Professional Documents
Culture Documents
الدخيل في التفسير:المادة
-نشأة الدخيل)1 :نشأ الدخيل عن عصبية جاهلية تقصد بذلك:إسقاط ُحجية القرآن واالنتصار لمعبوداتهم الوثنية من
خالل شبهات صنعوها ،واستمر ذلك ُمدة رسالته صلى هللا عليه وسلم.
)2ظهر لون آخر بعد ذلك من الدخيل وهو الفهم الخاطئ لبعض نصوص القرآن عن حسن قصد وجهل باللغة.
)3ثم ظهر الدخيل في التفسير من خالل حدة الغضب إلى المغالطة بعض اآليات.
)4ثم بعضهم يدفعه كفره وإلحاده في آيات هللا ومكايدته لإلسالم.
)5ثم بعضهم يدفعه زهده الجاهل وورعه إلى هذا اللون بعينه ،فيرى الناس الذين انشغلوا عن القرآن فيضع لهم األحاديث
التي تُرغبهم في فضائل القرآن.
)6وبعضهم يدفعه تساهله الناشئ عن خفّة عدالته أو قلّة ضبطه إلى حمل بعض اآليات على مقتضى أحاديث ضعيفة.
)7وبعضهم يتساهل بإدخال اإلسرائيليات بل اإلكثار منها أحيانًا في توجيه النصوص.
)8وبعضهم تحملهم قلّة علمهم واختالل شروط االجتهاد على أن يقولوا في كتاب هللا آراء من أنفسهم بعيدة عن الحق.
-الحديث الموضوع :هو أشد خطورة على اإلسالم ،فالعامة يأخذون بما ورد في الحديث وينقلونه لغيرهم ويعملون به
ويعتقدون اعتقادًا جاز ًما أنه صحيح.
-العالمات التي تدل على أن الحديث الموضوع :مخالفته ألصل القرآن والسنة واإلجماع ،وذلك في المتن ال في السند،
وذلك مثل(إذا قُرئ عني حديث فأعرضوه على كتاب هللا فإن وافقه فخذوه ،وإن خالفه فردّوه) وهو حديث موضوع
لمخالفته قوله تعالى{و َما آتَاكُم الرسُو ُل فَ ُخذوهُ و َما نَ َهاكُم َ
عنه فَانتَهوا}.
-متى يكون لرواية الصحابي حكم الرفع؟ إذا كانت الرواية في أمور ثالثة(في أسباب النزول-الناسخ والمنسوخ-تعيين
بعض ُمبهمات القرآن الكريم).
-متى يكون لرواية التابعي حكم الرفع؟ إذا تم تعضيده بمرسل آخر معروف بعدالته.
1
الطالبه/مريم محمد بدر
[ ِبدع التفاسير اللغوية]
-البدعة لغة:مصدر يدل على هيئة الفعل،وهو إحداث ٍ
أمر في الدين على غير مثا ٍل سابق.
حا :ما أحدث فعله بعد زمن النبي صلى هللا عليه وسلم ودخل تحت عام اقتضى التحريم أو الكراهة.
-البدعة اصطال ً
-أنواع البدعة:بدعة محمودة أوحسنة – بدعة مذمومة.
البدعة المحمودة :ما أحدث فعله بعد زمن النبي صلى هللا عليه وسلم ولم يدخل تحت نطاق النهي ودخل تحت نطاق
سا على فعل فعله النبي صلى هللا عليه وسلم، اإلباحة قيا ً
سن بالل بن رباح رضي هللا عنه وذلك مثل :إجماع الصحابة على صالة التراويح في رمضان – تدوين العلوم الشرعية – ّ
صالة ركعيتن بعد الوضوء – قول رفاعة بن رافع رضي هللا عنه وهو يصلي وراء النبي صلى هللا عليه وسلم بعد القيام
كثيرا طيبًا مبار ًكا فيه" ،فلما انتهت الصالة سأل النبي صلى هللا عليه وسلم عن قائل تلك
ً من الركوع":ربنا ولك الحمد حمدًا
علِم النبي صلى هللا عليه وسلم قائلها قال":رأيت بضعة وثالثين مل ًكا يبتدرونها أيّهم يكتب ّأول".
الكلمات ،فلما َ
= من هنا نعلم أن ما تركه النبي صلى هللا عليه وسلم ولم يفعله تعتريه األحكام الشرعية الخمسة[:فرضًا ،سنةً ،محر ًما،
مكروهًا ،مبا ًحا] ،وطريق معرفة حكم ما تركه النبي صلى هللا عليه وسلم ولم يفعله:أن يُعرض على قواعد الشرع وأدلته
العامة ،ففي أي حكم اندرج تحته فهو حكمه.
البدعة المذمومة :ما أحدث فعله بعد زمنه صلى هللا عليه وسلم وشهد الدليل بتحريمه،كالقول بفرضية المسح على
الرجلين دون غسلهما ،فهو مخالف لقوله تعالى{فاغسلوا وجوهكم وأيد َيكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى
الكعبين}،فهو دا ّل على فرضية غسل الرجلين إلى الكعبين،
)بالجر فهي لبيان جواز المسح على الخفّين فقط.
ّ أما قراءة(األرجل
-ال تكون بدعة ُمحرمة منه ًيا عنها إال إذا لم يكن لها دليل خاص ولم تدخل تحت دليل عام ،فكل ما يدخل تحت دليل عام
فليس ببدعة وإن لم يكن فعله النبي صلى هللا عليه وسلم أو أصحابه رضي هللا عنهم ،وهذا معنى قوله صلى هللا عليه
وسلم"كل ُمحدثة بدعة وكل بدعة ضاللة وكل ضاللة في النار" ،وقوله صلى هللا عليه وسلم"من أحدث في أمرنا ما ليس
منه فهو رد".
-عدم فعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لش ٍئ فال يعني النهي عنه على اإلطالق،
وهذا ما قررته القاعدة(الترك ال يدل على التحريم) ،وعلى هذا فقراءة القرآن عند الميت وقراءة القرآن قبل صالة الجمعة
وصالة التراويح أكثر من ثمان ركعات واالحتفال بليلة اإلسراء والمعراج واالحتفال بالمولد النبوي الشريف وغيرها :فليس
هناك دليل ينهى عنها ال سيما أنها داخلة في مشرويعة عامة.
-األسباب التي أدت إلى الوقوع في ِبدع التفاسير اللغوية كثيرة ،منها:
)1الجهل بقواعد اللغة وأوضاعها:فقد تصدّى لتفسير كتاب هللا تعالى جماعة من الذين ليست عندهم أهلية تا ّمة
وحرفوا الكلِم عن مواضعه،ّ للتفسير ،فأخطأوا في التأويل
مثال ذلك:ما ُحكي عن سفيان بن عُيينة في تفسير قوله تعالى{واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرج ٌل
ضون من الشهداء أن تض ّل إحداهما فتُذ ّكر إحداهما األخرى} ،فقد فسّر"فتُذ ّكر إحداهما األخرى" وامرأتان ممن تر َ
ذكرا ،يعني أنهما إذا اجتمعتا كانتا بمنزلة الذكر ،يقول الزمخشري(إن هذا الكالم من ِبدع بمعنى:تجعل إحداهما األخرى ً
ذكرا شئ غير مألوف في لغة العرب، التفاسير) فهذا التفسير غريب من جهة المعنى؛ ألن التذكير بمعنى جعل األنثى ً
فالتذكير هنا مقابل النسيان.
وانتصارا للمذهب :فقد لجأ كثير من أصحاب الفرق إلى القرآن الكريم لتأييد ً )2التعسف في التأويل اتباعًا للهوى
صا يخالف مذهبهم قاموا بتأويله وارتكبوا في سبيل ذلك مخالفات ما يعتقدون من عقائد وآراء ،فإذا وجدوا في القرآن ن ً
صا يثبت صفة من هذه الصفات لجأوا إلى شنيعة ،مثال ذلك:أن المعتزلة ينفون صفات هللا تعالى ،فلو وجدوا في القرأن ن ً
انتصارا للمذهب ،فقوله تعالى{وكلّم هللا موسى تكلي ًما} قالوا أن هذه اآلية ال داللة فيها على إثبات صفة الكالم هلل
ً التعسّف
تعالى ،ألن (كلم) هنا بمعنى جرح،أي وجرح هللا موسى بأظفار المِ حن ومخالب الفتن ،لكن الزمخشري قال(أن ذلك من ّ
بِدع التفاسير) فإن المعتزلة أنكروا الكالم القديم الذي هو صفة الذات؛ إذ ال يثبتون إال الحروف واألصوات قائمة بذات هللا
تعالى ،لكن الزمخشري أبطل جحدهم بخصوصية موسى عليه السالم في التكليم إذ ال يثبتونه إال بمعنى سماعه حروفًا
وأصواتًا قائمة ببعض األجرام.
)3عدم مراعاة سياق الكالم :فقد تعسّف قوم في تأويل القرآن الكريم؛ألنهم لم يُراعوا سياق الكالم ،فجاءوا لنا في
التفسير كالم متنافر األجزاء،
مثال ذلك:ما نُقل عن النضر بن شميل وهو إمام من أئمة اللغة ،فقد فسّر قوله تعالى{ َ
سنَ ِس ُمه على الخرطوم} بأن الخرطوم
هوالخمر،وأن معنى اآلية سنحدّه على شربها،قال الزمخشري(في هذا التفسير تعسف) وقال األلوسي (إن هذا التفسير
تنفيه الرواية والدراية معًا ،أما الرواية فألن هؤالء الكفار ماتوا قبل تحريم الخمر وأن الوليد بن المغيرة الذي نزلت
اآلية في شأنه لم يحد على شرب الخمر ،أما الدراية:فألنه تفسير يؤدي إلى تعقيد اللفظ وفوات فخامة المعنى)،
وأن المعنى الصحيح لآلية الذي يتناسب مع السياق :سنجعل له سمة وعالمة على الخرطوم أي األنف وهو كناية عن
ً
وإذالال له في غاية اإلذالل ،والضمير يعود على الوليد بن المغيرة ،وقد خطم بالسيف يوم بدر فبقيت سمة على خرطومه
الدنيا ،وقيل:هذا وعيد له بأمر يكون في اآلخرة ،وهو أنه يوسم يوم القيامة على أنفه يُعرف بها كفره.
-مثل قوله تعالى{ َمن ذَا الذي يَشفَ ُع عِن َده إال بإذنِه} فقالوا( َمن)شرطية وتعني:من ذل أي من ال ُذ ّل – (يشف)من الشفا وهو
جواب من – (ع)أمر من الوعي [وقد فسّرها بتلك الطريقة رجل من المعتزلة فأفتي بأنه ملحد].
والتفسير الصحيح :أن (من)استفهامية بمعنى النفي ،والمراد:أنه ال يشفع أحد إال بإذن هللا تعالى.
س ً
بيال} فقالوا(سل سبيال) إنه أمر للنبي صلى هللا عليه وسلم وألمته بسؤال السبيل عينًا فيها تُس ّمى َ
سل َ -ومثل قوله تعالى{ َ
ي رضي هللا عنه. إليها ،ونسبوه إلى عل ّ
والقول الصحيح :أن السبيل هو الشئ المأخوذ من السالسة ،فكذلك العين في الجنة ينزل الماء منها بسهولة ويسر في الحلق
وهو نوع من التنعيم.
)2تفسير اللفظ بغير ما يدل عليه في لغة العرب :فذلك يؤدي إلى الخطأ في التأويل وتحميل القرآن مال تحتمل من المعاني،
وم نَدعوا كُ ّل أ ُ ٍ
ناس بإمامِ هم} :فقالوا أن (إمام)جمع أ ّم -مثل ما روي عن محمد بن كعب القرظي في تفسير قوله تعالى{يَ َ
وأن الناس يدعون يوم القيامة بأمهاتهم ال بآباءهم[ ،وأن الحكمة من الدعاء باألمهات دون األباء :رعاية حق سيدنا عيسى
عليه السالم لوالدته من غير أب – وإظهار شرف الحسن والحسين – وأال يفتضح ولد الزنا الذي ينادي باسم أمه]،
سترا منه على عباده. واستدلوا على قولهم بحديث:إن هللا يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم ً
والرد على ذلك كله :إن إمام جمع أم غير شائع وإنما المعروف أمهات – وفي خلق عيسى بدون أب كرامة له – إظهار
خير من أ ّمهما –أما افتضاح أوالد الزنا فال فضيحة إال لألمهات وال ذنب لهم في شرف الحسنين بدون ذلك أت ّم ألن أباهما ٌ
ذلك – يقول النبي صلى هللا عليه وسلم"إذا جمع هللا األولين واآلخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء ،فيقال هذه غدرة
فالن ابن فالن" ،فهذا الحديث يدل على أن الناس يُدعون بآباءهم ال بأمهاتهم.
ت واألرض} قالوا في(كُرسيّه)أي علمه ،واستدل المعتزلة على ذلك ببيت من {و ِس َع كُرسيّهُ السموا ِ
-ومثل قوله تعالى َ
الشعر[وال يُكرسئ علم هللا مخلوق] أي ال يعلم علم هللا مخلوق ،والغرض من تفسير اآلية بتلك الطريقة هو إنكار أن يكون
هلل تعالى كرسي.
والتفسير الصحيح :أن الكرسي جسم عظيم بين يدي العرش محيط بالسموات واألرض كما يعتقد أهل السنة والجماعة وال
يعلم حقيقته إال هللا تعالى.
عصى آد ُم ربَّهُ فَغَوى} فقالو(غَوى) َبشم من كثرة األكل [وقد حكم الزمخشري على هذا بأنه خبيث
{و َ
ومثل قوله تعالى َ
ألنه نُسب إلى سيدنا آدم عليه السالم الشره وهو دال على الدناءة].
والتفسير الصحيح :غوى بمعنى ضل عن طريق الصواب.
)4تفسير لفظ بمعنى ُمستهجن ال يصح حمل القرآن عليه :فمثل هذه المعاني القبيحة يجب تجنّبها في التفسير،ال
ضهم ودِيارهم وأموالهم وأرضًا لم تَطئوها} قالوا أن المراد باألرض الثانية:نساء بني{وأورثَكُم أر َ
َ -ومثل قوله تعالى
قريظة[ ،وقد ع ّد الزمخشري هذا من بِدع التفاسير].
والمعنى الصحيح :هي األرض الحقيقية ال المجاز ،فقيل :أرض خيبر أو مكة أو أرض الروم وفارس ،وقيل :هي ما ظهر
عليه المسلمون إلى يوم القيامة.
عم ٌل ُ
غير صالِح} فقالوا(ليس من أهلك أنه ابن الزنا) ،وهذا القول -مثل قوله تعالى{قا َل يا ُنوح إنّه لَ َ
يس مِن أهلِكَ إنّه َ
إن ابني مِن أهلِي} فاشتمل كالمه على نسبة االبنح ابنَه} فنسب االبن إليه ،وقوله أيضًا{ربّ ّ مردود بقوله تعالى{ونادى نو ٌ
بنبوته ونفى أنه من أهله الناجين،
فأقر ّ
إليه وأنه من أهله ،فردّه هللا تعالى عليه(إنه ليس من أهلك) ّ
ّ
زوجاتهن يزنين ويَحملن من سفاح. ي قط) فال يجوز في حق األنبياء أن يكون وصدق من قال(ما بغت امرأة نب ّ
والمعنى الصحيح:أنه كا ابنه ولكن كان مخالفًا في النية والدين والعمل.
ي يوحى إأليه وال يُنب ّهه هللا عليه ،وهذا محال ألن هللا تعالى غيور ،قال صلى هللا عليه
)5ال يجوز أن يقع الزنا في بيت نب ّ
وسلم"إن هللا عزوجل يغار،وغيرة ُ هللا أن يأتي المؤمن ما ّ
حرم هللا عليه".
)6أن من الشروط التي يجب وجودها في الرسول :الفطنة والذكاء ،والذي يقع الزنا في أهله يكون بالغًا في الغفلة
والبالهة ،وال يجوز للرسول أن يكون كذلك.
عار بسببه ،لكن زناها يعيبها ويعيب أهلها ألن سببه الشهوة والدناءة وسوء )7إن كفر المرأة ال يعيبها وال يلحق زوجها ٌ
النية ،فيجوز أن تكون زوجة النبي كافرة وال يجوز أن تكون زانية.
صب}،)1استحداث قراءات لم يقرأ بها :مثل ما ُنسب إلى بعض الشيعة في تفسير قوله تعالى{فإذا َف َرغتَ فان َ
ي بن أبي طالب لإلمامةفانصب عل ِّ فقرأوا(فانصب) بكسر الصاد،والمراد بذلك عندهم:إذا فرغت يا محمد من أداء الرسالة
ِ
وهم بذلك ينتصرورن لمذهبهم،
وهذه القراءة باطلة وقد علّق عليها اإلمام الزمخشري بأنها من ِبدع التفاسير ،والقراءة الصحيحة المتواترة هي(فانصَب)
صبًا إذا تعب،
صب ينصب ن َ بفتح الصاد ،من ن َ
والمعنى الصحيح :إذا فرغت من عبادة فاتعب في عبادة أخرى أو إذا فرغت من الصالة فانصب في الدعاء.
)2رد بعض القراءات الصحيحة :مثل ما ذكره ابن عطية في تفسير قوله تعالى{وات ُقوا هللا الذي تَسائلُونَ ب ِه واألر َحام}،
فقد قرأ حمزة كلمة (األرحام) بالجر ،وقال هذه القراءة عند رؤساء النحويين من البصرة ال تجوز؛ألنه ال يجوز عندهم أن
يعطف ظاهر على مضمر مخفوض(به) -وقال أيضًا:أن هللا تعالى عندما ذكر التساؤل في اآلية هي من باب الحض على
تقواه ،فذكر األرحام ليس له فائدة -وقال أيضًا :ذكر األرحام في اآلية على قراءة حمزة مقررة للقسم ،وهذا مخالف
للحديث(من كان حالفًا فليحلف باهلل أو ليصمت).
الرد على كالم ابن عطية:
القراء السبعة لم يقرأ هذه القراءة على حسب رأيه بل قرأها بنا ًء على سماعها من الثقات الذين -أن حمزة وهو أحد ّ
سمعوها من النبي صلى هللا عليه وسلم.
-ما ذكره ابن عطية من امتناع العطف على الضمير المخفوض إنما هو مذهب البصريين فقط ونحن لسنا ُمتعبدّين
باتباعهم.
-أن قراءة حمزة ال يلزم توجيهها على أساس العطف ،فال يجوز أن تُوجّه على القسم من هللا تعالى ،فتكون الواو للقسم
علَيكُم َرقيبًا).
والمقسم عليه(إن هللا كان َ
-أن ما ذكره ابن عطية من ذكر األرحام ال فائدة فيه في الحض على التقوى فهو كالم خاطئ ،فإن في األرحام يُراد بها
القرابات التي كانت بين الرسول صلى هللا عليه وسلم والعرب ،ولهذه القرابات أثر في الحض على تقوى هللا تعالى.
-هناك من أخذ تلك القراءة على مذهب الكوفيين وهو القائل بعطف الظاهر على الضمير المخفوض خالفًا لرؤساء أهل
البصرة ،كذلك استدلوا بإجازة هذا األمر على مذهب سيبويه القائل بجوازه في الشعر العربي.
ثالثًا ما يتعلق بالقواعد النحوية :وهي التي تتعلق باإلعراب التي وقع فيها بعض ال ُمعربين لبعض ألفاظ القرآن،
وذلك من تخريجات نحوية مضطربة شاذة أو ضعيفة أدت غلى خلل في معاني التنزيل،
صرا َ
طكَ ال ُمستقيم} فقالوا أن(ما)استفهامية ،أي فبأي شئ أغويتني، دن َلهم ِ
أغويتَني ألقعُ ّ
مثل قوله تعالى{قال فبِما َ
وهذا اإلعراب ال يصح ألمرين :كون (ما)االستفهامية بعد حرف الفاء ال يجوز؛ ألنه بتقدير ذلك يكون إبليس سأل ربه:بأي
شئ أغواه وأضلّه – أن(ما)االستفهامية إذا وقعت بعد حرف الجر فإن "ألفها" تحذف مثل(ع ّم يتسائلون) فإثباتها في تلك
الحالة قليل شاذ .والصواب أن(ما)هنا مصدرية،والباء للسببية ،والمعنى :فبسبب إغوائك إياي ألقعدن لهم على طريق
المارة به.
ّ اإلسالم كما يعترض العدو على الطريق ليقطعه على
-حكم التوسل عند اإلمام الترمذي:فقد حكم بكونه صحي ًحا بحديث الضرير الذي أتى النبي صلى هللا عليه وسلم ليدعو هللا
ِبر ّد البصر إليه ،فأمر أن يُحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء:اللهم إن أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى هللا عليه وسلم
ي الرحمة ،إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى ،اللهم فشفّعه في.نب ّ
حقيقة التوسل التي ت ُخرجه من دخيل الرأي إلى كونه عبادة مشروعة :أال يكون توس ًّال بالذات البشرية التي
هي الطول والعرض وغيره ،بل يكون بالمعاني الروحيى كـإيمان العبد وصدقه وإخالصه وغيره،فبها يكون التوسل إلى
هللا تعالى.
-حكم التوسل:هو في عمومه مشروع؛ألنه نوع من أنواع الدعاء والدعاء مشروع ،قال تعالى{وقا َل ربّكم ادعُوني
الوسِيلَةَ}
أستجب لَكُم} وهو ليس بواجب على كل مسلم ،والدليل على مشروعيته{يا أيّها الذين آمنُوا اتَقوا هللا وابتَغُوا إلَيه َ
ِ
والخالف في مشروعية التوسل إنما هو في الطريقة التي يكون بها اإلنسان أو في األسلوب الذي يتبعه،
)1ما تم االتفاق على جوازه من القدماء والمحدثين[:التوسل بذات هللا تعالى"ق ِل ادعوا هللا أو ادعوا الرحمن" – التوسل
ي الصالح"مثل حديث الضرير" – التوسل بالعمل الصالح"مثل الثالثة الذين دخلوا الغار فوقعت الصخرة فسدّت بالح ّ
المخرج فدعو هللا بصالح أعمالهم"].
)2ما تم االتفاق على منعه:وهوأن يتوسل العبد بالولي أو النبي معتقدًا أنه يعطي وينفع سواء كان حيًا أو ميتًا،
وهذا يخرج التوسل المشروع إلى الوساطة المنهي عنها.
أما الوساطة:تعني الطلب من الوسيط نفسه يقينًا من فاعلها بأن هذا الوسيط قادر على الفعل والترك دون التفات إلى
المولى سبحانه وتعالى من فاعل الوساطة ،وحكمها :أنها قد تؤدي إلى الشرك باهلل ،ومع ذلك ال يجوز أن نرمي أحد من
المسلمين بالشرك لفعله ذلك األمر ،فربما يكون خطأ ً منه أو جهل أو نسيان أو اجتهاد ،وليس في المسلمين من يعتقد أن
ألحد مع هللا فعل أو ترك أو خلق أو رزق.
فالن)جهال منه أو تقليدًا؟ هو حكم من توسّل إلى بعبادة فالن في إخالصه وصدقه ً -ما حكم من يقول( يا سيدي
وغيره ،فتنطبق عليه قاعدة النحويين بأن الكالم فيه على حذف مضاف(أي رب سيدي فالن) ما دام قائل ذلك القول يعتقد
بتفرد هللا تعالى بالعطاء والمنع ،ويكون الخطأ فيه خطأ تعميم وليس خطأ اعتقاد، يقينًا ّ
ش ما َ
ظ َهر مِ نها و َما ربي الفَواحِ َ
َ كفرا من باب الجهل بالدين والعلم ،قال تعالى{قُل إنّما َح ّرم وتسمية هذا التعبير شر ًكا أو ً
على هللا َما ال تَعلمون}. الحق وأن تُشركُوا باهلل مالم ي ّ
ُنزل به سُلطانًا وأن تَقولوا َ ّ غير
غي بِ ِ
وغإلثم والبَ َ
َ بَ َ
طن
-أقسام التوسل)1 :جائز وهو التوسل إلى هللا تعالى بالعمل الصالح أو العبد الصالح أو بذات هللا تعالى -
)2ممنوع وهو التوسل هلل تعالى بالنبي أو بغيره معتقدًا أنه هو الذي يعطي ويمنع.
-أدلة مشروعية التوسل :فالتوسل باألنبياء والصالحين مع االعتقاد أنهم مقبولو الشفاعة عند هللا هو ما أجمعت عليه األمة
ونطقت به ِصحاح السنة ،قال تعالى{يا أيّها الذين آمنُوا اتقُوا هللا وابتَغوا إليه َ
الوسية} فالوسيلة لفظ عام يشمل التوسل
ي رضي هللا عنهما دخل النبي صلى هللا عليه بالصالحين وبإتيان األعمال الصالحة – ولما ماتت فاطمة بنت أسد أ ّم عل ّ
وسلم قبرها وقال..":اغفر ألمي فاطمة بنت أسد ولقّنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك واألنبياء الصالحين الذين من
قبلي".
-شبهة :إن التوسل باألنبياء والصالحين إشراك باهلل؛ألنه يشبه أولئك الذين اتخذوا األصنام أولياء من دون هللا.
الرد على الشبهة :إن القرآن قد حكى أن المشركين كانوا يتخذون أندادًا من دون هللا{فال تَجعلوا هلل أندادًا وأنتم تعلمون}
أولياء{أم اتخذوا من دُونه أولياء}،
ِ ضرهم} وأنهم اتخذوهاوأنهم كانوا يعبدونها{ويَعبدون من دُون هللا ما ال يَنفعُهم وال يَ ّ
فذلك كله ال ينطبق على المتوسلين باألنبياء والصالحين.
-حركة الباطنية وأهدافها :نشأت حركة الباطنية في أحضان الفكر الشيعي المتطرف في زمن الخليفة المأمون
سا في سبي األهواز وكان مولى العباسي على يد رجل يُدعى ميمون بن ديصان المعروف بـ القداح ،يُقال:أنه كان محبو ً
لجعفر بن محمد الصادق /يقول البغدادي:أن هذا الرجل اشترك مع جماعة ممن على شاكلته في تأسيس المذهب الباطني
الذي يدعو إلى دين المجوس بالتأويالت الرمزية التي يتأولون عليها القرآن والسنة ،وقد نُشرت حركته بعد خروجه من
السجن.
-هذا المذهب الباطني الذي يدعو الناس إليه بعضه مستمد من عقائد المجوس ومن كالم الفالسفة ،ويبدو أن الذين ادعوه
في انتشار دعوته جماعة من فصيلته أبناء الذين تظاهروا اإلسالم.
-بين الغزالي أن الباطنية أخذوا عقائدهم وتعاليمهم من المجوس تارة ومن الفالسفة تارة أخرى ،يقول(فصار أكثر
مذهبهم موافقًا للثنوية والفالسفة في الباطن ،وللروافض والشيعة في الظاهر ،وغرضهم من هذه التأويالت انتزاع
المعتقدات الظاهرة الظاهرة من نفوس الخلق).
-يقول ابن الجوزي (اعلم أن القوم أرادوا االنسالل من الدين ،فشاروا جماعة من المجوس والمزدكية).
-رأى الباطنية أن أمر محمد صلى هللا عليه وسلم قد استطار في األقطار وأنهم قد عجزوا عن مقاومته ،فقالوا:سننح ُل
صن باالنتساب إليهم ونتودد إأليهم عقيدة طائفة من فرقهم أسخنهم رأيًا وأقبلهم للتصديق باألكاذيب وهم(الروافض) فنت َح ّ
بالحزن على ما جرى على آل محمد من الظلم والذل لنتمكن من شتم الذين نقلوا إليهم الشريعة ،حينها سينخلع الناس عن
الدين ،ومن بقي منهم معتص ًما بظواهر القرآن أوهمناه أنتلك الظواهر لها أسرار وبواطن ،فإذا تكثّرنا بهؤالء َ
س ُهل علينا
استدراج باقي الفرق.
-يقول اإلمام الغزالي ( :أما الجملة فهو مذهب ظاهره الرفض وباطنه الكفر المحض ومفتتحه حصر مدارك العلوم في
قول اإلمام المعصوم ،وهو اإلمام المستنصر المطلع من جهة هللا على جميع أسرار الشرائع ،وأن كل زمان البد فيه من
إمام معصوم ،هذا مبدأ دعوتهم ثم إنهم باآلخرة يظهرون ما يناقض الشرع ،وهم ليسوا متعينين في فن واحد بل يخاطبون
كل فريق بما يوافق رأيه بعد أن يظفروا منهم باالنقياد لهم والمواالة إلمامهم).
)2القرامطة :ينتسبون إلى حمدان قرمط ،وقد تغلّب القرامطة على ناحية البحرين بزعامة أبو سعيد الجنابي كان من أتباع
وخرب المساجد وأحرق المصاحف ،ولما مات فعل ابنه أبو طاهر مثل فهجم على الكعبة ّ كثيرا من المسلمين
ً حمدان ،قتل
وقلع الحجر األسود فحمله إلى بلده وأوهم الناس أنه هللا عزوجل.
)3ظهر رجل من الباطنية اسمه عبيد هللا بن الحسين الملقب بالمهدي :ظهر في أواخر القرن الثالث الهجري بناحية
القيروان ،أظهر للناس بعض الحيل فظنوا أنها معجزة فتبعوه ألجلها ووافقوا على بدعته ،فاستولى بهم على بالد المغرب
ّ
المعز لدين هللا الفاطمي الذي أنشأ مدينة وأسس الدولة الفاطمية في المغرب ثم انتقلت تلك الدولة إلى مصر على يد حفيده
القاهرة وبنى الجامع األزهر ،وظلت هذه الدولة قائمة في مصر حتى قضى عليها صالح الدين األيوبي في أواخر القرن
السادس الهجري.
)4ظهرت جماعة اشتهرت باالغتياالت الفردية :حيث كان لها دور خطير في تاريخ اإلسالم والمسلمين ،وظهرت على يد
الحسن بن الصباح الذي تلقى تعاليم الباطنية في مدينة الري بفارس ثم رحل إلى مصر في عهد الخليفة الفاطمي للتفقه في
ّ
ليبث الدعوة فيها. هذا المذهب ،ثم عاد إلى فارس
-اعتماد الباطنية على التأويل الباطني أو التفسير الرمزي :ينقسمون في هذا إلى قسمين:
القسم األول:يذهبون إلى إبطال ظواهر النصوص ويقولون :أنه ال عبرة بهذه الظواهر فهم يعتمدون اعتمادًا كليًا على
المعاني الباكنية والرموز الخفية في ظواهر الشريعة.
القسم الثاني :ال يرون إبطال ظواهر اشريعة بالكلية ويقولون:إن ظواهر الشريعة معمول بها في ظاهرها ولها أيضًا
سرها ،فيعملون بزعمهم على الظواهر والبواطن جميعًا.باطن هي ّ
-كيف حاول الباطنية أن يستنصروا للتأويل الباطني؟ استدلوا على صحة ذلك من القرآن مع إن تلك اآليات ال
عالقة لها بما يقولون ،وذلك مثل:
-1قوله تعالى{ويُعلّمهم الكتاب والحكمة} – {وأنزل هللا عليك الكتاب والحكمة} – {ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي ً
خيرا
كثيرا} ،فهم يقولون أن المراد بالحكمة في هذه اآليات هي باطن الكتاب وتأويله ،فباطن الكتاب التاويل وظاهره التنزيل
ً
[ لكن هذا االستدالل غير صحيح:ألن الكتاب معناه القرآن ،والحكمة تختلف باختالف مواقعها ،ففي األولى والثانية تعني
السنة وفي الثالثة تعني العلم والعمل].
-2قوله تعالى{ال َيمسّه إال ال ُمط ّهرون} فهم يقولون إن القرآن قال هذا وهذا الخبر إذا حمل على ظاهره تطرق إألى الكذب
يمس الكتاب وخبر هللا يجب أن يكون صادقًا فالبد من القول الباطن،
ّ طاهرا أن
ً ألنه ليس من المتعذر على من ليس
[لكن هذا غير صحيح :ألنه ال يخلو حال الجملة الفعلية من أن تكون صفة للكتاب أو صفة للقرآن ،فإن كانت صفة
للكتاب فالمراد به اللوح المحفوظ فال يمسه إال المالئكة ،وإن كانت صفة للقرآن فالغرض منه أنه نفي في معنى النهي،
كأنه قال :إنه لقرآن كريم فانتهوا عن مسه حال كونكم غير طاهرين].
-3قوله تعالى{فيه آياتٌ بيّنات مقا ُم إبراهيم ومن دخله كان آمنًا} ،فهم يقولون إن البيت الحرام يدخله اآلمن وككذلك
الخائف وخبر هللا البد أن يكون صادقًا لهذا تعيّن في هذه اآلية التأويل وأن يراد بها الباطن[ لكن هذا غير صحيح:ألن
الخبر هنا بمعنى األمر،ومعناه:ليأمن كل من دخله ،ومخالفة األمر ال كذب فيه ألن اإلنشاء يخالف الخبر].
11
-غُالة الشيعة(أيام الدولة األموية)الذين كان لهم دور في التأويل الباطني:
ي لم يمت ،وتلك
ي رضي هللا عنه أنه ح ّ
)1طائفة السبئية :وهم أتباع عبد هللا بن سبأ اليهودي الذي زعم بعد مقتل عل ّ
الطائفة أرادت بالتأويالت المنحرفة إفساد عقائد المسلمين.
)4طائفة الجناحية :وهم ممن وضعوا بذور التأويل الباطني ،وهم أتباع عبد هللا بن معاوية بن عبد هللا بن جعفر بن أبي
حرم هللا وأسقطت التكاليف الشرعية وكفرت بالجنة والنار واستحلت الخمر والزنا، طاب ،وهذه الطائفة استحلت كل ما ّ
وقالوا في المحرمات المذكورة في القرآن:إنها كنايات عن قوم يجب بُغضهم كـ أبي بكر وعمر وطلحة وعائشة.
كثيرا عن غُالة
ً -الفاطميين وعقيدتهم :إن الفاطميين الذي يزعمون أنهم يعملون بالظاهر والباطن معًا ال يختلفون
الباطنية الذي يعملون بالظاهر ويعتمدون على الرموز والبواطن ،وقد أعلن قاضي الفاطميين في بداية األمر أن العقيدة
عندهم هي أن يعملوا بالظاهر والباطن م ًعا ،واستدل على تلك العقيدة بدليلين:
األول :قوله تعالى{وأسبَ َغ عليك نِعَ َمه ظاهرهُ وباطنه} :ووجه االستدالل :أن من أج ّل نعمه ما تعبد العباد به وجعله لهم سببًا
ظاهرا وباطنًا.
ً ِلنَيل النعمة العظيمة الدائمة من الثواب في اآلخرة ،فأخبر أن ذلك ال يكون
ظاهرا وباطنًا.
ً الثاني:قوله تعالى{ وذروا ظاهر اإلثم وباطنه} :ووجه االستدالل :لم يقبل هللا ترك المنهي عنه إال
-بعد ذلك هاجم هذا القاضي مذاهب األئمة من أهل السنة مثل مالك والشافعي وأبي حنيفة ورماهم بالجهل والضالل،
ثم يذكر أن الذين يجب اتباعهم هم أئمة آل البيت دون غيرهم ،ومعنى ذلك أن الظاهر الذي يؤمن به ما يكون موافقًا
لمذهب الشيعة الفاطمية ليس ما يكون موافقًا للمذاهب اإلسالمية ،فيُنكر الظاهر الي عليه أهل السنة،
ي بن أبي طالب كان يمشي خلف الجنازة حافيًا ،والحافي خالف الناعل ،والنعل مثلها في الباطن مثل مثل قوله:إن عل ّ
ظاهر ظاهر أهل الخالف ،يعني المخالفين لهم من أهل السنة ،ومنه قوله تعالى{فاخلَع نَعليكَ إنك بالوا ِد ال ُمقدّس طُ َوى}.
يصرح بأن الباطن أهم من الظواهر لديه ألن الباطن يمثل الجوهر واللباب ،وفضله على
ّ -في مكان آخر نجد ذاك القاضي
الظاهر كفضل الروح على الجسد.
-من هنا يتبين أن :مذهب الفاطميين الذين تظاهروا باالعتدال في باطنيتهم إنما هو قريب من مذهب الغُالة من الباطنية
الذين أبطلوا الظواهر وقالوا بالرموز واألسرار دون غيرها.
-2قوله تعالى{وهللا جعل لكم من بُيوتكم سكنًا وجعل لكم من جلود األنعام بُيوتًا تستخفّونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن
أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حين} ،والتأويل الباطني في تلك اآلية :أن البيوت هم أولياء هللا أي األئمة،
والسكن(ما تسكن إليه قلوب المؤمنين من علم أولياء هللا وهو علم التأويل) والجلود واألوصاف واألشعار(هي الظاهر
الذي يُعمل به إلى حين سقوط األعمال بحضور الساعة).
يخف عليهم حملهاّ واستقرارا ،وجعل لهم خيا ًما من جلود األنعام
ً [والرد على ذلك:أن هللا تعالى جعل من البيوت راحة
وقت ترحالهم ،وجعل من أصواف الغنم وأوبار اإلبل وأشعار المعز أثاثًا لهم من أكسية وأغطية وزينة].
ب به لقادرون-فأنشأنا لكم به جنات من نخيل بقدر فأسكنّاه في األرض وإنا على ذها ٍ
-3قوله تعالى{وأنزلنا من السماء ما ًء ٍ
وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون} ،التأويل الباطني في اآلية :أن الماء الذي ينزل من السماء (هو العلم الذي
يصير من الناطق إلى الجنة) ،والنبات(هم المؤمنون الذين ت ُنبتهم حكمة أولياء هللا) ويختلفون فيما بينهم كما تختلف
أصناف النبات والثمار.
مستقرا لهذا الماء وإنه تعالى على ذهبا الماء لقادر ،ثم
ً [الرد على ذلك:أن هللا تعالى أنزل من السماء الماء وجعل األرض
إنه تعالى أنشأ بهذا الماء بساتين النخل واألعناب].
-4قوله تعالى{قد أفلَح َمن تَز ّكى} ،والتأويل الباطني في هذه اآلية :إن زكاة الفطر لها معنى باطني وهو أن كل من صار
ولي أمرهمن الدعاة ،ومعنى ذلك أن دعوة الحق وهي الدعوة الشيعية الفاطمية إلى دعوة الحق عليه أداء الواجب إلى من َ
هي دين في عنق كل شخص وعليه أن ستجيب لدعاتها ويخضع خضوعًا تا ًما لهم كما يجب أن يؤدي عن نفسه زكاة
الفطر.
[الرد على ذلك:أن المعنى الصحيح هو أنه قد فاز من ط ّهر نفسه من األخالق السيئة وذكر هللا تعالى وحده].
-6تأويل لفظ الطير بالدعاة ،كـقوله تعالى {فتأكل الطير من رأسه} ،والتأويل الباطني:إن الميت الذي يلقى على وجه
األرض أو يُصلب مثله مثل الداعي الذي يرفع فرق الدعاة وهو دون النقيب ،ألن هذا إنما صار على وجه األرض ولم
ّ
الجن واإلنس صره ُّن إليك}{ ،و ُحشر لسليمانَ ُجنوده من
يغب فيها ،واآليات في ذلك كثيرة{قال ف ُخذ أربعة من الطير فَ ُ
والطير}.
[الرد على ذلك:أن الطير هي الطيور التي تطير في السماء ال عالقة لها بالدعاة كما يقولون].
)1قصة الغرانيق:
ما ذُكر في سبب نزول قوله تعالى{وما أرسلنا من قبلك من رسول وال نب ّ
ي إال إذا تمنّى ألقى الشيطا ُن في أمنيّته فينسخ هللا
ما يُلقي الشيطان ثم يُحكم هللا آياته وهللا عليم حكيم} :أن النبي صلى هللا عليه وسلم قرأ سورة النجم وهو يصلي،
فلما بلغ{أفرأيتم الالتَ والعُزى-ومناة الثالثةَ األخرى}ألقى الشيطان على لسانه(تلك الغرانيق العلى ،وإن شفاعتهن لتُرتجى)،
فقال المشركون:ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ،فسجدوا فسجد.
الثاني :أن التمني المراد به:حصول األمر المرغوب فيه ،واألمنية هنا تعني :أن هللا ما أرسل من رسول إال وغاية أمنيته أن
يؤمن قومه ،ويكون المعنى:وما أرسلنا من رسول وال نبي إال إذا تمنى هذه األمنية فيُلقي الشيطان أمامه العثرات ووسوس
في صدور الناس حتى ال يؤمنوا به ،لكن سُرعان ما يمحق هللا ما ألقاه الشيطان من الشبهات وتكون كلمة هللا هي العُليا.
طرها لبالغ في تنزيه نفسه ،فكيف ينسبها إلى داوود عليه السالم وقداألدلة العقلية)1 :إن هذه القصة لو نُسبت إلى من س ّ
عصم هللا أنبياءه من الفتن.
)2إن مرجع الرواية التي قال بها بنو إسرائيل إلى أمرين[قتل إنسان مسلم(أوريا) ،فهل يجوز ذلك للنبي ،ورسولنا صلى
يس من رحمة هللا" – الطمع في سعى في دم مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبًا عليه ٌهللا عليه وسلم يقول"من َ
زوجته وهو أ‘ظم من سابقه كما انهيتعارض مع قوله صلى هللا عليه وسلم"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"].
)3إن الصفات التي ذكرها هللا تعالى لداوود عليه السالم قبل بدء القصة تتعارض مع ما اختلقوه من روايات:
[اصبر على ما يقولون ]:أمر هللا تعالى النبي محمد صلى هللا عليه وسلم بالصبر مثل داوود ،وال يأمر هللا تعالى نبيه بشئ
من ذلك إال عن شخص يأمن أن يُقتدى به ،فكيف هلل تعالى أن يأمر نبيه صلى هللا عليه وسلم باالقتداء بإنسان سعى في
إراقة دم مسلم كما ورد في القصة؟ّ!.
وعلو مكانته عند هللا تعالى.
ّ [واذكر عبدنا]:العبودية ،وصف هللا تعالى داوود عليه السالم بالعبودية رف ًعا لمنزلته
[ذا األي ِد]:ذا القوة والشدة ،والقوة المقصودة هنا :هي القوة الدينية ،فكيف لشخص َملَك قوة دينية أال يملك نفسه عن قتل
مسلم ُمسالم ورغبته في زوجه؟!.
[إنه أواب] :رجّاع ،كثير الرجوع إلى هللا تعالى ،فكيف لشخص مثل هاذا أن يحب القتل؟!.
[إنا سخرنا الجبال معه يُسبحن بالعشي واإلشراق]:فهل يُعقل أن يُسخر هللاُ الجبا َل ألحد من أنبياءه ثم يقتل مسلم ُمسالم؟!.
[والطير محشورة ك ٌّل له أواب]:تشعر الطيور معه باألمن ،فال يُعقل أن تأمن الطير إلنسان يحب القتل.
[وآتيناه الحكمة]:النبوة ،فال يُعقل أن يأتي هللا النبوة ألحدهم ثم يقتل الناس.
[وفصل الخطاب] :كالمه يفصل الحق عن الباطل.
-والصفات التي ذكرها هللا تعالى بعد القصة تُعارض ما قيل في شأن داود عليه السالم:
[وإنه عندنا لزُ لفى وحسن مئاب]:أي في منزلة مقربة من هللا تعالى.
[إنا جعلنا خليفة في األرض ]:جعله خليفة في األرض يتعارض معكونه قتل أوريا ليتزوج زوجته،
وهناك قاعدة في أصول الفقه تقول":ذكر الحكم بعد الوصف يدل على كون ذلك الحكم ُمعلال بذلك الوصف" ،فعلّة جعله
خليفة في األرض كونه موصوف عند هللا تعالى بالقربى وحسن المنزلة.
17
ما هي أقسام اإلسرائيليات؟
)1إسرائيليات موافقة لكتاب والسنة( :مأخوذ بها)مثل صفات النبي صلى هللا عليه وسلم في التوراة ،فقد ذكرت مثل تلك
رزا لألميّي ،أنت عبدي ورسولي س ّميتكَ ونذيرا وحِ ً
ً ومبشرا
ً الصفات في القرآن ،مثل(يا أيها النبي إنا أرسلنالك شاهدًا
ظ وال غليظ وال ص ّخاب باألسواق ،وال يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه هللا حتى يقيم به ال ُمتوكل ليس بف ّ
الملّة العوجاء بأن يقولوا :ال إال إال هللا فيفتح بها أعينًا عُميًا وآذانًا ُ
ص ًما وقلوبًا غُلفًا).
)2إسرائيليات مخالفة لما جاء الشرع به( :مرفوضة ال يجوز تصديقها) وذلك كـوصف هللا تعالى بما ال يليق ،كوصفه
بأنه تعب من خلق السموات واألرض ،نقول سبحانه وتعالى ع ّما يصفون.
)3االسرائليات التي ال نعرف لها موافقة وال مخالفة( :مسكوت عنها) ،لكن بعض الناس قد منعته ألنه من باب علم ال
صنعت منه سفينة نوح وصفة المائدة التي طلبها الحواريينيضر مثل:لون كلب أهل الكهف والخشب الذي ُّ ينفع وجهل ال
من عيسى عليه السالم – وبعض الناس قد أجازته ألنه من باب تشويق النفس لمعرفته ،لكن هذا ال فائدة من معرفته.
ال تنسوني من دعواتكم"مريم محمد بدر" الحمد هلل الذي بنعمت ِه تتم الصالحات
18