Professional Documents
Culture Documents
• أصيل النقل :هو مأثور صالح للحجية من كتاب أو سنة أو قول صحابي أو تابعي بشرطه.
• أصيل الرأي :هو رأي صحيح ناشئ عن االجتهاد بعد استيفاء شروطه وتوفر ملكاته.
ثم نعرف الدخيل .فالدخيل نوعان أيضا ً :
• دخيل النقل :هو ما نقل من التفسير ولم يثبت نقله أو ثبت على خالف شرط القبول.
• دخيل الرأي :هو ما كان تفسيرا ً للقرآن من قبيل الرأي الفاسد.
ألوان أصيل النقل سبعة ،وهي :
ما كان تفسيرا ً للقران بالقران .1
ما كان تفسيرا ً للقران بالسنة الصالحة للحجية .2
ما كان تفسيرا ً بما أخذ حكم المرفوع من أقوال الصحابة .3
ما كان تفسيرا ً له بإجماع الصحابة والتابعين .4
>> هذه األلوان األربعة األول من التفسير يجب عند أهل الحق أخذها والتعويل عليها على هذا الترتيب
لكن بشرط اأال يتعارض أي منها تعارض حقيقيا ً يتعذر فيه الجمع مع المعقول القطعي ،فإن وقع مثل
ذلك التعارض وجب تأويل المنقول وطرح ظاهره ألجل المعقول في جميع هذه األلوان.
.5ما كان تفسيرا ً بما اختلف فيه الصحابة اختالفا ً ال يخفى معه وجه الصواب.
.6ما كان تفسيرا ً بما لم يعرف فيه من مأثور الصحابة كذلك إجماع وال اختالف.
1
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
.7ما كان تفسيرا ً بما كان له حكم المرفوع المرسل من مأثور التابعين واعتضد مع ذلك بمرسل آخر
أو نحوه من شاهد أو تابع أو تحقق في قائله شرط اإلمامة أي من أئمة التفسير.
>> هذه األلوان الثالثة األخيرة يترجح عند القوم األخذ بها في تفسير القرآن ترجحا ً فحسب لكن
بشرط أال تتعارض مع معقول ولو ظناياا ً ،وإال طرحت بالكلية أو طرحت ظواهرها على أقل تقرير
ألجل المعقول.
ألوان دخيل النقل تسعة ،وهي :
ما كان تفسيرا بسنة غير صالحة للحجية ويدخل تحت هذا اللون من التفسير : .1
أ – التفسير باألحاديث الموضوعة
ب – التفسير باألحاديث الضعيفة ،وال سيما إذا كان ضعفها مما ال ينجبر كأن كان بانخرام شرط
العدالة.
ما لم يثبت من مأثور الصحابة بأن كان موضوعا ً عليهم ،أو مرويا ً عنهم بسند ضعيف. .2
ما كان من مأثور الصحابة فيما ليس للرأي فيه مجال ،ولكن عرف عمن أثر عنه األخذ من .3
ال تعرف موافقة ذلك المأثور لما هو متقرر في القرآن أو السنة الثابتة ويدخل اإلسرائيليات بشرط أ ا
تحت هذا اللون :
أ – اإلسرائيليات المخالفة للكتاب أو ثابت السنة
ب – اإلسرائيليات التي ال تعرف لها موافقة وال مخالفة للكتاب والسنة بأن كان حديثها في شيء
ليس له في القرآن وال في السنة عين وال أثر..
ً
ما وقع فيه االختالف من مأثور الصحابة اختالفا تضل فيه الفكرة وال يهتدي إلى الصواب. .4
ما لم تثبت روايته عن التابعين بأن كان موضوعا ً عليهم كذلك أو كان ضعيف اإلسناد. .5
ما كان من اإلسرائيليات من مرسالت التابعين ،وإن وافقت الكتاب أو السنة الثابتة ما لم تعتضد .6
تلك الموافقة.
ما تعارض تعارضا ً حقيقيا ً يعتذر معه الجمع مما كان يجب األخذ به من األربعة األول السابقة في .7
ألوان أصيل النقل .لوال هذا التعارض نقول :ما يتعارض تعارضا ً حقيقيا ً من هذه األمور مع
المعقول القطعي فإن ظواهرها تكون من الدخيل وإنما األصيل تأويلها.
ما تعارض تعارضا ً حقيقيا ً كذلك مع المعقول ولو ظنيا ً من األمور الثالثة األخيرة السابقة في ألوان .8
أصيل النقل.
ما يتعارض تعارضا ً حقيقيا ً بتعذر معه الجمع كذلك مع ما هو أقوى منه من األقسام السابقة أي .9
في ألوان أصيل النقل مثل تعارض قول الصحابي مع السنة أو القرآن.
أصيل الرأي :
• فإن لم يجد بشيء من بيان ما يقصدون إلى بيان القرآن ال في الكتاب وال في السنة الثابتة وال في
المأثور الصالح للحجية من أقوال الصحابة أو التابعين ،اجتهد رأيه بعد تحصيل العلوم وتوفر
الملكات الالزمة لالجتهاد طبعا ً متوخ في ذلك أن بحمل مفردات النظم الكريم.
• فإذا كان هناك الضرورة المنطقية هي التي حملت حمالً على العدول عن الظاهر إلى التأويل .
والتأويل بطريقتين سواء كان يصير إلى تقدير المحذوف أو مجاز.
2
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
.2رأي منشأه تحريف النص وتعطيل الظواهر ( هذه للمعتزلة وبعض فالسفة المسلمين )
مثال :قوله تعالى (( إلى ربها ناظرة )) فيؤول المعتزلة كلمة " ناظرة " إلى " منتظرا ً " على
حسب عقيدتهم.
.3رأي منشأه الجمود والوقوف عند ظاهر النص مع طرح المعقول ( هذه للمجسمة ).
مثال :قوله تعالى (( يد هللا فوق أيديهم )) ،والمجسمة تحمل هذه اآلية على حقيقة ال على المجاز
ولو كان هناك ضرورة منطقية.
.5ما منشأه التعسف في استعراض المقدرة اللغوية أو اإلعرابية ( لبعض متنطع اللغويين وجهلة
النحويين)
مثال :قوله تعالى (( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة )) .هم يقولون أن كلمة " كافة "
ال للمشركين وهذا خطأ .فالصواب تكون حا ً
ال لواو الجماعة. في األول تكون حا ً
.6ما منشأه إبراز التكلف والغريب من أوجه اإلعجاز ول سيما العلمي ( لبعض المتعالمين بالعلوم
المعاصرة ).
مثال :هم يقولون أن نظرية االنفجار العظيم ( ) Big bang Theoryقد قاله تعالى في سورة
الذاريات . ٤٧ :والصواب أن القرآن أوسع من أن يكون معجز للعلمي فقط حتى ال يخطئ القرآن
حينما تغيرت النظرية بتطور الزمان ألن القرآن خالد وصالح لكل زمان ومكان.
3
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
.7رأي منشأه اإللحاد في آيات هللا والكيد لإلسالم ( وهو للباطنية وأمثالهم من البهائية والبابية
والقاديانية ).
مثال :قوله تعالى (( إنكم وما تعبدون من دون هللا حصب جهنم أنتم لها واردون )) .هم يقولون
أن عيسى وعزير والمالئكة والذين قد زكاهم هللا عبدوا من دون هللا ،هؤالء سيكون حصبا ً لجهنم.
الشبهة :قال تعالى (( إنكم وما تعبدون من دون هللا حصب جهنم أنتم لها واردون )) األنبياء ) ٩٨ :
<< هم يقولون أن عيسى وعزير والمالئكة والذين قد زكاهم هللا عبدوا من دون هللا ،وكلمة " ما " هنا
اسم الموصولة تفيد العموم فمن المفهوم هذه اآلية هؤالء سيكون حصب جهنم.
ردّها :
.1نعم ،كلمة " ما " هنا اسم الموصولة تفيد العموم فيطلق على ما يعبد ولكن قد خصصت هذه
الموصولة بآية أخرى أي بعدها (( إن الذين سبقت لهم مناا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) .وهناك
قاعدة :كل عام يمكن أن يخصص.
.2كلمة " ما " هنا تشير إلى غير عاقل فقط فال يشمل إلى من زكى هللا.
• مناقشة هذا الرد :
أحيانا ً كلمة " ما " تشير إلى العاقل وغير عاقل كما قال تعالى (( سبح هلل ما في السموات وما
في األرض )) وأيضا ً أحيانا ً جاء كلمة " من " تشير الى العاقل وغير عاقل كقوله تعالى ((..ومن
ا
فيهن.))..
4
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
.3تخصيص العقل :هذا المعبود سيكون حصبا ً لجهنم هو المعبود راض أي أحب أن يعبد أما عيسى
وعزير والمالئكة ال يكونوا راضيا ً .إذن ،هذه اآلية فال تتناول عيسى وعزير والمالئكة عليهم
السالم.
ً
>> كما في الحديث :فقال عبد هللا بن زبعري :أما وهللا لو وجدته لخصمته فسألوا محمدا كل ما
يعبدون من دون هللا في جهنم مع من عبده ،فنحن نعبد المالئكة واليهود عزيرا ً والنصارى تعبد
المسيح عيسى ابن مريم .فعجب الوليد ومن معه في المجلس من قول بن زبعري ورأوا أنه قد
احتج وخاصم فذكر ذلك لرسول هللا -صلى هللا عليه وسلم .-فقال (( :كل من أحب أن يعبد من
دون هللا فهو مع من عبده إنهم إنما يعبدون الشيطان ومن أمرهم بعبادته )).
>> وقوله تعالى (( :ومن يقل منهم إناي إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزى الظالمين ))
الشبهة أخرى من نمط األول :هم يزعمون أن محمد يعبد إلهين ال إلها ً واحداً ،أحدهما هو هللا واآلخر
هو الرحمن وتناقضه وتناقض قرآنه .وبالتالي تناقض مع أساس دعوته الذي هو التوحيد والنهي عن
الشرك في قوله تعالى (( :قل ادعوا هللا أو ادعوا الرحمن ))..
ردّها :
.1قد تعدد ت األسماء من مسمى واحد ،وكثرة األسماء تدل على شرف المسمى كقوله تعالى (( فله
األسماء الحسنى )).
.2أنهم قد متغافلون أو متناسون عن قواعد اللغة أو جهلوا في لغتهم وظناوا أن هللا شيء والرحمن
شيء آخر.
.3أو هنا لالختياري أي ادعوا هللا باسمه األعظم أو باسم وصفته الرحمن.
***
5
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
– 2تحريف الحديث :أصل الكالم موجود صحيح وقد قاله النبي ،ولكن حصل التغيير فيه.
مثل (( :إن هللا ال ينظر إلى قلوبكم ولكن هللا ينظر إلى صوركم )) >> هذا تحريف الحديث.
• على الرغم أن وقوع الوضع في الحديث مسألة بالفعل من البدهيات المتقررة حتى عند أصاغر العوام
فضالً عن المتخصصين من المحدثين.
س :متى نشأ الوضع في الحديث ؟
عندنا رأيان في تاريخ ابتداء الوضع :
.1القول األول :بدأ الوضع حوالي سنة ٤٠أو ٤١هجرية ولم يكن في عهد النبي -صلى هللا عليه
وسلم.-
6
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
األدلة :أ ) عدالة الصحابة ينفي الكذب على رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم.-
مرة ) لسارع الناس بكشفه أو النقد بهذا الوضع
ب ) لو وقع الكذب على النبي في عهد النبوة ( ولو ا
أو لنقله علينا وإال فال.
ج ) في هذه السنة ظهور فرق الثالثة يعني الشيعة والخوارج والجمهور مثل وضع غالة الشيعة
في الحديث للمدح آل البيت وفي هذه السنة وقوع الفتنة ألن قبلها لم يكن فيه اختالفا ً وهم في
مذهب واحد.
د ) إنما القول بظهور الوضع هو المقصود بجواز وقوع الوضع ولم يقل وقوع الوضع بالفعل عند
حياة النبي.
ه ) الحديث ال يصرح على وجود الكذب في زمان النبي بل المقصود في أمر أو زمان مستقبل
( فيما سيحصل وليس شيء قد حصل ).
.2القول الثاني :يمكن أن يكون الوضع في عهد النبي -صلى هللا عليه وسلم.-
األدلة :
أ ) عدالة الصحابة يجوز عليهم وقوع المعصية والكذب على النبي ألن العدالة ليست العصمة،
تصر على المعصية
ا ألن العصمة ال تكون إال لألنبياء والمالئكة فقط .والمقصود من العدالة ال
المخلدة في النار.
ي متعمدا ً فليتبوأ مقعده من النار )) هذا يشير إلى من كذب علىب ) قول النبي (( من كذب عل ا
النبي -صلى هللا عليه وسلم -في حياته.
ج ) أن العقل ال يمكن أن يقبل مجرد ظهور الفرق الثالثة لسارعت صناعة الوضع .كفاهم أنهم
بلغوا لنا الكتاب والسنة.
د ) الحديث الموضوع موجود في حياة النبي ولو كان نادراً.
الترجيح :
.1رجح المؤلف ( د .إبراهيم خليفة ) القول الثاني ،بأن الوضع في الحديث نشأ منذ عهد النبي -
صلى هللا عليه وسلم.-
.2ويرجح الدكتور سبتان والدكتور محمد رجب القول األول ،بأن الوضع في الحديث نشأ حوالي
٤٠أو ٤١هجرية عند ظهور الفرق الثالثة ووقوع الفتنة ولم يكن الوضع في حياة النبي -صلى
هللا عليه وسلم -ألن القول بأن صناعة الوضع بدأت من حياة الرسول هذا من كالم أحمد أمين
من المستشرقين.
ثم زاد الدكتور سبتان القول في ثناء المنزلة الصحابة إكراما ً من النبي -صلى هللا عليه وسلم -ومن هللا
لهم .أدلته بما يلي :
.1قوله تعالى (( :والسابقون األولون من المهاجرين واألنصار.............جنات تجري تحتها
األنهار )) كأن هذه المنزلة من األنهار هي األصل .وأما غيرها بمنزلة الفرع ألن اآلية (( جنات
تجري من تحتها األنهار )).
7
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
أسباب الوضع على رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -في التفسير وغيره
س :ما عالقة الوضع بالدخيل في التفسير ؟
ج :أن الوضع يقوم وظيفة التفسير القران بالسنة وهو دخيل عليه.
س :تحدث عن أسباب انتشار الوضع أو الدخيل بالتفصيل !
ج :أسباب الوضع على رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -في التفسير وغيره :
.1المكايدة لإلسالم بإظهاره في مظهر المجافا ة للعقل أو السذاجة المفرطة المستجلبة للسخرية
بها والزراية من كل من يسمعها.
مثل " :الباذنجان شفاء من كل داء " .هذا الوضع يظهر أن اإلسالم يخالف الحقائق العلمية
8
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
مثل :تدريب الراوي فقال :وقيل لمأمون بن أحمد الهروي أال ترى الشافعي ومن تابعه بخراسان.
فقال حدثنا أحمد بن عبد هللا حدثنا عبد هللا بن معدان األزدي عن أنس مرفوعا ً (( :يكون في أمتي
أضر على أمتي من إبليس ،ويكون في أمتي رجل يقال له أبو ّ رجل يقال له محمد بن إدريس
حنيفة وهو سراج أمتي )).
.5الشعوبية او التعصب للجنس ما
مثل :أن الدولة العباسية كما هو معروف في كتب التاريخ قامت على أكتاف الفرس ،فهنالك
ذكروا أعنى الفرس ما كان لهم من حضارة ودولة وتاريخ فوضع طائفة من جهلتهم وحاقديهم
والمتزلفين إليهم األحاديث في :
• فضل بالدهم • فضل أشخاص معينة منهم • فضل جنس الفرس
• وضع األحاديث في ذم العرب جنسا ً أو أشخاصا ً وكذلك وضع اآلخرون من العرب في عكس
ذلك وهلم جرا.
.6استرضاء الخلفاء بما يوافق هواهم
مثل :غياث ابن إبراهيم حيث وضع المهدي محمد بن المنصور عبد هللا العباسي والد هارون
الرشيد في حديث " :ل سبق إلّ في نصل أو خف ،فزاد فيه " أو جناح " وكان المهدي إذ ذاك
يلعب الحمام فأمر له ببدرة يعني عشرة آالف درهم فلما قفى قال أشهد على قفاك أنه قفا كذاب
ثم ترك الحمام ،بل وأمر بذبحها وقال :أنا حملته على ذلك ،ذكره أبو حيثمة.
.8أن يعرض لمن ل دين له عارض من غضب أو حرج في استفتائه ( عما يجهل يحمله ذلك
مع خفة دينه على افتراء الكذب عليه -صلى هللا عليه وسلم) -
مثل :ما أسند ه الحاكم عن سبق بن عمر التميمي قال :كنت عند سعد بن طريف فجاء ابنه من
الكتاب يبكي فقال :ما لك ؟ ،فقال :ضربني المعلم ،قال :ألخزينهم اليوم .حدثني عكرمة عن
ابن عباس مرفوعا ً " معلمو صبيانكم شراركم وأقلهم رحمة لليتيم وأغلظهم على المسكين ".
.9ما عبر صاحب تنزيه الشريعة فقال (( الصنف الثالث )) ،يعني القوم الذين أخذوا الحديث ضعةً
وتسوقا ً حتى أن أحدهم يسير عامة الليل في الوضع :كأبي البختري والحسين بن علوان وسليمان
ابن عمرو النخعي.
أضر األسباب جميعا لخفائه التطرف في حب الخير للناس مع السذاجة والجهل لسبيل .10
الدعوة الصحيحة إلى هللا
9
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
• معنى " حسبة " هنا :طلب األجر عند هللا ( في زعمهم الفاسد ) .وهذا أضر السبب ألنه
تقبل موضوعاتهم ثقة بهم.
مثل :ما وقع لطائفة من جهلة المتورعة حين رأوا الناس قد قل إقبالهم على كثرة العبادة وقراءة
القرآن فوضعوا لهم أحاديث تحملهم على شدة الرغبة في ذلك ،كأن لهم فلسفة الميكيافل المعروفة
" الغاية تبرر الوسيلة ".
مثل :ما وضع حسبة ما رواه الحاكم بسنده إلى أبي عمار المروزي أنه قيل ألبي عصمة نوح
بن مريم :من أين ذلك ؟ عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند
أصحاب عكرمة هذا ؟ فقال (( :إنّي رأيت الناس انشغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق
فوضعته حسبة )) .وكان يسمى "نوح الجامع " .قال ابن حباان :جمع كل شيء إال الصدق.
أن يحمل حب الشهرة والظهور على وضع أسانيد لبعض األحاديث غير أسانيدها .11
الحقيقية لتستغرب وتطلب.
• قال ابن عراق " :قوم حملهم الشهرة ومحبة الظهور على الوضع ،فجعل بعضهم لذي
اإلسناد الضعيف إسنادا ً صحيحا ً مشهورا ً ،وجعل بعضهم للحديث إسنادا ً غير إسناده
المشهور ليستغرب وتطلب.
• ومنهم من كان يدعي سماع ما لم يسمع .قال ابن الجوزي :حدث عبد هللا ابن اسحاق
الكرماني عن محمد بن يعقوب ،فقيل له :مات محمد قبل أن تولد بتسع سنين.
هذه هي أشهر أسباب الوضع المعتمدة ،ولعلك قد الحظت في جميعها أنه كان مصحوبا باستغالل تمكن
حب وتعظيم رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -واالنصياع لجميع ما ينسب إليه من النفوس ،كما الحظت
في معظمها أنه كان مصحوبا ً مع ذلك إما بجهل الواضعين أو بضعف الوازع الديني عندهم أو بكليهما.
وقد يقع في الحديث المحدث من الوضع ما لم يتعمده أصالً كأن يغلط أو يختلط أو يسوء حفظه أو يدس
عليه في كتبه بدون علم منه ما هو منه براء أو كأن يذكر المحدث سندا ً لحديث ثم يسكت قبل أن يملي
الحديث أو يشغله شاغل فيتكلم بكلمة أخرى ال يقصد كونها حديثا ً فيظن من سمعه أنها الحديث الذي ساق
له الشيخ ذلك السند من قبل.
ومهما يكن من شيء فإن هؤالء وأولئك قد وضعوا رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -قدرا ً كبيرا ً من
األحاديث لكن عناية هللا بدينه كانت لهم بالمرصاد ،فقضيت لهذا الدين من صيارفة السنة وأعالم الرواية
من نقي عنها انتحال المبطالت وبهتان الكاذبين ،وهللا متم نوره ولوكره الظالمون.
فاحصوا األحاديث الموضوعة وكشفوا لنا الغطاء عن واضعيها وبينوا أمثل الطرق لمعرفة وضعها
وصنفوا في إحصا ئها المصنفات العديدة التي لم يبق معها التباس ألمر هذه األحاديث على أحد من أهل
العلم وهلل الحمد فجزاهم هللا عن مجهودهم العظيم أحسن الجزاء.
10
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
أقر المقر بوضعه ما سبق لك في الحديث عن عائشة أسباب الوضع من اعتراف كل من أ ) ما ا
أبي عصمة نوح بن أبي مريم ( أنظر في الكتاب ص ) ٢١٨ :وميسرة بن عبد ربه وشيخ عبادان
أو بزيغ أو مخلد بوضع ما وضعوه من أحاديث فضائل السور.
ب ) وكذلك ما حدث به البخاري في تاريخه األوسط ،قال :حدثني يحيى األشكري عن علي بن
حدير ،قال :سمعت عمر بن صبح يقول :أنا وضعت خطبة النبي -صلى هللا وسلم -إلى غير ذلك
من المثل.
.2أن ينفرد برواية الحديث را ٍو معروف بالكذب لدى علماء الجرح والتعديل بحيث ل يشاركه في
رواية هذا الحديث أحد من الثقات.
مثل :حديث ( أن ابن عباس قال :سألت النبي -صلى هللا عليه وسلم -عن الكلمات التي نلقاها آدم
ال ثبت عناي فتاب عليه ) .قالمن ربه قال :سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إ ا
الدار قطني تفرد به عمرو بن ثابت ،وقد قال يحيى :إنه ال ثقة وال مأمون ،وقال ابن حبان :
يروي الموضوعات .وكون عمرو هذا رافضيا ً.
( قال الدكتور سبتان :في هذا الصدر أن عمرو را ٍو كذاب )
.3وبعد فإن من قبيل ما هو بمنزلة اإلقرار بالوضع كذلك وما نبهنا إليه البحث في التاريخ من
ادعاء طائفة كذبا وزورا أنهم صحبوا رسول هللا -صلى هللا وسلم -سمعوا منه ،مع أن واقع
األمر ليس كذلك.
مثل :قال صاحب تنزيه الشريعة :ذكر لجماعة من كذابين ادعوا لقاء النبي -صلى هللا عليه
وسلم -من بابه مكلبة بن ملكان الذي ذكره ابن الجوزي فمنهم سرباتك الهندي أي ملك الهند.
وقال الحافظ ابن حجر في اللسان :وجاء ذكره من وجه آخر أورده أبو حامد أحمد بن محمد بن
إبراهيم الخليل البغوي بسنده إلى مظفر بن أسد الحنفي المتطيب قال :سمعت سرباتك الهندي
ال من ملك الحبشة ،وكان مرة ،قدمت عليه رسو ً يقول :رأيت رسول هللا بم اكة ا
مرتين وبالمدينة ا
لي حين قدمت عليه أربعون وستون سنة ،وكان ربعة من الرجال ليس بطويل بائن وال قصير،
أحسن الناس وجها ً .قال مظفر :ومات سرباتك سنة ست وثالثين وثالثمائة وهو ابن ثمانمائة سنة
وأربع وتسعين سنة .قال الحافظ :إذا أضيف إلى ما ذكر من عمره عند وفاته إلى المداة التي من
سنة الهجرية إلى سنة وفاته ظهرت مجازفة مظفر بن أسد وغفلته عن تناقضه في مقدار عمره
فإنه إنما يكون ابن سبعمائة وبضع وتسعين فكأنه غلط بمائة سنة.
11
دخيل في التفسير ٢٠٢١ / ٢٠٢٠
على ركة المعنى .فحيثما وجدت دل على الوضع وإن لم ينضم إليه ركة اللفظ ألن هذا الدين كله
محاسن والركة ترجع إلى الرداءة وقال :أما ركاكة ال لفظ فقط ،فال تدل على ذلك الحتمال أن
يكون رواه بالمعني فغير ألفاظه بغير فصيح ،نعم إن صرح بأنه من لفظ النبي فكاذب.
مثل :في أصول الحديث بخبر أربع ال يشبعن من أربع أنثى من ذكر وأرض من مطر وعين من نظر،
وأذن من خبر؛ قال :وهو کالم على إطالقه باطل مع التأمل.
قال المؤلف :أما هذا الخبر فقد ذكره صاحب كشف الخفاء بلفظ ( أربع ل يشبعن وفي لفظ ل تشبع –
من أربع ) :
عين من نظر ● • أرض من مطر
عالم من علم ● • أنثى من ذكر
ثم علق عليه قائالً رواه الحاكم في تاريخ نيسابور وأبو نعيم عن أبي هريرة مرفوعاً ،وزاد في الدرر
فالزركشي وابن عدي عن عائشة ،وقال :منكر.
***
12