You are on page 1of 170

‫مرض السكري‬

‫الربوفي�سور رودي بيلو�س‬

‫ترجمة‪ :‬هنادي مزبودي‬


‫كتاب‬ ‫الثقافة‬
‫العلمية‬
‫للجميع‬
‫‪88‬‬
‫املجلة العربية‪1434 ،‬هـ‬
‫فهر�سة مكتبة امللك فهد الوطنية �أثناء الن�شر‬
‫بيلو�س‪ ،‬رودي‬
‫مر�ض ال�سكري‪ / .‬رودي بيلو�س؛ هنادي مزبودي ‪ -‬الريا�ض‪1434 ،‬هـ‬
‫‪� 168‬ص ؛ ‪� 19 * 11٫5‬سم‬
‫ردمك ‪978-603-8086-71-1 :‬‬
‫‪ -1‬مر�ض ال�سكري �أ‪ .‬العنوان ب‪ .‬مزبودي‪ ،‬هنادي (مرتجم)‬
‫‪1434 / 1510‬‬ ‫ديوي ‪616،462‬‬
‫رقم الإيداع‪1434 / 1510 :‬‬
‫ردمك‪978-603-8086-71-1 :‬‬
‫تنبيه‬
‫ال ي�ش ّكل هذا الكتاب بدي ًال عن الم�شورة الطبيّة ال�شخ�صية‪ ،‬بل يمكن اعتباره مكم ًال لها للمري�ض الذي‬
‫يرغب في فهم المزيد عن حالته‪ .‬قبل البدء ب�أي نوع من العالجات‪ ،‬يجب دائم ًا ا�ست�شارة الطبيب‬
‫المخت�ص‪ .‬وهنا تجدر الإ�شارة‪ ،‬على �سبيل المثال ال الح�صر‪� ،‬إلى �أن العلوم الطبيّة في تقدّم م�ستمر‬
‫و�سريع‪ ،‬و�أن بع�ض المعلومات حول الأدوية والعالجات المذكورة في هذا الكتيّب‪ ،‬قد ت�صبح قديمة قريب ًا‪.‬‬

‫الطبعة الأوىل ‪1434‬هـ ‪2013 -‬م‬


‫جميع حقوق الطبع محفوظة‪ ،‬غير م�سموح بطبع �أي جزء من �أجزاء هذا الكتاب‪� ،‬أو‬
‫اختزانه في �أي نظام الختزان المعلومات وا�سترجاعها‪� ،‬أو نقله على �أي هيئة �أو ب�أي و�سيلة‪،‬‬
‫�سواء كانت �إلكترونية �أو �شرائط ممغنطة �أو ميكانيكية‪� ،‬أو ا�ستن�ساخ ًا‪� ،‬أو ت�سجي ًال‪� ،‬أو‬
‫غيرها �إال في حاالت االقتبا�س المحدودة بغر�ض الدرا�سة مع وجوب ذكر الم�صدر‪.‬‬
‫رئي�س التحرير‪ :‬د‪ .‬عثمان ال�صيني‬
‫ملرا�سلة املجلة على الإنرتنت‪:‬‬
‫‪info@arabicmagazine.com‬‬ ‫‪www.arabicmagazine.com‬‬
‫الريا�ض‪ :‬طريق �صالح الدين الأيوبي (ال�ستني) ‪� -‬شارع املنفلوطي‬
‫تليفون‪ 966-1- 4778990 :‬فاك�س‪� ،966-1- 4766464 :‬ص‪.‬ب‪ 5973 :‬الريا�ض ‪11432‬‬

‫هذا الكتاب من �إ�صدار‪Family Doctor Publications Limited :‬‬


‫‪Copyrights ©2013 - All rights reserved.‬‬
‫‪Understanding Diabetes was originally published‬‬
‫‪in English in 2010. This translation is published by‬‬
‫‪arrangment with Family Doctors Publication Limited.‬‬
‫عن الكاتب‬

‫البروفي�سور رودي دبليو بيلو�س‬


‫�أ�ستاذ في الطب العيادي بجامعة‬
‫«نيوكا�سل» وم�ست�شفيات �ساوث تي�س‬
‫لجمعية ا�ستراتيجية ال�صحة الوطنية‪،‬‬
‫وباحث في اعتالل الكلى ال�سكري‬
‫التو�صل �إلى م�ستوى �ضبط �أمثل‬
‫ّ‬ ‫و�سبل‬
‫لم�ستويات الغلوكوز في الدم‪ .‬وقد‬
‫�شغل البروفي�سور بيلو�س من�صب مدير‬
‫المجل�س التنفيذي اال�ست�شاري المهني‬
‫لل�سكري في المملكة المتحدة‪ ،‬حتى‬
‫�أيلول‪� /‬سبتمبر ‪.2005‬‬
‫خبرات المريض‬
‫ت�شا َرك المعرفة والخبرة ب�ش�أن ال�صحة المعت ّلة‬
‫يتمتع كثير من الأ�شخا�ص الذين عانوا من م�شكلة �صحية مع ّينة‬
‫بحكمة �أكبر نتيجة ذلك‪.‬‬
‫ونحن نجعل من موقعنا الإلكتروني (‪،)www.familydoctor.co.uk‬‬
‫م�صدر ًا يمكن لمن يرغبون في معرفة المزيد عن مر�ض ما �أو‬
‫حالة ما‪ ،‬اللجوء �إليه لال�ستفادة من خبرات من يعانون من هذه‬
‫الم�شاكل‪.‬‬
‫و�إن كنت قد عانيت من تجربة �صح ّية يمكن �أن تعود بالفائدة‬
‫على من يعانون من الحالة نف�سها‪ ،‬ندعوك �إلى الم�شاركة في‬
‫�صفحتنا عبر النقر على تبويب «خبرة المري�ض» في الموقع‬
‫‪( www.familydoctor.co.uk‬انظر في الأ�سفل)‪.‬‬
‫ •�ستكون معلوماتك في �صفحة «خبرة المري�ض» مجهولة الهو ّية‬
‫بالكامل‪ ،‬ولن يكون هناك �أي رابط يدل عليك‪ ،‬كما لن نطلب �أي‬
‫معلومات �شخ�صية عنك‪.‬‬
‫ •لن تكون �صفحة «خبرة المري�ض» منتدى �أو مح ًال للنقا�ش‪ ،‬فال‬
‫فر�صة للآخرين لأن يدلوا بتعليقاتهم �إن بالإيجاب �أو بال�سلب‬
‫على ما كتبت‪.‬‬

‫‪Click here‬‬
‫المحتويات‬

‫مق ّدمة‪1 .........................................................‬‬

‫ت�شخي�ص ال�سكري‪13 .............................................‬‬

‫العالج بالحمية الغذائية‪18 .......................................‬‬

‫العالج بالأدوية‪43 ................................................‬‬

‫فح�ص م�ستويات الغلوكوز ‪63 .....................................‬‬

‫‪75 ................................‬‬ ‫كل ما يتعلق بالهيبوغالي�سيميا‬


‫ك�سر الروتين ‪85 ..................................................‬‬

‫الأطفال الم�صابون بال�سكري‪98 ..................................‬‬

‫�إذا تع ّقدت الأمور‪105 ..............................................‬‬

‫رعاية مر�ضى ال�سكري ‪125 ........................................‬‬

‫التطلعات الم�ستقبلية لمر�ضى ال�سكري‪132........................‬‬

‫�أ�سئلة و�أجوبة‪137..................................................‬‬

‫الفهر�س ‪143.......................................................‬‬

‫�صفحاتك‪153......................................................‬‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫مدى انت�شار ال�سكري‬


‫�إن اكت�شفت للتو �أنك م�صاب بال�سكري‪ ،‬فهذا ال يعني �أنك‬
‫�أ�صبحت مري�ض ًا �أو تح ّولت �إلى �شخ�ص عاجز‪ ،‬فماليين الأ�شخا�ص‬
‫في بريطانيا يعانون من هذا المر�ض‪ ،‬ويعي�ش �أغلبهم حياة طبيعية‬
‫ون�شيطة‪ ،‬على الرغم من �أن بع�ضهم يعانون من الم�شكلة منذ �أكثر‬
‫من ‪ 50‬عام ًا‪.‬‬
‫وتح�سن عالجاته‪ ،‬باتت‬
‫ومع التق ّدم في فهمنا لمر�ض ال�سكري ّ‬
‫الآفاق �أف�ضل من �أي وقت م�ضى �أمام المري�ض‪ .‬وهذا الكتاب الذي‬
‫ن�ضعه بين يديك‪ ،‬يهدف لم�ساعدتك على فهم ماهية ال�سكري وكيفية‬
‫التح ّكم به‪.‬‬
‫الم�س�ؤولية ال�شخ�صية‬
‫�شجع مر�ضى ال�سكري على تح ّمل الكثير من الم�س�ؤولية تجاه‬ ‫ُي َّ‬
‫ّ‬
‫�صحتهم‪ ،‬واالنتباه بدقة �إلى نظامهم الغذائي و�إجراء فحو�صات الدم‬
‫تح�سن حالتهم‪ .‬و�سن�شرح‪،‬‬
‫والبول الدورية من �أجل مراقبة مدى ّ‬
‫خطوة بخطوة‪ ،‬كيف يمكنك القيام بهذا وبناء الثقة لديك ب�أنك‬
‫ت�سيطر حق ًا على مر�ضك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫تاريخ مر�ض ال�سكري‬


‫ُيع ّد مر�ض ال�سكري من �أقدم الأمرا�ض الب�شرية المعروفة‪ .‬وقد‬
‫تحدّر ا�سمه الكامل ‪ - Diabetes mellitus -‬من الكلمتين اليونانيتين‬
‫«‪ »Syphon‬و «‪ .»Sugar‬وي�صف هذا اال�سم ب�شكل �أكبر الأعرا�ض‬
‫الوا�ضحة لل�سكري غير الم�ضبوط التي تتمثل بكميات كبيرة من‬
‫البول الذي يحتوي على ال�سكر (وخ�صو�ص ًا الغلوكوز)‪.‬‬
‫وكان الفر�س والهنود والم�صريون القدامى قد و�صفوا �أعرا�ض‬
‫المر�ض‪ ،‬لكن الفهم ال�سليم للحالة قد تط ّور فقط خالل المئة �سنة‬
‫الأخيرة‪.‬‬
‫اكت�شاف الإن�سولين‬
‫اكت�شف طبيبان �ألمانيان‪ ،‬في �أواخر القرن التا�سع ع�شر‪� ،‬أنه‬
‫ينبغي �أن يكون البنكريا�س ‪ -‬وهو غدة كبيرة خلف المعدة ‪ -‬م�صدر ًا‬
‫لمادة ما يفرزها من �أجل وقف ارتفاع م�ستوى الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،1921‬اكت�شف ثالثة علماء كنديين المادة اللغز‬
‫التي �أطلقوا عليها «�إن�سولين»‪ ،‬داخل مجموعة �صغيرة من الخاليا‬
‫«جزر النغرهان�س»‪.‬‬ ‫الموجودة في البنكريا�س تعرف بـ ُ‬
‫وعندما �أ�صبح الإن�سولين متوفر ًا كعالج لل�سكري بعد عام‬
‫‪ ،1922‬اعتُبر معجزة طب ّية غ ّيرت الآمال الم�ستقبل ّية للذين يعانون‬
‫من هذا المر�ض‪ ،‬و�أنقذ حياة كثير من ال�شباب الذين كانوا ليموتوا‬
‫من دونها بعد مر�ض م�ؤلم وموهن‪.‬‬
‫اكت�شفت �إمكانية معالجة نوع من ال�سكري بتناول‬ ‫وبعد ‪ 30‬عام ًا‪ِ ،‬‬
‫�أقرا�ص دواء تخ ّف�ض م�ستويات الغلوكوز في الدم‪ ،‬ودفع هذا التطور‬
‫الجديد الأطباء �إلى التمييز بين نوعين من المر�ض‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫مو�ضع البنكريا�س‬
‫تنتج خاليا خا�صة في البنكريا�س هرموني الإن�سولين والغلوكاغون‪ ،‬كما يفرز هذا‬
‫الع�ضوالذي يتمو�ضع خلف المعدة‪� ،‬إنزيمات ه�ضمية ت�صب في القناة اله�ضمية‪.‬‬
‫المريء‬

‫المعدة‬
‫المرارة‬
‫البنكريا�س‬

‫االثنا ع�شري‬ ‫وعاء دموي‪ :‬يف َرز‬


‫(الجزء الأول‬ ‫الإن�سولين مبا�شرة‬
‫من الأمعاء)‬ ‫داخل البنكريا�س‬ ‫�إلى مجرى الدم‪.‬‬

‫القناة‬
‫البنكريا�سية‬

‫عنيبات‬
‫جزر النغرهان�س‪:‬‬ ‫البنكريا�س‪:‬‬
‫تحتوي على خاليا بيتا‬ ‫تنتج‬
‫التي تفرز الإن�سولين‬ ‫�إنزيمات‬
‫ه�ضمية‬
‫‪3‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫النوع الأول من ال�سكري (المعروف �سابقاً بال�سكري‬


‫المعتمد على الإن�سولين)‬
‫غالب ًا ما يبد�أ هذا المر�ض في المر�ضى �صغار ال�سن‪� ،‬إذ يتحتم‬
‫عليهم �أخذ حقن �إن�سولين بانتظام للبقاء ب�صحة �سليمة‪.‬‬
‫النوع الثاني من ال�سكري (المعروف �سابقاً بال�سكري غير‬
‫المعتمد على الإن�سولين)‬
‫وي�س ّمى هذا النوع �أي�ض ًا بال�سكري المرتبط بالتق ّدم في ال�سن‬
‫�أو �سكري البالغين‪ ،‬وهو �أكثر �شيوع ًا في منت�صف �أو مت�أخر العمر‪،‬‬
‫ويمكن التح ّكم به بتناول �أقرا�ص دواء خا�صة �أو فقط باتباع حمية‬
‫غذائية‪.‬‬
‫ما هو ال�سكري؟‬
‫ال�سكري هو تغ ّير دائم في كيمياء ال�شخ�ص الداخلية تنتج عنه‬
‫زيادة كبيرة في معدالت الغلوكوز في الدم‪ ،‬ويعود ال�سبب �إلى نق�ص‬
‫في هرمون الإن�سولين‪.‬‬
‫و�أما الهرمون فهو مادة كيميائية ينتجها ع�ضو في الج�سم (في‬
‫هذه الحالة البنكريا�س) في مجرى الدم ليكون لها ت�أثير في �أجزاء‬
‫�أخرى في الج�سم‪.‬‬
‫وقد يكون هناك ف�شل تام في �إفراز الإن�سولين كما في النوع الأول‬
‫من ال�سكري‪ ،‬و�أما في النوع الثاني فيكون هناك غالب ًا ف�شل جزئي في‬
‫�إفراز الإن�سولين م�صحوب ًا بانخفا�ض في ا�ستجابة الج�سم للهرمون‪،‬‬
‫وهو ما ي�سمى بمقاومة الإن�سولين‪.‬‬
‫ما هو الخلل الذي يح�صل؟‬
‫ينتج الغلوكوز الموجود في دمنا عن ه�ضم الطعام‪ ،‬وبعدها‬
‫يتع ّر�ض لتغييرات كيميائية في الكبد حيث يجري تخزين بع�ض ًا منه‬
‫فيما ُي�ستخدم البع�ض الآخر لإنتاج الطاقة‪.‬‬
‫وللإن�سولين �شكل فريد حيث ُيطبق على جيوب �أو م�ستقبالت‬
‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫خا�صة موجودة على �سطح الخاليا في �أنحاء الج�سم جاع ًال �إياها‬
‫تمت�ص الغلوكوز من الدم فيما يمنعها من تك�سير البروتينات‬
‫والدهون‪.‬‬
‫ويع ّد هذا الهرمون الوحيد الذي ب�إمكانه خف�ض م�ستوى الغلوكوز‬
‫في الدم بطرق عديدة ت�شمل‪:‬‬
‫ •رفع كمية الغلوكوز المخزّن في الكبد على �شكل غليكوجين‪.‬‬
‫ •منع الكبد من �إفراز كميات كبيرة من الغلوكوز‪.‬‬
‫ •تحفيز الخاليا في مختلف �أنحاء الج�سم على امت�صا�ص الغلوكوز‪.‬‬
‫ •منع الخاليا في مختلف �أنحاء الج�سم من تك�سير البروتين‬
‫والدهون من �أجل الح�صول على الطاقة‪ ،‬و�إجبارها بد ًال من ذلك‬
‫على ا�ستخدام الغلوكوز‪.‬‬
‫وتعمل �آليات �أخرى في الج�سم مع الإن�سولين للحفاظ على‬
‫م�ستوى �صحيح للغلوكوز في الدم‪ ،‬في حين ُيعتبر هذا الهرمون‬
‫الو�سيلة الوحيدة التي يمتلكها الج�سم لخف�ض م�ستويات ال�سكر في‬
‫الدم‪ ،‬وبالتالي يت�سبب �أي خلل في كميات الإن�سولين‪ ،‬بخلل في توازن‬
‫النظام ب�أكمله‪.‬‬
‫فبعد تناول مري�ض ال�سكري وجبة طعام‪ ،‬ال تُكبح كميات الغلوكوز‬
‫الممت�صة من الطعام‪ ،‬فيبد�أ م�ستواها في الدم في االرتفاع‪ ،‬وعندما‬
‫تتخطى م�ستوى محدد ًا يبد�أ الغلوكوز بالتدفق من مجرى الدم �إلى‬
‫البول‪ .‬وينبغي االلتفات �إلى �أنه عندما يكون البول �سكري ًا ي�سهل‬
‫حدوث حاالت عدوى‪ ،‬مثل التهاب المثانة وداء المبي�ضات‪ ،‬ب�سبب‬
‫�إمكانية نمو الجراثيم الم�س�ؤولة عن هذه العدوى ب�سرعة �أكبر‪.‬‬
‫كثرة �إدرار البول‬
‫هي �إحدى الم�ضاعفات الأخرى الرتفاع ال�سكر في الدم‪ ،‬لأن‬
‫الكميات الزائدة من الغلوكوز في الدم تتم ت�صفيتها بوا�سطة الكليتين‬
‫اللتين تحاوالن التخ ّل�ص منها ب�إفراز مزيد من الملح والماء‪.‬‬
‫وتدعى هذه العملية بالإنتاج الزائد للبول‪ ،‬وتُعد غالب ًا الم�ؤ�شر‬
‫الأول �إلى الإ�صابة بداء ال�سكري‪ .‬و�إن لم ُيفعل �أي �شيء لوقف هذه‬
‫‪5‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ت�أثير الإن�سولين في ال�شخ�ص ال�سليم‬


‫بعد تناول وجبة من الطعام ترتفع م�ستويات الغلوكوز في الدم‪ ،‬فتكون ردة‬
‫فعل البنكريا�س لدى ال�شخ�ص ال�سليم �إفراز مزيد من الإن�سولين‪ ،‬ما يحدث‬
‫الت�أثيرات التالية في الج�سم‪:‬‬
‫خاليا الكبد‬

‫تُمنع خاليا الج�سم من‬


‫تفكيك الدهون والبروتينات‬

‫يجري تخزين‬
‫الغلوكوزالزائد في‬
‫الكبد الذي ُيمنع‬
‫بدوره من �إفراز كثير‬
‫من هذا ال�سكر‬ ‫خاليا ع�ضلية‬
‫ت َُحثّ الخاليا على‬
‫امت�صا�ص الغلوكوز‬
‫كبد‬

‫بنكريا�س‬

‫�إفراز الإن�سولين‬ ‫مخازن الدهون‬

‫العملية‪ ،‬ف�إن ال�شخ�ص �سي�صاب ب�سرعة بالجفاف والعط�ش‪.‬‬


‫وكما ذكر �سابق ًا ف�إن الإن�سولين يعمل‪� ،‬إ�ضافة �إلى تنظيم‬
‫الغلوكوز في الج�سم‪ ،‬على منع خ�سارة الوزن والم�ساعدة على بناء‬
‫�أن�سجة الج�سم‪ ،‬وبالتالي ف�إن ال�شخ�ص الذي يفتقر للإن�سولين �أو ال‬
‫يعمل لديه الهرمون المذكور كما ينبغي‪� ،‬سيخ�سر حتم ًا بع�ض الوزن‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫مقدمة‬

‫�أعرا�ض ال�سكري‬
‫قد تختلف حدة �أعرا�ض داء ال�سكري ومع ّدل تطورها‪ ،‬اعتماد ًا‬
‫على نوع المر�ض الذي يعاني منه المري�ض‪ ،‬وت�شمل �أعرا�ض النوعين‬
‫الأول والثاني من ال�سكري ‪:‬‬
‫ •ال�شعور بالظم�أ‬
‫ •الجفاف‬
‫ •كثرة �إدرار البول (البوال)‬
‫ •عدوى الم�سالك البولية (مثل التهاب المثانة) �أو داء المبي�ضات‬
‫ •فقدان الوزن‬
‫ •التعب والبالدة‬
‫ •�ضبابية الر�ؤية ب�سبب جفاف عد�سة العين‪.‬‬
‫الحما�ض الكيتوني (‪)Ketoacidotic coma‬‬
‫غيبوبة ُ‬
‫النوع الأول من ال�سكري‬
‫بما �أن ال�شخ�ص الم�صاب بهذا النوع من ال�سكري ال ينتج �أي‬
‫كميات من الإن�سولين البتة‪ ،‬ف�إن الأعرا�ض يمكن �أن تظهر ب�سرعة‬
‫كبيرة عنده ب�سبب فقدان التحكم الداخلي بمعدل الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫وي�ؤدي الإن�سولين دور ًا مهم ًا جد ًا في المحافظة على اال�ستقرار‬
‫في الج�سم عبر منع تك�سير البروتينات (الموجودة في الع�ضالت)‬
‫والدهون‪ ،‬وبالتالي ففي حال عدم وجوده تتك ّون في ال ّدم منتجات‬
‫تك�سر الدهون والبروتينات الموجودة في الع�ضالت‪،‬‬ ‫ثانوية ناتجة عن ّ‬
‫ما ي�ؤدي �إلى �إنتاج مواد تدعى بالكيتونات (‪.)Ketones‬‬
‫وفي حال عدم القيام ب�شيء لوقف ذلك‪� ،‬سيرتفع م�ستوى هذه‬
‫الحما�ض‬
‫المواد �إلى م�ستوى يت�سبب في نهاية المطاف بغيبوبة ُ‬
‫الكيتوني‪.‬‬
‫وقد �أ�صبحت هذه الحالة �أقل �شيوع ًا في وقتنا الحا�ضر لأن‬
‫ال�سكري بات يكت�شف عادة قبل فترة طويلة من الإ�صابة بالغيبوبة‬
‫المذكورة‪ ،‬على الرغم من �أن ما يقرب من ربع الأ�شخا�ص الذين‬
‫‪7‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ي�شخ�صون ب�أنهم يعانون من النوع الأول من ال�سكري يدخلون‬ ‫ّ‬


‫الم�ست�شفى لإ�صابتهم بالحما�ض الكيتوني‪.‬‬
‫ويحتاج الحما�ض الكيتوني �إلى عالج م�ستعجل في الم�ست�شفى‬
‫يت�ضمن حقن الإن�سولين و�سوائل في الوريد‪.‬‬
‫النوع الثاني من ال�سكري‬
‫ب�سبب انخفا�ض كمية الإن�سولين �أو عدم فعاليته الطبيعية‪ ،‬يرتفع‬
‫م�ستوى الغلوكوز في الدم ببطء مقارنة بالنوع الأول من ال�سكري‪،‬‬
‫وتتك�سر كميات �أقل من الدهون والبروتينات‪ ،‬وبالتالي تنتج كميات‬
‫ّ‬
‫الحما�ض‬
‫�أقل بكثير من الكيتونات‪ ،‬فيكون خطر الإ�صابة بغيبوبة ُ‬
‫الكيتوني �أخف‪.‬‬
‫من ُي�صاب بال�سكري؟‬
‫يعاني �أكثر من ‪ % 4‬من �سكان بريطانيا من ال�سكري‪ ،‬على الرغم‬
‫من �أن ما يقرب من ن�صفهم قد ال يدركون �إ�صابتهم بالمر�ض‪.‬‬
‫ويتزايد هذا العدد ب�شكل م�ستمر‪ ،‬في حين �أن الغالبية العظمى‬
‫من الم�صابين بال�سكري يعانون من النوع الثاني منه‪ .‬وتع ّد الن�ساء‬
‫�أكثر �إ�صابة بال�سكري من الرجال‪ ،‬ربما لأنهن يع�شن �أكثر وتكون‬
‫الإ�صابة به في فترات مت�أخرة من العمر‪.‬‬
‫يرجح �أن ي�صبح النوع الثاني من‬ ‫ومع زيادة عمر ال�سكان ككل‪ّ ،‬‬
‫ال�سكري �أكثر �شيوع ًا في ال�سنوات المقبلة‪.‬‬
‫وحول العالم‪ ،‬تزداد الإ�صابات بال�سكري حيث يق ّدر �أن يقارب‬
‫عدد الم�صابين بالنوع الثاني منه ال�ضعف بحلول عام ‪.2025‬‬
‫ويرتفع عدد الأطفال الم�صابين بالنوع الأول من ال�سكري في‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬حيث يجري ت�شخي�صه في �سن مبكرة‪ .‬كما وي�سجل‬
‫ارتفاع في عدد الم�صابين بالنوع الثاني من المر�ض في �سن مبكرة‬
‫وذلك في الأغلب ب�سبب ارتفاع معدالت الإ�صابة بال�سمنة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫مقدمة‬

‫ما هي �أ�سباب داء ال�سكري؟‬


‫تكثر الأ�سباب الكامنة وراء انخفا�ض كميات الإن�سولين التي‬
‫يفرزها البنكريا�س‪ ،‬وقد يجتمع �أكثر من �سبب لدى ال�شخ�ص‬
‫الم�صاب‪.‬‬
‫العدد المقدّر للم�صابين بال�سكري وفقاً للنوع والمنطقة في‬
‫المملكة المتحدة‬
‫مجموع العدد‬ ‫النوع‬ ‫النوع‬
‫المنطقة‬
‫عام ‪2005‬‬ ‫الثاني‬ ‫الأ ّول‬
‫‪1,766,000 1,555,000 211,000‬‬ ‫�إنجلترا‬
‫‪167,000 147,000‬‬ ‫‪20,000‬‬ ‫ا�سكتلندا‬
‫‪117,000 104,000‬‬ ‫‪13,000‬‬ ‫ويلز‬
‫‪53,000‬‬ ‫‪46,000‬‬ ‫‪7،000‬‬ ‫�أيرلندا ال�شمالية‬
‫‪2,103,000 1,852,000‬‬ ‫‪251,000‬‬
‫كامل المملكة‬
‫المتحدة‬
‫الوراثة‬
‫وجد العلماء بدرا�ستهم للتوائم المت�شابهة و�أ�شجار عائالت‬
‫مر�ضى ال�سكري �أن الوراثة عامل مهم في الإ�صابة بنوعيه الأول‬
‫والثاني‪ .‬وثمة احتمال بن�سبة ‪ % 50‬لإ�صابة الفرد الثاني من التو�أم‬
‫بالنوع الأول من ال�سكري‪� ،‬إن كان الأول م�صاب ًا به‪ ،‬كما هناك فر�صة‬
‫بن�سبة ‪ % 5‬لإ�صابة الطفل بالمر�ض �إن كان �أحد الوالدين يعاني منه‪.‬‬
‫�أما بالن�سبة للنوع الثاني‪ ،‬فمن الم�ؤكد �إ�صابة الفرد الثاني من‬
‫التو�أم بالمر�ض �إن كان الأول م�صاب ًا به‪.‬‬
‫وي�صعب تك ّهن من �سيرث المر�ض بالتحديد‪ ،‬فيما يع ّد االحتمال‬
‫�أقوى لدى عدد �صغير من العائالت‪ ،‬وقد ا�ستطاع العلماء تحديد‬
‫بع�ض الجينات التي يبدو �أن لها دور ًا في الإ�صابة بال�سكري‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫وفي هذه الظروف‪ ،‬يمكن �إخ�ضاع �أفراد العائلة للفح�ص وتحديد‬


‫خطر �إ�صابتهم بالحالة‪ ،‬لكن في �أغلب الأحيان ي�صعب تحديد‬
‫الجينات الم�س�ؤولة عن المر�ض‪ ،‬ما يجعله مختلف ًا عن بع�ض الأمرا�ض‬
‫الأخرى‪ ،‬مثل التل ّيف الكي�سي ‪� ،Cystic fibrosis‬إذ يوجد جين واحد‬
‫م�س�ؤول عن هذا المر�ض الوراثي‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬حتى في حال �إ�صابة فرد قريب من عائلتك بال�سكري‪،‬‬
‫ف�إنه من غير الم�ؤكد �أنك �ست�صاب �أنت �أي�ض ًا به‪� ،‬إذ �إن بع�ض‬
‫الأ�شخا�ص قد يرثون قابلية الإ�صابة بالمر�ض‪ ،‬لكنهم ال ي�صابون به‬
‫�أبد ًا‪ ،‬والخال�صة بو�ضوح هي وجود عوامل �أخرى غير الوراثة ت�ساعد‬
‫على الإ�صابة بال�سكري‪.‬‬
‫العدوى‬
‫ُيعرف منذ بع�ض الوقت �أن النوع الأول من ال�سكري الذي ُي�صاب‬
‫به الأطفال وال�شباب ي�أتي على الأرجح في فترات مع ّينة من ال�سنة‬
‫حين يكثر ال�سعال ونزالت البرد‪.‬‬
‫ويع���رف �أن لبع����ض الفيرو�سات‪ ،‬مث���ل فيرو�س ال ّنك���اف وفيرو�س‬
‫كوك�ساك���ي‪ ،‬الق���درة عل���ى �إلح���اق ال�ض���رر بالبنكريا����س والت�سب���ب‬
‫بال�سكري‪ ،‬لكن من النادر جد ًا �أن يتمكن الأطباء من ربط بدء �إ�صابة‬
‫الأ�شخا����ص بال�سكري‪ ،‬بعدوى مح��� ّددة‪ .‬وقد يك���ون التف�سير الممكن‬
‫لذل���ك‪ ،‬ه���و �أن العدوى قد تكون ن�ش�أت �سابق��� ًا‪ ،‬لكن ظهرت فقط بعد‬
‫�سنوات طوال‪.‬‬
‫البيئة‬
‫غالب ًا ما يكون الأ�شخا�ص الذين ي�صابون بالنوع الثاني من‬
‫ال�سكري من �أ�صحاب الوزن الزائد �أو يكون نظامهم الغذائي غير‬
‫متوازن‪ .‬ومن المثير لالهتمام الإ�شارة �إلى �أن الأ�شخا�ص الذين‬
‫ينتقلون من بلد يقل فيه خطر الإ�صابة بال�سكري �إلى �آخر يرتفع فيه‬
‫الخطر‪ ،‬تبرز لديهم الإمكانية نف�سها للإ�صابة بالمر�ض مثل �سكان‬
‫البلد الأخير‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫مقدمة‬

‫ويوجد رابط وثيق بين وزن الج�سم والإ�صابة بالنوع الثاني من‬
‫ال�سكري؛ فقد �أظهرت �آخر اال�ستطالعات زيادة كبيرة في عدد الذين‬
‫يعانون من ال�سمنة في المملكة المتحدة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا بين ال�شباب‪،‬‬
‫وهذا يع ّد م�س�ؤو ًال ب�شكل جزئي عن ازدياد الإ�صابة بمر�ض ال�سكري‪.‬‬
‫ومثال ج ّيد على ذلك يظهر بين �سكان جزيرة ناورو في المحيط‬
‫الهادئ‪ ،‬والذين تحولوا �إلى �أثرياء بعد اكت�شاف الفو�سفات في‬
‫جزيرتهم‪ ،‬وبالنتيجة فقد تغ ّيرت �أنظمتهم الغذائية ب�شكل كبير‪،‬‬
‫وزادت �أوزانهم وباتوا �أكثر عر�ضة للإ�صابة بال�سكري‪.‬‬
‫وي�شير هذا ك ّله �إلى روابط مهمة بين النظام الغذائي والبيئة‬
‫وال�سكري‪ ،‬لكن ال يوجد �أي رابط مح ّدد بين الإ�صابة بال�سكري‬
‫وا�ستهالك ال�شخ�ص لل�سكر والحلويات‪.‬‬
‫ال�سكري الثانوي‬
‫قليلون هم الأ�شخا�ص الذين ي�صابون بال�سكري نتيجة مر�ض‬
‫�آخر في البنكريا�س؛ فعلى �سبيل المثال يمكن اللتهاب البنكريا�س‬
‫�أن يت�سبب بتلف �أجزاء كبيرة منه‪ .‬كما �أن بع�ض الأ�شخا�ص الذين‬
‫يعانون من �أمرا�ض هرمونية‪ ،‬مثل متالزمة كو�شينغ (‪Cushing’s‬‬
‫‪ )syndrome‬حين ينتج الج�سم كميات كبيرة جد ًا من هرمون‬
‫ال�ستيرويد‪� ،‬أو مر�ض �ضخامة النهايات (‪ )Acromegaly‬حين ينتج‬
‫الج�سم كميات كبيرة جد ًا من هرمون النمو‪ ،‬قد ي�صابون بال�سكري‬
‫ك�أثر جانبي لمر�ضهم الأ�سا�سي‪.‬‬
‫وقد يح�صل �أي�ض ًا تلف للبنكريا�س ب�سبب الإفراط في تناول‬
‫الم�شروبات الممنوعة‪ ،‬كما �أن بع�ض العالجات طويلة الأمد مثل‬
‫ال�ستيرويدات و�أقرا�ص حا�صرات البيتا (‪ )beta-blockers‬ترتبط‬
‫بارتفاع معدل الإ�صابة بال�سكري‪.‬‬
‫الإجهاد النف�سي‬
‫على الرغم من �أن كثير ًا من الأ�شخا�ص يربطون بدء �إ�صابتهم‬
‫بال�سكري بحادثة مجهدة �أ�صابتهم‪ ،‬مثل التع ّر�ض لحادث �أو مر�ض‬
‫‪11‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫�آخر‪� ،‬إال �أنه ي�صعب �إثبات وجود رابط بين الإجهاد النف�سي‬
‫وال�سكري‪.‬‬
‫ويمكن تف�سير ذلك في الواقع �أن الأ�شخا�ص يزورون �أطباءهم‬
‫ب�سبب التع ّر�ض لبع�ض الأحداث المجهدة نف�سي ًا‪ ،‬ويجري ت�شخي�ص‬
‫�إ�صابتهم في الوقت نف�سه بال�سكري‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬
‫„تحدث الإ�صابة بال�سكري عندما ال يفرز المرء كميات كافية‬ ‫„‬
‫من الإن�سولين‪� ،‬أو ال يكون هذا الهرمون فعا ًال في �ضبط‬
‫م�ستويات الغلوكوز في الدم‬
‫„الإن�سولين هو هرمون (ر�سول كيميائي)‪� ،‬ضروري للحفاظ‬ ‫„‬
‫على حياة �صح ّية‬
‫„فقدان الوزن‪ ،‬وكثرة �إدرار البول‪ ،‬والعط�ش‪ ،‬وال�شعور بالإرهاق‪،‬‬ ‫„‬
‫كلها �أعرا�ض لل�سكري‬
‫„هناك �أ�سباب عديدة للإ�صابة بال�سكري‪ ،‬من بينها الوراثة‪،‬‬ ‫„‬
‫والعدوى‪ ،‬وال�سمنة‪ ،‬والعوامل البيئية‪ ،‬وربما الإجهاد النف�سي‪،‬‬
‫في حين �أن عر�ض واحد‪� ،‬أو جميع هذه الأعرا�ض‪ ،‬قد تكون‬
‫مهمة في كل حالة‬
‫„الوزن الزائد يزيد ب�شكل كبير احتمال �إ�صابتك بالنوع الثاني‬ ‫„‬
‫من ال�سكري‬

‫‪12‬‬
‫تشخيص السكري‬

‫اكت�شاف �إ�صابتك بال�سكري‬


‫يكت�شف الأ�شخا�ص �إ�صابتهم بال�سكري بطرق مختلفة‪ ،‬فمن‬
‫يكت�شف النوع الثاني هو طبيبك العام‪� ،‬إما لأنك تعاني من بع�ض �أو‬
‫جميع الأعرا�ض التي ذكرت �سابق ًا‪� ،‬أو ب�إجرائك فحو�صات عامة‪.‬‬
‫وقد ت�أتي الن�صيحة �أي�ض ًا بزيارة الطبيب من اخت�صا�صي‬
‫الب�صريات �أو طبيب العيون‪ ،‬لأن فح�ص العين يظهر الم�ؤ�شرات‬
‫الأولى �إلى حالة تُ�سمى باعتالل ال�شبكية ال�سكري الذي يت�ضمن‬
‫تغيرات في الأوعية الدموية للعين ك�إحدى م�ضاعفات ال�سكري‬
‫(انظر �صفحة ‪.)107‬‬
‫فحو�صات ال�سكري‬
‫في حال �أظهرت الأعرا�ض لطبيبك �أنك قد تكون م�صاب ًا‬
‫بال�سكري‪ ،‬ف�سيطلب منك �إجراء فح�ص دم لقيا�س م�ستوى الغلوكوز‬
‫لديك‪ ،‬كما �سيطلب ع ّينة من البول لفح�صها‪.‬‬
‫وقد تر�سل الع ّينات �إلى المختبر لتحليلها‪ ،‬على الرغم من �أن‬
‫�أغلب الأطباء العامين لديهم حالي ًا �أجهزة لقيا�س الغلوكوز في الدم‬
‫وب�إمكانهم �إعطاءك النتيجة فور ًا‪ .‬وتتوفر فحو�صات الدم �أي�ض ًا‬
‫للأ�شخا�ص الذين ي�شكون في �إمكانية �إ�صابتهم بال�سكري‪ ،‬لدى بع�ض‬
‫ال�صيدليات‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫طبيب العيون‬
‫غالب ًا ما يجري ت�شخي�ص مر�ض ال�سكري �صدفة �أثناء زيارة اخت�صا�صي‬
‫الب�صريات �أو طبيب العيون‪ ،‬لأن فح�ص العين �سيك�شف الإ�صابة باعتالل‬
‫م�صدر ال�ضوء‬ ‫ال�شبكية ال�سكري‪.‬‬

‫مر�آة‬
‫م�سند‬
‫الر�أ�س‬
‫مري�ض‬

‫طبيب العيون‬

‫بنية الرعاية الخا�صة بمر�ض ال�سكري‬


‫يعتبر ت�سجيل �أرقام تفوق المعدّل الطبيعي لل�سكر في اختباري الدم‬
‫والبول مع ًا‪� ،‬أو في �أحدهما‪ ،‬كافي ًا لي�ؤكد لك طبيبك �إ�صابتك بال�سكري‪.‬‬
‫المرجح �أن ي�شرف على حالتك‬ ‫ّ‬ ‫ف�إن كنت م�صاب ًا بالنوع الثاني‪ ،‬من‬
‫طبيبك العام بد ًال من اللجوء �إلى طبيب في الم�ست�شفى‪.‬‬
‫ويدير �أغلب الأطباء العامين عيادات خا�صة لمعالجة ومتابعة‬
‫مر�ضى ال�سكري‪ ،‬لكن �إن كان طبيبك لي�س من ه�ؤالء‪� ،‬أو �إن كنت‬
‫ت�شعر بحاجة �إلى دعم �أكبر‪ ،‬يمكنك طلب �إحالتك �إلى عيادة لل�سكري‬
‫في الم�ست�شفى‪.‬‬
‫وكما ذكر �سابق ًا‪ ،‬ف�إن النوع الأول من ال�سكري ي�أتي غالب ًا‬
‫ب�شكل مفاجئ‪ ،‬ما يعني �أن يدخل ال�شخ�ص الم�ست�شفى حيث يجري‬
‫ت�شخي�ص �إ�صابته و ُيعمل على ا�ستقرار حالته‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ت�شخي�ص ال�سكري‬

‫اختبار وخز الإ�صبع لقيا�س م�ستوى الغلوكوز في الدم‬


‫ي�ستطيع اختبار وخز الإ�صبع الب�سيط تحديد م�ستوى الغلوكوز في دمك‪.‬‬

‫ويبقى المري�ض الم�صاب بهذا النوع من ال�سكري غالب ًا تحت‬


‫رعاية فريق مخت�ص في �إحدى الم�ست�شفيات‪ .‬ويتلقى حالي ًا كثير‬
‫من مر�ضى ال�سكري بنوعيه رعاية م�شتركة من الم�ست�شفى والأطباء‬
‫العامين‪.‬‬
‫وعلى الرغم من دقة وو�ضوح ت�شخي�ص المر�ض لدى �أغلب‬
‫الأ�شخا�ص‪� ،‬إال �أن قليلين يحتاجون �إلى فح�ص �إ�ضافي لأن م�ستوى‬
‫ال�سكري في دمهم يكون على الحد الفا�صل‪ .‬وفي هذه الحالة ُيطلب‬
‫من ال�شخ�ص الخ�ضوع الختبار تح ّمل الغلوكوز الفموي حيث يبقى‬
‫المري�ض �صائم ًا طوال الليل عن الطعام ل ُيقا�س م�ستوى ال�سكر في‬
‫دمه عند و�صوله �إلى العيادة المخت�صة‪ ،‬ف ُيعطى م�شروب ًا يحتوي على‬
‫كمية محددة من الغلوكوز‪ ،‬ل ُيعاد و ُيقا�س مع ّدل ال�سكر في الدم بعد‬
‫�ساعتين لر�ؤية كيفية تعامل الج�سم مع الغلوكوز الذي امت�صه‪ .‬كما‬
‫يمكن �أن ُت�ؤخذ ع ّينة من بول المري�ض بداية الفح�ص ونهايته‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫االختبار الفموي لتح ّمل الغلوكوز‬


‫�إن �أظهرت فحو�صات الدم �أن م�ستوى الغلوكوز في دمك هو‬
‫على الحد الفا�صل بين الطبيعي والمرتفع‪ ،‬فقد تحتاج عندها‬
‫�إلى الخ�ضوع الختبار تح ّمل الغلوكوز الفموي‪ ،‬الذي قد تنتج عنه‬
‫ثالث مح�صالت ممكنة‪:‬‬
‫‪�1 .1‬أن يكون م�ستوى الغلوكوز في دمك �ضمن المع ّدل الطبيعي‪،‬‬
‫وبالتالي تكون غير م�صاب بال�سكري‪.‬‬
‫‪�2 .2‬أن يكون الم�ستوى �أعلى من المع ّدل‪ ،‬لكن ب�شكل ال يكفي ليتم‬
‫ت�صنيفك �أنك م�صاب بال�سكري‪ ،‬وت�سمى هذه الحالة ب�ضعف‬
‫تح ّمل الغلوكوز (‪ ،)IGT‬حيث �سيراقبك مر�شدوك الطبيون‬
‫ب�سبب �إمكانية �إ�صابتك م�ستقب ًال بال�سكري‪ ،‬لكنك في الوقت‬
‫الحالي �ستعطى ن�صيحة ب�إتباع حمية غذائية على الرغم من‬
‫عدم �إ�صابتك بالمر�ض وانعدام حاجتك �إلى عالج مح ّدد‪.‬‬
‫عال بما فيه الكفاية‬
‫‪�3 .3‬أن يكون م�ستوى الغلوكوز في الدم ٍ‬
‫للإ�شارة �إلى �إ�صابتك بال�سكري‪ ،‬وبالتالي �ستحتاج �إلى زيارة‬
‫طبيبك من �أجل مناق�شة العالج المطلوب‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ت�شخي�ص ال�سكري‬

‫فح�ص البول‬
‫قد يطلب طبيبك ع ّينة بول لفح�ص م�ستويات الغلوكوز فيها‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�س ّية‬


‫„يجري ت�شخي�ص الإ�صابة بمر�ض ال�سكري عاد ًة ب�إجراء‬ ‫„‬
‫فح�ص للبول �أو الدم لدى المر�ضى الذين تظهر عندهم‬
‫�أعرا�ض المر�ض‬
‫„يحتاج عدد قليل من المر�ضى �إلى فح�ص �أكثر د ّقة يدعى‬ ‫„‬
‫باختبار تح ّمل الغلوكوز الفموي‬
‫„ ُيع ّد الت�شخي�ص المبكر للمر�ض مهم ًا جد ًا‪� ،‬إذ يو�صى الأ�شخا�ص‬ ‫„‬
‫الذين يعانون من �أعرا�ض المر�ض بالح�ضور �إلى عيادة طبيبهم‬
‫العام‪� ،‬أو �إلى ال�صيدلية لإجراء فح�ص الدم الخا�ص بال�سكري‬

‫‪17‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫التعامل مع مر�ض ال�سكري‬


‫يمكن معالجة ال�سكري بثالث طرق �أ�سا�سية‪.‬‬
‫الحمية الغذائية‬
‫تعني الحمية الغذائية الخا�صة بال�سكري‪ ،‬اتباع خطة �أكل �صحية‬
‫بد ًال من برنامج غذائي �صعب �أو تقييدي‪ ،‬وهذا ينطبق على جميع من‬
‫يعانون من ال�سكري بغ�ض النظر عن نوعه‪.‬‬
‫وقد تكون هذه الحمية وحدها كافية للتحكم بالنوع الثاني من‬
‫المر�ض عند بع�ض الأ�شخا�ص‪ ،‬لكن �إن كنت ممن يعانون من النوع‬
‫الأول فقد تحتاج �إلى تع ّلم كيفية تحقيق التوازن بين تناولك للطعام‬
‫و�أخذ حقن الإن�سولين من �أجل تحقيق �أف�ضل تحكم ممكن بم�ستويات‬
‫الغلوكوز في دمك‪.‬‬
‫�أقرا�ص الدواء‬
‫وت�ستخدم هذه الأقرا�ص للتحكم بالنوع الثاني من ال�سكري‪،‬‬
‫وهناك �أنواع مختلفة منها‪ .‬للح�صول على مزيد من المعلومات ب�ش�أن‬
‫هذا النوع من العالج راجع ال�صفحة ‪.43‬‬
‫الإن�سولين‬
‫ينبغي على كل م�صاب بالنوع الأول من ال�سكري �أخذ جرعات من‬
‫الإن�سولين عبر الحقن‪ ،‬لكن قلة فقط من الم�صابين بالنوع الثاني‬
‫‪18‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫من يحتاجون �إلى هذا العالج‪.‬‬


‫ولمزيد من المعلومات حول الإن�سولين راجع ال�صفحة ‪.48‬‬
‫خطة �أكلك ال�صح ّية‬
‫�إن الحمية التي ينبغي �أن تتبعها‪� ،‬إن كنت تعاني من ال�سكري‪،‬‬
‫ال تعني قطع ًا ت�ضحية م�ستقبلية في مجال الطعام‪ ،‬بل تعني تناول‬
‫المزيد من الغذاء الج ّيد واالبتعاد عن الأطعمة غير المفيدة‪ ،‬وهي‬
‫في الواقع طريقة تناول الطعام التي يو�صي بها الخبراء للجميع �سواء‬
‫كانوا مر�ضى �أم �سليمين‪.‬‬
‫لكن الفارق الذي يمكن �أن تحدثه هذه الحمية على �صحتك‬
‫بالمجمل تكون �أكثر قيمة �إن كنت تعاني من ال�سكري‪ ،‬لأنك من دونها‬
‫لن تح�صل على فعالية كافية للعالج الطبي‪.‬‬
‫الحمية المتوازنة‬
‫من المهم الح�صول على مزيج ج ّيد من الطعام‪ ،‬وبالتالي تناول‬
‫مجموعة وا�سعة من الأغذية المختلفة‪ ،‬لكن حاول التخفيف من تلك‬
‫الغن ّية بالدهون وال�سكر‪ .‬و�سيكون الأمر على الأرجح �سه ًال عليك‪،‬‬
‫بعد تع ّودك على المبادئ‪ ،‬كما �سترى الحق ًا في دليلنا الموجز في‬
‫ال�صفحات القليلة التالية‪.‬‬
‫تناول الوجبات المنتظمة‬
‫�ستجد من الأ�سهل عليك الحفاظ على م�ستويات م�سيطر عليها‬
‫لل�سكر في دمك‪ ،‬في حال تناولك الطعام بوجبات منتظمة‪ ،‬كما‬
‫�سيكون هذا مفيد ًا في م�ساعدتك على خ�سارة الوزن‪.‬‬
‫ّ‬
‫لهذا‪ ،‬ا�س َع �إلى تناول ثالث وجبات في اليوم‪� ،‬أو كل �أربع �ساعات‬
‫تقريب ًا‪� ،‬أي تناول الفطور‪ ،‬والغداء‪ ،‬والع�شاء‪( .‬انظر في ال�صفحة ‪20‬‬
‫«قائمة الأكل ال�صحي»)‪.‬‬
‫وقد يحتاج البع�ض �إلى وجبات خفيفة‪ ،‬تحتوي على �سبيل المثال‬
‫على حبوب الإفطار الكاملة (‪� ،)cereals‬أو خبز التو�ست‪� ،‬أو �إلى‬
‫وجبات خفيفة بين الوجبات الأ�سا�سية‪ ،‬لكن ينبغي مناق�شة هذا‬
‫المو�ضوع مع فريقك المعالج‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫قائمة الأكل ال�صحي‬


‫ي�ساعد النظام الغذائي المنتظم على التحكم بمر�ض ال�سكري‬
‫وي�ضمن فعالية العالج الطبي‪ ،‬و�ستعطيك هذه القائمة بع�ض‬
‫الأفكار حول الغذاء الذي ينبغي �أن تت�ض ّمنه وجباتك الغذائية‪.‬‬
‫وجبة الفطور‬
‫خال من الد�سم‬
‫خال �أو �شبه ٍ‬ ‫ • ٍ‬
‫حليب ٍ‬
‫ال�سكر‬
‫حل ا�صطناعي بدل ّ‬ ‫ • ُم ٍّ‬
‫ •حبوب غن ّية بالألياف مثل الع�صيدة وبرانفليك�س وويتابيك�س‬
‫و�شرديد ويت‬
‫ • خبز م�صنوع من الحبوب الكاملة‬
‫ •طعام قابل للدهن على الخبز يحتوي على دهون �أحادية �أو‬
‫متعددة غير م�شبعة �أو قليل الدهون‬
‫ •مر ّبى قليل ال�س ّكر �أو مرمالد‬
‫ •فاكهة‪.‬‬
‫الوجبة الرئي�سية‬
‫ •�ضمن الوجبة بع�ض الطعام الذي يحتوي على الن�شويات مثل‬
‫الخبز �أو البطاطا �أو البا�ستا �أو الأرز �أو خبز ال�شباتي الهندي؛‬
‫على �سبيل المثال‬
‫ •ح�صتين على الأقل من الخ�ضار‪ ،‬وحاول �أن ت�شتمل الوجبة‬
‫على البازالء والفا�صوليا قدر الإمكان‬
‫ •ح�ص�ص ًا �صغيرة من اللحوم الخالية من الدهن �أو ال�سمك‪،‬‬
‫وعليك االبتعاد عن الدهون وتج ّنب القلي‬
‫ •فاكهة طازجة �أو مع ّلبة (بع�صير طبيعي غير مح ّلى)‪� ،‬إ�ضافة‬
‫�إلى الحلوى الهالمية (الجيلي) غير المحالة‪� ،‬أو الكا�سترد‬
‫الوجبات الخفيفة‬
‫ •ت�شمل الخبز �أو البا�ستا �أو ال�شباتي �أو البطاطا الم�شوية وفيها‬
‫بع�ض الم�أكوالت قليلة الدهون مثل اللحم الخالي من الدهن‪،‬‬
‫�أو الفا�صوليا المطبوخة‪� ،‬أو الجبنة منخف�ضة الدهون‪� ،‬أو‬
‫ال�سمك المع ّلب بغير الزيت‬
‫ •فاكهة طازجة �أو مع ّلبة بع�صير طبيعي‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫الأكل بين الوجبات‬


‫الوجبات الخفيفة‪ /‬الع�شاء‬
‫ •تج ّنب تناول الكثير منها �إن كنت تحاول التخفيف من وزنك‪،‬‬
‫والج�أ �إلى الفاكهة كبديل عنها‬
‫ •ت�شتمل على ال�سندويت�شات �أو خبز التو�ست وبه طعام قليل‬
‫الد�سم‬
‫ •كا�سة من حبوب الإفطار‬
‫ •رقائق البطاطا قليلة الدهون‬
‫ •ب�سكويت عادي‬
‫ •كعكات م�سطحة مح ّم�صة وموفين‪.‬‬

‫�أنواع الأغذية المختلفة‬


‫الكربوهيدرات‬
‫ثمة �أنواع مختلفة من الكربوهيدرات التي يفككها الج�سم‬
‫بمعدالت مختلفة لإنتاج الغلوكوز (ال�سكر)‪.‬‬
‫وبعبارة �أب�سط‪ ،‬يمكن للكربوهيدرات رفع م�ستويات الغلوكوز‬
‫في الدم ب�شكل كبير (تفكك �سريع)‪� ،‬أو معتدل‪� ،‬أو خفيف (تفكك‬
‫بطيء)‪.‬‬
‫وللأطعمة التي تتم ّيز بتفكك بطيء‪ ،‬ت�أثير ب�سيط على م�ستوى‬
‫الغلوكوز في الدم‪ ،‬في حين �أن الأطعمة ذات التفكك ال�سريع تت�سبب‬
‫بارتفاع �سريع و�أكبر لهذا الم�ستوى‪.‬‬
‫ولذلك حاول �أن ت�شتمل وجباتك الغذائية على بع�ض‬
‫الكربوهيدرات بطيئة التفكك‪ ،‬لأنها م�صدر ج ّيد للطاقة وت�ساعدك‬
‫على ال�شعور بال�شبع‪ ،‬كما �أن ب�إمكانها �أن تحافظ على م�ستويات ثابتة‬
‫للغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫ينبغي �أن ت�شتمل كل من وجباتك الغذائية على الح�ص�ص الم�شار‬
‫�إليها �أعاله‪ ،‬بحيث يجب �أن يحتوي خم�سا �صحنك على طعام ن�شوي‬
‫‪21‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الكمية التي ينبغي تناولها من كل نوع من الأطعمة‬


‫خ�ضار‪� /‬سلطة‪/‬فاكهة‬
‫�أطعمة ن�شوية‬

‫م�صدر للبروتين‬
‫يف�ضل �أن يكون غني ًا بالألياف المتنوعة (مثل خبز الحبوب الكاملة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والبطاطا‪ ،‬والبا�ستا‪ ،‬والأرز)‪.‬‬
‫كما ينبغي �أن يحتوي خم�سا ال�صحن على الخ�ضار �أو ال�سلطة �أو‬
‫الفاكهة‪� .‬أما الخم�س الباقي فينبغي �أن ي�شكل م�صدر ًا للبروتين مثل‬
‫اللحوم �أو البي�ض �أو ال�سمك �أو البقوليات �أو الجبنة‪.‬‬
‫وب�ضمان الح�صول على هذه الن�سب من الم�صادر الغذائية‬
‫والحفاظ عليها ف�إنه ينبغي �أن يبقى م�ستوى الغلوكوز في دمك �ضمن‬
‫المعدالت المرغوبة‪.‬‬
‫ويمكن الح�صول على الكربوهيدرات بطيئة التفكك من الخبز‬
‫والبا�ستا والأرز والخبز الهندي (ت�شاباتي) وحبوب الإفطار الكاملة‬
‫والبطاطا‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫وته�ضم الأطعمة ال�سكر ّية ب�سرعة‪ ،‬كما يجري امت�صا�صها في‬
‫مجرى الدم بطريقة �سريعة فتزيد من م�ستويات الغلوكوز في الدم‪،‬‬
‫‪22‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫الكربوهيدرات بطيئة التفكك‬


‫الخبز والبا�ستا والأرز وال�شباتي�س وحبوب الإفطار والبطاطا والفاكهة‪.‬‬

‫وهذا ما يح�صل مع الحلويات وال�شوكوالتة وال�س ّكر والم�شروبات‬


‫الغازية المح ّالة‪ ،‬وقوالب الحلوى‪ ،‬والب�سكويت‪ .‬وال ي�ض ّر تناول هذه‬
‫الم�أكوالت �أحيان ًا‪ ،‬لكن حاول �أن تتناول بدائل خالية �أو قليلة ال�س ّكر‪،‬‬
‫و�أن تتناول م�شروبات غير محالة‪ ،‬و�أحيان ًا الب�سكويت العادي‪،‬‬
‫والحلوى‪ ،‬و�أن تح ّد من حجم القطعة‪.‬‬
‫ويعتبر الوقت الأف�ضل لتناول طعام حلو‪ ،‬في �أثناء الوجبة‬
‫الرئي�سية �أو بعدها لأنه يجري امت�صا�ص ال�س ّكر ب�شكل �أبط�أ عند‬
‫تناوله مع �أنواع �أخرى من الطعام‪.‬‬
‫المف�ضلة لتحتوي على كميات �أقل من ال�س ّكر‪،‬‬‫ّ‬ ‫�إذ ًا‪ ،‬غ ّير و�صفاتك‬
‫لكن انتبه �إلى �أن الأطعمة ال�سكرية مرتفعة ال�سعرات الحرارية‪،‬‬
‫يف�ضل الح ّد من هذه الم�أكوالت �إن كنت قلق ًا ب�ش�أن وزنك‪.‬‬‫وبالتالي ّ‬

‫‪23‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الكربوهيدرات الب�سيطة‬
‫تفادى �أو حد من تناول الكربوهيدرات الب�سيطة كونها تت�سبب بارتفاع مفاجئ في‬
‫م�ستوى الغلوكوز بالدم‪.‬‬

‫احت�ساب الكربوهيدرات‬
‫بما �أن الكربوهيدرات هي الم�صدر الأ�سا�سي الفوري للغلوكوز‬
‫من الغذاء‪ ،‬فهناك مدر�سة تعتبر �أنه ينبغي على الم�صابين بال�سكري‬
‫محاولة احت�ساب الكمية الموجودة في كل وجبة غذائية و�ضبط‬
‫جرعة الإن�سولين وفق ًا لذلك‪ .‬وبذلك‪ ،‬ف�إن وجبة غذائية تحتوي على‬
‫كمية �أكبر من الكربوهيدرات �ستحتاج �إلى جرعة �أكبر من الإن�سولين‬
‫والعك�س �صحيح �أي�ض ًا‪.‬‬
‫ويدعى هذا النظام باحت�ساب الكربوهيدرات‪ ،‬وهو مفيد ب�شكل‬
‫خا�ص للمر�ضى الذين ي�ستخدمون نظام الحقن المتعدد للإن�سولين‬
‫(راجع ال�صفحة ‪� )52‬أو م�ضخة الإن�سولين (راجع ال�صفحة ‪.)61‬‬
‫وال�سائد هو �أخذ وحدة من الإن�سولين لكل ‪� 7‬إلى ‪ 20‬غرام ًا من‬
‫الكربوهيدرات‪ ،‬وفق ًا لعمر ال�شخ�ص وحجم ج�سمه‪.‬‬
‫وت�شبه هذه الطريقة نظام بدائل الكربوهيدرات القديم‪ ،‬لكنها ال‬
‫‪24‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫ت�شتمل على ح ّد يومي من كم ّية الغذاء‪ ،‬بل هي بب�ساطة طريقة يحا َول‬
‫بها مطابقة جرعة الإن�سولين مع حجم الوجبة الغذائية‪.‬‬
‫و ُيظهر الجدول في ال�صفحة التالية �أمثلة على كميات بع�ض‬
‫الأطعمة ال�سائدة التي توازي ‪ 15‬غرام ًا من الكربوهيدرات‪ .‬وقد‬
‫اخت ِبر هذا النظام �ضمن بحث كبير برعاية منظمة مكافحة ال�سكري‬
‫في بريطانيا ‪ -‬م�شروع تعليم الم�صابين بال�سكري تحديد جرعات‬
‫الإن�سولين التي ينبغي �أخذها بح�سب وجباتهم الطبيعية‪.‬‬
‫وب ّين البحث �أنه بتعليم مر�ضى النوع الأول من ال�سكري على‬
‫كيفية التحكم بالإن�سولين بح�سب كميات الكربوهيدرات التي‬
‫يحتويها النظام الغذائي غير المق َّيد‪ ،‬ظهر تحكم �أف�ضل بكثير‬
‫لم�ستويات الغلوكوز في الدم في نهاية العام لدى ه�ؤالء المر�ضى‪،‬‬
‫مقارنة بمجموعة �أخرى من المر�ضى ت� ّأجل تعليمها على الطريقة‬
‫المذكورة‪ .‬وقد �صادق المعهد الوطني البريطاني لل�صحة واالمتياز‬
‫ال�سريري على هذا البرنامج الذي بات حالي ًا متوفر ًا في �أنحاء‬
‫المملكة المتحدة‪.‬‬
‫�أما بالن�سبة �إلى النوع الثاني من ال�سكري فقد �أظهر برنامج‬
‫�شخ�ص‬‫يدعى (‪ )DESMOND‬لتعليم الم�صابين بال�سكري الذين ّ‬
‫عندهم المر�ض حديث ًا‪ ،‬على الإدارة الذاتية له‪ ،‬نتائج واعدة وهو‬
‫منت�شر �أي�ض ًا ب�شكل وا�سع‪.‬‬
‫الدهون‬
‫يمكن للنظام الغذائي الغني بالدهون �أن ي�ؤدي �إلى زيادة في‬
‫الوزن و�إلى ارتفاع في م�ستوى الكولي�سترول بالدم‪ ،‬وي�ساهم في‬
‫الإ�صابة ب�أمرا�ض القلب‪ .‬كما يمكن لمثل هذا النظام �أن يجعل‬
‫الج�سم �أقل ا�ستجابة للإن�سولين‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الح�ص�ص الغذائية التي توازي ‪ 15‬غراماً‬


‫من الكربوهيدرات‬
‫الخبز وحبوب الإفطار‬
‫قطعة واحدة من خبز الحبوب الكاملة‬
‫‪ 6‬قطع من الب�سكوت الجاف‬
‫كعكة موفين‪ /‬لفافة هوت دوغ‪ /‬كعكة هامبرغر‬
‫‪ 25‬غرام ًا (�أوقية) من حبوب الإفطار غير المحالة‬
‫الخ�ضار‬
‫‪ 50‬غرام ًا (�أوقيتان) من براعم البروكلي‪ ،‬والجزر‪ ،‬والكراث‪،‬‬
‫والملفوف‪ ،‬والقرنبيط‪ ،‬جميعها مطبوخة‪.‬‬
‫‪ 100‬غرام من البطاطا المهرو�سة‬
‫‪ 50‬غرام ًا من رقائق البطاطا (بين ‪� 16‬إلى ‪)25‬‬
‫ن�صف حبة بطاطا متو�سطة الحجم م�شوية‬
‫‪ 50‬غرام ًا من الأرز المطبوخ (�أوقيتان)‬
‫‪ 70‬غرام ًا من البا�ستا (‪� 2.5‬أوقيات)‬
‫والكم ّية م�ضاعفة للح�ص�ص الطازجة‪.‬‬
‫الفاكهة‬
‫تفاحة واحدة (‪ 150‬غرام ًا)‬
‫برتقالة واحدة‬
‫موزة �صغيرة‬
‫ن�صف حبة غريب فروت‬
‫حبتا كيوي‬
‫ال�شراب‬
‫‪ 150‬ملليلتر ًا من ع�صير الفاكهة‬
‫ن�صف لتر من الج ّعة‬
‫ربع لتر حليب (�أي نوع)‬

‫‪26‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫وثمة نوعان من الدهون‪ :‬الم�شبعة وغير الم�شبعة‪.‬‬


‫الدهون (الحيوانية) الم�شبعة‬
‫توجد هذه الدهون في الزبدة و�شحم الخنزير والوجبات‬
‫الد�سمة والمعجنات وغيرها‪ ،‬وب�إمكانها �أن تزيد م�ستوى‬
‫الكولي�سترول في الدم (راجع «�إذا تعقّدت الأمور» ال�صفحة‬
‫‪.)105‬‬
‫ولذلك‪ ،‬من المهم التخفيف من تناول هذه الأنواع من‬
‫الأطعمة‪ ،‬والتعوي�ض عنها بزيادة الكميات المتناولة من‬
‫الفاكهة والخ�ضار والبقوليات مثل العد�س والفا�صوليا‪ ،‬وزيت‬
‫ال�سمك‪ ،‬وال�شوفان‪.‬‬
‫الدهون غير الم�شبعة‬
‫تعد هذه الدهون �أف�ضل قلي ًال ل�صحتك من الدهون‬
‫الم�شبعة‪ ،‬وهي ت�أتي ب�شكلين‪:‬‬
‫‪1 .1‬الدهون المتعددة غير الم�شبعة وتوجد في زيت دوار‬
‫ال�شم�س‪ ،‬والزيت النباتي ال�صافي‪ ،‬وزيت الذرة‪ ،‬وال�سمن‬
‫الم�صنوع من دوار ال�شم�س‪ ،‬ولها ت�أثير ب�سيط في م�ستويات‬
‫الكولي�سترول‪.‬‬
‫‪2 .2‬الدهون الأحادية غير الم�شبعة وتوجد في زيت الزيتون‬
‫وال�سمنة الم�صنوعة منه‪ ،‬وفي زيت بذور اللفت والقرطم‪،‬‬
‫المك�سرات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و�أغلب‬
‫ويعتقد �أن هذا النوع من الدهون هو الأكثر فائدة �إذ‬
‫ب�إمكانه �أن يخف�ض م�ستويات الكولي�سترول «ال�ضار» في الدم‬
‫(البروتينات الدهنية منخف�ضة الكثافة)‪ ،‬ويرفع م�ستويات‬
‫الكولي�ستيرول «الحميد» (البروتينات الدهنية عالية الكثافة)‪.‬‬
‫وينبغي ا�ستخدام هذه الدهون‪ ،‬ما �أمكن‪ ،‬كبديل عن‬
‫الدهون الم�شبعة �أو المتعددة غير الم�شبعة‪.‬‬
‫وتت�ش ّكل الدهون التقابلية عند خ�ضوع الدهون لعملية‬
‫‪27‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫كيميائية تدعى «الهدرجة» لت�صبح قا�سية‪ ،‬وتزيد الدهون التقابلية‬


‫م�ستويات الكولي�سترول «ال�ضار» في الدم وتخف�ض م�ستويات‬
‫الكولي�سترول «الحميد»‪ ،‬ولذلك فب�إمكانها �أن تزيد من خطر الإ�صابة‬
‫ب�أمرا�ض القلب‪.‬‬
‫ولذلك‪ ،‬فمن ال�ضروري الحد من تناول الطعام الذي يحتوي على‬
‫هذا النوع من الدهون الموجود غالب ًا في ال�سمن والب�سكويت وقوالب‬
‫الحلوى والأطعمة المقلية والمعجنات والأطعمة الم�شوية وغيرها من‬
‫الأطعمة المعا َلجة الم�ص ّنعة من الزيوت المهدرجة �أو المقلية فيها‪.‬‬
‫كما توجد الدهون التقابلية بكميات قليلة في مختلف منتجات اللحوم‬
‫والحليب‪.‬‬
‫تذ ّكر �أن الدهون كلها غنية بال�سعرات الحرارية‪ ،‬وقد ت�ؤدي �إلى‬
‫زيادة الوزن في حال ا�ستهالكها بكميات زائدة‪.‬‬

‫الدهون في الأطعمة‬

‫اختر البدائل منخف�ضة الدهون مثل‬


‫خ ّفف من الأطعمة الغن ّية‬ ‫الخبز واللحوم الخالية من الدهن‬
‫بالدهون الحيوانية‬ ‫والفاكهة والخ�ضار وال�سمك والدجاج‬
‫‪28‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫الأ�سماك الزيت ّية‬


‫تحتوي الأ�سماك الزيت ّية‪ ،‬مثل الماكريل‪ ،‬والرنجة‪ ،‬وال�سلمون‪،‬‬
‫والترويت‪ ،‬وال�سردين‪ ،‬على زيوت مفيدة تعرف بزيوت «�أوميغا ‪.»3‬‬
‫وقد �أظهرت الأبحاث �أن هذه الزيوت ت�ساعد على التخفيف من‬
‫لزوجة الدم وخف�ض معدالت الكولي�سترول‪ ،‬كما ب�إمكانها �أن تقي �ضد‬
‫�أمرا�ض القلب بم�ساعدته على الخفقان ب�شكل �أكثر انتظام ًا ومنع‬
‫ح�صول ت�ص ّلب ال�شرايين‪.‬‬
‫كما ُيعتقد ب�أن هذه الزيوت مفيدة �أي�ض ًا في التخفيف من‬
‫االلتهابات‪ ،‬وقد ت�ساعد في التخفيف من �أعرا�ض التهاب المفا�صل‪.‬‬
‫وعلى الرغم من �أن الأبحاث الأخيرة تظهر فائدة ب�سيطة فقط‬
‫لهذه الأ�سماك‪� ،‬إال �أن خبراء التغذية يو�صون بتناولها مرة �أو مرتين‬
‫في الأ�سبوع‪ ،‬وينبغي �شرا�ؤها طازجة �أو مع ّلبة في محلول ملحي‬
‫(با�ستثناء التونة المعلبة �إذ �إن مادة الأوميغا ‪ 3‬فيها تُتلف �أثناء عملية‬
‫المعالجة) �أو في �صل�صة البندورة‪ ،‬وتج ّنب تناول الأ�سماك المعلبة‬
‫ب�أي نوع من �أنواع الزيوت‪.‬‬
‫وتتوفر حالي ًا الأوميغا ‪ 3‬كمتممات غذائية تحتوي على زيوت‬
‫كاف يدعم ا�ستخدامها‬ ‫ال�سمك المفيدة‪ ،‬لكن ال يوجد دليل ٍ‬
‫ف�ضل الح�صول‬ ‫للم�صابين بال�سكري‪ ،‬عدا عن �أنها غالية الثمن‪ .‬و ُي ّ‬
‫على الزيوت من الأ�سماك نف�سها‪ ،‬بد ًال من هذه المتممات‪.‬‬
‫تحب تناول ال�سمك‪ ،‬ج ّرب عندها كبديل‪ ،‬الخ�ضروات‬ ‫و�إن كنت ال ّ‬
‫الورقية الخ�ضراء �أو المك�سرات �أو الحبوب �أو الأطعمة الغنية‬
‫بالأوميغا ‪ 3‬مثل بي�ض كولومبو�س‪.‬‬
‫الألياف‬
‫يمكن �أن تكون الألياف �إما قابلة للذوبان (تذوب في الماء وتبطئ‬
‫امت�صا�ص الغذاء)‪� ،‬أو غير قابلة للذوبان (ال يمكن ه�ضمها وت�ساعد‬
‫في منع الإم�ساك)‪.‬‬
‫ً‬
‫وتعتبر الألياف غير القابلة للذوبان مفيدة �أي�ضا �إذا كنت ت�سعى للتخفيف‬
‫من وزنك لأنها ت�شعرك بال�شبع من دون �أي �سعرات حرارية �إ�ضافية‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫وال تعني زيادة الألياف في نظامك الغذائي �أن يحتوي كل �شيء‬


‫على الأرز الأ�سمر والنخالة‪ ،‬بل ينبغي تناول قرابة ‪ 30‬غرام ًا فقط‬
‫منها في اليوم‪.‬‬
‫ومن ال�ضروري الحفاظ على عمل �أمعائك ب�شكل ج ّيد‪ ،‬ويمكن‬
‫لبع�ض �أنواع الأطعمة‪ ،‬مثل الألياف القابلة للذوبان‪� ،‬أن ت�ساعد‬
‫على التحكم بم�ستوى الغلوكوز بالدم‪ ،‬وفي الحفاظ على م�ستويات‬
‫منخف�ضة للكولي�سترول‪.‬‬

‫الألياف‬
‫تناول الكثير من الفاكهة وكذلك الخ�ضار والحبوب الكاملة‬
‫للحفاظ على عمل �أمعائك كما ينبغي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫ما هي الح�صة الغذائية؟‬


‫ين�صح اخت�صا�صيو التغذية عادة بت�ضمين النظام الغذائي عدد ًا‬
‫من الح�ص�ص الغذائية من �أنواع مختلفة‪ ،‬ويظهر الجدول التالي‬
‫�أمثلة على حجم ح�ص�ص �أطعمة مع ّينة‪.‬‬
‫الح�صة‬
‫كمية ّ‬ ‫الغذاء‬
‫الفاكهة والخ�ضار‬
‫ال�شمام‪ ،‬الأنانا�س‪ ،‬غريب‬
‫�شرحة من الفاكهة الكبيرة‬ ‫فروت‬
‫ح ّبة واحدة متو�سطة الحجم‬ ‫الموز‪ ،‬التفاح‪ ،‬البرتقال‬
‫ح ّبتان �صغيرتان‬ ‫الخوخ‪ ،‬المندرين‬
‫حفنة واحدة‬ ‫العنب‪ ،‬الكرز‪ ،‬التوت‬
‫بين ن�صف ملعقة طعام وملعقة‬ ‫فاكهة مجففة‬
‫كاملة‬
‫�صاف وغير‬
‫ع�صير فاكهة ٍ‬
‫كوب �صغير‬ ‫مح ّلى‬
‫ملعقتا طعام‬ ‫�أي نوع من الخ�ضار‬
‫�صحن �صغير‬ ‫�سلطة‬
‫الحليب والألبان‬
‫الحليب ّ‬
‫منه)قليل الد�سم �أو كوب و�سط (‪ 200‬ملليلتر ًا)‬
‫(يف�ضل‬
‫حتى الخالي‬
‫اللبن العادي �أو المن ّكه قليل‬
‫وعاء �صغير‪ 150 ،‬غرام ًا‬ ‫الد�سم وال�سكر‬
‫واحدة بحجم علبة الثقاب‪،‬‬
‫‪ 25‬غرام ًا (مثل بري الطرية‪،‬‬ ‫الجبنة ّ‬
‫ويف�ضل منها قليلة‬
‫والكاممبير‪ ،‬و�إيدام‪ ،‬و�شيدر القليلة‬ ‫الد�سم‬
‫الدهون) وتعتبر الجبنة المتوفرة‬
‫‪31‬‬
‫في قطع �صغيرة �أكثر عملية‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ما هي الح�صة الغذائية؟‬


‫الح�صة‬
‫كمية ّ‬ ‫الغذاء‬
‫بحجم علبتي ثقاب �صغيرتين‪،‬‬ ‫الجبنة قابلة للدهن قليلة‬
‫‪ 80‬غرام‬ ‫الد�سم‬
‫وعاء �صغير‪ 100 ،‬غرام‬ ‫جبنة القري�ش‬
‫الجبنة قابلة للدهن الفرن�سية‬
‫وعاء �صغير‪ 150 ،‬غرام‬
‫قليلة الد�سم‬
‫اللحوم والأ�سماك والبدائل‬
‫قطعتان م�شويتان‬ ‫النقانق‬
‫اللحوم الخالية من الدهن مثل‬
‫لحم البقر‪ ،‬لحم الخروف‪،‬‬
‫‪ 100 - 50‬غرام‬
‫لحم الدجاج من دون جلد‪� ،‬أو‬
‫الأ�سماك الزيتية‬
‫�شرحتان‬ ‫اللحوم الباردة المطبوخة‬
‫‪ 150 100-‬غرام‬ ‫ال�سمك ‪ -‬الأبي�ض �أو تونة مع ّلبة‬
‫ثالثة �أ�صابع‬ ‫�أ�صابع ال�سمك‬
‫اثنتان‬ ‫البي�ض‬
‫البقوليات المطه ّوة ب�صل�صة‬
‫‪ 200‬غرام �أو ‪ 5‬مالعق طعام‬ ‫البندورة (قليلة ال�سكر والملح‬
‫�إن �أمكن)‬
‫‪ 4‬مالعق طعام مطه ّوة‬ ‫العد�س‬
‫الفا�صوليا ال�صنوبرية‬
‫‪ 4‬مالعق طعام مطه ّوة‬
‫والعري�ضة والبازالء‬
‫ملعقتا طعام‬ ‫المك�سرات‬
‫ملعقتا طعام‬ ‫زبدة الفول ال�سوداني‬

‫‪32‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫ن�صيحة لم�ساعدتك على الإفادة الق�صوى من غذائك‬


‫ن�صائح مفيدة‬
‫ •تناول الفاكهة �أو الخ�ضار مع كل وجبة‪ ،‬وتناولها كوجبات‬
‫خفيفة بين الوجبات الرئي�سية‬
‫ •�أ�ضف المزيد من الخ�ضار �إلى الأرز والبطاطا المطبوخة‬
‫والأطعمة المنكهة بالكاري والح�ساءات‬
‫ •�أ�ضف الفاكهة �إلى حبوب الإفطار‬
‫ن�صائح للطهي‬
‫ •يجب طهي الخ�ضار لمدة ق�صيرة بقليل من الماء لتفادي تلف‬
‫الفيتامينات والمعادن‬
‫ •ج ّرب طهي الخ�ضار بالميكروويف �أو بالبخار �أو قليها بكمية‬
‫قليلة من الزيت‬
‫الأطعمة التي تحتوي على �ألياف قابلة للذوبان‬
‫تعتبر الأطعمة‪ ،‬مثل البقوليات المطه ّوة قليلة ال�سكر‪ ،‬والبازالء‬
‫النا�ضجة‪ ،‬وح�ساء العد�س‪� ،‬إ�ضافة �إلى الأطباق التي تعتمد على‬
‫ال�شوفان‪ ،‬مثل الع�صيدة وحبوب �أخرى وكعك ال�شوفان‪ ،‬غن ّية‬
‫بالألياف القابلة للذوبان‪.‬‬
‫الأطعمة التي تحتوي على �ألياف غير قابلة للذوبان‬
‫تحتوي الأطعمة‪ ،‬مثل الحبوب الغنية بالألياف والخبز الم�ص ّنع‬
‫من الحبوب الكاملة �أو خبز القمح‪ ،‬والخ�ضروات غير المق�شرة‬
‫والفاكهة‪� ،‬إ�ضافة �إلى النوع الكامل من البا�ستا والطحين والأرز‪،‬‬
‫غالب ًا على الألياف غير القابلة للذوبان‪.‬‬
‫�أهم ّية الماء‬
‫من المهم في حال زيادة كمية الألياف في نظامك الغذائي‪،‬‬
‫زيادة تناول ال�سوائل �أي�ض ًا‪ ،‬وبالتالي ينبغي �شرب ما بين ثمانية �إلى‬
‫‪33‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ع�شرة �أكواب من ال�سوائل في اليوم مثل الع�صير الخالي من ال�سكر‬


‫الم�ضاف‪ ،‬والماء‪ ،‬وال�شاي‪ ،‬لأن هذا ي�ساعد في تليين �أمعائك ويمنع‬
‫الإ�صابة بالإم�ساك‪.‬‬
‫الفاكهة والخ�ضار‬
‫تع ّد الفاكهة والخ�ضار مهمة لأنها قليلة الدهون وال�سعرات‬
‫الحرارية وهي تز ّودنا بكثير من الفيتامينات والمعادن والألياف‪.‬‬
‫وتحتوي جميع �أنواع الفواكه على كمية قليلة من ال�سكر الطبيعي على‬
‫الرغم من �أن بع�ضها قد يكون حلو ًا جد ًا (مثل العنب والمانغا)‪،‬‬
‫وبالتالي من ال�ضروري �أن يكون تناولها مو ّزع ًا على فترات في �أثناء‬
‫النهار من �أجل خف�ض كمية ال�سكر التي تح�صل عليها في وقت واحد‪.‬‬
‫ويو�صى بتناول خم�س ح�ص�ص من الفواكه والخ�ضار في اليوم‪� ،‬إذ‬
‫قد ي�ساعد ذلك على الحماية من �أمرا�ض القلب ويخف�ض م�ستويات‬
‫الكولي�سترول في الدم‪ .‬وتع ّد الفواكه الطازجة والمج ّمدة والمعلبة في‬
‫ع�صير طبيعي كلها منا�سبة‪ .‬وال تع ّد البطاطا عادة ح�صة خ�ضار‪،‬‬
‫لكنها بالطبع م�صدر مهم للكربوهيدرات‪ .‬و�إن كنت تتبع نظام ًا‬
‫غذائي ًا متوازن ًا‪ ،‬فال تحتاج عملي ًا �إلى تناول �أي كميات �إ�ضافية من‬
‫المت ّممات الغذائية التي تحتوي على الفيتامينات �أو المعادن‪.‬‬
‫البروتين‬
‫يع ّد البروتين جزء ًا مهم ًا في حميتك لأنه �ضروري لإ�صالح‬
‫الأن�سجة والع�ضالت وتحفيز النمو الطبيعي للأطفال‪ .‬لكنك تحتاج‬
‫فقط �إلى كمية �صغيرة ن�سبي ًا –انظر �إلى المقدار في الجدول في‬
‫ال�صفحة التالية‪.‬‬
‫ويعتبر البي�ض وال�سمك واللحوم ومنتجات الحليب م�صادر‬
‫جيدة للبروتين‪ ،‬غير �أن هذه الأطعمة قد تحتوي على كميات عالية‬
‫من الدهون وبالتالي من المهم ا�ستخدام الأنواع قليلة الدهون‬
‫متى �أمكن‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫كميات البروتين المطلوبة‬


‫تح َّدد كمية البروتينات المو�صى بها في نظامك الغذائي اليومي‬
‫�أو ًال وفق ًا لعمرك وجن�سك‪ ،‬والأرقام الموجودة في الجدول التالي‬
‫هي متو�سط االحتياجات التقديري‪.‬‬
‫الن�ساء‬ ‫الرجال‬ ‫الأطفال‬
‫عدد‬ ‫عدد‬
‫الغرامات العمر‬ ‫عدد‬
‫الغرامات العمر‬ ‫العمر‬
‫(بال�سنوات) الغرامات‬ ‫(بال�سنوات)‬ ‫(بال�سنوات)‬
‫في اليوم‬ ‫في اليوم‬ ‫في اليوم‬
‫‪ 33.1‬غ‬ ‫‪14-11‬‬ ‫‪ 33.8‬غ‬ ‫‪14-11‬‬ ‫‪ 11‬غ‬ ‫�أقل من ‪1‬‬

‫‪ 37.1‬غ‬ ‫‪18-15‬‬ ‫‪ 46.1‬غ‬ ‫‪18-15‬‬ ‫‪ 11.7‬غ‬ ‫‪3-1‬‬

‫‪ 36.0‬غ‬ ‫‪50-19‬‬ ‫‪ 44.4‬غ‬ ‫‪50-19‬‬ ‫‪ 14.8‬غ‬ ‫‪6-4‬‬

‫‪ 37.2‬غ‬ ‫‪+50‬‬ ‫‪ 42.6‬غ‬ ‫‪+50‬‬ ‫‪ 22.8‬غ‬ ‫‪10-7‬‬

‫وال تعطي منظمة ال�صحة العالمية �أرقام ًا لمن تتراوح �أعمارهم‪،‬‬


‫بين ال�صفر والثالثة �أعوام‪ ،‬وبالتالي ال يمكن احت�ساب متو�سط‬
‫االحتياجات التقريبي لهم من البروتينات‪ ،‬وقد و�ضع كل الأطفال ما‬
‫دون ال�سنة مع ًا �ضمن فئة عمرية واحدة لتفادي الوقوع بااللتبا�س‪.‬‬
‫نماذج من الأطعمة التي تو ّفر قرابة ‪ 6‬غرامات من‬
‫البروتين‬
‫‪ 200‬ملليلتر ًا‬ ‫الحليب كامل الد�سم‬
‫واحدة متو�سطة الحجم ‪ /‬الحجم ‪3‬‬ ‫البي�ض‬
‫‪ 6‬مالعق طعام‬ ‫الحبوب المطهوة‬
‫‪ 20‬ملليغرام ًا‬ ‫اللحم الأحمر‬
‫‪ 25‬غرام ًا‬ ‫الدجاج‬
‫‪ 25‬غرام ًا‬ ‫الجبن‬
‫‪ 50‬غرام ًا‬ ‫البا�ستا‬

‫‪35‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الملح‬
‫يمكن �أن تت�سبب كثرة الملح في الأطعمة بارتفاع �ضغط الدم‪،‬‬
‫وبالتالي ينبغي عدم تناول ما يزيد عن ‪ 6‬غرامات (ملعقة �صغيرة‬
‫ممتلئة) من الملح في اليوم الواحد‪.‬‬
‫و�إن كنت تعاني من ارتفاع في �ضغط الدم‪ ،‬عندها ينبغي تناول‬
‫�أقل من ‪ 3‬غرامات من الملح في اليوم (ن�صف ملعقة �صغيرة)‪.‬‬
‫ا�ضرب كمية ال�صوديوم‬
‫والحت�ساب كمية الملح الموجودة في المنتج‪ِ ،‬‬
‫(موجودة عادة على المكونات التي تل�صق على علب و�أكيا�س‬
‫الأطعمة) بـ ‪( 2.5‬مرتين ون�صف الم ّرة)‪.‬‬
‫وعليك تذ ّوق الطعام �أو ًال‪ ،‬فقد ال تحتاج �إلى �إ�ضافة الملح‪ ،‬بل‬
‫ا�ستخدم كبديل‪ ،‬الأع�شاب والبهارات وحام�ض الليمون والفلفل‬
‫والثوم وغيرها‪ ،‬وال ت�ضف الملح �أثناء الطهي �أو على الطاولة‪ .‬وحاول‬
‫التخفيف من تناول الأطعمة المعالجة (الم�ص ّنعة) مثل الوجبات‬
‫الجاهزة �أو المعل ّبة‪ ،‬واللحوم المق ّددة‪ ،‬والبيتزا‪ ،‬الحتوائها على كثير‬
‫من الملح المخ ّب�أ‪ ،‬وابتعد عن الوجبات الخفيفة المالحة مثل رقائق‬
‫والمك�سرات المم ّلحة �أو المح ّم�صة‪ ،‬كما تحتوي بع�ض حبوب‬
‫ّ‬ ‫البطاطا‬
‫الإفطار والخبز على كمية عالية ن�سبي ًا من الملح‪.‬‬
‫�أنظمة غذائية خا�صة‬
‫�س ّوق البع�ض للأنظمة الغذائية الغن ّية بالبروتينات �أو المنخف�ضة‬
‫الكربوهيدرات على �أنها ج ّيدة‪ ،‬خ�صو�ص ًا لمن يرغبون بخف�ض‬
‫�أوزانهم‪ ،‬ولهذه الأقوال بع�ض من الأ�سا�س العلمي‪ ،‬لكنك �إن كنت‬
‫تتلقى عالج ًا بالحبوب �أو الإن�سولين‪ ،‬فعليك حينها ا�ست�شارة فريقك‬
‫المعالج قبل البدء باتباع مثل هذه الأنظمة‪.‬‬
‫وقد يت�سبب الخف�ض الكبير لتناول الكربوهيدرات بنق�ص لل�سكر‬
‫في الدم‪ .‬كما قد يكون للأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين ت�أثير �ضار‬
‫طويل الأمد على الكليتين‪ ،‬وخ�صو�ص ًا لدى المر�ضى الذين يعانون‬
‫من البيلة البروتينية ومن ف�شل كلوي مبكر (راجع ال�صفحة ‪.)111‬‬

‫‪36‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫و�إلى حين الت�أكد من �سالمة هذه الأنظمة الغذائية في الأمد‬


‫البعيد‪ ،‬ف�إن تناول مزيج من البروتينات والكربوهيدرات والدهون‬
‫ب�شكل متوازن‪ ،‬كما �أ�شير �سابق ًا‪ ،‬يبقى الخيار الأ�سلم‪.‬‬
‫وقد �أظهر بحث حديث يتعلق بالأنظمة الغذائية التي تنخف�ض‬
‫فيها ال�سعرات الحرارية جد ًا‪ ،‬نتائج واعدة للأ�شخا�ص الذين عانوا‬
‫حديث ًا من النوع الثاني من ال�سكري‪ ،‬لكن هذه الأنظمة ال تزال‬
‫تجريبية‪ ،‬وال ينبغي البدء باتباعها من دون مناق�شة الأمر مع فريقك‬
‫المعالج لل�سكري‪.‬‬
‫الأطعمة الخا�صة بال�سكري‬
‫ف�ضل تج ّنب الأطعمة الخا�صة بال�سكري‪ ،‬مثل ال�شوكوالته‬ ‫ُي ّ‬
‫والحلويات والمر ّبى الخا�ص بال�سكري‪ ،‬لأنها تخلو من الفائدة‬
‫للم�صابين بهذا المر�ض‪ ،‬ويمكن �أن تت�س ّبب بالإ�سهال في حال تناولها‬
‫بكميات كبيرة �إذ تحتوي على مادة ُمحل ّية تدعى «ال�سوربيتول» غير‬
‫قابلة لالمت�صا�ص‪.‬‬
‫ً‬
‫كما قد تكون هذه الأطعمة �أي�ضا غن ّية بالدهون‪ ،‬وهي غالية الثمن‪.‬‬
‫التح ّكم بوزنك‬
‫يرتبط النوع الثاني من ال�سكري غالب ًا بزيادة الوزن‪ ،‬ويمكن‬
‫لل�سمنة �أن تجعل م�س�ألة التحكم بال�سكر في الدم �أكثر �صعوبة‪.‬‬
‫و�إن كنت تعاني من الوزن الزائد (انظر في الجدول الالحق)‪،‬‬
‫فمن المفيد ل�صحتك خ�سارة بع�ض من وزنك‪� ،‬إذ �إن خف�ض ‪%10‬‬
‫ال�صحة ب�سبب‬
‫ّ‬ ‫فقط من الوزن يمكن �أن يحدث تح�سن ًا كبير ًا في‬
‫تح�سن التح ّكم بال�سكري و�ضغط الدم وم�ستويات الكولي�سترول‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتذ ّكر �أنه ب�إمكانك خ�سارة الوزن فقط عند تناولك الطعام بكميات‬
‫تقل عما يحتاج �إليه الج�سم للقيام ب�أن�شطته اليومية‪ ،‬وقد تجد �أنه ي�سهل‬
‫عليك �إجراء التغييرات ب�شكل تدريجي‪ ،‬ولي�س دفعة واحدة‪.‬‬
‫وقد ترغب عائلتك �أي�ض ًا في الم�شاركة وتغيير نظامها الغذائي‬
‫لت�أكل ب�شكل �صحي �أكثر‪ ،‬و�ستظهر الئحتنا للأكل ال�صحي كيفية‬
‫‪37‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫القيام بذلك (انظر ال�صفحة ‪)20‬؛ ا�ستبدل �أغذيتك التي تتناولها‬


‫عادة بتلك المذكورة في القائمة‪.‬‬
‫وفي حال رغبت في مناق�شة �أي من هذه النقاط �أو رغبت في‬
‫الح�صول على مزيد من المعلومات‪ ،‬اطلب من طبيبك تحويلك‬
‫ال�ست�شارة اخت�صا�صي في التغذية‪.‬‬
‫ج ّرب هذه الن�صائح لخف�ض الوزن‬
‫ •تج ّنب الأطعمة المقلية والدهنية (راجع ال�صفحة ‪)26‬‬
‫ •تناول ح�ص�ص ًا غذائية �أ�صغر حجم ًا‬
‫ •تج ّنب الوجبات الخفيفة مثل رقائق البطاطا والب�سكويت‪،‬‬
‫وج ّرب تناول الفواكه كبديل‬
‫ •تناول الوجبات المنتظمة‬
‫ •مار�س المزيد من التمارين الريا�ضية‬

‫الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‬
‫يمكن ا�ستخدام الم�ؤ�شر الغالي�سيمي كدليل لقيا�س �سرعة رفع‬
‫الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات لم�ستويات الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫و ُيحت�سب الم�ؤ�شر عبر النظر �إلى ارتفاع معدالت الغلوكوز بالدم‬
‫بعد تناول ‪ 50‬غرام ًا من الكربوهيدرات الموجودة في طعام مح ّدد‬
‫يحتوي على هذه ال�سكريات‪.‬‬
‫الأطعمة مرتفعة ومنخف�ضة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‬
‫تعطى الأطعمة رقم ًا ما بين ‪� 0‬إلى ‪ ،100‬بحيث ُيعطى الغلوكوز‬
‫ال�صافي م�ؤ�شر ‪.100‬‬
‫وتعد الأطعمة التي يزيد م�ؤ�شرها الغالي�سيمي عن ال�سبعين مرتفعة‬
‫الم�ؤ�شر‪� ،‬أي �إنها ترفع م�ستويات الغلوكوز في الدم ب�سرعة‪ ،‬و�أما الأطعمة‬
‫التي يتراوح م�ؤ�شرها ما بين ‪58‬و ‪ 69‬فهي تعد متو�سطة الم�ؤ�شر ويكون‬
‫ت�أثيرها في م�ستويات الغلوكوز في الدم معتد ًال‪.‬‬
‫وتعد الأطعمة التي يقل م�ؤ�شرها الغالي�سيمي عن الـ ‪ ،55‬منخف�ضة‬
‫الم� ّؤ�شر لأن ت�أثيرها على م�ستويات ال�سكر في الدم بطيء �أو ب�سيط‪.‬‬
‫ويبدو من الحكمة �إتباع نظام غذائي منخف�ض الم�ؤ�شر‬
‫‪38‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫كم ينبغي �أن يكون وزنك؟‬


‫ي�ش ّكل م�ؤ�شر كتلة الج�سم مقيا�س ًا مفيد ًا للوزن ال�صحي‬ ‫ •‬
‫قِ�س طولك بالمتر ووزنك بالكيلوغرام‬ ‫ •‬
‫اح�سب م�ؤ�شر كتلة ج�سمك كالآتي‪:‬‬ ‫ •‬
‫م�ؤ�شر كتلة الج�سم= وزنك بالكيلوغرامات‬
‫طولك بالمتر × طولك بالمتر‬ ‫ ‬
‫=‪24.8‬‬ ‫‪70‬‬ ‫مثال‪:‬‬

‫ •‬
‫‪1.68×1.68‬‬
‫يو�صى بمحاولة الحفاظ على م�ؤ�شر كتلة ج�سم يتراوح بين ‪ 18.5‬و‪.24.9‬‬
‫وي�شكل الر�سم البياني التالي طريقة �أ�سهل لتقدير م� ّؤ�شر كتلة ج�سمك‪ .‬انظر �إلى‬
‫طولك ووزنك‪ ،‬وحيث تلتقي الخطوط في الر�سم يكون م�ؤ�شر كتلة ج�سمك‪.‬‬
‫ •‬
‫‪(äÉ°UƒÑdGh Ωó≤dÉH) ¿RƒdG‬‬
‫”‪4’ 9‬‬ ‫”‪4’ 11‬‬ ‫”‪5’ 1‬‬ ‫”‪5’ 3‬‬ ‫”‪5’ 5‬‬ ‫”‪5’ 7‬‬ ‫”‪5’ 9‬‬ ‫”‪5’ 11‬‬ ‫”‪6’ 1‬‬ ‫”‪6’ 3‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪18st 13lb‬‬

‫‪115‬‬ ‫‪18st 2lb‬‬

‫‪110‬‬ ‫‪Gk óL Úª°S‬‬ ‫‪17st 5lb‬‬


‫‪≥40‬‬
‫‪105‬‬ ‫‪16st 7lb‬‬

‫‪100‬‬ ‫‪15st 10lb‬‬

‫‪95‬‬ ‫‪Úª°S‬‬ ‫‪14st 13lb‬‬


‫‪30–39.9‬‬
‫‪(äÉeGôZƒ∏«µdÉH) ¿RƒdG‬‬

‫‪(πWôdGh ôé◊ÉH) ¿RƒdG‬‬

‫‪90‬‬ ‫‪14st 2lb‬‬

‫‪85‬‬ ‫‪13st 5lb‬‬

‫‪80‬‬
‫‪¿RƒdG óFGR‬‬ ‫‪12st 8lb‬‬
‫‪25–29.9‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪11st 11lb‬‬

‫‪70‬‬
‫‪í«ë°U ¿Rh‬‬ ‫‪11st 0lb‬‬

‫‪18.5–24.9‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪10st 3lb‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪9st 6lb‬‬

‫‪55‬‬
‫‪»©«Ñ£dG øe πbCG ¿Rh‬‬ ‫‪8st 9lb‬‬
‫‪<18.5‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪7st 12lb‬‬

‫‪45‬‬ ‫‪7st 1lb‬‬


‫‪1.45‬‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪1.55‬‬ ‫‪1.60‬‬ ‫‪1.65‬‬ ‫‪1.70‬‬ ‫‪1.75‬‬ ‫‪1.80‬‬ ‫‪1.85‬‬ ‫‪1.90‬‬
‫‪(äGΟÉH) ∫ƒ£dG‬‬

‫‪39‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الغالي�سيمي‪ ،‬لكنك تحتاج �إلى معرفة النقاط التالية‪:‬‬


‫ •�إن الأغذية منخف�ضة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي تميل �إلى �أن تكون‬
‫غن ّية بالألياف‪ ،‬وهي تُه�ضم ببطء وبالتالي يكون لها ت�أثير �أقل‬
‫في الغلوكوز في الدم بعد تناول الوجبة‪.‬‬
‫ •تميل الأغذية منخف�ضة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي �إلى جعلك ت�شعر‬
‫بال�شبع لمدة �أطول‪ ،‬ما قد يكون مفيد ًا لخ�سارة الوزن لأنك قد‬
‫تقلل من تناول الطعام‪.‬‬
‫ •هناك بع�ض الأدلة على �أن التحكم بم�ستوى ال�سكر في الدم‬
‫يتح�سن لدى من يتناولون الأغذية منخف�ضة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‪.‬‬‫ّ‬
‫ •تب ّين �أن الأغذية منخف�ضة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي تزيد من‬
‫البروتين الدهني مرتفع الكثافة وتقلل من المعدالت الكاملة‬
‫للكولي�سترول والدهون الثالثية‪ ،‬وهو �أمر ج ّيد‪.‬‬
‫ •يمكن �أن تت�سبب �إ�ضافة الحبوب والبذور في خف�ض الم�ؤ�شر‬
‫الغالي�سيمي‪ ،‬فخبز القمح على �سبيل المثال يتميز بم�ؤ�شر‬
‫غالي�سيمي �أكثر انخفا�ض ًا مما هو عليه في خبز الحبوب الكاملة‪.‬‬
‫ •يحت�سب الم�ؤ�شر الغالي�سيمي لغذاء واحد فقط‪ ،‬ف�إن تناولت‬
‫�أكثر من نوع واحد من الكربوهيدرات في وقت واحد يتغ ّير‬
‫الم�ؤ�شر عندها‪ .‬و�إن تناولت غذاء منخف�ض الم�ؤ�شر و�آخر مرتفع‬
‫الم�ؤ�شر‪ ،‬ف�إن مجمل قيمته في الوجبة كلها �سيكون بالن�صف بين‬
‫القيمتين منف�صلتين‪.‬‬
‫ •يمكن �أن يغ ّير الطهي وطريقة تح�ضير الطعام في قيمة الم�ؤ�شر‬
‫الغالي�سيمي‪ ،‬فالبطاطا المهرو�سة على �سبيل المثال عالية‬
‫الم�ؤ�شر‪ ،‬و�أما رقاقات البطاطا فهي معتدلة الم�ؤ�شر‪ .‬ويك�سر‬
‫الطهي الروابط الكيميائية بين الكربوهيدرات المر ّكبة‪ ،‬ما‬
‫يجعلها �أ�سهل لالمت�صا�ص‪ ،‬وبالتالي يزيد من قيمة الم�ؤ�شر‬
‫الغالي�سيمي‪ ،‬لكن هذا ال ينطبق على البقوليات التي تحافظ‬
‫على م�ؤ�شرها المنخف�ض بعد الطهي‪ .‬وتتك�سر هذه الروابط‬
‫بين الكربوهيدرات �أي�ض ًا عند م�ضغ الطعام ما قد يرفع الم�ؤ�شر‬
‫الغالي�سيمي‪.‬‬
‫ •تميل الأطعمة الم�صنعة الجاهزة للأكل �إلى �أنها عالية الم�ؤ�شر‬
‫‪40‬‬
‫العالج بالحمية الغذائية‬

‫الغالي�سيمي‪ ،‬مثل المعجنات‪.‬‬


‫ •يمكن للن�ضج �أن ي�ؤثر في قيمة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‪ ،‬فهو على �سبيل‬
‫المثال في الموزة النا�ضجة �أعلى مما هو في الموزة غير النا�ضجة‪.‬‬
‫الم�ؤ�شر الغالي�سيمي لأطعمة مختلفة‬
‫الم�ؤ�شر الغالي�سيمي المرتفع‬
‫ •الغلوكوز‬
‫ •البطاطا المهرو�سة حا ًال‬
‫ •البطاطا المهرو�سة‬
‫ •البطاطا الم�شوية‬
‫ •رقائق الذرة (الكورنفالك�س)‬
‫ •حلوى الهالم (الجيلي)‬
‫ •الخبز الأبي�ض‬
‫الم�ؤ�شر الغالي�سيمي المعتدل‬
‫ •الأرز الب�سمتي‬
‫ •الع�سل‬
‫ •الموز النا�ضج‬
‫ •البطاطا الم�سلوقة‬
‫ •خبز الحبوب مثل خبز القمح‬
‫الم�ؤ�شر الغالي�سيمي المنخف�ض‬
‫ •الموز غير النا�ضج‬
‫ •التفاح‬
‫ •العد�س‬
‫ • ّ‬
‫المك�سرات‬
‫ويجري امت�صا�ص بع�ض الأطعمة منخف�ضة الم�ؤ�شر ببطء �شديد‪،‬‬
‫والمك�سرات �إذ يتم امت�صا�ص الإن�سولين ب�سرعة �أكبر‬
‫ّ‬ ‫مثل البقوليات‬
‫غني بمثل‬
‫ّ‬ ‫غذائي‬ ‫نظام‬ ‫�ضنا‬‫ر‬‫ّ‬ ‫يع‬ ‫وقد‬ ‫المه�ضومة‪،‬‬ ‫أغذية‬ ‫مقارنة مع ال‬
‫هذه الأنواع من الأطعمة �إلى حدوث انخفا�ض في م�ستوى الغلوكوز‬
‫بالدم (راجع «كل ما يتعلق بالهيبوغالي�سيميا» في ال�صفحة ‪.)75‬‬
‫وتبطئ الدهون والبروتينات عملية امت�صا�ص الكربوهيدرات‪،‬‬
‫وبالتالي فهي تخف�ض قيمة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‪ ،‬فلرقائق البطاطا‬
‫م�ؤ�شر غالي�سيمي �أقل من البطاطا العادية‪ ،‬لأنها تحتوي على‬
‫الدهون‪ ،‬غير �أن تناول الأطعمة منخف�ضة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‬
‫‪41‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫والغن ّية بالدهون يمكن �أن ي�ؤدي �إلى زيادة في الوزن‪.‬‬


‫وب�سبب هذه الهواج�س‪ ،‬قد نواجه م�شكالت في اتباع نظام غذائي‬
‫يعتمد على الم�ؤ�شر الغالي�سيمي ب�شكل دقيق‪ ،‬لكن من المفيد معرفة‬
‫هذا الم�ؤ�شر بالن�سبة �إلى الأطعمة التي نتناولها ب�شكل منتظم‪ ،‬ومن‬
‫الحكمة �أن نتناول في كل وجباتنا الرئي�سية �أطعمة منخف�ضة الم�ؤ�شر‬
‫الغالي�سيمي‪ .‬وب�شكل عام‪ ،‬فمن المهم اتباع نظام متوازن غني بالألياف‬
‫والفاكهة والخ�ضار وقليل من الدهون والملح‪ ،‬وبالتالي ا�ستخدم‬
‫المعلومات ب�ش�أن الم�ؤ�شر الغالي�سيمي كجزء من اال�ستراتيجية الغذائية‬
‫الكاملة‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�س ّية‬


‫„ ُكل بانتظام‬ ‫„‬
‫„�ض ّمن وجباتك الغذائية بع�ض الأطعمة الن�شوية‬ ‫„‬
‫(الكربوهيدرات)‪ ،‬واختر الأنواع الغنية بالألياف قد الإمكان‬
‫„خفف من تناولك للدهون وتذكر دائم ًا االنتباه �إلى نوعها‬ ‫„‬
‫„ق ّلل من تناولك لل�سكر والأطعمة ال�سكر ّية‬ ‫„‬
‫„ا�س َع للحفاظ على وزنك المثالي ومار�س الريا�ضة بانتظام �إن‬ ‫„‬
‫�أمكن‬
‫„تناول الملح باعتدال‬ ‫„‬

‫‪42‬‬
‫العالج باألدوية‬

‫العالج ب�أقرا�ص الدواء‬


‫ثمة ‪� 6‬أنواع �أ�سا�سية من الأقرا�ص العالجية للم�صابين بالنوع‬
‫الثاني من ال�سكري وهي‪:‬‬
‫‪1 .1‬ال�سلفونايليوريا (‪)Sulfonylurea‬‬
‫‪2 .2‬البايجوانيد (‪)Biguanides‬‬
‫‪3 .3‬الأكاربوز (‪)Acarbose‬‬
‫‪4 .4‬الثايازوليندايونز (‪)Thiazolidinediones‬‬
‫‪5 .5‬الجلينايد (‪)Glinides‬‬
‫‪6 .6‬الجليبتين (‪)Gliptins‬‬

‫وتندرج جميع هذه الأدوية تحت ا�سم الأدوية الفموية الخاف�ضة‬


‫لل�سكر‪ ،‬ويمكن �أن ي�ؤخذ كل منها على حدة �أو كمر ّكب‪ .‬ويجد �أغلب‬
‫مر�ضى النوع الثاني من ال�سكري �أن هذه الأدوية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى �إتباع‬
‫طريقة �أكل �صح ّية‪ ،‬تجعل مر�ضهم تحت ال�سيطرة‪ ،‬على الرغم من‬
‫�أن الأمر قد ي�ستغرق بع�ض الوقت لمعرفة �أي مر ّكب من الأدوية �أو‬
‫�أي جرعة تنا�سبهم �أكثر‪ .‬لكن مع مرور الوقت قد يخ�سر المر�ضى‬
‫تدريجي ًا ا�ستجابة �أج�سامهم للأدوية فتزيد م�ستويات الغلوكوز بالدم‬
‫�إلى درجة تحتاج �إلى حقن من الإن�سولين‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬في حال عانيت من �آثار جانبية �أو وجدت ارتفاع ًا في‬
‫‪43‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫م�ستويات الغلوكوز في الدم عما ينبغي �أن تكون عليه‪ ،‬عندها عليك‬
‫مراجعة طبيبك �أو الفريق المتابع لحالتك لمناق�شة �إجراء تغييرات‬
‫محتملة على عالجك‪.‬‬
‫ال�سلفونايليوريا (‪)Sulfonylurea‬‬
‫يعمل هذا النوع من الأدوية على تحفيز البنكريا�س لإفراز‬
‫الإن�سولين المخزّن‪ ،‬ويمكن القول �إنه يرفع م�ستوى الإن�سولين‬
‫بالإنابة‪ ،‬وبذلك ي�ساعد على الحفاظ على م�ستوى غير مرتفع‬
‫للغلوكوز في الدم‪ .‬وتذ ّكر �أنك على الرغم من عدم تناولك في الواقع‬
‫للإن�سولين ف�إن هذه الأقرا�ص تعطي الت�أثير نف�سه لأنها ترفع كمية‬
‫الإن�سولين في �أوعيتك الدموية‪ ،‬ويمكن �أن ترتفع كمية الإن�سولين‬
‫كثير ًا ما قد يت�سبب بانخفا�ض كبير في م�ستويات الغلوكوز بالدم‪،‬‬
‫وقد تعاني في بع�ض الأحيان من �أعرا�ض انخفا�ض ال�سكر بالدم‬
‫«الهيبوغالي�سيميا» (راجع ال�صفحة ‪ .)75‬ولمنع ح�صول ذلك‪،‬‬
‫ينبغي الت�أكد من تناول الأكل بانتظام‪ ،‬و�أخذ الدواء �إما مع الطعام‬
‫�أو فور االنتهاء من تناوله‪.‬‬
‫ويمكن لأدوية «ال�سلفونايليوريا»‪ ،‬كما هو الحال مع الإن�سولين‪� ،‬أن‬
‫متو�سطة �أو طويلة الفعالية (انظر الحق ًا)‪ ،‬ويجب �أن‬
‫تكون ق�صيرة �أو ّ‬
‫ً‬
‫ت�ؤخذ مرة �أو مرتين �أو ثالث مرات في اليوم وفقا ل�سرعة عملها‪ .‬وال‬
‫تنا�سب الأنواع طويلة الفعالية دائم ًا الم�سنين �أو الذين ي�صعب عليهم‬
‫بفعل �أ�سلوب حياتهم تناول الوجبات الغذائية ب�شكل منتظم‪ ،‬ب�سبب‬
‫خطر الإ�صابة بانخفا�ض الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫الآثار الجانبية‬
‫بغ�ض النظر عن وجوب �أخذ العلم ب�إمكانية ح�صول انخفا�ض في‬
‫م�ستوى الغلوكوز بالدم عن المعدل الطبيعي‪ ،‬ف�إن �أغلب الأ�شخا�ص‬
‫ي�سجلون القليل من الآثار الجانبية‬
‫الذين يتناولون «ال�سلفونايليوريا» ّ‬
‫ي�سجلون �أي ًا منها‪.‬‬
‫الخطيرة �أو ربما ال ّ‬
‫و�سيكت�شف المري�ض بعد فترة ب�سيطة من ا�ستخدام هذه الأدوية‬
‫‪44‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫�أنها �ستخف�ض م�ستوى الغلوكوز في دمه وت�شعره بالجوع كثير ًا‪ ،‬ما قد‬
‫يك�سبه الكثير من الوزن �إن لم يحتر�س‪.‬‬
‫وقد ال يقدر عدد قليل من المر�ضى على تناول �أدوية‬
‫يتح�س�سون من‬‫«ال�سلفونايليوريا» لتح�س�سهم منها‪ ،‬و�إن كنت ممن ّ‬
‫ً‬
‫الم�ضاد الحيوي «�سبترين»‪ ،‬فقد يكون لج�سمك ردة فعل �أي�ضا على‬
‫هذا النوع من الأدوية الخاف�ضة لم�ستوى الغلوكوز في الدم‪.‬‬

‫�أ�سماء �أقرا�ص «ال�سلفونايليوريا» المتوفرة في بريطانيا‬


‫تحث جميع هذه الأنواع المختلفة من �أقرا�ص «ال�سلفونايليوريا»‬
‫البنكريا�س على �إفراز الإن�سولين المخزّن‪ ،‬رافعة م�ستوى الهرمون‬
‫المذكور‪ ،‬وبالتالي ت�ساعد على الحفاظ على معدالت غير مرتفعة‬
‫الغلوكوز في الدم‪.‬‬

‫مدة الفعالية‬ ‫اال�سم الكيميائي اال�سم التجاري‬


‫�أو الرائج‬ ‫�أو العام‬
‫متو�سطة‬ ‫دونيل‪ /‬يوغلوكون‬ ‫غليبنكالمايد‬
‫متو�سطة‬ ‫دياميكرون‬ ‫غليكالزايد‬
‫متو�سطة‬ ‫�أماريل‬ ‫غليمبيرايد‬
‫غليبينيز‪ /‬مينودياب متو�سطة‬ ‫غليبيزايد‬
‫ق�صيرة‬ ‫غير متوفر‬ ‫التولبوتامايد‬
‫البايجوانيد (‪)Biguanides‬‬
‫ي�ستخدم هذا الدواء منذ �أكثر من ‪� 50‬سنة‪ ،‬و«الميتفورمين» هو‬
‫النوع الوحيد منها المتوفر في المملكة المتحدة‪ ،‬لكن ال يوجد من هو‬
‫على يقين بكيفية عملها بال�ضبط‪ ،‬ولكن يبدو �أنها تبطئ امت�صا�ص‬
‫الغلوكوز في الأمعاء‪ ،‬وتخفف من تدفق الدم بعد تناول الوجبة‬
‫الغذائية‪ ،‬كما قد يكون لها �أي�ض ًا ت�أثير مع ّقد على الكبد‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ولذلك‪ ،‬ال يمكنك تناول هذه الأدوية �إن كنت تعاني من مر�ض في‬
‫الكبد‪ ،‬كما يف�ضل �أن يتجن ّبها الم�صابون باختالطات كلوية متق ّدمة‬
‫(راجع ال�صفحة ‪ .)111‬وال داعي للقلق ب�ش�أن �إمكانية ح�صول‬
‫انخفا�ض كبير في م�ستوى الغلوكوز بالدم‪� ،‬إن كنت ممن يتناولون‬
‫«الميتفورمين»‪ ،‬لأن هذا الدواء ال يح ّفز على �إفراز الإن�سولين‪.‬‬
‫وغالب ًا ما يو�صف هذا النوع من الأدوية لأ�صحاب الوزن الزائد‬
‫لأنه ال يجعلهم ي�شعرون بالجوع �أو ال يزيد من �أوزانهم‪ .‬ويبد أ�‬
‫المري�ض عادة ا�ستخدامه بجرعة �صغيرة‪ ،‬مرة �أو مرتين في اليوم مع‬
‫الطعام‪ ،‬وبعدها ُتزاد الجرعة تدريجي ًا مع تع ّوده عليه‪.‬‬
‫الآثار الجانبية‬
‫تعتبر ا�ضطرابات المعدة‪ ،‬مثل الغثيان والإ�سهال‪ ،‬الآثار الجانبية‬
‫الأبرز لأدوية «البايجوانيد»‪ ،‬وقد يحتاج البع�ض �إلى التوقف عن‬
‫ا�ستخدامها ب�سبب هذه الم�شكلة‪.‬‬
‫الأكاربوز (‪)Acarbose‬‬
‫يعمل هذا الدواء ب�صورة مختلفة عن باقي الأدوية الفموية‬
‫الخاف�ضة للغلوكوز‪ ،‬فهي عبر تدخلها بتفكيك الكربوهيدرات في‬
‫الأمعاء‪ ،‬توقف امت�صا�ص الج�سم للغلوكوز من الطعام‪ ،‬لكن هذا ل�سوء‬
‫الحظ يعني �أن مزيد ًا من الغلوكوز يبقى من دون امت�صا�ص داخل‬
‫الأمعاء الغليظة حيث يختبئ الكثير من البكتيريا والكائنات الح ّية‬
‫الدقيقة‪.‬‬
‫وتتغذى هذه الكائنات الح ّية الدقيقة والبكتيريا داخل الأمعاء‬
‫على ال�س ّكر الوفير وتتكاثر‪ ،‬ما يعني �أنك قد تعاني من الإ�سهال ومن‬
‫غازات البطن‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذه الم�سائل‪ ،‬قد يكون هذا النوع من الأدوية‬
‫الخيار ال�صحيح لك في حال وجدت �صعوبة في اتباع خطة �أكل‬
‫�صح ّية �أو بد أ� وزنك باالزدياد‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫الثايازوليندايونز (‪)Thiazolidinediones‬‬
‫تح�س�س الخاليا لمفعول الإن�سولين‪،‬‬
‫تزيد �أدوية «الثايازوليندايونز» ّ‬
‫المرخ�ص في بريطانيا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫و«البيوغليتازون» هو النوع الوحيد منها‬
‫بحيث ي�ستخدم عادة �إما مع «ال�سلفونايليوريا» �أو مع «الميتفورمين»‪.‬‬
‫وعلى الرغم من عدم ت�سببه مبا�شرة بانخفا�ض ال�سكر بالدم‬
‫عن المعدّل الطبيعي �إال �أن ب�إمكانه �أن ُيحدث ذلك لدى دمجه مع‬
‫«ال�سلفونايليوريا»‪.‬‬
‫ً‬
‫�أما الآثار الجانبية الأكثر �شيوعا لهذا النوع من الدواء فتتمثل‬
‫بزيادة الوزن واحتبا�س ال�سوائل في الج�سم‪ ،‬ولهذا ينبغي عدم‬
‫ا�ستخدامه من قبل الم�صابين بف�شل قلبي‪.‬‬
‫وقد ُر ّخ�ص ا�ستخدام «البيوغليتازون» وحده في بريطانيا‪ ،‬وهو‬
‫يتو ّفر كمر ّكب مع «الميتفورمين» في قر�ص واحد‪ .‬ووجد العلماء‬
‫بعد مراجعة نتائج تجارب وا�سعة على مركبات الغليتازون‪� ،‬أنها قد‬
‫تت�س ّبب بترقق العظام وتع ّر�ض المر�ضى للإ�صابة بك�سور‪.‬‬
‫كما ُ�س ّجلت زيادة ب�سيطة في خطر الإ�صابة ب�سرطان المثانة عند‬
‫اال�ستخدام طويل الأمد لأدوية البيوغليتاوزن‪ ،‬فيما ينبغي مراجعة �أمر‬
‫ا�ستخدامها من قبل الذين تزيد �أعمارهم عن ‪ 65‬عام ًا �أو المدخنين‬
‫�أو الأ�شخا�ص الذين يتع ّر�ضون لبع�ض المواد الكيميائية خالل العمل‪،‬‬
‫الرتباط كل هذه الأمور بزيادة معدالت الإ�صابة ب�سرطان المثانة‪.‬‬
‫الجلينايد (‪)Glinides‬‬
‫يتوفر نوعان من هذه الأدوية في المملكة المتحدة‪ ،‬وهما‬
‫«الريباجلينايد» و«الناتجلينايد»‪ ،‬وهي ت�ستخدم فور ًا قبل الطعام‬
‫وتقوم بخف�ض الغلوكوز بالدم بالحث على �إفراز الإن�سولين‪.‬‬
‫المرجح �أن تت�سبب‬
‫وب�سبب ق�صر م ّدة فعاليتها يعتقد ب�أنه من غير ّ‬
‫بالهيبوغالي�سيميا كما تفعل الأدوية الفموية الأخرى التي تعمل على‬
‫خف�ض معدل الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫الجليبتين (‪)Gliptins‬‬
‫تتوفر ثالثة �أنواع جديدة من هذه الأدوية حالي ًا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪47‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ال�ساك�ساجليبتين‪ ،‬والفيلداجليبتين‪ ،‬وال�سيتاجليبتين‪ ،‬وهي تعمل‬


‫بوا�سطة منع تفكك الببتيد المماثل للغلوكاغون ‪.)GLP-1( 1 -‬‬
‫والببتيد المماثل للغلوكاغون‪ 1-‬هو هرمون تفرزه الأمعاء كرد فعل‬
‫على الطعام‪ ،‬و ُيع ّد مح ّفز ًا قوي ًا لإفراز الإن�سولين من البنكريا�س‪.‬‬
‫وقد �أظهرت تجارب ق�صيرة الأمد نتائج واعدة لهذه الأدوية‪ ،‬في‬
‫حين ُينتظر القيام بدرا�سات �أطول مدة‪ .‬ويمكن ا�ستخدامها وحدها‪،‬‬
‫�أو مع الإن�سولين (ال�سيتاغليبتين فقط)‪� ،‬أو مع �أدوية ال�سكري كلها‪.‬‬
‫الإنكرتين‬
‫وجد الباحثون با�ستخدام �شكلين معدّلين من الببتيد المماثل‬
‫للغلوكاغون‪( 1-‬ي�سميان الإكزيناتايد والليراغلوتايد) �أنهما ف ّعاالن جد ًا‬
‫في خف�ض الغلوكوز بالدم وخ�سارة الوزن‪ ،‬لكن العيب الأ�سا�سي هو �أنه‬
‫ينبغي �أخذهما عن طريق الحقن مرة �أو مرتين في اليوم‪ ،‬على الرغم‬
‫من �أن �أنواع ًا �أخرى تطول فعاليتها لمدة �أ�سبوع تخ�ضع حالي ًا للبحث‪.‬‬
‫ويتوفر النوعان حالي ًا في المملكة المتحدة‪ ،‬و�آثارهما الجانبية‬
‫الأ�سا�سية تتمثل با�ضطرابات المعدة (الغثيان والمر�ض)‪.‬‬
‫متى تحتاج �إلى الإن�سولين؟‬
‫ال بديل لك عن نق�ص الإن�سولين في الج�سم �إن كنت تعاني من‬
‫ال�سكري‪� ،‬إال ا�ستخدام الحقن اليومية‪ .‬وقد يحتاج‬ ‫النوع الأول من ّ‬
‫الأ�شخا�ص الذين ال يتم التح ّكم بال�سكري لديهم ب�شكل فعال عن‬
‫طريق الحمية �أو الأدوية‪� ،‬إلى �أخذ حقن الإن�سولين‪ ،‬ولدى اكت�شافك‬
‫ذلك �ستحتاج �إلى قليل من الوقت لتعتاد على الفكرة‪ ،‬لكنك �سرعان ما‬
‫�ستعي‪ ،‬عبر المعلومات ال�صحيحة وم�ساعدة فريقك الطبي‪� ،‬أنك قادر‬
‫على التغ ّلب على الم�س�ألة و�ستحافظ على و�ضع �صحي ج ّيد‪.‬‬
‫و�سيريك فريقك الطبي كيفية �أخذ الحقن‪ ،‬ويمنحك الوقت‬
‫لتتعلم كيفية �إدارة حالتك ب�شكل ف ّعال‪ ،‬وال تقلق �إن احتجت ال�ست�شارة‬
‫الفريق كثير ًا لتت�ضح لك الأمور‪ ،‬فلن ينزعج �أي منهم‪ ،‬بل �سي�شجعونك‬
‫في الواقع على موا�صلة طرح الأ�سئلة والعودة متى �شئت �إلى حين‬
‫ت�شعر باالرتياح مع كل هذا الكم من المعلومات الجديدة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫ون�ستعر�ض هنا بع�ض الأ�سئلة التي يطرحها غالب ًا الأ�شخا�ص بعد‬


‫معرفتهم �أنهم م�صابون بداءال�سكري‪.‬‬
‫ل َم �أخذ الإن�سولين عن طريق الحقن؟‬
‫�إنها الطريقة الفعالة الوحيدة لإدخال الإن�سولين مبا�شرة في‬
‫مجرى ال ّدم‪� ،‬إذ �إنه في حال �أخذ بوا�سطة الفم �سيجري ه�ضم جزء‬
‫منه‪ ،‬وبالتالي ي�صبح �أقل فعالية‪ ،‬وهذا يعني �أنه لن يتمكن من �إتمام‬
‫مهمته وهي التح ّكم بم�ستوى الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫وعلى الرغم من تجربة و�سائل �أخرى لأخذ الإن�سولين‪ ،‬غير �أن‬
‫م�شكالت ظهرت فيها جميع ًا‪ ،‬وبالتالي ف�إن �أخذ الحقن هو الخيار‬
‫العملي الوحيد حالي ًا‪.‬‬
‫ل َم ُيحقن الإن�سولين تحت الجلد؟‬
‫نظري ًا‪ ،‬يمكن حقن الإن�سولين في الوريد �أو الع�ضل كما يح�صل‬
‫مع بع�ض الأدوية الأخرى مثل الم�ضادات الحيوية‪ ،‬غير �أن حقن هذا‬
‫الهرمون في الوريد عدة مرات في اليوم �سيكون �صعب ًا‪ ،‬كما �أن حقنه‬
‫في الع�ضل قد يكون م�ؤلم ًا‪ .‬وقد ي�ستخدم حقن الإن�سولين في الوريد‬
‫�أو الع�ضل في بع�ض الظروف الخا�صة‪ ،‬مثل حاالت المر�ض �أو عدم‬
‫القدرة على تناول الأكل بانتظام‪ ،‬ر ّبما ب�سبب الخ�ضوع لجراحة ما‪.‬‬
‫ما هي �أنواع الإن�سولين الموجودة؟‬
‫االختالف الأ�سا�سي بين �أنواع الإن�سولين هو في �سرعة فعاليتها‪،‬‬
‫متو�سطة �أو طويلة المفعول‪.‬‬
‫يق�سم �إلى �أنواع‪ :‬ق�صيرة �أو ّ‬
‫وبذلك فهو ّ‬
‫ويكون الإن�سولين ق�صير المفعول عادة �صافي ًا وال لون له‪ ،‬في حين �أن‬
‫النوعين الآخرين يكون لونهما عكر ًا الحتوائهما على مواد م�ضافة‬
‫تبطئ امت�صا�ص الإن�سولين تحت الجلد‪.‬‬
‫المتو�سط في الحقنة‬
‫ّ‬ ‫مع‬ ‫المفعول‬ ‫ويمكن مزج الإن�سولين ق�صير‬
‫نف�سها (�إال نوع الجالرجين)‪ ،‬لكن انتبه �إلى عدم تلويث الإن�سولين‬
‫ال�صافي ب�أي نوع من الإن�سولين العكر‪ ،‬ولهذا ف�إن الأول ُي�سحب دائم ًا‬
‫في البداية‪.‬‬
‫و�إن وجدت �صعوبة في مزج الإن�سولين بنف�سك‪ ،‬ب�إمكانك عندها‬
‫‪49‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ا�ستخدام �أحد الأنواع الممزوجة الجاهزة التي تحتوي على ن�سب‬


‫مختلفة من الإن�سولين ال�سريع والمتو�سط المفعول‪.‬‬
‫ما هو م�صدر هذا الإن�سولين؟‬
‫قد يكون م�صدر الإن�سولين ب�أنواعه الثالثة �إما حيواني ًا‪ ،‬من‬
‫الخنزير �أو العجل‪� ،‬أو ب�شري ًا معد ًا بوا�سطة الهند�سة الوراثية‪� ،‬إذ‬
‫ا�ستطاع العلماء حديث ًا ت�صنيع �إن�سولين معدل با�ستخدام تقنية‬
‫وراثية جديدة‪ ،‬ويعرف هذا النوع بنظير الإن�سولين الب�شري ويجري‬
‫امت�صا�صه‪� ،‬إما ب�سرعة �أكبر �أو ببطء �أكثر وب�سهولة‪.‬‬
‫يمكن لنظيري الإن�سولين الب�شري �سريعي المفعول (هيومالوغ‬
‫ونوفورابيد) �أن ُيحقنا فور ًا قبل الأكل �أو في �أثنائه �أو بعده‪ ،‬وهما‬
‫بالتالي �أكثر مالءمة لال�ستخدام‪ ،‬خ�صو�ص ًا من قبل الأ�شخا�ص‬
‫الذين ال تنتظم �أوقات تناولهم للطعام‪ ،‬كما �أنهما يم ّكنانك من‬
‫الح�صول على كمية ب�سيطة �إ�ضافية من الإن�سولين �إن كانت الوجبة‬
‫�أكبر من المتوقع‪.‬‬
‫�أما نظيرا الإن�سولين الب�شري طويال المفعول الوحيدان‬
‫المتوفران في بريطانيا حالي ًا فهما الجالرجين والديتيمير‪ ،‬ويمكن‬
‫ا�ستخدامهما مرة �أو مرتين في اليوم في �أي وقت كان‪ ،‬لكن ّ‬
‫يف�ضل �أن‬
‫ي�ؤخذا كل يوم في التوقيت نف�سه‪.‬‬
‫وعلى عك�س الأنواع الأخرى من الإن�سولين طويل المفعول‪ ،‬يتم ّيز‬
‫الجالرجين والديتيمير ب�أنهما محلولين �صافيين‪ ،‬حيث ينبغي االنتباه‬
‫لعدم الخلط بينهما وبين الإن�سولين �سريع المفعول‪.‬‬
‫وتجري حالي ًا تجارب بحث تف�صيلية الكت�شاف الطريقة الأمثل‬
‫ال�ستخدام نظائر الإن�سولين الب�شري‪ ،‬لكن النتائج الأولية تظهر �أنها‬
‫قد ترتبط بانخفا�ض ب�سيط للغلوكوز في الدم عن المع ّدل الطبيعي‪.‬‬
‫هل الإن�سولين الب�شري �أف�ضل من الإن�سولين الم�ستخرج‬
‫من الخنزير �أو العجل؟‬
‫تُعد هذه الم�س�ألة مو�ضع جدال‪� ،‬إذ قال بع�ض المر�ضى الذين‬
‫تحولوا عن ا�ستخدام الإن�سولين الحيواني �إلى الإن�سولين الب�شري‪،‬‬
‫‪50‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫حقن الإن�سولين‬
‫حقن الإن�سولين هو الطريقة الأكثر فعالية لأخذه‪ ،‬لأنه و�إن �أخذ عن‬
‫طريق الفم ف�سيتلف جزئي ًا بفعل الع�صارات اله�ضمية قبل �أن ي�صل �إلى‬
‫مجرى الدم‪.‬‬

‫قلم حقن‬

‫طبقة من الدهن‬ ‫مقطع عر�ضي للجلد‬


‫والأوردة الدموية‬
‫تحت الجلد‬

‫جلد‬

‫طبقة ع�ضلية‬ ‫تو ّزع الإن�سولين‬


‫الإن�سولين عبر‬ ‫الإن�سولين عبر‬
‫حقنه بالإبرة‬ ‫الحقنة الن ّفاثة‬
‫يدخل الإن�سولين عن‬ ‫يدخل الإن�سولين الجلد‬
‫طريق الحقنة بين‬ ‫بقوة ال�ضغط‬
‫الجلد والع�ضل‬

‫‪51‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫�إنهم �شعروا بتراجع �صحي منذ قيامهم بذلك‪.‬‬


‫ويبدو �أنه يجري امت�صا�ص الإن�سولين الب�شري من تحت الجلد‬
‫ب�شكل �أ�سرع قلي ًال‪ ،‬لكن لم تظهر اختالفات ملمو�سة على م�ستوى‬
‫معدالت الغلوكوز في الدم لدى اختبار الإن�سولين الب�شري والحيواني‬
‫تحت ظروف متح َّكم بها‪ ،‬في حين �أن بع�ض المر�ضى ّ‬
‫يف�ضلون الأنواع‬
‫الحيوانية‪.‬‬
‫وال تزال هذه الأنواع من الإن�سولين متوفرة‪ ،‬ويقال �أنها �ستبقى‬
‫كذلك في الم�ستقبل المنظور‪.‬‬
‫لماذا ينبغي �أخذ حقن الإن�سولين عدة مرات يومياً؟‬
‫�إن هدف عالج الإن�سولين هو تقليد �إفراز الج�سم الطبيعي لهذا‬
‫الهرمون قدر الم�ستطاع‪ .‬و ُيفرز الإن�سولين لدى ال�شخ�ص ال�سليم‬
‫بوا�سطة البنكريا�س كرد فعل على الطعام (راجع الر�سم البياني‬
‫�صفحة ‪ ،)56‬ومع انخفا�ض م�ستويات الغلوكوز في الدم بين الوجبات‪،‬‬
‫تتراجع كميات الإن�سولين تدريجي ًا نحو ال�صفر‪ ،‬لكنها لن ت�صل �إلى‬
‫هذا الم�ستوى �أبد ًا‪ ،‬وبالتالي لن يم ّر �أي وقت من �أوقات اليوم الذي ال‬
‫يوجد فيه �أي �إن�سولين على الإطالق في مجرى الدم‪.‬‬
‫وما تحاول القيام به ب�أخذ حقن الإن�سولين هو تقليد النمط‬
‫الطبيعي لإنتاج الإن�سولين بوا�سطة البنكريا�س‪ ،‬ويمكن فعل ذلك‬
‫بطرق متعددة وبا�ستخدام �أنواع مختلفة من الإن�سولين وعدد من‬
‫الحقن يومي ًا‪.‬‬
‫وعلى �سبيل المثال‪ ،‬يتبع كثير من المر�ضى نظام حقن الإن�سولين‬
‫ق�صير المفعول قبل الوجبات الرئي�سية الثالث‪� ،‬إ�ضافة �إلى حقنة‬
‫متو�سط �أو طويل المفعول ل�ضبط الغلوكوز‬ ‫ليلية لنوع من الإن�سولين ّ‬
‫في الدم �أثناء النوم‪.‬‬
‫وهناك �أي�ض ًا نظام رائج وناجح تماما كال�سابق‪ ،‬يت�ضمن حقنتين‬
‫ً‬
‫ومتو�سط المفعول‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يومي ًا تحتويان على مزيج من الإن�سولين ق�صير‬
‫والفكرة هي �أن الإن�سولين ق�صير المفعول يغطي فترة تناول الوجبة‬
‫التي �ست�أكلها (مث ًال وجبة الفطور �أو وجبة الم�ساء)‪ ،‬فيما يغطي‬
‫متو�سط المفعول فترة الغداء �أو الليل‪.‬‬
‫الإن�سولين ّ‬
‫‪52‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫وي�ستخدم الكثير من مر�ضى ال�سكري �أحد هذين النظامين بر�ض ًا‬


‫ل�سنوات‪ ،‬والخيار بينهما هو غالب ًا وبب�ساطة م�س�ألة تتعلق بما ّ‬
‫يف�ضله‬
‫المري�ض‪ ،‬ف�إن كنت من الق ّلة الذين ال يمكنهم التع ّود على حقن‬
‫�أنف�سهم عدة مرات في اليوم‪� ،‬أو �إن كنت تعاني من ف�شل جزئي في‬
‫الح�صول على الإن�سولين الكافي للج�سم‪ ،‬حينها يمكنك �أن ت�أخذ حقنة‬
‫واحدة �أو حقنتين يومي ًا من الإن�سولين ّ‬
‫متو�سط �أو طويل المفعول‪.‬‬
‫كيف و�أين ينبغي حقن نف�سي بالإن�سولين؟‬
‫�سيع ّلمك الفريق المعالج كيفية �أخذ الحقن‪ّ ،‬‬
‫ويف�سر لك الأنواع‬
‫المختلفة للأجهزة المتو ّفرة‪ ،‬فيما ي�ستخدم �أغلب المر�ضى حالياً‬
‫الإبرة والمحقنة البال�ستيكية التي ت�ستعمل لمرة واحدة �أو �أقالم‬
‫الحقن‪.‬‬
‫الإبرة والمحقنة‬
‫ال تزال الإبرة والمحقنة الطريقة الأكثر �شيوع ًا لحقن الإن�سولين‪.‬‬

‫الإن�سولين‬

‫الإبرة‬

‫المحقنة‬

‫ويمكن ا�ستخدام الإبر والمحاقن الخا�صة لال�ستعمال مرة‬


‫واحدة‪ ،‬عدة مرات بوجود خطر ب�سيط للإ�صابة بعدوى‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ويتم التخل�ص من هذه الإبر عادة عندما ت�صبح مث ّلمة ومزعجة‪.‬‬


‫�أما �أقالم حقن الإن�سولين فهي رائجة جد ًا‪ ،‬لأنها مالئمة �أكثر‬
‫وقابلة للحمل‪ .‬وتباع الإبر و�أقالم الحقن في بريطانيا بو�صفة طب ّية‪،‬‬
‫فيما تتوفر الأقالم ب�أنواع عديدة يمكنك االختيار منها‪� ،‬إال �أن مبادئها‬
‫كلها هي نف�سها‪ ،‬وبالتالي فالم�س�ألة تعتمد على ما ينا�سبك �أكثر‪.‬‬
‫وكما ر�أينا �سابق ًا‪ ،‬ف�إن الإن�سولين ُيحقن تحت الجلد بد ًال من‬
‫الوريد �أو الع�ضل‪ ،‬غير �أن البحث حديث ًا �أظهر �أن كثير ًا من المر�ضى‬
‫يخطئون في تحديد العمق ال�صحيح للإبرة فيدخل الإن�سولين عن‬
‫طريق الخط أ� �إلى الع�ضلة الموجودة تحت الجلد‪.‬‬
‫قلم حقن الإن�سولين‬
‫يف�ضل الكثيرون ا�ستخدام �أقالم حقن الإن�سولين على الإبر والمحاقن‬
‫التقليدية‪ ،‬لأنها �سهلة اال�ستخدام ويمكن حملها ب�سهولة‬
‫غطاء الحماية‬
‫قلم يحتوي على خرطو�شة‬

‫�إبرة وغطاء‬
‫مقيا�س الجرعة‬
‫خرطو�شة �إن�سولين احتياطية‬

‫‪54‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫وقد ي�صعب تقدير العمق الالزم بدقة‪ ،‬خ�صو�ص ًا عند النحيفين‪،‬‬


‫لكن من المهم �أن تحذق في تقن ّية الحقن لأنه يمكن �أن يجري‬
‫امت�صا�ص الإن�سولين من الع�ضل ب�سرعة �أكثر من المتوقع‪.‬‬
‫و�سيريك الفريق الذي يتابع و�ضعك كيفية القيام بذلك ب�شكل‬
‫�صحيح‪ ،‬لكن كثير ًا من المر�ضى يجدون �أن الطريقة الأ�سهل هي‬
‫الحقن بتثبيت الإبرة بزاوية ‪ 90‬درجة على الجلد‪.‬‬
‫وتتوفر حالي ًا �أنواع مختلفة الطول من �إبر قلم حقن الأن�سولين‪،‬‬
‫وبالتالي بات �ضبط عمق الحقنة �أ�سهل‪ ،‬لذلك من المهم �إيجاد‬
‫النوع المالئم لك من هذه الإبر باالعتماد على مو�ضع الحقن وحجم‬
‫الج�سم‪ ،‬ما يتطلب منك مناق�شة المو�ضوع مع الفريق المعالج والذي‬
‫�سيعطيك الن�صائح ب�ش�أن الموا�ضع الأف�ضل للحقن (انظر الر�سم‬
‫التالي المقابل)‪.‬‬
‫وتعتبر الأرداف‪ ،‬و�أعلى الأفخاذ‪ ،‬والبطن الموا�ضع الأكثر‬
‫ف�ضل عدم ا�ستخدام المنطقة نف�سها في كل م ّرة‬‫ا�ستخدام ًا للحقن‪ ،‬و ُي ّ‬
‫فقد يتكون لديك ت�ضخم للدهن تحت الجلد (‪)lipohypertrophy‬‬
‫ما يمكن �أن ي�ؤثر على �سهولة امت�صا�ص الأن�سولين‪.‬‬
‫متو�سط �أو طويل‬
‫وقد تكون فكرة ج ّيدة �أن تحقن الأن�سولين ّ‬
‫المفعول في الفخذ �أو الردف‪ ،‬وت�ستخدم البطن للحقن �سريعة‬
‫المفعول‪ ،‬غير �أن ال�شيء الأهم هو �أنه ينبغي عليك �أن تكون مرتاح ًا‬
‫للموا�ضع التي ت�ستخدمها‪.‬‬
‫ويجب االلتفات �إلى �ضرورة التخ ّل�ص من الحقن والإبر والأقالم‬
‫الم�ستعملة بعناية ورميها داخل حاويات خا�صة للأدوات الحادة‬
‫يوفرها الطبيب العام �أو الفريق المعالج‪.‬‬
‫هل ت�ؤلم الحقن؟‬
‫يقول المر�ضى الذين يحقنون �أنف�سهم بالإن�سولين منذ �سنوات‬
‫�إنهم ال ي�شعرون ب�شيء �أثناء الحقن‪ ،‬في حين �أن كثير ًا من المبتدئين‬
‫يرونها م�ؤلمة قلي ًال في البداية‪ ،‬فحاول �أن ت�سترخي قدر الم�ستطاع‬
‫واتبع التقن ّية الآنفة الذكر‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫م�ستويات الإن�سولين والغلوكوز في الدم‬


‫تظهر هذه الر�سوم البيانية لم�ستويات الغلوكوز والإن�سولين في الدم النمط‬
‫الطبيعي لإفراز الإن�سولين‪ ،‬وطريقة ربط حقن الإن�سولين ب�أوقات الطعام‪.‬‬

‫النمط الطبيعي لإفراز الإن�سولين‬

‫وقت النوم الفطور‬ ‫الفطور الغداء وجبة الع�صر‪/‬الع�شاء‬


‫�إفراز الإن�سولين عبر حقن متعددة‬

‫وقت النوم الفطور‬ ‫الفطور الغداء وجبة الع�صر‪/‬الع�شاء‬

‫�إفراز الإن�سولين عبر الحقن مرتين في اليوم‬

‫وقت النوم الفطور‬ ‫الفطور الغداء وجبة الع�صر‪/‬الع�شاء‬

‫�إن�سولين مفروز طبيعي ًا �إن�سولين ّ‬


‫متو�سط المفعول‬
‫�إن�سولين ق�صير المفعول الغلوكوز في الدم‬

‫‪56‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫م�ستويات الإن�سولين والغلوكوز في الدم (تابع)‬


‫و�صف نظام العالج‬
‫الإفراز الطبيعي للإن�سولين‬
‫يفرز البنكريا�س في ال�شخ�ص الذي ال يعاني من ال�سكري‪،‬‬
‫الإن�سولين كرد فعل على ارتفاع م�ستويات الغلوكوز في الدم نتيجة‬
‫تناول الطعام‪ ،‬وتبقى هذه الم�ستويات �ضمن نطاق م�سيطر عليه‪.‬‬
‫حقن الإن�سولين قبل وجبات الطعام والنوم (النظام‬
‫القاعدي‪ -‬ال�سريع)‬
‫من �أجل ا�ستعادة الو�ضع الطبيعي‪ ،‬يحقن كثير من المر�ضى‬
‫�أنف�سهم بالإن�سولين ق�صير المفعول ثالث مرات في اليوم قبل‬
‫وجبات الطعام‪� ،‬إ�ضافة �إلى حقنة ليلية من الإن�سولين متو�سط �أو‬
‫طويل المفعول من �أجل التحكم بم�ستوى الغلوكوز في الدم لي ًال‪.‬‬
‫ويمكن التغيير في �أوقات الوجبات حين �إتباع هذه الطريقة‪.‬‬
‫حقن نوعين من الإن�سولين مرتين يومياً‬
‫تغطي حقنتان من الإن�سولين ق�صير ومتو�سط المفعول الوجبة‬
‫التي �ستتناولها بعد قليل وكذلك وجبة الحقة �أو فترة الليل‪ .‬و ُيعد‬
‫توقيت الوجبات مهم ًا لتفادي انخفا�ض معدالت ال�سكر بالدم‪.‬‬
‫ثوان قبل الحقن‬
‫وقد وجد البع�ض �أن تدليك الجلد بالثلج لع ّدة ٍ‬
‫ي�ساعد على تخديره‪ ،‬فر ّبما �سترغب في تجريب ذلك‪.‬‬
‫ومع اكت�سابك مزيد ًا من التجربة‪ ،‬ينبغي �أن تجد �أن الحقن نادراً‬
‫يتح�سن الو�ضع‪ ،‬يجدر بك حينها طلب الن�صيحة‬‫ما ي�ؤلم‪ ،‬وفي حال لم ّ‬
‫من ع�ضو في مركز الرعاية بال�سكري‪ ،‬لمعرفة �سبب الم�شكلة‪.‬‬
‫هل تترك الحقن ندباً؟‬
‫ت�ستخدم الإبر الدقيقة جد ًا لحقن الإن�سولين وهي عادة ال تترك‬
‫ر�ضة �أحيان ًا‪ ،‬لكن ال‬
‫ندب ًا‪ ،‬غير �أنه قد يح�صل نزف ب�سيط �أو حتى ّ‬
‫‪57‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫داعي للقلق فقد تكون ثقبت �أحد الأوعية الدموية الدقيقة تحت‬
‫الجلد‪ ،‬ويمكن �أن يح�صل هذا من وقت �إلى �آخر‪.‬‬
‫وفي الواقع‪ ،‬فال يوجد احتمال لدخول الإن�سولين مبا�شرة �إلى‬
‫مجرى الدم‪ ،‬فال تقلق �إن الحظت بع�ض النزف‪.‬‬
‫هل يمكن �أخذ الإن�سولين بطرق �أخرى؟‬
‫كان الإن�سولين‪ ،‬حتى وقت قريب‪ ،‬متوفر في بريطانيا على �شكل‬
‫م�ستن�شق‪ ،‬ويتط ّلب جهاز ًا كبير ًا‪� ،‬أكبر بكثير من بخاخ الربو‪.‬‬
‫ويعتبر الإن�سولين الذي يعطى بوا�سطة اال�ستن�شاق �أقل فعالية من‬
‫الحقن‪ ،‬كما �أنك �ستظل تحتاج �إلى حقنة ليلية‪ ،‬لأن الإن�سولين ق�صير‬
‫المفعول هو الوحيد القابل لال�ستن�شاق بوا�سطة البخاخ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من عدم وجود قلق ب�ش�أن �سالمة هذه الطريقة حتى‬
‫الآن‪� ،‬إال �أن الآثار طويلة الأمد على الرئتين ال يمكن ا�ستبعادها ب�شكل‬
‫كامل‪.‬‬
‫و�أخير ًا‪ ،‬ف�إن الكميات الم�ستخدمة بوا�سطة جهاز اال�ستن�شاق‬
‫الخا�ص بال�سكري تزيد ‪ 10‬مرات عن جرعة الإن�سولين التي ت�ؤخذ‬
‫بوا�سطة الحقنة‪ ،‬وقد يكون هذا الهرمون �أكثر فائدة �إن كنت ممن‬
‫يعانون من رهاب الإبر‪ ،‬وال يمكنك التفكير بالحقن‪ ،‬وج�سمك بحاجة‬
‫�إلى الإن�سولين من �أجل التح ّكم بم�ستوى الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫وقد �سحب‪ ،‬للأ�سف‪،‬المز ّود الوحيد لهذا الإن�سولين‪ ،‬منتجاته‬
‫من بريطانيا‪.‬‬
‫هل يمكن �أخذ حقن و�أقرا�ص الإن�سولين معاً؟‬
‫يمكن لبع�ض الم�صابين بالنوع الثاني من ال�سكري الذين‬
‫يحتاجون �إلى الإن�سولين وهم �أي�ض ًا مقاومون له‪ ،‬اال�ستفادة من مزيج‬
‫من الإن�سولين وعقار الميتافورمين‪.‬‬
‫ً‬
‫وبات الأطباء ي�صفون ب�شكل متزايد مزيجا من الإن�سولين‬
‫طويل المفعول ودواء ال�سلفونايليوريا �أو الجلينايد قبل تناول وجبات‬
‫الطعام‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫موا�ضع حقن الإن�سولين‬


‫تعتبر الأفخاذ والبطن والأرداف الموا�ضع الأ�سا�سية لحقن الإن�سولين‪.‬‬

‫البطن‬ ‫الذراعان‬
‫يمت�ص الإن�سولين ب�سرعة ال‬ ‫يمت�صان الإن�سولين ببطء‬
‫ال�س ّرة‬
‫تحقن بالقرب من ُ‬ ‫�أكثر من البطن‬

‫الفخذان والردفان‬
‫تمت�ص الإن�سولين‬
‫ب�شكل �أبط�أ من جميع‬
‫الموا�ضع الأخرى‬

‫من الأمام‬ ‫من الخلف‬


‫‪59‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫العالج بم�ضخة الإن�سولين‬


‫ت�ضخ هذه الم�ضخة با�ستمرار الإن�سولين عبر �أنبوب (ق�سطرة) يث ّبت‬
‫تحت جلد البطن‪ ،‬ب�شكل متغ ّير لكن على �أ�سا�س جرعة ثابتة من‬
‫الإن�سولين‪ ،‬وتو ّفر �أعلى جرعات الإن�سولين في �أوقات الطعام‪.‬‬
‫يع ّد احت�ساب الكربوهيدرات (راجع ال�صفحة ‪ )23‬جزء ًا �ضروري ًا في‬
‫ّ‬
‫الم�ضخة‪.‬‬ ‫ا�ستخدام‬

‫مو�ضع الق�سطرة والغطاء‬

‫المكان‬

‫م�ضخة الإن�سولين وعلبة التح ّكم‬

‫‪60‬‬
‫العالج بالأدوية‬

‫وماذا عن م�ضخة الإن�سولين؟‬


‫وجد بع�ض المر�ضى �أن �أخذ الإن�سولين عبر م�ضخة تبثه ب�شكل‬
‫ثابت تحت الجلد عن طريق �أنبوب بال�ستيكي دقيق و�إبرة‪ ،‬يو ّفر‬
‫�ضبط ًا �أ�سهل للغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫وتحتاج الم�ضخات �إلى كثير من المعلومات التي ينبغي على‬
‫الم�ستخدم �إدخالها‪ ،‬وقد تكون فعالة ب�شكل خا�ص للأطفال ال�صغار‬
‫الذين يبدون مواجهة مع كل حقنة‪ ،‬غير �أنها غالية الثمن (قرابة‬
‫‪ 2800‬جنيه ا�سترليني) وتك ّلف �أكثر من ‪ 1000‬جنيه كل �سنة لتعمل‪،‬‬
‫كما تحتاج لخبرة طب ّية ملحوظة احتياط ًا‪.‬‬
‫وقد �صادق المعهد الوطني البريطاني لل�صحة واالمتياز‬
‫ال�سريري‪ ،‬على العالج بم�ضخة الإن�سولين للم�صابين بالنوع الأول‬
‫كاف لم�ستوى‬‫من ال�سكري الذين يجدون �صعوبة في تحقيق �ضبط ٍ‬
‫الغولوكوز في الدم من دون الإ�صابة بانخفا�ض له عن الم�ستوى‬
‫الطبيعي (هيبوغال�سيميا)‪.‬‬
‫وت ّمت مراجعة هذه التو�صية في عام ‪ ،2008‬وهي متوفرة على‬
‫الموقع الإلكتروني للمعهد‪.‬‬
‫وت�أ�س�ست وحدات متخ�ص�صة بمر�ض ال�سكري في �أنحاء المملكة‬
‫المتحدة‪ ،‬وينبغي حالي ًا وجود التمويل الالزم لها‪ .‬ومن �أجل التحقق‬
‫من الو�ضع في منطقتك‪ ،‬توا�صل مع الفريق الطبي المتابع لمر�ضك‪،‬‬
‫على �أمل �أن تكون انتقائية المناطق التي تتوفر فيها م�ضخات‬
‫الإن�سولين في بريطانيا باتت حالي ًا �أمر ًا من الما�ضي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫النقاط الأ�سا�س ّية‬


‫„يفيد العالج بالأقرا�ص الم�صابين بالنوع الثاني من‬ ‫„‬
‫ال�سكري‬
‫„تعمل �أقرا�ص الأدوية بطرق مختلفة ولها �آثار جانبية‬ ‫„‬
‫مختلفة‪ ،‬وت�أكد من مراجعة ذلك مع فريقك المعالج عند‬
‫و�صف هذه الأدوية لك‬
‫„تعد حقن الإن�سولين �ضرورية لجميع الم�صابين بالنوع‬ ‫„‬
‫الثاني من ال�سكري ولكثير من الم�صابين بالنوع الثاني‬
‫من المر�ض‬
‫„يحتاج المري�ض �إلى حقنتين وربما �إلى �أربع حقن من‬ ‫„‬
‫الإن�سولين يومي ًا‬
‫„نادر ًا ما تت�سبب حقن الإن�سولين بانزعاج �أو تترك ندب ًا‬ ‫„‬
‫متو�سطة �أو‬
‫„يمكن لحقن الإن�سولين �أن تكون ق�صيرة �أو ّ‬ ‫„‬
‫طويلة المفعول‬
‫„تتوفر حالي ًا حقن ممزوجة جاهزة من الق�صيرة‬ ‫„‬
‫والمتو�سطة المفعول‬
‫„ يعتبر �أخذ مزيج من الإن�سولين والأقرا�ص منا�سب ًا لبع�ض‬ ‫„‬
‫الم�صابين بالنوع الثاني من ال�سكري‬
‫„تتوفر م�ضخات الإن�سولين ب�شكل متزايد‪ ،‬وقد تكون مفيدة‬ ‫„‬
‫ب�شكل خا�ص للأطفال �أو للذين يقلقون من الإ�صابة‬
‫بانخفا�ض م�ستوى الغلوكوز في الدم (هيبوغال�سيميا)‬

‫‪62‬‬
‫فحص مستويات الغلوكوز‬

‫هدف عالج ال�سكري‬


‫يهدف عالج ال�سكري‪� ،‬سواء بالحمية �أو الأدوية �أو الإن�سولين‪،‬‬
‫�إلى الحفاظ على م�ستويات الغلوكوز في الدم �إلى �أقرب حد ممكن‬
‫من الم�ستويات الطبيعية‪� ،‬إذ كلما حققت ذلك‪� ،‬شعرت بتح�سن �أكثر‬
‫وخ�صو�ص ًا على المدى الطويل‪.‬‬
‫مراقبة الغلوكوز في الدم‬
‫ثمة طريقتان لمراقبة م�ستويات الغلوكوز في الدم‪ ،‬و�سير�شدك‬
‫فريقك المعالج �إلى الطريقة التي تنا�سبك والفترات التي ينبغي‬
‫عليك �إجرا�ؤها‪.‬‬
‫والطريقتان المتوفرتان هما‪:‬‬
‫‪1 .1‬فحو�صات الدم‬
‫‪2 .2‬فحو�صات البول‬
‫ً‬
‫وكلتاهما �سهلتان خ�صو�صا بعد التع ّود عليهما‪.‬‬
‫وقد غ ّير تطوير طرق جديدة لفح�ص الدم بوا�سطة وخزة �إ�صبع‬
‫ب�سيطة‪ ،‬في ال�سنوات القليلة الما�ضية‪ ،‬حياة من يعالجون بالإن�سولين‪،‬‬
‫‪63‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫فالمواظبة على فح�ص م�ستوى ال�سكر في الدم مفيدة جد ًا له�ؤالء‪،‬‬


‫لأنها تعني �إمكانية �ضبط جرعة الإن�سولين المطلوبة وفق ًا للنتائج‪.‬‬
‫وفي حال كان �ضبط ال�سكري لديك يجري بوا�سطة تناول �أقرا�ص‬
‫الدواء �أو اتباع حمية خا�صة‪� ،‬أو كليهما مع ًا‪ ،‬ف�إن فحو�ص البول قد‬
‫تعطيك معلومات بحجم تلك التي تعطيها فحو�ص الدم‪ ،‬وتكون‬
‫منا�سبة �أكثر لك‪ .‬وقد �أظهرت الأدلة حديث ًا فائدة ب�سيطة‪� ،‬أو حتى‬
‫انعدام فائدة‪ ،‬لفحو�صات الدم لدى الم�صابين بالنوع الثاني من‬
‫ال�سكري‪ ،‬ويتبعون حمية غذائية �أو يتناولون الأدوية الفموية الخاف�ضة‬
‫لم�ستوى الغلوكوز‪.‬‬
‫�إلى ذلك‪ ،‬توجد فحو�صات دم لقيا�س متو�سط م�ستوى الغلوكوز في الدم‬
‫على مدى فترة تتراوح بين �أ�سبوعين �إلى ‪� 8‬أ�سابيع قبل الفح�ص الأ�سا�سي‪.‬‬
‫و�سنتطرق �إلى هذه الطرق الثالث ك ّل على حدة‪.‬‬
‫فحو�صات الدم‬
‫ثمة جهازان للمراقبة الذاتية للغلوكوز في الدم‪ ،‬يعطيان نتائج‬
‫دقيقة‪ ،‬ويمكنهما �إ�ضافة �إلى م�ساعدتك على تح�سين التح ّكم بم�ستوى‬
‫الغلوكوز في الدم‪� ،‬أن يفيدانك في حال ا�شتباهك في �أنك على و�شك‬
‫الإ�صابة بانخفا�ض م�ستوى الغلوكوز (هيبوغالي�سيميا) (راجع‬
‫ال�صفحة ‪.)75‬‬
‫و�سي�ؤكد لك الح�صول على قراءة دقيقة لم�ستوى الغلوكوز في‬
‫الدم‪� ،‬أن كل �شيء يجري على ما يرام �أو �أنك بحاجة �إلى القيام ب�شيء‬
‫ما‪.‬‬
‫وتعطى �شرائط اختبار الغلوكوز في الدم وفق ًا لو�صفة طب ّية‪ ،‬في‬
‫حين ينبغي �شراء �أجهزة القيا�س الخا�صة بقراءة هذه ال�شرائط‬
‫في وقت �سابق‪ ،‬على الرغم من �أن كثير ًا من مراكز رعاية مر�ضى‬
‫ال�سكري قادرة على تقديمها مجان ًا‪.‬‬
‫الطريقة الأولى‬
‫يتفاعل الغلوكوز الموجود في نقطة ال ّدم التي �أخذت منك‬
‫بوا�سطة وخز الإ�صبع‪ ،‬مع ال�ض ّمادات الموجودة في نهاية �شرائط‬
‫االختبار البال�ستيكية التي تحتوي على مواد كيميائية ويتغ ّير لونها‬
‫عند مالم�سة الغلوكوز‪.‬‬
‫تدخل ال�شريطة في جهاز القيا�س الخا�ص ليز ّودك بقراءة ن�سبة‬
‫‪64‬‬
‫فح�ص م�ستويات الغلوكوز‬

‫ال�سكر في الدم‪.‬‬
‫وتوجد �شرائط اختبار الغلوكوز ب�أنواع مختلفة‪ ،‬ولكل منها مدة‬
‫تفاعل خا�صة‪ ،‬وبالتالي من ال�ضروري اتباع �إر�شادات الم�ص ّنع بد ّقة‪.‬‬
‫وقد ا�ستبدلت هذه ال�شرائط التي تعتمد على الألوان حالي ًا ب�شكل‬
‫كبير بالطريقة الثانية التالية‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‬
‫في هذه الطريقة‪ ،‬يح�صل تفاعل كيميائي �أكثر تعقيد ًا بع�ض‬
‫ال�شيء عند و�ضع قطرة من دمك على �شريطة االختبار الخا�صة‪،‬‬
‫حيث ال يح�صل تغ ّير في اللون‪ ،‬ويمكن �أن تُقر أ� هذه ال�شريطة فقط‬
‫با�ستخدام جهاز قيا�س خا�ص‪ .‬ويحتاج هذا الجهاز �إلى كمية ب�سيطة‬
‫من الدم �أقل من التي يحتاج �إليها جهاز �شرائط الألوان التقليدي‪.‬‬
‫وبات الآن قيا�س الغلوكوز في الدم والكيتونات ممكن ًا بوا�سطة‬
‫اختبار وخز الإ�صبع وال�شريطة الخا�صة وجهاز قيا�س الغلوكوز‪،‬‬
‫وقد تكون هذه التقنية مفيدة ب�شكل خا�ص للحوامل و�صغار ال�سن‬
‫الحما�ض الكيتوني ال�س ّكري‪.‬‬
‫المعر�ضين لنوبات متكررة من ُ‬
‫كيفية �إجراء الفح�ص‬
‫ُيعد العيب الوحيد لجهازي المراقبة الذاتية للغلوكوز المذكورين‪،‬‬
‫بالن�سبة لبع�ض الأ�شخا�ص‪ ،‬هو �أنهما يتطلبان ع ّينة من الدم بوخز‬
‫الإ�صبع‪ ،‬على الرغم من �أن �شخ�ص ًا �آخر قد ي�ساعدك في القيام‬
‫بذلك في بع�ض الأوقات‪.‬‬
‫ويمكن �أن يكون اختيار الإ�صبع المنا�سب �صعب ًا �إن كنت من‬
‫ح�سا�سة جد ًا‪ ،‬وبد ًال من �أن ّ‬
‫ت�شجع‬ ‫الحرفيين �أو �إن كانت �أ�صابعك ّ‬
‫نف�سك بتر ٍّو على وخز �إ�صبعك‪ ،‬فقد تجد من الأ�سهل عليك ا�ستخدام‬
‫�أحد �أجهزة الوخز المز ّودة ب�إبرة‪ ،‬فهي ت�سمح لك ب�ضبط عمق‬
‫الوخزة كما ينا�سبك‪ .‬وتتوفر �أجهزة الوخز بو�صفة طب ّية‪ ،‬وغالب ًا ما‬
‫تكون مز ّودة بجهاز لقيا�س الغلوكوز‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الأجهزة الم�ست�شعرة للغلوكوز‬


‫الأجهزة التي تزرع في الج�سم‬
‫ت�ستخدم هذه الأجهزة �إبرة رفيعة تث ّبت عادة في منطقة البطن‪،‬‬
‫وتو�صل بوا�سطة �أنبوب رفيع بجهاز قيا�س يث ّبت في الحزام �أو يكون‬ ‫َ‬
‫من النوع الال�سلكي‪.‬‬
‫وتعمل �إنزيمات خا�صة في الإبرة على تك�سير الغلوكوز الموجود‬
‫في ال�سائل تحت الجلد‪ ،‬ما يخلق تيار ًا كهربائي ًا يلتقطه الجهاز‬
‫ويح ّوله �إلى قراءة لم�ستوى الغلوكوز‪.‬‬
‫وتخزن النتائج في حا�سوب بعد ثالثة �إلى خم�سة �أيام �أو تنقل في‬
‫الوقت ذاته مبا�شرة لتقر�أ من على �شا�شة جهاز القيا�س‪.‬‬
‫وقد ط ِّور �أي�ض ًا جهاز مماثل ي�ستخدم طريقة قيا�س مختلفة‪ ،‬وهو‬
‫م�ضخة �صغيرة تبث �سائ ًال تحت الجلد يمت�ص الغلوكوز‬ ‫عبارة عن ّ‬
‫من الن�سيج ليعود مجدد ًا �إلى الجهاز حيث يقا�س م�ستوى الغلوكوز‪.‬‬
‫ويمكن لهذا الجهاز قيا�س م�ستويات الغلوكوز لمدة يومين‪ ،‬وقد‬
‫يكون مفيد ًا في تبيان �أنماط �ضبط الغلوكوز وتقديم قاعدة للتغييرات‬
‫العالجية‪ ،‬كما ط ّور حالي ًا فبات يمكن و�صله بم�ضخة للإن�سولين‪،‬‬
‫وبا�ستخدام رقاقة كمبيوتر �صغيرة‪ ،‬يب ّلغ الجهاز المري�ض بجرعات‬
‫الإن�سولين المطلوبة قبل الأكل‪ ،‬كما �أنه مز ّود بمن ّبه م�سموع ي�شير �إلى‬
‫انخفا�ض م�ستوى الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫وال تتوفر حالي ًا بعد الأجهزة الم�ست�شعرة للغلوكوز مجان ًا لدى هيئة‬
‫الخدمات ال�صحية الوطنية في بريطانيا‪ ،‬وهي تنتظر تقييم المعهد‬
‫الوطني البريطاني لل�صحة واالمتياز ال�سريري‪.‬‬
‫الأجهزة التي تعمل بالأ�شعة تحت الحمراء‬
‫وهي ال تتطلب الزرع تحت الجلد‪ ،‬بل ت�ستخدم الأ�شعة ما تحت‬
‫الحمراء التي ت�ضيء داخل الأوعية الدموية ال�صغيرة‪.‬‬
‫وي�ؤثر م�ستوى الغلوكوز في الدم في �إعاقة �سبيل ال�ضوء داخل‬
‫الأوعية الدموية ويو ّلد �إ�شارة يمكن ا�ستخدامها لتظهر م�ستوى‬
‫الغلوكوز في الدم‪ ،‬لكن هذه الطريقة ال تزال في بدايات االختبار‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫فح�ص م�ستويات الغلوكوز‬

‫فح�ص الدم لمعرفة م�ستوى الغلوكوز‬


‫يجب الح�صول �أو ًال على ع ّينة من الدم لتو�ضع على �شريطة االختبار‬
‫المثبتة في جهاز قيا�س خا�ص يعر�ض القراءة الدقيقة لم�ستوى الغلوكوز‬
‫في الدم‪.‬‬

‫مو�ضع الع ّينة‬ ‫جهاز الوخز‬

‫كب�سة‬
‫الإطالق‬

‫‪ .1‬انخز جانب �إ�صبعك با�ستخدام جهاز الوخز‬

‫ع ّينة‬ ‫�شا�شة مراقبة الغلوكوز‬ ‫القراءة‬

‫�شريطة االختبار‬
‫‪ .2‬ا�ضغط على �إ�صبعك‬
‫بلطف للح�صول على‬
‫نقطة �صغيرة من الدم‬
‫ع ّينة دم‬
‫‪ .3‬الم�س بلطف وام�سح نقطة الدم على �شريطة االختبار التي‬
‫�أدخلت في جهاز القيا�س‬
‫‪67‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫نماذج لأجهزة قيا�س الغلوكوز في الدم‬

‫‪One Touch Ultra 2‬‬ ‫‪Contour‬‬

‫‪Accu -Chek‬‬ ‫‪Freestyle‬‬

‫‪68‬‬
‫فح�ص م�ستويات الغلوكوز‬

‫فحو�صات البول‬
‫العتبة الكلوية لإعادة امت�صا�ص الغلوكوز‬
‫يظهر الغلوكوز في البول عندما ت�صبح الكليتان غير قادرتين‬
‫على �إعادة امت�صا�ص الكم ّية التي جرت ت�صفيتها‪ ،‬لكن الم�شكلة‬
‫في فح�ص البول هي �أن «نقطة الفي�ض» هذه تختلف من �شخ�ص �إلى‬
‫�آخر‪ .‬والم�صطلح ال�صحيح لنقطة الفي�ض هو العتبة الكلوية لإعادة‬
‫امت�صا�ص الغلوكوز‪.‬‬
‫وتكون العتبة الكلوية لدى بع�ض من ال يعانون من داء ال�سكري‬
‫منخف�ضة‪ ،‬وهم بحاجة غالب ًا �إلى �إجراء اختبار تح ّمل الغلوكوز‪،‬‬
‫الذي تناولناه في �صفحة ‪ ،16‬للت�أكد من الحقيقة وتف�سير �سبب ظهور‬
‫الغلوكوز في بولهم‪.‬‬
‫وتقارب العتبة الكلوية الطبيعية مع ّدل ‪ 10‬ملليمول‪/‬لتر من‬
‫الغلوكوز في الدم‪ ،‬وبالتالي ف�إن النتيجة ال�سلبية لفح�ص البول لدى‬
‫مري�ض ال�سكري قد تعني �أن م�ستوى الغلوكوز في دمه نظري ًا هي ما‬
‫بين ‪� 0‬إلى ‪ 10‬ملليمول‪/‬لتر‪ ،‬وفق ًا لعتبته الخا�صة‪.‬‬
‫�أما النتيجة الإيجابية لفح�ص البول‪ ،‬فال تنبئ بال�ضبط بم�ستوى‬
‫الغلوكوز في الدم‪ ،‬وال بالكمية التي تتخطى العتبة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذا النق�ص الن�سبي للدقة‪ ،‬ف�إن �إجراء فح�ص‬
‫البول والح�صول على نتائج �سلبية قد يكونا كل ما تحتاج �إليه للت�أكد‬
‫من �أن مر�ضك تحت ال�سيطرة‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إن كنت تتبع حمية خا�صة‬
‫بال�سكري �أو ت�أخذ �أقرا�ص عالج‪.‬‬
‫كيفية �إجراء فح�ص البول‬
‫ي�ستخدم الجميع تقريب ًا هذه الأيام �شرائط فح�ص البول المماثلة‬
‫لتلك الم�ستخدمة لفح�ص الغلوكوز في الدم‪� ،‬إذ تغم�س ال�شريطة �إما‬
‫في �سيل البول �أو في ع ّينة جمعت للت ّو‪ ،‬وينتظر �إلى حين �أن ينتج‬
‫التفاعل الكيميائي تغير ًا في لون ال�شريطة‪ ،‬وبعدها ُيقر�أ الرقم‬
‫المقابل للون الذي ظهر‪ ،‬على جدول ُيطبع دائم ًا على جنب العلبة‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫وكما في �شرائط فحو�صات الدم‪ ،‬ف�إن فترة االنتظار للح�صول‬


‫على النتيجة تختلف من نوع �إلى �آخر بين �شرائط فح�ص البول‪،‬‬
‫وبالتالي تحقق دائم ًا من �إر�شادات الم�ص ّنع‪.‬‬
‫ولمعرفة م�ستوى الغلوكوز في ال ّدم وقت �إجراء الفح�ص‪ ،‬يجب‬
‫ا�ستخدام البول الذي تبولته فور ًا‪ ،‬وهذا مهم خ�صو�ص ًا �صباح ًا‬
‫عندما يكون البول متج ّمع ًا في المثانة على مدى ع ّدة �ساعات‪.‬‬
‫وما عليك فعله هو تفريغ مثانتك قبل ن�صف �ساعة من �إجراء‬
‫الفح�ص‪ ،‬لتعود وتب ّول مرة �أخرى بعد قرابة ن�صف �ساعة وت�ستخدم‬
‫الع ّينة الجديدة للفح�ص‪.‬‬
‫�شرائط فح�ص البول‬
‫جهاز للتحقق من لون �شرائط فح�ص البول‬

‫ماذا تظهر نتائج فحو�صات الدم �أو البول؟‬


‫عندما تجري فح�ص ًا للدم �أو البول‪ ،‬ف�أنت تقي�س فعالية الجرعة‬
‫ال�سابقة للإن�سولين �أو �أقرا�ص الدواء‪ ،‬وبعبارة �أخرى‪� ،‬إجراء فح�ص‬
‫قبيل الغداء �سيخبر المري�ض عن مفعول الإن�سولين �سريع المفعول‬
‫الذي �أخذه في حقنة ال�صباح‪.‬‬
‫وفي الوقت نف�سه‪ ،‬يعك�س فح�ص ما قبل الفطور فعالية جرعة‬
‫الليلة ال�سابقة‪.‬‬
‫وينطبق المبد�أ نف�سه على �أقرا�ص عالج ال�سكري‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫فح�ص م�ستويات الغلوكوز‬

‫العتبة الكلوية لإعادة امت�صا�ص الغلوكوز‬


‫ب�إمكان الكلية �أن تعيد امت�صا�ص م�ستوى مع ّين من الغلوكوز يبلغ عادة ‪10‬‬
‫ملليمول‪/‬لتر‪ ،‬وفي حال تخطي هذا الم�ستوى‪ ،‬كما في حاالت عدم التح ّكم‬
‫بم�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬ف�إن كميات من هذا ال�سكر تظهر في البول‪.‬‬

‫م�ستوى الغلوكوز في الدم‬

‫‪ 2‬ملليمول‪/‬لتر‬

‫‪ 5‬ملليمول‪/‬لتر‬ ‫م�ستوى‬
‫الغلوكوز في‬
‫الدم يتخطى‬
‫العتبة‬

‫‪ 10‬ملليمول‪/‬لتر‬

‫وبالتالي‬
‫يظهر فائ�ض‬
‫الغلوكوز في‬
‫البول‬

‫‪71‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫تعديل الجرعات‬
‫عندما تظهر نتائج الفح�ص ارتفاع ًا في م�ستوى الغلوكوز في الدم‪،‬‬
‫عليك حينها زيادة حجم جرعتك الالحقة من الدواء �أو الإن�سولين‬
‫ال�ستعادة التوازن‪ ،‬وهذا يح ّل الم�شكلة على المدى الق�صير‪ ،‬لكنك‬
‫تريد منع الم�شكلة من الح�صول في المقام الأول ب�ضبط الجرعة التي‬
‫ت�سبق الفح�ص‪.‬‬
‫ومن الج ّيد تنويع �أوقات الفح�ص �أثناء النهار‪ ،‬وكذلك انتظار‬
‫�سل�سلة من النتائج على فترة تتراوح ما بين ‪� 3‬إلى ‪� 5‬أيام‪ ،‬قبل �إجراء‬
‫كثير من التعديالت على الجرعات‪ ،‬وبهذه الطريقة �سترى �إن كان‬
‫هناك �أي نمط للتغييرات في م�ستوى الغلوكوز بدمك‪.‬‬
‫و�إلى حين ح�صولك على خبرة �أكبر في التعامل مع ال�سكري‪،‬‬
‫فمن الم�ستح�سن ا�ست�شارة طبيبك �أو �أي ع�ضو في فريقك المعالج‬
‫قبل تغيير جرعة الإن�سولين �أو �أقرا�ص العالج‪ .‬والحق ًا عندما تتعرف‬
‫�أكثر �إلى ردات فعل ج�سمك‪� ،‬ستتمكن من القيام بالتعديل ال�ضروري‬
‫للجرعات بنف�سك لأنك �ستعرف ما الذي ينفعك‪.‬‬
‫المراقبة العيادية‬
‫ي�شعر فريقك المعالج في بع�ض الحاالت ب�أنه �سيكون مفيد ًا تقييم‬
‫فعالية عالجك ب�إجراء فح�صي دم �أكثر تطور ًا‪ ،‬وهما ال يحالن مكان‬
‫فح�صك الذاتي الروتيني‪ ،‬بل ب�إمكانهما �أن يو ّفرا معلومات �إ�ضافية‬
‫�ست�ساعد الفريق على اتخاذ قرر يتعلق ب�ش�أن �ضرورة �إجراء تعديالت‬
‫على جرعات الإن�سولين �أو الأدوية التي تتناولها‪.‬‬
‫ويتطلب الفح�صان عادة ع ّينة دم ينبغي �أن ت�ؤخذ من �أحد‬
‫الأوردة‪ ،‬على الرغم من �أن بع�ض الآالت الجديدة ت�ستخدم فقط ع ّينة‬
‫دموية ت�ؤخذ بوا�سطة وخز الإ�صبع‪.‬‬
‫اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيالتي‬
‫وهو اختبار يقي�س مع ّدل الغلوكوز في الدم على فترة تتراوح ما‬
‫ت�سجل بالن�سبة المئوية (‪)%‬‬
‫بين ‪� 6‬إلى ‪� 8‬أ�سابيع‪ ،‬وكانت النتائج ّ‬
‫على عك�س الغلوكوز في الدم (حيث ت�ستخدم وحدات قيا�س الملليمول‬
‫في اللتر �أو ملليمول‪/‬لتر)‪ ،‬وكان يتراوح الم�ستوى الطبيعي (غير‬
‫ال�سكري) ما بين ‪� 4‬إلى ‪.%6‬‬
‫‪72‬‬
‫فح�ص م�ستويات الغلوكوز‬

‫وتغ ّيرت وحدات القيا�س في هذا االختبار حالي ًا �إلى ملليمول‪/‬‬


‫مول‪ ،‬فيما �أ�صبح المعدل الطبيعي يتراوح ما بين ‪� 20‬إلى ‪42‬‬
‫ملليمول‪/‬مول‪.‬‬
‫والتح ّكم الج ّيد للغلوكوز في الدم يعك�سه مع ّدل ‪ 58‬ملليمول‪/‬مول‬
‫(‪� )%7.5‬أو �أقل في اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيالتي‪� ،‬أما التح ّكم‬
‫ال�سيء بالمر�ض فيتمثل عادة بمع ّدل ‪ 86‬ملليمول‪/‬مول (‪� )%10‬أو‬
‫�أكثر‪.‬‬
‫ويوازي م�ستوى ‪ 58‬ملليمول‪ /‬مول (‪ )%7.5‬من الهيموغلوبين‬

‫الغليكوزيالتي‪ ،‬مع ّدل ‪ 10‬ملليمول‪ /‬لتر من الغلوكوز في الدم‪،‬‬


‫في حين �أن ‪ 86‬ملليمول‪/‬مول من الهيموغلوبين الغليكوزيالتي يوازي‬
‫مع ّدل ‪ 15‬ملليمول‪/‬لتر من الغلوكوز‪.‬‬
‫لكن وكجميع المعدالت‪ ،‬قد يكون م�ستوى الغلوكوز في الدم‬
‫الذي ي�سجله هذا االختبار نتيجة كثير من التغييرات ال�صغيرة �أو‬
‫التقلبات الكبيرة في االتجاهين‪ ،‬ولهذا ف�إن اختبار الهيموغلوبين‬
‫الغليكوزيالتي غير مفيد لمالءمة عالج الإن�سولين اليومي‪ ،‬لكنه دليل‬
‫يتم على ما يرام‪.‬‬
‫ج ّيد على ما �إذا كان العالج ككل ّ‬
‫اختبار الفركتوزامين‬
‫يعمل هذا االختبار وفق ًا لمبد أ� اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيالتي‬
‫نف�سه‪ ،‬لكنه يقي�س فعالية العالج على مدى فترة ق�صيرة تتراوح ما‬
‫بين �أ�سبوعين �إلى ثالثة �أ�سابيع‪ ،‬وهو ي�ش ّكل دلي ًال مفيد ًا على ما �إذا‬
‫كان عالجك الحالي على ما ُيرام �أو �أنه بحاجة �إلى التعديل‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫النقاط الأ�سا�س ّية‬


‫„تق ّدم فحو�صات ال ّدم معلومات دقيقة ب�ش�أن التح ّكم‬ ‫„‬
‫بم�ستوى الغلوكوز في ال ّدم‬
‫„ت�ساعد فحو�صات الدم على منع ح�صول انخفا�ض لل�سكر‬ ‫„‬
‫في ال ّدم (هيبوغالي�سميا)‬
‫„تعتبر فحو�صات البول منا�سبة ب�شكل مثالي لمراقبة‬ ‫„‬
‫المر�ضى الذين يتبعون الحم ّية‪� ،‬أو الذين يتناولون الأدوية‬
‫الفموية الخاف�ضة لم�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬لكنها غير‬
‫مفيدة جد ًا لتنبيه المري�ض بانخفا�ض م�ستوى الغلوكوز‬
‫في ال ّدم‬

‫‪74‬‬
‫كل ما يتع ّلق‬
‫بالهيبوغاليسيميا‬

‫من ُي�صاب بالهيبوغالي�سيميا؟‬


‫عليك �أن تقلق ب�ش�أن الإ�صابة بانخفا�ض الغلوكوز في الدم‪ ،‬فقط‬
‫�إن كنت ممن يتناولون عالج الإن�سولين �أو �أقرا�ص ال�سلفونايليوريا �أو‬
‫الجلينايد‪ .‬و�إن كنت تتح ّكم بمر�ضك بوا�سطة الحمية فقط �أو تناول‬
‫�أقرا�ص «الميتفورمين»‪� ،‬أو الثايازوليندايونز‪� ،‬أو الأكاربوز‪ ،‬فال ينبغي‬
‫�أن تواجه بهذه الم�شكلة‪.‬‬
‫ما هي الهيبوغالي�سيميا؟‬
‫الهيبوغالي�سيميا تعني انخفا�ض م�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬وال‬
‫ينخف�ض هذا الم�ستوى عند غير الم�صابين بال�سكري �إلى ما دون ‪3.5‬‬
‫�سيح�س بهذا‬
‫ّ‬ ‫ملليمول‪/‬لتر‪ ،‬لأن جهاز التح ّكم الطبيعي في الج�سم‬
‫وي�صحح الو�ضع بوقف �إفراز الإن�سولين‪ ،‬و�ضخ هرمونات‬
‫ّ‬ ‫االنخفا�ض‬
‫�أخرى مثل الغلوكاغون الذي يرفع م�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬و�سيبد أ�‬
‫ال�شخ�ص عندها بال�شعور بالجوع‪ ،‬وي�أكل لترتفع بالتالي م�ستويات‬
‫الغلوكوز في دمه‪.‬‬
‫لكن في حال تناول الإن�سولين �أو بال�سلفونايليوريا الذي يحث‬

‫‪75‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫على �إفراز الهرمون المذكور‪ ،‬ف�إن نظام ردة الفعل هذا يتوقف عن‬
‫العمل‪ ،‬لكن ال يمكن �إيقاف الإن�سولين الذي �أخذ �أو �أنتج مجدد ًا‪،‬‬
‫فيوا�صل عندها الغلوكوز انخفا�ضه في الدم �إلى حين تناول بع�ض‬
‫الطعام الذي يحتوي على الكربوهيدرات‪.‬‬
‫ومع انخفا�ض م�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬تظهر عادة مجموعة‬
‫متن ّوعة من الأعرا�ض التحذيرية (راجع الجدول في ال�صفحة التالية)‪.‬‬
‫وتعتبر الهيبوغالي�سيميا خطيرة لأن الدماغ يعتمد بالكامل تقريب ًا‬
‫على الغلوكوز ليعمل ب�شكل طبيعي‪ ،‬وفي حال االنخفا�ض ال�شديد‬
‫لهذا الغلوكوز يتراجع عمل الدماغ مت�س ّبب ًا بالأعرا�ض المذكورة في‬
‫الجدول التالي‪ .‬وفي حال انخف�ضت م�ستويات الغلوكوز بالدم �أكثر‬
‫�أي�ض ًا‪ ،‬فقد تت�سبب بفقدان الوعي (الغيبوبة)‪.‬‬
‫منع الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‬
‫قبل �سنوات‪ ،‬ر ّبما كان على ال�شخ�ص الذي بد�أ ب�أخذ الإن�سولين‬
‫الدخول في تجربة متعمدة للإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا من �أجل‬
‫التع ّرف على كيفية ال�شعور حينها‪ ،‬لكن بات اليوم م�ستبعد ًا �أن يقترح‬
‫الطبيب عليك القيام بذلك لأنه �أمر غير �سائغ جد ًا‪.‬‬
‫ومع توفر �إمكانية فح�ص م�ستوى الغلوكوز من قبل المري�ض نف�سه‬
‫في المنزل حالي ًا‪ ،‬بات ب�إمكانه االكت�شاف ب�سرعة و�سهولة �إن كانت‬
‫الم�ستويات منخف�ضة جد ًا‪ ،‬وبالتالي الت�صرف �إن اقت�ضت ال�ضرورة‬
‫من �أجل ال�سيطرة على الو�ضع‪.‬‬
‫ويعتبر �ضمان عدم �إ�صابة مر�ضى ال�سكري بالهيبوغالي�سيميا‬
‫كرد فعل على العالج‪� ،‬أحد �أهم �أوجه رعايتهم‪ ،‬وهذا يتط ّلب من‬
‫ال�شخ�ص المعني مناق�شة م�س�ألة عالجه و�ضبطه �إن دعت الحاجة‬
‫ليتنا�سب مع �أ�سلوب حياته‪ ،‬وخ�صو�ص ًا مع �أوقات الطعام و�أنماط‬
‫العمل‪ ،‬وهو �أمر لي�س �سه ًال دائم ًا‪ ،‬ويعني �أحيان ًا وجوب التو�صل �إلى‬
‫ت�سويات‪.‬‬
‫وغالب ًا ما يكون على المري�ض القبول بعدم وجود بديل عن االلتزام‬
‫ب�أوقات منتظمة للطعام‪ ،‬لكنه يجد ذلك مزعج ًا‪ .‬ومع وجود مجموعة‬
‫‪76‬‬
‫كل ما يتع ّلق بالهيبوغالي�سيميا‬

‫�أعرا�ض الهيبوغالي�سيميا‬
‫عليك التع ّرف �إلى �أعرا�ض الهيبوغالي�سيميا لتتخذ الإجراء‬
‫المنا�سب‪ ،‬وقد ي�شير تكرر ح�صول هذا االنخفا�ض بال�سكر في‬
‫الدم �إلى حاجتك �إلى تغيير عالجك �أو نمط طعامك‪.‬‬
‫وتت�ضمن الأعرا�ض‪:‬‬
‫ •ال�شعور بالتع ّرق �أو البرد �أو الرطوبة‬
‫ •االرتجاف وال�شعور بال�ضعف‬
‫ •وخز حول ال�شفاه‬
‫ •ال�شعور بالجوع‬
‫ •ر�ؤية م�ش ّو�شة‬
‫ •ال�شعور ب�سرعة االنفعال �أو اال�ضطراب �أو الغ�ضب‬
‫ •عدم القدرة على التركيز‬
‫ •ال�شحوب في الوجه‬
‫ •ال�شعور بالنعا�س (وفقدان الوعي في حال عدم التح ّرك لحل‬
‫الم�شكلة)‬
‫وقد يت�ص ّرف �أحيان ًا من يعانون من انخفا�ض الغلوكوز في‬
‫الدم بغرابة‪ ،‬حتى �أن بع�ضهم قد ي�شتبه ب�أنهم ثمالى‪.‬‬
‫ويمكن لأغلب الأ�شخا�ص الذين ي�أخذون عالج الإن�سولين‬
‫ا�ستخدام �أعرا�ضهم كم�ؤ�شر �إلى الحاجة �إلى تناول بع�ض الطعام‬
‫ب�شكل معتدل و�سريع‪.‬‬
‫�أما بالن�سبة لأي �أعرا�ض �سبق ذكرها ومدى ح ّدتها‪ ،‬فهي‬
‫تعتمد على ال�شخ�ص‪ ،‬فالبع�ض ي�شعر بالجوع قبل االنتباه �إلى �أي‬
‫�أمر �آخر‪ ،‬والبع�ض يعاني من وخز حول ال�شفاه �أو االرتجاف على‬
‫�سبيل المثال‪.‬‬
‫وقد ال ت�شعر بالأعرا�ض كلها‪ ،‬لكن غالب ًا ما تعاني من وجع في‬
‫الر�أ�س بعد الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‪ .‬ويمكن �أن تطول فترة ردة‬
‫فعل الج�سم على الحالة عدة �ساعات‪ ،‬وبالتالي ينبغي على المري�ض‬
‫تجنب القيادة �أو القيام ب�أن�شطة خطيرة في هذه الفترة‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫وا�سعة من �أنواع الإن�سولين المختلفة و�أجهزة الحقن المتنوعة‪ ،‬فقد‬


‫�أ�صبح ممكن ًا عادة ّ‬
‫التو�صل �إلى برنامج عالجي ينا�سب المري�ض‪.‬‬
‫وتعتبر الإ�صابة المتكررة بالهيبوغالي�سيميا م�ؤ�شر ًا �إلى الحاجة‬
‫�إلى مراجعة الطبيب �أو الممر�ض للنظر في كيفية تعديل العالج �أو‬
‫نمط الأكل �أو كليهما مع ًا‪ ،‬لمنع ح�صول هذه الحالة‪.‬‬
‫�أ�سباب الهيبوغالي�سيميا‬
‫�سرعان ما �ستتع ّرف �إلى الأو�ضاع التي تجعلك ب�شكل خا�ص‬
‫عر�ضة للإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‪ ،‬لكن الأكثر �شيوع ًا منها هي‪:‬‬
‫ •تناول الطعام في وقت مت�أخر عما كان متوقع ًا �أو مخطط ًا له‪ ،‬وهو‬
‫ما قد يح�صل �أحيان ًا‪ ،‬ف�إن كنت �أخذت حقنة الإن�سولين وبعدها‬
‫لم تتمكن من تناول وجبتك ل�سبب ما‪ ،‬عليك حينها تناول وجبة‬
‫خفيفة من الكربوهيدرات (مثل الحلوى ال�صلبة «البونبون» �أو‬
‫الب�سكويت)‪ ،‬التي ينبغي عليك �أن تحملها معك دائم ًا‪.‬‬
‫ •القيام بتمرين ريا�ضي غير متو ّقع‪ ،‬مثل الرك�ض وراء حافلة‬
‫الركاب (وللمزيد راجع ال�صفحة ‪.)85‬‬
‫ •تناول الكثير من الم�شروبات الممنوعة‪� ،‬إذ عندما يكون على‬
‫كبدك تفكيك كميات فائ�ضة من الم�شروبات الممنوعة‪ ،‬ال يمكنه‬
‫في الوقت عينه �إفراز الغلوكوز‪ .‬ولهذا ُين�صح بعدم تناول كميات‬
‫كبيرة من هذه الم�شروبات �إن كنت ممن يعالجون بالإن�سولين �أو‬
‫ب�أقرا�ص ال�سلفونايليوريا �أو الجلينايد‪.‬‬
‫عالج الهيبوغالي�سيميا‬
‫يمكن معالجة االنخفا�ض الخفيف لم�ستوى الغلوكوز في ال ّدم‬
‫عادة ب�سهولة‪ ،‬ب�شرب كوب من م�شروبات الطاقة �أو من ع�صير‬
‫الليمون‪ ،‬لكن تذ ّكر �أن الم�شروبات المخ�ص�صة للحمية تحتوي على‬
‫ٍّ‬
‫محل �صناعي غير ال�سكر‪ ،‬وبالتالي فهي ال تفيدك في هذه الحال‪.‬‬
‫وت�أ ّكد �أي�ض ًا �أينما ذهبت �أنك تحمل معك بع�ض �أنواع‬
‫الكربوهيدرات المتوفرة على �شكل حلوى �صلبة �أو ب�سكويت‪ ،‬لكن‬
‫‪78‬‬
‫كل ما يتع ّلق بالهيبوغالي�سيميا‬

‫تذ ّكر �أن ال�شوكوالته غير مفيد في هذه الحالة لأنه يحتوي على‬
‫الكربوهيدرات بطيئة التفكك‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ويع ّد توفر الكربوهيدرات الجاهزة معك �أمرا مهما‪ ،‬خ�صو�صا �إن‬
‫كنت �سائق ًا �أو على و�شك ممار�سة بع�ض التمارين الريا�ضية‪.‬‬
‫ولمزيد من المعلومات في هذا ال�ش�أن‪ ،‬راجع الق�سم المتع ّلق‬
‫بالحمية (ال�صفحة ‪ )18‬والتمارين الريا�ضية (ال�صفحة ‪.)85‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا الحادة‬
‫قد تعاني �أحيان ًا من انخفا�ض �سريع جد ًا لم�ستوى الغلوكوز في‬
‫الدم‪ ،‬بحيث ال تتمتع بالوقت الكافي التخاذ الإجراء الت�صحيحي‬
‫المذكور �آنف ًا‪ ،‬وقد ت�شعر بالنعا�س �أو تفقد الوعي‪� ،‬أو حتى ربما ت�صاب‬
‫بنوبة �صرع‪.‬‬
‫وتعتبر هذه الحالة مخيفة لك ولمن حولك‪ ،‬و�أنت تحتاج �إلى‬
‫الت�صرف من �أجل منع تكرارها‪ ،‬وهذا يعني �أنك بحاجة �إلى تلقي‬
‫الن�صيحة من فريقك الطبي للتخ ّل�ص من الم�شكلة‪.‬‬
‫متنوعة للتعامل مع �شخ�ص م�صاب بالهيبوغالي�سيميا‬ ‫ثمة طرق ّ‬
‫الحادة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ •�إن كنت في و�ضع ال يمكنك فيه الأكل �أو ال�شرب‪ ،‬يمكن عندها‬
‫و�ضع هالم يدعى غلوكوجل �أو هيبو�ستوب على فمك �أو فرك اللثة‬
‫فيه‪ ،‬لكن ال ينبغي فعل ذلك �إن كنت تعاني من نوبة �صرع‪.‬‬
‫ •يمكن �أخذ حقنة من هرمون غلوكاغون الذي يت�سبب بارتفاع‬
‫م�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬في ذراعك �أو �أردافك‪ ،‬لإعادتك �إلى‬
‫وعيك لتتمكن بعدها من الأكل �أو ال�شرب‪ ،‬لكن ال ينبغي ا�ستخدام‬
‫الغلوكاغون �إن كانت حالة الهيبوغالي�سيميا ناتجة عن العالج‬
‫ب�أقرا�ص ال�سلفونايليوريا �أو الجلينايد‪� ،‬أو عن ت�س ّمم كحولي‪.‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا الليلية‬
‫من الطبيعي �أن تقلق �أنت وعائلتك ب�ش�أن احتمال �إ�صابتك‬
‫بالهيبوغالي�سيميا �أثناء النوم‪� ،‬أو ربما �إ�صابتك بها وعدم اال�ستيقاظ‬
‫‪79‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫بعدها �أبد ًا‪ .‬و ُيع ّد هذا الجانب مخيف ًا خ�صو�ص ًا عند الأهل الذين‬
‫لديهم طفل م�صاب بالنوع الأول من ال�سكري‪( ،‬لمزيد من المعلومات‬
‫حول هذه الم�س�ألة راجع ال�صفحة ‪ .)98‬لكن في الواقع ف�إن الم�شكلة‬
‫لي�ست دراماتيكية �إلى هذا الحد‪.‬‬
‫�أو ًال‪� ،‬ست�ستيقظ من النوم على الأرجح ب�سبب �أعرا�ض انخفا�ض‬
‫م�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬ومن وقت �إلى �آخر ف�إن حالة انزعاجك‬
‫�ستوقظ �شريكك‪ ،‬حتى و�إن بقيت �أنت نائم ًا‪.‬‬
‫ولي�س م�ستغرب ًا �أن تبقى نائم ًا �أثناء �إ�صابتك بالهيبوغالي�سيميا‪،‬‬
‫متنوعة كرد فعل على انخفا�ض م�ستوى‬ ‫ّ‬ ‫فج�سمك يح ّرك هرمونات‬
‫الغلوكوز‪ ،‬ومن �ش�أن هذه الهرمونات �أن تح ّفز على �إفراز الغلوكوز‬
‫المخزّن في �سبيل ت�صحيح الو�ضع‪.‬‬
‫ً‬
‫وبعد ردة الفعل هذه‪� ،‬ست�ستيقظ من النوم م�صابا بال�صداع‬
‫و�أعرا�ض ت�شبه �إلى حد كبير تلك التي يت�سبب بها الإفراط في �شرب‬
‫الم�شروبات الممنوعة‪.‬‬
‫وفي بع�ض الأحيان‪ ،‬قد يح�صل ت�أرجح نحو االتجاه المعاك�س‪،‬‬
‫ليرتفع الغلوكوز �أي�ض ًا جد ًا في دمك‪.‬‬
‫و�إن كنت ت�ستيقظ عادة مع �شعور بال�سوء ب�سبب هذا النوع من‬
‫الأعرا�ض‪ ،‬ف�إنها �ستكون فكرة ج ّيدة �أن تجري فح�ص ًا باكر ًا للغلوكوز‬
‫في الدم (بين الثانية والرابعة فجر ًا)‪ ،‬لمعرفة �إن كنت تعاني من‬
‫الهيبوغالي�سيميا التي لم تكت�شفها وقت حدوثها‪ .‬وعلى الأقل ف�إنك‬
‫�ستعرف �سبب �شعورك ال�سيء وعندها يمكنك البحث مع فريقك‬
‫المعالج عما �إن كان توقيت جرعة الإن�سولين الليلية بحاجة �إلى تعديل‬
‫�أو �أنك بحاجة �إلى تغيير نوعه‪.‬‬
‫فقدان التن ّبه لح�صول الهيبوغالي�سيميا‬
‫قد تكون �سمعت ق�ص�ص ًا مختلفة عن بع�ض الم�صابين بال�سكري‬
‫الذين ي�شتكون من فقدانهم لـ «نظام التنبيه المبكر» للإ�صابة‬
‫بالهيبوغالي�سيميا‪ ،‬ويعتقد كثيرون منهم �أن هذا ناتج عن التح ّول من‬
‫ا�ستخدام الإن�سولين الحيواني �إلى الإن�سولين الب�شري‪.‬‬
‫‪80‬‬
‫كل ما يتع ّلق بالهيبوغالي�سيميا‬

‫وقبل التط ّرق �إلى هذا الجانب‪ ،‬علينا النظر في �أ�سباب �أخرى قد‬
‫ينتج عنها هذا الفقدان للتنبه �إلى حدوث الهيبوغالي�سيميا‪.‬‬
‫لقد �أ�صبح وا�ضح ًا ب�شكل متزايد منذ ب�ضعة �سنين �أن من يعانون‬
‫من ال�سكري منذ وقت طويل ي�صبحون �أقل قدرة على التنب�ؤ بحدوث‬
‫الهيبوغالي�سيميا‪ ،‬فهم على ما يبدو باتوا �أقل قدرة على مالحظة‬
‫م�ؤ�شرات التحذير بعد ا�ستخدامهم الإن�سولين نحو ‪� 15‬إلى ‪ 20‬عام ًا‪.‬‬
‫وعلى الرغم من �أن �أحد ًا ال يعرف بعد �سبب حدوث ذلك‪ ،‬لكن‬
‫الوا�ضح هو �أن قدرة البنكريا�س على �إفراز الغلوكاغون كرد فعل‬
‫على انخفا�ض الغلوكوز في الدم تخف مع مرور الوقت‪ ،‬فيقول بع�ض‬
‫الأ�شخا�ص �إن �أعرا�ضهم تغ ّيرت‪ ،‬في حين يقول �آخرون �إنها باتت‬
‫كاف التخاذ �إجراء‬‫�أ�سرع بكثير بحيث �أن الوقت �أمامهم يكون غير ٍ‬
‫ت�صحيحي للو�ضع‪.‬‬
‫وتنت�شر هذه الم�شكلة ب�شكل �أكبر بين الأ�شخا�ص الذين يتمركز‬
‫متو�سط م�ستوى الغلوكوز في دمهم عند الحد الأدنى في الم�ستوى‬ ‫ّ‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫وفي بع�ض الأحيان‪ ،‬قد يعني �إجراء تعديل على العالج لي�سمح‬
‫لم�ستوى الغلوكوز في الدم باالرتفاع قلي ًال‪� ،‬أن ي�ستعيد ال�شخ�ص‬
‫النمط ال�سابق من الأعرا�ض‪ ،‬لكن �أي تغيير من هذا النوع يجب‬
‫مناق�شته بد ّقة مع الفريق المعالج‪.‬‬
‫وقد اقترحت منظمة داء ال�سكري في بريطانيا تو�صية �سمتها‬
‫«فور �إن ذا فلور»‪� ،‬أي ‪ 4‬على الأر�ض‪ ،‬تقت�ضي بوجوب عدم ال�سماح‬
‫لم�ستويات الغلوكوز في الدم �أن تنخف�ض ما دون ‪ 4‬ملليمول‪/‬لتر‪.‬‬
‫هل الإن�سولين الب�شري هو ال ُمالم؟‬
‫�إن ال�س�ؤال عن الدور الذي قد ي�ؤديه الإن�سولين الب�شري في تغيير‬
‫القدرة على التن ّبه للهيبوجالي�سيميا هو �أكثر تعقيد ًا‪ .‬فعلى الرغم‬
‫من �أن بع�ض المر�ضى ي�شعرون ب�أن التح ّول عن ا�ستخدام الإن�سولين‬
‫الحيواني م�س�ؤول عن ال�صعوبات التي يواجهونها في ما يتعلق بالتنبه‬
‫للهيبوغالي�سيميا‪� ،‬إال �أن �أطباءهم غالب ًا ما ال يوافقونهم الر�أي‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫فقد �أظهرت التجارب المراقبة جيد ًا‪ ،‬عدم وجود اختالف‬


‫يمكن قيا�سه بالن�سبة �إلى �أعرا�ض الهيبوغالي�سيميا بين من ي�أخذون‬
‫الإن�سولين الحيواني ومن ي�أخذون الإن�سولين الب�شري‪.‬‬
‫وفي الوقت عينه‪ ،‬ي�ؤ ّكد بع�ض المر�ضى �أنهم ي�شعرون ّ‬
‫بتح�سن‬
‫�أف�ضل لدى ا�ستخدام الإن�سولين الحيواني‪ ،‬وبالتالي ف�إن كان هذا‬
‫�صحيح ًا‪ ،‬فال يوجد ما ي�ستدعي جعلهم يتوقفون عن ا�ستخدامه‪.‬‬
‫هل يمكن تج ّنب الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا بالمحافظة‬
‫على م�ستويات ثابتة عالية من الغلوكوز في الدم؟‬
‫�إن ارتفاع م�ستوى الغلوكوز بالدم ب�شكل متوا�صل �سيج ّنبك‬
‫الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‪ ،‬لكن للأ�سف ف�إن هذا �سيزيد من خطر‬
‫�إ�صابتك بم�ضاعفات ال�سكري (راجع ال�صفحة ‪.)105‬‬
‫وقد يكون الحفاظ على توازن بين الهيبوغالي�سيميا الخطيرة‬
‫(العالية جد ًا) والهيبوغالي�سيميا المزعجة (المنخف�ضة جد ًا)‬
‫�صعب ًا جد ًا بالن�سبة �إلى المر�ضى الذين ي�أخذون عالج الإن�سولين‪،‬‬
‫لكنه بات �أ�سهل بكثير في �أيامنا الراهنة مع تو ّفر �أنواع مختلفة من‬
‫حقن الإن�سولين و�أجهزة الحقن‪.‬‬
‫و�إن كنت تعاني من نوبات من الهيبوغالي�سيميا المزعجة يتبعها‬
‫ارتفاع في م�ستويات الغلوكوز في الدم‪ ،‬عليك حينها ا�ست�شارة فريقك‬
‫المعالج لأن هذا قد يعني �أن عالجك بحاجة �إلى تعديل �أو تغيير‪،‬‬
‫وقد ي�ستحق الأمر �أي�ض ًا النظر في �إمكانية ا�ستخدام العالج بم�ضخة‬
‫الإن�سولين (راجع ال�صفحتين ‪.)62-61‬‬

‫‪82‬‬
‫كل ما يتع ّلق بالهيبوغالي�سيميا‬

‫الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‬
‫�إن انخفا�ض م�ستوى الغلوكوز في الدم عند الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‪،‬‬
‫يحرم الدماغ من م�صدر طاقته‪ ،‬وقد ت�صيب هذه الحالة من يعانون من‬
‫ال�سكري‪ ،‬وي�أخذون الإن�سولين �أو �أقرا�ص ال�سلفونايليوريا‪.‬‬

‫الأ�سباب المحتملة‬
‫ •الت�أخر في تناول وجبة الطعام �أو الوجبة الخفيفة �أو حتى‬
‫ن�سيان ذلك‬
‫ •القيام بتمارين ريا�ضية �أكثر من العادة‪ ،‬بينها �أعمال‬
‫الحديقة‪� ،‬أو الأعمال المنزلية ال�شاقة‪� ،‬أو الريا�ضة‬
‫ •الإ�صابة بتوعكات �صح ّية تجعلك ت�أكل �أقل من العادة‬
‫العالج‬
‫‪1‬تناول بع�ض الكربوهيدرات �سريعة التفكك‪ ،‬مثل �أقرا�ص‬ ‫‪.1‬‬
‫الغلوكوز �أو �شراب الغلوكوز‬
‫‪2‬تناول بع�ض الكربوهيدرات ال�ساندويت�شات �أو التو�ست‪ ،‬بعيد‬ ‫‪.2‬‬
‫الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‬
‫‪3‬افح�ص م�ستوى الغلوكوز في الدم �إن �أمكن‬ ‫‪.3‬‬
‫‪4‬تناول مزيد ًا من الغلوكوز �إن ا�ستمرت �أعرا�ضك‬ ‫‪.4‬‬
‫‪�5‬إن كنت بانتظار تناول وجبتك الأ�سا�سية �أو وجبة خفيفة‪ ،‬كل‬ ‫‪.5‬‬
‫�أي �شيء في �أ�سرع وقت ممكن‬
‫‪�6‬إن لم تزل الأعرا�ض‪� ،‬أطلب ا�ست�شارة طبية‬ ‫‪.6‬‬

‫‪83‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫النقاط الأ�سا�س ّية‬


‫„قد تحدث الهيبوغالي�سيميا عند �أي �شخ�ص ي�أخذ عالج‬ ‫„‬
‫الإن�سولين �أو �أقرا�ص ال�سلفونايليوريا‬
‫„تختلف الم�ؤ�شرات التحذيرية الدالة على اقتراب حدوث‬ ‫„‬
‫الهيبوغالي�سيميا من �شخ�ص �إلى �آخر‬
‫„في حال ا�شتبهت في احتمال ح�صول نوبة هيبوغالي�سيميا‪،‬‬ ‫„‬
‫حاول الت�أكد �أو ًال ب�إجراء فح�ص دم‬
‫„�إن كان هذا غير ممكن تناول كربوهيدرات �سريعة‬ ‫„‬
‫التفكك مثل م�شروبات الطاقة �أو ع�صير الليمون (غير‬
‫المخ�ص�ص منها للحمية) �أو �أقرا�ص غلوكوز‬
‫„ ُيعد الحليب والب�سكويت الذي يحتوي على ال�شوكوالته غير‬ ‫„‬
‫منا�سبين لأنهما ال ُيمت�صان ب�سرعة‪ ،‬لكن يمكن �أن يكونا‬
‫مفيدين بعد الإجراء الت�صحيحي الأ�سا�سي‬
‫„�إن كنت تعاني من تكرر الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‪،‬‬ ‫„‬
‫اطلب ا�ست�شارة من فريقك المعالج‬

‫‪84‬‬
‫كسر الروتين‬

‫ممار�سة التمارين‬
‫عندما يمار�س �شخ�ص ما غير م�صاب بال�سكري التمارين‬
‫يتم‬
‫الريا�ضية‪ ،‬يتوقف بنكريا�سه عن �إفراز الإن�سولين‪ ،‬في حين �أنه ّ‬
‫�إفراز هرمونات �أخرى تت�سبب برفع م�ستوى الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫لكن �إن كنت ت�أخذ الإن�سولين �أو �أقرا�ص ال�سلفونايليوريا ف�إن‬
‫م�ستوى الإن�سولين ي�ستمر في االرتفاع في الج�سم‪ ،‬وكذلك �إذا �أخذت‬
‫حقنة �إن�سولين في �أحد الأع�ضاء التي ت�شملها الريا�ضة‪ ،‬فقد ُيمت�ص‬
‫ب�شكل �أ�سرع من العادة‪.‬‬
‫من المهم �إذ ًا‪� ،‬أن تخبر من معك‪ ،‬مثل مناف�سك في لعبة التن�س‪،‬‬
‫�أو الأع�ضاء الباقين في فريق كرة القدم‪� ،‬أنك ت�أخذ عالج الإن�سولين‪،‬‬
‫وت�شرح لهم ما ينبغي �أن يفعلوه �إن �أ�صبت بالهيبوغالي�سيميا‪.‬‬
‫وعندما تكون على علم ب�أنك �ستخرج لممار�سة الريا�ضة‪،‬‬
‫يمكنك حينها �ضبط عالجك �أو حميتك‪� ،‬أو كليهما‪ ،‬فقد ينبغي �أن‬
‫تخ ّف�ض جرعة الإن�سولين �إلى �أكثر من الن�صف وفق ًا لمدى قوة جل�سة‬
‫التمارين التي تخطط لها‪.‬‬
‫ويكون الأمر �أ�صعب عندما تقوم بتمرين غير متو ّقع‪ ،‬ويح�صل‬
‫هذا خ�صو�ص ًا لدى الأطفال‪ ،‬والحل م ّرة �أخرى هو تناول وجبة خفيفة‬
‫محمولة من الكربوهيدرات �سريعة التفكك‪ ،‬مثل �أي �شراب �سكري �أو‬
‫ب�سكويت �أو �أقرا�ص غلوكوز‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا‬
‫من المهم �إخبار من معك �أنك ت�أخذ عالج الإن�سولين‪ ،‬وت�شرح لهم‬
‫ما ينبغي فعله في حال �إ�صابتك بالهيبوغالي�سيميا‪.‬‬

‫احتر�س من الهيبوغالي�سيميا المت�أخرة‬


‫يمكن للتمارين القو ّية �أن ت�ؤدي �أي�ض ًا �إلى �إ�صابة مت�أخرة‬
‫بالهيبوغالي�سيميا‪ .‬فعلى �سبيل المثال‪ ،‬قد يت�سبب العمل ال�شاق‬
‫م�ساء‪ ،‬بانخفا�ض م�ستويات الغلوكوز في الدم لي ًال مع �إعادة ملء‬
‫ع�ضالتك لمخزونات الغليكوجين‪.‬‬
‫ً‬
‫وقد يكون خف�ض جرعة الإن�سولين الليلية �ضروريا في هذه الظروف‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫ك�سر الروتين‬

‫ال تتوقف عن ممار�سة الريا�ضة‬


‫ال يوجد �سبب البتة لعدم الم�شاركة في �أي نوع من الريا�ضة‬
‫تريده وب�أي م�ستوى كان‪ ،‬طالما �أنك تتخذ التدابير االحتياطية‬
‫الملمو�سة‪ ،‬فالعبا كرة القدم غاري مابوت و�آالن كيرناغهان كالهما‬
‫كانا م�صابين بالنوع الأول من ال�سكري‪ ،‬و�شاركا بالدوري الإنكليزي‬
‫الممتاز‪ ،‬وكذلك كان حامل لقب البطولة ‪ 5‬مرات في الأولمبياد عن‬
‫فئة التجديف‪� ،‬سير �ستيفن ردغريف الذي �أ�صيب بالنوع الأول من‬
‫ال�سكري قبل نيله �آخر ميدالية ذهبية‪.‬‬
‫وي�شارك كثير من مر�ضى ال�سكري في جميع �أنواع الريا�ضات‬
‫المعروفة تقريب ًا‪ ،‬على الرغم من �أن بع�ض ًا منها بحاجة �إلى النظر‬
‫في �إمكانية ممار�سته ب�شكل خا�ص مثل الغو�ص �أو الطيران ال�شراعي‪،‬‬
‫وقد يكون من الأف�ضل تجنبه‪.‬‬
‫وعلى �أي حال‪ ،‬ف�إن الريا�ضات عالية الخطورة يكون لها غالباً‬
‫قواعد وتنظيمات خا�صة تتعلق بمر�ضى ال�سكري‪ ،‬ومن ال�ضروري‪،‬‬
‫التق ّيد بها من �أجل �سالمتك‪.‬‬
‫ح�ضور الحفالت‬
‫يمكنك‪ ،‬بقليل من التفكير والتخطيط الم�سبق‪ ،‬ال�شعور بحر ّية‬
‫الم�شاركة في �أي حفلة واال�ستمتاع فيها �إلى �أق�صى ح ّد‪ ،‬لكن الأ�شياء‬
‫الأ�سا�سية التي عليك �أخذها في الح�سبان هي �أنك قد تت�أخر في‬
‫تناول الطعام‪ ،‬و�ست�أكل �أنواع مختلفة من الأطعمة‪ ،‬ور ّبما �سترق�ص‬
‫حتى وقت مت�أخر من الليل‪.‬‬
‫و�إن كنت ممن ي�أخذون الإن�سولين �سيكون عليك �أن تُجري بع�ض‬
‫التعديالت على الجرعات‪� ،‬آخذ ًا بعين االعتبار هذه العوامل‪ ،‬ف�إن‬
‫كنت على علم ب�أنك �ستت�أخر في تناول وجبتك عدة �ساعات عن‬
‫العادة‪ ،‬عندها تناول وجبة خفيفة قبل الذهاب �إلى الحفلة و� ّأخر‬
‫الحقنة �إلى حين �أن يجهز الطعام‪.‬‬
‫وفي حال بدء الحفلة في وقت مت�أخر‪ ،‬قد تحتاج حينها �إلى‬
‫كربوهيدرات �إ�ضافية مع وجبتك �إ�ضافة �إلى جرعتك العاد ّية من‬
‫‪87‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الإن�سولين‪ ،‬وخذ معك بع�ض الطعام الإ�ضافي‪� ،‬أو ربما بع�ض ًا من‬
‫م�شروب الطاقة �أي�ض ًا �إن كنت تخطط البقاء �إلى �ساعات الفجر‬
‫الأولى‪.‬‬
‫والخطة الأف�ضل بالن�سبة �إلى المر�ضى الذين يتبعون النظام‬
‫القاعدي‪ -‬ال�سريع هي ا�ستبدال الجرعة الليلية من الإن�سولين‬
‫متو�سط المفعول‪ ،‬بجرعة �أ�صغر من الإن�سولين �سريع المفعول �إ�ضافة‬ ‫ّ‬
‫�إلى تناول وجبة خفيفة عند حوالى منت�صف الليل‪.‬‬
‫و ُيع ّد �إجراء فح�ص للدم بعد حوالى ثالث �أو �أربع �ساعات الحق ًا‪،‬‬
‫فكرة ج ّيدة �إن كان بالإمكان تنفيذها‪.‬‬
‫�أما الرق�ص فيعني �أنك �ستحتاج �إلى كربوهيدرات �إ�ضافية‪ ،‬و�أما‬
‫بالن�سبة للكم ّية‪ ،‬فهي تعتمد على كمية الطاقة التي ت�صرفها �أثناء‬
‫�أدائك‪.‬‬

‫بع�ض الن�صائح الب�سيطة لال�ستمتاع بليلة في الخارج‬


‫ال يوجد ثمة حاجة �إن كنت م�صاب ًا بال�سكري �أن تتج ّنب‬
‫الم�شاركة في المنا�سبات االجتماعية والحفالت‪ ،‬وعليك فقط‬
‫وبب�ساطة اتباع القواعد التالية‪:‬‬
‫ •�إن كنت ت�أخذ عالج الإن�سولين �أو ال�سلفونايليوريا‪� ،‬ستحتاج �إلى‬
‫تناول كمية �أكبر من الطعام لت�ستطيع القيام بمزيد من الأن�شطة‬
‫كالرق�ص مث ًال‬
‫ •احتفظ معك ببع�ض الكربوهيدرات �سريعة التفكك و�أنت في‬
‫حلبة الرق�ص المكتظة‪ ،‬لأنك في حال �إح�سا�سك ب�إ�صابتك‬
‫بالهيبوغالي�سيميا قد ال يمكنك التوجه �إلى مكان الأكل ب�سرعة كافية‪.‬‬
‫ال�سفر‬
‫ال يوجد �سبب �أبد ًا لأن يتدخل مر�ضك بال�سكري في خطط‬
‫�سفرك �أو يق ّيدها ب�أي طريقة‪ ،‬على الرغم من �أنك �إن ركبت بالطيارة‬
‫‪88‬‬
‫ك�سر الروتين‬

‫�سيكون من الحكمة �أن يكون لديك ت�أمين �سفر �شامل‪ ،‬ونادر ًا ما تكون‬
‫الرعاية الطبية والعالج مجان ًا في الطائرة‪ ،‬على الرغم من �أن لدى‬
‫بريطانيا بع�ض الترتيبات المتبادلة مع بع�ض الدول الأخرى‪.‬‬
‫و�إن كنت ذاهب ًا �إلى �إحدى دول االتحاد الأوروبي‪ ،‬عليك الح�صول‬
‫قب ًال على بطاقة ت�أمين �صحي �أوروبية‪� ،‬إما بملء ا�ستمارة خا�صة في‬
‫مكتب البريد �أو بالتق ّدم بطلب على موقع وزارة ال�صحة االلكتروني‪.‬‬
‫وحتى �إن كان بلدك يو ّفر برنامج ًا متباد ًال‪ ،‬ف�إن �ضمانك الخا�ص‬
‫يبقى مهم ًا‪ ،‬وهو �ضروري في الدول حيث الرعاية ال�صحية ال توازي‬
‫تلك التي توفرها هيئة الخدمات ال�صحية الوطنية في بريطانيا‪� ،‬أو‬
‫�أنها باهظة جد ًا (مثل الواليات المتحدة)‪.‬‬
‫توجهك �إلى مكان ناءٍ جد ًا‬
‫وقد تكون ثمة اعتبارات خا�صة لدى ّ‬
‫�أو يتع ّذر بلوغه‪ ،‬وبالتالي عليك مناق�شة خططك مع فريقك المعالج‪.‬‬
‫توجهت وخ�صو�ص ًا �إن كان الطريق غير معروف لك‪ ،‬ت�أكد‬ ‫وحيثما ّ‬
‫من �أنك �ستقدر على ت�أمين الإن�سولين �أو �أقرا�ص الدواء هناك �إن‬
‫نفدت منك الكمية‪.‬‬
‫وانتبه �أن ال ت�ضع الإن�سولين البتة في حقيبة �سفرك‪ ،‬و�ستكون‬
‫فكرة ج ّيدة �أن تخبر وكالة �سفرك �أو الخطوط الجوية التي ت�سافر‬
‫على متنها �أنك م�صاب بال�سكري‪.‬‬
‫�إلى ذلك‪� ،‬ستحتاج �إلى �أن تتحقق من اللقاحات المطلوبة قبل‬
‫كاف من االنطالق �إلى وجهة �سفرك‪� ،‬إذ �أنك قد تحتاج �أحيان ًا‬‫وقت ٍ‬
‫�إلى عدة �أ�سابيع لإكمال الجرعة‪.‬‬
‫وقد يكون هذا النوع من الإجراءات الوقائية �ضروري ًا‪ ،‬خ�صو�صاً‬
‫للم�سافرين الم�صابين بال�سكري‪ ،‬وينبغي هنا الت�أكيد �أن تناول‬
‫الأدوية الم�ضادة للمالريا ال ي�ؤثر في عالج ال�سكري‪.‬‬
‫عبور المناطق الزمنية‬
‫عليك التخطيط ج ّيد ًا �إن كنت ذاهب ًا في رحلة جو ّية طويلة‪ ،‬وقد‬
‫تكون فكرة ج ّيدة �أن تفعل ذلك بم�ساعدة طبيبك �أو فريقك المعالج‪،‬‬
‫وتذ ّكر �أن ال�سفر غرب ًا يطيل النهار‪ ،‬فيما ال�سفر �شرق ًا ّ‬
‫يق�صره‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫في حاالت �أخذ حقن الإن�سولين‬


‫�ستواجه م�شكالت �أقل �إن كنت ت�ستخدم قلم الحقن لدى اتباعك‬
‫النظام القاعدي‪ -‬ال�سريع‪ ،‬مقارنة ب�أخذ حقنتين عاديتين فقط من‬
‫الإن�سولين‪ .‬وبالن�سبة للنهار الطويل‪ ،‬ف�إن الحل الأ�سهل هو الح�صول‬
‫على حقنة �إ�ضافية من الإن�سولين �سريع المفعول قبل الوجبة الغذائية‬
‫الإ�ضافية التي �ست�أخذها عادة في �أثناء الرحلة الجو ّية‪.‬‬
‫وعند و�صولك �إلى وجهة �سفرك‪ ،‬خذ جرعتك الم�سائية العادية‬
‫من الإن�سولين وبعدها وجبة طعامك الم�سائية‪ .‬وفي ال�صباح‪ ،‬خذ‬
‫جرعتك من الإن�سولين قبل الفطور كالعادة‪ ،‬وبعدها حاول �ضبط‬
‫نمط �أكلك ليتنا�سب مع نمط �أكل �سكان المنطقة‪ ،‬على الرغم من �أن‬
‫هذا غير �سهل دائم ًا‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إن كنت ممن يعانون من ا�ضطراب‬
‫الرحالت الجوية الطويلة‪.‬‬
‫�أما �إن كنت متوجه ًا �شرق ًا‪ ،‬فربما يكون الليل �أق�صر‪ ،‬وبالتالي‬
‫ينبغي �أن ت�أخذ جرعة الإن�سولين متو�سط المفعول بكمية �أقل (ربما‬
‫�أقل من العادة بـ ‪� 10‬إلى ‪� ،)%20‬إما قبل وجبتك الم�سائية �إن كنت‬
‫تتبع نظام الحقنتين يومي ًا‪� ،‬أو قبل النوم �إن كنت تتبع نظام تعدد‬
‫الحقن‪ ،‬وتتبعها جرعتك العادية قبل الفطور في اليوم التالي‪.‬‬
‫تن�س �أنك ل�ست مجبر ًا على تناول جميع الوجبات التي تق ّدم‬ ‫وال َ‬
‫لك في الطائرة‪� ،‬إن كنت ت�شعر �أنك ال تريدها �أو ال تحتاج �إليها‪.‬‬
‫ومن ال�ضروري �إخبار طاقم �شركة الخطوط الجوية التي ت�سافر‬
‫على متنها ب�أنك تعاني من ال�سكري‪ ،‬والت�أكد من �أنهم يعرفون كيفية‬
‫الت�ص ّرف �إن �أ�صبت بالهيبوغالي�سيميا‪ ،‬وكيفية �إعطاءك الإن�سولين‬
‫�إن احتجت �إليه‪.‬‬
‫ويط ّبق الأمر نف�سه �إن �سافرت بحر ًا‪.‬‬
‫ولن يكون عليك ا�صطحاب ث ّالجة معك لتخزين الإن�سولين طالما‬
‫�أنه ب�إمكانك الحفاظ عليه بارد ًا �إلى ح ّد ما‪ ،‬لكن �إن كانت درجة‬
‫الحرارة �ست�شكل م�شكلة لك‪ ،‬ا�ستخدم عندها عبوة م�ضغوطة وا�سعة‬
‫العنق‪ ،‬وال تخزّن الإن�سولين �أبد ًا في الث ّالجة‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫ك�سر الروتين‬

‫في حاالت تناول الأقرا�ص العالجية‬


‫لن تحتاج �إلى �إجراء �أي تغييرات على برنامج عالجك‪ ،‬لكن‬
‫�سيكون من المفيد ا�ست�شارة الفريق الطبي المتابع لحالتك قبل البدء‬
‫برحلة جو ّية طويلة‪ ،‬لأ ّنك في حال كنت تتناول الأقرا�ص ق�صيرة‬
‫المفعول قبل الوجبات الغذائية فقد تحتاج �إلى التقليل الجرعة �أو‬
‫زيادتها وفق ًا لوجهة �سفرك‪� ،‬أي �إن كنت متجه ًا �شرق ًا �أو غرب ًا‪.‬‬
‫وتنطبق هذه المبادئ نف�سها على الأ�شخا�ص الذين يخ�ضعون‬
‫للعالج بحقن الإن�سولين‪.‬‬
‫اال�ستعداد للرحلة‬
‫عليك �أو ًال تخ�صي�ص مكان في حقيبتك اليدوية لو�ضع الدواء‪،‬‬
‫وجهاز فح�ص الغلوكوز‪ ،‬و�أي ع ّدة طب ّية �أخرى‪ ،‬فحقائب ال�سفر قد‬
‫ت�ضيع �أحيان ًا! وقد يكون من المفيد �إن كنت تحمل الحقن والإبر‪،‬‬
‫يف�سر فيها‬ ‫�أن ت�صطحب معك في بع�ض الأحيان ورقة من طبيبك ّ‬
‫�إ�صابتك بال�سكري وطريقة العالج‪ ،‬و ُيعد هذا �ضروري ًا �إن كنت متجه ًا‬
‫�إلى بع�ض دول ال�شرق الأو�سط وال�شرق الأق�صى‪.‬‬
‫و ُين�صح مر�ضى ال�سكري �أي�ض ًا ب�أن يحملوا معهم بطاقة هو ّية‬
‫خا�صة �أو �سوار ًا ي�شير �إلى �إ�صابتهم بالمر�ض والعالج الذي ي�أخذونه‪.‬‬
‫وتو ّفر منظمة مر�ض ال�سكري في المملكة المتحدة بطاقات هو ّية‬
‫تظهر تفا�صيل عالجك باللغة المحلية للبلد الذي تتوجه �إليه‪،‬‬
‫وبالتالي من المفيد الح�صول على هذه البطاقات‪ .‬وقد ال تحتاج �أبد ًا‬
‫�إلى �إبرازها‪ ،‬لكن ال �ضير �إن �أخذتها معك �إذ يمكن �أن تحتاج �إليها‪.‬‬
‫الخا�صة بالم�شكالت ال�صح ّية التي قد‬ ‫ّ‬ ‫وبالن�سبة �إلى الأدوية‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫تواجهك في �سفرك‪ ،‬ف ُيعد تناولها مع عالج ال�سكري �آمنا‪ ،‬لكن �إن‬
‫وجدت نف�سك عر�ضة لهذه الم�شكالت فتناول ع�صير الفاكهة �أو �أي‬
‫�شراب حلو �آخر في حال لم تكن قادر ًا على تناول الطعام ب�شكل ج ّيد‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ومن ناحية �أخرى‪ ،‬تحتاج ك�أي م�سافر �آخر �إلى اتباع القواعد‬
‫المنطقية الأخرى التي تت�ض ّمن الت�أكد من عدم تع ّر�ضك كثير ًا‬
‫لل�شم�س‪ ،‬وفح�ص مكونات الم�شروبات الممنوعة في الم�شروبات‬
‫المحل ّية غير الم�ألوفة‪ ،‬وحاول تج ّنب المقاهي غير ال�صح ّية �أو‬
‫الم�أكوالت التي تباع على الطرقات‪.‬‬
‫وفي الدول المعروفة بارتفاع خطر التع ّر�ض فيها لم�شكالت‬
‫في المعدة ب�سبب المياه‪ ،‬عليك �إيالء حر�ص خا�ص وتج ّنب تناول‬
‫الم�شروبات المث ّلجة فيها و�أي فاكهة �أو خ�ضروات ال يمكن نزع‬
‫ق�شرها وكذلك ال�سلطات‪ ،‬وحاول قدر الم�ستطاع ا�ستخدام المياه �أو‬
‫الم�شروبات المع ّب�أة‪.‬‬

‫ميديك �ألرت (‪)MedicAlert‬‬


‫تق ّدم منظمة مديك �ألرت فاوندي�شن خدمة توفير المعلومات‬
‫الطب ّية العاجلة على مدى ‪� 24‬ساعة في اليوم‪.‬‬

‫عندما ت�صاب بالمر�ض‬


‫يتع ّر�ض الجميع للإ�صابة بنزالت البرد والإنفلونزا من وقت �إلى‬
‫�آخر‪ ،‬ويمكن لهذه الم�شكالت ال�صح ّية كغيرها �أن ت�ؤثر في التح ّكم‬
‫‪92‬‬
‫ك�سر الروتين‬

‫بال�سكري‪ ،‬و�أغلب ما يمكن �أن تحدثه ارتفاع ًا في م�ستوى الغلوكوز في‬


‫ال ّدم‪ .‬وفي هذه الحالة �أنت بحاجة �إلى فح�ص م�ستوى الغلوكوز ب�شكل‬
‫متك ّرر‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إن كنت تخ�ضع للعالج بالإن�سولين‪.‬‬
‫النوع الأول من ال�سكري‬
‫يظن كثير من الم�صابين بال�سكري �أنه ال ينبغي عليهم �أخذ‬
‫جرعات الإن�سولين �إن كانوا مر�ضى‪� ،‬أو ال يتناولون الطعام‪ ،‬لأنهم‬
‫�سي�صابون بالهيبوغالي�سيميا‪ ،‬لكن في الواقع ف�إن العك�س هو‬
‫ال�صحيح‪ ،‬فم�ستوى الغلوكوز بال ّدم يكون في هذه الحالة �أكثر عر�ضة‬
‫لالرتفاع كثير ًا‪ ،‬ولي�س لالنخفا�ض‪ .‬وحتى �إن كنت تعاني من الإ�صابة‬
‫بم�شكلة في المع ّدة مثل التهاب المعدة والأمعاء وت�شعر بعدم القدرة‬
‫على تناول الطعام طوال الوقت‪ ،‬ف�أنت ما زلت تحتاج �إلى بع�ض‬
‫الإن�سولين لإبقاء م�ستوى الغلوكوز في دمك تحت ال�سيطرة‪.‬‬
‫وفي حال عدم قدرتك على الحفاظ على �أي �سوائل ت�شربها‪ ،‬عليك‬
‫عندها فور ًا مراجعة الطبيب‪ ،‬فقد تحتاج �إلى دخول الم�ست�شفى لفترة‬
‫ق�صيرة �إلى حين تتمكن مجدد ًا من تناول الطعام وال�شراب‪.‬‬
‫النوع الثاني من ال�سكري‬
‫قد تت�سبب لك موا�صلة تناول الأقرا�ص العالجية الخا�صة بهذا‬
‫النوع من ال�سكري‪ ،‬في الأحوال التي تكون فيها غير قادر على الأكل‬
‫�أو ال�شرب‪ ،‬بالهيبوغالي�سيميا‪ ،‬وبالتالي ف�أنت قد تحتاج �إلى جرعة‬
‫�أقل عند �شعورك بالمر�ض ومراقبة م�ستوى الغلوكوز في د ّمك ب�شكل‬
‫منتظم‪ .‬ويمكن �أن تحتاج �أي�ض ًا �إلى ا�ست�شارة طبيبك ب�ش�أن كيفية‬
‫تتح�سن حالتك‬
‫ّ‬ ‫�إجراء التعديالت على الجرعات‪ .‬وفي حال لم‬
‫ب�سرعة‪ ،‬قد تحتاج �إلى دخول الم�ست�شفى لعدة �أيام‪.‬‬
‫الإنجاب‬
‫�إن واقع �إ�صابتك بال�سكري ال يمنع �أبد ًا �إنجابك طف ًال‪ ،‬فالحالة‬
‫ال ت�ؤثر في خ�صوبتك‪ ،‬ولي�س من ال�ضروري �أن ت�صابي بم�شكالت‬
‫‪93‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫�أثناء الحمل �إال في حال كنت من الن�ساء القليالت اللواتي يعانين‬


‫من م�ضاعفات حادة للمر�ض �أو اللواتي يفتقرن لل�ضبط المطلوب له‪.‬‬
‫و�إن كنت تخططين للحمل في الم�ستقبل القريب‪ ،‬فمن المفيد‬
‫الت�أكد من �أن م�ستويات الغلوكوز في دمك م�ضبوطة قدر الم�ستطاع‪،‬‬
‫كما ينبغي تناول المتممات الغذائية التي تحتوي على حم�ض الفوليك‪.‬‬
‫وتعتبر مواليد الأمهات الم�صابات بال�سكري �أكثر عر�ضة للإ�صابة‬
‫بم�شكالت �صح ّية في القلب �أو الهيكل العظمي‪ ،‬لكن بالإمكان‬
‫التخفيف من هذا الخطر بالتحكم بم�ستوى الغلوكوز عند الن�ساء‬
‫الم�صابات ب�شكل دقيق جد ًا قبل الحمل‪ .‬ومن الأف�ضل مناق�شة الأمر‬
‫مع فريقك المعالج قبل الحمل‪ ،‬وقد تجدين في الم�ست�شفى الذي‬
‫خا�صة لفترة ما قبل الحمل‪.‬‬ ‫يتابع حالتك خدمة ا�ست�شارية ّ‬
‫و�ستحتاجين �إلى مراقبة م�ستويات الغلوكوز في الدم ب�شكل دقيق‬
‫جد ًا في فترة الحمل‪� ،‬إذ في حال ارتفاعها كثير ًا يمكن �أن ت�ؤثر على‬
‫الجنين‪ ،‬وهذا يعني �أنه قد ينمو ب�سرعة كبيرة �أو قد تتج ّمع كميات‬
‫كبيرة من ال�سوائل في الأغ�شية المحيطة‪ .‬ور ّبما �سيطلب منك طبيبك‬
‫مراجعته كل عدة �أ�سابيع‪ ،‬كما �سيطلب منك فح�ص معدالت الغلوكوز‬
‫في دمك ب�شكل متكرر �أكثر من العادة‪.‬‬
‫ويرجح �أن ت�ضاعف جرعة الإن�سولين التي ت�أخذينها م ّرتين �أو‬ ‫ّ‬
‫حتى ثالثة �أ�ضعاف خالل فترة الحمل‪ ،‬لكن �ستعود �إلى ما كانت عليه‬
‫بعد الوالدة‪ .‬ولن ي�ؤثر هذا الهرمون على الجنين �أبد ًا لأنه ال يبدو �أنه‬
‫يخف�ض الغلوكوز في دمه‪ ،‬وال حاجة �أي�ض ًا �إلى القلق من �أنك قد ت�أذينه‬
‫ب�أخذ حقنة الإن�سولين في منطقة البطن‪ .‬و�أما الهيبوغالي�سيميا فهي‬
‫ال تلحق �أي �ضرر بالجنين‪.‬‬
‫ً‬
‫وثمة فر�صة كبيرة �أن تلدي طبيعيا‪ ،‬على الرغم من �أن بع�ض‬
‫الن�ساء قد يحتجن �إلى والدة قي�صرية‪ ،‬لأن �أج ّنة بع�ض الم�صابات‬
‫بال�سكري‪ ،‬واللواتي كانت م�ستويات الغلوكوز في دمهن مرتفعة‪ ،‬قد‬
‫تنمو ب�شكل �أكثر بكثير من الطبيعي‪ ،‬بحيث ال تتمكن الن�ساء من‬
‫والدتها طبيعي ًا‪ .‬و�سيناق�ش معك طبيبك الن�سائي والفريق المتابع‬
‫‪94‬‬
‫ك�سر الروتين‬

‫لمر�ضك الخيارات قبل الوالدة‪� ،‬إذ �إنه في حال تق ّرر �إخ�ضاعك‬


‫لوالدة طبيعية فقد تحتاجين �إلى تنقيط وريدي للإن�سولين مع محلول‬
‫�سكري ل�ضبط ال�سكر في الدم �أثناء الوالدة‪.‬‬
‫وبات التق ّدم الكبير الذي �أحرز في ال�سنوات الأخيرة في مجال‬
‫العناية بالمر�أة الم�صابة بال�سكري قبل الحمل‪ ،‬يعني �أنه بالإمكان‬
‫باال�ستعداد قبل الحمل وال�ضبط الج ّيد لم�ستوى الغلوكوز في الدم‪،‬‬
‫التط ّلع �إلى حمل �صحي وطبيعي‪ ،‬و�إلى �إنجاب مولود �سليم في النهاية‪.‬‬

‫الحمل‬
‫�صحي وبمولود �سليم طبيعي في نهايته‬
‫يمكنك التمتّع بحمل ّ‬

‫‪95‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الحمل والنوع الثاني من ال�سكري‬


‫يزداد النوع الثاني من ال�سكري �شيوع ًا بين الن�ساء ال�شابات‬
‫اللواتي يرغبن بالحمل‪ .‬وال يو�صى بتناول بع�ض الأقرا�ص العالجية‬
‫في فترة الحمل‪ ،‬لذلك ف�إن �أغلب تلك الن�ساء يحتجن �إلى التح ّول‬
‫�إلى العالج بالإن�سولين‪ ،‬والأف�ضل قبل الدخول في هذه التجربة‪،‬‬
‫وبال�ضرورة في �أقرب م ّدة ممكنة بعد الت�أكد من الحمل‪.‬‬
‫�سكري الحمل‬
‫ت�صاب بع�ض الن�ساء لأول م ّرة بال�سكري‪ ،‬في فترة الحمل‪ ،‬بحيث‬
‫تعود م�ستويات الغلوكوز في دمهن طبيع ّية بعد هذه الفترة‪ ،‬وعادة‬
‫ما تتم ال�سيطرة على هذه الحالة التي تعرف بـ «�سكري الحمل»‬
‫بتناول الم�أكوالت ال�صح ّية‪ ،‬وقد يحتاج بع�ضهن �إلى تناول �أقرا�ص‬
‫الميتفورمين و‪� /‬أو �أخذ حقن الإن�سولين‪.‬‬
‫وتن�صح هذه الن�ساء‪ ،‬بمراقبة �أوزانهن بعد الوالدة واتّباع نظام‬
‫�صحي لأنهن �أكثر عر�ضة للإ�صابة الحق ًا في حياتهن بالنوع‬
‫ّ‬ ‫غذائي‬
‫الثاني من ال�سكري‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ك�سر الروتين‬

‫النقاط الأ�سا�س ّية‬


‫„�إن كنت تخطط لممار�سة التمارين‪ ،‬تذكر �أن ت�أخذ قبل‬ ‫„‬
‫ذلك مزيد ًا من الكربوهيدرات �أو تق ّل�ص من جرعة‬
‫الإن�سولين �أو ال�سلفونايليوريا‬
‫„تذ ّكر �أن التمارين الريا�ضية قد تت�سبب بنوبة مت�أخرة من‬ ‫„‬
‫الهيبوغالي�سيميا‪� ،‬أي بعد �ساعات الحق ًا‬
‫„�إن كنت تمار�س التمارين مع �آخرين �أخبرهم دائم ًا �أنك‬ ‫„‬
‫تعاني من ال�سكري وا�شرح لهم ما عليهم فعله في حال‬
‫�إ�صابتك بنوبة هيبوغالي�سيميا‬
‫„�إن ت� ّأخرت في تناول وجبتك �أو �أكلت كم ّية زائدة من‬ ‫„‬
‫الطعام‪ ،‬قد تحتاج �إلى �أخذ مزيد من الإن�سولين‬
‫„تذ ّكر ت�أمين �ضمان �صحي قبل ال�سفر‬ ‫„‬
‫توجهت غرب ًا خذ جرعة‬ ‫„في حال ال�سفر بين القارات‪� ،‬إن ّ‬ ‫„‬
‫�إ�ضافية من الإن�سولين مع وجبة غذائية �إ�ضاف ّية‪ ،‬و�إن‬
‫توجهت �شرق ًا فقد تحتاج �إلى �إلغاء وجبة مع ّينة ومعها‬ ‫ّ‬
‫جرعة من الإن�سولين‬
‫تو�ضب الإن�سولين �أبد ًا في حقيبة ال�سفر‪ ،‬بل �ضعه دائم ًا‬‫„ال ّ‬ ‫„‬
‫في حقيبة اليد‬
‫„احمل معك دائم ًا بطاقة هو ّية ت�شير �إلى حالتك ال�صح ّية‬ ‫„‬
‫وعالجك‬
‫„عليك �أخذ جرعات الإن�سولين‪ ،‬حتى و�إن كنت مري�ض ًا وال‬ ‫„‬
‫تقدر على الأكل‬
‫„�إن كنت غير قادر على �أخذ دوائك �أو جرعة الإن�سولين‬ ‫„‬
‫ب�سبب التقي�ؤ‪ ،‬عليك طلب م�ساعدة طب ّية‬
‫„ينبغي على الن�ساء الم�صابات بال�سكري ما �أمكن‪،‬‬ ‫„‬
‫التخطيط لحملهن‪ ،‬وطلب اال�ست�شارة العاجلة من الطبيب‬
‫الن�سائي والفريق المتابع لمر�ضهن عند المعرفة بالحمل‬

‫‪97‬‬
‫األطفال المصابون‬
‫بالسكري‬
‫�إدارة �سكري الأطفال‬
‫تاريخي ًا‪ ،‬يظهر ال�سكري غالب ًا ما بين �سن الـ ‪ 11‬و‪ 13‬عام ًا‪ ،‬لكنه‬
‫الر�ضع والأطفال ال�صغار‪ ،‬وتزداد �أعداد‬ ‫بات حالي ًا �أكثر �شيوع ًا بين ّ‬
‫الحاالت بين الأطفال في عمر ب�ضعة �أ�شهر‪.‬‬
‫وال يمكن منع الأطفال من اللعب والتح ّرك وحرق الطاقة‪ ،‬ما‬
‫يجعل م�س�ألة الحفاظ على التوازن المطلوب ما بين �أكلهم وجرعات‬
‫الإن�سولين �صعب ًا‪ ،‬ويمكن الحل غالب ًا في �إعطائهم بين حقنتين �أو‬
‫ثالث حقن يومي ًا تحتوي كل منها على الإن�سولين ق�صير المفعول مع‬
‫متو�سط المفعول‪.‬‬
‫بع�ض من الإن�سولين ّ‬
‫و ُيتوقع �أن تبقى قلق ًا من �أن يعاني طفلك من نوبة هيبوغالي�سيميا‬
‫وهو بعيد عن ناظريك‪ ،‬لكن مع نم ّوه واعتيادكما على التعامل مع‬
‫الحالة‪� ،‬ستجد ر ّبما من الأ�سهل �أن ت�سمح له بمزيد من اال�ستقاللية‪.‬‬
‫ويمكن للأطفال �أن يتع ّلموا طرق حقن �أنف�سهم في �أي عمر كان‪،‬‬
‫لكن �سيكون عليك فح�ص الجرعات‪ ،‬وت�شكل �أقالم الحقن و�سيلة‬
‫�سهلة وح ًال لهذه الم�شكلة ب�سبب مالءمتها و�سهولة تحديد جرعة‬
‫الإن�سولين فيها‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫الأطفال الم�صابون بال�سكري‬

‫الأطفال وحقن الإن�سولين‬


‫يمكن للأطفال تع ّلم حقن �أنف�سهم‪ ،‬لكن ربما �سيكون عليك‬
‫فح�ص الجرعات‪.‬‬

‫المراقبة المنزلية‬
‫يمكن �أن تكون فحو�صات الدم �صعبة للأطفال ال�صغار ب�سبب‬
‫�صغر �أ�صابعهم‪ ،‬وبالتالي يو�صى �أحيان ًا بفحو�صات البول وحدها‬
‫�أو ر ّبما مع فحو�صات الدم من وقت �إلى �آخر‪ .‬وعندما يكبر طفلك‬
‫�سيكون عليك ت�شجيعه على االن�ضباط في مراقبة م�ستوى الغلوكوز‬
‫‪99‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫في دمه على �أ�سا�س منتظم‪ ،‬لكن ال تتفاج�أ �إن ا�ست�صعب الأمر ‪ .‬ويعد‬
‫التم ّرد طبيعي ًا مع نمو الطفل‪ ،‬ويمر كثير من المراهقين بمرحلة‬
‫رف�ض التعاون في ما يخ�ص هذا الجانب من الرعاية بال�سكري‪ ،‬وهذا‬
‫يف�ضل تج ّنب المواجهة المبا�شرة‬‫و�ضع ي�صعب التعامل معه‪ ،‬لكن ّ‬
‫قدر الم�ستطاع‪ .‬وتذ ّكر دائم ًا �أنه من المهم جدا �أن ي�أخذ طفلك‬
‫ً‬
‫الإن�سولين بانتظام‪.‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا‬
‫يمكن �أن ينخف�ض م�ستوى الغلوكوز في دم الأطفال ب�شكل �سريع‬
‫جد ًا‪ ،‬وخ�صو�ص ًا �إن كانوا ن�شيطين‪ ،‬وبالتالي قد ي�صعب التقاط‬
‫الإ�شارات التحذيرية في الوقت المنا�سب‪ ،‬ويمكن عدم مالحظة هذه‬
‫الإ�شارات �أبد ًا عند الأطفال ال�صغار‪.‬‬
‫ويعتبر الغلوكاغون العالج الأف�ضل في حاالت االنخفا�ض ال�شديد‬
‫لمعدالت الغلوكوز في دم الأطفال و�إ�صابتهم نتيجة ذلك بال�سهو �أو‬
‫حتى فقدان الوعي‪ّ ،‬‬
‫ويف�ضل بالتالي �إبقاء جرعات منه في متناول‬
‫اليد �إن كنت تعتني بطفل م�صاب بال�سكري‪ .‬وعندما ي�ؤتي هذا‬
‫العالج مفعوله يحتاج الطفل بعدها �إلى تناول بع�ض الكربوهيدرات‬
‫على �شكل طعام �أو �شراب حلو‪.‬‬
‫وكون الم�شكلة قد تحدث على الأرجح عند قيام الطفل بالتمارين‬
‫الريا�ضية‪ ،‬من ال�ضروري �أن يعرف المد ّرب �أو ال�شخ�ص الم�س�ؤول‬
‫(�أو �صديق لك �إن كان الأطفال يلعبون وحدهم من دون م�شرف)‪،‬‬
‫بال�ضبط كيفية الت�ص ّرف عند �إ�صابة الطفل المري�ض بنوبة‬
‫هيبوغالي�سيميا‪.‬‬
‫وعلى � ّأي حال‪ ،‬من ال�ضروري عند دخول الطفل المدر�سة‪ ،‬معرفة‬
‫طاقم التعليم بمر�ضه وبكيفية الت�ص ّرف في حال �إ�صابته بنوبة‬
‫هيبوغالي�سيميا‪ ،‬كما ينبغي الت�أكد من �أن الفريق الخا�ص بالمطبخ‬
‫على علم بحالته‪ ،‬من �أجل اختيار الطعام المنا�سب له في حال تناوله‬
‫الطعام هناك‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الأطفال الم�صابون بال�سكري‬

‫م�شكالت الأكل‬
‫يمكن �أن تتغ ّير كمية الطعام التي يتناولها الطفل من يوم �إلى �آخر‬
‫ب�شكل كبير‪ .‬و�إن كنت تعتني ب�أطفال �ستعرف بالت�أكيد �صعوبة �إقناعهم‬
‫ب�أكل �أي �شيء في بع�ض الأيام‪ ،‬في حين لن تتمكن من �إيقافهم عن‬
‫الأكل ب�شكل متوا�صل في �أوقات �أخرى‪ ،‬وهذا بالت�أكيد يجعل الأمر‬
‫�صعب ًا �أكثر بالن�سبة �إليك‪� ،‬إن كان طفلك م�صاب ًا بال�سكري‪.‬‬
‫وكقاعدة‪ ،‬يجب �أن تكون �أولويتك الأ�سا�سية تقديم الطعام للطفل‬
‫متى �شعر بالجوع‪ ،‬وحتى �إن كان هذا يعني �أنه �سيتناول �أكثر مما‬
‫تحدده حميته‪.‬‬
‫ومع تق ّدم الأطفال بال�سن ي�صبحون بحاجة �إلى جرعات �أكبر من‬
‫الإن�سولين‪ ،‬فيما قد تعني نتائج فحو�صات البول �أو المعدالت المرتفعة‬
‫من الغلوكوز في الدم �أنهم بحاجة �إلى مزيد من الإن�سولين عدا عن‬
‫التخفيف من كمية الطعام المتناول‪� .‬أما الم�ستويات المنخف�ضة‬
‫من الغلوكوز فهي قد تعك�س حاجة الطفل �إما �إلى جرعة �أقل من‬
‫الإن�سولين‪� ،‬أو �إلى مزيد من الطعام‪ ،‬وهذا �سيحتاج �إلى مناق�شة مع‬
‫الفريق المعالج‪.‬‬
‫ويك�سر كثير من الأطفال القواعد وي�أكلون الحلويات �أو ال�شوكوالته‬
‫�سر ًا‪ ،‬لكن ال ينبغي عليك التخفيف من كميات الطعام الطبيعية التي‬
‫يتناولونها محاولة منك للتعوي�ض عن كميات الكربوهيدرات الإ�ضافية‬
‫كاف‪ ،‬حاول �أن‬‫ال�سر ّية تلك‪ .‬و�إن كان طفلك قادر ًا على الفهم ب�شكل ٍ‬
‫ت�شرح له بهدوء عن �سبب ارتفاع الغلوكوز في ال ّدم في حال تناول‬
‫الحلويات �سر ًا‪ ،‬ولماذا قد ي�ؤدي هذا �إلى م�ضاعفات (انظر �صفحة‬
‫‪ ،)105‬فر ّبما ت�ش ّكل مناق�شة الو�ضع مع ًا بطريقة هادئة ومدرو�سة‬
‫كاف النهج الأف�ضل‪ ،‬على الرغم من عدم �سهولتها‪.‬‬ ‫ولوقت ٍ‬
‫من ناحية �أخرى‪� ،‬سيحتاج الأطفال الم�صابين بال�سكري �إلى‬
‫اتخاذ االحتياطات نف�سها التي يتخذها الرا�شدون عند ك�سر الروتين‬
‫الطبيعي‪� ،‬أي في حاالت ال�سفر �أو الإ�صابة بمر�ض ما على �سبيل‬
‫المثال (راجع ال�صفحتين ‪ ،)92 -90‬كما �سيكون عليهم تعلم كيفية‬
‫‪101‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫العناية ب�أنف�سهم �أثناء ممار�سة الريا�ضة‪ ،‬واتّباع القواعد المنطق ّية‬


‫المذكورة في ال�صفحة ‪ .85‬وفي حال كان لديك �أي �شك حول كيفية‬
‫معالجة هذه الأو�ضاع‪� ،‬سيكون فريق طفلك المتابع لحالته �سعيد ًا‬
‫بتقديم الن�صيحة �إليك‪.‬‬
‫ردات فعل العائلة‬
‫قد ي�شعر �أخوة و�أخوات الطفل الم�صاب بال�سكري‪ ،‬بالغيرة ب�سبب‬
‫الرعاية الإ�ضافية له‪ ،‬في حين �أن الطفل قد يبدي ا�ستياءه من واقع‬
‫�أن عليه التعامل مع المر�ض‪ ،‬فيما ي�ستمتع الآخرون بحياتهم من دون‬
‫م�ضايقة‪ .‬من هنا‪ ،‬ينبغي طرح جميع هذه الم�شاعر للمناق�شة مع كامل‬
‫�أفراد العائلة‪ ،‬فالحديث عن الأمور‪ ،‬على �أ�سا�س منتظم �إن اقت�ضت‬
‫وي�شجع الأطفال الآخرين‬‫الحاجة‪ ،‬يمكن �أن ي�ساعد على تلطيف الجو ّ‬
‫على الم�شاركة في مراقبة م�ؤ�شرات الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‪ .‬وفي‬
‫كاف ولديهم الرغبة في ذلك‪ ،‬عليك حينها‬ ‫حال كانوا كبار ًا ب�شكل ٍ‬
‫تعليمهم كيفية معالجة نوبات الهيبوغالي�سيميا (انظر في ال�صفحة‬
‫‪.)79‬‬
‫ويمكن �أن ت�شكل �أوقات الأكل م�صدر نزاع بين �أفراد العائلة �إذ‬
‫ي�شكو الذين ال يعانون من ال�سكري ب�ش�أن تناول الأغذية ال�صحية! لكن‪،‬‬
‫في الواقع‪ ،‬ف�إن نوع النظام الغذائي المو�صى به لمر�ضى ال�سكري هو‬
‫نف�سه الذي ينبغي علينا جميع ًا اتّباعه‪ .‬ولن يكون الأمر ممتع ًا بالن�سبة‬
‫�إلى الطفل الم�صاب بال�سكري �إن تناول الآخرون �أمامه ب�شكل م�ستمر‬
‫م�أكوالت ممنوع عليه تناولها مثل الحلويات وال�شوكوالته‪ ،‬ولهذا ابذل‬
‫ما بو�سعك للنهي عن ذلك‪.‬‬
‫ومجدد ًا‪ ،‬ف�إن الحديث عن الو�ضع و�شرح الم�شكلة هو النهج‬
‫الأكثر نجاح ًا‪ ،‬كما �أنك �إن تمكنت من �إقناع الأطفال الآخرين بالحد‬
‫�صحتهم‪.‬‬ ‫من تناول الحلويات ف�سيعود �أي�ض ًا ذلك بالفائدة على ّ‬
‫ا�ستغالل مخاوف الأهل‬
‫يكت�شف كثير من الأطفال ب�سرعة �أن الت�سبب ب�إرباك حول الأكل‬
‫‪102‬‬
‫الأطفال الم�صابون بال�سكري‬

‫هي طريقة ناجحة في ا�ستقطاب اهتمام الأهل‪ ،‬وهذا ينطبق �أي�ض ًا‬
‫على الم�صابين منهم بال�سكري‪ ،‬فهم يعرفون جيد ًا �أن رف�ضهم‬
‫تناول الطعام في الأوقات المنا�سبة �أو الإ�صابة بنوبة هيبوغالي�سيميا‬
‫ي�ش ّكل طريقة ف ّعالة في ا�ستقطاب كثير من االنتباه‪ .‬وقد يرف�ض‬
‫ه�ؤالء الأطفال �أي�ض ًا �إجراء فحو�صات البول �أو الدم الخا�صة بمعرفة‬
‫م�ستويات الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫و�سيكون هذا بالت�أكيد مقلق ًا ومحبط ًا للأهل‪ ،‬وقد يت�سبب بقلق‬
‫كبير في حياة العائلة‪ ،‬لكنه لي�س غير معتاد قط‪ ،‬وعليكم ك�أهل عدم‬
‫ال�شعور بالذنب ب�سبب الإح�سا�س بعدم قدرتكم على التعامل مع‬
‫الو�ضع‪ .‬فقد �شهد الفريق المعالج للطفل هذا النوع من الم�شكالت‬
‫كثير ًا من قبل‪ ،‬وهو قادر بالطبع على تقديم الم�ساعدة والن�صيحة‪.‬‬
‫وفي بع�ض الأحيان‪ ،‬قد يكون ا�ستقدام �شخ�ص من خارج العائلة‪،‬‬
‫ك�صديق مث ًال �أو حتى م�ست�شار متخ�ص�ص‪ ،‬فكرة ج ّيدة‪ ،‬فمن الممكن‬
‫�أن يتمكن من م�ساعدة الطفل المعني على فهم ت�أثير ت�صرفه هذا في‬
‫�صحته‪ .‬وينبغي فهم �أن ت�ص ّرفات الطفل هذه قد ت�شكل �أحيان ًا طريقة‬
‫للتعبير عن عمق قلقه ب�ش�أن مر�ضه‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫النقاط الأ�سا�س ّية‬


‫„يظهر ال�سكري غالب ًا ما بين �سن ‪ 11‬و‪ 13‬عام ًا‪ ،‬على الرغم‬ ‫„‬
‫متو�سط العمر الذي يبد أ� فيه المر�ض يوا�صل‬ ‫من �أن ّ‬
‫االنخفا�ض‬
‫ً‬
‫„قد يحتاج الأطفال ال�صغار جدا �إلى االعتماد على‬ ‫„‬
‫فحو�صات البول‪ ،‬في حين ينبغي ت�شجيع الأطفال الأكبر‬
‫�سن ًا على ا�ستخدام فحو�صات الدم �إن �أمكن‬
‫„تزداد ال�شجارات ب�ش�أن الأكل مع الأطفال الم�صابين‬ ‫„‬
‫بال�سكري ب�سبب قلق الأهل من نوبات الهيبوغالي�سيميا‬
‫„حاول تفادي المواجهة مع المراهق المري�ض‪ ،‬وفي حال‬ ‫„‬
‫كانت ال�شجارات في هذا ال�ش�أن تت�سب ب�إزعاج للعائلة‪،‬‬
‫ناق�ش الم�سائل مع الفريق المعالج‬

‫‪104‬‬
‫ّ‬
‫تعقدت األمور‬ ‫إذا‬

‫تفادي حدوث م�ضاعفات‬


‫ينبغي �أن تعرف �أو ًال �أنك لن ت�صاب بم�ضاعفات فقط لأ ّنك تعاني‬
‫ال�سكري‪ ،‬فقد �أظهرت الأبحاث �أنه كلما كان هناك �ضبط �أف�ضل‬ ‫من ّ‬
‫ّ‬
‫لم�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬قلت �أرجحية ح�صول �أي م�ضاعفات‪.‬‬
‫وب ّينت درا�سات كبيرة في الواليات المتحدة (تجربة �ضبط‬
‫ال�سكري وم�ضاعفاته) وفي المملكة المتح ّدة (الدرا�سة البريطانية‬
‫تح�سن في �ضبط الغلوكوز بالدم‬‫المنتظرة حول ال�سكري) �أن �أي ّ‬
‫�سيقلل من خطر �إ�صابتك بم�ضاعفات‪ .‬وتحثّ المعرفة بذلك كثير ًا‬
‫من الأ�شخا�ص على بذل جهد �أكبر في �سبيل ال�سيطرة على مر�ضهم‪،‬‬
‫عندما يميلون قلي ًال �إلى �إهمال حالتهم‪.‬‬
‫وقف التدخين‬
‫يمكن �أن يخفف الإقالع عن التدخين‪� ،‬أو عدم البدء به‪ ،‬من فر�ص‬
‫الإ�صابة بم�ضاعفات المر�ض‪ ،‬لكن بالتزامن مع �ضبط ال�سكري ب�شكل‬
‫ج ّيد‪ .‬و�إذ يبدو �أن جميع الم�ضاعفات الممكنة والمذكورة الحق ًا‪� ،‬أكثر‬
‫المدخن الذي ي�صاب ب�أي منها‬ ‫ّ‬ ‫�شيوع ًا بين المدخنين‪ ،‬يجب على‬
‫الإقالع فور ًا عن التدخين‪ .‬وال يمكن التغا�ضي عن �أهم ّية ذلك‪ ،‬في‬
‫حين �أن المعرفة قد ت�شكل الحافز الذي تحتاج �إليه لم�ساعدتك على‬
‫وقف التدخين‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫العينان‬
‫قد ي�ؤثر ال�سكري في عينيك بطرق مختلفة‪.‬‬
‫�ضبابية الر�ؤية‬
‫قد تلحظ عند البدء بعالج الإن�سولين �أو الأقرا�ص ببع�ض‬
‫ال�ضبابية في الر�ؤية‪ ،‬وهذا لأن العين ت�صبح جافة مع تط ّور المر�ض‪،‬‬
‫فيقوم العالج ب�سرعة بخف�ض م�ستوى الغلوكوز في دمك محدث ًا تغ ّير ًا‬
‫في م�ستوى ال�سائل في العين‪ ،‬ما يت�سبب ببع�ض ال�ضبابية في الر�ؤية‪.‬‬
‫ولح�سن الحظ‪ ،‬ف�إن الم�شكلة مو ّقتة وينبغي �أن تختفي في غ�ضون‬
‫�أ�شهر قليلة من دون الحاجة �إلى العالج‪ ،‬وبالتالي فهي �إن �أ�صابتك‪،‬‬
‫انتظر �إلى حين اختفاء ال�ضبابية قبل �أن ت�أخذ و�صفة لنظارات‬
‫جديدة �إن احتجت �إلى واحدة‪ ،‬فنتيجة فح�ص النظر قد تختلف عند‬
‫ا�ستقرار م�ستوى ال�سكر لديك‪.‬‬
‫المياه البي�ضاء‬
‫عندما تعاني من ال�سكري لفترة طويلة‪ ،‬تزداد عر�ض ًة للإ�صابة‬
‫بال�سا ّدات ب�سبب تج ّمع ال�سكر في عد�سة العين‪ ،‬ما يجعلها معتمة‪،‬‬
‫وهذا ي�ؤثر في عملية نقل ال�ضوء �إلى خلف العين‪ ،‬ويمكن �أن يحدث‬
‫انزعاج ًا خ�صو�ص ًا عند التع ّر�ض ل�ضوء ال�شم�س‪.‬‬
‫ولح�سن الحظ ف�إنه بالإمكان معالجة هذه الم�شكلة ب�سهولة‬
‫بوا�سطة جراحة ب�سيطة ال�ستبدال عد�سة العين الم�صابة ب�أخرى‬
‫بال�ستيكية‪ .‬ويمكن �أن تُجرى غالب ًا هذه الجراحة بتخدير مو�ضعي‪،‬‬
‫و�ستعامل ب�شكل طبيعي ك�أي مري�ض‪ ،‬وتكون النتيجة عادة ممتازة‪.‬‬
‫اعتالل ال�شبك ّية‬
‫يمكن �أن ي�ؤ ّثر ال�سكري بنوعيه الأول والثاني ب�شكل كبير في‬
‫جزء خلفي في العين ي�سمى ال�شبك ّية‪ .‬ويخ ّولك الجزء الأو�سط من‬
‫ال�شبك ّية‪ ،‬وهو البقعة ال�صفراء ر�ؤية الألوان والتفا�صيل الدقيقة‪ ،‬في‬
‫حين �أن الجزء الخارجي �أو الطرفي يلتقط الأ�سود والأبي�ض ويم ّكنك‬
‫‪106‬‬
‫�إذا تعقّدت الأمور‬

‫من الر�ؤية في ال�ضوء الخافت‪ .‬و�أما الجزء الذي يت�أثر بال�سكري فهو‬
‫الأوعية الدموية ال�صغيرة �أو ال�شعيرات التي تم ّد ال�شبك ّية بحاجياتها‪،‬‬
‫وربما يح�صل هذا ب�سبب تج ّمع الغلوكوز و�أنواع �أخرى من ال�سكر في‬
‫جدران الأوعية الدموية‪ ،‬ما يجعلها �أ�ضعف‪.‬‬
‫وقد تتك ّون قروح �صغيرة �أو يجري تمدد الأوعية الدموية الدقيقة‬
‫بحيث تنفجر �أحيان ًا م�س ّببة نزف ًا ب�سيط ًا‪ ،‬وقد تثقب هذه الأوعية في‬
‫بع�ض الأحيان ليتج ّمع ال�سائل على �سطح ال�شبك ّية‪ ،‬ما يت�سبب الحق ًا‬
‫بما ُيعرف باالرت�شاح الجاف‪ .‬ويعتبر هذا الت�س ّرب عادة م�ؤ�شر ًا �إلى‬
‫عدم و�صول كم ّية كافية من ال ّدم �إلى هذا الجزء من العين‪.‬‬
‫وعند و�صول اعتالل ال�شبك ّية �إلى مرحلة متق ّدمة تتكون �أوعية‬
‫دموية دقيقة جديدة محاولة من العين لتح�سين �إمدادات الدم‪ ،‬لكن‬
‫ه�شة وقد تثقب وتنزف ب�ش ّدة‪ ،‬ويمكن �أن ت�ؤثر هذه‬ ‫هذه الأوعية تكون ّ‬
‫الحالة المعروفة بالنزيف الزجاجي‪ ،‬ب�شكل خطير في الر�ؤية‪.‬‬

‫عالج اعتالل ال�شبك ّية‬


‫لح�سن الحظ‪ ،‬ف�إن العالج بالليزر يمكن �أن ينفع كثير ًا في‬
‫�إ�صالح ال�ضرر الذي يت�سبب به اعتالل ال�شبك ّية ال�سكري‪ ،‬وهو ي�س ّلط‬
‫عادة على الجزء الجانبي من ال�شبك ّية‪ ،‬بعيد ًا عن البقعة ال�صفراء‪،‬‬
‫وب�إمكانه �إزالة االرت�شاح الجاف ومنع ظهور �أوعية دموية دقيقة‬
‫جديدة‪.‬‬
‫وك ّلما كان العالج مبكر ًا‪ ،‬ازدادت فر�صة نجاحه ولذلك من‬
‫ال�ضروري فح�ص عينيك م ّرة على الأقل في ال�سنة عند اخت�صا�صي‬
‫النظارات �أو طبيب العيون‪ .‬وبات ينبغي حالي ًا �أن يتم ّكن جميع‬
‫الم�صابين بال�سكري في المملكة المتحدة من �إجراء �صورة رقمية‬
‫م ّرة في ال�سنة‪ ،‬وفي حال لم تتوا�صل خالل ال�سنة الفائتة بالجهاز‬
‫المتخ�ص�ص بفح�ص ال�شبكية‪ ،‬ب�إمكانك الح�صول على رقم الجهاز‬
‫من طبيبك العام �أو فريقك المعالج‪.‬‬
‫اعتالل بقعة ال�شبكية (‪)Maculopathy‬‬
‫قد ي�صاب بع�ض مر�ضى ال�سكري بنوع من اعتالل ال�شبك ّية‬
‫‪107‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الموا�ضع الممكنة لم�ضاعفات ال�سكري‬


‫الأخبار الج ّيدة هي �أن كثير ًا من الم�شكالت الممكن التي قد‬
‫تحدث يمكن معالجتها‪ ،‬ويكون العالج �أكثر فعالية غالب ًا عند‬
‫اكت�شاف الم�ضاعفات في وقت مبكر‪ .‬ولهذا‪� ،‬س ُيطلب منك‬
‫�إجراء فحو�صات طب ّية دورية‪.‬‬

‫العينان‬

‫الجلد‬

‫القلب وال�شرايين‬

‫الكليتان‬

‫�أع�صاب الأطراف‬
‫في الذراعين‬
‫واليدين والرجلين‬
‫والقدمين‬

‫القدمان‬

‫‪108‬‬
‫�إذا تعقّدت الأمور‬

‫يدعى بـ «اعتالل بقعة ال�شبك ّية»‪ ،‬وهذا يعني �أن �إمداد ال ّدم �إلى‬
‫خف‪ ،‬ما قد يكون له ت�أثير خطير على قدرة‬ ‫الجزء الأو�سط من العين ّ‬
‫المري�ض على مالحظة الألوان والتفا�صيل الدقيقة‪ .‬ول�سوء الحظ‪،‬‬
‫ف�إن العالج بالليزر لي�س ناجح ًا جد ًا في عالج هذه الم�شكلة‪.‬‬
‫العالج بالليزر‬
‫�إن كنت بحاجة �إلى العالج بالليزر ف�سيطلب منك عادة الح�ضور‬
‫�إلى وحدة خا�صة بالعيون في مركزك الطبي‪ .‬وتو�ضع في البداية‬
‫قطرات داخل عينك لتو�سيع الحدقة من �أجل ت�سهيل ر�ؤية ال�شبكية‪،‬‬
‫وبعدها ت�ضع ر�أ�سك على م�سند خا�ص لإبقائه ثابت ًا �أثناء ا�ستخدام‬
‫الطبيب لكاميرا خا�صة من �أجل فح�ص العين وتحديد �أجزاء‬
‫ال�شبكية المحتاجة للعالج (انظر في ال�صورة �صفحة ‪.)14‬‬
‫ويعتبر العالج بالليزر عادة غير م�ؤلم‪ ،‬لكنك �سترى وم�ضات من‬
‫ال�ضوء الم�شع عند ا�ستخدام هذا النوع من الأ�شعة‪ ،‬ت�صل في بع�ض‬
‫الأحيان �إلى عدة مئات في كل جل�سة عالجية‪ .‬وقد تحتاج �إلى عدة‬
‫جل�سات لكل عين‪ ،‬ت�شعر بعدها ب�ضبابية في الر�ؤية لفترة تمتد بين‬
‫‪� 24‬إلى ‪� 48‬ساعة‪ ،‬في حين �أن العالج الكثيف ب�أ�شعة الليزر يمكن ان‬
‫يق ّل�ص حقل الر�ؤية ويجعلها لي ًال �أ�صعب‪ .‬وقد يكون لتقلي�ص حقل‬
‫الر�ؤية �أحيان ًا ت�أثيرات في القيادة لي ًال‪.‬‬
‫�إزالة الخلط الزجاجي (‪)Vitrectomy‬‬
‫ينبغي �أحيان ًا في الحاالت المتق ّدمة من �أمرا�ض العين‪� ،‬إزالة‬
‫الخلط الزجاجي وا�ستبداله ب�سائل زيتي‪ ،‬وت�سمى هذه العملية بـ�إزالة‬
‫الخلط الزجاي (‪ )Vitrectomy‬حيث يتم �إجرا�ؤها فقط في وحدات‬
‫جراحة خا�صة بال�شبكية‪.‬‬
‫عالجات �أخرى‬
‫يجري العلماء حالي ًا �أبحاث مك ّثفة تتعلق بالعالجات الطب ّية‬
‫لم�ضاعفات ال�سكري على العين‪ ،‬وقد تب ّين �أن الحقن المو�ضعي‬
‫‪109‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ت�شريح العين‬
‫يظهر هذا الر�سم التو�ضيحي المالمح الأ�سا�س ّية للعين‪ .‬والأوعية‬
‫الدمو ّية التي تغذي ال�شبك ّية هي غالب ًا ما ت�ضرر بفعل ال�سكري‪.‬‬

‫الجمجمة‬

‫ال�صُّ لبة‬
‫غالف العين‬
‫الم�شيمي‬
‫الج�سم الهدبي‬ ‫ال�شبكية‬
‫الرباط‬
‫المع ِّلق للعين‬ ‫الع�صب الب�صري‬
‫القزح ّية‬
‫حدقة العين‬ ‫ال ّنقرة‬
‫العد�سة‬
‫الخلط‬ ‫ال�شريان ال�شبكي‬
‫المائي‬
‫الخلط الزجاجي‬
‫القرن ّية‬ ‫الملتحمة‬

‫الموقع‬

‫‪110‬‬
‫�إذا تعقّدت الأمور‬

‫لل�ستيرويدات في بقعة ال�شبك ّية يمكن �أن يخفف من التو ّرم �أو‬
‫(الوذمة)‪ ،‬فيما يمكن لمث ّبطات عامل النمو البطاني الوعائي منع‬
‫نمو �أوعية دموية جديدة في العين‪ ،‬غير �أن هذه العالجات ال تزال‬
‫مح�صورة فقط بوحدات خا�صة‪.‬‬
‫الكليتان‬
‫يعتبر التخ ّل�ص من المياه الزائدة في الج�سم ومن المنتجات‬
‫الثانوية الكيميائية الطبيعية في حياتنا اليومية‪ ،‬بوا�سطة البول‪� ،‬أحد‬
‫مهمات الكلية التي تقوم بذلك عبر ت�صفية الدم بوا�سطة �شبكة دقيقة‬
‫من الأوردة الدموية ال�صغيرة التي ت�شبه تلك الموجود خلف العين‪.‬‬
‫وكما في العين‪ ،‬يمكن لل�سكري �أن يلحق �ضرر ًا بهذه الأوردة‬
‫الدموية بتج ّمع الغلوكوز داخل جدرانها‪ ،‬والأثر �سيكون ال�سماح‬
‫للمواد الكيميائية وغيرها التي تبقى في الأحوال الطبيعية في الدم‪،‬‬
‫من الو�صول �إلى البول‪ .‬والأمر م�شابه لما يح�صل عندما تت�سع ثقب‬
‫م�صفاة ال�شاي‪ ،‬ما ي�سمح لعيدانه بالت�س ّرب �إلى الفنجان‪.‬‬
‫ويعتبر البروتين �إحدى المواد التي تظهر في البول عند ت�ضرر‬
‫الم�صافي‪ ،‬في حين �أن بروتين ًا خا�ص ًا ي�سمى بالزالل �أو (�ألبومين)‬
‫يظهر في مرحلة مبكرة جد ًا من ت�ضرر الكلية ب�سبب ال�سكري‪ .‬وي�سمى‬
‫البول الذي يوجد فيه الزالل بالبول الزاللي‪ ،‬ويمكن �أن ُيكت�شف وجود‬
‫هذا البروتين بكميات قليلة في البول بوا�سطة فح�ص خا�ص‪.‬‬
‫وقد يكون توفر هذه الفحو�صات �سبب ًا لأن يطلب منك ر ّبما‬
‫ع ّينة بول في كل م ّرة تزور فيها عيادة ال�سكري حيث تجري متابعة‬
‫حالتك‪ ،‬حتى و�إن كنت تخ�ضع ب�شكل طبيعي لفحو�صات الدم الخا�صة‬
‫بال�سكري‪.‬‬
‫وفي بع�ض الأحيان‪ ،‬قد يظهر فح�ص الألبومين وجود هذه المادة‬
‫في البول‪ ،‬وقد يكون في الواقع ب�سبب عدوى‪ .‬و�سيكون على طبيبك‬
‫مراقبتك في حال ظهور هذه المادة‪ ،‬ب�سبب �إمكانية حدوث �ضرر‬
‫كلوي خطير �أو حتى ف�شل كلوي على المدى الطويل‪ .‬وتعتبر هذه‬
‫الفحو�صات �أكثر �أهمية �إن كنت‪ ،‬ككثير ممن لديهم‪ ،‬تعاني من ارتفاع‬
‫‪111‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫في �ضغط الدم‪ .‬فالأمران يميالن للتالزم مع ًا �إذ �إن للكليتين �أي�ض ًا‬
‫دور ًا في �ضبط �ضغط الدم‪ .‬و�أظهرت الأبحاث �أن �ضبط ال�ضغط‬
‫ب�شكل دقيق لدى مر�ضى ال�سكري يخفف �أو حتى يمنع من ح�صول‬
‫�ضرر كلوي‪.‬‬
‫وهناك مقيا�س �آخر لح�سن عمل الكليتين وهو مع ّدل التر�شيح‬
‫الكبيبي المق ّدر‪ ،‬حيث تقا�س كم ّية ال ّدم الذي تجري ت�صفيته‬
‫وتنظيفه من الأو�ساخ‪ ،‬في الدقيقة الواحدة‪� ،‬أما وحدة القيا�س‬
‫الم�ستخدمة فهي ميليلتر‪/‬الدقيقة‪ .‬ويجري احت�ساب معدل التر�شيح‬
‫الكبيبي المقدر بفح�ص للدم يقي�س كم ّية الكرياتينين‪ ،‬وهي مادة‬
‫ال�سكر في الع�ضالت‪ ،‬ويتم التخ ّل�ص‬ ‫تنتج خالل عمليات تك�سير ّ‬
‫منها بوا�سطة البول‪ .‬ومع تراجع ت�صفية الكلية للدم تبد أ� م�ستويات‬
‫الكرياتينين فيه باالرتفاع‪.‬‬
‫ويعتبر مع ّدل التر�شيح الكبيبي الذي يزيد عن ‪ 90‬ميليلتر‪/‬‬
‫الدقيقة هو الم�ستوى الطبيعي بالن�سبة �إلى ال�شباب ومتو�سطي‬
‫العمر‪ ،‬في حين يعتبر الأ�شخا�ص الذين يقل عندهم الم�ستوى‬
‫عن ‪ 60‬ميليلتر‪/‬الدقيقة و‪�/‬أو لديهم ارتفاع في م�ستوى الزالل في‬
‫البول‪ ،‬م�صابين بمر�ض الكلى المزمن‪ .‬ويمكن �أن ي�شعر الأ�شخا�ص‬
‫ب�صحة ج ّيدة �إلى حين انخفا�ص مع ّدل التر�شيح الكبيبي �إلى �أقل من‬
‫‪ 30‬ميليلتر‪/‬الدقيقة‪ .‬وتعك�س نتائج فح�ص الزالل ومع ّدل التر�شيح‬
‫الكبيبي مدى ح�سن عمل الكليتين‪ .‬و�سيكون الفريق المتابع لمر�ضك‬
‫�سعيد ًا في �إخبارك عن نتائج الفحو�صات وي�شرح لك ما تعنيه �إن‬
‫�أردت ذلك‪.‬‬
‫و�إلى الوقت الحالي‪ ،‬يحتاج الأ�شخا�ص الذين ي�صابون بف�شل‬
‫كلوي �إلى العالج بوا�سطة غ�سل الكلى �أو بزراعة هذا الع�ضو‪ ،‬لكن‬
‫توجد حالي ًا بحوث كثيرة تهدف لمنع حدوث ت�ضرر للكلى‪ ،‬ما �سيجعل‬
‫يوم ًا ما غ�سل الكلى �أو زراعتها �أمر ًا غير �ضروري‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫�إذا تعقّدت الأمور‬

‫دور الكليتين‬
‫يوجد عادة عند الإن�سان كليتان‪ ،‬ووظيفتهما �إفراز البول وتنظيم‬
‫كمية المياه والملح وحمو�ضة الدم‪.‬‬

‫الكليتان‬

‫تمثيل الت�صفية‬
‫الكلوية‬

‫الحالبان‬
‫المثانة‬ ‫الإحليل‬
‫وعاء دموي دقيق‬ ‫المواد التي جرت‬
‫ت�صفيتها (البول)‬

‫‪113‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الأع�صاب‬
‫ي�ؤثر مر�ض ال�سكري في الأع�صاب بطريقتين‪ ،‬فبالن�سبة‬
‫للعينين والكليتين‪ ،‬قد تت�أثر �إمدادات الدم الخا�صة بها‪� ،‬أو قد‬
‫يلحق بالأع�صاب نف�سها �ضرر مبا�شر نتيجة ارتفاع م�ستوى‬
‫الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫و ُيعرف ال�ضرر الذي ي�صيب الأع�صاب‪ ،‬مهما كان نوعه‪ ،‬طبي ًا‬
‫بالـ «اعتالل الع�صبي»‪ .‬و�أما تبعاته ف�ستعتمد على النوع الم�صاب من‬
‫الأع�صاب‪ .‬والأع�صاب ثالثة �أنواع‪ :‬الحركية والح�س ّية والم�ستقلة‪.‬‬
‫الأع�صاب الحركية‬
‫تنقل هذه الأع�صاب الر�سائل من الدماغ �إلى الع�ضالت لتحفزها‬
‫على االنكما�ش‪ .‬و ُيعرف ال�ضرر الذي ي�صيب هذا النوع من الأع�صاب‬
‫بالـ «اعتالل الع�صبي الحركي» ويمكن �أن ي�ؤدي �إلى فقدان ن�شاط‬
‫الأع�صاب ال�صغيرة في القدمين واليدين‪ .‬ونتيجة ذلك‪ ،‬تتخذ‬
‫وتتجه نحو الأعلى‪ ،‬فيما ي�صيب ال�ضعف‬
‫�أ�صابع القدم �شكل مخالب ّ‬
‫�أ�صابع اليد‪( .‬ولمزيد من المعلومات حول مر�ض ال�سكري والقدم‪،‬‬
‫راجع �صفحة ‪.(118‬‬
‫الأع�صاب الح�سية‬
‫تعمل هذه الأع�صاب على ك�شف الألم‪ ،‬واللم�س‪ ،‬والحرارة‪،‬‬
‫وغيرها من الأحا�سي�س وتقوم بمرا�سلة الدماغ‪ .‬ويمكن للـ «اعتالل‬
‫الع�صبي الح�سي» �أن يجعل القدمين �شديدتي الح�سا�سية وتبعثان‬
‫على الألم‪ ،‬حتى في البداية‪ .‬ولكن في النهاية‪ ،‬ت�صبحان مخدرتين‬
‫وعاجزتين عن ال�شعور ب�أي نوع من الأحا�سي�س‪ ،‬من بينها الألم‪.‬‬
‫الأع�صاب الم�ستقلة‬
‫وهي م�س�ؤولة عن التحكم بالوظائف الج�سدية الم�ستقلة على‬
‫غرار ن�شاط الأمعاء والمثانة‪ .‬ويعتبر «االعتالل الع�صبي» الم�ستقل‬
‫غير �شائع‪ ،‬وتطال معظم �آثاره المزعجة المثانة والأمعاء‪ .‬فقد ي�ؤدي‬
‫‪114‬‬
‫�إذا تعقّدت الأمور‬

‫�إلى الإ�صابة بالإم�ساك �أو الإ�سهال المتقطع‪ .‬وبين الحين والآخر‪ ،‬قد‬
‫يعاني المري�ض من تقي ؤ� متوا�صل‪ .‬كما قد ت�صيب الرجال م�شكالت‬
‫تتعلق بتراجع القدرة الجن�سية‪ .‬ولكن يمكن تقلي�ص �آثار معظم هذه‬
‫الم�شكالت بالمعالجة بالدواء‪.‬‬
‫القدرة الجن�سية عند الذكور‬
‫تعتمد قدرة الرجل على االنت�صاب الطبيعي على الإمداد الجيد‬
‫بالدم بوا�سطة ال�شرايين الم�ؤدية �إلى الق�ضيب الذكري‪ ،‬وعلى‬
‫الإمداد الع�صبي ال�سليم �أي�ض ًا‪ .‬ويدخل الدم �إلى الق�ضيب الذكري‬
‫بوا�سطة ال�شرايين‪ ،‬التي تت�سع بفعل التحفيز الع�صبي نتيجة الإثارة‬
‫الجن�سية‪ .‬وي�ضغط الدم الإ�ضافي على الأوردة وبالتالي ُيحب�س في‬
‫الداخل‪ ،‬ما ي�ؤدي �إلى االنت�صاب‪ .‬وقد ي�ؤثر ال�سكري في �إمداد الدم‬
‫والتحكم الع�صبي المطلوب للمحافظة على االنت�صاب‪.‬‬
‫غير �أنه من المهم التذ ّكر �أن ال�ضعف الجن�سي قد ي�أتي نتيجة‬
‫�أ�سباب نف�سية وج�سدية‪ .‬ف�سواء كنت مري�ض ًا بال�سكري �أم ال‪ ،‬فمن‬
‫المهم جد ًا �أن تناق�ش م�شكلة جن�سية بو�ضوح و�صراحة مع م�ست�شاريك‬
‫الطبيين‪.‬‬
‫ً‬
‫وهناك عالجات متاحة لل�ضعف الجن�سي (يدعى غالبا بالعنانة)‬
‫من خالل و�صفات طبية للرجال المر�ضى بال�سكري‪ .‬رجا ًء‪ ،‬ا�س�أل‬
‫فريقك المعالج للح�صول على الم�شورة‪.‬‬
‫الجلد‬
‫قد تواجه قلة قليلة من الم�صابين بال�سكري م�شكالت في الجلد‬
‫ي�س ّببها ت�ضرر �أوعية الدم ال�صغيرة‪ .‬فعند حدوث ذلك‪ ،‬ي�صاب الجلد‬
‫فوق عظام ال�ساق ال�سفلى باالحمرار والترقق ‪ -‬وهي حالة ت�سمى‬
‫«البلى الحيوي ال�شحماني»‪ .‬وللأ�سف‪ ،‬لي�س ثمة عالج فعال لها‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫ال�شرايين‬
‫ي�ؤدي ال�سكري �إلى ارتفاع مخاطر ت�صلب وت�ضييق �أوعية �أو‬
‫�شرايين الدماء الكبيرة‪ ،‬ما قد يت�سبب بنوبات قلبية �أو �سكتات‬
‫دماغية وب�ضعف الدورة الدموية في الرجلين‪.‬‬
‫ً‬
‫وما يعزز هذه المخاطر التدخين وزيادة الوزن‪� .‬إذا‪ ،‬من المهم‬
‫حق ًا �أن تقلع عن التدخين وتتخل�ص من الوزن الزائد‪ .‬وعلى �أي حال‪،‬‬
‫ف�إن التدخين هو من عوامل الخطر الرئي�سية المعروفة لأمرا�ض‬
‫ال�شرايين حتى عند الأ�شخا�ص غير الم�صابين بال�سكري‪.‬‬
‫ومن العوامل الأخرى التي قد ت�س ّبب �أمرا�ض ال�شرايين هو ارتفاع‬
‫معدل الكولي�سترول في الدم‪ .‬وقد �أظهرت الدرا�سات الأخيرة �أن‬
‫خف�ض معدل الكولي�سترول في الدم باتباع نظام غذائي و‪�/‬أو تناول‬
‫الدواء من �ش�أنه �أن يقلل مخاطر الإ�صابة بالنوبات القلبية وال�سكتات‬
‫الدماغية‪.‬‬
‫ً‬
‫كما �أن �ضغط الدم المرتفع قد يت�سبب �أي�ضا بت�صلب ال�شرايين‬
‫وقد ثبت �أن خف�ض �ضغط الدم يقلل من مخاطر الإ�صابة بالنوبات‬
‫القلبية وال�سكتات الدماغية‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى منع م�ضاعفات الكلى‬
‫(انظر �أعاله)‪.‬‬
‫وتعتبر الم�شكالت الناجمة عن ت�صلب ال�شرايين �شائعة للغاية‪،‬‬
‫وثمة عالجات طبية وجراحية على ال�سواء في المتناول‪ .‬فالأجزاء‬
‫ال�ض ّيقة من ال�شرايين الكبيرة يمكن �إخ�ضاعها لجراحة المجازة‪� ،‬أو‬
‫تو�سعتها عبر تمرير بالون بينها (التقويم الوعائي)‪� ،‬أو زرع دعامة‬
‫معدنية‪ ،‬ولكن من المهم جد ًا بذل ما �أمكن لمنع تطور مثل هذه‬
‫الم�شكالت في المقام الأول‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫عملية ت�ص ّلب ال�شرايين‬


‫ت�ص ّلب ال�شرايين هو عملية تحدث عندما ّ‬
‫تتر�سب الدهون‬
‫على الجدران الداخلية للأوعية الدموية‪ .‬وقد تنمو هذه‬
‫التر�سبات لدرجة تعيق فيها تدفق الدم‪ .‬ويمكن عالجها بوا�سطة‬
‫التقويم الوعائي‪ ،‬الدعامات‪� ،‬أو جراحة المجازة‪.‬‬
‫تر�سبات‬
‫الدهون‬ ‫وعاء الدم‬
‫دفق الدم المعرقل‬

‫القدمان‬
‫عليك �أن تكون على دراية بالتغيرات التي يمكن �أن تطر�أ على‬
‫قدميك ب�سبب مر�ض ال�سكري‪ ،‬وما الذي يمكن فعله للحد من‬
‫مخاطر وقوع ال�ضرر‪ .‬وال يعاني معظم الم�صابين بمر�ض ال�سكري‬
‫من م�شكالت خطيرة في القدمين‪ ،‬ولكن حتى �أولئك الذين ي�صابون‬
‫بها ب�إمكانهم منع تدهور الأمور بالعناية ب�أقدامهم ب�شكل �صحيح‪.‬‬
‫فدوران الدم ال�صحي في القدمين ي�ساعد على �إبقاء الأن�سجة‬
‫قوية‪ ،‬ويمكن تحفيز ذلك بتناول الأنواع المالئمة من الطعام‪،‬‬
‫والمداومة على المراقبة الجيدة لمر�ض ال�سكري وعدم التدخين‪.‬‬
‫وينبغي الت�أكد من �أن الحذاء يوفر م�ساحة منا�سبة لأ�صابع‬
‫القدمين مع مث ّبت للحفاظ عليها في مكانها من دون تعر�ضها‬
‫لالحتكاك‪� .‬إ�ضافة �إلى ذلك‪ ،‬ثمة �إجراءات محددة يمكن اتخاذها‬
‫للعناية بالقدمين‪ ،‬وتهدف لحمايتها من �أربعة تغيرات يمكن �أن‬
‫يت�سبب بها مر�ض ال�سكري‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الإمداد ال�ضعيف للقدمين بالدم‬


‫وينتج هذا عن �ضيق الأوعية الدموية‪ .‬فعندما تجري عرقلة‬
‫الدورة الدموية بهذه الطريقة‪ ،‬ت�صبح القدم �أقل قدرة على مكافحة‬
‫الأخطار كالطق�س البارد‪ ،‬االلتهاب �أو الجراح‪ ،‬وت�صبح �أكثر‬
‫عر�ضة للتغيرات الثالثة التي �سترد في الأ�سفل‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب‬
‫�إبقاء القدمين دافئتين بجوارب ذات نوعية جيدة‪ ،‬وتجنب التدفئة‬
‫ّ‬
‫وتحتك م�سببة‬ ‫المفرطة واالحترا�س جيد ًا من ال ّدرزات التي ت�ضغط‬
‫ظهور البثور‪ .‬و�إن كانت ال ّدرزات بارزة‪ ،‬ف ّكر في ارتداء الجوارب‬
‫بالمقلوب‪.‬‬
‫االعتالل الع�صبي في القدمين‬
‫«االعتالل الع�صبي» يجعل القدمين �أقل ح�سا�سية تجاه الألم‬
‫والحرارة‪ .‬وفي مراحله الأولى‪ ،‬ي�شتكي النا�س في الأغلب من‬
‫الم�سامير والإبر �أو من �شعورهم ب�أنهم «ي�سيرون على القطن الطبي‬
‫�أو الح�صى»‪.‬‬
‫عندما تتراجع قدرة القدم على الإح�سا�س‪ ،‬تتراجع قدرتك على‬
‫مالحظة الجروح الع َر�ضية �أو الإ�صابات‪ ،‬ما �سي�ؤدي �إلى تفاقم ال�ضرر‬
‫�إن لم تتخذ التدابير الالزمة‪ .‬وفي بع�ض الحاالت‪ ،‬يتلف الجلد فوق‬
‫الجزء الذي اختبر �ضغط ًا م�ستمر ًا من القدم‪ ،‬وذلك ب�سبب غياب‬
‫ال�شعور بالت�ضايق الذي من �ش�أنه �أن يدفعك لتغيير و�ضعك‪.‬‬
‫و�إذا كنت تعاني من درجة معينة من «االعتالل الع�صبي»‪ ،‬يجب‬
‫�أن تعتاد على فح�ص قدميك يومي ًا بحث ًا عن �أي خدو�ش �أو جروح لم‬
‫ت�س ّبب ال�شعور بالألم حين حدوثها‪.‬‬
‫وال�سبيل الأ�سهل هو اعتماد برنامج منتظم للعناية بالقدمين‬
‫كجزء من الروتين اليومي‪ .‬كما �أنه من المهم الت�أكد من حرارة المياه‬
‫بيدك قبل البدء باال�ستحمام وتفادي «تحمي�ص قدميك» �أمام النار‪.‬‬
‫الجفاف‬
‫�إن فقدان المرونة �أو الجفاف الذي ي�صيب جلد القدمين يمكن �أن‬
‫يترافق مع «االعتالل الع�صبي» والإمداد ال�ضعيف بالدم‪ ،‬غير �أنه يمكن‬
‫‪118‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫القدم والحذاء‬

‫ت�أكد من �أن حذاءك منا�سب ويوفر متّ�سع ًا مالئم ًا للقدم‬


‫من دون الظهور ب�شكل غير مرتّب‬

‫ظفر مق�صو�ص ب�شكل �صحيح‬ ‫ظفر مق�صو�ص ب�شكل‬


‫ق�ص الأظافر ب�شكل م�ستقيم‪،‬‬ ‫غير �صحيح‬
‫من دون �إبرازها �أو تق�صيرها‬ ‫ق�صير جد ًا ومق�صو�ص‬
‫�إلى م�ستوى جانبي �إ�صبع القدم‬ ‫من «الجانبين»‬

‫‪119‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫العناية بالقدمين‬
‫العناية الجيدة بالقدمين مهمة جد ًا لمنع حدوث م�ضاعفات‬
‫مر�ض ال�سكري‪ ،‬ويجب �أن ت�شكل جزء ًا من روتين النظافة ال�شخ�صية‪.‬‬
‫فينبغي غ�سل القدمين وتفقدهما يومي ًا‪.‬‬
‫ •‪ -‬اغ�سل قدميك يومي ًا بالماء الدافئ م�ستخدم ًا �صابون ًا لطيف ًا‪ .‬ال‬
‫تنقعهما طوي ًال لأن ذلك قد يزيل المزيد من الزيوت المفيدة من‬
‫الجلد‪ ،‬كما يمكن �أن تت�شكل �أماكن لزجة بين الأ�صابع وقد تت�شقق‬
‫�أو تزيد من احتمال بروز م�سامير اللحم‪.‬‬
‫ •‪� -‬ضع الكحول الطبية على �أي �أماكن بي�ضاء �أو رطبة بين‬
‫الأ�صابع‪� ،‬إال �إذا كان هناك �أي نزيف‪ .‬ف�إذا ُوجد‪ ،‬ا�ستخدم‬
‫�ضمادة جافة عو�ض ًا عن ذلك‪ .‬و�إذا ظهرت �أي عالمات على‬
‫فطريات القدم‪ ،‬يمكن عالجها بالكحول الطبية‪ ،‬ولكن �إن لم‬
‫جد ذلك نفع ًا‪ ،‬ا�ستخدم م�سحوق ًا م�ضاد ًا للفطريات �أو رذاذ ًا‬ ‫ُي ِ‬
‫من عند ال�صيدلي‪.‬‬
‫ •‪ -‬يجب ق�ص �أظافر �أ�صابع القدمين �أو بردها ب�شكل م�ستقيم‪،‬‬
‫�إال �إذا ن�صح اخت�صا�صي معالجة الأقدام المعتمد ر�سمي ًا �أو خبير‬
‫الأقدام بغير ذلك‪ .‬ويمكن برد الزوايا الحادة بوا�سطة مبرد‬
‫ال�صنفرة‪.‬‬‫لأظافر الأقدام �أو لوح ّ‬
‫ •‪ -‬ومن الأف�ضل ترك م�سامير اللحم ومناطق الج�س�أة الخت�صا�صي‬
‫معالجة الأقدام المعتمد ر�سمي ًا الذي �إما �سي ؤ� ّمن حماية معينة‬
‫للمنطقة الم�صابة �أو �سيو�صي بت�أمينها‪ .‬وقد تكون البطانات‬
‫المو�سدة مفيدة كحماية م�ؤقتة للأماكن‬ ‫ّ‬ ‫الكتانية �أو النعال‬
‫الم�صابة في حال تعذر زيارة اخت�صا�صي معالجة الأقدام �أو‬
‫خبير بالأقدام مبا�شرة‪.‬‬
‫ •‪ -‬ا�س َع للح�صول على الم�شورة الطبية فور ًا في حال ر�ؤية �إ�شارات‬
‫تدل على �أي تقرح �أو التهاب نا�شئ في �أي مو�ضع بالقدمين‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫�أن يحدث حتى عندما تكون الدورة الدموية جيدة والإح�سا�س طبيعي ًا‪.‬‬
‫قد تالحظ �أن الجلد ي�صبح جاف ًا حتى لو لم تكن م�صاب ًا بال�سكري‬
‫منذ وقت طويل‪ ،‬وتميل �إلى �إهمال الأمر باعتباره م�صدر �إزعاج‬
‫ثانوي‪ .‬غير �أن الجلد الجاف والمق�شور هو �أقل مرونة لأنه يفتقد �إلى‬
‫الحماية التي ي�ؤمنها التع ّرق والزيوت الطبيعية الناتجة عن ال�ضغوط‬
‫واالحتكاكات اليومية جراء ال�سير‪ .‬وعندما يكون جلد القدمين جاف ًا‬
‫جد ًا‪ ،‬تكون قدماك �أكثر عر�ضة لتك ّون مناطق الج�س�أة وم�سامير اللحم‪،‬‬
‫و�أي�ض ًا للت�شققات التي تظهر حول الأطراف (وتعرف بال�شقاق)‪.‬‬
‫وب�إمكانك �أن ت�ساعد الجلد على ا�ستبدال بع�ض الرطوبة الطبيعية‬
‫المفقودة بو�ضع مرهم جيد لليدين (على القدمين) وا�ستخدام مبرد‬
‫لأظافر القدمين �أو حجر الخ ّفاف لإزالة الجلد الميت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كن‬
‫لطيف ًا وال ت�ستخدم �أبد ًا المواد الكيمائية الم�ص ّنعة لإزالة م�سامير‬
‫اللحم والج�س�أة �أو تحاول قطعها بال�شفرة‪ ،‬لأنك قد تجرح نف�سك‬
‫ب�سهولة‪.‬‬
‫التغيرات في �شكل القدمين‬
‫قد تحدث هذه التغيرات على مدى فترة من الزمن نتيجة‬
‫«االعتالل الع�صبي»‪ .‬وقد ت�صبح العظام تحت الجلد �أكثر بروز ًا‬
‫نتيجة التغيرات الطارئة على الو�سادة الدهنية تحت َّ‬
‫ال�ض ّرة‪ .‬وقد‬
‫يتم ّدد الجزء الأمامي من القدم كما قد ت�صبح �أ�صابع القدمين‬
‫مخلبية‪ .‬وعندما تتعر�ض الأن�سجة تحت القدم للإجهاد‪ ،‬قد ت�شعر‬
‫بالألم في منطقة العقب‪.‬‬
‫وفي العادة‪ ،‬ت�أتي هذه التغيرات نتيجة تحوالت ثانوية في �شكل‬
‫القدم‪ ،‬ومع ذلك فهي تن ّبه ل�ضرورة الح�صول على حذاء جديد يالئم‬
‫القدم �أكثر‪.‬‬
‫خبير العناية بالقدم‬
‫ك�شخ�ص مري�ض بال�سكري‪ ،‬من الجدير بك �أن تتلقى العالج‬
‫على يد اخت�صا�صي في معالجة الأقدام معتمد ر�سمي ًا لدى «الجهات‬
‫‪121‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫التغييرات التي قد تطر�أ على قدم مري�ض ال�سكري‬


‫التغييرات التالية لي�ست حتمية ويمكن منع وقوعها �إلى حد بعيد‬
‫بالحفاظ على النظافة الجيدة للقدم‪ ،‬والفح�ص المنتظم والعناية‬
‫المالئمة‪.‬‬
‫�إمداد جيد بالدم‬
‫قدم طبيعية‬

‫قو�س‬

‫نقاط ال�ضغط الطبيعية‬


‫عرقلة في �إمداد الدم‬
‫قدم مري�ض بال�سكري‬
‫«االعتالل الع�صبي»‬
‫يجعل �أ�صابع القدم‬
‫مخلبية‬

‫انعدام ح�سا�سية‬
‫الع�صب يمكن �أن ي�ؤدي‬
‫�إلى �أ�ضرار عر�ضية‬
‫الجلد الجاف يمكن‬
‫�أن يعزز الت�شققات‬
‫وين ّمي م�سامير‬
‫نقاط �ضغط غير طبيعية‬ ‫اللحم و«الج�س�أة» قو�س م�سطح‬

‫‪122‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫المخت�صة» ‪ -‬ويجب �أن يكون لدى طبيبك العام �أو مركزك‬


‫ّ‬ ‫الر�سم ّية‬
‫ال�صحي قائمة بالأطباء المحليين‪ .‬وهناك الكثيرون ي�ستطيعون‬
‫وب�شكل مثالي العناية ب�أقدامهم‪ ،‬ولكن يتع ّين على من يعاني من‬
‫�ضعف ج�سدي �أو ب�صري �أو � ٍأي من الم�ضاعفات المدرجة �أعاله �أن‬
‫يح�صل على مواعيد منتظمة لدى خبير �أقدام معتمد ر�سمي ًا‪.‬‬
‫منع حدوث الم�ضاعفات‬
‫من المرجح �أن ت�صبح �أكثر تن ّبه ًا بعد القراءة عن جميع هذه‬
‫الم�ضاعفات المحتملة‪ ،‬لذا يجدر الت�شديد مجدد ًا على �أن جميع‬
‫هذه الم�ضاعفات يمكن منعها باالنتباه ب�شكل دقيق للرعاية بمر�ض‬
‫ال�سكري ومراقبة الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تذ ّكر �أن الم�ضاعفات لي�ست حتمية و�أنك ت�ؤدي دورا مهما في‬
‫منع حدوثها‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬
‫„يمكن لل�سكري �أن ي�ؤثر في العينين بالت�سبب بـ«�إعتام‬ ‫„‬
‫�شبكة العين» �أو �إلحاق ال�ضرر بخلفية العينين‪ ،‬ما ي�سمى‬
‫بـ«اعتالل ال�شبكية»‬
‫„الك�شف المبكر عن م�شكالت العينين وعالجها هما‬ ‫„‬
‫عامالن ف ّعاالن جد ًا في منع تفاقمها‬
‫„ي�صاب قلة من مر�ضى ال�سكري ب�ضرر في الكلى يمكن‬ ‫„‬
‫الك�شف عنه مبكر ًا بوا�سطة فح�ص وجود الألبومين في‬
‫البول‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫„تع ّد مراقبة �ضغط الدم بعناية جزءا �أ�سا�سيا في عالج‬ ‫„‬
‫مر�ض ال�سكري‪� ،‬إذ ت ؤ� ّمن الحماية من م�ضاعفات الكلى‬
‫وت�صلب ال�شرايين‬
‫ً‬
‫„قد ت�صاب الأع�صاب �أي�ضا بال�ضرر ويجب فح�ص‬ ‫„‬
‫القدمين واليدين بانتظام‬
‫„خف�ض الكولي�سترول في الدم بوا�سطة النظام الغذائي و‪�/‬أو‬ ‫„‬
‫الدواء يق ّلل من مخاطر النوبات القلبية وال�سكتات الدماغية‬
‫„العناية بالقدم مهمة �إلى حد بعيد في منع ح�صول‬ ‫„‬
‫م�ضاعفات‬
‫ق�ص‬ ‫ً‬
‫„يجب فح�ص القدمين وغ�سلهما يوميا ويجب ّ‬ ‫„‬
‫الأظافر ب�شكل م�ستقيم مع تملي�س الأطراف الحادة‬
‫بوا�سطة المبرد‬
‫„من �ش�أن المراهم المرطبة �أن ت�ساعد على منع جفاف‬ ‫„‬
‫الجلد‬
‫„يجب فح�ص القدمين مرة �سنوي ًا من قبل مخت�ص‬ ‫„‬
‫بالعناية بالقدمين‬

‫‪124‬‬
‫رعاية مرضى السكري‬

‫�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري‬


‫�أن�ش�أت وزارات ال�صحة في بريطانيا‪� ،‬أيرلندا ال�شمالية‪ ،‬ويلز‪،‬‬
‫وا�سكتلندا «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري»‪ ،‬الذي ي�ضع قائمة‬
‫طموحة من معايير الرعاية على �أن يتم تحقيقها بحلول عام ‪2013‬‬
‫(وفي وقت �أبكر في ا�سكتلندا)‪ .‬وهناك بع�ض الفروق بين الدول �إال‬
‫�أن المبادئ هي نف�سها �إلى حد بعيد‪.‬‬
‫فالمعايير الـ‪ 12‬في بريطانيا المو�ضوعة كما في الجدول �صفحة‬
‫‪ 129‬مع ن�شرة موجزة بعنوان «العي�ش مع مر�ض ال�سكري‪� :‬صحتك‬
‫الم�ستقبلية وعافيتك» (رقم ‪ )29335‬متوفرة لدى وزارة ال�صحة‪.‬‬
‫وهناك عالمتان فارقتان تم ّيز بهما «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض‬
‫ال�سكري» البريطاني‪ ،‬فقد تع ّين على جميع الأ�شخا�ص الم�صابين‬
‫بمر�ض ال�سكري الح�صول على �صورة لفح�ص «اعتالل ال�شبكية»‪ ،‬كما‬
‫تع ّين على جميع مكاتب الأطباء العامين تحديث ت�سجيلهم واعتماد‬
‫برنامج نظامي لرعاية مر�ضى ال�سكري بحلول عام ‪.2006‬‬
‫ويحدد العقد الجديد للأطباء العامين �أهداف ًا معينة تتعلق بجميع‬
‫مر�ضاهم الم�صابين بال�سكري‪ ،‬ما يعني �أن ثمة حوافز قوية لت�أمين‬
‫رعاية �شاملة في المكاتب الطبية المحلية‪.‬‬
‫ات�صل بمركزك �أو مكتبك ال�صحي للح�صول على تفا�صيل حول‬
‫نوعية الرعاية المتوفرة‪.‬‬
‫و ُيقت َرح �أي�ض ًا �إن�شاء �شبكات رعاية ُمدارة محليا ُمع ّدة‬
‫ً‬
‫‪125‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫لالخت�صا�صيين بالرعاية ال�صحية‪ ،‬الم�صابين بمر�ضى ال�سكري‪،‬‬


‫ومق ّدمي الرعاية للمر�ضى‪ ،‬وذلك للت�أكد من تحقيق تقدم باتجاه‬
‫تطبيق جميع المعايير بحلول العام ‪.2013‬‬
‫وي�شرف على هذه العملية مدير العالج ال�سريري الوطني‬
‫لمر�ضى ال�سكري‪ ،‬وي�شجع «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري»‬
‫ب�شكل نا�شط على الم�شاركة في هذه العملية واختيار �أحد الأ�شخا�ص‬
‫العاديين كبطل في كل مقاطعة‪.‬‬
‫ما طبيعة الرعاية التي يجب �أن تتوقعها؟‬
‫و�ضع الأع�ضاء الطبيين والعاديين في «منظمة مر�ض ال�سكري‬
‫في المملكة المتحدة» (‪ )Diabetes UK‬ميثاق ًا (انظر �أدناه) حول‬
‫ما يمكن توقعه من مق ّدمي الرعاية الطبيين‪.‬‬
‫الحاالت التي تم ت�شخي�صها حديثاً‬
‫لدى ت�شخي�ص مر�ض ال�سكري‪ ،‬يجب على المري�ض �أن‪:‬‬
‫ •يخ�ضع لفح�ص كامل‪.‬‬
‫ •يتحدث مع ممر�ض (�أو ممر�ضة) م�سجل ولديه اهتمام خا�ص‬
‫بمر�ض ال�سكري بحيث ي�ستطيع �شرح ماهية مر�ض ال�سكري‬
‫ويح ّدث المري�ض عن عالجه الفردي‪.‬‬
‫ •يتحدث مع اخت�صا�صي تغذية معتمد ر�سميا الذي يحتاج �إلى‬
‫ً‬
‫االطالع على معلومات حول نوعية طعام المري�ض‪ ،‬و�سيقدم‬
‫الن�صائح الأ�سا�سية حول ما الذي يجب تناوله في الم�ستقبل‪ .‬كما‬
‫مف�صلة �أكثر‪.‬‬‫يجب تحديد لقاء متابعة لتقديم ن�صائح ّ‬
‫ •يجري مناق�شة حول م�ضاعفات ال�سكري في ما يتعلق بالوظيفة‪،‬‬
‫والقيادة‪ ،‬والت�أمين‪ ،‬وتكاليف الأدوية‪� ،...‬إلخ‪ .‬وحول ما �إذا كان‬
‫بحاجة �إلى �إعالم «وكالة ترخي�ص ال�سائقين والمركبات» و�شركة‬
‫الت�أمين الخا�صة به بمر�ضه‪ ،‬في حال كان �سائق ًا‪.‬‬
‫ •يح�صل على معلومات حول خدمات «منظمة مر�ض ال�سكري في‬
‫المملكة المتحدة» (‪ )Diabetes UK‬وعلى تفا�صيل بخ�صو�ص‬
‫‪126‬‬
‫رعاية مر�ضى ال�سكري‬

‫المجموعة المحلية التابعة لهذه المنظمة‪.‬‬


‫ •يح�صل على تعليم متوا�صل عن مر�ض ال�سكري والآثار المفيدة‬
‫للتمارين وتقييم مراقبة المري�ض لمر�ضه‪.‬‬
‫ •يكون بمقدورك ا�صطحاب �صديق مقرب �أو قريب لك �إلى‬
‫الجل�سات التعليمية �إن رغبت في ذلك‪.‬‬
‫العالج بالإن�سولين‬
‫�إن خ�ضعت للعالج بالإن�سولين‪ ،‬فعليك �أن‪:‬‬
‫ •تح�ضر جل�سات متكررة للح�صول على التعليمات الأ�سا�سية حول‬
‫تقنية الحقن والمحقنات‪ ،‬واختبار الغلوكوز في الدم وما تعنيه‬
‫النتائج‪.‬‬
‫ •تتزود بالمعدات ذات ال�صلة‪.‬‬
‫ •تجري مناق�شة عن الهيبوغالي�سيميا وكيفية التعامل معها‪.‬‬
‫العالج بالأقرا�ص‬
‫في حال كان عالجك يتم بالأقرا�ص‪ ،‬فيجب �أن‪:‬‬
‫ •تجري مناق�شة حول �إمكانية حدوث الهيبوغالي�سيميا وكيفية‬
‫التعامل معها‪.‬‬
‫ •تح�صل على التعليمات ب�ش�أن فح�ص الدم �أو البول وما تعنيه‬
‫النتائج‪.‬‬
‫ •يتم تزويدك بالمعدات ذات ال�صلة‪.‬‬
‫العالج بالحمية وحدها‬
‫�إذا كان العالج يجري بالحمية وحدها‪ ،‬فيجب �أن تح�صل على‬
‫التعليمات ب�ش�أن فح�ص الدم �أو البول‪ ،‬وما تعنيه النتائج والتز ّود‬
‫بالمعدات ذات ال�صلة‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫معايير «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري»‬


‫المعيار ‪ :1‬الوقاية‬
‫�سيقلل «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري» من الخطر‬
‫الإجمالي للإ�صابة بمر�ض ال�سكري‪.‬‬
‫المعيار ‪ :2‬تحديد ال�سكري‪�/‬إجراء الك�شف الم�سحي‬
‫لل�سكري‬
‫�سيعمل «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري» على تطوير‬
‫برامج الك�شف الم�سحي عن النوع الثاني من ال�سكري‪.‬‬
‫المعيار ‪ :3‬تمكين المري�ض‬
‫�سيز ّود «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري» مر�ضى‬
‫ال�سكري بمعلومات تم ّكنهم من الم�شاركة في اتخاذ القرارات‬
‫الخا�صة برعايتهم و�سيتم تعيين اخت�صا�صي معروف في الرعاية‬
‫ال�صحية للأ�شخا�ص حديثي الإ�صابة بمر�ض ال�سكري كي‬
‫ي�ساعدهم على تعلم كيفية الت�صرف بعناية مع مر�ضهم‪.‬‬
‫المعيار ‪ :4‬الرعاية ال�سريرية ‪ -‬الرا�شدين‬
‫�سيح�صل جميع كل الرا�شدين على رعاية عالية الجودة ت�شتمل‬
‫على المعلومات والدعم الذي يقلل من خطر حدوث م�ضاعفات‬
‫مر�ض ال�سكري‪.‬‬
‫المعيار ‪ 5‬و‪ :6‬الرعاية ال�سريرية ‪ -‬الأطفال واليافعين‬
‫�سيتلقى جميع الأطفال واليافعين ب�شكل مت�سا ٍو رعاية عالية‬
‫الجودة التي بدورها �ستنتقل �إلى مق ّدمي الرعاية لهم‪ .‬و�سيتم‬
‫تطوير الخدمات ال�سريرية لتحقيق انتقال �سل�س من خدمات‬
‫طبيب الأطفال �إلى خدمات الرا�شدين‪.‬‬
‫المعيار ‪ :7‬الرعاية ال�سريرية ‪ -‬طوارئ مر�ض ال�سكري‬
‫�ست�ضع الخدمات الخا�صة بمر�ض ال�سكري بروتوكوالت‬

‫‪128‬‬
‫رعاية مر�ضى ال�سكري‬

‫للرعاية بمر�ض ال�سكري في بريطانيا ‪ -‬المفتر�ض �أن يتم‬


‫تحقيقها بحلول عام ‪2013‬‬
‫مبنية على الأدلة قيد التطبيق ال�صحيح من �أجل ت�أمين عالج‬
‫�سريع وفعال للحاالت الطارئة التي قد تنتج عن مر�ض ال�سكري‬
‫كالغيبوبة‪.‬‬
‫المعيار ‪ :8‬الرعاية ال�سريرية ‪ -‬مر�ضى ال�سكري في‬
‫الم�ست�شفى‬
‫�سيتلقى جميع المر�ضى في الم�ست�شفيات رعاية مدرو�سة‬
‫وفعالة لحالتهم مهما كان �سبب دخولهم �إلى الم�ست�شفى‪.‬‬
‫المعيار ‪ :9‬الرعاية ال�سريرية ‪ -‬الحمل‬
‫�ستتلقى جميع الراغبات في الحمل من الن�ساء المري�ضات‬
‫بال�سكري‪� ،‬أو الحوامل �أو من ُي�صبن بال�سكري في فترة الحمل‬
‫رعاية عالية الجودة لحماية �صحتهن ورفع فر�ص �إنجابهن طف ًال‬
‫ب�صحة طبيعية �إلى الحد الأق�صى‪.‬‬
‫المعيار ‪ :10‬تحديد الم�ضاعفات وعالجها‬
‫�سيتلقى جميع مر�ضى ال�سكري فحو�صات منتظمة لتحديد‬
‫الم�ضاعفات بعيدة المدى‪.‬‬
‫المعيار ‪ 11‬و‪ :12‬معالجة الم�ضاعفات وتقديم الدعم‬
‫�سيتم تحديد الم�ضاعفات بعيدة المدى و�ستتم معالجتها في‬
‫مرحلة مبكرة من �أجل التقليل من مخاطر ح�صول �إعاقة دائمة‬
‫�أو وفاة مبكرة‪ .‬و�سيعمل «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري»‬
‫عن كثب مع جميع المنظمات الأخرى ذات ال�صلة من �أجل ت�أمين‬
‫الرعاية الم�شتركة لمر�ضى ال�سكري‪.‬‬

‫كل التفا�صيل عن هذه المعايير متوفرة على الموقع الإلكتروني‬


‫لوزارة ال�صحة‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الرعاية الم�ستمرة‬
‫ما �إن تتم ال�سيطرة على مر�ضك ب�شكل معقول‪ ،‬يجب �أن‪:‬‬
‫ •تجتمع مع فريقك المعالج في فترات منتظمة ‪� -‬سنوي ًا �إن دعت‬
‫الحاجة‪ .‬ويجب �أن توفر هذه اللقاءات الوقت للنقا�ش‪ ،‬بالإ�ضافة‬
‫�إلى تقييم مراقبة مر�ض ال�سكري‪.‬‬
‫ •تكون قادر ًا على االت�صال ب�أي ع�ضو في فريقك المعالج للح�صول‬
‫على الم�شورة من االخت�صا�صيين عندما تحتاج �إليها‪.‬‬
‫ •تح�صل على جل�سات تعلم �إ�ضافية كلما كنت م�ستعد ًا لذلك‪.‬‬
‫ •تح�صل على مراجعة طبية مرة كل �سنة يجريها طبيب متمر�س‬
‫في عالج ال�سكري‪.‬‬
‫وفي هذه المراجعة يجب‪:‬‬
‫ •ت�سجيل وزنك‪.‬‬
‫ •فح�ص الألبومين في البول‪.‬‬
‫ •فح�ص دمك لقيا�س التحكم بعيد المدى‪.‬‬
‫ •فح�ص �ضغط دمك‪.‬‬
‫ •فح�ص نظرك ومعاينة خلفية العينين‪ ،‬وقد تخ�ضع خلفية العينين‬
‫للت�صوير‪ .‬وعند ال�ضرورة يجب �إحالتك �إلى طبيب العيون‪.‬‬
‫ •معاينة رجليك وقدميك لفح�ص دورتك الدموية و�إمدادات‬
‫الأع�صاب‪ .‬وفي حال ال�ضرورة يجب �إحالتك �إلى خبير �أقدام‬
‫معتمد ر�سمي ًا‪.‬‬
‫ •فح�ص موا�ضع الحقن �إذا كنت تخ�ضع للعالج بالإن�سولين‪.‬‬
‫ •�أن تحظى بفر�صة مناق�شة كيفية تعاي�شك مع الو�ضع في المنزل‬
‫والعمل‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫رعاية مر�ضى ال�سكري‬

‫�أهمية الم�شاركة‬
‫�أنت ع�ضو مهم في فريق عالجك‪� ،‬إذ ًا من ال�ضروري �أن تفهم‬
‫مر�ضك لتتمكن من �ضبط و�ضعك‪.‬‬
‫عليك �أن تت�أكد من �أنك تتلقى الرعاية المو�صوفة في العيادة‬
‫المحلية والم�ست�شفى‪ ،‬ومن خالل الممار�سة‪ .‬و�إذا لم تتوفر هذه‬
‫الخدمات‪ ،‬عليك �أن‪:‬‬
‫ •تت�صل بالطبيب العام لمناق�شة الرعاية المتوفرة للمر�ضى في‬
‫منطقتك‪.‬‬
‫ •تت�صل ب�إدارة الرعاية ال�صحية المحلية‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫التطلعات المستقبلية‬
‫لمرضى السكري‬

‫تحقيق تقدم في مجاالت الوقاية والعالج وال�شفاء‬


‫كون مر�ض ال�سكري �شائع ًا ومعدل الإ�صابة به في ازدياد على‬
‫ما يبدو‪ ،‬يتم �إجراء ق�سم كبير من الأبحاث في مجاالت الوقاية‪،‬‬
‫وال�شفاء‪ ،‬وعالج �أي م�ضاعفات‪.‬‬
‫الوقاية‬
‫قد يكون العالج المثالي هو منع الإ�صابة بمر�ض ال�سكري كلي ًا‪.‬‬
‫ففهمنا لأ�سباب الإ�صابة بهذا المر�ض ازداد ب�شكل كبير على مر‬
‫العقود القليلة الما�ضية غير �أنه ما زال الكثير لتع ّلمه‪.‬‬
‫وعلى وجه الخ�صو�ص‪ ،‬ال نفهم ما الذي يت�سبب بال�ضرر لـ«خاليا‬
‫بيتّا (‪ »)β‬ال�صغيرة الم�س�ؤولة عن �إنتاج الإن�سولين في البنكريا�س‪.‬‬
‫فقد تم تحديد الجينات التي تع ّر�ض المر�ضى لهذا ال�ضرر غير �أنه‬
‫ال يزال من غير الوا�ضح بالتحديد ما الذي تتحكم به هذه الجينات‬
‫وكيف يبد أ� هذا ال�ضرر بالوقوع‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فحالما توجد الإجابات عن هذه الأ�سئلة‪ ،‬ربما ي�صبح‬
‫من الممكن منع هذه الجينات من تطوير هذه الحالة‪ ،‬ب�إ�صالحها‬
‫لدى المر�ضى الذين يواجهون خطر الإ�صابة بال�سكري‪ ،‬على الرغم‬
‫‪132‬‬
‫رعاية مر�ضى ال�سكري‬

‫من �أن مثل هذه التطورات ما زالت بعيدة جد ًا عن كونها خيار ًا عملي ًا‪.‬‬
‫وقد �أظهرت درا�ستان �أجريتا في فنلندا والواليات المتحدة �أنه‬
‫يمكن لممار�سة تمرين ب�سيط كالم�شي ال�سريع لمدة ثالث �ساعات‬
‫تقريب ًا في الأ�سبوع‪ ،‬مترافق ًا مع خ�سارة حوالى ‪ %5‬من الوزن‪،‬‬
‫�أن يقلل ب�شكل كبير من خطر �إ�صابة الأ�شخا�ص الذين يعانون من‬
‫اختالل تح ّمل الغلوكوز بالنوع الثاني من مر�ض ال�سكري‪.‬‬
‫وت�ؤكد هذه النتائج �أهمية الحياة ال�صحية‪ ،‬وممار�سة التمارين‪،‬‬
‫والتحكم بالوزن باعتبارها الطرق الأف�ضل للوقاية من النوع الثاني‬
‫من مر�ض ال�سكري‪.‬‬
‫ُ‬
‫وقد عزز بحث �أخير �أجري في المملكة المتحدة االحتمال المثير‬
‫المتمثل ب�إيجاد لقاح للوقاية من النوع الأول من ال�سكري‪ ،‬غير �أنه‬
‫من غير المرجح لهذا العمل الأولي �أن ينتج عالج ًا وا�سع االنت�شار‬
‫لفترة من الزمن‪.‬‬
‫العالج وال�شفاء‬
‫ي�س�أل الكثير من المر�ضى عن �إمكانية ح�صولهم على زرعة‬
‫(ع�ضو للزرع) لل�شفاء من مر�ضهم‪ .‬ويع ّد هذا احتما ًال مثير ًا‬
‫لالهتمام‪ .‬فلو كان ممكن ًا عزل «خاليا بيتّا» ال�صغيرة التي ت�ص ّنع‬
‫الإن�سولين وبعد ذلك �إما القيام بحقنها �أو ا�ستبدالها عند المري�ض‪،‬‬
‫لكان بالإمكان ا�ستعادة �إنتاج الإن�سولين‪.‬‬
‫وقد تم تخ�صي�ص ق�سم كبير من الأبحاث لهذا المجال في العقود‬
‫القليلة الما�ضية‪ ،‬ولكن تبقى م�شكلة �أ�سا�سية تتمثل برف�ض الخاليا‬
‫المزروعة‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬يعتبر جمع الخاليا من البنكريا�س التابع‬
‫للواهبين �شاق للغاية وي�ستغرق وقت ًا طوي ًال‪ ،‬وقد يتعذر توفر العدد‬
‫الكافي من هذه الخاليا لتزويد جميع مر�ضى ال�سكري في العالم بها‪.‬‬
‫ولكن حديث ًا‪ ،‬ط ّور العلماء في كندا تقنية جديدة ال�ستخراج‬
‫الخاليا الجزيرية وزرعها‪ .‬فقد ا�ستخدموا تركيبات قوية من الأدوية‬
‫«الم�ضادة للرف�ض»‪ ،‬والتي تتجنب «ال�ستيرويد»‪ ،‬وبالنتيجة تخل�ص‬
‫بع�ض المر�ضى من حقن الإن�سولين ل�سنوات عديدة‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫و�أدت النتائج الواعدة �إلى درا�سة بحثية �ضخمة بتمويل من‬


‫«منظمة مر�ض ال�سكري في المملكة المتحدة» (‪)Diabetes UK‬‬
‫لر�ؤية ما �إذا كان يمكن ا�ستن�ساخها هنا‪ .‬وفي عام ‪� ،2005‬أفيد عن‬
‫�أول عملية زرع ناجحة با�ستخدام تلك التقنية‪ .‬وقد تمت الم�صادقة‬
‫�أخير ًا على هذا العالج من قبل «المعهد الوطني لل�صحة واالمتياز‬
‫ال�سريري»‪ ،‬ولكن ح�صر ًا للم�صابين بالنوع الأول من ال�سكري‬
‫وبالهيبوغالي�سيميا التي ت�س ّبب العجز‪.‬‬
‫وتثير المقاربات الجديدة المتمثلة ب�أخذ خاليا من حيوانات‬
‫�أخرى �أو �أجزاء من جلد المري�ض‪ ،‬وتحويلها �إلى خاليا منتجة‬
‫للإن�سولين‪ ،‬اهتمام ًا كبير ًا‪.‬‬
‫كما �أن ثمة بحث ًا قائم ًا حول �إمكانية تحويل الخاليا الجذعية‬
‫(وهي خاليا في الج�سم تتمتع بالقدرة على التحول �إلى �أي نوع من‬
‫الخاليا المتخ�ص�صة الأخرى) �إلى خاليا منتجة للإن�سولين‪.‬‬
‫وفي النهاية‪ ،‬تمكن العلماء حديث ًا من �إعادة برمجة خاليا الكبد‬
‫في الفئران لت�صنيع الإن�سولين باال�ستفادة من الهند�سة الوراثية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من �أنه من الممكن بدء التجارب في فترة مقبلة تتراوح‬
‫بين خم�س و�ست �سنوات‪ ،‬ف�إن م�شكالت عديدة تالزم هذه الأفكار‪.‬‬
‫وتبقى الم�شكلة �أكثر تعقيد ًا عند الم�صابين بالنوع الثاني من‬
‫مر�ض ال�سكري‪ ،‬لأنهم قد يكونون قادرين على �إنتاج الإن�سولين‪،‬‬
‫ولكنهم يقاومون ن�شاطه‪.‬‬
‫وتقوم �أقرا�ص جديدة «كالثيازوليدين ديون» (غليتازون)‬
‫بتح�سين ح�سا�سية م�ستقبالت الإن�سولين‪ .‬ومن المرجح جد ًا �أن يتم‬
‫تطوير الأدوية الأكثر حداثة التي تقوم بهذا العمل في الم�ستقبل غير‬
‫البعيد جد ًا‪.‬‬
‫والمركبات الجديدة التي تظهر نتائج واعدة هي «الأميلين»‬
‫(‪ ،)islet amyloid polypeptide‬التي هي مادة تُنتج طبيعي ًا‬
‫وتخف�ض م�ستوى الغلوكوز في الدم‪ ،‬والعوامل الأجدد التي تعمل على‬
‫«الببتيد المماثل للغلوكاغون‪( »1-‬راجع �صفحة ‪.)48‬‬
‫‪134‬‬
‫التطلعات الم�ستقبلية لمر�ضى ال�سكري‬

‫وقد جرى تحويل الإن�سولين نف�سه �أتوماتيكي ًا لتغيير المعدل الذي‬


‫يتم عنده امت�صا�ص هذا الهرمون من تحت الجلد‪ .‬و�أدى ذلك �إلى‬
‫تطوير �أنواع �أكثر �سرعة في الأداء وتعمل لوقت �أطول‪ ،‬وبع�ض هذه‬
‫النظائر البديلة متوفر الآن من خالل الأدوية و�أكثرها قيد التطوير‬
‫حالي ًا‪ .‬ويوفر هذا مرونة �أكبر للمر�ضى‪ ،‬خ�صو�ص ًا �أولئك الذين‬
‫يتناولون وجباتهم في �أوقات غير منتظمة‪ .‬ويجري بحث مكثف حول‬
‫تطوير �إن�سولين يمكن �أخذه عبر الفم‪.‬‬
‫التطورات التكنولوجية‬
‫هناك الكثير من الأبحاث حول �إمكانية ربط مج�سات الغلوكوز‬
‫تحت الجلد بم�ضخات ت�سريب الإن�سولين من �أجل ت�أمين بنكريا�س‬
‫�أوتوماتيكي ا�صطناعي‪� ،‬إال �أن حجر العثرة الرئي�سي في هذا المجال‬
‫هو الحاجة �إلى ا�ستحداث برنامج كمبيوتر للم�ضخة يتمكن على نحو‬
‫�آمن احت�ساب كمية الإن�سولين التي يجب �إعطا�ؤها والفترات الزمنية‬
‫لذلك‪ ،‬في ا�ستجابة لن�سبة الغلوكوز المقروءة‪ .‬ويتولى علماء «جامعة‬
‫كامبردج» الدور الأهم في هذا البحث‪ ،‬ولكن من المرجح �أن ي�ستغرق‬
‫الأمر عدة �سنوات قبل �أن تتوفر الم�ضخات الأوتوماتيكية المنجزة‬
‫تمام ًا‪.‬‬
‫عالجات تح ّد من م�ضاعفات ال�سكري‬
‫بالن�سبة �إلى الأغلبية ال�ساحقة من المر�ضى‪ ،‬من المهم اكت�شاف‬
‫عالجات جديدة للوقاية من الإ�صابة ببع�ض �أخطر م�ضاعفات مر�ض‬
‫ال�سكري �أو التقليل من خطرها‪.‬‬
‫و�ستر ّكز هذه العالجات على بع�ض الآليات الأ�سا�سية التي ت�سبب‬
‫ال�ضرر للعين والكلى والأع�صاب‪ .‬وكما هو مذكور في ق�سم «�إذا‬
‫تع ّقدت الأمور» (�صفحة ‪ ،)105‬يبدو �أن تعر�ض هذه البنى الح�سا�سة‬
‫لقدر كبير من الغلوكوز لفترة طويلة من الوقت يت�سبب بتغييرات‬
‫كيميائية‪ ،‬ت�ؤدي �إلى «اعتالل ال�شبكية»‪ ،‬و«اعتالل الكلى»‪ ،‬و«االعتالل‬
‫الع�صبي»‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫وقد تم تطوير مواد كيميائية للتدخل ب�شكل حاذق في هذه‬


‫العملية وقد يمنع ذلك العالج بعيد المدى مع الأدوية حدوث تلك‬
‫الم�ضاعفات‪ ،‬ولكن التجارب ال�سريرية ما زالت م�ستمرة وفي‬
‫مراحلها الأولى من التخطيط‪.‬‬
‫وكذلك �أثبتت المراقبة الدقيقة لم�ستويات �ضغط الدم‬
‫والكولي�سترول فعاليتها‪ ،‬ومن المرجح �أن يتم تطوير عالجات �أكثر‬
‫حداثة في هذين المجالين في ال�سنوات القليلة المقبلة‪.‬‬
‫ولكن من المهم التذ ّكر �أنه يمكن فعل الكثير للح ّد من مخاطر‬
‫الم�شكالت التي ي�سببها ال�سكري بوا�سطة الرعاية المنتظمة من‬
‫جانبك وجانب فريقك المعالج على حد �سواء‪ .‬ويمكن للمعاينة‬
‫والإ�شراف المنظمين على العينين وفحو�ص البول و�ضغط الدم‬
‫والقدمين وفحو�ص الكولي�سترول �أن يظهرا المناطق التي تحتاج‬
‫�إلى العالج‪ ،‬الأمر الذي من �ش�أنه �أن يمنع حدوث الم�ضاعفات‪ .‬وقد‬
‫�أدت مجاالت العالج لهذا المر�ض وفهمه بدرجة كبيرة �إلى تح�سين‬
‫التوقعات المتعلقة بمر�ضى ال�سكري‪ ،‬ومن الم�ؤكد �أن هذا التقدم‬
‫�سيتوا�صل في الم�ستقبل‪.‬‬

‫النقاط الأ�سا�سية‬
‫„تبقى الوقاية من مر�ض ال�سكري م�ستبعدة عن النوع‬ ‫„‬
‫الأول من هذا المر�ض‪ ،‬غير �أن اتباع نظام غذائي دقيق‪،‬‬
‫وممار�سة تمارين منتظمة‪ ،‬ومراقبة الوزن تقلل من‬
‫احتماالت تطور المر�ض �إلى النوع الثاني‬
‫„عالج نق�ص الإن�سولين بزرع �أو تعديل الخاليا التي ت�صنع‬ ‫„‬
‫الإن�سولين هو مو�ضوع الأبحاث المكثفة‬
‫„العالجات الجديدة للوقاية من الم�ضاعفات �أو �إبطالها‬ ‫„‬
‫هي حالي ًا قيد التطوير واالختبار‬

‫‪136‬‬
‫أسئلة وأجوبة‬

‫عندما يكت�شف النا�س �أنهم م�صابون بمر�ض ال�سكري‪ ،‬يبد�أون‬


‫بطرح الأ�سئلة مرار ًا وتكرار ًا ‪ -‬وفي ما يلي �أجوبة عن بع�ض الأ�سئلة‬
‫الأكثر �شيوع ًا‪.‬‬

‫ •هل �س�أخ�سر رخ�صة القيادة لأني مري�ض‬


‫بال�سكري؟‬
‫الجواب الموجز عن هذا ال�س�ؤال هو ال‪ .‬ولكن عليك �أن ت�سمح‬
‫لـ«وكالة الترخي�ص لل�سائقين والمركبات» في منطقة �سوان�سي‬
‫بمعرفة ما �إذا كنت تخ�ضع لعالج الإن�سولين �أو �أدوية الو�صفات‬
‫الطبية �أو �أدوية «الجلينايد» فح�سب‪.‬‬
‫وال يحتاج �أولئك الذين يعالجون مر�ضهم بالحمية �أو الذين‬
‫يتناولون «ميتفورمين»‪� ،‬أو «بيوغليتازون»‪� ،‬أو «�أكاربوز»‪� ،‬أو «جليبتين»‪،‬‬
‫و«الإنكريتين» �إلى �إعالم «وكالة الترخي�ص لل�سائقين والمركبات» �إال‬
‫�إذا كانوا يعانون من م�ضاعفات في العينين �أو الأع�صاب‪.‬‬
‫و�ست�صدر «وكالة الترخي�ص لل�سائقين والمركبات» لك رخ�صة‬
‫قيادة �صالحة لثالث �سنوات‪ ،‬ثم �ستح�صل على ا�ستبيان لتملأه في‬
‫يوم تجديد الرخ�صة‪ .‬وبح�سب الظروف‪ ،‬قد ُيطلب منك مراجعة‬
‫طبيبك العام �أو عيادتك المحلية لمعاينة طبية موجزة قبل �أن يتم‬
‫‪137‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫واع تمام ًا لماهية الهيبوغالي�سيميا‬


‫تجديد رخ�صتك‪ .‬ويجب �أن تكون ٍ‬
‫وتقابل جميع معايير الب�صرية المطلوبة‪ .‬ويجب على المر�ضى الذين‬
‫خ�ضعوا لعالج �شامل بالليزر �أن يجروا فح�ص ًا في عيادة العيون في‬
‫حال ل ّبوا هذه المتطلبات‪.‬‬
‫منذ كانون الثاني ‪ /‬دي�سمبر ‪ ،2008‬دخل قانون ت�شريعي في‬
‫�أوروبا حول تنظيم القيادة حيز التنفيذ وتم تنقيحه في العام ‪2010-‬‬
‫‪ .2011‬وبموجبه‪ ،‬تق�سم المركبات �إلى مجموعتين و�أربع فئات‪.‬‬
‫المجموعة ‪�( 1‬سيارات ودراجات نارية؛ الفئتان أ� وب) تت�ضمن‬
‫الدراجات والمركبات �أقل من ‪ 3.5‬طن ًا والحافالت ال�صغيرة التي‬
‫تحتوي على �أقل من ت�سعة مقاعد‪ ،‬ولي�س هناك �أي قيود مفرو�ضة‬
‫على المر�ضى الخا�ضعين للعالج من الذين ال يعانون �أي م�ضاعفات‬
‫في العين �أو الأع�صاب‪ .‬ويتم تجديد هذه الرخ�ص كل ثالث �سنوات‪.‬‬
‫ولكن في عام ‪ ،2010‬تم و�ضع �شروط جديدة‪� ،‬إذ يجب �أن ال يكون‬
‫ال�سائق قد اختبر �أكثر من نوبة واحدة حادة من الهيبوغالي�سيميا‬
‫(محددة على �أنها «هيبوجالي�سيميا تتطلب الم�ساعدة من �شخ�ص‬
‫�آخر») في الأ�شهر الـ‪ 12‬الما�ضية ويجب �أن ال يكون قليل الإحاطة‬
‫بالهيبوغالي�سيميا (الأمر المحدد على �أنه «عدم القدرة على ك�شف‬
‫بداية نوبة الهيبوغالي�سيميا ب�سبب الغياب التام عن الأعرا�ض‬
‫التحذيرية»)‪.‬‬
‫المجموعة ‪( 2‬الحافالت وال�شاحنات؛ الفئتان ج ود) تت�ضمن‬
‫الحافالت التي تحتوي على ت�سعة مقاعد �أو �أكثر وال�شاحنات‬
‫والمقطورات التي تزن �أكثر من ‪ 3.5‬طن ًا‪ .‬ومنذ عام ‪� 2011‬أ�صبح‬
‫يمكن للمر�ضى الخا�ضعين لعالج الإن�سولين �أو �أدوية الو�صفات‬
‫الطبية �أو �أدوية الجلينايد التقدم بطلب للح�صول على رخ�صة‬
‫لقيادة هذه المركبات‪� ،‬شرط �أن ال يكونوا قد اختبروا نوبة حادة من‬
‫الهيبوغالي�سيميا في الأ�شهر الـ‪ 12‬الأخيرة‪ ،‬ولديهم �إحاطة كاملة بها‬
‫و�أظهروا مراقبة جيدة للغلوكوز في الدم ب�إجراء فح�صين على الأقل‬
‫يومي ًا بالإ�ضافة �إلى الأوقات المتعلقة بالقيادة‪ ،‬وذلك با�ستخدام‬
‫‪138‬‬
‫�أ�سئلة و�أجوبة‬

‫جهاز قيا�س يتميز بذاكرة لمدة ثالثة �أ�شهر في الفح�ص الطبي‪.‬‬


‫كما يجب على ال�سائق �أن يظهر فهم ًا لمخاطر الهيبوغالي�سيميا‬
‫ويجب �أن ال يكون م�صاب ًا ب� ٍأي من الم�ضاعفات المت�صلة بال�سكري التي‬
‫من �ش�أنها �أن تمنعه من الح�صول على ترخي�ص (ت�ضرر الأع�صاب �أو‬
‫العين)‪ .‬و�إذا تم منحك رخ�صة لقيادة مركبات المجموعة ‪ ،2‬عليك‬
‫�أن تخ�ضع لفح�ص طبي �سنوي‪ .‬وال يحظر القانون على م�ستخدمي‬
‫الإن�سولين قيادة �سيارات الأجرة التي تحتوي على �أقل من ت�سعة‬
‫مقاعد‪ ،‬ولكن العديد من ال�سلطات المخ ّولة �إ�صدار تراخي�ص‬
‫�سيارات الأجرة تفر�ض قيود ًا عليهم‪ .‬كما �أن مر�ضى ال�سكري‬
‫المع ّر�ضين لخطر الهيبوغالي�سيميا ال ي�سمح لهم ب�شكل عام قيادة‬
‫مركبات الطوارئ‪.‬‬
‫�إلى جانب «وكالة الترخي�ص لل�سائقين والمركبات»‪ ،‬يجب �أن تُب ّلغ‬
‫�شركة ت�أمين ال�سيارات الخا�صة بك في حال �أ�صبت بال�سكري في‬
‫�أثناء �سريان مفعول البولي�صة‪ .‬وتميل بع�ض ال�شركات �إلى تحميل‬
‫ال�سائقين الم�صابين بال�سكري �أق�ساط ًا مالية‪ ،‬ف�إذا حدث ذلك معك‬
‫ات�صل بـ«منظمة مر�ض ال�سكري في المملكة المتحدة» (‪Diabetes‬‬
‫‪ )UK‬من �أجل تزويدك بقائمتها ب�شركات الت�أمين التي تقدم معدالت‬
‫تف�ضيلية لل�سائقين الذين يعانون من هذا الو�ضع‪.‬‬
‫وقد �أ�صدرت «وكالة الترخي�ص لل�سائقين والمركبات» ن�صائح‬
‫لل�سائقين الذين يعا َلجون بالإن�سولين �أو �أدوية الو�صفات الطبية �أو‬
‫�أدوية « الجلينايد» (الن�شرة ‪ .)INF188/2‬فهي تطلب منهم الخ�ضوع‬
‫للفح�ص قبل القيادة وكل �ساعتين على الأقل �إذا كانت رحلتهم‬
‫طويلة‪ .‬كما تن�صحهم ب�أن ال يتولوا القيادة �إذا كان معدل الغلوكوز‬
‫لديهم �أدنى من ‪ 4‬ملليمول‪/‬لتر‪ .‬و�إذا كان بين ‪ 4.1‬و‪ 5.0‬ملليمول‪/‬‬
‫لتر‪ ،‬تن�صحهم بتناول وجبة خفيفة �أو كاملة من الكربوهيدرات قبل‬
‫االنطالق‪ .‬و�إذا اختبرت نوبة هيبوغالي�سيميا �أثناء القيادة‪ ،‬عليك‬
‫�أن توقف ال�سيارة بجانب الطريق‪ ،‬تطفئ المحرك وتغادر المركبة‪،‬‬
‫وتتناول الكربوهيدرات لرفع معدالت الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫هل ما زال ب�إمكاني التمتع بحياة جن�سية‬


‫طبيعية؟‬
‫ما لم يكن الرجل الم�صاب بال�سكري يعاني من م�شكالت ال�ضعف‬
‫الجن�سي (راجع �صفحة ‪ ،)116‬لي�س ثمة �سبب لت�أثر حياته الجن�سية‬
‫ب�أي طريقة من الطرق‪ .‬والإ�صابة بال�سكري ال تحدث �أي فرق في‬
‫ما يتعلق بخ�صوبة المر�أة (راجع �صفحة ‪ .)93‬ولكن من الجدير‬
‫الإ�شارة �إلى �أن العالقة الجن�سية ن�شاط يحتاج �إلى طاقة وبالتالي‬
‫ويعجل برد فعل‬
‫قد يت�سبب بانخفا�ض م�ستوى الغلوكوز في الدم‪ّ ،‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا لدى الأ�شخا�ص تحت ت�أثير الإن�سولين‪« ،‬ال�سلفونيل‬
‫يوريا»‪ ،‬و«الجلينايد»‪.‬‬
‫ •هل يمكن لمر�ض ال�سكري �أن ي�ؤثر في وظيفتي؟‬
‫يتوقف هذا �إلى حد ما على طبيعة الوظيفة‪ .‬فالعامل الرئي�سي‬
‫الواجب �أخذه بعين االعتبار‪ ،‬في حال كنت تحت ت�أثير الإن�سولين‬
‫و«ال�سلفونيليوريا»‪ ،‬هو النتائج المحتملة بالن�سبة �إليك و�إلى زمالئك‬
‫على ال�سواء �إذا اختبرت رد فعل الهيبوغالي�سيميا‪ .‬ولهذا ال�سبب‪،‬‬
‫يجب �أن تفكر ملي ًا في ما �إذا كنت �ستتولى وظيفة ت�شتمل على �أخطار‬
‫ج�سدية‪ ،‬كالعمل في المرتفعات كم�صلح �أبراج الكنائ�س �أو ناقل‬
‫�سقاالت‪� ،‬أو غيرها من الأخطار‪ ،‬كخدمات ال�شرطة والإ�سعاف على‬
‫�سبيل المثال‪ .‬ولكن �إن كنت بالفعل موظف ًا في هذه المجاالت لدى‬
‫ت�شخي�ص و�ضعك للمرة الأولى‪ ،‬فقد يكون ب�إمكانك موا�صلة العمل‬
‫�إذا كان مر�ضك خا�ضع ًا لمراقبة جيدة‪ ،‬و�إن كنت نادر ًا ما تعاني من‬
‫ردات فعل الهيبوغالي�سيميا‪.‬‬
‫و�أي ًا كان العمل الذي تقوم به‪ ،‬من المهم �إطالع �صاحب عملك‬
‫وزمالئك �أنك مري�ض بال�سكري‪ ،‬مهما كان التكتم على الأمر مغري ًا‪.‬‬
‫فقد يكون من المحرج للغاية وربما من الخطر عليك وعلى �أي �أحد‬
‫�آخر �أن ت�صاب برد فعل الهيبوغالي�سيميا من دون �أن يعرف �أحد ما‬
‫الذي يحدث‪ ،‬وما الذي يجب فعله‪.‬‬
‫و�إذا اختبرت �أي �صعوبات في وظيفتك �أو �شعرت بالتمييز‪ ،‬رجاء‪،‬‬
‫‪140‬‬
‫�أ�سئلة و�أجوبة‬

‫(‪Diabetes‬‬ ‫ات�صل بـ«منظمة مر�ض ال�سكري في المملكة المتحدة»‬


‫‪ )UK‬لتلقي الم�شورة‪ .‬وقد يكون بالإمكان و�ضعك في ات�صال مع �أفراد‬
‫�أو مجموعات ت�ستطيع الم�ساعدة‪ .‬وم�ؤخر ًا‪ ،‬تم ن�شر دالئل جديدة من‬
‫قبل هيئات مهنية تمثل خدمات ال�شرطة والإطفاء وهي متوفرة لدى‬
‫«منظمة مر�ض ال�سكري في المملكة المتحدة» (‪.)Diabetes UK‬‬
‫ •هل �سي�صاب �أطفالي بمر�ض ال�سكري؟‬
‫بالن�سبة للمر�ضى الم�صابين بالنوع الأول من مر�ض ال�سكري‬
‫متنام ب�أن‬
‫(الذي يعتمد على الإن�سولين)‪ ،‬هناك خطر �صغير ولكن ٍ‬
‫يت�أثر الأطفال‪ .‬فلأ�سباب مجهولة‪ ،‬تزداد احتماالت ذلك في حال‬
‫كان الأب م�صاب ًا بال�سكري‪ ،‬وتزداد �أكثر في حال كان الأبوان مع ًا‬
‫م�صابين بالمر�ض‪ .‬وفي الوقت الحا�ضر‪ ،‬ف�إن تقديرات مخاطر‬
‫�إ�صابة الأطفال الذين يعاني �أحد �أبائهم من ال�سكري تبلغ حوالى ‪1‬‬
‫من كل ‪ )%5( 20‬وفي حال كان الأبوان م�صابين فقد ترتفع �إلى ‪ 1‬من‬
‫كل ‪.7‬‬
‫�أما بالن�سبة للنوع الثاني من مر�ض ال�سكري (الذي ال يعتمد‬
‫على الإن�سولين)‪ ،‬ف�إن الو�ضع �أقل و�ضوح ًا‪� ،‬إذ �إن بع�ض الأ�سر التي‬
‫يعاني �أفرادها من �أنماط معينة من ال�سكري يرتفع لديها خطر عامل‬
‫الوراثة‪ ،‬ولكنها �أقلية �صغير للغاية‪ .‬وبالن�سبة �إلى معظم مر�ضى النوع‬
‫الثاني‪ ،‬يتعذر تحديد ن�سبة الخطر بدقة‪.‬‬
‫ •هل �س�أ�صاب بالعمى �أو الف�شل الكلوي ب�سبب‬
‫مر�ض ال�سكري؟‬
‫بما �أن مر�ض ال�سكري ينزع لالنت�شار في الأ�سر‪ ،‬ف�إن بع�ض‬
‫المر�ضى لديهم تجربة مبا�شرة مع الأقارب �أو المعارف الذين‬
‫اختبروا م�ضاعفات حادة ب�سبب ال�سكري‪ .‬وبقدر ما �أن م�شكالت‬
‫العيون والكلى تثير القلق‪ ،‬ف�إنها ت�صيب ن�سبة قليلة من المر�ضى كما‬
‫�أن مخاطر تطور مثل هذه الم�شكالت يمكن تقلي�صها ب�شكل كبير‬
‫بالمراقبة الدقيقة لم�ستوى الغلوكوز في الدم‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫كل من العين‬
‫كما �أن هناك عالجات جديدة متوفرة لم�ضاعفات ٍ‬
‫والكلى من �ش�أنها �أن تمنع تفاقم الو�ضع �أو تدهوره‪� ،‬شرط �أن يتم‬
‫تحديد الم�شكلة في مرحلة مبكرة‪ .‬ولهذا من المهم �أن يتلقى مر�ضى‬
‫ال�سكري فحو�صات منتظمة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫الفهرس‬

‫‪1.................................................................‬‬ ‫مقدّمة‬
‫مدى انت�شار ال�سكري ‪1......................................................‬‬
‫الم�س�ؤولية ال�شخ�صية‪1......................................................‬‬
‫تاريخ مر�ض ال�سكري ‪2......................................................‬‬
‫‪2..............................................‬‬ ‫اكت�شاف الإن�سولين‬
‫ً‬
‫النوع الأول من ال�سكري (المعروف �سابقا بال�سكري المعتمد على الإن�سولين)‪4...........‬‬
‫النوع الثاني من ال�سكري (المعروف ً‬
‫�سابقا بال�سكري غير المعتمد على الإن�سولين)‪4.....‬‬
‫ما هو ال�سكري؟ ‪4...........................................................‬‬
‫ما هو الخلل الذي يح�صل؟‪4................................................‬‬
‫كثرة �إدرار البول ‪5.................................................‬‬
‫�أعرا�ض ال�سكري ‪6.................................................‬‬
‫الحما�ض الكيتوني (‪7......... )Ketoacidotic coma‬‬ ‫غيبوبة ُ‬
‫النوع الأول من ال�سكري‪7.................................‬‬
‫النوع الثاني من ال�سكري‪8................................‬‬
‫من ُي�صاب بال�سكري؟ ‪8.....................................................‬‬
‫ما هي �أ�سباب داء ال�سكري؟‪9...............................................‬‬
‫‪143‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الوراثة ‪9............................................................‬‬
‫العدوى‪10..........................................................‬‬
‫البيئة ‪10...........................................................‬‬
‫ال�سكري الثانوي‪11.................................................‬‬
‫الإجهاد النف�سي‪11.................................................‬‬
‫النقاط الأ�سا�سية‪12.........................................................‬‬

‫‪13...............................................‬‬ ‫ت�شخي�ص ال�سكري‬


‫اكت�شاف �إ�صابتك بال�سكري‪13...............................................‬‬
‫فحو�صات ال�سكري ‪13.......................................................‬‬
‫بنية الرعاية الخا�صة بمر�ض ال�سكري‪14....................................‬‬
‫فح�ص البول ‪17.............................................................‬‬
‫النقاط الأ�سا�س ّية‪17.........................................................‬‬

‫‪18....................................‬‬ ‫العالج بالحمية الغذائية‬


‫التعامل مع مر�ض ال�سكري ‪18...............................................‬‬
‫الحمية الغذائية‪18.................................................‬‬
‫�أقرا�ص الدواء ‪18..................................................‬‬
‫الإن�سولين ‪18.......................................................‬‬
‫خطة �أكلك ال�صح ّية‪19......................................................‬‬
‫الحمية المتوازنة‪19................................................‬‬
‫تناول الوجبات المنتظمة‪19........................................‬‬
‫�أنواع الأغذية المختلفة‪21...................................................‬‬
‫الكربوهيدرات ‪21..................................................‬‬
‫احت�ساب الكربوهيدرات ‪24...............................‬‬
‫الدهون‪25..........................................................‬‬

‫‪144‬‬
‫الفهر�س‬

‫الدهون (الحيوانية) الم�شبعة ‪27.........................‬‬


‫الدهون غير الم�شبعة ‪27..................................‬‬
‫الأ�سماك الزيت ّية‪28.......................................‬‬
‫الألياف ‪29.........................................................‬‬
‫الألياف‪30...................................................................‬‬
‫الأطعمة التي تحتوي على �ألياف قابلة للذوبان‪33.........‬‬
‫الأطعمة التي تحتوي على �ألياف غير قابلة للذوبان ‪33....‬‬
‫�أهم ّية الماء‪33............................................‬‬
‫الفاكهة والخ�ضار ‪34...............................................‬‬
‫البروتين ‪34........................................................‬‬
‫‪36...........................................................‬‬ ‫الملح‬
‫�أنظمة غذائية خا�صة‪36.....................................................‬‬
‫الأطعمة الخا�صة بال�سكري‪37...............................................‬‬
‫التح ّكم بوزنك‪37............................................................‬‬
‫الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‪38......................................................‬‬
‫الأطعمة مرتفعة ومنخف�ضة الم�ؤ�شر الغالي�سيمي‪38.........................‬‬
‫النقاط الأ�سا�س ّية‪42.........................................................‬‬
‫العالج ب�أقرا�ص الدواء ‪43...................................................‬‬
‫ال�سلفونايليوريا (‪44............................)Sulfonylurea‬‬
‫الآثار الجانبية‪44.........................................‬‬
‫البايجوانيد (‪45..................................)Biguanides‬‬
‫الآثار الجانبية‪46.........................................‬‬
‫الأكاربوز (‪46.......................................)Acarbose‬‬
‫الثايازوليندايونز (‪47................. )Thiazolidinediones‬‬
‫الجلينايد (‪47........................................ )Glinides‬‬
‫الجليبتين (‪47........................................ )Gliptins‬‬

‫‪145‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫الإنكرتين ‪48.......................................................‬‬
‫متى تحتاج �إلى الإن�سولين؟‪48...............................................‬‬
‫لم �أخذ الإن�سولين عن طريق الحقن؟‪49...........................‬‬
‫َ‬
‫لم ُيحقن الإن�سولين تحت الجلد؟ ‪49..............................‬‬
‫َ‬
‫ما هي �أنواع الإن�سولين الموجودة؟ ‪49..............................‬‬
‫ما هو م�صدر هذا الإن�سولين؟ ‪50..................................‬‬
‫هل الإن�سولين الب�شري �أف�ضل من الإن�سولين الم�ستخرج من الخنزير �أو‬
‫العجل؟ ‪50..........................................................‬‬
‫لماذا ينبغي �أخذ حقن الإن�سولين عدة مرات يومي ًا؟ ‪52............‬‬
‫كيف و�أين ينبغي حقن نف�سي بالإن�سولين؟ ‪53......................‬‬
‫هل ت�ؤلم الحقن؟‪55................................................‬‬
‫هل تترك الحقن ندب ًا؟‪57..........................................‬‬
‫هل يمكن �أخذ الإن�سولين بطرق �أخرى؟‪58.........................‬‬
‫هل يمكن �أخذ حقن و�أقرا�ص الإن�سولين مع ًا؟‪58...................‬‬
‫وماذا عن م�ضخة الإن�سولين؟‪58...................................‬‬
‫النقاط الأ�سا�س ّية‪64.........................................................‬‬

‫‪62.........................‬‬ ‫فح�ص م�ستويات الغلوكوز لديك‬


‫هدف عالج ال�سكري ‪62.....................................................‬‬
‫مراقبة الغلوكوز في الدم‪62.................................................‬‬
‫فحو�صات الدم‪63..................................................‬‬
‫الطريقة الأولى ‪63........................................‬‬
‫الطريقة الثانية‪65........................................‬‬
‫كيفية �إجراء الفح�ص‪65..................................‬‬
‫الأجهزة الم�ست�شعرة للغلوكوز ‪66...................................‬‬

‫‪146‬‬
‫الفهر�س‬

‫الأجهزة التي تزرع في الج�سم‪66.........................‬‬


‫الأجهزة التي تعمل بالأ�شعة تحت الحمراء‪66.............‬‬
‫فحو�صات البول ‪69..........................................................‬‬
‫العتبة الكلوية لإعادة امت�صا�ص الغلوكوز‪69........................‬‬
‫كيفية �إجراء فح�ص البول‪69.......................................‬‬
‫ماذا تظهر نتائج فحو�صات الدم �أو البول؟‪70...............................‬‬
‫تعديل الجرعات‪72.................................................‬‬
‫المراقبة العيادية‪72.........................................................‬‬
‫اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيالتي ‪72......................................‬‬
‫اختبار الفركتوزامين‪73............................................‬‬
‫النقاط الأ�سا�س ّية‪74.........................................................‬‬

‫‪75..........................‬‬ ‫كل ما يتع ّلق بالهيبوغالي�سيميا‬


‫من ُي�صاب بالهيبوغالي�سيميا؟‪75...........................................‬‬
‫ما هي الهيبوغالي�سيميا؟‪75.................................................‬‬
‫منع الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا‪76...........................................‬‬
‫�أ�سباب الهيبوغالي�سيميا ‪78.................................................‬‬
‫عالج الهيبوغالي�سيميا‪78...................................................‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا الحادة ‪79.................................................‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا الليلية ‪79..................................................‬‬
‫فقدان التن ّبه لح�صول الهيبوغالي�سيميا‪80..................................‬‬
‫هل الإن�سولين الب�شري هو ال ُمالم؟‪81..............................‬‬
‫هل يمكن تج ّنب الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا بالمحافظة على‬
‫م�ستويات ثابتة عالية من الغلوكوز في الدم؟ ‪82....................‬‬
‫النقاط الأ�سا�س ّية‪84.........................................................‬‬

‫‪147‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫‪85......................................................‬‬ ‫ك�سر الروتين‬


‫ممار�سة التمارين‪85.........................................................‬‬
‫احتر�س من الهيبوغالي�سيميا المت�أخرة ‪86.........................‬‬
‫ال تتوقف عن ممار�سة الريا�ضة ‪87.................................‬‬
‫ح�ضور الحفالت‪87..........................................................‬‬
‫ال�سفر ‪88....................................................................‬‬
‫عبور المناطق الزمنية ‪89..........................................‬‬
‫في حاالت �أخذ حقن الإن�سولين‪90........................‬‬
‫في حاالت تناول الأقرا�ص العالجية ‪91...................‬‬
‫اال�ستعداد للرحلة ‪91...............................................‬‬
‫عندما ت�صاب بالمر�ض‪92...................................................‬‬
‫النوع الأول من ال�سكري ‪93.........................................‬‬
‫النوع الثاني من ال�سكري ‪93........................................‬‬
‫الإنجاب ‪93..................................................................‬‬
‫الحمل والنوع الثاني من ال�سكري‪96................................‬‬
‫�سكري الحمل ‪96...................................................‬‬
‫النقاط الأ�سا�س ّية‪97.........................................................‬‬

‫‪98..............................‬‬ ‫الأطفال الم�صابون بال�سكري‬


‫�إدارة �سكري الأطفال‪98.....................................................‬‬
‫المراقبة المنزلية‪99...............................................‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا‪100..............................................‬‬
‫م�شكالت الأكل‪101................................................‬‬
‫ردات فعل العائلة‪102..............................................‬‬
‫ا�ستغالل مخاوف الأهل ‪102.......................................‬‬
‫النقاط الأ�سا�س ّية‪104.......................................................‬‬
‫‪148‬‬
‫الفهر�س‬

‫‪105..............................................‬‬ ‫�إذا تع ّقدت الأمور‬


‫تفادي حدوث م�ضاعفات‪105...............................................‬‬
‫وقف التدخين‪105.................................................‬‬
‫العينان ‪106.................................................................‬‬
‫�ضبابية الر�ؤية ‪106................................................‬‬
‫المياه البي�ضاء ‪106.........................................................‬‬
‫‪106..............................................‬‬ ‫اعتالل ال�شبك ّية‬
‫عالج اعتالل ال�شبك ّية ‪107...............................‬‬
‫اعتالل بقعة ال�شبكية (‪107......... )Maculopathy‬‬
‫العالج بالليزر ‪109................................................‬‬
‫�إزالة الخلط الزجاجي (‪109.....................)Vitrectomy‬‬
‫عالجات �أخرى‪109................................................‬‬
‫الكليتان ‪111................................................................‬‬
‫الأع�صاب ‪114..............................................................‬‬
‫الأع�صاب الحركية‪114............................................‬‬
‫الأع�صاب الح�سية ‪114............................................‬‬
‫الأع�صاب الم�ستقلة‪114...........................................‬‬
‫القدرة الجن�سية عند الذكور ‪115...........................................‬‬
‫الجلد‪115...................................................................‬‬
‫ال�شرايين‪116...............................................................‬‬
‫القدمان‪117................................................................‬‬
‫الإمداد ال�ضعيف للقدمين بالدم‪118..............................‬‬
‫االعتالل الع�صبي في القدمين‪118................................‬‬
‫الجفاف‪118.......................................................‬‬
‫التغيرات في �شكل القدمين ‪121...................................‬‬
‫خبير العناية بالقدم ‪121..........................................‬‬
‫‪149‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫‪123...............................................‬‬ ‫منع حدوث الم�ضاعفات‬


‫النقاط الأ�سا�سية‪124.......................................................‬‬

‫‪125......................................‬‬ ‫رعاية مر�ضى ال�سكري‬


‫�إطار الخدمة الوطنية لمر�ض ال�سكري ‪125.................................‬‬
‫ما طبيعة الرعاية التي يجب �أن تتوقعها؟‪126...............................‬‬
‫الحاالت التي تم ت�شخي�صها حديث ًا ‪126............................‬‬
‫العالج بالإن�سولين ‪130............................................‬‬
‫العالج بالأقرا�ص ‪130.............................................‬‬
‫العالج بالحمية وحدها‪130........................................‬‬
‫الرعاية الم�ستمرة‪130.............................................‬‬
‫�أهمية الم�شاركة‪131........................................................‬‬

‫‪133............‬‬ ‫التطلعات الم�ستقبلية لمر�ضى ال�سكري‬


‫تحقيق تقدم في مجاالت الوقاية والعالج وال�شفاء‪133......................‬‬
‫‪133.......................................................‬‬ ‫الوقاية‬
‫العالج وال�شفاء ‪134...............................................‬‬
‫التطورات التكنولوجية‪136..................................................‬‬
‫عالجات تح ّد من م�ضاعفات ال�سكري ‪136......................‬‬
‫النقاط الأ�سا�سية‪137.......................................................‬‬

‫‪138....................................................‬‬ ‫�أ�سئلة و�أجوبة‬


‫هل �س�أخ�سر رخ�صة القيادة لأني مري�ض بال�سكري؟ ‪138..........‬‬
‫هل ما زال ب�إمكاني التمتع بحياة جن�سية طبيعية؟‪141.............‬‬
‫هل يمكن لمر�ض ال�سكري �أن ي�ؤثر في وظيفتي؟‪141...............‬‬
‫هل �سي�صاب �أطفالي بمر�ض ال�سكري؟ ‪142.......................‬‬

‫‪150‬‬
‫الفهر�س‬

‫هل �س�أ�صاب بالعمى �أو الف�شل الكلوي ب�سبب مر�ض ال�سكري؟‪142.‬‬


‫�صفحاتك ‪146..............................................................‬‬

‫فهر�س الجداول والر�سوم التو�ضيحية‬


‫‪3.........................................................‬‬ ‫مو�ضع البنكريا�س‬
‫ت�أثير الإن�سولين في ال�شخ�ص ال�سليم‪6.......................................‬‬
‫طبيب العيون ‪14.............................................................‬‬
‫اختبار وخز الإ�صبع لقيا�س م�ستوىال�سكر في الدم ‪15.......................‬‬
‫االختبار الفموي لتح ّمل الغلوكوز ‪16.........................................‬‬
‫قائمة الأكل ال�صحي‪20......................................................‬‬
‫الأكل بين الوجبات ‪21.......................................................‬‬
‫الكمية التي ينبغي تناولها من كل نوع من الأطعمة‪22........................‬‬
‫الكربوهيدرات بطيئة التفكك ‪23............................................‬‬
‫الكربوهيدرات الب�سيطة‪24..................................................‬‬
‫الح�ص�ص الغذائية التي توازي ‪ 15‬غرام ًا من الكربوهيدرات ‪26...........‬‬
‫الدهون في الأطعمة ‪28......................................................‬‬
‫ن�صيحة لم�ساعدتك على الإفادة الق�صوى من غذائك ‪33...................‬‬
‫كميات البروتين المطلوبة ‪35................................................‬‬
‫ج ّرب هذه الن�صائح لخف�ض الوزن ‪38.......................................‬‬
‫كم ينبغي �أن يكون وزنك؟ ‪39................................................‬‬
‫الم�ؤ�شر الغالي�سيمي لأطعمة مختلفة ‪41.....................................‬‬
‫�أ�سماء �أقرا�ص «ال�سلفونايليوريا» المتوفرة في بريطانيا ‪45..................‬‬
‫حقن الإن�سولين‪51...........................................................‬‬
‫الإبرة والمحقنة‪53..........................................................‬‬
‫قلم حقن الإن�سولين ‪54......................................................‬‬
‫م�ستويات الإن�سولين والغلوكوز في الدم‪56...................................‬‬

‫‪151‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫موا�ضع حقن الإن�سولين ‪59..................................................‬‬


‫العالج بم�ضخة الإن�سولين‪60................................................‬‬
‫فح�ص الدم لمعرفة م�ستوى الغلوكوز‪67.....................................‬‬
‫نماذج لأجهزة قيا�س الغلوكوز في الدم‪68...................................‬‬
‫�شرائط فح�ص البول‪70.....................................................‬‬
‫العتبة الكلوية لإعادة امت�صا�ص الغلوكوز‪71.................................‬‬
‫�أعرا�ض الهيبوغالي�سيميا ‪77................................................‬‬
‫الإ�صابة بالهيبوغالي�سيميا ‪83...............................................‬‬
‫الهيبوغالي�سيميا ‪86.........................................................‬‬
‫بع�ض الن�صائح الب�سيطة لال�ستمتاع بليلة في الخارج‪88.....................‬‬
‫ميديك �ألرت (‪92..........................................)MedicAlert‬‬
‫الحمل‪95....................................................................‬‬
‫الأطفال وحقن الإن�سولين ‪99................................................‬‬
‫‪108................................‬‬ ‫الموا�ضع الممكنة لم�ضاعفات ال�سكري‬
‫ت�شريح العين ‪110...........................................................‬‬
‫دور الكليتين‪113............................................................‬‬
‫عملية ت�ص ّلب ال�شرايين ‪117................................................‬‬
‫القدم والحذاء ‪119.........................................................‬‬
‫العناية بالقدمين‪120.....................................................‬‬
‫التغييرات التي قد تطر أ� على قدم مري�ض ال�سكري ‪122....................‬‬
‫معايير «�إطار الخدمة الوطنية لمر�ضى ال�سكري ‪128.......................‬‬

‫‪152‬‬
‫صفحاتك‬

‫هذا الكتاب يحتوي ال�صفحات التالية لأنها قد ت�ساعدك على‬


‫�إدارة مر�ضك �أو حالتك وعالجها‪.‬‬

‫وقد يكون مفيد ًا‪ ،‬قبل �أخذ موعد عند الطبيب‪ ،‬كتابة الئحة‬
‫ق�صيرة من الأ�سئلة المتعلقة ب�أمور تريد فهمها لتت�أكد من �أنك لن‬
‫تن�سى �شيئ ًا‪.‬‬

‫يمكن �أن ال تكون بع�ض ال�صفحات مرتبطة بحالتك‪.‬‬

‫و�شكر ًا لكم‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫تفا�صيل الرعاية ال�صحية للمري�ض‬

‫اال�سم ‪:‬‬
‫الوظيفة‪ :‬‬
‫مكان العمل‪ :‬‬
‫ ‬
‫الهاتف‪ :‬‬

‫اال�سم ‪:‬‬
‫الوظيفة‪ :‬‬
‫مكان العمل‪ :‬‬
‫ ‬
‫الهاتف‪ :‬‬

‫اال�سم ‪:‬‬
‫الوظيفة‪ :‬‬
‫مكان العمل‪ :‬‬
‫ ‬
‫الهاتف‪ :‬‬

‫‪154‬‬
‫�صفحاتك‬

‫م�شاكل �صح ّية ملحوظة �سابقاً ‪� -‬أمرا�ض‪ /‬جراحات‪/‬‬


‫فحو�صات‪ /‬عالجات‬
‫العمر حينها‬ ‫ال�شهر ال�سنة‬ ‫الم�شكلة‬

‫‪155‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫مواعيد الرعاية ال�صحية‬


‫اال�سم ‪:‬‬
‫المكان‪ :‬‬
‫التاريخ‪ :‬‬
‫الوقت‪ :‬‬
‫الهاتف‪ :‬‬

‫اال�سم ‪:‬‬
‫المكان‪ :‬‬
‫التاريخ‪ :‬‬
‫الوقت‪ :‬‬
‫الهاتف‪ :‬‬

‫اال�سم ‪:‬‬
‫المكان‪ :‬‬
‫التاريخ‪ :‬‬
‫الوقت‪ :‬‬
‫الهاتف‪ :‬‬

‫اال�سم ‪:‬‬
‫المكان‪ :‬‬
‫التاريخ‪ :‬‬
‫الوقت‪ :‬‬
‫الهاتف‪ :‬‬
‫‪156‬‬
‫�صفحاتك‬

‫العالج (العالجات) الحالية المو�صوفة من قبل طبيبك‬


‫ا�سم الدواء‪ :‬‬
‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫ا�سم الدواء‪ :‬‬


‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫ا�سم الدواء‪ :‬‬


‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫ا�سم الدواء‪ :‬‬


‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬
‫‪157‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫�أدوية �أخرى‪ /‬متممات غذائية تتناولها من دون و�صفة طب ّية‬


‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬
‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬
‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬
‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫الدواء‪/‬العالج‪ :‬‬
‫الغاية‪ :‬‬
‫الوقت والجرعة‪ :‬‬
‫تاريخ البدء‪ :‬‬
‫تاريخ االنتهاء‪ :‬‬

‫‪158‬‬
‫�صفحاتك‬

‫الأ�سئلة التي �ستطرحها خالل موعدك مع الطبيب‬


‫(تذ ّكر �أن الطبيب يعمل تحت �ضغط كبير لناحية الوقت‪ ،‬وبالتالي‬
‫ف�إن اللوائح الطويلة لن ت�ساعدكما كليكما)‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫‪159‬‬
‫مر�ض ال�سكري‬

‫مالحظات‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫‪160‬‬
‫�صفحاتك‬

‫مالحظات‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ ‬
‫‪161‬‬
‫كتب طبيب العائلة‬
‫معلومات وخيارات و�صحة �أف�ضل‬
‫الكتب المتوفرة من هذه ال�سل�سلة‪:‬‬
‫التوحد‪ ،‬فرط الحركة‪ ،‬خلل القراءة • �أم���را����ض ال��ع��ي��ون‪ ،‬ال��م��ي��اه البي�ضاء‬ ‫• ّ‬
‫والزَّرق‬ ‫والأداء‬
‫• الغذاء والتغذية‬ ‫• الكحول وم�شاكل ال�شرب‬
‫• ق�صور القلب‬ ‫• الح�سا�سية‬
‫• ج���راح���ة ال��ت��ه��اب مف�صلي ال���ورك‬ ‫• �ألزهايمر و�أنواع �أخرى من الخرف‬
‫وال ّركبة‬ ‫• الذبحة ال�صدرية والنوبات القلبية‬
‫• ع�سر اله�ضم والقرحة‬ ‫• القلق ونوبات الذعر‬
‫• متالزمة القولون الع�صبي‬ ‫• داء المفا�صل والروماتيزم‬
‫• �سن الي�أ�س والعالج الهرموني البديل‬ ‫• الربو‬
‫• ال�����ص��داع الن�صفي و�أن����واع ال�صداع‬ ‫• �آالم الظهر‬
‫الأخرى‬ ‫• �ضغط الدّم‬
‫• ه�شا�شة العظام‬ ‫• الأمعاء‬
‫• مر�ض باركن�سون‬ ‫• �سرطان الثدي‬
‫• الحمل‬ ‫• �سلوك الأطفال‬
‫• ا�ضطرابات البرو�ستاتا‬ ‫• �أمرا�ض الأطفال‬
‫• ال�ضغط النف�سي‬ ‫• الكول�ستيرول‬
‫• ال�سكتة الدماغية‬ ‫• داء االن�سداد الرئوي المزمن‬
‫• الأمرا�ض الن�سائية‪ ،‬داء المبي�ضات‬ ‫• االكتئاب‬
‫والتهابات المثانة‬ ‫• مر�ض ال�سكري‬
‫• ا�ضطرابات الغدة الدرقية‬ ‫• الإكزيما‬
‫• دوالي ال�ساقين‬ ‫• داء ّ‬
‫ال�صرع‬

‫�أكثر من خم�سة ماليين ن�سخة �أجنبية مباعة في بريطانيا!‬

You might also like