية ثانية ،العدد .128
ديوان خدمة األسطة عثامن عند األمري بيربس.31 ،13 ، (((
ومي ،روضة املشتاق وهبجة األشواق ،صفحة 192ب193 ،أ. الر ّ
ماميه ّ (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 82
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دبر ِه)
فعل به ( ُيؤتَى يف ِ أن ُي َ يرغب يف ُْ الذي كر ِ الذ ِ
َّظر إىل َّ اليونانيِ ِّ إىل الن ِ
بن بن حي َيى ِ حمم ِد ِ بكر َّ ٍ زمن أبيِ منذ ِبمرض -هو األَ َبنَ ُة ُ - ٍ مصاب ًا ِِ
بوصفه َ ْ
الرؤي ُة يف ِ األقل ( ُتوفيِّ َ سن َة 925م) تقريب ًا، ازي يف ِّ
واستمر ْت هذه ُّ َّ الر ِّ زكر َّيا َّ
وصنِّ َف ْت (األَ َبنَ َة) مرض ًا ِ احلقبة العثامنِ َّي ِةِ العلم َّي ِة ال ِّط ِّب َّي ِة يف
ِ الر ِ
املبكرةُ )1(. َ سائل َّ
بن بن أمحدَ ِ اب ِ الوه ِ ِ ِ ِ ِ
عالجات حمدَّ َد ٌة يف األعامل ال ِّط ِّب َّية ألبيِ
املواهب عبد َّ ٌ له
ِ
األنطاك ِّي) عمر بالشعرانيِ ِّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1565م) و (داو َد ِ وف َّ عيل ا َملعر ِ
بن َ ٍّ ُ
بن داو َد القليوبيِ ِّ ( ُتوفيِّ َ سن َة ِ
بن عبد اهللِ ِ حممد ٍِ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1599م) وأمحدَ ِ
بن َّ
()2
.)1658
يناقشوا “املرض” إلاَّ أنهَّ م مل ْ ُ َ َّاب ال َّثال َث ِة هذا تناول الكت ِ ِ الرغ ِم ِم ْن وعىل ُّ
ِ
(حامض بوريك َّي ٍة
ِ وجود ما َّد ٍةِ الذي حدَّ َدها يف (األنطاكي) ِ
ِّ
ِ مس ِّبباتِ ِه باستثناء
جرح ٍ يغدو َ
مثل أوردة املستقي ِم تكوي وتدغد ُغ الشرَّ َج حتَّى ِ ِ
البوريك) يف
َ
موروث ٌ مرض أن ُيؤتَى يف الدُّ بر .ومع أ َّن ُه ٌ ِ
املرض إىل ْ َ
حامل يدفع ِ ٍ
مستحكُ ،
ِ ابة به ال ينحصرِ ُ يف أن السبب يف اإلص ِ ِ يف ِ
الوراثة ،إذ قد َ أكثر األحيان ،إلاَّ َّ َّ َ
ألن احل َّك َة الشرَّ ِج َّي َة ابة به َّ املفعول به إىل اإلص ِ ِ عمل خص َ ِ يؤ ِّدي أدا ُء َّ
الش
َ
املستقيم] ِ حلركة حيام َن منو َّي ٍة حا َّد ٍة والذ َع ٍة [يف منط َق ِة ِ تكون نتاج ًا ُ قد
ِ
أنموذج ٍّي ٍ
بنحو العادة ،ويعانيِ ِ يكون مخُ نَّث ًا يف
ُ اب بـ «األَ َبن َِة» َّ
املص ُ خص َ والش ُ
الوجه ِ
وكرب ِ ِ
وامتالء اهلم ِة، ِ الزائ َغ ِة، ِ خاوة والس ِ ِ ِ
وفتور َّ َّظرات َّ عال والن ُّ الر
م َن َّ
العجيز ِة.
َ
جرعات سائ َل ًة ِم َن
ٍ ِ
(األنطاك ُّي) ف
وص َ ِ
املرضَ ، ِ
عالج هذا وابتغا َء
اخلفي) ،أعيد
ّ ازي واملرض(الر ّ
ازي لـ (األبنة) ،انظر روزنثالّ ، الر ّ((( عن تشخيص ّ
ّيفايش ،نزهة األلباب.308-302 . ّ يب يف الت
ّص العر ّ نرش الن ّ
عراين،
الش ّ األنطاكي ،النّزهة املبهجة يف تشحيذ األذهان وتعديل املزاج؛ 216 :2؛ ّ ّ (((
ب .58 ،انظر كذلكيب ،تذكرة يف ال ّط ّ
ب55 ،؛ القليو ّويدي يف ال ّط ّّ الس
خمترص تذكرة ّ
ترصف يف مرص
ّ فيمن ل األو
ّ أخبار ، اإلسحاقي
ّ 511؛ بيع، الر
ّ زهر اجلزائري،
ّ نعمة
عراين ،لطائف املنن واألخالق يف وجوب التّحدث بنعم الش ّ من أرباب الدّ ول48 ،؛ ّ
اهلل عىل اإلطالق.211 :2 ،
83 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يلة الغارفوني ِ فص ِ فطور ِمن ِ ِ ِ
ات] واأللو ُة َّ ٍ ْ [جنس
ُ والغاريفون الزورد، ا َّل
ِِ ٍ ِ ستخر ُج ِم ْن
ب مر ٌة تُستخدَ ُم يف ال ِّط ِّ
عص َار ٌة َّ
بعض م ْن أنواعه َ َ نبات ُي
رب ٌ [الص ُ
َّ
مفعولَ القرنفل مع ا َّل ِ
لبن ،ويز ُع ُم أنهَّ ا مجيع ًا تفسدُ ِ سهل] وال ُّثو ِم أو كم ٍ ُ
حك الشرَّ ِج ِ
ث (األنطاك ُّي) عن نجاعة ِِّ ِ ِ ِ
األمزجة احلا َّدة ا َّلالذ َعة؛ كام حتدَّ َ
()1
الض ُبعِ. ِ
حليوان َّ ِ
األيمن ِ
الفخذ املحرت ِق ِم َن
ِ عرالش ِماد املتب ِّقي ِم َن َّ
بالر ِ
َّ
ِ
خارج ِ
املفعول به ،حتَّى يف ِ
عمل كانَت النَّظر ُة العام ُة إىل الرغبِة يف ِ
أداء َّ َّ ْ
مثل إصابةِ الس ِ
الصار ِم ،أنهَّ ا حال شا َّذ ٌة تستلز ُم تفسري ًا حمدَّ د ًا َ َ ياق ال َّط ِّب ِّي َّ ِّ
املوقف العام نحو ُّاللواطِ ِ أن حقيق َة ِ ِ
املستقي ِم بالدُّ ود .وغن ٌّي عن البيان َِّ
ِّ َ ()2
الكف عن احلك ِم عليها َّ مرض َّي ٌة ال يعنِي حال ِ املفعول به أ َّن ُه ٌ ِ السلبِ ِّي / َّ
ليس ْت ذنْب ًا مقابل َ َ ِ ِ
ال قبيح ًا و ُمن ِّفر ًا دين َّي ًا وأخالق َّي ًا ،ولكنَّها، بكو ا فع ً نهِ
ذلكَ ،
اخلمر أو ال ِ
قة .فـ «األَ َبنَ ُة» ِ ِ
رشب شخص ارتكا ُب ُه عىل شاك َل ِة ٍ ألي
سرَّ يمك ُن ِّ
يامرس ُه
ُ لواط بسهو َل ٍة فع ً
ال تكون فيه ،بينَام يم ِّث ُل ا ِّل ُ ُ ُ
املأبون ،أو حال يعانِيها
ا ِّللواطِ ُّي.
والقليويب
ّ عراين
الش ّ األنطاكي ،ورد ذكر العالج األخري يف كتب ّ ّ ((( إضافة إىل
املؤرخ كايوس بلينيوس سكوندوس املعروف واجلزائري .ويعود أصل الفكرة إىل ّ ّ
الشيخ» ( ُتوفيِّ َ سن َة )79عىل ّ
األقل .انظر وليمز ،املثل ّية اجلنس ّية بـ «ﭘـاليني األكرب أو ّ
الذكور يف العصور الكالسيك ّية القديمة ،181-180 ، الرومان :إيديولوج ّيات ّ بني ّ
يب يف القرون الوسطى .إذ ّ الغر يب
ّّ ّ
ط ال اث ترّ ل ا يف ورد العالج هذا عىل تنويع وثمة
ّ
الضبع الفراء املحروق واملطحون من رقبة ّ ّ )1280 َ
ة سن َ فيِّ وتُ ( ماڠنس الربتس اقرتح
ٍ
جي بوزويل ،كان املصدر الذي اعتمد كعالج فعال لـ «ا ّللواط» .وبحسب ما ب ّينه َ ٍ
ٍ
يب سابق، فلكي عر ّ ّ التيني لعمل ط ّب ّي أو
ّ عليه الربتس يف األرجح ،ترمجة وإعداد
االجتامعي واملثل ّية اجلنس ّية .)317-316 ،أصبحت ّ انظر (املسيح ّية والتّسامح
«األُبنة» العرب ّية التي تشري إىل ال ّطرف املستقبل /املفعول به يف العالقة اجلنس ّية
بحسب ما يظهر مرادفة لفعل «ا ّللواط» ( )sodomiaيف ا ّللغة ا ّلالتين ّية الذي ال
جيري فيه حتديد أدوار األطراف املشرتكة.
الرائق رشح كنز اإلسحاقي ،أخبار األول47 ،؛ زين العابدين ابن نجيم ،البحر ّ ّ (((
حممد أمني ابن عابدين ،ر ّد املحتار عىل الدّ ر املختار-201 :3 ، الدّ قائق50 :5 ،؛ ّ
.202
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 84
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
الفقهاء اتمناقش ِ َ ٍ
ومدهش يف ٍ ليِ الر ِ
أي بنحو ج ٍّ االختالف يف َّ
ُ ويربز هذا ُ
رسم ٍّي ِ ِ
توجيه إتهِّ ا ٍم بابتدخل يف ِ ُ واإلهانة التِي
ِ والشت ِم
ب َّ ِ
الس ِّحلاالت َّ
خص بـ “ا ِّللواطِ ِّي” ِ الشمرشو َع ٍة ،فدعو ُة َّ ٍ ِ ٍ ِ
باالشرتاك يف عالقة جنس َّية غري ُ
ِ
ويغيب االت ُ
ِّفاق حني تتباي ُن اآلرا ُء لواط يف ِ املعتاد اتهِّ امه بمامرس ِة ا ِّل ِ ِ تعنِي يف
ُ َُ ُ َ َ
ِ ِ ِ
ور ب ُن منص ُخص بـ “املأبون” .ويؤ ِّكدُ الفقي ُه املصرْ ِ ُّي ُ ِ دعوة َّ
الش حال يف
املثال ال احلصرْ ِ ، ِ ِ
سبيل إدريس ال ُبهوتيِ ُّ ) ( ُتوفيِّ َ سن َة 1641م) يف َ يونس ِ
بن َ
غري مرشو َعةٍ، عالقة ِ ٍ «املأبون» ال تُعدُّ اتهِّ ام ًا له بإقامةِ
ِ خص بـ ِ أن دعو َة َّ
الش َّ
شار إليها ال تُؤتيِ أ َّن ُه ِ ِ ٍ
خص ا ُملهان ،و (األ َبنَ ُة ا ُمل ُ «حالة» عندَ َّ
الش ُ
تقرتن بـ ألنهَّ ا
()1
ُي ْف َع ُل بمقت ََضاها).
ٍ ِ
“سلوك َّي ًا” إىل حدٍّ كان م ْفهوم “ا ِّل ِ ِ
بعيد لواط” وتأسيس ًا عىل ذل َكُ ُ َ َ ،
ِ
داخل َّي ًة بوص ِفها حاالً َّظر إليها ْجر ْت العاد ُة عىل الن ِ ِ ِ
مقابل “األَ َبنَة” التي َ َ
حال تفسري ِه .وبنا ًء عىل ذلِ َك ،فاألَ َبنَ ُة ٌ
ِ ثم ٍ ٍ ٍ
بروز سلوك الفت حمدَّ دَّ ، تسهم يف ِ ُ
بنحو دائ ٍم أو ٍ اباملص ِ ٍ مرض َّي ٌة (باثولوجية) أو ٌ
تسيطر عىل َ
ُ غري سو َّية، حال ُ
ني اآلت َي ِ
ني: دور ٍّي ،كام يتبينَّ ُ يف املقط َع ِِ
متحرك ًا
ِّ ُستثار األَ َبنَ ُة فيه فيب َقى اخلمر حتَّى َ
يثمل ...وت ُ َ يرشب
ُ (كن ُْت أرا ُه
فعل به يف الدُّ ُب ِر).حتَّى ُي َ
والشخص املصطلحات العثامن ّية ،دار النّهضة العرب ّية ،2009 ،ص ّ .)175-174
البوريني عنهم
ّ فاحي بحلب .قال
ّ الس
البوريني هو صالح من البيت ّ
ّ املقصود هبجاء
إنهّ م (قوم خالفوا مجيع امللل والنّحل ،وصيرّ وا غاية أمرهم اخلروج عن طاعة
السلطان ،وسالحهم اآللة التي يقال عنها التُّفنك وهي البندق ّية ،فيخدمون أمريا ّ
الشهر شيئا من املال لكل فرد من أفرادهم يف ّيكون خارجا عن ال ّطاعة عىل أن يدفع ّ
-تراجم األعيان( .254 :2 ،املرتمجة).
اجلربيت،
ّ الرمحن الزمان280 :2 ،؛ عبد ّ البوريني ،تراجم األعيان من أبناء ّ
ّ ((( حسن
عجائب اآلثار يف الترّ اجم واألخبار.413 :1 ،
عيل ملرص.54-51 ، ((( تيتز ،وصف مصطفى ّ
ومي ،روضة املشتاق ،صفحة الر ّالروض العاطر88-87 ،؛ ماميه ّ ((( ابن أ ّيوبّ ،
عزة عاشقان معروفان من املرحلة اإلسالم ّية املبكرة. 219ب .جمنون ليىل وكثري ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 88
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدرجات ٍ قول الشيَّ ِء ذاتِ ِه ولك ْن املبكر ،إذ يمك ُن ُ َ نيِ
الشرَّ َق العربيِ َّ العثام َّ
جنوب أوروبا أو ال َّث ِ
قافة ِ ِ
ومناطق متباين ٍَة عن املنط َق ِة العربِ َّي ِة املعاصرِ َ ِة
َّ
قافتان اليونانِ َّي ُة ِ اجلانب حتديد ًا ـ ال َّث ِ األمريك َّي ِة -الالتينِ َّي ِة ـ أو يف هذا ِ
حقبة الفايكنغِ ،أو ِ واملناطق االسكندنافِ َّي ِة يف ِ ِ
الكالسيك َّي ُة، والرومانِ َّي ُة ُّ
تص ُّورٍ ِ ِ ِ اليابان َ ِ
يظهر جل َّي ًا أنَّنا أما َم َ ُ قبل ساللة مييجي .وتأسيس ًا عىل ذل َك، ()1
مييجي باليابان ِه َي املدّ ة األوىل يف تاريخ اليابان املعارص (،)1912-1868 ّ مدّ ة (((
السابقة( .املرتمجة). ّ احلكومات عن هلا متييزا املستنرية احلكومة «مييجي» كلمة وتعني
فوالعارووحدةمنطقةاملتوسط) .9
ّ د .ماهنود غيلمور« ،العار :مقدّ مة» .يف (الشرّ (((
لغوي). (املقوم ا ّل الكمني .واجلماّ ز حائك اجلماّ زة. اجلماَّ زة ّ ُِ
ّ ّ بالضم مدْ رعة صوف ض ّيقة ّ (((
الربيع.45 ، اجلزائري ،زهر ّ
ّ العاميل ،الكشكول361 :1 ،؛ّ هباء الدّ ين (((
91 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الذ ِ
عمل َّ ِ توكيد َِّ ِ برضور ِة ِّ يت َِّص ُل
كر” أن أدا َء َّرس ِع يف توخي احلذر وعد ِم الت ّ َ
ِ
باالعتامد اجلنس َّي ِة ،مل ْ يك ْن شائن ًا أو ُم ِذالً متام ًا ِ ِ
العالقة الفاعل /اإلجيابيِ ِّ يف ِ
(إبراهيم قص ِ
يدة األمري الدُّ ر ِزي أو ِ ِ اب اغتص ِ قص ِة ِ ِ
َ َ ِّ َ عىل هذه احلكاية أو َّ
ِ ِ َّوع ِم َن الت ِ
كان َّأييدات َ َّوكيدات والت أن هذا الن َ ب! إلاَّ َّ فحس ُ الغزاليِ ِّ ) املاجنَة ْ
ِ
العادة يقرتن يف ُ الذي َ
كان اجلزئي ِ ِ األمر ذا ُت ُه عىل التَّشا ُب ِه شائع ًا ،و َي ْصدُ ُق
ِّ ُ
فالعالقات ُ َّقليد َّي ِة:
عات املتوسطِي ِة الت ِ
ِّ َّ
بام يسمى “املعيار املزدوج” يف املجتم ِ
َ َ َ ُ َّ
اخلزي جتلب َت ِ
واج (والعبود َّية كذل َك تارخي َّي ًا) كان ْ ِ ِ ِ الز ِ ِ
خارج حدود َّ ِ
اجلنس َّي ُة
َ ُ َ
املخرت ِق) وكام ِ ِ
(الفاعل / كر للذ ِ رت َق ِة) ال َّ ِ
والعار لألن َثى (املفعول هبا /ا ُملخ َ َ
أكثر تعقيد ًا نهِ ِ ِ ِ ٍ
ُيتو َّق ُع يف حاالت ِ
َّقييامت األخالق َّي ُة بكو ا َ ُ ف الت مثل هذه ،تتَّص ُ
املخرت ِق ِ كر / الذ ِ بني َّ َّاميز ذا ُت ُه َ مثل هذا؛ فالت ُ دقيق ُ متايز ٌ يوحي به ٌ نسبِي ًا مما ِ
َّ
ِ ٍ رت َقة ،يبدُ و َّ ِ
غري مه َّي ًة يف سياق -بالكاد يمك ُن عدُّ ُه َ أقل أ ِّ وبني األن َثى /ا ُملخ َ َ
الفقهي -الدِّ ينِي ،هذا أوالً؛ وال يستبعدُ يف سياقاتٍ ِ
ُ َ َّ ِّ ِ ِّ السياق مهم -أي ِّ ٍّ
االستعامل غري النَّمطي يف جوانبِ ِه األخرى ملفردةِ ِ حمدَّ َدة ِ ٍ
َ َ َ ِّ َ َ أن نواج َه مثل هذه ْ
ِ ()1 ِ ِ ِ ِ
السلب ِّي. مقابل ا ِّللواط ِّي َّ َ “ا ِّللواط ِّي” لتحديد ا ِّللواط ِّي اإلجيابيِ ِّ
خصِ ف َّ
الش وص َ
أن ْ واهد التِي ُّ
تدل عىل َّ الش ِ وثم َة ـ ثاني ًا ـ وفر ٌة ِم َن َّ
َّ
وصف ًا ِ
التلميح بذل َكَ ، ِ ِ
بالزانيِ أو ا ِّللواط ِّي اإلجيابيِ ِّ /
كان ُيعدُّ ْ َ الفاعل أو َّ
واإلذالل وتشويه السمعةِ.
ُ ِ
املقصود منه اإلهان ُة ِ
ُ ُّ العمو ِمُ ، شائن ًا عىل وجه ُ
ين الغازي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1577م) يف بدر الدِّ ِ ِ ُ
يقول الفقي ُه الدِّ مشق ُّي ُ
ِ
األجي َّي): (حممد ًا ِ ٍ قص ٍِ
غريم ُه ََّ ف فيها
فاضحة يص ُ
َ يدة
وأح���دث فتح ًة بأعىل ال���ر ِ
واق ِّ َ أمْ����ر ٍد
َ دب ل��ي ً
�لا ع�لى وك���م َّ
لواطي فاعل
ّ البهويت ،رشح منتهى اإلرادة( :345 :3 ،وا ِّل
ّ ((( يف سبيل املثال ،منصور
ومفعول فيه).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 92
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
عجيزة األ ْم َر ِد.
ِ ٍ
إشارة إىل يف
الفقهاء املتشدِّ ِدي َن ِ مقصور ًا عىل ويظهر واضح ًا َّ
املوقف مل ْ يك ْن ُ َ أن هذا ُ
حممد البورين ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1615م) ِ ٍ ب ،إذ ِ
املؤر ُخ احلَ َس ُن ب ُن َّ يروي ِّ فحس ُ
ْ
إسامعيل النَّابلسيِ
َ ِ ِ
خص َص ُه للفقيه الدِّ مشق ِّي ِ ِ احلاد َث َة التَّال َي َة يف
ِّ الباب الذي َّ
بعض ٍ رتى بابتدا ِع بصبِ ٍّي هتم ًة كاذب ًة حدي ُثها ُمف َ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1585م)( :أتهُّ ِم َ
الشني َع ِة أحس َن إعان ٍَة، تلك احلاد َث ِة َّ املتص ِّو َف ِة ...وأعا َن ُه العلام ُء يف َ املشايخ َِ ِم َن
واخلواص ،وما ِّ عظيم ًة عندَ العوا ِّم َ مح ُه اهللُ تعالىَ بذلِ َك وحش ًة لكنَّ ُه وجدَ ر َ
ِ ِ ِ ِ ِ
املذكور ِ
درويش باشا طلع بنفسه إىل ديوان اإلمارة عندَ الصبِ َّي َ أن َّ ذاك إلاَّ َّ َ
[وظهر بعدَ ذلِ َك َ فتوح بهٍ ادر عن أن ذل َك َص ٌ
سائل عىل قدمي ِه زاع ًام َّ ِ
َْ والدَّ ُم ٌ
()2 ِ
املذكور]). يخالش ِ ب ِم َن َّبتعص ٍ
َت ُّ القص َة كان ْ
أن َّ ِ
للخلق َّ
سيِ ِ األفعال َّ ِ ِ ِ
إسامعيل النَّابل ِّ َ حادثة الشعبِ َّية َ
نحو ردود االختالف يف
َ َّ
إن
ِ
ابع عشرَ َ وحكاية اجلنود الترُّ كامن مع األمري الدَّ َر ِز ِّي يف ِ ِ ِ
الس َ أواخر القرن َّ َ
احلساسيات يف املدَّ ةِ ِ ٍ ِ
مطل ِع القرن ال َّثام َن عشرَ ،هو بمنز َلة شهادة ال عىل تغيرُّ ِ ِ
َ
املثليةِالعالقة ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّ تص ُّور الفاص َلة ،بل عىل ال َّطبي َعة املبن َّية يف جوهرها عىل سياق َ
حمور ُ احلال األولىَ َ ، ِ وتقييمهاِ . ِ اجلنس َّي ِة
ِ
البارز َ ُ الفاعل الوجي ُه والفقي ُه كان ففي
هو َّي ِة مقابل َ َ الشعبِ ِّي ِ
واالستهجان َّ حتم َل وطأ َة اهلجو ِم رف الذي َّ
احلدث وال َّط َ ِ ِ
واإلمهال؛َ َّجاهلَ نصي ُبها الت كان ِ املعنو َّي ِة التِي َ ِ وشخص َّيتِ ِه
ِ ِ
املفعول به الغال ِم
«املفعول به» واجه َة ُ ِ ِ ِ
األمري
ُ تصدَّ َر حيح ،إذ َ الص ُ احلال ال َّثان َية هو َّ والعكس يف ُ
أن املكان َة ِ
ني ن ْسبي ًا ،وهذا يعني َّ ِ ِ
جمهول َ ُ ِ األحداث يف ِ ِ
كامن ُ حني بق َي اجلنو ُد الترُّ
العوامل التِي ِ َت أحدَ الفعل اجلنسيِ ِّ كان ْ ِ املشرتك َِة يف ِ ِ
لألطراف ِ
االجتامع َّي َة
واحلكم فيها.
َ تفسري احلاد َث ِة
َ حتدِّ ُد
ّابليس ،تعطري األنام يف تفسري األحالم( 210 :2 ،لواط)238-236 ، الغني الن ّ
ّ ((( عبد
ّابليس مع تفسريات مفسرّ األحالم
ّ ن ال تفسريات قارن (نكاح). 294 (جمامعة)،
ٍ
بنحو مدهش التي ح ّللها امليالدي) املشاهبة هلا
ّ اليوناين ارمتيدروس (القرن ال ّثاين
ّ
الرغبة .44-17 ،ولالستزادةّ قيود ونكلر، 36-4؛ فوكو يف تاريخ اجلنسان ّية:3 ،
والسلطة يف أدب
عن املوضوع ،انظر اوبرهلامن« ،تراتبيات اجلنوسة واأليديولوجيا ّ
يب يف القرون الوسطى». اليوناين والعر ّ
ّ األحالم
((( نزهة األدباء وصلوات القرباء ،خمطوطة ،Iصفحة 95أ ،خمطوطة ،IIصفحة
208أ -ب.
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 94
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفاعل ِ
ِ أدائ ِه َ
يطان عرب ِ َّائب بوساطتِ ِه َّ ِ
َ
اخرتق الذي عمل الش َ َ ا ِّللواط ُّي الت ُ
ِ ِِ ِ ِ ِ ِ
ثمَ ،
كان ما سوى َّ
الشيطان ذاته ،وم ْن َّ املفعول به الذي مل ْ يك ْن َ بقضيبِه َ
دبر
ِ
بالفخر!!. للش ِ
عور قا َم به ا ِّللواطِ ُّي مدعا ًة ُّ
((( يؤ ّلف ما ذكر للت ّّو إحدى املسائل األساس ّية يف كتاب بيري بورديو ،منطق ا ُمل َ
امر َسة؛
انظر «االستعامالت االجتامع ّية للقرابة» 199-162 ،عىل وجه اخلصوص.
95 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جي ﭙت -رڤرز( ،مصري شكيم ،أو سياسات اجلنس :مقاالت يف أنثروبولوجيا ((( َ
املتوسط)( .16 ،شكيم أو سكم هو االسم القديم ملدينة نابلس أو ّ البحر منطقة
أسسها الكنعان ّيون يف ملدينة كانت تقع يف ال ّطرف الشرّ ّ
قي ملدينة نابلس احلال ّيةّ ،
األلف ّية ال ّثالثة قبل امليالد .وتعني كلمة شكيم املنكب أو األرض املرتفعة( .املرتمجة).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 96
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سياقات حمدَّ َد ٍة ،و ُيتو َّق ُع ٍ بتداخلها إلاَّ يف ِ سمح رشع ًا حية ال ُي ُ
ٍ
واضحة وصرَ َ
ٍ
َ
صيِ
املشار َك ُة يف عاملٍ يق املرأ َة ب ِ ِ ِ ِ الر ِ ِ
َ فحس ُ ْ بفضل نوعه البيولوج ِّي جل م َن َّ
جال أو الر ُ امليدان العام ِ ُ حيث املبدأ ،وهذا العالمَ ُ هو ُ ِم ْن
يتنافس فيه ِّ ُ الذي ُّ
ِ
واجلاه. واملكانة والس ِ
لطة ِ ُون سعي ًا وراء ِ
املال يتعاون َ
ُّ َ
بوص ِف ِه جل ْ الر ِ نجاح َّ ِ دليل دام ٍغ عىل َّجاح يف هذا العالمَ ِ ُيعدُّ بمنز َل ِة ٍ إن الن َ َّ
االرتباط بالفحولِيةِ ُ ثم ِ ِ ِ
ذكر ًا قادر ًا عىل تلبية متط َّلبات ُّ ِ
َّ كورة ،وم ْن َّ الذ َ
رمز َّي ًا ـ وبنحو تقليد ٍّي متو َّقعٍ ،تُعدُّ اهلزيم ُة ـ ِ ِ ٍ مز ِّي، الر ِ والرجو َل َّي ِة يف
املستوى َّ َ ُّ
ِ ()1 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
لإلخصاءَ الذكر َّية؛ وتبع ًا لذل َك مكاف َئ ًة مكاف َئ ًة للتَّشكيك باهلو َّية اجلنوس َّية َّ
املتوسط ّية
ّ ((( ڠلمور« ،العار :مقدّ مة»( 11-10 ،كان ڠلمور يتحدّ ث عن ال ّثقافة
املعارصة بعا ّمة).
ّابليس ،تعطري األنام( 227-223 :1 ،ذكر إنسان)(19 ،أنثيان)( 192 ،خيص)؛ ((( الن ّ
املناوي ،الفيوض اإلهل ّية برشح األلف ّية الورد ّية ،صفحة 68ب-69أ.
ّ ؤوف الر
عبد ّ
املتوسط احلال ّية ،انظر ﭙت -رڤرز ،مصري
ّ لال ّطالع عىل تعليق مماثل عن منطقة البحر
شكيم.22 ،
97 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني الر ِ ِ ِ الرغ ِم ِم ْن ذلِ َك ،يبدُ و واضح ًا َّ
جال أن العالق َة اجلنس َّي َة الفعل َّي َة َ ِّ وعىل ُّ
يرتبطُ العرف العا ِّم ِ اخلروج عن ِ ذوذ أو الش ِ َت تُعدُّ نوع ًا ِم َن ُّ ني كان ْ ِ
البالغ َ
َت النَّظر ُة العا َّم ُة إىل باملرض (األَ َبن َِة) وكان ْ ِ اب) وإ َّما (االغتص ِ
َ
ِ
بالعنف إ َّما
ِ نيِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
املبكر غالب ًا تقريب ًا نظر َة العالقة اجلنس َّية املثل َّية يف الشرَّ ق العربيِ ِّ العثام ِّ
أنموذج ٍّي) وغال ٌم ِ ٍ
بنحو كر» رف َّ بالغ (هو ال َّط ُ رجل ٌ يشرتك فيها ُ ُ ٍ
«الذ ُ عالقة
األخري
َ فأن ال َّط َر َ الرغ ِم ِم ْن َّ عمل األن َثى) .وعىل ُّ مراهق (يؤ ِّدي َ ٌ أو َصبِ ٌّي
يات منها «األ ْم َر ُد» و «الغال ُم» أو وص يف عدَّ ٍة مسم ٍ يظهر يف الن ُُّص ِ الذي ِ -
َّ ُ
ث ـ َذك ٌَر ِم َن النَّاح َي ِة الس ِّن» أو احلدَ ُ غري ِّ اب َص ُ «الش ُ «الصبِ ُّي» أو «الفتَى» أو َّ َّ
االجتامعي ِة وال َّثقافِية؛ِِ ِ ِ
البيولوج َّية ،إلاَّ أ َّن ُه ال ُيعدُّ «رجلاَ كامالً» م َن النَّاحيتَني ِ ِ
َّ َّ
وضوح ًا أي واألكثر ُ ُ األبرز
ُ كر َّي ِةالذ ِ اجلنس َّي ِة َّ ِ البيولوج َّي ِة
ِ ويعدُّ غياب الس ِ
مة ُ ِّ ُ
الذكر واألن َثى. ِ بني َّ ٍ ِ
ا ِّللحي ُة رمز ًا لوجوده يف موق ٍع وسط َ ِ
ِ
اجلنس ّية بني الرومانس ّية أو غري
ّجمعات إىل العالقات غري ّ ((( يشري هذا النّوع من الت ّ
الصداقة والتّوجيه واإلرشاد وغريها ،وعكس هذه العالقة أفراد اجلنس الواحد مثل ّ
ِ
ّجمعات االجتامع ّية املغايرة التي ختلو فيها العالقات بني اجلنسني من ا ُمل َ
امر َسة ه َي الت ّ
اجلنس ّية .وتعرف العالقة االجتامع ّية املثل ّية -بحسب جني لبامن بلومن أنهَّ ا تفضيل
لألفراد من اجلنس ذاته ،وهذا التّفضيل يكون اجتامع ّيا أكثر منه جنس ّيا( .املرتمجة).
اجلربيت (عجائب اآلثار يف الترّ اجم واألخبار)111 ،100 :1 ،؛ انظر ّ ((( عبد الرمحن
كذلك لني ،وصف سلوكات املرص ّيني احلديثني وتقاليدهم( 561 ،37 ،عدد )4؛
وڤولني ،رحالت عرب سور ّيا ومرص.118 :1 ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 98
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعر حيث ُيعدُّ ُ اب، لحية يف خدَّ َي َّ شعر ا ِّل ِ بظهور ِ ِ ِ ِ
ُ الش ِّ لالحتفال األغلب
ينتمي هلا الفرد يف أدبِي ِ العمري ِة التِي ِ ِ ا ِّل ِ
ات الترَّ اج ِم، َّ ُ ِ َّ الفئة لحية عالم ًة عىل
الساب َع ِة
عمر اإلدراك -يف س ِّن َّ
ِ َّمييز (أو ِ املرحلة ال َّثال َث ِة بعدَ س ِّن الت ِ ِ أو
كور َّي ِة
الذ ِ الشار َبينْ ِ والفحو َل ِة ُّ لحية أو َّ بني ا ِّل ِ ُ
االقرتان َ تقريب ًا) والبلوغِ .و ُيعدُّ
ِ
تفسري ِ
للغاية يف ِ ِ ِ ائص منط َق ِة خص ِ
املتوسط ،وهذا جليٌِّ ِّ األبيض البحر إحدَ ى َ
فإن ر َأى أنهَّ ا وعزْ ، جل غنِ ًى ٌّ للر ِ النَّابل ِّ ) لألحال ِم[( :ا ِّللحي ُة] يف املنا ِم َّ
سيِ
أن جوان َبها طا َل ْت وإن رأى َّ طا َل ْت ،فإنَّه يستفيدُ ماالً وجاه ًا وعيش ًا ط ِّيب ًاْ ،
فهو َد ْي ٌن
قدرها َ فوق ِ وإن طا َل ْت َ لغري ِه؛ ْ مال هي ِّي ُئ ُه ِ فيصي ُب ُه ٌ يطل وس ُطها ِ ومل ْ ْ
وغم). وهم ٌّيكون عىل َصاحبِها ٌّ ُ
ِ
اإلنسان [قضي ُب ُه] يف املنا ِم هو رش ُف ُه ومنز َل ُت ُه (ذكر
ُ ومقار َن ًة بذلِ َك ،فـ
َ
ذكر ُه قد فيهام ....و َم ْن رأى َّ ِ ِ ِ
والزيا َد ُة يف حجمه ه َي زياد ٌة ِ بني الن ِ
أن َ َّاسِّ ، َ
وعز ُه عق ًام وضعف ًا وخنوع ًا وذ َّل ًة). ِ
جاه ُه ُّ فرج امرأة ،يص ُري ُ حتو َل َ
َّ
ِ بني ا ِّل ِ
والقض ِ
يب( :إذا ر َأ ْت لحية الر ِ
مز َّي َ املقطع اآلتيِ التَّكا ُف َؤ َّ
ُ ويبينِّ ُ
ترج ٌل ِ ِ
أن هلا قضيب ًا أو حلي ًة أو أنهَّ ا ترتدي
املرأ ُة يف املنا ِم َّ
فهو ُّ الرجالَ ،مالبس ِّ
َ
()1
للز ِ
وج). عص ٌ
يان َّ ٍ
حمذور أو ْ ارتكاب
ُ وقاح ٌة أو
َ أو
ّابليس ،تعطري األنام( 208 206- :2 ،حلية)( 227-223 :1 ،ذكر الغني الن ّ
ّ ((( عبد
ّ
املناوي ،الفيوض اإلهل ّية ،صفحة 66ب (ال ّطول يف اللح ّية) ّ إنسان) .انظر أيضا
للشاربني أو ا ّللحية الرمز ّية ّّّ ّة ي مه األ بخصوص ا م
ّ أ وطوله). كر ّ
الذ وصفحة ( 68كرب
الذكورة ال ّثقاف ّية،
ݞملور،صناعةالرجولة :مفهومات ّ ّ املتوسط ،انظر
ّ يف منطقة البحر
امر َسة( 211 ،القبايل اجلزائر: َ ُ
مل ا منطق وبورديو، واليونان)؛ (إيطاليا 47 ،31
ِ
بالقبايل ّية :إقفايلني ،بالدّ ارجة اجلزائر ّية :لقبايل) ه َي جمموعة إثن ّية تستوطن منطقة
القبائل يف شامل اجلزائر ،عىل بعد مئة ميل رشق اجلزائر العاصمة .وهم يم ّثلون
السكّان النّاطقني بالرببر ّية ويتك ّلمون القبائل ّية( .املرتمجة). النّسبة األكرب من ّ
لالستزادة عن تفسري ا ّللحية يف املنام ،نذكر اآليت( :وإن طالت حتّى سقطت عىل
األرض مات صاحبها .وقالوا :فإن بلغت من طالت حليته وكثر شعرها زيد يف عمره
فهو رجل مراب .وإن رأى شعر حليته أسود حالكا وماله .وإن زادت عىل القبضة َ
لاّ
فإنّه يستغني .وإن كان لونه أسود أو يقرب إىل اخلرضة فإنّه ينال ملكا إ أن يكون
فإن حلية فرعون كانت سوداء ترضب إىل اخلرضة .وإن رأى لوﻬﻧا مائال طاغيا جائرا ّ
99 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ِ الضمنِ ِّي َ ِ وتتلخص النَّتيج ُة ال َّط ِ
بيع َّي ُة هلذا
الوجه شعر بني االقرتان ِّ َّ ُ
ِ
املراهق كور ِة يف األن َثن َِة ( )feminizationالنِّسبِ َّي ِة للغال ِم أو والذ َ ِ
اخلشن ُّ
ِ غري مكتم َل ٍة .و ُيعتقدُ عىل ِ
وجه َت رقي َق ًة َ الذي مل ْ تن ُب ْت حلي ُت ُه بعدُ ،أو كان ْ
ِ
املدن ِ
مراكز ِ
امليدان العا ِّم يف وجوه ُه َّن يف حجب الن ِ
ِّساء ِ أن حقيق َة العمو ِم يف َّ
َ ُ
ِ ِ ِ
ودعم عمل َّي َة (األن َثنَة) هذه!. عز َز يف ِّ
األقل قد َّ
َ
أفضل َ الذ ِ
كور الس ِّن ِم َن ُّ غار ِّ ظاهر ُة (أن َثن َِة) ِص ِ َ تربز فيه ميدان ُ ٌ ثم َةوليس َّ َ
َّمط اجلنسيِ يميل إىل التَّقي ِد بالن ِ ِ
َّغزل ا ِّللواط ِّي الذي ُ ِ ِ ِ
َّغزل بالغلامن أو الت ُّ ِ ِ ِم َن الت ُّ
ِّ ُّ
جيات والز ُ ني ِّ اجلنس ِ الفص ُل َ
بني األنموذجي يف جمتم ٍ ِ ِ
َ يقف فيها ْ عات ال ُ َ ِّ املتغاير
ونونساء ال يرتب ُط َ ٍ ٍ
رجال بني الز ِ عالقات ما َ ِ املش ِّك َل ُة حائ ً
واج َ قبل َّ ال أما َم
مقابل ِ َ غاز ِل
عمل ا ُمل ِ العالقة َ ِ جل يف ِ الر ُ ِ ِ
اب أو الش ِّ أداء َّ هذه بص َلة د ٍم؛ يؤ ِّدي َّ
يقسم ٍ
مشدود األخري عىل ٍ
حبل رف ،ويسري ال َّط ُ غاز ِل رف ا ُمل َ عمل ال َّط ِ املراهق َ ِ
ُ ُ ُ
شكوى مأ ُلو َف ٌة (وه َي بني عدِّ ِه مغرور ًا ومتغطرس ًا ِ نيَ : ائص ُه إىل نو َع ِ
َ ُ خص َ َ
«سهل املنال» .ويبدُ و ِ َ «رخيص ًا» و ِ
تلك احلقبة) وعدِّ ه ِ عر الغزليِ ِّ يف َ الش ِ يف ِّ
َ
املالك ِّي ِ ِ
الفتح مشق ِّي أبيِ اعر الدِّ ِ الش ِ كان ُبغ َي َة َّ لامن َ الغ ِ أن النَّوع األخري ِمن ِ َّ
َ َ َ
ِ ِ ()1 ِ ِ
تشويه سمعته. عليهم إىل ( ُتوفيِّ َ سن َة 1568 / 1567م) وأ َّدى تر ُّد ُد ُه
اب ( ُتوفيِّ َ سن َة إسامعيل َّ ُ اعر املصرْ ِ ُّي حذ َر َّ (املالك ِّي) َّ ِ ِ
اخلش ُ الش ُ غرار وعىل
األمدِ قص ِري َّابليونيِ ِ شاب أثنا َء احلك ِم الن ِ ٍ ِ
ُّ ناسخ ٍّ حب وقع يف ِّ 1815م) الذي َ
أن يف يده حلية الصفرة فإنّه ينال فقرا وع ّلة .وإن رآها شقراء ناله فزع .وإن رأى ّ إىل ّ
جيرها فإنّه يرث ماله ويأكله .وإن رأى غالما مل ْ يبلغ احللم ّ
أن له حلية ،فإنّه رجل وهو ّ
يموت وال يبلغ احللم .وإن رأى حليته ناقصة خفيفة وكان عليه دين فإنّه يقضيه وإن
أن نصف حليته ذهب فإنَّه يذهب بعض جاهه أو غمه .وإن رأى ّ
كان مغموما ذهب ّ
وجز ما زاد عنّ حليته عىل قبض ومن ماله. من فيقطع مقطوعة ماله .وإن رأى حليته
فهو رجل يزكّي ماله .ومن قطع حلية غريه ،فإنَه زيادة يف ماله أو مال ابنه) القبضة َ
ّابليس ،تعطري األنام ،ص ( .)387املرتمجة).ّ (املصدر الن
احلنبيل ،درر احلبب يف تاريخ أعيان حلب145 :2 ،؛ نجم الدّ ين ّ ((( ريض الدّ ين بن
السائرة بأعيان امل ّيه العارشة.23 :3 ،
ّ الكواكب ، ي
ّ الغز
ّ حممد
حممد بن ّّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 100
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وطــار ْت به للخزي عنقا ُء ُم ْغ ِر ُب املجد وال ُعــــال ومن أقعدَ ْتـُه مهــ ُة ِ
َ َّ َ ْ
َـــب عهداحلدا َث ِ
ـــةناقــ ًة كــانيف ِ َ
ُيقـــا ُدإلـىأر َدىاألنَـــامو ُيرك ُ و َمـ ْن
كانقص ِ
(*)
ـــب
أنس ُ ِ
القبائـح َ َ
إمجـــــال ولك َّن وصــــ َف ُه أن ُأبينِّ َ ْ
ـدي ْ وقـدْ َ ْ
الرحيانة.380:1 ،
[*] املح ّب ّي ،خالصة األثر63-53 :4 ،؛ املح ّب ّي ،نفحة ّ
لغوي :سجاح ،هي بنت احلارث بن سويد النّجد ّية التّميم ّية مدّ عية
ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
ّميمي
الصديق؛ وكان ممّن استجاب هلا وصدّ قها عطارد بن حاجب الت ّ
الن ّّبوة زمن أيب بكر ّ
القائل فيها:
وأصبــــــحت أنبياء النّاس ذكـــــرانا أمســـت نبيـــــّتنا أنثى نطيــف هبا
والعنقاء طائر خيا ّيل (غري واقعي) جاء ذكره يف ألف ليلة وليلة ويف عدد من األساطري
القديمة؛ ووصف عند العرب بأنّه واحد من املستحيالت ال ّثالثة:
وفـي ّ
للشـــــدائد أصطفي ّ ّ
خــــــــل ّملا رأيت بني ّ
الزمـــــان وما هبــــــم
الغــول والعنقـاء واخلــــــــل الوفـي فعلمـت ّ
أن املســــتحيل ثالثـــــــة
*****
قصة غرام ّ
اخلشاب بالنّاسخ ،انظر املصدر اجلربيت ،عجائب اآلثار .217 :2 ،وعن ّ
ّ (((
ذاته.241-238 :4 ،
101 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ائن الش ِ ستحس ِن ـ ور َّبام َّ َ غري ا ُمل أن ِم ْن ِ االعتقاد يف َّ ِ الرغ ِم ِم ْن شيو ِع وعىل ُّ
ثم َة وب بهَّ ، رف املر ُغ ِ عمل ال َّط ِ ِ ِ يبد َي الغال ُم محاس ًا كبري ًا أن ِ ـ ْ
فإن َّ ألداء
غار الس ِّن اهتامم الر ِ الش ِ ِ الغ ِ استغالل ِ ِ مؤشرِّ ٍ
جال َ ِّ باب ص ِ ِّ لامن أو َّ تدل عىل ات ُّ
ني ِ لرغبات الر ِ ِ هؤالء َّ ِ ِ ني هبِم ،وبينَام ِ
البالغ َ جال ِّ باب
الش ُ يستسل ُم البالغ َ
هتديد لسمعتِ ِهم ،إلاَّ أنهَّ ُم ال ٍ الرغ ِم ممَّا ينطوي عليه ذلِ َك ِم ْن اجلنس َّية عىل ُّ
ِ ِ
ون اق ِهم) يتع َّل ُق َ عش ِ عشيق ِهم (أو َّ ِ ِ
جعل ِ
األحيان يف بعض ِم َن ٍ ون يف يرت َّد ُد َ
واآلخر، ِ ِ
احلني منح ِهم ُق ْب َل ًة َ
بني ون بمقابلتِ ِهم أو ِ الواه َي ِة ،فيق َب ُل َ ِ ِ
األمل ِ
بحبال
وحيدث ُ شخص َّي ٍة.ِ لح ٍة مص َ حتقيق ْ ِ َّنافس فيام بين َُهم ابتغا َء ِ أو يدف ُعونهَ ُم إىل الت
ون عىل محُ ِّب ِيهم ويستأسدُ َ ِ الغ ِ
لامن بعض ِمن ِ أن يط َغى ٌ ِ
األحيان ْ بعض ِم َن ٍ يف
َ
حب هبِم ،أو يطل ُبوا ون التَّحدُّ َ فريفض َ ِ
واقصائدَ ٍّ ينظم َ معهم ما مل ْ ُ ث ُ ُ ني] [البالغ َ
خندق ٍ أنفس ِهم يف رمي ِ الر ُس ِغ أو ِ ِ منهم الربهنَ َة عىل ح ِّب ِهم عن
شق ُّ طريق ِّ ُ
ان الروم ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1736م) إ َّب َ ِ ُ ِ وكان َّ َ مائ ٍّي.ِ
شعبان ُّ اعر اليمن ُّي الش ُ
()1
َ
شعبان الوسيم عن ُ فامل هذا بإزائ ِهَ ، َّان ِ هيوى وسي ًام ،وهلذا الوسي ِم دك ٌ صبا ُه َ
ِ
ِ
بإزاء َّان َ
آخ َر ورحل عن دكَّانِ ِه إىل دك ٍ َ األصفهانيِ ِّ ، ٍ
عرف بـ ْ آخر ُي ُ رجل َ إىل
ليِ ليِ ٍ ِ
فعو َل احلنظ ُّ جمونَّ ، ٌ عرف باحلنظ ِّ آخ َر ُي ُ ورجل َ َ
شعبان بني
وكان َ َ األخري،
شعبان: َ فكتب عىل لسانِ ِه إىل الش ِ
عراء بعض ِم َن ُّ ٍ عىل
َ
ِ
البنان رط��ب رف بل كحيل ال َّط ِ َ ــــعبان إنَّــــا قد رأ ْينــا ُ أيـــا َش
َ
باألصـفهان
ْ ُ
ويكحــل طر َفـــ ُه هياجر رب َعكُــــم كي ال يراكُـم
ُ
*****
املوصيل.220،
ّ اجليل عىل بيتي
[*] أمحد الرببري ،الشرّ ح ّ
*****
بميل ِه اط حينَام علم ْت ِ املبتد ِئ مع خي ٍ عمل ابنِها ِ ِ املثال ـ إىل ِ
إهناء ِ ِ
سبيل ـ يف
َ َّ
ين ِ رض الدِّ ِ الفقيه احللبِي يِ ِ أب أحدَ ُطلاَّ ِ ِِ
بن ِّ ِّ ب إليه واهتاممه البال ِغ به ،وطر َد ٌ
()1
احلنبليِ ِّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1563م) ِم ْن منزلِ ِه ابتغا َء محاي َة ابنِ ِه منه.
ِ أمور ا ُملر ِد ،بدا ٌ ِ ِ ِ
أكثر رغب ًة يف بعض م َن اآلباء َ وخالف ًا هلذا النَّو ِع م ْن والة ِ ْ
اد َّي ٍة طبقة اقتص ِ
َ
ينتمي إىل ٍ العاشق ِ ُ وص ًا إذا َ
كان خص َ املعاكسُ ، ِ َّظر يف االتجِّ ِاه الن ِ
يظهر ُه األثريا ُء والوجها ُء، الذي واجتامعي ٍة أعىل وأرفع! فاالهتامم والولع ِ ِ
ُ ُ ُ َ َّ
كليهام! ومكاسب ما ِّد َّي ٍة للغال ِم ووالدَ ْي ِه ِ َ ومنافع
َ شكل هدايا ِ رتج ُم غالب ًا يف ُي َ
سبيل ِ ويك ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1598م) يف الش ِ مشق ُّي أمحدُ ُّ القاض الدِّ ِ يِ فقدْ َ
كان
الغ ِ إعانات مادي ٍة منتظم ٍة إىل ِ ٍ ِِ ِ بحس ِ ِ
لامن َ ِّ َّ دفع
ب أحد زمالئه ـ َ املثال معتاد ًا ـ َ
عوائل ِهم. ِ بعض ِم َن (املناف ِع الدُّ نيو َّي ِة) عىل ٍ ِ ِ
()2
الذي َن يغازلهُ ُم وكذل َك ُ
خلع
أن ني يف أعال ُه عىل َّ املغاز َل ِة والتَّو ُّد ِد ا ِّللواطِ ِّي ِ َ َّمط ا ُملبينَّ ُ ِم َن ويدل الن ُ ُّ
ون تبع ًا لذلِ َك يدعم َ ِ ِ ِ
ُ وهم لامن كانُوا يؤ ُّدون وظيف َة النِّساء البديالتُ ، الغ َ
بب يف الس َ إن َّ تقولَّ : طرحها التِي ُ ُ تكر َر
وبنحو مبدئ ٍّي الفكر َة التي لطاملا َّ
ِ ِ ٍ
ِّساء عن عزل الن ِ اجلنس َّي ِة يف العاملِ العربيِ ِّ يعو ُد إىل ِ ِ للمثل َّي ِة
ِ االنتشار (املزعو ِم) ِ
توافر ِ بسبب عد ِم ِ الغ ِ
لامن ون إىل ِ يلجؤ َ جال ـ بسهو َل ٍة ـ ال الر َ جال ،إلاَّ َّ الر ِ
ُ أن ِّ ِّ
بني اهتام ِم ُ ِ
إشارات قلي َل ٌة يف أدبِ َّيات الترَّ اج ِم وثم َة ِ
تربط َ ٌ بَّ ، فحس ُْ النِّساء
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
السرية َح َس ُن البورين ُّي عن كاتب ِّ ُ خص بالغلامن وكونه عازب ًا ،إذ َ
ذكر الش َّ
ِ
يتزو ْج طيل َة اعر الدِّ مشق ِّي أمحدَ العناياتيِ ِّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1606م)( :أ َّن ُه مل ْ َّ الش ِ َّ
ويعكس ٍ ()3
اذ خليل). حتصنُه ِمن اتخِّ ِ َّخذ له خلي َل ًة ِ حياتِ ِه ال َّطوي َل ِة ،ومل ْ يت ْ
ُ ُ ْ
واج يو ِّف ُر الز َ أن َّ «حتصنُ ُه» الفكر َة العا َّم َة يف َّ ِ استعامل (البورينِ ِّي) كلم َة ُ
مرادف ًا َّ ِ بوص ِف ِه ان عىل ٍ اإلحص ُ ُ «اإلحص َ
واج) للز ِ نطاق واس ٍع ْ َ ستعمل ان» ( ُي َ
ّ
احلنبيل ،درر احلبب يف تاريخ أعيان حلب.159 :2 ،689-688 :1 ، ((( بن
الروض العاطر.23 ، األنصاريّ ،
ّ ((( ابن أ ّيوب
السمر وقطف
الغز ّي ،لطف ّ
حممد ّ
البوريني ،تراجم األعيان108 :1 ،؛ نجم الدّ ين ّ
ّ (((
ال ّثمر من تراجم أعيان ال ّطبقة األوىل من القرن احلادي عرش.582-581 :2 ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 104
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكثر َّاس يف َّ بني الن ِ كان االعتقا ُد شائع ًا َ حال ،حتَّى لو َ وعىل أ َّي ِة ٍ
أن َ
احلقبة (إ َّما ألنهَّ ُم ِ لامن يف َ
تلك بالغ ِ ني ِ مولع َ ِ العزبان سيكون َ
ُون ِ الر ِ
جال ِّ
ون عد َم خيتار َ ِ الر َ بسبب َّ ِ ِ
ون منفذ ًا جنس َّي ًا بدي ً يش ِّك ُل َ
جال الذي َن ُ أن ِّ ال هلُم ،وإ َّما
أن ذلِ َك ال يعنِي وال بدرجة كاف َي ٍة) إلاَّ َّ ٍ واج ،مل يكونُوا مهتمني بالن ِ
ِّساء ِّ َ الز ِ ْ َّ
ني، ِ
متزوج َ غري ِ ِ ِ ِ
شيوع االعتقاد يف َّ
ِّ ني بالغلامن كانُوا َ أكثر املولع َ أن َ َ يعكس
ُ
ادر عن ني ،ومل ْ تتحدَّ ْ ِ ون الغ َِ ِ
فالعديدُ م َن الذي َن يغاز ُل َ ِ
املص ُ ث َ متزوج َ لامن كانُوا ِّ
وج ا ِّللواطِ َّي ُة يف الز ِ مغامرات َّ ُ َت
لالنتباه ،وكان ْ ِ الفتٌ غريب أو
ٌ ِ
األمر بأ َّن ُه هذا
وجة و َغيرْ َ تهِ ا. الز ِ ِ ِ عائل َّي ٍة خالفات ِ ٍ ِ ِ
بسبب استياء َّ الفروض ،تؤ ِّدي إىل أسوء
واج يف الشرَّ ِق الز ِ أعراف َِّ املتوافر ِة عن الش ِ
واهد القليل ِم َن َّ ُ ويوحي العد ُد (ِ )2
َ
ويقع يفُ كان حدث ًا عاملِ َّي ًا عا َّم ًا تقريب ًا واج َ الز َ بأن َّ ِ
احلديث َّ قبلاألوسط ما َ ِ
الس َّن التِي ُيعدُّ أن نحدِّ َد حتديد ًا قاطع ًا ِّ العمو ِمْ ، ِ
ويتعذ ُر علينا عىل وجه ُ َّ
ميل املفرد ِ ِ ِ جنس َّي ًا للر ِ جذاب ًا ِ الصبِ ُّي /
ات ني يف َضوء ِ َ َ البالغ َ جال ِّ املراهق َّ ُ فيها َّ
ُستعم ُل ِ ِ مثل األ ْم َر ِد والغال ِم إىل ْ الشائ َع ِةِ ،
جمملها ،وت َ تكون انطباع َّي ًة يف َ َ أن َّ
استعامل مفرد ِة األمر ِد ِ املص ِ ٍ ٍ
(الذي مل ْ تن ُب ْت َْ ُ َ َ ادر .إذ يمك ُن سائب يف َ بنحو
الذي َن خ َل ْت قبل البلو ِغ ِ مرحلة ما َ ِ لامن يف الغ ِ للحديث عن ِ ِ حلي ُت ُه بعدُ ) مث ً
ال
عر يف الش ِ نمو َّ ْ ِ ِ عر خالف ًا َّ الش ِ خدو ُد ُهم ِم َن َّ
يكتمل ُّ اب املراهق الذي مل ْ للش ِّ
باب مجيع ًا الش ِ للحديث عن َّ ِ باإلمكان االستعان ُة هبا ِ خدَّ ِيه بعدُ ،وكذلِ َك
الس ِّن حتَّى ِ حلاهم ،أي َّ ْ ِ
باب الذي َن تقدَّ ُموا يف ِّ الش ُ ُ نمو
يكتمل ُّ الذي َن مل ْ
بن أبيِ وب إىل (معاوي َة ِ منس ٍ ٍ ِ ِ
والعرشي َن .ووفق ًا لقول ُ احلادي العرشي َن أو
كتب الترَّ اج ِم أحد ِ ت يف ِ خليفة أموي ( ُتوفيِّ سن َة 680م) وم ْثب ٍ ٍ سفيان) َّأو ِل َ
ُ َ َ ٍّ
(متر ْد ُت عرشي َن سن ًة ،ومج ْع ُت عرشي َن ،ونت ْف ُت القرن ال َّثام َن ِ
عرشَّ : َ يف
ني) أي مك ْث ُت أ ْم َر َد عرشي َن سن ًة عرشي َن ،وخض ْب ُت عرشي َن ،وأنا اب ُن ثامنِ َ
ً ()1
لحية عرشي َن سنة. جمتمع ا ِّل ِ ُت ِ
َ ثم صرِْ َّ
عمل َّي ُة الن ِ الذي تقع فيه ِ كان سن العرشين هو احلدَّ األعلىَ ِ
ُّضج ُ َ وإذا َ ُّ
لامن هو بالغ ِ ني ِ الذي يبدأ فيه اهتام ُم ا ِّللواطِ ِّي َ فإن احلدَّ األدنَى ِ جل َس ِد ِّيَّ ، ا َ
الساب َع ِة أو ال َّثامن َِة بعمر َّ ِ باب الش ِ فولة إىل َّ االنتقال ِمن ال ُّط ِ
ِ َ ظاهر َّي ًا مرحل ُة ِ
أن الذي يفيدُ َّ االستنتاج ِ ِ نحو دع ِم ِ كم َّي ُة األد َّل ِة تقريب ًا.
املتوافرة َ َ وتنزع ِّ ُ
العمر َّي ِة، ِ ِ
املرحلة ِ
هذه األوالد يف ِ متيل إىل ني وشهواتهِ ِم ُ رغبات ا ِّللواطِ ِّي َ ِ
ف ال َّط ِ تبلغ مداها يف منتص ِ الصبِ ِّي ُ
ين ،أي بني احلدَّ ِ ريق َ َ أن جاذبِ َّي َة َّ رت ُض َّ و ُيف َ
ف يوس ُ الكاتب املصرْ ِ ُّي ُ ُ َ
وكان اخلامس َة عشرْ َ ةَ. َ الراب َع َة أو يبلغ الفتَى َّ حينَام ُ
أواخر ِ بالكتابة عن ِ اختص الذي خرض الشرَّ بينِي ِ ٍ اد ِ
بن عبد اجلو ِ بن ِ حمم ٍد ِ
َّ ُّ َ ب ُن َّ
تص ُل أقصىَ مدياهتا يف س ِّن أن جاذبِي َة الصبِي ِ كان َيرى َّ ابع عشرَ َ َ ... ِ
َّ َّ ِّ الس َ القرن َّ
وتتالشى ك ِّلي ًا يف سن العرشينِ ، ِ
وه َي َ ِّ َّ َ باالضمحالل، ثم تبدأ ال َّثامنَ َة عشرْ َ ةََّ ،
بيدي ،تاج العروس يف رشح جواهر القاموس( ،166 :9 ،م –ر
الز ّ حممد مرتىض ّ
((( ّ
-د).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 108
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والولع
ُ واحلب املت َِّقدُ
ُّ الش ِ
عر، قايس ََّ اب أهلب ًا )1(،أو الش ُّ الس ُّن التِي يغدُ و فيها َّ ِّ
االبتسامة املرش َقةِ ِ ِ ِ
للرشيق ال َّطر ِّي ا َّللدن َص ِِ ِ ِ
احب واالفتتان ال يكونان إلاَّ َّ ُ
ثم َة ِ ِ (ألوالد العشرْ ِ ) )2(.وعىل ِ ِ
يكونان إلاَّ احللوة؛ أي ال ِ
غرار (الشرَّ بين ِّي) َّ
املؤر ُخ ناظمها نق َلها ِّ ُ عرو َف ِة؛ يجُ َه ُل ِ ِ
العمر َّية ا َمل ُ
ِ
اإلنسان ِ
مراحل َق ِصيدَ ٌة عن
ِ ٍ وف ِ ٍ عيسى ِ ِ
الصاحل ُّي ( ُتوفيِّ َ بابن كنان َّ عر ُ بن حممود ا َمل ُ حممدُ ب ُن َ الدِّ مشق ُّي َّ
عمر ِه ال يف ِس ِّن ات ِم ْن ِ تقرن ابن العشرْ ِ (بمعنَى يف العرشينِي ِ
َّ ُ َ سن َة 1740م)
عي بالس ِ ِ ِ ِ
العارشة متام ًا) باجل ِ
ضاهى ،واب َن العرشي َنَّ ، اخلارق الذي ال ُي َ امل َ
ِ ِ ()3
القو ِة؛ إىل آخره. ِ
ني بذروة َّ املتعة ،واب َن ال َّثالثِ ِ ِ ِ
األهوج ورا َء
الراب َع َة عشرْ َ ةَ ،ومت ِّث ُلاحلب والن َِّثر ا ُملق َّفى َّ شعر ُّ املحبوب عاد ًة يف ِ ِ وكان س ُّن َ
بنيَّقليد َّي ِة َ
متجذر ًة يف املقارن َِة الت ِ
َ ِّ َ قياس َّي ًة غالب ًا بالغي ًة ِ
َّ
تقليدي ًا أدا ًة ِ
َّ
ِ الس ُّن هذه ِّ
ِ
ابع عشرَ َ تقريب ًا ِم َن الر َ يكتمل يف اليو ِم َّ ُ الذي القمر ِ ِ وبني
َ ِ
املحبوب ِ
وجه
ثم َة شواهدُ مستق َّل ٌة َ ِ ِ ِ هر يف التَّقوي ِم الش ِ
مقابل ذل َكَّ ، اإلسالم ِّي. القمر ِّي َّ
()4
األص ِ
غر سنَّ ًا ِ ِ ٍ ِ الش ِأخرى ِم َن َّ ٍ
بنحو منتظ ٍم ُ
طلب و ِّد الغلامن ْ ني
املراهق َ باب جهة َ
َّغز ُل هبِم. منهم ِ
الذي َن مل ْ يبل ُغوا بعدُ ،والت ُّ ُ
نيوي
باحلب الدُّ ِّ
ِّ ات العربِ َّي ِة املعنِ َّي ِة األمور املألو َف ِة يف األدبِي ِ
َّ ِ ِ
وم َن
عشيقُ ُ
يرتبط ُ
حيث ِ
املسلسل) ِ
بالعشق العالقات املسلس َل ُة (أو ما ُي ُ
عرف ُ
آخر )1(،يظهر هذا ِ
واضح ًا يف بيتَنيِ ٍ ِ ٍ
ُ حب مع امرأة أو غال ٍم َ َ رجل بعالقة ٍّ
السليتِ ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1684م) إذ َ
قال: إبراهيم ُ
ُ
الشاعر الدِّ ِ
مشق ُّي نظم ُهام َّ َُ
واع��ت��ـ��ـ��را ُه يف هـــو ُاه ولـ ْه وق ظبي ًا مث َل ُه
املعش ُ
ُ عشــق
َ
(*)
احلــب عليه ول��� ْه
ُّ فقضـى
َ فأمسى عاشق ًا
َ معشوق ًا
ُ َ
ك��ان
الرحيانة.301 :1 ،
[*] املح ّب ّي ،نفحة ّ
*****
()1 ِ
املواقف. عد ِم التَّي ُّق ِن الكامن َِة يف ِ
هذه
ثم َة ِ جون؛ إىل ِ ِ واألديرة والس ِ ِ امات الس ِ مح ِ
آخره .وزياد ًة عىل ذل َكَّ ، ُّ باحة ِّ و َّ
لواط يعنِي فعل ا ِّل ِ أن َ املبكر تفيدُ َّ ِ نيِ
برز ْت يف الشرَّ ق العربيِ ِّ العثام ِّ
ِ أخرى َ فكر ٌة َ
الفعل يف املخي َل ِة ُ يميل هذا العالقة ،ولذا ُ ِ رجل وغال ٍم يف ٍ َ
اشرتاك ِ
املعتاد يف
بني االختالط َ ُ يكون فيها ُ االجتامع َّي ِة التِي ِ ِ
ياقات بالس ِ
الشعبِ َّية إىل االقرتان ِّ
َّ ِ
أن األجيال ملحوظ ًا .وال يعنِي هذا َّ ِ العمر َّي ِة املختل َف ِة ِم َن الر ِ
جال أو ِّ ِ ِ
الفئات
إنهذه؛ إذ َّ مثل ِ سياقات ِ ٍ ور يف حمصور ًا أو َ لواط َ ا ِّل َ
حمص ٌكان ُيعتقدُ يف أ َّن ُه ُ كان ُ
لعمل َّي ِة جيري بال َّطري َق ِة ذاتهِ ا ِ الواحد] مل يك ْن ِ
ْ
ِ ِ
اجلنس [م َن األجيال ِِ بنيالفص َل َ ْ
مثليةٍ عالقات ِ ٍ َت الفرص املتاح ُة أمام إقامةِ اجلنسني ،ولذل َك كان ْ ِ ِ الفص ِل َ
بني
َّ َ َ ُ َ ْ
ِ
يظهر واضح ًا َم ُيل الكثريي َن ِ
الرغ ِم م ْن ذل َك، ِ ٍ ٍ ٍ
غري مؤ َّكدَ ة بنحو
ُ مماثل؛ وعىل ُّ َ
بالكثري) بيئاتٍ ِ الري َب َة (أو تُعدُّ ٍ ٍ ِ ٍ ِ ِ
تثري ِّ إىل التَّفكري بوجود بيئات اجتامع َّية حمدَّ َدة ُ
حيدث ُ للغاية ،أو قد ِ محيم َّي ًا وقو َّي ًا لامن ِ والغ ِ جال ِ بني الر ِ ُ ُ
االختالط َ ِّ يكون فيها
ين التَّال َي ِة: العيون املرتبص ِة ،ويصدُ ُق هذا يف املقا ِم األو ِل عىل ِ
املياد ِ َّ َ ْ ِّ َ
ِ بعيد ًا عن
مات العا َّم ِة. ِ ِ
والر ِّق والعبود َّية واملقاهي واحلماَّ
ِ ِ ِ ِ
الصوف َّية ِّ رائق ُّ التَّعلي ِم وال ُّط ِ
عليم
الت ُ َّ
ِ ِ ِ
شخص َّي ًة احلديث مسأ َل ًة اإلسالم ِّي ما َ
قبل َّعليم يف العاملِ العربيِ ِّكان الت ُ َ
تعليم ٍّي قدِ "مؤس َس ٍة" أو "نظا ٍم" ُ
فاحلديث عن للغاية ،وبنا ًء عىل ذلِ َك، ِ
َّ
ٍ مدر ِس َ ِ ِ يكون مض ِّل ً
أفراد ـ ني الب جمَّان ًا عىل يد ِّ يدرس ال َّط ُ ُ للغاية! إذ ال ُ
الب عىل إجازتِ ِه ٍ ٍ ِ
وم ْن هؤالء حتديد ًا ـ ال ِم ْن أ َّي ِة ِ
حيص ُل ال َّط ُ مدرسة حمدَّ َدةَ ، َ
ِ ِ ()1
(الس ُريذاتِ َّي ٌة) التِي امللحوظات ِّ
ُ وتكشف
ُ العلم َّي ِة ومكانتِ ِه [االجتامع َّية]. ِ
أيدهيِم، تتلمذ عىل ِ َ األساتذة ِ
ِ ِ الب غالب ًا تقريب ًا عن
الذي َن أسامء يدونهُ ا ال َّط ُ ِّ
األخري فدرس فيها .وقدْ يؤ ِّل ُ ِ ِ يذكر إلاَّ نادر ًا أسام َء
ُ املدارس التي َ ولكنَّ ُه ال ُ
امر َسة االجتامع ّية يف دمشق يف العصور الوسطى ،الفصل ((( تشامربلني ،املعرفة وا ُمل َ
ترسخت مكانة جامعة
ّ الوسطى. القرون يف القاهرة يف املعرفة ال ّثاين؛ بريكي ،نقل
األزهر يف القاهرة بحلول القرن ال ّثامن عرش ،وذاع صيتها بوصفها ّ
مؤسسة عىل
باملدرسني األفراد.
ّ الرغم من بقاء مسألة منح اإلجازة حمصورة ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 116
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ِ ِ ياق املكانيِ َّ لتل ِّقي الدُّ الس َ
مه َّي َت ُه ال تتعدَ ى الصفوف ،ولك َّن أ ِّ روس وتنظي ِم ُّ ِّ
الغرض َ أن يؤ ِّد َي خاص ْ ٍّ ٍ
أغلب األحيان؛ إذ يمك ُن جلام ٍع أو منزل ِ ِ ذلِ َك يف
وحيدث ُ ِ
العادة، ني يف مدر ِس َ ذا َته؛ وحيص ُل ال َّطالب عىل شهادتِ ِه ِمن ْ ِ
بضعة ِّ ْ ُ َ ُ
بأستاذ حمدَّ ٍد ،يمي ُزه يف كتاباتِ ِه (الس ِريذاتِي ِة) بعباراتٍ ٍ بعالقة وثي َقةٍ ٍ َ
يرتبط ْ
أن
َّ ِّ ُ ِّ ُ
جل َّي ًا يف الزمه) و(خدَ مه) وكام يلوح ِ ِ ِ
ُ َُ و(صح َب ُهُ َ َ ، اختص بـ) َ َّ (انتمى إىل، مثل َ
فارق متايز ٍ استعامل ٍ ُ جاز لنا واخلاص -إذا َ ُّ يمتزج املهنِ ُّي ُ
مثل ِ
هذه، تعبريات ِ ٍ
ِ عالقات ِ ٍ بنحو ٍ ٍ ِ
مرب ورا ٍع ومرشدٌ يف مثل هذه ،فاملع ِّل ُم ٍّ وثيق يف تارخي َّي ًا -
الب زبون ًا وتابع ًا وخادم ًا. واحد؛ يف ِ ٍ ٍ
يكون ال َّط ُ ُ حني وقت
جانب ِ َّعليم َّي ِة إىل العملي ِة الت ِ
َّ
ِ خص َّي ِة القو َّي ِة يف الش ِ العالقة َّ ِ إن طبيع َة َّ
نطاق واس ٍع -حتَّى يف رأي عمر ُيعدُّ عىل ٍ س يف ٍ باملدر ِ البحقيقة ارتباط ال َّط ِ ِ ِ
ِّ
بب يف ِ
بروز ِ جذاب ًا للر ِ ني املتشدِّ ِدي َن َّ - ِ
الس َ ني ،ر َّبام يفسرِّ ُ َّ البالغ َ جال ِّ األخالق ِّي َ
احلب املثليِ ِّ املداف َع ِة منها ِّ
ِ
خطابات اإلشارة إليها يف ِ ِ
وكثرة بقو ٍة هذه العالقة َّ
ِ ِ
سواء. ٍ واملعاد َي ِة عىل حدٍّ ِ
الرؤي َة الوحيدَ َة املهيمنَ َة ،إذ شدَّ َد الفقي ُه والقايض املك ُِّّي اب ُن ف ُّ أن تؤ ِّل َ ِم ْن ْ
للغاية عىل ِ الذي تبنَّى وجه َة ٍ
نظر خمتل َف ًة اهليتمي ( ُتوفيِّ سن َة 1566م) ِ ِ ٍ
حجر
َ ُّ
الح ما أمكنَ ُه ذلِ َك ـ عىل لامن ا ُمل ْر ِد املِ ِ
الغ ِ ون املع ِّلم نظره ِمن ِ
ُ َُ َ يص َ أن ُ
ِ
رضورة ْ
َّعليم ٍ ٍ الش ِ بغياب َّ ِ الرغ ِم ِم ْن إباحتِ ِه
ب هو الت ُ فحس ُ
لغرض واحد ْ هوة - األمر
َ ُّ
ِ ()2 الذ ِ ِ
َّظر م ْن تشتُّت ِّ ِ
هن أو اإلغواء. جير إليه الن ُ -خماف ًة ممَّا ُّ
مضوا بعيد ًا بضعة فقها َء َ ِ الذاتِ َّي ِة أمثل ُة عن
رية َّات الس ِ وثم َة يف أدبِي ِ
ِّ َّ َّ
الح بطري َق ٍة معينَةٍ ِ
ب امل ِ إجالس ال ُّطلاَّ ِ
ِ ِ
مثل هذه َ
مثل ٍ
التزام ِهم بتعليامت ِ ِ يف
َّ
بن ين ِ تاج الدِّ ِ
محن ب ُن ِ الر ِ كان عبدُ َّ إليهم ُم َبارشةً ،فقدْ َ َّظر ِ تفادي الن ِ
َ تضم ُن
جيلس خل َف ُه يأمر ُه ْ
بأن ِ ِ أمحدَ ِ
َ بن حماس َن الدِّ مشق ُّي إذا (جا َء إىل حلقة املح ِّب ِّي ُ
لوجه ِه عن ِ أفعل ذلِ َك ِصيا َن ًة ويقول املح ِّب ُّي :إنَّام ُ ُ ظهر ِه،
ظهر ُه إىل ِ ويدير َ َ
بن أمحدَالصفا َِّ بن أبيِ ابن أسعدَ حي َيى ِ جلس عندَ ِ َ وكان إذاَ أن يرا ُه أحدٌ ) ْ
ِ ِ ِ
يقر ُب ُه زهد ًا منه). ينظر إليه وال ِّ عروف باملحاسن ِّي (غال ٌم ال ُ ا َمل ُ
()3
الصفا وخلاّن الوفا277 :3 ،؛ أفالطون ،النّدوة، الصفا ،رسائل إخوان ّ ((( إخوان ّ
208أي -209أي.
اهليتمي ،حترير املقال يف أداب وأحكام وفوائد حيتاج إليها مؤ ّدبو األطفال،
ّ ((( ابن حجر
.65
((( املح ّب ّي ،خالصة األثر223 :3 ،407 :2 ،؛ املرادي ،سلك الدرر.222 :4 ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 118
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطيف ِ
بن اجلابيِ ِ تلميذ ِه ِ
عبد ا َّل ِ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1586م) عن إقامتِ ِه عالق ًة مع
مشق ِّياعر الدِّ ِ
الش ِمري عىل َّ الض ِ ِ
بتأنيب َّ عور وغلب ُّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1617م)؛
الش ُ َ
ِ ِ احلي ِ ِ
باالنجذاب يف الرحيان ( ُتوفيِّ َ سن َة 1688م) بعدَ ما َ
شعر طرز َّ ِّ عبد
مصط َفى ِ تالميذ ِه؛
ِ خيانة منه ملحبوبتِ ِه إىل ِ ٍ
حممدُ ْ
األديب العراق ُّي َُّ ونظم
َ أحد
تلميذ لهٍ قصري ًة يف ِ
وفاة قصيد َة ٍ
رثاء ِ الغالمي ( ُتوفيِّ سن َة 1773-1772م) ِ ِ
َ َ ُّ
()1
نحو ُه. ِ
باالنجذاب َ يشعر
ُ َ
كان
الش ِ
رباو ّي ( ُتوفيِّ َ سن َة اعر املصرْ ِ ُّي عبدُ اهللِ َّ والش ُنظم الفقي ُه َّ ِ
وباملثلَ ،
ٍ ِ ِ ِ ِ شيخ جام َع ِة
طالب القاهرة َقصيدَ ًة غزل َّي ًة َّ
وج َهها إىل َ األزهر يف 1758م) ُ
مقاييس ذلِ َك
ِ ِ
استثنائ ٍّي يف ٍ
بنحو ارش ٍة ِ
َت ال َقصيدَ ُة جري َئ ًة و ُم َب َ
ٍ
سابق؛ وكان ْ
األدب خماطب ًا له ِ َ
فنون كان يقرأ عليه بشاب َ ٍّ (متغزالً
ِّ العصرْ ِ ! إذ َ
قال
ومداعب ًا):
ــــــر ُك األنــــا ْمحركُـــه َش يا أيـــــا ال َّظبــــــــي ِ
الذي
َ َّ هُّ
الســـــقا ْم ِ َ ِ ٍ ِ ماذا فع ْل
احلشى ب��ادي ِّ قلق ـــــــقبعاش ـــــــت
َ
َ
ــــك مســـــتها ْم دن ِ ٍ
ـــف بح ِّب جـــم اهلمـــــوم متــــ َّيـــــ ٍم
َ ِّ
بالســـــال ْم
َّ ـــت يومـــ ًا
أنعم َ
ْ ٍ
طـــــرب إذا هيتـــز ِمــــ ْن
ُّ
َ
أحــالك يف ه��ذا ال َقــــوا ْم ما ـــــــيح وإذا مـــــرر َت ِ
يص
ُ َْ
البوريني ،تراجم األعيان125-124 :1 ،؛ (املقصود هو شمس الدّ ين اخلالدّ ي ّ (((
ألح يف ّ بعدما لبة ّ
ط ال من وبعض أخيه بمساعدة كرها أراد ما نال ّه
ن إ يقال: الذي
بي الذي كان غصنا رو ّيا وبدرا كامال هب ّيا ،بحسب املح ّب ّي. التّم ّلق واخلضوع ّ
للص ّ
السمر وقطف ال ّثمر من تراجم أعيان ال ّطبقة األوىل:2 ، الغزي ،لطف ّ
ّ (املرتمجة).
العمري ،منهل األولياء
ّ حممد أمني
540-539؛ املح ّب ّي ،خالصة األثر337 :2 ،؛ ّ
ومرشب األصفياء.257 :1 ،
119 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َ
احلش�ى منِّـ�ي س�ـها ْم ُظ َ
�ك يف مــــوالي كـم رشـــ َق ْت حلا
َ
مـــ�ا َ
ذاك لحَْ ُظ َ
�ك ب�ل س�ـــها ْم ذاك قـــــ�دُّ َك بـ�ل قنـــ�ا
مـــ�ا َ
ُ
وكمــ�ال ح ِّظــ�ي يف انتظـ�ا ْم ٌ
مقبــ�ل ِ
س�ـــــعدي أ َّيـــــــ�ا َم
ِ
دهـ�ري يف ابتس�ـا ْم وثغـ�ر
ُ ُل َ
منـــــ�ك القبـــ�و أ َّيــــ�ام يل
*****
العالقات التِي
ِ ور ِة عىل صرِ ِ ِ
أن العالقات املثل َّي َة ال تقت ُ بالضرَّ َ حلظ َّويتعينَّ ُ ُ
بنيالعمر َِ ُ
فالفرق يف ياق الت ِ
َّعليم ِّي، ون وال ُّطلاَّ ُب يف الس ِ املدر ُس َ ُ
ِّ يشرتك فيها ِّ
غر سنَّ ًا واألص ِ
ْ ِ
الكبار ببني ال ُّطلاَّ ِ
والعالقات فيام َُ يكون كبري ًا
ُ ب قد ال َّطلاَّ ِ
ف الفقيه واملتصو ِ
ِ ِ
اشرتاط ِ
بلحظ يتعذ ُر خت ُّي ُلها
ليس ْت مستب َعدَ ًة أو َّ
َ ِّ منهم َ ُ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 120
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفتح الدَّ جانيِ ِّ ( ُتوفيِّ َ ِ حمم ٍد أبيِ مثل َّ اإلدانات التِي صرَ َّ َح هبا فقها ُء ُ ِ حدَّ ِة
العدوي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1775م) يبدُ و َّ ليِ
أتباع
َ أن ٍّ سن َة )1661/1660وع ٍّ
ني باحلُ ْس ِن عروفِ َ غار ا َمل ُ الص ِ باختيار املريدي َن ِّ
ِ ِ وري َن مشه ِ هذه ال َّطري َقة كانُوا ُ
ِ ِ
وملسِ اخللوة هبِمِ ِ
جواز الذين يسمو م «بدَّ اي ًة» واد ِ
عاء لعة ِ وهباء ال َّط ِ ِ واجل ِ
امل
ِّ َ َ ّ نهَ ُ َ
ِ
أجسام ِهم:
املرادي ،سلك الدّ رر.130 :4 ،ّ (((
اجلربيت ،عجائب اآلثار .80-79 :1 ،اختارت الرتمجة اإلنكليز ّية األخرية لتاريخ ّ (((
(ب) بصفتها ممرضيهم) وعاملت ِ ّ / ني ي
ّّب ّ
ط ال (معاجليهم إىل «بدايتهم» ترمجة يت
ّ اجلرب
يت:1 ،
الرمحن اجلرب ّ
جر ملحق بـ (دايتهم) (فلب وبريملان ،تاريخ مرص لعبد ّ حرف ّ
ثمة طريقةالسابع عرش أنّه ّ
الرغم من ذلك ،كشفت دراسة يف القرن ّ .)131وعىل ّ
الصغار لدهيم «بداية».
املتدربني ّ
ّ يسمون
السمعة واحدة يف األقل كانوا ّ صوف ّية س ّيئة ّ
جاين ،العقد املفرد يف حكم األمرد ،صفحة 6أ-8أ. ّ الدّ صالح حممد ابن ّ
121 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لامن ،حتَّى إنهَّ ُم كانُوا إذا عقدُ وا للغ ِ املطاو َع ِة بحب ِهم ِ ِ اشتهر فقرا ُء (وقدْ
ِّ َ
ِ ُوهم ِم َن ِ كر ،أج َلسوا الص َ ِ الذ ِ
اخللف إذا بيان م ْن ورائ ِهم ليحتضن ُ ِّ ُ جمالس ِّ ِ
َّاس ،قا ُلوا عليهم ذلِ َك أحدٌ ِم َن الن ِ ِ أنكر
فإن َ اكري َنْ ، الذ ِ محاس ُة َّ َ اشتدَّ ْت
الفاحش َةَ فعل فيه اجلناح عىل َم ْن َ ُ مس ُد ُب َر غال ٍم ،وإنَّام جناح عىل َم ْن َّ َ ال
نظامها عندَ ومواكبِ ِه جزء ًا ِمن ِ ِ الذ ِ
كر لامن يف ِح َل ِق ِّ الغ ِ وكان وجود ِ َ وحدَ ها!
ْ ُ
يلوح ـ إىل ني ـ مث َلام ِ أتباع ال َّطري َق ِة ُ هذه ال َّطائ َف ِة، فقراء ِ ِ
ُ البالغ َ ُ حيث يعمدُ
ِ ِ
أن منهم ْ ون ُ ثم يطل ُب َ قوسَّ ، ون خل َف ُهم أثنا َء أدائ ِهم ال ُّط َ جيلس َ جعل “املريدي َن” ُ ِ
ِ
بالغبطة حيدث عاد ًة ـ ُ ون عندَ ها ـ كام يشعر َ الذي َن ني ِ ِ
البالغ َ نياملشار ِك َ
ِ حيضنُوا
ُ
الفقراء»). ِ تقليد َّي ًا بـ «راح ُة ِ ف
عر ُ ِ ِ وكان هذا الن ِ َ ِ
َّوع م َن العناق ُي َ ُ واالنتشاء.
الذي يربر ممُ ارس ٍ َّظري ِ ويتعذر يف الواق ِع إعاد ُة ِ
مثل ات َ ِّ ُ َ َ املسو ِغ الن ِ ِّ ِّ بناء َّ ُ
()1
ارتباط ِ
هذه ِ معاد َي ٍة يف ِّ
ظل ِ ومناقش ٍ
ات َ ومواقف
َ باالعتامد عىل ٍ
آراء ِ ِ
هذه
وف عندَ مؤر ِخي التَّصو ِ تفكري معر ٍ ا ُملامرس ِ
ف َ ُّ ِّ ٍ َ ُ ِّ
بخط ِ
األغلب األعم
ِّ ات يف َ َ
شاب أ ْم َر َد شكل يأخذ َ ُ ِ
ميل الذي جل ُ ِ ِ
ٍّ البرش ُّي ا َ اإلسالم ِّي؛ إذ قد ُيعدُّ الوج ُه
ّصوف يف مرص يف العرص جاين ،العقد املفرد ،صفحة 6أ-8أ؛ تو َفق ال ّطويل ،الت ّ((( الدّ ّ
العدوي) وعىل شاكلة
ّ أمحد الفقيه أصدرها فتوى (ذكر 177-176 ،112 ، العثامين
ّ
العمري ( )1445وأدان بشدّ ة هذه ال ّطريقة ّ
الصوف ّية؛ ّ حممد
والعدوي ،انتقد ّ
ّ جاين
الدّ ّ
عراين ،األنوار القدس ّية :47 :1 ،فاستهل الشيخ الصعيدي فتواه باقتباس ّ ّ
الش انظر
من رد املشايخ يوسف الزرقاين (املالكي) وعامر الشرباوي (الشافعي) وأمني الدين
(احلنفي) ...أذ قالوا ((رقصهم نقص وسامعهم سفاهة وتواجدهم خفة من الرأس
والقائل منهم هذا عن رسول اهلل كاذب يف ذلك ويتبوأ مقعده من النار ويعزر عىل
افتائه بغري علم .ويمنعون من االختالء باملرد ومن مسهم ،ويثاب ول األمر عىل
زجرهم)) وعقب عىل ذلك بذكر ما رواه مالك يف حتريم الغناء ،واجلنيد يف كره
السامع ووصف اختاذ الغلامن بانه ضالل مبني وقال ان مسهم دبر الولد واباحتهم
ذلك ودعواهم بأال جناح عليهم يف غري فعل الفاحشة كفر ال ريب فيه...إىل ان قال
هلم يف هلجة املغيظ املحنق ((وانتم معرش املطاوعة احتوى عليكم اجلهل واستوىل
الشيطان عىل قلوبكم وزيف لكم ما انتم عليه من القبائح التي ال يقول هبا إمام
من االئمة))....ووصف دوران الغلامن عىل الذاكرين واحتضاهنم من اخللف بانه
ضالل يسوله هلم الشيطان واورد من الفضائح ما ينبئ عن بغضه الدفني ورغبته
امللحة يف التشهري هبم واالنتقام منهم عىل نحو ما نرى يف فتواه (املرتمجة).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 122
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امل ِ ِ ٍ ِ ِ
اإلهل ُّي ا ُملط َل ُق عىل جل ُربها ا َ ِهب ِّي الطلعة يف املعتاد بمنز َلة قناة يتجلىَّ ع َ
الصوفِ َّي ِة
تغلغل ـ عىل ما يبدُ و ـ يف ُّ َ ثم َ
أفالطونَّ ، خي ُه إىل تقليد يعو ُد تار ُ ٍ ِ
وفق
أبرز ِهم (هلموت رتر ـ الذي َن ِم ْن ِ ني ِ بعض ِم َن الباحثِ َ
ٍ ببحس ِ ِ ِ
اإلسالم َّية ْ
ينكامل الدِّ ِمصط َفى ب ُن ِ ور ُّي ْ الس ِ )1(.)Helmut Ritterوصرَ َّ َح َ
ف ُّ املتص ِّو ُ
لبعض ِم َنٍ الشديدَ ِة
البكر ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1749م) بإدانتِ ِه َّ ِ الص ِد ِيق ُّي عيل ِّ بن ٍّ ِ
ينعم َ ِ ِِ ِ ِ ِ
َّظر يف ون الن َ املتص ِّو َفة الذي َن نش ُطوا يف سور َّيا يف زمانه م َن الذي َن كانُوا ُ َ
(إن اهللَ جمَ ٌيل ِ ِ
ون فع َل ُهم هذا باالستعانَة بم ُقو َلةَّ : ويسو ُغ َ ِ ِ
(الوجوه احل َسان) ِ
ِّ
ِ
(البكر ُّي) امل)( )1و(ا َّل ِذي َأ ْح َس َن ك َُّل شيَْ ٍء َخ َل َق ُه)( )2وخيال ُف ُهم جل َ حيب ا َ ُّ
ون حرفِي ًا بالشرَّ يعةِ ِ
ني هم الذي َن يلتز ُم َ ِ
ني احلقيق ِّي َ ِ
املتص ِّوف َ فهو َيرى َّ
َ َّ أن َ أيَ ، الر َ َّ
غري املحار ِم وا ُملردِ ِ ِ ِ
جلميالت م ْن ِ ِ ِ ِ ِ
ْ تنهى عن النَّظر إىل النِّساء ا َ اإلسالم َّية التي َ
املداخل «السريذاتِي ٌة» عن املتصو َف ِة يف ِ ُ ِ ()3 ِحس ِ
هذه َ ِّ ِّ ُ َّ وتكشف
ُ ان الوجوه. َ
يزال تقليد ًا قائ ًام( :ور َّبام كان ال ُ الح َ ِ ِ ِ ِ
أن ممُ َار َس َة النَّظر إىل الغلامن امل ِ ِ
احلقبة َّ
َّظر إليها) (ومع هذا / حل َسنَ َة /ودعا(ه) رفا َق ُه إىل الن ِ الصور َة ا َ استحس َن ُّ
ِ الص ِ ِ ِ كان مت ََّه ًام بمح َّب ِة الن ِ
جلمي َلةَ ،
فهو ور ا َ َّظر إىل الغلامن)؛ (وأ َّما مي ُل ُه إىل ُّ فقدْ َ
والسجعِ... ِ
رحيق يف م َل ِح النَّظ ِم َّ ٌ ()4
(رفيق طواشيِ ُّ الطبع، ٌ ٍ
اشتباه)؛ ثابت بالٌ
ِ ()5
للقيل والقال). ِ تصدَّ ى ِ
اجلالل ،حتَّى َ ال ذي خلع العذار يف حم َّب ِة جمَ ِ ولكنَّ ُه َ
َ
َّظري ِ ِ
الذي استندَ املسو َغ الن ِ َّ
ِّ رب
يل أك َ بتفص ٍ الفص ِل ال َّتاليِ
وسنعالج يف ْ
ُ
الذ ِ
كر ِ ِ
بعض م ْن ح َلق ِّ ِ ٍ ِ ِ ِ
َّظر يف الغلامن امل ِ
الح يف ِ
إليه مؤ ِّيدو ممُ َار َسة إنعا ِم الن ِ
ني / ِ
المنتم َ أن ا َّل ِ
املرحلة التَّوكيدُ عىل َّ الصوفِي ِة .ولكن ،يستحسن يف ِ
هذه َ ُ ْ ُ ُّ َّ
نبوي ورد يف كتب ّ حيب اجلامل) هاتان اجلملتان جزء من حديث (إن اهلل مجيل ّ َّ (((
صحاح احلديث ،فقد أخرجه مسلم يف صحيحه وأمحد يف مسنده واحلاكم يف
مستدركه ،وغريهم.
ذرة من كرب .فقال رجلّ :
إن ّ مثقال قلبه يف كان من ّة ن اجل يدخل ال ونصه عند مسلم: ّ
حيب اجلامل ،الكرب حيب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة .فقالّ :
إن اهلل مجيل ّ الرجل ّ ّ
احلق وغمط النّاس. بطر ّ
(املقوم
ّ احلق رفضه وال ّتكبرّ عليه؛ وغمط النّاس احتقارهم واإلزراء هبم. وبطر ّ
لغوي).
ّ ا ّل
السجدة (اآلية.)7 سورة ّ (((
الزندقة واإلحلاد24 ،ب-25أ. السيوف احلداد يف أعناق أهل ّ البكريّ ،
ّ مصطفى (((
ْ مل أعثر يف املعاجم عىل معنى كلمة (طوايش) ولع ّلها مفردة كانت العامة تتداوهلا (((
وقتئذ تريد هبا معنى حمدّ دا( .املقوم اللغوي).
ريض الدّ ين السمر وقطف ال ّثمر270-269 :1 ،؛ ّ الغز ّي ،لطف ّ حممد ّ نجم الدّ ين ّ (((
البوريني ،تراجم
ّ 527-525؛ :1 حلب، أعيان تاريخ يف احلبب درر احلنبيل،
ّ ابن
والزهر املعنرب يف ترمجة
الغالمي ،شماّ مة العنرب ّ
ّ حممد مصطفى األعيان256 :1 ،؛ ّ
أعيان القرن ال ّثاين عرش.194-193 ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 124
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ِ
زان َـــقر ٍ
زان لن ِ ِ
بنقـــــر ٍ
ل��وط فا ُقـــوا ع�لى َقــــو ٍم
الشعراء ّ
بكل مرص89 ،؛ املح ّب ّي، عيل ابن معصوم ،سالفة العرص يف حماسن ّ
[*] ّ
الرحيانة97 :4 ،؛ املح ّب ّي ،خالصة األثر.172 :1 ،
نفحة ّ
لغوي:
ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
بديعي مجيل ،يعرف بـ ِ
"اجلناس" الذي هو ّ وحمسن
ّ يف هذا البيت لفتة بالغ ّية
اإلتيان بلفظني متطابقني ومتامثلني ولكنّهام خمتلفان يف املعنى ،فإن تطابقت حروفهام
سمي جناسا ناقصا،
سمي ذلك جناسا تا ّما وإذا اختلفا يف يشء من ذلك ّ
عددا وترتيبا ّ
فهو تا ّم يف قوله (العرص) يف صدر البيت و (العرص)
وقد أتى املح ّب ّي هنا بنوعي اجلناس َ
الزمن وبال ّثاين ما يعرص فيرشب عصريه؛ وناقص يف قوله:
باألول ّ
ّ يف عجزه؛ إذ قصد
باألول الوقت وبال ّثاين اآلنية
(األوان) يف صدر البيت و (األواين) يف عجزه ،حيث قصد ّ
التي يوضع فيها ال ّطعام.
الشواهد ّ
الشعر ّية والنّثر ّية يف الكتاب هنا عدد غري قليل من ويوجد يف عدد من ّ
الصور البالغ ّية أرشت إىل بعض منها.
ّ
*****
ِ الش ِ
وف عر ُ اجلزائر ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1702م) ا َمل ُ يع ُّي نعم ُة اهللِ وروى الفقي ُه ِّ َ
فهان ِمن بالدِ تهِ قص ًة مماث َل ًة ُي ُ ِ ِ ِِ
أص َ ْ إن حادثا ا وق َع ْت يف ْ قالَّ : للصوف َّية َّبعدائه ُّ
ِ ِ
اآلباء بابنِ ِه الن ِ فارس أثنا َء حياتِ ِه :إذ عهدَ أحدُ
َّضري املرشق إىل مع ِّل ٍم ُصوفيِ ٍّ ٍ
ِ
“ومضة لواط معه بذريع ِة الر ِ
غبة يف ِ
نقل وفعل ا ِّل ِ ِ رشع [رسيع ًا] يف التَّو ُّد ِد إليه
َ َّ َ
ص كام يبدُ و واضح ًا، القص ِ ِ ِ ِ املتدر ِ ِ
ب اجلديد .والغاي ُة م ْن هذه َ ()2
ِّ الضوء” إىل َّ
َّعامل معها بحذرٍ ِ
ف؛ وهلذا ينبغي الت ُ الوص ُ هو النَّقدُ َّ
أكثر منه ْ َّشهري َ
والذ ُّم والت ُ
ٍ
شديد.
ِ
املجاذيب ،ك َّن يواف ْق َن أن (النِّساء عوض ًا عن حتاشيِ دقيق وحمدَّ ٍد َّ بنحو ٍ ٍ
َ
األماكن العا َّم ِة؛
ِ بأرحي َّي ٍة يف
ِ معه َّنأن يتصرَ َّ ُفوا ُ األحيان عىل ْ ِ بعض ِم َنٍ يف
ِ
األفعال يشني املرأ َة يف ِ
هذه ُ املجتم ِع جتدُ ما بقات الدُّ نيا ِم َن ومل ْ تك ْن ال َّط ُ
َ
ِ ٍ ِ ِ
ادس عشرَ َ
الس َ شيخ طري َقة م ْن مصرْ َ يف القرن َّ ُ فات) )1(.وقدْ يعمدُ وال َّتصرَ ُّ
لامن ا ُمل ْر ِد
بالغ ِ ش ِ َّحر ِ ِ
ادر املعا َ ة و(املتعاط َفة) ـ إىل الت ُّ
أحد املص ِ صرِ ِ
َ
ب ِ بحس ِ ـ َ
وآخري َن) ِم ْن ِ الصبِ ِّي ِ
(بحضور والد َّ ِ مؤخ َراتهِ ِم ومالطفتِ ِهم ت عىل َّ والرب ِ
َّ ْ
ِ ِ ()2 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
بني مريديه. دون إحلاق الضرَّ ر بسمعته ومكانته َ
ِ
بشأن ِ
بالقلق شعور ِهم
ِ الفقهاء ـ يف الواق ِع ـ عن ِ وقدْ عبرَّ َ العديدُ ِم َن
رضور َة َ الصوفِ َّي ِة ،وب َّينُوا رق ُّ بيان يف ال ُّط ِ جال والص ِ
ِّ بني الر ِ
طبيعة العالقات َ ِّ
ِ ِ
رق التِي تنتهكُها واحلشمة ،وأدانُوا بشدَّ ٍة ال ُّط َ ِ قواعد الس ِ
لوك ُّ
ِ احلفاظ عىل ِ
ِ ِ ِ ِ ِ
خري مثل طري َقة املطاو َعة .فحينَام ُسئ َل الفقي ُه الفلسطين ُّي ُ وتستخف هباَ ، ُّ
املوقف الدِّ ينِ ِّي - ِ املثال عن ِ ِ
سبيل ميل ( ُتوفيِّ َ سن َة 1671م) يف الر ُّ ين َّ الدِّ ِ
ون لالستام ِع إىل املوسي َقى؛ الصوفِ ُّي َ يشرتك فيها ُّ ُ عات التِي الفقهي نحو التَّجم ِ
ُّ ِ ِّ
يقف وط التِي ُ ِ بعض ِم َن الشرُّ ٍ ِ
حتقيق عات رشي َط َة هذه التَّجم ِ
ُّ
بجواز ِ ِ أجاب َ
وشارك هؤالء الفقها َء خماو َف ُهم ِ َ ()3 ِ
غياب ا ُمل ْرد عنها. ِ ُ
رشط عىل رأسها ِ
حتذير ِ حرصوا كثري ًا عىل الذي َن احلقبة ِ ِ ني يف ِ
هذه الصوفِ ِّي َ بعض ِم َن الكت ِ
ُ َّاب ُّ ٌ
ِ ِ ِ
االستمرار يف االختالط بالغلامن ،إذ ِ
املخاطر التي يش ِّك ُلها ِ ِ
زمالئ ِهم م َن ِ
ُ
عيل بن ٍّ اب ب ُن أمحدَ ِ الوه ِ َّ ِ
املواهب عبدُ ف املصرْ ِ ُّي أبو واملتص ِّو ُ َ نقل الفقي ُه َ
ِ ِ «الشعرانيِ ِّ » ( ُتوفيِّ َ سن َة 1565م) يف األنص ِ
املثال عن سبيل وف بـ َّ عر ُ ار ِّي ا َمل ُ َ
ِ ِ
حتذير ُه أتبا َع ُه م َن الترَّ ُّدد عىل ا ُمل ْرد أو االشرتاك يف مهاج ِع النَّو ِم يف ِ ِ مع ِّل ِمه
ِ
َ
كالعرائس )1(.وعىل ِ ون أما َم ُهم لباس واحلليِ ِّ وجيع ُلونهَ ُم يق ُف َ ِ عليهم جمَ َيل ا ِّلِ
الشعرانيِ ُّ َّقرا َء ُه اب َّ الوه ِ ف املصرْ ِ ُّي عبدُ َّ واملتص ِّو ُ
َ الرغ ِم ِم ْن ذلِ َك ،ين ِّب ُه الفقي ُه ُّ
الشأنِ ني وذوي َّ ِ ِ ِ ِ ِ
إىل رضورة حتا سوء ال َّظ ِّن بالنّخ َبةشيِ ِ
السياس ِّي َ احلاكمة م َن ِّ َ
بجاملهِِ مَّ ... ِ
ألن املبه ِري َن َ ني ِ العبيد الفاتنِ َ
ِ رشاء األموال ال َّطائ َل َة يف
َ ِ
إلنفاق ِهم
وخدم ِهم ِ ِ
ومالبس ِهم َّظر إىل ما هو جمَ ٌيل يف منازلهِِ م امل والتَّمت َُّع بالن ِ حب اجل ِ
َّ َ
العادات املتأص َلةِ ِ ِ
كان م َن نوب؛ َ الذ ِ ِ ِ
أن يؤ ِّد َي ذل َك إىل اقرتاف ُّ ِم ْن دون ْ
ِ
ِّ
()2 ِ
فيهم.
مثل َّي ٍة شا َع ْت عالقات ِ ٍ أمثلة عن ٍ بضعَ الس ُريذاتِ َّي ٌة ِ
وتو ِّف ُر األدبِ َّيات ِّ
تكش َف ْت عنه وفق ما َّ عبيد هلُم )1(.وعىل ِ ٍ بني وجها َء وخد ٍم أو أخبارها َ ُ
ِ ِ ٍ ِ ِ ِ نيِ
بشكل أنموذج ٍّي ُ
متتلك السياس َّية -التي أن النُّخ َب َة ِّ الشعرا ِّ يبدُ و َّ تعليقات َّ ُ
ِ أن هلم سمع ًة ِ
شائنَ ًة ِ العدد األك ِ
للغاية يف هذا َ رب م َن اخلد ِم والعبيد -يبدُ و َّ ُ َ َ
املديح الذي كا َل ُه الفقي ُه ِ ِ ِ
وكاتب ُ ِ بب يف الس َ املجال .ويفسرِّ ُ ذل َك ـ ر َّبام ـ َّ
بارز ـ ترك ٍّي ٍ لفقيه ِ ٍ العريض ( ُتوفيِّ َ سن َة 1660م) رية احللبِ ُّي أبو الوفا الس ِ
ُّ ِّ
قال متحدِّ ث ًا عنه: ِ ِ ِ ِ
بح فيام بعدُ املفت َي األعلىَ يف اإلمرباطور َّية العثامن َّية ،إذ َ ِ
أص َ ْ
حيب حيب العظم َة ،وال ُّ غش فيه ،وال ُّ واضح ال َّ ٌ هزل فيه، (كال ُم ُه جدٌّ ال َ
غالب املواليِ ِ فة خدَ ٍم] كام هو ُ
شأن [بص ِ ان ،وال يستخدم ا ُملرد ِ احل َس َ املالبس ِ
ُ ْ َ َ
ِ ()2 ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
واشتهر يف أقضيته بالع َّفة واالستقامة). َ احلاكمة العثامن َّية] َ املؤس َسة [أفراد َّ
آخر عن ِ ٍ األنص ِ مشق ُّي اب ُن أ ُّي ٍ وكتب املؤر ُخ الدِّ ِ
أحد ار ّي مستشهد ًا بمثال َ َ َ وب ِّ َ
الغلامنِ كان يرغب عن ِ ِ ِ
ف عنه أ َّن ُه خالف ًا ألقرانه َ ِ ِ
القوات االنكشار َّية ُعر َ ِ ِ ِ
ُ قادة َّ
احلموي ( ُتوفيِّ َ سن َة ُّ ُ
علوان ور ُّي الس ِ ف ُّ املتص ِّو ُ َ َّ
وحذ َر ()3
نفس ُه.وتعا ُف ُهم ُ
ومريد ِيه ِم ْن ِ حذ َر َّقرا َء ُه َّظر) َّ فقه ٍّي له عن (أحكا ِم الن ِ ف ِ 1530م) يف مؤ َّل ٍ
الذي دعا ُه إىل مواكب احلكَّا ِم وع ِّلي ِة القو ِم؛ والسبب ِ ِ ف ملشاهدَ ِة خماطر التَّو ُّق ِ ِ
َّ ُ َّ
الفاخر َة و ُيز َّين َ
ُون املالبس ونالذي َن كانُوا ُيل َب ُس َ َّحذير هو اخلدم ا ُملرد ِ ِ هذا الت
َ َ ُ ْ ُ
جال عىل حدٍّ ِّساء والر ِ إليهم إغواء للن ِ َّظر ِ ِ بأفضل ِّ ِ ِ
ِّ ً الزينة وأمجلها ،فيغدُ و الن ُ
والر َّحال ُة بأخرى أدلىَ هبا الش ِ هذه َّ سواء )4(.ويمكن مقار َن ُة ِ ٍ
الكاتب َّ ُ َ هادة َ ُ
اإلنكليز ُّي (السري هنري بالونت ـ -1602( )Sir Henry Blount ِ
ِ ِ ِ ِ ِ 1982م) ِ
ابع عشرَ َ ، الس َ عاش يف منط َقة البلقان يف ثالثين َّيات القرن َّ الذي َ
()1
عبيد ِه.
ود ِمن ِ
ْ
جل احلر مما يريدُ ه ،ويمنح (نعم َة اهللِ) إىل الس ِ
ُّ ُ ُ َّ َّ الر َ
حير ُم َّ
واحلم ُ
امات بيوت القهو ِة َّ ُ
الغز ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة حمم ٍد ِّ حممدُ ب ُن ِّ ين َّ نجم الدِّ ِ ِ
أملح الفقي ُه الدِّ مشق ُّي ُ َ
ِ ِ ِ ِ
1651م) يف معجمه الترَّ امج ِّي عن وجهاء القرن العارش اإلسالم ِّي ِ ِ ِ
ِ الذي احتد َم يف عصرْ ِ ِه اجلدل ِ ِ مر ٍة إىل ِ
بشأن أكثر م ْن َّ أملح َ (1591-1494م) َ
الكتاب، تأليف ِه
وقت ِ جدل خ َّف ْت حدَّ ُته يف ِ وهو ٌ ِ ِ ِ ِ
َ ُ موقف الفقهاء م َن "القهوة" َ
اآلن عىل ِح ِّلها يف ذاتهِ ا ،وأ َّما اإلمجاع َ ُ (ثم انعقدَ ِ
ال يف أحد املواقفَّ :
ِ وع َّل َق قائ ً
اآلالت عليها ،وتناولهِ ا ِم َن ا ُمل ْر ِد ِ ِ
ورضب ِ
كاخلمر، يف االجتام ِع عىل إدارتهِ ا
ِ ِ ()2 ِ َّظر ِ ان مع الن ِ احلس ِ ِ
بعض أعقابهِ ِم ،فال شبه َة يف حتريمه). ِ وغمز إليهم، َ
الذي َن كانُوا ني ِ الة األورو ِّب ِّي َ اثنان ِمن الرح ِ وتبدُ و مناسب ًة االستعان ُة بام كتبه ِ
َ َّ َّ َُ
ف كتا َب ُه؛ (الغز ُّي) يؤ ِّل ُ ِّ كان فيه الوقت ذاتِ ِه تقريب ًا الذي َ
ِ ِ يف الشرَّ ِق األدنَى يف
ياق ِ ف عىل الس ِ الغزي والتَّعر ِ ِ ٍ ِ وذلِ َك ابتغا َء
الذي ِّ ُّ كامل مللحو َظة ِّ ِّ حتقيق فه ٍم
كل ِم َن الربتغاليِ ِّ (بيدرو تيشريا ـ )Pedro Teixeira حلظ ٌّ ور َد ْت فيه إذ َ
ِ
والربيطانيِ ِّ (جورج سانديز ـ )George Sandysيف حديث ِهام عن بغدا َد
ف ِغلامن ًا ِمالح ًا جمَ يليِ ال َّط ِ
لعة القهوة تو ِّظ ُ ِ بيوتَ واسطنبول عىل التَّواليِ َّ
أن َ
الصفحات اجلزري ،الدّ يوان ،صفحة 73ب .انظر كذلك القصائد الفاضحة يف ّ ّ (((
الشائعة عن العالقة القو ّية 73ب-74أ و 116أ-117أ .ولالستزادة بشأن الفكرة ّ
ّيفايش ،نزهة
ّ ت ال انظر بنياهنم، وقوة
السود واملخنّثني بسبب فحولتهم ّ بني األفريق ّيني ّ
ّيفايش( :وأ ّما الذين قالوا باحلبشان واملخ ّططني من ّ األلباب .271-270 ،يقول الت
إن احلبشة يف خلقتهم أكرب أيورا ،وأرسعها والسودان ،فإنهّ م قالواّ : الزنوج ّ أصناف ّ
قياما ،وأبعدها نوما .واملخ ّططون منهم ومن سائر النّاس أوفر أيورا من غريهم
والزنوج منهم فأمأل أيورا ،وأشدّ ها تدويرا ،وأربا كمرا (الكمرة :رأس وأشبقّ .
خاص ّية فيها ليست لغريهم ،وذلك أنهّ م إذا ناكونا وحصلوه فينا ّ الذكر) ّ
وإن هلم ّ
ب ،ماؤه يملؤنا وينترش فينا ويتسكرج يف أجوافنا كام الص
ّ ّ وقت يف منه حسسنا
واب ،حتّى إنهّ م ال يته ّيأ هلم أن يس ّلوه منّا إلاّ بعد ساعة).تتسكرج أيور الدّ ّ
الصفحة السائرة بأعيان املئة العارشة[ .112-111 :2 ،يف ّ الغز ّي ،الكواكب ّّ (((
الغز ّي أسامء عدد من الفقهاء يشدّ دون يف قهوة الب ّن ويقول بتحريمها. ذاهتا يورد ّ
(املرتمجة].
133 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ اختيار ِ ِ الس ِ ِ الز ِ (ِ )1 ِ
البيوت هذه بب يف السهو َلة معرف ُة َّ بائن .وم َن ُّ خدمة َّ يف
«غمز ِ َّظر» و بني «الن ِ الفاص ُل َ ِ ف احلدُّ الس ِّن ،إذ يت َِّص ُ بيان ِص ِ توظيف الص ِ
غار ِّ َ ِّ
ٍ ش اجلا ِّد ِم ْن َّحر ِ ِ ٍ َّ ِ ِ ِ ِ
جهة املؤخرات» م ْن جهة وحماو َلة الت ُّ قرص األعقاب أو
الفروض، ِ ِ
أفضل ومائع يف ٌ ف بأ َّن ُه ضبابيِ ٌّ بافتقار ِه التَّحديدَ ؛ يت َِّص ُ ِ أخرى َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الزبائن جذب َّ الس ِّن ابتغا َء تنحدر عمل َّي ُة توظيف صغار ِّ َ أنوحيدث ْ ُ
الفاص َل ِة... ِ ِ
احلدود والضبابِ َّي ِة يف هذه امليو َع ِة َّ بسبب ِ ِ ِ
القهوة ِ
بارتياد وترغيبِ ِهم
[جنس َّي ِة] ِ مآرب حتقيق حي ٍة غايتُها ٍ ٍ ِ
َ ُ وحترشات صرَ َ تنحدر إىل ممُ َار َسات إغواء ُّ ُ
املقاهي سيئةِ ِ بحقبعض م َن احلاالت ِّ ِ ِ ٍ َّخذ يف ِ
اإلجراءات القانون َّي ُة ُتت ُ ُ َت وكان ْ
ِّ
َت ُصور ُة األخالق )2(.وكان ْ ِ عارة وانعدا ِم بسبب اقرتانهِ ا بمامرس ِة الدَّ ِ ِ الس ِ
معة
ُ َ َ ُّ
تقليدي ُة للغايةِ ِ ف بنحو توافق ٍّي أنهَّ ا ِ ٍ ِ ِ
الساقي يف شعر الغزل واخلمر َّيات تتَّص ُ ِ ِ ِ ِ
َّ َّ
بائن الز ِ ِ
املالح خلدمة َّ ِ ِ
إن حقيق َة توظيف بيوت القهوة الغ َ
لامن ِ ِ تلك احلقبة؛ َِّ يف َ
َ
ون الكثري َ ُ ورة التِي َيرى هلذ ِه الص ِ
ُّ
أن ِ العادة] َّ ِ توحي [يف املرشوبات ِ ِ وتقدي ِم
أغلب ِ شك يف دون ٍّ َت عليه ِمن ِ وه َي ما كان ْ ورة أدبِي ٍة نمطي ٍة ـ ِ حمض ص ٍ
ْ َّ َّ أنهَّ ا ُ ُ
اعر إن َّ املثالَّ : سبيل ِ ِ االجتامع ِّي ،إذ َ ِ األحيان ـ ِصل ًة تربطها بالواق ِع ِ
الش َ قيل يف
باح ْ كان معتاد ًا (يف ِّ مشق َّي أمحدَ العناياتيِ َّ َ الدِّ ِ
جييب... َ أن الص ِ كل يو ٍم عىل َّ
اجلاري ِ يكون فيه املا ُء ُ ِ
القهوة، ِ
بيوت بيت ِم ْن الفالح؛( )3ثم يسري إىل ٍ ِ داعي
ُ َّ َ
ويرتاح ويرشب م ْن [قهوة] الب ُّن أقداح ًا، ِ ِ ِ
الساقي واجللوة، ِ ِ
ُ ُ املليح َّ مع
شكل ِ زال يف الذي ما َ ديوان (العناياتيِ ) ِ ُ هبا كأ َّن ُه عا َق َر راح ًا) )4(.وحيتوي
ِّ
هاتوكس ،القهوة واملقاهي.109 ، (((
ماركوس ،الشرّ ق األوسط مطلع التّحديث232 ،؛ رفيق ،األخالق العا ّمةيف (((
دمشق القرن ال ّثامن عرش .183 ،وللحصول عىل مثل مواز الفت لالنتباه ،انظر
السقي يف اليابان قبل ساللة مينج املب ّينة يف صورة النّادلني /العاملني يف ّ
حمال ّ
بفلݞفيلدر،خرائطالرغبة.79 ،
ّ
اإلسالمي مجلة
ّ املقصود بداعي الفالح املؤ ّذن وقت الفجر؛ ففي مفردات األذان (((
(حي) اسم فعل يقصد به النّداء بمعنى تعالوا؛ والفالح هو ّ (ح َّي عىل الفالح) و
َ
لغوي),
ّ (املقوم ا ّل
ّ الفوز والنّجاح.
البوريني ،تراجم األعيان.93 :1 ،
ّ (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 134
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم اسم ُه ِِ ساق(ُ )1ع ِر َ يان عىل ٍ َني ُت ْثنِ ِقصيدت ِ خمطو َط ٍة عىل ِ
ُ ف بوسامته ُ
اعر يف الش ُ ارتياد ِه؛ ويصرَ ِّ ُح َّ ِ اعر عىل الش ُدأب َّ ٍ
يعمل يف بيت قهوة َ
ِ وير ُّي ُ الس ِ ُّ
الشاب وهو يد ُعو صدي َقه إىل مرافقتِهِ ِ ِ
ُ َ مطل ِع إحدَ ى القصيدتَني باس ِم هذا َّ ِّ
َّظر إىل وتلميعهام بالن ِ ِ روح ِيهام ِ ِ ِ ِ ِ
اب َ أص َ الصدَ ء الذي َ إىل بيت القهوة إلزالة َّ
مس املرش َق َة الش َ وفاق حتَّى َّ القمر املضيِ َء يف جمَ الِ ِه َ َ الذي يشب ُه (حميا إبراهيم) ِ
َ َّ
يرسع إىل ِ ِ
اعر يف األبيات التَّال َية عىل َصديقه ْ
بأن ِ ِ ويلح َّ ِ ِ ِ
يف ملعانه وتأل ُلئه؛
َ الش ُ ُّ
قيق النَّاع ِم -أي الر ِ (الغص ِن َّ
ْ فرص ُة التَّم ُّت ِع بمشاهدَ ِة
بيت القهوة لئلاَّ تفو َت ُه َ
ِ ِ
اه َي ِة.الز ِ البيت بثيابِ ِه َّ ِ َّاميل أمام رو ِ
اد َ َّ يكف عن الت ُ ُّ الذي ال إبراهيم) ِ
َ
ديق ِه
البيت األخري بمخا َطب ِة ص ِ
َ َ َ َ اعر يفتتح َّ
الش ُ ُ الساب َق ِة، ِ
وكام يف األبيات َّ
القهوة التِي ال حي ُلو
ِ واقناع ِه بمرافقتِ ِه إىل ِ
بيت ِ إلغرائ ِه
ِ َ
(تعال ،د ْعنا) بـ
َ ِ ()2 يد (إبراهيم) الن ِ ول عليها إلاَّ ِمن ِ احلص ُ
الرقيقة.
َّاعمة َّ
َ َ ْ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
مات كر ْت عن بيوت القهوة عىل احلماَّ أكثر امللحوظات التي ُذ َ وت َْصدُ ُق ُ
ِ شهادة الرح ِ ِ وثم َة يف ِ
اإلنكليز ِّي (ادوارد وليم لني) ما يؤ ِّيدُ هذا الة َّ َّ كذل َكَّ ،
ابح شاب أ َم َر ُد خدم َة َّ
الس ِ ٌّ (بنحو عا ٍّم ،يتولىَّ َصبِ ٌّي أو ٍ حيث ُ
يقول: ُ املعنَى،
ووض َع ُه املنش َف َة عىل الساخنَة] ِْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
مالبس ُه يف الغرفة الدَّ اخل َّية [الغرفة َّ َ أثنا َء خلعه
أن ا ُمل ْر َد كانُوا ِ
ف الشرَّ بين ُّي َّ أظهر املصرْ ِ ُّي ُ
يوس ُ َ جسم ِه) .وزياد ًة عىل ذل َك،
ِ ()3 ِ
ِِ ِ ِ ِ ُيك َّل ُف َ
تقع عاد ًة(حك اجلس ِم وتدليكه) التي ُ ِّ َّحسيس َّكييس والت ون بمها ِّم الت
مثل ِ فإن ظروف ًا َ أخرىَّ ، َ ٍ ()4 ٍ
األعم
ِّ تشج ُع يف
َت ِّ هذه كان ْ ومر ًة َ َّ معزولة. غرفة ُ يف
لغوي :عاقر الراح أي رشب اخلمرة مع غريه .جاء يف املختار: ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
َ َ َ ْ ِ َ لأِ ِ ِ لخْ
الض ِّم ا َ ْم ُر ُس ِّم َي ْت ب َذل َك نهَّ َا َع َق َرت ال َع ْقل أ ْو ( َعا َق َر ْت) الدَّ َّن أ ْي (ا ْل ُع َق ُار) بِ َّ
ب الخْ َ ْم ِر. ان شرُْ ِ ِ
لاَ َز َم ْت ُهَ .و (المُْ َعا َق َرةُ) إ ْد َم ُ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ ساق :ساقي ،اسم منقوص حذفت ياؤه ختفيفا (((
العنايايت ،الدّ يوان( ،خمطوطة ،)1صفحة 100أ( ،خمطوطة ،)2صفحة 71أ. ّ أمحد (((
لني ،وصف سلوكات املرص ّيني.339 ، (((
هز القحوف.219 ، بينيّ ،
الشرّ ّ (((
135 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
��ب ِ
ال��ص ِّ
وص��� َّب��� ُه َص��بَّ��ا ع�لى َّ
َ محا َمـنا
ري���م َّ
ٌ ب��امل��ـ��اء واىف
ِ
العذب ق ْل ُت نعم ِم��ن ِ
ريق َك ٍ
ب��ـ��ارد َ
وق���ال يل ه��ل َ
ل��ك يف
(*)
ْ ْ
(املقوم
ّ األول جناس ناقص؛ وقد أشري إىل معنى اجلناس عن قريب.
[*] يف البيت ّ
لغوي).
ّ ا ّل
*****
الكوكباين ،حدائق النّامم يف الكالم عىل ما يتع ّلق باحلماّ م.93 ،
ّ ((( أمحد
137 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الش ِ
هد كان ِمن ِ
ريق َك َّ إن َ ْنعم ْ فق ْل ُ ٍ
ساخن وقــال ِ
أتبغـــي بــارد ًا بعدَ َ
ـت ْ
(*)
(املقوم
ّ وضمها العسل يف شمعها واجلمع ِشها ٌد بالكرس. الش ْهدُ بفتح ّ
الشني ّ [*] َّ
لغوي).
ّ ا ّل
*****
تفضيل ِ
بابالش َِّعامل مع َّ اهلند ِّي الت َ ِ أخرى عنقص ًة َ وروى الكوكبانيِ ُّ َّ َ
الح) وهو غال ٌم جمَ ٌيل هبِ ُّي ِ ِ
الس ِّن يف احلماَّ ِم ،ورغبته يف ْ ِص ِ
(ص ُ أن يتولىَّ َ غار ِّ
أشيب:
ُ أعوان احلماَّ ِم ِّي وهو ٌ
شيخ ِ ِ
بعض جسم ِه بدالً ِم ْن
ِ َ
تدليك ال َّط ِ
لعة
ِ
احلبيب نجـاحا وص ِ
ـــل َ ِ
وأدرك م ْن ْ الصـداأذهب َّ َ ذه ْب ُت إىل احلماَّ م كي
(*) َ
يكون َصالحا وقدْ كن ُْت أرجو ْ
أن أنشــــيخ ًامك ِّيســي
فكـذ َبظنِّي َّ
َّ
الكوكباين ،حدائق النّامم يف الكالم عىل ما يتع ّلق باحلماّ م-99 ،
ّ احليمي
ّ [*] أمحد
.001
*****
ص لقص ِ عمل أفر َد ُه الكوكبانيِ ّ َ ٍ مأخو َذ ٌة ِم ْن ُّقوالت يف أعال ُه مجي ُعها ُ ُ والن
ني فيها ،وو َّث َق يف ِ
بحق مرتادهيا والعامل َ ِ ُظم ْت ِّ ِ ِ ِ
والقصائد التي ن َ َ احلماَّ مات
ِ
أصدقائه أو ِ ِ ِ ٍ
مؤر َخ ًة إىل عدد م َن احلماَّ مات ٍ ِ ِ ِ
وجهها إىل ْ َّ أحد َم َباحثه دعوات َّ
َ
وأحاديث ٍ
إحاالت عوات مجيع ًا تقريب ًا عىل وحتتوي ِ
هذه الدَّ ِ منهم؛
ُ استلمها ُ َ
للمدعوي َن وتعزيز ًا ِ
الح نض ِريي الوجوه تشجيع ًا ِ ِ ٍ ٍ
عن زبائ َن وعماَّ ل ش َّبان م ٍ
ِّ
ويوج ُه الفقي ُه املك ُِّّي الكثري!. ينتظر ُهم حيثُ ارتياد احلماَّ ِمِ لرغبتِ ِهم يف
ِّ ()1
ُ ُ
ِ ِ
بأسلوب حياكي فيه الكوكبانيِ َّ النَّص َ
يح َة التَّال َي َة ٍ املوس ِو ُّي (1736م) اس َ ع َّب ُ
ِ
زبائن احلماَّ ِم: ِ ِ
يف قصيدته إىل ِ
اجلنيس».36 ،
ّ ((( ماري مسينتوش« ،الدّ ور ّ
املثيل
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 140
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيلسوف الفرنسيِ ُّ (ميشيل فوكو) يف املج َّل ِد ُ ياق ذاتِ ِهَ ،
لفت ويف الس ِ
ِّ
ٍ ِ ِ األو ِل ِم ْن
بع عا َم 1976م) بمعزل عن (مسينتوش)... (تاريخ اجلنسان َّية) ( ُط َ
ُ َّ
لواط” ِ ِ
والفقه ِّي التَّقليد ِّي لـ “ا ِّل ُ ِ
بني ا َمل ْف ُهو ِم الدِّ ين ِّي ِ
لفت االنتبا َه إىل الفرق َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
وبني الت ََّص ُّورات التي شا َع ْت عن “املثل َّية اجلنس َّية” و “اشتهاء املامث ِل” يفِ َ
علامء الن ِ
َّفس. ِ ِ
جهود ِ
بفضل وتطو َر ْت َّاسع عشرَ َ ، ِ ِ
َّ أواخر القرن الت َ
اجلنس َّي ُة” ِ ِ
“املثل َّي ُة فرد اقرتا ُف ُه بينَام ال أثي ًام يمكن ألي ٍ لواط” فِع ً كان “ا ِّل ُ َ
ُ ِّ
األفراد. ِ نوع معينَّ ٌ ِم َن يعودان إىل ٍ ِ ٍ ِ ِ
اب هبا ٌ حال نفس َّية ُي َص ُ اآلخر” و “اشتها ُء
لواط (كان ا ِّل ُ َ ستش َهدُ به كثري ًا: كر و ُي َ يستحق ِّ
الذ َ ُّ وقال (فوكو) يف مقط ٍع َ
القديم ِة أحدَ َ ني املدنِ َّي ِة أو الشرَّ ِع َّي ِة /الدِّ ينِ َّي ِة بحسب القوانِ ِ ِ “”sodomy
ِ موض ِ ِ ِ
القضائ ِّي .أ َّما وعها سوى ُ األفعال ا ُمل َح َّر َمة؛ ومل ْ يك ْن مرتك ُبها َ أنوا ِع
شخص َّي ًة متكام َل ًة هلا ماض ِ أضحى َّاسع عشرَ َ ،فقدْ ِ سيِ ليِ
َ املث ُّ اجلن ُّ يف القرن الت َ
ليِ كان ا ِّل ُ حال وطفو َل ٍة[ ...وبينَام] َ وتاريخ ٍ
بح املث ُّ أص َ لواط انحراف ًا مؤ َّقت ًاْ ، ُ
ً ()1
جنس َّي ًا ـ حالِ َّي ًا ـ نوعا). ِ
((( انظر يف سبيل املثال «بوزويل» «ال ّثورات ،والعامل ّيات ،والفئات اجلنس ّية»؛ موري،
ّ
والذوات اجلنس ّية املثل ّية يف أورو ّبا احلديثة املبكرة»؛ ساسلو« ،املثل ّية «األفعال
كوري ،والكتابة يف عرص النّهضة، ّ «احلب ّ
الذ ّ اجلنس ّية يف عرص النّهضة‘؛ كادي،
واخرتاع املثل ّية اجلنس ّية اجلديد» .ولال ّطالع عىل دراسة أخرى حديثة تتحدّ ى النّتائج
الرابع وتاريخ بري عن إنكلرتا عرص النّهضة ،انظر يانغ ،جيمس ّ التي وصل هلا َ
املثل ّية اجلنس ّية ،خصوص ًا .155-141 ،4-3
((( لال ّطالع عىل تعليقات مماثلة عن صورة اخلنيث املستقبل /املفعول به النّمط ّية يف
الرغبة.46-45 ، اليونان ،انظر ونكلر ،موانع ّ
اإلسحاقي ،أخبار األول.48 ،
ّ (((
143 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باجلمعي ِ
ات أو ِ الش ِبه ون ثقاف ًة ِ
فرع َّي ًة قري َب َة َّ ِ
هؤالء يؤ ِّل ُف َ أن أفراد ًا َ
مثل يف َّ
َّ
ِ ()1
النَّقابات.
ّيفايش ،نزهة األلباب .308-251 ،الباب ال ّثاين عرش ،يف اخلناث واملخنّثني وما
((( الت ّ
جاء فيهم من نوادر وأخبار وملح وأشعار.
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 144
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تدحض فكر َة (مسينتوش -فوكو). َ أن َّاسع عشرَ َ ِم ْن شأنهِ ا ْ أو القرن الت َ
ِ
(سوى ِ أن ا ِّللواطِ َّي ما َ عاء (فوكو) َّ وعىل الرغ ِم ِمن اد ِ
قبل احلديث مل ْ يك ْن َ ْ ِّ ُّ
ث كان يتحدَّ ُ أن نتذك ََّر أ َّن ُه َ ِ ِ
املوضو ِع القضائ ِّي) لـ (ا ِّللواط َّية) [يتعينَّ ُ علينا هنا ْ ِ ُ
رت ُض وجو ُد َ ِ ِ
عن القوانني الشرَّ ع َّية أو القضائ َّية حتديد ًا) إلاَّ َّ ِ ِ ِ ِ
القول :إ َّن ُه ُيف َ أن
َّاسع ِ ات ما َ عقلي ِ نب ومرتكبِ ِه يف ِ الذ ِ بني َّ ِ عرض َّي ٍة ِ ٍ
قبل القرن الت َ َّ للغاية َ صلة َ
فرص عاء َّ ع ،ليس مناسب ًا وال وجيه ًا؛ وهو افرتاض قد يقود إىل اد ِ
أن َ ِّ ُ ٌ َ شرَ َ
أخرى قد ِ بنحو منتظ ٍم هلذا ٍ يامرس ا ِّل َ ِ ِ ِ
مر ًة َ الفعل َّ لواط ُ ارتكاب الفرد ،الذي
رية والس ِ شخص حس ِن الس ِ
ِ
للفعل لوك ُّ ِّ ٍ َ َ ِ
ارتكاب ِ
فرص ختتلف كثري ًا عن ُ ال
كاهل (فوكو) ِ َ
إرهاق ور ِّي يف الواق ِع ذاتِ ِه .وتبع ًا لذلِ َك ،ال َأرى ِم َن الضرَّ ِ
مثل هذا. منطق ٍّي ِ ِ عاء ِ
غري باد ٍ
()1
ِّ
اقرتح ُه (فوكو) هو اال ِّدعا ُء الذي َّاميز ِ لتثبيت الت ِ ِ نحتاج إليه كل ما إن َّ َّ
َ ُ
فعل ا ِّل ِ بني ِ ِ ات ما َ عقلي ِ املتخي َل َة يف ِ
لواط َّاسع عشرَ َ َ قبل القرن الت َ َّ الصل َة َ َّ بأن ِّ َّ
قة ،أو -يف حال الزنا أو ال ِ ال ـ ِّ بني ـ مث ً املتخ َّي َل ِة َ لة َ ومرتكبِ ِه مماث َل ٌة للص ِ
سرَّ ِّ
هذه األفعالِ الكحول وشاربهِ ا.؛ إذ يمكن النَّظر إىل ِ ِ اإلسالم َّي ِة - ِ ال َّث ِ
قافة
ُ ُ
ِ
عمل َّي ًا «منح َّل ٍة» ويعنِي هذا َ لشخص َّي ٍة «فاس َق ٍة» أو ِ بوص ِفها نتاج ًا مجيع ًا ْ
ون» أو «أتقيا ُء» وتكم ُن «مستقيم َ ُ ب أنهَّ ُم أشخاص يحُ َس ُ ٍ استحال َة تو ُّق ِعها ِم ْن
ون إىل الذي َن قد يمي ُل َ األفراد ِ ِ ِ
حتديد املبذو َل ِة يف اجلهود ُ ِ املشك َل ُة هنا يف ق ِّل ِة
الفسيولوج َّي ِة،
ِ َّفس َّي ِة أو هذه متأ ِّث ِرين يف ذلِ َك برتكيبتِ ِهم الن ِ
َ َ
مثل ِ أفعال ِ ٍ ارتكابِ
الفرد سارق ًا أو زاني ًا أو لِواطِ َّي ًا فاعالً... ِ كوناملعايري التِي حتدِّ ُد َ ُ إذ ما زا َل ْت
هذه أو مثل ِ أفعال ِ ٍ ِ
ارتكاب ترتبط ارتباط ًا وثيق ًا بتورطِ ِه ِ
عمل َّي ًا يف ُ ما زا َل ْت
ُّ
حماولتِ ِه ارتكابهَ ا.
ِ
األعامل الفص ِل األد َّل َة الن َِّّص َّي َة ِم َن ِ ِ
الصفحات املتب ِّق َية م َن ْ
ِ
وسأناقش يف َّ ُ
الوجه) التِي قد ِ ِ
أسارير راسة أو الف ِ راسي ِة (املتع ِّل َق ِة بعل ِم ِ ِ ِ
الترَّ امج َّية أو الف َّ
ِ ِ
وتذكر إحدَ ى وص ْلنا إليه للت َِّّو، ِ ِ تظهر للوه َل ِة األوىل خمالِ َف ًة
ُ لالستنتاج الذي َ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
طول أن َ ادس عشرَ َ َّ ، الس َ األعامل املصرْ ِ َّي ُة عن الفراسة التي تعو ُد إىل القرن َّ
فاعل. أن َصاح َب ُهام لِواطِ ٌّي ٌ عر يف ا ِّللح َي ِة يدلاَّ ِن عىل َّ الش ِ جذ ِع اجلس ِم وق َّل َة َّ
إنالقولَّ : ُ ِ
وباإلمكان أفطس، حيوز أنف ًاالذي ُ الفرد ِ
ِ األمر ذا ُت ُه عىل و َي ْصدُ ُق
َ ُ
حال لفكرة (مسينتوش -فوكو) حتَّى يف ِ ِ ذلِ َك يو ِّف ُر دحض ًا واضح ًا وحاس ًام
عبارات ٍ ويظهر َّ
أن الفاعل /اإلجيابيِ ِّ حصرْ ِ َّي ًا. ِ كيز عىل ا ِّللواطِ ِّي رتنا الترَّ َ
ُ اخ ْ
متييز نو ٍع حمدَّ ٍد األقل اإلسها ُم يف ِ للوهلة األوىل يف ِّ ِ هذه ِم ْن شأنهِ ا مثل ِ راس َّي ًة َ فِ ِ
لواط ،و ُيعدُّ بنا ًء عىل ذلِ َك مثاالً للت ََّص ُّو ِر فعل ا ِّل ِ يرج ُح ارتكا َب ُه َ ِ
م َن األفراد ِّ
ِ
األفراد. ِ وف ِم َن احلديث عن ا ِّللواطِي بوص ِف ِه نوع ًا حمدَّ د ًا وغري مأ ُل ٍ ِ ما َ
قبل
َ ْ ِّ
نظرنا بإنعا ٍم ود َّق ٍة إىل املقاط ِع اآلت َي ِة يربز واضح ًا إذا ْ الرغ ِم ِم ْن ذلِ َكُ ، وعىل ُّ
لفكرة (مسينتوش -فوكو) ِ الفراسيِ َّ يو ِّف ُر يف الواق ِع دع ًام إضافِ َّي ًا العمل ِ
َ َّ
أن
دحضها: ِ بدالً ِم ْن
ِ ٍ ٍ ٌ (ٌ )1
العقل خفيف
ُ اع ،أو طويل جدَّ ًا بلح َية خفي َفة هو مك ٌ
َّار خدَّ ٌ رجل
شجاع جدَّ ًا جل ِ والر ُ الذ ِ ِ
وإتيان ُّ حمب ل َّل ِ
وماهر
ٌ ٌ القص ُري كور؛ َّ هو مراو ٌغ ،أو ٌّ
()1
وخسيس.
ٌ ووضيع
ٌ وذو ِ
عقل خماد ٍع
ِ
وغالظة ال َّطبعِ. الش ِبق األفطس ٌ
دليل عىل َّ األنف
ُ ()2
ُ
ِ
إتيان الر ِاز ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1209م) :إ َّن ُه ٌ
دليل عىل فخر الدِّ ِ َ
ين َّ قال ُ
دليل ال ِّطبا ِع احلَ َسن َِة. ِ
اجلرس ُ مرتفع
ُ املستقيم
ُ واألنف
ُ الذ ِ
كور، ُّ
ِ
الغضب. ِ
ورسعة ِ
والغباء َّهو ِر ُ
()1
دليل الت ُّ
الف ِ
راس َّي َة ال امت ِ
أن الس ِ ِ
وفق ما ُذكر يف أعال ُه ،يتجلىَّ واضح ًا َّ ِّ وعىل َ
تكشف عن نو ٍع حمدَّ ٍد ِمن الس ِ
لوك، السو َّي ِة ،بل ِ
الفرد ِ ِ
َ ُّ ُ غري َّ رغبات تكشف عن
ُ
َ
الفاعل). يك اإلجيابيِ َّ /(بوص ِف ِه الشرَّ َ
ْ
فعل ا ِّل ِ
لواط ِ
الفرد َ ِ
ارتكاب أي
املص ِ
در ني اآلتي ِ ِ وضوح ًا يف املقاط َع ِ ٍ
ني م َن ْ َ أكثر ُ
بنحو َ اجلانب
ُ ويربز هذا
ُ
اجلسمي ِة ال َّظاهر ِة الكفي َلةِ
ِ اخلص ِ
ائص ِ ٍ
بعض م َن ِ
مه َّية ِ ِِ
َ َّ َ ذاته خيرباننا عن أ ِّ
الز ِ
ناة: ِ
بالكشف عن ُّ
أكثر ِ
بالبياض جانب ًا َ الزر َق ُة فيها ُ
ختتلط ُّ الزرقا ُء التِي
العني َّ
ُ تعكس
ُ ()3
الذ ِ ِ ِ
اخلرضة] آن َفة ِّ ِ ِ
الصفراء املائ َلة إىل ِ ِ
ورش ًا م َن
كر. َ [العني َّ خبث ًا َّ
امتزج
َ ويظهر ما
ُ الزنا،
وحب ِّ
ِّ الر ِ
وح ِ
غياب ُّ قال أرس ُطو :إنهَّ ا ُ
تشري إىل َ
فر والفتور يف ِ
ِ ِ الزر َق َة ُ ِ
األخالقَّ ، باألص ِ
األص ُ
حني ْ الكسل دليل ألن ُّ فر رداء َة ْ
ِ
واجلبن. ِ
دليل اخلوفُ
الزنا ،وإذا َ
كان و[حب] ِّ
ِّ ِ
نقص الفه ِم الرقي َق ُة دليل
الكبري ُة َّ
َ ُ
األذن ()4
ِ ()2 ِ فهو ُ ِ
اجلهل والفتور. دليل عر يف األذن ظاهر ًاَ ، َّ
الش ُ
ارتكاب ِ
فعل ِ أن ا َمل َيل إىل
يظهر ـ َّ
ُ تلك املقاط ِع سلف ًا ـ كام
كل َتفرتض ُُّ
أن األفراد ِ
الذي َن ويظهر واضح ًا َّ الزنا، ِ
ارتكاب ِّ للم ِ
يل إىل لواط ٌ ا ِّل ِ
َ ُ مماثل َ
رغبات غري َب ٍة أو
ٍ أكثر منه إىل ِ ٍ
عيب َخ ْلق ٍّي َ يستسلم َ
ون إىل ُ الزنا
ون ِّيرتك ُب َ
مرض َّي ٍة.
ِ
وقوي شغ ُف ُه
َ أخذ مج َل ٍة ِم َن ِ
املال، يل ،فهوي بحلب شاب ًا استولىَ عليه يف ِ
َ َّ َ الذ ِ َّ
ليسلو فال يس ُلو؛ و ُذ ِك َر عن َ رأس ِه
حتت ِ وص َار يض ُع ُه َ
جور َب ُه َ أخذ َ أن َ به إىل ْ
الش ِ اجلعربي اخلليليِ الت ِ
َّميم ِّي الدَّ ِار ِّي َّ حمم ٍد َّ
افع ِّي أ َّن ُه َ
كان ِّ ِ ِّ يخ كري ِم الدِّ ِ
ين الش ِ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
علو سنِّه؛ ولك ْن َّغزل بالغلامن ،شغوف ًا بالنَّظر إىل الوجوه احل َسان مع ِّ كثري الت ُّ
َ
َّ ِ ()1 ِ ِ ِ
الصيانة والدِّ يانَة والعفة). مع كامل ِّ
الغ ِأن “ا َمل َيل إىل ِ
أخرى تبينِّ ُ َّ َ ثم َة بضع ُة َ ِ
لامن” ال عوامل َ مقابل ذل َكَّ ،
ٍ
وشائن. ٍ
فاحش ِ
سلوك ٍّي يشري إىل توج ٍه نفسيِ -جنسيِ بقدْ ِر ما يشري إىل ٍ
نمط ُ ٍّ ٍّ ُّ ُ
ٍ
عبارات أنينبغي التَّنوي ُه هبِام يف هذا املقا ِم ،مها َّأوالًَّ ، جانبان ِ
ِ وثم َة
َّ
وتنتقص تهِ ٍ ِ ِ
ف يف العادة توصيفات سلبِ َّي ًة؛ ُيت ََّه ُم الفر ُد بحياز ا، هذه تؤ ِّل ُ مثل ِ َ
ُ
ٍ
تعليقات فه َي تستلز ُمحيوزها ،وتبع ًا لذلِ َك ِ فات اإلجيابِ َّي ِة التِي قد ُ ِمن الص ِ
َ ِّ
بحب ِّ واآلخ ِر
َ ِ
احلني إضافِ َّي ًة تشهدُ عىل ع َّفة هذا الفرد( :كان ُيت ََّه ُم َ
بني ِ ِ ِ
(حيب الغ ِ
لامن) اجلأش ولكنَّه مي ٌال هلوى ِ ِ ُ
ورابط وحكيم لامن) (نابِ ٌه الغ ِِ
ُّ َ ُ َّ ٌ
َّظر ِ
إليهم). ِ الغ َ ِ ِ
حس ُب ُه الن ُ الح الوجوه ...ولك ْن ْ لامن م َ
()2
ِ
للفرد اخلطوات ا َّلالزم ِة ِ
ينبغي ِ مجلة ِم َن
ث النَّوع األدبيِ ذا ُته عن ٍ ويتحدَّ ُ
َ ُّ ُ ُ
الغ ِ الح ِمن ِ ِ ِ االلتزا ُم هبا كي يت َِّق َي
لامن ،ويعدُّ ها خطر االستسال ِم إلغواء امل ِ َ َ
باملدح وال َّث ِ
ناء: ِ جدير ًة ِ
شخص َّي ًة ِ
الفرد ِ
حيازة دلي ً
ال عىل
َ
وجه ِه أو يع ِّل ُم ُه زهد ًا
ينظر إليه يف ِ ِ
بني يديه ،فإ َّن ُه لن َ
شاب َ جلس ٌّ َ (إذا
وأمر
يتناولا منهَ ، هْ فلم ِ
العذار ْ منهم خاليِ
شاب ُ ٍّ (فأرس ُلوا له قهو ًة مع
َ منه)
احلنبيل ،درر احلبب436-435 ،418-414 :2 ،1035-1034 :1 ،؛ ابن ّ ((( ابن
الروض العاطر.69-68 ،49 ، أ ّيوبّ ،
الروض العاطر49 ،؛
السائرة173-172 :3 ،؛ ابن أ ّيوبّ ، الغز ّي ،الكواكب ّ
ّ (((
الشام-318 ، حممد ابن طولون ،ال ّثغر ّ
البسام فيمن ويل قضاء دمشق ّ شمس الدّ ين ّ
.319
149 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
الكهول بمناو َلتِها).
ِ أتباع ِه ِم َن
بعض ًا ِمن ِ
ْ
جال مجيع ًا الر َ الغ ِ
لامن َّ َّظر إىل ِ ون ِم َن الن ِ حيذ ُر َ الذي َن ِّ ويفرتض الفقهاء ِ
أن ِّ ُ ُ
باإلحالة عىل سلوكِ ِ ائح ُهم يدعم َ ِ ِ معر ُض َ
نص َ ون َ ُ وهم خطر اإلغواءُ ، ون إىل َّ
ِ
الفقيه الكو ِّفيِ مثل ِ
دين بارزي َن يف القرون األوىل م َن احلك ِم اإلسالم ِّي ِ ِ ِ ِ رجال ٍ ِ
ور ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 778م) وأمحدَ مرسوق ال َّث ِ ٍ بن سعيد ِ ٍ سفيان ِ
بن َ عبد اهللِ ِ
ِ
للفقهاء األخالق ُّي معيار ًا ِ الذي ُيعدُّ سلو ُك ُه حنبل ( ُتوفيِّ سن َة 855م) ِ َ ِ
بن
َ
أجلس الفقي ُه أبو حنيف َة َ املبكر ِة؛ إذ َ احلقبة العثامنِ َّي ِة ِ السن َِّة يف ني ُّ املسلم َ ِ
الفقهي ِة التِي ِ ِ
ينتمي إليها الفقي ُه ِ َّ املدرسة مؤس ُس ُّعامن ( ُتوفيِّ َ سن َة 767م) ِّ الن ُ
القص ِة... َّ
ين الرمليِ ( ُتوفيِّ سن َة 1671م) راوي ِ
هذه َ خري الدِّ ِ َّ ُّ الفلسطين ُّي ُ
ِ
َّظر)( )2وإىل َّظر إليه (خشي َة زنا الن ِ يتعذ ُر معه الن ُ أجلس تلميذ ًا مليح ًا يف موق ٍع َّ َ
بح ْسنه ،فالفتن ُة به ِ ِ ِ
ذكر اهليتم ُّي( :ويف ا ُمل ْرد َم ْن ُ ِ ِ
يفوق النِّسا َء ُ ميلَ ، الر ِّ جانب َّ
ويسهل يف ُ ِّساء، حق الن ِ أعظم ،وأل َّن ُه يكم ُن يف ح ِّق ِه ِم َن الشرَّ ِ ما ال يكم ُن يف ِّ ُ
ِ ُ ِ ِ ِ ِ
فهو بالتَّحري ِم أولىَ ) حق املرأةَ ، يسهل يف ِّ الري َبة والشرَِّّ ما ال ح ِّقه م ْن طرق ِّ
أن اإلغوا َء يف احلمو ِّي( :ال مرا َء يف َّ ِ َ
علوان ور ِّيالس ِ ِ وعىل ِ
املتص ِّوف ُّ وفق َ
الرغ ِم ِم ْن ذلِ َك، ِ الن ِ
ب]) وعىل ُّ فحس ُ َّظر إىل ا ُمل ْرد متح ِّق ٌق ال حما َل َة [ال ممك ٌن ْ
()3
ون إىل وص ِف ِهم بأنهَّ ُم (م َّيا ُل َ ِ ِ ني ِ شعور الكات َب ِ ِ ال ُي ُّ
كليهام باالستياء م ْن ْ شك يف
لامن). الغ ِ ِ
املرادي ،سلك الدّ رر222 :4 ،؛ املح ّب ّي ،خالصة األثر.245-244 :3 ،
ّ (((
الر ّ
ميل ،الفتاوى اخلري ّية.65 :1 ، ((( ّ
احلموي ،عرائس الغرر .176 ،واصل (ابن حجر) ّ الزواجر141 :2 ،؛ ((( ابن حجرّ ،
الصاحلون يف اإلعراض عن املرد وعن النّظر إليهم وعن حديثه مب ّينا( :ولذا بالغ ّ
خمالطتهم وجمالستهم ،قال احلسن بن ذكوان :ال جتالسوا أوالد األغنياء ّ
فإن هلم
صورا كصور العذارى ،وهم أشدّ فتنة من النساء .وقال بعض التّابعني :ما أنا
اب النّاسك من سبع ضار من الغالم األمرد ،يقعد إليه .وكان بأخوف عىل ّ
الش ّ
السلف يف التّنفري منهم
يقول :ال يبيت ّن رجل مع أمرد يف مكان واحد ...وأقاويل ّ
والتّحذير من رؤيتهم أكثر من أن حتىص)( .املرتمجة).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 150
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حنبيل ،درر احلبب( 201 :2 ،آكيل احلشيشة)،175 :1 ، ((( انظر يف سبيل املثال ،ابن ّ
البوريني ،تراجم األعيان-241 :2 ،
ّ يب)( 216 :1 ،موسيقى)؛ ( 26922ابن عر ّ
املرادي ،سلك الدّ رر( 67 :3 ،الترّ ف):3 ،
ّ ( 242الكحول)( 331 :2 ،اخللوة)،
الروض العاطر16 ، ( 246اخليول األصيلة)( 3 :4 ،املزح والنّوادر)؛ ابن أ ّيوبّ ،
يت ،عجائب اآلثارّ 165 :1 ،
(الشعر)( 339 :1 ،علوم (العبدات األثيوب ّيات)؛ اجلرب ّ
ا ّللغة).
فم ذو» التي تعرب باحلركات حم ه ٌن ٌ
أخ ٌ «أب ٌ
الستّة ٌ
((( ذا بمعنى صاحب .من األسامء ّ
وجتر بالياء .قال صاحب األلف ّية:
ّ باأللف وتنصب ال بالعالمات فرتفع بالواو
واجرر بياء ما ِمن األسام أصف
ْ وارفـــع ٍ
بواو وانصـــب َّن باأللـف ْ
والفــــم حيث امليـم منه بـــانــــا مــن ذاك ذو إن صـحبـــة أبانـــا
والنّقص يف هذا األخري أحســــن أب أخ حـــم كــــذاك وهــــــــن
وقصــــــرها من نقصه ّن أشــهر وفـــيأبوتــالييــــــهينــــــدر
تضمنتها األبيات ويعرفها ذوو
ّ خاصة
ّ ولصحة إعراهبا باحلركات رشوطّ
لغوي).
ّ ّ
ل ا م (املقو
ّ االختصاص.
151 واملرضىَ لواط ُّي َ
ون األو ُلِّ :ال ِ ال َف ْص ُل َّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالصوف ّيني ويعني األقوال أو األفعال املخالفة للشرّ يعة ((( (الشطح) مصطلح أحلق ّ
الصوفيني. التي يقوم هبا بعض من ّ
ويف بأنّه:
الص ّ الشطح ّ يف كتاب «ا ّللمع ص »453فسرّ أبو نرص السرّ ّ اج ال ّط ّ
ويس ّ
بقوته ،وهاج بشدّ ة غليانه وغلبته). (عبارة مستغرقة يف وصف وجد فاض ّ
والزندقة الذي فاضت به كتب املتصوفة إىل هذا التّعريف لتربير الكفر ّ ّ وقد جلأ
بأن ما قالوه قد قالوه يف حالة سكر بام جتلىّ هلم من الصوف ّية وتواتر عنهم معتذرين ّ ّ
حقائق وبام عاينوا من علوم؛ وزعموا أنهّ ا أسكرهتم وأطارت صواهبم ،وجعلتهم
الصوف ّية ال يغيرّ
السمج الذي جلأ إليه ّ يتك ّلمون بمثل هذه العبارات ،وهذا التّربير ّ
أن ما قالوه كفر واضح ظاهر وافرتاء عىل الشرّ يعة. من احلقائق شيئا ،وهو ّ
ويف .عبد ّ ّ الص طح ّ
الش ـ اين ّ
ث ال الفصل نة: والس
ّ الكتاب ضوء ويف يف
الص ّانظر :الفكر ّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ الرمحن عبد اخلالق.ّ
السمر-716 :2 ،326 :1 ، ّ لطف ،الغزي
ّ 37؛ :3 ،16 :2 األثر، خالصة ، يب
ّّ املح (((
حنبيل ،درر احلبب،169 ،142 :1 ، ّ الروض العاطر84 ،؛ ابن 717؛ ابن أ ّيوبّ ،
.219 :2 ،835
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 152
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغ ِ
لامن َّظر إىل ِ
(كان م َّياالً للن ِ
َ جوهرها ِم ْن ِ
مثل: ِ ِ
سلوك َّي ًة يف فيه؛ تبدُ و
ِ ()1 (كان مياالً إىل حب ِ
الغلامن). ِّ َ َّ وجمالستِ ِهم) (اتهُّ ِم باالت َِّص ِ
ال با ُمل ْر ِد) و َ َ
لامن”الغ ِ فإن عبار َة “إ َّنه مي ُال إىل ِ َّفسري َصحيح ًاَّ ، وإذا َ
ُ َّ كان هذا الت ُ
وه َي ـ تبع ًا لذلِ َك ـ آخر عن ا ِّللواطِي (ِ )pederast
ِّ تعبري َ َ ٍ ستكون بمنز َل ِة ُ
الفقهي لـ “ا ِّللواطِي” ِ العاد ِّي ِ ِ مكافِ َئ ٌة للمعنَى
احلديث عنه َ الذي أسل ْفنا ِّ ِ ِّ غري
الفقه ِّيِ حتديد هل ُيعدُّ الفر ُد لِواطِ َّي ًا باملعنَى ِ سابق؛ وتعتمدُ مسأ َل ُة مبحث ٍ ٍ يف
سؤال حمدَّ ٍد هو( :هل أتَى ٍ اإلجابة عن ِ املطاف عىل ِ للكلمة يف ِ
هناية ِ الدَّ ِ
قيق
ملفر َد ِة «ا ِّللواطِ ِّي» األشمل َ ُ دبر ِه أ ْم ال؟) .أ َّما املعنَى آخر يف ِ ال َ [هذا الفر ُد] رج ً
َب؛ الفعل ا ُملر َتك ِ ِ ِ
طبيعة جلهة ِ
تبيان وضوح ًا ِ أقل ُ الفعل ،لكنَّ ُه ُّ َ ف يعر ُ فهو معن ًَى ِّ َ
امر َسة الفرد ا ِّل َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
الزنا لواط أو ِّ بم َ وبإزاء صرَ امة القواعد واألحكا ِم املتع ِّل َقة ُ
عدول عىل ٍ ٍ
شهود ِ
شهادة إكراه أو ٍ وع ِّي بال (االعرتاف ال َّط ِ ِ مثل وحها َ ووض ِ ُ
َّفق عليها واضح ٌة مت ٌ معايري مقاب َل ٌة ثم َة ِ فعل اإلتيان يف الدُّ ِبر أو ِ ِ
َ ُ ليس َّ الفرج) َ
ون جتاوب ًا يظهر َ آخري َن ومتييز ِه عن ِ ِ «زير الن ِ
ِّساء» لامن» أو ِ الغ ِ لتحديد «حمب ِ ِ
ُ ِّ
ِ
اعرالش ِ حال َّ َت ُ لامن أو النِّساء وجمَ الهِِ م؛ وإذا كان ْ الغ ِ ال طبيعي ًا جلاذبِي ِة ِ
َّ َّ ومي ً
معة» تبدُ و لامن «شائنِي الس ِ بالغ ِ كان يت َِّص ُل عالني ًة ِ الذي َ املالكي ِ ِ ِ
الفتح أبيِ
ُّ َ ِّ
العسكر يف ِ أحد ِ
قادة سنان باشا ( ُتوفيِّ سن َة 1666م) ِ ِ واض َح ًة ،فامذا عن ِ
َ
ِ ني اب ُتليِ َ بمح َّب ِة غال ٍم َ ناهز ال َّثامنِ َ دمشق ِ
كان عندَ ُه م َن اخلدَّ ا ِم ،ومل ْ الذي (بعدما َ َ
ِِ
عرف للغرا ِم ح َّق ُه ،وبعدَ ما حتك ََّم عش ُق ُه فيه، َ الر َّق ُة ،وال يك ْن ُع ِهدَ يف طبعه ِّ
وعرس عليه َ الشا ِم، نائب َّ قبالن ِ َ ِ
األمري وقصدَ جتافِ َي ُه ،وخد َم عندَ نفر عنهَ ، َ
االجتهاد ،فلم يظفر منه بمرادٍ، ِ ِ ِ ِ
خالص ُه م ْن يده ،واجتهدَ يف حتصيله غاي َة ِ ِ ِ
ْ ْ ُ
َت مات وما مات ْ أن َ الفرص إىل ْ ِ مواقع
َ ص؛ ويتو َّق ُع الغص َيزل يعا فيه َ نيِ ومل ْ ْ
()2
حرس ُت ُه وخل َف ْت أمني ُت ُه من َّي َت ُه).
روح ِ ٍ َت تُؤ َّل ُ املعاجم الترَّ امجِ َّي َة كان ْ هو َّ
تغلب عليه ُ ُ اجتامع ٍّي مشهد ف يف َ أن
«سياس َّي ٍة»
ِ مه َّي ٍةَت ـ تبع ًا لذل َك ـ حت َظى بأ ِّ
ِ َّحالفات ،وكان ْ ُ َّنافس والتالعداوة والت ُ
ِ
تعليقات ِ ٍ عرو َف ِة إىل ِ الكثري ِمن املشاح ِ
غري بني العائالت ا َمل ُ نات َ َ ِ َ جذور
ُ إذ تعو ُد
بعض ِمن َّ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
وثم َة الشخص َّيات عنها؛ َّ ٍ َ إقصاء«مو َّف َقة» يف املعاج ِم الترَّ امج َّية أو إىل َ
تدفع مؤ ِّل َ مثل ِ مواقف ِ
ف املعج ِم إىل االلتزا ِم بأقصىَ ُ هذه َ كثري ٌة يف أسباب َ ٌ
نهِ ِِ ِ ِِ ِ ِ
أكثر
آخر ُ تفسري ُ
ٌ احلذر يف حديثه عن وجهاء زمانه وأعيا ِم؛ َّ
وثم َة درجات
الغ ِ يميل إىل ِ ني عبار َة «إ َّن ُه ُ بعض ِم َن املؤ ِّل ِف َ ٍ بب يف جتن ِ ِ
لامن» ُّب الس َ معقول َّي ًة جيليِّ َّ
قيل أنفس ُهم! إذ َ عليهم هم ُ موضو ٍع قد َي ْصدُ ُق ِ اخلوض يف ُ ِ هو رغبت ُُهم يف جتن ِ
ُّب
ذكر ُه معاصرِ ُ ُه ِ ِ
كان به َم ٌيل إىل الغلامن ،وهذا ما َ إن َح َس َن البورينِ َّي ذا َت ُه َ مثالًَّ :
مصاد َف ًة -يف املعج ِم الترَّ امجِ ِّي ذكر ُه -ر َّبام َ
ِ
ار ُّي الذي مل ْ ير ْد ُ األنص َِ اب ُن أ ُّي ٍ
وب
ِ ِ ()1
وجهاء عصرْ ه. ِ الذي أ َّل َف ُه البورينِ ُّي بعدَ ذلِ َك يف ِ
رأيواملراد ُّي كالهمُ ا عن ٍ ِ الفص ِل ال َّثانيِ ،فقدْ عبرَّ َ املح ِّب ُّي ُ ومث َلام
سنلحظ يف ْ
وب مثالً ،إلاَّ الغز ِّي ِ
وابن أ َّي َ املثل َّي ِة العفي َف ِة ِم َن ِّال نحو العاط َف ِة ِ
تفه ًام وتساه ً َ أكثر ُّ
َ
الرغ ِم ِ ِ
َّعريج عليها ه َي َّ ِ ِ أن املسأ َل َة
َّ
َّاب عىل ُّ أن هؤالء الكت َ األهم التي ينبغي الت ُ َّ
وغري املستسا َغ ِة ،إلاَّ أنهَّ ُم مل ْ يكونُوا ِ العبارة ا ُملربِك َِة
ِ استعامل ِ
هذه َ ِم ْن جتنُّبِ ِهم
ص والقص ِ القص ِ ِ تضم أعاملهُ ُم مت عىل الدَّ وا ِم ،إذ الص َ يلتز ُم َ
ائد َ الكثري م َن ََ ُّ ون َّ
ات وطري َق ِة ُون بمفرد ٍ
موضوع ًا هلا ،ولذا يستعين َ َ َ االنجذاب املثليِ ِّ ُ
ِ َّخذ ِم َن
التِي تت ُ
الغ ِ ون أ َّنه “م ٌيل إىل ِ ِ ِ ٍ ٍ
لامن”. آخر َ ُ َ حديث خمتل َفة للحديث عماَّ يص ُف ُه فقها ُء ُ
الغز ّي وابن معصوم يف خالصة األثر[ ،197 :4 ،وأما ما فيه من بعض األغراض ّ
املؤرخون يف املايض وأبرأ أنا منها يف احلال ،ومن نظر يف كتايب بعني
فقد عرف هبا ّ
الرضا عرف أنيّ أتالىف كثريا ممّا مىض ،وباهلل أستعني وأستدفع املكروه وأسأله أن ّ
البوريني لـ (تراجم
ّ يب ّيض وجهي يوم تبيض الوجوه( .املرتمجة]476 :1 ،؛ ومقدّ مة
األعيان).6-5 :1 ،
الروض العاطر.49 ، ((( ابن أ ّيوبّ ،
الفص ُل َّ
الثا ِني ْ
َ
اجلما ِل ُّيون
الث يِ ُّ
قاف لطف َّ وال ُ جلما ِل َّي ُة ُّ احلرك ُة ا َ
حديث أور َد ُه ٍ البديع ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1663-1662م) يف ِ ف يوس ُ ذكر ُ َ
ديوان شبهِ ٍ العمر ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1638م) يف ِ اعر الدِّ مشق ِّي أيب ٍ
بكر ِ الش ِ عن َّ
ِ ِ ِ ِ صرِ
كان (عىل طري َقة حي َيى العمر َّي َ أن الشعراء َّ بعض م َن ُّ ٍ قصائدَ مجع فيه َ معا ٍ َ
ِ احلبيب ا ُملقنَّ ِع [أي الن ِ ِ ِ بن أكث ٍم ِم َن ِ
عم ِم [أي وامليل إىل ا ُمل َّ ِّساء] اإلعراض عن
اووس يف ِمشيتِ ِه، ُ خرب ِه أ َّن ُه ها َم بغال ٍم أ ْم َر َد كأ َّن ُه ال َّط غريب ِ ِ وم ْن كور] ِ الذ ِ ُّ
فأرسل إليه مجاع ًة يف إحدى َ ووشى به إىل احلاك ِم، هدهد َ ٍ أركع ِم ْن لكنَّ ُه
ُ
ِ ِ ٍ ِ احلناد ِ ِ
فأمر به يف القبيحَ ، بذكرها يح
يقبح ال َّتصرْ ُ فوجدا عىل حال ُ س ُ .... ()1
األسواقِ طاف به يف بأن ُي َط َّو َق عن ُق ُه بسا َقي ذلِ َك الغال ِم و ُي َ ليلة ْ تلك ا َّل ِ غد َ ِ
أمني حممدُ ِ بمشهد ِم َن ٍ
ُ اخلاص والعا ِّم ...انتهى) .ونقل الفقي ُه الدِّ مشق ُّي َّ ِّ
ِ
العهد احلادي عشرَ َ ِم َن ِ ِ
القرن ِ
ألعيان ا ُملح ِّب ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1699م) يف ترمجتِ ِه
بكر ب َن األديب أبا ٍ خص به ِ ِ ِ
َ الباب الذي َّ اإلسالم ِّي (1688 -1591م) يف
العمري الدِّ ِ ٍ منص ٍ
بالشا ِم األدب َّ ِ مشق ِّي َ
شيخ ِ ِّ عيل
بن ٍّ حسن ِ ٍ بنبركات ِ ور ِ
بن ُ
فحص ُت عن هذا ثم زا َد عليه مب ِّين ًا( :ولقدْ ِ ِ
ما قا َل ُه البديع ُّي عن
ْ العمر ِّيَّ ،
العمري فلم أر له عندَ ٍ ِ
أحد أثر ًا ويف ظنِّي ِ َّ ْ َ َ
أدرك كل َم ْن لقي ُت ُه مم َّ ْن اخلرب عندَ ِّ
الاحب طب ٍع م َّي ٍ ِ نعم َّ ِِ الر ِ
العمر َّي َص ُ إن أعلم بحقيقته؛ ْ ُ رت ًى واهللُ اجح أ َّن ُه ُمف َ َّ
فمثل هذا ِ
االحتامل ،وباجلملة ُ ِ ِ
الساح َة مظنَّ ُة وامليل عندَ َم ْن ِ ُ للج ِ
يربي َّ امل، َ
*****
*****
ِ ِ ليِ ِ ِ ِ
اإلشارة إىل بكثرة ومتتاز أدبِ َّيات هذه احلقبة ـ وهذا ج ٌّ وصرَ ٌ
يح ـ ُ
الفتيات. ُ ِ ِ
حيوزها الغ ُ
لامن ،وكذل َك ِ ِ ِ ِ
القدود اجلَمي َلة واألطراف الكحي َلة التي ُ
بوص ِفها تقليد ًا أدبِ َّي ًا ِ
امر َسة ْ
ِ
واضح ًة عىل شيو ِع هذه ا ُمل َ
َ ويدل ذلِ َك دالل ًة
ُّ ()1
لواط األفرا َد مألوف ًا .وبناء عىل ذلِ َك ،ال تدين ال َق ِصيدَ ُة يف حديثِها عن ا ِّل ِ
ُ ً
كليهام ،بل إنهَّ ا اجلنسني ِ ِ ِ
جل َسد َّية يف ِ اخلص ِ ِ الذي َن ينجذ ُب َ ِ
َ ائص ا َ َ ون إىل هذه
الفئة؛ وقدْ ِ ينتمي إىل ِ
هذه ُّك ِه وشب ِق ِه ،ال ِ بسبب هتت ِ ِ القاض عل َّي ًا يِ تؤ َّكدُ َّ
أن
َ َ
لواط عن افتتانهِ ِم وإعجابهِ ِم بأ ْم َر َد إدانة ا ِّل ِ ون يف ِ الذي َن ال يرت َّد ُد َ يع الفقهاء ِ
ُ برِّ ُ
ِ
سبيل املثال أحدَ اجلنود املأجوري َن ِ ِ ِ ِ ِ
أدان الفقي ُه َح َس ُن البورين ُّي يف معينَّ ،إذ َ ٍ
عمل ون َ بالكلامت اآلت َي ِة( :وأغل ُب ُهم يعم ُل َ ِ عساكر السكبان ِ /املرتز َق ِة ِم ْن
وأنكر بشدَّ ٍة اإلشاع َة التِي َ
ٍ
هبوط) دركات جهن ََّم يف ِ لوط ،ال زا ُلوا يف قو ِم ٍ
س بكر مفتِي القدْ ِ ٍ بن أبيِ جار اهللِ ِ يخ ِ [الش ِ أحد معارفِ ِه َّ تناق َلها النَّاس عن ِ
ُ
َّ ٍ ِ ِ ِ ِم ْن أ َّن ُه ُ
ولعل حيحة، بص َ [وليس ْت التُّهم ُة َ َ ني
(الذكران م َن العامل َ يميل إىل ُّ
تعبري ور َد والفضيح ُة]) وهو الفاحش ُة َ تشيع أنون ْ الذي َن حي ُّب َ َّاقل هلا ِمن ِ الن َ
ٌ َ َ َ
ٍ ()1 ِ
أن البورينِ َّي نلحظ َّ ُ الرغ ِم ِم ْن ذلِ َك، وصف قو ِم لوط .وعىل ُّ يف القرآن يف ْ
ِ
باب الش ِ بعض ِم َن َّ ٍ مواضع ِم ْن ترمجتِ ِه يف جمَ ِ
ال َ َّظر يف عدَّ ِة وأطال الن َ َ قد تأ َّم َل
تتناثر
ُ ال هب َّي ًا؛ غصن ًا رو َّي ًا وبدر ًا كام ً وق ْ املعش ُ كان ُ (ولعمري لقدْ َ ِ وفتنتِ ِه هبِم:
جلماَّ ُل َ ِ ُ غص ِن قدِّ ِه ،كام ِ ِ
(وكان ا َ اخلريف)... أوراق تتناثر
ُ القلوب م ْن أطراف ْ ُ
ياض عندَ ما يتجلىَّ والر َ ِ ِ ِ ِ
األقامر بأنواره ِّ َ يبهر
جلامل الذي ُ احب ا َ ُور َص َ املذك ُ
اسم ُه ٍ وقال البورينِي يف وص ِ بنو ِار ِه ُح ْسن ًا وجمَ االً ولطف ًا وكامالً) َ
شخص ُ ف ْ ُّ َّ
أربع ِ ِ ِ ُ ِ (كان جمَ ي ً َ إبراهيم َّ
الكامل يف ليلة َ بحيث إ َّن ُه كالبدر ال إىل الغاية اطر: الش ُ ُ
شامة لشامةٍ ٍ وكان ُيكنَّى أبا َ طيب، الر َ الغص َن َّ ْ يفضح
ُ عشرْ َ ةَ ،وأ َّما قدُّ ُه فإ َّن ُه
ون ـ لامن) مل ْ يك ْن املؤ ِّل ُف َ الغ ِ يل إىل ِ األيرس) )2(.وخالف ًا لـ (ا َمل ِ ِ كبري ٍة يف خدِّ ِه َ
ِ
جلامل َّيني التي ِ ِ ِ ِ ِ ِ بنحو عا ٍّم ـ يص ُف َِ ٍ
اإلعجاب واالفتتان ا َ ون هذه التَّعبريات عن
املستحسن َِة؛ ومل ْ يك ْن َ باملذموم ِة أو ِ
غري ِ ِ
احلقبة تلك ات َ َت شائع ًة يف أدبِي ِ
َّ َ كان ْ
واملؤر َخ احللبِ َّي أمحدَ ب َن امللاَّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1595/1594م) ِّ خيالج الفقي َه ُ
َّعبري عن شدَّ ةِ مري يف الت ِ الض ِ وخز َّ إحساس داخ ٍّ بالنَّد ِم أو ْ ليِ ٍ أيعىل ما يبدُ و ُّ
(*) ِ
العريض القلب يف ال َّط ِ
ـويل َ أوقع
َ بأســـــمرقد
َ ثــم َّملــــاانثنـــــى
َّ
ِ
بأرض بياضها أسو ُد خالِ ِه ،وذلِ َك
وح َّس َن َ ِِ ِ
رز بقانيِ وجن َت ْيه ُف َّل َة جمَ الهَ ،قد َط َ
ِ دمشق املشه ِ متنز ِ َّريب(ِ )1م ْن َّ
الن ِ
ورةً).
معم َبرح ْت با َّللذات ُورة ،ال َ
ُ َ َ هات
()2
الذي قضىَويدي ( ُتوفيِّ سن َة 1761م) ِ العراقي عبدُ اهللِ الس ِ ِ وذكر الفقي ُه
َ ُّ ُّ ُّ َ
ِ ِ بعض ًا ِم َن الوقت يف
ِ
حممدُ أثنا َء دمشق يف طريقه إىل م َّك َة؛ أ َّن ُه ع َّل َم طالب ًا ُ
اسم ُه َّ َ
ِ
الفقيه ح َّق ًا وبات ِ الذي عش َقه أحدُ أص ِ الشاب ِ َ ِ إقامتِ ِه يف
ِّفاق دقاء ْ ُ وكان َّ ُ املدينة،
املدينة؛ كام يتبينَّ ُ يف املقط ِع اآلتيِ ( :له ِ ِ
شباب األكثر فتن ًة ووسام ًة بني اجلمي ِع
َ
أحس َن منه ،وهو فريدُ اجل ِ وقع ِ
امل يف َ نظري عىل ْ َ مبهر ،ما َ زاهر ،وجمَ ٌال ٌ محُ َ َّي ًا ٌ
َّهار...مس يف راب َع ِة الن ِ
الش ِ اشتهار َّ
َ مشهور
ٌ ِ
األقطار أن ُح ْس َن َ
تلك دمشق مع َّ َ
ِ ِ ()3 هذه الص ِ الذي خل َقه وصوره يف ِ فسبحان اهللِ ِ
َ
ورة البه َّية). ُّ ُ َ َّ َ ُ
الغ ِ
لامن) و (ا َمل ِ
يل إىل يل إىل ِ بني (ا َمل ِلوك الفعليِ ِّ َ
الفرق يف الس ِ
َ ومل ْ يك ْن
ُّ
الن يف املعتادِ،
َني كانَتا مت ِّث ِ
امر َست ِ ِ ا ِ
أن ا ُمل َ
ورة كبري ًا ،ويبدُ و واضح ًا َّ جلامل) بالضرَّ َ
َ
«الشوق» إىل الكتابة عن منتزه «النّريب» حيث مسقط رأيس ((( يدفعني الفضول كام ّ
وذكريات طفولتي!:
يب وكالمها يمتدّ ان غرب ربوة دمشق فيام رشقي وغر ّ ّ تقسم أرض النّريب إىل قسمني
املطل عىل دمشق. يب جلبل قاسيون ّ ّ الغر فح الس
ّ يف ترشين) يعرف اليوم باسم (حديقة
األول فهو النّريب األعىل وهي البساتني الواقعة بني فرعي هنر بردى هنر أ ّما القسم ّ
«تورا» و هنر «يزيد» والقسم ال ّثاين هو النّريب األسفل ،وهو البساتني الواقعة بني هنر
«تورا» وهنر «بردى» .وقد أطلق عىل تلك البساتني أسامء خمتلفة من مثل (األ ّياسة)
السفارة األملان ّية بدمشق، وهو البستان الواقع عند جرس األ ّياسة عىل هنر «تورا» قرب ّ
وقد أزيل اجلرس عند إنشاء األبنية أواسط سبعين ّيات القرن املايض (تنظيم غرب
بي ،وبستان الدّ ّواسة، الشح َط ّاملالكي) وبستان الدّ هشة ،وبستان العيش ،وبستان ّ ّ
وبستان العيش واملقلب واجلنينة ...الخ ،ومل يبق من اآلثار التي كانت يف النّريب
سوى القنطرة احلجر ّية عىل هنر «تورا» ومقام مريم جنوب غرب احلديقة؛ وأرجح
الس ّيدة مريم العذراء وابنها األقوال يف هذا املقام أنّه املكان الذي ذكره اهلل تعاىل عن ّ
السيد املسيح عليهام السالم( :وجع ْلنَا ابن مريم و ُأمه آي ًة وآوينَاهمُ ا إِلىَ ربو ٍة َذ ِ
ات َق َر ٍار ََْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َ ْ َ ّ ّ ّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ ني .سورة املؤمنون «)»50 َو َم ِع ٍ
الوي ،سانحات دمى القرص.165 :1 ، ((( ال ّط ّ
الصفحة 143أ. ويدي ،النّفحة املسك ّيةّ ،
ّ الس
((( ّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
165
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ِِ ِ ِ ِ
العراق ُّي عبدُ نص َح الفقي ُه السلوك ِّي ذاته .وقدْ َ لوصف النَّمط ُّ أساليب متبا َد َل ًة ْ َ
ِ ِ ِ
السويد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1786م) اب ُن الفقيه عبد اهللِ املذكور يف املقط ِع ِ الر ِ
محن ُّ َّ
بالغلامنِ غرموا ِ الذي َن ُأ ُِ ني ِ ِ
اق العذر ِّي َ العش َ نص َح َّ ِ ِ ِ
سبيل املثالَ ... السابق يف َّ
ِ لهِ
ِ
أن حيج ُموا عن التَّباهي برغبا ِم وميو م خماف َة ْ تهِ ِ ِ املِ ِ
الرقبا ُء أن يص َف ُهم ُّ الح ْ
َّاس اف منتقد ًا بعض ًا ِم َن الن ِ وأض َ ني) َ األقل تعاطف ًا بـ (ا ِّللواطِ ِّي َ ُّ وناملحاف ُظ َ
الرغ ِم ممَّا رت َ ِ ون رج ً ِ الذي َن سم َع ُهم يغتا ُب َ ِ
ون عليه عىل ُّ ال م ْن طالبي العل ِم ويف ُ
القول: ِ كان معتاد ًا عىل هد؛ وير ُمو َن ُه با ِّللوا َط ِة ،أل َّن ُه َ والز ِف عنه ِم َن الور ِع ُّ ُع ِر َ
الوسيم]). اب بالغزال هناَّ ،
الش ُّ ِ [املقصو ُد َ
الغزال وأعشق جل َ
امل
ُ ُ ُ (أحب ا َ ُّ
ف اثنان م َن الوجهاء ا َّللذي َن شا َع ْت عالقاتهُ ُم ِ ِ ِ ِ ِ
السياق ذاتهُ ،وص َ ِ ِ ِ
ويف ِّ
()1
العمل الترَّ امجِ ِّي ِ َّحو اآلتيِ يف صُ ،و ِصفا عىل الن ِ القص ِ الكثري م َن َ
ِ ِ ا ِّللواطِ َّي ُة يف
َ
(كان العرض ( ُتوفيِّ َ سن َة 1660م): يِ الذي أ َّل َف ُه الفقي ُه احللبِ ُّي أبو الوفا ِ
ُّ
ِ ِ ِ ِ
نن، الس ِ ،أصمع َّي النَّجابة ،رسوج َّي ُّ الصبابة ْ عذر َّي َّ ِ اعر أمحدُ العناياتيِ ُّ الش ُ َّ
نيِ إبراهيم ب ُن أبيِ ال ُي ِ وجه َح َس ٍن) أ َّما ٍ أشعبِ َّي ال َّطم ِع يف ِّ
من البرتو ُّ ُ كل ذي
َّخذ كان مم َّ ْن يت ُ العرض ،فقدْ َ يِ تالميذ ِ
والد ِ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1643-1642م) أحدُ
ِّ
الصفحة113 ،أ .هذا العمل القصري ويدي ،رسالة يف املح ّبةّ ،
ّ الس
الرمحن ّ ((( عبد ّ
تضم بضعة أعامل أخرى يف مكتبة جامعة كامربج .وقد أخطأ ّ خمطوطة يف ن متضم
ّ
أي جي براون ( )E. G. Browneحينام حدّ د تاريخ املخطوطة يف الفهرس الذي
أعدّ ه ،بعام ( 1603قائمة إضاف ّية .)113-112 ،وال يمكن أن يكون هذا صحيحا،
ّابليس (توفيّ سن َة )1731يف صفحة 101أ ،وحممود ّ الغني الن
ّ لورود اسم عبد
األلويس (توفيّ سن َة )1854يف صفحة 129ب .،وحدّ د براون اسم صاحب العمل ّ
ويدي .وأرى ّ الس
الرمحن) ابن أيب الربكات ،عبد اهلل ّ /املقامة بـ (أيب اخلري عبد ّ
ويدي) (توفيّ
ّ الس
الرمحن ّالعراقي (عبد ّ
ّ أن املقصود بأيب اخلري هنا هو الفقيه جازما ّ
سن َة )1786الذي كان يعرف بـ (أيب اخلري) وكان والده عبد اهلل (توفيّ سن َة )1761
اآللويس ،املسك األذفر يف رشح مزايا
ّ يعرف بـ (أيب الربكات) (انظر حممود شكري
القرنني ال ّثاين عرش وال ّثالث عرش 125 ،وما يليها ،و 131وما يليها) .وأخطأ براون
ويدي هو مؤ ّلف العمل وقد أهداه إىل ّ الس
الرمحن ّ إن أخا عبد ّ كذلك حينام قالّ :
ويدي العمل بطلب (من أحد إخوته وكان بني معارصيه) (صفحة ّ الس
أخيه .كتب ّ
101ب-102أ).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 166
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واضح ًا ثل ِ هذه ا ُمل ِ وكان تأثري ِ َ ثل و ُتت ََض َّم ُن فيها، جممو َع ٍة ِم َن ا ُمل ِ
ُ تتداخل مع ُ
تراجم أ ْم أعامالً َ احلقبة التِي َض َّم ْت ـ سوا ٌء أكان ْ
َت ِ كتابات ِ
هذه ِ للغاية يف ِ
مثل ( َطبعٍ، الفرد املعنِ ِّي ِم ْن ِ ِ شخص َّي ِة ِ تكشف عن ُ ٍ
وثناء عبارات ٍ
مدح ِ أدبِ َّي ًة ـ
وذات) التِي تعنِي (لطيف ًا ورقيق ًا وظريف ًا) )1(.ويمك ُن ٍ ٍ
ومزاج، وحاش َي ٍة،
ويقفُ حيوزها مالكُها؛ ُ ائص التِي باخلص ِ َ والرقي َق ِة ِ ِ
الشخص َّية ا َّللطي َفة َّ
متييز َّ ِ ِ ُ
والرهاف ُة ور َّق ُة ال ِّطبا ِع وحدَّ ُة َّ ِ ائص التَّمدُّ ُن ِ اخلص ِ ِ ِ
الذكاء َّ َ هذه رأس عىل
ِ
البرش ِّي امل ال س َّيام واستحسان اجل ِ
َ
ِ عر، الش ِ األدب الس َّيام َّ ِ وتذو ُق ُّ العاطِ ِف َّي ُة
ِ نيوي )2(.ويعدُّ التَّمدُّ ُن ور َّق ُة ال ِّطبا ِع وحدَّ ُة َّ ِ
العمو ِم ـ الذكاء عىل وجه ُ ُ والدُّ ِ ِّ
األمر عىل ُ املحمو َد ِة؛ و َي ْصدُ ُق ُ خص َّي ِةالش ِ امت َّ وهذا متو َّقع وراجح ـ ِمن الس ِ
َ ِّ ٌ ٌ
واخللوة والتَّقوى والتَّنسكِ ِ الزهدِ يل األخرو ِّي إىل ُّ ِ مثل ا َمل ِ أخرى ِ ٍ
ّ َ سامت َ
ِ موج َز ٍة: ٍ األخالق َّي ِة.
ِ ِ
َّهي عن عروف والن ُ (األمر با َمل ُ ُ َ وبكلامت واالستقامة
ِ ِ ِ الش ِ ا ُملنك َِر)
تدع جماالً عر ِّي يف أدبِ َّيات هذه احلقبة ال ُ ِّتاج ِّ فإن وفر َة الن ِ وباملثلَّ ، ِ
عر الش ِ قرض ِّ ِ أن القدر َة عىل فات الترَّ امجِ َّي ُة َّ للش ِّك يف شعبِ َّيتِ ِه ،وتؤ ِّكدُ املؤ َّل ُ َّ
ِ ِ ِ أفض ِل املزايا التِي يمك ُن تُعدُّ واحدَ ًة ِم ْن َ
مقابل ذل َك ،مل ْ للفرد التَّمت ُُّع هبا .ويف
الذي يعدُّ ُه املؤمن َ
ُون أن النَّبي حممد ًا صلىَّ اهللُ عليه وس َّلم ِ أحد َّ يكن خافِي ًا عىل ٍ
َ َّ َّ َ ْ
ِ
بعض م َن َّخذ ٌ قط ،وتت ُ عر ُّ يقرض ِّ ِ
الش َ ْ للسلوك -مل ْ األسمى ُّ َ األنموذج
َ به
ناقش الفقها ُء معادي ًا ِم ْن هذا النَّو ِع األدبيِ ِّ ؛ كام َ ِ املنسو َب ِة له موقف ًا األحاديث ُ
ِ
سلك الدّ رر238-237 :1 ،؛ (ذكرت كوهنا استثناء للقاعدة) .ولالستزادة بشأن
موضوعات مماثلة عن أورو ّبا يف العصور الوسطى والنّهضة ،انظر سنغر ،طبيعة
احلب.130 ،55 :2 ، ّ
ّ
احلنبيل ،درر املرادي ،سلك الدّ رر242 :4 ،15 :1 ،؛ ابن
ّ احلرص، ال املثال سبيل ((( يف
اخلفاجي،
ّ يت ،عجائب اآلثار241-238 :4 ،؛ احلبب256 :2 ،832 :1 ،؛ اجلرب ّ
العاميل ،الكشكول78 :1 ،؛ ابن معصوم،
ّ ين رحيانة األلبا78 :2 ،53 :1 ،؛ هباء الدّ
األنطاكي ،تزيني األسواق،
ّ الكنجي ،بلوغ املنى ،109 ،20 ،؛ّ سالفة العرص310 ،؛
.21 :2 ،209 :1
قايف يف احلقب املبكرة ،انظر اندروتزLeibe als( ، ((( لالستزادة بشأن هذا املثال ال ّث ّ
Beruf)، 53وما بعدها؛ بوير.)Raffinement und Frömmigkeit( ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 168
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
مكرو ٌه ،و ُي ُ
لحظ يف هذا عر الدُّ ن َي ِو ِّي جلهة احلك ِم عليه بأ َّن ُه ُ الش ِ نحو ِّ املوقف َ
َ
متم ًام لتخ ِّل ِيهم عن ِِ الش ِ ِ اد والنُّس ِ الزه ِ الس ِ
بوصفه ِّ عر ْ قرض ِّ اك عن َّ ياق ختليِّ ُّ َّ ِّ
حل هذا ِ
بعض م َن األحيان ُّ ِ ٍ ِ
وكان جيري يف َ ()1 الز ِ
ائل. اهج] العالمَ ِ املا ِّد ِّي َّ
[ َم َب ِ
ِ
املختل َف ِ َّقيض ِ ِ ِ ِ ثل با ُّلبني ا ُمل ِ
ني. ني بني الن َ
الوسط َ فكرة لجوء إىل الصرِّ ا ِع َ
للش ِ
عر ،بينَّ َ الفقي ُه يظهر عداو ًة ِّ األحاديث الن ِ ِ ِ
ِ إيراد ِه أحدَ
ِ
َّبو َّية الذي ُ فبعدَ
عابدي َن ( ُتوفيِّ َ سن َة 1836م) بن ِ ِ
العزيز ِ بن ِ
عبد عمر ِ ِ
أمني ب ُن َ
حممدُ ُ الدِّ مشق ُّي َّ
ُّ ِ ()2
اإلفراط أو ا ُمل َبا َل َغ ُة يف التَّعلق.
ُ ِ
احلديث هو املقصو َد هبذا ِ
إدراك َّ
أن ُ رضور َة
َ
نيوي ،انظر املح ّب ّي ،خالصة األثر(،276 :2 ،وأقلع الشعر الدّ ّ ((( لالستزادة بشأن إدانة ّ
وخص قوادمها وخوافيها بأشعار ّ الغزل يف أشعاره حمض آخرا عن صبوته فرتك
ثم ترك القضاء افعيّ ...
الش ّ املنويف ّ
ّ ((حممد بن يس
ّ الزهد واحلكم)) 266 :4 يف ّ
وعكف عىل عبادة اهلل تعاىل واعتزل عن النّاس إال أفرادا منهم وترك النّظم اال ما
احلنبيل ،درر
ّ الرحيانة574 :4 ،449-448 :1 ،؛ ابن كان استغاثة)؛ املح ّب ّي ،نفحة ّ
احلبب( .1006-1005 :1 ،النقوالت املبارشة من اضافة املرتمجة)
الشعر ديوان العرب. الشعرّ : ((( قالوا يف ّ
حممد صلىّ اهلل عليه وس ّلم :ألن ّ ّ ّبي ن ال قول هو إليه املشار احلديث ّ
أن ن ّ
وأغلب ال ّ
ظ
يمتلئ جوف أحدكم قيحا خري له من أن يمتلئ شعرا.
البخاري عن ابن عمر ( )5802يف كتاب األدب باب ما يكره أن ّ وهو حديث رواه
الشعر حتّى يصدّ ه عن ذكر اهلل والعلم والقرآن. يكون الغالب عىل اإلنسان ّ
البخاري هذا احلديث بألفاظ مماثلة وخمتلفة. ّ وقد روى غري
الشعراء وقتئذ من جمون وكذب ّهي عائد إىل ما كان عليه سواد ّ أن الن ّشك يف ّ وال ّ
وتكسب؛ أ ّما ما كان ملتزما وذا هدف صحيح فلم يعبه ّ كاذب ومدح مفرتى وهجاء
(حسان بن خاص ّ ّ حممدا صلىّ اهلل عليه وس ّلم كان له شاعر ّبي ّ إن الن ّ اإلسالم؛ بل ّ
حسان أجب عن رسول ّ يا له: يقول وكان اإلسالم، عن ود ّ
الذ يف به ثابت) يستعني
لهم أ ّيده بروح القدس .وكان يقول له كذلك :هاجهم ومعك جربيل .وكال اهلل ،ا ّل ّ
ّبي صلىّ اهلل عليه وس ّلم ّ ن ال ّ
أن ومعروف .)6153 (6152ـ البخاري
ّ روامها القولني
أهدى بردته لكعب بن زهري إعجاب ًا بقصيدته املشهورة التي ألقاها بني يده.
الشعر كالم حسنه حسن أن ّ الشعر مبن ّيا عىل أساس ّ السالم من ّ وكان موقفه عليه ّ
الشاعر لبيد بن أيب ربيعة: وقبيحه قبيح ،فمن ذلك ثناؤه واستثناؤه (عىل ـ من) قول ّ
ّ
وكل نعيم ال حمالـــة زائـــل أال ّ
كل يشء ما خال اهلل باطل
كل يشء ما خال اهلل باطل. السالم :أصدق كلمة قاهلا لبيد :أال ّ حيث قال عليه ّ
وكل نعيم ال حمالة زائل :إلاّ نعيم اجلنّة فإنّه ال يزول.
معمامّ :
ّ قوله لكنّه استدرك عليه
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
169
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرقائق.129 :1 ،
ّابليس ،ديوان احلقائق وجمموع ّ
ّ الغني الن
ّ [*] عبد
*****
جيل عن وص ِ
ــف ِ َصبِ ٌّي ُّ حل ْس ِ َ
مثلـي ْ ـــن قال َّملــا وص ْفتُه ببدي ِع ا ُ
بفض ِ
ـــل فض ً
ال ْ جييز ْ
كيمـــا َ
لك ََ ــــــل ِر ْجـ ً
ال َ مكِّــــ ْن العبدَ ْ
أن يق ِّب
(*) ِ
بفمـــي قد نظمتُــــ ُه ال برج ْلـي ْك ِ
روحي فإنِّــي ف فدت َ فق ْل ُت ِ
أنص ْ
املرادي،
ّ الرحيانة38 :1 ،؛
[*] املح ّب ّي ،خالصة األثر289-288 :2 ،؛ املح ّب ّي ،نفحة ّ
سلك الدّ رر.142 :1 ،
*****
ِ بن حمم ٍ وسمع الفقيه الدِّ ِ
العطيف ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة ود موسى ِ ُ ان ب ُن َرمض ُ مشق ُّي َ ُ َ
نائب حاك ِم عيل سيفا ِ املثال ال َّث َ ِ
ف َ القص َة اآلت َي َة التِي تؤ ِّل ُ
الث م ْن ٍّ 1684م) َّ
طرابلس: ِ
مدينة ٍ
رحلة هلُام إىل ِ
املدينة أثنا َء
َّ
ِ
املدينة، ِ
أطراف مكان مرتف ِع يف ٍ شاب وسي ِم يف جيلس مع عيل َ
ٍّ ُ (كان ٌّ
ِ
واملروج ِ
احلمراء املنظر ِم ْن حولِ ِه -الر ِ
مال ِ اب مع ِّلق ًا عىل جمَ ِ
ال ث َّ وحتدَّ َ
ِّ الش ُّ
ال عن اب متسائ ً الش ِ احلاكم حدي َث ُه إىل َّ ُ وج َهثم َّ ِ
والبحر األزرق ـ َّ ِ اخلضرْ ِاء
يلمح إىل ُ احلاكم
ُ َ
وكان األبيض خل َف ُه،ِ ِ
الكثيب إحجام ِه عن ِ
ذكر ِ ِ
سبب
()1
اب). الش ِّ خلف َّي ِة َِّ
مثل أن استهجان ًا ورفض ًا َ ون َّ مستهرتي َن دينِ َّي ًا ،إلاَّ أنهَّ ُم كانُوا َير ً ِ ور ِة بالضرَّ َ
أخالق َّي ٍة ض ِّي َق ٍة وغل َظ ٍة وفظا َظ ِة طبعٍ! .وال بدَّ يل ِ ٍ
رؤية تعبري عن ٌ هذا؛ هو
ِ ِ ِ ِ يف هذا املوق ِع ِم َن الت
نحو هذه املسأ َلة مل ْ َّناقض يف املواقف َ أن الت َ َّشديد عىل َّ
ؤية «الدِّ ينِ َّية» و «ا َّلالدينِ َّي ِة /الدُّ نيو َّي ِة» فااللتزا ُم الدِّ ينِ ُّي ال بني الر ِ
قط َ ُّ يك ْن ُّ
باحلياة -ضم َن ِ وبقدرة مؤ ِّي ِدي التَّم ُّت ِع ِ والزهدَ ؛ َّنس َك ُّ ِ ِ
ورة الت ُّ يعني بالضرَّ َ
ببعض ممَّا جيو ُد ٍ ِ
باالستعانة أن يدعموا مواق َف ُهم وح به ْ - واملسم ِ حدود ا ُمل َب ِ
اح ِ
ُ
األحاديث النَّبو َّي ِة التِي حت َظى ِ وفق ِ
أحد اإلسالم ُّي؛ فعىل ِ ِ اث الدِّ ينِ ُّي به الترُّ ُ
العمو ِم( :اهللُ جمَ ٌيل ِ ِ بمق ُبولِ َّي ٍة واس َع ٍة َ
حيح ًة عىل وجه ُ ني؛ وتُعدُّ َص َ املسلم َ بني
ِ ون الب :النَّظر إىل اخلرض ِة وإىل ِ
اجلاري املاء َ ُ امل) و (ثال َث ٌة جي ُل َ صرَ َ جل َ حيب ا َ ُّ
طلب اخلريِ ِ ِ
حث أتباعه عىلِ السال ُم دائب ًا يف ِّ َ حل َس ِن) ِ
وكان عليه َّ وإىل الوجه ا َ
القص ِ ِ ِ ()1 (حس ِ ِمن ِ
ص وا ُمل َل ِح انتهاك ًا للتَّعالي ِم ويتعذ ُر عدُّ هذه َ َّ ان الوجوه). َ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
كان أكثر فقهاء هذه احلقبة التَّارخي َّية؛ وتبع ًا لذل َكَ ، الدِّ ين َّية مث َلام يفسرِّ ُ ها ُ
أن يقل ُبوا املائدَ َة عىل هد ْ والز ِ َّنس ِك ُّ الذي َن ال يمي ُل َ األفراد ِ ِ ِ
ون إىل الت ُّ بقدرة
ِ ِ ِ ِ
فعالن باآلخري َن؛ ومها وبسوء ال َّظ ِّن وهم بتحري ِم ا ُمل َب ِ
اح َّهم ُ خصوم ِهم ويت ُ ُ
ِ
نظمها عبدُ الغن ِّي ِ ِ
وحترضنا يف هذا املقا ِم هذه ِ
مكروهان دين َّي ًا، ِ
األبيات التي َ ُ ُ
البرش ِّي والتَّنع ِم به: ِ منتقدي تأم ِل اجل ِ
امل ِ النابلسيِ ُّ ِّ
بحق
َ ُّ
وذ ِ
يب ظـــبي ِ ٍ بني
بالتَّساوي ما َ ـــالح وأل َغوا ِ أنكَــروا رؤي َة املِ
ِ
ورطيــب ٍ
يابس بني
الـورى َ يف ْرق ِ
رؤية فـــ ٍ َ
إبطــــال وأرا ُدوا
َ
يوطي) (توفيّ
ّ الس
الصغري) لـ (جالل الدّ ين ّ ((( األحاديث ال ّثالثة موجودة يف (اجلامع ّ
مناوي ،فيض القدير
ّ سن َة )1505وهو من أشهر كتب األحاديث املعروفة .انظر
الصغري من أحاديث البشري النّذير313 :3 ،224 :2 ،540 ،74 :1 ، رشح اجلامع ّ
(األحاديث .)3486 ،1720 ،1107 ،44ولالستزادة بشأن نقل أحاديث مثل
اخلفاجي،
ّ الوي ،سانحات دمى القرص178 :2 ،؛ هذه يف املؤ ّلفات األدب ّية ،انظر ال ّط ّ
ّابليس ،مخرة بابل
ّ املرادي ،سلك الدّ رر101-100 :3 ،؛ الن
ّ رحيانة األلبا417 :1 ،؛
وغناء البالبل.178-177 ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 174
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الس ِ
ليب ِ ِ وقص ِ ِ
كثافـــة ال َّطــب ِع فيهم كل ذا ِم ْن
ُّ
العقل اخلبيث َّ ـور ُ
ِ أوصــ َلت ُْهم غـــد ًا إىل الت
َّـعذيــب ســـــواه ُم وهلم قبح ني ٍ
ــــة يف
َ ُ ُ َّ ُ
(*) ِ
هليـب جسـَــــد ًا ِم ْن ضـاللِ ِه يف منه ُم َ
أهلك املهيمـــ ُن ُ َ
طـال ما
*****
تملــــوم ًا فلو ُموا أو َد ُعـوا ْ ِ إنيِّ امرؤ ال يلــوو عن َّ
إن شـــــ ْئ ُ اتـــــــــهلذ
تلســـــع
ُ ألـــقإلاَّ أفـــــــــاع
َ فلم
ْ َّـــزه ِد برهـ ًة
ُّ ولقد عركـت ذوي الت
*****
ِ
َّعارض جيري تعريف الر َّق ِة وا َّللطا َف ِة وال َّظرا َف ِة واألنا َق ِة ِ
بصي ِغ الت وكان ٍ َ
ِّ
تعاظمُ وفق ذلِ َكرج ُح عىل ِ ِ ِ
واالبتذال والقسوة واخلشونَة؛ و ُي َّ ِ مع الفظا َظ ِة
األكثر تع ُّل ًام وثراء يف املجتمعِ .ومع ذلِ َك ،بدا ِ
جل َّي ًا ِ ِ
األمر للشرَّ ِ
ائح مه َّي ِة هذا
َ ً أ ِّ
األكثر فقر ًا ِ ِ
باستثناء الشرَّ ِ
ائح ِ
اإلمجال -ر َّبام احلرض َّي ِة يف
ِ َّان املناطِ ِق
أن سك َ َّ
للمسافة ال َّثقافِ َّي ِة
ِ ني
واع َوالوافدين حديث ًا ِمن املناطِ ِق الر ِيفي ِة -بدا أ م كانوا ِ
نهَّ ُ ِّ َّ َ َ
ِ
فخوري َن ِ األكثر فظا َظ ًة ،وكانُواِ البدو والفلاَّ ِح َ
ني ِ وبني
َ الفاص َل ِة بينَهم
ِ
ِ (.)1
بذل َك
((( ماركوس ،الشرّ ق األوسط عىل مشارف التّحديث ،36-35 ،ولالستزادة بشأن
العاميل ،الكشكول148 :2 ،؛ ابن ّ الر ّقة واحلضارة ،انظر هباء الدّ ين
االرتباط بني ّ
معصوم ،سالفة العرص369 ،؛ املح ّب ّي ،خالصة األثر .311 :3 ،قال املح ّب ّي يف
الفايس كان فاضال لسنا ّ الزمان املدعو بديع ّ
ّ (حممد بن إبراهيم
حممدّ : شخص اسمه ّ
وشاعرا عرب ّيا له نظم رائق ونثر فائق مشتمل عىل املعاين احلسنة والنّكات البديعة،
وكان حسن االيراد مقبول اإلنشاد مع ما فيه من ر ّقة احلضارة)( .املرتمجة).
عراين ،لطائف املنن.33 :1 ، الش ّ((( ّ
لغوي:
ّ ّ
ل ا م املقو
ّ إضافة
ال َع ُّل :الشرَّ بة ال َّثانية أو الشرّ ب بعد الشرّ ب تباعا .يقالَ :ع َل ٌل بعدَ نهَ َ ٍل.
بيني ّ
وأمه ّيتها). (هز القحوف للشرّ ّ ((( بارّ ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 176
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واملتص ِّو ُف َ
ون َ الشعرا ُء واألدبا ُء بعا َّم ٍة
وترسيخ ِه ،مها ُّ
ِ ِ
املثال املتضم ِن يف هذا
َّ
الواحدي ِة والنيوأفالطونِيةِ.
ِ ؤية العاملِيةِ
ون بالر ِ
َّ َّ َّ املتأ ِّث ُر َ ُّ
األدب َّي ِةحب الغل َما ِن يف األع َما ِل ِ ُّ
املغول لبغدا َد وهنبِها ِ غزو بني ِ احلقبة املمتدَّ ِة َ ِ عر العربيِ ُّ 0020يف الش ُ ذاق ِّ َ
ِ ِ ِ ِ
َّاسع عشرَ َ ... عرف بالنَّهضة ال َّثقاف َّية يف القرن الت َ وبني ما ُي ُ يف عا ِم (1258م) َ
والعرب عىل حدٍّ سواءٍ ِ ني الغربِ ِّي َ
ني ني احلديثِ َ إمهال الباحثِ َ ِ ذاق األ َم َّر ْي ِن ِم ْن َ
ويتعذ ُر علينا يف الواق ِع َّ ِّ ()1
َّقليد ِّي والوضي ِع و (املنحط). الذين وص ُفوه بالت ِ ِ
َ َ ُ
ِ
االبتذال أسباب هذا َ نلمس َ املتعج ِل ْ
أن ِّ افرتضنا ِص َّح َة هذا احلك ِم ْ حتَّى لو
تكشف أدبِ َّياتهُ ا عن ُ احلقبة التِي ِ باألدب يف ِ
هذه ِ غياب االهتام ِم ِ والتقليد َّي ِة يفِ
الرفي َع ِة. ِ
عر يف ال َّثقافة اإلسالم َّية العربِ َّية َّ
ِ ِ ِ للش ِ وقوي ِّ ٍّ الفتٍ ٍ
حضور
أسهم ْت يف َ كثري ٍة تعج بمناسبات وحادثات َ
ٍ ٍ
كغريها ُّ هذه احلقب ُة ِ َت ِ كان ْ
مثل الوالدةِ، عر ِّي؛ م ْن ِ ِ الش ِ ِّتاج ِّ للكثري م َن الن ِ ِ ِ ِ
والفرص ِ
املوضوعات ُ ِ
توفري
فر، الس ِ ِ ِ والز ِ وظهور ا ِّل ِ ِ ِ ِ
واج ،والعودة م َن َّ لحيةَّ ، واخلتان ،والبلوغِ، واملوت
ِ
واحلوادث اخلارج،ِ والوجهاء ِم َن ِ ِ
الوفود ووص ِ
ول ب، املناص ِ ِ وتس ُّل ِم
ُ
وغريها .وكام هو متو َّق ٌع ،فقدْ و َّظ َف ْت ِ ربى؛ ِ ِ ِ ِ
السياس َّية واالجتامع َّية الك َ ِّ
املدح ،واملواساةُ ،والتَّهن َئ ُة أو أغراض منها ٍ ِ
عر لعدَّ ة بقات املث َّق َف ُة ِّ ال َّط ُ
ُ الش َ
ِ
واستعراض ِ
ملجرد التَّسل َية ِ ِ
احلب ،أو َّ ِّ مشاعر الو ِّد أو َّعبري عن اهلجا ُء ،والت ُ
ُظم ْت يف ِ ِ َ حاب والر ِ األص ِ الفص ِ
القصائد التي ن َ َ وكان عد ُد فاق؛ ِّ ْ احة أما َم َ
نظمها شعرا ُء ِ واو ِ الكبري م َن الدَّ ِ ِ ِ ِ
هذه احلقبة الفت ًا! فإضاف ًة إىل العدد ِ ِ
ين التي َ
للر ِّد عىل ٍ ِ ِ الكثري ِم ْن ِ َ مفر ُد َ
كتب املطارحات التي ُخ ِّص َص ْت َّ َ كتب ُ هناك ون، َ
ِ ِ الش ِ ِ ِ ٍ ِ
نوع كالسيك ٌّي يبدُ و عر َّي ُة ،وه َي ٌ املقتطفات ِّ ُ اجلنس ،وكذل َك مناظ َرة هلا يف
تذو َق ِ
املبكرة .وزياد ًة عىل ذل َكَّ ، ِ ِ ِ ِ
أ َّن ُه شهدَ ازدهار ًا يف املرحلة العثامن َّية
فإن ُّ َ
ضمتها مقالتي
((( سأعتمد يف هذا املبحث واملبحث الذي يليه عىل معلومات وبيانات ّ
يب يف احلقبة العثامن ّية املبكرة -1500
العاطفي العر ّ
ّ (حب الغلامن يف ّ
الشعر ّ املعنونة بـ
،)1800جم ّلة (.22-Middle East Literatures) 8 (2005): 3
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
177
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ ٍ ِ ِ ِ بنظم ِه َ ِ عر والولع ِ الش ِ
أخرى؛ كان يعني فيام يعنيه تداخ َل ُه مع عدَّ ة حقول فاع َلة َ َ ِّ
الصوفِ َّي ِة أو األعامل ُّ ِ الكثري ِم َن ِ احلقبة ـ عىل شاك َل ِة ِ هذ ِهون يف ِ إذ اعتا َد املؤ ِّل ُف َ
الهوت ِ َّحو ،وا َّل الفقه ،واملنطِ ِق ،والن ِ ِ ِ
حقول ينظموا مؤ َّلفاتهِ ِم يف التَّع ُّب ِد َّي ِة ـ ْ
أن ُ
األمر ذا ُت ُه عىل ُ ومذاكرتهِ ا )1(.و َي ْصدُ ُق َ مهم ِة حفظِها لتسهيل َّ ِ شعر ًا؛ ر َّبام
احلقبة، ِ برز ْت يف ِ
هذه َّارخي َّي ِة التِي َ والكتابات الت ِ ِ ِ
حالت الر الكثري ِم ْن ِ ِ
أدب َّ
عر َّي ِة الش ِ واوين ِّ ِ ائد والدَّ ُّقول ِمن القص ِ
الكثري م َن الن ِ َ َ
ِ ِ احتو ْت َصفحاتهُ ا عىل إذ َ
ِ
األغلب األعم
ِّ َت تؤ ِّدي يف األسباب ،وكان ْ ِ ِ
ألوهن ون هبااستعان املؤ ِّل ُف َ َ التِي
وكان االعتقا ُد شائع ًا َ االقرتانات بينَها. ِ ِ
بفضل استطرادات ال حصرْ َ هلا ٍ إىل
قيق الر ِ ِ سامت َّ ِ وتقدير ُه ِه َي ِم ْن الش ِ َ
واستحسان ِّ أن املعرف َة يف َّ
خص َّ الش َ عر
والرقي َق ِة القدر ُة عىل والرفي َعة َّ
ِ ِ
وكان متو َّقع ًا م َن ال َّطبقات املتع ِّل َمة َّ
ِ ِ َ لطيف،ِ وا َّل
استعامل مفرد ٍ جلي ًا يف ِ ِ ِ َّوع َّي ِة؛
عر احلس ِن عاليِ الن ِ
ات ِ َ َ كثرة يظهر ذل َك َّ ُ الش ِ َ َ نظ ِم ِّ
ناء يف األنموذجات اجلدير ِة بال َّث ِ ِ ف قول» لوص ِ «مص ِ ٍ ٍ ِ
َ ْ «رقيق» و «لطيف» و ْ مثل
لطيف قيق وا َّل الر َ أن ِّ ون َّ حيس ُب َ ِ َ هذا النَّو ِع األدبيِ ِّ .
َ عر َّ الش َ َّاس يف املعتاد َ وكان الن ُ
مفاجئ ًا ِ ليس ال .وهلذا َ اخلص َِ هبذ ِه شاعر يتمتَّع ِ
ُ ٍ ينظم ُه سوى ُ ول ال واملص ُق َ ْ
بأسلوب ٍ ِ
الشاعر ينساب م ْن ذات َّ ِ ِ حل َس ِن باملطبوعِ؛ بمعنَى أ َّن ُه ِ ف ِّ
ُ الشعر ا َ وص ُ ْ
َ
(كان تعكس شخص َّي َت ُه: ِ ِ ِ
طبيع ٍّي غري متك َّلف ،وهو ُيعدُّ عىل وفق ذل َك مرآ ًة ٍ ِ ِ
ُ
أن سواد علامء املسلمني (املع ِّلمني) نظموا قواعد علومهم عىل النّمط ((( يشار إىل ّ
ملحمد بن مالك ّ مالك) ابن ة ي
ّ (ألف لغة ّ
ل ا يف فمنها حفظها؛ يف الب ّ
ط لل تسهيال املثنوي
ّ
حبي ويف الرحب ّية) ملو ّفق الدّ ين ّ
الر ّ ائي املتوفىّ سنة (672هـ)؛ ويف املواريث (متن ّ ال ّط ّ
البيقوين املتوفىّ سنة (1080هـ)
ّ د حمم
ّ بن لعمر ة)يّ البيقون (املنظومة احلديث مصطلح
ّسفي املتوفىّ سنة (537هـ) وتعدّ هذه ويف الفقه (منظومة اخلالف ّيات) لنجم الدّ ين الن ّ
أهم ما جاء يف هذا الباب جلهة كوهنا فقه ًا مقارن ًا؛ حيث أتى ناظمها عىل املنظومة ّ
افعي ومالك؛
والش ّوحممد وزفر ّ ّ األئمة الفقهاء :أيب حنيفة وأيب يوسف ّ تنوع آراء ّ
وذلك يف { }2669بيتا ،ورتّبها عىل عرشة أبواب:
والرابع
حممدّ ، األول يف قول أيب حنيفة ،وال ّثاين يف قول أيب يوسف ،وال ّثالث يف قول ّ ّ
والسادس فيام
ّ واألخري، ل األو
ّ فيه اختلف فيام واخلامس الن، األو
ّ فيه اختلف فيام
ّ
والسابع فيام انفرد به كل واحد منهم ،وال ّثامن يف قول زفر، اختلف فيه األخريانّ ،
افعي ،والعارش يف قول مالك. الش ّ والتّاسع يف قول ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 178
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ِِ ِ عر ُه جي ُلو َ ِ ِ حسن الس ِ
عر ُهفرط حساس َيته) (ش ُ لطيف تأدية الكال ِم) (ش ُ َ مت َ َ َ َّ
ِ
مصقوالن) (ول ُط َف ْت ِ َ ِ ِ ِ ول ُ مص ُق ٌ
شخص ُه ،فهام ْ
َ عر ُه
(ماثل ش ُ مثل شخص َّيته) ْ
تظهر طب َع ُه ِ ِ
اح ...وتُع َّل ُم منه ر َّق ُة ال َّطبعِ) (له َقصيدَ ُة قص َري ٌةالر ِ ذا ُت ُه ُل ْط َ
ُ ف َّ
يء ِ عر ِه الر ِد ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِِ
غري وفرط حساس َيته) (غلظ ُة طباعه باد َي ٌة يف نوع َّية ش ِ َّ ْ قيق
الر َ َّ
ِ ()1
املصقول). ْ
ِ
احلساس َي َة ِ
افرتاض َّ
أن ِ
االعتقاد يف ِ
املنطق َّي ُة املتو َّق َع ُة هلذا ص النَّتيج ُة َّ
وتتلخ ُ
ِ الش ِ ِ والر َّق َة مها ِم ْن
واألدباء حتديد ًا. عراء سامت ُّ وا َّللطاف َة ِّ
ف فقيه ًا: املثال ِ
يص ُ ِ ِ
سبيل درويش ال َّط ِ
الو ِّي يف ُ َ
قال
ْ
تأخذ ُه لومة الئ ِم ِ
األديــب لطـا َف ًة
ويف اهللِ مل ْ طبع
ُ فقي ٌه له
(*)
[*] ال ّط ّ
الوي ،سانحات دمى القرص.287 :2 ،
*****
ِ
كثرة ِ
جلهة العمو ِم موقع ًا متقدِّ م ًا ِ ِ ُ ِ
واحلب عىل وجه ُ ِّ الغزل عر
ويشغل ش ُ
احلقبة )2(.وتتجلىَّ حقيق ُة ِ تلكعر َّي ِة يف َالش ِ
بات ِّ املنتخ ِ
َ ِ
االستشهاد به يف ِ
كتب
عر يف امللحو َظ ِة اآلت َي ِة التِي أور َدها الش ِ َّوع ِم َن ِّ َّ ِ ِ
الشعبِ َّية التي يتمت َُّع هبا هذا الن ُ
بنحمم ٍد ِ احلق ِ
بن َّ عبد ِّ بن ِ
إسامعيل ِ
َ معرض حديثِ ِه عن َّ
الش ِ
يخ ِ املح ِّب ُّي يف
رقيق حاشي َة ال َّطب ِع ال شاعر ًا َ َ
(كان فاض ً ِ
باحلجاز ِّي: وفحمم ٍد احلمصيِ ا َملعر ِ
ِّ ُ َّ
الرحيانة،207 :4 ،447 :3 ، ((( املح ّب ّي ،خالصة األثر151 :1 ،؛ املح ّب ّي ،نفحة ّ
الوهبي،
ّ الفتح ،املنيني
ّ انظر املطبوع، الكيواين ،الدّ يوان .133 ،عن ّ
الشعر ّ 3:88؛
.115 :1
ِ ((( املؤ ّلفات ّ
اخلفاجي) (توفيّ
ّ الرئيسة يف هذه احلقبة ه َي(رحيانة األلبا) لـ (أمحد
الشعر ّية ّ
سنة )1659؛ (سالفة العرص) لـ (ابن معصوم) (توفيّ سنة 1708تقريبا) ،و(نفحة
(الروض النّرض) لـ (عثامن الرحيانة) لـ (أمحد األمني املح ّب ّي) (توفيّ سنة )1699؛ و ّ
ّ
الغالمي) (توفيّ
ّ العمري) (توفيّ سن َة )1771/1770؛ و(شاممة العنرب) لـ ّ
(حممد ّ
سنة .)1773-1772
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
179
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
در إهلا ٍم هلا؛ ويبدُ و الغ ُ ِ وكان َِ املجون والبذا َء ِة،
ِ ُ
مص َ الح ْ لامن امل ُ تكون عن
َ هذه احلقيق َة مث َلام جتاهل (باشا) ِ ُ واضح ًا
رب ُر إباح َت ُه مسو ٍغ ي ِّ تقديم ِّ َ جتاهل
طبيعة (متخال َف ٍة ِ
جنس َّي ًا). ٍ كان ذا الغزل يف عصرْ ِ ِه َ ِ شعر افرتاض َّ لنفس ِه ِ
أن َ َ
ف أباح األستا ُذ يف اجلام َع ِة ا ُّللبنانِ َّي ِة أسام ُة عانُوتيِ ُّ مؤ ِّل ُ ِ ِِ
املنوال ذاتهَ ، ( )1وعىل
ور ِّي يف الس ِ ِ
األدب ُّ األخرى عن َ الرائدَ ِة واملفيدَ ِة يف جوانبِها ِ
أحد األعامل َّ
ِ
يكون فيه ُ الذيالغزل ِ َ يح َّ
بأن حق ال َّتصرْ ِ لنفس ِه َّ القرن ال َّثامن عشرَ ؛ أباح ِ ِ
َ َ َ
كان نادر ًا ذكور َّي ًاَ ، ِ ب) املستعم َل سيِ
فحس ُ
ْ َ َّوع اجلن َّ احلب (ال الن َ ِّ وع
موض ُ ُ
ُ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
خليل مشري ًا إىل أربعة م ْن هذه األمثلة يف املعج ِم الترَّ امج ِّي الذي أ َّل َف ُه َّ
حممدُ
()2
املراد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1791م). ِ
القصائدُتكثر َ
وبنحو قاطعٍ .إذ ُ ٍ مثل هذا هو خاطِ ٌئ بسهو َل ٍة شديدَ ٍة وقول ُ
ٌ
(عذار) من وقعوا يف ِ التِي حتدَّ َ
ِ
(عارضيهم) غرام ِهم أو ِ َ ْ ُ ث فيها ُّ
الشعرا ُء عن
بعرشذكر ُه (عانوتيِ ُّ ) ِ األمر ما َ ِ ويتجاوز العد ُد يف واق ِع ُ ِ
العمل -بل ( )3يف هذا
كان حمبوب ًا ذكر ًا ائد َ هذه القص ِ أن املقصود يف ِ َ
ندرك َّ ِ
وينبغي لنا ْ
أن ات -مر ٍ
َ ُ َ َّ
ِ ِ
«عارض» ا َّللتَني تشريان إىل ِ
ٌ «عذار» وٌ شا َّب ًا (ال امرأةً) مث َلام يتبينَّ ُ م ْن َ
مفر َدتيَ
ِ
احلاالت حيدِّ ُد األكرب ِم َن
ِ ِ
العدد الس َ
ياق يف ِ
العذار ،إلاَّ َّ اخلدِّ وكذلِ َك إىل
أن ِّ
ِ ِ
مثال واألبيات اآلت َي ُة ٌ
ُ املقصو ُد، يح أ َّي ًا م ْن هذه املعانيِ هو ُ واضح وصرَ ٍ ٍ ٍ
بنحو
ذلك:واضح عن َ ٌ
ِ
العمر ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1771 -1770م): ُ
عثامن َ
قال
املسلس ِل ِ ِ
َ ﺁسالعذار ْ
أن بدا إىل ُشغ ْف ُت بشهد ِّي ا َّل َ
لمى َو ْه َو أ ْم َر ُد
َ
وقال:
ِ
العذار ُ
ليل حموها َ
فحـــاول آي ِ َ بدا ِم ْن ُص ِ
َ ذاك الوجه ٌ بح
(*) ِ
َّهــــار وجـــ َه الن
أآمنتُم بـــه ْ الصـد ِغ عيب ًا فيا َم ْن عدَّ َ
ليل ُّ
[*] هذه اجلملة( :أآمنتم به َو ْج َه النّهار) مقتبسة من القرآن الكريم (سورة آل
مكملة للمعنى املراد منها؛ وقد حذفها عمران اآلية )72وهلا يف اآلية مجلة معطوفة عليها ّ
ِ
ف الكال ِم ث َق ًة بفهم َّ
السامعِ" أي "ح ْذ ُ ّ
الشاعر ومل يقتبسها جريا عىل ما يعرف يف العرب ّية بـ َ
إدراكه له وفهمه املعنى املقصود.
َاب ِآمنُو ْا بِا َّل ِذ َي
(و َقا َلت َّط ِآئ َف ٌة ِّم ْن َأ ْه ِل ا ْل ِكت ِ أ ّما اآلية املقتبس منها فهي قوله تعاىلَ :
ار وا ْك ُفرو ْا ِ
آخ َر ُه َل َع َّل ُه ْم َي ْر ِج ُع َ ِ
أن النّاس زمن ون) .وذلك ّ ُأ ِنز َل َعلىَ ا َّلذي َن آ َمنُو ْا َو ْج َه الن ََّه ِ َ ُ
السالم ،كانوا ينظرون إىل علامء {أهل الكتاب} نظرة احرتام وثقة؛ فكان
حممد عليه ّ
نبوة ّ
ّ
ّ
استغل عدد من أولئك العلامء هذه ال ّثقة استغالال س ّيئا يرمي إىل تشكيك النّاس أن
بصدق رسالة اإلسالم.
السدّ ّي: جاء يف تفسري ال ّط ّ
ربي[ :عن ّ
وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل عىل الذين آمنوا وجه النّهار
واكفروا آخره لع ّلهم يرجعون" كان أحبار قرى عرب ّية اثني عرش حربا ،فقالوا لبعضهم:
ّ
صادق ،فإذا كان آخر النّهار حق
حممدا ّ
أن ّحممد ّأول النّهار وقولوا :نشهد ّ
ادخلوا يف دين ّ
حممدا كاذب
أن ّفاكفروا وقولوا :إنّا رجعنا إىل علامئنا وأحبارهم فسألناهم فحدّ ثونا ّ
فهو أعجب إلينا من دينكم؛ لع ّلهم يشكّون
وأنّكم لستم عىل يشء ،وقد رجعنا إىل ديننا َ
عز ّ
وجل رسوله بذلك.]. يقولون :هؤالء كانوا معنا ّأول النّهار فام باهلم؟! .فأخرب اهلل ّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
183
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهكذا ّ
فإن ّ
الشاعر هنا ،ينكر عىل من مال إىل الغالم وعشقه عندما كان وجهه
ثم مال عنه ّملا ظهر سواد العذار كسواد ا ّلليل؛ فكأنّه
أبيض كالنّهار مل ْ يكن عذاره نبتّ ،
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ ثم كفر به آخره.
آمن بعشقه ّأول األمر ّ
*****
ي��ت��وق إل��ـ��ى ِو ْر ِد ِه ُ َب قلب ًا كــم أذا ْ ���ر ٌد جامـــــدٌ به َب ْ
*****
ُ
(سلك ِ
املراد ِّي ِ
كتاب كثري ِ -م ْن مأخو َذ ٌة -واألمثل ُة اآلت َي ُة ُ
وغريها ٌ
ُ
ِ
القرن ال َّثانيِ عشرَْ ): ِ
أعيان رر يف
الدُّ ْ
السفرجالنيِ ُّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1705م): إبراهيم َّ
ُ َ
قال
بعـــذار ِه وازداد وجــدُ حمب ِ
ــــه ِ َّملـــا غدَ ْت وجنــــا ُت ُه مرقو َمــ ًة
ِّ َ ْ
ِ (*) العقيــق ِ
ف به فق ْ ُ يا َص ِ
ــاح هــذا دغ ِه
فيق هبا زبرجدَ ص ِ
ُ نا َدى َّ
الش ُ
املنورة ،فيه ُع ٌ
يون والعقيق من أشهر أودية املدينة ّ
ّ مر ُد.
الز ُّ
الزبرجدُّ :
[*] يف املعاجمّ :
صوص ،وأجوده األمحر.
ُ ّخذ منه ال ُف ون ٌ
َخيل ،والعقيق َخ َر ٌز أحمْ َر ُتت ُ
البخاري باب
ّ أن العقيق واد ُم َبارك ،ففي صحيح ّبوي ّ
وقد ورد يف احلديث الن ّ
بعنوان :باب قول النّبي صلىّ اهلل عليه وس ّلم (العقيق ٍ
واد ُم َبارك) وفيه حديث عن عمر ّ
العقيق ،يقول( :أتاين
ّ بن اخل ّطاب قال :سمعت رسول اهلل صلىّ اهلل عليه وس ّلم بوادي
ا ّلليلة آت من ربيّ ،فقالّ :
صل يف هذا الوادي ا ُمل َبارك).
ّبوي يف عهد عمر بن اخل ّطاب بحىص جيء هبا من
وقد فرشت أرض املسجد الن ّ
أرض العقيق.
فهو يصف محرة خدّ ي الغالم بخرز العقيق، ويريد ّ
الشاعر هنا معنيي العقيق مجيعاَ ،
ثم يطلب من خما َطبه طول الوقوف والتّأ ّمل فيه كام ُيطلب الوقوف بوادي العقيق والقيام
ّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ فيه.
*****
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
185
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َ
وقال:
ِ
َّطــريز
تلـوح كالت ِ
وجنتيه يف ك ُّفـوا املال َم وال تعيبوا زهـر ًة
ُ
(*) ِ
اإلبريز راضــ َة
أل َقــى عليه ُق َ عذار ِه
ِ ســطر
َ َّ
خط حل ْس ُن َّملا
وا ُ
[*] يف املعجم الوسيطَ :ط َرز ًا :حسن خل ُقه بعد إساءة .وـ تأنَّق يف ملبسه ومطعمهَ .
فهو
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ وشاه وزخرفه. وغريه :جعل له طراز ًا .وـ َ َ وب َط ِرزَ (.ط َّر َز) ّ
وطرز ال َث َ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ راض ُت ُه ِق َط ُع ُه.
الذهب اخلالص .و ُق َواإلبريز ّ
*****
ٍ
جدي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1714م): َ
وقال أمحدُ ب ْن
ِ
القلـــوب محُ َ َّببــا ِّ
كـــل فغدا إىل ِ
الحــــة والبهـــا ص با َمل
تقم َ
بدر َّ
ٌ
ِ
القلــوب مجُ ِّربــا كان إلاَّ يف
مـا َ س َّل ْ
ـــت لواح ُّظــ ُه علينا ُم ْر َهفـــ ًا
ِ
العـــذار من َّقبـــا ِ
برحيـــان فغدا ِ
اخلدود لوافحـ ًا ِ
ورد َ
خيشى عىل
السيف
تقمص :لبس القميص .املرهفّ : [*] ا ّللواحظ مجع لحَ اظ هو ُم َّ
ؤخر العنيّ .
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ احلارة .ألوى :مال وأعرض.
الشديدة ّ الرقيق .ا ّللوافحّ :
الريح ّ ّ
*****
شق ال ّثوب ّ
والسرت ،وهو هنا التّامدي يف اخلطأ وعدم [*] التّهتكُ :م َبالغة اهلتك وهو ّ
ا ُمل َباالة بالفضيحة .أمسك يد ًا :تو ّقف وانته .أسلو :أنسى أو أجد ما ينسيني .األرشاك:
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ الصائد وشباكه.
حبال ّ
*****
احلي ُ
اخلال ( ُتوفيِّ َ سن َة 1705م): َ
وقال عبدُ ِّ
ِ
فؤادي عارض يسـ ُلو
ٌ بخدِّ َك ُ
أقول إنِّــي حيـ َن يبدُ و وكن ُْت
هواه عىل ا َملب ِ
ادي ِ يف كأنيِّ فلماَّ ْ
أن بدا زا َد ْت شـــجون
(*)
َ
*****
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
187
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ليِ الر ِ َ
سن َة 1706م): محن ا َمل ْوص ُّ ( ُتوفيِّ َ وقال عبدُ َّ
وناهيــك ِم ْن ِ
مخـر َ وما فيه ِم ْن ٍ
مخر وبيــاضالدُّ ِّر ِم ْنذلِ َكال َّث ِ
غــر ُ أ َمـــا
ِ
ــــحرالس ِ ٍ ِ ُ ــرف ِم ْن ِّ
كــل َصـار ٍم أماتا وما بال َّط ِ
جيولبأجفـان ُمل ْئـــ َنمـ َن ِّ
الص ِ
خر ِ بقلب عىل َّ ِ
ٍ ِ
شــاد ٍن ــول به يف الن ِ
يص ُ
أقسى م َن َّ
العشاق َ ألطف
ُ َّـاس ُ
ــحاف ِم َن الت ِ
ِّبـر ٍ سالسل ٍ
مسك يف ِص ُ َ
فــــــوق خدٍّ كأنَّــــ ُه أس َ
ـال عذار ًا َ
ِ
باحلبـــر ِ
األنــــامل ِ
أطـــراف مبـ َّل ُل ٍ
شــــــقائـق َ
فـــوق دب ٌ وإلاَّ
فنمل َّ
(*) الس ِ
ــري ِ
مـاس تيه ًا بالــدَّ الل م َن َّ
إذا َ أشـــهىملعــــسرِ ٍ
َ
ِ
القرط بعيدُ ِ
مناط
ِ
السيف [*] الدّ ّر مجع الدُّ َّرة وهي اللؤلؤة العظيمة الكبرية؛ ال ّثغر :الفم؛ ّ
الصارمّ :
دب :مشى؛
حاف مجع صحفة كالقصعة؛ التّرب :الذهب؛ ّ
الص ُ البتّار؛ ّ
الشادن :الغزال؛ ِّ
ُنبت
الرمل ت ُحل ْبلني من حبال ّ والشقيقة:ال ُف ْر َج ُة بني ا َ
ّ ودبيب النّمل صوت مشيه.
معروف واحدُ ُه ومج ُع ُه سواء ،وإنّام أضيف
ٌ ّعامن وش ِ
قائ ُق الن ِ الش ِ
قائ ُقَ . العشب ،واجلمع ّ
إىل النّعامن ألنّه محى أرضا فك ُثر فيها ذلك؛ املناط :موضع التّعليق؛ القرط :ما يع ّلق يف
الصلف والكرب .يريد الشاعر تشبيه
حيل؛ ماس :اختال يف مشيه وتبخرت؛ التّيهّ :
األذن من ّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ خد ُ
معشوقة بوردة الشقائق وما فيها من نقاط سود.
*****
وكذلِ َك:
ورعي وال ن ِ
ُسكي ِ أب َقى عىل العذار فام أرخـــى لوجنتِ ِ
ــه َ
َ
ــت أكار ُعهن يف ِم ِ
سك ُغ ِم َس ْ َّ
وكأن نمــــ ً
ال قد د َب ْبـــ َن هبـا
(*)
ُ َّ
ُراع وهو يف الغنم والبقر بمنزلة الوظيف يف الفرس [*] األكارع واألكرع :مجع الك ُ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ ِ
الساق ،يذكَّر ويؤنَّث. والبعري ،وهو مستدَ ُّق
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 188
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
ِ
البغداد ِّي: املعز
قول ِّ ِ
املأخذ يف ِ عني
رأيت ما هو ُ ُ ثم
ّ
هالالن ِمن ِم ٍ
سك وبين َُهام َبدْ ُر ِ ين تراسـَـاللذ ِ كأن عذار ِ
يــه ا َّل َ َّ
ْ َ
ِ (*) ِِ مشـى فوقها ٌ ِ َ
نمل بأرجله حبرْ ُ َ اخلــدود كأنَّام فـــوق منمنم ٌة
َ
الفــكر
ُ العقـــلواخت َل َط
ُ وإن َض َّلفيه
ْ ــبمذبدا
الص َّ َ
أذهـــل َّ فح َّيـاعذار ًا
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ [*] العنرب :طيب فاخر من ال ّطيوب؛ انبهم األمر :استغلق فلم يعرف.
[**] ـ جزء .263 :2
لغوي :ا ّللدن :ا ّللينّ ؛ املهفهفَّ :
الضامر البطن ،الدقيق اخلَصرْ . ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
*****
ِ
العامد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1706م): عيل َ
وقال ُّ
العـــذار حلســــنِ ِه تأكيـــــدُ
َ َّ
أن عذار ِه
ِ ت قبل نب ِ
ب َ ْ أحس ُ
ما كن ُْت َ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
189
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ
ســـك ال يليـــ ُن جديـدُ يـت ِم
ك َفتِ ِ حتَّى بـدا يف خــــدِّ ِه متج ِّعــــد ًا
ِ
أفــــواه األنــا ِم حتيدُ عن لثــــ ِم شــــقائق
ٌ ِ
اخلدود َّ
فكــأن محُْ َم َّر
(*) القلــوب ِ
يصـيدُ ِ شرَ ٌك حليـ ِ
َّـات َ ـــدغ ِه
ِ بص ِ
العـذار ُ َّ
وكأن ُم ْع َو َّج
*****
وقال مصط َفى الص ِ
امد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1706م): ُّ ْ
بغ ِ
ــزار أدمعــي ِ
ِ ــم ِمــ ْن يك ورمحــ ًة ِ
عاشـق َ
أبكيه ُ
ُ إنيِّ ألحسدُ
ِ
عذار آس
حـف منها الور ُد َ
َّ قد وجنتك التِي
ِ نظروا إىل جن ِ
َّات ُ
األبص ِ ِ ِ
ار َ ومـــ َن النَّـعيـ ِم متت ُ
ُّـع بنعيمهـــا ــار ُهـم
أبص ُفتم َّت َع ْت َ
*****
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 190
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)
الغس ْق
َ حتت
َ َ
رضوان اجلنان ِم ْن
ِ قد َّفر ِم َن
الضامر البطن الدّ قيق اخلَصرْ .ساجي احلدق :مغ ّطاها ،واحلدق :مجع
[*] املهفهفَّ :
َحدَ َقة وهو سواد العني .رضوان :اسم املالك خازن اجلنّة .الغسقّ :أول ظلمة ا ّلليل.
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ
*****
ِ
اجلواهر ُّي املك ُِّّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1669م): َ
وقال أمحدُ
ِ
باعتـــدال َ
البـــــان قدُّ ُه َف ْض َح اللحـــظ ُ
خال خدِّ غال ٍم َ جرح
َ
ِ
خال طالب ٍ
ثأر ِ خذها ِم ْن َ
قال ْ ِ
لفـــؤادي ثــار طــاعن ًا
َ فــإذا
*****
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 192
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيف من غمده
السيف القاطع .تلوح :تبدو وتظهر .االنتضاء إخراج ّ
الصارمّ :
[*] ّ
لغوي).
ّ ومحله(.املقوم ا ّل
ّ
*****
ِ
الغالم ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1773 -1772م): حممدٌ َ
وقال َّ
ِ يسار ُقنِي فيســـر ُقنِي
منامــي بي حلظ ًا وذي َح َو ٍر حكا ُه ال َّظ ُ
ُفأ ْع َذ ُر ْ ـــزن ًا ِ
(*)
َيـت عىل الغال ِم
إن بك ُ وح ْ غال ٌم زادنــي َولهَ ـ ًا ُ
الو َل ُه:
[*] احلور :شدّ ة بياض بياض العني وشدّ ة سواد سوادها .حكاه :أشبههَ .
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ ذهاب العقل وال ّتحيرّ من شدّ ة الوجد.
*****
الش ِ
رباو ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1758م): َ
وقال عبدُ اهللِ َّ
(*)
غال ِم يف تصا َب ْي ُت
َ ٌ
شيخ ـت ال تعذ ُلـــوا فإنِّـي
فق ْل ُ
*****
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
193
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
احلمو ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1702م): نيِ َ
عيل الكيال ُّ
وقال ٌّ
ــى حت ّلــو ِّ
ِ ِ ُبغيـــ ُة
بزي غـــال ِم َذوو ح َل ً ــــر ٌد
ني ُرو ٌد و ُم ْ العاشــق َ
ِ
غرامي َ
كـان ِ
وغريمــي ِ
فيهـــ َّن ان هوانِى ِمن هوى اخلر ِد ِ
احلس ِ
َ ُْ ْ َ
(*) ريق ِهـــم م ِ
رامـــــــي ورحيــق ِ
ُ ِ
األجفــــان فواتـــر وشــــجانيِ
ُ َ ُ
الرو ُد :مجع ِم ْر َو ُد بكرس امليم املِ ْي ُل الذي ُيكتحل به ،وامليم زائدة .اخلُ ْر ُد واخلُ ُر ُد
[*] ُّ
واخلُ ُّر ُد :مجع خريدة وهي ا ّللؤلؤة التي مل ْ ُت ْث َقب ،وكذا الفتاة العذراء التي مل ْ تمُ َ ّسَ .فترَ َ
ف ُم ْست َْح َس ٌن.ف واجلفن الفاتِ ُر :الذي فيه َض ْع ٌ ف :ا ْن َكسرَ َ َن َظ ُره .ويف البصائر :ال َط ْر ُ
ال َّط ْر ُ
ولألخطل:
ِ ِ ِ
ف فاتر ـــهبا ُء ت َْرمى شرَْبهَ َا ب ُفتَار و َط ْر ٌ
َص ْ حت
ــر ْ وتجَ َ َّر َد ْت بعدَ اهلَديــــــر َ
وص َّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ
*****
الر ِ
محن ا َمللاَّ ُح ( ُتوفيِّ َ سن َة 1635م): َ
وقال عبدُ َّ
اجل ِ
نان ف ِمن ِحس ِ
ـان ِ كامل ال َّظر ِ
ِ ٍ
مليــح يا عذولـــي فــي غـــرا ِم
َ ْ ْ
ِ
لــدان ور أ ْم ِم َن ِ
الو الـــح ِ
ُ أ ْم ِمــ َن ٌ
هـــالل شمـــس أ ْم
ٌ هل حبيبِـــي
(*) ِ
ضــــوانفـــــــر ِم ْن َر
َّ و ُأرا ُه قد شــــك ُم ْف َر ُد احلُسـ ِ
ْــن ح َّق ًا َّ هو ال
*****
ِ
احلقبة الغزل يف ِ
هذه ِ وب يف ِ
شعر جنس املح ُب ِ ِ ت ِم ْن و ُت ْظ ِهر صعوب َة التَّثب ِ
ُّ ُ ُ َ
ِ
َّفس (سيغموند فرويد) عن ا ِّللواط يف ذكرها عالمِ ُ الن ِ ِ
أن امللحو َظ َة التي َ َّ
ِ
قبل احلديث. ِ
مواز عىل الشرَّ ِق األوسط ما َ بنحو ٍ ٍ ِ
القديمة قد ت َْصدُ ُق ِ
اليونان
َ
ُ ِ الر ِ َ
حيث اليونان جل يف يثري عاط َف َة َّأن ما ُ قال فرويد( :يبدُ و واضح ًا َّ
يثري ُه نيَّ ... ِ
جال األكثر فحو َل ًة ومفتوليِ العضالت بني ِ الر ُ
أن ما ُ املثل ِّي َ ُ يحُشرَ ُ ِّ
اجلسميةِ ِ كوري َة يف الغال ِم ،بل أوجه التَّشابهِ ِ
َّ ُ ُ ُ الذ ِ َّ ائص َّ اخلص َ ويستهويه مل ْ يك ْن َ ِ
وحياؤ ُه وحاج ُت ُه ُ ِ
األنثو َّي ُة ـ خج ُل ُه ِ
العقل َّي ُة باملرأة وكذلِ َك سام ُت ُه ِ التِي جتم ُع ُه
ِ ()1
للتَّع ُّل ِم واملساعَدَ ة).
َّظرمثل هذا ،إلاَّ أ َّن ُه تتعينَّ ُ إعاد ُة الن ِ استنتاج ِ ٍ مه َّي ِة الرغ ِم م ْن أ ِّ
ِ
وعىل ُّ
يتعذ ُر للغاية ،وهلذاَّ ، ِ وخاص ٌة عر َّي ُة رفي َع ٌة الش ِ يفات ِّ َّوص ُ فيه وتعدي ُله ،فالت ِ
َّ ُ
اجلنسي ِة واجلاملِيةِ ِ بشأن التَّفضيالتِ ِ استنتاجات قاطعةٍ ٍ ول إىل الوص ُ علينا
َ َّ َّ َ ُ
أخرى ،قد تؤ ِّدي ٍ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
ب؛ هذا م ْن جهة ،وم ْن جهة َ فحس ُ الفعل َّية باالستناد إليها ْ
روى ِ ِ االستعان ُة بأنوا ِع األد َّل ِة
الصورة قليالً ،إذ َ املتوافر ُة إىل تعقيد ُّ َ األخرى َ
املالو ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1719م) تقريب ًا يف ِ ِ
الوكيل واملؤر ُخ املصرْ ِ ُّي اب ُن ِّ الكاتب ُ
شخوص ًا فيها ِ
وأصدقائه ِ ِ ِ ِ ص َ قص ٍ ِ ِ
َ بعض م ْن معارفه ْ كان ٌ بضع َ َ سبيل املثال
جل َس ِد َّي ُة وقوتهُ ُم ا َ الحة ،وتبينَّ َ فيام بعدُ شجاعت ُُهم َّ
غاية يف ا َمل ِ
َ
ال َت َقوا بشباٍب مر ٍد ٍ
ُْ
ِ
اجلوانب التي ِ ِ
جل َسد َّية م َن ِ ِ ِ ِ َ املفر َط ُة، ِ
والقوة ا َ َّ بني الوسامة اجلمع َ ُ وكان هذا
وأخبار ِّي ْي ِه وأعج َبت ُْهم( .)1وزياد ًة عىل ذلِ َك، ِ ف استهو ْت ـ مث َلام يبدُ و ـ املؤ ِّل َ َ
باب الش ِ متيل إىل َّ أن النِّسا َء ُ كان يقدِّ ُر َّ بعض ُهم َ أن َ تدل عىل َّ بضع أمث َلة ُّ ٍ ثم َة
ُ َّ
علوان احلمو ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة ِ ُ ِ
السور ُّي ِ
ا ُمل ْرد
ف ُّ املتص ِّو ُ ذكر َ وتعجب هبم ،إذ َ ُ
ني يف َمل َب ِس ِهم، واألنيق َ ِ املعذ ِري َن، أن العبيدَ غري ِ
َ املثال َّ ِ ِ
سبيل 1530م) يف
ٍ ِ ِ
إغواء در(مص َالرسم َّي َة؛ كانُوا ْ مواكب احلكَّا ِم واألمراء َّ َ مم َّ ْن كانُوا يراف ُق َ
ون
الش ِ
عراء بقدرة ُّ ِ بسواء)2(.وعىل شاك َل ِة ذلِ َكَ ،
كان ٍ ِّساء سوا ًء جال والن ِ للر ِ
ِّ
موضو ٍع الش ِ بجامل َّ ِ ٍ ِ ِ ِ ُ
باب ُ والرجال عىل حدٍّ سواء َ إعجاب النِّساء ِّ احلديث عن
خليل البصرْ ِ ُّي ُ ِ
العراق ُّي ويذكر الفقي ُه ائد ِهم وجاذب َّيتِ ِهم؛ ف يف قص ِ الوص ِ
ُ َ ْ
ِ
( ُتوفيِّ َ سن َة 1762م) يف البيتَني اآلت َيني مثاالً عن ذل َك: ِ ِ
املالوي ،بغية املسامر وغنية املسافر ،ص 67أ-72أ.ّ ((( ابن الوكيل
الكالسيكي عن
ّ وماين
الر ّاحلموي ،عرائس الغرر .68 ،يتحدّ ث األدب ّ ّ ((( علوان
للرجال والنّساء كليهام (وليمز ،املثل ّية يف روما.)59 ،
ّ املرد باب ّ
الش ةجاذب ّي
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
199
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.721
الصحاح وغريه:
تشم .ويف خمتار ّ
لغوي :شميم املسك رائحته التي ّ
ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
ُح ِل من غري
َح ِل ،وهو الذي يعلو جفون عينيه سواد مثل الك ْ ْح ُل بينّ ُ الك َ
رجل أك َ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ َح ِل.
ُح ُل يف العينني كالك َ اك ٍ
ْتحال .ومنه قوهلم :وما الك ْ
*****
ف (اآلية )32ات َِّصاالً ُم َبارش ًا يوس َ ِ ِ ويت َِّص ُل هذا
االقتباس م ْن سورة ُ ُ
الش ِ
وهو تو ُّل ُع َّ ِ ِ
اعر وولهَ ُ ُه بالغال ِم ،ور ُّد ُه عىل َم ْن يلو ُم ُه بموضو ِع ال َقصيدَ ةَ ، ُ
قلب ف ِم ْن ِ يوس َ
حب ُ هوى الغال ِم قد مت َّك َن منه ،مث َلام مت َّك َن ُّ إن َ ِ
بالقولَّ :
زليخ ُة
َ َتس) وكان ْ الكتاب املقدَّ ِِ عزيز مصرْ َ (بوتيفار يف ِ ِ
زوجة زليخ َةَ
ات ا َّلالتيِ و َّب ْخنَها ِ
الكلامت لضيفاتهِ ا ِمن النِّساء امل ِ ي ِ ِ ِ
هذه وج َه ْت
صرْ َّ َ قد َّ
عليه َّن ،وحل َظ ْت باخلروج ِ
ِ أن أعدِّ ْت هل َّن مائدَ ًة وأمر ْت ُه ف بعدَ ْ ليوس َ
حل ِّبها ُ
امل األسمى وال أحدَ يفو ُقه يف الترُّ ِ مثال اجل ِ بجاملِ ِه،
اث ُ َ ف ُ َ ويوس ُُ انبهار ُه َّن ََ
الدِّ ينِ ِّي اإلسالم ِّي.
ِ
املناوي ،فيض القدير( 2 :2 ،حديث ،)1178مع حلظ تباين اآلراء بشأن هل ّ (((
حممدا أم ال.
ّ ّ ّبي ن ال هذه ّساوي
ت ال حالة تشمل
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 200
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحظال واضح ًا عىل ما ذه ْبنا إليه] وزياد ًة عىل ذلِ َكُ ،ي ُ ِ
أنموذج َّي ًا [ودلي ً مثاالً
الغ ِ
لامن بدالً ال ِ وبني جمَ ِ ِ بني جمَ ِ العديد ِمن ُّ ِ ِ
ال النِّساء َ الشعراء ا ُمل َ
قار َن َة َ َ اختيار
ُ
مقابل حب النِّساءِ َ ِ ِ ِم َن التَّسو َية بين َُهام ،وتؤ ِّل ُ
ِ
ِّ حب الغلامن بني مزايا ِّ ف ا ُمل َ
قار َن ُة َ
منذ ِ ِ َّقليد َّي ِة يف
وعات الت ِ ِ
زمن األقل ُ الكالسيك ِّي يف ِّ األدب العربيِ ِّ
ِ املوض
ُ أحدَ
رسائل ِه
ِ ص إحدَ ى خص َ
ِ
بحر اجلاحظ ( ُتوفيِّ َ سن َة 869م) الذي َّ
ِ بن ٍ عمرو ِ ِ
ِ ()1 عاشق ِ
وعاشق النِّساء.ِ الغ ِ
لامن ِ للمفاخ َر ِة َ
بني َ
املنشور ِة يف
َ
(ألف ٍ
ليلة وليل ٌة) ُ ِ
نسخة هذه كذلِ َك يفمثل ِ مفاخ َر ٌة ُ
وبرز ْت َ َ
هذه الفكر ُة حت َظى بشعبِي ٍة بني شعراءِ ِ برح ْت ِ
َّ َ القاهرة عا َم (1835م) وما َ
()2
َ
ِ ٍ ِ ِ ِ ِ
احلصكَف ُّي
حممد ْ املبكرة وكتَّابهِ ا ،إذ عبرَّ َ الفقي ُه احللبِ ُّي ُّ
عيل ب ُن َّ َ احلقبة العثامن َّية
تفضيل ِه للن ِ
ِّساء قائالً: ِ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1519م) عن
ِ
ِّسوان ِ
تفضيل الن الس ِ
فري ُّي -يف مس َّ مضمن ًا -فيام أنشدَ نِ ِيه عنه َّ
الش ُ ِّ َ
وقال
لامن:الغ ِ عىل ِ
ِ الح أوليِ النُّهـى ِ ِ
ــــــب
ُ وحواج منه ُم ٌ
عيون ُ وأو َد ْت
ْ لئ ْن َف َت َن ا ُمل ْر ُد امل ُ
مذاهب ِ
َّــاس فيام يعشـــ ُق َ
ون وللن البيض مذهبِـي
ِ ِ
اخلرد فحب الن ِ
ِّساء
(*)
ُ ُّ
*****
((( اجلاحظ ،مفاخرات اجلواري والغلامن ،يف (رسائل) .137-87 :2 ،انظر مراجعة
الكالسيكي يف دراسته ّ
(الذكر واألنثى: ّ يب
روزنثال هلذا املوضوع يف األدب العر ّ
ّ
املتأخر الكالسيكي
ّ اليوناين
ّ األدب يف كذلك السيامء
وصف ومقارنة) .تربز هذه ّ
(انظر فوكو ،تاريخ اجلنسان ّية 193 :3 ،وما بعدها؛ غولدهل ،عذر ّية فوكو82 ،
بفلوݞفلدر،خرائطالرغبة،
ّ وما بعدها)؛ وكذلك يف أدب اليابان ما قبل احلديثة ،انظر
.63-59
((( ألف ليلة وليلة( 602-589 :1 ،ا ّلليايل )423-419
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
201
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حممد.
ّبي ّ
[*] املح ّب ّي ،خالصة األثر .257 :3 ،والنّقل منسوب إىل الن ّ
*****
لامن نرب ًة الغ ِبتفضيل ِهم النِّساء عىل ِ ِ الذي َن يصرَ ِّ ُح َ
ون ويستعمل الكتَّاب ُِ
َ ُ
الغالب ،إذ ذكر الكاتب الدِّ ِ ِ مثل ِ ماجنَ ًة َ
الرببري ( ُتوفيِّ َ
ُ مشق ُّي أمحدُ ُ َ هذه يف
ون عىل مح َني (يتزا ُ أن ا ِّللواطِ ِّي َ ِ
األبياتَّ ، املثال يف ِ
أحد ِ ِ
سبيل سن َة 1817م) يف
الفاعل /ا ُملولِ ِج يف ض إىل ِ ِ ٍ
ِ ِ
عمل أداء اخلرى) يف إشارة منه إىل ميل ِهم املف َ
رت ِ َ
العالقة الشرَّ ِجيةِ:
ِ
َّ
ِ
ب��ف��س��اد ِه��م ٍ ِم��� ْن ق��ـ��ـ��و ِم
��رى خ���ر ُب���وا ال�� ُق َ
َ ل���وط ُع ْص َبـ ٌة
(*) َ
���ون ع�ل�ى اخلَ������رامح
ي���ت���زا ُ َ
الفيـــران إذ أش��ب��ه��وا
ُ ق��د
املوصيل.219 ،
ّ اجليل عىل بيت
[*] أمحد أفندي الرببري ،الشرّ ح ّ
*****
ِ ِ عيل الدَّ با ُغ امليقاتيِ ُّ إىل
يتعر ُضاملخاطر التي قد َّ ون َّب َه الفقي ُه احللبِ ُّي ُّ
املفعول به بدالً ِم َن
ِ عمل املستقبِ ِل / أدائ ِه َ
احتامل ِِ ِ
بسبب عاشق ا ُمل ْر ِد ُ هلا
ٍ
حلاف َخ َط ٌر، أن َر ُج َلينْ ِ َ
حتت أهل الن ِ
َّظرَّ ، (وم َن البينِّ ِ عندَ ِالفاعل /ا ُملولِ ِجِ :
ون أن ِ
الذي َن يؤ ِّيدُ َ ٍ
فاعل) )1(.ويبدُ و َّ ٌ
مفعول به عن وينوب ُ
العامل فر َّبام يتش َّل ُم
ُ
لعل مراده يتس ّلح ّ
ألن املرادي ،سلك الدّ رر( .244 :3 ،قوله يتش ّلم ّ
ّ ((( منقول من
الرمح أيضا فالعبارة ال ختلو عن ا ّللطافة فالفاعل واملفعول
ّ صدر بمعنى العامل
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 202
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
يظهرِ ،ه َي أ َّن ُه إذا َ املحوري ُة يف هذا املق َت َط ِ
كور
الذ ُ كان ُّ ُ ف عىل ما ِ َّ والفكر ُة
أفضل وأرفع ِمن حب الن ِ
ِّساء! ُ الذ ِ
كور حب ُّ أفضل وأرفع ِمن الن ِ
ِّساءْ ، َ
ُ ْ ِّ إذنُّ ، َ َ
الر َّد عليها ،وهو ما فع َل ُه ِ وتستدعي ِ ِ
املدافع
ُ املحور َّي ُة بداه ًة َّ هذه “الفكرةُ”
املنطق ذاتِ ِه ـ
ِ ِ
باستعامل رشح ـ الذيليلة وليل ٌة) ِ(ألف ٍُ عن حب الن ِ
ِّساء يف
َ ِّ
الش ِ ِ َ ِ ِ ِ
باب حب َّ أفضل وأر َقى م ْن ِّ َ
يكون أنني ينبغي ْ الرجال البالغ َ حب ِّ َّ
أن َّ
ٍ
اختزال ال هناي َة هلا. استنتاج ُيعدُّ مثاالً واضح ًا لعمل َّي ِة ٌ وهو
ني ـ َ
ِ
املراهق َ
ِ
الفارسكور ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة حممدُين َّ آخ ُر هو ِتق ُّي الدِّ ِ وثم َة فقي ٌه مصرْ ِ ٌّي َ
َّ
األبيات اآلتيةِ:
ِ لامن يف ِ ِ ِ ٍ
بيرس وسهو َلة عن تفضيله الغ َ 1647م) عبرَّ َ ٍ
َ
ـــل فرعهارس ُ ِ
العشــــق ُم َ ِ
لـدين دعانِـــــي
ِ
ـــفل ِ
ــــادن ال ِّط هوى َّ
الش وما مذهبِـــــي إلاَّ
َ
ِ
ــــــرنا بــــهعص
حبيــــب أرانــــا اهللُ يف ْ
ٌ
والش ِ
كل ْ��ن َّ ال��ص��دِّ ِ
ي��ق يف احلُ��س ِ ��ف ِّي��وس َ
ُ َ
جمَ���ال
بوجــــه علــى قـــــدٍّ عىل ِردفِ ِ
ــــه عــــال ٍ
ِ
رمــــل ــي ِ غص ٍ ٍ
ـــن عىل نق ِّ كبـــدر علــى ْ
(*)
*****
جرجيس ِ
العراق ُّي شاعر َ
آخ ُر هو ِ
الفارسكور ِّي صرَ َّ َح ِ
غرار وعىل
ُ ٌ
ُ
أطول ِ
فإن قصيد َت ُه ِ ِ
هوى الغلامن؛ َّ ِ ِ َ ِ
األديب الذي أسل ْفنا
احلديث عنه بتفضيله َ ُ
َّعبري عن هذهِ
األخرى يف الت ِ ِ ِ تهِ
َ أكثر وضوح ًا وحدَّ ًة يف نرب ا م َن َ
القصائد لكنَّها ُ
ِ
،وتستحق تبع ًا لذل َك إثباتهَ ا كام َل ًة: يم ِة
ُّ ال ِّث َ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 204
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للذ ِ
كر ُ
الفضـــل َّ َ
فكــان َ
اإلناث هيوى
َ كور و َم ْن هيوى ُّ
الذ َ نظر ُت يف ِ
رأي َم ْن َ ْ
ِ بــاد لِ ِ
والفرق بينَهمــا ٍ
ـــــرــذي ن َظ ُ ُ والص َ
بيان فيــه َهنـــا فح ُّب َك ا ُمل ْ
ــر َد ّ
يم ِ
بـري ِ ِ ِ الرشـأ ال ِّط ُ
وح حتيا والســق ُ
الـر ُ
حـديثــه ُّ املـراهــق يف
ُ فل فمنهــم َّ
ُ
للص ِ
ــور ِ َ ُ
املصقولســال ُف ُه
َّـــكل كاملـرآة ُّ تَــرى به الشـ األبيـض
ُ ومنهــم
ُ
القم ِ ِ يغنِ َ ِ
ـر يك إشــرا ُقها عـن طلعـــة َ ـي هبجتـــ ُه
األمحــــر احلنط ُّ
ُ ومنهم
ُ
خـري ِ
للخـوف منه ِ ِ
طــارق وح َّس يف منهم خما َلســـ ًة ٍ ْ
َ فاز ع ْن غفلــــة ُ
إن َ
ختطر عىل الدُّ ُب ِ
ــــر ِ ِ َ ِ فإن ُجبِ ْـر َت عىل
ْ
م َن النِّســاء فال ْ فاحشــٍة إتيــــان
(*)
الغموض َ تعكس) ذلِ َك ُ هذه قد ال مت ِّث ُل أو (ال مثل ِ عالقات َ ٍ تشوبُ التي
طات قد وأن النِّساء املتور ِ األديبَّ ، جرجيس اعر وص َف ُه َّ ِ
ِّ َ ُ ُ الش ُ املبهج الذي َ َ
ِ ِ ِ ِ
ون و َّد ُه َّن؛ الرجال الذي َن يطل ُب َ خياطر َن بسمعت ِه َّن ومكانت ِه َّن حتَّى عندَ ِّ ْ
االختالط أو االحتكاكِ ِ ُّب ِ ِ ِ وخالف ًا للنِّساءَّ ، ِ
ني جتن ُ يتعذ ُر عىل الغلامن املراهق َ
دون إدانتِ ِهم أو ِ َّغز ِل والتَّو ُّد ِد ِم ْن ون للت ُّ يتعر ُض َ َّ ني ،وقدْ البالغ َ ِ بالر ِ
جال ِّ
اجلانب ِم ْن خاللِ ِ رشح هذا ِ وصم ِهم باالبتذال ،وباإلمكان اإلفاض ُة يف ِ ِ ِ
ْ
األديب اشرتك فيه َ ِ ِ
نقاش مثري لالهتام ِم عن عشق النِّساء ٍ ٍ فحوى ِ
ُ َّعرف إىل َ الت ُّ
عمل ِه (ب ْغي ُة ا ُملس ِ الذي مجع يف ِ املالوي ِ
ام ِر ُ َ َ َ ِ ُّ ِ
الوكيل كر اب ُن الذ ِ آنف ِّ املصرْ ِ ُّي ُ
متنو َع ٍة ِ
ص العربِ َّية «الكالسيك َّية» عن فك ٍَر ِّ
ِ ِ ِ القص ِ و ُغنْ َي ُة ا ُمل َساف ِر) عدد ًا م َن َ
ِ ِ
عاش فيها، احلقبة التِي َ ِ ص مماث َل ٍة ِم َن بقص ٍ وعززها َ َّ واحلب،
ُّ
ِ
جاعة الشمثل َّ ِ
ني ِم َن عروفِ َ العشاق ا َمل ُ
ص َّ ِ قص ِ ِ
العشق عدد ًا م ْن َ ِ معرض تناولِ ِه ثيم َة ِ وأور َد يف
ني» إلاَّ أ َّن ُه اكت َفى جنس َّي ًا»( )1و «ا ِّللواطِ ِّي َ ني ِ الساب َق ِة بنو َع ْي ِهم «املتخالِ ِف َ ِ
األزمان َّ
واعتذر عن عاش فيه، الذي َ ص عن احلب ا ِّللواطِي ِمن الع ِ ِ قص ٍ ِ
َ ِّ َ صرْ ِّ بإيراد َ
جال الر ُ شخوصها ِّ ُ حب معاصرِ َ ٍة ِم ْن زمانِ ِه ص ٍّ قص ِ عد ِم إيراده أمثل ًة عن َ
ِِ
املالو ُّي ِ ص ِم ْن هذا النَّوعِ! ومل ْ يك ْن قص ٍ يعرف شيئ ًا عن َ ُ والنِّسا ُء مب ِّين ًا أ َّن ُه ال
ٍ
عالقات عالقات محُ َ َّر َم ٍة ،ولك َّن ٍ ِّساء يف جال والن ِ بعض ِم َن الر ِ ٍ يشك يف تور ِ
ط ُّ
ِّ ّ
العش َ سوى الفس ِ ِ بحس ِ ِ َ
اق. اق ال َّ َّ يتور ُط فيها َ املالو ِّي ـ ال َّ ب مثل هذه ـ ْ
كثريات ِ
املنال يسريات ني ،فه َّن إ َّما قسم ِ ِ ِّساء عىل ِ وتتوزع الن ِ
ُ ُ املالو ِّي إىل َ وفق َّ ُ
عفيفات ال فاضالت معه َّن ،وإ َّما يتور ُط َ ِ ِ بالزنا َ الول ِع ِّ
ٌ ٌ ون ُ الرجال الذي َن َّ مثل ِّ
ني ِ ِّساء ِم َن النَّو َع ِ ويتعذر عىل الن ِ بوص ِل ِه َّن، سبيل إىل ال َّظ ِ َ
كليهام ال ُّظ ُ
هور َّ ُ فر ْ
()2
السبب يف استعامل صفة (متخالف جنس ّيا) يف سياقات مثل هذه إىل رغبتي ((( يعود ّ
يف تفادي تعبريات أكثر حرجا ال بسبب ظنّي إمكان وصف األفراد املعن ّيني يف هذه
ٍ
بنحو مناسب ،أنهّ م «متخالفون جنس ّيا». العالقة،
املالوي ،بغية املسامر وغنية املسافر ،صفحة 140ب.
ّ ((( ابن الوكيل
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
207
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
املالو َّي ِ
الوكيل األديب واب َن َ جرجيس
َ وممَّا يتعينَّ ُ التَّوكيدُ عليه َّ
أن
جنس َّي ًا .وتبع ًا لذلِ َك، ِ بأسلوب جيع ُلهن من ِّف ٍ
رات ُ َّ ٍ كليهام ،مل ْ يقدِّ ما النِّسا َء ِ
تعبرياتٍ بوص ِفها تفسري ملحوظاتهِ ِم والت ُ ِ ِ يتعينَّ ُ ِّ
َّعامل معها ْ احلذر يف توخي
ِ
وجه املتخالف” وعىل ِ ِ سيِ ِ اجلنس َّي ِة” يف ِ “املثل َّي ِة
ِ
مقابل “االت َِّصال اجلن ِّ عن
“املفاخ َر ِة”
َ وف بـ عر َ َّوع األدبيِ َّ ا َمل ُ ون الن َ الذي َن يكت ُب َ العمو ِم ،يع األفراد ِ
ُ برِّ ُ ُ
ِ ٍ ِ تهِ
ارش ٌة وقو َّي ٌة ليس هلا صل ٌة ُم َب َ عن تفضيال ِم التي قد تستندُ إىل اعتبارات َ
َت ِ
هذه األديب ـ وحتَّى لو كان ْ ِ جرجيس ِ
حال اجلنس َّي ِة ـ كام يف ِ بالر ِ
غبة
َ َّ
يتعذر علينا التَّثب ُت ِمن طبيعةِ ِ ِ
ْ ُّ ُور ُة جمَ ال َّي ًة أو جنس َّي ًة ،لك ْن َّ ُ االعتبارات املذك َ ُ
ِ
احلديث َّوج ِه اجلنسيِ ِّ باملعنَى َّعبريات؛ بمعنَى هل ِه َي ِ ِ
تعبريات عن الت ُّ ٌ هذه الت
اجلنسي ُة وا ِ ِ ِ
ليس ْت وف ـ َ عر ٌ جلامل َّي ُة ـ مث َلام هو َم ُ َ َّ َّفضيالت
ُ للكلمة أ ْم ال؟؛ فالت
جنس َّي ًا» يف ِ «متخالف رجل ٌ َّوج ِه اجلنسيِ ِّ ،إذ قد يصرَ ِّ ُح
ٌ الشيَّ َء ذا َت ُه كالت ُّ
أن النِّسا َء أن ذلِ َك ال يعنِي َّ قراوات ،إلاَّ َّ ِ بالش وولع ِه َّ ِ بميل ِه
احلديث ِ ِ الز ِ
من َّ
ِ ِ ِ ِ
لح ُظ يف هذا يفتقر َن إىل اجلاذبِ َّية بالنِّسبة له ،و ُي َ ْ قراوات الش غري َّاألخريات ُ َ
بني ٍ املبكرة يف َ ِ ِ ِ ِ ِ ُ ِ
قارنُوا فيها َ مفاخرات َ َ اشرتاك األدباء يف احلقبة العثامن َّية السياق ِّ
ِ ِ ِ ِ ِ
باب املعذري َن ،ويبدُ و والش ِ البيض وا ُمل ْرد َّ ِ السوداوات والنِّساء األثيوبِ َّيات َّ
()1
((( لالستزادة بشأن املقارنة بني األثيوب ّيات سوداوات البشار والنّساء بيضاواهتا،
توسع النّاس يف هذا املبحث األنطاكي ،تزيني األسواق(138 137- :2 ،قد ّ ّ انظر
السمر والبيض وخاضوا بسبب ذلك يف كالم عريض، ّ بني ّفضيل ت ال إىل منه فخرجوا
ال يميل فصلوا فقالوا ّ
إن ك ّ السمر مطلقا وقوم البيض وآخرين ّ فمن قائل بتفضيل ّ
والصحيح ّ
أن امليل ّ دليل، بال واألمزجة بائع ّ
ط ال عىل وحكم ّمعكس لونه وهذا حتك
لألول الختالفه باختالف األشخاص ،وأ ّما الشهوة أو النّفع ،وال ضبط ّ إ ّما بداعية ّ
فالروم ّيات حينئذ يف نحو احلجاز أنفع ،كام
ّ املزاج معتدل بحسب إما فيه ال ّثاين فألقوا
ألن حرارة األبدان ختتبئ يف األغوار زمن الربد الروم أجود ّ أن احلبش ّيات يف نحو ّ ّ
فالسود للمربودين أجود والبيض للمحرورين ّ املرىض بحسب اّ وإم وبالعكس؛
أن احلبشة والصحيح ّ
أن عكس هذا أجود ملا سمعت من التّعليلّ ، كذلك ،وعندي ّ
وأرق برشة وأعدل حرارة فلذلك ه ّن أوفق مطلقا ،ولكنّه ّن ألطف ممّا عداهم مزاجا ّ
يف معرض التّغيري وموضع حتقيق ذلك يف ال ّطبيع ّيات ...ومن ألطف األشعار املقولة
عيل بن اجلهم:
يف التّفضيل قول ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 208
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ّ
حم�ك مفضــ�ل للبيـــ�ض ذو
ّ السمر م��ن جهلـه
ّ وعائـــب
م��ن جعلك ال��ك��اف��ور كاملسك قولــوا ل��ه عني أم��ا تسـتحي
طرنجي:
ّ وقال أبو جعفر ّ
الش
ق��ائ��م��ـ��ـ��ـ��ة يف ل���ون���ه ق��اع��ده أش��ب��ه��ك امل��س��ك وأش��ب��ه��ت��ه
أن���ك�م�ا م���ن ط��ي��ن��ة واح���ـ���ده ال ش���ك إذ ل��ون��ك�ما واح��ـ��د
وقلت يف ذلك:
وأرشف مطلوب ســـام يف املطالــب السمر أشهى منظرا عند عارف
أرى ّ
وقنطــــارثلجبــــاردمنمراتـــــب فكمبيــنقيـــراطمناملســـكقيمة
وقلت يف عكس ذلك:
حــق ال بعيــــن انتقـــــاص
ّ بعني اهلم عن ناظـــري
بيضـــاء جتلو ّ
الرصاص
الفضة البيضاء مثل ّ
ّ ما فقــل ملــــن يغـــرب يف أســــمر
(اضافة املرتمجة)
الس ّيارة ،107-106 :3 ،ابن معصوم ،سالفة العرص.80 ،
الغز ّي ،الكواكب ّّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
209
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ
تعبريات قبل البيت ِ
َني وبعدَ همُ ا أن َ ويظهر َّ ()1 ِ
األكرم ِّي، اعر الدِّ ِ
مشق ِّي الش ِ ِ
بن َّ
ُ
نظر ِه يف ِ
وجهة ِ استعان هبِام لدع ِم
َ اعر وتفضيالتِ ِه ،وقدْ الش ِ ِ
ميول َّ َصاد َق ًة عن
ِ الفقهاء واملتصو َف ِة ُّ ِ ِ
والوجهاء قد عبرَّ ُ وا عروفِ َ
ني والشعراء ا َمل ُ َ ِّ أن العديدَ ِم َن َّ
الرغ ِم ِم ْن ذلِ َك ،مل ْ يك ْن الح وشغف ِهم هبِم! وعىل ُّ
ِ للم ْر ِد املِ ِ ِ
عن عشق ِهم ُ
إبراهيم أن ِ
حقيقة َّ نظر النَّابلسيِ ِّ ـ يف
وجهة ِِ لالستغراب ـ ِم ْن
ِ ثم َة ما يد ُعو
َ َّ
أنجب ولد ًا!. ِ
األكرم َّي قد
َ
فرض َم ْف ُهو ِم ِ املغر َي ِة إىل
عوة ِ وثم َة سبب آخر يد ُعونا إىل مقاوم ِة الدّ ِ
َ ُ ٌ َّ
املواقف التِي ع عنها األدباء يف املقارناتِ ِ املثل َّي ِة اجلنس َّية احلديث عىل
ِ ِ ِ ِ
َ ُ برَّ َ
“املفاخ ِ ال الن ِ ال ِ
رات” هم َ ون يف فاملسهم َ
ُ ِّساء، لامن وجمَ ِ الغ ِ بني جمَ ِ األدبِ َّي ِة َ
بيان ،ومل ْ تتحدَّ ْ ِّساء وإما للص ِ ون ع وا عن تفضيالتهِ ِم إما للن ِ ٌ
ث َّ ِّ َّ رجال بال ُغ َ برَّ ُ
ٍ
رجال ني أو انجذابهِ ِم إىل رجال ِ
بالغ َ ٍ ِ
اشرتاك قط عن ص ُّ ِ
والقص ُ
َ املواقف
ُ هذه
ٍ ()2
ِ
بوجود وثم َة ٌ
إقرار عا ٌّم َّ خالصة.
َ ذكور َّي ٍة ِ ائص بخص َ ون َ مثل ِهم يتم َّت ُع َ ني ِبالغ َ ِ
ِّساء ـ مل ْ حي َظوا باالهتام ِم رجال (مأبونِني وخمنَّثِني) إلاَّ أ م ـ عىل شاك َل ِة الن ِ ٍ
نهَّ ُ َ َ
توجيه الض ِ
وء الكافيِ عىل ِ َّ أحجم ْت عنَ احلقبة التِي
ِ تلك ات َ الكافيِ يف أدبِي ِ
َّ
تهِ
أذواق ِهم وتفضيال ِم. ِ
ِ
وعات املوض
أكثر ُ باب أحدَ ِ الش ِ واملعذري َن ِم َن َّ
ِ بني ا ُمل ْر ِد
املقار َن ُة َ وتؤ ِّل ُ
ف َ
احلقبة وأدبِياتهِ ا ،وعىل شاك َل ِة املقارن َِة بني الن ِ
ِّساء ِ رات” ِ
هذه “مفاخ ِ َ شيوع ًا يف
َ َ َّ
تفضيل ا ُمل ْر ِد وإ َّما
ُ هذه املسأ َل ِةِ ،ه َي :إ َّما
مواقف نحو ِ
َ َ ثم َة ثال َث ُة ِ ِ
والغلامنَّ ،
كليهام ،وقدْ صرَ َّ َح الفقي ُه احللبِ ُّي متساو إىل ِ ٍ ٍ
بنحو االنجذاب
ُ املعذري َن وإ َّما ِ
دقائ ِه
الث ،إذ حتدَّ اه أحدُ أص ِ
ْ ُ املوقف ال َّث َ
َ كر أمحدُ ب ُن امللاَّ بتبن ِِّيه الذ ِ سالف ِّ ُ
املعذري َن ...حتدَّ ا ُه مازح ًا يف الدِّ فاع عن ِ ِ
ابن امللاَّ بأحد ِ
حلظ شدَّ َة افتتان ِ الذي َ ِ
(املقوم
ّ [*] املخايل مجع خمالة .كيس قاميش جيعل يف عنق الدّ ابة يوضع فيها طعامها.
لغوي).
ّ ا ّل
*****
فر َّد عليه اب ُن امللاَّ :
ِ
والفعـال حس ِن الوص ِ
ف وال َّثنــا ْ َ َ ٍ
يــــل ِّ
بكـل جمَ مغــــر ٌم
َ إنَّنِـــي
ِ
اخللخـال حل ْسـِـن ر َّب َة َ ٍ
عـذار فتـــــى ذا أمرد ًا َ
كان أ ْم
فاق يف ا ُ ً
ِ
ِّبــــــال أن ِ
نصــي َب ُه بالن خـــاف ْ
َ ســك ور ُد خدَّ ِيه َّملـــا
ِ سيح املِ
َ ُْ
وجه ُه البـدر ذو ال َبها واجل ِ
مـال ٍ
عــــذار ٍ
هالة يف وجت َّلــى ِم ْن
(*)
َ ُ ُ
(**) ِ
خـال مذهـب ِم َن ال َقـــدْ ِح
ٌ إنَّـــ ُه ِ
واعتقادي ِ
غرامي ومذهبِي ذا
والعيب(.املقوم
ّ السيح :املاء اجلاري .وسيح املسك جريانه .والقدح ّ
الذ ّم [*] ّ
لغوي).
ّ ا ّل
اخلفاجي ،رحيانة األلبا.102-100 :1 ،
ّ [**]
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
211
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
مشقي مصط َفى الص ِ
امد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1725م) الشاعر الدِّ ِ
ُّ ُّ ْ وصرَ َّ َح َّ ُ
بتفضيل ِه ا ُمل ْر َد قائالً:
ِ
األكدار
ُ غبارها
َ نفض ْت عليه
َ َّ
تعـــذ َر خدُّ ُه احلبيـــب إذا
َ َّ
إن
*****
األحيان ِم ْن
ِ بعض ِم َن
ٍ ض يف ِ
املتعار ِ ِ
املوقف ُ
احلديث عن هذا وكان ِ
جيري َ
بن ٍ زمن أسام َة ِ منذ ِ أهل ا َمل ْو ِص ِل؛ يف ِّ رأي ِ
منقذ ( ُتوفيِّ َ سن َة األقل ُ حيث متثي ُل ُه َ
ُ
ابن ٍ قول ِ وأص ُل هذا ُ
منقذ: 1138م)(ْ )1
ناظـر املتأ ِّم ِ
ــل َ ســـطر ًا حييرِّ ُ حيفة خدِّ ِه
كتب العذار عىل ص ِ
َ ُ َ
ـلأهل ا َمل ْو ِص ِ
ِ رأي
ُ رأي إلاَّ
َ ال استخراج ِه فوجدْ ُتـُه
ِ بال ْغ ُت يف
وف بالص ِ ٍ يِ
ادق ِّي َّ عر ُ وباملثل عبرَّ َ القاض احللبِ ُّي َّ
الس ِّيدُ عطا ُء اهللِ ب ُن حممود ا َمل ُ ِ
أي قائالً: الر ِ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1680ـ 1681م) عن هذا َّ
األو ِل ِ نظـــــر ًا إىل َ لمـــىق َّب ْلتُــــه ِ ومع ِ
ـذ ٍر
مـــــال َّ ذاك اجلَ حلــــوا َّل َ ُْ
حممد
((( نظم أسامة بن منقذ بيتني من الشعر معروفني بينّ فيهام مذهب املوصل ّيني .انظر ّ
الروض النّرض.456 :1 ، العمريّ ،
ّ العمري ،مناهل األولياء228 :1 ،؛ عثامن
ّ أمني
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 212
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امن ( ُتوفيِّ َ سن َة 1759م) مشقي حممدُ سعيدُ بن الس ِ ونظم الكاتب الدِّ ِ
ُ َّ ُّ َّ ُ َ
نسخ قلي َلةٍ، ٍ ِ ِ
سوى ٍ بني ا ُمل ْرد واملعذري َن يف خمطو َطة ال توجدُ منها َ مفاخ َر ًة َ َ
عر َّية ،وقدْ ِ الش ِ ِ
بعض م َن األبيات ِّ ِ وع الذي يتخ َّل ُل ُه ٌ ِ َ
املسج َ ُ استعمل فيها الن ََّثر
أنثم مضىَ مب ِّين ًا َّ ِ ِ ِ ِ
طرح مزاع ِم ا ُمل ْرد ِ
املتعار َضةَّ ، واملعذري َن السماَّ ن َ كر َر اب ُن َّ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
الصائب! الرأي َّ مفاخ َرتهَ ُم جع َل ْت ُه حمتار ًا وعاجز ًا عن حتديد ال َّطرف َصاحب َّ َ
ِ
املهمة، ِ ِ ِ غريه م َن الكت ِ ِ ِ ِ
ختم خمطو َط َت ُه بدعوة ِ
َّاب إىل مساعدَ ته يف هذه َّ ثم َ
()1
َّ
ِ ِ فاستجاب له بض َع ُة فقها َء وأدبا َء ،إذ أ َّل َ
ف الفقي ُه الدِّ مشق ُّي أمحدُ املنين ُّي ( ُتوفيِّ َ َ
ابن الس ِن األدبيِ ومهارتِهِ ِ
ِّ غري ًة أثنَى فيها عىل جهد ِ َّ ماَّ سن َة 1759م) خمطو َط ًة َص َ
ِ ِ ني ،إلاَّ َّ ِ
ني املتناف َس ِ نظر ال َّطر َف ِ عرض وجهت َْي ِ ِ
للسماَّ ن ـ أن املنين َّي ـ خالف ًا َّ يف
ِ
تفو ِق ا ُمل ْرد عىل ِ ِ كان صرَ حي ًا يف الت ِ أكثر حتديد ًا ،إذ َ َ
َّعبري عن قناعته يف ّ كان َ
األلباب واملج ُبو ُل َ
ون ِ يشك ذوو يقول( :ال ُّ حيث ُ ِ ِ
املعذري َن ورجحان ك َّفت ِهمُ ، ِ
ِ
األسيلَّ ....
ألن سم ُة اخلدِّ النَّاع ِم ِِ جل َ عىل ُح ْس ِن ال ِّطبا ِع يف َّ
جوهره َ امل يف أن ا َ
العذار جزء ًا ِم ْن
ُ
اجلذاب ُةِ ....
خيفي ِ
سامت ا ُمل ْرد َّ َ
ُ اجلذا َب َة ِه َي
املعذري َن َِّ ِ
سامت
ظهور ِه بقايا ِم ْن نضارتِ ِه وطالوتِ ِه ....أال ِترى ِ ال الغال ِم ،وللغال ِم بعدَ جمَ ِ
ألقها وخدو َد ُه سامت الغال ِم تفقد جزء ًا ِمن ِ ِ بح حل َي ًةَّ ،
فإن َّ
ْ أص َ
العذار إذا ْ
َ أن
ُ
وينال جل َ
ميل، العشب الوج َه ا َُ شعا َعها ،فيط َغى ال َّظال ُم عىل الن ِ
ُّور ،ويغ ِّطي
()1
ديق متن َّفس ًا وراح ًة؟!). والص َُّ العاشق
ُ
تعاطف ِه ِ جلميليِ ُّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1760م) عن حممدُ ا َ وقدْ عبرَّ َ الفقي ُه احللبِ ُّي َّ
ين ،إذ ِ
املتفاخ َر ِ بني ال َّطر َف ِ
ني ِ
االختيار َ السماَّ ِن عن عجز ِ ِ وتفه ِم ِه ملسأ َل ِة
ابن َّ ُّ
أن املشورةَ ،يعني ْ ِ وأن تقدِّ َم متتنع عن احلك ِم؛ ْ ِ
تعدل ،يعني ْ
أن َ قالْ :
(أن َ
َ َ
ان األسيل وال اخلدِّ النَّاع ِم الري ِ ِ مفتوح ًة ،أل َّن ُه ال ذو اخلدِّ النَّاع ِم ترتك املسأ َل َة َ
َّ َّ َ
حب ألن َّ جلاملهِِ م ومالحتِ ِهم وتد ُّل ِل ِهم ولطافتِ ِهم وتغن ُِّج ِهمَّ ، باحلب َ ُّ
ِ
حيظيان
احلقيق ُّي ِ واحلب ب؛ ِ ِ جلمي َل ِة مع ِ
ُّ باملستح ِّ
َ ليس القبيحة َ َ العقول األجساد ا َ
الذي تش َّك َل ْت املتجلي َة البادي َة ِ ِ املسامت اجل ِ ِ جيمع العذر ُّي ٍ
ملليح ِ احلب هو
َ َّ َ ُ ُّ
بني امت َ هذه الس ِ حيوز ِ رافة ....و َم ْن ُ شخصي ُته با َّللطا َف ِة وصب ْت بالر َّق ِة وال َّظ ِ ِ
ِّ ِّ ُ َّ َّ ُ
هذه املكان َِة، ريب فخر ِ
َ يستحق بال ٍ ُّ ِ
واملعذر] ين [أي األ ْم َر ِد املتفاخ َر ِ ِ ِ
االثنني
الذي َّظر عن النَّو ِع ِ ف الن ِ ِ ِ موضوع ِ
باحلب بصرَ
ِّ وجدير
ٌ لالفتتان، مالئ ٌم وهو ُ ُ
ِ
عيل الدَّ َّبا ُغ امليقاتيِ ُّ آخر هو ُّ وكتب فقي ٌه حلبِ ُّي ُ َ ِ ()2
بني النَّو َعني). ينتمي إليه َ
«سلك ُ املوضو ِع ُأعيدَ طب ُعها كام َل ًة يف ( ُتوفيِّ َ سن َة 1760م) خمطو َط ًة عن هذا ُ
ِ ِ ِ
املتعارف عليه استهل امليقاتيِ ُّ ـ تبع ًا للتَّقليد األدبيِ ِّ َّ للمراد ِّي )3(.وقدْ رر» الدُّ ِ
الصبا والغرا ِم دافع ًا إ َّيا ُه إىل ِ إن َ ـ حدي َث ُه قائالًَّ :
السماَّ ن قد ذك ََّر ُه بأ َّيا ِم ِّ عمل َّ
القرا َء بمزاع ِم ا ُمل ْر ِد ف َّ ليعر َ ِّ ثم مضىَ ٍ ٍ
جتربة ح ِّظه يف تأليف خمطو َطة مماث َلةَّ .
ِ ِ ِ
وقال:
فمنهم عنهمُ ، ُ ُروى إلاَّاف وت َ األوص ُ َ (وحس ُب َك بقو ٍم ...ال تُست ْع َذ ُب
األطلس، ُ ُ
الفلك ويقول :هو ُ تفضيل ِه احلدَّ ِ وجياوز يف ُ بنقي اخلدِّ ، يقول ِّ َم ْن ُ
ِ
احلور وجهفاء ِ ان بني ص ِ احلس ِ ِ ِ اجلامع ِم َن املص ُ ِ
َ َ األوصاف َ َ ُ ون املقدَّ ُس، واحل َمى ُ
ِ والعارض ،وس ِلم ِمن املقتضيِ الولدان ،خال ِم َن املان ِع ِ ِ
واملعارض، ِ َ َ َ وطلعة
ِ وجعل َ َ
الع يف القمر ال َّط ُ ُ ترك العالمة له عال َم ًةَ ،
فهو حاز الوسام َة والقسا َم َة، َ
َّظر ،وإذا أهل الن ِ فرق عندَ ِ وبني الغيد ٌ ِ ليس بينَ ُه َ ِ ِ
أرشف وأرشق املطالعَِ ...
تبارك َم ْن أخلىَ َ [يقول األ ْم َر ُد] ُ ف جار َي ٍة قا ُلوا :كأنهَّ ا غال ٌم.... تغا َلوا يف وص ِ
ْ
إغفال ا ِّللحيةِ ِ كل احلُ ْس ِن يف ذل َك اخلاليِ ،شا َب َه يف ِ عر خدَّ ُه ،وأسك َن َّ الش ِ ِم َن َّ
َ
اخلالق عليه، ُ ريض
َ ضوان واملن َِّة، ِ الر ِ
وهم ما هم ُج ْر ٌد ُم ْر ٌد يف حال ِّ
ِ
أهل اجلنَّةُ ، َ
ِ ِ ِ ِِ يشني خدَّ ِيه ،فمرآ ُة
ب الصاح َية ،مل ْ ت َُش ْ كالسامء َّ وجهه َصاف َي ٌةَّ ، ُ ينبت ما فلم ْ ْ
والسام ُء م َن األنواء َصقي َل ٌة؛ ِ ِ ٍ ُ ِ
نرباس ،إذا تبدَّ ى َّ دخان باألنفاس ...وال قارنهَ ا
األملس ُ يقول :أنا القمر ِم ْن مقاب َل ِة ُصورتِ ِه اجلَمي َل ِةُ ... ِ ارتسم ْت فيها ُصور ُة َ
يساوي ِ وثري ،و َم ْن أثري ،وجمَ اليِ ِ البض، الغض ،وذو اخلدِّ النَّاع ِم ْ
وجهي ْ ْ
()1
ْ
ف باملسكِ املعذر] فلو رأي َت ُه وقدْ غ َّل َ ُ
[يقول احلرير؟!، ()2
والشك َِر بالشوك َّ ِ َّ
ُ ْ
هل َّاهم حماسنُ ُه ...لق ْل ُتْ : ِ ِ َ أصدا َغ ُه فأبدَ ى حماسنَ ُه ،ون َّب َه
عيون عاشقيه وعن ُ ْ
فص ُّ بيح إذا َ بأزاهريه ...و ُي ُ ِ ِ وض إلاَّ
اخلط َّ نقش الص ُ قال :األ ْم َر ُد َّ الر ُ يحَْ س ُن َّ
املسك َ
فوق ُ َ
وتساقط طراز ُح ْسنِ ِه، ْ تم ِ ()2
فض ُة خدِّ ه ،فقدْ َّ َ
وأورق َّ ِ ِ ()1
وجهه،
حل َس ِن ِ اشتهرُّ : بالعذار وبح ِّب ِه
ِ بعض َم ْن هتت ََّك ورد ِه؛ َ
أمحر ِ ِ
خط الوجه ا َ َ وقال ُ
وقيل كذلِ َك: ِ
القمرَ . كالس ِ
واد يف َّ
ت��م ب��ه احلُ��سْ��ـ��ـ��ـ�� ُن وال َبهــا
َّ جمَ َـــــــاالً زا َد ُه ع����ذار ُه
ُ
(*) ِ
اخل��ل��ـ��ق م��ا ي��ش��ا ي��زي��دُ يف قديـر
ٌ ر ُّبنـا تعج ُبـــوا ال
*****
ملحوظ يف ِ
شعر ٍ ٍ
بنحو مثل ِ
هذه واستعارات ِ ٍ ٍ
تشبيهات ُ
استعامل ويتكر ُر
َّ
األحيان ،مؤشرِّ ًا عىل انتهاءِ ِ ِ
بعض م َن ٍ ِ
العذار يف ظهور ِ
هذه احلقبة .و ُي َعدُّ ِ
ُ
أخرى، ٍ
ف يف أحيان َ ِ
األرس ،ويؤ ِّل ُ العاشق ِم َن ِ وحترير
َ احلب واهليا ِم ِّ
ِ
مرحلة
الذي القيود] عنه؛ إ َّنه السواد ِ ِ األعذار) [أو ِ العاشق إىل (خل ِع َ يدفع سبب ًا
ُ َّ ُ ُ
ِ
القمر الذي جيع ُل ُه ِ ِ
ائل ،أو هالة الز ِ امل َّ ِ
يكشف عن احلزن والتَّباكي عىل اجل ِ ِ ُ
َ
ِ
امل ليح ِّل َق عالي ًا، باجلناح الذي يستعم ُل ُه اجلَ ُ ِ قار ُن
ِ أكثر ألق ًا وإشعاع ًا؛ إ َّن ُه ُي َ َ
ِ
َّحليق يف اهلواء .وسنثبِ ُت ِ
سالسل املسك التي تبقيه مق َّيد ًا ومتن ُع ُه م َن الت ِ ِ ِ ِ ِ أو
ِ
موضو ِع احلديث؛ َّأولهُ ُام عر ُ الش ِواضح ًة عىل ِّ ِ
دوبي َتينْ ِ يدلاَّ ن دالل ًة يف أدنا ُه ِ
َ
بريي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1735ـ 1736م): بن ٍّ مصط َفى ِ اعر احللبِ ِّي ْ للش ِ َّ
ك َّفوا امل�لا َم فقدْ ح َّلـى حماسنَ ُه فأقل ْع عنه ق ْل ُت هلُم تعذر ِ
قا ُلوا َّ َ
إلاَّ إذا مـا ســـوا ُد ا َّل ِ
ليل قار َن ُه يضا ُء به
نـور َ
ٌ ليس له
فالبدر َ
ُ
الرحيانة[ .447 :2 ،يصدق الشيّ ء ذاته عىل الدّ وبيت الذي يبدأ
[*] املح ّب ّي ،نفحة ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 218
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
َّلخيص ات وفِك ٍَر قاب َل ٍة للت ِ مناقش ٍ َ البحث عن َ القولَّ :
إن ُ ِ
وباإلمكان
جوهر ِه، ِ بحث مض ِّل ٌل يف ٌ املنم َق ِة؛ هو ِ
ور األدبِ َّية َّ الص ِ ِ
وه َج ًا م ْن هذه ُّ
ِ
أدنَى َ
َت (املفاخ َر ِة) كُتِ َب ْت شعر ًا أو نثر ًا مسجوع ًا ،وكان ْ َ ِ
جنس فاإلسهامات يف ُ
ات جدلِ َّي ًة مناقش ٍ َ أكثر منها ٍ ٍ
تقديم أعامل أدبِ َّية رفي َعة مس ُبوكَة َ
ٍ ٍ
َ الغاي ُة منها
اإلسهامات عىل ِ أكثر ِ
هذه ائد ُة يف ِ تدل النَّرب ُة الس ِ ارشةً! وزياد ًة عىل ذلِ َكُّ ،
َّ ُم َب َ
تقديم َ اعتقادات َصاد َق ٍة أو ٍ َّعبري عن ورة الت َ
ِ
أن غاي َة مؤ ِّلفيها مل ْ تك ْن بالضرَّ َ
ِ َّ
مجع ٍ ِ بسهولة ِ ٍ جوهر َّي ٍة ،إنَّام كان ْ ِ مناقش ٍ َ
تنميق ـ َ دون وم ْن َت غايت ُُهم ـ ات
أدل وليس َّ املوقف أو َ
ذاك؛ ِ واالستعارات دع ًام هلذا ِ ِ
َّشبيهات ذخري ٍة ِم َن الت
َ َ
يدعم فيها املوق َفنيِ ينظم أبيات ًا خص ذا َت ُه قد أن َّ ِ
عىل ذل َك م ْن حقيقة َّ ِ ِ
ُ ُ الش َ
عر َّي ِة، الش ِ اآلخ ِر يف املجامي ِع ِّ تلو َ األبيات واحد ًا َ ُ ني ،وقدْ تظهر ِ
هذه ُ املتناقض ِ َ
(وقال اآلتيِ يف َ الش ِ
اعر: عر َّي ِة َّقرا َء ُه عن َّ الش ِ بات ِّ املنتخ ِ َ جامع
ُ رب
حيث خي ُ ُ
(وذكر كذلِ َك يف ذ ِّم ِه [أي ذ ِّم َ يعق ُب ُه ُم َبارش ًة بقولِ ِه: املعذر )...:ثم ِ
َّ ِ ِ
مدح
تتجاوز حدَّ فلم تك ْن ـ مث َلام تبينَّ َ ـ َ عذ ِر]) )1(.أ َّما ا ُمل ِ
ُ األخرى ْ َ رات
املفاخ ُ
كثري ٍة َ مناقش ُةَ ِ ِ الش ِ بقدرة ُّ ِ ِ ِ
مسائل َ املثال سبيل عراء يف باأللفاظ! إذ َّالعب الت
عز َز ًة «الغرب» ُم َّ ِ الوجه ُة ال املنط َق َة اجلغرافِ َّي َة -عىل َ أفضل َّي ُة الشرَّ ِق - ِ منها
الكاتب والفقي ُه ُ ونظم
َ
()2
وتغرب إليه). ُ ترشق منه ُ مس الش َ (إن َّ مثلَّ : بحجج ِ ٍ
مفاخر طوي َل ًة يف ِ العمري ( ُتوفيِّ سن َة 1770ـ 1771م) ِ ِ
هيئة َ َ ِ ُّ ُ
عثامن العراق ُّي
والقمر َ الشمع َة والن َ
َّجم رات متتالِ َي ٍة تناو َل ْت َّ مفاخ ٍ ف ِم ْن َ نثر مسجوعٍ ،يتأ َّل ُ ِ
ثم َة أن َ اجح ـ ْ ِ
نسأل :هل َّ الر ُ واملا َء واملرآةَ .ور َّبام يبدُ و طبيع َّي ًا ـ وهذا هو َّ
()3
للمواقف احليا ِت َّي ِة الفعلِ َّي ِة؟ ِ مصدراً األدب َّي ُة ْ
تؤل ُف األعما ُل ِ هل ِّ
األعامل األدبِ َّي ِة العربِ َّي ِة يف
ِ ناصع ًا يف جلي ًا ِ ِ ِ ِ
حب الغلامن َّ وع ِّ موض ُ يربز ُ ُ
املبكر ِة.
َ احلقبة العثامنِ َّي ِة ِ
ِ املفض َل َة يف ِ يم َة َّ ِ احلب متَّقدُ العاط َف ِة أو
األعامل، هذه العشق ال ِّث َ ُّ َ
كان
إن مل ْ يك ْن فيها أكثر املواض ِع ـ ْ احلديث عنه يف ِ ُ جيري املحبوب الذي ِِ َ
وكان
ُ
ِ
عر الغزليِ َّ العربيِ َّ الش َإن ِّ تقولَّ : تكون الفكر ُة التي ُ ُ ك ِّلها ـ غالم ًا مراهق ًا ،وقدْ
حيح ًة عندَ ٍ ِ ما َ
يص ِّو ُر حمبو َب ًة أن َثى فكر ًة َص َ كان ـ كقاعدَ ة ـ َ احلديث َ قبل
املبكرة ،والِ ِ ِ ِ
عر يف احلقبة اإلسالم َّية والش ِ
قبل اإلسال ِم ِّ شعر ما َ احلديث عن ِ ِ
َ
حيح ٍة غري َص َ األدب العربيِ ِّ ،لكنَّها ُ ِ ني يف املختص َ
ِّ هذه الفكر ُة شائ َع ًة َ
بني تزال ِ ُ
َّاسع عشرَ َ )1(.وبقدْ ِر ما ِ ِ ِ الش ِ يف ِ
عر العربيِ ِّ م َن القرن التَّاس ِع حتَّى القرن الت َ حال ِّ
املحبوب املعنِ ِّي يف ال َق ِصيدَ ِة ِ جنس فإن َ املبكر ِةَّ ، َ باحلقبة العثامنِ َّي ِة
ِ األمر
ُ يتع َّل ُق
وحات الت ِ
َّكميل َّي ُة هلا ُ َّعليقات والشرُّ
ُ -عندَ ما تقدَّ ُم ُه ال َق ِصيدَ ُة ذاتهُ ا أو الت
جنس ُه ذكر ًا كان ُ بات األدبِ َّي ِة َ - املنتخ َِ جامع
ُ يوان أو التِي يضعها محُ َرر الدِّ ِ
ِّ ُ ُ
الصبيان كان يف ّ
االقل شائعا بقدر شيوع حب ّ أن شعر ّ ٍ
بأسلوب مقنع ّ ((( دافع ت بوير
يب بحلول القرنني التّاسع والعارشLiebe und ،
حب النّساء يف األدب العر ّ
شعر ّ
.162-Liebesdichtung‘.، 150
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 220
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرئيسة يف العامل
ّخبوي الذي نظم يف املدن ّ ّ يدل ذلك ،ظاهر ّيا عىل ّ
الشعر الن ((( ّ
النّاطق با ّللغة العرب ّية يف اإلمرباطور ّية العثامن ّية كام يبدو جل ّيا يف املنتخبات األدب ّية
الشعر الشعر ّية يف كتب الترّ اجم يف هذه احلقبة .ولكنّه قد ال يصدق عىل ّ واملقتطفات ّ
عبي أو ّ
الشعر يف عامن ،مثال. الش ّّ
((( يبدو هذا مشاهبا ملوقف ت .بوير يف (.)Raffinement und Frömmigkeit
اخلاص بـ "العفاف‘" يف هذا النّوع ّ إلاّ ّ
أن بوير مل ْ يأخذ ،مثلام يبدو ،بنحو جا ّد البعد
ذي يف األعامل نيوي -الت ّ
ّلذ ّ الشعر ،وتبعا لذلك فقد جعل املغايرة بني املثال الدّ ّ من ّ
للزنا واملثل ّية ممّا كنت أظ ّن.
األدب ّية الغزل ّية أكثر اختالفا وتعارضا مع اإلدانة الدّ ين ّية ّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
221
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ
(مترينات عر يف إنكلرتا اإلليزابيثِ َّي ِة واليعقوبِ َّي ِة( )1ال يعدُ و متثي ُل ُه َّوع ِم َن ِّ
الش ِ الن َ
كالسيك َّي ٍة ،بمعنَى إنهَّ ا ال
ِ ٍ
أنموذجات َت تستندُ إىل ِ
حتليلها أنهَّ ا كان ْ يظهر بعدَ
ُ
بهِ ِ ()2
الشعراء أو جتار م.ِ ِ
تكشف شيئ ًا عن ميول ُّ ُ
ٍ ني احلديثِ َ بعض ِم َن
بتعليقات باألدب العربيِ ِّ ِ ني املختص َ
ِّ ٌ وقدْ أدلىَ
ِ
استعامل بمرشوع َّي ِة
ِ ِ
باالسرتابة يشعر َ
ون ُ
ِ
احلقيقة ُون يف توحي بأنهَّ ُم قد يكون َ ِ
ِ ِ ِ ِِ ِِ الش ِ
نحو ون بوساطته بنا َء املواقف ال َّثقاف َّية َ مصدر ًا يعيدُ َ بوصفه ْ عر الغزليِ ِّ ْ ِّ
(جي كريستوفر بورغل ـ J. Christopher َ
جادل لامن ،إذ الغ ِ حب ِ
َ ِّ
ِ الش ِ ِ ِ ِ ِ
نظم ُه عر العربيِ ِّ الذي َ ظاهر َة عشق الغلامن يف ِّ َ درس
)Bürgelالذي َ
الرفي َع ِة التِي ال ِ ِ ِ املسلم َ ِِ ِ عد ٌد ِم ْن
والسمعة َّ ني م ْن ذوي املكانة اجللي َلة ُّ فقهاء
أن الغاي َة جادل يف َّ َ احلادي عشرَ َ وال َّثانيِ عشرَ َ ... ِ تشوبهُ ا شائ َب ٌة يف القرن ِ
َني
األساس )3(.ويمك ُن ِ فهم ُه عىل هذا قصص َّي ًا ،ويتعينَّ ُ ُ
ِ
كان َ عر َ الش ِ ِم ْن هذا ِّ
ادر ِ
غري باملص ِ ِ ِ َّ القولَّ : ُ
رضورة االستعانة َ َ ص يف يتلخ ُ موقف (بورغل) َ إن
ِ ِ ِ األدبِي ِة للتَّعر ِ
نحو كان يفك ُِّر فيه هؤالء الفقها ُء ومواقف ِهم َ حقيقة ما َ ف عىل ُّ َّ
لغات الشرَّ ِقيةِ احلضارات وا ُّل ِ ِ ختم أستا ُذ ِ ِ ِ ِ ِ
َّ اهرة؛ وعىل املنوال ذاتهَ ، هذه ال َّظ َ
األملانيِ ِّ (فرانز روزنثال ـ 2003-1914()Franz Rosenthalم)
وعاشق الن ِ عاشق ِ
األدب ِ ِّساء يف ِ الغ ِ
لامن ِ بني املفاخ َر ِة األدبِ َّي ِة َ َ ِ
لثيمة مراجع َت ُه
االليزابيثي هو العرص املرتبط بحكم امللكة اليزابيث األوىل (-1558 ّ ((( العرص
الذهب ّية يف تاريخ انكلرتا بفضل1603م) الذي يعدّ بحسب الكثريين أحد العصور ّ
ّسبي واالزدهار الكبري الذي شهدته خمتلف جوانب احلياة يايس الن ّ الس ّ
االستقرار ّ
يب إىل تلك املرحلة يف ّ اليعقو العهد ويشري ة. ي
ّ قاف ّ
ث وال ة يّ واالقتصاد ة الفنّ ّية واألدب ّي
السادس ،ملك اسكتلندا ّ
تاريخ إنكلرتا واسكتلندا التي تزامنت مع تسلم جيمس ّ
( )1625-1567مقاليد احلكم يف إنكلرتا بعد وفاة اليزابيث األوىل( .املرتمجة).
بري ،املثل ّية يف إنكلرتا عرص النّهضة .61-60،ولالستزادة عن املناقشة النّقد ّية َ (((
يب يف إسبانيا العصور الوسطى .انظر اليهودي -العر ّ
ّ للمزاعم املتّصلة ّ
بالشعر
(،)Schirmann, The Ephebe in Medieval Hebrew Poetry
ص.67
((( بورغل.Literatur und Wirklichkeit)، 254( ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 222
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املشاعر احلقيق َّي َة َ أنالكالسيك ِّي بملحو َظ ٍة ور َد فيها( :يبدُ و واضح ًا َّ ِ
العربيِ ِّ
ات عر) )1(.وزعم ْت أستا َذ ُة الدِّ راس ِ
َ َ الش ِ الصاد َق َة غائ َب ٌة عن هذا النَّو ِع ِم َن ِّ َّ
الصل َة اإلسالم َّية األملان َّي ُة (سوزان اندروتز ـَّ )Suzanne Enderwitz ِ ِ ِ
أن ِّ
الغزل ِ شعروطرح ُه) يف ِ وير ُه كان ِ [الفعل َّي َة] و (ما َ ِ ِ
ُ تص ُ جيري ْ “احلياة” بنيَ
فصاعد ًا) ...قد ِ ِ ِ اس َّي ِة احلقبة العب ِ ِ العربيِ بعدَ
املبكرة (أي م َن القرن التَّاس ِع َ َ َّ
وترفيه ال ٍ ٍ
تسلية ِ
(شعر عر الغزليِ ُّ إىل تطو َر ِّ ِ ِ ُقطِ َع ْت
الش ُ اإلمجال ،إذ َّ بوجه
عاءقط مدَ ى قو ِة االد ِ وليس واضح ًا ُّ ِ ()2
أن له ِصل ًة باحلقيقة). قط َّ يدَّ ِعي ُّ
ِّ َّ َ
رج ُح أنهَّ ُم الذي تقدَّ م به ٌّ ِ ِ
كل م ْن (بورغل) و (روزنثال) و (اندروتز) و ُي َّ َ
ِ
العادة قص ِص َّي ًا يف عر َ الش ِ وف يف ِّ جالء َّ ِ كانُوا ير ُم َ
كان َ املوص َ ُ احلبَّ أن ون إىل
اعر الش ِ جتارب َّ ِ االستنتاجات عن ِ احلذر يف وض ِع ِ توخي ب ،ولذا يتعينَّ ُ ِّ فحس ُ ْ
جدال فيه ،إذ َ قاطع ال ب ،وهذا اال ِّدعا ُء ِ ِ ِ ِ ِ
ٌ فحس ُومواقفه باالستناد إىل شعره ْ
الشعرا ُء الواق ِع ُّ العرب -ويف ِ ِ الش ِ
عراء بقدرة ُّ ِ ينكر َّ
أن ألحد ْ ٍ ِ
أن َ بالكاد يمك ُن
دون ْ عر الغزليِ ِمن ِ الش ِ أخرى -ن ْظ َم ِّ ِ ٍ ٍ ٍ ٍ
أن يكونُوا ِّ ْ يف أ َّية ثقا َفة أو حقبة تارخي َّية َ
عاء ون تقديم اد ٍ آخ َر أنهَّ ُم كانُوا يرو ُم َ جانب َ ٍ تم ُل ِم ْن ِ ور ِة
َ ِّ ني؛ ويحُ َ عاشق َ بالضرَّ َ
املبكر ِة، َ اس َّي ِة احلقبة العب ِ
َّ
ِ عر الغزليِ َّ بعدَ الش َ أن ِّ للجدل ،هو َّ ِ وأكثر إثار ًة َ أقوى َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
نحو مه َّية [املتو َّق َعة] يف الدِّ راسة التَّارخي َّية للمواقف َ مل ْ يك ْن حي َظى ظاهر َّي ًا باأل ِّ
أكثر د َّق ًة وحتديد ًا ٍ لامن .ويمكن إعاد ُة صو ِغ االد ِ الغ ِ عشق ِ ِ
بنحو َ وتقديم ُهُ عاء ِّ َ ُ
ِ
ائص خص ِ أن بقدرة َ نفرتض َّ َ (ليس مناسب ًا وال مرشوع ًا ْ
أن يف الكال ِم اآلتيِ َ :
عشق ف هبا األدبا ُء وص َ ِ ِ ِ ِ الت ِ
َ واالنفتاح التي َ احة َّكرار والتَّعاطف والصرَّ
احلب ِّ َّوع ِم َن أن هذا الن َ تدعم الفكر َة التِي تفيدُ َّ َ واالفتتان هبِمْ ،
أن َ لامنالغ ِ ِ
ِ
األدباء يعيش فيها الفعل َّي ِة التِي ُ ِ ِ
البيئة مرئ َّي ًا ومسكوت ًا عنه يف ف جزء ًا ِ يؤ ِّل ُ
ومجهور ِهم). ِ
حمرمات ا ّللهو ّ
والسامع274 ،؛ وطرح املسألة الرعاع عن ّ كف ّ
اهليتميّ ،
ّ ((( ابن حجر
السادة املتّقني249 :1 ،
بيدي ،إحتاف ّ
الز ّ ذاهتا الغزا ّيل يف إحياء علوم الدّ ين؛ انظر ّ
(حاشية)؛( 496 :6 ،حاشية).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 224
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومي ( ُتوفيِّ سن َة 736م) ِ
الذي ِ ُ اعر اليمنِ ُّي َ
وكان َّ ذاتِ ِه وأذوا َق ُه.
َ الر ُّ شعبان ُّ الش ُ
ِ
األثامن ِ
بأبخس بنات فِك ِْر ِه
لامن (يبيع ِ
ُ
الغ ِ ائد يف حب ِ
ِّ
نظم العديدَ ِمن القص ِ
َ َ َ
ٍ ِ ِ ِ
الس َو َقة إذا را ُموا شيئ ًا م َن ِّ ِ ِ ِم ْن ِّ
حمبوب هلُم أو الشعر يف كل ما يطل ُب ُه ذل َك م َن ُّ
ثم بعدَ ذلِ َك َ
عجز األكابر َّ
َ ويمدح
ُ (يعتاش بالتَّط ُّب ِ
ب ُ كان أن َ نحو ذلِ َك) بعدَ ْ ِ
()1
وأقعدَ ).
عرالش ُ اهر َّي ِة التِي حي َظى هبا ِّ الشعبِ َّي ِة ال َّظ ِ هذه َّ وسيتعذر يف الواق ِع َفهم ِ
ْ ُ َّ ُ
أن تصويراتِ ِه ا َّللفظِي َة للحب املت ِ ِ ِ الغزليِ ُّ يف
َت َّقد ،كان ْ ِّ َّ حال قب ْلنا بفكرة َّ ْ
احلب ،أو إذا بشأن معنَى الوقو ِع يف ِ مجهور ُه يفك ُِّر به مفصو َل ًة متام ًا عماَّ َ
كان
ِّ ُ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
مجهور ُهُ جلامل الذي يؤم ُن به مفصو َل ًة عن مثال ا َ للمحبوب ُ تصويراته َت ْ كان ْ
َّاب بعض ِم ْن كت ِ كان ٌ ض ،وقدْ َ رت ِ العشق واهليا ِم املف َ ِ بموضو ِع ُ ِ
اإلحساس أو
الفك َِر بني ِ لة عا َّم ٍة َ أن وجود ِص ٍ ون يف َّ راس ِة يعتقدُ َ ِ ِ
َ موضو ِع الدِّ َ احلقبة ُ هذه
الق َي ِم التِي يؤم ُن هبا األفرا ُد وبني ِ عر َّي ِة َ الش ِ ور ِه ِّ وص ِ عر الغزليِ ِّ ُ الش ِ الشائ َع ِة يف ِّ َّ
بده ٌّي وأذواق ِهم وافرتاضاتهِ ِم هو أمر ِ ِ الش ِ
عر استم ُعوا هلذا ِّ الذي َن أ َّل ُفوا أو ِ
ٌ َ
الرببري ( ُتوفيِّ َ سن َة 1817م) ور ُّي أمحدُ الس ِ الكاتب ُّ ُ َّسليم به ،إذ ا َّد َعى يتعينَّ ُ الت ُ
ُ
ِ واإلسالم َّي ِة
ِ اإلسالم َّي ِة
ِ األزمان ما َ ِ املثالَّ ، سبيل ِ ِ
املبكرة مل ْ َ قبل العرب يف
َ أن يف
ِِ ني إىل ا ِّل ِ يكونُوا م َّيالِ َ
أحج ُموا ال عىل ا ِّدعائه هو حقيق ُة أنهَّ ُم َ لواط ،وقدَّ َم لنا دلي ً
تعرف
ُ َت ال العرب كان ْ ليل عىل َّ
أن شعر ِهم( :والدَّ ُ لامن يف ِ بالغ ِ َّغز ِل ِ عن الت ُّ
َ
ب ِ الغ ِ تغزلهِ ا يف ِ ا ِّللوا َط َة عد ُم ُّ
َّسيب وتش ِّب ُ تنظم الن َ َت ُ أشعارها وإنَّام كان ْ لامن يف
ِّساء وقدْ ق ْل ُت سابق ًا: يف الن ِ
*****
قط الشعرا َء مل ْ يعبرِّ ُ وا ُّ أن ُّ الذي يفيدُ َّ ُّك ِه ِ فر ُط يف تشك ِ االفرتاض ا ُمل ِ ُ ويبدُ و
مثل يدعم ُه متام ًا َ أساسٍ عمل َّي ًا ـ بال ائد ِهم ـ ِ وعواطف ِهم يف قص ِ ِ عن جتاربهِ ِم
ُ َ
الوقت .وتستشهدُ ِ َ
طوال ون ذلِ َك يقول :إنهَّ ُم يفع ُل َ الذي ُ اذج ِ الس ِ ِ
االفرتاض َّ
الكرمي ،منية املح ّبني وبغية العاشقني ،صفحة 34ب.
ّ (((
الكرمي ،منية املح ّبني ،صفحة 42أ.
ّ (((
الكرمي ،منية املح ّبني ،صفحة 41ب.
ّ ((( انظر الرببري ،الشرّ ح ّ
اجليل2019 ،؛
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 226
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
بالقرب ِم ْن
ِ أحد األ َّيا ِم (يف حم َّل ِة القباقبِ َّي ِة
الشاعر يف ِ
وقف َّ ُ القص ُةَ :
تقول َّ ُ
يبيع ال ُّت ُت َن، ٍ َ فنظر إىل غال ٍم ِ ِ ِ
()1
هناك يف حانوت ُ املذكور هو وإ َّيا ُهَ ، العمر ِّي دار
نور سنا حم َّيا ُه، راق مجُ تال ُهَ ، بح ْس ٍن َ غري ٍ ِِ قدُّ ُه ٌ
وفاق ُ ذابلُ ، مائل وور ُد خدوده ُ
املسك يف ِ خال كفتِ ِ
يت احلانوت؛ وأيض ًا عىل خدِّ ِه ُ ِ جيلس معه يف وله ٌ
خال
ُ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ قديام.
((( التّتن :اسم «التّبغ» عند العا ّمة ً
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
227
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عر الش ِ َني ِم َن ِّ نظم بيت ِاحلويز ِّيَ ، ِ ٍ
معتوق ِ
العراق َّي اب َن اعر
الش َ إن َّ ويقالَّ : ُ
ديق ِه بعدَ ما ظهر الصبِي ِ بطلب ِمن ص ِ
بيضا َء األخري مرتدي ًا عامم ًة َ ُ الذي حي ُّب ُه َ َّ ُّ ٍ ْ َ
وهو ِ ٍ ِ وعبا َء ًة سودا َء( :وممَّا جا َء له يف ِصبا ُه أ َّن ُه
بعض م َن األدباء َ اجتمع مع
َ
الوجه عليه عامم ٌة ِ فأقبل غال ٌم َح َس ُن َ دار ِه بالبصرْ ِة باب ِ ال عىل ِ جالس لي ً ٌ
ِ
فأطرق يفك ُِّر مل َّي ًا ،فسأ َل ُه َ األديب، ِ
هيوى له ذل َك َ وح َّل ٌة سودا ُء،
ُ وكان َ بيضا ُء ُ َ
ِ َ الفكرة َِ طول ِ ِ
وصف الغال ِم ْ
فلم أعمل شيئ ًا يف ْ أن فقال :أر ْد ُت ْ هذه عن
فقال وتنوب به عنِّي؟َ . ُ فهل حيضرُ ُ َك ما مل ْ أجدْ منِّي، حيرضْنيِ ما أر ْد ُتْ ،
ارجتاالً:
ِ
نسـكي ِ
املســك ِّي بنقطة خالِ ِه ِ ــــاع منِّي منري َض قمر ويل
َ ٌ ٌ
ِ (*) ِ ِ
ألجل هتكي بالص ِ
باح َّ ــم
وعم َ َّ ألجــل خذل تق َّبـا بال َّظـــال ِم
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 228
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرحيانة.456-356 :2 ،
[*] املح ّب ّي ،خالصة األثر10 :1 ،؛ املح ّب ّي ،نفحة ّ
*****
در
راح وهو بــــــال ِّ
ــــر َ
ِ
تـــراه بِص ٍّ در ُد ِعـــي هلــا ٍ
معــان إذا ما الصـ َُّّر َّ
ِ ِ ٍِ ِ
ـــحر ــلي ِمومأخـوذمـ َنا َّللحظ ِّ
بالس احلزين ورق َي َة َّ
الســـ أضمنُها َسلوى
ِّ
رسي إذا ح َّثـــها الس ِ ِ ٍ
ومخــــر شــــامليِ ٍّ َّ
ــت له ِّ
اقي أذا َع ْ َّ متابـــع
ٌ ـمول للش
فوق خـصرْ ِ ِ
َّـــــار َ ِ ِ حتم ُلــــوا ِ ِ
الزن
كلكـل ُّ ـي
نق َّ م َنالعبقر ِّييــــ َنالذيــــ َن َّ
ِ
البدر نـــور ســــنا الح ِ
ُ سام ًء هبا قد َ الياممـــــة خلتَها اعتـــــم زرقـا َء
َّ إذا
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 230
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الس ِ
ــطر ِ قنا ٍ ــر ِ
اب خ ْل َت قوا َمـــ ُه بني ُّ ْ
ــت عىل وســط َّ
ألف قا َم ْ الش َّ وإن قـا َم َ
ِ مقامـــع ِمــ ْن جلينــ ًا حت ِّل َيهـــا ــــتيمينَ ُه ِ
الكاســــاتخ ْل أترع ْ
تبـــر ُ َ وإن َ
(*)
مخر ِ
العني مخر ًا عىل ِ ِ
بكاس سـقاها هوى
ني نظـر َة ذي َ وإن َن َظ َ
ـــر ْت ُه ال َع ُ ْ
الرحيانة.394-393 :2 ،
[*] املح ّب ّي ،خالصة األثر01 :1 ،؛ املح ّب ّي ،نفحة ّ
لغوي:
ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
والصدر :مغادرة املاء بعد أخذه؛ الصرّ ّ :ربط رضع
ّ السري إىل املاء ألخذه؛ الوردّ :
والش ُمول اخلَ ْمر ألَنهَّ ا
املرصى ،وتقطيب الوجه؛ َّ ّ
الشاة لئال يرضعه ولدها؛ والصرِّ ُّ الضرّ ع ّ
الناس وقيل ُس ِّميت بذلك ألَ َّن هلا َع ْص َف ًة ك َع ْص َفة َّ
الشامل وقيل هي الباردة؛ َ ت َْش َمل بِرحيها
الصدْ ر ،أو هو ما بني الترّ قوتني؛ وأترع الكأس مألها عن الس ّيد؛ والكلكل َ
والعبقري ّ
ّ
كل شيَّْ ءِ :خ َي ُار ُه؛التّربّ :
الذهب؛ (ال َقنَاء ـ القنو): الفضة؛ وال َق َم َع ُةمن ّ
آخرها؛ وا ّللجني ّ
الع ْذق ،وهو من النَّخل كالعنقود من العنب. ِ
*****
ص التِي ختد ُم القص ُ َت َ نحاجج فيام إذا كان ْ َ األرجحـ ْ
أن ِ ويمك ُن ـ عىل
أنجوهرها ،ونظ ُّن َّ ِ ول يف القصيد َة ِه َي ُن ُق ٌ ِ ِ
سياق ِ
رشح غرض َ ِ
ظاه ِر َّي ًا
ول داق َّي ِة ُن ُق ٍ
َّك يف مص ِ
ْ هذه املسأ َل ِة حينَام شك َ (كريستوفر بورغل) قد أملع إىل ِ
َ
يتعذ ُرأخرىَّ ، ومر ًة َ َّ
()1
األعامل األدبِ َّي ِة والواقعِ.
ِ بني ِ
العالقة َ هذه يف ِ
سياق مثل ِ ِ
ِ أي ِ
الر ِ حتديدُ ِ
سوى طرح ُه (بورغل) إذ ر َّبام مل ْ يك ْن يقصدُ شيئ ًا َ َ الذي قوة َّ َّ
داق َّي ِة
هذه القصص تفتقر إىل الدِّ َّق ِة واملص ِ
ْ ُ َ َ
أن ِ وه َي َّ توكيد املسأ َل ِة املس َّل ِم هباِ ، ِ
الص َّح ِة؛ أو ِ
أساس هلا م َن ِّ َ
ٍ
إشاعات ال األحيان ،ألنهَّ ا تستندُ إىل ِ بعض ِم َن ٍ يف
واألهم هنا ُّ األقوى َ أي جوهرها ،ويتجلىَّ َّ
الر ُ ِ وقدح َّي ٍة يف
ِ تشهري َّي ٍة
ِ َ
أقاويل
ص ال تدَّ ِعي قص ُ َّعامل معها عىل أنهَّ ا َ ص والت ِ القص ِ ِ ِ
يف النَّظرة العا َّمة إىل هذه َ
ِ
أنَّاب )1(.إلاَّ َّ َّسامح» معها املمي ِز للدِّ ِ ِ ِ «عد ِم الت
ين الذي يؤم ُن به الفقها ُء والكت ُ ِّ
بنحو عا ٍّم! إذ مل ْ يك ْن األدبا ُء والفقها ُء ٍ تعارض مض ِّل ِل ٌ تعارض ًا َ
مثل هذا هو
اجلنس َّي ِة ،كام
ِ املثل َّي ِة
يل يف أدناه ـ مع م ْفهو ِم ِ
َ ُ ُ
ون ـ مث َلام سنب ُ بالت ِ
َّفص ِ ينِّ يتعام ُل َ
بني اجلنس َّي ِة َ
ِ ِ
للعالقة الشديدَ ِة ِ
اإلدانة َّ نعر ُف ُه ،ولذلِ َك مت َّكنُوا ِم َن اجلم ِع َ
بني
متجيد ِه وإسبا ِغ ال َّطاب ِع ِ ِ
العفيف؛ وحتَّى احلب ا ِّللواطِ ِّي
ِّ ِ
َّسامح مع الذ ِ
كور والت ُّ
املثاليِ ِّ عليه.
َت ِ
احلقبة كان ْ العالقات ا ِّللواطِي َة يف ِ
هذه ِ فإن فكر َة َّ
أن حالَّ ، وعىل أ َّي ِة ٍ
َّ
ِ ِ ِ
قبل اإلسالم ِّي ما َ وملحوظ ًا م ْن ثقافة الشرَّ ِق العربيِ ِّ ُ ف جانب ًا عا َّم ًا تؤ ِّل ُ
َت تعرض له ،إنَّام كان ْ ُ األعامل األدبِ َّي ُة ُ َت احلديث ،مل ْ تك ْن تستندُ إىل ما كان ْ ِ
والفقه َّي ِة حصرْ ًا إضاف ًة ِ ات الترَّ امجِ َّي ِة والوعظِ َّي ِة تستندُ يف إثباتهِ ا إىل األدبِي ِ
َّ
ِ
َّت الفكر ُة معقو َل ًة وقاب َل ًة للت َّْصديق يف حالت الغربِ َّي ِة ،وإذا كان ْ ِ الر
أدب َّ إىل ِ
اضطرارنا إىل ِ بب يف الس ِ تتعذ ُر معرف ُة َّ إذن َّ الساندَ ِةْ ، ِ
ذا ا بمعزل عن األد َّلة َّ
ٍ تهِ
تكشف ُ ٍ
مترينات ال حمض َت َ األعامل األدبِ َّي ِة كان ْ
ِ الفك ََر ا ِّللواطِ َّي َة يف أن ِ ِ
افرتاض َّ
ِ ومجهور ِهم!؛ وقدْ نشتب ُه يف ِ للش ِ ِ ليِ
سبيل عراء والعاطف ِّي ُّ شيئ ًا عن العالمَ ِ العق ِّ
وق ِيهم، معش ِ ون ُع ُذ َر ُ يص ُف َ الذين ِ الشعراء ِ الذي يقضيِ ] َّ أي ِ الر ِ ِ
َ أن ُّ َ املثال [يف َّ
وص ُف ُهم تعبري ًا دون ْ ِ ون تقليد ًا أدبِي ًا راسخ ًا فحسب ِمن ِ كانُوا يتَّب ُع َ
أن يعن َي ْ ْ ُ ْ َّ
شخص َّي ٍة .ودلي ُلنا عىل ذلِ َك وفر ُة األد َّل ِة يف ِ تفضيالت جمَ الِ َّي ٍة
ٍ ِم ْن جانبِ ِهم عن
القصيص
ّ ((( وهذا هو عىل األرجح الدّ افع املؤ ّطر ملحاولة (بورغل) توكيد ال ّطابع
للشعر الغز ّيل؛ انظر (Literatur und Wirklichkeit)، 254؛ و املحتمل ّ
( .Die beste Dichtung ist die Lügenreichste)، 35ومتكّن الباحثون
احلديثون الذين كانوا ينظرون إىل شعر البالط يف القرون الوسطى الذي شاع يف
اجتامعي يسنده يف الواقع ،متكّنوا من
ّ الغرب بوصفه موضوعا أدب ّيا بال أساس
الزنا يف هذه احلقبة (انظر بنتن، دعم موقفهم باحلديث عن التّشدّ د يف النّظر إىل ّ
حب البالط
ّقدي ملوقف بنتن يف كتاب بواس (أصل ّ "كليو وفينوس" والنّقاش الن ّ
ومعناه) .)114-111ولالستزادة بشأن املحاوالت األخرية إلثبات احلقيقة
وحب البالط"،
ّ حلب البالط يف القرون الوسطى ،انظر كني" ،الفروس ّيةاالجتامع ّية ّ
احلب".
وجاغر"،رفعة ّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
233
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ِ فات ِ املؤ َّل ِ
احلال عىل الدَّ وا ِم؛ إذ أ َّكدَ بأن هذا مل ْ يك ْن َ ربنا َّ غري األدبِ َّية التي خت ُ
الغ ِ
لامن العديد ِمن ِ ِ ِ
الكرم ُّي َّ
أن وجو َه فيوس َ الذ ِ ِ سالف ِّ
َ كر مرع ُّي ب ُن ُ ُ الفقي ُه
َ
وهناك ون ا ُمل ْر َد يف الوسا َم ِة والقسا َم ِة،
ُعذ ُر ،فيفو ُق َ تغدُ و أكثر جمَ االً عندَ ما ت ِ
َ
ديق ِه حمم ٍد الفاسيِ اخلفاجي عن ص ِ ِ َ ِ ()1
ِّ َّ َ ُّ رب أمحدُ الكثري مم َّ ْن ُي ْغ َر ُمون هبم .وأخ َ
ُ
ِ
عروف ًا ،وبغزالن النَّ َقا مشغوالً مش ُغوف ًا ،ال س َّيام إذا تفت ََّح ِ
يزل با َّللهو َم ُ أ َّن ُه (مل ْ
َّهار.ليل يف الن ِ يولج ا َّل َ ِ ِ ِ عن ِ
نع اهللِ الذي ُ العذار ،وشاهدَ ُص َ اخلدود أكام ُم ورد
تعج ُلـــوا فبِها ُول فق ْل ُت هلُم ال َ العـذار بعزلِـِه
ِ َت ُكت ُ
ُب وقا ُلوا أت ْ
(*)
ورد خدِّ ِه
ِ ِ
العذار عىل دب ظِ ُّل
َّ هيوى بمـصرْ َ غـالم ًا وقدْ َ
وكان َ
*****
رشك ِه
ِ جـل َمـ ْن أوقعنِــي يف َّ شــرك ًا َ نص َب ْت أحلا ُظــ ُه يل َ
ِ
كاحلـور ِ
لمـــان واف ِمن ِ
الغ نشوان ٍ
ُ انظر إىل ٍ
وردة ح َّيــا هبــــا رشــــأ
َ ْ
(*) خمم ِ
ور ف ُ مضمو َمـ ًة إذ بدَ ْت أو ْ
طر ُ ُ كأنهَّ اشـــفتَا ُهحيـــ َنجــــا َءهبــا
*****
رشوحات ٌ َّعليقات ذاتهَ ا ِه َي ِ وحات والت ِ هذه الشرُّ ِ القولَّ :
إن َ َّ
إن
ِ ِ فون يقصدُ َ ِ جوهرها مل ْ يك ْن املؤ ِّل َ ِ قصص َّي ٌة يف ِ
ون م ْن ورائها (ومل ْ وتعليقات َ ٌ
حادثات أو عالقاتٍ ٍ تص ِّور ِ ُ
ظاهرها) اإلحيا َء بأنهَّ ا َ يأخذونهَ ا عىل القرا ُء يك ْن َّ
هذه الشرُّ وحاتِ أن ِ يكون خيال َّي ًا أو مستب َعد ًا؛ إلاَّ َّ ِ ُ القول قد ال ُ فعل َّي ًة ...هذا ِ
وأكثر حتديد ًا يف َّفاص ِ
يل املعتاد ،بأ ا أكثر عناي ًة بالت ِ ِ ف يف َّعليقات تت َِّص ُ ِ والت
ُ ُ نهَّ
ٍ ذلِ َك ،وم ْن هناَّ ، ِ
ليس هلا ص أدبِ َّية َ قص ٍ حمض َ َّعامل معها عىل أنهَّ ا ُ فإن الت َ
أن يتعذ ُر ْ الواقع َّي ِة ،إذ َّ ِ ويفتقر إىل ُ للص ِ
واب ِ
صل ٌة بالواقعِ؛ يبدُ و أمر ًا جمانب ًا َّ
ِ
إسامعيل َ ديق ِهرواية قص ٍة خيرب فيها عن وقو ِع ص ِ
َ ُ َّ
ِ أن اجلربتيِ َّ ُي ْق ِد ُم عىل نصدِّ َق َّ َ
عر له ونظم ِّ ِ ُ شاب َ ٍ اب يف غرا ِم اخلش ِ َّ
الش َ َ ني؛ يعمل عندَ الفرنس ِّي َ كان ٍّ ناسخ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
نفس ُه يعتقدُ أثنا َء احلملة النَّا ُّبليون َّية قص َرية األمد يف مصرْ َ ما مل ْ يك ْن اجلربتيِ ُّ ُ
األمر ذا ُت ُه ُ كان ِصحيح ًا؛ و َي ْصدُ ُق أن ذلِ َك َ أن يعتقدُ وا يف َّ أو يو ُّد ِم ْن َّقر ِائ ِه ْ
األبيات التِي ِ املقصو َد يف أن ُ الذي مل ْ يك ْن ليحدِّ َد َّ ف الترَّ اج ِم املحبِي ِ
ِّ
عىل مؤ ِّل ِ
أناس أو َّ فتح اهللِ ب ُن الن ََّّح ِ اسم ُه ُ كان شا َّب ًا مليح ًا ُ إبراهيم البرتونيِ ُّ َ ُ نظمها َ
دقائ ِه الفقهاءِ اثنان ِمن أص ِ شعر بعدَ ما انتقدَ ه ِ أرسع يف نظ ِم بيتَي ٍ اخلفاج َّي قد ِ
ْ ْ ُ َ
العامد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة ِ الر ِ
محن شاهني ( ُتوفيِّ َ سن َة 1644م) وعبدُ َّ َ مها أمحدُ ب ُن
األبيض يف ِ ِ
اجلرس قرب شيِ مليح َ
كان يم شاب ٍ َّظر يف ِ ِ
َ ٍّ 1641م) إلنعامه الن َ
ِ ِ
دمشق ...مل يك ْن املؤ ِّلفان [اجلربتيِ ُّ واملحبِ ّي] ليفعال ذل َك لو مل يكونا مقتن َعينْ ِ ِ َ
ْ ْ
حدث فعالً ،ويمك ُن ـ ابتغا َء َ بأن هذا قد أن يقتن ُعوا َّ ِ
به أو يريدان م ْن َّقرائ ِهام ْ ِ ِ
الث اآلت َي ِة: ص ال َّث ِ القص ِ دع ِم ما ذه ْبنا إليه ـ التَّفك ُُّر يف َ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
235
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
طالء احلان َة) حيانة ورشح ُة منتخباتِ ِه األدبِي ِة (نفح ُة الر ِ ذكر املح ِّب ُّي يف َ
َّ َّ (َ )1
فد َّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1689م) قد ُأغر َم أن صدي َقه املقرب أمحدَ الص ِ
اسم ُه
بشاب ُ
ٍّ َّ ُ َّ َ َّ َ
وأزاح عن جفنِ ِه َ الرس ْن،خلع َّ َ َّفق له بعدَ ما أس ْن أ َّن ُه فقال( :وات َ رباحَ ، ُ
ثبات احلجرِ وثبت َ َ هيامن الوليدْ ،َ فعشق غالم ًا ُيد َعى رباح ًا ،ها َم به َ الوس ْن، َ
ِ ٍ ِ ٍ ِ
يشري فيها
الصفد ُّي؛ ُ نظمها َّ ثم استشهدَ املح ِّب ُّي ب َقصيدَ ة قص َرية َ الصديدْ ) َّ َّ
()1
ِ
اب املعن ِّي: واضح ًة إىل َّ
الش ِّ َ األخري إشار ًة ُ البيت
ُ
َ
عينيـــك راحـا ِ
مخــــــر فأدر يل ِم ْن ْ الصــبا ِع ْم َت َصباح ًاوقــــت َّ ُ راق َ
الر ِ
ياض انرشاحـا ت ِ ٍ عاطِنِيها ســالف ًة ِمـــ ْن
ــمع يف ِّ
الس َُطر ُب َّ حديــــث
ُ
ينعــــش األرواحــا َّ
شــــك ذاك ال ٍ
حديــث حديـــث ِّ
كل َ وأعـدْ لــي
ِ
ــــــادن األغـ ِّن مزاحـــــا ِد ِم َن َّ
الش ِ
فاجن جنَى الور الز ُ
مـان طاب َّ
اح ََص ِ
(*)
تلق ِمــــ َن َّ
الزمـان َرباحـــا ع َّل َك َ ٍ
بحبيـــب ْ
واشتغـل الش َ
ـغل ْ
واترك ُّ
ِ
الص ْب َوة َج ْه َلة ال ُفت َُّوة وال َّل ْه ِو من ال َغ َزل .ويف املختارِّ :
الص َبا أيض ًا من [*] يف ا ّللسانَّ :
والفتوة.
ّ وص ُّب ّو ًا أي مال إىل اجلهل
وص َبا يصبو َص ْبو ًة ُ
الشوق .يقال منه :ت ََصا َبى َ
ـ عمت صباحا و (عمت مساء) حت ّية كان العرب يف اجلاهل ّية حي ّيون هبا بعضهم،
وهي تعني قوهلم :ن َِع َم صباحك ونعم مساؤك .ومل يقولوا :عمت ظهرا أو عرصا أو
ليال ...الخ من األوقات.
الراح اخلمر املعتّقة.
ـ ّ
كالسالف بغري هاء ،وهو َأ ّول ما ُيعرص منها وقيل :ما سال من
ال َف ُة :الخْ مر ُّ
الس َ
ـ ُّ
والسالفة من اخلمر:
السالف ّ غري عرص .وقيل :هو ّأول ما ينزل منها .ويف التّهذيب ّ
ث ،وكذلك من التّمرَأ ْخ َلصها و َأ ْف َض ُلها ،وذلك إ َذا تحَ َ َّلب من العنب بال عرص وال مر ٍ
َْ َ َ ُ
والصليد
ّ الر َس ُن ما كان من َاأل ِز َّمة عىل َاألنف واجلمع َأ ْر ٌ
سان؛ والوسن النّعاس؛ ((( َّ
لغوي).
ّ لّ ا م (املقو
ّ القايس. األملس احلجر لد الص
ّ مبالغة
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 236
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحمم ٍد
َّ احلرصتِ ِّي
َ ِ
حسن املدينة ِم ْن ِ
مثل ِ ني يف عروفِ َ الح ا َمل ُ ان املِ ِ الشب ِ ِ
وهبا ًء م َن ُّ َّ
بن ومراد ِ ٍ اجلندي ف ويوس َ محن املنينِ ِّي
الر ِ ِ ِ ٍ ِ
ِّ ُ العمر ِّي وعبد َّ وشاكر البكر ِّي
محن الدَّ ِير ِّي؛ الر ِ ِ ِ الر ِ ِ ٍ
ومصط َفى ال َّط َّبا ِع وعبد َّ ْ األعلم ِّي، محن ركاب ،وعبد َّ
قواعد الن ِ ِ اب بعض ًا ِم ْن الذي َع َّل َم َّ ويدي ِ وكان رأي الس ِ وغري ِهم. ِ
َّحو الش َّ ِّ َ ُ ُّ
أكثرثم َة َم ْن هو ُ ليس َّ َّفق كالهمُ ا عىل أ َّن ُه َ ار ،إذ ات َ ديق ِه الع َّط ِ موافق ًا لرأي ص ِ
َ
األلباب، وخيلب األبص َار خيطف جمَ ا ُل ُه ُ ِ
شيخ احلر ِم الذي ابن ِ مالح ًة ِم ْن ِ
َ ُ َ
ديق ِه يف نظ ِم لرغبة ص ِ
َ
ِ َ
يرضخ هذه ـ ِم ْن ْ
أن واحلال ِ ُ ويد ِّي ـ وكان ال بدَّ للس ِ
ُّ َ
املعنون بـ (النُّفح ُة ِ ِ
حالت الر ِ ِ ِ البيت ِ
كتاب َّ املقامة يف طبع
السويد ُّي َ َني ،وأعا َد ُّ
محن املنينِي ِ الر ِ ِ ِ
الذي ُّ آخ ُر هو عبدُ َّ شاب َ سج َل ٌّ املسك َّي ُة) )1(.وزياد ًة عىل ذل َكَّ ،
ٍ
ذكر ْت أخرى َ ادر مستق َّلة َ مص َ بح كاتب ًا المع ًا فيام بعدُ حضور ًا الفت ًا يف َ أص َ ْ
ومازج ْت أخال َق ُه ِ
كان (حم َّبب ًا جمَ َيل اهليئة ،كأنَّام ُجبِ َل ْت طين ُت ُه با ُّللطف، ِ أ َّن ُه َ
َ
وجه ِه
واهلوىُ ،صق َل ْت مرآ ُة ِ َ
ِ
الوجد مغناطيس
ُ ف ...إ َّن ُه الحة وال َّظر ِ
َ
مدام ا َمل ِ
ُ ُ
بروض ُح ْس ٍن ِ مرور النَّسي ِم ،يتمت َُّع منه الن ُ
َّاظر ُ ِ
الوسي ِم كام َص َق َل َصفح َة النَّهر
ٍ ()2
رطب باهر). ٍ ٍ
بلؤلؤ امع
الس ُ َّف َّ زاهر ،ويتشن ُ ٍ
تطور املفهوم وصارت (املقامة) ثم ّ وتعني املقامة يف ا ّللغة مكان اإلقامة واجللوسّ ،
تعني احلديث الذي ُيلقى عىل النّاس إ ّما بغرض النّصح واإلرشاد ،وإ ّما بغرض
ثم اكتسبت أخريا داللتها االصطالح ّية املعروفة؛ وهي ّسول»ّ . ال ّثقافة العا ّمة أو «الت ّ
الشعر املوزون مع النّثر املسجوع. قصة قصرية خيتلط فيها ّ ّ
املحسنات البديع ّية وا ّللفظ ّية
ّ استخدام عىل جع) الس
ّ (بعد أسلوهبا يف املقامة تعتمد
بأنواعها املختلفة وعىل اختيار الغريب من األلفاظ وتوظيفه خلدمة موضوع املقامة.
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ
الرحلة امل ّك ّية ،خمطوطة،ّ يف ة ي
ّ املسك ّفحة ن ال ، البغدادي
ّ ويدي
ّ الس
ّ حسني بن اهلل ((( عبد
صفحة 142ب -147ب.
املرادي املقطع ال ّثاين من منتخبات شعر ّية ّ املرادي ،سلك الدّ رر .275 :2 ،نقل ّ (((
السماّ ن ،تاريخ ،صفحة السماّ ن (توفيّ سنة )1759؛ انظر ابن ّ حممد سعيد بن ّ نظمها ّ
2017أ.
املنيني) يف (1731/1730م) وأغلب ال ّظ ّن أنّه كان يف نحو ّ ِولد (عبد ّ
الرمحن
ويدي) يف دمشق. ّ الس
الرابعة عرشة من عمره عندما كان (عبد اهلل ّ ّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
239
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[*] املح ّب ّي ،خالصة األثر .175 :2 ،قد ختربنا تواريخ الوفاة بأمر آخر .إلاّ ّ
أن زكر ّياء
البوسنوي كان أصغر من منجك بثامنية عرش عاما.
ّ
*****
ِ
املالك ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1567ـ ِ
الفتح آخ ُر هو عبدُ ِ
دمشق ٌّي َ شاعر وثم َة
ٌ َّ
يمدح ُه فيها قائالً: بن حسا ٍم ٍ
بمحمد ِ عرف
مليح ُي ُ ِ
1568م) له َقصيدَ ٌة يف ٍ
ُ َّ
أحداق ِ
ِ اح ْر َبـا ُه ِم ْن ِ
ــــه يسـ ُطو َف َو َ والـــده عىل ُع َّشــــــا َق َه اس ِم كم بِ ْ
ْ
اق ِ حـــــول و َط ِ بالش ِ ِ ِ
ـــه َ ُ ني
اك َ للفتـك َّ ظ ْب ٌي ظبا أحلا ُظـــــ ُه قد ُج ِّ
ــــر َد ْت
ناق ِ بع ِ
باخـــل ِ
ٌ املراش ِ
ِ ِ
ــــه ــف عذب
ُ ول ا َّل َ
لمى معس ُ ُ
كحيل ال َّطرف ُ رشأ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 240
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نطاق ِ
ـه حتـت ِ ِ رت عن نظـــ ِم ال ُّثر َّيـــــا
(*)
جلـــوزاء َ
وينُـــو ُء با َ ثغــــر ُه
ُ يف ُّ
*****
وحممد َّ محن املنينِ ُّي الر ِ البوسنو ُّي وعبدُ َّ ِ حممدُ ب ُن حسا ٍم و زكر َّيا ُء ف َّ ويؤ ِّل ُ
ون أمثل ًة احلقبة؛ يؤ ِّل ُف َ ِ ات ِ
هذه شيخ احلر ِم وغري ِهم ممن حتدَّ َث ْت عنهم أدبِي ِ ب ُن ِ
َّ ُ َّ ْ ُ
الفاتن. ِ بفضل جمَ الهِِ م ِ ذاع ِصيت ُُهم ونا ُلوا شهر ًة واس َع ًة شباب َ ٍ ربنا عن خت ُ
أعني الر ِ ِ عزل الن ِ ففي جمتم ٍع يشدِّ ِد عىل ِ ِ
جال، عليه َّن بعيد ًا عن ِ ِّ واحلفاظ ِ ِّساء َ
الكالسيك َّي ِة الربيطانيِ ِ (كينيث ِ اتأستاذ الدِّ راس ِ
َ
ِ ِ
دراسة ب ما ور َد يف بحس ِ ْ
اجلنسيةِ ِ للمثليةِِ املائزةِ
دوڤر ـ 2010 -1920( )Kenneth Doverم) َ
َّ َّ
كور ِّي الذ ِ ِّطاق العا ِّم ّ امل) يف الن ِ (أنموذج اجل ِ
ِ َ فإن ُصور َة الكالسيك َّي ِةَّ ،
ِ اليونانِ َّي ِة
ِ وباملثل ،حتدَّ َ ِ املليح. ِ اب االقرتان َّ ِ ُ
حممدُ الكاتب الدِّ مشق ُّي َّ ُ ث ()1
بالش ِّ يميل إىل
َني ِم َن ِّني عن اثن ِ منتخباتِ ِه عن املغن َ الكنج ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1740م) يف َ ِ ب ُن أمحدَ
حممدُ أصواتهِ ِام :إذ ُو ِص َ ِ اخللق لهِِ باب يف زمانِ ِه تو َّل َع هبام الش ِ َّ
ف َّ جلام ام وعذو َبة ْ ُ َ
ِ ب اجل ِ
القلوب ،وجمَ ُال َ يبهجريق شبابِه ُ املَ ...ب ُ ب يف قا َل ِ َ شاب ُص َّ أبو كلثو ٍم أ َّن ُه ٌّ
ني املعجبِ َ ِ
املالئك ِّي بجاملِ ِه ِِ وع ِهنقائ ِه ونص ِ حمياه ال يضاهى يف ِ
َ أرس َ وتوهجهَ ، ُّ ُ َّ ُ ُ َ
غضارته)؛ َ ِ ِ ِ ِ ِ
وقيل الشبي َبة يف َ الربي ِع يف نضارته ،وعهدُ َّ وخلب ألبابهَ ُم( :طبع ُة َّ َ
القلوب مجيع ًا ِ كان سويدا َء داكن البرشة :إ َّن ُه َ ِ ِ تيِ ِ
ني اآلال ِّ عن أمحدَ قسطنط َ
وخلع عليه ِم ْن َ بذهن متفت ٍِّق، ٍ واألرواح ...حبا ُه اهللُ ِ ِ
ُّفوس وق الن ومعش َ ُ
ليل الذي يع ُلو َ عني ر َأ ْت ،حتَّى إذا رأي َت سواد جبهتِ ِه ِ امل ما ال ٌ معانيِ اجل ِ
َ ْ َ
ِ ()2 ِ
الكاثرة.
َ رأي الكثرة ستوافق َ ُ عذار ِه املخ َّطط عىل عتمة خدوده الدَّ اكنَة،
ِ ِ ِ ِ ِ ِ
((( دوڤر ،املثل ّية اليونان ّية.66 ،
حمرر هذا العمل أنّه كتب الكنجي ،بلوغ املنى يف تراجم أهل الغنا .90 ،73 ،يفرتض ّ ّ (((
يف القرن التّاسع عرش .وتبينّ األد ّلة الدّ اخل ّية (ال س ّيام التّعبريات القياس ّية التّقليد ّية
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
241
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)
القمــــر
ْ ِ
نــــور إظهار
ُ ِم ْن شـأنه يـــه وهــو ِ
الــذي َ
خيف ِ َف ِلم تُـــرى ِ
ْ َ
*****
*****
كان ِ
العمر َّي َ حقيق َّي ًا ،إذ ُذ ِك َر َّ
أن ِ شخص ًا
َ اب َ
كان الش َّ
ويبدُ و ِ
جل َّي ًا َّ
أن َّ
بجاملِ ِه جال قد ُأ ِ
عج ُبوا َ بعض ِم َن الر ِ
ِّ وكان ٌَ اسم ُه زي ُن الدِّ ِ
ين، ٍ
قريب ًا لوجيه ُ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
243
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض ِم َن
ٍ أن َ
قبول آخ َرَّ ، ٍ
جانب َ ويظهر ِم ْن
ُ ٍ
جانب؛ ونضارتِ ِه؛ هذا ِم ْن
قط ِم ْن ُ
قبل ،مل ْ يك ْن أمر ًا شاب مل ْ يكونُوا قد الت َقوا به ُّ مدح جمَ ِ
ال ِ
ٍّ األدباء َ
وقتذ َ
اك. مستغرب ًا َ
َ
تعتمل ُ املشاعر احلقيق َّي َة التِي
َ أن ِ
احلقبة يف َّ وكان االعتقا ُد شائع ًا يف َ
تلك َ
ِ رضور ًة الز َم ًة يف ِ ِ الش ِ يف ِ
الكثريي َن رأي َ الرغ ِم م ْن أنهَّ ا َ
ليس ْت اعر -عىل ُّ نفس َّ
ث املح ِّب ُّي َج ِه األدبيِ ِّ .وقدْ حتدَّ َ
تضفي نكه ًة مم ِّي َز ًة ومؤ ِّثر ًة إىل منت ِ
َ َ
أن ِ ِ -م ْن شأنهِ ا ْ
ِ
ُّفوس أحد املتُو َّفينَ ِ قائالً( :وما أجدُ أو َق َع يف الن مع ِّلق ًا عىل مرثِي ٍة نظمها ابن ِ
ُ َ َّ
شاعرٍ ورب ِ ِ
عني احلقي َقة ،وال كل َف َة فيها ،وعليها م ْس َح ُة احلزن؛ ِ منها ،ألنهَّ ا ُ
َّ
غزل، غريها ِم ْن مرثِ َّي ٍة أو موع َظ ٍة أو ٍ تلك املِ ْس َح َة عىل ِ يشعر وجييدُ ،وال نجدُ َ ُ
ِ
فانظر بقلبِ َك ،وه َي: ِ
وأ َّما هذه
ْ
عمــر ِه
ِ ِ
ان��ت��ه��اء س��اع�� َة ع��ن��دَ ��ـ��ـ��ذ ٍر
َ امل���وت ذا َح َ
أق���ال ه��ل
ُ
*****
مضارب جتاوبهُ ا أغان تكا ُد بال وأطرب بأحلانِ ِه وال إطراب اخلم ِر بحانِ ِه ،وله ٍ
َ َ َْ َ َ
تستفز ُه، ِ ِ
ات غرامه ِ
َت أرحي َّي ُ وثار ،وكان ْ َ
أدرك م ْغناها إلاَّ قلب
ُّ َ يبق ٌ األوتار ،ومل ْ َ
ُ
ِ
يزل هائ ًام بغزال ،وال ُيرو ُم عن عشق ري ٍم، ٍ فلم ْ ِ ِ
تستهز ُهْ ، ُّ ات مدامه وصبو َّي ُ َ
إعراب الدَّ م ِع عن ِ ِ ِ
قلوب األهواءُ ،ي ْعر ُب عن حاله ِ ِ
وش ْع ُر ُه الذي تع َّل َق به ِ
َ ُ
رق ِش ْع ُر ُه، َّعش ِق ،وهلذا َّ كثري اهليا ِم والت ُّ جلامل َ
اهلوى) و (مغرم ًا با ِ
َ رس َ مكتو ِم ِّ
كل مراميه فيه ،وعىل ِّ ِ ُ
ويدرك يأخذ منهُ فإن َم ْن َش َّف ُه الغرا ُم، وعذ َب موق ُع ُه؛ َّ ُ
َّعش ِق املجون متهتِّك ًا يف الت ُّ ِ كثري َ
(كان َ حال ،فام ُأرا ُه إلاَّ حم ْ ِسن ًا يف غزلِ َّياتِ ِه) و ٍ
ِ
شموس ِ
اجتالء يزل مولع ًا يف طبع ِه) و (مل ْ ْ يدل عىل ر َّق ِة ِ والصبا َب ِة ،وله ِش ْع ٌر ُّ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
جلامل م ْن مطال ِع احل َسان متهتِّك ًا يف ذل َك، ِ ِ
وبنيدر بينَ ُه َ تص ُ وبسبب ذل َك ْ ا َ
وص ًا ِ ف يف ا ُملطار ِ وغريها النَّوادر وا َّل ِ ِ أدباء بلدتِ ِهِ
وخص َ ُ عابات حات والدُّ َ لطائ ُ ُ
()1
يف ِصبا ُه).
ُــــرز ِق
َ ِر ْز ٌق وأن َ
ْـــت منـــه مل ْ ت َّـفسفهــــذالنـــا
تتعـــــبالن َ
ْ ال
ِ ِ ِ
تعشق فرصــــ ًة م َن الدَّ هــر ومل ْ
َ تنهـــب
ْ اح ومل ْ
الــر َ
تشــــرب َّ
ْ مل
ِ ــــوى ِ
فاج ٍ ِ
يفسـق متَــى ر َأى الدَّ َ
هر َصــفا ــر ـعر س َ ينظـم ِّ
الش َ ال
(*)
ُ
وجرجيس ِ
اجلوخ ُّي السماَّ ِن ومك ُِّي مصط َفى ب ُن ِ
ُ وحممدُ سعيدُ ب ُن َّ
َّ بري ِّي ْ
وأمني اب ُ
وإسامعيل َّ ِ ُ ِ ِ
ُ اخلش ُ الروم ُّي وشعبان ُّ وح َس ُن ب ُن عبد الباقي األديب َ
ُ
ِ
اجلند ُّي.
منتخباتِ ِه
َ ِ
الكنج ُّي يف حممدُ
ب ما أور َد ُه َّ بحس ِ األمر ذا ُت ُهْ ،
ُ و َي ْصدُ ُق
وليس ِ ِ ِ
عر الذي َن ما َث ُلوا بعددهم ُِّ األدبِ َّي ِة عىل مغنِّي ِّ
الش ِ
نظمو ُهَ ،
الشعرا َء الذي َن ُ
ِ
اإلشارة إىل الكنج ِّي خي ُلو ِم َن
ِ ف مدخل ـ يف مؤ َّل ِ
ٌ ِ
بالكاد ثم َة ٌ ثم َة
مدخل -أو َّ َّ
ُ
العمل. ِ ِ
جلامليِ ِّ أو الغزليِ ِّ الذي يتَّص ُ
ف به ِ
املضمون ا َ
ُ
الذين َ ِ العلامء ِ ِ
عر ُهم يف كان ش ُ َ الشعرا ُء واألدبا ُء طبق ًة ُ
متتاز عن َ
وكان ُّ
(إن شعر العلامءِ اهلاويَ . وطابع ِه ِ ِ عروف ًا بردا َء ِة نوع ِّيتِ ِه
قال املح ِّب ُّيَ َّ : الواق ِع َم ُ
ف. ف ظاهر ُة النُّبو عن الر َّق ِة والتَّخ ُّل ِ ليس فيه بار َق ٌة ت َُشام ،أل ا بينَ ُة التَّك ُّل ِ
ِّ ُ ِّ َ ُ نهَّ ِّ َ
ترويح
َ سمو ُه وإن َّ عر ْ والش ُ أفكار ِهم بام ُيغنِيِّ ، ِ ُ
اشتغال ق ْل ُت :وع َّل ُة ذلِ َك
هرالش ِبني َم ْن تعاطا ُه يف َّ َّان ما َ يثمر فائدَ ًة وال يغنِي ،وشت َ اخلاطر ،لكنَّ ُه ممَّا ال ُِ
املجموعت ِ الفاص َل َ ِ عمر ُه))1(.إلاَّ َّ ِ ِ
َني ُ بني أن احلدَّ أنفق يف تعاطيه َ وبني َم ْن َ مرةًَ ، َّ
طبقة العلامء يف حقولٍ ِ ِ ِ ِ
ص أكثر َّي ُة أبناء ليس واضح ًا عىل الدَّ وا ِم! إذ
تتخص َُّ َ
القضاة ،وبني علامءِ ِ وبني ِ
بني الفقهاء معرفِ َّي ٍة حمدَّ َد ٍة ،فيمك ُن مث ً
َ َ َّمييز َ ال الت ُ
املرادي،
ّ الرحيانة،600-599 :1 ،
اخلفاجي ،رحيانة األلبا55 :2 ،؛ املح ّب ّي ،نفحة ّ
ّ (((
سلك الدّ رر.261 :1 ،
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
247
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثا ُل ِّ
احلب
الكثري
ُ تعامل معها َ وعات ا َّلالفت َِة التِي
ِ املوض
ُ ِ
ظاهر َّي ًا أحدَ العشق
ُ ف يؤ ِّل ُ
بوص ِف ِه أمر ًا مبهر ًا مذهالً! املبكر ْ ِ نيِ ِ ِ
م َن األفراد يف الشرَّ ق األوسط العثام ِّ
ِ ِ
ئيس يف غري ُم َب ٍارش أو ِ بنحو ُم َب ٍٍ أن يشك َِّل ِ
وطبيع َّي ًا ْ متو َّقع ًا َ
الر َ املحور َّ
َ ارش وكان َ
األعامل األدبِ َّي ِة الن َِّثر َّي ِة يف
ِ والكثري ِم َن
ِ عر َّي ِة
الش ِ
بات ِّ املنتخ ِ َ عدد ال يحُصىَ ِم َن ٍ
باملهم ِة
َّ ومراحل ِه
ِ وأعراض ِه
ِ ِ
العشق ِ
طبيعة ِ
حتديد مهم ُة
هذه احلقبة ،ومل ْ تك ْن َّ
ِ ِ
العاميل ،الكشكول .76 :1 ،وردت تعريفات ال حرص هلا للعشق أكثرها ّ ((( هباء الدّ ين
(األنطاكي) (وصفه بعض البلغاء بأنّه فضيلة تنتج احليلة
ّ لـ األسواق تزيني جاء يف
بالشعر لسان الغبي وتطلق ّ ّ كف البخيل وتص ّفي ذهن ّ
وتسخي ّ وتشجع اجلبان
ّ
عز امللوك وترضع له يذل له ّ الضعيف وهو عزيز ّ األعجم وتبعث حزم العاجز ّ
وأول باب تفتّق به األذهان والفطن ...يمتع الشجاع وهو داعية لألدب ّ صولة ّ
جليسه ويؤنس أليفه وله رسور جيول يف النّفوس وفرح يسكن يف القلوب ...وليس
أدق ملا فيه من تع ّلق العشق ومدح املحبوب ...ونقل ابن خ ّلكان أرق من الغزل وال ّ ّ
أن العشق جرعة من حياض املوت وبقعة من رياض ملخصه ّ
يف ترمجة العلاّ ف ما ّ
الشامئل وجود ال يتّفق معه ال ّثكل لكنّه ال يكون إلاّ عن أرحي ّية يف ال ّطبع ولطافة يف ّ
عذل...وعرفه أرسطو بأنّه جهل عارض صادف قلبا فارغا ّ منع وميل ال ينفع فيه
دق عن األفهام مسلكه وخفي عن األبصار موضعه وحارت العقول يف كيف ّية ّ
يتغشى عىل سائر األعضاء ثم ّ ّ القلب من سلطانه وعظم حركته ابتداء غري ّنهك مت
والضعف يف والصفرة يف األبدان وا ّللجلجة يف الكالم ّ الرعدة يف األطراف ّ فيبدي ّ
والزلل والعثار حتّى ينسب صاحبه إىل اجلنون ...إنّه يشء يستغرق القلب يف الرأي ّ ّ
حماسن املحبوب ويذهله عن مساويه ...ملك غشوم مس ّلط ظلوم دانت له القلوب
وانقادت له األلباب وخضعت له النّفوس فالعقل أسريه والنّظر رسوله وا ّللحظ
مستقره غامض ّ والشغف حاجبه واهليامن نائبه؛ بحر ّ حامله والتّفكّر جاسوسه
ويم ت ّياره طافح وفائض وهو دقيق املسلك عسري املخرج ...طمع يتو ّلد يف القلب ّ
أن الدّ م هيرب عند ذكر ثم ينمو وحيدث ا ّللجاج واالحرتاق حتّى ّ يغني عن النّظر ّ
الروح من املحبوب وقد يموت من شهقة أو برؤية املحبوب بغتة ور ّبام اختنقت ّ
األنصاري بن الدّ باغ يف الباب
ّ الرمحن
الشيخ عبد ّ نحو ذلك.)...ص .20-11ذكر ّ
التّاسع من كتابه املعنون بـ (مشارق أنوار القلوب ومفاتح أرسار الغيوب) :اعلم ّ
أن
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
249
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة الز ِ حممدُ مرتضىَ وزياد ًة عىل العامليِ ِّ ،حتدَّ َ
ُّ ث الفقي ُه َّ
ِ
واستحالة امللتبس ِة ِ
العشق ِ
طبيعة ث عن بالقاهر ِة ...حتدَّ َ الذي أقا َم1791م) ِ
َ َ
الفريوزآبادي ( ُتوفيِّ َ سن َة ِ
قاموس تعليق له عىل ٍ كتب يف ِ
جالء ِ ِ
ِّ كنهه ،إذ َ
َّعبري عنه يزيدُ ُه خفا ًء، لع عليه؛ والت ُ در ُك معنا ُه وال ُي َّط ُ 1415م)( :وأ َّن ُه ال ُي َ
ِ الش ِ ِ
وغري عر وكالوزن يف ِّ در ُك ،وال يمك ُن الت ُ
َّعبري عنه، حل ْس ِن ال ُي َ وهو كا َُ
ِ ِ ِ
ُ
(إفراط ستقيم ُة[...وهو] َ ليمة وال ِّطبا ِع ا ُمل الس َذل َك ممَّا يحُ ُال فيه عىل األذواق َّ
ب). حل ِّ
ا ُ
أيام أحمْ َدُ ؟َ .
فقال: ِ
ب والعشق :هُّ ُ حل ِّ وس ِئ َل أبو الع َّب ِ
اس أمحدُ ب ُن حي َيى عن ا ُ ُ
مرض ِ ِ
احلب عن إدراك عيوبِه ،أو ٌ ٌ احلبَّ ،
(عمى ِّ إفراط ...هو َ العشق فيه
َ ألن ُّ
ِ ()1
الصور). ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ سيِ
بعض م َن ُّ َو ْس َوا ٌّ جيل ُب ُه إىل نفسه بتسليط فكره عىل استحسان
ِِ ِ ِ ِ
غامض ًة ال يمك ُن َ قو ًةبوصفه َّ العشق يف التَّمثيالت األدبِ َّية ْ ظهور
ُ ويكثر
ُ
ِ ِ
كل م ْن حديث ٍّ
ُ وح فجأ ًة فتستبدُّ هبا ،ودالل ُة ذل َك الر ِ وص ُفها تستوليِ عىل ُّ ْ
اجلزائر ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1702م) ِ ِ ِ
الشيع ِّي نعمة اهللِ ِ
ين العام ِّ والفقيه ِّ ليِ ِ
هباء الدِّ ِ
ِ ِ ِ ِ عنه بوص ِف ِه رس ًا ِ
سمو ُه القلب م َن العالمَ ِ الفوق طبيع ِّي ،ولذا َّ روح َّي ًا ُ
هيبط عىل َّ ْ
ِ
سمى كذل َك ُ والفعل ِ
ُ «ه ِو ٌّي» ِ ِ
«يسقط» و ُي َّ هيوي بمعنَى اجلذر َ اهلوى م َن َ
القلب ،فإ َّن ُه در احلياة ،وإذا َ
بلغ ِ ِ ِ ِ
احلب ،أل َّن ُه يص ُل ح َّب َة
َ مص ُ القلب ،وه َي ْ ِّ
ِ ()2 ِ
ينساب مع احلياة يف أجزاء اجلس ِم مجيع ًا طابع ًا فيه ُصور ُة املحبوب. ِ
ُ
السلطِ ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة
ين َّ حمي الدِّ ِ
بكر ِ واتخَّ َذ الكاتب الدِّ ِ
مشق ُّي أبو ٍ ُ
“العشق” َ
فقال عنه: ِ ِ ال مماث ً
ال يف تعريفه احلب سبي ً ِ
َ كاتب املقامة عن ِّ
ُ 1702م)
العشق هو أقىص درجات املح ّبة وجماوزة احلدّ فيها ،وسائر مقامات املح ّبة مندرجة
واهلش والفناء ،ألنّه مشتمل عىل مجيعها،ّ فيه مثل ّ
الشوق والوجد والغرام واالفتتان
حمب عاشق ًا)( .املرتمجة). ّ
حمب وليس كل ّ ّ
ولذلك قالوا( :كل عاشق ّ
بيدي ،تاج العروس.159-158 :26 ، الز ّ
((( ّ
اجلزائري ،األنوار النّعامن ّية.161 :3 ،
ّ ّ
العاميل ،الكشكول300 :2 ،؛ (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 250
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ائصها، ِ وح ،وإذا مت َّكن َْت منها َّ إ َّن ُه « َم َل َك ٌة» َ
خص َب َ وح تكتس ُ الر َفإن ُّ الر َ
تغشى ُّ
()1
القو ِة ،فإنهَّ ا ستعو ُد ثانِ َي ًة إىل عالمَِها. وإذا استمكن َْت الر ِ
وح م َن َّ
ُّ ُ
وحُ ،يعدُّ والر ِ بالقلب ُّ ِ جوهر َّي ًة تستبدُّ ِ حيث متثي ُل ُه َّ
قو ًة ُ العشق ِم ْن ُ َ
وكان
القلب، ِ ِ
وخفقان واالص ِ
فرار، ُّحول، مثل الن ِ ف هبا ُ عر ُ
ْ أعراض حمدَّ َد ٌة ُي َّ ٌ دا ًء له
َت وباملثل ،كان ْ ِ آخر ِه. باملحبوب؛ إىل ِ ِ ِ
الكامل الذهنِ ِّي واألرق ،والتَّو ُّل ِع ِّ ِ
بوص ِف ِه مرض ًا )2(،قد العشق ْ ِ ث عن احلقبة تتحدَّ ُ ِ ات ال ِّطبي ُة يف ِ
هذه ِّ َّ األدبِ َّي ُ
قالَّ :
إن املتأخ َر ِة ،إذ ُي ُ مراحل ِه ِّ ِ آخر يف عضوي َ ٍّ ٍ
مرض أي
مثل ِّ يكون مميت ًا م َث ُل ُه ُ ُ
املبكر ِة ماتُوا َ اإلسالم َّي ِة
ِ ِ
احلقبة ني يف األسطور ِّي َ ِ ني
اق العذر ِّي َ العش ِ بعض ًا ِم َن َّ
خلف ٍ عيل ِ
بن داود ِ ٍ حممد ًا ب َن أن أبا ٍ العشق ،و ُيعتقدُ يف َّ ِ كمد ًا ِم َن
بن ٍّ بكر َّ
فات أحد أقد ِم املؤ ِّل ِ هرة) ِ الز ِ (كتاب َّ ِ ف اهر َّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 909م) مؤ ِّل َ ال َّظ ِ
حممدٌ اسم ُه َّ لشاب ُ ٍّ عشق ِه
ِ ِ
بسبب مات كمد ًا نيو ِّيَ ، احلب الدُّ ِ ِّ العربِ َّي ِة عن
ِ ِ
كتب بيب داو ُد األنطاك ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1599م) الذي َ الصيدالنيِ ُّ ! وأ َّكدَ ال َّط ُ َّ
احلب؛ الكتب عن ِ أهم ِ يل أخبار َّ ِ ِ
(تزيني األسواق بتفص ِ ِ
ِّ العشاق) أحدَ ِّ ُ كتابَ
وح ،ذلِ َك اجلزءِ ٍ
الر ِ مرض إشكاليِ ٌّ بامتياز ،أل َّن ُه يؤ ِّث ُر يف ُّ احلب هو ٌ َّ أ َّكدَ َّ
أن
يفرض ُ اجلوهر َّي ِة،
ِ وبسبب طبيعتِ ِه ِ إدارة شؤونِ ِه، ِ جل عن الر ِ املسؤول يف َّ
ِ
بب حتديد ًا ،ال الس ِ ِ ِ ِ
العشق وجو َد ُه عىل أشدِّ األجزاء روحان َّي ًة يف الفرد ،وهلذا َّ ُ
العشق َ اس ِةَّ :
(إن واحلس َ َّ الرقي َق ِة األرواح َّ ِ األفراد ذوي ِ سوى العشق َ ُ يب يص ُ
ِ
وكان هذا االعتقا ُد منترش ًا يف ال َّظ ِ َ غليظ ال َّطبعِ). ِ ٍ
جاهل تص َّو ُر ِم ْن
اهر ()3
ال ُي َ
مة ملاَّ َصدْ را. نقل للعلاَّ ِ نطاق واس ٍع وجدْ نا ُه سلف ًا يف ٍ عىل ٍ
ِ
األبيات اآلت َية: ِ
مماثل يف ارش ٍ
برأي ُم َب ٍ
*****
*****
َني اآلت َي ِ
ني: ِ
اخلفاج ّي البيت ِ نظم أمحدُ ٍ ٍ
مماثل َ وبأسلوب
اخلمـــر
ُ أرشــ َفنِي ثغـــر ًا هو روض ٍة
َ زار َم ْن أهوا ُه يف
مذ َ ْ
(*)
أمـــر
ُ مخـــر وغــد ًا
ٌ اليــــو َم خلف ِه
ِ األرداف ِم ْن
ُ وقا َل ْت لـي
[*] (اليوم مخر وغدا أمر) مثل سائر يف العرب يرضبه من كان مشغوال بأمر فأتاه أمر
آخر فلم يلتفت إليه.
الشيخ ،وقال :يكون يف خدمتك لتع ّلمه األوراد واألذكار. اجلامل فأتى به إىل ذلك ّ
خاصا وذكرا من ّ وردا يوم كل ّ مه ّ
ل يع وكان بانفراده حجرة فأخذه ّ
الشيخ وأعطاه
بي ليلة ،وجلس معه طويال فلماّ أراد النّهوض الص ّ
الصوف ّية ،فأتى إىل ذلك ّ أذكار ّ
قبض قبضة عىل سبحة اخلشب ،وقال :استخرت أنيّ أبات ا ّلليلة عندك ،فجاءت
بي
للص ّ
ثم قال ّ كل واحد عىل فراشهّ ، بي له فراشا ونام ّ الص ّ
االستخارة حسنة فبسط ّ
مرة أخرى ،أنيّ أنام معك يف فراش واحد فوافقت ،فقاما وناما يف فراش استخرت ّ
بيالص ّ
أحس ّ
ثم استخار بزعمه عىل املعانقة ،فقال :جاءت موافقة .فعند ذلك ّ واحدّ ،
الذكر ذهب ثلثا ألن احلال يف اآلثار إذا قام ّ الشيخ ملا يراه من تشويش باله ّ بخبث ن ّية ّ
بي :إنيّ استخرت اهلل (تعاىل) أن أضع للص ّ
الشيخ قال ّ إن ّثم ّبي ّ
الص ّ
العقل /فسكت ّ
بي أنّه يوجله فيه الص
ّ ّ تيقن ماّ ل ف موافقة، االستخارة فجاءت نوري يف بطنك نورا من
ّ
الشيخ فسمع به من كان يقظان ًا فأتوه وخلصوه من نور صاح بأعىل صوته ناكني ّ
الشيخ وأرسلوه إىل أبيه مع أخيه( .)...املرتمجة). ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 254
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر املعروف ،وقد كان من أمره وقائل هذا املثل هو امرؤ القيس ّ
أنّه ّملا قتل بنو أسد أباه امللك ُحجرا؛ كان أبوه حجر قد أوىص بعد طعنه أن
يعطى امللك من بعده ملن ال جيزع عند سامع مقتله من أبنائه ،فلماّ سمع أبناؤه
النّبأ جزعوا ك ّلهم؛ إلاّ امرأ القيس؛ كان يف جملس رشب مع نديم له يلعب
معه النّرد ،فقال له النّاعي :يا امرأ القيس :قتل أبوك .فلم يلتفت إىل قوله
بينام أمسك نديمه عن ا ّللعـب ،فقال له امرؤ القيس :ارضب .فرضب ،حتّى
ثم التفت إىل
إذا فرغ قال امرؤ القيس للنّديم :ما كنت ألفسـد عليك لعبكّ .
النّاعي وسأله عن أمر أبيه ،فأنبأه النّبأ ،فقال امرؤ القيس مقالته املشهورة:
محلني دمه كبريا اليوم مخر وغدا أمر ال صحو اليوم وال ض ّيعني صغريا و ّ
سكر غدا.
وحلف ألاّ يأكل حلام وال يرشب مخرا حتّى يثأر ألبيه بأن يقتل مئة
(املقوم
ّ من بني أسد وحيزن مئة؛ واستعان ببني بكر وبني تغلب فأعانوه.
لغوي).
ّ ا ّل
*****
و َله:
ِ
الغزيـر احلُ ْس ِ
ــن ذو فت ِ
َّان الـ بطرفِ ِ
ـــه املنا َم َ
رسق
(*) ِ
��دور ال��ص
ّ القلوب ِم�� َن
َ ط��ر
َّ ٌ
حــــاذق ُح ْس ٍ
ــن طِ ُ
ــراز
الرحيانة.454 :4 ،
[*] املح ّب ّي ،نفحة ّ
طر املال ونحوه خلسه أو سلبه.
لغوي :جاء يف املعجم الوسيطّ :
ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
*****
الشاعر ِ كل ٍ
يشء ،مها الغاي ُة التِي َ واهلزل َّأوالً َ
وقبل ِّ ُ والتَّسل َي ُة
يرمي كان َّ ُ
الش ِ ِ مثل ِانتهاكات واع َي ٍة ِ
ٍ حتقيقها ِمن ِ ِ
عر الغزليِ ِّ ،إذ َ
ليس لتقاليد ِّ هذه وراء ْ إىل
اعر “احلقيق َّي ِة”
الش ِ ِ
مواقف َّ الكشف عن
َ األبيات املن ُقو َل ِة يف أعال ُه
ِ القصدُ ِم َن
ْ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
255
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العريب» .24
ّ ميسمي« ،شعر املجون
ّ طرح هذه املسألة (((
نيوي بني
احلب الدّ ّ
ّ هذا احلديث واجلدل الذي احتدم حوله ناقشه غفن يف نظر ّية (((
العرب.115-99 ،
يغسل أو يك ّفن أو (عىل ّ
الشهيد يف الشرّ يعة اإلسالم ّية الذي يدفن من دون أن ّ (((
وفق بعضهم) يصلىّ عليه ،هو املسلم الذي يموت مقاتال من أجل دينه .إلاّ أن
الشهادة للمسلمني الذين ماتوا يف سبيل املثال من ال ّطاعون أو
الفقهاء منحوا رتبة ّ
املرأة متوت أثناء الوالدة ،أو قتلوا وغريها من احلاالت كالغرق .ويتبع األسلوب
ّقليدي يف دفن هؤالء ويعتقد يف أنهّ م يدخلون اجلنّة من دون حساب .انظر ّ الت
كوهلبريغّ ،
«الشهيد».
الكرمي يف منية
ّ نيوي» .129-127وفكرة مثل هذه طرحها احلب الدّ ّ
غفن« ،نظر ّية ّ (((
املح ّبني ،صفحة 24أ -ب.
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 256
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
الغفلة َّظر يؤ ِّدي إىل إدمان الن ِ
َ فارينِ ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1774م)َّ :
فإن الس ِ ٍ
حممد َّ َّ
والعشق ِ
كأس اخلمر ِ ِ ِ
عن اهللِ واليو ِم اآلخر ،ويحُ ُ
ُ دث َسك َْر َة العشق( :النَّظر ُة ُ
الر ِ ِ ور االختزاليِ ُّ والتَّهك ُِّم ُّي
أي واضح كذل َك يف َّ ٌ للحب
ِّ َسك َْر ُت ُه) .واملن ُظ ُ
()1
ِ
سائل املفرط للمنِ ِّي أو
ِ َّاجم عن الترَّ اك ِم َّأثري الن ُ
العشق هو الت ُ َ الذي يفيدُ َّ
أن ِ
وجة أو الز ِ عالج ُه تبع ًا لذلِ َك بمجا َم َع ِة َّ تراكم يمك ُن جل يف اجلس ِم؛ وهو الر ِ
ُ ٌ َّ
احب ِ حمي الدَّ ِ ٍ
عارض ُه باستياء بال ٍغ ِ ِ ِ
السلط ُّي َّص ُ ين َّ َ أي الذي الر ُ
وهو َّ السرُّ ِّ َّية؛ َ
()2 ِ
[للعشق]. الرؤ َي ِة «املثالِ َّي ِة» ُّ
حاب املن ُظ ِ
ور «املثاليِ ِّ » الذي يت ُاملوقف السلبِي ِ
ِ الرغ ِم ِم َن
أص ُ
َّخذ ُه ْ َّ ِّ وعىل ُّ
ِ
املوقف أص ِ
حاب الذي يشرتك َ املوقف ِ هوة ا ُمل َح َّر َم ِة؛ وهو
الش ِنحو َّ
ُون فيه مع ْ ُ َ
ِ ٍ ِ
احلب.
ِّ ون بموقف إجيابيِ ٍّ للغاية َ
نحو «الواقع ِّي» إلاَّ أنهَّ ُم حيتف ُظ َ
*****
السماَّ ُن ( ُتوفيِّ َ سن َة 1759م) ُ
يقول: وصرَ َّ َح َّ
حممدُ سعيدُ َّ
احلجر األصم
َ
ِ
يقص ُم مـالم ًا دعونِــي والغرا َم وال تطي ُلوا
َ
الفحشاء َصـم ٌ
أذن عن وليِ مســـــتقيم قلـــب عليه ِ
فلـــي
(*)
ٌ ٌ
املحبوب
ُ إن أرا َد به الكر َم ففاسدٌ معن ًَى ،إذ أن قو َل ٌهٌ :
كريمْ ، ِ
املحبوب( :ومنها َّ
اعر: قال َّ
الش ُ ِ
بالبخلَ . ف وص ُف به ،وإنَّام ُي َ
وص ُ ال ُي َ
(*)
أن يك َّن ِشحاحا ِ
ومـ َن املكار ِم ْ ِ
نسائ ِهم ِ
بخل غري
فيهم ُ عيب َِ ال
بــــك واهلُيــــا ْمَ وتو ُّل ِعـي ــك حرقتِـي فارحــم بح ِّق َ ْ
ــك يف املنــا ْم َط ِيف َ ِ
بخيال لك لـي ولو بوص َْ واسمح
ْ
(*)
أرجــو بـــه ُح ْس َن اخلتا ْم تصـــــبرُّ ِ ي
َ ُح ْســ َن لك َّن
(ووقع
َ حلب يف زمانِ ِهَ ،
فقال: َ جر ْت يف ِ
العمر ُّي حاد َث ًة َ وروى أبو ِ
بكر َ
عشق غالم ًا فتعاتباَ ، سمى بدر ًا َ ِ
فقال له شخص ًا ُي َّ
َ نادر ٌة غري َب ٌة ،ه َي َّ
أن بحلب َ َ
ِ ِ ِ ِ
ثم ُأ َ
خرج منه ففعل ذل َكَّ ، إن كن َْت حت ُّبني فار ِم بنفس َك يف اخلندقَ ، الغال ُمْ :
مو ٍ
ال منها: آخ ُر َّمواويل كثريةًِ )2(،
َ حلب فنظم فيه أدبا ُء بعدَ أ َّيا ٍم و ُدف َن،
كل َّ َ َ َ
مشق ُّي عود الدِّ ِ ال هو أبو الس ِ مصري ًا مأسو َّي ًا مماث ً عاشق آخر واجه ِ ٌ وثمة
َّ ُ َ َ َّ
ِ ِ عروف بـ ِ
عز الكاتب) ( ُتوفيِّ َ سن َة 1646ـ 1647م) الذي( :نشأ يف ٍّ (ابن ا َمل ُ
وأنفق عليه ماالً كثري ًا، ( )2ليِ ٍ ٍ ٍ
َ بحب غال ٍم، ِّ باهر ونعمة طائ َلة ،وقرأ وتن َّب َل ،و ُب َ
مجة أك َث ُروا يف احب الترَّ ِ أهل َص ِ أن َ َّفق َّ كثري التَّجنِّي عليه ،وات َ َ
وكان الغال ُم َ
قيل: نفس ِه! َ قتل ِ كان فيه ،وأ َّداه وهل ُ ُه وغرا ُم ُه إىل ِ يرجع عماَّ َ ْ فلم
لومه وتعنيفه؛ ْ
ِِ ِِ
(وهو
َ اف (املح ِّب ُّي) إىل ذلِ َك: وأض َ األفيون)(َ )3 ِ دراهم ِم َن
َ أكل سبع َة إ َّن ُه َ
واشتهر هذا ني... غافل َوكان النَّاس عنها ِ َ بدمشق، َ الفع َل َةهذه ِ أحدث ِ َ الذي ِ
َ ُ
َّمثيل هبا دمشق مدار ًا للت ِ بني ِ
أهل مشهور ٌة حتَّى َص َار ْت َ القص ُة ِ
َ َ األمر؛ وهذه َّ ُ
ٍ ()4 ٍ
كثرية). أغراض َ يف
ِ
ــــؤال الس احلب يف ِّ َّ ذل يف ن ِ
َيل ا ُملنَـــــى تلم َم ْن َّ
ذل ُّ ِّ عز
إن َّ ال ْ
(*)
الصدِّ ِيق ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1696م) البكر ُّي ِّ ِ ِ
العابدي َن ف املصرْ ِ ُّي زي ُن املتص ِّو ُ ذكر َ َ
مفر َد ًة برش َّي ًة َ اشتق منها أرواح ًا ِ األص ِل روح ًا كرو َّي ًة مؤ َّل َف ًة َّ خلق يف ْ أن اهللَ َ َّ
القرب يف ِ ِ العاطف َّي ُة [درج َة] ِ الصل ُة ور ٍة، ِ ِ
هذه وتعكس َّ ُ مكر َ بعمل َّية تقسي ٍم ُ
السلطِ ُّي يف رسالتِ ِه ين َّ وح َّي ِة )1(.وقدَّ َم ِحمي الدِّ ِ جني لوجيا /السلس َل ِة الر ِ
ُّ ِّ الـ ُ ْ
ِ ِ
كر ْت تلك ا َّللحظة التي ُذ َ احلب يف َ ِّ أص َل مقارب ًا .إذ حدَّ َد ْ احلب تفسري ًا َ ِّ عن
ور ِه ْم ُذ ِّر َّيت َُه ْم َو َأ ْش َهدَ ُه ْم َعلىَ (وإِ ْذ َأ َخ َذ َر ُّب َك ِمن َبنِي آ َد َم ِمن ُظ ُه ِ يف القرآنَ :
ِ
َأن ُف ِس ِه ْم َأ َل ْس َت بِ َر ِّبك ُْم َقا ُلو ْا َبلىَ َش ِهدْ نَا َأن َت ُقو ُلو ْا َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة إِنَّا ُكنَّا َع ْن
ِ
ِ
بالقرب بوص ِف ِه تذكار ًا َّظر يف خم َّطط األشياء هذا ْ
ِ
ني) .وخيد ُم الن ُ
()2
َه َذا َغافِ ِل َ
املرس ِح ِّي ِ
منسو َبة إىل املؤ ِّلف َ
ٍ
بنظر َّية ُ
َان كلتاهمُ ا ِ ٍ األصْليِ )3(.وتذكَّرنا الروايت ِ
ِّ ُ ِّ
والشاعراليونا ِّ (ارستوفان ـ 386 - 446( )Aristophanesق.م) يف نيِ ِ َّ
اآلخ ِر نص ِف َك َ البحث عن ْ ُ فاحلب هو ُّ وف أرسطو (النَّدوةُ): كتاب الفيلس ِ
ُ ِ
القديم ِة. األولِ َّي ِة ِ ِ
َ «زيوس»( )4إرب ًا يف األزمان َّ ُ الذي قط َع ُه
القصة
القديس ،صفحة 140ب؛ تظهر ّ ّ األنيس والوارد
ّ الغزي ،الورد
كامل الدّ ين ّ (((
احلب
ّ ذاهتا يف ابن حزم (توفيّ سنة 1037م) طوق احلاممة؛ انظر غفن ،نظر ّية
نيوي.80 ،
الدّ ّ
سورة األعراف (اآلية .)172 (((
لطي ،صبابة ا ُملعاين ،صفحة 1أ -ب. الس ّ
ّ (((
لغوي).
ّ ّ
ل ا م والبرش(.املقو
ّ اآلهلة أب هو ةيّ اإلغريق الفلسفة يف زيوس (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 268
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
األخرو ِّي. أص ِل ِه ِ ِ
وبنحو آنيِ ٍّ متزام ْن م ْن ْ ٍ يقرتب شيئ ًا فشيئ ًاُ
ِ
متواص ٍل؛ فإ َّن ُه
وتأثريها يف
َ حضورهاَ الفك َِر املت َِّص َل ِة هبا
الفكَر وغريها ِمن ِ
َ ُ ُ
هذه ِ
وقدْ واص َل ْت ِ
َ
ِ
تيِ
َّضح يف املقط ِع اآل . الشرَّ ِق األوسط العثام ِّ املبكر كام سيت ُ
ِ نيِ
املنظور التَّهك ُِّم ِّي ِ أن تبن َِّي هذه املرح َل ِة َّ كان معروف ًا ومس َّل ًام به إىل حدِّ ِ
َ َ ُ
وب امرأ ًة جنس املح ُب ِ ِ بمعزل عن ٍ جيري كان ِ نقيض ِه (املثاليِ ِّ ) َ (الواقعي) أو ِ
ِّ
ِ
ِ
األوسط السائدَ َة يف الشرَّ ِق هذه كان ْ ِ أن ِ كان أ ْم َصبِ َّي ًا ،ويبدُ و َّ َ
َت ه َي القاعدَ َة َّ
أن ِ ِ ِ
هذه القاعدَ َة ذاتهَ ا مل ْ تك ْن ت َْصدُ ُق احلديث .إلاَّ َّ قبل اإلسالم ِّي ما َ العربيِ ِّ
جنس َّي ًا” وال مرا َء ف ِ العادة باحلب “املتخالِ ِ ِ املثال يف يقرتن ُ ُ عىل أورو َّبا؛ ُ
حيث
ِّ
ِ
لالنتباه الفت ٌ
جدال وقع ٍ هذه املسأ َل َة ِه َي مسأ َل ٌة خالفِ َّي ٌة أن ِ يف َّ
ٌ بامتياز! إذ َ
ِ بني الرح ِ ِ ِ ِ ِ
اإلنكليز ِّي الة َّاسع عشرَ َ َ َّ َّ خيص هذه املسأ َل َة يف عرشين َّيات القرن الت َ ُّ
جيمس سلكبكنغهام ـ -1786( )James Silk Buckingham
إسامعيل .فقدْ أبدَ ى بكنغها ُم َ ِ
العراق ِّي ودليل ِه ِ فرالس ِ 1855م) َ ِ ِ
وبني رفيقه يف َّ
جال والن ِ رات املثالِ َّي ِة عن العارف بالتَّصو ِ
ني املتزو ِج َ
َّ ِّساء ِ
غري بني الر ِ
احلب َ ِّ ِّ َ ُّ ُ
األمر حينَام ِ بمقتَضىَ ثقافتِ ِه املح ِّلي ِة يف وطنِ ِه األم ...أبدَ ى تعاط َفه يف ِ
باد ِئ ُ ِّ َّ
أن علم بكنغها ُم َّ ِ ُ
ني يف بغدا َد؛ وحينَام َ حيب أحدَ املسيح ِّي َ إسامعيل بأ َّن ُه ُّ رب ُهأخ َ
شخص عندَ رؤيتِ ِه ٌ يرتاجع
ُ موقف ِه كام إسامعيل غالم (تراجع فزع ًا عن ِ
َ ٌ َ حمبوب
َ
ٍ ٍ الر َّحال َة داسها بقدمه َع َر َض ًا) .إلاَّ َّ ِ ِ
مطول له خلص بعدَ حديث َّ َ أن َّ أف َعى َ
()1
إسامعيل ُ اش َة التِي يكنُّها املشاعر اجل َّي َ َ استنتاج يفيدُ َّ
أن ٍ العراق ِّي إىل ِ رفيق ِه
مع ِ
إسامعيل ُ ث ف) وقدْ حتدَّ َ َّقاء) و (الشرَّ ِ تنفي عنه ـ آلِي ًا ـ خص َال (الن ِ للغال ِم ال ِ
َ َّ
قال مب ِّين ًا( :إذا حيث َ نظر ِهُ ، وجه ِة ِ فاع عن َ حماوالً الدِّ َ اجلانب حتديد ًا ِ ِ عن هذا
شكل ٍ ٍ
ورقيق يف ٍ
وحمبوب ٍ
ولطيف يل، يشء جمَ ٍ بكل ٍ غر َم ِّ لرجل ْ ٍ كان متاح ًا َ
أن ُي َ
((( بكنغهام ،رحالت .149 :1 ،تن ّبهت إىل هذا املصدر بعد قراءيت مقالة ستيفن .او.
موري (بعض تقارير القرن التّاسع عرش عن العالقات املثل ّية اجلنس ّية اإلسالم ّية).
بأن النّقاش الذي دار بني بكنغهام وإسامعيل يلقي ولست مقتنعا ،خالفا لـ «موري» ّ
األول أكثر منه ثقافة ال ّثاين.
الضوء عىل ثقافة ّ
ّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
269
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعور ِ ِ ِِ اإلشارة إىل ِِ أنثوي ِمن ِ
الذي قد يوجدُ وهو ُّ ُخص ذاتهَ ، متعة َّ
الش دون ِ ٍّ ْ
يستتبع ِ
اجلانب] ُ
وإسامعيل يف هذا َّفق بكنغها ُمشك غالب ًا [ات َ دون أدنَى ٍِّمن ِ
ُ ْ
ال مماثِ َلةٍ
بخص ٍ الر ُ ذلِ َك َّ
َ جل] ستثار فيتع َّل ُق [هذا َّ
اإلحساس ذا َت ُه قد ُي ُ َ أن
اإلحساس] َ
يقرتن [هذا اآلخ ِر ِمن ِ
دون ْ
أن ِ
اجلنس َ شخص ِم َن
ٍ اجتم َع ْت يف
ُ ْ
ٍ ()1 ٍ
َ
فاحشة). برغبات
للزنا، جنس َّي ًا” مع التَّحري ِم الدِّ ينِ ِّي ِّ ف ِ للعشق “املتخالِ ِ ِ ِ ِ
ظاهرة التَّمجيد األدبيِ ِّ َ
ِ ِ
وإن الفكر َة ـ احلدي َث َة نسبِ َّي ًا ـ التي تفيد َّ
متهدُالعشق هو مرحل ٌة طبيع َّي ٌة ِّ َ أن َّ
قبل حتر ُم ات َِّص َال ما َ ٍ مه َّي َة ِ ِ للز ِ
واملوقع يف ثقافة ِّ َ ب هذه األ ِّ واج ،مل ْ تك ْن لتكتس َ َّ
أبنائها .وعىل أ َّي ِة تزويج ِ ِ أمر تنظيم ِ َ العائالت
ُ اجلنسينْ ِ ،وتتولىَّ َ بني
واج َ الز ِ َّ
املأسو َّي ِة
ِ رئيس عىل طبيعتِ ِه ٍ ٍ
بنحو بالعشق يعتمدُ ِ َ
االفتتان أنحال ،يبدُ و َّ ٍ
ِ
وتنظيمها. وج َّي ِة
الز ِ ِ ِ يتعذ ُر ْ العاص َف ِة التِي َّ
ِ
()1
احلياة َّ هدوء تتوافق مع
َ أن
الذي ور َد ْت الفيلسوف الفارسيِ ملاَّ صدرا ِ ُ وزياد ًة عىل ذلِ َكَ ،
طابق
َ ُّ
نيِ ِ ِ ات األدبِ َّي ِة املنتخب ِ
األعظم
ُ در العثام ُّ الص ُاملتنو َعة التي وض َعها َّ ِّ ََ آراؤ ُه يف
ُ
حب وبني ِّ
َّبيل َ الرفي ِع والن ِ
احلب َّ ِّ راغب باشا ( ُتوفيِّ َ سن َة 1763م) َ
بني ُ حممدُ
َّ
ِ ِ ٍ ِ ٍ
حب النِّساء إىل رغبة هبيم َّية بإدامة األنوا ِع وحفظها، ِ ِ ِ َ ِ
مقابل اختزاله َّ الغلامن،
ِ
العشق ِ ٍ ِ
احلب باالستعانة بأمثلة م َن ِ ِ ِ ِ
واكت َفى حمي الدِّ ِ
السلط ُّي يف رسالته عن ِّ ين َّ
إن هذايتزوج العاشقان أحيانا ،ويقالّ :بالعشاق العذر ّينيّ ، ّ ((( يف األساطري التي حتيط
ٍ
الزواج يظهر بنحو ثابت بوصفه هدوءا أو اسرتاحة مؤ ّقتة مل ْ يؤ ّثر يف ح ّبهم .إلاّ ّ
أن ّ
تدخل السفر أو ّ
ّ بفعل احلبيبان ينفصل عندما ثانية العاصفة يف السرّ د قبل هبوب
األنطاكي ،تزيني األسواق،205 ،131 :1 ، ّ األهل أو املوت (انظر يف سبيل املثال،
نثري للغاية) ملثال العشق
ّ س فّ (متن قائال: واج الز
.)286و اوجز هاموري يف وصف ّ
العذري غري املكتمل( .شعر الغزل.)205 ، ّ
األنطاكي ،تزيني األسواق.54-53 :2 ،
ّ (((
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
271
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سمع
َ أخرى أضاف إليها أمثل ًة َ َ فات ساب َق ٍة؛ ا ِّللواطِي أكثرها مست ٌَّل ِمن مؤ َّل ٍ
ْ ِّ ُ
ِ
الوكيل ف ب ُن الكاتب املصرْ ِ ُّي ُ
يوس ُ ُ ِ
وباملثل ،قصرَ َ كان شاهد ًا عليها. هبا أو َ
أن مغاز َل َة لبس فيه َّ بنحو ال َ ٍ احلب ا ِّللواطِ ِّي ،وبينَّ َ اق ِّ عش ِ املالو ُّي اهتام َم ُه عىل َِّ
ِ ()1
للعشاق.َّ أكثر منه ِ كان يف زمانِ ِه موافق ًا إليه َّن َ الن ِ
ِّساء والتَّو ُّد َد ِ
للفساق َ َّ
املحبوب ِ
متييز َّي ًة ِ ِ
جنس َّقييدات املبنِ َّي ُة عىل
ُ هذه التوعىل الرغ ِم ِمن ذلِ َك تبدُ و ِ
ْ ُّ
ِ ِ ِ
قسم الفقي ُه السائد ،إذ َ نظرنا إليها بإزاء الترُّ اث األدبيِ ِّ َّ وص ًا إذا ْ خص َ نسبِ َّي ًا ُ
ف الذي أ َّل َ املثال ِ
ِ ِ
سبيل فارينِ ّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1774م) يف الس ِ ِ
حممدُ َّ
الفلسطين ُّي َّ
تقييم َّي ٍة ِه َي:ِ ثالث ٍ
فئات ِ العشق إىلَ قسم
نيَ ... إدانة ا ِّللواطِ ِّي َ
مقام ًة صغري ًة يف ِ
َ َ َ
جل لزوجتِ ِه. الر ِ حب َّ مثل ِّ 1ـ حممو ٌدُ ،
الر ِ
جل لغال َم. حب َّ 2ـ مذمو ٌمُ ،
مثل ِّ
ٍ
المرأة ِ
االضطرار ِّي ِ
العفيف احلب 3ـ ال حممو ٌد وال مذمو ٌمُ ،
مثل
ِّ
ليس ْت ِم َن املحارم.
ِ ()2
َ
الذي َن كانُوا الفقهاء ِ ِ بعض ِم َن ٍ موقفُ كر يف هذا الس ِ
ياق بالذ ِ وجدير ِّ
ِّ ٌ
ِ
االضطرار ِّي ِ
احلب العفيف وجوب تقيي ِم أي الذي يفيدُ ِ للر ِ أكثر َمي ً
ِّ َ ال َّ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
للغال ِم ومعام َلته عىل شاك َلة
حب ال احلب يف الفئة التَّقييم َّية ال َّثال َثة ،يف أ َّن ُه ٌّ ِّ
البارز أمحدُ املنينِ ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة ُ مشق ُّي حممود وال مذموم؛ إذ ع َّل َق الفقيه الدِّ ِ
ُ ٌ ٌ
َّبي لوط ًا عليه تقول :لو َّ ٍ
فاحشة ُ َ ٍ ِ
املثال عىل َقصيدَ ة ِ ِ
أن الن َّ سبيل 1759م) يف
ِ ِ
البرش َّية؛ مؤكِّد ًا ِ
وق ،لمََا صرَ َّ َح بتحري ِم ح ِّبه عىل املعش ِ
نظر جمَ َال الغال ِم ُ السال ُم َ َّ
كانَّبي لوط ًا َ ِ
القول الذي ال يعني َّ ِ ِ ِ
حتري الدِّ َّقة يف َف ْه ِم هذا
أن الن َّ رضور َة ِّ َ
(ألنَّ ب ِ امر َسة ا ِّللواط مع الغال ِم ،بل َ ِ ِ
فحس ُْ ليسمح بح َّبه َ كان بم َ ليسمح ُ
َ
قبيح فعل ٍللعاشق فيه ...إذا خال عن ٍ ِ اختيار أمر طبيع ٌّي ِ
قرس ٌّي ال ِ
َ احلب ٌ َّ
املالوي ،بغية املسامر ،صفحة 140ب. ّ ((( ابن الوكيل
السياط يف قمع أهل ا ّللواط ،صفحة 24ب-25أ .استشهد السفاريني ،قرع ّ ((( ّ
السفاريني بابن ق ّيم اجلوز ّية( ،الدّ اء والدّ واء).372-371 ،
ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 272
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفارض ( ُتوفيِّ َ سن َة ِ بن عمر ِ َ اعر املصرْ ِ ِّي الش ِ غر سنَّ ًا َّ األص ِ ْ ومعاصرِ ِ ِه
ون يف أدبِ َّياتهِ ِم؛ املتص ِّو ُف َ يطرحها َ ُ اجلوهر َّي ُة التِي ِ 1235م)( )1شا َع ْت الفكر ُة
ِ
األحيان بعض ِم َن ٍ ُسمى يف ب هو احلقيق ُة ،وه َي فكر ٌة ت َّ
ِ
فحس ُ أن اهللَ ْ وه َي َّ ِ
ف امل َّط ِل ِع عىل قدرة املتصو ِ ِ الوجود) .وزياد ًة عىل ذلِ َكُ ،يعت َقدُ يف ِ بـ (وحد َة
َ ِّ
وإدراكها؛ وبقدرتِ ِه يف الواق ِع ِ األساس َّي ِة
ِ امليتافيزيق َّي ِة
ِ ِ
احلقيقة هبذ ِهاإلحساس ِ
ِ
اهر، سوى عالمَ ِ ال َّظ ِ املتدر َب ُة َ غري تص ُّو ُر (جتليِّ ) اهللِ يف ِ
ِّ العني ُ ُ حني ال َترى َ
ِ ِ ِ ِ
الكريمةَ ( :ف َأ ْينَماَ َ أن هذا هو املعنَى احلقيق ُّي لآلية العمو ِم يف َّ و ُيعتقدُ عىل وجه ُ
()2
ت َُو ُّلو ْا َف َث َّم َو ْج ُه اللهَِّ).
ِ
حركة بأنفس ِهم عن ِ َّأي َّفكري هذا عىل الن ِ خط الت ِ حرص مؤ ِّيدُ و ِّ وقدْ
َ
قط أن اهللَ يف ذاته ال يشب ُه ُّ ِ ِ ون فكر َة َّ وهم يقب ُل َ ِ ِ ِ
املجر َدة(ُ )3 َّ (وحدة الوجود)
اث وجييز الترُّ ُ جانب، ٍ تص ُّو ُر ُه؛( )4هذا ِم ْن ٍ
ُ اإلحساس به أو َ ُ يشء يمك ُن أي َّ
ِ
بعض م ْن (أسامء) اهللِ التي ِ ِ ٍ َ
استعامل آخ َر جانب َ ٍ ِ ِ
الدِّ ين ُّي اإلسالم ِّي م ْن ِ
محن والعظي ِم والعارفِ والر ِ الرحي ِم (صفاتِ ِه) و (أفعا َل ُه) َ تعكس ِ
َّ مثل َّ ُ
أن هذه األسام َء ِ ابن عربيِ ٍّ َّ ون م ْن مدرسة ِ ِ ِ الصوف ُّي َِ جل ِ ِ
ميل .ويعتقدُ ُّ واخلالق وا َ
األشكال األفالطونِ َّي ُة؛ ُ اهر بال َّطري َق ِة ذاتهِ ا التِي تتجلىَّ هبا تتجلىَّ يف العالمَ ِ ال َّظ ِ
ظهورات / ٍ سوى ِ ِ ِ نيو ِّي مجيع ًا يف امل الدُّ ِ فحاالت اجل ِ
املثال ،ما ه َي َ سبيل ُ َ
ِ ()5 ِ ٍ
الوقوعُ يستحيلُ ويتعذ ُر هبذا املعنَى بل َّ جلميل). جت ِّليات لالس ِم اإلهل ِّي (ا َ
الصوف ّيةعريب ،اعتمدت اعتامدا ك ّل ّيا تقريبا عىل ايزوتسوّ ، خيص ميتافيزيقيا ابن ّ فيام ّ (((
دراسات مفيدة أقرص استعنت هبا مثل عفيفي« ،ابن َ ة وثم
ّ ل. األو
ّ اجلزء ة، وال ّطاو ّي
السادس؛ وجيتك ،طريق الصوف ّية يف اإلسالم ،الفصل ّ يب» ،وشيمل ،األبعاد ّ عر ّ
األول.
ّ الفصل ة، ي وف
ّ ّ الص املعرفة
سورة النّساء (اآلية .)115 (((
إن اهلل وال ّطبيعة يشء واحد ّ
وبأن الكون املا ّد ّي ( )pantheismاملذهب القائلّ : (((
للذات اإلهل ّية( .املرتمجة). واإلنسان ليسا إلاّ مظاهر ّ
ِ ِ ِ
ويستد ّلون عىل فكرهتم باآلية القرآن ّية يف وصف اهلل تعاىلَ ....( :ل ْي َس كَم ْثله شيَْ ٌء (((
لغوي). (املقوم ا ّل الشورى اآلية .11 يع ال َب ِص ُري) سورة ّ وهو ِ
ّ ّ السم ُ
َ ُ َ َّ
الصوف ّية وال ّطاو ّية.164-163 ، لقياس مع األفالطون ّية مذكور يف ايزوتسوّ ، (((
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
275
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ
بامرأة ُون أنهَّ ُم قد ُفتِنُوا ون ِ
املبتدئ َ يشء خال اهللَ! وقدْ يظ ُّن املريدُ َيف احلب مع ٍ
ِّ
أدق ،بام أ َّن ُه ٍ
بجامل اهللِ؛ وبنحو َّ ِ ون َمسحور َ
ُ جمَ ي َل ٍة أو فت ًَى ولكن َُّهم يف الواق ِع
ِ ِ ِ
ب فحس ُ فثم َة يف هناية املطاف اهللُ ْ وجودان ح َّق ًاَّ ،وق َم ُاملعش ُ
العاشق وال ُ ُ ال
نفس ِه.
عاشق ُا َ
لوك) وا ُملسماَّ ِة كذلِ َك بـ (الت َِّائ َّي َة
الفارض يف َق ِصيدَ ِة (نظم الس ِ
ْ ُّ ِ ُ
يقول اب ُن
يت:الكربى) ذائع ِة الص ِ
َ ِّ َ
ـة كل مليح ِ عـار له بــــل ُح ْســـــ ُن ِّ مليح ُح ْســـنُ ُه ِمـــ ْنجمَ ــالهِ ا ُّ
فكــل ٍ
َ ُم ٌ
ــــز ِة
ــــر َع َّ ِ
كمجنـون لي َلـــى أو كث ِّي ُ ٍ
عاشـــق هباق َي ُسليلىَ ها َمبلك ُّ
ُــــل
ـورة حس ٍن الح يف حس ِن ص ِ
بص ِ ـف ِفكل صبا منهم إىل وص ِ
ورة ُ ْ ُ َ ُ ْ ُ لبســـها ْ ُ ٌّ َ
وهي فيها جت َّل ِ
ـــت ِ ٍ ِ ومـــا َ
ذاك إلاَّ ْ
فظنُّـــوا ســـواها َ ـــــربمظاه أن بدَ ْت
كـل ِ
برزة ِ عىل ِصــــ َب ِغ الت
َّلويـــن يف ِّ ِ
بمظاه ٍر ٍ
باحتجاب واخت َف ْت بــدَ ْت
ِ
األمومـــة ــوا ِ
قبل ُحك ِم ِ ِ
َّشــأة األولـى َتراءتْ آلد ٍم ِ
بمظـهر َح ّ ففي الن
ِ
ـــــةببغض ٍ
لبعضوال ضـدُّ ُي َصـــدُّ َ بعض َها ِ
املظــاه ِر َ ب َ
وكان ابتـدا ُح ِّ
كل ِح ِ
قبـة ِ
األوقـــات يف ِّ عىل َح َس ِ
ب وما ِبرحتْ تبـدُ ووخت َفـى لِع َّل ٍ
ــــة َ
ــنبديع ِ ِ ِمــ َنا ُّل ِ مظه ٍ للعش ِ
ـة أشـكال ُح ْس ٍ َ لبسيف ــر ـــاق يف ِّ
كـــل َ وتظهر َّ
ُ
ِ
هيئــــة ِّ
كــــل ظهر ْت هلُــم ل َّل ِ
بس يف هواهـــا وإنَّــام وما القو ُم ِ
َ غيـري يف َ
يــــل بثين ِ
َــــة َ وآونَـــــ ًة أبــــدُ و جمَ وأخـرىكث ِّيــــر ًا مر ٍةقيســــ ًا ِ
َ ففي َّ
رت ِة هبِــم فا ْعجــــب َ ٍ
لكشف بســـــ َ ْ َ جت َّل ْت فيهم ظاهر ًا واحتجبـ َْت باطن ًا
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 276
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــر ِة
َ ونض
بحــــــب ْ
ٍّ جت ُلـولنَــــا ِ
مظـــاه ُر ـمال َو ُهـ َّن َو ُه ْم
وهـ َّن َو ُه ْ
ُ
والكــــل أسـامء َلب ِ
ُّ ِّ ــب ِ ِ ُّ
(*)
ســة ُ ْ َــى
كل فت ً ِب أنـا هو وه َي ح ُّ
فكل فتَـى حـ ٍّ
*****
حب
بني ِّ ِ
الفرق َ تلم ُس اجح ـ ُّالر ُ ِ
الغرير ـ وهذا هو َّ الر ِائي َّ
ويتعذ ُر عىل َّ
بب الصبِ ِّي أو إدرا ُك ُه ،ور َّبام هذا هو ُّ
الس ُ وحب اهللِ املتجليِّ جمَ ا ُل ُه يف َّ
ِّ ِصبِ ٍّي
ّابليس ،كشف ال ّسرّ الغامض يف رشح ديوان ابن الفارض3 ،أ -ب.
الن ّ (((
ّابليس ،كشف ال ّسرّ الغامض ،صفحة 4أ -ب.
الن ّ (((
ّابليس ،رشح ديوان ابن الفارض.61 :1 ،
الن ّ (((
ّابليس ،رشح ديوان ابن الفارض.234 :2 ، الن ّ (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 278
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
نظمها (اب ُن ِ ِ ُ ائد املعنون َِة بـ وتُعدُّ جممو َع ُة القص ِ
(ترمجان األشواق) التي َ َ
ِ
بعشق اهللِ الذي يشك ُِّل ِ ينظم شعر ًا احتفا ًء فيِ ِ عربيِ ٍّ ) ِم ْن ِ
ُ أبرز األمثلة عن ُصو ٍّ
متهيد ِهِ القرا َء يفرب (اب ُن عربيِ ٍّ ) َّ در إهلا ٍم له .وقدْ أخ َ مص َ ِ
البرش ُّي ْ جل ُ
املا َ
المرأة شا َّب ٍة
ٍ ائد هو عش ُق ُه هذه القص ِ
َ
بأن مصدر إهلا ِم ِ
عر َّيةَ ْ َّ ،
الش ِ ِ
ملجمو َعتِ ِه ِّ
ديق ِ سيِ
ابنة َص ٍ تُد َعى (نظام ًا) ِ
ذكر اس ًام يف هذا فار ٍّ التقا ُه يف م َّك َة ،وأ َّن ُه (ك َّلام َ
القول:ِ ِ
األشخاص عىل جتر َأ أحدُ ِ
يشري إليها) .ومع هذا ،وحينَام َّ الكتاب فإ َّن ُه ُ
ٍ
بأسلوب األخري دنيو ٍّي ،ر َّد شعر غزليِ ٍّ ِ سوى ٍ نظم ُه (اب ُن عربيِ ٍّ ) ما هو َ إن ما َ َّ
ُ
مستفيض ٍة أحل َقها
َ رشوحات ُصوفِ َّي ٍة
ٍ ِ
بكتابة ونفور ِه
ِ استيائ ِه
ِ ينم عن ِ
عمق ُّ
ّابليس ،رشح ديوان ابن الفارض.201 :1 ،
((( الن ّ
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
279
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
ائد ديوانِ ِه.
بقص ِ
َ
ِ
بتقدير الذي حي َظى امل ال َّظاهراتيِ ِ َّنويعات عىل اجل ِ ِ بعض ِم َن الت وتنزع ٌ
ِّ َ ُ
فيِ ِ ٍ ٍ ِ فيِ
تنزعالصو ِّ ]ُ ... الصو ِ وإعجابِه وبمكانَة َمر ُمو َقة [يف الترُّ اث ُّ جلامليِ ِّ ” ُّ “ا َ
قال ِ
للغايةَ ، وف حديث معر ٍ ٍ البرش ِّي ،فعىل ِ
وفق ِ أمثلة عن اجل ِ
امل ٍ ِ
إيراد نحو
َ ُ َ َ
بعض وحاول ٌ َ ِ ِ
خلق آد َم عىل ُصورته) (إن اهللَ َ السال ِم]َّ : حممدٌ [عليه َّ َّبي َّ الن ُّ
(صورتِ ِه) يعو ُد مري (ـه) يف ُ الض َ إن َّ احلديث بقولهِِ مَّ : ِ رشح هذا م َن املفسرِّ ِ ي َن َ
ِ
خلق آد َم عىل (إن اهللَ َ املقصو ُدَّ : يكون املعنَى ُ ُ إىل آد َم ال إىل اهللِ ،وتبع ًا لذلِ َك،
الصوفِ ِّي َ ِ الرغ ِم ِم ْن هذا الت ِ ِ
ني أظهر العديدُ م َن ُّ َّفسري، ُصورة آد َم) .وعىل ُّ
()2
َ
َ ُون َّ فهم يؤمن َ ِ ِ
اإلنسان بأن قبول هذا احلديث كام هوُ ، استعداد ًا ونزوع ًا َ
نحو
اإلهل َّي ِة جمَ يع ًا، األسامء ِ ِ كشف ِه عن ِ ِ
الكائنات مجيع ًا يف ف بالفرا َد ِة َ
بني يت َِّص ُ
الفكر ُة هذه ِاإلهلي .وقدْ ُطور ْت ِ ِ األكثر اكتامالً لل َّتجليِّ «املوقع» وهذا جيع ُل ُه
ِّ َ ِّ َ َ
الذي ُخ ِل َق العالمَ ُ عىل الكامل) ِ ِ ِ
(اإلنسان مستغل َق ٍة نسبِ َّي ًا عن ِ ات يف نظري ٍ
َّ
لمَ ()3
(روح العا ِ). َ ف ُصورتِ ِه ،ويؤ ِّل ُ
اإلنكليزي (ريتشارد بريتن) ِ
الذي َ
كان ِ ُّ والر َّحال ُة ُ
املسترشق َّ ف تعر َ
َّ
الضو َء
وج ْهنا َّ ِ خط الت ِ َّاسع عشرَ َ إىل ِّ ِ ِ
َّفكري هذا الذي َّ أواخر القرن الت َ يكتب يف
ُ
املوضو ِع وص ُف ُه وحدي ُث ُه يف َ ِ ِ
بعض م ْن جوانبِه يف املقط ِع أعال ُه، ِ ٍ
ُ وكان ْ عىل
شفاهيةٍ.
ِ ِ ِ
َّ ادر
مص َ االفرتاض ـ إىل َ بحس َ الفت ًا لالنتباه أل َّن ُه يستندُ ـ ْ
ِ
وعاطف ٌّي يف جانب ٌ
نبيل ثم َة يقول (بريتن)( :ال ِ
ينبغي ْ ُ
ٌ ننسى أ َّن ُه َّ
أن َ
الذي َن حذا ون وطلاَّ ب األكاديميا ِ بيان ،إذ َيرى األفالطونِ ُّي َ حب الص ِ
ُ ِّ ِّ
مثلأن عاط َف ًة نق َّي ًة ومتَّقدَ ًة َ حذو ُهمَّ ، املسلم َ
ون ِ
ون أو الغنوص ُّي َ
ون الصوف ُّي َ ِ
َ ُ َّ
ِ
روح اإلنسان ،وألنهَّ ُم واملخلوق يف ِ َ اخلالق وحدَ ِ ِ ِ
َ األنموذج الذي َّ ُ هذه ،ه َي
األكثر طهار ًة ومجاالً يف هذا العالمَ ِ ال َّظاهراتيِ ِّ ،فقدْ صرَ َّ َح َ الص َ
بيان ون ِّ يعدُّ َ
ومتجيد ِهم املتعاليِ اخلاليِ ِم َن ِ رب ح ِّب ِهم وهم أنهَّ ُم ع َ ون ومريدُ ُ األفالطونِ ُّي َ
ِ جل َس ِد ِّي ِ وائب احلسي ِة ا ِ ِ الش ِ َّ
والفكر ِّي، جل َسد َّية لـ “حتفة” الدِّ يميورغوس ا َ ِّ َّ َ
()1
توهج ًا؛ وأضا ُفوا إىل ذلِ َك ارش ُّ ب ا ُمل َب ِ عشق املس َّب ِ أكثر أنوا ِع ِ ون عن ِ فإنهَّ ُم يعبرِّ ُ َ
أقل أنانِ َي ًة ِم َن ِّساء ُّ هذه التِي تتجاوز واقع ًا حب الن ِ مثل ِ إن عاط َف ًة َ قولهَ ُمَّ :
َّ ُ
العادة مهام بدا ِ الذي ِ
يوحي يف واإلعجاب به؛ الول ِع ِ ِ اآلخ ِر ِ
باجلنس َ الول ِع
ِ ِ ()2 بالش ِ
هوة اجلنس َّية). بريئ ًا ونق َّي ًاَّ ،
املائز ِة عن الذي كت َب ُه (هلموت رتر) يف دراستِ ِه َ ويب َقى الفص ُل املهم ِ
ُّ ْ
ِ
بن الع َّطار ( ُتوفيِّ َ سن َة 1220م)التي ِ ين ِ ِ سيِ
الصوفيِ ِّ الفار ِّ فريد الدِّ ِ الش ِ َّ
اعر ُّ
األهم عن تأ ُّم ِل َّ يعو ُد تارخيُها إىل عا ِم (1955م) ....يب َقى الدِّ راس َة احلدي َث َة
ِ البرشي يف التَّصو ِ اجل ِ
(العشق
َ أن هذا رشح (رتر) َّ َ اإلسالم ِّي )3(.وقدْ ف َ ُّ ِ ِّ امل َ
ِ
العارش ِ
منذ القرن ِ
َّاريخ اإلسالم ِّي ُ يدل عليه يف الت ِ الح) له ما ُّ ِ ِ
الدِّ ين َّي للم ِ
نظري ِ توكيد (ريرت) ولفتِ ِه االنتباه إىل أ ِ ِ الرغ ِم ِم ْن
ات مه َّية ِ َّ ِّ َ َ األقل؛ وعىل ُّ ِّ يف
املوجو َد ِة سلف ًا ،إلاَّ أ َّن ُه ُ امر َس ِة مسو ٍغ ِ
نظر ٍّي رفي ٍع عن ا ُمل َ ابن عربيِ ٍّ يف تقدي ِم ِّ ِ
وبخاصة
ّ ((( الدّ يميورغوس أو خالق الكون املا ّد ّي مصطلح شائع يف الفلسفة
الر ّب األعظم املسؤول عن ويدل عىل إحدى فيوض ّ والروح ّية ّ
الفلسفات الغنوص ّية ّ
خلق الكون املا ّد ّي .يظهر الدّ يميورغوس يف الفلسفات األفالطون ّية والبيثاقور ّية
الش ّك الفلسف ّية بوصفه أحد احلرف ّيني عن املحدثة واألفالطون ّية الوسطى ومدارس ّ
املصمم ،إلاّ أنّه
ّ صفة حيازته من غم الر
تشكيل الكون املا ّد ّي واحلفاظ عليه .وعىل ّ
ال يم ّثل ،بالضرّ ورة ،نفس اخلالق عىل وفق املفهوم املتّبع يف الدّ يانات التّوحيد ّية ّ
ألن
الدّ يميورغوس ،كام املواد التي يستعملها يف تشكيل الكون ،تنبع من فيض آخر.
(املرتمجة).
السوتاد ّية.19-18 ،
((( بريتن ،املنطقة ّ
((( ريرت ،)Das Meender Seele( ،فصل .26
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
281
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ
ـــال ق ْل ُت قد َصدقا بدا له ِم ْن جمَ يعشق ما
ُ القطب
َ إن َ
قال املح ِّق ُق َّ
(*) الفـرع ْ
إن حلقــا َ خم ِّي ٌم ال تلو َمـ َّن ـــل اجل ِ
مـال بـه أص ُ َ وإن ت ُِفدْ ْ
فقل ْ ْ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ [*] حلقا :األلف لإلطالق ال للتّثنية.
*****
الذي املواهب احلنبليِ ( ُتوفيِّ سن َة 1714م) ِ ِ مشق ُّي أبو وأ َّكدَ الفقيه الدِّ ِ
َ ُّ ُ
ِ
كان يف الواق ِع شخص َّي ًة أن س ِّيدَ ُه َ وبَّ ، الش ِ ِ ِ
أخذ ال َّطري َق َة اخللوت َّي َة م َن ِّ َ
يخ أ ُّي َ
وب يخ أ ُّي َ الش ِ حب َّ
ينطوي عليه ُّ كان ِ وأملح إىل ما َ َ للجدل إىل حدٍّ ما، ِ مثري ًة َ
ِ ُ ِ ()1 ِ ِ هجو الن ِ ِ ِ ِ
َّاس له ولو َم ُه لرت ُّدده عىل امل ْرد .وم ْن للجامل «ا ُملق َّيد» مب ِّين ًا كثر َة َ
كان فيه َّاس َ ِ
حضور ُه مجع ًا م َن الن ِ ِ
املتص ِّوف ِ ِ ِ
ُ ُروى عن هذا َ املعاجز التي ت َ أحد
ور للنَّو ِم امل ،وعندَ ما َّ شاب غاي ٌة يف احلس ِن واجل ِ
احلض ُ ُ حل املسا ُء واستعدَّ َ ُْ ٌّ
ِ
فلم يستحس ْن أحدُ ِ
بجانب َّ الش ُطلب َّ ِ َ ِ
اب؛ ْ الش ِّ يخ النَّو َم َ املعيشة، يف غرفة
الصوفيِ ِّ ، ِ خالل ا َّل ِ َ داخل ِهِ ، ِ احلضور ذلِ َك يف ِ
ليل ابتغا َء مرا َق َبة ُّ َ
يقظان وبق َي
أدراج ُه
َ يصليِّ أما َم ُهَّ ،
ثم عا َد وب َخص الغرف َة ،رأى أ ُّي َ الش ُ غادر هذا َّ
وحينَام َ
مرت ِ ِِ ِ ِ
ِّكشعر املتشك ُ
َني ممَّا رآ ُهَ ، وب نائ ًام ،وبعدَ تو ُّثقه َّإىل الغرفة َدهش ًا ليجدَ أ ُّي َ
الشيوخِ . نب ،واقتنع أ َّنه يف حرض ِة ِ
أحد ُّ بالذ ِ
َّ
َ َ ُ
الفص ِل َّ ِ
الس ِ
ور ُّي الصوفيِ ُّ ُّ الش ُ
يخ ُّ ذكر َّ
األولَ ، كر يف ْ ومث َلام أسل ْفنا ِّ
الذ َ
الصوفِ َّي ِة التِي ِ ِ
أن بعض ًا م َن اجلامعات ُّ ِ
البكر ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1749م) َّ مصط َفى
ْ
ّ
احلنبيل ،مشيخة.89 ، ((( أبو املواهب
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
283
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امل) جل َ
حيب ا َ املأثور (اهللُ جمَ ٌيل ّ
ُ
ِ
بالقول تستعني
ُ َت كثري ًا ما نش َط ْت يف زمانِ ِه كان ْ
ِ دفاع ًا منها عن ارس ِة تأم ِل الن ِ
َ
وتغافل أفرادها، الشائ َع ِة َ
بني بيان َِّّساء والص ِ
ِّ ُّ ممُ َ َ
كان يف الواق ِع القول َ َ أن هذا ذكر َّ كان شيخ ًا خلوتِ َّي ًا كذلِ َك عن ِ الذي َ البكري ِ
ِ ُّ
امل ك َّل ُه جل َ وب اخللوتيِ ُّ ويصرَ ِّ ُح فيها َّ ِ ٍ ِ ٍ ِ
بأن ا َ جزء ًا م ْن َقصيدَ ة قص َرية َ
نظمها أ ُّي ُ
ونحير ُم َ ُّك َّ ِ ِ جمَ ُال اهللِ ،وهذا أمر ال ِمراء فيه عىل الرغ ِم ِمن تشك ِ
العذال الذي َن ِّ ْ َّ َ ٌ
ِ بحس ِ ِ
ائص واحدَ ةٌ ،ولذا واخلص َ
َ اجلوهر
َ الشاعر َّ
أن ب َّ التَّمت َُّع به .وع َّل ُة ذل َك ْ
خيامر ُه ِ
القول ،ول ْن مل َّي ًا هبذاأن يفكِّر ِ (الواحد) ْ ِ يتعينَّ ُ عىل َم ْن يرو ُم الدُّ ن َُّو ِم َن
َ َ
دق ِه قط!.
ُّ ()1 الش ُّك يف ِص ِ َّ
وقال:
أمـــرنا بيــــــن مقعــــد ومقيــــم نحن قوم يا ابن الفوارس صعب
وقال:
يا ســــعد من جيلــــى له فيشـــاهد إن الوجود احلق شـــــيء واحـــــد
وعليه من حســــن املالح شـــواهد ومجـــال علوه واضـــــح متكتــم
يامن يبيـت وللهــــوى هو عابـــــد قفســاعةحتىأعلمـــكاهلـــوى
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
285
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الص ِ
ورة، وال حيب الصوفيِ املالمح والسيامء ،وهذا أكيدٌ عىل ِ
ُّ ِّ َ َ ُّ ُّ ُّ
كان ِ
غري جوهر ٍّي ال يتبدَّ ى جمَ ا ُل ُه إلاَّ إذا َ فتشكي َل ُة اجللدْ والعظا ِم ٌ
شكل كام ٌن ُ
امل ِ
اإلهل ِّي: ِ
موقع ًا لتجليِّ اجل ِ
َ
ِِ وباطِــن ًا يف فيا ظـــاهر ًا يف َخ ْل ِق ِه َو ْه َو باط ٌن
أمـــره َو ْه َو َظ ُ
ـاهر
*****
ِ
الفرد، ِ
رغبات الذي ِ
يرمي إىل إشبا ِع وخالف ًا للحب اجلس ِدي املبت ََذ ِل ِ
ِّ َ َ ِّ
الصوفيِ ِّ ْ ِ ِ ِ
الصوفيِ ُّ ب َفناء َّ حب اجل ِ
َ
يكون أن حماو َلة ُّ
الذات [ -أو] َ امل ُّ يقرتن ُّ َ ُ
ِ ِ
العشق اإلهلي املت ِ
َّج ُه َص ْو َب اجل ِ
امل اإلهل ِّي. َ ُّ ُ واس َط ًة ش َّفا َف ًة يتد َّف ُق ع َ
ربها
(املرتمجة).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 286
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
ب ،إنَّام ضرَ ِ امل ال َّظ ِ وليس تأم ُل اجل ِ
ور ُّي إذا أرا َد الفر ُد فحس ُاهر ِّي ُم َباح ًا ْ َ َ ُّ
ِ ِ
ويشتمل ذل َك عىل ذاته هو -وجترب َة ِ ُ ِ
اهر ِّي والتَّسامي عنه - جتاوز العالمَ ِ ال َّظ ِ
َ
ِ
الفارض ديوان ِ
ابن َ ِ ِ سيِ ِ
ور الكُليِّ ِّ هللِ بلحظ ما ك َت َب ُه النَّابل ُّ يف رشحه احلض ِ ُ
احلق املتعاليِ ،أل َّن ُه ِ
َّفس عىل خت ُّي ِل جت ِّليات ِّ تدريب الن ِ ِ ِ
ورة ُ
حيث شدَّ َد عىل ضرَ َ
نفس ِه وطبيعتِهِ أعامق ِ ِ ِ ِ ِ
انتشال نفسه م ْن ِ ِ ِ
الوسي َل ُة الوحيدَ ُة التي مت ِّك ُن الفر َد م ْن
امل ا ُملط َل ِق ،وال فائدَ َة ُترتجَ َ ى ـ وب اجل ِ ِ واالنتقال هبا إىل ِ ِ
قمة االتحِّ اد مع حم ُب ِ َ َّ
ِ
تدريب ِ
دون االبتهال ِم ْن
ِ واملداو َم ِة عىل
َ ب النَّابلسيِ ِّ ـ ِم َن التَّن ُّف ِل بحس ِ ْ
ِ ()1
النَّفس.
ٍ
حديث فيه ٌ
أخذ الفكرة ذاتهِ ا شعر ًا ُم ْل ِمح ًا إىل
ِ وقدْ عبرَّ َ النَّابلسيِ ُّ عن
ُ
مشـــهو ْد َو ْه َو َ
وشـــاهدٌ ـــــي
ٌّ وح
َ ـــــت
ٌ َم ْي َ
وذاك
*****
عائ ِه ومل يدع النَّابلسيِ وسيل ًة لدع ِم فِك َِر ِه ومتبنَّياتِ ِه ،إذ دافع عن اد ِ
ِّ َ َ َ ُّ ْ ْ
ِ ِ
باب ا ُمل ْرد امل ِ الش ِ ِ أص ِ ِ اجلَ ُس ِ
الح ،إذ َّبي كانُوا م َن َّ حاب الن ِّ أن عدد ًا م ْن ْ ور مب ِّين ًا َّ
َ أسلم يف ِ إن ُمعا َذ ب َن ٍ سبيل ِ ِ َ
وكان يف عمر ال َّثامنَ َة َ
عرشةَ، َ جبل قد املثالَّ : قيل يف
ال ذا ٍ وقيل :إنَّه َ َّبيَ ، ِ ِ
أملس، شعر َ كان (طوي ً والعرشي َن عندَ ما ُتوفيِّ َ الن ُّ احلادي
األحاديث امل َّت َف ِقِ بعض ِم َن وتذكر ٌ ِ
األسنان) ِ
بياض ناصع َنيِ ، كبري العين ِ
ُ َ
مرة( :إنيِّ ألح ُّب َك يا معا ُذ) فر َّد عليه معا ُذ( :وأنا ٍ َّبي َ عليها َّ
ذات َّ قال له َ أن الن َّ
ينبغي له قو ُل ُه يف بشأن ما ِ
ِ ِ َّبي له عدد ًا ِم َن الت
َّعليامت ثم قدَّ م بعدَ ها الن ُّ أح ِّب َك) َّ
أن زيد ًا ب َن أحاديث م َّت َف ٌق عليها َّ ُ تذكر املنوال ذاتِ ِه،
ِ الة )1(.وعىل ختا ِم الص ِ
ُ َّ
ِ ِ
األرس يف س ِّن ال َّثامنَةَ ،ِ ِ ِ
حممدٌ وأعت َق ُه م َن ِ
ب كان (ح َّ َّبي َّ حار َث َة الذي اشرتا ُه الن ُّ
زيد ِوكان أسام ُة بن ٍ ِ
عرش َة حينَام ُتوفيِّ َ كان يف س ِّن التَّاس َع َة َ الذي َ ُ َ رسول اهللِ)
ب ب َن أحاديث م َّت َف ٍق عليها ِ َ - َ أخرى عىل ِ
كان (احل َّ وفق مر ًة َ حممدٌ َّ - َّبي َّ الن ّ
ٍ
أحب (أحب اهللُ [ورسو ُل ُه] َم ْن َّ َّ آخ َر: َّبي أيض ًا يف حديث َ وقال الن ُّ َ ()2
احلب).ِّ
َ ()3
أسامة).
ٍ أص ٍ ِ ويظهر ِمن ِ
ذكور حاب أحب بض َع َة ْ حممد ًا ََّّبي َّ أن الن َّ األحاديث َّ هذه ُ ْ
يقدح يف ِ
أن الذي ِ ِ
وأمر أتبا َع ُه بح ِّب ِهم كذل َك ،وهذا يعني َّ ٍ
ُ شباب كانُوا معهَ ،
َّبي د َّل ْت منس ٍ ٍ باب ا ُمل ْر ِد املِ ِ
الش ِحب َّ
وب للن ِّ يقدح يف سلوك ُ ُ الح ويعي ُب ُه إنَّام ِّ
ُ
احلال ذاتهُ ا يتوافق وكو َن ُه مسل ًام مؤمن ًا! وت َْصدُ ُق ُ عليه أحادي ُث ُه -وهذا ال
فهم بقولهِِ م هذا ِ جواز الن ِِ ِ
الفقهاء ِ
َّظر إىل ا ُمل ْردُ ، ون إىل عد ِم الذي َن يد ُع َ عىل
ِ ِ ِ بحس ِ
مر ًة
بعض م َن األحاديث ،وهذا ـ َّ ب ما تب ِّينه ٌ ون أمر ًا فع َل ُه الن ُّ
َّبي ْ حير ُم َِّ
ِّسبة للنَّابلسيِ ِّ حينَام يؤ ِّكدُ ـ مستند ًا إىل عدَّ ِة هذه احلاد َث ِة بالن ِ وتربز أمهي ُة ِ
ُ ِّ َّ
أن آدم ُخ ِل َق أمرد )1(.وبناء عىل ذلِ َك ،فاملالئك ُة ِ
الذي َن سجدُ وا ً َْ َ أحاديث ـ َّ َ َ
ني للصوفِ ِّي َ
ني املتأ ِّم ِل َ ْليِ
األنموذج األص َّ ُّ َ ون الرؤ َي ِة ـ يم ِّث ُل َ ب هذه ُّ
ِ بحس ِآلد َم ـ ْ
لق ِم ْن السجو َد َلمِا يعدُّ ُه كائن ًا ُخ َ ِ
الشيطان ُّ رفض َّ حني ُيعدُّ ُ ال ا ُمل ْر ِد يف ِ يف جمَ ِ
أنون عىل َّ الذي يصرِ ُّ َ ني للصوفِي ِة ِ ِ ِ ْليِ ٍ
األنموذج األص َّ للفقهاء املناهض َ ُّ َّ َ طني
قال املغو َي ِة ،وقدْ َ الوجوه هو أجسا ُد ُهم ِ ِ كل ما يمك ُن رؤي ُت ُه يف ا ُمل ْر ِد ِم ِ
الح َّ
ِ
احلقائق): ِ
(ديوان النَّابلسيِ ُّ عن ذلِ َك يف
ِ
َّفيـس ذاك ال ُغــال ِم الن هـــوى َ يف الـــــذي ال َم جه ً
ال ِ ـــــم أيا ا َّل ِ
الئ
َ ُ هُّ
ِ ٍ بكـــــال ٍم ٍ ُ
خســـيس وعقـــل واه يبحــث عنَّا ُ ــــول ما َلنــا وا َ
جل ُه
َّقد ِ يدري به غيـر ذي الت ِ ليس ِ رس ًا والذ ِ ِ
يس ُ َ كورة َّ ُّ َ ــــن حل ْس
إن يف ا ُ َّ
ِ
بتعبيس وال َقنــــا بابتســـــــا ٍم أو ـــك فينا بدائ َ عش ســلي ًام أو م ْت ِ ْ
ُ
ـــة عن التَّدنِ ِ
يس فنحــــن يف ِرفع ٍ
َ ُ أح ِســـ ْن ال َّظـَّـن أو به ك ْن مسيئ ًا ْ
*****
ٍ
نطاق واس ٍع بقول مق ُب ٍ
ول عىل ٍ واستعان النَّابلسيِ ُّ زياد ًة عىل ذلِ َك،
َ
الصوفيني ِ
ّابليس ،غاية املطلوب .76-73 ،ولالستزادة بشأن فكر مشاهبة عن ّ
((( الن ّ
األول ،انظر ريرت.Das Meer des Seele)، 452، 477( ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 292
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
الغالب يف يظهر له يف
ُ كان َ
جربائيل َ َ
املالك حمم ٍد ،يفيدُ َّ
أن َّبي َّ منس ٍ
وب إىل الن ِّ ُ
اشتهر ٍ
حممد أص ِ ِ بن خلي َف َة الكلبِ ِّي) وهو ٌشكل (دحي َة ِ
ِ
َ َّبي َّ
حاب الن ِّ رجل م ْن ْ
امل الص ِ
َ ()1
ورة يف م َّكة. بج ِ ُّ َ
تـــــأود
َّ مـا إذا غصـــ ٌن
ْ تبــــدّ ا ما إذا بـــــــــدر
ٌ
أخ���اف قلبِـــــــــي وه��دَّ ْد
َ ٍ
غـــزال بعينَـــــي ي��رن��و
مـــــور ْد
َّ بخــــــدٍّ يزهو ِ
���ـ���رف واىف ِ
م��ن��رج��س ال��� َّط
أهيـــــف القـــــدْ
َ ع�لي ي��ا
َّ عطفــــــــــــ ًا ب��اهللِ ب��اهللِ
ِ
ــــربي تـــــبدَّ ْد َص ِ
وع ْقدُ فيــــــك اشتياق ًا
َ ذبْ���ت
ُ ق��د
*****
وس
محن العيد ُر ُ الر ِ عب ُد َّ
اليمن ،وسافر إىل ِ
اهلند ِ العيدروس يف مصط َفى الر ِ ِ
َ ُ محن ب ُن ْ ُولدَ عبدُ َّ
بني م َّك َةال َ رب ِم ْن حياتِ ِه متن ِّق ً بصح َبة والده ،وقضىَ اجلز َء األك َ
ِ ِ ()1 ِ ِ
يف شبابِه ُ
القاهر ِة يف مصرْ َ حيث َ
ِ
ومدينة اجلزير ِة العربِ َّي ِةَ ِ
غرب ائف يف واملدينة وال َّط ِ ِ
وأضحى َ َّقشبند َّي ِة،
ِ العيدروس َّي ِة والن
ِ الصوفِ َّي ِة رق ُّ وسلك يف ال ُّط ِ َ ُتوفيِّ َ .
القاهر ِة
َ كان يف نطاق واس ٍع شاعر ًا ُصوفِ َّي ًا ومفكِّر ًا ،وبينَام َ ٍ عروف ًا عىل َم ُ
عبد اهللِ األزهر ِ
ِ شيخي ِ
أمثال َ ني ِ
بارزي َن بني فقها َء مصرْ ِ ِّي َ بحفاوة بال َغ ٍة َ ٍ حظِ َي
يخ واملع ِّل ُم الش ُ وكان أيض ًا َّ َ ()2
وحمم ٍد احلفنِ ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1767م). رباو ِّي َّ الش ِ َّ
املشهور برشوحاتِ ِه عىل ُ بيد ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1791م) الز ِ ُّ ملحم ٍد مرتضىَ َّ الصوفيِ ُّ ُّ
ِ ِ
(القاموس العر ِّ ) ملؤ ِّلفه الفريوزاباد ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1415م) و (إحياء علو ِم ِ ِ بيِ ِ
حامد الغزاليِ ِّ . ٍ ين) ألبيِ الدِّ ِ
للج ِ ِ
امل، الصوفيِ ِّ َ استحضار فكرة التَّأ ُّم ِل ُّ ِ ِ
العيدروس كثري ًا يف شعر
ويلح ُ ُّ
األبيات اآلت َي ُة:
ُ مث َلام تبينِّ ُ
ْ ِ الش ِ
بديع َّ ْ
ميـــــلجل َ
العليـــل ــب
ـكل يا ط َّ يا َ ــــاك ا َ حرس اهللُ حم َّي
َ
ْ
الكحيل بل ســبي َت الك َُّل بال َّط ِ
رف أرباب ال َبها قاطِــــــ َب ًة ُســــدْ َت
َْ َ
ْ
العليـــل ِ
األنس يا ُب ْر َء نســــيم
َ يا حلـو ا َّل َ
لمى َ ب قلبِي أن َ
ْــت يا َح ْس ُ
(*) ْ
األسيل َ
األخــالق يف اخلدِّ أملــح
ُ منــــك إلاَّ أنِّنِــــي
َ مــــا ِ
مرادي
(**) ْ
القبيـل ــن ِم ْن هذا
للح ْس ِ
عشـ ُقنا ُ ٍ
عشـــق لنــا ُ
ــــائل عنالس
هُّأيا َّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ [*] اخلدّ األسيل :ال َّط ِو ُيل ال َّلينِّ ُ اخلَ ْل ِق ا ُملسترَ ِس ُل.
[**] العيدروس ،ترويح البال وهتييج البلبال.118 ،
*****
آخ ُر نور ُد ُه هنا: وثم َة ٌ
مثال َ ّ
س ِ
املجل ِ كـــرا ِم
َ واســقنِيها َم ْع ِ
الكـؤوس ِ
براح وح
الـــر َ
ُّ رو ِح
ِّ
ِ
مـــال األَ ْن َف ِ ِ
ـس قدْ حت َّلــــوا باجلَ ــــن َم ْنوتغز ْل يف ذوي احلُ ْس
َّ
س ٍ
ـــــفاه ُل َّع ِـــي ذي ِش
كــل ظبِ ٍ
َّ ِ
الغيد ويف َ
األخـالق يف واشهدْ
(*) احلن ِْد ِ
س فاق بـــدر ِ
َ أو جت َّلـــى َ أغص َ
ـان النَّقا َ
فـــاق َ ْ
إن تثنَّـــى
*****
(كل ظبِ ٍي نفهم (الغيدَ ) و َّ نسأل :مل ْ ال َ أنذاك ْحني َ طبيع َّي ًا َِ فلر َّبام يبدُ و
ُ
(اخلمر) و(ال َّظ ِ ِ أن املامث َل َة َ غري َّ ِ تهِ شفاه ل َّع ٍ ٍ
بي) بني س) بال َّطري َقة ذا ا؟!َ . ذي
اح ،وال ِ
اخلمر ُم َب ٌ رشب
َ ون َّ
أن ني ال يدَّ ُع َ الصوفِ ِّي َألن املن ِّظ ِري َن ُّ ناقص ًة! َّ تب َقى َ
ون رأي ًا مغاير ًا يف اخلمر ،ولكن َُّهم يقدِّ ُم َ ِ ِ
لرشب قيمة جتريبِ َّي ٍة
ٍ ون أ َّي َةيمنح َ
ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
كان بعض م ْن أبرزهم ـ يف ِّ
األقل ـ أ َّن ُه َ زعم ٌ البرش ِّي الذي َ حال تأ ُّم ِل ا َ
جلامل
استبصار ًا ُصوفِ َّي ًا ق ِّي ًام.
َ أن يو ِّف َر مثل هذا بقدرتِ ِه ْ ال َ وأن تأم ً ُم َباح ًاَّ ،
سج َل ٍ هؤالء املن ِّظ ِري َن ،إذ استشهدَ يف ِ
عمل َّ والعيدروس ذا ُت ُه هو أحدُُ
أديب ٍ ِ ِ
عر َّية مع معا ِ يه ب َقصيدَ ة أرس َلها إليهصرِ ِ فيه بعض ًا ِم ْن مطارحاته ِّ
الش ِ ِ ِ
ٌ
ِ
الكتابة األخري لتخ ُّل ِف ِه عن يعتذر فيها َ
خوخ عمر بدر الدِّ ِ
ُ ُ ين ب ُن َ اسم ُه ُ
مك ٌِّّي ُ
ٍ أمر ُه ملح ُب ٍ ِ ِ ِ ِ
وعنيد وب ٍ
مليح غلب عليه َ بعض ًا م َن الوقت ،ويشتكي ح َّب ًا متَّقد ًا َ
آخر ِه ِم ْن تو ُّل ِع ِه
ذكر ُه يف ِ اجلواب ،وتأ َّم ْلنا ما َ ُ وص َل إلينايف وقت واحد( :ولمََّا َ
ٍ ٍ
ِ األحبابْ ، ِ ِ
وطلب منَّا َ اهلوى؛ سوى َ أوجب له ذل َك َ َ ليس له دا ٌء وأن َ ببعض
ب ما أعطا ُه وار ُد حس َ ِ
اجلواب يف احلال ْ ُ أن نعينِّ َ لذلِ َك الدَّ ِاء الدَّ وا َء؛ َ
كان ْ
ِ
االرجتال ما ُصور ُت ُه:
ِ
وإعـــالن سـر
كل ِّ اهلوى يف ِّ َف ِه ْم يف َ ذاك الدَّ وا الن َِّاز ِح الدَّ انِـــي إن ت ُِر ْد َ أال ْ
خفضـي يف املحب ِ
ـة أعالن ِ إن ْ
وقـل َّ اهلوى
اجلناح لدَ ى َ وك ْن خافض ًا منك
َّ َ
ــبابة أحيانِـي
إن موتِــي يف الص ِ
َّ ْ
وقل َّ اهلــوى ْحت َي سعيد ًا مؤ َّيد ًا
ــت يف َ
و ُم ْ
ِ
أحيـــان كل َ
هـواك يف ِّ ــر ْح عن و ُد ْم هائ ًام
وص ِّ
َ اهلــوى
َ واكتم
ْ واطــرب
ْ
ِ
بأفنـــــان َّربيــــحيأتِــي
ُ
ِ
لدائ َكفالت ــتشـافِي ًا والتلتمسغيـر ِ
الذيق ْل ُ َ ْ
ِ
بإنسان ْــت يف التَّحقيق ُأدعـى
لمََـا كن ُ ِ
املجــــاز حقيق ًة ولوال َف ِ
نائــــي يف
ِ ذاك احلـُّي للمي ِ ْـــتيفحــــياألحب ِ
بإنسـان ت َْ كان َ َ وما َ ــة َم ْيت ًا َّ وماكن ُ َ
(*)
ِّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 298
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*****
ٍ
برسالة العيدروس بعدَ ذلِ َك بعض ًا ِم َن املقاط ِع الن َِّثر َّي ِة ،وأحل َقها كتب
ُ وقدْ َ
أدرج النِّهاي َة
(وفيك فطان ٌة ودراي ٌة ،فك ْن مم َّ ْن َ َ األديب املك َِّّي قائالً:
َ رب فيها
أخ َ
َ ِ ()1 ِ حمو َك يف َص ِ ِ ِ
قنطر ُة احلقيقة).
املجاز ُّي َ فالعشق
ُ حوك..َ. واطو َ البداية، يف
العيدروس أد َّل ًة تبينِّ ُ هيا َم ُه وو َل َع ُه الذي أ َّل َف ُه العمل ذا ُته ِ ُ ويقدِّ ُم
ُ ُ
ِ
سبيل ذكر يف ِِ ِ بعض ِم ْن
ٍ واحد يف ِّ ٍ جذ ٍ بشخص ٍَّ
مراحل حياته .إذ َ األقل يف اب
مدينة ال َّط ِ
ِ كان يف حدي َق ٍة يفنظمها بينَام َ ِ ِ
ائف ،جم َّدَ فيها “متو َج ًة” َ املثال َقصيدَ ًة َّ
البه َّي ِة).
لعة ِ ذوي ال َّط ِ (بعض َِ
ِ
خص بيت [إذا مج ْعنا ُه] عن اس ِم َّ
الش كل ٍ األو ُل ِم ْن ِّ احلرف َّ
ُ ويكشف
ُ
ني نح ُن وإ َّي ُاه َّفق إذ كنَّا ِ وهو (جمَ ُال)( :وات َ ِ الذ ِ
مقبل َ املدح وال َّثناءَ ، موضو ِع ِ كر ُ َّ
بعض ِم ْن ذوي ٍ ائف َّي ِة ،وقدْ ُج ْع َل ْت َم ْش َج َر ًا يف
ني ال َّط ِ
بعض ِم َن البساتِ ِ
ٍ يف
األبيات األرب َع ِة اجللي َل ِة:
ِ البهي ِة وصورتِ ِه اجلمي َل ِة يف ِ
هذه َ
ِ
ال َّطلعات ِ َّ ُ
برؤيت ِ
َـه قلبِــي واشــت َفى ب���زورتِ ِ
���ه أه��ـ��وى َ ْ َ
َ ج���ا َد َم��� ْن
لطلعتِ ِ
ــه عبدٌ أنـــا هــــا وأل َطــــ َف ُه ُأ َح ْيـــال ُه مــا
م��ذ جت ّلـــى ص��ـ��ب��ح غ��رتِ ِ
��ه َ
راق مشـــهدُ ُه ِ
ي��وم��ي َّ
إن
َّ ُ ُ
(*) هبجتِ ِ
ــه ِ
إشـــراق يف دا َم يامث ُلـــ ُه غيــر ًا َأرى ال
*****
*****
العيدروس عد َم
ُ األسطر الن َِّثر َّي ِة التِي َ
ارتأى ِ األديب بعض ًا ِم َن
ُ أضاف
َ ثم
َّ
()1 ِ
للحق [أي اهلل] ال للخلق).
َّ ِ
نقلها (تواضع ًا
*****
وس قد
العيدر َ
ُ أن أسباب تدف ُعنا إىل الت ِ
َّفكري يف َّ ٌ ثم َة
ليس َّ
أخرىَ ، ومر ًة َ
َّ
اخلمر يوم ًا.
َ رشب
َ
حمل جدَ ٍل ِ
املالز َم َة هلا ُّ الصوفِ َّي َة) والن ِ
َّظر َّي َة جلامل َّي َة ُّ
إن ممُ ارس َة ما سمي ُته (ا ِ
َّ ْ ُ َ َّ َ َ
أن اهللَ أن فكر َة َّ ني َّ ِ ِ الكثري ِم َن وخالف عمي َقينْ ِ ! إذ َيرى ٍ
اإلسالم ِّي َ الفقهاء ُ
جتل لسامتِ ِه سوى ٍّ وق ما هو َ وأن العالمَ َ املخ ُل َ الذي يوجدُ فعالًَّ ، هو الوحيدُ ِ
واضح ًة أو (حلوالً أو اتحِّ اد ًا) .ور َّبام يفسرِّ ُ هذا َ مت ِّث ُل -أي الفكر ُة ( -ع ْين ًا)
ِ
العقيدة ِ
بشأن اململوك َّي ِة ( 1250ـ 1517م) ِ ِ
احلقبة ِ
واجلدل يف احتدا َم الن ِ
ِّقاش
بقبول اجلميعِ ،بل ِ حتظ فِك َُرهمُ ا ين مل ْ َ لذ ِ الفارض ا َّل َِ ِ
وابن البن عربيِ ٍّ ِ القويم ِة
َ
كل م ْن ِ ني هلُام ٌّ ِ
وكان م ْن بني أشدِّ املعارض َ ِ ِ َ ين، معار َض ًة ورفض ًا شديدَ ِ واجها َ َ
عروف بـ ِ ِ ِ ِ
اس أمحد ِ ين أبيِ الع َّب ِ ِتق ِّي الدِّ ِ
«ابن تيمي َة» ( ُتوفيِّ َ سن َة بن عبد احللي ِم ا َمل ُ
املقري» ( ُتوفيِّ َ سن َة «ابن ِ وف بـ ِ عبد اهللِ ا َملعر ِ بن ِ بكر ِ ٍ بن أبيِوإسامعيل ِ
َ 1328م)
ُ
ِ برهان الدِّ ِِ بن الرب ِ
ين البقاع ِّي ( ُتوفيِّ َ اط بن َح َس ٍن ِ َّ َّ عمر ِ بن َ وإبراهيم ِ
َ 1434م)
()1
سن َة 1480م).
اإلسالمي ّ
املتأخر ،ص 87وما بعدها 9 ،وما بعدها، ّ عريب يف الترّ اث
((( كنيش ،ابن ّ
263وما بعدها.
جلما ِل ُّيون الثا ِني :ا َ الفص ُل َّ ْ
301
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ني يخ ِ الش َ نحو َّ ِ ِ وبداه ًة ،فقدْ تبا َين َْت وتبدَّ َل ْت
بمرور الوقت ـ َ املواقف ـ ُ
ادس الس َ
ِ
اجلدل قد مخدَ إىل حدٍّ ما بحلول مطل ِع القرن َّ
ِ َ ني ،إذ يبدُ و َّ
أن الصوفِ َّي ِ ُّ
أمثال امل ِ ِّي جاللِ ِ ِ ِ
داق ذل َك ومص ُ
صرْ ني
عروف َ اندفاع فقها َء مراج ٍع َم ُ ُ ْ عشرَ َ ،
ار ِّي األنص َِ زكر َّيا ين أبيِ حي َيى ِ وزين الدِّ ِ ِ السيوطِ ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1505م) ين َّ الدِّ ِ
كامل ا َملعر ِ بن ٍ سليامن ِ َ الكبري أمحدَ ِ ِ نيِ ِ
وف ُ بن ( ُتوفيِّ َ سن َة 1520م) واملفتي العثام ِّ
ِ
احلذر بدرجات متباين ٍَة ِم َن ٍ كامل باشا زاده ( ُتوفيِّ َ سن َة 1534م) اندفا ُع ُهم ـ بـ ُ
ٍ
ونابن عربيِ املد ُف ِ
ٍّ قرب ِ َت زيار ُة ِ ني )1(.وكان ْ للصوفِ ِّي َ ٍ
َّعبري عن آراء مؤ ِّيدَ ة ُّ نحو الت ِ ـ َ
(حك ََم ِم ْن سليم َ ٌ لطان الترُّ ِك ُّي الس ُ األمور التي فع َلها ُّ
ِ ِ دمشق أحدَ َّأو ِل َ يف
الرغ ِم ِِ ٍ ِ ِ
أمر بتشييد مسجد باسمه يف املوقعِ .وعىل ُّ 1520 -1512م) الذي َ
()2
األرواحِ باب حم َّب ِة أن ذلِ َك ِم ْن ِ وأشار إىل َّ َ املريدي َن، ِ الفسق ِم َن ِ ارت َقى عن ِ
حال
يطان الش ُ ني ،فر َّبام خ َّي َل َّ والشياطِ ِ ُّفوس َّ ِ دسائس الن ِ األشباح ،ق ْلنا له :هذا ِم ْن َ ال
ود ،إنَّام جمَ ا ُل ُه ِم ْن جمَ ِ يل يف الوج ِ كل جمَ ٍ وأن َّ يرضَّ ، أحد ِهم َّ ِ إىل ِ
احلق ال ِّ ُ أن ذل َك ال ُّ
عليك ذلِ َك َ حر َم ِ
إن الذي ا َّد َع ْي َت أن ََّك تشهدُ جمَ ا َل ُه هو الذي َّ
تعالىَ ؛ وق ْلنا لهِ َّ :
َّظر إىل األ ْم َر ِد الشاذليِ ُّ عن الن ِ عيل املوازينِ ُّي َّ يخ ُّ الش ُ الشهو َد ...وقدْ ُس ِئ َل س ِّي ِدي َّ ُّ
ور الص ِ بني ُّ فرق َ اإلنسان ٌ ِ فقال :ما دا َم عندَ للسالِ ِك؟َ . جيوز ذل َك َّ
ميل هل ُ ِ جل ِ ا َ
الص ِ والش ِ حمض ال َّط ِ ِ ِ ِ جلمي َل ِة
ور َّظر إىل ُّ جيوز الن ُ هوة ،فال ُ بيعة َّ فهو يف جلمي َلة َ وغري ا َ ا َ
ً ()1
جلمي َل ِة ا ُمل َح َّر َم ِة رشعا). ا َ
الكتاب ذاتِ ِه ِ وقو ًة يف أكثر صرَ اح ًة َّ بنحو َ ٍ رأيه هذا الشعرانيِ عن ِ
ُّ وعبرَّ َ َّ
ِ
ُّسوان ِ
مؤاخاة الن طريق ِ وليس ِم ْن مواطن الت َُّهم، ِ (وم ْن آدابهِ ِم البعدُ عن قائالًِ :
َ
نات َّظر إىل املستحس ِ بإباحة الن ِ ِ قال رضور ٍة ،وما َ واألحداث وال مكاملتِ ِهم ِ
لغري ِ
َ َ
ريق ول َّب ُسوا عىل العا َّم ِة خرجوا عن ال َّط ِ ُ فج ُار؛ ارع عنها إلاَّ قو ٌم َّ الش ُ التِي هنَى َّ
األولياء مع ِ بميزان الشرَّ ي َع ِة أنهَّ ُم ِم َن ِ الز ِّي ،حتَّى ظ َّن َم ْن ال معرف َة له ِ
بلبس ِّ
وسوس َ والفتور..ِ ِ
الكسل جانب عظي ٍم ِم َن ٍ وهم عىل نيُ ،
ِ
الفاسق َ أفسق ُ أنهَّ ُم
وقال هلُم :ال متن ُعوا بابَ ، والش ِ ّسوان َّ ِ والسام ِع مع الن ِ ِ
بإظهار التَّواجد َّ إبليس ُ هلُم
املساجد، ِ لوات يف كر قياس ًا عىل الص ِ الذ ِ جمالس ِّ ِ وحضور اخلري النِّسا َء َّ
َّ َ باب َ والش َ
طلب ِ وكالم ِه َّن حتَّى أمالهَ ُم إىل ِ بمجالستِ ِه َّن ِ َّلذ ِذ يل إىل الت ُّ وسوس هلُم با َمل ِ ثم
َ َّ
ميل ،وال يسك َن وإ َّيا ُه يف جل َ ٍ
الفسق هب َّن ...ال ينبغي ملريد ْ ِ ِ
جيالس األ ْم َر َد ا َ َ أن
كر أو الذ ِ حلقة ِّ ِ األحداث إلاَّ يف ِ جمالس َة ُ
العاقل ذر ٍ ٍ
َ فليح ْ خلوة واحدَ ة ما أمك َنْ ،
ِ ()2
غض البصرَ ). ني مثالً ،لك ْن مع ِّ احل َ اإلخوان الص ِ ِ يخ أوالش ِ بحرضة َّ ِ رسالدَّ ِ
َّ
األكثر ا ِّطالع ًا وخرب ًة هم الفئ ُة
َ الصوفِ ِّي َ
ني َ
[مشايخ] ُّ
ِ
املريدي َن ال رج ُح َّ
أن و ُي َّ
أن مقار َن َة
رج ُح َّ ٍ ٍ الشعرانيِ ِّ تستهدفها.
حتذيرات َّ التِي كان ْ
وبقول خمتلفُ :ي َّ ُ َت
حتريم
ُ فالقلب ...ف ُع ِل َم أ َّن ُه ال يتو َّق ُ
َ تدخل ذلِ َك
َ منه؛ وامتن َع ْت حم َّب ُة اهللِ تعالىَ ْ
أن
الفاحش ِة،
َ ِ
العبد يف غلبة ظ ِّن وقو ِع ِّساء وما ُأ ِحل َق هبِن [ا ُملر ِد] عىل ِ َّظر إىل الن ِالن ِ
َّ ْ
ِ ِ ()1 القلب ِم ْن ِ
ِ إدخال حم َّب ِة ِ
ِ
غري إذنه). غري اهللِ ف عىل وإنَّام يتو َّق ُ
ِ الشعرانيِ ِّ يف َّ وتتلخص ِ
فرض َّي ُة َّ
املخلوقات حب يمنع َّ ُ حب اهللِ أن َّ َّ ُ
حب خملوقاتِ ِه ِ ِ
الصوف َّية يف ِّ
وفق ا ِ ِ
جلامل َّية ًّ حب اهللِ عىل ِ َ األخرى يف ِ
حني يتم َّث ُل ُّ َ
ِ
جزأين ،وم َّي ُزوا احلب إىل بعض ُهم قسم ُ سيِ ِ
ح َّب ًا َصحيح ًا؛ وعىل وفق النَّابل ِّ ،فقدْ
َّ َ
اخلالق ذا ُت ُه. موضو ُع ُه
إهل ٍّي ُ وبني حب ِ كيان خم ُل ٌ
موضو ُع ُه ٌ حب ِ
ُ وقٍّ َ ، دنيو ٍّي ُ بني ٍّ َ
باد ِئموضو ُعه يف ِ ُ املوضو ِع كام أرا ُه هو َّ وحقيق ُة ُ
يكون ُ ُ العشق يش ٌء واحدٌ ... َ أن
مص ُحوب ًاكان ْ موضوع ًا له إذا َ يأخذ اهللُ ُ ُ ثم ِ
اخلالقَّ ، األمر كيان ًا خملوق ًا هو ُ
فعل ِ
ِ ()2 ِ ِ ِ ِ ِ ِ
باإلسال ِم واإليامن واإلحسان وخالي ًا عن املعص َية الباطنَة وال َّظ َ
اهرة.
للخواص.
ِّ يظهرو ُه إلاَّ
ُ
()1 أبنائ ِه ألاَّ
-طلب النَّابلسيِ ِمن ِ
ُّ ْ َ
أن النَّابلسيِ َّ قد َ
انتقل يف هذا واضح ًا َّ ومث َلام سيتب ُ يف الفص ِل اآلتيِ ،يبدُ و ِ
ْ َينَّ
ون َمق ُبوالً.
خارج ما يعدُّ ُه الفقها ُء ا ُملبرَ ِّ ُز َ ِ ِ
العمل إىل
ِّساء ِ
غري َّظر إىل الن ِ كان الفقها ُء بعا َّم ٍة قد اتَّف ُقوا عىل حتري ِم الن ِ وإذا َ
أعمق! إذ َ ٍ
وخالف جدل ٍ َت َّ
حمل لامن كان ْ الغ ِ َّظر إىل ِ فإن مسأ َل َة الن ِ ماتَّ ، ا ُملحر ِ
َ َّ
تصدُ ُق عىل الن ِ ِ املحاذير ذاتهَ ا املب َّينَ َة يف الن ِ
َّظر َّظر إىل النِّساءْ ، َ أنبعض ُهم َّ ر َأى ُ
والقدرة عىل ِ املالحة والوسا َم ِة ِ يفوق النِّسا َء يف ُ منهم َم ْن لامنَّ ، الغ ِ إىل ِ
ألن ُ
أكثر مدعا ًة للتَّحري ِم )2(.ويؤ ِّل ُ الس ِ َّظر ِ ِ
ف بب حتديد ًا ـ ُ اليهم ـ هلذا َّ الغواية؛ والن ُ
جواز الن ِ ِ ِ ادر لـ ( َمظِن َِّة
َّظر الفتنة) وهذا يفسرِّ ُ عد َم مص َ النِّسا ُء وا ُمل ْر ُد كالهمُ ا َ
كل ذلِ َك محُ َ َّر ٌم مع أن َّ األص ُّح َّ أي َ (والر ُ َّ اخللوة هبِم:ِ ملس ِهم ،وال إليهم وال ِ ِ
ِ
واإلغواء، ِ
الفتنة هوة وعد ِم اخلش َي ِة ِم َن الش ِ امرأة أو أ ْم َر َد ،حتَّى لو خ َل ْت ِم َن َّ ٍ
باب مل ْ ُيؤ َم ُروا ـ خالف ًا الش ُ كان ا ُمل ْر ُد َّ بقدر املست َطاعِ) وإذا َ الرذي َل ِة ِ لقط ِع ِ
دابر َّ
عمل َّي ٍةكان لرضور ٍة ِ فإن ذلِ َك َ أجسام ِهمَّ ، ِ ِ
وتغطية بسرت ِ
أنفس ِهم ِ للن ِ
ِّساء ـ
َ
املتنو َع ِة ِ ِ
ني وتع ُّل ُم العلو ِم واحل َرف ِّ
ِ
البالغ َ االختالط بالر ِ
جال ُ ِّ بِ ،ه َي فحس ُ ْ
ٍ رأي ِ ِ نيِ
حجر قاطع ًا ابن كان ُ للم ْرد ،فقدْ َ منهم .أ َّما فكر ُة التَّأ ُّم ِل األفالطو ِّ ُ ُ
()3
وأحاديث ِم َن
َ تقديم أد َّل ٍة
ُ احلمو ِّي واهليت َِم ِّي ِ
كليهام ِ الفقيه ِ
ني َ
ِ
وبقدرة
بأس به ِم َن وف عد ٌد ال َ عر ٌ ِ
الترُّ اث الدِّ ين ِّي دع ًام ملوق َف ِيهامَّ .
وثم َة مث َلام هو َم ُ
ِ
ِ
اإلغواء ِ ِ حتذ ُر ِم ْناألحاديث التِي ِّ
ِ
وب منس ٌ
بعضها ُ الذي يش ِّك ُل ُه ا ُمل ْر ُدُ ، خطر
يذكر
ُ ُ
حيث نفس ِه؛اآلخر للنَّبي حمم ٍد ِ
ِّ َّ َ ُ وبعضها
ُ بارز ٍة
ات دينِ َّي ٍة َ لشخصي ٍ
َّ
ِ
ِ جال عن الن ِ الر َ ِ
ربنا َّظر إىل ا ُمل ْرد ،وخي ُ حممد ًا هنَى ِّ َّبي َّ أن الن َّ األحاديث َّ أحدُ
قيس ِ ِ ٍ
أجلس شا َّب ًا مليح ًا جا َء مع وفد م ْن قبي َلة ٍ حممد ًا آخ ُر َّ حديث َ ٌ
َ َّبي َّ بأن الن َّ
احلموي ،عرائس
ّ الزواجر6 :2 ،؛ علوان
((( ابن حجر ،حترير املقال64 ،؛ ابن حجرّ ،
الغرر.175 ،
الر ّ
ميل، الزواجر6 :2 ،؛ خري الدّ ين ّ
((( ابن حجر ،حترير املقال64-63 ،؛ ابن حجرّ ،
الفتاوى65 :1 ،؛ ابن عابدين ،ر ّد املحتار.233 :5 ،
احلموي ،عرائس الغرر.106 ،
ّ ((( علوان
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 314
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
()1
وغري ِهم).
ِ ني والفقهاء واملع ِّل ِم َ
ني ذكرنا نظر َة الص ِ
احل َ َّ ْ
َّوكيد عىل عاملِ َّي ِة التَّحري ِم َّعامل مع هذا الت ِ ِ
األغلب الت ُ األعم
ِّ ويتعينَّ ُ يف
ُّخبوي ِة ال حي ِة املدافع ِة عن ممُ ارس ٍ ِ ِ ِ ِ
ات َ َ َ السجاالت املحتد َمة والفك َِر الن ِ َّ صرَّ َ بإزاء ِّ
البرش ِّي؛ إذ يعتقدُ ِ مثل االستام ِع إىل املوسي َقى وتأم ِل اجل ِ
امل َ ُّ كثري ٍة ِم ْن ِ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
اخلاص َةَّ أن األحكا َم الدِّ ين َّي َة امر َسات يف َّ ون عن هذه ا ُمل َ
ون الذي َن يداف ُع َ الصوف ُّي َ ُّ
ِ ِ
الروح َّي َة ِ ِ ِ
هبذه املسأ َلة ينبغي ْ ِ ِ ِ
لألشخاص تأخذ بعني احلسبان املرت َب َة ُّ َ أن
باب الش ِ املثال عىل َّ ِ ِ
سبيل ِ
املوسيقى يف حتريم االستام ِع إىل ني ،إذ يمك ُن املعن ِّي َ
ُ
األغلب إىل ِ األعم
ِّ االنفعال ِم َن العوا ِّم ،ألنهَّ ا قد تؤ ِّدي هبِم يف ِ رسيعي ِ
ِ
للغاية مستحسنَ ًة مقابل إباحتِها آلخري َن وعدِّ ها مندو َب ًة أو َ ارتكاب املعاصيِ
ِ
َ
()2
ني.الصوفِ ِّي َ حال ُّ يف ِ
ِ ِ ِ
البالغ ِ نظر الر ِ وكان الرأي ِ
رأي ني إىل الغلامن َ جال يقول بتحري ِم ِ ِّ الذي ُ َ َّ ُ
(أساس األو َل عىل ما يبدُ و افعي ِ املذهب َّ ِ ِ أق ِّلي ٍة يف ِ
َ أساس ُه َّ َ وضع
َ الذي الش ِّ فقه َّ
َّوو ُّي ين الن ِ ِ
ور ُّي حي َيى ب ُن رشف الدِّ ِ الس ِ لغو ُّي واملحدِّ ُ القول) الفقي ُه وا ُّل ِ ِ
ث ُّ
أي َ اشتهار ُه بـ (طري َق ُة الن ِ ( ُتوفيِّ سن َة 1277م) ِ
الر ُ وكان هذا َّ َّوو ِّي) ُ وم ْن هنا َ
ِ ِ ِ ِ
الرافع ِّي ني قد اتَّب ُعوا طري َق َة َّ الشافع ِّي َ أكثر الفقهاء َّ أن َ ويظهر َّ
ُ مثري ًا للجدل،
بن ِ حمم ٍد ِ ِ فقيه ٍ التِي سمي ْت باس ِم ٍ
عبد املذهب هو عبدُ الكري ِم ب ُن َّ آخ َر يف بارز َ ُ ِّ َ
ِ
بنحو تقليد ٍّي للغايةَّ ، ِ ٍ ِ
الرافع ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1226م) الذي صرَ َّ َح ِ
بأن الكري ِم َّ
الرغ ِم ِم ْن الشهوة .وعىل ُّ
غياب َّ ِ ِ اح يف الس ِّن] ُم َب ُ غار ِّ [ص ِ باب ِ الش ِ َّظر إىل َّ الن َ
ّووي يف احلقبةِ ِ ِ ِ ِ
أبرز املؤ ِّيدي َن ملوقف الن ِ ِّ احلمو َّي كانا م ْن ِ ِ َ
وعلوان أن اهليتم َّي َّ
موقف ِهام هذا .إذ ِ ين يف ين أو الوحيدَ ِ املبكر ِة ،إلاَّ أنهَّ ُم مل يكونا فريدَ ِ العثامنِ َّي ِة
ْ َ
الصدِّ ِيق ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة بن علاَّ َن ِّ حمم ٍد ِ عيل ب ُن َّ حممدُ ُّ استشهدَ الفقي ُه املك ُِّّي َّ
الزواجر141 :2 ،؛ ابن حجر ،حترير املقال.63 ، ((( ابن حجرّ ،
ّابليس حيال املوسيقى؛ انظر (إيضاح الدّ الالت)،
((( كان هذا هو موقف عبد الغني الن ّ
األنيس ،صفحة 167ب168 -أ. ّ الورد ، ي
ّ الغز
ّ 73-72؛ انظر كذلك كامل الدّ ين
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
315
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(بابفقال يف ُ َّوو ِّي مبدي ًا استحسا َن ُه لهَ ، املثال بحك ِم الن ِ ِ ِ
سبيل 1648م) يف
ٍ
بشهوة (حتريم الن ِ
َّظر إىل ا ُمل َح َّر ِم املرأة األجنبِ َّي ِة واأل ْم َر ِد):ِ حتري ِم الن ِ
َّظر إىل
ُ
ِ ٍ ٍ َّظر ِ ب طاب ِع الن ِ ِ
َّظر إىل
لغري حاجة رشع َّية ...وحير ُم الن ُ حل َس ِن ْ
بحس ِ واأل ْم َرد ا َ
حيحالص ُاملذهب َّ ُ ورة؛ ِأم َن الفتن َة أ ْم ال ،هذا هو كان حسن الص ِ
األ َم ْرد إذا َ َ َ َ ُّ
ِ
األص ِ الش ِ املختار عندَ املح ِّق ِق َ
حاب ،وأل َّن ُه يف معنَى وحذ ُاق ْ افع ُّي َّ نص عليه َّ ني َّ ُ
ِ
كصورة املرأة ،بل ر َّبام َ
كان ِ ِ ِ
جلامل ُ وصور ُت ُه يف ا َ املرأة ،فإ َّن ُه ُيشت ََهى كام تُشت ََهىُ ،
ِّساء ،بل ُهم بالتَّحري ِم أوىل َلمِا يكم ُن كثري ِمن الن ِ ِ
منهم أحس َن ُصور ًة م ْن ٍ َ كثري ُ ٌ
ِ ()1 ِ ِ ِ ِ ِ
حق املرأة). تطرق الشرَّ ِّ ممَّا ال يكم ُن م ْن مثله يف ِّ يف ح ِّق ِهم م ْن ُّ
ِ سيِ ِ ِ ِ
رشس ًة وبرز ْت آرا ٌء مماث َل ٌة يف حياة عبد الغن ِّي النَّابل ِّ الذي قدَّ َم منا َظ َر ًة َ َ
جمه َ صرِ
ارش إىل َّظر ا ُمل َب َ
حر َم الن َ ول االس ِم َّ هاجم فيها فقيه ًا معا ًا له ُ َ والذ َع ًة
ئيس للشرَّ ي َع ِة ِ لامن )2(.فقدْ أصرَ َّ النَّابلسيِ ُّ عىل عدِّ الغ ِ ِ
الر َ املوقف ََّ (اإلباحة)
ينبغي تقييدُ هذا املبدأ البرش بعام ٍة ،وأ َّنه ال ِ ِ فيام يت َِّص ُل بمسأ َل ِة الن ِ
َّظر إىل
ُ َّ
َّبي ُ
(أقوال الن ِّ والسن َِّة ِ
واضح ٌة يف القرآن ُّ َ توافر ْت أد َّل ٌة وقرائ ُن َ العا ِّم إلاَّ إذا
ُ
يكون ود بالتَّحري ِم] عورةً ،أو حينَام متثيل الشيَ ِء [املقص ِ ِ تدل عىل وأفعا ُل ُه) ُّ
ُ
بعورة،ٍ ليس الذك َِر باالت ِ اب َّ ووج ُه َّ بالش َِّظر مقرون ًا َّ
ِّفاق العا ِّم َ الش ِّ ْ هوة؛ الن ُ
هوة» «الش ِ
َّ ِ
توافر عنصرُ ِ سيكون مبنِ َّي ًا عىل ُ رت ُح وتبع ًا لذلِ َك ،فالت
َّحريم املق َ
ُ
عدمها عىل إشكالِ َّي ٍة عمي َق ٍة، هوة ِمن ِ
ْ
الش ِ حضور َّ ِ ِ
لتحديد املعايري
ُ وتنطوي
الفقهاء ِِ
أنفس ِهم. ِّفاق بشأنهِ ا حتَّى َ
بني غياب االت ِ ِ ِ
بلحظ
َ
أفضل يقول النَّابلسيِ ُّ ـ يف موق ٍع
ثم َة أحدٌ ـ حس َبام ُ ليس َّ
وعىل أ َّي ِة ٍ
حالَ ،
أن يدَّ ِع َي ٍ
ألحد ْ مسموح ًاوليس ُ َ َّاظر ذاتِ ِه،
األمر ِم َن الن ِ
ِ احلكم يف هذا
َ يؤه ُل ُه
ِّ
املرء عىل وجهِ بشهوة أم ال! ويتع عىل ِ ٍ ينظر َ
ون اآلخ ُر َ
كان َمعرف َة ما لو َ
ينَّ ُ ْ ون ُ
خالف تتوافر أد َّل ٌة دام َغ ٌة تثبِ ُت ِ حي ِس َن ال َّظ َّن بإخوانِ ِه العمو ِم ْ
َ ْ ني ما مل ْ
املسلم َ أن ْ ُ
ذ َل َك.
حيث املبدأ، ذكر وأن َثى ِم ْن ُ بني ٍ أن يقعا َ الذي يؤ ِّدي إليها يتعينَّ ُ ْ باالنجذاب ِ ِ
فحسب َ ِ بني الر ِ ِ
كان بني النِّساء ْ جال أو َ االنجذاب أو العالق َة اجلنس َّي َة َ ِّ َ َّ
وإن
الفقه َّي ُة يف الس ِ ِ األشياء املرش َع ِة ِ ِ خمالِف ًا لنظا ِم
ياق ِّ سامو َّي ًا .وقدْ دأ َب ْت األدبِ َّي ُ
ات َّ
والر ُ ِ ِ سيِ ِ ذاتِ ِه يف
جل / اإليالج اجلن َّ مل ْ يك ْن الغاي َة التي ُخل َق الدُّ ُب ُر َّ َ تبيان َّ
أن
داؤ ُه يف الت ِ
َّاريخ أص ُ ِ ِ ِ َّ
واالفرتاض (اخلاط ُئ) الذي لطاملا تر َّد َد ْت ْ ُ ألجلها. كر
الذ ُ
أن العالق َة الذي يفيدُ َّ احلارض ِ ِ الوقتِ القديم ِة حتَّى ور العص ِ الغربيِ ِّ ِم َن
َ ُ
االفرتاض -غريب ًا ِ عرو َف ٍة َ ِ ِ
ُ احليوانات ،مل ْ يك ْن -هذا بني غري َم ُ اجلنس َّي َة املثل َّي َة ُ
واجر عن (الز ُ اهليتم ُّي يف مؤ َّل ِف ِه َّ ِ ذكر
قبل احلديث ،إذ َ
ِ األوسط ما َ ِ عىل الشرَّ ِق
نوع ِه) )1(.وزياد ًة الكبائر)( :ال نجدُ حيوان ًا ذكر ًا يضاجع حيوان ًا ِمن ِ
ْ ُ ِ ِ
اقرتاف
أن ا ُمل ْر َد يم ِّث ُل َ نطاق واس ٍع يفيدُ َّ كان منترش ًا عىل ٍ مواز َ ثم َة اعتقا ٌد ٍ ِ
ون عىل ذل َكَّ ،
ٍ
ني / غري ٍة ِم َن املنحرفِ َ ٍ
ني ك ِّل ِهم ال ألق ِّل َّية َص َ
ِ
البالغ َ وإغواء للر ِ
جال ِّ در ٍ
خطر مص َ ْ
ب. ِ ِ
فحس ُ غري األسوياء ْ
ِ
املذهب االعتقاد يف حك ِم ِ لالنتباه عىل هذا ِ األكثر لفت ًا ليل ف الدَّ ُ ويتأ َّل ُ
ُ
بشهوة أو الشيَّ ِء ٍ شتهى عادةً) ملس (ما ُي َ الوضوء؛ إذ ُيعدُّ ُ
ِ
املالك ِّي يف مسأ َل ِة ُ ِ
ِ
وتستوجبُ تنقض ال َّطهار َة (يتلذ ُذ َصاح ُب ُه به عادةً) ِم َن األشياء التِي ُ َّ الذي ِ
ِ ِ ِ ِ وفق أدبِي ِ الوضو َء عىل ِ
شارحو ُ املذهب املرجع َّية .وبنا ًء عىل ذل َك ،فسرَّ َ ات َّ ُ
الر ِ ِ ٍ
أن مال َم َس َة جس ِم امرأة م ْن ِ الكتب َّ ِ ِ
تنقض طهار َت ُه، جل ُ غري حمار ِم َّ هذه
آخ َر؛ ال ملتحي ًا َ ال أو ج َّث ًة أو رج ً ملس ِه حيوان ًا أو طف ً وال يصدُ ُق هذا األمر عىل ِ
ُ َ ْ
احلقبة العثامنِي ِة املبكر ِة عىل ترديدِ ِ املذهب يف ِ ِ
حرص فقهاء ور َّبام يفسرِّ ُ هذا
َ َّ َ
يدخالن يف ِ جل ،ألنهَّ ُام الر ِ بشهوة ُ ٍ ٍ ملس أ ْم َر ٍد أو َّ
يبطل طهار َة َّ معذر شابٍّ أن َ
شتهى عادةً). ِ
()2
خانة (ما ُي َ
واحد؛ يبدُ و ٍ وقت ف ظاهر ٍة ما بأ ا (غري طبيعي ٍة) وشائع ٌة يف ٍ وص َ َّ
َ َّ ُ نهَّ َ إن ْ
ِ ِ املتعارض ِة ِ ِ
بشأن للغاية َ املواقف فهم مرتابط ًا ومتوافق ًا منطق َّي ًا ،ويمك ُن ْ
عاءات ِ هذه اال ِّد واحد ِمن ِ ٍ كيز عىل طريق الترَّ ِ ِ مسأ َل ٍة مع َّين ٍَة بسهو َل ٍة عن
ْ
َّظر إىل حتريم الن ِ ونالذي َن يؤ ِّيدُ َ عاءات األخرى ،فالفقهاء ِ ِ حساب اال ِّد ِ عىل
َ ُ َ
ائص أنثو َّي ٍة خص َ لامن م ْن َ
الغ ُ ِ إبراز ما يتمتَّع به ِ
ُ العادة عىل ِ ِ ون يف حيرص َ ُ
الغ ِ
لامن ِ
الش ُّك بب هو َّ ِ بفعل ِهم هذا يامث ُل َ وهم ِ َّ ٍ
والس ُ وبني النِّساءَّ ، ون بين َُهم َ جذا َبةُ ،
ِ واإلغواء َ ِ ِ
يشبه ُه َّن عندَ مثل النِّساء أل َّن ُه ُ للفتنة مصدر ًا أن [الغال َم] يم ِّث ُل ْ يف َّ
حيرص الفقها ُء ِ
هؤالء، َ
مقابل ِ ()1
الوجه ور َّق ِة اجلسم. ِ احلديث عن جمَ ِ
ال ِ
ُ
توكيدِ بشهوة عىل ٍ ْ
يقرتن ِ ِ ِ ِ الذي َن يصرِ ُّ َ ِ
ون عىل جواز النَّظر إىل الغلامن ما مل ْ
ِ الذي يضعه يف ِ الذك َِري ِ ِ
َّظر إىل (وجيوز الن ُ ُ امللتحي: فئة البال ِغ ُُ جنس الغال ِم َّ ِّ
الشهوةُ، َف ثورانهُ ا) أي ُّ امللتح َي (ما مل ْ يخُ ْ ِ شهوة أل َّن ُه َذك ٌَر أشب َه ٍ الغال ِم ِ
بغري
(الر ُ ِ ِ لمِ
جل قد ينظر إىل كان مم ِّيز ًا َا فيه م َن الفتنة)؛ َّ َّظر إىل الغال ِم (إذا َ فيحر ُم الن ُ
ِ ()2
والرك َبة). ِ ِ ِ ينظر حتَّى لأل ْم َر ِد رجل َ ٍ
بني السرُّ َّ ة ُّ املليح ،باستثناء ما َ آخ َر ،وقدْ ُ
يقول الذي ُ احلقبة العثامنِي ِة املبكر ِة الرأي ِ ِ الفقهاء يف ِ أكثر
َ َّ َ َّ خالف ُ َ وقدْ
املذهب ِ بني أتبا ِع السائدُ حتَّى َ َ الغ ِ َّظر إىل ِ بتحري ِم الن ِ
املوقف َّ ُ وكان لامن،
هوة )3(.ويتعينَّ ُ معام َل ُة األ ْم َر ِد عىل ِ الش ِ غياب َّ ِ امح به يف َّ ِ
وفق الس َ الشافع ِّي هو َّ
بواعث ٍ ُ ثم َة ِ ِ ِِ ِ
قلق تستلز ُمها الرغ ِم م ْن ذل َك َّ بوصفه ذكر ًا بالغ ًا؛ وعىل ُّ ذل َك ْ
الصغري:1 ،
العدوي)؛ الدّ ردير ،الشرّ ح ّ
ّ املخترص( 155 :1 ،مع رشوحات
اوي)؛ الدّ ردير ،الشرّ ح الكبري( 106 :1 ،رشحالص ّ
( 145-144مع رشوحات ّ
سوقي).
ّ الدّ
الر ّ
ميل ،هناية املحتاج، ((( ابن حجر ،حتفة املحتاج199-198 :7 ،؛ شمس الدّ ين ّ
ّووي ،ولكنّه انتهى بتبنّي موقف( 192 :6الذي استشهد بمحاججات أتباع الن ّ
افعي).
الر ّ ّ
احلصكفي ،الدّ ّر املختار.255-254 :5 ،
ّ البهويت ،كشف القناع16 :5 ،؛
ّ (((
ميل ،هناية املحتاج:6 ، الر ّ
ميل ،الفتاوى172 :3 ،؛ شمس الدّ ين ّالر ّ
((( شهاب الدّ ين ّ
يب ،حاشية،بيني ،مغني املحتاج13-130 :3 ،؛ القليو ّ
ّ 193-192؛ اخلطيب الشرّ
الباجوري ،حاشية.99 :2 ،
ّ 342-341؛ :3 احلبيب، حتفة البجريمي،
ّ 210 :3؛
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 320
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موضوع ًا بالغ ِ ني ِ ِ الفقهاء))1(.وشك ََّل ات َِّص ُال الر ِ ِ
لامن ُ البالغ َ جال ِّ إمجاع
ُ وهذا
ني، ِ
البالغ َ بني الر ِ
جال ِ ِ فقه َّي ٍة مل ْ تك ْن لتقييدات ِ ٍ وحمور ًا
حترض يف حال االت َِّصال َ ِّ ُ
الرمليِ ُّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1671م) ين َّ خري الدِّ ِ البارز ُ ُ إذ صرَ َّ َح الفقي ُه الفلسطينِ ُّي
اإلقامة معه ،وبقدرتِ ِه تقييدُ ِ ف رشع ًا عىل رب ابنَ ُه املك َّل َ أن جي َ األب ْ ِ ِ
بقدرة َّ
أن
يزال غالم ًا َصبيح ًا )2(.وبينَّ َ بضع ُة فقها َء كان االب ُن ال ُ حر َّيتِ ِه وحركتِ ِه إذا َ ِّ
ِ
الصال َة اجلامع َّي َة َ
كان ِ ِ
أن إمام َة األ َم ْرد أو َّ ِ
املذهب احلنف ِّي َّ ِ ِم َن
اب املعذر َّ الش ِّ
ملس املالك ِّي َّ ِ ِ مكروه ًا )3(.ومث َلام أسل ْفنا ِّ
أن َ املذهب حكم فقها ُء َ كر ،فقدْ الذ َ ُ
املذهب ِ وباملثل ،أ َّكدَ فقها ُء ِ الوضوء. ينقض ُ ٍ
اب املعذر بشهوة ُ ِ األ ْم َرد أو َّ ِ
الش ِّ
ملس ُهم أو اخللو َة هبِم لامن ُم َباح ًاَّ ، كان النَّظر إىل ِ
الغ ِ افع ِّي أ َّن ُه حتَّى لو َ الش ِ َّ
فإن َ ُ
ات أو اخللو ُة هبِ َّن. ِّساء األجنبِي ِ وبالقياس حيرم ملس الن ِ ِ أخرى ِ
َّ ُ ُ ومر ًة َ محُ َ َّرمانَّ ،
ياد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1615م)( :اخللو ُة باأل ْم َر ِد الز ِ عيل ِّ قال الفقي ُه املصرْ ِ ُّي ُّ وهلذا َ
مرعي افع َّي ِة) )4(.واستشهدَ جسم ِه حرام حتَّى يف ال َّطري َق ِة الر ِ ِ جزء ِم ْن أو ملس ٍ
ُّ َّ ٌ ُ
بيح أو النَّو ُم الص ِ ِ ف الكرم ُّي ٍ ِ
برأي يفيدُ ( :حر َم ْت اخللو ُة باأل ْم َرد َّ يوس َ
ب ُن ُ
ِ ِ ()5 ِ
َّظر إىل فكرة حتري ِم الن ِ ِ
استمرار الرغ ِم ِم ْن بجانبِه ،كام اخللو ُة باملرأة) .وعىل ُّ
ِ
ظاهر َّي ًا عىل ِ الفقهاء ـ رأي األق ِّل َّي ِة َ
بني بوصفها َ
ِ
ناهيك عن اخللوة به ْ
ِ َ األ ْم َر ِد
كتابات ِ البارز يفِ موقعها ِ للحفاظ عىل ِ يكفي َت مؤ ِّثر ًة بام ِ األقل ـ إلاَّ أنهَّ ا كان ْ ِّ
َ
ِ
احلقبة. ِ
هذه
مطارح ِة
َ ٍ
معذر يف شاب ِ ِ
(املحاج َجات) املنسو َبة إىل ٍّ
َ وفق إحدَ ى وعىل ِ
ِ ِ ِ
َّظر ابق َّ -
فإن الن َ عيل الدَّ َّبا ِغ امليقاتيِ ِّ األدبِ َّية -التي تناو ْلناها يف الفص ْل َّ
الس ِ
ِّ
ِ
بوجوب ون ُ
يقول ِ
احلنف ُّي َ وص َل إليه الفقها ُء ِ ِ سيِ
املدر َّ ( )scholasticالذي َ
العادة ِم َن
ِ أقل قسو ًة يف ِ
وهذه العقوب ُة ُّ فعل ا ِّل ِ
لواط بـ (الت ِ
َّعزير) معاق َب ِة ِ
()1
(احلدِّ ).
املثال فال ِ ِ ِ شكل اجل ْل ِد بالس ِ
أن ينبغي ْ سبيل وط يف َّ َ َ َّعزير
أخذ الت ُ فإذا َ
العدد األدنَى يف ِ أقل ِم َن وهو ُّ اجللدات تسع ًا وثالثِ َ ِ
ني جلدَ ةًَ ، يتجاوز عد ُد
َ
حيث املبدأ ُ ِ
رتك ـ م ْن َّعزير” ُي ُ كل الذي يت ُ ِ الش ُوكان َّ َ ِ
َّخذ ُه “الت ُ عقوبة (احلدِّ )
األكثر شيوع ًا التِي ُ َت العقوب ُة وحصافتِ ِه؛ وكان ْ َ ِ
املسؤول القاض يِ ِ
تقدير ـ إىل
إمكان احلك ِم ِ السج ُن مع ِ ِ يقرها الفقها ُء يف َ
تلك احلقبة ه َي اجللدُ و /أو َّ ِّ
عليهم به عىل وفقِ الفعل -أو ينبغي ـ أن يحُ ك ََم ِ ِ ِ ِ
باملوت عىل مدمني هذا ِ
حال ا ُّل ِ غرامة يف ِ ٍ ِ
الفاعل يعتمدُ ِ الئط ِ
فرض نحو
توج ٌه عا ٌم َ وثم َة ُّ بعض ِهمَّ .
ون املتزو ُج َ ِّ (فالر ُ
جال ِّ االجتامع َّي ِة
ِ اد َّي ِة وحالتِ ِه مقدارها عىل ظروفِ ِه االقتص ِ
َ ُ
ني ِ
[غري ِ
املتزوج َ رب م ْن ِ
غري ِ ٍ إحصان] ُيعا َق ُب َ ٍ ِ
ِّ ون بقسوة أك َ [بمعنَى إنهَّ ُم يف حال َ
فـ املتنو َع ِة التِي تؤ ِّل ُ ِ ِ
ني العثامن َّية ِّ َّوج ُه يف القوانِ ِ برز هذا الت ُّ ني]) وقدْ َ املحصنِ َ َ
ِ
يصد ُرها القضا ُة الذي َن تع ِّين ُُهم الدَّ ول ُة ضم َن ِ ِ ِ نظر َّي ًا ـ ِ
األساس لألحكا ِم التي ْ َ
ِ السلبِ ِّي /املستقبِ ِل ِ ِ ِ
العادة فتكون يفُ اإلمرباطور َّية ،أ َّما عقوب ُة ا ِّللواط َّ حدو ُد
ِ ()2 يِ رت ُك ِ ِ ِ
القاض املسؤول. تقديرهمُ ا إىلُ السياط وغرام ًة ُي َ عدد ًا م ْن جلدات ِّ
الر ّ
ميل ،هناية املحتاج 422 :7 ، ،وما بعدها؛ ابن حجر ،حتفة املحتاج، ((( شمس الدّ ين ّ
الباجوري،
ّ بعدها؛ وما 153 :4 احلبيب، حتفة ، البجريمي
ّ بعدها؛ 101 :9وما
يب ،حاشية 178 :4 ،وما بعدها.
حاشية 235 :2 ،وما بعدها؛ القليو ّ
البجريمي ،حتفة احلبيب.153 :4 ،
ّ (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 326
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويستحق ُّ متعمد ًا الفعل ِّ َ يقرتف هذا ُ غري مرشو َع ٍة تبع ًا لذلِ َك؛ جنس َّي ٍة ِ عالقة ِ ٍ
املش َارك َِة حال َ ِ ليس مؤكَّد ًا يف املحص ِن .ومع هذاَ ، َ أقسى ِم ْن ِ
غري عقاب ًا َ
جعل ِ حال اإلحص ِ
ان يف تسهم ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َ ْ اإلراد َّية يف العالقة اجلنس َّية الشرَّ ج َّية ،فيام مل ْ
ِ ِ
أكثر بشاع ًة. تعمد ًا ،وتبع ًا لذل َك َ أكثر ُّ املخا َل َفة تبدُ و َ
احلقبة حك ًام خمتلف ًا مبنِ َّي ًا ِ افعي ِة يف ِ
هذه الش َّ
وإضاف ًة إىل ذلِ َك ،أورد فقهاء َّ ِ
ُ َ
حممد -لكن َُّهم مل ْ يتبنَّو ُه [أو يعم ُلوا به]َ ( :م ْن ٍ منس ٍ ٍ
َّبي َّ وب إىل الن ِّ عىل حديث ُ
واملفعول به) وقدْ عُدَّ هذا َ َ
الفاعل لوط ،فاقت ُلوا فعل قو ِم ٍ يرتكب َ وجدمتُو ُه
ُ
ِ ِ ِ ٍ
الس ِّت التي تُعدُّ وض ِّم َن يف ثال َثة م ْن جمامي ِع األحاديث ِّ احلديث َصحيح ًاُ ، ُ
لحظ الرغ ِم م ْن ذل َكُ ،ي ُ ِ ِ ِ ِ ِ املص ِ ِ
السنَّة .وعىل ُّ ني ُّ املعتمدَ ة لدَ ى املسلم َ َ ادر م َن َ
حيح معينَّ ٍ وحك ٍم ٍ ارش ٍة َ ِ ِ ٍ ِ
حديث َص ٍ بني العمو ِم عد ُم وجود صلة ُم َب َ عىل وجه ُ
أن يتجاه ُلوا حديث ًا املثال ْ سبيل ِ ِ الفقهاء يف ِ ِ
بقدرة فقه ٍّي ،إذ مذهب ِ ٍ ادر عن َص ٍ
يبيح أن حديث ًا ُ آخ َر .وبقدرتهِ ِم كذلِ َك التَّوكيدُ عىل َّ بحديث َ ٍ ويستعينُواِ مع َّين ًا
ِ فيجب ألاَّ ِ
ني وجيع َل ُه رشع َّي ًا؛ ِ َ
ب بل قطع َّي فحس ُ يكون َصحيح ًا ْ َ ُ قتل املسلم َ
َني م ْن ِ واملفعول به مل ير ْد يف اثن ِ ِ ِ
الفاعل قتل جييز َ واحلديث الذي ُ ِ ُ ِ
الدِّ اللة،
ْ
البخار ِّي ِ حيحي ِ مه َّي ًة وأعالها شأن ًا َ ِ مص ِ ِ
(ص َ السنَّة َ بني ُّ ادر احلديث أ ِّ أكثر َ
القياس مع ِ جزء منه إىل افعي يف ٍ املذهب َّ ِ ِ ومسل ٍم) )1(.وقدْ استندَ
الش ِّ حكم
ُ
أنيذكر أحدُ ها َّ أخرى، َ جزء َ جنسي ًا ،ويف ٍ ف ِ الزنا املتخالِ ِ
ُ أحاديث َ آخ َر إىل َّ ِّ
آخر يور ُد ٍ ِ ٍ الط ٌ قال( :إذا َ حممد ًا َ
برجل ،فهام زانيان) وحديث َ رجل َّبي َّ الن َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
عيل َّبي ِّ يحة ص ْه ِر الن ِّ ان ،استندَ فيه إىل نص َ بن ع َّف َ عثامن ِ َ حك ًام للخلي َفة ال َّثالث
أن هذهِ ٍ
املحص ِن بمئة جلدَ ة .إلاَّ َّ ِ طالب يقضيِ بمعاق َبة ا َّلالئط ِ
غري ِ ِ ٍ بن أبيِ ِ
َ
ِ ()2 ِ َ
املعتمدَ ة. َ األحاديث األخري َة مل ْ تر ْد يف جمامي ِع َ األحاديث
يوطي،
ّ الس
اخلاصة باحلديث الذي يدور حول هذه املسألة يف ّ ّ ((( انظر النّقاشات
اهلروي ،مرقاة
ّ احلاوي 110 :2 ،وما بعدها؛ ابن حجر ،الفتاوى242 :4 ،؛ القاري
املفاتيح رشح مشكاة املصابيح.163-162 :7 ،
للبيهقي (توفيّ سنة ،)1066وورد ال ّثاين يف
ّ السنن الكربى،
األول يرد يف ّ((( احلديث ّ
رباين (توفيّ سنة .)971
ّ ّ
ط لل الكبري، املعجم
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
327
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفقه َّيِ املذهب جعل الذي َ بب ِ الس ِ أن الت َ تشدُّ د ًا وقسوةً .ومع َّ
َ َّساؤل عن َّ
السنِّ َّي ِة ،مع املدارس ُّ ِ املوضو ِع ِم َن ُ نحو هذا ِِ
أكثر تشدُّ د ًا يف موقفه َ الشيع َّي َ
ِّ ِ
إجابة قاط َع ٍة عنه، ٍ تعذ ِر تقدي ِم شك يف ُّ ثم َة ٌّ ليس َّ
ِ
أ َّن ُه يبدُ و طبيع َّي ًا نسبِ َّي ًا؛ لك ْن َ
بيرس وسهو َل ٍة، السنِّ َّي ِة ٍ املذاهب ُّ ِ نظرائ ِهم يف ِ الشيع ُة َ
مثل ني الفقها ُء ِّ ِ
ويستع ُ
لديِم .وال مرا َء ِ ِ ِ ِ وهم ِم ْن ِ
املعتمدَ ة هْ َ وباألحاديث املذهب فقهاء بآراء َم ْن سب ُق ُ
االختالف يف األحكا ِم ِ بوص ِفها تفسري ًا هلذا ِ هبذ ِهأن االستشهاد ِ يف َّ
العوامل ْ َ
الذي ُ
جيعل بب ِ الس ِ سؤال َ ٍ ليس مقنع ًا متام ًا ،أل َّن ُه سيدف ُعنا إىل ِ
آخ َر عن َّ طرح َ
ِ
أكثر تشدُّ د ًا وقسو ًة م َن ِ املذهب ِّ ِ ِ َ
الشيع ِّي َ املعتمدَ َة عندَ فقهاء َ األحاديث
يع ُّي يف الش ِ
احلكم ِّ حال ،يعو ُد ٍ السنِّ َّي ِة؛ وعىل أ َّي ِة ِ ِ
ُ املذاهب ُّ األحاديث عندَ
جعفر ب ُن ف الفقي ُه األقل ،حينَام أ َّل َ ِّ عرش يف القرن ال َّث َ ِ مسأ َل ِة ا ِّل ِ
ُ الث َ لواط إىل
وف بـ «املح ِّق ِق احلليِّ ِّ » ( ُتوفيِّ َ سن َة 1277م) عر ُ حل َس ِن ا َمل ُ بن ا َ بن حي َيى ِ حل َس ِن ِ ا َ
ول التَّشدُّ ِد أص ِ البحث يف ُ ُ ويقع
ُ (رشائع اإلسال ِم)، ُ املهم
َّ ِ
الفقه َّي عم َل ُه
راس ِة احلالِ َّي ِة. خارج نطاق الدِّ َ
ِ َ يقع ـ تبع ًا لذلِ َك ـ ِِ
النِّسبِ ِّي لألحكا ِم ومس ِّبباته؛ ُ
ِ ِ
مراجع
َ ني
إسالم ِّي َ ادر ُة عن فقها َء الص َوتسه ُم األحكا ُم املب َّينَ ُة يف أعال ُه َّ
املثال (فرين ل.سبيل ِ ِ َّظر التِي عبرَّ َ عنها يف وجهة الن ِ ِ تص ِح ِ
يح ِ ِ
بشأن ا ِّللواط يف ْ
أنَّاريخ) َّ
املجتم ِع والت ِ
َ بولو ـ )Vern L. Bulloughيف (الت َُّّنو ُع اجلنسيِ ُّ يف
ِ خطور ًة ِم َن ِّ جريم ًة َّ بوص ِف ِه ِ
املتخالف الزنا َ أقل َ ينظر إىل ا ِّللواط ْ
(اإلسال َم) ُ
عقوبات ينص عليها ِه َي ِ ِ ِ
واملرأة) َّ الر ِ ِ
جنس َّي ًا َ
ٌ وأن العقوبات التي ُّ جل (بني َّ
ٌ ()1
(غامضة).
َ
الفقه ِ
احلنف ِّي، ِ مج ٍة عن بات مرت َ بضعة كتي ٍ ِ ِ
ظاهر َّي ًا إىل رأي (بولو)
ِّ ويستندُ ُ
ِّساء ِهي اآلي ُة الوحيدَ ُة يف القرآنِ سورة الن ِ ِ أن اآلي َة ( )16من عائ ِه َّ
عز َزها باد ِ
َ ِّ َّ
ِ نهِ ِ ِ
(وال َّل َذان َي ْأت َيا َا منك ُْم ليِ ِ ُ التِي يمك ُن
السلوك املث ِّ َ : القول :إنهَّ ا حتدِّ ُد عقو َب َة ُّ
َان ت ََّوا ًبا َّر ِحيماً ).
َفآ ُذوهمُ َ ا َفإِن تَا َبا َو َأ ْص َل َحا َف َأ ْع ِر ُضو ْا َعن ُْهماَ إِ َّن اللهََّ ك َ
احلنف ِّي (أل َّن ُه ال يعدُّ ِ املذهبِ َني يف مقابل اثن ِ َ واإلمام َّي ِة؛
ِ واملالك ِّيِ ليِ
واحلنب ِّ
أن يكونُوا عدوالً هود ْ للش ِ وينبغي ُّ ِ توجب احلدَّ ) األفعال التِي ِ لواط ِم َن ا ِّل َ
ُ
ون ون بـ (باالستقا َم ِة يف دينِ ِهم ومرو َءتهِ ِم) بمعنَى أنهَّ ُم كانُوا جيتن ُب َ (أي يتم َّت ُع َ
ِ الكبائر وال يصرِ ُّ َ
ليسوا عبيد ًا) الصغائ ِر) وأحرار ًا (بمعنَى أنهَّ ُم ُ ون عىل َّ َ
هذه الشرُّ وطِ، توافر ِ ِ ِ ِ
الشهود ،بعدَ التَّث ُّبت م ْن ِ ني .ويتعينَّ ُ عىل ُّ ِ
وذكور ًا ومسلم َ
إن رؤي َة بتفصيالتِ ِه ،إذ َّ حي ًا ِ سيِ
أن يشهدُ وا أنهَّ ُم قد ر َأوا االت َِّص َال اجلن َّ صرَ ْ
ِ ()1 ِ ِ ِ ِ
جيدر حل ُظ ُه يف سبيل املثال ال ُيعدُّ كافي ًا .وممَّا ُ الفراش يف العالقة يف طرفيَ
ِ [واملفروض توا ُف ُرها
إلثبات ُ وص عليها املنص َ وط املس َّب َق َة ُ َ أن الشرُّ هذا املقا ِم َّ
عمل َّي ًا، ال ِ غري املرشو َع ِة مستحي ً العالقة ِ ِ احلكم عىل َ جتعل لواط] ُ واقع ِة ا ِّل ِ
َ
الفقيه نورِ ِ الفقهاء! فعىل وفقِ ِ ِ ِ
بحسب ف له ؤس ُ ليس ْت ممَّا ُي َ وهذه االستحا َل ُة َ
ِ القاري ِ ِ حل َس ِن ِ
املدينة يقيم يف كان ُ الذي َ عيل ِ ِّ عروف بملاَّ ٍّ اهلرو ِّي ا َمل ُ ين أبيِ ا َ الدِّ ِ
أربعة) ِ ِ
(بشهادة الزنا ثبوت ًا ظاهر ًا (ويثبت ِّ ُ رة ( ُتوفيِّ َ سن َة 1614م): املنو ِ
َّ
ألن بمجرد عل ِم القاضَّ ، يِ ِ الزنا] ال ِ
املطلوب للحك ِم يف حال ِّ [وهو العد ُد
َّ ُ
ألن ُّهم ِة ...وذلِ َك َّ بالش َبهة والت َ
ألن احلدود تُدفع ُّ ِ
ُ َ بحج ٍة يف هذاَّ ، ليس َّ علم ُه َ َ
السرتِ، ِ ِ ِ ِ
رت عىل عباده ،ويف اشرتاط األرب َعة ،يتح َّق ُق معنَى َّ الس َ حيب َّ ُّ اهللَ تعالىَ
حض ُّدر ِة) )2(.وبدالً ِم ْن ِّ ِ
الفاحشة يف غاية الن َ
َ ِ وقوف األربع ِة عىل ِ
هذه َ ُ إذ
َّغاض عن مثال الت يِ يح َ بنحو صرَ ٍ ٍ فضح إخوانهِ ِم ،أ َّيدَ الفقها ُء ِ َّاس عىل الن ِ
املعص َي ِة ِ ارتكابِ حال اإلصرْ ِار عىل باستثناء ِ ِ (سرت ِهم) ِ اآلخ ِري َن أو ذنوب َ ِ
الشعرا ُّ
اب َّ نيِ الوه ِ
َّ والصوفيِ ُّ املصرْ ِ ُّي عبدُ ُّ شكر الفقي ُه َ واملجاه َر ِة هبا .وقدْ َ
ذنوب ِ ِ ِ ِ
شكر اهللَ سبحا َن ُه عىل متكينه م ْن أداء واجبِه يف سرت ِ ِ ِ ِ
سبيل املثال؛ ِ يف
َ
ِ َ ()3 ِ ني ِ ِ إخوانِ ِه
السامو َّية. ون بمخالفت ِهم الشرَّ ي َع َة َّ جياهر َ ُ الذي َن مل ْ يكونُوا املسلم َ
الشهادة املعتربة يفالرؤية املطلوبة يف ّ ((( للفقهاء تعبري جريء و (صارم) يف وصف ّ
للرجلّ ّكري ّ
الذ العضو اهد ّ
الش يرى الزنا أو ا ّللواط؛ هو قوهلم :أن
إثبات واقعة ّ
لغوي). ّ
(املقوم ال ِ ِ
الرجل كدخول امل ْيل يف املكحلة.
ّ ّ الفاعل داخال يف فرج املرأة أو دبر ّ
اهلروي ،فتح باب العناية.195 :3 ،
ّ ((( القاري
عراين ،لطائف املنن.207 :1 ، ((( ّ
الش ّ
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
333
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(خالف
ُ الزنا ِه َي
حال ِّ الشهاد َة يف ِ أن َِّّفاق عا ٍّم يف َّ ِ
وجود ات ٍ ويدل ذلِ َك عىل
ُّ
ِ
االعرتاف؛ األمر ذا ُت ُه عىل ب] )1(.و َي ْصدُ ُق ِ األَوْلىَ ) [أي
ُ هو مناس ٌ خالف ما َ
ُ
ً ()2
رسا.يتوب َّ
َ بمعص َيتِ ِه ْ
وأن ِ املعص َي ِة
فض ُل ألاَّ جياهر مرتكب ِ
ُ َ إذ ُي َّ
ينبغي عقوبات احلدِّ ِ ِ أن َ
نطاق وفق مبدأ يفيدُ َّ وعمل الفقها ُء كذلِ َك عىل ِ َ
املقصو َد ِة
ُ إمكان املخا َل َف ِة ِ
غري ِ ِ
بفكرة نيممكن مستعينِ َ ٍ بأكرب ٍ
قدر ِ أن تخُ َتز َل ْ
َّبي ٍ بهات ا ُملح ِة؛ وهذا املبدأ مبنِي عىل ٍ الش ِ مج ِة عن ُّ
منسوب للن ِّ قول ٌّ يرِّ َ النَّا َ
حديث ٍ وفقني ما استط ْعتُم) أو عىل ِ ِ
املسلم َ (ادرؤوا احلدو َد عن ُ حمم ٍد:َّ
ِ
سبيل املثال ،فيام إذا ِ الش َبه ُة يف بالشبهات) .وتنشأ ُّ
()3 ِ (ادرؤوا احلدو َد ُّ ُ آخ َر: َ
الزنا؛ أو عندَ ما يدَّ ِعي فعل ِّاقرتاف ِ ِ ربهمُ ا عىل الس ِّيدَ أج َ أن َّ ا َّدعى (عبدٌ ـ أ َم ٌة) َّ
نائ َي ٍة جه َل ُهيعيش يف منط َق ٍة منعز َل ٍة أو ِ اعتنق اإلسال َم حديث ًا أو ُ َ شخصٌ
ِ ِ
جل عالق ًة جنس َّي ًة مع عبدَ ة أبيه ،أو أتَى زوج َت ُه أو ِ الر ُ بالتَّحري ِم؛ أو إذا أقا َم َّ
ينطوي عارة ِ عل الدَّ ِ أن فِ َاة يعتقدُ يف َّ القض ِ
بعض ِم َن َ وثم َة ٌ ()4
دبرها. رس َّي َت ُه يف ِ
َّ ِّ
ِ
للمهر الذي ِ اجلنس قد ُيعدُّ (مشاهب ًا) ِ ِ
دفع املال للمرأة لقا َء ِ شبهةَّ ، ٍ
ألن َ عىل َ
رقاين،
الز ّ الرائق5 :5 ،؛ ابن عابدين ،ر ّد املحتار156 :3 ،؛ ّ ابن نجيم ،البحر ّ (((
ميل ،هناية املحتاج307 :8 ،؛ ابن علاّ ن ،دليل الر ّ
رشح املخترص177-176 :7 ،؛ ّ
الفاحلني.20 :3 ،
اوي)؛ ابن عابدين ،ر ّد املحتار،
الص ّالصغري( 455 :4 ،رشوحات ّ الدّ ردير ،الشرّ ح ّ (((
،140 :3ابن حجر ،الفتاوى.33 :4 ،
ميل ،هنايةالر ّ
البهويت ،كشف القناع78 :6 ،؛ ّ ّ شيخي زاده ،جممع األهنر586 :1 ،؛ (((
مناوي ،فيض القدير.229-226 :1 ، ّ املحتاج425 :7 ،؛
بالشبهات ما جاء يف كتاب (اهلداية من طريف ما ورد يف هذا الباب ،أي درء احلدود ّ (((
احلنفي (تويف) سنة (511هـ) وذلكّ املرغيناين
ّ ـ كتاب النكاح) لإلمام برهان الدّ ين
الشبهة:يسمى وطء ّ فيام ّ
ِ َ
غري امرأته وقالت له النّساء :إنهّ ا زوجتُك فوط َئها ال حدّ عليه، (و َم ْن ُز َّفت إليه ُ
ال وهو اإلخبار يف موضع االشتباه ،إذ وعليه املهر وعليها العدّ ة ،ألنّه اعتمد دلي ً
اإلنسان ال يم ّيز بني امراته وبني غريها يف ّأول وهلة ،فصار كاملغرور ،وال يحُ دّ
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ قاذفه).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 334
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
عروس ِه.
ِ العروس إىل
ُ يدف ُع ُه
ني متام ًا َّ
أن واع َ الذين كانُوا ِ احلنفي ِ املذهب ِ
ِ ومع هذا ،فقدْ ا َّدعى فقها ُء
َ ِّ
لواط؛ ا َّد َعواتطبيق احلدِّ عىل ا ِّل ِ ِ َ
إمكان َت َترى األخرى كان ْ ِ
الفقه َّي َة املدارس
َ َ
ِ الر ِ ِ
جل الذي َّعزير ،ال احلدَّ ،هو العقو َب ُة يف حال َّ أن الت َ ِّفاق عا ٌّم يفيدُ َّ ثم َة ات ٌ أ َّن ُه َّ
بهة املخ ِّف َف ِة )2(.ولذلِ َك بينَّ َ مفتِي الش ِ بسبب ِ
حال ُّ ِ يأتيِ عبد ًا مملوك ًا له يف الدُّ ُب ِر
الذي جل ِ الر َ الكواكبِ ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1685م) َِّ ِ
أن َّ حممدٌاملذهب َّ حنفي
ُّ حلب
َ
ب اإلمجاعِ، بحس ِ ب باحلدِّ ْ كر أو َأ َم َت ُه أو زوج َت ُه يف الدُّ ِبر ،ال ُيعا َق ُ يأتيِ عبدَ ُه َّ
الذ َ
(وا َّل ِذي َن ُه ْم وجل َ عز َّ
قول اهللِ َّالفعل م َباح ًا مستنِد ًا إىل ِ
َ ُ ثم َة َم ْن يعدُّ هذا أل َّن ُه َّ
َت َأي م َفإِ م َغ م ُل ِ ِ وج ِه ْم َحافِ ُظ َ لِ ُفر ِ
ني وم َ ون إِالَّ َعلىَ َأ ْز َواج ِه ْم ْأو َما َم َلك ْ ْماَنهُ ُ ْ نهَّ ُ ْ يرْ ُ َ ُ
ِ ِ
َف َم ِن ا ْب َت َغى َو َراء ذل َك َف ُأ ْو َلئ َك ُه ُم ا ْل َعا ُدون).
َ ()3
العثامين) .63 ،صادق عىل هذا املوقف وأ ّيده بعض من ّ (الزنا يف القانون ((( أمربّ ،
الرائق20-19 :5 ،؛ شيخي زاده ،جممع ّ البحر نجيم، ابن أمثال ني ي
ّ احلنف القضاة
ّ
األهنر ،595 :1 ،ولكنّه رفض من قبل آخرين من املذهب ذاته مثل احلصكفي ،الدّ ّر
املختار595 :1 ،؛ ابن عابدين ،منحة اخلالق.20 :5 ،
لغوي:
ّ املقوم ا ّل
تنويه ّ
كانت اجلملة هكذا (قد ُيعدُّ (مشاهب ًا) للمهر الذي يدفعه العريس إىل عروسه) وقد
قمت لتصحيحها إىل (قد ُيعدُّ (مشاهب ًا) للمهر الذي يدفعه العروس إىل عروسه ).
ِ
الصحاح وس يف العرب ّية َن ْع ٌت َي ْست َِوي فيه ُ
الرج ُل وا َمل ْر َأةُ .ويف ّ أن وصف ال َع ُر ُ ذلك ّ
لهَ ِ ِ َ ِ ِ ِ
اس ٌم ُماَ
(الرجل واملرأة) عروسان :ما َدا َما يف إ ْع َراسهام .وقال اب ُن األثري :وهو ْ مها ّ
يثَ :ف َأ ْص َب َح َع ُروس ًا .ويف ا َمل َث ِل عن العروس باآلخر ،ويف احل ِد ِ ِ مها د ول َأح ِ عند ُد ُخ ِ
َ َ
يكون َأ ِمري ًا.
ُ وس الذكر :كا َد ال َع ُر ُ ّ
الطائي: ٍ
قول َأبيِ ُزب ْيد ِ
وس ا َمل ْر َأة ُومن ال َع ُر ِ
ّ
َع � � � ��بِ � � ي� ��را ً ب � � � ��ات َت� � � � ْع� � � � َب � � ��ؤُ ه َع� � � � � � ُ�ر ُ
وس �ك � � َب � � ْي� � ـ� � ـ� � ِ�ه
ك � �ـ � �ـ � �ـ� � َ�أ ّن ب � �نَ� ��ح� � ـ� � ـ� � ـ� � ـ� � ِ�ر ِه وم � �نْ� � ِ
َ ْ
املذاهب ِ أي ،إذ صرَ َّ َح فقها ُء الر ِ إمجاع عىل هذا َّ ٌ ثم َة ليس َّ وبداه ًةَ ،
كور، الذ ِ العبيد ُّ ِ الشبه َة ال ت َْصدُ ُق عىل أن ُّ برفض ِهم له مؤك ِِّدي َن َّ ِ األخرىَ
ِ
امر َسة ا ِّللواط مع ِ ِ ِ ِ ِ
امر َس ُة ا ِّللواط مع العبد َّ ِ
الذكر تُعدُّ ـ تقليد َّي ًا ـ مكاف َئ ًة ُمل َ فم َ ُ
بني ِ
ب يف العادة عىل وجود إمجا ٍع ملز ٍم َ ِ ِ ِ َ آخ َر. رجل َ ٍ أي
كيز ينص ُّ وكان الترَّ ُ ()1
ِّ
ٍ
جل إقام َة عالقة جنس َّية مع ِ ٍ للر ِ ِ ِ ِ ِ
تبيح َّ أن اآليات القرآن َّي َة التي ُ الفقهاء عىل َّ
ِ ِ ب ال َّ ِ ِ ِ
الفقهاء عىل حرص كور )2(.وحقيق ُة الذ َ فحس ُ عبيده ت َْصدُ ُق عىل اإلناث ْ
دحض ِه ِ ون يف الذي يرغ ُب َ أن التَّفسري ِ
َ تدل ضمن ًا عىل َّ ورشح ِه ُّ ِ ِ
األمر توكيد هذا ِ
كان وما َ رج ُح أ َّن ُه َ ٍ ٍ ِ
زال متفر َقة ،و ُي َّ مناسبات ِّ َّعبري عنه يف عدَّ ة َ جرى الت ُ قد َ
الفقهي ِة .إذ شدَّ د الفقيه ِ احللقات البحثِ َّي ِة / ِ
احلنف ُّي ُ َ ِ َّ خارج
َ شائع ًا أو مطروح ًا
ِ ِ ِ احلصك َِف ُّي مث ً عال ُء الدِّ ِ
اآليات بالر َّدة عىل َم ْن يفسرِّ ُ رضورة احلك ِم ِّ َ ال عىل ين ْ
مقابل فقها َء َ فعل ا ِّل ِ
لواط تضفي الشرَّ ِع َّي َة عىل ِ بأسلوب جيع ُلها ِ ٍ القرآنِ َّي َة املعنِ َّي َة
ِ
العزيز عبد بن ِ عمر ِ أمني ِ ِ َ املذهب ذاتِ ِه ِ ينتم َ ِ
بن َ أمثال (أمحدَ ون إىل آخري َن ُ
وفق ِهم ـ عدُّ ينبغي ـ عىل ِ بخالف ذلِ َك ،إذ ال ِ ِ مشق ِّي؛ قا ُلوا عابدين الدِّ ِ بن ِ ِ
َ
كر كافر ًا )3(.وهذا ِم ْن الذ ِ العبد َّ ِ لواط مع فعل ا ِّل ِ بجواز ِ ِ الذي ُ
يقول خص ِ ِ َّ
الش
واج للز ِ السنِّ َّي ِة مكافِئ ًا َّ َّظر ُّ وجهة الن ِ ِ كر ِم ْن الذ ِ بالعبد َّ ِ جيعل ا ِّل َ
لواط أن َ شأنِ ِه ْ
اهليتمي ،حتفة
ّ ((( ورد ذلك بوضوح يف عدّ ة مصادر منها يف سبيل املثال ،ابن حجر
ميل ،هناية املحتاج7:424 ،؛ الدّ ردير ،الشرّ ح الر ّ
املحتاج103 :9 ،؛ شمس الدّ ين ّ
يت ،كشف القناع:6 ، اخلريش ،رشح خمترص ،316 :5 ،البهو ّ ّ الصغري447 :4 ،؛ ّ
احلنفي بشأن موقفّ االفرتاض ّ
أن رجح يُ و .794 :2 اغب، الر
ّ هداية ناجي، 94؛
الشكوك بني القضاة الش ّافع ّيني واملالك ّيني من املدارس الفقه ّية األخرى يعكس ّ
السابقة بشأن هل تصدق عقوبة احلدّ يف حالة العالقة الشرّ ج ّية مع العبيد القرون ّ
ّ
الذكور؛ انظر لالستزادة عن هذه املسألة ،شمت (اللواط يف الفقه).86-80 ، ّ
يقرتح شمت الذي ركّز عىل الكتب الفقه ّية األسبق بنحو رئيسّ ،
أن املدرسة احلنبل ّية
أن ذلك ال يصدق فحسب كانت حازمة وقاطعة يف تطبيق احلدّ يف هذه احلالة .إلاّ ّ
عىل احلقبة العثامن ّية املبكرة.
الصغري( 448 :4 ،تعليقات احلصكفي ،درر املنتقى595 :1 ،؛ الدّ ردير ،الشرّ ح ّ ّ (((
اوي).
الص ّ ّ
((( ابن عابدين ،ر ّد املحتار.156 :3 ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 336
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الف ِ أخرِ ، ٍ ِ املذهب ِّ ِ
ِ ِ
(املتعة) ا ُمل َب ِ املؤ ِّق ِ
عالن الشيع ِّي اإلمام ِّي؛ وبكلامت َ َ اح يف ت
ٍ الشخص ِ مان ،إلاَّ َّ كالهمُ ا محُ َر ِ
بكافر .وبدا جوازهمُ ا َ
ليس َ الذي يؤ ِّيدُ أن َّ َ َّ
سيِ
أن االت َِّص َال [اجلن َّ ] ِ
أكثر حتديد ًا يف رأهيم ،إذ ب َّينُوا َّ آخ ُر َ حنف ُّي َ
ون َ فقهاء ِ
ون َ ُ
َّكفري هو االتِّص ُال اجلنسيِ
ِ ض للت َّعر ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ُّ َ الذي يمك ُن اال ِّدعا ُء بجوازه م ْن دون الت ُّ
خط الت ِ
َّفكري إن َّ حالُ ،ي ُ
قالَّ : زوجة )1(.وعىل أ َّي ِة ٍ ٍ الشرَّ ِج ُّي مع عبدَ ٍة أن َثى أو
يعلم هبا الفقها ُء، أن َ األمور التِي (تُع َل ُم وال ُت َع َّل ُم) أي يتعينَّ ُ ْ ِ هذا هو أحدُ
يعلموا هبا!.
أن ُ ينبغي لعا َّم ِة الن ِ
َّاس ْ ولكن ال ِ
ْ
وكلمة (ا ِّل ِ
لواط) ذاتهِ ا يف ِ إدانة ا ِّل ِ
ِ ب مسأ َل ِة ٍ
لواط ويمك ُن بسهو َلة تع ُّق ُ
الشني َع ِة التِي
الفاحش ِة َّ
َ القرآن يف عدَّ ِة سو ٍر عن ِ
هذه ُ َ ُ القرآن )2(.إذ يتحدَّ ُ
ث
(لوط): ُ لسان نب ِّي ِه
ِ وهناهم عنها اهللُ سبحا َن ُه عىل ُ بني قو ٍم سدُّ و َم
شا َع ْت َ
()1
ني). اد ِق َ
ُنت ِمن الص ِ
اب اللهَِّ إِن ك َ َ َّ اب َق ْو ِم ِه إِالَّ َأن َقا ُلوا ائْتِنَا بِ َع َذ ِ َان َج َو َ َفماَ ك َ
ِ ِ ُ ِ
(احلجر (هود اآلية )77و سورتيَ
القرآن يف َ ربنا وزياد ًة عىل ذل َك ،خي ُ
بوص ِف ِهم مالئك ًة يف إليهم تقليد َّي ًا ْ
ِ نظر ِ أرسل اهللُ (رس َل ُه) ( ُي ُ َ اآلية )61أ َّن ُه لمََّا
اب ضيوفِ ِه الغتص ِ َ
ِ
املدينة هرع إليه سك ُ
َّان َّبي (لوط) َ
ٍ
برشي) إىل الن ِّ ٍّ شكلٍ
لوط بناتِ ِه عرض النِّبي ٍ
ِّ ِ الرغ ِم ِم ْن أغلب ال َّظ ِّن؛ وعىل ُّ ِ الفاحش ِة هبِم يف َ وفِ ِ
عل
نيَ ( :قا ُلو ْا َل َقدْ َع ِل ْم َت َما ني ،إلاَّ أ م ردوا طلبه ِ
قائل َ َُ نهَّ ُ ُّ قوم ِه العدائ ِّي َ أفراد ِ ِ عىل
أثر ذلِ َك املدين َة َلنَا فيِ َبنَاتِ َك ِم ْن َح ٍّق َوإِن ََّك َل َت ْع َل ُم َما ن ُِريدُ )( )2فد َّم َر اهللُ عىل ِ
وجعل َ ود) نض ٍ يل َّم ُ (ح َج َار ًة ِّمن ِس ِّج ٍ عليهم ِ أمطر ِ وقضىَ عىل سكَّانهِ ا ْ
بأن
َ
( َعالِ َي َها َسافِ َل َها).
ِ ٍ األخري ِةَّ ، وتفسري العقو َب ِة
ثمالسامء َّ رفع قري َة قو ِم لوط إىل َّ أن اهللَ قد َ َ ُ
هذه العقوب ِة الساموي ِة يف عقوباتٍ األرض .وينعكس شكال ِ ِ قل َبها ورماها عىل
َ َّ َّ ُ
األخرىُ ،ف ِر َض ْت يف حال ا ِّللواط [وحتدَّ ْثنا عنها ِ ِ أخرى فريدَ ٍة يف جوانبِها
ِ
َ َ
شاهق، ٍ ِ
رميهم م ْن ِ الفاحشة أحيا ًء ،أو ِ َ ِ
مثل حرق مرتكبِي هذه ِ ِ سلف ًا] م ْن ِ ِ
الفعل يف َ اآليات التِي تناو َل ْت هذا ِ ِ
لالنتباه َّ
أن الفت بجدار .وا َّل ُ ٍ ِ
سحق ِهم أو
ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
الرغ ِم القرآن ال حتدِّ ُد طبيع َة األفعال اجلنس َّية التي ارتك َبها قو َم لوط ،وعىل ُّ
اجلنس َّي ِة ِ ِ
بالعالقة عل قو ِم ٍ
لوط البداية فِ َ ِ ون ِم َن املسلم َ ُ قرن الفقها ُء ِم ْن ذلِ َكَ ،
حات لواط يف ا ُملص َط َل ِ استعامل ا ِّل ِ ُ أضحى فيه شائع ًا الذي الشرَّ ِجي ِة إىل احلدِّ ِ
ْ َ َّ
كر واألن َثى. الذ ِ بني َّ الفقه َّي ِة للحديث عن العالقة اجلنس َّية الشرَّ ج َّية َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
حمم ٍد فيها إدان ٌة َّبي َّ منسو َبة للن ِّ
ٍ
أحاديث ُ َ ثم َة بضع ُة ِ
وزياد ًة عىل اآلياتَّ ،
ِ َني ِمن ِ ِ واضح ٌة وشديدَ ٌة ِلف ِ
األحاديث، هذه ذكرنا سلف ًا اثن ِ ْ عل ا ِّللواط ،وقدْ ْ َ
لواط اآلخ ُر ا ِّل َ ويقرن َ ُ كليهام، عل ِ ِ
يطلب أحدُ ها عقو َب َة املوت ملرتكبِي هذا الف ِ ِ
ُ
()1
باألقوال اآلت َي ِة:
ِ بالزنا ،وزياد ًة عىل ذلِ َك بقدرتِنا االستشها ُد
ِّ
عمل قو ِم هذه األ َّم ِة َ -
أخاف عىل أمتِي -أو عىل ِ
َّ ُ ِ
أخوف ما (إن ِم ْن َّ
حمم ٍد عىل أ َّمتِ ِه ِم ْن تذكر خشي َة الن ِّ
َّبي َّ
ِ
تنويعات عىل هذا احلديث ُ ٌ وثم َة
لوط) َّ
ٍ
ِ
اخلمر. ِ
ورشب الزنا
مثل ِّ أخرى ِفواحش َ َ
اخللق ،فال يباليِ يف أي ٍ
ِ عز َّ
واد ِّ وجل يدَ ُه عن كثر ا ِّللوا َط َّي ُة َ
رفع اهللُ َّ (إذا َ
هلكُوا).
يعمل عم َل قو ِم ٍ ٍ
لوط). عمل قو ِم لوط ،لع َن اهللُ َم ْن َ َ
يعمل َ
(لع َن اهللُ َم ْن ُ
رجل أتَى ذكر ًا أو امرأ ًة يف ِ
دبرها). ٍ ينظر اهللُ إىل
(ال ُ
ِ ويمس َ غض ِ بح َ
سخط اهللِ تعالىَ ... ون يف ُ ب اهللِ ون يف َ (أرب َع ٌة ْ
يص ُ
ِ
جال ،والذي يأتيِ ِ ِ
هات م َن النِّساء بالر ِ ِ ون ِم َن الر ِاملتش ِّب ُه َ
ِّ جال بالنِّساء ،واملتش ِّب ُ ِّ
ِ ِ
جال (يعني ا ِّل َ
لواط). الر َ البهيم َة ،والذي يأتيِ ِّ
َ
ني ِم َن الر ِ
جال أن (املتش ِّب ِه َ ِ
األخري َّ ِ
باحلديث رت ُض فيام يت َِّص ُل
ِّ و ُيف َ
والفواحش التِي فئات خمتل َف ٍة،
ٍ ِ
ُ ون إىلينتم َ جال) ُ الر َ بالنِّساء) و َم ْن (يأتيِ ِّ
تتض َّم ُن فع ً
ال ادر َاملص ِ ُ ِ احلديث إىل قو ِم ٍ ُ
والقليل م َن َ لوط ال حصرْ َ هلا، ينس ُبها
أن صور َة {قوم ٍ ِ ِ
الشائ َع َة كام لوط}(َّ )3 (استعامل احلنَّة والتَّش ُّب َه بالنِّساء) )2(.إلاَّ َّ ُ َ
ذكور َّي ٍة عدوانِ َّي ٍة،
ِ قط عىل اخلنو َث ِة بل عىل تدل ُّ ِ
القرآن ،مل ْ تك ْن ُّ قدَّ َمها مفسرِّ ُ و
ِ بحس ِ يِ يمر َ ِ َ
وايات الر
ب إحدَ ى ِّ ون يف أراض قو ِم سدُّ و َم ْ وكان الغربا ُء الذي َن ُّ
يت ني) ذائ ِع الص ِ تفسري (اجلال َل ِ ِ ففي[اجلنسي ِة]ِ . ِ موضوع ًا لرغبتِ ِهم ون ُ يم ِّث ُل َ
ِّ َّ
السيوطِ ُّي) ين َّ وجالل الدِّ ِ ُ جالل الدِّ ِ ليِ
ين املح ُّ ُ اخلامس عشرَ َ (أي َ
ِ
القرن ِم َن
االعتداء اجلنسيِ ِّ عىل املسافري َن. ِ بيل) بمعنَى الس َ ُفسرِّ َ ْت عبار ُة (تقط ُع َ
ون َّ
()1
يفعلون ذلِ َك إلاَّ مع َ لوط (كانُوا ال أن قوم ٍ
بعض م َن املفسرِّ ِ ي َن صرَ اح ًة َّ َ
وذكر ٌ ِ
َ
كران [أي الذ َ ُون ُّ ٍ
كان قو ُم لوط يأت َ أخرىَّ ، َ ِ
الغرباء) .وعىل وفق ِ
أحاديث َ
()2
وتذكر ِ
الغرباء؛ ص ِم َن
لواط كوسي َل ٍة للتَّخ ُّل ِ
عجوز حكي ٍم يوصيِ با ِّل ِ ٍ ِ
شكل
ُ
هلذ ِه
كان أو َل (ضحي ٍة) ِ
َّ
ِ
فائق الوسامة َ َّ شكل غال ٍم ِِ ظهور ُه يف
َ أخرى روايات َ
ٌ
أخرى ٍ َ ياس َّي ِة التِي أفسدَ ْت ذائ َق َة قو ِم سدُّ و َم؛
يحة /الس ِالن َِّص ِ
مقابل روايات َ ِّ
()1
أخرى]. ِ
الفاعل تار ًة واملفعول به تار ًة َ ِ أدائ ِه الفع َل ِ
ني [أي ث عن ِ تتحدَّ ُ
ِ
األحيان بعض ِم َنٍ لواط يفحول مسأ َل ِة ا ِّل ِ الفقهاء َِ ات َ
مناقش ُ وتتضم ُن
َّ
رجل وامرأةٍ ٍ ِ ِ ِ
ث عن ف ِ ٍ
بني
الزنا َ عل ا ِّللواط بإزاء ِّ مقتض َب ًة تتحدَّ ُ
َ حوارات
أخ َر، ٍ
وبكلامت َ الزنا؟لواط أ ْم ِّ الفعل األبش ِع بين َُهام :هل هو ا ِّل ُ ِ ِ
حتديد ِ
جلهة
أقل الزنا أ ْم ُّ أبشع ِم ْن فِ ِ عل ا ِّل ِ الفقهاء حتديدَ هل فِ ُ ِ بعض ِم َن
عل ِّ ُ لواط أرا َد ٌ
هذه املسأ َل ِة يف ني يف ِ ِ ِ ِ بشاع ًة منه؟! .إذ تبدُ و آرا ُء
واملالك ِّي َ ني
اإلمام ِّي َ الفقهاء
ِ َ املذهبان قاط َع ًة ال مرا َء فيها ِ ِ ِ
الفقهاء مقابل نص عليها ضوء األحكا ِم التي َّ
أكثر ِهم ـِّفاق ِ الذي َن مل حيسموا رأيم عىل الرغ ِم ِم ْن ات ِ املذاهب األخرى ِ ِ يف
ُّ هَ ُ ُ ْ َ
ني. بني الفع َل ِ
كان األشدَّ بشاع ًة َ لواط َ أن ا ِّل َ ِ
ظاهر َّي ًا ـ يف َّ
َّأو ًال
اث الد يِ ِّ
ِّين وس ُل بالترُّ ِ َّ
الت ُّ
ِ
البوالق ُّي ِ
العزيز ُّي وعيل اب َّ نيِ الوه ِ الفقيهان امل ِ ي ِ ِ
ُّ الشعرا ُّ ان عبدُ َّ صرْ َّ أكَّد
ِ
واألحاديث النَّبو َّي َة التي َ ِ ِ
أن اآليات القرآن َّي َة ( ُتوفيِّ َ سن َة 1658م) كالهمُ ا َّ
اآليات واألحاديثِ ِ ِ
أكثر شدَّ ًة يف نربتهِ ا م َن ِ تدين ا ِّل َ ِ
لواط ه َي يف اإلمجال ُ ُ
ِ ليِ ِ ِ ِ التِي تدين ِّ
ف يوس َ الزنا .وعىل املنوال ذاته ،ر َأى الفقي ُه احلنب ُّ مرع ُّي ب ُن ُ
()1
ِ
اعتقاد ِ
حقيقة حكم ُه عىل الزنا ،وبنَى أكثر بشاع ًة ِم َن ِّ لواط فع ً الكرمي يف ا ِّل ِ ِ
َ ال َ ُّ
رب ِم ْن مرتكبِي ٍ ِ ِ ِ ِ بعض ِم َن
برضورة معاق َبة مرتكبِي ا ِّللواط بتشدُّ د أك َ َ الفقهاء ٍ
ليِ
احلر العام ُّ ( ُتوفيِّ َ حممدُ ُّ الشيع ُّي َّ
حديث أورده الفقيه ِّ ِ
ُ َُ ٌ ويذكر
ُ
()2
الزنا. عل ِّ فِ ِ
َّاس الفرج ،وهلذا ُ ِ ِ أعظم ِم ْن أن حرم َة الدُّ ِبر سن َة 1693م) َّ
هيلك اهللُ الن َ حرمة ُ
()3
الفرج. ِ ِ
بسبب حرمة ِ هيلك أحد ًا حرمة الدُّ ِبر وال ُ ِ ِ
بسبب
ثا ِن َي ًا
وسل ببشا َع ِة ِّال ِ
لواط الت ُّ َّ
بيع َّي ِة ،بمعنَى أ َّن ُه
َّزعة ال َّط ِ
لواط محُ َرم طبع ًا وضدُّ الن ِ
أن ا ِّل َ َّ ٌ أ َّكدَ بضع ُة فقها َء َّ
الزنا )4(.ويبدُ و َّ ِ
السلي ِم ،وال َي ْصدُ ُق ذل َك عىل ِّ ٍ
أن االعتقا َد ذا َت ُه مناف لل َّطب ِع َّ
بارش ُه ِ ِ للقرآن عندَ ما ذك َُروا َّ ِ افرتض ُه سلف ًا عدَّ ُة مفسرِّ ِ ي َن
الفعل الذي َ أن َ قد
قبل ذل َكِ ِ
البرش َ ِ
بني بني لفعله َِ ِ ِ
كان بشع ًا للغاية ،ومل ْ يسب ْق ُهم أحدٌ ٍ
قو ُم لوط َ
وميةِ قبل السدُّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
َّ غياب ا ِّللواط يف احلق َبة ما َ َّ َ السعود أفند ُّي وأرجع أبو َّ َ الوقت.
َّفاق بنِي ِ
والبش َع َة وات َ عل املم ُقو َت َة مدينة سدُّ وم) طبيع َة ِ
الف ِ َ
ِ (نسب ًة إىل قو ِم
وحمتم ٌل يف
َ ثم َة ـ قطع ًا ـ توت ٌُّر كام ٌن َ
وكان َّ
()1
ني ِضدَّ ِّ
الزنا. َّسل والت ِ
َّحص ُ الن ِ
ِ
احليوان ،منه، ثم خت ُلو ممل َك ُة ِ ِ بوص ِف ِه فع ً إدانة ِ
الف ِ ِ
غري طبيع ٍّي ،وم ْن َّ ال َ عل ْ
ُ
نتعامل ِ
افرتاض َّي ًا ـ أنَّنا ني)!! .ويبدُ و ـ ِ
(البهيم ِّي َ ووص ِف ِهم بـ وإدانة مرتكبِ ِيه
ِ
ْ
خمالف
ٌ أن ا ِّل َ
لواط بني َم ْن يعتقدُ يف َّ ُور يف أعال ُه َ آخ َر هلذا التَّوت ُِّر املذك ِ مع ٍ
تعبري َ
جهة أخرى ـ غواي ٌة شائع ٌة ِ جهة ،وأ َّنه ـ ِمن ٍ بيعي ِمن ٍ ِ ِ
ينبغي َ َ َ ُ ْ لنظا ِم األشياء ال َّط ِّ ْ
احليوانات).
ُ إليهامتفتقر ِ ُ لذ ِ
ين ين (ا َّل َبالعقل والدَّ ِ
ِ يطر ِةالس َ
حتت َّ ُ
احلفاظ عليه َ
ثا ِل َث ًا
تائج
بالن ِ الت َو ُّس ُل َّ َّ
سيِ ِ يرى الفقيه َّ ِ
الشربا ُم َّل ُّين ُّ نور الدِّ ِ الضياء ُ عيل ب ُن أبيِ ِّ الشافع ُّي املصرْ ِ ُّي ُّ ُ َ
الزنا ،أل َّن ُه ال يؤ ِّدي إىل ِ
أقل بشا َع ًة م َن ِّ لواط ُّ أن ا ِّل َ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1676م) َّ
ِ
حممدُ السفارين ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة األنساب )2(،وخيال ُف ُه الفقي ُه ِ ِ
اختالط
احلنبيل َّ ُّ
املقار َن ُة َ
بني َ جر ْت الزنا؛ إذا َ أكثر بشاع ًة ِم َن ِّ لواط َ الذي عدَّ ا ِّل َ 1774م) ِ
األخطر الزنا هو أن ِّ اف مب ِّين ًا َّ أض َ اآلخر ،ولكنَّ ُه َ ِ بمعزل عنٍ ني أحدُ همُ ا الفع َل ِِ
ُ
يسفر عنها ،أل َّن ُه يؤ ِّدي ُ َّتائج التِي قد حيث الن ُ ني ِم ْن ُ الفع َل ِ بني ِ واألشدُّ وطأ ًة َ
ياق ذاتِهِ املذهب احلنفي يف الس ِ ِ ِ ث فقها ُء األنساب )3(.وحتدَّ َ ِ ِ
َّخالط يف إىل الت
ِّ ِّ
يعاقب ِ
مناقشاتهِ ِم ملوقف مذهبِ ِهم الذي ِ َ ِ
بني ا ِّللواط ِّ
والزنا يف الفرق َ ِ عن
ُ
ِ
الشعرانيِ ُّ باملسأ َلة ذاتهِ ا أكثر منه احلدَّ ،واستشهدَ َّ األو ِل بالت ِ عىل الف ِ ِ
َّعزير َ عل َّ
الرغ ِم ِم ْن تبن ِِّيه ني عىل ُّ الفع َل ِ بني ِ خطور ًة َ َ األكثر
ُ الزنا هو أن ِّ فكرة َِّ ابتغا َء دع ِم
ِ ِ
مهم ٌة الشعرانيِ ُّ َّ ذكرها َّ أخرى َ وثم َة ملحو َظ ٌة َ اآلخ َر يف هناية املطافَّ . أي َ الر ََّ
السليم179-178 :2 ،؛ مجال ،حاشية عىل تفسري السعود ،إرشاد العقل ّ ((( أبو ّ
وكاين ،فتح القدير:2 ،
ّ ّ
الش 149؛ :8 املعاين، روح ، اآللويس
ّ 320؛ :3 اجلاللني،
بيني ،السرّ اج املنري يف اإلعانة .471 :1 ،ينقل املفسرّ ون أو
ّ 212؛ اخلطيب الشرّ
للبيضاوي .انظر
ّ عرش الث ّ
ث ال القرن من مهم
ّ تفسري يف ظهرت يرشحون ملحوظة
البيضاوي.17 :3 ،
ّ الكازروين ،حاشية عىل تفسري
ّ
الشربام ّل ّيس ،حاشية.192 :6 ، ((( ّ
السياط ،صفحة 15أ. فاريني ،قرع ّّ الس
((( ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 344
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زنديق اإلما َم عل َّي ًا ب َن ٌ يسأل فيه احلر العامِليِ ُّ حديث ًا شيع َّي ًا ُ حممدُ ُّ وأور َد َّ
أن اإلما َم أجا َب ُه (احلديث) َّ ُ ويفرتض ُ سبب حتري ِم ا ِّل ِ
لواط، ِ طالب عن ٍ أبيِ
سيقطع جال النِّسا َء ،وهذا الر ُ ُ الغ ِ
لامن ُم َباح ًا، إتيان ِ ُ قائالً( :إذا َ
ُ فسيرتك ِّ كان
()5
ذلك). والكثري ِم َن الشرَّ ِّ سينشأ عن َ ُ وج، َّسل ويع ِّط ُل ال ُف ُر َ الن َ
ِ ِ
يصمدَ بال َّطب ِع يف عالمَ ٍ يقع لتربير حتري ِم ا ِّللواط ل ْن ْ املسو َغ ا ُملقترَ َ َح ِّ َّ
إن
يقع يف اجلن َِّة. العقل ،وبنا ًء عليه ،فإ َّن ُه لن َ ِ لواط يستندُ إىل أوالً :حتريم ا ِّل ِ
ُ َّ
الوح ِي [حصرْ ًا] ولذلِ َك ْ تأس َس] بوسا َط ِة َّحريم قد َّ َ إن [الت قيلَّ : ثانِي ًاَ :
سيقع يف اجلن َِّة. ُ
البخاري عن أنس قال :كان رسول اهلل صلىّ اهلل عليه وس ّلم :يدور عىل نسائه ّ ((( روى
الساعة الواحدة من ا ّلليل وه ّن إحدى عرشة ،قال قتادة :قلت ألنسَ :أو كان يف ّ
قوة ثالثني .وعن طاووس وجماهد أعطي ّ أعطي ّه
ن أ ث نتحدّ ّا ن ك أنس: قال يطيقه؟!
قوة بضع وأربعني رج ً
ال ال يف اجلامع .رواه ابن سعيد .وعن جماهد ّ قوة أربعني رج ً ّ
كل رجل من أهل اجلنّة .رواه احلارث بن أيب أسامة .وعند أمحد وغريه من حديث ّ
قوة مئة يف األكل والشرّ ب
الرجل من أهل اجلنة ل ُيعطى ّ إن ّ زيد بن أرقم ـ رفعه ـ ّ :
لغوي).
ّ ّ
ل ا (املقوم
ّ واجلامع ّ
والشهوة.
الزواجر264-255 :2 ،؛ انظر كذلك غاردت )Djanna( ،الذي ((( ابن حجرّ ،
حلظ كذلك تكتّم الفقهاء املسلمني احلديثني املتزايد بشأن هذا املوضوع.
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
347
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
العلو ُّي شبي ٌه نص ُفها
جممو َع ًة ْ
سيخلق ُ
ُ إن اهللَ َّ
جل وعال ثالث ًاَ :
قيلَّ :
ُ
االحتامل ]األو ُل هو ُ جال ونص ُفها السفليِ شبيه بالن ِ بالر ِ
[االحتامل َّ ِّساء؛ و ٌ ُّ ُّ ْ ِّ
()1
الص ِ
حيح. َّ
موجود ًا َ أن ا ِّل َ َّشديد عىل َّ ِ واضح ًا وليس ِ
يكون ُ لواط لن املقصو ُد بالت ُ َ
ب مفسرِّ ِ ي هذا املقط ِع فبحس ِ ْ ِ
بالعقل. تأس َس حتريم ُه قد َّ ُ يف اجلن َِّة إذا َ
كان
ثم َة ِ ِ ِ ِ الح ِق َا َّل ِ
ليس َّ السنَّة أ َّن ُه َ ني ُّ املسلم َ بني
املهيم ُن َ العقد ُّي املوقف
ُ نيَ ،يرى
أقصا ُه ،قد َي ْف َه ُم البرش ُّي يف َ ِ ُ
فالعقل ب؛ فحس ُ ْ ِ
بالعقل حتريم ُه
ُ يش ٌء يمك ُن
الوحي نص عليها ِ ِ الذي تستندُ إليه ٌ ِ األساس ِ
ُ بعض م َن التَّحريماَ ت التي َّ َ
ِ ِ توسل ِهم ِ ِ ِ
بالغرض الذي اإلهل ُّي .وهذا حتديد ًا ما حاو َل ُه الفقها ُء عن طريق ُّ
()2
احلموي ،غمز عيون البصائر .287 :1 ،واملقطع منقول من عمل بعنوان مناقب أيب
ّ (((
الكرداري) (توفيّ سن َة .)1424
ّ د (حمم
ّ لـ حنيفة
احلموي ،غمز عيون البصائر287 :1 ،؛ ابن عابدين ،ر ّد املحتار.156 :3 ،
ّ (((
الرائق .18 :5 ،يذكر القرآن (سورة األنبياء ،اآلية ّ )74
أن قوم ((( ابن نجيم ،البحر ّ
لوط كانوا يعملون (اخلبائث).
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 348
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
احلمو ُّي ُون يف اجلن َِّة به! واستندَ
الرغ ِم ِم ْن ذلِ َكُ ،يوعَدٌ املؤمن َ ِ
الشيطان؛ وعىل ُّ َّ
ور َ ٍ
فكرة تفيدُ َّ لواط يف اجلن َِّة إىل
بغياب ا ِّل ِ
ِ يف ِ
يكون هلُم ُد ُب ُ َّاس لن أن الن َ رأيه
شيِ ِ
حممدُ ب ُن عبد اهللِ التَّمرتا ُّ ( ُتوفيِّ َ اآلخ ِر ،ألنهَّ ُم لن َّ
يتغو ُطوا! وقدَّ َم َّ يف العالمَ ِ َ
َ ِ ()1
هبذ ِه املسألة.
ال ِ رب ِزي َن حك ًام مماث ً تالمذ ِة ِ
ابن نُجي ٍم امل ِّ َ سن َة 1595م) أحدُ
يوحي مثل هذا بوص ِف ِه استنتاج ًا مقنِع ًاِ ، استنتاج ِ ٍ َّعامل مع إن حقي َق َة الت ِ َّ
ْ
سيِ ِ ِ
اإلتيان يف الدُّ بِر أو االت َِّص ُال اجلن ُّ ُ ِّقاش هو البحث والن ِ كان قيدَ بأن ما َ َّ
عابدي َن عىل ابن ِ تعليق ِ ِ استنتاج ذلِ َك ِم ْن أكثر منه املثليِ ُّ .ويمك ُن ِ
ُ الشرَّ ج ُّي َ
كائنات ٍ طرحها اب ُن نُجي ٍم أي فكر ُة َخ ْل ِق البدائل التِي ِ الث ِم َن البديل ال َّث ِ ِ
َ
أنثو َّي ٌة ،حتديد ًا فات ِ السفْليِ ُّ له ِص ٌ ونص ُفها ُّ ذكور َّي ٌةْ ، ِ نص ُفها ال ُع ْل ِو ُّي له ِص ٌ
فات ْ
طرح ُه اب ُن نجي ٍم (ال إن ما قال مؤكِّد ًاَّ : حيث َ ُ أنثو َّي ٌة، ِ
له أعضا ٌء تناسل َّي ٌة ِ
َ
أن اب َن ور))2(.ويبدُ و َّ ِ
باإلتيان يف الدُّ ُب ِ اخلالف يت َِّص ُل َ باملوضوعَِّ ،
ألن ُ عالق َة له
ويتجاهل مسأ َل َة ُ ال اجلنسيِ ِّ الشرَّ ِج ِّي، لواط واالت َِّص ِ بني ا ِّل ِ يوازي هنا َ عابدي َن ِ ِ
ٍ ِ ِ ِ ِ
استعامل َّعليق مع ويتناغم هذا الت ُ ُ مه َّيتَها. جنس ال َّطرف املفعول به وينفي أ ِّ
ٍ ِ ِ حمدَّ ٍد ِم َن
لبس فيها يوض ُح اب ُن نُجي ٍم هنا بعبارات ال َ احلنف ِّي ،إذ ِّ املذهب
لواط). (بني ا ِّل ِ امرأة أجنبِ َّي ٍة محُ َ َّر َم ٍة يف ُد ُب ِرها) و َ ٍ ِ
(إتيان بني:
يساوي َ ِ مبدء ًا
للمفر َد ِة متساوق ًا متام ًا ،إذ ع َّل َق اب ُن ِ
الفقهاء ُ
استعامل ( )3ومع هذا ،مل ْ يك ْن
َ
ِ ِ احلصك َِف ِّي عىل ِ ِ ِ ِ
أكثر وجوب عدَّ ا ِّللواط َ ْ توكيد املثال عىل سبيل عابدي َن يف
ِ
للعالقة كور خالف ًا الذ ِ بني ُّاجلنس َّي ِة َ ِ ِ
العالقة ِ
إباحة الزنا مب ِّين ًا ُّ
تعذ َر بشاع ًة ِم َن ِّ
ِ ِ اإلناث التِي ِ
اإلماء )4(.واملعنَى رشاء واج أو الز ِ رب َّ مرشو َع ًة ع َ أضح ْت ُ َ مع
رجل ٍ رجل مع ال يقرت ُف ُه ٌ لواط فِع ً تأليف ا ِّل ِ ُ وهو ِ
املتض َّم ُن هنا واض ٌح للغايةَ ،
ِ َ
احلموي ،غمز عيون البصائر287 :1 ،؛ شيخي زاده ،جممع األهنر596 :1 ، ّ (((
ّمرتايش ،تنوير البصائر).
ّ ت ال بكتاب (مستشهدا
ابن عابدين ،ر ّد املحتار.156 :3 ، (((
الرائق.17 :5 ، ابن نجيم ،البحر ّ (((
ابن عابدين ،ر ّد املحتار.156 :3 ، (((
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
349
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لواط عل ا ِّل ِ يامرس فِ َ الذي فإن ا ِّللواطِي هو ِ وايةَّ ،هذه الر ِ وفق ِ آخ َر ،وعىل ِ َ
ُ َّ ِّ
الث ِ البديل ال َّث ِ ِ مه َّي ِة ٍ جال ال الن ِ مع الر ِ
الذي تعليق منه عىل عد ِم أ ِّ ِّساء .ويف ِّ
ٍ ِ
إسامعيل َ حممد ب ُن رشح الفقي ُه احلنف ُّي املصرْ ِ ُّي أمحدُ ب ُن َّ َ وض َع ُه اب ُن نُجي ٍم، َ
اجلزء السفليِ ِ ِ ِ ال َّط ِ
[م َن ُّ ِّ تقع يف أن رغب َة ا ِّللواط ِّي ُ هطاو ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1816م) َّ
قط. الرغب َة لن تُل َّبى ُّ ِ كان هذا اجلز ُء مشاهب ًا ألن َثىَّ ، اجلس ِم] ،وإذا َ
فإن هذه َّ
بني: ثابتَ ، بنحو ٍ ٍ الفقه َّي ِة،ِ لواط يف الن ُُّص ِ
وص لحظ تأرجح معنَى ا ِّل ِ ( )1و ُي ُ
ُ
ور ِه َّن) جال النِّسا َء يف ُد ُب ِ (إتيان الر ِ ِ وبني
جال) َ بني الر ِ (اإلتيان يف الدُّ ِ ِ
ِّ بور َ ِّ
ِ
إمكان عل ضمن ًا عىل الف ِ اجلسمي ِة املعنِي ِة هبذا ِ ِ ويدل التَّوكيدُ عىل األعض ِ
اء ُّ
َّ َّ َ
وباملثلُّ ، ِ ٍ ٍ اإلتيان يف الدُّ ِبر َ َ َ املفر َد ِة ِ
يدل وامرأة؛ رجل بني لتشمل توسي ِع نطاق َ
ِ
إمكان احلال ال َّثانِ َي ِة عىل ِ الفعل يف ِ ني يفاملشرتك َ ِ ِ
األفراد جنسِ التَّوكيدُ عىل
لواط) جال بـ (ا ِّل ِ بني الر ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
األخرى م َن االت َِّصاالت اجلنس َّية َ ِّ َ األشكال تسمية
ِ ِ ِ
شاع يف (السدُّ وم ِّي) األوروبيِّ ِّ الذي َ مماثل الز َم َم ْف ُهو َم ا ِّللواط َّ التباس ٌ ٌ وثم َة
َّ
ِ ِ ِ
القرون الوس َطى ،ويمك ُن استعام ُل ُه (خالف ًا ل ِّلواط) يف حاالت إتيان البهائ ِم ِ
الفم ِو ِّي. ِ سيِ
أو االت َِّصال اجلن ِّ َ
()2
ف( :ا َمل ُيل إىل يوس َ فقال أبو ُ جواز التَّم ُّت ِع به) َ ِ يمنع ِم ْنُ ثم َة ما ليس َّ
ولذا َ
ال اجلنسيِ ِّ ، لق لالت َِّص ِ وقبح يف ذاتِ ِه أل َّن ُه [أي الدُّ ُب ُر] مل ْ يخُ ْ ٌ عاه ٌة
كور َالذ ِ
ُّ
تبيح ُه الشرَّ ي َع ُة أ َّي ُة رشي َع ٍة ،وأل َّن ُه
للخمر ـ ال ُ ِ لواط ـ خالف ًا ولذلِ َك ،فا ِّل ُ
ِ
الوليد العاهات) فر َّد عليه اب ُنِ احلدث ،واجلنَّ ُة خال َي ٌة عن ِ [أي الدُّ ُب ُر] ُ
منفذ
ث] ال غاب [احلدَ ُ ِ ِ تتلو َ [ترغب] ْ (العاه ُة ْ
ث باحلدَ ث [الغائط] ،وإذا َ بأن َّ َ أن
()1
سوى التَّم ُّتعِ). يب َقى يش ٌء َ
األسباب التِي
َ
الوليد املعتزليِ ( ُتوفيِّ سن َة 1086م) ِ
مبدئ َّي ًا َ ُّ
ِ طرح اب ُن
َ وقدْ
َّحريم اآلخ ِر ،فالت
ينتقل إىل العالمَ ِ َ لواط لن َ أن حتريم ا ِّل ِ َّفكري يف َّ
ُ َ تستوجب الت َ ُ
ِ
تسفر عنها العالق ُة اجلنس َّي ُة يف هذا العالمَ ِ، ِ ِ
َّتيجة التي ٍ
ُ يستندُ يف جزء منه إىل الن َ
طهار ِة) الدُّ ِبر.
َ اآلخ ِر إىل (عد ِمجزئ ِه َ ِ َّسل ،ويف وحفظ الن ِ ُ َّكاثر
وه َي الت ُ
ِ
ال تكون فيه الغاي ُة ِم َن االت َِّص ِ ُ ني يف عالمَ ٍ مهم ِ ِ ِ ِ
وهذان العامالن لن يكونَا َّ
للوقوف يف ِ ِ حماو َل ٍة َ حيث ال َ بُ ، سيِ
وجه غائط؛ ويف َ نسل وال فحس ُاجلن ِّ املتع َة ْ
ف القزوينِ ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1095م) ا ِّدعا ًء قد يبدُ و يوس َهذه الفكرة قدَّ َم أبو ُ
ِ ِ
الذ ِ
كور بوص ِفها ُخ ْبث ًا( :ا َمل ُيل إىل ُّ ِ ِ ِ ِ
دحض (حديث) للمثل َّية اجلنس َّية ْ
ٍ ٍ ِ
بمنزلة
وقبح يف ذاتِ ِه). ٌ عاه ٌة
َّظر فيه ،هو َف ْه ٌم مشك ٌ
ُوك مثل هذا الد ِ
عاء القزوينِ ِّي عندَ إنعا ِم الن ِ إن فه ًام ََّ
ِّ
عاه ٌة) َّ
ألن الدُّ ُب َر الذ ِأن (ا َمل َيل إىل ُّ
ف َّ ٍ فيه ُّ
كور َ يوس َذكر أبو ُ
وحمل خالف! إذ َ
يظهر الغائط ِ
املؤذي .وما ِ مل يخُ َل ْق لكَي يؤتَى أو يو َلج فيه ِ
جنس َّي ًا ،وأل َّن ُه ُ
منفذ
ُ ُ َ ُ ْ
ِ
للرغ َبة يف اإليالجِ ِ ِ ِ ِ َ
للوهلة األوىل أ َّن ُه تفنيدٌ لـ (املثل َّية) هو يف الواقع تفنيدٌ َّ
((( ابن عابدين ،ر ّد املحتار156 :3 ،؛ ابن عابدين ،منحة اخلالق19-18 :5 ،؛ خري
مناوي ،فيض القدير .226 :6 ،نقل ابن عابدين ّ ميل ،نزهة النّواظر22 ،؛ الر ّ
الدّ ين ّ
ميل الذي نقل بدوره من (ذيل الوشاح يف علم النّكاح) جلالل ّ ّالر ين الدّ خري ما قاله
املناوي كذلك بـ (التّذكرة) لصالح
ّ يوطي (توفيّ سنة )1505واستشهد ّ الس
الدّ ين ّ
والبلقيني كالمها من عمل غري معروف لـ (ابن ّ يوطي
ّ الس
ّ ونقل (.)1464 البلقيني
ّ
عيل بن الوليد املعتز ّيل.
ّ أيب ب لاّ ط أحد كان الذي )1119 سنة فيّ و (ت ) احلنبيل
ّ عقيل
املقديس ،ابن عقيل.20-18 ، ّ انظر
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
351
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ِ ِ ِ
اخلص ُم القضيبِ ِّي يف الدُّ ِبر .وهذه يف الواق ِع ه َي ال َّطري َق ُة التي َف ِه َم بموجبِها ْ
عاه ًة يكون َ ُ كور ال الذ ِ بأن ا َمل َيل إىل ُّ احتج َّ َّ قول [القزوينِ ِّي إذ الوليد] َ ِ [أي اب ُن
واضح ٌة وهو إشار ٌة ِ إلاَّ إذا عر َض فيه الفرد نفسه إىل الت ِ
َ َّلوث بـ (اخلَ َبث) َ ُّ ُ َ ُ َّ
جسمهِ. ِ أن يمس أي ًا ِمن أجزاءِ ِ ِ ِ
يرغب الفر ُد يف املعتادْ َّ َّ ْ ، ُ إىل الغائط الذي ال
متساو عىل الر ِ
غبة ٍ بنحو ٍ الوليد كالهمُ ا ِ ابنف ور ُّد ِ يوس َ وت َْصدُ ُق فكر ُة أبيِ
َّ ُ
بور جال يف الدُّ ِ إتيان الر ِ ِ الرغب َة يف ور .وبنا ًء عليه َّ ِّساء يف الدُّ ُب ِ إتيان الن ِ ِ
ِّ فإن َّ يف
مقابل ذلِ َك، ِّساء يف الدُّ ِ إتيان الن ِ ِ مواز للر ِ
َ بور؛ غبة يف ٍ َّ ٍ
بنحو عاه ًةف َ تؤ ِّل ُ
آخ َر] يف الدُّ ُب ِر [شخص َ ٍ ِ
إتيان الرغب َة يف أن َّ بأكمل ِه سلف ًا َّ ِ ِّقاش يفرتض الن ُ ُ
شك، أن ُيؤتَى يف ُد ُب ِر ِه .وبال أدنَى ٍّ [فرد] يف ْ ٍ ِ
كرغبة عاه ًة باملعنَى ذاتِ ِه ليس ْت َ َ
ِ
نقاش جا ٍّد وعميق بشأن أنوا ِع املت ِع التي ِ ٍ ٍ ننشغل يف َ أن سوف يبدُ و غريب ًا جدَّ ًا ْ َ
فعل هبِم (أن َي َ هذه املت ِع ْ بني ِ نسأل :هل َ وأن َ كور يف اجلن َِّةْ ، ني ُّ تنتظر املؤمنِ َ
الذ َ ُ
ِ يص ًا هلذا ِ
الغرض؟!). خص َ خملوقات ُخل َق ْت ِّ ٌ
سيِ شهاب الدِّ ِ ِ ِ
ين حممو ُد األلو ُّ ُ الفضل العراق ُّي أبو واختلف الفقي ُه َ
الذي اتخَّ َذ ُه ،و َف َع َل املوقف ِ ِ الوليد املعتزليِ ِّ يف ِ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1854م) مع ِ
ابن
ِ أن يأتيِ َ فرد ًا َ ِ ذلِ َك
عاه ًة ليس ْت َ آخ َر يف ُد ُب ِره َ الفرد يف ْ جيعل رغب َة بأسلوب ُ ٍ
الوليدِ أن اب َن أن ُيؤتَى هو يف ُد ُب ِر ِه .و َف ِه َم األلوسيِ ُّ َّ باملعنَى ذاتِ ِه كرغبتِ ِه يف ْ
ال فيام لو وحاج َج ُه متسائ ً َ بيع َّي ِة)
َّزعة ال َّط ِ خمالف للن ِ ُ أن (ا ِّل َ
لواط ينكر َّ املعتزليِ َّ ُ ،
أن أن ُيؤتَى يف ُد ُب ِر ِه يف اجلن َِّة أ ْم ال؟( :إذا أرا َد اليو َم ْ يرغب يف ْ ُ
ِ
الوليد كان اب ُن َ
األرجح) بمعنَى أ َّن ُه يعانيِ حاالً ِ مأبون عىل ٌ جل الر َ فإن َّ ُيؤتَى يف الدُّ ُب ِر غد ًاَّ ،
تقع يف اجلن َِّة!. نفرتض أنهَّ ا لن َ َ أناألنسب ْ ِ مرض َّي ًة ِم َن ِ
رف بني ال َّط ِ َّاميز َ أن االستعان َة بـ (الت ِ وواص َل األلوسيِ ُّ حدي َث ُه مب ِّين ًا َّ َ
األمر ال يمك ُن ألن هذا ِ
وبني املفعول به) لن يساعدَ اب َن الوليد كثري ًا! َّ ِ الفاعل َ ِ
َ
أنأن نتو َّق َع َّ وباملثل ،ال يمك ُن ْ ِ ()1
األلباب). ِ واضح ًا لـ (ذوي يكون ِ َ إلاَّ ْ
أن
أن ا ِّل َ
لواط ِ
فكرة َّ كان مستعدَّ ًا للدِّ فا ِع عن ِّ
األقلَ ، وثم َة فقي ٌه واحدٌ يف َّ
ِ
ني يف اجلنَّة ،إذ استعان الفقي ُهِ ِ
املتاحة للمؤمن َ ِ ِ
سيكون جزء ًا م َن املت ِعُ ِ
بالغ ِ
لامن
َ
موقف ِه:
ِ َني لدع ِمَني اآلتيت ِ حممدُ زركا زاده ( ُتوفيِّ َ سن َة 1601م) باآليت ِ ِ
الترُّ ك ُّي َّ
ِ وف َع َل ْي ِه ْم ِو ْلدَ ٌ
ورا)( )1و ون إِ َذا َر َأ ْيت َُه ْم َحس ْبت َُه ْم ُل ْؤ ُل ًؤا َّمن ُث ً
ان مخُّ َ َّلدُ َ (و َي ُط َُ
ِ ِ
(و َلك ُْم ف َيها َما ت َْشت َِهي َأن ُف ُسك ُْم َو َلك ُْم ف َيها َما تَدَّ ُعون).
َ ()2
َ
لامن الغ َ بأن ِتوحيان َِّ فيهام مع ًا، َني عندَ التَّفك ُِّر ِ أن اآليت ِ وجيادل زركا زاده يف َّ ُ
رب ضمن ًا عن ِ ِ ِ ِ
للرجال يف اجلنَّة ،فاآلي ُة األوىل خت ُ ني جنس َّي ًا ِّ متاح َ سيكون َ
ُون
جنس َّي ًا. ني ِ ول أنهَّ ُم لن يكونُوا مرغوبِ َ غري املع ُق ِ وم ْن ِ الح يف اجلن َِّة ِ توافر ا ُمل ْر ِد املِ ِ
ِ
ائع ،وقدْ الش َ املوقف القياسيِ َّ َّ َ الذي تبنَّا ُه زركا زاده ال يم ِّث ُل املوقف ِ َ ( )3إلاَّ َّ
أن
ِ
الربساو ُّي ( ُتوفيِّ َ إسامعيل ح ِّق ُّي ُ ِّ
املتأخ ُر املوقف الفقي ُه الترُّ ِك ُّي ِ استشهدَ هبذا
ِ
وص َل إليه س َل ُف ُه ُ
(غري االستنتاج الذي َ َ سن َة 1724م) مرفق ًا بر ٍّد منه يفيدُ َّ
أن
الربساو ُّي يف ِ وحاجج والعقل املستقي ِم القوي ِم) ِ السلي ِم ِ مق ُب ٍ
َ القلب َّ ول لذوي
لدان» كانُوا خدم ًا «الو َ أن ِ اآلية القرآنِ َّي ِة األوىل تعنِي َّ وف َع َلي ِهم) يف ِ
أن ( َي ُط ُ ْ ْ َّ
ونصاعتِ ِهم؛ لهِِ
َّظر إىل جمَ ا م َ ون بالن ِ أهل اجلن َِّة سيتم َّت ُع َ وأن َ نيَّ ، منهم مأبونِ َ أكثر ُ َ
أن وجيوز َّ ُ ِ
ويشتهو َن ُه يف اجلنَّة، ون به بكل ما يرغ ُب َ ني ِّ وت َِعدُ اآلي ُة ال َّثان َي ُة املؤمن َ
ِ ِ
ُ
()4
ويشتهو َن ُه. ُ ون به بني ما يرغ ُب َ يكون َ َ لواط» لن«ا ِّل َ
()2
ون). وف َع َل ْي ِه ْم ِو ْلدَ ٌ
ان مخُّ َ َّلدُ َ ِغلْماَ ٌن لهَّ ُ ْم ك ََأنهَّ ُ ْم ُل ْؤ ُل ٌؤ َّم ْكن ٌ
ُون)( )1و ( َي ُط ُ
حماو َل ٍة
كر يف َ رؤى وفِ ٍ ِ ِ
ون يف هذه احلقبة عدَّ َة ًمسلم َُ ونوقدْ قدَّ َم مفسرِّ ُ َ
ِ
ني ،أو، ُون أوال َد املؤمنِ َ
الذي َن قد يكون َلدان ِ
الو ِ هؤالء ِ لتحديد هو َّي ِة
ِ منهم
ُ
ِ ِ
الكافري َن الذي َن تُو ُّفوا َ
قبل البلوغِ. ر َّبام ،أوال َد
لدان” عىل شاك َل ِة “الو َ خلق ِ إن اهللَ قد َ يقولَّ : آخ ُر ُ
شائع ٌَ تفسري
ٌ وثم َة
َّ
أن هذهِ ني .ومث َلام حل ْظنا ،مل ْ يك ْن أحدٌ يظ ُّن َّ ِ ِ
يص ًا خلدمة املؤمن َ ِ ِ
خص َ احلور َّيات ِّ
أن املفسرِّ ِ ي َن َت خدم ًة ِ
جنس َّي ًة؛ إلاَّ َّ بتقديمها كان ْ ِ الو ُ
لدان ف ِ اخلدم َة التِي ُك ِّل َ
اجلس ِد ِّي ال ِ ِ
الولدان َ
ظاهر َّي ًا عن جمَ ِ
ِ ث ِ
اآليات تتحدَّ ُ مل ْ يستبعدُ وا حقيق َة َّ
أن
اجلذب إىل اجلن َِّة.
ِ ِ
عوامل بوص ِف ِه أحدَ
ْ
بنيجرى وض ُعها َ ُ ِ ال ُفسرِّ َ ْت
ني) مث ً تفسري (اجلال َل ِ
ِ ِ
اآليات التي َ ففي
ٌ
(غلامن) كأنهَّ ُم يف ِ
للخدمة ِ
عليهم) (ويطوف
ُ َّحو اآلتيِ :
ني عىل الن ِ معقو َف ِ
العمر
ُ عليهم ِو ٌ
لدان) لن يتقدَّ َم ِ (ويطوف
ُ ٌ
مكنون)؛ (لؤلؤ
ٌ جمَ الهِِ م ور َّقتِ ِهم
ِ
للخدمة لؤلؤ ًا وتوافر ِهم
ِ بسبب جمَ الهِِ م
ِ إليهم ستظن ُُّهم تنظر ِ هبِم ُّ
قط؛ حينَام ُ
منثور ًا.
املبمثال اجل ِ
َ
ِ نطاق واس ٍع واقرتنُوا ٍ لدان اجلن َِّة” عىل “و ُ ف ِ وقدْ ُو ِص َ
أكثر ِم ْن مناس َب ٍة ِ ِ
الذي احت َف ْت به أدبِ َّيات هذه احلقبة ،ومث َلام ب َّينَّا سلف ًا يف َ
ِ
بني جمَ ِ ِ بعض ِم َنٍ عر الغزليِ ُّ يف الس ِ
ال األوقات َ الش ُ ُ
يقارن ِّ ابق، الفص ِل َّ ْ يف
بوص ِف ِهم أحدَ ِ
“الولدان” كذل َك ْ ُ لامن يف اجلن َِّة .و ُيقدَّ ُم ال ِ
الغ ِ وق وجمَ ِ املعش ُِ
اآلخ ِر؛ الفوز هبا يف العالمَ ِ َ ِ اجلذب التِي قد يتط َّل ُع املؤم ُن إىل ِ ِ
وعوامل املغر ِ
يات ِ
ِ اجلزائري ِ الش ِ
تفاهة املت ِع الذي ذك ََّر َّقرا َء ُه بمدَ ى ِ ُّ يع ُّي نعم ُة اهللِ كتب الفقيه ِّ إذ َ
كان الفر ُد عبد ًا تنتظر ُهم يف اجلن َِّة ،فإذا َ ُ نيو َّي ِة وضآلتِها مقار َن ًة باملت ِع التِي الدُّ ِ
ِ ِ اجلنس َّي ِة ،ما عليه إلاَّ ْ ِ ألعض ِائ ِه
َاهم أن يتذك ََّر اآلي َة القرآن َّي َة( :كَذل َك َو َز َّو ْجن ُ َ
السليم.217 :5 ،
السعود ،إرشاد العقل ّ ((( أبو ّ
اآللويس ،روح املعاين117 :27 ،؛ّ السليم130 :5 ،؛
السعود ،إرشاد العقل ّ ((( أبو ّ
وكاين ،فتح القدير.146 :5 ، ّ ّ
الش
بيني ،السرّ اج املنري.438 :4 ،
((( اخلطيب الشرّ ّ
لغوي:
ّ املقوم ا ّل
إضافة ّ
ِ
جاء يف لسان العرب :اخل َلدة مجاعة احلىل وقوله تعاىل :يطوف عليهم ولدان خم َّلدون
مسورون يامن ّية .و َأنشد:
جاجي :حم َّلون .وقال َأبو عبيدّ :ّ الز
قال ّ
ِ
ق������اوزُ ال��كُ��ثْ��ب��ان َأع��ج��ازه��ن َأ ��ج�ين َ
كأنمـا ومخُ َ��� َّل���دات ب��ال�� ُّل َ
باخل َلدَ ة .وقيل :معناه خيدمهم وصفاء ال جيوز واحد منهم حدّ وقيل :مقرطون ِ
َّ
الفراء يف قوله خم ّلدون :يقول إِنهّ م عىل س ّن واحدة ال يتغيرّ ونَ .أبو
الوصافة .وقال ّ ِ
ِ
عمروَ :خ َّلد جاريته إِذا حلاّ ها باخلَ َلدة وهي الق َرطة.
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 356
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ٍ
نقاش مشق ُّي َح َس ُن البورينِ ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1615م) يف وب َ الفقيه الدِّ ِ
ُ ينَّ
كان ُ ِ
القدس الذي أتهُّ ِم بأ َّن ُه َ
ِ يِ
حممد قاض ٍ ٍ يِ
يميل إىل درويش َّ له مع القاض
كاتب ُ وذكرَ
()3
واحلور).
ُ أنواع منها األوال ُد
ٌ أن (املتن َّع َم به يف اجلن َِّة لامنَّ : الغ ِ ِ
حمم ٍد َّبي َّ املراد ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1791م) َق ِصيدَ َة ٍ
مدح للن ِّ
ِ خليلُ السيرَ ِ َّ
حممدُ ِّ
يظهر ِ ِ ِ ِ
اشرتك يف نظمها ثال َث ٌة م ْن فقهاء القرن ال َّثام َن عشرَ َ ،وأحدُ األبيات ِ َ
ُ
ور ِة: الص َ
ِ ِ
هبذه ُّ
ِ ِ (*) َ يبل ُغنِي ِِ أس ْ��ل إلاَّ ْ
أن أؤ ِّم َ
ل��دان عنه ب��رشْ��ده ال��و ��ل شـافع ًا فلم َْ
*****
شعري ٍة نظمها الفقيه احللبِي عبدُ الر ِ ليِ ٍ
محن البع ُّ َّ ُّ ُ َ آخ ُر يف مرثاة ِ َّ بيت َوثم َة ٌ َّ
ف يوس َ ِ ِ ِ ِ ِ
الس ِّيد الشرَّ يف ُ
حلب َّ
َ ( 1778ـ 1779م) بمناس َبة وفاة مفتي
ِ
حل َس ِين ِّي احللبِ ِّي َ
ذكر فيها شيئ ًا مماثالً: ا ُ
ٍ
ـــــراد أ َّمــــال َّ
كــــل ُم َ
نــال هبا ــات جن ٍ
َّات ع َل ْت روض ِوحل َّيف َ
*****
سيِ
كان يدي ُن االت َِّص َال اجلن َّالقرآن َ
َ نفهم َّ
أن ُ ذكر ُه،
وبنا ًء عىل ما تقدَّ َم ُ
الح الغ َ ِ
اآلن عينِ ِه يصور ِ كان يف ِ ِ
العبارات ،ولكنَّ ُه َ بني الر ِ
لامن امل َ َ ِّ ُ جال بأشدِّ َ ِّ
كور يف العالمَ ِ
الذ َ ني ُّ تنتظر املؤمنِ َ
ُ املكافآت التِي
ِ بوص ِف ِهم إحدَ ى
ويقدِّ ُم ُهم ْ
اآلخ ِر.
َ
ِ
للفقهاء ٍ
واضح ٍ
وبيان ٍ
توكيد ِ
بمنزلة دون أدنَى ٍّ
شك ويعدُّ هذا ِمن ِ
ْ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
حب املتأ ِّث ِري َن بالنَّزعة ا َ
جلامل َّية فيام يتَّص ُل بتعزيز مشاعرهم املتعاط َفة مع ِّ
ِ
العذر ِّي. اجل ِ
امل َ
مع َنى ِّال ِ
لواط
والفقه َّي ِة املتشدِّ َد ِة
ِ باالستناد إىل األحكا ِم الدِّ ينِ َّي ِة ِ يبدُ و مناسب ًا ومعقوالً
ِ
إقرار الرغ ِم ِم ْن ِ ِ
حير ُم املثل َّي َة اجلنس َّي َة .وعىل ُّ إن اإلسال َم َّ ُ
القولَّ : بشأن ا ِّل ِ
لواط ِ
ِ
اشتهاء ص التِي تدور َ
حول والقص ِ الش ِ
عر كثرة ِّهذا التَّحري ِم ،ثم َة من يرى يف ِ
َ َّ َ ْ َ
أن ِ ِ الش ِبق املثليِ ِّ يف
املامثِ ِل أو َّ
(املثل َّي َة اإلسالم ِّي؛ َيرى مؤشرِّ ًا إىل َّ األدب العربيِ ِِّ
املجتم َعاِت َ
ِ
(عمل َّي ًا) يف َّسامح معها ُ جيري الت َت تمُ َار ُس أو ِ ِ
اجلنس َّي َة) كان ْ
مثل هذا، أن تفسري ًا َ الرغ ِم ِم ْن هذا التَّحري ِم؛ إلاَّ َّ ِ ِ
العربِ َّية اإلسالم َّية ـ عىل ُّ
ِ
ٍ ِ ِ ِ
أكثر تسهيل ُصورة َ سوى إىل راسة ،لن يؤ ِّد َي َ مث َلام ب َّينَّا يف مطل ِع هذه الدِّ َ
الفقه َّي ِة مع َم ْف ُهو ِم ِ ِ
املدارس تتعامل واحدَ ٌة ِم َن ْ ِ
تعقيد ًا يف جوهرها! إذ مل ْ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 358
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ُّعريف أو عد ِم تضمينِ ِه ،ال عىل ِ لواط] يف الت عل ا ِّل ِ اإلراد ِّي يف فِ ِ ِ ِ
االشرتاك
خصِ أن (لواطِ َّي َة) َّ
الش األطراف مجيع ًا يف َّ ُ حقيق ٍّي يف ا َمل ْف ُهو ِم .وتت ُ
َّفق ِ ٍ
اختالف
ألجلِ يامرس ُه
ُ آخ َربقدر (لواطِ َّي ِة) َ ِ لواط لدوافِ َع مالِ َّي ٍة ِه َي يامرس ا ِّل َ ُ الذي ِ
الذي خص ِ ِ الفقهاء يقضيِ بعد ِم لواطِ َّي ِة َّ
الش ِ بني ِّفاق َ وثم َة ات ٌ ِ
آخ ُر َ املتعةَّ ،
ينوي يستجيب هلا ،أو أ َّن ُه ِ لواط ،لكنَّ ُه ال رغبات مكرور ٌة بمامرس ِة ا ِّل ِ ٌ ِ
تعرتيه
ُ ُ َ ُ َ َ
فرص ٍة. حيص ُل عىل َ الفعل لكنَّ ُه ال ُ َ يرتكب هذا َ ْ
أن
آخ َر ِم ْن جانب َ ٍ اجلنس َّي ِة يف معن ًَى أو ِ املثل َّي ِة
أضيق [نطاق ًا] ِمن ِ
َ ُ وا ِّل ُ
لواط
ات باإلتيان يف الدُّ ِبر حتديد ًا ال بمامرس ِ ِ السنِّ َّي ِة األرب َع ِة ِ حيث تع ُّل ُق ُه يف ُ
ُ َ َ املذاهب ُّ
َت تُعدُّ كور كان ْ الذ ِ بني ُّ واملفاخ َذ ُة َ
َ لك، َّقبيل ،والدَّ ُ اجلنس َّي ِة) بعا َّم ٍة .فالت ُ ِ (املثل َّي ِة
ِ
ٍ
الكتابات ُ لواط )1(.وكان ْ
َت َ
أفعال ليس ْت َّعزير لكنَّها َ تستحق الت َ ُّ قبيح ًة أفعاالً َ
ف عر َ ِ ِ واضح ًة ِ ِ ِ
القياس َّي ُة
اجلانب؛ إذ َّ للغاية يف هذا َ اإلسالم ِّي للفقه املعتمدَ ُة
وأضاف َ فرج محُ َ َّر ٍم)كر يف ٍ الذ ِ (إيالج َّ ُ الزنا بـ املرجع َّي ِة ِّ
ِ افع َّي ِة الش ِ ادر َّ املص ِ أحدُ َ
الفرج عىل ِ إيالج ُه يف ال ُق ُب ِل /
َ ذكر أو أن َثى ُ
يامثل كر يف ( ُد ُب ِر ٍ الذ ِ إيالج َّ َ أنَّ
املفاخ َذ ِة َ عقوبات احلدِّ ال ت َْصدُ ُق يف ِ
حال ِ القولَّ :
إن ِ املذهب) ومضىَ يف ِ
ِ ()2
بني النِّساء. ال [اجلنسيِ ِّ ] َ مثل االت َِّص ِ إيالج فيه) ِ َ األفعال (ممَّا ال ِ وغريها ِم َن ِ
()1
َني. تغييب احلش َف ِة يف إحدَ ى الفتحت ِ ُ وط ا َّلالز َم ِة لعقو َب ِة احلدِّ هو ِ الشرُّ
(إيالج مسل ٍم بال ٍغ قانونِ َّي ًا ُ الزنا بأ َّن ُه: معتمدٌ ِّ َ
ِ
مالك ٌّي مصدَ ٌر ف ْ وعر َ َّ
حاالت ممُ ارسةِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
َ َ ليس ْت م ْن حمارمه) وهذا يعني أ َّن ُه يستثني َذك ََر ُه يف ُق ُب ِل امرأة َ
فرج ك َبينْ َ غري ٍ الفخذي َن (ال َ َ ال اجلنسيِ ِّ َ
بني اإليالجي كاالت َِّص ِ
ِّ
ِ اجلنس ِ
غري ِ
الفتحة ،وبنا ًء ِ (تغييب احلش َف ِة) يف اإليالج يعنِي أن در َّ فخذ ِ َ
َ َ املص ُ ين) وحدَّ َد ْ
أناملرجع َّ ُ وذكرَ كر) الذ ِ (إدخال [احلش َف ِة] يف ُد ُب ِر َّ َ لواط يعنِي فإن ا ِّل َ عليه َّ
ِ
اإليالج). ِّساء (لعد ِم ال اجلنسيِ بني الن ِ عقوبات احلدِّ ال تُط َّب ُق عىل االت َِّص ِ ِ
()2
ِّ َ
الفص ِل َّ ِ ِ ِ ِ ِ
األول ،مل ْ املفر َدات مث َلام بينَّا يف ْ غري التَّقن َّي هلذه َ االستعامل َ َ إنَّ
آخ َر ـ قانونِ َّي ًا ـ شخص ًا َ َ الذي يت َِّهم فالشخص ِ
يك ْن هبذه الصرَّ امة والتَّقييدُ َّ ،
ِ ِ ِ ِ
فاخذ َصبِ َّي ًا؛ َ داعب أو َ دلك أو بأ َّن ُه لواطِ ٌّي ،ويبنِي اتهَّ ا َم ُه عىل أ َّن ُه قد َق َّب َل أو َ
غري مرشو َع ٍة، بعالقة ِ ٍ ِ
الباطل ام ِه ني جلدَ ًة التهِّ ِ للجلد ثامنِ َ ِ عرض ًة
َ ُ
سيكون
بني اإلتيان يف الدُّ ُب ِر َ ُ افع ِّي واحلنبليِ ِّ َ ،
كان والش ِ احلنف ِّي َّ ِ املذاهبِ وفق وعىل ِ
ني؛ ُيعدُّ بني رج َل ِ واإلتيان يف الدُّ ُب ِر َ ُ رس َّي َت ُه) ٍ ٍ
(ليس ْت زوج َت ُه أو ِّ رجل وامرأة َ
ويستحق مقرت ُفها تبع ًا لذلِ َك العقو َب َة ذاتهَ ا. ُّ أمثل ًة عىل النَّو ِع ذاتِ ِه ِم َن املخا َل َف ِة،
ِّساء ُيعدُّ خما َل َف ًة حاق أو االتِّص ُال اجلنسيِ بني الن ِ الس ُ مقابل ذلِ َك َ ِ
ُّ َ َ كان ِّ ويف
حدود العقوبةِ ِ ِ
املستعم َلة أو ِ ِ ِ
غري متواف َقة جلهة ا ُّللغة ِ ٍ
َ َ االصطالح َّية ْ مستق َّل ًة َ
بني الر ِ ِ
جال. مع اإلتيان يف الدُّ ُب ِر َ ِّ
مه َّي ًة ِ سيِ كان ُ اجلنس َّي ِةَ ، ِ املعص َي ِة ِ تقيي ِم شدَّ ِة ويف ِ
أكثر أ ِّ نمط االت َِّصال اجلن ِّ َ
الفرج ا ُمل َح َّر ِم ِ فاإلتيان يفُ أنفس ِهم، الفعل ِ ِ املشرتك َِة يف ِ األطرافِ ِ
جنس ِم ْن
رب ِم َن الت ِ
َّقبيل ٍ
ب عليه بشدَّ ة أك َ وكان ُيعا َق ُ َ أشدَّ ، معص َي ًة َ كان ِ وامرأة َ ٍ ٍ
رجل بني
َ
ُ ِ سيِ جال ،أو االت َِّص ِ بني الر ِ ِ ِ
واألفعال بني النِّساء! ال اجلن ِّ َ واملفاخ َذة َ ِّ َ واملدا َع َبة
كر يف ال ُق ُب ِل أو الدُّ ُب ِر؛ مل ْ يك ْن الفقها ُء الذ ِ إيالج َّ تتضم ُن ِ
األخري ُة التي ال
َ َّ َ
البهويت ،كشف القناع89 :6 ،؛ .95 :6
ّ (((
((( الدّ ردير ،الشرّ ح الكبري.324-321 :4 ،
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
361
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
افع ُّي الش ِ أضاف الفقي ُه َّ َ قط )1(.وقدْ (الكبائر) ُّ ِ ظاهر َّي ًا ـ ِم َن ِ السنَّ ُة يعدُّ ونهَ ا ـ ُّ
ِ
أن بينَّ َ أحكا َم مذهبِه يف البجريم ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1806م) بعدَ ْ ِ ُ
سليامن املصرْ ِ ُّي
َ
مثل اإليالج َّي ِة َ
ِ ِ
أن العالق َة اجلنس َّي َة َ
غري ِ
املثال َّ ِ
سبيل لواط يف الزنا وا ِّل ِ مسأ َلتَي ِّ
أن كبائر ما مل ْ تُدْ َم ْن ممُ َار َستُها ،ويتعينَّ ُ ْ َ ليس ْت َّقبيل) َ (املفاخ َذ ِة واملعا َن َق ِة والت ِ َ
ِ أخف ِم ْن ِ ُ َّعزير ِ ب عليها بالت ِ
عقوبة َّ العمو ِم ـ يكون ـ عىل وجه ُ الذي ُيعا َق َ
اخلطيب حممدُ البجريمي ،رشح الفقيه َّ ِ ِ ِ احلدِّ األدنَى )2(.وعىل
ُ الشافع ُّي َّ ُ َ ِّ غرار
حاالت ِ الذي ُيط َّب ُق يف أن التَّعزير ال احلدَّ هو ِ الشرَّ بينِ ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1570م) َّ
َ
مثل السرُّ َّ ِة ،زياد ًة الفرج أو الدُّ ُب ِر ِ ِ الفتحات عدا ِ كر يف الذ ِ وإيالج َّ ِ املفاخ َذ ِة َ
وء ما تقدَّ َم عىل تشتمل يف ض ِ ُ اجلنس َّي ِة (التِي ِ ِ
للعالقة املمهدَ ِة ِ
املراحل عىل
َ ِّ
ِ
احلاالت اهليتم ُّي املتشدِّ ُد يف ِ َّفق حتَّى حاق )3(.ويت ُ َّقبيل واملدا َع َب ِة) أو الس ِ الت ِ
ِّ
بح ِم َن تص ُ غائر) ولكنَّها ْ واملفاخ َذ َة َص ُ َ َّقبيل واملدا َع َب َة أن (الت َ األخرى يف َّ َ
يوض ُح املبدأ خص مع زوجة جاره ،وهذا ِّ ِ ِ ِ مارسها َّ بحسبِه إذا ِ ِ
الش ُ َ الكبائر ْ
كبائر إذا اإليالج ِّي ،تغدُ و ِ ِ
غري ِ سيِ غائر َ العا َّم يف َّ
َ مثل االت َِّصال اجلن ِّ الص َ أن َّ
اهليتم ُّي مؤكَّد ًا ِ ِ ()4
ثقة اجلار. مثل خيان َِة ِ أخرى ِ
وأردف
َ غائر َ اجتم َع ْت مع َص َ
جلهة قدرتِ ِه عىل ِ نيِ
وضع الفرد القانو ِّ
ِ
َ يبطل بشهوة إىل َصبِ ٍّي ال ُ ٍ َّظر
أن الن َ َّ
َ ِ ()5
فة (العدالة). بص ِ هادة يف حمكم ٍة؛ بمعنَى احتفاظِ ِه ِ بالش ِ اإلدالء َّ ِ
َ
ِ ِ ِ
بن عر َف َة الدُّ سوق ُّي ( ُتوفيِّ َ وتناول الفقي ُه املصرْ ِ ُّي املالك ُّي َّ
حممدُ ب ُن أمحدَ ِ َ
ِ
بنيبشهوة إىل النِّساء أو ا ُمل ْر ِد َ
ٍ َّظر
إن الن َ سن َة 1815م) املسأ َل َة ذاتهَ ا ،إذ ق َالَّ :
املحكم ِة ،إلاَّ بالش ِ
هادة يف ِ
اإلدالء َّ حق جل ِم ْن ِّ
الر َ ِ ِ
َ واآلخر ال حتر ُم َّ احلني
ِ
مرحلة حير ُم ُه .وهذا املبدأ َي ْصدُ ُق بعا َّم ٍة عىل ما حيدُ ُ
ث يف أن إدما َن ُه ذلِ َك ِ
َّ
لفقهاء ّ
الشيعة اإلمام ّية رأي خمتلف مثلام ب ّينا يف أعاله ،وهم ال يتّفقون مع هذا القول. (((
البجريمي ،حتفة احلبيب.153 :4 ،
ّ (((
بيني ،مغني املحتاج.144 :4 ، اخلطيب الشرّ ّ (((
الزواجر.7 :1 ، ابن حجرّ ، (((
الزواجر.5-4 :2 ، ابن حجرّ ، (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 362
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجلنس َّي ِة ِ
غري ِ ِ
األفعال أخرىَ :ي ْصدُ ُق هذا عىل مجي ِع ٍ
الزنا ـ وبكلامت َ قبل ِّ ما َ
ِ غرار ذلِ َك ،أ َّكدَ الفقي ُه اإليالجي ِةِ :
املالك ُّي ِ ِ
اإليالج) )1(.وعىل (وه َي ما عدا ِ َّ
الزرقانيِ ُّ ( ُتوفيِّ َ سن َة 1688م) يف ِ
بن أمحدَ َّ ف ِ يوس َ املصرْ ِ ُّي عبدُ الباقي ب ُن ُ
غائ ِر التِي ُيك َّف ُر
ني تُعدُّ ِمن الص ِ
َ َّ نظر َة ال َع ِ
أن ََّظر إىل ا ُمل ْر ِد مب ِّين ًا َّ ِِ
سياق مناقشته الن َ
ِ
ِ ِ ()2 ِ
ِ
الكامل للتَّعالي ِم الدِّ ين َّية. ِ
واالمتثال العبادات عنها باملداو َم ِة عىل
ِ
ف املؤمنِ َ
ني: اآلية الكريم ِة يف وص ِ
ْ َ
أن (ا َّل َلمم) يف ِ
َ َ الفقهاء َّ بعض ِم َن
ويعتقدُ ٌ
ونتج ِ ِ ِ دون خمال َف ٍة للشرَّ ِع كام يف ا ّل [رجل] إىل أمرد ِمن ِ ٌ
االضطرار َّيةَ ، لمحة َْ َ ْ
الكتامن؛ ِ احلب َط َّي ِّ جل عفيف ًا وحافظ ًا هلذا الر ُ َ
وكان َّ للصبِ ِّي، عشق َّ عن ذلِ َك ٌ
املعص َي ِة )1(.وقدْ واف َق ُه وقوع ِه يف ِ ِ قال :إ َّن ُه شهيدٌ لعد ِم أن ُي َ إذنْ ، املعقولْ ، ِ ِ
فم َن
ين حممدٌ ليِ يواز ِيه مكا َن ًة الذي ِ افعي ِ أي الفقيه َّ ِ
الرم ُّ شمس الدِّ ِ َّ َّ ُ الش ُّ ُ الر ِ يف هذا َّ
الس ِ ( ُتوفيِّ سن َة 1596م) ِ
أن ابق عىل َّ الفص ِل َّ ْ رشحنا يف ْ الذي أ َّكدَ ،مث َلام َ
كان اضطرار َّي ًا :فإذا ِ الصبيان طاملا َ ِ ِ
حب ِّ احلب َي ْصدُ ُق عىل ِّ ُّ حديث شهداء َ
وضع
ُ ليس بقدرتِ ِه [العاشق] َ َ اضطرار َّي ًا ،بمعنَى َّ
أن ِ احلب َ
كان َّ افرتضنا َّ
أن ْ
ِ هادة ،أل َّنه مل يقع يف ِ الش ِ يمنع ني َل ُه مرت َب َة َّ
احلالة يف هذه ُ ْ ْ ثم َة ما ُ فليس َّ حدٍّ لهَ ،
ِ َ بن سالم َة ِ سلطان ب ُن أمحدَ ِ ِ ِ ()2
املزاح ُّي ( ُتوفيِّ َ سن َة إسامعيل بن ُ وكر َر َّ املعص َية.
اح ًة: ٍ تالميذ ليِ ِ
وضوح ًا وصرَ َ أكثر ُ أي بعبارات َ الر َ الرم ِّ هذا َّ َّ 1665م) أحدُ
حيث ُ وغري ِهم، ِ بني ا ُمل ْر ِد الفرق َ ِ وغري ِه عد ُم ِ شيخنا ليِ
الرم ِّ َّ
ِ (واملعتمدُ عندَ
َ
َ ()3
الفرض الع َّف َة والكتامن). ُ َ
كان
ِ
شهداء َ
حديث أنني َّآخري َن عن رأهيِم مب ِّينِ َ وعبرَّ َ ْت جممو َع ٌة ِم ْن فقها َء ِ
ِ
األزهر ِ
لشيخ بلحظ املقط ِع اآلتيِِ بيان كذلِ َك، احلب يصدُ ُق عىل حب الص ِ
()4
ِّ ِّ ُّ َ ْ
بني ِ ِ
زمن االحتالل الفرن ِّ عبد اهللِ الشرَّ قاو ِّي ( ُتوفيِّ َ سن َة 1811م) َ سيِ ِ يف ِ
وحافظ َ خيالف الشرَّ ي َع َة... ِ ِ يموت ِم َن الش ِ ُّ
ْ والصبا َبة ومل ْ َّ العشق ُ هداءَ ...م ْن
بح متاح ًا يص َ أن ْ أكان عش ُق ُه َلمِا يمك ُن ْ َ تامن ...سوا ٌء عشق ِه َطي ِ
الك ِ
َّ
ِ عىل
وتأكيدِ وفق األحكا ِم املعتبرَ َ ِة، مثل األ ْم َر ِد عىل ِ رشع َّي ٍة أ ْم الَ ،
ِ جنس َّي ٍة
لعالقة ٍِ
يغدو متاح ًا جتاوز ،وأ َّن ُه لن أن ح َّب ُه [أي األ ْم َر َد][الفقهاء] عىل َّ ِ بعض ِم َنٍ
َ ٌ
ابن حجر ،الفتاوى.15 :2 ، (((
الر ّ
ميل ،هناية املحتاج.497 :2 ، شمس الدّ ين ّ (((
الشربام ّل ّيس ،حاشية.497 :2 ،
منقول يف ّ (((
البجريمي ،حتفة احلبيب،
ّ الباجوري ،حاشية254 :1 ،؛
ّ القليويب ،حاشية339 :1 ،؛
ّ (((
بيني ،مغني املحتاج:1 ،
ّ الشرّ اخلطيب 539؛ :1 حاشية، ، البجريمي
ّ 261؛ :2
شريواين)؛ مجال ،حاشية عىل
ّ 350؛ ابن حجر ،حتفة املحتاج( 166 :3 ،رشوحات
رشح املنهاج.193 :2 ،
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
367
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جمهو َل ًة.
وق ُاملعش ِ
ُم َباح ًا ما بق َي ْت هو َّي ُة ُ
افع ِّي يف ِ
عني والش ِ
َّ ِ
احلنف ِّي ني ِ
الفقهاء ِم َن املذه َب ِ ات َ ُ
مناقش ُ وتأخذ
ني األقد ِم ِ
الذي َن فقهاء املذه َب ِ ِ بعض ِم ْن ِ
العادة رأي ًا بدي ً ِ
ال عبرَّ َ عنه ٌ احلسبان يف
تعيني هو َّياتهِ ِم أ ْم ال! ويبدُ و ِ
ف الن ِ
َّظر َأ َج َرى ِ حير ُم َ
ُ بالصبيان بصرَ
َّشبيب ِّ
َ ون الت ِّ
ميل ،هناية املحتاج299 :8 ،؛ الر ّ
السادة املتّقني509-508 :6 ،؛ شمس الدّ ين ّ ّ
اآللويس ،روح املعاين.137 :19 ،
ّ 321-320؛ :4 حاشية، ،يب
ّ القليو
تغزال يف الغلامن فهو ترويجً القليويب ،حاشية .321-320 :4 ،فإن رأيت يل ّ (((
لبضاعتي وحتسني يف صناعتي...كام قال ابن الوردي :تاهلل ما املرد مرادي وان...
نظمت فيها مثل عقد اجلامن (املرتمجة).
السادة املتّقني.509 :6 ،
بيدي ،إحتاف ّ الز ّ ((( ّ
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
369
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاع عن اختاروا الدِّ َ ُ الغزل ا ِّللواطِ ِّي، ِ جواز نظ ِم ِ
شعر ِ حاج ُجوا يف َ الذي َن ِ
بالر ِ ِ ِ ٍ ِ رأهيِم
أي منهم َّ الرغ ِم م ْن التزا ِم العديد ُ أخرى عىل ُّ أسس َ باالستناد إىل
لامن ال يم ِّث ُل خمال َف ًة للشرَّ ائ ِع الدِّ ينِ َّي ِة. للغ ِ االضطراري ِ
ِ ِّ احلب َّ إنيقولَّ : الذي ُ ِ
عر الغزليِ ِّ ا ِّللواطِ ِّي الش ِ الذي يفيدُ بتحري ِم ِّ رفض الرأي ِ
ِ َّ بعض ُهم حدَّ وذهب ُ َ
اإلحالة عىل ِصبيانٍ ِ ٍ
ليسوا بحاجة إىل أن ُّ ني باالعتقاد يف َّ ِ ِ
الشعرا َء ُ مستعين َ
أي الر ُ وأسهم هذا َّ َ عواطف حقيق َّي ٍة. َ الفعل َّي ِة أو إىل ِ ِ
احلياة موجودي َن يف ِ
عر الش ِ (نظم ِّ ِ
عبارة تفسري موقف ِهم ،إذ يمك ُن تأويل ِ ِ الباب أما َم ِ رت ُح يف ِ
فتح
ُ ُ املق َ
بصبِ ٍّي عر الغزليِ ِّ َ الش ِ إمكان نظ ِم ِّ َ اح) عىل أ َّن ُه يعنِي غري معينَّ ٍ ُم َب ٌ بصبِ ٍّي ِ الغزليِ ِّ َ
ظاهر َّي ًا ـ ِ يبطل ـ رت َح ُ جمهو َل ًة ،إلاَّ َّ ِ
َّفسري املق َ أن الت َ حقيق ٍّي طاملا بق َي ْت هو َّي ُت ُه ُ
عر ِّي.الش ِ ون ِّ االعتقاد بقص ِصي ِة املضم ِ ِ تكون اإلباح ُة مبنِ َّي ًة عىل ُ عندَ ما
ُ َ َّ
عر الكثري ِم َن ِّ
الش ِ الذي ُ
جيعل املوقف ِ ون ِ
الفقهاء يقاو ُم َ أكثر وبينَام َ
َ َ كان ُ
الوقت ذاتِ ِه ،مل ْ يبدُ وا رغب ًة
ِ غري مرشوعٍ ،إلاَّ أنهَّ ُم يف ِ ِ
املن ُظو ِم يف هذه احلقبة َ
يمنع ِم ْن
ثم َة ما ُ ليس َّ الذي ُ
يقول :إ َّن ُه َ
أي ِ الر ِ ِ
املصا َد َقة عىل َّ ِ
ظاهر َّي ًا يف َ كبري ًة
َ
العشق َّشبيب أو يقولَّ :
إن الت ِ
أي الذي ُ الر ِ َّظر بأ ْم َر َد َح َس ٍن ٍ امتا ِع الن ِ
َ َ مليح ،أو َّ
املجر َدةَ.
َّ الشهو َة ال يشب ُه َّ
والئم ٌ
عذول وكـــم لـــي يف هــوا ُه والئم ِ
بروحـــي َمـ ْن لـي يف لقـا ُه
ُ ْ ُ
ِ ِ ٍ ِ
وردتـــان وخا ُلــ ُه ِ
باسم
ُ الوصف وال َّث ُ
غر ْ لطيف كمسك َيــــه
عىل وجنت
الرحيانة.261-260 :2 ،
[*] املح ّب ّي ،خالصة األثر .361-360 :4 ،املح ّب ّي ،نفحة ّ
*****
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 372
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ ِ
ومستمخ ٍر الفقهي كاآلتيِ ( :فال شهاد َة َ
ملصاف ٍع ُّ الكرم ِّي َ
وكان ُحك ُْم
ٍ
بإعطاء ويف ذ ٍّم بمنعٍ ،أو يفرط يف ٍ
مدح ُ ٍ
لشاعر اص ومشعبِ ٍذ )1(...وال ور َّق ٍ
ِ حمر َم ٍة، ٍ ٍ ٍ ٍ
ويفس ُق بذل َك وال ُ
حتر ُم َّ بم ْرد أو بامرأة مع َّينَة َّ
بمدح مخرة أو ُِ ب يش ِّب ُ
()2
رواي ُت ُه).
ِ
ظهور حيول َ
دون أن َ للوهلة األوىل ْ ِ مثل هذا كان يتعينَّ ُ عىل ُح ْك ٍم ِ وقدْ َ
املقصو َد ِم ْن ُح ْك ِم التَّحري ِم ُ أنرج ُح َّ األبيات التي نق ْلناها للت َِّّو! ولك ْن ُي َّ
ِ ِ
شعر ِم ْن هذا النَّوعِ ،ال ٍ نظم هذا هو اشتام ُله عىل ُّ ِ ِ
الشعراء الذي َن أد َمنُوا َ ُ
ائد ِهم ِم ْن هذا النَّو ِع الواحدَ َة أو االثنتَنيِ. يتجاوز عدد قص ِ
ُ َ ُ الذي َن ال الشعراء ِ
َّ َ
الكرم ِّي ِ َّقل عن اعر) يف الن ِ (الش ِ
كلمة َّ ِ املقصو ُد ِم ْن ُ وبكلامت ٍَ
يكون ُ أخ َر ،قد
عر ون ِّ ينظم َ ِ الش ِ ني يف كتا َب ِة ِّ املتمر ِس َ اإلحال َة إىل املحرتفِ َ
الش َ عر ال إىل الذي َن ُ ِّ ني
عابدي َن ِ احلنف ِّي ِ
ابن ِ ِ
الفقيه يتوافق مع ُح ْك ِم ُ ِ
املثال ِ
سبيل اتِّفاق ًا؛ وهذا يف
عر الغزليِ ِّ ،وشدَّ َد الش ِكتابة َّ ِ ِ
اإلدمان يف ِ
اإلفراط أو ِ
جواز قال بعد ِم الذي َ ِ
عر إذا الش ِالقليل ِم ْن هذا النَّو ِع ِم َن ِّ ِ بأس يف ال َقدْ ِر اعرتاض وال َ َ عىل أ َّن ُه ال
جلمي َل ِة ِ
واملقارنات ا َ َ رف والن ِ
َّوادر عرض ال ُّط ِ ِ ني ِم ْن َّحس َكان املقصود منه الت ِ
ُ ُ َ
ِ ()3 ِ
وجيوز ُ القدود واخلدود. َت عن َّعبريات ا َّللطي َف ِة ،حتَّى لو كان ْ ِ البار َع ِة والتِ
ٍ يقصدُ ِم ْن ملحو َظتِ ِه ْ الكرمي مل يكن ِ ِ ُ
ليس أن ت َْصدُ َق عىل حاالت َ َّ ْ ْ القولَّ :
إن
ِ ٍ ِ ِ فيها َصبِ ٌّي
الستعراض وسيلة سوى أن ال َقصيدَ َة مل ْ تك ْن َ قط ،كام َّ حقيق ٌّي ُّ
مهارات العالمِ ِ األدبِ َّي ِة. ِ
الريبة
حيب أن يفعل به .واملستمخر :نسبة للامخور وهو َب ْي ُت ّ الرجل الذي ّ ((( املصافعّ :
البيت ويقود إِليه .واملشعبذ :املاهر يف االحتيال
الرجل الذي َييل ذلك َ ّ هو واملستمخر
لغوي).
ّ ّ
(املقوم ال
ّ يريك الشيّ َء عىل غري حقيقته.
الكرمي ،غاية املنتهى.500 :3 ،
ّ (((
((( ابن عبدين ،ر ّد املحتار.35 :1 ،
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
373
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الر ّ
ميل ،هناية املحتاج .299 :8 ((( ابن حجر ،حتفة املحتاج224 :10 ،؛ شمس الدّ ين ّ
(املرادي)
ّ وللشاعر قصيدة أخرى أوردها احلفني ،الدّ يوان ،صفحة 46أّ .ّ ((( يوسف
خصصه له ( ،)245-241يقول فيها: ّ الذي الباب يف ابع الر
ّ اجلزء رر، الدّ سلك يف
ع�ل�ى م��ع��ن��ى يف احل����ب م��ف��رد يا واح��د العصـــر تــه دالال
وق���د ج��ف��اين صــحب وع��ود م��ا حيلتي م��ن ت�لاف جسمي
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
375
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظمها احلفنِ ُّي تو ِّف ُر أمثل ًة مناس َب ًة عىل ما سماَّ ُه اب ُن أخرى َ قصائدُ َ وثم َة َ
َّ
اسميذكر َ َ حيث ُ
يقول فيها :إ َّن ُه لن ُ ِ
تدل عىل التَّعيني) ب قرائ َن ُّ (نص َحجر ْ ٍ
َّضحية بالن ِ
َّفس ِ واستعداد ِه للت
ِ الرغ ِم ِم ْن َك َل ِف ِه به حبي َب َه خوف ًا ِم َن َّ ِ
العذال عىل ُّ
وق ِه:
معش ِ
يدل عىل اس ِم ُ البيت ال َّثانيِ ِضمن ًا ما ُِّ يذكر يف ِِ
م ْن أجله ،ولكنَّ ُه ُ
ِ
ُّ ُ ِ (*)
واألخيــر يف حروفِ ِه عُشرْ ُ الثلث
ُ َّأو ُل ُه يف ِح ِ
ساب اجلُ َم ِل ُث ُم ُن اآلت
*****
ٍ
حرف يف حيوز ُّ
كل حيثُ ِ
اجلمل، حساب ِ اعر هنا نظا َم ُ
ويستعمل َّ
ُ الش ُ
اعر إىل اس ِم (أمحدَ ) ويلمح َّ ٍ ِ ٍ ٍ ِ
النِّظا ِم األبجد ِّي عىل قيمة رقم َّية تقليد َّية،
الش ُ ُ
القيم الر ِ
قم َّي ُة اآلت َي ُة عىل التَّواليِ :أ ( -)1ح ِ ٍ ِ
الذي ِ
حيوي أرب َع َة حروف هلا َ ُ َّ
()1
( -)8م ( -)40د (.)4
ني ،إذ َ
كان َح َس ُن بعالقات صدا َق ٍة مع شعراء ِ
خمالف َ ِ آخ ُر َ
ون َ
وارتبط فقها ُء َ
َ َ
املسترشق والرح ِ
الة (ادوارد لني) ِ ِ
إقامة القاهر ِة أثنا َء ِ
األزهر يف الع َّط ُار ُ
شيخ
َّ َّ َ
ني ِم َن َّ
الش ِ ِ ِ
اباخلش ِ َ
إسامعيل َّ اعر املقربِ َ
األصدقاء َّ ْ املثال أحدَ ِ
سبيل فيها يف
وف���رط وج���دي بكــى وع��دد وع���اذيل م��ذ رأى هيامـــــي
(املرتمجة).
((( ْ مل تكن األرقام املستعملة اليوم معروفة يوم نزل القرآن الكريم ،بل كان ُيتَّبع نظام
عاملي للحساب يستعمل احلروف العرب ّية أو السرّ يان ّية أو العرب ّية أو اليونان ّية بدل
خاصة به هي القيمة العد ّدية له ،وذلك عىل كل حرف قيمة عدد ّية ّ األرقام ،وحيمل ّ
الشكل التّايل:ّ
(أ( )1ب( )2ت( )400ث( )500ج( )3ح( )8خ( )600د( )4ذ)200( )700
(ز( )7س )60ش(( )300ص( )800ض( )800ط( )9ظ70( )900ع)
(غ( )1000ف( )80ق( )100ك( )20ل( )30م( )40ن( )50هـ ( )5و)6
(ي.)10
لغوي).
ّ (املقوم ا ّل
ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 376
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العادة القيو َد التِي وض َعها ِ شعر ُه يف يتجاهل ُ ُ الذي( ُتوفيِّ سن َة 1815م) ِ
َ
(اخلش ِ ِ ِ
اب) يف َّ قصائدَمجع َوكان اب ُن الع َّطار يف الواقعِ ،هو الذي َ َ الفقها ُء،
ابن الع َّط ِ ب ِ بحس ِ ٍ ()1 ٍ
قصائدَ يعبرِّ ُ فيها ار عدَّ َة َ اب ْ نظم َّ
اخلش ُ جم َّلد واحد .فقدْ َ
غرام ِه:
اخلشاب وقع يف ِ
َ أن َّ َ ب َّف) يحُ َس ُ اسم ُه (شرَ َ ُ
شاب ُ
ِِ ِ
عن ح ِّبه وهيامه يف ٍّ
يوف التِي
فهي كالس ِ
ُّ
ِ ٍ
نظرات (شرَ َ ف) قات َل ٌة وناع َس ٌة ،وعيو ُن ُه فتَّا َك ٌة ذاب َل ٌةَ ِ ، ُ
بان.تسلب األلباب ،قدُّ ه مياس وقوامه غصن ٍ
ُُ ْ ُ ُ َّ ٌ َ ُ
األهيف األغيدَ ،وما َ
كان َ لطيفَ حيب هذا ا َّل اب إلاَّ ْ
أن َّ اخلش ُ ُ
يملك َّ وال
()2
سوى( :قس ًام إ َّن ُه شرَ َ فيِ ). جوا ُب ُه لعاذلِ ِيه يف ِ
عشق هذا الفتَى َ
اب وأعا َد اب ُن الع َّط ِ ِ ِ ِ
ار نظمها َّ
اخلش ُ وليس ْت هذه ال َقصيدَ ُة الوحيدَ َة التي َ َ
بالشادنِ ِ
اسم ُه (وفا ُء) يص ُف ُه ِ ِ
فيهام َّ اب ملغ ٍّن ُ اخلش ُ فثم َة بيتان َ
نظم ُهام َّ تقديمهاَّ ،َ
ِ
اجلراح املميتات) إذا املورد الذي ِ
(يرب ُئ ِ ِ والص ِ ِ
واملليح املؤن ِق
ِ الر ِ
َ بيح َّ َّ قيق َّ
اب ُ
يقول اخلش ِ
حاب َّ أص ِ ِ ِ ِ
يرشق هذا املغنِّي بطلعته ِ ُ وكان ك َّلام
َ
البه َّية عىل ْ غنَّى،
()3
احلبيب [وفا ُء]).
ُ ظهر
(هناك! َ َ األخري:
ُ هلُم
وبَ ،
أبلغ اعر هو َّي َة املح ُب ِ ائد التِي مل ْ يعينِّْ فيها َّ
الش ُ
ويف إحدَ ى القص ِ
َ
ِ ٍ
حممد الذي ها َم به ٍ القار َئ أنهَّ ا نُظِ َم ْت
ِ الع َّط ُار
عيل ب ُن َّاسم ُه ُّ
شاب ٍُّ لناسخ
ً ()4
اب ح َّبا.
اخلش ُ َّ
واجر
(الز ُ املعنو ِن بـ ََّ عمل ِه ِّ
ِ
اهليتمي يف ِ وال بدَّ هنا ِم َن الت ِ
َّذكري بإصرْ ِار
غري مع َّين ٍَة)َت هو َّي ُت ُه َ بالصبِ ِّي حتَّى لو كان ْ
َّشبيب ََّ أن (الت ِ
الكبائر) َّ ِ
اقرتاف عن
جلهة توجهاتِهِ اهليتمي ِ ِ ِ
عمل ِ
الرغ ِم م ْن صرَ احةِ ِ يؤ ِّل ُ
ُّ ِّ الكبائر ،وعىل ُّ ف إحدَ ى
ف مرجع ًا ِ
فقه َّي ًا. الوعظِ َّي ِة ،إلاَّ أ َّن ُه ال يؤ ِّل ُ
تتطابق مع ِ ِ ٍ صيِ
أحد ُ ب أنهَّ ا حجر املعا َ مجيع ًا التي يحُ َس ُ أدرج اب ُن
َ وقدْ
ِ
الكبائر يف ِ
عل املقترَ َ ف ضم َن ِ ِ
لتصنيف الف ِ ِ ِ
املعايري التي اعتمدَ ها الفقها ُء ْ
ني ِ
معص َي ًة ،بينَام ِ
وسبع َ وست
ٍّ تعداد أرب ِع ٍ
مئة ِ كتاباتهِ ِم ،وقدْ أ َّدى به هذا إىل
ٍ ِ اإلسالمي َ ِ
ِ ِ
يرتاوح
ُ بعدد الكبائر إحصا َء حاو ُلوا َ ني الذي َن َ ِّ الفقهاء أكثر
خلص ُ َ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 378
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
الكبائر يف غري معينَّ ٍ ضم َن بصبِ ٍّي ِ ِ
َّشبيب َ ِ
إدراج الت بب يف
الس ُ
ويعو ُد َّ
اعر ِص َف َةالش ِ ِ (الز ِ
ينزع عن َّ واجر) إىل رأي أدلىَ به أحدُ القضاة يفيدُ أ َّن ُه ُ ُّ
ِ ُ
احلرمان م ْن ف ِ
املحكمة؛ ويؤ ِّل ُ ِ ِ ِ
العدا َلة أو القدر َة عىل اإلدالء َّ
بالشهادة يف
َ
انظر القوائم املدرجة يف املقالة املعنونة بـ (خطيئة) يف موسوعة اإلسالم ،أو ابن (((
للزواجر .12-9 :1 ،ويذكر (كتاب الكبائر) الذي أ ّلفه ّ
حممد حجر ذاته يف مقدّ مته ّ
هبي (توفيّ سنة )1348واعتمده ابن حجر أنموذجا له يف تأليف ّ
(الزواجر) ّ
الذ ّ
سبعني معصية.
الزواجر.3 :2 ، ابن حجرّ ، (((
الزواجر.199-198 :2 ، ابن حجر ،حتفة املحتاج216 :10 ،؛ ابن حجرّ ، (((
الزواجر.4 :2 ، ابن حجرّ ، (((
لواط ُّي َ
ون الثُّ :ال ِ الث ُ الفص ُل َّ ْ
379
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ِ
إلدراج املعايري املقترَ َ َح ِة
ِ ِ
املحاك ِم أحدَ بالش ِ
هادة يف ِ
اإلدالء َّ ِ
العدالة أو ِص ِ
فة
ِ
الكبائر. عل يف خان َِة ِ
الف ِ
ٍ
بعدد الكتاب ليستشهدَ ِ آخ َر ِم َن
حجر حدي َث ُه يف موق ٍع َ ٍ واص َل اب ُن
ثم َ َّ
اح ،ولذا ٍ بصبِ ٍّي ِ ِ
ني الذي َن ب َّينَوا َّ ِ ِم َن القضاة َّ
ِ
غري معينَّ ُم َب ٌ َّشبيب َ
َ أن الت الشافع ِّي َ
ِ ()1
الصغائر. ِ
ال يمك ُن عدُّ ُه حتَّى م َن َّ
ِ
الكبائر يف ِ
خانة عل” ما يف إدراج “فِ ٍ ِ فإن حقيق َة وتأسيس ًا عىل ذلِ َكَّ ،
ني -أو حتَّى (اب ُن املسلم َ ِ إن القضا َة نقولَّ : واجر) ال ُيعدُّ كافي ًا لكَي َ (الز ُ َّ
حجر) لشدَّ ةِ ٍ تقييم ِ
(ابن ويظهر ِ
الكبائر؛ ِ
حجر) ذا ُت ُه -كانُوا يعدُّ و َن ُه م َن ٍ
ُ ُ
آخ َر عن عمل َ ٍ خمتلف نسبِ َّي ًا يف ٍ ٍ
بنحو الش ِ
عر بصبِ ٍّي معينَّ ٍ يف ِّ ِ معص َي ِة الت ِ
َّشبيب َ
َّاء ( ُتوفيِّ َ سن َة بن البك ِ ني ب ُن أمحدَ ِ املع ِ املولد عبدُ ِ ِ العشق ،ك َت َب ُه الفقي ُه مصرْ ِ ُّي ِ
واحد ِم ْن وفاتِ ِه، ٍ وقبل عا ٍم َ يف عام (1565م) ففي ص ِ
َ
1630ـ 1631م) ِ
رجل ها َم ح َّب ًا ٍ بقص ٍة عن ِِ ٍ زار ابن البك ِ
رب ُه َّ حجر يف بيته يف م َّك َة ،وأخ َ َّاء اب َن َ ُ
َ
وكان القمر بدر ًا، كان فيها ِ ِ
املرض ،و ُتوفيِّ َ يف ا َّلليلة التي َ ِ يع
ُ وقع صرَ َ بشاب َ ٍّ
القمر خياطب أن ِ
العاشق املحزون إلاَّ ْ ِ ِ
كان م َن اب (بدر ًا) فام َ اسم هذا َّ
َ َ الش ِّ ُ
ٍ ِ ِ ِ ِ (اسم َك يف ِ
القمر
ُ قمر؟!) ولو َ
كان قربه ،وما ز ْل َت مضيئ ًا م ْن بعده ،آه ُ ُ قائالً:
ِ ِ
بالسواد عىل َف ْقد حمبوبِه!. ِ
قد محُ َق ،فأل َّن ُه ات ََّش َح َّ
ِ ِ ِ َ ٍ
العاشق
ُ للقمر يف ذل َك املساء ُتوفيِّ َ خسوف
ٌ حدث حجر أ َّن ُه ربنا اب ُن
وخي ُ
ِ ِ ()2
املغرو ُم عىل أثره.
ُ
عر ا ُملحر ِم ِ ِ
الذي بالش ِ َ َّ القضاة تشدُّ د ًا االستشها َد ِّ أكثر
يبيح حتَّى ُوبداه ًةُ ،
ِ ين ُر ِو َي ْت هبِام
لذ ِ
واألسلوب ا َّل َ ون ،إلاَّ َّ
القص ُة توحيَّ َ أن النَّرب َة يقو ُل ُه ُ
آخر َ
نظم يضع َ
ُ ِ
الفقه َّي ُة ذاتهُ ا ُ
األعامل اح ًة تقدِّ ُم ُه
أكثر صرَ َ
دليل ُ وثم َة يف الواق ِع ٌ َّ
ِ الص ِ ِ الش ِ
أن الفقي َه األغلب ،ويبدُ و َّ األعم
ِّ غائر يف عر الغزليِ ِّ ا ُمل ُح َّر ِم يف خانة َّ ِّ
عر الغزليِ ِّ ما مل ْ يدمنْ ُه الش ِ
جواز نظ ِم ِّ ِ كان يعتقدُ يف احلنفي ابن ِ
عابدي َن َ مشقي ِ الدِّ ِ
َّ َ َّ
ِ
احلالة املعشو َق ِة أو الصبِي ،فهو مكروه يف ِ
هذه ُ ِ
املرأة اعر أو يعينِّْ هو َّي َة َّ
ُ ٌ َ َّ ِّ الش ُ
ِ ()2
نظمه. وقت َ الصبِ ُّي أحيا ًء ََت املرأ ُة أو َّ الس َّيام إذا كان ْ
الكذب ِ مثل غائر ِ الص ِ ٍ َ اخلمر والسرَّ َق ُة، ِ والزنا وا ِّل ُ
مقابل أمثلة عن َّ ورشب ُ لواط ِّ
يواص ُل القذف ،ثم ِ ِ تص ُل حدَّ والغيب ِة التِي ال ِ ماتِ ، َّظر إىل املحر ِ األبيض ،والن ِ ِ
َّ َ َّ
ف ِ املال ،و َع ْز ِ ألجل ِ ِ ِ ِ حتريم ِ
أكثر الش ِ
طرنج ب ِّ لعب النَّرد كام َلع ُ َ احلديث مب ِّين ًا ُ
سمعة ِ ِ
تشويه يرمي إىل الذي ِ عر ِ الش ِ املوسيق َّي ِة أو االستام ِع هلا ،ونظ ِم ِّ ِ ِ
اآلالت
امرأة محُ َ َّر َم ٍة أو َصبِ ٍّي معينَّ ٍ .وقدْ ع َّل َق ٍ وير تص ِ َّعريض هبِم ،أو ْ ِ ني أو الت املسلم َ ِ
كالذي بعدَ ُه ممَّا غائر ِ الص ِ ِ ِ ال عىل حتري ِم ِ القليوبيِ ُّ مث ً
لعب النَّرد قائالً( :أي وم َن َّ
تشري عبار ُت ُه وغريب! إذ يمك ُن ْ ٍ بنحو حاس ٍم ٍ غامض ٌة ِ يأتيِ ).
أن َ َ وهذه العبار ُة ()1
ارش ًة بعدَ ُه، تيِ الذ ِ ِ َّرد ،أو إىل َّ نوب التِي تليِ َل ِعب الن ِ الذ ِ إىل مجي ِع ُّ
نب الذي يأ ُم َب َ َ
ِ املال .إلاَّ َّ ألجل ِ ِ ِ
اعتقاد تشري ضمن ًا إىل األخري َة ُ َ أن القراء َة الش ِ
طرنج ب ِّ أي َلع ُ
املوسيق َّي ِة واالستام ِع ِ ِ
اآلالت ِ
عزف مثل األخرى َ - َ نوب الذ َ أن ُّ القليوبيِ ِّ يف َّ
املرأة أو ِ ني أو تعيين ًا هلو َّي ِة املسلم َ ِ يتضم ُن طعن ًا بسم َع ِة الذي عر ِ الش ِ هلا ،ونظ ِم ِّ
َّ
ِ بلحظ حتري ِم ِ ِ الص ِ ِ
الفقهاء أكثر حمتم ٍل متام ًا، غري َ غائر؛ وهذا ُ ليس ْت م َن َّ الصبِ ِّيَ - َّ
مقابل ذل َك، ِ َ ِ
خاص ًة اهلوائ َّي َة والوتر َّي َة. ِ ِ ِ ِ
االستامع هلا َّ َ عزف اآلالت املوسيق َّية أو َ
غائر التِي ال حتر ُم َم ْن بالص ِ امر َسات َّ
ِ
ف هذه ا ُمل َ
ِ تص ُ فقهي ٌة أخرى ِ
َ ادر ِ َّ مص ُ ثم َة َ َّ
وكتب اب ُن حجرٍ بالشهادة ما مل ْ يدمنْها. ِ ِ
يقرت ُفها م ْن صفة العدالة أو اإلدالء َّ ِ ِ ِ ِ
َ ()2
الص ِ
غائر ما مل ْ ُيد َم ْن فيغدُ و الف َ ِ
أن هذا ِ الش ِ
افع ِّي َّ ِ
للمذهب َّ ِ
عل م َن َّ املرجع َّي احلكم
َ
سينفي ِصفاتِ للكبائر أل َّنه ِ
ِ ِ
تتجاوز حدَّ االلتزا ِم بالشرَّ عِ ،ويص ُري مماث ً
ال ُ خما َل َف ًة
ُ
ِ ()1 ِ ِ
والعدالة ويؤ ِّدي إىل ر ِّد َّ
الشهادة. االستقامة
((( لني ،وصف سلوكات املرص ّيني ،الفصالن 18 17-؛ راسل ،تاريخ حلب ال ّط ّ
بيعي
[.156-150 ،142 :1 ،]1974
اجلربيت ،عجائب اآلثار.416-415 :1 ،
ّ (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 384
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبيان االحرتا ِم ِ القص ِة ِ ِ ِ
الذي َ
كان الفقي ُه ُ إن غاي َة (اجلربتيِ ِّ ) م ْن رسد هذه َّ َّ
آخرِ ، ٍ سواء ،ولكنَّ ُه ِم ْنٍ حي َظى به ِم ْن ع ِّل َّي ِة القو ِم وعوا ِّم ِهم عىل حدٍّ
وم ْن جانب َ َ
ِ
ونينو َ واخلاص َة ِ
كليهام مل ْ يكونُوا ُ َّ هؤالء العا َّم َة كيف َّ
أن َ قص ٍد منه ،بينَّ َ ِ
دون ْ
وجوب ِ
للغاية َير َ
ون ألن فقها َء متشدِّ ِدي َن ني بسهو َل ٍةَّ ، عادة الت ِ
َّدخ ِ ِ ال َّتخليِّ َ عن
َ
ِ
حتريمها.
ف التِي يدعو إليها َّقش ِهد والت ُّ الز ِ بني ُم ُث ِل ُّ الشاس ِع َ ون َّ احلديث عن الب ِ
َ َ َّ
إن
مرشوع
ٌ وتقشف ًا بعا َّم ٍة
ُّ األقل تز ُّمت ًا ِّ املجتم ِع
َ
ِ
حياة ِ
وأساليب الفقها ُء والقضا ُة
شعور ِ اآلخ ِر ِ فثم َة يف ٍ ليس هذا َّ ِ
يوازي ٌ اجلانب َ كل يشءَّ ، ومتو َّق ٌع للغاية ،لك ْن َ
َّعجل يف معام َل ِة األمور والت ِ ِ ِ
إمهال برضور ِة جتن ِ
ُّب َ مه َّيتِ ِه ُ
يقول احلديث يف أ ِّ َ هذا
ِ
اآلالت َّرد أو ِ
عزف ب الن ِ مماثل لتعا ُم ِلنا مع َل ِع ِ بأسلوب ٍ ٍ اجلنس َّي ِة)
ِ (املثل َّي ِة
ممُ ارس ِة ِ
َ َ
ِ ِ ِ بوصفها نوع ًا َِ ِ ِ
حير ُم ُه الدِّ ي ُن اإلسالم ُّي السلوك ِّ آخ َر م َن ُّ املوسيق َّية واالستام ِع هلا ْ
اإلسالمي ِ ِ َ
نحو ُه.َّخذ موقف ًا متساحم ًا َ الذي يت ُ ِّ املجتم ِع َ مقابل
بعض ٍ املجتم ُع بعا َّم ٍة يتغاضىَ عن َ الساب َق ِةَ ،
كان ِ ِ
ومث َلام ب َّينَّا يف ا َمل َباحث َّ
مثل الوقو ِع يف غرا ِم َصبِ ٍّي ِ
اجلنس َّي َة) ِ ِ
(املثل َّي َة جوانب ما يمك ُن تسمي ُت ُه اليو َم ِ ِم ْن
ِ ِ ِ مراهق والت ِ ٍ
الفروض أسوء ات تُعدُّ يف َت هذه ا ُمل َ
امر َس ُ َّعبري عن ح ِّب ُه شعر ًا ،أو كان ْ
مثل اإلصرْ ِار عىل أخرى ُ ٌ وكان يمك ُن ْ َ ٍ
أفعال َ أن تؤ ِّد َي هفوات أو آثام ًا َص َ
غريةً.
ض مرتكبِيها تعر ِ ٍ ِ ِ ِ فِ ِ
عل الشيَّ ء أو االستهزاء علن ًا بام هو محُ َ َّر ٌم دين َّي ًا وبسهو َلة إىل ُّ
ناهيك عن العقو َب ِة املشدَّ َد ِة أو حتَّى املميت َِة! َ ني ِم َن (العوا ِّم) انتقاد املؤمنِ َ
ِ إىل
َ
كانون ف دمشق يف منتص ِ َ لواط يف ين اتهُّ ِام بمامرس ِة ا ِّل ِ لذ ِ الشا َّب ِ
ني ا َّل َ وتُعدُّ قض َّي ُة َّ
َ ُ َ َ
ِ
الفعل ،فبعدَ املحتم َل ِة هلذا
َ األو ِل ِم ْن عا ِم (1807م) تُعدُّ تذكري ًا مناسب ًا بالن ِ
َّتائج َّ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
رميهام م ْن أعىل عليهام باملوت عن طريق قرار ُهُ ،حك َم إصدار حاك ِم املدينَة َ ْ
()1 ِ
األمو ِّي!. منارة اجلام ِع ِ
متعارض ًة
َ وجتسدُ ُم ُث ً
ال ِّ مكتف َي ًة ذاتِ َّي ًا نسبِ َّي ًا،
ِ ارات ال َّثال َث ُة
َت ال َّت َّي ُ وكان ْ
ِ
الرفي َعة واالمتثال للتَّعالي ِم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ كمونِ َّي ًا :إنهَّ ا ُم ُث ُل ُّ
كورة واحلساس َية اجلَامل َّية َّ الذ َ
األحيان ،فام يبدُ و ِ بعض ِم َن
ٍ اع يتح َّق ُق عيانِ َّي ًا يف وكان هذا الصرِّ ُ َ الدِّ ينِ َّي ِة.
ِ بحس ِ ٍ َّظر فِ َ وجهات الن ِِ وفق ِ عىل ِ
وجهة ب عل (تثبيت) يبدُ و (لواط ًا) ْ أحد
ٍ نحو اجل ِ ِ الغ ِأن (ا َمل َيل إىل ِ ٍ
بنحو امل) يكون (حساس َي ًة َ َ ُ لامن) قد أخرى؛ كام َّ نظر َ
طوع ٍّي للن ِِ ٍ امل اإللهِِ ِّي قد ُيعدُّ بمنز َل ِة ان اجل ِ متبا َد ٍل؛
َّفس تعريض واستحس ُ َ َ
ِ
اإلغواء. ِ
خلطر
��نْ��ـ��ت عنه
ُ وب��ـ��ـ��ان عنِّــي وبِ َ والتحى حبيبِي َ ِشــ ْب ُت أن��ا
(*)
البيـاض منه
ُ َ
ذاك واس���و ّد ال��س��وا ُد منِّـي
َّ واب��ي��ض َ
ذاك َّ
*****
وللش ِ
ـعر ِّ ومن ِ
بعد ذا ما ُّ
للشـــيوخِ ِ والصبا ِ ــعر إلاَّ َّ وما ِّ
ْ للشــــبي َبة ِّ الش ُ
ِ
احلـرش تزر َك إىل ِ
بشعر َك شيب ًا مل ْ ْ عر إلاَّ كالغوانِـى إذا ر َأ ْت وما ِّ
الش ُ
ريــض أو الن َِّثر
ِ ُـوق إىل نظـ ِم ال َق
أت ُ ــم شبي َبتِي بعد نَثِ ِر َّ
الش ِ
يب َن ْظ َ
ِأمن ِ
ْ
*****
وثمة قصائد ال حرص هلا تتحدّ ث عن ((( منقول من املح ّب ّي ،خالصة األثرّ .53 :2 ،
املشيب منها:
مضت ّ
الشبيبة واحلبيبة فانربى دمعان يف األجفـان يزدمحـان
ما أنصفتني احلادثات رميننـي بمودعيــــن وليس يل قلبـــان (إضافة املرتمجة)
((( مناوي ،فيض القدير( 203 :5 ،حديث .)6977
389 مَ َ
اخلاتة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ات دوام ًا، هذه ا ُمل ُث ِل أو وجودها مع ًا ،مل يكن خي ُلو ِمن اإلشكالِي ِ تعايش ِ َ َّ
بأن
َّ َ ْ ْ َ
أن ويظهر َّ ُ َّوفيق بينَها وحتدِّ ِيه كذلِ َك! باحتامل الت ِ ِ ِ
َّشكيك إمكان التِ ثموم ْن َّ
ِ
بني ا ُمل ُث ِل، قيق َ َّوازن الدَّ ِحال الت ِ ِ ظل للجدل يف ِّ ِ مثري ًة
َت َ املسائل التِي كان ْ َ
اجلنس َّي ِة،
ِ َّقد والر ِ
غبة َّ
بني احلب املت ِ
ِّ العالقة َ ِ الغالب َ
حول ِ تتمحور يف ُ َت
كان ْ
خص َّي َة. الش ِ عر التَّجر َب َة َّ يعكس فيه ِّ وتعيني احلدِّ ِ
الش ُ ُ الذي
تتعايش ُ بني (ممُ َار َس ٍة) هو ٌة سحي َق ٌة َ راس ُة احلال َّي ُة بام بدا كأ َّن ُه َّ
ِ
بد َأ ْت الدِّ َ
باحلديث عن تعدُّ ِد َّي ِة ا ُمل ُث ِل ْ وانته ْت َ (نظر َّي ٍة) تدينُها، ِ اجلنس َّي ِة و
ِ املثل َّي ِة مع ِ
شك يف املبكر ِة .وال ُي ُّ َ احلقبة العثامنِ َّي ِة ِ ِ
اإلسالم ِّي يف املتعايشة يف العاملِ العربيِ ِّ
َ ِ
َّارخي َّي ِة واألدبِ َّي ِة والدِّ ينِ َّي ِة احلقبة -الت ِ ِ ات ِ
هذه الذي أجريناه ألدبِي ِ
َّ ْ ُ
أن املسح ِ
َ َّ
ِ ٍ ٍ
االكتفاء رب
بنحو كاف ع َ وير ُه
تص ُ ومنوع ًا ال يمك ُن ْ َّ يعكس واقع ًا مع َّقد ًا ُ -
مقابل (ممُ َار َس ٌة) َ ٌ
و(مثال) (رفض) ٌ َ
مقابل (تسامح)ٌ بتوظيف فِك ٍَر ِم ْن ِ
مثل ِ
ني مع متناقض ِ
َ دمشق بأسلو َب ِ
ني َ تعامل سك ُ
َّان َ األو ِل،
الفص ِل َّ فمث َلام حل ْظنا يف ْ
ِّساء أوالً ومع الدَّ ِ ِ األمري الدَّ ر ِزي املو َل ِع بالن ِ
أشار ْت إىل الئل التي َ َّ ِ َ ِّ اب اغتص ِ َ
عرو َفة ا ِّل َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
لواط!. الشخص َّيات الدِّ ين َّية ا َمل ُ ممُ َار َسة إحدَ ى َّ
ِ ِ ياق ذاتِ ِه ،حتدَّ َ ويف الس ِ
بتعاطف عن ً وكاتب احلول َّيات اجلربتيِ ُّ ُ ث الفقي ُه ِّ
أصدقائه ،ولكنَّ ُه ِ ِ ِ َ ِ ِ ِ ِ قص ِ
بعض م ْن ْ اشرتك فيها ٌ الرفي َعة التي احلب املثل َّية َِّّ ص َ
ِ ِ ِ
الح (ر َّبام لفعله ذل َك ِ ِ ِ ِ
املبتذل) ملطاردته َّ ِ (اجللف َ ِ
باب امل َ الش َ َ مل ْ يرت َّدد يف إدانة
َت تُقا ُم يف مصرْ َ .ومل ْ تك ْن ِ ِ
أقل رفع ًة) يف احتفاالت املوالد التي كان ْ ِ لدوافع َّ
()1
َ
ِ
التساوق أو ا َّلالعقالن َّي َة َ ِ ٍ
مثل هذه مت ِّث ُل حاالت م َن ا َّل ِ واضح ٌة ُ ات
تناقض ٌَ
َ
ِ ِ ٍ الر ِ ِ ِ
الح ال يعني بشباب م ٍ جل البال ِغ تغز َل َّ فإن ُّ ب ،وعىل شاك َلة ذل َكَّ ، فحس ُ ْ
ِ ِ ِ ِ ِ
امر َسة العمل َّية ،بل ر َّبام يعني سلو ُك ُه أ َّن ُه َ
كان للم ُث ِل يف ا ُمل َ إخفا َق ُه يف االمتثال ُ
ٍ ٍ ِ ٍ يعيش عىل ِ
معقول لسبب جل الر ُ أخرى مستق َّلة ،وقدْ يدَّ عي هذا َّ وفق ُم ُث ٍل َ ُ
ويعرض
َ ((( ()ـ حافظ إبراهيم ،الدّ يوان .249-246 :1 ،وقال يتغزل يف مليح
باحتالل اإلنجليز
طيفكا الكرى يف رأينا إذا ظبي احلمى باهلل ما رضكا
عبدكا؟ غدا قد فالن قالوا اهنم لو ختشاه الذي وما
عندكا اهلوى ِرق حرموا ما ولكنهم الرق حرموا قد
مراح لكا
ٌ وانت يف األحشاء وأصبحت مصـر مراح ًا هلم
حلظكا أسيافنا يف ان لو ما كان سه ً
ال ان يروا نيلها
(املرتمجة)
((( نارص ،الكتب العرب ّية التي نرشت يف مرص بني عامي (1925 1900-رقم
(الذكور واإلناث :وصف ومقارنة)، .)235/8وعن هذا العمل ،انظر ،روزنثالّ ،
.33
((( نارص ،الكتب العرب ّية التي نرشت يف مرص يف القرن التّاسع عرش ،األعداد
1055-1051/8؛ نارص ،الكتب العرب ّية التي نرشت يف مرص بني عامي -1900
،1925العدد 1362/8؛ نارص ،الكتب العرب ّية التي نرشت يف مرص بني عامي
50/8 ،1940-1926؛ منصور ،دليل املطبوعات املرص ّية.1956-1940 :
ولالستزادة عن اإلصدارات املطبوعة بني 1857و 1929التي مل ْ يذكرها نارص،
انظر بروكلامن (Geschichte der arabischen Literatur )، 2: 32
الشاكي) ،انظر راوسن، و(ملحق) .ولال ّطالع عىل النّقاش بشأن حمتويات (لوعة ّ
اململوكي) .اعتمدت عىل ترمجة راوسن للعنوان.
ّ (عمالن غزل ّيان رسد ّيان من العرص
395 مَ َ
اخلاتة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زيدانُ جرج ُّي ِ ور ُّي الس ِ للغاية ُأعدَّ ها ِ وثم َة طبع ٌة عربِ َّي ٌة شعبِ َّي ٌة
الكاتب ُّ ُ َّ
املسترش ِق األملانيِ (كارل بروكلامن) املعنْونِ ِ ِ
كتاب ( ُتوفيِّ َ سن َة 1914م) عن
َ ِّ
مر ٍة يف (1914 -1911م) و ُأعيدَ األدب العربيِ ِّ ) ُطب َع ْت َّأو َل َّ ِ ُ
(تاريخ بـ
َت ِ
هذه لغة العربِ َّي ِة) وقدْ أدان ْ آداب ا ُّل ِ ِ ُ
(تاريخ ِ
بعنوان طبعها عدَّ َة مر ٍ
ات َّ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ
الشعر العربيِ ِّ بالصبيان يف ِّ َّغزل ِّ وع الت ُّ موض َ ال َّطبع ُة بأقصىَ درجات اإلدانة ُ
عر الش ِ بروز ِّ ِ بإجياز عن ٍ ُ
زيدان الكالسيك ِّي .وحتدَّ َ
ث ِ الكالسيك ِّي وما بعدَ ِ
ِ سيِ ِ ِ ِ بوص ِف ِه ِ
القرن (أواخر
َ ظاهر ًة ثقاف َّي ًة وأدبِ َّي ًة يف بواكري العهد الع َّبا ِّ َ ا ِّللواط ِّي ْ
يم ِة، مناقشة ال ِّث َ
َ ِ ِ
اإلفاضة يف أحجم عن َ ني) ولكنَّ ُه اهلجر َّي ِ
ِ ام ِن والتَّاس ِع ال َّث ِ
األو ِل( :أ َّما سيِ للش ِ ِ ِ
َّ عر يف العصرْ ِ الع َّبا ِّ خص َص ُه ِّ الباب الذي َّ كتب يف وهلذا َ
شاعر ِم ْن ٌ تعش ِق ِهم يف هذا العصرْ ِ ،ومل ْ َ
يبق لامن فقدْ تقدَّ َم ْت اإلشار ُة إىل ُّ الغ ُ ِ
اس ويتغز ُل به ...أ َّما أبو َّنو ٍ يشتهر بغال ٍم يعش ُق ُه ِ شعرائ ِه
ِ
َّ ْ ني يف بغدا َد مل ْ املقيم َ
ألف لامن يسمو َنه ( َغ َز ُل املذك َِّر) فيه نحو ِ الغ ِ ف ِ ففي ديوانِ ِه باب خاص بوص ِ ِ
ُ ُّ ُ ْ ٌّ ٌ
للقارئ عن مطالعتِها ،وقدْ أغض ْينا لذلِ َك ِ باإلشارة إليها تنزهي ًا ِ اكتف ْينا بيت ِ ٍ
ِ ِ بغزل املذك َِّر ُّ ِ كثري ٍة تتع َّل ُق ٍ
تدل عىل ما بل َغ ُه القو ُم م َن التَّهتُّك ،ومل ْ عن حادثات َ
ِ ِ ِ
بح وأص َ علم ُهم وال أدبهُ ُم وال مقا َم ُهم يف الدَّ ولة عن ارتكابِهْ ... مهم ُ يعص ُ
ِ ()1
الشعر). أبواب ِّ ِ لامن بعدَ هذا العصرْ ِ باب ًا ِم ْن بالغ ِ َّغز ُل ِ الت ُّ
الذي اعت ُِمدَ يف األدب العربيِ ِ
ِّ ِ ِ
بتاريخ اخلاص ِة
َّ ِ
املناهج ف أحدُ وص َ وقدْ َ
َّغز ِل ف ِ
شعر الت ُّ َني ال َّثانوي ِة والعليا يف م يف عا ِم (1925م) وص ِ املرحلت ِ
ْ صرْ َ َّ
عر العربيِ ِّ ). الش ِ
تاريخ ِِّ ِ
جبني عار يف ووصم ُة ٍ ِ (جريم ٌة ِضدَّ بالغ ِِ
األدب ْ َ لامن بـ
ٍ
عمل املوضو ِع يفباستهجان عن هذا ُ ٍ الكاتب املصرْ ِ ُّي أمحدُ ُ
أمني ث ( )2وحتدَّ َ
ُ
القرون األرب َع ِة
ِ ِ
تاريخ الضو َء عىل وج َه فيه َّ ٍ ِ
ف م ْن عدَّ ة جم َّلدات َّ
بارز له يتأ َّل ُ ِ
ٍ
ِ
امليالد ِّي ِ
العارش ِ
القرن اإلسالم َّي ِة ،وبينَّ َ يف حديثِ ِه عن ِ ِ
احلضارة األوىل ِم َن
ليلة وليل ٌة) يف (ألف ٍ ُ وصدَ َر ْت يف عا ِم (1930م) طبع ٌة جديدَ ٌة لـ َ
َنياألسبق ا َّللت ِ
ِ ٍ
وظهر ْت هذه ال َّطبع ُة بعا َّمة مطاب َق ًة لل َّطبعت ِ
َني ِ القاهر ِة،
َ َ
لعملياتٍ ِ خض َع ْت ني (1835م) و (1890م) ولكنَّها َ درتا يف العا َم ِ
َّ َص َ
تروي ص التي ِ ِ القص ِ ِ ِ ِ ِ
مهمة! إذ ُحذ َف ْت منها يف ٍ ٍ
بعض م َن َ سبيل املثال ٌ حذف َّ
ِ
در ْت بعد ذل َك بعا َم ِ ِ ِ
ص الغزل َّي َة ا ِّللواط َّي َة. ٍ ِ ٍ
ني وص َ َ ()2
القص َبأسلوب متعاطف َ
القاهر ِة ،خت َّل ْت ـ خالف ًا َ اس يف ديوان أبيِ َّنو ٍ ِ للغاية ِم ْن
ِ وخمتز َل ٌة
َ نسخ ٌة من َّق َح ٌة
وعات، ِ املوض ب ِ تيب الت ِ َني ـ عن الترَّ ِ السابقت ِ لل َّطبعت ِ
ُ حس َ للقصائد ْ َ َّقليد ِّي َني َّ
ِ خص ِ ِ ِ ِ ِ
(غزل ص لـ خلو طبعة العا ِم (1932م) م َن املبحث ا ُمل َّ وهذا يعني َّ
األخري ِة معرف ُة
َ
باالعتامد عىل مقدَّ م ِة املحر ِر لل َّط ِ
بعة ِّ َ
ِ ويتعذ ُر يف الواق ِع َّ املذك َِّر)
ِ ()3
بالغلامن. تغز َل فيه ِ كتب شعر ًا َّ أن أبا َّنو ٍ َّ
اس قد َ
دخل َح ْي َز الت ِ
َّداول (الشذو ُذ اجلنسيِ ُّ ) قد َ مص َط َل َح ُّ أن ْ ويغلب ال َّظ ُّن َّ ُ
العرب يف َّاب ِ ِ ِ ِ ِ يف أربعينِي ِ
ُ رشع الكت ُ َ العرشي َن ومخسين َّياته؛ بعدَ ما ات القرن َّ
ِ
واحلديث عنها تقليد َّي ًا ُ ٍ ِ ِِ
متييزهاجرى ُ استعامله بانتظا ٍم للحديث عن ظاهرات َ
لامن، للغ ِ َّقد ِ والعشق املت ِ ِ اخلنثو َّي ِة،
ِ كور َّي ِة الذ ِ الفاعل ،واالنفعالِ َّي ِة ُّ ِ مثل ا ِّل ِ
لواط ِ
واملثل َّي ِة.
ِ
ٍ
بحاجة املص َط َل ُح ِ َّاريخ الدَّ ِ ِ حتديد الت ِ ِ إن مسأ َل َة َّ
قيق الذي اعتُمدَ فيه هذا ْ
جل َّي ًا أ َّن ُه مل ْ يك ْن َّنقيب ،وعىل الرغ ِم ِمن ذلِ َك يظهر ِ البحث والت ِ ِ مزيد ِم َن إىل ٍ
ُ ْ ُّ
وخ عمر ُّفر ُ ِ ِ ِ ِ متداوالً يف مطل ِع ثالثينِي ِ
خلو دراسة َ العرشي َن بلحظ ُّ القرن ات َّ َ
املص َط َل ِح عىل ِ ٍ ِ لشعر أبيِ َّنو ٍ ِ
مرة يف عا ِم (1932م) م َن ْ اس التي َصدَ َر ْت َّأو َل َّ
َّغز ِل باملذك َِّر أو ستهج ِن ُ ِ الر ِ ِ ِ ِ
ملوضو ِع الت ُّ افض وا ُمل الرغ ِم م ْن حديث املؤ ِّلف َّ ُّ
ُ ِ ِ ِ ِ ِ
العشق ا ِّللواط ِّي الذي ِ
نلحظ راسة، اعر .وخالف ًا هلذه الدِّ َ الش ُ امتاز به َّ َ
()1
اعر ذاتِ ِه الش ِ ات عن َّ سلسلة ِمن الدِّ راس ِ
َ َ
ٍ املص َط َل ِح واعتام َد ُه يف توظيف ْ َ
ِ ِ ِ ()2 ِ ِ أواخر أربعينِي ِ ِ
العرشي َن ومطل ِع مخسين َّياته. القرن ات َّ در ْت يف َص َ
ذوذ اجلنسيِ ) قد اعت ُِمدَ للت ِ
َّعبري (الش ِ مص َط َل َح ُّ أن ْ ويظهر واضح ًاَّ ، ُ
ِّ
صرِ ِ ()3 سيِ ِ سيِ ِ
(القلب اجلن ِّ ) األوروبيِّ ِّ املعا . عن َم ْف ُهو ِم (االنحراف اجلن ِّ ) أو
ِ
طالح َّي ًا يبينِّ ُ ِِ ِ ِ سيِ َ
اص مفر َدة (جن ٍّ ) التَّكوين َّي َة ُيعدُّ يف ذاته ابتكار ًا ْ استعامل َ َّ
وإن
ِ ِ ِ ِ ٍ
اجلديد. مار َس ُه َم ْف ُهو ُم (اجلنسان َّية) األوروبيِّ ِّ الكبري الذي َ َ بنحو قاط ٍع الت َ
َّأثري
[.439-398 ،]1905
فروخ ،أبو ّنواس.86-83 ، ((( ّ
ّوهيي ،نفس ّية أيب ّنواس99-54 ،؛ الع ّقاد ،أبو
صدقي ،أحلان احلان292-270 ،؛ الن ّّ (((
ّنواس 39 ،و .51
اجلنيس) بنحوٍ
ّ ((( عىل شاكلة املصطلحات األوروب ّية املناظرة لهُ ،يستعمل ّ
(الشذوذ
رئيس تعبريا عن (املثل ّية اجلنس ّية) .فأن تصف شخصا أنّه (شا ّذ جنس ّيا) يعني أنّه
استعرايض ،مثالً.
ّ سادي أو
ّ (مثيل جنس ّيا) ال
ّ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 398
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
َّوع) وأحيان ًا ِ لغة العربِ َّي ِة ما َ (جنس) يف ا ُّل ِ ٍ ( )1وتعنِي كلم ُة
قبل احلدي َثة (الن َ
(اجلندر) ولكنَّها ال تعنِي (اجلنسانِ َّي َة) )2(.ويتعينَّ ُ َ
ِ
البيولوج َّي) أو َّوع
(الن َ
يتاميز عن الر ِ
غبة ٍ
يشء يشري أحيان ًا إىل أن ا َمل ْف ُهو َم اجلديدَ علينا التَّوكيدُ عىل َّ
َّ ُ ُ
الكاتب والنَّاقدُ
ُ جادل َ أكثر عاملِ َّي ًة منها؛ فعندَ ما كان َ الواع َي ِة باجلامعِ ،ور َّبام َ ِ
كان اس َ إن أبا َّنو ٍ اس حممو ُد الع َّقا ُد يف العا ِم (1953م) قائالًَّ : املصرْ ِ ُّي ع َّب ُ
كاناعر َ بأن َّ يوح َي َّ أن ِ جنس َّي ًا) مل ْ يك ْن يف ن َّيتِ ِه ْ
(مثلي ًا ِ (نرجسي ًا) أكثر منه ِ ِ
الش َ َّ َ َّ
ِ سيِ ِ نفس ِه! وهلذا، يرغب يف مضاجع ِة ِ
أكثر حرص عىل تعريف (النَّرج ِّ ) بصي ٍغ َ َ َ َ ُ
بتضاريسهِ ِ جانب أبيِ َّنو ٍ ِ ِ
بوصفه افتتان ًا جاحم ًا وعشق ًا جارف ًا م ْن ِ ِ ِ
اس عموم َّي ًة ْ
تضاريس ٍ
بأفراد هلُم الذي أ َّدى به إىل اهليا ِم اجلسدي ِة اخلاص ِة ،وهو األمر ِ ِ
ُ ُ َ َّ َّ
()3 بالرغ َب ِة ِ
نحو ُهم. عور َّ والش ُ جسد َّي ٌة مشا َهب ٌة ُّ ِ
تشغلُ آخ ِري َن مل ْ تك ْن رجال َ ٍ رجل ملضاج َع ِة ٍ ِ
الواع َي َة لدَ ى الرغب َة
إن ََّّ
اجلنس َّي ِة) التِي
ِ (املثل َّي ِة
ِ ابة بـحموري ًا يف مسأ َل ِة اإلص ِ
َ ِ َّ بأسلوب قياسيِ ٍّ موقع ًا ٍ
أكثر منه أفراد ًا ِم ْن اجلنس ذاته َ
ِ ِِ بأفراد ِم َن
ٍ نحو اهليا ِميل َ عر َفها الع َّقا ُد بـ( :ا َمل ِ َّ
ِ ِ ِ ِ ِ
اجلنس اآلخر) .وبقدرة مداف ٍع عن العشق العفيف للغلامن يف مرحلة ما ِ َ ِ ()4 ِ
عبد الغنِ ِّي النَّابلسيِ ِّ -اإلصرْ ُار عىل الت ِ
َّاميز الفقيه ِ ِ العرشي َن ِ -
مثل ِ ِ
القرن قبل َ
ِ
(سوء اجلمع بين َُهام يؤ ِّدي إىل إنبالقولَّ :ِ فع ِ الش ِ بني َّ
َ واحلب املتَّقد ،والدَّ ُ ِّ هوة َ
مناقشةِ
َ ِ
تعذر االستمرار يف ِ بب يف ُّ باآلخ ِري َن ،ويفسرِّ ُ هذا َ ال َّظ ِّن)
الس َ األمر َُّ
وامللتبس ُة.
َ ومات (اجلنسانِ َّي ِة) احلدي َث ُة ُ بيئة شا َع ْت فيها َم ْف ُه هذه يف ٍ مثل ِ فِك ٍَر ِ
األورويب
ّ ّفيس
لالستزادة بشأن تشكيل مفهوم (اجلنسان ّية) وتبلوره يف علم العالج الن ّ (((
يف أواخر القرن التّاسع عرش ،انظر ديفدسن ،بروز اجلنسان ّية ،خصوصا الفصلني
األول وال ّثاين .وخالفا ملفردة (اجلنسان ّية) حتوي ا ّللغة العرب ّية الكالسيك ّية مفردات
ّ
والقوة اجلنس ّية (الباه).
ّ الرغبة باملجامعة مثل (شهوة الوقاع)،ّ عن تعبرّ
الرغبة.265 ، طرح مسعد هذه املسألة يف كتابة ،إعادة توجيه ّ (((
الع ّقاد ،أبو ّنواس .36 ،وأو ّد يف هذا املقام أن أشكر جوزيف مسعد لتنبيهي إىل هذا (((
العمل.
الع ّقاد ،أبو ّنواس.39 ، (((
399 مَ َ
اخلاتة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حال َّاسع عشرَ -مث َلام حل ْظنا يف ِ ِ مرحلة ما َ ِ املنشور ِة يف األدبِ َّي ِة
قبل القرن الت َ َ َ
اس. وديوان أبيِ َّنو ٍ ِ ليلة وليل ٌة) (أ ُلف ٍ
((( نارص ،الكتب العرب ّية التي نرشت يف مرص يف القرن التّاسع عرش ،رقم -95 :8
98؛ نارص ،الكتب العرب ّية التي نرشت يف مرص بني عامي :8 ،1925-1900
1638؛ نارص الكتب العرب ّية التي نرشت بني عامي 1926و 1940؛ منصور،
دليل املطبوعات املرص ّية.1956-1940 ،
هز القحوف 26 ،و .31شهد العام ذاته صدور نسخة خمتزلة للغاية بينيّ :
((( بار ،الشرّ ّ
احلموي)( .توفيّ سنة
ّ ة حج
ّ بن د حمم
ّ بن بكر (أيب فلّ للمؤ األوراق) من (ثمرات
ّبي ،املختار من كتاب (ثمرات األوراق).
)1434؛ انظر عبد الن ّ
((( بكّار ،اتجّ اهات الغزل.
401 مَ َ
اخلاتة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1
ذوذ اجلنسيِ ِّ ).(الش ِ مص َط َل ِح ُّ حاق َّي ُة َ
حتت ْ
لامن والس ِ
َّ
الغ ِ اخلنثوي وحب ِ
ُّ ِ ُّ
ب (األيدز) ِ
املكتس ِ نقص املنا َع ِة ِ مرض نرشوا َ ِ أن ِ وا َّدعى َّ
ني ُ اجلنس ِّي َ نياملثل ِّي َ
الش ِ ِ ِ ِ ِ َ
يع ُّي اإلمام ُّي ِّ املذهب
ُ نص عليها مثل ال َّطاعون ،وتبنَّى العقوبات التي َّ
اجلنس؛ وعبرَّ َ عن ِ أفراد متامثليٍِ ال اجلنسيِ ِّ َ
بني لواط واالت َِّص ِ حاالت ا ِّل ِ ِ يف
اجلنس َّي ِة يف العالمَ ِ الغربيِ ِّ ؛ ِ املثل َّي ِة
َّسامح مع ِ ِ ِ لمِ
ِ إفراط يف الت ٌ ب أ َّن ُه استيائه َا يحُ َس ُ
أن م ْفهوم ُّ ِ سيِ
الشذوذ اجلن ِّ هو َم ْف ُهو ٌم غربيِ ٌّ أن العدنانيِ َّ مل ْ يك ْن واعي ًا َّ َ ُ َ ويظهر َّ ُ
ِ
دهشوا واشتكَوا م َن قبل قرنَني تقريب ًاُ ، ِ ني َ الر َّحال َة األورو ِّب ِّي َ األص ِلَّ ،
وأن َّ يف ْ
ون هبا اإلمرباطور َّي ِة العثامنِ َّي ِة يعبرِّ ُ َ
ِ الر ُ
جال يف كان ِّ واالنفتاح التِي َ ِ األرحي َّي ِة
ِ
مشاعر ِهم نحو الص ِ
بيان. ِ عن
َ ِّ
قرن، أقل ِم ْن ْ ففي َّ للغاية ـ ِ ِ ِ
اجلانب كبري ًا وكان ال َّتغيرُّ ُ ال َّثقافيِ ُّ يف هذا َ
الر ِ ِ ِ
للحب ِّ افض الراق َي ُة يف تبنِّي املوقف َّ املجتم ِع العربيِ ِّ َّ َ طبقات
ُ بد َأ ْت
ارات ختتف ال َّت َّي ُ ِ ِ الذي نس َب ُه ال َّط ِ ا ِّللواطِي ِ
ني! ومع هذا ،مل ْ الفرنس ِّي َ هطاو ُّي إىل ِّ
اإلسالمي ُة ترى يف ا ِّللواطِ ِ تزال الشرَّ ي َع ُة ِ
األخرى م َن املشهد متام ًا ،فام ُ ِ ال َّثقافِ َّي ُة
َّ َ َ
ومعص َي ًة ِ ني فِع ً
ال بني رج َل ِ اجلنس َّي َة الشرَّ ِج َّي َة َ ِ الذي يعنِي حتديد ًا العالق َة ِ
َّقليد ُّي بداه ًة املوقف الت ِ ِ ِ عليهام ،مث ُل ُهام ُ ب ِ
ُ اخلمر .وهذا ورشب الزنا
مثل ِّ يعا َق ُ
ٍ
عالقة ِ
إقامة الرغب َة يف تقولَّ : َّظر التِي ُ وجهة الن ِِ حال توت ٍُّر كُمونِ َّي ٍة مع يف ِ
إن َّ
َّاب ُ مر ِض َّي ٌة .وهلذا ِ ِِ ِ فرد ِم َنجنسي ٍة مع ٍ ِ
أمثال اضطر كت ٌ َّ اجلنس ذاته ه َي عال َق ٌة َ َّ
اجلهدِ املزيد ِم َن ِ كليهام إىل ِ
بذل ني ِ الذي أرا َد تبنِّي املوق َف ِ اخلطيب العدنانيِ ِ ِ
ِّ
()2
للتَّوفِ ِيق بين َُهام.
الزنا ّ
والشذوذ. العدناينّ ،
ّ (((
الزنا ّ
والشذوذ.129-126 ، العدناينّ ،
ّ (((
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 402
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بني َّاميز ا َمل ْف ُهوماتيِ ِّ َ احلفاظ عىل الت ِ ُ جيري املنظورِ ، ِ وانطالق ًا ِم ْن هذا
الرغ ِم ِم ْن تبنِّي املفرتض عىل ُّ ِ املفعول به ِ َ
مقابل ض رت ِ الفاعل املف َ ِ رفال َّط ِ
املوضوعِ. ات املعنِ َّي ِة هبذا ُ اجلديد واملائ ِع يف األدبِي ِ
َّ
ِ م ْفهو ِم ُّ ِ سيِ
الشذوذ اجلن ِّ َ ُ
1294هـ.
•االنطاكي ،داود بن عمر .تزيني األسواق بتفصيل أشواق العشاق .حترير حممد
التونجي.1993 ،
•ابو نؤاس .ديوان .حترير حممود افندي وصيف .القاهرة.1898 ،
•ديوان خدمة األسطى عثامن عند األمري بيربس( ،القاهرة 1289 :هـ1872 /م).
•الفيض الكاشاين ،حممد محُ سن .احلقائق يف حماسن األخالق .بريوت.1989 ،
•الفيض الكاشاين ،حممد محُ سن .التفسري الصايف .بريوت.1972 ،
•فكري ،عبد اهلل .األثار الفكرية .بريوت.1897 ،
•الغزي ،الشيخ كامل الدين حممد بن حممد رشيف الغزي العامري ،الورد األنيس
والوارد القديس يف ترمجة العارف باهلل عبد الغني النابليس( ،اجلامعة األمريكية يف
بريوت :خمطوطة ،مكرو-خمطوطة [ ،)243طبع طبعة حديثة علق عليها الشيخ
أمحد فريد املزيدي ،دار الكتب العلمية ،2015 ،ونسخة حمققة أخرى من سامر
عكاش ،ليدن :بريل.]2012 ،
•الغزي ،نجم الدين حممد .الكواكب السائرة بأعيان املئة العارشة .حترير جربائيل
جبور .بريوت.1979 ،
•الغزي ،نجم الدين حممد .لطف السمر وقطف الثمر من تراجم اعيان الطبقة االوىل
من القرن احلادي عرش .حترير حممود الشيخ .دمشق .1982-1981
•الغالمي ،حممد .شاممة العنرب والزهر املعنرب .حترير سليم النعيمي .بغداد.1977 :
•حافظ ابراهيم .ديوان .بال تاريخ .دار العودة ،طبعة ثانية.
•احلفني ،حممد .حاشية عىل رشح جامع الصغري .مطبوعة عىل حوايش الرساج املنري
لـ (العزيزي البوالقي).
•احلفني ،يوسف .ديوان .خمطوطة ،مكتبة جامعة كامربدج. Qq 49 .
•احلجاوي ،موسى بن امحد بن موسى .االقناع لطالب االنتفاع .حترير عبد اهلل بن
407 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ .1981ثمة نسخة حمفوظة يف :برلني ،مكتبة الدولة ،مكونة من 313ورقة،
وتعرف كذلك عىل الغالف بعنوان آخر هو “التذكرة األيوبية”] .حمرر مشارك أ.
غونز .برلني.1981 ،
•ابن البكا ،عبد املعني بن أمحد البلخي احلنفي ،غواين األشواق يف معاين العشاق،
[ثمة نسخة أخرى حمققة من حتقيق
(خمطوطة ،مكتبة جامعة كامربدجّ .)1415 ،
وتقديم جورج قنازع( ،فيسبادن :هاراسوفيتز للنرش.])2008 ،
•ابن حجر اهليتمي ،عيل .الفتاوى الفقهية الكربى .القاهرة 1308 ،هـ.
•ابن حجر اهليتمي ،عيل .كف الرعاع عن حمرمات اللهو والسامعُ [ .اعيد طبعه يف
ملحق لكتاب ابن حجر (الزواجر)].
•ابن حجر اهليتمي ،عيل .حترير املقال يف آداب وأحكام وفوائد حيتاج اليها مؤدبو
األطفال .حترير حممد شهيل الدبس .بريوت ودمشق.1987 ،
•ابن حجر اهليتمي ،عيل .حتفة املحتاج برشح املنهاج .القاهرة 1315 ،هـ.
•ابن حجر اهليتمي ،عيل .الزواجر عن اقرتاف الكبائر .بريوت ،بال تاريخ [دار
املعرفة].
•ابن احلنبيل ،رايض الدين .درر احلبب يف تاريخ أعيان حلب .حترير حممود محد
الفاخوري وحييى زكرياعبارة .دمشق.1974-1972 ،
•ابن كنعان الصاحلي ،حممد بن عيسى .احلوادث اليومية من تاريخ احدى عرش
والف ومية .حترير جزئي ،عبد اهلل علبي [بعنوان يوميات شامية] .دمشق.1994 ،
•ابن معصوم ،عيل .سالفة العرص يف حماسن الشعراء بكل مرص .القاهرة1324 ،هـ.
•ابن معتوق احلويزي ،شهاب الدين املوسوي .ديوان .حترير سعيد الرشتوين.
بريوت.1885 ،
•ابن نجيم ،زين العابدين .البحر الرائق رشح كنز الدقائق .القاهرة 1311 ،هـ.
•ابن قيم اجلوزيه ،شمس الدين حممد .الداء والدواء .حترير عبداهلل االذري .الدمام،
409 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1999
•ابن السامن ،حممد سعيد[ .تاريخ] .خمطوطة ،برلني ، Staatsbibliothek
.140 ،Wetzstein II
•ابن سينا ،ابو عيل احلسني .القانون يف الطب .حترير سعيد اللحام .بريوت ودمشق،
.1994
•ابن طولون ،شمس الدين حممد .مفاكهة اخلالن يف حوادث الزمان .حترير حممد
مصطفى .القاهرة.1964-1962 ،
•ابن طولون ،شمس الدين حممد .الثغر البسام فيمن ويل قضاء دمشق الشام .حترير
صالح الدين ا ُملنجد .دمشق.1956 ،
•بن الوكيل املالوي ،يوسف .بغية املسامر وغنية املسافر .خمطوطة ،مكتبة جامعة
كامربدج.194 Qq ،
•اخوان الصفا .رسائل اخوان الصفا وخالن الوفا .بريوت .بال تاريخ[ .دار
الصدير].
•العنايايت ،امحد .ديوان .خمطوطة ،املكتبة الربيطانية ]i[ ،إضافة 19486؛ []ii
إضافة .19541
•االسحاقي ،حممد .اخبار االول فيمن ترصف يف مرص من أرباب الدول .القاهرة،
1310هـ.
•اجلربيت ،عبد الرمحن .عجائب اآلثار يف الرتاجم واألخبار .القاهرة 1297 ،هـ.
•اجلاحظ ،عمر .رسائل .حترير عبد السالم حممد هارون .القاهرة.1965-1964 ،
•اجلمل ،سليامن .حاشية عىل رشح منهج الطالب[حاشية اجلمل عىل رشح املنهج =
فتوحات الوهاب بتوضيح رشح منهج الطالب] .القاهرة 1305 ،هـ.
•اجلمل ،سليامن .حاشية عىل تفسري اجلاللني .القاهرة.1933 ،
•اجلزائري ،نعمة اهلل .األنوار النعامنية يف بيان معرفة النشأة اإلنسانية .بريوت،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 410
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.1984
•اجلزائري ،نعمة اهلل .زهر الربيع يف الطرائف وامللح واملقال البديع .بريوت،
[1990األرشد للطباعة والنرش].
•اجلزري ،حسني .ديوان .خمطوطة ،مكتبة جامعة كامربدج.)8( 1464 .Or .
•اجلندي ،أمني .ديوان .دمشق.1903 ،
•فروخ ،عمر .ابو نواس شاعر هارون الرشيد وحممد األمني .ط .3بريوت.1946 ،
•الكنجي ،حممد بن أمحد بن حممود بن حممد بن جانبك العرصوين الدمشقي ،بلوغ
املنى يف تراجم أهل الغنا يف القرن الثالث عرش اهلجري ،حتقيق :رياض عبد احلميد
مراد( ،دمشق :دار املعرفة.)1988 ،
•الكرمي ،مرعي بن يوسف .الفوائد املوضوعة يف األحاديث املوضوعة .حترير حممد
بن لطفي الصباغ .بريوت.1977 ،
•الكرمي ،مرعي بن يوسف .غاية املنتهى يف اجلمع بني اإلقناع واملنتهى .حترير حممد
الشطي وحممد الشاويش .دمشق.1959 ،
•الكرمي ،مرعي بن يوسف .منية املحبني وبغية العاشقني .خمطوطة ،دار الكتب
املرصية ،طلعت ،آداب [ .4648ثمة نسخة حققتها :بسمة أمحد صدقي الدجاين،
(بريوت :املؤسسة العربية للدراسات والنرش].)2016 ،
•الكواكبي ،حممد ابن حسن .الفوائد السمية رشح نظم الفرائد السنية .القاهرة،
1328-1322هـ.
•الكوكباين ،امحد .حدائق النامم يف الكالم عىل ما يتعلق باحلامم .حترير عبد اهلل حممد
حبيش .بريوت.1986 ،
•الكيواين ،امحد .ديوان .دمشق 1301 ،هـ.
•الكازروين ،ابو الفضل .حاشية عىل تفسري البيضاوي .القاهرة.1912 ،
•اخلفاجي ،امحد .رحيانة االلبا وزهرة احلياة الدنيا .حترير عبد الفتاح حممد احللو.
411 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهرة.1967 ،
•اخلال ،عبد احلي ابن الطويل .ديوان .خمطوطة،Berlin Staatsbibliothek ،
.179 ، Wetzstein II
•اخلريش ،حممد .رشح خمترص خليل[ .مع رشوحات عيل العوادي] .القاهرة،
1316هـ.
•اخلشاب ،اسامعيل .ديوان .اسطنبول 1300 ،.هـ.
•اخلطيب الرشبيني ،حممد .مغني املحتاج ملعرفة معاين الفاظ املنهاج .القاهرة،
.1933
•اخلطيب الرشبيني ،حممد .الرساج املنري يف اإلعانة عىل معرفة بعض معاين كالم ربنا
احلكيم اخلبري .القاهرة 1299 ،هـ.
•جمدي بيك ،صالح .ديوان .القاهرة.1893 ،
•جمموعة املسائل والرسائل النجدية .القاهرة.1928 ،
•املكي املوسوي ،عباس .نزهة اجلليس ومنية األديب األنيس .النجف.1967 ،
•ماميه الرومي ،حممد .روضة املشتاق وهبجة االشواق .خمطوطة ،املكتبة الربيطانية،
قسم .7581
•املنيني ،أمحد بن عيل العدوي .الفتح الوهبي عىل تاريخ أيب نرص العتبي .القاهرة،
1286هـ.
•املحبي ،حممد األمني .ذيل نفحة الرحيانة .حترير عبد الفتاح حممد احللو .القاهرة،
.1971
•املحبي ،حممد األمني .خالصة األثر يف تراجم اهل القرن احلادي عرش .القاهرة،
1284هـ.
•املحبي ،حممد األمني .نفحة الرحيانة ورشحة طالء احلانة .حترير عبد الفتاح حممد
احللو .القاهرة.1969-1967 ،
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 412
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•املناوي ،حممد عبد الرؤوف .فيض القدير رشح اجلامع الصغري من أحاديث البشري
النذير .القاهرة.1938 ،
•املناوي ،حممد عبد الرؤوف .الفيوض اإلهلية برشح األلفية الوردية .خمطوطة،
برنستن ،هيودا .3280
•املناوي ،حممد عبد الرؤوف .النزهة الزهية يف أحكام احلامم الرشعية والطبية .حترير
عبد احلميد صالح محدان .القاهرة وبريوت.1987 ،
•املرادي ،حممد خليل .سلك الدرر يف أعيان القرن الثاين عرش .القاهرة واسطنبول،
.1301-1291
•املتقي اهلندي ،عيل .كنز العامل يف سنن األقوال واألفعال .حيدر آباد.1951 ،
•النابليس ،عبد الغني .ديوان احلقائق وجمموع الرقائق يف رصيح املواجيد اإلهلية
والتجليات الربانية والفتوحات األقدسية .القاهرة 1270 ،هـ.
•النابليس ،عبد الغني .غاية املطلوب يف حمبة املحبوب .حترير س باغاينRevista( .
.))Degli Studi Orientali: Supplemento No.1 68 (1995
•النابليس ،عبد الغني .ايضاح الدالالت يف سامع اآلالت .حترير أمحد راتب محوش.
دمشق.1981 ،
•النابليس ،عبد الغني .كشف الرس الغامض يف رشح ديوان ابن الفارض .خمطوطة،
املكتبة الربيطانية ،قسم .7564
•النابليس ،عبد الغني .مخرة بابل وغناء البالبل .حترير [بعنوان برج بابل وشدو
البالبل] امحد اجلندي .دمشق.1988 ،
•النابليس ،عبد الغني .القول املعترب يف بيان النظر،Berlin Staatsbibliothek .
.1631 ،Wetzstein II
•النابليس ،عبد الغني .رسالة اجلواب عن األسئلة املائة واحدى وستني .خمطوطة،
املكتبة الربيطانية.9768 .Or ،
413 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•النابليس ،عبد الغني .رشح ديوان ابن الفارض[ .مقتطفات مقتبسة من رشح
البوريني].
•النابليس ،عبد الغني .تعطري االنام يف تعبري املنام .القاهرة.1935 ،
•النفراوي ،امحد .الفواكه الدواين عىل رسالة ابن ايب زيد القريواين .بريوت ،بال
تاريخ.
•النجفي ،حممد حسن .جواهر الكالم يف رشح رشائع اإلسالم .نجف 1378 ،هـ.
•النجدي ،عثامن .هداية الراغب لرشح عمدة الطالب .حترير حسنني حممد خملوف.
الطائف.1996 ،
•نزهة األدباء وسلوة الغرباء ،)i( .خمطوطة ،مكتبة جامعة كامربج1256 .Or ،
()8؛ ( )iiخمطوطة ،املكتبة الربيطانية.1357 .Or ،
•القليويب ،امحد .حاشية عىل رشح املنهاج .القاهرة.1949 ،
•القيلويب ،امحد .التذكرة يف الطب[ .مطبوع عىل حوايش املخترص للشعراين].
•القنوجي ،حممد صديق بن حسن خان .الروضة الندية رشح الدرر البهية .القاهرة،
بال تاريخ.
•القاري اهلروي ،عيل ابن سلطان .األرسار املرفوعة يف األخبار املوضوعة .حترير
حممد الصباغ .بريوت ودمشق.1986 ،
•القاري اهلروي ،عيل .فتح باب العناية برشح النقاية .حترير حممد نزار متيم وهـ نزار
متيم .بريوت.1997 ،
•القاري اهلروي ،عيل .مرقاة املفاتيح رشح مشكاة املصابيح .حترير صدقي حممد
مجيل العطار .بريوت.1992 ،
•راغب باشا ،سفينة الراغب ودفينة املطالب( ،القاهرة1282 :هـ.)1865 /
•الرميل ،خري الدين .الفتاوى اخلريية لنفع الربية .القاهرة 1300 ،هـ.
•الرميل ،خري الدين .نزهة النواظر عىل األشباه والنظائر[ .مطبوع يف شكل ملحق
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 414
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•الشوكاين ،حممد .البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع .القاهرة1348 ،هـ.
فني الرواية والدراية من علم التفسري.
•الشوكاين ،حممد .فتح القدير اجلامع بني َ
القاهرة 1349 ،هـ.
•الشوكاين ،حممد .الفوائد املجموعة يف األحاديث املوضوعة .مكة 1415 ،هـ.
•شيخي زاده ،داماد افندي .جممع األهنر يف رشح ملتقى األبحر .القاهرة1276 ،هـ.
•الشريازي ،مال صدر الدين .احلكمة املتعالية يف األسفار العقلية األربعة.
النجف 1387،هـ.
•الرشبيني ،يوسف .هز القحوف يف رشح قصيدة أيب شادوف .القاهرة 1322 ،هـ.
•سبط املرصفي ،حممد الغمري .البهجة األنسية يف الفراسة اإلنسانية .خمطوطة،
[ .8878ثمة نسخة حققها حممد يارس بن حممد مجيل املكتبة الربيطانية.Or ،
زكور( ،بريوت :دار الكتب العلمية.])2018 ،
•السويدي ،عبد اهلل .النفحة املسكية يف الرحلة املكية .خمطوطة ،املكتبة الربيطانية،
قسم .18518
•السويدي ،عبد الرمحن ابن عبد اهلل[ .رسالة يف املحبة] .خمطوطة ،مكتبة جامعة
كامربدج.)8( 51 .Or ،
•السيوطي ،جالل الدين عبد الرمحن .احلاوي للفتاوي .القاهرة 1352 ،هـ.
•التغلبي ،عبد القادر .نيل املأرب برشح دليل الطالب .حترير حممد سليامن االشقر.
الكويت.1983 ،
•الطهطاوي ،امحد .حاشية عىل الدر املختار .القاهرة 1254 ،هـ.
•الطهطاوي ،رفاعة الرافعي .ختليص االبريز يف تلخيص باريز .يف حممد عامرة
(املحرر) .االعامل الكاملة لرفاعة افع الطهطاوي .املجلد الثاين .بريوت -1973
.1981
•الطالوي ،درويش .سانحات دمى القرص يف مطارحات بني العرص .حترير حممد
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 416
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•الزيات ،امحد حسن .تاريخ األدب العريب .الطبعة السادسة .القاهرة.1935 ،
•صدقي ،عبد الرمحن .احلان احلان .القاهرة.1947 ،
•ابو السعود ،حممد بن حممد .إرشاد العقل السليم إىل مزايا الكتاب الكريم (تفسري
أبو السعود) .القاهرة.1952 ،
419 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 420
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
421 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 422
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
423 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اإل ْسال ِم ِّي ال ال َع َر ِب ِّي ِ جل ْن ِس َّي ِة يِف ال َع مَ ِ َما َق ْب َل امل ِْثلِ َّي ِة ا ِ 424
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
425 املصادر واملراجع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احملتويات
مقدمة املرتمجة 7.........................................................
شك ٌر وتقديرٌ29............................................................
لواط ُّيو َن َ
واملرضى ال َف ْص ُل َّ
األو ُلِّ :ال ِ
بوص ِف ِه تقاطب ًا65.............................................. اجلنس ُْ
رب األجيالِ َّي ِة 59....................................... ِ ِ
املثل َّي ُة اجلنس َّي ُة ع ُ
للمثل َّي ِة 113.......................................
ِ ِ
االجتامع ُّي الس ُ
ياق ِّ
الثُّ :ال ِ
لواط ُّيو َن الفص ُل َّ
الث ُ ْ
َّظر309........................................... بشأن الن ِ ِ اخلالف ُ
اإلسالم َّي ِة 322.................................
ِ لواط يف الشرَّ ي َع ِة ا ِّل ُ
احلنف ُّي 323.............................................. املذهب ِ
ُ
الشافع ُّي 325............................................ ِ املذهب َّ
ُ
املذهب احلنبليِ ُّ 327............................................... ُ
املالك ُّي 328.............................................. ِ املذهب
ُ
ِ
الشيع ُة اإلمام َّي ُة 329.............................................. ِّ
اث الدِّ ينِ ِّي 341................................
أوالً :التَّوس ُل بالترُّ ِ
ُّ َّ
ثانِي ًا :التَّوسل ببشا َع ِة ا ِّل ِ
لواط 341.................................. ُّ َ
ثالِ َث ًا :الت ََّو ُّس ُل بالن ِ
َّتائج 343........................................
لواط يف اجلن َِّة 344................................................
ٌ
معنَى ا ِّل ِ
لواط 357.................................................
أخرى374..................................
مر ًة َ
ات َّ ا ُمل َث ُل وا ُمل َ
امر َس ُ
مَ َ
اخلاتة 385.............................................................
املصادر واملراجع403.......................................................
املصادر العربية403.................................................
املصادر اإلنكليزية 418.............................................
سلسلة
اجلنس واجلندر يف املجتمعات اإلسالمية
صدر من هذه السلسلة حتى اآلن ( )2019الكتب اآلتية :