Professional Documents
Culture Documents
االعجاز البياني
يتمثل االعجاز البياني في فصاحة ألفاظه ،وبالغة معانيه ،وروعة نظمه ،وبداعه اسلوبه الخاص .يعتبر
االعجاز البياني في القران والسنة دلياًل قوًيا على صدق الرسالة االسالمية وأنها منبثقة من هللا .فاعتبره
المسلمون مصدًر ا رئيسًيا للتعليم والتوجيه الديني .في بحثنا سنتطرق الى معرفة ما هو االعجاز البياني
واهميته واركانه وجوانبه وبعض من اقوال العلماء.
.1البالغة وااليجاز:
ميز القرآن والسنة بالبالغة واإليجاز في التعبير ،يتم استخدام كلمات معينة وعميقة لنقل المعنى بشكل أعمق
وبأقل عدد من الكلمات .أيًض ا يتم استخدام التشبيهات والتكرار لتأكيد المعنى.
.2التمثيل البصري:
يستخدم القرآن والسنة التمثيل البصري والصور البديعة لنقل المعاني والمفاهيم بطريقة ملموسة .يتم
استخدام القصص واألمثلة والتشبيهات والصور الشعرية والمثل الشعري إليصال المعنى بطريقة تلخص
الرسالة وتترك انطباًعا قوًيا لتعزيز فهمنا للرسالة وتأثيرها على حياة القارئ أو السامع .من أبرز امثلة
التمثيل البصري قصة " آدم وحواء" ،حيث تم استخدام التمثيل البصري لوصف الجنة والشجرة المحرمة
والوصية التي تلقاها آدم وحواء من هللا .نقلت هذي القصة مفهوم العصيان والتوبة والتعلم من االخطاء.
.3الوضوح والدقة:
يتميز القرآن والسنة بالوضوح والدقة في التعبير ،يعد الوضوح والدقة جانًبا مهًما من االعجاز البياني في
القران والسنة .يستخدم لتوضيح األفكار والمفاهيم بشكل دقيق ومباشر لنقل المعاني بشكل مفهوم .العبارات
المباشرة والواضحة تجعل القرآن والسنة مفهومين للجميع .حتى ال يترك للقارئ او المستمع في حالة تردد
او شك.
.4الترابط والتناسق:
يتميز الترابط والتناسق في القرآن والسنة فيما بين اآليات واألحاديث ،يعد الترابط والتناسق من اهم سمات
االعجاز البياني في القران والسنة .حيث تتكامل المعاني وتتالحم في سياق واحد .يوجد تناغم وتكامل بين
الكلمات والعبارات في النصوص القرآنية والسنة النبوية.
قال أبو بكر الباقالني« :الذي ذهب إليه عامة أصحابنا -وهو قول الشيخ أبي الحسن o
األشعري في كتبه -أن أقل ما يعجز عنه من القرآن السورة ،قصيرة كانت أو طويلة ،أو ما
كان بقدرها؛ فإذا كانت اآلية بقدر حروف سورة ،وإن كانت سورة الكوثر ،فذلك معجز؛ ولم
يقم دليل على عجزهم عن المعارضة في أقل من هذا القدر؛ وذهبت المعتزلة إلى أن كل
سورة برأسها فهي معجزة».
قال أبو بكر الجرجاني« :خبرنا عما اتفق عليه المسلمون من اختصاص نبينا صلى هللا عليه o
وسلم بأن كانت معجزته باقية على وجه الدهر ،أتعرف له معنى غير أن ال يزال البرهان
منه الئحا معرضا لكل من أراد العلم به ،وطلب الوصول إليه ،والحجة فيه وبه ظاهرة لمن
أرادها ،والعلم بها ممكنا لمن التسمه؟ فإذا كنت ال تشك في أن ال معنى لبقاء المعجزة
بالقرآن إال أن الوصف الذي له كان معجزا قائم فيه أبدا».
قال شهاب الدين األلوسي« :وقد حازت بالغة القرآن من كل قسم من هذه األقسام أوفر o
حصة وأخذت من كل نوع أعظم شعبة فانتظم لها بانتظام هذه األوصاف نمط من الكالم
يجمع صفتي الفخامة والعذوبة وهما كالمتضادين فكان اجتماع األمرين فيه مع نبو كل
منهما عن اآلخر فضيلة ومنزلة جليلة وقد خص بذلك القرآن كما ال يخفى على ذوي الفطر
السليمة ومن كان له في علم البالغة إتقان».
إعجاز القرآن الكريم البياني ودالئل مصدره الرباني ،د .صالح الخالدي.
سر اإلعجاز في تنوع الصيغ المشتقة من أصل لغوي واحد في القرآن للدكتور عودة هللا منيع القيسي.
خصائص التعبير القرآني وسماته البالغية ،الدكتور عبد العظيم المطعني.
الترادف واالشتراك والتضاد في القرآن ،محمد نور الدين المنجد.
بالغة الكلمة في التعبير القرآني ،د .فاضل السامرائي.
:اهمية اإلعجاز البياني
أن هللا تعالى تحدى العرب جميعها بهذا القرآن المعجز ،فتحداهم بالبيان واألسلوب القرآني فطلب مهم اإلتيان بمثلة في
الفصاحة والبالغة واألسلوب المتفرد التي ال يمكن االتيان بمثلة ابدا ،وتتمثل هذه األهمية في أن اإلعجاز البياني عام وشامل
في القرآن الكريم كله في سوره ،وآياته ،والوجوه األخرى التي تكون موجودة في سورة ما ،وال تكون موجودة في األخرى
مثل اإلعجاز العلمي ،والغيبي ،وإن لب اإلعجاز البياني يرجع إلى النظم القرآني .ص65-64
.إن لإلعجاز البياني ثالثة أركان :األول التحدي :فقد ثبت عجز العرب عن مضاهاة القرآن وأن يأتوا بمثله على مر العصور
:الثاني
وجود الدافع عند المشركين األوائل ‘منذ أن بعث النبي إلى ان تقوم الساعة ،ألنه حين دعاهم النبي إلى هللا تعالى ،أيقنوا أن
بهذه الدعوة ستنتهي زعامتهم وسيفقدون مكانتهم ،ومن هنا كانوا في حاجة مأساة لمواجهة القرآن الكريم ،وان يأتون بسورة
واحدة على األقل لكنهم عجزوا عن ذلك تماما
:الثالث
.عدم وجود المانع عند المتحدي من قبول التحدي ،ويكون ذلك في ثالثة وجوه :من الناحية اللفظية ،والمعنوية ،والزمنية
أما من الناحية اللفظية :فقد كان العرب اسياد الفصاحة والبالغة ويشهد على بالغتهم وفصاحتهم ما احتوته كتب اللغة
بأنواعها ،من اشعارهم ،وخطبهم ،وأمثالهم ،إلخ .ص67
وأما من الناحية المعنوية :فقد كان العرب على مستوى عال في ذكائهم ،وفطرتهم ورجاحة عقلهم ،حيث بإمكانهم اإلتيان
بمثل القرآن لو كان كالم بشر لكن هيهات لهم ذلك فهو كالم هللا المنزل .ص68
وأما من الناحية الزمنية :كون أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة ،بل نزل في ثالث وعشرين سنة ،فلو نزل دفعة واحدة لقالوا
وان الوقت قصير ووسيطبون من النبي صلى هللا عليه وسلم أم يمهلهم بعض الوقت ،لكن الوقت طويل ولم يكن يمنعهم إال
العجز .ص68
:جوانب اإلعجاز البياني
.األول :جانب ظاهري :أي ألفاظ القرآن أو أسلوب القرآن ،وهو السلوب ميداني يخوض فيه الباحثون في اإلعجاز البياني
الثاني :جانب موضوعي :أي معاني القرآن ،والموضوعات فيه ،والمضامين ،والمناهج والعلوم فيه ،والنظم ،والحقائق،
والتشريعات التي يتضمنها .ص74
)) قالوا تاهلل تفتوا تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين( (
،ففي هذه الية نجد أن القرآن يعمد إلى ألفاظ ذات طابع ثقيل وخشن ،فيجمعها في نظم واحد متناسق
.فالكلمات في اآلية ( تاهلل ......تفتؤا......حرضا) ثقيلة بمفردها لكن مع انتظامها بالكلمات األخرى جعل الكلمات تقطر جماال و حسنًا
قيل يا نوح اهبط بسالم منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وامم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم((((
ففي هذه الية نرى تكرار الحرف الثقيل في آية واحدة ،ولكن تلطف ذلك الحروف الخفيفة
فقد تكرر حرف الميم 18مرة ،لكن حين ترتل القران فإنك ال تشعر بوجود حرف ثقيل تكررا كثيرا ،بل تشعر بتوازن اليات
.أما هنا جعل المعنى في قالب التمثيل والتجسيد ،ففي هذه الية صور لنا النفور الشديد من الدعوة للتوحيد واإليمان
)) ...إن الذي تدعون من دون هللا لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئًا ال يستنقذوه((
.هنا جاء التعبير البياني مصور لنا ومعبرا عن عجز اآللهة الباطلة وعدم قدرتها على خلق ذبابة أو أخذ حقها منها
ويكون التعبير البياني هنا في عرض هذا المشهد المألوف بشكل حي
الخاتمة
وفي الختام نحمد هللا الذي وفقنا في طرحنا لما اخترناه موضوعا لتكليفنا وهو
.اإلعجاز البياني
المراجع
https://ketabonline.com/ar/books/20320/read?part=1&page=1&index=92633
https://jfiags.journals.ekb.eg/article_277356_6861f750f63ba15d1a51760116c2ba6f.