Professional Documents
Culture Documents
كتبه
علي بن عبد العزيز الراجحي
المقدمة
الحمد لله نحمدهه ونستعينه ونستغفره ونعوذه بالله من
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له
ومن يضلل الله فل هادي له وأشهد أن ل إله إل الله وحده
ل شريك له .وأشهد أن محمدا عبدهه ورسوله .قال تعالى
)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ول تموتن إل
وأنتم مسلمون ( )(1
وقال تعالى ) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكمه من
وبث منهما رجال ً كثيرا ً
ّ نفس واحدةه وخلق منها زوجها
ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والرحام إن الله كان
عليكم رقيبا ( )(2
1
وقال تعالى ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قول ً
سديدا ً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع
الله ورسولهه فقد فاز فوزا عظيما ً ( )(3
أما بعد :
فإن اصدق الحديث كتاب الله جل وعل ،وخير الهدي هدي
محمد عليه الصلة والسلم ،وشر المور محدثاتها ،وكل
محدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة في النار .
فإن علم أصول الفقه علم عظيم الشأن ،خطيره
وعظمته تكمن في أنه القواعد الكلية التي يتوصل بها
المجتهد إلى ضبط فقهه الشرعي .ولقد رأيت من
ة من المسائل الصولية ة مهم ً
المناسب أن أتناول مسأل ً
ما ً كبيرا ً من معالم أصول فقه عل َ َ
م ْ
بالكتابة فيها لكونها َ
السلف.
وهذه المسألة هي :حجية قول الصحابي وأثرها في
المسائل الفقهية .
وقد حدا بي للكتابة فيها أمور منها -:
-1إبراز مكانة الصحابة في فهم مراد الله وفهم مراد
رسوله وبيان أنهم أعلم الناس بذلك وبالقواعد الصولية
بل منازع .فهم المصطفون الخيار والقدوةه الحسنة
والنموذج الفذ في امتثال الشرع قول ً وعمل ً ظاهرا ً
وباطنا ً سرا ً وعلنية في المنشط والمكره وفي اليسر
والعسر وفي جميعه الحوال.
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1سورة آل عمران آية 102
) (2سورة النساء آية 1
) (3سورة الحزاب اليتان 71 ، 70
2
صلى الله عليه وسلمه ،وعملوا بما علموا .وليستحضر أن
الطعن فيهم ولو بالشارةه طعن في الدين .
قال أبو زرعة رحمه الله ) :إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا ً
من أصحاب رسول الله صلى عليه وسلمه فأعلم أنه زنديق
،وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلمه عندنا حق ،
والقرآن حق ،وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم،ه وإنما يريدون أن
يجرحوا شهودنا ليبطلهوا الكتاب والسنة ،والجهرح بهههم
أولى ،وهم زنادقة ( ). (1
وقال المام البربهاري رحمه الله ) :واعلمه أن من
تناول أحدا ً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعلم أنه إنما أراد محمدا ً وقد آذاه في قبره ( ).(2
3ه إن من أراد الحق والعمل به فلن يجد طريقا ً يوصله
إلى ذلك إل عن طريق الصحابة رضي الله عنهم لقوله
عليه الصلة والسلم حينماه سئل عن الفرقة الناجية بعد
ذكره للفرق الهالكة من هي يا رسول الله قال ) :من
كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي () (3لذا فإن
ضلل الناس عن الصراط المستقيمه سببه العظم ترك ما
كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وعدم القتداء بهم
والهتداء بهديهم فإن الحق هو ما كان عليه الرسول
صلى الله عليه وسلمه وصحابته الكرام وهم الناجون
بيقين ،فقد بُشر بعضهم بالجنة وهم يمشون على
الرض .
هههههههههههههههههههههه
) (1الكفاية للخطيب البغدادي . 49
) (2شرح السنة للبغوي . 54
) (3سنن الترمذي ، 27-26 / 5الحاكم في المستدرك -1/128
،129البغوي في شههرح السههنة 1/213وانظر تعليق الشيخ
العلمة اللباني رحمه الله ،عليه في سلسلة الحاديث الصحيحة
367 -356 / 1
خطة البحث
قمت بتقسيم البحث إلى مقدمة وبابين
وخاتمة وفهرس للموضوعات.
3
المقدمة :اشتملت على أهمية الموضوع ،
وسبب اختياره ،وخطة البحث.
الباب الول :يشمل على ستة مباحث هي
على النحو التالي :
المبحث الول -:في تعريف الصحابي
لغة واصطلحا ً .
المبحث الثاني -:في فضل الصحابة في
القرآن إجمال ً .
المبحث الثالث -:في فضل الصحابة في
السنة النبوية إجمال ً .
المبحث الرابع -:في حجية قول
الصحابي .
المبحث الخامس -:في الراء الحادثة
في المسألة .
المبحث السادس -:الدلة على حجية قول
الصحابي يشمل أربعة مطالب :
المطلب الول :أدلة القرآن
الكريم .
المطلب الثاني :أدلة
الحاديث النبوية .
المطلب الثالث :أدلة عن
الصحابة .
المطلب الرابع :أدلة عن
التابعين .
الباب الثاني :أثر قول الصحابي في
المسائل الفقهية :
المسألة الولى :حكم صلة الجمعة على
من صلى صلة العيد .
المسألة الثانية :حكم سجدة التلوة .
المسألة الثالثة :حكم بيع العينة .
المسألة الرابعة :إرث المطلقة البائن إذا
طلقت في مرض الموت .
الخاتمة.
فهرس الموضوعات .
4
هذا وقد سميت هذا البحث -:به )حجية قول
الصحابي وأثرها في المسائل الفقهية( .
سائل ً المولى جل في عله أن ينفعني
به في الدنيا والخر
الباب الول
ة
المبحث الول :تعريف الصحابي لغ ً
واصطلحا ً :
الصحابي لغة) :(1منسوب إلى الصحابة وهي مصدر
ة
ة و رافق مرافق ً ة بمعنى لزم ملزم ً صحب َ ًب ّ ح ُصحب يَص ُ
َ
وعاشر معاشرة ..
وفي الصطلح :
قال المام البخاري :بأنه من صحب النبي صلى الله
عليه وسلم أو رآه من المسلمين ).(2
وقال المام علي بن المديني :بأنه من صحب النبي صلى
الله عليه وسلمه أو رآه ولو ساعة من نهار(3) .
ة أو شهرا ً أو
وقال المام أحمد :بأنه كل من صحبه سن ً
ة أو رآه .له من الصحبة على قدر ما صحبه يوما ً أو ساع ً
وكانت سابقته معه ،وسمع منه ،ونظر إليه ).(4
والملحظه من تعريف هؤلء الئمة العلم أئمة الحديث
والسنة في وقتهم والقدوة لمن بعدهم اتفاقهم في
تعريفهم للصحابي ،وعلى هذا جرى جل أئمة الحديث من
بعدهم وبعض الصوليين)(5
بل حكى أبو الحسن الشعري إجماع السلف على ذلك
ة إلى أهل الثغر بباب البواب حيث قال في كتابه ) رسال ٌ
( ) الجماع السابع والربعون :وأجمعواه على أن الخيار
بعد العشرة في أهل
بدر من المهاجرين والنصار على قدر الهجرة والسابقة ،
وعلى أن كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو
ساعة ،أو رآه ولو مرةً مع إيمانه به وبما دعا إليه أفضل
من التابعين بذلك ( (6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1لسان العرب ، 1/519المعجم الوسيطه 1/507
) (2صحيح البخاري 4/188
) (3طبقات الحنابلة لبي يعلى ، 243 /1فتح المغيثه
. 3/86
) (4تحقيق الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة . 35 ، 30
5
) (5انظر :تعريف الصحابي اصطلحا ً عند المحدثين في :الباعث
الحثيث ، 179نزهة النظر ، 55الصابة 1/10تدريب الراوي
،212 -1/208قواعد التحديث 200المقنع في علوم الحديث
،2/491علوم الحديث لبن الصلح 263
) (6رسالة إلى أهل الثغر ص 302
وذهب جمهور الصوليين من معتزلة ومتكلمين
والفقهاء إلى اشتراط طول الصحبة ،وكثرة اللقاء
بالنبي صلى الله عليه وسلمه ،على سبيل التبع له ،
والخذ عنه .ولهذا قالوا :إن الرجل ل يوصف ولو أطال
مجالسة العالم بأنه من أصحابه إذا لم يكن على طريق
التبع له والخذ عنه) (1ومما ل شك فيه أن المعول عليه
في تعريف الصحابي إنما هم أئمة الحديث والسنة ؛ لنهم
هم أهل الشأن والختصاص ،فعلماء الحديث مثل ً
يقومون بتعريف الصحابي ،وعلماءه الصول يبحثون ما
يتعلق بحجية قوله من عدمه .،وقد بَيّن بدران أبو العينينه
) (2الصلة بين الفقيه والصولي فقال ):وهذه القواعد
الصولية التي وضعها الصولين يعمد إليها الفقيه
ويستخدمها كقواعد مسلم بها في استنباط الحكم
الشرعي العملي الجزئي من الدليل ،فهو إذا أراد
التوصل إلى الحكم الشرعي الوارد في قوله تعالى :
} ول تقتلوا النفس التي حرم الله إل بالحق ( ينظر في
هذا النص فيجدهه من النواهي ،فيقصد إلى قاعدة
الصولي في النواهي وهي " النهي يفيد التحريم"
فيتوصل بهذه القاعدةه إلى حكم القتل وأنه التحريم
وهكذا يتضح مدى استعانة الفقيه بالقواعده الصولية في
استدلله وتوصيله إلى الحكم .ومما يدل على صحة
تعريف أهل الحديث للصحابي ،وأنه الحق الواجب اتباعه
دون ما عداه لما رواه مسلم في صحيحه ) (3من حديثه أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم .قال ) :يأتي على الناس زمان .يغزو فئام من
الناس فيقال لهم :فيكم من رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ فيقولون :نعم .فيفتح لهم .ثم يغزو
فئام من الناس .فيقال لهم :فيكم من رأى من صحب
رسول الله صلى الله عليه وسلمه ؟ فيقولون :نعم .
فيفتح لهم .ثم يغزو فئام من الناس .فيقال لهم :هل
فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ فيقولون :نعم .فيفتح لهم (
قال شيخ السلم ابن تيمية ) وحديثه أبي سعيد هذا يدل
على شيئين :على أن صاحب النبي صلى الله عليه وسلمه
6
:هو من رآه مؤمنا ً به وإن قلت صحبته ؛ كما قد نص على
ذلك الئمة أحمد وغيره .وقال مالك :من صحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم سنة أو شهرا ً أو يوما ً أو رآه
مؤمنا ً به فهو من أصحابه ،له من الصحبة بقدر ذلك.
وذلك أن لفظ الصحبة جنس تحته أنواع ،
ههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1الحكام للمدي ، 2/82علومه الحديث لبن الصلح
293
) (2أصول الفقه السلمي له .35-32
) (3صحيح مسلم 4/1962
7
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1مجموع الفتاوى .20/298
) (2مجموع الفتاوى 464 /4
ههههههههههههههههههههههههههههههههه
8
سورة التوبة آية 100 )(1
سورة التوبة آية 117 )(2
سورة الفتح اليتان 19،18 )(3
سورة الفتح آية 29 )(4
سورة آل عمران آية 164 )(5
سورة التوبة آية 128 )(6
سورة الشعراء آية 215 )(7
9
وأنصارا ً ،وأصهارا ً ،فمن سبهم فعليه لعنة الله والملئكة
والناس أجمعين ،ل يقبل منه يوم القيامة صرف ول عدل
( )(3
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :جلست في
عصابة من فقراء المهاجرين … الحديث ،وفيه :فقال
رسول الله صلى عليه وسلم ) :أبشروا يا معشر صعاليك
المهاجرين بالنور التام يوم القيامة ،تدخلون الجنة قبل
أغنياء الناس بنصف يوم ،وذاك خمسمائة عام ()(4
ههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1سورة البقرة آية 284
) (2صحيح مسلم 116-1/115
) (3الحاكم في المستدرك 632 /3
)(4رواه المام أحمد في المسند 63 /3
وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال :جاءنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق ،وننقل
التههراب على أكتادنا . ،فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ) :اللهم .ل عيش إل عيش الخرة ،فاغفر
للمهاجهههرين والنصار ()(1
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله
عليه وسلمه :
)قريش و النصار وجهينة ومزينةو أسلههم وغفار
مولى دون الله ورسوله()(2ً وأشجع،مواليه ليس لهم
وعن سعيده بن زيد رضي الله عنه ،أن رسههول الله صلى
الله علههيه وسلم قال ) :عشرة في الجنة :أبو بكر في
الجنة ،وعمر في الجنة ،وعثمان في الجنة ،وعلي في
الجنة ،وطلحة في الجنة ،والزبير في الجنة ،
وعبدالرحمن بن عوف في الجنة ،وسعيده بن مالك في
الجنة ،وأبو عبيدةه بن الجراح في الجنة ( وسكت عن
العاشهر ،قالوا :ومن هو العاشر ؟ فقال ) :سعيد بن
زيد( يعني نفسه .ثم قال :لموقف أحدهم مع رسهههول
الله صلى الله علههيه سلم يَغب َ ّر فيه وجهه خير من عمل
م َر نوح ()(3
ع ُ
مر ُ
ع ّ
أحدكم ،ولو ُ
10
هههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1صحيح البخاري . 4/225
) (2صحيح البخاري 4/157
) (3رواه الحاكم في المستدرك ،3/440سنن أبوداود /4
، 212سنن الترمذي 5/651وقال الترمذي :هذا حديث حسن
صحيح .
المبحث الرابع :في حجية قول الصحابي
من المستحسن قبل الشروع في ذكر الخلف في حجية
قول الصحابي ،وتحرير موطن النهزاع فيه أن أُبَيّن ما
المراد بقول الصحابي .
فأقول إن المراد بقول الصحابي) :(1هو ما ثبت عن أحد
من لصحابة ولم تكن فيه مخالفة صريحة لدليل شرعي
من رأي أو فتوى أو فعل أو عمل اجتهادي في أمر من
أمور الدين .
وتسمى هذه المسألة عند الصوليين بأسماء منها :قول
الصحابي أو فتواه أو تقليده الصحابي أو مذهب الصحابي
.بل ذهب الشاطبي رحمه الله ) (2إلى أن السنة تطلق
على ما عمل عليه الصحابة ،وجد ذلك في الكتاب أو
السنة أو لم يوجد ،لكونه اتباعا ً لسنة ثبتت عندهمه لم
تنقل إلينا ،أو اجتهادا ً مجتمعاًه عليه منهم أو من خلفائهم
،فإن إجماعهم إجماع ،وعمل خلفائهم .وبناء على ما
سبق فإن الصحابي إذا قال قول ً -:
-فل يخلو من أن يشتهر قوله و يوافقه سائر الصحابة
على ذلك أو يخالفوه أو ل يشتهر أو ل يعلمه اشتهر أم لم
يشتهر ،فإن اشتهر قوله ووافقه الصحابة فهو إجماع).
(3وإن اشتهر فخالفوه فالحجة مع من سعد بالدليل
ذ الحجة فيه ل في كونه قول صحابي .وإن لم .وحينئ ٍه
يشتهر قوله أولم يعلمه هل اشتهر أم ل ؟ .فهذا هو
موطن النهزاع .والذي عليه العلماء السابقون و الئمة
المتبوعون أبوحنيفةه ومالك والشافعي وأحمد رحمهم
الله تعالى و جمهور أصحابهم أنه حجة .قال أبوحنيفةه
رحمه الله ) (4إني آخذ بكتاب الله إذا وجدتهه ،فما لم
أجده فيه أخذت بسنة رسول الله والثار الصحاح عنه التي
فشت في أيدي الثقات عن الثقات ،فإذا لم أجد في
كتاب الله ول سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه من
11
شئت وأدع قول من شئت ثم ل أخرج عن قولهم إلى قول
غيرهم ،فإذا انتهى المر إلى إبراهيم والشعبي والحسن
وابن سيرين وسعيده بن المسيب … فلي أن أجتهد كما
اجتهدوا .
وقال ) )(5ما بلغني عن صحابي أنه أفتى به فأقلدهه ول
أستجيز خلفه (
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
)(1قول الصحابي وأثره في الحكام الشرعية 23
) (2الموافقات 407 / 4
) (3المعتمد ،2/66الحكام لبن حزم ،615 /4المستصفى
، 1/271التمهيد لبي الخطاب ، 3/324شرح الكوكب المنير
،2/212إرشاد الفحول .74
) (4ذكره الصيمري في كتابه أخبار أبي حنيفة وأصحابه 10
) (5شرح أدب القاضي 187-1/185
وقال أيضا ً ) عليك بالثر وطريقة السلف ،وإياك وكل
محدثة ؛ فإنها بدعة ( ). (1
وعن أبي يوسف قال) : (2سمعته أبا حنيفة يقول :إذا
جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الثقات
أخذنا به ،فإذا جاء عن أصحابه لم نخرج عن أقاويلهم ،
فإذا جاء عن التابعين زاحمتهم
وأما المام مالك رحمه الله فقال الشاطبي ) ) (3ولما
بالغ مالك في هذا المعنى –أي اتخاذ الصحابة قدوة
وسيرتهم قبلة – بالنسبة إلى الصحابة أو من اهتدى
بهديهم واستن بسنتهم جعله الله تعالى قدوة لغيره في
ذلك ،فقد كان المعاصرون لمالك يتبعون آثاره ويقتدون
بأفعاله ،ببركة اتباعه لمن أثنى الله ورسوله عليهم
وجعلهم قدوة ( .
وأما المام الشافعي فمنصوص هو أن قول الصحابي
حجة).(4
فقال في كتاب الم )) (5ما كان الكتاب أو السنة
موجودين ،فالعذر على من معهما مقطوع إل بإتباعهما .
فإن لم يكن ذلك صرنا إلى أقاويل أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلمه أو واحد منهم .ثم كان قول الئمة :أبي
بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم إذا صرنا فيه إلى
التقليد ،أحب إلينا ،وذلك إذا لم نجد دللة في الختلف
تدل على أقرب الختلف من الكتاب والسنة ،فنتبع
القول الذي معه الدللة ؛ لن قول المام مشهور بأنه
12
يلزمه الناس ،ومن لزم قوله الناس كان أشهر ممن
يفتي الرجل أو النفر ،وقد يأخذ بفتياه ويدعها ،وأكثر
المفتين يفتون الخاصة في بيوتهم ومجالسهم ،ول
يعتني العامة بما قالوا عنايتهم بما قال المام ،وقد
وجدنا الئمة ينتدبون ،فيسألون عن العلم من الكتاب
والسنة فيما أرادوا و أن يقولوا فيه ،ويقولون ،
فيخبرون بخلف قولهم ،فيقبلون من المخبر ،ول
يستنكفون عن أن يرجعوا لتقواهم الله ،وفضلهم في
حالتهم ،فإذا لم يوجد عن الئمة ،فأصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلمه في الدين في موضع المانة ،
أخذنا بقولهم ،وكان اتباعهم أولى بنا من اتباع من
بعدهم( .
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1ذم الكلم وأهله 5/207
) (2أخبار أبي حنيفة وأصحابه 10
) (3الموافقات 4/80
) (4الم ، 7/265البحر المحيط 60 ،55 / 6المحصول
للمدي ،2/564قواطع الدلة ،3/290الحكام
4/130
) (5الم 7/265
13
وقال عبدوس بن مالك العطار) :(5سمعته أبا عبدالله
أحمد بن حنبل يقول ) :أصول السنة عندنا :التمسك
بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمه
والقتداء بهم ،وترك البدع ،وكل بدعة فهي ضللة ،
وترك الخصومات ،وترك الجلوس مع أصحاب الهواء ،
وترك المراء والجدال والخصومات في الدين (
قال ابن القيم :وأئمة السلم كلهم على قبول
قول الصحابي).(6
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1المدخل إلى مههذهب المام أحمد ، 116 -115إعلم
الموقعين ، 1/30أصول مذهب المام أحمد ، 436-435بدائع
الفوائد 4/32
) (2أصول مذهب المام أحمد 339-336
) (3ص . 2/165
) (4ص 78
) (5طبقات الحنابلة لبي يعلى 1/241
) (6إعلم الموقعين 123 /4
14
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1المستصفى ، 1/260الحكام للمدي 4/120
،المحصول ، 2/562شرح المنهاج 2/771
شرح الروضة للطوفي .2/185
) (2كشف السرار للبخاري ، 3/217شرح الروضة
للطوفي ، 2/185البحر المحيط .6/54
) (3كشف السرار للبخاري 3/217
) (4كشف السرار للبخاري .3/217
) (5قواطع الدلة ، 3/294كشف السرار للبخاري
،3/217البحر المحيط ،6/59المنخول 474
) (6كشف السرار للبخاري 3/224
المبحثه السادس :الدلة على حجية قول
الصحابي :
لقد تنوعته أدلة علماء المة وأئمتها وتعددت في إثبات
حجية قول الصحابي ،فدارت أدلتهم بين آي
الكتاب،وأحاديث نبوية ،واتفاق سلف المة قول ً وعملًه
على الحتجاجه به .
وهذه الدلة على النحو التالي :
المطلب الول :أدلة القرآن الكريم
لقد وردت في هذا الشأن آيات كثيرة استدل بها أئمة
الهدى على حجية قول الصحابي ،فمن ذلك :
-1قوله تعالى } والسابقون الولون من المهاجرين
والنصار والذين اتبعوهمه بإحسان رضي الله عنهم
ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها النهار خالدين
فيها أبدا ً ذلك الفوز العظيم { ).(1
وجه الدللة) : (2أن الله أثنى على من اتبعهم فإذا قالوا
قول ً فاتبعهم متبع عليه قبل أن يعرف صحته فهو متبع
لهم فيجب أن يكون محمودا ً على ذلك وأن يستحق
15
الرضوان .ولو كان اتباعهم تقليدا ً محضا ً كتقليده بعض
المفتين لم يستحق من اتبعهم الرضوان إل أن يكون
عاميا ً .فأما العلماء المجتهدون فل يجوز لهم اتباعهم
ذ.حينئ ٍه
-2قوله تعالى } :واتبع سبيل من أناب إلي { ) (3وأول
المنيبين إلى الله هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهو
مأمور صلوات ربي وسلمهه عليه باتباع سبيل المنيبين
من النبياء والمؤمنين السابقين ،والمرله أمر لمته ،
وأول أمته هم صحابته رضوان الله عليهم أجمعين ،فكل
من الصحابة منيب إلى الله .فيجب اتباع سبيله .وأقواله
واعتقاداته من أكبر سبيله.
-3قوله تعالى } :قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على
بصيرة أنا ومن اتبعني { ) (4فأخبر تعالى أن الرسول
يدعو إلى الله على بصيرة ،و من اتبعه يدعو إلى الله
على بصيرة .ومن دعا إلى الله على بصيرة ،وجب اتباعه
؛ لقوله تعالى فيما حكاه عن الجن ورضيه } يا قومنا
أجيبوا داعي الله وآمنوا به{ )(5
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1سورة التوبة آية 100
) (2إجمال الصابة في أقوال الصحابة 57
) (3سورة لقمان آية 15
) (4سورة يوسف آية 108
) (5سورة الحقاف آية 31
ولن من دعا إلى الله على بصيرة فقد دعا إلى الحق
عالما ً به .والدعاء إلى أحكام الله دعاء إلى الله ؛ لنه
دعاء إلى طاعته فيما أمر ونهى .هذا وإن كان يدخل فيه
غير الصحابة إل أن دخول الصحابة في هذه الية دخول
د من الصحابة قول أو فعل ولم تكن أولي .فإذا أثر عن أح ٍ
فيه مخالفة صريحة لنص شرعي ولم ينقل عن أحد من
ذ اتباعه ؛ لنه دعاء إلىالصحابة خلفه فالواجب حينئ ٍ
16
طاعة الله ؛ وإل خل ذلك العصر من ذلك الحق ،وهو
باطل .
-4قوله تعالى }:قل الحمد لله وسلمه على عبادهه الذين
اصطفى { ) (1قال ابن عباس) :(2هم أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلمه .والدليل عليه قوله تعالى }:ثم
أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا { )(3
-5أن الله تعالى شهد لهم بأنهههم أوتههوا العلههم بقوله :
} ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو
الحق { ).(4و العلم الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه
وسلم .وإذا كانوا قد أوتوا هذا العلم كان اتباعهم واجبا ً ؛
ولن من بعدهم تبع لهم في ذلك .ولن من المحال أن
يجهل الصحابة الحق والهدى ويهتدي إليه المتأخرون .
ولن للصحابة خاصية ل يشركهم فيها أحد فهم قد تعلموا
العلم والعمل في مدرسة النبوةه تحت رعاية رسول الله
صلى الله عليه وسلمه وتوجيهاته ،بعد أن وقفوا على
أسرار التشريع ومقاصده وحكمه ،فكانوا يجتهدون بين
يديه فيقر المصيب ويصوب المخطيئ ،وكانوا يسألونه
عما أشكل عليهم وخفي ويحاورونه ويشاركونه الرأي ؛
لذا فإنهم قد فهموا منه الكثير ووقفوا على أمور ل تدرك
بالنقل والرواية عنه صلى الله عليه وسلم،ه فكانت لهم
تلك الميزة والخاصية فكانت أقوالهم ليست كأقوال
غيرهم .
-6قوله تعالى } :كنههتم خير أمة أخرجههت للناس
تأمهههرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله {
) .(5شهد لهم الله تعالى بأنهم يأمرون بكل معروف
وينهون عن كل منكر فلو كانت الحادثة في زمانهم لم
يفت فيها إل من أخطأ منهم لم يكن أحد منهم قد أمر
فيها بمعروف ول نهى فيها عن منكر .إذ الصواب
معروف بل شك والخطأ منكر من بعض الوجوه .
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
17
)(1سورةه النمل آية 59
) (2تفسير ابن كثير ، 3/381فتح القدير 148 /4
) (3سورة فاطر آية 32
) (4سورة سبأ آية 6
) (5سورة آل عمران آية 110
- 7قوله تعالى }:يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا
مع الصادقين { )](1التوبة [119
قال غير واحد من السلف) :(2هم أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم.ه ول ريب أنهم أئمة الصادقين .وكل
صادق بعدهم بهم يأتم في صدقه .
ة وسطا ً لتكونوا
- 8قوله تعالى }:وكذلك جعلناكم أم ً
شهداء على الناس ويكون الرسول عليههكم شهيدا ً { )
ة
(3ووجه الستدلل بالية أنه تعالى أخبر أنه جعلهم أم ً
خيارا ً عدولًه .هذا حقيقة الوسط .فهم خير المم
وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإراداتهم و نياتهم .
وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم
القيامة .والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم .فهم
شهداؤه ؛ ولهذا نوه بهم ورفع ذكرهم و أثنى عليهم .
لنه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملئكة
وغيرهم بحال هؤلء الشهداء وأمر ملئكته أن تصلى
عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم .والشاهد المقبول عند
الله هو الذي يشهد بعلم وصدق .فيخبر بالحق مستندا ً
إلى علمه به .
18
هههههههههههههههههههههههههههههههههه
)(1سورةه التوبة آية 119
) (2تفسير ابن كثير ، 414 /2فتح القدير 414 /2
) (3سورة البقرة آية 143
المطلب الثاني :أدلة الحاديث النبوية :
لقد وردت أحاديث كثيرة تحض على القتداء بالصحابة
على وجه العموم و على وجه الخصوص أيضا ً ،إل أنه
ينبغي التنبيه على أن القول بحجية قول الصحابي ل
يعني أبدا ً القول بعصمتهم بل هم بشر يصيبون
ويخطئون ،إل أن خطأهم أقل من خطأ غيرهم بكثير ،
كما أن إصابتهم للحق أكثر من إصابة غيرهم ممن جاء من
بعدهم .وينبغيه أن نعرف أن المراد بحجية قول الصحابي
:هو ما أثر عن الصحابة أو أحدهم من قول أو فعل أو فتيا
ولم يعلم له مخالف في ذلك بل لم ينقل إلينا إل قوله أو
فعله أو فتياه .ومما ينبغي استحضاره أن يذكر أن الحجة
في قول الصحابي ليست في قوله لذاته ؛ بل لن الشارع
ضمن حفظ الحق أبدا ً إلى أن تقوم الساعة ،وأنه ل يخلي
عصرا ً من العصور منه ،فلو قال الصحابي قول ً ولم يكن
صوابا ً بل الصواب في غيره ولم ينكره عليه أو يخالفه
فيه أحد ممن عاصره حتى انقضى ذلك العصر ،ثم جاء
من بعده فقال بخلف قوله لكان ذلك العصر قد خل من
ناطق بالحق ،بل كانوا مطبقين على الباطل ،فهذا هو
الذي ينكر .و الحاديث الواردة في ذلك كثيرة جدا ً منها ما
يأتي -:
-1ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح
من وجوه متعددةه أنه قال ) :خير القرون القرن الذي
بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم () (1فأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم أن خير القرون قرنه مطلقا ً
باب من أبواب الخير .و ٍ .وذلك يقتضي تقديمهم في كل
إل لو كانوا خيرا ً من بعض الوجوه فل يكونون خير القرون
مطلقا ً .فلو جاز أن يخطئ الرجل منهم في حكم و
سائرهم لم يفتوا بالصواب وإنما ظفر بالصواب من
بعدهم و أخطأوا هم لزم أن يكون ذلك القرن خيرا ً منهم
من ذلك الوجه لن القرن المشتمل على الصواب خير من
القرن المشتمل على الخطأ في ذلك الفن .
19
-2ما روى مسهلم في صحيحه) (2من حديثه أبهي موسى
الشعري قال :صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقلنا لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء
فجلسنا .فخهرج عليناه .فقال ) :ما زلتم ههنا ( .فقلنا :
يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى
نصلي معك العشاء .قهال ) أحسنتم وأصبتم ( ورفع
رأسه إلى السماء وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء .
فقال ) النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى
السماء ما توعد .وأنا أمنة لصحابي .فإذا ذهبت أتى
أصحابي ما يوعدون .وأصحابي أمنة لمتي .فإذا ذهب
أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ( .
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1صحيح البخاري 4/189
) (2صحيح مسلم 1961 / 4
ووجه الستدلل بالحديث أنه جعل نسبة أصحابه إلى من
بعدهم كنسبته إلى أصحابه وكنسبة النجوم إلى السماء
.ومن المعلومه أن هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء
المة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهمه صلى الله عليه
وسلم ونظير اهتداء أهل الرض بالنجوم .
- 3قول رسول الله صلى الله عليه وسلمه ) :ل تسبوا
أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ً ما بلغ مد
أحدهم ول نصيفه ( وفي لفظ ) :فو الذي نفسي بيدهه ()
(1وهذا خطاب منه لخالد بن الوليد ولقرانه من مسلمة
الحديبية والفتح فإذا كان مد أحد أصحابه أو نصيفه
أفضل عند الله من مثل أحد ذهبا ً من مثل خالد و أضرابه
من أصحابه مع أنه رضي الله عنه هو منهم فكيف يجوز
أن يحرمهم الله الصواب في الفتاوى ويظفر به من
بعدهم ؟ هذا من أبين المحال
- 4قول النبي صلى الله عليه وسلم ) :إن الله
اختارني واختار لي أصحابا ً .فجعل لي منهم وزراء و
أنصارا ً وأصهارا ً …( الحديث) .(2ومن المحال أن يحرم
الله الصواب من اختارهم لرسوله وجعلهمه وزراءه
وأنصاره وأصهاره ويعطيه من بعدهمه في شئ من
الشياء .
20
-5حديثه العرباض بن سارية قال :وعظنا رسول الله
صلى الله عليه وسلمه موعظة بليغة .ذرفت منها العيون
،ووجلته منها القلوب .فقال قائل :يا رسول الله كأنها
موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟فقال ) :عليكم بالسمع
والطاعة وإن تأمر عليكمه عبد حبشي كأن رأسه زبيبة .
وعليكمه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من
بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذه .وإياكم
ومحدثات المور .فإن كل محدثة بدعة .وكل بدعة ضللة
().(3
قال ابن القيم ) وهذا حديث حسن إسناده ل بأس به .
فقرن سنة خلفائه بسنته .وأمر باتباعها كما أمر باتباع
سنته .وبهالغ في المر بها حتى أمر بأن يعض عليها
بالنواجذ .وهذا يتناول ما أفتوا به وسنوه للمة وإن لم
يتقدم من نبيهم فيه شئ وإل كان ذلك سنته .ويتناول
ما أفتى به جميعهم أو أكثرهم أو بعضهم ؛ لنه علق ذلك
بما سنه الخلفاء الراشدون .ومعلوم أنهم لم يسنوا ذلك
وهم خلفاء في آن واحد فعلم أن ما سنه كل واحد منهم
في وقته فهو من سنة الخلفاء الراشدين (). (4
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1صحيح البخاري 191 / 4
) (2أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 483 /2
) (3سنن أبو داود ، 36 /5أحمد في المسند ، 221-220 /5سنن
ابن ماجة ، 1/15سنن الترمههذي 44 /5
) (4إعلم الموقعين ، 140-4/139الموافقات 76 /4
- 6حديثه حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ) :اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر
وعمر .واهتدوا بهدي عمار .وتمسكوا بعهد ابن أم عبد (
).(1
-7حديث أبى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلمه قال )
إن يطع القوم أبا بكر وعمر يرشدوا ()(2
فجعل الرشد معلقا ً بطاعتهما فلو أفتوا بالخطأ في حكم
وأصابه من بعدهم لكان الرشد في خلفهما
-8أن النههبي صلى الله عليه وسلهههم قهال لبهي بكر
وعمر رضي الله عنهما ) :لو اجتمعتماه في مشورة ما
خالفتكما () (3فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلمه
يخبر أنه ل يخالفهما ول يعصيهما لو اتفقا .ومن يقول
قولهما ليس بحجة أي أنه يجوز مخالفتهما وعصيانهما .
21
-9ما رواه مسلم في صحيحه) (4من حديث عائشة رضي
الله عنها قالت -:قال رسول الله صلى الله عليه وسلمه
حدثّون .فإن يكن م َ
) -:قد كان فيمن خل من المم أناس ُ
في أمتي أحد .فهو عمر (
والمـحدّث ):(5هو المتكلم الذي يلقي الله في روعه
الصواب .يحدثه به الملك عن الله .
ومن المحال أن يختلف هذا ومن بعدهه – أي من لم
يعاصره -في مسألة ويكون الصواب فيها مع المتأخر
ث
محدَ ُدونه ؛ فإن ذلك يستلزم أن يكون ذلك الغير هو ال ُ
بالنسبة إلى هذا الحكم دون أمير المؤمنين رضي الله عنه
.وهذا وإن أمكن في أقرانه من الصحابة فإنه ل يخلو
عصرهم من الحق .إما على لسان عمر ،وإما على لسان
غيره منهم .وإنما المحال أن يفتي أمير المؤمنينه
محدث بفتوى أو يحكم بحكم ول يقول أحد من الصحابة ال ُ
غيره ويكون خطأ ثم يوفق له من بعدهمه فيصيب الحق
ويخطئه الصحابة .
-10حديث عقبة بن عامر حيث قال :سمعته رسول الله
صلى الله عليه وسلمه يقول ) -:لو كان بعدي نبي لكان
عمر وفي لفظ " لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ( )(6
قال الترمذي -:حديثه حسن .ومن المحال أن يختلف من
هذا شأنه ومن بعده من المتأخرين في حكم من أحكام
الدين ويكون حظ عمر منه الخطأ وحظ ذلك المتأخر منه
الصواب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) (1سنن الترمذي 5/672
) (2صحيح مسلم 1/472
)(3رواه أحمد في المسند . 4/227
) (4صحيح مسلم 1864 /4
) (5النهاية في غريب الحديث والثر ، 1/350شرح
السنة للبغوي 14/83
) (6سنن الترمذي 619 /5
-11ما ثبت ) (1من حديث أبي سعيده الخدري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال ) إن عبدا ً
خيره الله بين الدنيا وبين ما عندهه فاختار ما عند الله
(.فبكى أبو بكر.وقال -:بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا .
فعجبنا لبكائه أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلمه عن
رجل خير.فكان المخير رسول الله صلى الله عليه وسلمه
وكان أبو بكر أعلمنا به.
22
ن الناس َ
م ّ
وقال النبي صلى الله عليه وسلمه ) :إن أ َ
علينا في صحبته وذات يده أبو بكر ولو كنت متخذا ً من
أهل الرض خليل ً لتخذت أبا بكر خليلًه ولكن أخوة
السلم ومودته .ل يبقى في المسههههجد باب إل سهههد إل
باب أبى بكر ()(2
-12ما ثبت منقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم
حيث قال ) :بينما أنا نائم إذ أتيت بقدح لبن .فقيل لي -:
اشرب فشربت منه حتى إني لرى الري يجري في
أظفاري ثم أعطيت فضلتي عمر .قالوا :فما أولت ذلك .
قهال العلههم () .(3ومن أبعد الشياء أن يكون الصواب مع
من خالفه في فتيا أو حكم ل يعلم أن أحدا ً من الصحابة
خالفه فيه وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه
وسلم بهذه الشهادة .
-13حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه وضع للنبي
صلى الله عليه وسلمه وضوءا ً فقال ) من وضع هذا
قالوا ابن عباس فقال ) اللهم فقهه في الدين ().(4
-14أنهم إذا قالوا قول ً أو بعضهم ثم خالفهم مخالف من
غيرهم كان مبتدئاًه لذلك القول ومبتدعا ً له .وقد قال
النبي صلى الله عليه وسلمه ):عليكمه بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها ،
وعضوا عليها بالنواجذه ،و إياكم ومحدثات المور .فإن
كل بدعة ضللة().(5
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1صحيح البخاري 191 /4
) (2صحيح مسلم 4/1854
)(3صحيح البخاري 198 /4
)(4صحيح البخاري 45 /1
) (5سنن ابن ماجة ، 16-1/15سنن الترمذي 5/44و
قال :حسن صحيح.
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1سنن أبوداود ، 139-3/138سنن ابن ماجة ، 1/108
الحاكم في المستدرك ) (3/93وقال عنه :حديثه صحيح
على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
)(2رواه الحاكم في المستدرك 127 /1
) (3ذم الكلم وأهله 1/189
)(4جامع بيان العلم وفضله 2/127
28
مالك :إذا اجتمع عيد وجمعة فالمكلف مخاطب بهما
جمعيا ً /العيد على أنه سنة ،والجمعة على أنها فرض ،
ول يترك أحدهما عن الخر ( ) (5واستدل أصحاب هذا
القول بأن كل ً من العيد والجمعةه صلتان مختلفان ،ل
تسقط إحدهما بالخرى كالظهر مع العيد ،وعمومه الدلة
من القرآن والسنة تدل على التيان بهما ،ول دليل على
ترك إحدهما بالخرى (6) .
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
)(1المغني والشرح الكبير 2129 / 2
) (3) ، (2سنن أبو داود 246 / 2
) (4الهداية 423 /1
) (5بداية المجتهد 211 /1
) (6المغني والشرح الكبير ، 213/ 2الدلة المختلف فيها وأثرها
في الفقه السلمي 309
القول الثالث :أنها تسقط عن أهل القرى ،إذا صلوا
العيد ،أما أهل المصر 0أهل البلد ( فل تسقط عنهم
.وعلى هذا القول المام الشافعي والمام أحمد .قال
المام الشافعي ) وإذا كان يوم الفطر يوم الجمعة صلى
المام العيد حين تحل الصلة ،ثم أذن لمن حضره من غير
أهل المصر ،في أن ينصرفوا إن شاءوا إلى أهليهم ،ول
يعودون بعد انصرافهم إن قدروا حين يجمعوا ،وإن لم
يفعلوا فل حرج إن شاء الله تعالى .وهكذا إن كان يوم
الضحى ل يختلف إذا كان ببلد يجمع فيه الجمعة ويصلي
العيد،وقال :ل يجوز هذا لحد من أهل المصر ،أن
يجمعوا إل من عذر يجوز لهم ترك الجمعة ،وإن كان يوم
عيد ( ) (1واستدل أصحاب هذا القول بما يأتي :
أول ً :ما رواه مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى
ابن أزهر ،قال :شهدت العيد مع عثمان بن عفان فجاء
يصلي ثم انصرف فخطب وقال :إنه قد اجتمع لكم في
يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر
الجمعة فلينتظرها ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له ( )(2
ثانيا ً :روى إياس بن أبي رملة الشامي ،قال :شهدت
معاوية يسأل زيد بن أرقم :هل شهدت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلمه عيدان اجتمعا في يوم واحد ؟ قال
نعم ،قال :فكيف صنع ؟ قال صلى العيد ثم رخص في
الجمعة ،فقال :من شاء أن يصلي فليصل ،وفي لفظ
من شاء أن يجمع فليجمع( )(3
ثالثا ً :ما روى أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله
صلى الله عليه وسلمه قال ) اجتمع في يومكم هذا عيدان
29
فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون ( ) (4فقد دلت
هذا النصوص على عدم وجوب الجمعة على أهل القرى ،
وأما المام الحضر فإنها ل تسقط عنهم لعدم المشقة
التي تلحق بهم لسكناهم في المدينة وأما أهل القرى
فأنهم لو ألزموا بالنتظار لصلة الجمعة للحقته بهم
مشقة شديدة والله عز وجل ل يكلفنا إل بما فيه يسر
ين ()
في الدّ ِ
م ِل عَلَيْك ُ ْه
ع َ
ج َ
ما َ
و َوسهولة علينا قال تعالى ) َ
(5
ولن الجمعة تكون فيها خطبة يعظ فيها المام المسلمين
وقد حدثته الموعظة في العيد فل داعي لسماعها مرة
أخرى ،وأما المام فل تسقط عنه لقول النبي صلى الله
عليه وسلم ) وإنا مجمعون ( فدل ذلك على عدم
سقوطها عن أهل الحضر والمام ) (6والراجح والله أعلم
هو ما ذهب إليه المام الشافعي وأحمد وغيرهم من أهل
العلم ،في سقوط الجمعة عن أهل القرى .
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1الم 212 /1
) (2الموطأ 179 /1
) (4) ، (3سنن أبي داود 246 /1
) (6الدلة المختلف فيها ) (5سورة الحج آية 78
وأثرها في الفقه السلمي 308
المسألة الثانية :حكم سجدة التلوة :
وهي من المسائل التي وقع فيها الخلف بين أهل العلم
،واستدلوا فيها بأفعال الصحابة وأقوالهم :
لهل العلم في هذه المسألة قولين :
القول الول :أنها سنة ،وهو قول الشافعي وأحمد بن
حنبل .قال الشافعي ) ول أحد أن يدع شيئا ً من سجود
القرآن وإن تركه كرهته له وليس عليه قضاؤه لنه ليس
بفرض )(1
وقال ابن قدامة )إن سجدة التلوةه سنة مؤكدةه وليست
بواجب عند إمامنا ( )(2
واستدل أصحاب هذا القول بما يأتي :
أول ً :ما رواه مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر
بن الخطاب رضى الله عنه قرا سجدةه وهو على المنبر
يوم الجمعة فنزل وسجد وسجده الناس معه ثم قرأها يوم
الجمعة الخرى فتهيا ً الناس للسجود فقال ) على رسلكم
،إن الله لم يكتبها علينا إل أن نشاء فلم يسجد ( )(3
ومنعهم من أن يسجدوا ،وكان هذا بمحضر الصحابة فلم
30
ينكر عليه أحد ولم ينقل عن أحد منهم خلف وهو أفهم
بمغزى الشرع وأقعد بفهم الوامر الشرعية )(4
ثانيا ً :ان السجود صلة ،والصلة التي فرضت في الكتاب
ذكرت مجملة ثم بينتها السنة .فدل البيان وعمل النبي
صلى الله عليه وسلمه على أن الصلة المفروضة هي
الصلوات الخمس وكل ما عداها مما يسمى صلة فليس
بفرض ( ) الدلة المختلف (305قال الشافعي ) فإن قال
قائل ما الذي يدل على أنه ليس بفرض ؟ قيل السجود
ين (
من ِ َه
ؤ ِ ت عَلَى ال ْ ُ
م ْ صلةَ كَان َ ْ
ن ال ّ
للصلة ،قال الله تعالى )إ ِ ّ
)(5
هههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1الم 1/119
) (2المغني والشرح الكبير 446 /1
) (3الموطأ 206 /1
) (4المغني والشرح الكبير 446 /1
) (5سورة النساء آية 103
ً ً
فكان الموقوف يحتمل مؤقتا بالعدد ومؤقتا بالوقت
فأبان رسول صلى الله عليه وسلمه فرض خمس صلوات ،
فقال رجل :يا رسول الله هل علي غيرها ؟ فقال :ل إل
أن تطوع .فلما كان سجود القرآن خارجا ً من الصلوات
المكتوبات كانت سنة اختيارا ً فأحب علينا أن ل يدعه ومن
تركه فضل ً
ل فرضاً) (1فقد بيان الشافعي رحمه الله تعالى ان
سجود التلوة ليس بفرض لن الصلوات
المفروضات معلومات من السنة بعد أن أمرنا الله تعالى
بإقامتها وليس منها سجود التلوة .
ثالثا ً :ما رواه البخاري من حديثه زيد بن ثابت رضى الله
عنه أنه قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجمه
فلم يسجد فيها (2) .
القول الثاني :أنها واجبة ،وهو رأي الحنفية قال في
بداية المبتدي) والسجدة واجبة في هذه المواضع على
التالي والسامع ،سواء قصد سماع القرآن أولم يقصده (
)(3
31
وأستدل أصحاب هذا القول بقوله عليه الصلة والسلم )
السجدة على من سمعها وعلى من تلها()(4
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1الم 118 /1
) (2صحيح البخاري 51 /2
) (3بداية المبتدي 382 /1
)(4فتح الباري 382 /1
33
رجعتها فتكون في معنى الزواج .وأنها ل تعتد بوفاته
عدة وفاة أربعة أشهر وعشرا ً ،بل تعتد عدة مطلقة ،وأنه
ينكح أختها وأربعا ً سواها ،فكل هذا يدل على أنها ليست
بزوجة ،وإن الله أقام التوارث بين الزوجين ما داما
زوجين (3).
والراجح والله أعلم هو القول الول
ههههههههههههههههههههههههههههههه
) (1الم ،236 /5المغني و الشرح الكبير ، 373 /6
الموطا ً 571 /2
) (2المغني والشرح الكبير 373 /6
) (3الم ، 235 /5أثر الدلة المختلف فيها في الفقه
السلمي 538
الخاتمة
أحمد الله جل جلله على جميع نعمه التي ل تُعد و ل
تُحصى ،كما أحمدهه وأشكره على أن يسر لي إتمام هذا
جل في علهه أن ينفعني به في ّ البحث و الذي أسأله
الدنيا والخرى ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .
هذا وقد توصلت ولله الحمد إلى نتائج طيبة أثناء بحثي
في هذه المسألة أجمل أهم نتائجها فيما يأتي:
-1نقلت آثارا ً عن الصحابة والتابعينه كلها تدل على أنهم
كانوا يرون حجية قول الصحابي ،حتى أن بعض أهل
العلم حينما رأى ذلك حكى الجماع فيها .
-2توصلت إلى أن الئمة الربعة من أصولهم
الفقهية الحتجاجه بقول الصحابي مطلقا ً .
-3توصلت إلى أن الصحابي إذا قال قول ً ولم يعلم له
مخالف أن ذلك القول هو الحق ،إذ لو كان قول ذلك
34
الصحابي خطأ ً محضا ً وباطل ً لنصب الله جل وعل له من
الصحابة من يخالفه لئل ينقلب الباطل حقا ً فيُعمل
بالباطل في ذلك العصر وما بعدهه من العصور حتى جاء
المتأخر فبين خطأه وبطلنه .
وأن القول بحجية قول الصحابي له أثر في الحكام
الفقهية كما في المسائل التي ذكرت .
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبدالله
وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرا ً .
المصادر والمراجع
* القرآن الكريم
-1البانة عن شريعة الفرق الناجية ومجانبةه الفرق
المذمومة ،تأليف /عبيداللهه بن محمد بن بطة العكبري
) ت 387هه( ،تحقيق رضا بن نعسان معطي ،طبع دار
الراية – الرياض – السعودية ،الطبعة الولى 1409هه –
1988م .
-2أثر الدلة المختلف فيها في الفقه السلمي ،تأليف
/مصطفى سعيد الخن ،طبع مؤسسة الرسالة – بيروت –
لبنان ،الطبعة الثالثة 1402هه1982-م
-3إجمال الصابة في أقوال الصحابة ،تأليف /خليل بن
كيكلندي صلح الدين العلئي الشافعي ) ت 761هه( ،
تحقيق /محمد سليمان الشقر – نشر مركز المخطوطات
والتراث في جمعيةه إحياء التراث بالكويت ،الطبعة
الولى ) 1407هه –1987م ( .
-4الحكام في أصول الحكام ،تأليف /علي بن أبي علي
بن محمد المدي ) ت 631هه(
35
-5الحكام في أصول الحكام ،تأليف /علي بن أحمد بن
سعيد بن حزم الظاهري ) ت 456هه( ،طبع دار الكتب
العلمية – بيروت – لبنان – طبعة 1405هه –1983م ،
وطبع دار الفاق الجديدة للنشر –بيروت – لبنان – طبعة
1403هه 1983م
-6أخبار أبي حنيفة وأصحابه ،تأليف /حسين بن علي
الصيمري ) ت 436هه( ،تحقيق /أبوالوفاء الفغاني ،
نشر لجنة إحياء المعارف النعمانيةه بحيدر آباد ) الهند (
طبع بمطبعة المعارف الشرقية–حيدر آباد – الهند ،
الطبعة الثانية –1394هه1974-م
-7إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الصول ،
تأليف /محمد بن علي الشوكاني )ت 1255هه( طبع دار
المعرفة –بيروت – لبنان ،الناشر /عباس أحمد الباز –
مكة المكرمة
الدلة المختلف فيها وأثرها في الفقه السلمي د .عبد
الحميد أبو المكارم ط القاهرة
-8الصابة في تمييز الصحابة ،تأليف /أحمد بن علي
محمد العسقلني )ت 852هه( ،الناشر دار الكتاب
العربي – بيروت – لبنان
-9أصول الفقه السلمي ،تأليف /بدران أبو العينين
بدران ،الناشر /مؤسسة شباب الجامعة.
-10أصول مذهب المام أحمد دراسة أصولية ،تأليف /
الدكتور عبدالله بن عبدالمحسنه التههركي ،طبع مؤسسة
الرسالة ،الطبعة الثالثة 1410هه –1990م
36
الصفوة ،الناشر /وزارة الوقاف والشؤون السلمية
بالكويت ،الطبعة الثانية 1413هه –1992م
-15بدائع الفوائد ،تأليف /محمد بن أبي بكر الدمشقي
ابن قيم الجوزية ) ت 751هه( ،طبع دار الكتاب العربي .
16ه بداية المجتهد ونهاية المقتصد تأليف /محمد بن
أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي )ت (595دار
المعرفة ،بيروت ،الطبعة السادسة 1402 ،هه ه 1982م
-17تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة،
تأليف /خليل بن كيكلندي صلح الدين العلئي الشافعي )
ت 761هه( ،تحقيق /الدكتوره /عبدالرحيمه بن محمد
القشقري ،طبع دار العاصمة – الرياض – السعودية،
الطبع الولى 1410هه – 1990م
-18تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ،تأليف /
جلل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي )ت
911هه( ،تحقيق /عبدالوهاب عبداللطيف ،طبع دار
الكتب العلمية – بيروت – لبنان ،الطبعة الثانية 1399هه –
1979م
-19تفسير القرآن العظيم ،تأليف /إسماعيل بن كثير
القرشي الدمشقي ،طبع دار المعرفة – بيروت – لبنان،
الطبعة الولى 1407هه –1987م
-20التمهيد في أصول الفقه ،تأليف/محفوظه بن أحمد
بن الحسن أبي الخطاب الكلوذاني )ت 510هه( ،تحقيق /
الدكتور مفيد محمد أبو عمشه ،الناشر مركز البحث
العلمي وإحياء التراث السلمي بجامعة أم القرى ،طبع
دار الههمدني – جده – السعودية ،الطبعة الولى 1406هه –
1985م
37
الشبل ،الناشر /مكتبة العلوم والحكم -المدينة المنورةه –
السعودية ،الطبعة الولى 1416هه –1996م
-24رسالة إلى أهل الثغر تاليف /علي بن إسماعيل بن
أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبدالله بن
موسى بن بلل ) الشعري( )،ت (324تحقيق عبدالله
شاكر محمد الجنيدي ،مكتبة العلوم والحكم ،دمشق
1988م ،الطبعة الولى
-25سلسلة الحاديث الصحيحة وشيء من فقهها
وفوائدها ،تأليف /محمد ناصر الدين اللباني ،طبع
المكتب السلمي – بيروت – لبنان ،الطبعة الرابعة
1405هه – 1985م
-26السنة ،تأليف /عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن
مخلد الشيباني )ت 287هه( ،ومعه " ظلل الجنة في
تخريج السنة " للشيخ محمد ناصر الدين اللباني ،طبع
المكتب السلمي –دمشق – سوريا ،الطبعة الولى
1400هه
27ه سنن أبي داود ،تأليف /سليمان بن الشعث
السجستاني الزدي ) ت 275هه( ،طبع دار الحديث –
حمص – سوريا ،الطبعة الولى 1394هه 1974م
-28سنن ابن ماجة ،تأليف /محمد بن يزيد القزويني ) ت
275هه( ،تحقيق /محمد فؤاد عبدالباقي ،طبع دار إحياء
الكتب العربية – مصر – القاهرة ،الناشر /دار الحديث
-29سنن الترمذي ،تأليف /محمد بن عيسى بن سورة
) ت 279هه( ،تحقيق /أحمد محمد شاكر ،طبع ونشر /
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولده
بمصر ،الطبعة الثانية 1398هه – 1978م
-30شرح أدب القاضي للخصاف ،تأليف /عمر بن
عبدالعزيز بن مازة البخاري حسام الدين المعروف
بالصدر الشهيد )ت 536هه( ،تحقيق /محيي هلل
السرحان ،طبع مطبعة الرشاد – بغداد ،الناشر /وزارة
الوقاف العراقية ،الطبعة الولى 1397هه – 1977م
-31شرح السنة ،تأليف /حسين بن مسعود البغوي ) ت
516هه ( ،تحقيق /شعيب الورناؤطه ومحمد زهير
الشاويش ،طبع المكتب السلمي – بيروت – لبنان،
الطبعة الثانية 1403هه – 1983م
-32شرح الكوكب المنير ،تأليف /محمد بن أحمد بن
عبدالعزيز المعروف بابن النجار ) ت 972هه( ،تحقيق /
الدكتور محمد الزحيلي ،والدكتوره نزيه حماد ،طبع دار
38
الفكر – دمشق – سوريا ،الناشر /مركز البحث العلمي
وإحياء التراث السلمي بجامعة أم القرى
-33شرح مختصر الروضة ،تأليف /سليمان بن عبدالقوي
بن عبدالكريم الطوفي )ت 716هه( ،تحقيق /د.عبدالله
بن عبدالمحسن التركي ،طبع مؤسسة الرسالة – بيروت –
لبنان ،الطبعة الولى 1410هه –1990م
-34شرح المنهاج ،تأليف /محمود بن عبدالرحمن
الصفهاني )ت 749هه( ،تحقيق /د.عبدالكريم بن علي
النملة ،الناشر /مكتبة الرشد – الرياض – السعودية ،
الطبعة الولى 1410هه
-35صحيح البخاري ،تأليف /محمد بن إسماعيل بن
إبراهيم البخاري ) ت ،(256طبهع المكتبة السلمية –
استانبول – تركيا ،الناشر /مكتبة العلم – جدة –
السعودية
36ه صحيح مسلم ،تأليف /مسلم بن الحجاج أبو الحسين
القشيري النيسابوري )ت (261تحقيق محمد فؤاد عبد
الباقي دار إحياء التراث العربي بيروت
-37طبقات الحنابلة ،تأليف /محمد بن أبي يعلى ) ت
524هه( ،الناشر /دار المعرفة للطباعة والنشر – بيروت –
لبنان
-38الطبقات الكبرى ،تأليف /محمد بن سعد كاتب
الواقدي ) ت 203هه( ،تحقيق /إحسان عباس ،الناشر /
دار صادر – بيروت – لبنان
-39علومه الحديث ،تأليف /عثمان بن عبدالرحمن
الشهرزوري المشهور بابن الصلح )ت 643هه( ،تحقيق /
الدكتور نور الدين عتر ،طبع المكتبة العلمية – بيروت –
لبنان ،طبعة 1401هه
-40فتح الباري شرح صحيح البخاري ،تأليف /أحمد بن
علي بن حجر العسقلني ) 852هه( ،بترقيم محمد فؤاد
عبدالباقي ،طبع بإشراف محب الدين الخطيب في دار
المعرفة – بيروت – لبنان
-41فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم
التفسير ،تأليف /محمد بن علي بن محمد الشوكاني ) ت
1250هه( ،طبع شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي
الحلبي وأولده – مصر ،الطبعة الثانية 1383هه – 1964م
39
محمد عثمان ،الناشر /المكتبة السلفية – المدينة
المنورة – السعودية ،الطبعة الثانية 1388هه
-43قواطع الدلة في أصول الفقه ،تأليف /منصور بن
محمد بن عبدالجباره السمعاني )ت 489هه( ،تحقيق /
الدكتور /عبدالله بن حافظ حكمي ،الطبعة الولى
1419هه – 1998م
-44قواعد التحديث ،تأليف /محمد جمال الدين
القاسمي ،طبع دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان،
الطبعة الولى 1399هه
-45قول الصحابي وأثره في الحكام الشرعية ،تأليف /
بابكرمحمد الشيخ الفاني ،رسالة مقدمة إلى كلية
الشريعة بجامعة المام ،محمد بن سعود السلمية
بالرياض عام 1400هه .
-46كشف السرار في أصول فخر السلم البزدوي ،
تأليف /عبدالعزيز بن أحمد البخاري ) ت 730هه( ،الناشر
/الصدف ببشرز – كراتشي – باكستان .
-47الكفاية في علم الرواية ،تأليف /أحمد بن علي بن
ثابت المعروف بالخطيب البغدادي ) ت 463هه( ،الناشر
/المكتبة العلمية – المدينة المنورة-ه السعودية
-48لسان العرب ،تأليف /محمد بن مكرم بن منظور
الفريقي المصري ،طبع دار صادر – بيروت
-49مجموعه فتاوى شيخ السلم أحمد ابن تيمية ،جمع
وترتيب /عبدالرحمن بن محمد بن قاسم النجدي ،طبع
بإشراف الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين .
-50المحصول في علم الصول ،تأليف /محمد بن عمر
بن الحسين الرازي ) ت 606هه( ،طبع دار الكتب العلمية
–بيروت – لبنان ،الطبعة الولى 1408هه –1988م
-51المدخل إلى مذهب المام أحمد ،تأليف /عبدالقادر
بن بدران الدمشقي ،تحقيق /الدكتور عبداللهه بن
عبدالمحسن التركي ،طبع مؤسسة الرسالة – بيروت –
لبنان ،الطبعة الثانية 1401هه –1981م
-52المستصفى من علم الصول ،تأليف /محمد بن
محمد الغزالي ) ت 505هه( ،طبع المطبعة الميرية –
بولق –مصر ،الطبعة الولى –1324هه
-53المسند ،تأليف /سليمان بن داود بن الجارود
الطيالسي )ت 204هه( ،الناشر /مكتبة المعرفة
– الرياض – السعودية
40
-54مسند المام أحمد ،تأليف /أحمد بن حنبل الشيباني،
طبع المكتب السلمي – بيروت – لبنان ،الطبعة الخامسة
1405هه –1985م
-55المصنف ،تأليف /عبدالرزاق بن همام الصنعاني
) ت 211هه( ،تحقيق /حبيب الرحمن العظمي ،الناشر/
المجلس العلمي ،طبع المكتب السلمي – بيروت – لبنان
،الطبعة الثانية 1403هه – 1983م
-56المعتمده في أصول الفقه ،تأليف /محمد بن علي بن
الطيب البصري المعتزلي ) ت 436هه( ،تقديم /خليل
الميس ،طبع دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان ،الطبعة
الولى 1403هه –1983م
-57المعجمه الكبير ،تأليف /سليمان بن أحمد الطبراني
)ت 360هه( ،تحقيق /حمدي عبدالمجيده السلفي ،طبع
مطبعة الوطن العربي – العراق ،الطبعة الولى 1400هه
-58المعجمه الوسيط ،تأليف /د.إبراهيم أنيس ،و
د.عبدالحليم منتصر ،وعطية الصوالحي ،ومحمده خلف
الله ،الطبعة الثانية
-59المعرفة والتاريخ ،تأليف /أبو يوسف يعقوب
الفسوي )ت 277هه( ،تحقيق /الدكتور أكرم ضياء
العمري ،الناشر /مكتبة الدار – المدينة المنورة –
السعودية ،الطبعة الولى 1410هه
60ه المغني في فقه المام أحمد بن حنبل الشيباني
،تأليف /عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي ) ،ت
، (620دار الفكر ،بيروت 1405 ،هه ،الطبعة الولى
-61المقنع في علوم الحديث ،تأليف /عمر بن علي
النصاري المشهور بابن الملقن ) ت 804هه( ،تحقيق /
عبدالله بن يوسف الجديع ،طبع دار فواز – الحساء –
السعودية ،الطبعة الولى 1413هه
-62المنخول من تعليقات الصول ،تأليف /محمد بن
محمد بن محمد الغزالي )ت 505هه( ،تحقيق /محمد
حسن هيتو ،طبع دار الفكر -دمشق – سوريا ،الطبعة
الثانية 1400هه –1980م
-63الموافقات في أصول الشريعة ،تأليف /إبراهيم بن
موسى اللخمي المالكي ) ت 790هه( ،تعليقه /عبدالله
دراز ،طبع دار المعرفة –بيروت – لبنان
-64الموطأ ،تأليف /مالك بن أنس ،تحقيق /محمد فؤاد
عبدالباقي ،طبع /دار إحياء الكتب العربية – عيسى
البابي الحلبي وشركاه
41
-65نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الثر،
تأليف /أحمد بن علي العسقلني ) ت 852هه( ،الناشر /
مكتبة طيبة – المدينة المنورةه – السعودية ،طبع سنة
1404هه
-66النهاية في غريب الحديث والثر ،تأليف /مجد الدين
المبارك بن محمد الجزري ابن الثير )ت 606هه( ،تحقيق
/طاهر أحمد الزاوي ،ومحمود محمد الطناحي ،طبع دار
الفكر – بيروت – لبنان
67ه الهداية شرح بداية المبتدي تأليف /أبو الحسن علي
بن أحمد بن أبي بكر المرغيناني الحنفي ) ت ، (593
مطبعة البابي الحلبي ،القاهرة
42