You are on page 1of 16

851-831 ‫ ص‬،)0900( 90 :‫ الع ــدد‬/ 90 ‫المجلد‬ ‫مجلـة النص‬

"‫مظاهر الحزن في الشعر العربي المعاصر "الشعراء الرواد أنموذجا‬


Manifestations of sadness in contemporary Arabic poetry
"Pioneer Poets Model"

‫جدي فاطمة الزهراء‬


fatima2200@outlook.fr ،‫ الجزائر‬-‫جامعة الجياللي اليابس –سيدي بلعباس‬
2122/10/10 :‫تاريخ النشر‬ 2122/10/10 :‫تاريخ القبول‬ 2122/10/22 :‫تاريخ االستالم‬

:‫ملخص‬
‫ والتي تنوعت بين‬،‫نحاول في هذه الدراسة مالمسة مظاهر الحزن في الشعر العربي المعاصر‬
‫ فقد خيم الحزن‬،‫ وذلك بارتكاز على نموذج الشعراء الرواد‬،‫اإلحساس بالكآبة والياس والشعور بالوحدة والغربة‬
‫ والتي أضحت موضوعا لتجربة شعرية استطاع الشاعر العربي‬،‫بضالله منذ نشأة القصيدة العربية المعاصرة‬
‫ الذي لم يرفضه احداثه المريرة بل قبل بها قبوال حزينا بال‬،‫من خاللها أن يمارس تجربة الذات مع الواقع‬
.‫تمرد من خالل إحساسه إزاء مجتمع تمكن منه الزيف والتخلف والجوع والمرض‬
‫ من خالل كل من (نازك‬،‫وقد أخذنا الفضول العلمي لنلتمس أثر هذا الحزن العميق عند شعراء الرواد‬
‫ متسائلين عن أسباب هذا‬،)‫ بدر شاكر السياب‬،‫ صالح عبد الصبور‬،‫المالئكة وأحمد عبد المعطي حجازي‬
‫الحزن وكيف عبروا عنه في قصائدهم؟‬
.‫ اليأس‬،‫ الكآبة‬،‫ القلق الوجودي‬،‫ الحزن‬:‫كلمات مفتاحية‬
Abstract:
In this study, we try to touch on the manifestations of sadness in
contemporary Arab poetry, which varied between a sense of depression and
despair, and a feeling of loneliness and alienation, based on the pioneer poets’
models. To practice the self-experience with reality, which he did not reject from
his bitter events, but accepted them sadly without rebellion through his feeling
about a society that enabled him to lie, backwardness, hunger and disease.
And we took the scientific curiosity to seek the effect of this deep sadness
among the pioneer poets, through each of (Nazik Al-Malaika, Ahmed Abdel Muti
Hijazi, Salah Abdel-Sabour, Badr Shaker Al-Sayyab), wondering about the causes
of this sadness and how they expressed it in their poems?
Keywords: Grief, existential anxiety, depression, despair.
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫تع ددت وجوه الرؤية الشعرية للقصيدة العربية الحديثة‪ ،‬بتعدد اختالف مشاعر الشع ارء‬
‫العرب إزاء الموقف االجتماعي والذي قاد عددا من الشعراء إلى موقف نستطيع أن نطلق‬
‫عليه الموقف الذاتي‪ ،‬كونه يتضمن وجهات نظر خاصة للذات الشاعرة من الوجود الواقعي‪،‬‬
‫الحسية الجمالية في تجربة اإلبداع عن الواقع المرير مثلت موقفا‬
‫ّ‬ ‫فمشاعر الحزن ومشاعر‬
‫خاصا أظهرت مدى بعد النظرة الشمولية لطابع اإلحساس المتناثر المبعثر‪ ،‬والهموم ذات‬
‫الوجه الواحد للشعراء الرواد‪.‬‬
‫‪ .2‬الحزن في الشعر العربي المعاصر‪:‬‬
‫الحزن ظاهرة فكرية ترتكز على مواقف وجودية خاضها شعراء العرب المعاصرين‪،‬‬
‫نتيجة ظروف الواقع التي حالت دون قدرتهم على قبولها قبوال منطقيا‪ ،‬وإحساس الفجيعة‬
‫الحقيقية في مواجهتها كان سببا في إحساسه العميق بالحزن‪ ،‬كنتيجة مباشرة لما أصابه‪.‬‬
‫ومما الشك فيه أن الشاعر العربي المعاصر‪ ،‬تأث ر بعوامل عديدة أدت إلى شيوع‬
‫ظاهرة الحزن في القصيدة العربية الحديثة‪ ،‬فإحساسه بمحنة الذات اإلنساني ة التي تأسست‬
‫على مشاعر الضياع والتمزق ‪ ،‬لعجزها عن توافق روحي للوجود الخارجي أذى بها إلى‬
‫شعورها بالضآلة في هذا الوجود الالمتناهي‪.‬‬
‫وحينها انتشرت مشاعر الحزن في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬أظهرت تأثر الشاعر‬
‫العربي بالنزعة الحزينة في أحزان الشاعر األوربي الذي عايش طغيان الحضارة المادية‬
‫خاصة في نموذج الشاعر "ت‪.‬س‪.‬اليوت"‪.‬‬
‫ضمت قصائد الشع ارء المعاصرين والسيما الرواد "نازك المالئكة"‪ ،‬السياب‪ ،‬صالح‬
‫عبد الصبور‪ ،‬أحمد عبد المعطي حجازي"‪.‬‬
‫عبارات الشكوى واأللم‪ ،‬واألنين‪ ،‬والمساء‪ ،‬والسحب القاتمة والموت‪ ،‬وبعض المواقف‬
‫التي يمكن أن تثير شيئا من األحزان كجفاء الحب‪ ،‬الشوق للوطن ورثاء األصدقاء أيضا‪ ،‬ولم‬
‫يلبث الحزن أن أصبح ظاهرة في القصيدة العربية اكتسب طابع ِ‬
‫الرؤية والشمولية وأضحى له‬
‫العديد من الموضوعات التي تشكل كل منها مظه ار من مظاهر هذه المشاعر الحزينة في‬

‫‪931‬‬
‫د‪ .‬جدي فاطمة الزهراء‬

‫القصيدة العربية الحديثة‪ ،‬فاستطاع صالح عبد الصبور ان يعبر بالحزن عن تجربة الغربة‬
‫واستطاع أيضا عبد المعطي حجازي أن يؤكد على مشاعر الحزن من خالل تجربة المدينة‬
‫واالغتراب الذاتي ومع السياب وصل الحزن قمته المأساوية في الشعر العربي المعاصر من‬
‫خالل تجربة الموت وموقف جفاء الحب‪.‬‬
‫ومظه ار آخر من مظاهر الحزن في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬هو ذلك الحزن‬
‫الرومانسي والذي يقا بلنا في األعمال الشعرية لنازك المالئكة فقد تخلل هذه اإلبداعات‬
‫الشعرية اليأس والكآبة الحزينة الناتجين بعدم التوازن النفسي بين الذات والواقع‪.‬‬
‫ويلمح القارئ روح نازك الحائرة والحزينة من خالل قصيدة من قصائدها "عاشقة‬
‫الليل وهذه التسمية كافية للداللة على مدى رغبة الشاعرة في العزلة والسكينة واالنطواء‪ ،‬وقد‬
‫تكتشف في ثنايا سطور القصيدة حجم األلم وعالمات األسى فالحزن عندها أجمل وأنبل من‬
‫الفرح" بعض األحيان يشغل الشاعر بالبيئة التي يعيش فيها وآالمه نابعة من أجلها‪،‬‬
‫واألوضاع السياسية واالجتماعية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه تؤثر في حدة تشاؤمه‬
‫وأشعاره تتحدث عن تلك األوضاع الفاسدة وتبين الخراب والدمار ف ي مجتمعه في أسلوب‬
‫متشائم حزين ويحكي شعره عن عصبيته والتزامه بما يجري حوله ويبرهن ضيقه الشديد"‪.1‬‬
‫‪ .3‬مظاهر الحزن عند الشعراء الرواد‪:‬‬
‫‪ 3.3‬الحزن عند نازك المالئكة‪:‬‬
‫حزن نازك المالئكة مرسوم عبر كلمات تجسد فيها مواقف مواجهة الذات من الوجود‬
‫فحين تقول‪:‬‬
‫والذات تسأل من أنا‬
‫أنا مثلها حيرى أحدق في ظالم‬
‫ال شيء يمنحني السالم‬
‫أبقى أسائل والجواب‬
‫سيظل بحجة سراب‬

‫‪941‬‬
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫وأظل أحسه دنا‬


‫‪2‬‬
‫فإذا وصلت إليه ذاب‬
‫تلمح في أشعارها نغمات الحزن والب حث عن الكمال في الحياة واألشياء‪.‬‬
‫قد انسكب الحزن داخل نازك المالئكة فباتت تتساءل عن مصدر األلم في قصيدتها‬
‫"خمس أغان لأللم"‪ .‬فتقول‪:‬‬
‫من أين يأتينا األلم‬
‫من أين يأتينا‬
‫آخي رؤانا من قدم‬
‫ورعى قوانينا‬
‫أنا له عطش وفم‬
‫‪3‬‬
‫يحيا ويسقينا‬
‫تلونت هذه السطور الشعرية بغنائية حزينة‪ ،‬امتألت با ألسى والكآبة والخوف والموت‬
‫والبحث عن األمنيات المستحيلة‪.‬‬
‫ونجدها في قصيدة (كلمات)‪ ،‬تستخدم الحزن كشحنات نفسية كئيبة لمواجهة الواقع‪،‬‬
‫وكتبريرات خيالي ة في مواجهة تجربة الفشل المعاشة‪ ،‬وقد صورت بحثها عن اليوتوبيا‬
‫الضائعة في رحلة وهمية موظفة صور الكآبة والحزن وهي تقول في قصيدتها "كلمات"‬
‫شكوت إلى الريح وحدة قلبي وطول انفرادي‬
‫فجاءت معطرة بأريج ليالي الحصاد‬
‫وألقت عبير البنفسج والورد فوق سهادي‬
‫ومدت شذاها لخد الكليل مكان الوساد‬
‫وروت حنيني بنجوى غدير يغني لواد‬
‫ّ‬
‫وقالت‪ :‬ألجلك كان العبير ولون الوهاد‬
‫ومن أجل قلبك وحدك جئت الوجود الجميل‬
‫ففيم العويل؟‬

‫‪949‬‬
‫د‪ .‬جدي فاطمة الزهراء‬

‫وصدقتها ثم جاء المساء الطويل‬


‫وساد السكون عباب الظالم الثقيل‬
‫فساءلت ليلى‪ :‬أحق حديث الرياح؟‬
‫فرد الدجى ساحر القسمات‬
‫كيف ينجو والطبع والقدر القاسي‬
‫‪4‬‬
‫يسوقانه إلى األحزان"‬
‫قدمت نازك المالئكة شكال مركبا من صور الحزن القائمة‪ ،‬استفاضت نغمة الكآبة‬
‫فيها بشكل ينغل القلب ممزقا أوتاره وراسما قتامته على أفق الحياة‪ ،‬فال تجد الروح برزخها‬
‫اآلمن والمطمئن‪ ،‬وحتى تتعمق في خطابها الشعري العربي نلمس قراءة وجودية منطلقها‬
‫وعيها الشعري وإحساسها المرهف بالوجع اإلنساني‪.‬‬
‫وفي مخاطبة نازك المالئكة لقلبها في الشعر تلومه على تطلعه إلى اآلفاق العالية‬
‫وطموحه نحو المثل العظمى وسرعان ما تصطدم بالواقع المليء بسوء الخلق واالبتذال‬
‫والغدر وهذا ما جعلها "عندما تفشل في محاولتها للبحث عن معنى للوجود اإلنساني وتؤمن‬
‫بعبثية الحياة ومضت الحياة باطلة وسدى والزمان كله قيود تتثقل عليها الهموم واألحزان‬
‫كأمواج البحر يغرقها فتنتظر دائما لتتخلص م ن الكآبة الموجودة داخل نفسها وفي حياتها‪.‬‬
‫كانت الشاعرة في هذا األوان متشائمة أشد التشاؤم‪ ،‬مما يجعلها تهرب إلى الطبيعة‬
‫لتتعزى فيها بشيء‪ ،‬بغابة‪ ،‬بواد‪ ،‬أو بظلة تين لتستريح لدقائق‪ ،‬فتصل إلى هذه النتيجة أن‬
‫عالم اليوتوبيا‪ ،‬عالم الخيال‪ ،‬شيء ال مثيل له‪ ،‬وظلت تحلم بحالة مقبلة‪ ،‬تبدو عليها األشياء‬
‫في صورة أكمل وأحيانا تبني عالمها هذا بعيدا عن الناس حيث ال يسكن فيه أحد وخال"‪.5‬‬
‫فتقول في قصيدة‪ :‬يوتوبيا الضائعة‬
‫فوق البساط السفح بين التالل‬
‫في المنحنى حيث تموج الظالل‬
‫تحت امتداد الغصون‬

‫‪941‬‬
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫تفجري بالجمال‬
‫وشيدي يوتوبيا في الجبال‬
‫ّ‬
‫يوتوبيا من شجرات القمم‬
‫ومن خرير المياه‬
‫‪6‬‬
‫يوتوبيا من نغم‬
‫هكذا ظلت نازك في انتظار جنتها الضائعة مترقبة احالمها بشيء من اليأس والقلق‬
‫ورثاء النفس‪.‬‬
‫‪ 2.3‬الحزن عند صالح عبد الصبور‪:‬‬
‫ويطل علينا وجه آخر من وجوه مظاهر الحزن في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬نراه في‬
‫الشاعر صالح عبد الصبور في رحلة البحث عن الذات‪ ،‬أين يقبع إحساس الضياع والفشل‬
‫في تحقيق الذات‪.‬‬
‫وصالح عبد الصبور واحد من الجيل الذي عاش وسط اإلنذهال والحزن والرتابة‬
‫خالل مرحلة التمزق العميق والتناقض بين معطيات التراث المقدسة وثورة الجيل المتمرد‬
‫المهزوم"‪.7‬‬
‫فقد عاش صالح عبد الصبور مرحلة التوتر بين الذات والوجود والواقع الناتج من‬
‫الهموم الفردية والجماعية‪.‬‬
‫بدأت محنة صالح ع بد الصبور في تجربته المأساوية وإحساسه الحاد بالم اررة‬
‫الحزينة وتمثلت رؤيته الذاتية الكئيبة في أعماله الشعرية (الناس في بالدي) و( تأمالت في‬
‫زمن جريح) و(حتى شجر الليل) وكلها محاور تطورت فيها أحاسيس المأساة والم اررة‪.‬‬
‫وإذا وقفنا عند إنتاج صالح عبد الصبور الشعري (الناس في بالدي) نستشف ذلك‬
‫اإلحساس المرير كمنطلق فكري الزم تجربة الشاعر الذاتية فيقول‪:‬‬
‫يا صاحبي إني حزين‬
‫‪8‬‬
‫طلع الصباح‪ ،‬فما ابتسمت ‪ ،‬ولم ينر وجهي الصباح‬

‫‪943‬‬
‫د‪ .‬جدي فاطمة الزهراء‬

‫توضح لنا هذه السطور شكل الحزن العميق الذي لون كل سطور شعره إن الحزن‬
‫عند صالح عبد الصبور‪ ،‬ينبع من إحساس مميز وخاص منطلقه موقف غربة حياته‬
‫وإحساسه بالضيا ع كفرد نتيجة خيبة أمل في تحقيق حلم وجوده الحياتي فيقول‪:‬‬
‫خرجت من جوف المدينة‪ ،‬أطلب الرزق المتاح‬
‫‪9‬‬
‫وغمست في ماء القناعة خبز أيامي الكفاف‬
‫وحين يأتي المساء‪ ،‬يأتي معه الحزن كحتمية مالزمة لمساء المحتاجين فيقول‪:‬‬
‫والحزن يولد في المساء ألنه حزن ضرير‬
‫حزن طويل كالطريق من الجحيم إلى الجحيم‬
‫حزن صموت‬
‫والصمت ال يعني الرضا بأن أمنية تموت‬
‫وبأن أياما تفوت‬
‫وبأن مرفقنا وهن‬
‫وبأن ريحا من عفن‬
‫‪10‬‬
‫مس الحياة ‪ ،‬فأصبحت وجميع ما فيها مقيت‬
‫أصبحت كلمة حزن في نتاج الشعري لصالح عبد الصبور مشحونة بدالالت مختلفة‬
‫فجاء مرة (وهن‪ ،‬وعفن‪ ،‬وموت وجحيم) ليجسد في نهاية األمر قلقا حول مصير المجتمع كله‬
‫أو حتى ربما أمة بأسرها‪ ،‬فقد وصل الشاعر بهذا الحزن إلى اتخاذ موقفا صوفيا راضيا به‬
‫على ما هو كائن وألن التصوف هو نوع من ترويض النفس ومجاهدتها على المنكرات‬
‫والماديات اليومية‪ ،‬فقد نجح به صالح عبد الصبور واتخذه سببا من مسببات التغيير‪ ،‬فيزوره‬
‫في المنام الشيخ "محي الدين" المتصوف في منامه ويقول له بصوت عميق‪:‬‬
‫"يا صاح ‪ ،‬أنت تابعي‬
‫فقم معي ‪.......‬‬
‫رد مشرعي‬

‫‪944‬‬
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫‪11‬‬
‫فاألمر في الديوان ‪.....‬قم"‬
‫ونجد الشاعر صالح عبد الصبور يسرد على الشيخ محي الدين مظاهر الحياة‬
‫ويدور الحوار بينهما فيقول‪:‬‬
‫يا شيخي محي الدين إني كسير‬
‫ال يكسر الجناح يا إنسان‪ ،‬واإلنسان داء قلبه‬
‫النسيان‬
‫يا شيخ محي الدين إنني صغير‬
‫‪12‬‬
‫بل كلنا صغار ‪......‬الحبيب وحده هو الكبير‬
‫لم يكتف صالح عبد الصبور بالتصوف والحب كحلين لهمومه‪ ،‬بل وجد أن الموت‬
‫كحل قدري خارجي باعتباره وسيله إلزالة المسببات الحياتية للحزن‪:‬‬
‫هذا الصباح‬
‫أردت وجهي للحياة ‪ ،‬واغتمضت كي أموت‬
‫‪13‬‬
‫في هدأة السكوت‬
‫وهكذا سيطرت مشاعر الحزن في شعر صالح عبد الصبور‪ ،‬كمظهر تعبيري يعكس‬
‫شعور الوحدة والضياع واأللم والسأم‪ ،‬وقد أضحى الحزن بذلك معاناة ذاتية لتجربة مألها‬
‫اإلحساس بالوحدة والغربة‪ ،‬وفقدان العالقة المنطقية بين ظواهر الوجود‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫إني أنظر في أحداق الناس وفي شفيتهم‬
‫أتماله‬
‫ووجدتهم وأغرابا عن روحي‪ ،‬وأخو الروح بعيد‬
‫‪14‬‬
‫ما أقساه‬
‫‪ 3.3‬الحزن عند معطي حجازي‪:‬‬
‫وتبرز معاناة أخرى لشاعر من شعراء الشعر العربي المعاصر وهو "معطي حجازي"‬
‫فوجه الحزن ومظهره يتمثل في إحساس الغربة ومحاصرة المدينة له‪.‬‬

‫‪941‬‬
‫د‪ .‬جدي فاطمة الزهراء‬

‫بدأ الشعور الحاد بالحزن يظهر مع مظاهر الحياة في المدينة‪ ،‬فقد عانى الشاعر‬
‫"عبد المعطي حجازي" مع الواقع وراح يبحث عن مجال أوسع وأعمق من خالل احتكاك‬
‫تجربة ذاته بالوجود‪ ،‬ومحاوال اكتشاف هذه الذات‪.‬‬
‫فالشاعر رومانسي لطالما تغنى بالريف هربا من المدينة‪ ،‬وبالحياة البسيطة هربا من‬
‫الفوضى والضوضاء‪ ،‬ليجد نفسه محاص ار بقالع المدينة مصطدما بقسوتها وتعقدها فيقول‪:‬‬
‫وحدي‬
‫علي ّ‬ ‫شمسك يا مدينتي قاسية‬
‫ّ‬
‫تتبعني أني ذهبت‬
‫ّ‬
‫وتعري سوأتي‬
‫تأكل توبي ‪ّ ،‬‬
‫أهرب منها أين مدينتي‬
‫‪15‬‬
‫وهي تنام تحت جلدي‬
‫وتضغط ع ليه المدينة وقسوتها ضغطا هائال‪ ،‬يحس في زحمتها أنه ضئيل ومطارد‬
‫فيقول‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫لكنني أحس أني لم أزل مطاردا‬
‫لقد وجد الشاعر "عبد المعطي حجازي" خالل معاينته للمدينة‪ ،‬إنها حصار قاهر‪،‬‬
‫العالقات فيها مبنية على الصراع والسباق والمادة وكل شيء فيها مقلق حتى االنسان ال قيمة‬
‫له في ظل العجز عن االرتباط اإلنساني‪.‬‬
‫وهذه المدينة باعثة على الحزن يفقد فيها اإلنسان شعور األمان ويشعر فيها بالوحدة‬
‫والضياع فنجده يقول‪:‬‬
‫أواجه ليلي القاسي بال حب‬
‫وأحسد من لهم أحباب‬
‫وأمضي في فراغ بارد مهجور‬
‫غريب في بالد تأكل الغرباء‬
‫والناس حولي ساهمون‬

‫‪941‬‬
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫‪17‬‬
‫ال يعرفون بعضهم‬
‫عاش الشاعر غربة المدينة وعرف غربة الفكر في ظل وجه الحضارة المادية‬
‫المسيطرة على حياة الناس وعالقاتهم فيقول‪:‬‬
‫وكان أن عبرت في الصبا البحور‬
‫رسوت في مدينة من الزجاج والحجر‬
‫الصيف فيما خالد‪ ،‬ما بعد فصول‬
‫بحث فيها عن حديقة فلم أجد لها أثر‬
‫وأهلها تحت اللهيب والغبار صامتون‬
‫دائما على السفر‬
‫‪18‬‬
‫لو كلموك يسألون‪ ...‬كم تكون ساعتك؟‬
‫‪ 3.3‬الحزن عند بدر شاكر السياب‪:‬‬
‫وجه آخر من وجوه مظاهر الحزن في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬شاعر عاش تجربة‬
‫الموت كقدر مسلط على اإلنسان الضعيف الذي ال يملك سوى االمتثال له‪ ،‬فبدر شاكر‬
‫السياب ‪ ،‬جعل اإلحساس بالموت باعثا من بواعث المشاعر الحزينة ‪ ،‬فيقول عن الشعر "لو‬
‫أردت أن أتمثل الشاعر الحديث لما وجدت أقرب إلى صورته من صورة التي انطبعت في‬
‫ذهني‪ ،‬للقديس يوحنا‪ ،‬وقد افترست عينيه رؤياه وهو يبصر الخطايا السبع تطبق على العالم‬
‫وكأنها أخطبوط هائل"‪.19‬‬
‫يوضح لنا السياب دور الشاعر في اصطناع موقف إزاء الكون والحضارة والوجود و‬
‫اإلنسان ‪ ،‬فأعماله اإلبداعية التي قدمها في (إقبال وأساطير)‪ ،‬و(هديل الحمام)‪( ،‬أزهار‬
‫ذابلة)‪( ،‬أنشودة المطر)‪.‬‬
‫وكلها ملونة بألوان من الحزن واألسى نتيجة تأمله الذاتي يقول السياب"‬
‫ماذا جنيت من الزمان سوى الكآبة والنحول‬
‫أو أرقب الليل الطويل يذوب في الصبح الطويل‬
‫وأتابع الشمس المريحة الشعاع إلى األفول‬

‫‪941‬‬
‫د‪ .‬جدي فاطمة الزهراء‬

‫وأشيع البدر السئووم يغيب مابين النخيل‬


‫ال مأمل لي بالكثير وال رجاء بالقليل‬
‫‪20‬‬
‫وأعد أيامي ال سلمها إلى الهم الثقيل‬
‫نرى نوعا من التساؤل الوجودي المقلق للشاعر عن الزمن وعالقة اإلنسان فيه‪ ،‬فقد‬
‫تعرض السياب منذ مط لع حياته لخيبات و مآسي كالضعف والنحول الجسماني‪ ،‬بعد وفاة‬
‫أمه وجدته وكل هذه المسببات زادت في تعميق منابع اإلحساس المقلق والحاد في مواجهة‬
‫الواقع ‪ ،‬فنجد السياب يقول في رسالة كتبها لصديقه خالد حول تسمية ديوانه " أزهار ذابلة" ما‬
‫أجهل من ال مني على أن سميت مجموعة أشعاري باألزهار الذابلة‪ ،‬ليت كان معي ليرى أن‬
‫كل الكون‪ ،‬األرض والسماء والتراب والماء والصخر والهواء أزهار ذابلة في عيني الشاحبتين‬
‫ونفسي الهامدة الخامدة‪.21‬‬
‫ويكشف السياب في ديوانه أساطير عن موقفه من الموت وكيف تمخض هذا‬
‫التصور الناتج عن استنباطه لذاته ونحته في عالقة هذه الذات بالكون فيقول‪:‬‬
‫وا حسرتا! أكد أموت كما يجف ندى الصباح‬
‫ما كاد يلمع بين أفواق الزنابق واألقاحي‬
‫يا موت‪ ،‬يا رب المخاوف والدماميس الضريرة‬
‫اليوم تأتي ! من دعاك ! ومن أرادك أن تزوره‬
‫أنا من دعوتك أيها القاسي فتحرمني هواها‬
‫‪22‬‬
‫دعني أعيش على ابتسامتها‪ ،‬وإن كانت قصيرة‬
‫إحساس السياب مند البداية ناتج عن خوفه من الموت ونلمس ذاك الصراع الرهيب‬
‫بين الموت وبين الرغبة في الحياة ولعل مواجهته المباشرة لمصيره المقلق‪ ،‬خلقت لديه حالة‬
‫من التساؤالت المقلقة‪ ،‬واإلجابات عنها مجرد اعتقادات فيقول‪:‬‬
‫أكل ذاك األنس‪ ،‬تلك الشقوة‬
‫والصمع الحافر في الضمير‬

‫‪941‬‬
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫واألمل الخافق في توثب صغير‬


‫أكلها لهذه النهاية‬
‫‪23‬‬
‫ترى الحمام للحياة غاية ‪...‬‬
‫دخل ال سياب في مرحلة جديدة تحول الموت لديه إلى فلسفة ذاتية خاصة ‪ ،‬فلم يعد‬
‫الموت حدثا غريبا في حياته بل أناشيد أيوبية تجسد إحساس األمل فيها‪ ،‬وفكر الراضي‬
‫منتظر المعجزة فنجده يقول‪:‬‬
‫لك الحمد مهما استطال البالء‬
‫ومهما استبد األلم‬
‫لك الحمد‪ ،‬إن الرزايا عطاء‬
‫وإن المصيبات بعض الكرم‬
‫ألم تعطني أنت هذا الظالم‬
‫‪24‬‬
‫وأعطيتني أنت هذا السحر‬
‫قالوا أليوب‪ :‬جفاك األله!‬
‫فقال‪ :‬ال يجفو‬
‫من شد اإليمان‪ ،‬ال قبضتاه‬
‫‪25‬‬
‫ترخي وال أجفانه تغفو‬
‫وحينما اشتد به المرض كانت تعصف به الشكوى وتتعالى صارخة مدوية فيقول‪:‬‬
‫يا رب أيوب قد أعيا به الداء‬
‫في غربة دونما مال والسكن‬
‫يدعوك في الدجى‬
‫يدعوك في ظلموت الموت‪ :‬أعباء‬
‫‪26‬‬
‫ناء الفواد بها فارحمه إن هتفا‬
‫إحساس الشاعر باليأس من شفائه‪ ،‬وعدم العودة إلى الحياة رسخ لديه فكرة الموت‬
‫كنهاية للموجودات ليزيد هذا من عمق حزنه وهزيمته المرة أمام معادل المرض فقد أضحى‬

‫‪941‬‬
‫د‪ .‬جدي فاطمة الزهراء‬

‫الموت قريبا منه واقتنع السياب أن قبول الموت واإلذعان له نهاية ال مفر منها‪ ،‬ونجد‬
‫استسالم حزين لذاته الشاعرة وهي تقبل الموت كنهاية لغربة قاسية مليئة باليأس والكآبة‬
‫فيقول‪:‬‬
‫سآخذ دربي في الوهم‬
‫‪27‬‬
‫وأسير فتلقاني أمي‬
‫‪28‬‬
‫هو الموت جاء‬
‫فهيهات‪ ،‬هيهات‪ ،‬مالي فرار‬
‫‪29‬‬
‫ولكنني مت‪ ....‬واحسرتاه‬
‫تأخذ مشاعر السياب شكال آخ ار‪ ،‬حيث بعد التسليم لقدر الموت فنجده يرسم صورة‬
‫التحدي الهادئ و التساؤل الساخر‬
‫أليس يكفي أيها اإلله‬
‫أن الفناء غاية الحياة‬
‫فتصبح الحياة بالقتام ؟‬
‫تحيلني بال ردي ‪..‬حطام‬
‫سفينة كسيرة تطفوا على المياه؟‬
‫‪30‬‬
‫هات الرديء أريد أن أنام‬
‫‪ .3‬الخاتمة‪:‬‬
‫تعددت مشاعر ومظاهر الحزن في الشعر العربي المعاصر‪ ،‬وقد عبر الشعراء الرواد‬
‫على موقفهم اتجاه الواقع والوجود والوطن ‪ ،‬في تجربة شعرية‪ ،‬يسودها إحساس غريب عن‬
‫هذا العالم الذي س لبت اإلنسان حق اإلرادة والحرية ‪ ،‬وزاد من ثقل اإلحساس بالموت فقد كانت‬
‫مظاهر الحزن لموقف فكري في بحث صالح عبد الصبور عن ذاته وإحساسه بالضياع‪،‬‬
‫وعبد المعطي حجازي في مظاهر الحضارة وجبروت المدينة وأما نازك المالئكة فقد تجسدت‬

‫‪911‬‬
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫مظاهر الحزن في البحث عن يوتوبيا الضائعة‪ ،‬ليختم بدر شاكر السياب مظاهر الحزن في‬
‫موقف ميتافيزيقي‪ ،‬تمثل في إحساس الموت والتسليم له‪.‬‬
‫‪ .5‬الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد العزيز‪ ،‬الكفراوي‪-‬تاريخ الشعر العربي‪ ،‬ج‪ ،0‬مصر‪ ،‬دار نهضة مصر للطباعة والنشر‪،‬‬
‫‪ ،0011‬ص‪.01‬‬
‫‪ -2‬نازك المالئكة‪ ،‬ديوان "شظايا ورماد"‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬دار العودة‪ ،0090 ،‬ص‪.001‬‬
‫‪ -3‬نازك المالئكة‪" ،‬شجرة القمر"‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار العودة‪ ،‬ط‪ ،0090 ،3‬ص‪.13‬‬
‫‪ -4‬نازك المالئكة‪ ،‬ديوان‪ ،‬مجلة األول‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -5‬ديوسارال‪ ،‬فرهاد‪ ،‬اليوتوبيا في شعر نازك المالئكة‪ ،‬مجلة ديوان العرب‪ 0 ،‬تشرين الثاني‪.2110 ،‬‬
‫‪ -6‬نازك المالئكة‪ ،‬الديوان‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.011‬‬
‫‪ -7‬ميخائيل أمطانيوس‪ ،‬دراسات في الشعر العربي الحديث‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬منشورات المكتبة العصرية‪،‬‬
‫ط‪ ،0001 ،0‬ص‪.001‬‬
‫‪ -8‬صالح عبد الصبور‪ ،‬ديوان الناس في بالدي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار العودة‪ ،‬ط‪ ،0091 ،0‬ص‪.30‬‬
‫‪ -9‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -10‬صالح عبد الصبور‪ ،‬قصيدة الحزن‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -11‬المصدر نفسه‪ ،‬قصيدة رسالة إلى صديقة‪ ،‬ديوان الناس في بالدي‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -12‬المصدر نفسه‪ ،‬الناس في بالدي‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -13‬نفسه‪ ،‬أناشيد غرام‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ -14‬نفسه‪ ،‬قالت‪ ،‬أقول لكم‪ ،‬ص‪.020‬‬
‫‪ -15‬أحمد عبد المعطي حجازي‪ ،‬األمير المتسول‪ ،‬كان لي قلب‪ ،‬الكتاب الذهبي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬العدد ‪،009‬‬
‫ديسمبر ‪.0092‬‬
‫‪ -16‬أحمد عبد المعطي حجازي‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ -17‬عبد المعطي حجازي‪ ،‬مدينة بال قلب‪ ،‬القاهرة – مصر‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،0001 ،‬ص‪.010‬‬
‫‪ -18‬المصدر نفسه‪ ،‬رسالة إلى مدينة مجهولة‪ ،‬مدينة بال قلب‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪ -19‬مجلة الشعر‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد الثالث تموز ‪ ،0091‬ص‪.000‬‬
‫‪ -20‬إحسان عباس‪ ،‬بدر شاكر السياب‪ ،‬دراسة حياته وشعره‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار الثقافة‪ ،0000 ،‬ص‪.90‬‬
‫‪ -21‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪919‬‬
‫د‪ .‬جدي فاطمة الزهراء‬

‫‪ -22‬بدر شاكر السياب‪ ،‬أساطير‪ ،‬النجف – العراق‪ ،‬منشورات دار البيان‪ ،‬مطبعة الغرى الحديثة‪،0011 ،‬‬
‫ص‪.03‬‬
‫‪ -23‬بدر شاكر السياب‪ ،‬ديوان المعبد الغريق والوصية‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬ط‪،0002 ،0‬‬
‫ص‪.001‬‬
‫‪ -24‬بدر شاكر السياب‪ ،‬سفر أيوب‪( ،‬منزل األفنان)‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار العودة‪ ،0090 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -25‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ -26‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -27‬ديوان السياب‪ ،‬إقبال وشناشيل إبنة الجلبي‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -28‬ديوان السياب‪ ،‬سفر أيوب (منزل األفنان)‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -29‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -30‬بدر شاكر السياب‪ ،‬في غابة الظالم (إقبال وشناشيل ابنة الجلبي)‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان‪ ،‬دار الطليعة للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪.0090 ،3‬‬
‫‪ .6‬قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ .0‬إحسان عباس‪ ،‬بدر شاكر السياب‪ ،‬دراسة حياته وشعره‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار الثقافة‪،‬‬
‫‪.0000‬‬
‫‪ .2‬أحمد عبد المعطي حجازي‪ ،‬األمير المتسول‪ ،‬كان لي قلب‪ ،‬الكتاب الذهبي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،009‬ديسمبر ‪.0092‬‬
‫‪ .3‬بدر شاكر السياب‪ ،‬أساطير‪ ،‬النجف– العراق‪ ،‬منشورات دار البيان‪ ،‬مطبعة الغرى‬
‫الحديثة‪.0011 ،‬‬
‫‪ .0‬بدر شاكر السياب‪ ،‬ديوان المعبد الغريق والوصية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار العلم‬
‫للماليين‪ ،‬ط‪.0002 ،0‬‬
‫‪ .1‬بدر شاكر السياب‪ ،‬سفر أيوب‪( ،‬منزل األفنان)‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار العودة‪.0090 ،‬‬
‫‪ .0‬بدر شاكر السياب‪ ،‬في غابة الظالم (إقبال وشناشيل ابنة الجلبي)‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪،‬‬
‫دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪.0090 ،3‬‬

‫‪911‬‬
‫مظاهر احلزن يف الشعر العريب املعاصر "الشعراء الرواد أمنوذجا"‬

‫‪ .9‬ديوسارال‪ ،‬فرهاد‪ ،‬اليوتوبيا في شعر نازك المالئكة‪ ،‬مجلة ديوان العرب‪ 0 ،‬تشرين‬
‫الثاني‪.2110 ،‬‬
‫‪ .1‬صالح عبد الصبور‪ ،‬ديوان الناس في بالدي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬دار العودة‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫‪.0091‬‬
‫‪ .0‬عبد المعطي حجازي‪ ،‬مدينة بال قلب‪ ،‬القاهرة – مصر‪ ،‬دار الكتاب العربي‪،‬‬
‫‪.0001‬‬
‫‪ .01‬مجلة الشعر‪ ،‬بيروت‪ ،‬العدد الثالث تموز ‪ ،0091‬ص‪.000‬‬
‫‪ .00‬محمد عبد العزيز‪ ،‬الكفراوي‪-‬تاريخ الشعر العربي‪ ،‬ج‪ ،0‬مصر‪ ،‬دار نهضة مصر‬
‫للطباعة والنشر‪.0011 ،‬‬
‫‪ .02‬ميخائيل أمطانيوس‪ ،‬دراسات في الشعر العربي الحديث‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬منشورات‬
‫المكتبة العصرية‪ ،‬ط‪.0001 ،0‬‬
‫‪ .03‬نازك المالئكة‪ ،‬ديوان "شظايا ورماد "‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬دار العودة‪.0090 ،‬‬

‫‪913‬‬

You might also like