Professional Documents
Culture Documents
Wa0003.
Wa0003.
• هذا اْلصل يستهدف :تحقيق الحقائق التى تحتاج إليه البشرية لتوسل بها مقطع الحق في
تأسيس اإليمان بمعرفة هللا تعالى مع كمال صفاته ،ال يدفعه الشبهة.
أساليب ِهداية ِِ
القرآن معلومات وهي : من ِ
• ولهذا اللون ِ
ِ
عظمة الِوجود ِاإللهي بما يدل على مبثوث في ِآياته الكونِية التي سيقت ِ
لبيان ِ -هذه األساليب
وحدنيته ووتفرده في القدرة على اإلبداع والخلق
-وقد بلغ اطالع بعض الناظرين لهذا النوع من األيات الكونية ( المدعم للعقيدة ) إلى أكثر
٥٠٠مائة أية
-أكثر أسلوبها تسوق الوصف االلهي قضية إخبار عن واقع قطعي الوقوع ،ثم تلحقه بذكر
البرهان الواضح على صدق هذا الوقوع
-القران ال يضع الوجود االلهي موضع االحتمال ،كما كان استدالله بااليات الكونية ال يقصد
الى نفي طرف في قضية ذات طرفين ليثبت الطرف االخر ،وإنما يقصد إلى توجيه المدارك
العقلية والمشاعر الوجدانية اطالع المشاهد في واقعها المشهود بالعقل والوجدان
يم * ِإ ان ِفى َخْل ِق ٱلرحمَٰن ا ِ َٰحد ۖ آ َٰ َٰ َٰ
ٱلرح ُ ال ِإَل َه ِإ اال ُه َو ا ْ َ ُ من شواهدها :قوله تعالى َ { :وإَِل ُه ُك ْم ِإَل ٌه َو ِ ٌ
ِ ِ اِ ض و ْ ِ َٰ ِ ا ِ ٱلس َم َََٰٰو ِت َو ْ
ٱختَلف ٱلْيل َوٱلنا َه ِار َوٱْلُفْلك ٱلتى تَ ْجرِى فى ٱْل َب ْح ِر ِب َما َي َنف ُع ٱلنا َ
اس َو َمآ ٱأل َْر ِ َ ا
اة وتَص ِر ِ ٱألَرض بعد موِتها وب اث ِف ِ ِ ٍ ِ ٍ ٱَّلل ِمن ا ِ ِ
يف يها من ُكل َدآب َ ْ َ َح َيا ِبه ْ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ٱلس َمآء من امآء َفأ ْ َنز َل ا ُ َ أَ
ض َآل ََٰي ٍت لَِق ْو ٍم َي ْع ِقلُو َن }
ٱأل َْر ِٓء َو ْ ٱلسما ِ ٱلرََٰي ِح و ا ِ
ٱلس َحاب ٱْل ُم َس اخ ِر َب ْي َن ا َ ِ َ
2
قال القاضي عبد الجبار ( أحد أئمة المعتزلة ) في تفسير هذه األية :إن سائر األجسام
واألع ارض وإن كانت تدل على الصانع ،فهو تعالى خص هذه األشياء الثمانية بالذكر؛
ألنها جامعة بين كونها دالئل وبين كونها نعما على المكلفين على أوفر حظ ونصيب ،ومتى
كانت الدالئل كذلك كانت أنجع في القلوب وأشد تأثي ار في الخواطر"
ممن بحث عن اْلمور الثمانية أيضا اإلمام فخر الرازي بأسلوب فلسفي قديم
ِ
إبطالها بالبر ِ
هان طريق البرهنة ِم ِتنزال ِمع ِشبه المنحرفين لتقريرها ثم
• ِومن هذا النوع آيات تتخذ ِ
➢ أما الصالة :فهو أخلصه ألنه موضع مناجة العبد لربه كما قال تعالى ِ :إنَِّنى
ٱلصَل ٰوةَ لِ ِذ ْكرِى
ٱعبُ ْدِنى َوأ َِق ِم َّ ٰ
ٱّللُ َّل ِإَل َه ِإ َّّل أ ََنا َف ْ
أ ََنا َّ
➢ أما الزكاة :فهي أخت الصالة فى الذكر وقرينتها فى تطهير النفس اإلنسانية
وهما معقد الرذائل الفردية واالجتماعية
3
➢ أما الصوم :الركن الجامع بين تهذيب النفس وتطهيرها من رجس الغ ارئز المادية،
وبين مقام الزلفى إلى هللا بعمل ال تتحرك فيه الجوارح ،بل القلب وهو نية خالصة
وهذا هو السر فيما حكاية الرسول صلى هللا عليه وسلم عن ربه سبحانه" :كل
عمل ابن آدم له إال الصيام فإنه لي " ومن عجيب هداية القرآن فيه عدم تكرر
ذكره فى القرآن إشارة إلي أن األعمال الخفية تعتمد على اإلشارة والرمز والصوم
ين ِمن َقْبلِ ُك ْم ِ ِ ين آمُنواْ ُك ِتب َع ْلي ُكم ِ ِ ِ
ام َك َما ُكت َب َعلى الذ َ
الصََي ُ ُ َ ياأيها الذ َ َ
صمت { َ
لك ْم َتتَّ ُقو َن}
لع ُ
َ
أما الحج :فهو الركن االجتماعي التهذيبي يتعارف المسلمون في ساحته،
ويتبادلون ال أري والفكرة ،ويؤدون الشعائر في هذا الركن إيمانا وتسليما ،ال يسألون
لماذا؟ ولكنهم يسألون كيف صنع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ فيصنعون كما
صنع؛ ومنه قول عمر رضي هللا عنه مخاطبا الحجر األسود" :إني أعلم أنك حجر
ال تضر وال تنفع ،ول وال أني أريت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ِ
يق بلك ما
قبلتك.
• هذا النوع من الهداية يستهدف تحقيق النظم في تدبير شؤون الحياة على أوضاع متناسقة
من سياسة الخلق سياس ًة تعتمد على العدل والرحمة ،واإلخاء والمحبة بين أبناء اإلنسانية.
• فمنابع هذا اْلصل في هداية القرآن :من العنايه االلهية بتقوية دعائم العدل بين الناس كلها
جمِيعا حقا واجباالناس ِ
ِ العد َل ِ
بين الكل ِ يطلب من ِ والفضائل العملية األخرى ولهذا نجد القرآن ِ
لها َوإِ َذا ؤدواْ اْلماَن ِ
ات إِلى ْ ِ َّ ِ
أه َ َ رك ْم أن ُت ُّ
ْم ُ
-وقد قرنه باْلمانة قال تعالى { :إ َّن الل َََه َيأ ُ
ان َسميعاً َب ِصي ار
لَّلا َك َ
إن ََّّ إن َّال َّل ََهِ َّ
عما َيعظُ ُك ْم به َّ َح َك ْمتُ ْم َب ْي َن الناس أن َت ْح ُك ُمواْ باْل َع ْدل َّ
}
تعريف كل منهما :
4
اْلمانة :كل ما يؤتمن عليه اإلنسان من أمور الدين والدنيا ،فهي شاملة لجميع التكاليف
الشرعية ،وأمانة اإلنسان مع ربه ونفسه ،وأسرته وعشيرته ،ومجتمعه عاما وخاصا.
العدل :فهو المي ازن اإللهى الذي توزن به عالئق الحياة واألحياء ،ويقصد به :إقامة موازين
الحقوق والواجبات بين كافة الخلق ،دون التفرقة فى لون أو لغة أو عقيدة أو مذهب
ونحلة ،أو فكرة في الحياة.
-يقرن العدل بأمرين فى جانب الطلب ،وبثالثة أمور فى جانب النهي قال تعالى ِ { :إ َّن
ٱْل ْح َٰس ِن َوإِيتَا ِئ ِذى ٱْلُق ْرَب ٰى َوَي ْن َه ٰى َع ِن ٱْلَف ْح َشا ِء َوٱْل ُم َ
نك ِر َوٱْل َب ْغ ِى ٱّللَ يأمر } ِبٱْل َع ْد ِل و ِْ
َ َّ
ظ ُك ْم َل َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّك ُرو َن
َي ِع ُ
األمور التي قرن بها العدل في جانب الطلب فهي :
.1اإلحسان :الم ارقبة هلل في كمال العمل إتقانه وإخالص النية فيه ،وإيصال النفع به
إلى عموم الخلق حسب الطاقة.
.2إيتاء ذ وي القربى أي :صلة الرحم في أعم م ارتبها ،وخص الق اربة بالذكر؛ ألن حقهم
أوكد وأقرب.
األمور التي قرن بها العدل في جانب النهي فهي :
.1الفحشاء ،يراد بها كل عمل بذيء تشمئز منه النفوس الكريمة ،وتستفحشه الفطر السليمة.
.2المنكر :كل فعل أو قول يبلغ من القبح مرتبة تنفر عنها الطبائع السليمة ،وتنكرها الشارئع
اإللهية ،
.3البغي ،وهو تجاوز الحد ،فيدخل فيه بغي األخالق كالكبر والغرور ،ويشمل شطط األعمال
كالظلم والغضب ،والقسوة ،والحقد والنفاق والمكر والكيد ،وسائر مفسدات األخالق.
التنبيه :تقديم العدل في االية الكريمة إشارة الى أنه أساس الفضائل العملية
-قد أفرد البيان القراني بالعدل في ايات أخرى وجه فيها الخطاب الى المؤمنين خاصة باعتبارهم
القوامين على األمانة وهديه في سياسة الخلق ،ويبالغ في جانب الذاتيه االنسانيه باقامه موازن
العدل على النفس وعدم الميل إلى األهل أو القرابة أو بأي سبب من األسباب قال تعالى :
ِ ِ ِ ۟ ۟ َٰيٓأَي ا ِ
ِين ۚ ِإن
ب
ر قَ
ٱأل و ِ
ن ي د ِ
لوَٰ ل ٱ ِ
َوأ م كسِ َنف
أ ى لع و لو َّلل
ا ٓء
اد هش ط س ِ
ق ل ٱ ِ
ب ين ِ َٰ
ْ
َ َ ْ َ َْ َ ْ َ َ
ْ ُ َ َ َ َ ْ َ َٰٓ ُ ُ ْ ْ امنُ ُ ُ َ َ
م و
ا ق ا
و ون ك ا
و ين َء َ
ُّها ٱلذ َ
َ َ
5
۟ ۟ ِ ۟ ۟
ضوا َفِإ ان َا
ٱَّلل رِ عت وَأ ا ۥ و لت ِن
َ ْ ُ َ َْ ُ ٓ ْ ُ ْ ُإ
و ۚ ا
و لد عت َن
أ ٱَّللُ أ َْوَل َٰى ِب ِه َما ۖ َف َال تَتاِب ُع ْ َ َ َٰٓ
ى و ه لٱ ا
و ير َف اَي ُك ْن َغِنيًّا أ َْو َف ِق ًا
ان ِب َما تَ ْع َملُو َن َخِب ًا
ير َك َ
-أقوال العلماء عن العدل
• ابو جعفر الطبري :العدل ميزان هللا في االرض به يرد من الشديد على الضعيف ومن
الكاذب على الصادق ومن المبطل على المحق وبالعدل يصلح الناس
• ابو بكر الجصاص في قوله تعالى كونوا قوامين بالقسط قد افاد االمر بالقيام بالحق والعدل
وذلك موجب على كل احد انصاف الناس من نفسه فيما يلزمه لهم وانصاف المظلوم في
من ظالمه ومن الظالم من ظلمه الن جمع ذلك من القيام بالقسط
اْلصل االربع :الوشائج – أي ِ
الصالت -اإلجتماعية بين اْلف ارد والجماعة
ِ
ويقصد بهذا النوع :تحقيق أفضل نظام تقوم على دعائمه وشائج الصالت بين األفارد في •
المجتمع الموحد في إطار المصاهرة والنسب ،كما يقصد به تحقيق أفضل النظام الذي تقوم
عليه الصالت العامة بين الجماعات في المجتمعات التى تربطها وشيجة اإليمان باهلل ورسوله
وشريعته ويربطها ايضا وشائج خاصة بالوطن.
ِ
وشيجة المصاهرة • وفنجد ِ
آيات القر ِ
آن تتحدث عن أصل النوع اإلنساني وكيفة تفرعه عن طريق
والنسب:
ِ
من الماء َب َش ار َف َج َعله َُ َن َسباً ِو ْ
صه ار } هذه إشارة إلى أن في القربى وسائج لق َ
{ َو ُهو الذي َخ َ
أوالصالت بينهم في جانبيها
• ثم نجد األية التي تتحدث عن انبثاق االفراد من المنبع االنساني عن طريق الزواج قوله تعالى:
6
• اما الوسائج في المجتمع الموحد على إطار االيمان باهلل ورسوله وشريعته فأشار القران الى هذه
الوشيجة بين المؤمنين قال تعالى { :انما المؤمنون اخوة } فااليمان وشيجة االيخاء بين عامة
المؤمنين في أقطار االرض فالمؤمن أينما كان هو أخو المؤمن
۟ ۟
ٱَّللَ َوَال تُ ْش ِرُكوا ِب ِه ۦ َش ْيـًا ۖ َوبِٱْل ََٰولِ َد ْي ِن ِإ ْح ََٰس ًنا َوب ِِذى ٱْلُق ْرَب َٰى َوٱْل َي َٰتَ َم َٰى َوٱْل َم ََٰس ِك ِ
ين َوٱْل َج ِار ِذى ٱعبُ ُدوا ا
• َو ْ
ۢ
ٱَّللَ َال يُ ِح ُّب َمن
يل َو َما َمَل َك ْت أ َْي َمَٰنُ ُك ْم ۗ ِإ ان ا ٱلسِب ِاح ِب ِبٱْل َجن ِب َو ْٱب ِن ا ٱلص ِٱْلُق ْرَب َٰى َوٱْل َج ِار ٱْل ُجنُ ِب َو ا
ور .هذه االيه جمعت سائر عالئق االنسان باالنسان في مجتمع االيمان اال َف ُخ ًا
ان ُم ْختَ ً
َك َ
فالمؤمنون متكافلون في مقومات الحياة النفسهم ولمن عاش في كنفهم من غيرهم
اْلصل الخامس :إيقاظ العقل وتحريره
ِ
يقصد بهذا النوع :عناية القرآن عناية خاصة بعوامل طارئة أثرت على وجود العقل ،وقي اد ْته •
بأغاللها ،فال بد من إصالحها وإطالق العقل من رقب تها ،ووضع أصول ثابتة لفهم الحقائق
الكونية والحكم عليها.
بار ِ
عصره، ❖ فمن تلك العوامل ما يتمثل فى الحوار بين رسول هللا إب ارهيم عليه ِ
السالم وبين ِج ِ
فنجده يوقظ العقل الذي مات بمرور الزمان فيعود إلى في صورة كاملة القدره والقوة مع
لَّلا
اه َُّ آت ُأن َهيم في ربه ْ بر َ آج إِ ا
ألم َتر إِلى الذي َح َّ عناصر العمق والشمول ،قال تعالىْ { :
أحِيي و ِ اْلمْلك إِ ْذ َقال إب ار ِهيم ربي ِ
لَّلا
إن ََّّ يم َف َّ يت َق َ ِ ِ
ال إ ْباره ُ أم ُ ال أَنا ْ َ يتَ ،ق َالذي ُي ْحِيي َوُي ِم ُ ُ َ َ ُ َ
لَّلا ال َي ْه ِدي اْل َق ْوَم ْت ِبها ِمن اْلمَغر ِب َفب ِه َت ِ
الذي َك َفر َو َُّّ ُ ق َفأ َ َ َ ْ
ش َِر ِ ِ
س ِم َن اْل َم ْ َيأ ِْتي ِب َّ
الش ْم ِ
ين }الظَّالِ ِم َ
-ففي هذه اآلية احتج إب ارهيم عليه السالم على باهر قدرة هللا تعالى الذي يدركه العقل النير،
هو بأن اإلله هو الذي يبدع الحياة بقدرته ومشيئته ،ويسلبها عن كل كائن فيميته ،وهذا حظ
العقل النير في فهم اإلحياء و َاإلماتة اللتين خاصة اإللهية
-فلما تبين البراهيم قالدة عقل هذا الطاغية الجهول ليس لديه صالحية ادراك المعقوالت لم
يفهم االحياء واإلماتة كما في واقع االمر بل فهمهما فهما ماديا خاليا من الشمول واالبداء
فقال { :أنا أحيي وأميت } يريد من االحياء واالماتة شيء مادي بمعناهما الحركي من
7
اإلنجاب والقتل الذي قدر عليه اإلنسان غيره ،يملكهما في تسلطه على حياة الناس بسلطان
القوة والطغيان ،عدل إبراهيم إلى لون آخر من البرهان المنسجم مع مدركاته الحسي بقوله
غرب َفب ِهت ِ ِ َلَّلا َيأِْتي ِب ا
الذي َكَفر } س ِم َن اْل َم ْش ِِر ِق َفأْت ِب َها ِم َن اْل َم ِْ ِ ُ َ
الش ْم ِ تعالى َ{ :ا
فإن اا
هذه البرهان يشترك في إدراكه العقل والحس
-أو يسأل لماذا عدل إبراهيم إلي حجة أخرى؟ قلنا ألمرين:
بيان موا طن داللته من طريق القياس على فعل ال يشك في حصوله من القادر .1
المختار ،وفيه بيان لخطأ فهم اإلحياء واإلماتة عند هذا الكافر الجاهل ،وفيه كذلك بيان
لمعنى اإلحياء واإلماتة اللتين هما من خصوص األلوهية.
إقامة دليل آخر تالئم مداركه ،وال يملك له ردا ،وهو اإلتيان بالشمس من المشر ق .2
وهذا فعل إبداعي ال يقدر عليه إال اإلله الحق ،ونظيره معارضه ،وهو اإلتيان بالشمس من
المغرب ،وهو أيضا ال يقدر عليه إال اإلله الحق.
❖ نق أر أيضا لونا من المحاورة التي تصور المنهج العقلي في ادراك الحقائق الكونيه وهو قوله
ِ ِ ٱلس َم َٰٰو ِت َو ْ ِ ِٰ ِٰ
ين * َفَل َّما َج َّن ض َولِ َي ُكو َن م َن ٱْل ُموِقن َ ٱأل َْر ِ وت َّ يم َمَل ُك َ تعالى َ :وَك َذل َك نُرِى إ ْب َره َ
ِِ ِ ِ َّ
ين * َفَل َّما َرَءا ٱْلَق َم َر ٱل َءافل َ ال َّل أُحب ْ ال َٰه َذا َربِى ۖ َفَل َّما أََف َل َق َ َعَل ْيه ٱلْي ُل َرَءا َك ْوَك ًبا ۖ َق َ
ين ون َّن ِمن ٱْلَقو ِم َّ ِ
ٱلضال َ َ ْ ال َلِئن لَّ ْم َي ْه ِدِنى َربِى َأل ُ
َك َ ال َٰه َذا َربِى ۖ َفَل َّما أََف َل َق َ از ًغا َق َ * َب ِ
ال َٰيَق ْو ِم ِإِنى َبرِىء ِم َّما تُ ْش ِرُكو َن ال َٰه َذا َربِى َٰه َذا أَ ْك َب ُر ۖ َفَل َّما أََفَل ْت َق َ ٱلش ْم َس َب ِ
از َغ ًة َق َ َفَل َّما َرءا َّ
َ
ين * ِ ِ
ض َحن ًيفا ۖ َو َما أ ََنا م َن ٱْل ُم ْش ِرِك َ ٱأل َْر َ ٱلس َم َٰٰو ِت َو ْ
ط َر َّ ِإِنى َو َّج ْه ُت َو ْج ِه َى لِلَّ ِذى َف َ
۟
❖ محاورة إبراهيم مع أبيه وقومه قال تعالى ِ :إ ْذ َق َ ِ ِ ِ ِ ِ ۦ
ال ألَبيه َوَق ْومه َما تَ ْعبُ ُدو َن ؟ َقالُ َ ْ ُ ُ ْ َ ً
اما ن َص أ د ب ع ن ا
و
۟ ِِ
ض ُّرو َنَ ،قالُوا َب ْل َو َج ْد َنآ ون ُك ْم ِإ ْذ تَ ْد ُعو َن ,أ َْو َي َنف ُع َ
ون ُك ْم أ َْو َي ُ ال َه ْل َي ْس َم ُع َ ين ! َق َ ظ ُّل َل َها ََٰعكف َ َف َن َ
ٓء َنا َك ََٰذلِ َك َيْف َعلُو َن
َء َابا َ
ٓؤ ُه ْم َال َي ْع ِقلُو َن َش ْيـًا َوَال َي ْهتَ ُدو َن وقال في سورة أخرى ََٰ :ق َل ان َء َابا ُوفي سورة أخرى :أ ََوَل ْو َك َ
أ ََوَل ْو ِج ْئتُ ُكم
۟ ِ ِ
ٓء ُك ْم ( لكنهم ال يعقلون شيئا وغللوا عقولهم وال يتفكرون ) ۖ َقالُٓوا ُّ
َه َد َٰى م اما َو َجدت ْم َعَل ْيه َء َابا َ ِبأ ْ
ِإناا ِب َمآ أ ُْرِسْلتُم
8
ِب ِه ۦ ََٰك ِف ُرو َن
مالحظة :بدأت القصة باعالن ابراهيم قبحه نحله ابيه آزار في اتخاذه اصناما الهة يعبدها
وقومه من دون هللا على ترتيب اآليات ،وهذا الحدوث حدث قبل إ ارءة هللا خليله ابراهيم
عليه السالم ملكوت السماوات واالرض ألن هذا بعض آثار يقين إراهيم -ع س ،-مع
أن األقراب إلى الصواب هذا الموقف الشديد من أبيه وقومه من خليل هللا يبعد جدا أن
يكون إال بعد أن أراه هللا آيته الكونية ،ولكن سياق اآلية يقتضي ذلك ويخالف ما يشبه
اإلجماع عند المفسرين لقوله تعالى { :وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات واألرض }
يقول فخر الرازي :والمعنى :ومثل ما اريناه من قبح عباده االصنام نريه ملكوت •
السماوات واالرض
يقول صاحب المنار من المحدثين :وكما ارينا ابراهيم الحق في امر ابيه وقومه .... •
كنا نري ملكوت السماوات واالرض على هذه الطريقه التي يعرف بها الحق
الحل على هذا المشكل :بان حال ابراهيم التي وقعت مشبها بها ومشا ار اليها هي تبصيره
بمحض نور العقل ليدرك قبح عبادة االصنام التي انكرها على ابيه قبل الرسالة وهذا امر
مركوز في الفطر السليمة وال سيما فطر من علم هللا أنه ممن اصطفاه بحمل رسالة الحق
والتوحيد من أنبياء هللا ورسله النهم محفوظون عن مقاررفة الشرك والرضا به
اْلصل السادس :عوامل الدفع القيادية في المجتمع اإلسالمي
يقصد به :عوامل تدفع باألمة اإلسالمية إلى آفاق االنطالق حرةً كريمة متحررة من ِ •
غوائل الجمود والتأخر ،وذل االستسالم لواقع الحياة فى المجتمعات اإلسالمية و الكوارث
التي قعدت بها عن النهوض الفكري واالجتماعي.
لألمة اإلسالمية تاريخ مع هداية القرآن التي جمعت أشتاتا من األمم والشعوب ،ووحدت بينهم
9
بوشيجة اإليمان ،فصاروا أمة واحدة لها مقوماتها االجتماعية ونظامها السياسي ،وثرواتها
االقتصادية ومعالمها ِ
الفكرية )
-هداية القرآن تتطلب إلى جميع المؤمنين أن يكونوا أمة موحدة الغاية في حمل راية الخالفة،
قوامة على العدل ،داعية الى الخير آمرة بالمعروف ساعية في االصالح ناهية عن المنكر
الخي ِر ويأْمرو َن ِبالمعر ِ ِ
وف َ ُْ محذة من ارتكابه ،حيث قال تعالىَ { :ولتَ ُكن م ْن ُك ْم أ امةٌ َي ْد ُعو َن إلى َ ْ َ َ ُ ُ
فلحو َن } ِ
الم ُ الم ْن َك ِر َو ُِأوَالئ َك ُه ُم ُ
َو َِ ْين َه ْو َن َع ِن ُ
-األمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضيلة الفضائل االجتماعيه التي يرتفع على دعائمها
اصالح المجتمع فكانوا خير امة اخرجت للناس لتكون رائدة االصالح في الحياة قيمة
اس تَأْمرو َن ِبٱْلمعر ِ ِ ٍ
وف َ ُْ ُخ ِر َج ْت للنا ِ ُ ُ على موزين العدالة حيث قال تعالى ُ :كنتُ ْم َخ ْي َر أُ امة أ ْ
ٱَّللِ
نك ِر َوتُ ْؤ ِمنُو َن ِب ا َوتَ ْن َه ْو َن َع ِن ٱْل ُم َ
۟ ۟
ٓء ِاَّللِ َوَل ْو ِ ِ لٱ ِ
امنُ ُ ُ َ ا َ ْ ْ ُ َ َ َ
ا د ه ش ط س ق ب ين مِ وَٰ ق ا
و ون ك او ين َء َ
-القيمة على موازين العدالة َٰ { :يٓأَي ا ِ
ُّها ٱلذ َ َ َ
۟
ٱَّللُ أ َْوَل َٰى ِب ِه َما ۖ َف َال تَتاِب ُعوا ٱْل َه َوَٰٓى
ير َف اِين ۚ ِإن َي ُك ْن َغِنيًّا أ َْو َف ِق ًا َنف ِس ُك ْم أ َِو ٱْل ََٰولِ َد ْي ِن َو ْ
ٱألَْق َرب َ َعَل َٰٓى أ ُ
۟ ۟ ِ ۟
ير }ان ِب َما تَ ْع َملُو َن َخِب ًا ك
ََ َ ٱَّلل
ا ا
ن ِ
إ ف رِ ع ت َوأ ا ۥ
أَن تَ ْعدلُ َ َ ُ ٓ ْ ُ ْ ُ َ
ا
و ض و ل
ْ ت ِن إ
و ۚ ا
و
اْلشياء التي ال بد أن يتحفظ بها في إقامة العدل
-ان يكون عمله نابعا من القلب
-ان يكون مخلص هلل ال تشوبه رياء او عجب
-عدم الميل إلى أحد بشيء ما ولو للقرابة
-اال تخصص نفسه من دون الناس بالخروج عن دائره تطبيق العدل
-اجتناب المظالم في القول والعمل والسلوك كما يقوم به على أعز الناس عليه وأحبهم
لديه واقربهم منه
-ثم بين أن منصب الخالفة يتطلب ِأداء حق تمكين هللا للناس ِفى األرض بإعطائهم
ِ نص ُرهُٓۥ ۗ ِإ ان ا نص َران ا
ٱَّللَ َلَق ِو ٌّى َع ِز ٌيز * الذ َ
ين ٱَّللُ َمن َي ُ سلطان الخالفة وقوة المنعة َ {:وَل َي ُ
ِ
الم ْن َكر }
بالم ْع ُروف َوَن َه ْوا َعن ُ
أم ُروا َ
الصالةَ َو ُ ا
آتوا الزَكاةَ َو َ اموا ا ِ إن َم اك ُ
ناه ْم في ْاأل ْرض أ َق ُ ْ
10
التفكير ميزة االنسان
-ميز به هللا اإلنسان عن سائر المخلوقات فقد حثه ودفعه الى ممارستها وحرم عليه
ان يعطلها حتى يميتها في نفسه فيصير بعد موتها فيه كالحيوان األعجم ،فقد أشار
قر باسم ربك الذي خلق خلق االنسان
القران الى هذه المعاني في قوله تعالى ( :ا أ
اقر وربك اْل كرم الذي علم بالقلم علم اإل نسان ما لم يعلم ) فقد اتصلت
من علق أ
االيه الثانيه في وصف هللا بالخلق على خلق االنسان فقط ما ان هللا خالق كل شيء
من انسان وغيره لكنه خص االنسان بالذكر لوصفه بالعلم خاصا كما في األية التي
بعدها ( علم االنسان ما لم يعلم )
إشادة القرآن بالعلم والعلماء
❖ لقد أشاد القرآن بذكر العلم والعلماء والتعلم فى آيات عديدة منها:
۟ ۟
ٱَّلل أََّنهُ ۥ َالٓ إِ ََٰل َه إَِّال ُه َو َوٱْل َم ََٰلِٓئ َك ُة َوأُوُلوا
-تلحق العلماء وأولو العلم باهلل والمالئكة َ :ش ِه َد َّ ُ
ًۢ
يمكيز ٱْلح ِ
َ ُ زِ ع
َ ل
ْ ٱ و
َ ه
ُ ٱْل ِعْلمِ َقآِئما ِبٱْل ِق ْس ِط ۚ َالٓ ِإ ََٰل َه ِإَّ
ال
ُ ً
ِ
ين َي ْعَل ُمو َن -استنكر االمساوة بين الذين يعلمون والذين ال يعلمون ُ :ق ْل َه ْل َي ْس َتوِى َّٱلذ َ
۟ ۟ ِ
َو َّٱلذ َ
ين َال َي ْعَل ُمو َن ۗ ِإَّن َما َي َت َذ َّكُر أُوُلوا ْٱْلَ ْل ََٰب ِب
اع ٌل ِفى -استحقاق آدم بالخالفة في األرض بهذه الميزة :وإِ ْذ َقال رُّب َك لِْلم ََٰلِٓئ َك ِة إِِنى ج ِ
َ َ ََ َ
ض َخلِي َف ًة ۖ َقاُلٓ ۟وا أ ََتجعل ِفيها من ي ْف ِس ُد ِفيها ويس ِفك ِ
ٱلد َمآ َء َوَن ْح ُن ُن َس ِب ُح ِب َح ْم ِد َك ْٱْل َْر ِ
َ ََ ْ ُ َُْ َ َ ُ
ِ
َس َمآ َء ُكَّل َها ثُ َّم َعَر َ
ض ُه ْم ال إِِن ٓى أ ْ
َعَل ُم َما َال َت ْعَل ُمو َن * َو َعَّل َم َء َاد َم ْٱْل ْ س َل َك ۖ َق َ َوُن َقد ُ
ِ نتم َٰص ِ ِ َٰٓ ِ ًۢ عَلى ٱْلم ََٰلِٓئ َك ِ
ين ق د
ُ ُْ َ َ ك ن ِ
إ ء ٓ
الؤ ه ء
ْ َ َ َُ ٓ
ا م َس
أ ِ
ب ى ِ
نو ِ
ال أ ُ
ـب َن ق
َ ف
َ ة َ
َ َ
ال عداوة بين العلم والدين
• أن اإلنسانية تصير في أكمل صورها عندما تحقق هدفها الذي خلقت لها هو خالفة
األرض وعمارتها بالعلم والمعرفة فاالرض بدون إنسان غير قابل للتصور واالنسان
بدون علم شيء غير قابل للتصور ولكن علم اإلنسان في عمارة هذه األرض متفاوت
فالنتيجة كذلك ومن البديهي ان األمة األسبق إلى هذه معاني العلم والمعرفة أقوى
تغلب األمم المتخلفة.
11
• اإلنسان باعتبار أقويته للعلم والعقل واسترشاده بهما على صنفين :
-صنف منخدعون بالظواهر أخذوا يسمون هذا االتجاة العلمي " إتجاها عقالنيا
وعلمانيا" ويسمون رجااله "بالعقالنيين والعلمانيين" يقصد به إقامة عداوة بين العلم
وااليمان ال يؤمنون بما وراء المادة والغيبيات بأنها ال يستند على علم صحيح ألنها
موهومة غير حقيقة وهم ،وهم قليلون
-صنف مسترشدون وهم في مقابلتهم جماهير غفيرة من مفكري االنسانية وعلمائها هم
يقررون أ ن العلم يدعو الى االيمان و الغوص على معرفة أسرار حقائق األشياء كل
ذلك يدعو الى االيمان والتصديق بانه ال يمكن لهذه المخلوقات الدقيقة الصنع،
ونظامها وقواعدها وسننها مضبوطة بحساب دقيق ،ال يمكن ان تكون نتيجة حصدفة
عمياء او حركة هوجاء وانما البد لها من صانع متصف بالحكمة والعلم والقدرة وهو
هللا جل جالله
• اإليمان مع اْلديان :
-في أغلب أمرها من الغيبيات لكنها تقوم على األدلة العقلية وتثبتها األدلة النقلية من
الرسول ويصف القران الكريم المتقين بأنهم :الذين يؤمنون بالغيب الذي اليخضع
للتجربة والمالحظة بل يرتكز معظم أمرها على ما يثبته العلم والبحث بل هو أظهر
من المشاهد كما يقول القائل :
إنما الكون خيال وهو حق الحقيقة #كل من أدرك هذا حاز أسرار الخليقة
-قد أثنى هللا على المؤمنين بالغيب بأنهم مهتدون مفلحون متقون مؤمنون بما أنزل
الى محمد – ص -وما أنزل على من قبله من الرسل ََٰ :ذلِك ٱْل ِك َٰتَب َال ريب ۛ ِف ِ
يه ۛ َْ َ ُ َ
اِ ِ ِ ِ ِ ين * ٱلا ِذ َ ِ ِ ِ
ينٱلصَل َٰوةَ َو ِم اما َرَزْق ََٰن ُه ْم يُنفُقو َن * َوٱلذ َ
يمو َن اين يُ ْؤمنُو َن بٱْل َغ ْيب َويُق ُ ُه ًدى لْل ُمتاق َ
اخ َرِة ُه ْم يُوِقنُو َن * أ ُ۟وََٰلِٓئ َك َعَل َٰى ُه ًدى ُنزل ِمن َقبلِك وبِٱلء ِ
ْ َ َ َْ ُنز َل ِإَل ْي َك َو َمآ أ ِ َ
يُ ْؤ ِمنُو َن ِب َمآ أ ِ
ِمن اربِ ِه ْم ۖ َوأ ُ۟وََٰلِٓئ َك ُه ُم ٱْل ُمْفلِ ُحو َن
-العلم والبحث والتفوق المادي والحضاري والتكنولوجي من شأنه أال يتنافى مع االيمان
النه اذا اعتبرناه مظه ار ح ضاريا فان االيمان والتدين من قديم الزمان يعتبر في نظر
12
المؤرخين والمفكرين والفالسفة من أبرز الظواهر الحضارة وأخلده وأدومه في تاريخ
البشرية جميعا منذ فجر وجودها إلى أن تقوم الساعة
يقول القائل :اذا االيمان ضاع على أمان وال دنيا لمن لم يحيي دينا
ومن جعل الحياه بغير دين فقد جعل الفناء لها
قرينا
13
ق ۗ أَوَلم ي ْك ِ
ف ِبَرب َ
ِك ِ يه ْم َء ََٰاي ِت َنا ِفى ْٱل َف ِ
اق َوِف ٓى أَن ُفس ِه ْم َحتَّ َٰى َي َتَبَّي َن َل ُه ْم أََّنهُ ٱْل َح ُّ َ ْ َ َ ( -سُن ِر ِ
يد ) ان الجاحدين اعطيت فرصه وسعه النطاق للبحث والنظر أََّنهُ ۥ َعَل َٰى ُك ِل َش ْى ٍء َش ِه ٌ
في سائر االفاق من عجائب الخلق والتكوين مادة وروحا ،جعل هللا فيها مجاال للبحث
والنظر يندفع الناظر الى هذه المجاالت بفطرتهم االنسانيه من حب البحث والنكر
واالستطالع فيتركون ازمه هذه المخلوقات واسرار ودقائق ما فيها فيوصلهم ذلك الى
معرفه العظيم الحق المبين الن نتيجتها قاضية بان الصنعة تدل على الصانع واالثر
يدل على المؤثر وأنه ال شيء من ال شيء
تأمل سطور الكائنات فانها من المأل االعلى إليك دالئل
خط فيها لو أملت خطها اال كل شيء ما خال هللا باطل
المادية والروحيهة
• مذهبان متقابالن قديما كقدم الفكر الفلسفي المنظم ويقولون أنه احدى حجر الفاتكان،
وهي صورة شهيرة في حائط اسمها " مدرسة أثينا " صورها النحات االيطالي المشهور
"روفايل" ,في هذه الصورة أرسطو و أفالطون ومن حولهما من أتباعهما ،هذه الصورة
تشير افالطون باصبعه الى السماء وارستو الى االرض رم از عن المذهبين :السماء
( روحية ) األرض ( ما دية ) ،وهما ال تزاالن الى اليوم في حرب عوان كل يطلب
الغلبة في عالم الفلسفة
• ميزات مذهب المادية
.1ال شيء غير المادة وليست الحياة وال الحركة اال وظيفة من وظائف المادة او
صفة من صفاتها ،بدليل :اذا عرى المادة عن االنحالل فال حياة لها
.2ما نسميه عقال او روحا او فك ار ليس اال شكال من أشكال المادة او مظه ار من
مظاهرها المتنوعه والظواهر النفيسه ليست اال وظيفة للمخ فسائر االفكار وااليرادات
والعواطف تتوقف على قوه المخ وعمله وحجمه وتركيبه
14
.1المادة لم يخلقها هللا وال االنسان بل هي قديمة أزلية ال تفنى ولكنه تغير في
األشكال فقط
.2هي موضوع العلوم المادية والحسية بأنواعها وفروعها المختلفة
تنبيه :المادية على هذا هي مذهب الحادي ينكر وجود شيء غير المادة ال يعترف
بآلهة وال بأرواح وال بمالئكة وال بجن وال بشياطين ،بل قالوا :ما كان وجود نفيس
منفصل عن الجسم مستقل عن المادة اال لغوا اختلقه فالسفة علم النفس ليس له قيمة
علمية
• ميزة مذهب الروحانية
.1ال شيء غير الروح وليست المادة اال ظاهر من الظواهر وال نستطيع أن ندرك
حقائق األشياء بحواسنا بل بعقولنا المجرد ،فكان إذن أن تكون حقيقة االشياء المدركة
بالعقل المجرد شيئا روحيا مجردا ،بعبارة أخرى :الموجود االول والحقيقي هو الفكر
واالشياء مظاهر تنتمي اليه وتدل عليه ( الروح أساس األشياء )
.2هي موضوع علوم الفلسفة والحكمة النظرية وكان على أرس هذه الموضوعات
البحث في وجود العلة االولى ،المحرك األول ،والخالق األعلى جل جالله
تنبيه :
-المذهب الروحاني بعد المذهب المادي فالعقل البشري شغوف بالغيب واالسرار
-أن المادة ال وجود لها من الخارج وإنما يخيل الينا أنها موجودة وال وجود إال
الروح والعقل
-والعقل فهو يطبع الصور في عقولنا وليست االراء واالفكار الخياالت باطلة بل
هي الموجودات الحقيقة التي ال تقبل التغير ( قالهما باركلي )
• ميزة مذهب اْلثنينية
.1له اساسان متحدان امتزج بعضهما ببعض وهما المادة والروح ،اذا له عن المذهبين
االولين الذاهبين الى ان هناك اساسا واحدا اما المادة وإما الروح
15
.2هذا المذهب دفع عنه فالسفة عظام ،ذهبا للثلج والمتدينين فاسبه بل فالسفة
اليونان ،والرواقيون ،ديكارت ،ولوتز ،فخته كلهم قالوا بهذا المذهب
.3ظله هذا المذهب صاحب السلطان في القرون الوسطى االتفاقه مع التعاليم
الدينية
.4الماده والروح هو اساس االديان كلها ،يقول هيجل :في رسالته الواحدية " كل
االديان الغابره والمذاهب الفلسفيه القديمه على هذا المذهب االفنيني تعتقد ان هللا
والعالم والخالق والمخلوق الروح والمادة عنصران منفصال بعضهما عن بعض تمام
االنفصالڜض
شهادة علماء المادة
• يقول نيوتن ( أعظم علماء الطبيعة ) :
" -ال تشكوا في الخالق ،النه مما ال يعقل ان تكون الضرورة وحدها هي قائدة الوجود
الن الضرورة عمياء متجانسة في كل مكان وزمان ال يتصور ان يصدر منها هذا
التنوع في الكائنات وال هذا الوجود كله ............ان هذا كله ال يعقل ان يصدر
اال من كائن ازلي له حكمة وارادة
-ان الحركات الحاليه للكواكب ال يمكن ان تنشا من فعل الجاذبيه العامه النه يجب
لكي تدور هذه الكواكب حول الشمس ان توجد يد إلهية تدفعها الى الخط الممارسة
لمداراتها يجب وجود سبب يعلم كميات المادة الموجودة في األجرام السماوات
المختلفة ( ،ثم القوه الخارقه ثم المسافات بين الكواكب وتوابعها ،وتقدير السرعة التي
يمكن ان تدور بها هذه الكواكب) ....
16
يقولون " :كيف نؤمن بشيء ال ندركه" ،هذه الطائفه مع ما لديه مما ذهبت ليس لها
دليل على إنكار الخالق سوى االستبعاد المجرد عن الدليل
لكن في مقابلة هذه القلة كثيرة كثرة من الفالسفة والمفكرين وجماهير الخلق وكذلك
الديانات ،وهذه الطائفة الثاني ة مع ما تذهب اليه من وجود الخالق ولديها من
االدلة والبراهين الكثيرة .واليك تصور تأمل الصوفية العلمية :ما من حركة او
سكون او ذرة صغيرة أو كبيرة اال وهي شاهدة ناطقة بوجود هللا ،متى غابه حتى
يطلب.
• ولما كانت االدلة والبراهين كثيره سنختار في هذا المقام ما هو أوضح وأنسب منهج
القران الكريم باختيار الدليل المسمى بدليل " العناية " وهي العناية االلهية والحكمة
الربانية التي تبدو في نظام الكائنات سائر المخلوقات من أمثلته :
-لو ذهبنا ننظر في قوله تعالى ( الذي احسن كل شيء خلقه وبدأ خلق االنسان من
طين * ثم جعل نسله من زالله من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه
وجعل لكم السمع واالبصار واالفئدة قليال ما تشكرون ) :فمحال ان تكون على
سبيل الصدفة من غير حكيم صانع العناية والحكمة التي ترى في سائر الكائنات
الموجودات
-قوله تعالى ( :وهللا خلق كل دابه من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من
يمشي على رجليه ومنهم من يمشي على أربع يخلق هللا ما يشاء ان هللا على كل
شيء قدير ) ( :الم يروا الى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن اال هللا
ان في ذلك اليات لقم يؤمنون )
لو ننظر الى ما في علم الحيوان من عجائبه في خلقه واجهزته الدمويه والهضميه
والعصبيه والتنفسيه وسائر الحيوانات من أنواعها وأجناسها وألوانها وأصواتها المختلفة،
وطريقة الحياة واألكل ونظام معيشتها ال ادركنا ان هذا التخصص والتمايز والتنوع
لم يكن اتفاقا وصدفه بل كان بصنع فاعل حكيم ليس من جنس الحوادث.
17
-لو ذهبنا ننظر الى ما في عالم النباتات من عجائب وسنن ونواميس تحير فيها
العقول كيف توضع الحب في االرض الرطبة فال تتلفها الرتبه والعفونه إلى غيري
ذلك من خصائص عندما تنمو وتكبر حتى تكون شجرة مثمرة تنفع للناس وجميع
نوامسها ونظامها الدقيقة .كما بينه تعالى ( :وهو الذي أنشا جنات معروشات وغير
معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه )
وقوله ( :ولم ترى أن هللا انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانه )
-لو ذهبنا الى عالم الكواكب من عجائب كيف أنها رفعت بال عمد او حبال تشير في
الفضاء بدقة ونظام في سيرها ال يرتبط بعضها ببعض نعلم من حركاتها عدد السنين
والحساب وااليام والليالي والشهور وتنوع بسبب سيرها الفصول السنوية من صيف
الى شتاء الى ربيع الى خريف وغير ذلك ألدركنا أن تخصيص كل فرد من أفراد
هذه الكواكب دليل قاطع على أ نه البد لذلك التخصيص من فاعل مختار عالم بالحكم
والمصالح قال تعالى ( :هللا الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على
العرش وسخر الشمس والقمر كله يجري الجل مسمى ) ( والشمس والقمر بحسبان
والنجم والشجر يسجدان والسماء رفعها وضع الميزان )
-الرياح :والهواء ( :هللا الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف
يشاء ويجعله كشفا فترى الودق يخرج من خالله فاذا اصاب به من يشاء من
عباده اذا هم يستبشرون )
-بحار انهار جبال ووديان وصحاري وصخور ومعادن و مستخرجات من باطنها
ومستخرجات من قشرتها السطحية ،والى ما في الماء من اجوبه وملوحه وجزر ومد
وتيارات سطحه وسلفيه وامواج كالجبال واخرى هادية
19