Professional Documents
Culture Documents
JOCU - Volume 10 - Issue العدد (9) ینایر 2021 - Pages 1-20
JOCU - Volume 10 - Issue العدد (9) ینایر 2021 - Pages 1-20
مدير معهد تدريب الشرطة -القيادة العامة لشرطة الفجيرة-و ازرة الداخلية-دولة اإلمارات العربية المتحدة.
المستخلص:
عبئا على عاتق الدول في كل األوقات، المحافظة علي البيئة وحظر تلويثها ،تشكل ًمما ال شك فيه أن ُ
العالقات بينها عادية أو متوترة ،وال شك أن هذا االلتزام سواء في ِ
وقت السل ِم أو في زمن الحرب ،وسواء كانت
ُ
يصبح أشد إلحاحا في أوقات الحروب والنزاعات الم َّ
سلحة. ُ ً
ويبرز دور القانون الدولي اإلنساني في أوقات النزاعات المسلحة ،حيث أنه يعد القانون الواجب التطبيق،
وكما هو معلوم فإن البيئة في أوقات النزاعات المسلحة تتعرض النتهاكات جسيمة قد تفوق تلك التي تتعرض
لها في أوقات السلم.
ٍ
مجموعة من المبادئ التي يتعيَّن على ِ
البيئية في القانو ِن الدولي اإلنساني يتجسد في ِ
الحماية إن مضمو َن
و َّ
ِ
الظروف ،ومن أهم هذه المبا دئ ،مبدأ اف المتحاربة مراعاة أحكامها والنزول على مقتضاها في ِ
مثل هذه األطر ِ
ُ ُ ُ
ِ
بصدد استخدا ِم وسائل وأساليب القتال ،ومبدأ حظر اآلالم التي ال ُم ِِّ ِ
برر لها ،ومبدأ تقييد حقوق ُ
المتحاربين
ِ
األهداف العسكرية ،ومبدأ التناسب ِ
األهداف المدنيَّة و التمييز بين
Abstract
No doubt that the preservation of the environment and the prohibition of its
pollution constitue a burden on States at all times, both in peacetime and in time
6
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
of war, and whether relations between them are normal or tense, and this obligation
becomes even more urgent in times of war and armed conflict.
The role of international humanitarian law is highlighted in times of armed
conflict, as it is the applicable law. As is well known, the environment in times of
armed conflict is subject to serious violations that may exceed those in times of
peace.
The content of environmental protection in international humanitarian law is
embodied in a set of principles on which the belligerents must observe its provisions
in such circumstances. The most important of these principles are the principle of
prohibition of unjustifiable pain, the principle of distinction between civilian and
military objectives, and the principle of proportionality.
المقدمة
أوالً :موضوع الدراسة:
عبئا على عاتق الدول في كل األوقات، المحافظة علي البيئة وحظر تلويثها ،تشكل ًمما ال شك فيه أن ُ
العالقات بينها عادية أو متوترة ،وال شك أن هذا االلتزام سواء في ِ
وقت السل ِم أو في زمن الحرب ،وسواء كانت
ُ
سلحة.يصبح أشد إلحاحا في أوقات الحروب والنزاعات الم َّ
ُ ً
وفي أوقات النزاعات المسلحة يبرز دور القانون الدولي اإلنساني ،حيث أنه يعد القانون الواجب التطبيق،
وكما هو معلوم فإن البيئة في أوقات النزاعات المسلحة تتعرض النتهاكات جسيمة قد تفوق تلك التي تتعرض
لها في أوقات السلم ،ومن هنا يبرز دور القانون الدولي اإلنساني في حماية البيئة.
ومن هنا يأتي موضوع هذه الدراسة والذي يتمثل في بيان دور مبادئ القانون الدولي اإلنساني في حماية
وم على
المسلح – الهج ُ
البيئة ،وفي الحقيقة إن هذه المبادئ في مجملها تؤكد وتقر أنه ال يجوز – أثناء النزاع ُ
ِ
الطبيعية َّإال إذا شكلت هد ًفا عسكرًيا ،كما ال يجوز تدميرها َّإال إذا اقتضت ذلك الضرورة العسكرية ِ
البيئة
القهرية ،وفى حدود ما تقتضيه الضرورة فقط.
7
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
8
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
المبحث األول
مفهوم القانون الدولي اإلنساني وتطوره
تتنوع فروع القانون الدولي العام ،ومن أهم هذه الفروع "القانون الدولي اإلنساني"( ،)1والتي تستعمل قواعده
في أوقات النزاع المسلح الدولي أو الداخلي بغية تحقيق التوازن بين الضرورات العسكرية واالعتبارات
اإلنسانية(.)2
ولقد مر القانون الدولي اإلنساني بعدة مراحل وتطورات حتى ظهر بشكله الحالي ،وفي هذا المبحث يسعى
الباحث إلى بيان مفهوم القانون الدولي اإلنساني ،وتطوره من خالل تقسيمه إلى مطلبين ،وذلك على النحو
التالي:
المطلب األول :تعريف القانون الدولي اإلنساني
المطلب الثاني :نشأة وتطور القانون الدولي اإلنساني
المطلب األول
تعريف القانون الدولي اإلنساني
أسماء أخرى من قبيل "قانون الحرب"" ،القانون اإلنساني" ،القواعد ٌ ُيطلق على القانو ِن الدولي اإلنساني
أن اسم " القانون الدولي اإلنساني" هوالم َسَّلحة" َّإال َّ ن َّ
الم َسلح"" ،قانو النزاعات ُ
المطبَّقة أثناء النزاع ُ
الَق ُانونيَّة ُ
ذيوعا وشهرًة اآلن(.)3
األكثر ً
ولقد أصبح مصطلح القانون الدولي اإلنسانى تعبير شائع االستخدام فى المنظمات الدولية والجامعات،
وتجدر اإلشارة إلى أن القانوني المشهور "ماكس هبر" ،"Max Huberوالرئيس السابق للجنة الدولية للصليب
األحمر هو أول من ابتكر هذا المصطلح(.)4
ومنذ ابتكار هذا المصطلح ،فقد تعددت التعاريف التي قيلت بشأنه ،فقد عرفه البعض بأنه" :مجموعة
سلحة عنالمبادئ والقواعد المتَّفق عليها دوليا ،والتي تهدف إلى الحد من استخدام العنف في وقت النزاعات الم َّ
ُ ً ُ
المشاركة فيها ،والجرحى واألسرى
المشتركين في العمليات الحربية ،أو الذين توقفوا عن ُ
طريق حماية األفراد ُ
قتصر على تلك األعمال الضرورية لتحقيق
والمدنيين ،وكذلك عن طريق جعل العنف في المعارك العسكرية ُم ًا
الهدف العسكري"(.)5
9
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
أيضا بأنه" :مجموعة القواعد الدولية المستمدة من االتفاقيات أو العرف الرامية على وجه التحديد
ويعرف ً
إلى حل المشكالت اإلنسانية الناشئة بصورة مباشرة من النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية ،والتي تقيد
ألسباب إنسانية ،حق أطراف النزاع في استخدام طرق وأساليب الحرب التي تروق لهم ،أو تحمي األعيان
واألشخاص الذين تضرروا أو قد يتضررون بسبب النزاعات المسلحة ،وقد اعتمدت اللجنة الدولية للصليب
األحمر"(.)6
بأنه" :فرعٌ من فروِع القانو ِن الدولي العام، وعرف األستاذ الدكتور عامر الزمالي القانو َن الدولي اإلنساني(َّ )7 َّ
ِّ
اع ُم َسَّلح بما ْان َج َر عن ذلك النز ِ األشخاص المتض ِررين في ِ ِ
اع حالة نز ٍ ِ ُ َ َ ِّ حماية تهدف قواعده العرفيَّة والمكتوبة إلى
ُ
ال (األعيان) التي لها عالقةٌ ُمباشرةٌ بالعمليَّات العسكرَّية"(.)8 ِ
حماية األمو ِ تهدف إلى من آالمٍ ،كما
ُ
خصصة بمقتضى اتفاقيَّات وأعراف دوليَّة ُم َّ
كما ُيعرف أيضًا بأنه "مجموع ُة القواعد الدوليَّة الموضوعة ُ
الدولي ة أو غير الدوليَّة
َّ الم َسَّلحة
المنازعات ُ
ِ
بالتحديد لحل المشاكل ذات الصفة اإل ْن َسانيَّة الناجمة ُمباشرًة عن ُ
ات إنسانيَّة من حق أطراف النزاع في اللجوء إلى ما يختارونه من أساليب ووسائل في القتال، والتي تُح َّدد العتبار ٍ
َ
ضرر من جر ِاء النزاع"(.)9
الممتلكات التي تَتَ َّ
األشخاص و ُ
َ وتحمي
ومن التعاريف السابقة يمكن استخالص بعض النتائج منها ما يلي:
األول )1يختلف مضمو ُن القانون الدولي اإلنساني عن مضمو ِن القانون الدولي لحقوق اإلنسان ،في َّ
أن َّ
أن ِ
بحماية الفرد واألعيان المدنيَّة من جراء العمليَّات العدائية العسكرَّية ،في حين َّ ٍ
بصفة أساسيَّة يعني
ٍ
بصفة عامة من جراء االعتداء على الحقوق يعِني بطبيعة أساسيَّة بالفرد
القانون الدولي لحقوق اإلنسان ْ
السلطة(.)10
األساسيَّة التي له في مواجهة ُ
إن الغاي َة من وجود القانون الدولي اإلنساني هي حماي ُة اإلنسان نفسه والبيئة التي يحيا فيها ،خاص ًة
َّ )2
كون في أقرتها األمم المتَّحدة ،والتي تُ ِِّ
ُ ُ الم َسَّلحة ،ورغم َّ
أن قواعد القانون الدوليَّة التي َّ في أثناء النزاعات ُ
مجموعها القانون الدولي اإلنساني موجودةٌ بالفعلُ ،متَ َمِثِّلة في االتفاقيَّات الدوليَّة واألعراف الدوليَّة
ِ
الملزمة ،والمبادئ الَق ُانونيَّة العامة السابقةَّ ،إال أن تطبيق قواعد القانون الدولي اإلنساني تشتر ُ
ط بداية ُ
قائم قبل اندالع النزاع ال ُم َسَّلح ،ولكن َّ
اندالع الحرب أو نزاع ُمسلح دولي أو غير دولي ،فالقانو ُن بالفعل ٌ
الم َسَّلح(.)11 مجال عمله ال يبدأ أوَّ ً
ال إال بنشوب النزاع ُ
10
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
)3يعمل القانو َن الدولي اإلنساني على التوفيق بين اعتبارين أساسيَّينُ ،هما :الضرور ُ
ات الحربيَّة أو ()12
11
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
12
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
)5اتفاقية جنيف لعام :1929بسبب نشوب الحرب العالمية األولى ( )1918-1914وقصور القواعد
القانونية في توفير الحماية الالزمة لضحايا الحرب ،انعقد في مدينة جنيف في يوليو عام 1929م بناء
على دعوة الحكومة السويسرية مؤتمر دبلوماسي حضره ممثلو 47دولة إلعادة النظر في القواعد
المتعلقة بحماية ضحايا الحرب وتقرير مزيدًا من قواعد الحماية لهؤالء الضحايا(.)24
)6اتفاقيات جنيف األربعة لعام ،1949وهذه االتفاقيات هي:
الم َسَّلحة في الميدان.
اتفاقي ُة جنيف لتحسين حال الجرحى والمرضى بالقوات ُ
َّ االتفاقي ُة األولى:
َّ
الم َسَّلحة في البحار.
اتفاقي ُة جنيف لتحسين حال جرحى ومرضى وغرقى القوات َُّ االتفاقي ُة الثاني ُة:
َّ
اتفاقيةُ جنيف بشأن ُمعاملة أسرى الحرب.
َّ االتفاقي ُة الثالثةُ:
َّ
اتفاقي ُة جنيف بشأن حماية األشخاص المدنيين في وقت الحرب.
َّ االتفاقي ُة الرابع ُة:
َّ
)7البروتوكوالن اإلضافيان التفاقيات جنيف لعام .)25(1977
)8اتفاقية منع جريمة إبادة الجنس والمعاقبة عليها لعام .1948
)9اتفاقية الهاي لعام 1954الخاصة بحماية الملكية الثقافية في حالة النزاع المسلح.
المبحث الثاني
مبادئ القانون الدولي اإلنساني في حماية البيئة
مما ال شك فيه أنه باإلضافة إلى نصوص القانون الدولي اإلنساني ،التي تنص على حماية البيئة ،بصورة
مباشرة أو غير مباشرة ،فإن القانون الدولي اإلنساني يتضمن كذلك مجموعة من القواعد العامة ،التي يمكن من
خاللها توفير حماية فاعلة للبيئة أثناء النزاعات المسلحة ،األمر الذي دفع بعض الباحثين في هذا المجال إلى
القول بأن القواعد القانونية العامة الموجودة في هذا القانون ،مع تلك التي يوفرها القانون الدولي البيئي(،)26
تضمن أفضل وأقوى طريقة لحماية البيئة من اآلثار المدمرة الناجمة عن النزاعات المسلحة أو أثناءها(.)27
وتأسيسا على ما سبق سيتناول الباحث في المبحث مضمون حماية البيئة في القانون الدولي اإلنساني،
ً
وذلك من خالل بيان المبادئ التي يمكن تطبيقها في مجال حماية البيئة ،وذلك من خالل تقسيمه إلى مطلبين،
وذلك من خالل تقسيمه إلى مطلبين على النحو التالي:
المطلب األول :مبدأي التناسب والضرورة العسكرية
13
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
ا لمطلب الثاني :مبدأي التمييز بين األهداف المدنية والعسكرية وحظر اآلالم التي ال مبرر لها
المطلب األول
مبدأي التناسب والضرورة العسكرية
يثور التساؤل في هذا المطلب حول مدى عالقة مبدأي التناسب والضرورة العسكرية بحماية البيئة ،وفيما
يلي بيان لهذه العالقة:
أوالً :مبدأ التناسب:
ُيقصد بمبدأ التناسب –في نطاق القانون الدولي اإلنساني -مراعاة التناسب ما بين الضرر الذي قد يلحق
الممكن تحقيُقها نتيجة الستخدام القوة أثناء سير عملياتها العسكرية ،ويسعى مبدأ
بالخصم والمزايا العسكرية ُ
التناسب إلى إقامة التوازن بين مصلحتين ُمتعارضتين هما :اإلنسانية والضرورة الحربية ،فتتمثل األولى فيما
تُمليه ُمقتضيات اإلنسانية حينما ال تكون هناك حقو ٌق أو محظورات ُمطلقة ،بينما تتمثل الثانية فيما تُمليه
اعتبارات الضرورة العسكرية(.)28
وفي الحقيقة فإن هذا المبدأ يميز عدة أحكام من القانون االنساني ،وينطق بدون أي شك على حماية
البيئة في فترة التراع المسلح ،ولعل هذا ما نالحظه في المادة ( )55من البروتوكول األول حيث تؤكد واجب
كل أطراف النزاع المسلح احترام البيئة وذلك بالنص على أنه(:)29
)1تراعي أثناء القتال حماية البيئة الطبيعية من األضرار البالغة واسعة االنتشار و طويلة األمد ،وتتضمن
هذه الحماية حظر استخدام أساليب أو وسائل القتال التي يقصد بها أو يتوقع منها أن تسبب مثل هذه
األضرار بالبيئة الطبيعية ومن ثم تضر بصحة أو بقاء السكان.
)2تحظر هجمات الردع التي تشن ضد البيئة "
ومن هنا يمكن القول بأن قاعدة التناسب تشكل حماية للبيئة المحيطة بالعمليات القتالية –خاصة البيئة
الطبيعية -أفضل حتى من الحماية التي توفرها النصوص االتفاقية التي تنص صراحة على حماية البيئة كالمواد
( )3/35و ( )55من البروتوكول األول؛ ألن هذه المواد –كما سبق أن رأينا -قد حصرت حماية البيئة فقط
من األضرار ال بالغة واسعة االنتشار وطويلة األمد ،مما يعني أن األضرار التي تلحق بالبيئة الطبيعية خارج
هذه الشروط تكون أض ار ًار جائزة وغير محظورة(.)30
14
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
15
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
المطلب الثاني
مبدأي التمييز بين األهداف المدنية والعسكرية
وحظر اآلالم التي ال مبرر لها
يتناول الب احث في هذا المطلب مدى عالقة مبدأي التمييز بين األهداف المدنية والعسكرية وحظر اآلالم
التي ال مبرر لها بحماية البيئة ،وفيما يلي بيان لهذه العالقة:
أوالً :مبدأ التمييز بين األهداف المدنية والعسكرية:
قد وردت هذه القاعدة في نص المادة ( )52من البروتوكول اإلضافي األول ،وذلك بنصها على أنه" :في
كل وقت بين المدنيين أو غيرهم من األشخاص المحميين والمقاتلين ،وكذلك بين األعيان ذات الطابع المدني
أو التي هي في مأمن من الهجمات واألهداف العسكرية" ،وكما هو واضح فإن هذا النص يوجب التمييز بين
األهداف العسكرية والغير العسكرية التي ال تمثل في حد ذاتها أهدافًا عسكرية(.)36
ويخلص مبدأ التمييز إلى ما يلي(:)37
حظر تظاهر المقاتلون بمظهر المدنيين.
حظر توجيه العمليات العسكرية ضد األهداف المدنية أو السكان المدنيين.
حظر ارتكاب أعمال الخطف الرامية أساساً إلى بث الذعر بين السكان المدنيين وتهديدهم.
تحظر الهجمات العشوائية ،حيث يجب أن تتخذ جميع االحتياطات الالزمة عند مهاجمة األهداف
العسكرية أو في اختيار مكان هذه األهداف من أجل تقليل الخسائر واألضرار المدنية العارضة إلى
الحد األدنى ،ويجب أال تزيد الخسائر واألضرار عن المزايا العسكرية الملموسة والمنتظرة من الهجوم.
وهذا ما أكدت عليه المادة ( )57من البروتوكول اإلضافي األول لعام .1977
يحظر استخدام سالح تجويع السكان المدنيين التابعين للخصم أو تدمير المواد األساسية واألغذية التي
ال غنى عنها لبقاء المدنيين.
ال يجوز إحداث إضرار بالغة واسعة االنتشار وطويلة ا ألمد للبيئة الطبيعية.
توفير الحماية الخاصة لألعيان الثقافية واألشغال الهندسية والمنشات المحتوية على مواد خطرة،
كالمنشآت النووية السلمية ،ويحظر الهجوم علي دور العبادة وتدمير اآلثار.
16
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
حظر مهاجمة المناطق المجردة من وسائل الدفاع والمناطق المنزوعة السالح والمناطق المأمونة
والمحايدة.
على القادة عند اإلعداد لهجوم اتخاذ التدابير واالحتياطات أثناء الهجوم للحفاظ على حياة المدنيين.
ثانيا :مبدأ حظر اآلالم التي ال مبرر لها
ً
ذهبت محكمة العدل الدولية إلى تعريف قاعدة حظر اآلالم التي ال م ِِّ
برر لها ،في رأيها االستشاري عام ُ
ظر استخدام
1996م ،حول شرعية استخدام األسلحة النووية أو التهديد بها ،بأنها القاعدة اإلنسانية التي تح ُ
الوسائل واألساليب الحربية التي ت ِ
حدث مآسي وآالما إنسانية تتجاوز الغاية المشروعة من الحرب أو تفوق
ً ُ
األهداف العسكرية المشروعة(.)38
وفيما يتعلق بحماية البيئة فإ نه يمكن القول بأن قاعدة حظر اآلالم التي ال مبرر لها تشمل حظر اآلالم
بمفهومها الواسع والتي تضم(:)39
)1حظر اآلالم أو المعاناة أو األوجاع التي تلحق بالسالمة البدنية أو الذهنية أو بحياة األشخاص أثناء
النزاعات المسلحة والتي ال مبرر لها أي تتجاوز الهدف من الحرب.
)2ح ظر األضرار أو التدمير أو التلوث الذي يلحق بالبيئة ،بنوعيها الطبيعي وغير الطبيعي بما فيها
األعيان المدنية ،التي تحيط بميدان القتال أو تتعداه والتي توصف بأنها ال مبرر لها أو غير الضرورية
لتحقيق الهدف العسكري المشروع.
ويرى الباحث أن قاعدة حظر اآلالم التي ال مبرر لها ،تلعب دو ًار هامًا في حماية البيئة أثناء النزاعات
المسلحة ،بل يمكن القول بأن هذه القاعدة توفر حماية للبيئة أثناء النزاعات المسلحة أفضل من تلك الحماية
التي توفرها النصوص االتفاقية؛ ألن أي ضرر غير مألوف يلحق بالبيئة أثناء النزاعات المسلحة ،هو ضرر
ال مبرر له ويتجاوز الغاية من النزاع المسلح ،بينما بعض النصوص االتفاقية ،تحمي البيئة من األضرار المدمرة
البالغة والواسعة االنتشار وطويلة األمد فقط(.)40
الخاتمة
تدور الدراسة حول موضوع دور مبادئ القانون الدولي اإلنساني في حماية البيئة ،وفي سبيل تناول هذا
الموضوع تم تقسيم الدراسة إلى مبحثين وخاتمة تشتمل على أهم النتائج والتوصيات؛ حيث تناول المبحث األول:
17
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
مفهوم القانون الدولي اإلنساني وتطوره ،وذلك من خالل تقسيمه إلى مطلبين؛ تناول المطلب األول :تعريف
القانون الدولي اإلنساني ،في حين تناول المطلب الثاني :نشأة وتطور القانون الدولي اإلنساني.
وجاء المبحث الثاني ليتناول صلب هذه الدراسة ،حيث تناول مبادئ القانون الدولي اإلنساني ودورها في
حماية البيئة ،وذلك من خالل تناوله ألربعة مبادئ من مبادئ القانون الدولي اإلنساني ،وقد تم تقسيمه على
مطلبين؛ حيث تناول المطلب األول :مبدأي التناسب والضرورة العسكرية ،في حين تناول المطلب الثاني:
مبدأي التمييز بين األهداف المدنية والعسكرية وحظر اآلالم التي ال مبرر لها.
وقد اختتمت الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات ،وذلك على النحو التالي:
أوالً :النتائج:
ِ
لتوفير هذه الحماية ،من )1لقد بات موضوع حماية البيئة ،وإقرار القواعد الوطنية والدولية الالزمة
ِ
الكثير من دوائر المجتمع الدولي. الموضوعات التي استحوذت على اهتما ِم
ِ
الحروب كبير في ظ ِل
اهتماما ًا أيضا أنها القت ِ ِ
ً )2باإلضافة إلى االهتما ِم بالبيئة في أوقات السلم ،فنجد ً
سلحة.والنزاعات الم َّ
ُ
ٍ
مجموعة من المبادئ التي يتعيَّن ِ
البيئية في القانو ِن الدولي اإلنساني يتجسد في إن مضمو َن الحماي ِة َّ )3
ِ
الظروف ،ومن أهم هذه اف المتحاربة مراعاة أحكامها والنزول على مقتضاها في ِ
مثل هذه على األطر ِ
ُ ُ ُ
ِ
بصدد استخدا ِم وسائل وأساليب القتال ،ومبدأ حظر اآلالم التي المتحاربين ِق
المبادئ ،مبدأ تقييد حقو ُ
ِ
األهداف العسكرية ،ومبدأ التناسب. ِ
األهداف المدنيَّة و ال ُم ِِّ
برر لها ،ومبدأ التمييز بين
اع الم َّ
سلح باحترام القواعد اإلنسانية ،بما فيها قواعد حماية البيئة أثناء النزاعات اف النز ِ ُ
الدول أطر ُ
ُ )4تلتزم
الدول أط ارًفا في اتفاقيات القانون الدولي اإلنساني أم لم تكن كذلك. سلحة ،سواء كانت هذه الم َّ
ُ ُ
ثانيا :التوصيات:
ً
نظر الرتكاب العديد من الجرائم البيئية أثناء النزاعات المسلحة ،لذا فمن الضروري إبرام اتف ٍ
اقية خاصة ً )1ا
نص عليه البروتوكوالن اإلضافيان لعامسلحة ،وعدم االكتفاء بما َّ لحماية البيئة أثناء النزاعات الم َّ
ُ
1977م.
18
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
اقعة ِ
أثناء البيئية الو ِ
ِ دور أكبر في تحديد المسؤولية عن األضرِار ِ
مجلس األمن الدولي ًا )2ضرورة منح
النزاعات الم َّ
سلحة. ُ
أمر ضرورًيا في الوقت ِ
بالبيئة ،حيث أن ذلك يعد ًا ٍ
دولية خاصة نظ ٍ
مة )3يوصي الباحث بضروة إنشاء م َّ
ُ
نظمة ِ
بالبيئة ،األمر الذي يستلزم قيام مثل هذه الم َّ تعلِقة
الم ِّ
ُ نظر لكثرة المشاكل الدولية ُ
الحالي ًا
الم ِ
تخصصة.
ُ ِّ
)4ضرورة عقد ندوات ومؤتمرات تختص ببيان مدى االنتهاكات الجسيمية التي تتعرض لها البيئة أثناء
النزاعات المسلحة.
هوامش الدراسة:
)1د .هشام بشير وإبراهيم عبدربه إبراهيم ،المدخل لدراسة القانون الدولي اإلنساني ،المركز القومي لإلصدارات
القانونية ،2011 ،ط ،1ص.13
)2انظر :المستشار حسن الحريشي ،ورقة عمل للدورة اإلقليمية األولى في مجال القانون الدولي اإلنساني،
معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية 9-5 ،مارس .2005
( )3انظر :د .أحمد أبو الوفا ،النظريَّة العامة للقانون الدولي اإلنساني "في القانون الدولي وفى الشريعة
اإلسالميَّة" ،دار النهضة العربيَّة ،القاهرة2006 ،م ،ط ،1ص.3
)4انظر :زيدان مريبوط ،مؤلف حقوق االنسان ،المجلد الثانى ،دار العلم للماليين ،بيروت 1989م ،ص.100
)5انظر :د .محمد نور فرحات" ،القانون الدولي اإلنساني لحقوق اإلنسان" "جوانب الوحدة والتمييز" ،بحث
قدم إلى المؤتمر اإلقليمي العربي بمناسبة االحتفال باليوبيل الذهبي التفاقيات جنيف للقانون الدولي
ُم َ
اإلنساني ،1999-1949القاهرة في الفترة ما بين 16-14نوفمبر ،1999ص.1
)6انظر :المجلة الدولية للصليب األحمر ،العدد ،728مارس -أبريل 1981م ،ص .86-79مشار إليه في:
د .عبد الغني عبد الحميد محمود ،حماية ضحايا النزاعات المسلحة في القانون الدولي اإلنساني والشريعة
اإلسالمية ،اللجنة الدولية للصليب األحمر2000 ،م ،ط ،1ص.6
)7د .محمد المجذوب ،القانون الدولي اإلنساني وحماية المدنيين واألعيان في زمن النزاعات المسلحة،
منشورات الحلبي الحقوقية2010 ،م ،ص.26
19
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
)8د .هشام بشير وإبراهيم عبدربه إبراهيم ،المدخل لدراسة القانون الدولي اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.16
)9انظر :د .فيصل شطناوي" ،حقوق اإلنسان والقانون الدولي اإلنساني" ،دار الحامد ،عمان،2001 ،
ص.190
)10انظر :د .صالح محمد محمود بدر الدين ،االلتزام الدولي بحماية البيئة من التلوث على ضوء قواعد
القانون الدولي للبيئة وق اررات وتوصيات المن َّ
ظمات الدوليَّة ،دار النهضة العربيَّة ،القاهرة2006 ،م، َُ
ص110-107؛ د .صالح محمد محمود بدر الدين" ،االلتزام الدولي بحماية حقوق اإلنسان" دار النهضة
العربيَّة2003 ،م ،ط ،2ص.51
)11انظر :د .نجاة أحمد أحمد إبراهيم ،المسئولية الدولية عن انتهاكات قواعد القانون الدولي اإلنساني،
اإلسكندرية ،منشأة المعارف1430 ،هـ2009 /م ،ص.152
لمنازعات ن
)12للمزيد من التفاصيل انظر :د .أحمد أبو الوفا" ،القانو الدولي اإلنساني وحماية المدنيين خالل ا ُ
الم َسَّلحة في القانون الدولي اإلنساني ..آفاق وتحديات" الجزء َّ
األول ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت، ُ
،2005ط ،1ص .217-195
)13انظر :سهيل حسين الفتالوي وعماد محمد ربيع ،القانون الدولي اإلنساني ،دار الثقافة ،القاهرة2007 ،م،
ص.142
)14د .محمد نور فرحات ،تاريخ القانون الدولي االنساني والقانون الدولي لحقوق االنسان ،جوانب الوحدة
والتمييز ،دراسات في القانون الدولي اإلنساني ،بدون دار نشر ،القاهرة2000 ،م ،ص 89-83؛ جان
بكتيه ،القانون الدولي اإلنساني ،تطوره ومبادئه ،معهد هنري دونان ،جنيف1984 ،م ،ص ص .9-6
See Also: T. Buergental, International Human Rights, (west publishing co.,
st.paul, 1995, pp.17-20.
)15انظر :د .محمد فهاد الشاللدة ،القانون الدولي اإلنساني ،دار منشأة المعارف ،األسكندرية2011 ،م،
ص.2
20
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
)16انظر :د .سعيد سالم الجويلي ،المدخل لدراسة القانون الدولي اإلنساني ،دار النهضة العربية2003 ،م،
ص 61وما بعدها؛ خالد بن علي آل خليفة حماية الطفل في النزاعات المسلحة ،مجلة الطفولة والتنمية،
المجلس العربي للطفولة والتنمية ،القاهرة ،مج ،)1( :ع2001 ،)4( :م ،ص.32
)17للمزيد من التفاصيل انظر :انظر :د .محمود سامي جنينة ،قانون الحرب والحياد ،مطبعة لجنة التأليف
والنشر والترجمة ،القاهرة ،1944 ،ص 41؛ أيريك موريز ،مدخل إلى التاريخ العسكري "ترجمة أكرم ديري
المؤسسة العربيَّة للدراسات والنشر1979 ،م ،ط ،2ص141؛ جان غليرمان ،بحث بعنوان:
َّ وهيثم األيوبي"،
للصليب األحمرَّ ،
اللجنة الدوليَّة ِ "إسهام أطباء الجيوش في نشأة القانون الدولي اإلنساني" ،المجلة الدوليَّة
ِ
للصليب األحمر ،جنيف ،السنة الثانية ،ع ،)8( :تموز /آب1989 /م ،ص.234
)18د .صالح الدين عامر ،مقدمة للتعريف بالقانون الدولي اإلنساني ،الندوة األولى حول القانون الدولي
اإلنساني باالشتراك بين الجمعية المصرية للقانون الدولي واللجنة الدولية للصليب األحمر ،القاهرة ،نوفمبر
،1982ص.6
ِ
للصليب األحمر" ،القانو ُن الدولي اإلنساني..تطوره ومحتواه" ،سلسلة القانون الدولي )19انظرَّ :
اللجنة الدوليَّة
اإلنساني رقم (2008 ،)1م ،ص.5
)20للمزيد من التفاصيل انظر :د .هشام بشير وإبراهيم عبدربه إبراهيم ،المدخل لدراسة القانون الدولي
اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.38-28
)21ال تسهم قواعد هذه االتفاقية في حماية ضحايا أفراد القوات المسلحة ضد آثار األعمال العدوانية فحسب،
بل تقوم بإلزام الدول األطراف في القواعد الم سلحة بمواصلة السير في الطريق الذي ال يؤدي إلى انتهاك
حقوق اإلنسان األساسية ،وتمثل قواعد ومبادئ االتفاقية ،أول نظام تفصيلي يعرفه القانون الوضعي ،في
مجال حماية العسكريين أثناء النزاعات المسلحة ،فهذه القواعد تقنن ألول مرة في تحييد الخدمات الصحية
في الجيوش ،وتقر إنشاء جمعية مدنية من المتطوعين في كل بلد تكون على استعداد لنجدة الضحايا.
انظر :د .عمر سعد هللا ،تطور تدوين القانون الدولي اإلنساني ،دار المغرب اإلسالمي ،بيروت ،ص،13
.31 ،30 ،25
)22د .محمد فهاد الشاللدة ،القانون الدولي اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.30-29
21
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
)23عقد مؤتمر الهاي الثاني للسالم بمدينة الهاي في الفترة الواقعة ما بين 15يونيو و 18تشرين األول
، 1907وأسفر ذلك المؤتمر عن اعتماد المشاركين فيه لثالث عشر اتفاقية ،إضافة لمشروع اتفاقية حول
إقامة محكمة للتحكيم الدولي ،وتصريح ملحق باالتفاقيات الثالث عشرة بحظر استعمال القذائف والمتفجرات
من على المناطيد الطائرة ،وبيان ختامي ينطوي على بعض القواعد المتعلقة بتسيير األعمال العدائية،
ويؤكد على بعض القواعد بهذا الشأن ،وفيما يلي بيان لهذه االتفاقيات:
-اتفاقية التسوية السلمية للمنازعات الدولية.
-اتفاقية تقييد استخدام القوة لتحصيل الديون التعاقدية.
-اتفاقية بدء حالة الحرب.
-اتفاقية قوانين وأعراف الحرب البرية.
-اتفاقية حقوق وواجبات المحايدين في الحروب البرية.
-اتفاقية وضع السفن التجارية للعدو عند بدء العمليات العدائية.
-اتفاقية تحويل السفن التجارية إلى سفن حربية.
-اتفاقية وضع األلغام تحت سطح الماء.
-اتفاقية القصف بالقنابل بواسطة القوات البحرية زمن الحرب.
-اتفاقية تطبيق مبادئ اتفاقية جنيف على حالة الحرب في البحار.
-اتفاقية الحجز أثناء الحرب البحرية.
-اتفاقية إنشاء محكمة دولية للغنائم.
-اتفاقية حقوق وواجبات الدول المحايدة في الحروب البحرية.
-التصريح الخاص بإلقاء القذائف والمتفجرات من المناطيد الطائرة إلى األرض.
-مشروع اتفاقية خاصة بإنشاء المحكمة الدولية للتحكيم القضائي الدولي.
-د .عمر سعد هللا ،تطور تدوين القانون الدولي اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.71-61
)24د .محمد فهاد الشاللدة ،القانون الدولي اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.36-35
22
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
)25لقد اعتمدت الدول المجتمعة في جنيف في 8يونيو 1977البروتوكولين اإلضافيين التفاقيات جنيف
لعام ،1949بغرض تأكيد وتطوير القانون الدولي اإلنساني المطبق في المنازعات المسلحة ،وكان الغرض
األساسي من إعداد هاتين المعاهدتين هو سد الفجوات األساسية التي أهملت عام ،1949أي تعزيز
القواعد الدولية التي تحمي السكان المدنيين من آثار العمليات العسكرية واألعمال العدائية األخرى .د.
محمد فهاد الشاللدة ،القانون الدولي اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.39
)26يعرف القانون الدولي للبيئة بأنه مجموعة قواعد ومبادئ القانون الدولي التي تنظم نشاط الدول في مجال
منع وتقليل األضرار المختلفة التي تنتج عن مصادر مختلفة ،للمحيط البيئي أو خارج حدود السيادة،
وتتمثل هذه المبادئ بحق الدولة الكامل في ممارسة سيادتها على ثرواتها الطبيعية واستخراجها طبقًا للقانون
الدولي وميثاق األمم المتحدة ،ووفقًا لسياستها في مجال حماية البيئة ،وأن ال تؤدي نشاطاتها داخل حدود
سيادتها اإلقليمية أو في األقاليم التي تخضع لواليتها إلى اإلضرار بالبيئة المحيطة للدول األخرى وبخالف
ذلك فإنها تتحمل المسئولية الدولية .للمزيد من التفاصيل انظر :د .حسين أمين ،مقدمات القانون للبيئة،
مجلة السياسة الدولية ،القاهرة ،العدد ،1994 ،117 :ص 130؛ د .حسين أمين ود .أحمد عبد الوهاب،
حماية البيئة على الصعيدين الوطني والدولي "بعض الجرائم البيئية" ،مجلة الحق ،العدد ،1995 ،3
ص88-87؛ د .بدرية العوضي ،دور المنظمات الدولية في تطوير القانون الدولي البيئي ،مجلة الحقوق،
جامعة الكويت ،العدد الثاني ،1985 ،ص 83وما بعدها؛ د .صالح عبد الرحمن عبد الحديني ،النظام
القانوني الدولي لحماية البيئة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،2010 ،ط ،1ص.64-63
-وقد عرف البروفسور ( )Alen L. Springerالقانون الدولي للبيئة بشمولية حيث ضمنه الجوانب
القانونية والفنية يكونه" :يعني بدراسة المعايير والقوانين المنصوص عليها من قبل النظام القانوني الدولي
والتي تتولى عملية تنظيم التغييرات البيئية بشكل مباشر أو غير مباشر والذي يمكن عزوه إلى النشاط
البشري ،ويقر المجتمع الدولي بأنها ذات تأثير ضار بمصالح بشرية قيمة".
-Allen L. Springer, The International Law of Pollution Protections the Global
Enivironment in a World of Sovereign State, Westport, Connecticut: Querum
Books, 1983, P.54.
23
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
-مشار إليه في :د .صالح عبد الرحمن عبد الحديني ،النظام القانوني الدولي لحماية البيئة ،مرجع سابق،
ص.64
27) Betsy Baker, "Legal Protection for The Environment in Time of Armed Conflict",
Virginia Journal of International Law, Vol.33, No.2, Winter 1993, P.353.
ِ
للصليب األحمر" ،المبادئ األساسية للقانون الدولي اإلنساني" ،سلسلة القانون الدولي )28انظر :اللجنة الدولية
اإلنساني رقم ،2مرجع سابق ،ص7؛ د .هشام بشير وإبراهيم عبدربه إبراهيم ،المدخل لدراسة القانون
الدولي اإلنساني ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة ،2012 ،ط ،1ص.117
)29بن سالم رضا ،حماية البيئة البحرية أثناء النزاعات المسلحة في البحار ،مرجع سابق ،ص.41
)30حسين على الدريدي" ،مدى فعالية القواعد الدولية اإلنسانية فى حماية البيئة أثناء النزاعات الم َّ
سلحة"، ُ
مرجع سابق ،ص.136-135
)31جان بكتيه " ،القانون الدولي اإلنساني تطوره ومبادئه" ،الناشر معهد هنري دونان ،جنيف،1984 ،
ص.46
)32ترجع فكرة الضرورة العسكرية في القانون الدولي اإلنساني إلى الفكر الميكافيليي الذي يرى في كتابه
األمير "أن الحرب تكون عادة عندما تكون ضرورية ،وأن الرغبة في االنتصار شيء طبيعي وعام ،ويبرر
استخدام القوة الضرورية الالزمة لتحقيق هذه الرغبة" .انظر :د .إبراهيم دسوقي أباظة ود .عبد العزيز
الغنام ،تاريخ الفكر السياسي ،دار النجاح ،بيروت ،1973 ،ص .185-173مشار إليه في :د .هشام
بشير وإبراهيم عبدربه إبراهيم ،المدخل لدراسة القانون الدولي اإلنساني ،مرجع سابق ،ص.93
)33انظر :د .حامد سلطان" ،الحرب في نطاق القانون الدولي" ،المجلة المصرية للقانون الدولي ،ع،25 :
،1969ص.18
وكذلك انظر:
-Oppenheim Vol, II, War and Neutrality, (London 1963), P. 232.
)34حسين على الدريدي" ،مدى فعالية القواعد الدولية اإلنسانية في حماية البيئة أثناء النزاعات الم َّ
سلحة"، ُ
مرجع سابق ،ص.130
24
مجلة كلية السياسة واالقتصاد العدد التاسع -يناير 2021
25