You are on page 1of 42

‫بحث في‬

‫حجية قول الصحابي وأثرها في‬


‫المسائل الفقهية‬

‫كتبه‬
‫علي بن عبد العزيز الراجحي‬

‫المقدمة‬
‫الحمد لله نحمدهه ونستعينه ونستغفره ونعوذه بالله من‬
‫شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فل مضل له‬
‫ومن يضلل الله فل هادي له وأشهد أن ل إله إل الله وحده‬
‫ل شريك له ‪ .‬وأشهد أن محمدا عبدهه ورسوله‪ .‬قال تعالى‬
‫)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ول تموتن إل‬
‫وأنتم مسلمون ( )‪(1‬‬
‫وقال تعالى ) يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكمه من‬
‫وبث منهما رجال ً كثيرا ً‬
‫ّ‬ ‫نفس واحدةه وخلق منها زوجها‬
‫ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والرحام إن الله كان‬
‫عليكم رقيبا ( )‪(2‬‬

‫‪1‬‬
‫وقال تعالى ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قول ً‬
‫سديدا ً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع‬
‫الله ورسولهه فقد فاز فوزا عظيما ً ( )‪(3‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫فإن اصدق الحديث كتاب الله جل وعل ‪ ،‬وخير الهدي هدي‬
‫محمد عليه الصلة والسلم ‪ ،‬وشر المور محدثاتها ‪ ،‬وكل‬
‫محدثة بدعة ‪ ،‬وكل بدعة ضللة ‪ ،‬وكل ضللة في النار ‪.‬‬
‫فإن علم أصول الفقه علم عظيم الشأن ‪ ،‬خطيره‬
‫وعظمته تكمن في أنه القواعد الكلية التي يتوصل بها‬
‫المجتهد إلى ضبط فقهه الشرعي ‪.‬ولقد رأيت من‬
‫ة من المسائل الصولية‬ ‫ة مهم ً‬
‫المناسب أن أتناول مسأل ً‬
‫ما ً كبيرا ً من معالم أصول فقه‬ ‫عل َ َ‬
‫م ْ‬
‫بالكتابة فيها لكونها َ‬
‫السلف‪.‬‬
‫وهذه المسألة هي ‪ :‬حجية قول الصحابي وأثرها في‬
‫المسائل الفقهية ‪.‬‬
‫وقد حدا بي للكتابة فيها أمور منها ‪-:‬‬
‫‪-1‬إبراز مكانة الصحابة في فهم مراد الله وفهم مراد‬
‫رسوله وبيان أنهم أعلم الناس بذلك وبالقواعد الصولية‬
‫بل منازع ‪.‬فهم المصطفون الخيار والقدوةه الحسنة‬
‫والنموذج الفذ في امتثال الشرع قول ً وعمل ً ظاهرا ً‬
‫وباطنا ً سرا ً وعلنية في المنشط والمكره وفي اليسر‬
‫والعسر وفي جميعه الحوال‪.‬‬

‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬سورة آل عمران آية ‪102‬‬
‫)‪ (2‬سورة النساء آية ‪1‬‬
‫)‪ (3‬سورة الحزاب اليتان ‪71 ، 70‬‬

‫‪-2‬بيان أن السلف الصالح ومن تبعهم من الئمة الربعة‬


‫كانوا يحتجون بقول الصحابي مطلقا ً وهو أصل من‬
‫أصولهم الفقهية خلفا ً لمن انتسب إليهم وخالفهمه فيه ‪،‬‬
‫بل ونسب إليهم مذهبه هذا لذا فإن من توفيق المرء‬
‫وحسن علمه و عمله أنه إذا تطرق لقوال الصحابة رضي‬
‫الله عنهم أو بحث فيما يتعلقه بهم استحضر في ذهنه‬
‫أنهم صفوة الخلق بعد النبياء والمرسلين ‪ ،‬وأن الله قد‬
‫في‬
‫ّ‬ ‫اصطفاهم لحمل رسالته ‪ ،‬وأنهم تلقوا العلم من‬
‫رسول صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره ومشاهدة‬
‫جميع أحواله ؛ ففهموا حق الفهم مراد الله ومراد رسوله‬

‫‪2‬‬
‫صلى الله عليه وسلمه ‪ ،‬وعملوا بما علموا ‪ .‬وليستحضر أن‬
‫الطعن فيهم ولو بالشارةه طعن في الدين ‪.‬‬
‫قال أبو زرعة رحمه الله ‪ ) :‬إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا ً‬
‫من أصحاب رسول الله صلى عليه وسلمه فأعلم أنه زنديق‬
‫‪ ،‬وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلمه عندنا حق ‪،‬‬
‫والقرآن حق ‪ ،‬وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم‪،‬ه وإنما يريدون أن‬
‫يجرحوا شهودنا ليبطلهوا الكتاب والسنة ‪ ،‬والجهرح بهههم‬
‫أولى ‪ ،‬وهم زنادقة ( )‪. (1‬‬
‫وقال المام البربهاري رحمه الله ‪ ) :‬واعلمه أن من‬
‫تناول أحدا ً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫فأعلم أنه إنما أراد محمدا ً وقد آذاه في قبره ( )‪.(2‬‬
‫‪3‬ه إن من أراد الحق والعمل به فلن يجد طريقا ً يوصله‬
‫إلى ذلك إل عن طريق الصحابة رضي الله عنهم لقوله‬
‫عليه الصلة والسلم حينماه سئل عن الفرقة الناجية بعد‬
‫ذكره للفرق الهالكة من هي يا رسول الله قال ‪ ) :‬من‬
‫كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ()‪ (3‬لذا فإن‬
‫ضلل الناس عن الصراط المستقيمه سببه العظم ترك ما‬
‫كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وعدم القتداء بهم‬
‫والهتداء بهديهم فإن الحق هو ما كان عليه الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلمه وصحابته الكرام وهم الناجون‬
‫بيقين ‪ ،‬فقد بُشر بعضهم بالجنة وهم يمشون على‬
‫الرض ‪.‬‬
‫هههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬الكفاية للخطيب البغدادي ‪. 49‬‬
‫)‪ (2‬شرح السنة للبغوي ‪. 54‬‬
‫)‪ (3‬سنن الترمذي ‪ ، 27-26 / 5‬الحاكم في المستدرك ‪-1/128‬‬
‫‪ ،129‬البغوي في شههرح السههنة ‪ 1/213‬وانظر تعليق الشيخ‬
‫العلمة اللباني رحمه الله ‪،‬عليه في سلسلة الحاديث الصحيحة‬
‫‪367 -356 / 1‬‬

‫خطة البحث‬
‫قمت بتقسيم البحث إلى مقدمة وبابين‬
‫وخاتمة وفهرس للموضوعات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المقدمة ‪ :‬اشتملت على أهمية الموضوع ‪،‬‬
‫وسبب اختياره ‪ ،‬وخطة البحث‪.‬‬
‫الباب الول ‪ :‬يشمل على ستة مباحث هي‬
‫على النحو التالي ‪:‬‬
‫المبحث الول ‪ -:‬في تعريف الصحابي‬
‫لغة واصطلحا ً ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ -:‬في فضل الصحابة في‬
‫القرآن إجمال ً ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ -:‬في فضل الصحابة في‬
‫السنة النبوية إجمال ً ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ -:‬في حجية قول‬
‫الصحابي ‪.‬‬
‫المبحث الخامس ‪ -:‬في الراء الحادثة‬
‫في المسألة ‪.‬‬
‫المبحث السادس ‪ -:‬الدلة على حجية قول‬
‫الصحابي يشمل أربعة مطالب ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪:‬أدلة القرآن‬
‫الكريم ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أدلة‬
‫الحاديث النبوية ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬أدلة عن‬
‫الصحابة ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أدلة عن‬
‫التابعين ‪.‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬أثر قول الصحابي في‬
‫المسائل الفقهية ‪:‬‬
‫المسألة الولى ‪:‬حكم صلة الجمعة على‬
‫من صلى صلة العيد ‪.‬‬
‫المسألة الثانية ‪:‬حكم سجدة التلوة ‪.‬‬
‫المسألة الثالثة ‪:‬حكم بيع العينة ‪.‬‬
‫المسألة الرابعة ‪:‬إرث المطلقة البائن إذا‬
‫طلقت في مرض الموت ‪.‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫فهرس الموضوعات ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫هذا وقد سميت هذا البحث ‪ -:‬به )حجية قول‬
‫الصحابي وأثرها في المسائل الفقهية( ‪.‬‬
‫سائل ً المولى جل في عله أن ينفعني‬
‫به في الدنيا والخر‬

‫الباب الول‬
‫ة‬
‫المبحث الول ‪ :‬تعريف الصحابي لغ ً‬
‫واصطلحا ً ‪:‬‬
‫الصحابي لغة)‪ :(1‬منسوب إلى الصحابة وهي مصدر‬
‫ة‬
‫ة و رافق مرافق ً‬ ‫ة بمعنى لزم ملزم ً‬ ‫صحب َ ً‬‫ب ّ‬ ‫ح ُ‬‫صحب يَص ُ‬
‫َ‬
‫وعاشر معاشرة ‪..‬‬
‫وفي الصطلح ‪:‬‬
‫قال المام البخاري ‪ :‬بأنه من صحب النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم أو رآه من المسلمين )‪.(2‬‬
‫وقال المام علي بن المديني ‪ :‬بأنه من صحب النبي صلى‬
‫الله عليه وسلمه أو رآه ولو ساعة من نهار‪(3) .‬‬
‫ة أو شهرا ً أو‬
‫وقال المام أحمد‪ :‬بأنه كل من صحبه سن ً‬
‫ة أو رآه ‪.‬له من الصحبة على قدر ما صحبه‬ ‫يوما ً أو ساع ً‬
‫وكانت سابقته معه ‪،‬وسمع منه‪ ،‬ونظر إليه )‪.(4‬‬
‫والملحظه من تعريف هؤلء الئمة العلم أئمة الحديث‬
‫والسنة في وقتهم والقدوة لمن بعدهم اتفاقهم في‬
‫تعريفهم للصحابي ‪ ،‬وعلى هذا جرى جل أئمة الحديث من‬
‫بعدهم وبعض الصوليين)‪(5‬‬
‫بل حكى أبو الحسن الشعري إجماع السلف على ذلك‬
‫ة إلى أهل الثغر بباب البواب‬ ‫حيث قال في كتابه ) رسال ٌ‬
‫( ) الجماع السابع والربعون ‪ :‬وأجمعواه على أن الخيار‬
‫بعد العشرة في أهل‬
‫بدر من المهاجرين والنصار على قدر الهجرة والسابقة ‪،‬‬
‫وعلى أن كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو‬
‫ساعة ‪ ،‬أو رآه ولو مرةً مع إيمانه به وبما دعا إليه أفضل‬
‫من التابعين بذلك ( ‪(6) .‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬لسان العرب ‪ ، 1/519‬المعجم الوسيطه ‪1/507‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البخاري ‪4/188‬‬
‫)‪ (3‬طبقات الحنابلة لبي يعلى ‪ ، 243 /1‬فتح المغيثه‬
‫‪. 3/86‬‬
‫)‪ (4‬تحقيق الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة ‪. 35 ، 30‬‬

‫‪5‬‬
‫)‪ (5‬انظر ‪ :‬تعريف الصحابي اصطلحا ً عند المحدثين في ‪ :‬الباعث‬
‫الحثيث ‪، 179‬نزهة النظر ‪، 55‬الصابة ‪1/10‬تدريب الراوي‬
‫‪ ،212 -1/208‬قواعد التحديث ‪ 200‬المقنع في علوم الحديث‬
‫‪،2/491‬علوم الحديث لبن الصلح ‪263‬‬
‫)‪ (6‬رسالة إلى أهل الثغر ص ‪302‬‬
‫وذهب جمهور الصوليين من معتزلة ومتكلمين‬
‫والفقهاء إلى اشتراط طول الصحبة ‪ ،‬وكثرة اللقاء‬
‫بالنبي صلى الله عليه وسلمه ‪ ،‬على سبيل التبع له ‪،‬‬
‫والخذ عنه ‪ .‬ولهذا قالوا ‪ :‬إن الرجل ل يوصف ولو أطال‬
‫مجالسة العالم بأنه من أصحابه إذا لم يكن على طريق‬
‫التبع له والخذ عنه)‪ (1‬ومما ل شك فيه أن المعول عليه‬
‫في تعريف الصحابي إنما هم أئمة الحديث والسنة ؛ لنهم‬
‫هم أهل الشأن والختصاص ‪ ،‬فعلماء الحديث مثل ً‬
‫يقومون بتعريف الصحابي ‪ ،‬وعلماءه الصول يبحثون ما‬
‫يتعلق بحجية قوله من عدمه ‪.،‬وقد بَيّن بدران أبو العينينه‬
‫)‪ (2‬الصلة بين الفقيه والصولي فقال ‪ ):‬وهذه القواعد‬
‫الصولية التي وضعها الصولين يعمد إليها الفقيه‬
‫ويستخدمها كقواعد مسلم بها في استنباط الحكم‬
‫الشرعي العملي الجزئي من الدليل ‪ ،‬فهو إذا أراد‬
‫التوصل إلى الحكم الشرعي الوارد في قوله تعالى ‪:‬‬
‫} ول تقتلوا النفس التي حرم الله إل بالحق ( ينظر في‬
‫هذا النص فيجدهه من النواهي ‪ ،‬فيقصد إلى قاعدة‬
‫الصولي في النواهي وهي " النهي يفيد التحريم"‬
‫فيتوصل بهذه القاعدةه إلى حكم القتل وأنه التحريم‬
‫وهكذا يتضح مدى استعانة الفقيه بالقواعده الصولية في‬
‫استدلله وتوصيله إلى الحكم ‪ .‬ومما يدل على صحة‬
‫تعريف أهل الحديث للصحابي ‪ ،‬وأنه الحق الواجب اتباعه‬
‫دون ما عداه لما رواه مسلم في صحيحه )‪ (3‬من حديثه أبي‬
‫سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬قال ‪ ) :‬يأتي على الناس زمان ‪ .‬يغزو فئام من‬
‫الناس فيقال لهم ‪ :‬فيكم من رأى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ؟ فيقولون ‪ :‬نعم ‪ .‬فيفتح لهم ‪ .‬ثم يغزو‬
‫فئام من الناس ‪ .‬فيقال لهم‪ :‬فيكم من رأى من صحب‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلمه ؟ فيقولون ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫فيفتح لهم ‪ .‬ثم يغزو فئام من الناس ‪ .‬فيقال لهم ‪ :‬هل‬
‫فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ؟ فيقولون ‪ :‬نعم ‪ .‬فيفتح لهم (‬
‫قال شيخ السلم ابن تيمية ) وحديثه أبي سعيد هذا يدل‬
‫على شيئين ‪ :‬على أن صاحب النبي صلى الله عليه وسلمه‬

‫‪6‬‬
‫‪ :‬هو من رآه مؤمنا ً به وإن قلت صحبته ؛ كما قد نص على‬
‫ذلك الئمة أحمد وغيره ‪ .‬وقال مالك ‪ :‬من صحب رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم سنة أو شهرا ً أو يوما ً أو رآه‬
‫مؤمنا ً به فهو من أصحابه ‪ ،‬له من الصحبة بقدر ذلك‪.‬‬
‫وذلك أن لفظ الصحبة جنس تحته أنواع ‪،‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬الحكام للمدي ‪ ، 2/82‬علومه الحديث لبن الصلح‬
‫‪293‬‬
‫)‪ (2‬أصول الفقه السلمي له ‪.35-32‬‬
‫)‪ (3‬صحيح مسلم ‪4/1962‬‬

‫يقال ‪ :‬صحبه شهرا ً ؛ وساعة ‪.‬وقد تبين في هذا الحديث‬


‫أن حكم الصحبة يتعلق بمن رآه مؤمنا ً به ؛ فإنه ل بد من‬
‫هذا ( )‪(1‬‬
‫وقال)‪ ) (2‬والصحبة اسم جنس تقع على من صحب‬
‫ة أو شهرا ً أو يوما ً أو‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم سن ً‬
‫ة أو رآه مؤمنا ً ‪ ،‬فله من الصحبة بقدر ذلك ‪ ...‬فقد‬ ‫ساع ً‬
‫علق النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بصحبته وعلقه‬
‫برؤيته ‪ ،‬وجعل فتح الله على المسلمين بسبب من رآه‬
‫د غير الصحابة ؛ ولو‬ ‫مؤمنا ً به ‪ .‬وهذه الخاصية ل تثبت لح ٍ‬
‫كانت أعمالهم أكثر من أعمال الواحد من أصحابه صلى‬
‫الله عليه وسلمه ( ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬مجموع الفتاوى ‪.20/298‬‬
‫)‪ (2‬مجموع الفتاوى ‪464 /4‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬في فضل الصحابة رضي‬


‫الله عنهم في القرآن الكريم إجمال ً ‪:‬‬
‫قال تعالى ‪ } :‬والسابقون الولون من المهاجرين‬
‫والنصار والذين اتبعوهمه بإحسان رضي الله عنهم‬
‫ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها النهار خالدين‬
‫فيها أبدا ً ذلك الفوز العظيم { )‪. (1‬‬
‫وقال تعالى ‪ } :‬لقد تاب الله على النبي والمهاجرين‬
‫والنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد‬
‫يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف‬
‫‪.‬‬
‫رحيم { )‪(2‬‬
‫قال تعالى ‪}:‬لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونكه‬
‫تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم‬
‫وأثابهم فتحا ً قريبا ً ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله‬
‫عزيزا ً حكيما ً { )‪.(3‬‬
‫وقال تعالى ‪ } :‬محمد رسول الله والذين معه أشداء على‬
‫الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا ً سجدا ً يبتغون فضل ً من‬
‫الله ورضوانا ً سيماهمه في وجوههم من أثر السجود ذلك‬
‫مثلهم في التوراة ومثلهمه في النجيل كزرع أخرج شطأه‬
‫فآزره فاستغلظه فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ‬
‫بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملواه الصالحات‬
‫منههم مغفهرةً وأجرا ً عظيما ً { )‪.(4‬‬
‫ن الله على المؤمنينه إذ بعث‬ ‫م ّ‬
‫وقال تعالى ‪ } :‬لقد َ‬
‫فيهم رسول ً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته‬
‫ويزكيهم ويعلمهمه الكتاب والحكمة وإن كانوا من‬
‫قبل لفي ضلل مبين { )‪.(5‬‬
‫وقال تعالى ‪ }:‬لقد جاءكم رسههههول من أنفسكم عزيز‬
‫عليه ما عنتم حريص عليكمه بالمؤمنين رؤوف رحيمه { )‬
‫‪.(6‬‬
‫وقال تعالى‪ } :‬واخفض جناحك لمن اتبعك من‬
‫المؤمنين { )‪. (7‬‬

‫ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫‪8‬‬
‫سورة التوبة آية ‪100‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫سورة التوبة آية ‪117‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫سورة الفتح اليتان ‪19،18‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫سورة الفتح آية ‪29‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫سورة آل عمران آية ‪164‬‬ ‫)‪(5‬‬
‫سورة التوبة آية ‪128‬‬ ‫)‪(6‬‬
‫سورة الشعراء آية ‪215‬‬ ‫)‪(7‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬في فضل الصحابة رضي‬


‫الله عنهم في السنة النبوية إجمال ً ‪:‬‬
‫عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ :‬لمها نزلت على‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلمه ‪ }:‬لله ما في‬
‫السمهههوات و ما في الرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو‬
‫تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء‬
‫والله على كل شي قدير { )‪ (1‬قال ‪ :‬فاشتد ذلك على‬
‫أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬فأتوا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪ ،‬ثم بركوا على الركب ‪.‬‬
‫فقالوا ‪ -:‬أي رسول الله كلفنا من العمال ما نطيق ؛‬
‫الصلة ‪ ،‬والصيام ‪ ،‬والجهاد ‪ ،‬والصدقة ‪ ،‬وقد أَنزلت هذه‬
‫الية ‪ ،‬ول نطيقها ‪.‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلمه‬
‫‪ ) -:‬أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم ‪:‬‬
‫سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا ‪ :‬سمعناه وأطعنا غفرانك ربنا‬
‫وإليك المصير ( قالوا ‪ :‬سمعناه وأطعنا غفرانك ربنا وإليك‬
‫المصير ‪ .‬فلما اقترأها القوم ‪ ،‬وذلت بها ألسنتهم ‪ ،‬فأنزل‬
‫الله في إثرها } آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه‬
‫والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله ل نفرق‬
‫بين أحد من رسله وقالوا سمعناه وأطعنا غفرانك ربنا‬
‫وإليك المصير {]البقرة ‪ [285‬فلما فعلوا ذلك نسخها الله‬
‫تعالى ‪ ،‬فأنزل عز و جل ‪ } :‬ل يكلف الله نفسا ً إل وسعها‬
‫لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا‬
‫أو أخطأنا { قال ‪ :‬نعم ‪ }.‬ربنا ول تحمل علينا إصرا ً كما‬
‫حملته على الذين من قبلنا { ‪ .‬قال ‪ :‬نعم‪.‬‬
‫} ربنا ول تحملناه ما ل طاقة لنا به { قال ‪ :‬نعم ‪}.‬واعف‬
‫عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا فانصرنا على القوم‬
‫الكافرين{ قال ‪ :‬نعم ‪(2) .‬‬
‫وعن عويم بن ساعدةه رضي الله عنه ‪ ،‬أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلمه قال ‪ ) :‬إن الله تبارك وتعالى‬
‫اختارني‪ ،‬واختار لي أصحابا ً ‪ ،‬فجعل لي منهم وزراء ‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫وأنصارا ً ‪ ،‬وأصهارا ً ‪ ،‬فمن سبهم فعليه لعنة الله والملئكة‬
‫والناس أجمعين ‪ ،‬ل يقبل منه يوم القيامة صرف ول عدل‬
‫( )‪(3‬‬
‫وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ‪ :‬جلست في‬
‫عصابة من فقراء المهاجرين … الحديث ‪ ،‬وفيه ‪ :‬فقال‬
‫رسول الله صلى عليه وسلم ‪ ) :‬أبشروا يا معشر صعاليك‬
‫المهاجرين بالنور التام يوم القيامة ‪ ،‬تدخلون الجنة قبل‬
‫أغنياء الناس بنصف يوم ‪ ،‬وذاك خمسمائة عام ()‪(4‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬سورة البقرة آية ‪284‬‬
‫)‪ (2‬صحيح مسلم ‪116-1/115‬‬
‫)‪ (3‬الحاكم في المستدرك ‪632 /3‬‬
‫)‪(4‬رواه المام أحمد في المسند ‪63 /3‬‬
‫وعن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال ‪ :‬جاءنا رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق ‪ ،‬وننقل‬
‫التههراب على أكتادنا ‪. ،‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ) :‬اللهم ‪ .‬ل عيش إل عيش الخرة ‪ ،‬فاغفر‬
‫للمهاجهههرين والنصار ()‪(1‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله‬
‫عليه وسلمه ‪:‬‬
‫)قريش و النصار وجهينة ومزينةو أسلههم وغفار‬
‫مولى دون الله ورسوله()‪(2‬‬‫ً‬ ‫وأشجع‪،‬مواليه ليس لهم‬
‫وعن سعيده بن زيد رضي الله عنه ‪ ،‬أن رسههول الله صلى‬
‫الله علههيه وسلم قال ‪ ) :‬عشرة في الجنة ‪ :‬أبو بكر في‬
‫الجنة ‪ ،‬وعمر في الجنة ‪ ،‬وعثمان في الجنة ‪ ،‬وعلي في‬
‫الجنة ‪ ،‬وطلحة في الجنة ‪ ،‬والزبير في الجنة ‪،‬‬
‫وعبدالرحمن بن عوف في الجنة ‪ ،‬وسعيده بن مالك في‬
‫الجنة ‪ ،‬وأبو عبيدةه بن الجراح في الجنة ( وسكت عن‬
‫العاشهر ‪ ،‬قالوا ‪ :‬ومن هو العاشر ؟ فقال ‪ ) :‬سعيد بن‬
‫زيد( يعني نفسه ‪.‬ثم قال ‪ :‬لموقف أحدهم مع رسهههول‬
‫الله صلى الله علههيه سلم يَغب َ ّر فيه وجهه خير من عمل‬
‫م َر نوح ()‪(3‬‬
‫ع ُ‬
‫مر ُ‬
‫ع ّ‬
‫أحدكم ‪ ،‬ولو ُ‬

‫‪10‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬صحيح البخاري ‪. 4/225‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البخاري ‪4/157‬‬
‫)‪ (3‬رواه الحاكم في المستدرك ‪ ،3/440‬سنن أبوداود ‪/4‬‬
‫‪ ، 212‬سنن الترمذي ‪ 5/651‬وقال الترمذي ‪ :‬هذا حديث حسن‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬في حجية قول الصحابي‬
‫من المستحسن قبل الشروع في ذكر الخلف في حجية‬
‫قول الصحابي ‪ ،‬وتحرير موطن النهزاع فيه أن أُبَيّن ما‬
‫المراد بقول الصحابي ‪.‬‬
‫فأقول إن المراد بقول الصحابي)‪ :(1‬هو ما ثبت عن أحد‬
‫من لصحابة ولم تكن فيه مخالفة صريحة لدليل شرعي‬
‫من رأي أو فتوى أو فعل أو عمل اجتهادي في أمر من‬
‫أمور الدين ‪.‬‬
‫وتسمى هذه المسألة عند الصوليين بأسماء منها ‪ :‬قول‬
‫الصحابي أو فتواه أو تقليده الصحابي أو مذهب الصحابي‬
‫‪.‬بل ذهب الشاطبي رحمه الله )‪ (2‬إلى أن السنة تطلق‬
‫على ما عمل عليه الصحابة ‪ ،‬وجد ذلك في الكتاب أو‬
‫السنة أو لم يوجد ‪ ،‬لكونه اتباعا ً لسنة ثبتت عندهمه لم‬
‫تنقل إلينا ‪ ،‬أو اجتهادا ً مجتمعاًه عليه منهم أو من خلفائهم‬
‫‪ ،‬فإن إجماعهم إجماع ‪ ،‬وعمل خلفائهم ‪ .‬وبناء على ما‬
‫سبق فإن الصحابي إذا قال قول ً ‪-:‬‬
‫‪ -‬فل يخلو من أن يشتهر قوله و يوافقه سائر الصحابة‬
‫على ذلك أو يخالفوه أو ل يشتهر أو ل يعلمه اشتهر أم لم‬
‫يشتهر ‪،‬فإن اشتهر قوله ووافقه الصحابة فهو إجماع‪).‬‬
‫‪ (3‬وإن اشتهر فخالفوه فالحجة مع من سعد بالدليل‬
‫ذ الحجة فيه ل في كونه قول صحابي ‪.‬وإن لم‬ ‫‪.‬وحينئ ٍه‬
‫يشتهر قوله أولم يعلمه هل اشتهر أم ل ؟ ‪ .‬فهذا هو‬
‫موطن النهزاع ‪.‬والذي عليه العلماء السابقون و الئمة‬
‫المتبوعون أبوحنيفةه ومالك والشافعي وأحمد رحمهم‬
‫الله تعالى و جمهور أصحابهم أنه حجة ‪ .‬قال أبوحنيفةه‬
‫رحمه الله )‪ (4‬إني آخذ بكتاب الله إذا وجدتهه ‪ ،‬فما لم‬
‫أجده فيه أخذت بسنة رسول الله والثار الصحاح عنه التي‬
‫فشت في أيدي الثقات عن الثقات ‪ ،‬فإذا لم أجد في‬
‫كتاب الله ول سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه من‬

‫‪11‬‬
‫شئت وأدع قول من شئت ثم ل أخرج عن قولهم إلى قول‬
‫غيرهم ‪ ،‬فإذا انتهى المر إلى إبراهيم والشعبي والحسن‬
‫وابن سيرين وسعيده بن المسيب … فلي أن أجتهد كما‬
‫اجتهدوا ‪.‬‬
‫وقال )‪ )(5‬ما بلغني عن صحابي أنه أفتى به فأقلدهه ول‬
‫أستجيز خلفه (‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪(1‬قول الصحابي وأثره في الحكام الشرعية ‪23‬‬
‫)‪ (2‬الموافقات ‪407 / 4‬‬
‫)‪ (3‬المعتمد ‪ ،2/66‬الحكام لبن حزم ‪،615 /4‬المستصفى‬
‫‪، 1/271‬التمهيد لبي الخطاب ‪، 3/324‬شرح الكوكب المنير‬
‫‪ ،2/212‬إرشاد الفحول ‪.74‬‬
‫)‪ (4‬ذكره الصيمري في كتابه أخبار أبي حنيفة وأصحابه ‪10‬‬
‫)‪ (5‬شرح أدب القاضي ‪187-1/185‬‬
‫وقال أيضا ً ) عليك بالثر وطريقة السلف ‪ ،‬وإياك وكل‬
‫محدثة ؛ فإنها بدعة ( )‪. (1‬‬
‫وعن أبي يوسف قال)‪ : (2‬سمعته أبا حنيفة يقول ‪ :‬إذا‬
‫جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الثقات‬
‫أخذنا به ‪ ،‬فإذا جاء عن أصحابه لم نخرج عن أقاويلهم ‪،‬‬
‫فإذا جاء عن التابعين زاحمتهم‬
‫وأما المام مالك رحمه الله فقال الشاطبي )‪ ) (3‬ولما‬
‫بالغ مالك في هذا المعنى –أي اتخاذ الصحابة قدوة‬
‫وسيرتهم قبلة – بالنسبة إلى الصحابة أو من اهتدى‬
‫بهديهم واستن بسنتهم جعله الله تعالى قدوة لغيره في‬
‫ذلك ‪ ،‬فقد كان المعاصرون لمالك يتبعون آثاره ويقتدون‬
‫بأفعاله ‪ ،‬ببركة اتباعه لمن أثنى الله ورسوله عليهم‬
‫وجعلهم قدوة ( ‪.‬‬
‫وأما المام الشافعي فمنصوص هو أن قول الصحابي‬
‫حجة)‪.(4‬‬
‫فقال في كتاب الم )‪) (5‬ما كان الكتاب أو السنة‬
‫موجودين ‪ ،‬فالعذر على من معهما مقطوع إل بإتباعهما ‪.‬‬
‫فإن لم يكن ذلك صرنا إلى أقاويل أصحاب النبي صلى‬
‫الله عليه وسلمه أو واحد منهم ‪ .‬ثم كان قول الئمة ‪ :‬أبي‬
‫بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم إذا صرنا فيه إلى‬
‫التقليد ‪ ،‬أحب إلينا ‪ ،‬وذلك إذا لم نجد دللة في الختلف‬
‫تدل على أقرب الختلف من الكتاب والسنة ‪ ،‬فنتبع‬
‫القول الذي معه الدللة ؛ لن قول المام مشهور بأنه‬
‫‪12‬‬
‫يلزمه الناس ‪ ،‬ومن لزم قوله الناس كان أشهر ممن‬
‫يفتي الرجل أو النفر ‪ ،‬وقد يأخذ بفتياه ويدعها ‪ ،‬وأكثر‬
‫المفتين يفتون الخاصة في بيوتهم ومجالسهم ‪ ،‬ول‬
‫يعتني العامة بما قالوا عنايتهم بما قال المام ‪ ،‬وقد‬
‫وجدنا الئمة ينتدبون‪ ،‬فيسألون عن العلم من الكتاب‬
‫والسنة فيما أرادوا و أن يقولوا فيه ‪ ،‬ويقولون ‪،‬‬
‫فيخبرون بخلف قولهم ‪ ،‬فيقبلون من المخبر ‪ ،‬ول‬
‫يستنكفون عن أن يرجعوا لتقواهم الله ‪ ،‬وفضلهم في‬
‫حالتهم ‪ ،‬فإذا لم يوجد عن الئمة ‪ ،‬فأصحاب رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلمه في الدين في موضع المانة ‪،‬‬
‫أخذنا بقولهم ‪ ،‬وكان اتباعهم أولى بنا من اتباع من‬
‫بعدهم( ‪.‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬ذم الكلم وأهله ‪5/207‬‬
‫)‪ (2‬أخبار أبي حنيفة وأصحابه ‪10‬‬
‫)‪ (3‬الموافقات ‪4/80‬‬
‫)‪ (4‬الم ‪ ، 7/265‬البحر المحيط ‪ 60 ،55 / 6‬المحصول‬
‫للمدي‬ ‫‪ ،2/564‬قواطع الدلة ‪ ،3/290‬الحكام‬
‫‪4/130‬‬
‫)‪ (5‬الم ‪7/265‬‬

‫وأما كون المام أحمد من القائلين بحجية قول‬


‫الصحابي هو‬ ‫الصحابي فقد جعل العتماد على قول‬
‫الصل الثاني من أصول مذهبه )‪ .(1‬بل إنه ليقدم‬
‫فتاواهم على الحديث المرسل)‪.(2‬‬
‫قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ في مسائله)‪ (3‬قلت‬
‫لبي عبدالله ‪ :‬حديث عن رسول الله مرسل برجال ثبت‬
‫أحب إليك ‪ ،‬أو حديثه عن الصحابة والتابعينه متصل برجال‬
‫ّ‬
‫ثبت ؟قال أبو عبدالله رحمه الله ‪ ) :‬عن الصحابة أعجب‬
‫إلي ( ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومما يدل على احتجاجه بقول الصحابة رضي الله‬
‫عنهم قوله في كتابه ) السنة ()‪ ) (4‬بل حبهم سنة‬
‫‪ ،‬والدعاء لهم قربة ‪ ،‬والقتداء بهم وسيلة ‪ ،‬والخذ‬
‫بآثارهم فضيلة (‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وقال عبدوس بن مالك العطار)‪ :(5‬سمعته أبا عبدالله‬
‫أحمد بن حنبل يقول ‪ ) :‬أصول السنة عندنا ‪ :‬التمسك‬
‫بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمه‬
‫والقتداء بهم ‪ ،‬وترك البدع ‪ ،‬وكل بدعة فهي ضللة ‪،‬‬
‫وترك الخصومات ‪ ،‬وترك الجلوس مع أصحاب الهواء ‪،‬‬
‫وترك المراء والجدال والخصومات في الدين (‬
‫قال ابن القيم‪ :‬وأئمة السلم كلهم على قبول‬
‫قول الصحابي)‪.(6‬‬

‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬المدخل إلى مههذهب المام أحمد ‪ ، 116 -115‬إعلم‬
‫الموقعين ‪ ، 1/30‬أصول مذهب المام أحمد ‪، 436-435‬بدائع‬
‫الفوائد ‪4/32‬‬
‫)‪ (2‬أصول مذهب المام أحمد ‪339-336‬‬
‫)‪ (3‬ص ‪. 2/165‬‬
‫)‪ (4‬ص ‪78‬‬
‫)‪ (5‬طبقات الحنابلة لبي يعلى ‪1/241‬‬
‫)‪ (6‬إعلم الموقعين ‪123 /4‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬في الراء‬


‫الحادثة في المسألة ‪:‬‬
‫لقد اختلف الناس بعد أئمتهم في حجية قول‬
‫الصحابي إلى مذاهب مختلفة ‪ ،‬أهمها ما يأتي‬
‫‪-:‬‬
‫‪ -1‬عدم حجيتهه مطلقا ً ‪ ،‬وبه قال أكثر المتكلمين )‬
‫‪ (1‬والمعتزلة)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬عدم حجيتهه إل فيما ل يدرك بالقياس ‪ ،‬وبه قال‬
‫الكرخي )‪ (3‬وأبو زيد)‪. (4‬‬
‫‪ -3‬عدم حجيته إل إذا خالف قوله القياس ‪ ،‬وبه قال‬
‫بعض الحنفية ‪ ،‬وابن برهان ‪ ،‬والغزالي)‪(5‬‬
‫‪ -4‬عدم حجيتهه إل إذا كان الصحابي من أهل الفتوى ‪ ،‬وبه‬
‫قال بعض الحنفية )‪(6‬‬

‫‪14‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬المستصفى ‪، 1/260‬الحكام للمدي ‪4/120‬‬
‫‪،‬المحصول ‪، 2/562‬شرح المنهاج ‪2/771‬‬
‫شرح الروضة للطوفي ‪.2/185‬‬
‫)‪ (2‬كشف السرار للبخاري ‪، 3/217‬شرح الروضة‬
‫للطوفي ‪، 2/185‬البحر المحيط ‪.6/54‬‬
‫)‪ (3‬كشف السرار للبخاري ‪3/217‬‬
‫)‪ (4‬كشف السرار للبخاري ‪.3/217‬‬
‫)‪ (5‬قواطع الدلة ‪، 3/294‬كشف السرار للبخاري‬
‫‪ ،3/217‬البحر المحيط ‪ ،6/59‬المنخول ‪474‬‬
‫)‪ (6‬كشف السرار للبخاري ‪3/224‬‬
‫المبحثه السادس ‪ :‬الدلة على حجية قول‬
‫الصحابي ‪:‬‬
‫لقد تنوعته أدلة علماء المة وأئمتها وتعددت في إثبات‬
‫حجية قول الصحابي ‪ ،‬فدارت أدلتهم بين آي‬
‫الكتاب‪،‬وأحاديث نبوية ‪ ،‬واتفاق سلف المة قول ً وعملًه‬
‫على الحتجاجه به ‪.‬‬
‫وهذه الدلة على النحو التالي ‪:‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬أدلة القرآن الكريم‬
‫لقد وردت في هذا الشأن آيات كثيرة استدل بها أئمة‬
‫الهدى على حجية قول الصحابي ‪ ،‬فمن ذلك ‪:‬‬
‫‪-1‬قوله تعالى } والسابقون الولون من المهاجرين‬
‫والنصار والذين اتبعوهمه بإحسان رضي الله عنهم‬
‫ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها النهار خالدين‬
‫فيها أبدا ً ذلك الفوز العظيم { )‪.(1‬‬
‫وجه الدللة)‪ : (2‬أن الله أثنى على من اتبعهم فإذا قالوا‬
‫قول ً فاتبعهم متبع عليه قبل أن يعرف صحته فهو متبع‬
‫لهم فيجب أن يكون محمودا ً على ذلك وأن يستحق‬

‫‪15‬‬
‫الرضوان ‪ .‬ولو كان اتباعهم تقليدا ً محضا ً كتقليده بعض‬
‫المفتين لم يستحق من اتبعهم الرضوان إل أن يكون‬
‫عاميا ً ‪ .‬فأما العلماء المجتهدون فل يجوز لهم اتباعهم‬
‫ذ‪.‬‬‫حينئ ٍه‬
‫‪ -2‬قوله تعالى ‪ } :‬واتبع سبيل من أناب إلي { )‪ (3‬وأول‬
‫المنيبين إلى الله هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫مأمور صلوات ربي وسلمهه عليه باتباع سبيل المنيبين‬
‫من النبياء والمؤمنين السابقين ‪ ،‬والمرله أمر لمته ‪،‬‬
‫وأول أمته هم صحابته رضوان الله عليهم أجمعين ‪ ،‬فكل‬
‫من الصحابة منيب إلى الله ‪ .‬فيجب اتباع سبيله‪ .‬وأقواله‬
‫واعتقاداته من أكبر سبيله‪.‬‬
‫‪ -3‬قوله تعالى ‪ } :‬قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على‬
‫بصيرة أنا ومن اتبعني { )‪ (4‬فأخبر تعالى أن الرسول‬
‫يدعو إلى الله على بصيرة ‪ ،‬و من اتبعه يدعو إلى الله‬
‫على بصيرة ‪ .‬ومن دعا إلى الله على بصيرة ‪ ،‬وجب اتباعه‬
‫؛ لقوله تعالى فيما حكاه عن الجن ورضيه } يا قومنا‬
‫أجيبوا داعي الله وآمنوا به{ )‪(5‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬سورة التوبة آية ‪100‬‬
‫)‪ (2‬إجمال الصابة في أقوال الصحابة ‪57‬‬
‫)‪ (3‬سورة لقمان آية ‪15‬‬
‫)‪ (4‬سورة يوسف آية ‪108‬‬
‫)‪ (5‬سورة الحقاف آية ‪31‬‬

‫ولن من دعا إلى الله على بصيرة فقد دعا إلى الحق‬
‫عالما ً به ‪ .‬والدعاء إلى أحكام الله دعاء إلى الله ؛ لنه‬
‫دعاء إلى طاعته فيما أمر ونهى ‪.‬هذا وإن كان يدخل فيه‬
‫غير الصحابة إل أن دخول الصحابة في هذه الية دخول‬
‫د من الصحابة قول أو فعل ولم تكن‬ ‫أولي ‪.‬فإذا أثر عن أح ٍ‬
‫فيه مخالفة صريحة لنص شرعي ولم ينقل عن أحد من‬
‫ذ اتباعه ؛ لنه دعاء إلى‬‫الصحابة خلفه فالواجب حينئ ٍ‬

‫‪16‬‬
‫طاعة الله ؛ وإل خل ذلك العصر من ذلك الحق ‪ ،‬وهو‬
‫باطل ‪.‬‬
‫‪ -4‬قوله تعالى ‪ }:‬قل الحمد لله وسلمه على عبادهه الذين‬
‫اصطفى { )‪ (1‬قال ابن عباس)‪ :(2‬هم أصحاب محمد‬
‫صلى الله عليه وسلمه ‪ .‬والدليل عليه قوله تعالى‪ }:‬ثم‬
‫أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا { )‪(3‬‬
‫‪ -5‬أن الله تعالى شهد لهم بأنهههم أوتههوا العلههم بقوله ‪:‬‬
‫} ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو‬
‫الحق { )‪.(4‬و العلم الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪.‬وإذا كانوا قد أوتوا هذا العلم كان اتباعهم واجبا ً ؛‬
‫ولن من بعدهم تبع لهم في ذلك ‪.‬ولن من المحال أن‬
‫يجهل الصحابة الحق والهدى ويهتدي إليه المتأخرون ‪.‬‬
‫ولن للصحابة خاصية ل يشركهم فيها أحد فهم قد تعلموا‬
‫العلم والعمل في مدرسة النبوةه تحت رعاية رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلمه وتوجيهاته ‪ ،‬بعد أن وقفوا على‬
‫أسرار التشريع ومقاصده وحكمه ‪ ،‬فكانوا يجتهدون بين‬
‫يديه فيقر المصيب ويصوب المخطيئ ‪ ،‬وكانوا يسألونه‬
‫عما أشكل عليهم وخفي ويحاورونه ويشاركونه الرأي ؛‬
‫لذا فإنهم قد فهموا منه الكثير ووقفوا على أمور ل تدرك‬
‫بالنقل والرواية عنه صلى الله عليه وسلم‪،‬ه فكانت لهم‬
‫تلك الميزة والخاصية فكانت أقوالهم ليست كأقوال‬
‫غيرهم ‪.‬‬
‫‪-6‬قوله تعالى ‪ } :‬كنههتم خير أمة أخرجههت للناس‬
‫تأمهههرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله {‬
‫)‪ .(5‬شهد لهم الله تعالى بأنهم يأمرون بكل معروف‬
‫وينهون عن كل منكر فلو كانت الحادثة في زمانهم لم‬
‫يفت فيها إل من أخطأ منهم لم يكن أحد منهم قد أمر‬
‫فيها بمعروف ول نهى فيها عن منكر ‪ .‬إذ الصواب‬
‫معروف بل شك والخطأ منكر من بعض الوجوه ‪.‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫‪17‬‬
‫)‪(1‬سورةه النمل آية ‪59‬‬
‫)‪ (2‬تفسير ابن كثير ‪ ، 3/381‬فتح القدير ‪148 /4‬‬
‫)‪ (3‬سورة فاطر آية ‪32‬‬
‫)‪ (4‬سورة سبأ آية ‪6‬‬
‫)‪ (5‬سورة آل عمران آية ‪110‬‬
‫‪ - 7‬قوله تعالى ‪ }:‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا‬
‫مع الصادقين { )‪](1‬التوبة ‪[119‬‬
‫قال غير واحد من السلف)‪ :(2‬هم أصحاب محمد صلى‬
‫الله عليه وسلم‪.‬ه ول ريب أنهم أئمة الصادقين ‪ .‬وكل‬
‫صادق بعدهم بهم يأتم في صدقه ‪.‬‬
‫ة وسطا ً لتكونوا‬
‫‪ - 8‬قوله تعالى ‪}:‬وكذلك جعلناكم أم ً‬
‫شهداء على الناس ويكون الرسول عليههكم شهيدا ً { )‬
‫ة‬
‫‪(3‬ووجه الستدلل بالية أنه تعالى أخبر أنه جعلهم أم ً‬
‫خيارا ً عدولًه ‪.‬هذا حقيقة الوسط ‪ .‬فهم خير المم‬
‫وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإراداتهم و نياتهم ‪.‬‬
‫وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم‬
‫القيامة ‪.‬والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم ‪ .‬فهم‬
‫شهداؤه ؛ ولهذا نوه بهم ورفع ذكرهم و أثنى عليهم ‪.‬‬
‫لنه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملئكة‬
‫وغيرهم بحال هؤلء الشهداء وأمر ملئكته أن تصلى‬
‫عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم ‪.‬والشاهد المقبول عند‬
‫الله هو الذي يشهد بعلم وصدق ‪ .‬فيخبر بالحق مستندا ً‬
‫إلى علمه به ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪(1‬سورةه التوبة آية ‪119‬‬
‫)‪ (2‬تفسير ابن كثير ‪ ، 414 /2‬فتح القدير ‪414 /2‬‬
‫)‪ (3‬سورة البقرة آية ‪143‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أدلة الحاديث النبوية ‪:‬‬
‫لقد وردت أحاديث كثيرة تحض على القتداء بالصحابة‬
‫على وجه العموم و على وجه الخصوص أيضا ً ‪ ،‬إل أنه‬
‫ينبغي التنبيه على أن القول بحجية قول الصحابي ل‬
‫يعني أبدا ً القول بعصمتهم بل هم بشر يصيبون‬
‫ويخطئون ‪ ،‬إل أن خطأهم أقل من خطأ غيرهم بكثير ‪،‬‬
‫كما أن إصابتهم للحق أكثر من إصابة غيرهم ممن جاء من‬
‫بعدهم ‪.‬وينبغيه أن نعرف أن المراد بحجية قول الصحابي‬
‫‪ :‬هو ما أثر عن الصحابة أو أحدهم من قول أو فعل أو فتيا‬
‫ولم يعلم له مخالف في ذلك بل لم ينقل إلينا إل قوله أو‬
‫فعله أو فتياه ‪ .‬ومما ينبغي استحضاره أن يذكر أن الحجة‬
‫في قول الصحابي ليست في قوله لذاته ؛ بل لن الشارع‬
‫ضمن حفظ الحق أبدا ً إلى أن تقوم الساعة ‪ ،‬وأنه ل يخلي‬
‫عصرا ً من العصور منه ‪ ،‬فلو قال الصحابي قول ً ولم يكن‬
‫صوابا ً بل الصواب في غيره ولم ينكره عليه أو يخالفه‬
‫فيه أحد ممن عاصره حتى انقضى ذلك العصر ‪ ،‬ثم جاء‬
‫من بعده فقال بخلف قوله لكان ذلك العصر قد خل من‬
‫ناطق بالحق ‪ ،‬بل كانوا مطبقين على الباطل ‪ ،‬فهذا هو‬
‫الذي ينكر ‪.‬و الحاديث الواردة في ذلك كثيرة جدا ً منها ما‬
‫يأتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح‬
‫من وجوه متعددةه أنه قال ‪) :‬خير القرون القرن الذي‬
‫بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ()‪ (1‬فأخبر‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم أن خير القرون قرنه مطلقا ً‬
‫باب من أبواب الخير ‪ .‬و‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .‬وذلك يقتضي تقديمهم في كل‬
‫إل لو كانوا خيرا ً من بعض الوجوه فل يكونون خير القرون‬
‫مطلقا ً ‪ .‬فلو جاز أن يخطئ الرجل منهم في حكم و‬
‫سائرهم لم يفتوا بالصواب وإنما ظفر بالصواب من‬
‫بعدهم و أخطأوا هم لزم أن يكون ذلك القرن خيرا ً منهم‬
‫من ذلك الوجه لن القرن المشتمل على الصواب خير من‬
‫القرن المشتمل على الخطأ في ذلك الفن ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -2‬ما روى مسهلم في صحيحه)‪ (2‬من حديثه أبهي موسى‬
‫الشعري قال ‪ :‬صلينا المغرب مع رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم فقلنا لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء‬
‫فجلسنا ‪ .‬فخهرج عليناه ‪ .‬فقال ‪) :‬ما زلتم ههنا (‪ .‬فقلنا ‪:‬‬
‫يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا نجلس حتى‬
‫نصلي معك العشاء ‪ .‬قهال ) أحسنتم وأصبتم ( ورفع‬
‫رأسه إلى السماء وكان كثيرا ما يرفع رأسه إلى السماء ‪.‬‬
‫فقال ) النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى‬
‫السماء ما توعد ‪ .‬وأنا أمنة لصحابي ‪ .‬فإذا ذهبت أتى‬
‫أصحابي ما يوعدون ‪ .‬وأصحابي أمنة لمتي ‪ .‬فإذا ذهب‬
‫أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ( ‪.‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬صحيح البخاري ‪4/189‬‬
‫)‪ (2‬صحيح مسلم ‪1961 / 4‬‬
‫ووجه الستدلل بالحديث أنه جعل نسبة أصحابه إلى من‬
‫بعدهم كنسبته إلى أصحابه وكنسبة النجوم إلى السماء‬
‫‪.‬ومن المعلومه أن هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء‬
‫المة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهمه صلى الله عليه‬
‫وسلم ونظير اهتداء أهل الرض بالنجوم ‪.‬‬
‫‪ - 3‬قول رسول الله صلى الله عليه وسلمه ‪ ) :‬ل تسبوا‬
‫أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ً ما بلغ مد‬
‫أحدهم ول نصيفه ( وفي لفظ ‪ ) :‬فو الذي نفسي بيدهه ()‬
‫‪ (1‬وهذا خطاب منه لخالد بن الوليد ولقرانه من مسلمة‬
‫الحديبية والفتح فإذا كان مد أحد أصحابه أو نصيفه‬
‫أفضل عند الله من مثل أحد ذهبا ً من مثل خالد و أضرابه‬
‫من أصحابه مع أنه رضي الله عنه هو منهم فكيف يجوز‬
‫أن يحرمهم الله الصواب في الفتاوى ويظفر به من‬
‫بعدهم ؟ هذا من أبين المحال‬
‫‪ - 4‬قول النبي صلى الله عليه وسلم ‪ ) :‬إن الله‬
‫اختارني واختار لي أصحابا ً ‪ .‬فجعل لي منهم وزراء و‬
‫أنصارا ً وأصهارا ً …( الحديث)‪ .(2‬ومن المحال أن يحرم‬
‫الله الصواب من اختارهم لرسوله وجعلهمه وزراءه‬
‫وأنصاره وأصهاره ويعطيه من بعدهمه في شئ من‬
‫الشياء ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -5‬حديثه العرباض بن سارية قال ‪ :‬وعظنا رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلمه موعظة بليغة ‪ .‬ذرفت منها العيون‬
‫‪ ،‬ووجلته منها القلوب ‪ .‬فقال قائل ‪ :‬يا رسول الله كأنها‬
‫موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟فقال ‪ ) :‬عليكم بالسمع‬
‫والطاعة وإن تأمر عليكمه عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ‪.‬‬
‫وعليكمه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من‬
‫بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذه ‪ .‬وإياكم‬
‫ومحدثات المور ‪ .‬فإن كل محدثة بدعة ‪ .‬وكل بدعة ضللة‬
‫()‪.(3‬‬
‫قال ابن القيم ) وهذا حديث حسن إسناده ل بأس به ‪.‬‬
‫فقرن سنة خلفائه بسنته ‪ .‬وأمر باتباعها كما أمر باتباع‬
‫سنته ‪ .‬وبهالغ في المر بها حتى أمر بأن يعض عليها‬
‫بالنواجذ ‪ .‬وهذا يتناول ما أفتوا به وسنوه للمة وإن لم‬
‫يتقدم من نبيهم فيه شئ وإل كان ذلك سنته ‪ .‬ويتناول‬
‫ما أفتى به جميعهم أو أكثرهم أو بعضهم ؛ لنه علق ذلك‬
‫بما سنه الخلفاء الراشدون ‪ .‬ومعلوم أنهم لم يسنوا ذلك‬
‫وهم خلفاء في آن واحد فعلم أن ما سنه كل واحد منهم‬
‫في وقته فهو من سنة الخلفاء الراشدين ()‪. (4‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬صحيح البخاري ‪191 / 4‬‬
‫)‪ (2‬أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ‪483 /2‬‬
‫)‪ (3‬سنن أبو داود ‪ ، 36 /5‬أحمد في المسند ‪ ، 221-220 /5‬سنن‬
‫ابن ماجة ‪ ، 1/15‬سنن الترمههذي ‪44 /5‬‬
‫)‪ (4‬إعلم الموقعين ‪ ، 140-4/139‬الموافقات ‪76 /4‬‬
‫‪ - 6‬حديثه حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ) :‬اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر‬
‫وعمر ‪ .‬واهتدوا بهدي عمار‪ .‬وتمسكوا بعهد ابن أم عبد (‬
‫)‪.(1‬‬
‫‪-7‬حديث أبى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلمه قال )‬
‫إن يطع القوم أبا بكر وعمر يرشدوا ()‪(2‬‬
‫فجعل الرشد معلقا ً بطاعتهما فلو أفتوا بالخطأ في حكم‬
‫وأصابه من بعدهم لكان الرشد في خلفهما‬
‫‪ -8‬أن النههبي صلى الله عليه وسلهههم قهال لبهي بكر‬
‫وعمر رضي الله عنهما ‪ ) :‬لو اجتمعتماه في مشورة ما‬
‫خالفتكما ()‪ (3‬فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلمه‬
‫يخبر أنه ل يخالفهما ول يعصيهما لو اتفقا ‪ .‬ومن يقول‬
‫قولهما ليس بحجة أي أنه يجوز مخالفتهما وعصيانهما ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -9‬ما رواه مسلم في صحيحه)‪ (4‬من حديث عائشة رضي‬
‫الله عنها قالت ‪ -:‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلمه‬
‫حدثّون ‪ .‬فإن يكن‬ ‫م َ‬
‫‪ ) -:‬قد كان فيمن خل من المم أناس ُ‬
‫في أمتي أحد ‪ .‬فهو عمر (‬
‫والمـحدّث )‪:(5‬هو المتكلم الذي يلقي الله في روعه‬
‫الصواب ‪ .‬يحدثه به الملك عن الله ‪.‬‬
‫ومن المحال أن يختلف هذا ومن بعدهه – أي من لم‬
‫يعاصره ‪ -‬في مسألة ويكون الصواب فيها مع المتأخر‬
‫ث‬
‫محدَ ُ‬‫دونه ؛ فإن ذلك يستلزم أن يكون ذلك الغير هو ال ُ‬
‫بالنسبة إلى هذا الحكم دون أمير المؤمنين رضي الله عنه‬
‫‪ .‬وهذا وإن أمكن في أقرانه من الصحابة فإنه ل يخلو‬
‫عصرهم من الحق ‪ .‬إما على لسان عمر ‪ ،‬وإما على لسان‬
‫غيره منهم ‪ .‬وإنما المحال أن يفتي أمير المؤمنينه‬
‫محدث بفتوى أو يحكم بحكم ول يقول أحد من الصحابة‬ ‫ال ُ‬
‫غيره ويكون خطأ ثم يوفق له من بعدهمه فيصيب الحق‬
‫ويخطئه الصحابة ‪.‬‬
‫‪-10‬حديث عقبة بن عامر حيث قال ‪:‬سمعته رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلمه يقول ‪ ) -:‬لو كان بعدي نبي لكان‬
‫عمر وفي لفظ " لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر ( )‪(6‬‬
‫قال الترمذي‪ -:‬حديثه حسن ‪ .‬ومن المحال أن يختلف من‬
‫هذا شأنه ومن بعده من المتأخرين في حكم من أحكام‬
‫الدين ويكون حظ عمر منه الخطأ وحظ ذلك المتأخر منه‬
‫الصواب ‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫)‪ (1‬سنن الترمذي ‪5/672‬‬
‫)‪ (2‬صحيح مسلم ‪1/472‬‬
‫)‪(3‬رواه أحمد في المسند ‪. 4/227‬‬
‫)‪ (4‬صحيح مسلم ‪1864 /4‬‬
‫)‪ (5‬النهاية في غريب الحديث والثر ‪ ، 1/350‬شرح‬
‫السنة للبغوي ‪14/83‬‬
‫)‪ (6‬سنن الترمذي ‪619 /5‬‬
‫‪ -11‬ما ثبت )‪ (1‬من حديث أبي سعيده الخدري أن رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم رقى المنبر فقال ) إن عبدا ً‬
‫خيره الله بين الدنيا وبين ما عندهه فاختار ما عند الله‬
‫(‪.‬فبكى أبو بكر‪.‬وقال‪ -:‬بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا ‪.‬‬
‫فعجبنا لبكائه أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلمه عن‬
‫رجل خير‪.‬فكان المخير رسول الله صلى الله عليه وسلمه‬
‫وكان أبو بكر أعلمنا به‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ن الناس‬ ‫َ‬
‫م ّ‬
‫وقال النبي صلى الله عليه وسلمه ‪ ) :‬إن أ َ‬
‫علينا في صحبته وذات يده أبو بكر ولو كنت متخذا ً من‬
‫أهل الرض خليل ً لتخذت أبا بكر خليلًه ولكن أخوة‬
‫السلم ومودته ‪ .‬ل يبقى في المسههههجد باب إل سهههد إل‬
‫باب أبى بكر ()‪(2‬‬
‫‪ -12‬ما ثبت منقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫حيث قال ‪ ) :‬بينما أنا نائم إذ أتيت بقدح لبن ‪ .‬فقيل لي ‪-:‬‬
‫اشرب فشربت منه حتى إني لرى الري يجري في‬
‫أظفاري ثم أعطيت فضلتي عمر ‪ .‬قالوا ‪:‬فما أولت ذلك ‪.‬‬
‫قهال العلههم ()‪ .(3‬ومن أبعد الشياء أن يكون الصواب مع‬
‫من خالفه في فتيا أو حكم ل يعلم أن أحدا ً من الصحابة‬
‫خالفه فيه وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم بهذه الشهادة ‪.‬‬
‫‪-13‬حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه وضع للنبي‬
‫صلى الله عليه وسلمه وضوءا ً فقال ) من وضع هذا‬
‫قالوا ابن عباس فقال ) اللهم فقهه في الدين ()‪.(4‬‬
‫‪ -14‬أنهم إذا قالوا قول ً أو بعضهم ثم خالفهم مخالف من‬
‫غيرهم كان مبتدئاًه لذلك القول ومبتدعا ً له ‪ .‬وقد قال‬
‫النبي صلى الله عليه وسلمه ‪):‬عليكمه بسنتي وسنة‬
‫الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها ‪،‬‬
‫وعضوا عليها بالنواجذه ‪ ،‬و إياكم ومحدثات المور ‪ .‬فإن‬
‫كل بدعة ضللة()‪.(5‬‬

‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬صحيح البخاري ‪191 /4‬‬
‫)‪ (2‬صحيح مسلم ‪4/1854‬‬
‫)‪(3‬صحيح البخاري ‪198 /4‬‬
‫)‪(4‬صحيح البخاري ‪45 /1‬‬
‫)‪ (5‬سنن ابن ماجة ‪ ، 16-1/15‬سنن الترمذي ‪ 5/44‬و‬
‫قال ‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أدلة عن الصحابة‪:‬‬


‫لقد جاءت آثار كثيرة عن الصحابة رضي الله عنهم فمن‬
‫ذلك ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ما كتبه عمر رضى الله عنه إلى أهل الكوفة جاء فيه‪-:‬‬
‫)قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا ً وعبده الله بن مسعود‬
‫معلما ً ووزيرا ً وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى‬
‫‪23‬‬
‫الله عليه وسلمه من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا‬
‫قولهما وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي ()‪.(1‬‬
‫فهذا عمر قد أمر أهل الكوفة أن يقتدوا بعمار وابن‬
‫مسعود ويسمعوا قولهما‪ .‬ومن لم يجعل قولهما حجة‬
‫يقول ل يجب القتداء بهما ول سماع أقوالهما إل فيما‬
‫أجمعت عليه المة ومعلومه أن ذلك ل اختصاص لهما به بل‬
‫ل فرق فيه بينهما وبين غيرها من سائر المة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ما قاله عمر بن الخطاب لطلحة بن عبيدالله‬
‫رضي الله عنهما حينماه رآه لبسا ً ثوبا ً مصبوغا ً وهو‬
‫محرم‪ ):‬إنكم أيها الرهط أئمة يقتدي بكم الناس ()‬
‫‪(2‬‬
‫‪ -3‬قول علي رضي الله عنه ) ما كنا نبعد أن السكينة‬
‫تنطق على لسان عمر ()‪.(3‬ومن المحال‬
‫أن يكون من بعدهه من المتأخرين أسعد بالصواب منه في‬
‫أحكام الله تعالى ‪.‬‬
‫‪ -4‬قول ابن مسعود رضى الله عنه ‪ ) :‬إن الله عز وجل‬
‫نظر في قلوب العباد ‪ .‬فاختار محمدا ً ؛ فبعثه برسالته ‪،‬‬
‫وانتخبه بعلمه ‪ .‬ثم نظر في قلوب الناس بعده ‪ .‬فاختار‬
‫له أصحابه ‪ ،‬فجعلهم أنصار دينه ‪ ،‬ووزراء نبيه صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ .‬فما رآه المؤمنون حسنا ً فهو عند الله‬
‫حسن ‪ .‬وما رأوه قبيحا ً فهو عند الله قبيح ()‪ (4‬ومن‬
‫المحال أن يخطئ الحق في حكم الله خير قلوب العباد بعد‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظفر به من بعدهم ‪.‬‬
‫‪ -4‬وقوله ‪ ) :‬ما رأيت عمر إل وكأن بين عينيهه ملكا يسدده‬
‫()‪.(5‬ومعلوم قطعا ً أن من كانت هذه حاله فهو أولى‬
‫بالصواب ممن ليس كذلك ‪.‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬رواه ابن سعد في الطبقات ‪ ، 8 /1‬الطبراني في‬
‫المعجم الكبير ‪9/85‬‬
‫)‪ (2‬رواه مالك في الموطأ ‪1/326‬‬
‫)‪ (3‬رواه الفسوي في تاريخه ‪، 462-461 /1‬أبو نعيم‬
‫في الحلية ‪1/42‬‬
‫)‪ (4‬رواه الطيالسي في المسند ‪ ، 33‬أحمد في المسند‬
‫‪379 /1‬‬
‫)‪ (5‬رواه الطبراني في المعجم الكبير ‪9/186‬‬

‫‪ -5‬حديث أبى ذر رضي الله عنه حيث قال ‪ :‬مر فتى‬


‫على عمر رضي الله عنه فقال عمر ‪ :‬نعم الفتى ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫فتهبعه أبو ذر ‪ .‬فقال ‪ :‬يا فتى استغفر لي ‪ .‬فقال ‪ :‬يا أبا‬
‫ذر استغفر لك ‪ ،‬وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ .‬قال ‪ :‬استغفر لي قال ‪ :‬ل أو تخبرني‪ .‬قال ‪:‬‬
‫إنك مررت على عمر فقال ‪ :‬نعم الفتى ‪ .‬وإني سمعته‬
‫النبي صلى الله عليه وسلمه يقول ‪ ) :‬إن الله جعل‬
‫الحق على لسان عمر وقلبه ()‪ (1‬ومن المحال أن يكون‬
‫الخطأ في مسألة أفتى بها من جعل الله الحق على لسانه‬
‫وقلبه حظه ول ينكره عليه أحد من الصحابة ويكون‬
‫الصواب فيها حظ من بعده ‪ .‬هذا من أبين المحال ‪.‬‬
‫‪ -6‬ما رواه ابن عيينةه عن عبد الله بن أبى يزيد قال ‪ :‬كان‬
‫ابن عباس إذا سئل عن شئ وكان في القرآن أو السنة‬
‫قال به ‪ .‬و إل قال بما قال به أبو بكر وعمر ‪ .‬فإن لم يكن‬
‫قال برأيه)‪ .(2‬فهذا ابن عباس واتباعه للدليل وتحكيمهه‬
‫للحجة معروف حتى إنه يخالف لما قام عنده من الدليل‬
‫أكابر الصحابة يجعل قول أبي بكر وعمر حجة يؤخذ بها‬
‫بعد قول الله ورسولهه ولم يخالفه في ذلك أحد من‬
‫الصحابة‬
‫‪-7‬وقال ابن عباس )‪(3‬عليك بالستقامة ‪ ،‬اتبع ول تبتدعه ‪،‬‬
‫اتبع الثر الول ول تبتدع‪ .‬وما نقل عن واحد من الصحابة‬
‫من قول أو فعل ولم يكن ثمة غيره أثر يجب اتباعه ‪.‬‬
‫‪-8‬قال ابن عباس للخوارج حين ناظرهم ‪) :‬جئتكم من عند‬
‫أصحاب رسول الله صلى عليه وسلمه وليس فيكم منهم‬
‫أحد ‪ ،‬ومن عند ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلمه‬
‫وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله ( )‪. (4‬‬

‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬سنن أبوداود ‪ ، 139-3/138‬سنن ابن ماجة ‪، 1/108‬‬
‫الحاكم في المستدرك )‪ (3/93‬وقال عنه ‪ :‬حديثه صحيح‬
‫على شرط الشيخين ولم يخرجاه ‪.‬‬
‫)‪(2‬رواه الحاكم في المستدرك ‪127 /1‬‬
‫)‪ (3‬ذم الكلم وأهله ‪1/189‬‬
‫)‪(4‬جامع بيان العلم وفضله ‪2/127‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬أدلة عن التابعين‪:‬‬


‫لقد كثرت النقول عن التابعين كثرة يصعب حصرها‬
‫في الحض على اتباع الصحابة في جميعه شؤونهم وذلك‬
‫‪25‬‬
‫بالرجوع إلى أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وسيرهم‬
‫للهتداء و القتداء بها ‪ ،‬معتبرةً قول الواحد من الصحابة‬
‫ة يصار إليها ‪ .‬ولكثرتها كما قلت حكى بعض العلماء‬ ‫حج ً‬
‫الجماع على أن التابعين يرون حجية قول الصحابي كما‬
‫سيأتي‪-‬إن شاء الله ‪،‬فمن ذلك ‪-:‬‬
‫‪ -1‬قال إبراهيم النخعي)‪ :(1‬لو بلغني أنهم يعنى‬
‫الصحابة لم يجاوزواه بالوضوء ظفرا ً لما جاوزته به ‪.‬‬
‫وكفى بنا على قوم إزراءً أن نخالف أعمالهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬قال الشعبي)‪ :(2‬ما حدثوك به عن أصحاب محمد صلى‬
‫الله عليه وسلمه فخذه‪ .‬وما حدثوك به عن رأيهم فانبذه‬
‫في الحش ‪.‬‬
‫وقد حكى العلئي إجماع التابعين على الحتجاجه بقول‬
‫الصحابي فقال)‪ ) :(3‬والوجه السادس ‪ :‬وهوالمعتمده ‪:‬‬
‫أن التابعين أجمعوا على اتباع الصحابة فيما ورد عنهم ‪،‬‬
‫والخذ بقولهم ‪ ،‬والفتيا‬
‫به ‪ ،‬من غير نكير من أحد ‪ .‬وكانوا من أهل الجتهاد أيضا ً‬
‫‪.‬قال مسروق‪:‬وجدت علم أصحاب رسول الله صلى الله‬
‫بي بن كعب‬ ‫ُ‬
‫عليه وسلم انتهى إلى ستة ‪ :‬عمر وعلي وأ ّ‬
‫وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وعبداللهه بن مسعود وقال‬
‫‪-‬أيضا ً ‪ : -‬كان أصحاب القضاء من أصحاب النبي صلى الله‬
‫بي وزيد وأبو‬ ‫ُ‬
‫عليه وسلم ستة ‪ :‬عمر وعلي وعبداللهه وأ ّ‬
‫موسى رضي الله عنهم ‪ .‬قال الشعبي ‪ :‬كان العلم يؤخذ‬
‫عن ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪.‬وكان عمر وعلي وعبداللهه وزيد بن ثابت يشبه بعضهم‬
‫بعضا ً ‪ ،‬وكان يقتبس بعضهم من بعض ‪.‬وكان علي وأبو‬
‫بي بن كعب يشبه علم بعضهم بعضا ً ‪ ،‬وكان‬ ‫ُ‬
‫موسى وأ ّ‬
‫يقتبس بعضهم من بعض ‪ .‬وقال علي بن المديني ‪ :‬لم‬
‫يكن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمه أحد له‬
‫أصحاب يقومون بقوله في الفقه إل ثلثة ‪ :‬عبداللهه بن‬
‫مسعود ‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪ ،‬وعبداللهه بن عباس رضي الله‬
‫عنهم‪ .‬ثم ذكر أصحاب كل واحد منهم من التابعين الذين‬
‫كانوا يفتون الناس بقول ذلك الصحابي ‪ .‬ومن أمعن‬
‫النظر في كتب الثار وجد التابعين ل يختلفون في‬
‫الرجوع إلى أقوال الصحابي فيما ليس فيه كتاب ول سنة‬
‫ول إجماع ‪.‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬البانة ‪1/362‬‬
‫)‪ (2‬جامع بيان العلم وفضله ‪2/40‬‬
‫)‪ (3‬إجمال الصابة في أقوال الصحابة ‪67-66‬‬
‫‪26‬‬
‫ثم هذا مشهور –أيضاً– في كل عصر ل يخلو عنه مستدل‬
‫بها‪،‬أو ذاكر لقوالهم في كتبه (‪.‬‬
‫ويؤيده ما ذكره العلئي ما قاله ابن القيم رحمه الله )‬
‫‪(1‬حيث قال ‪ ) :‬إنه لم يزل أهل العلم في كل عصر ومصر‬
‫يحتجون بما هذا سبيلهه في فتاوى الصحابة وأقوالهم ول‬
‫ينكره منكر منهم ‪ .‬وتصانيف العلماء شاهدة بذلك‬
‫ومناظرتهم ناطقة به ‪ .‬قال بعض علماء المالكية ‪ -:‬أهل‬
‫العصار مجمعون على الحتجاجه بما هذا سبيلهه ‪ .‬وذلك‬
‫مشهور في رواياتهم وكتبهمه ومناظراتهم واستدللتهمه‬
‫ويمتنعه والحالة هذه إطباق هؤلء كلهم على الحتجاجه بما‬
‫لم يشرع الله ورسوله الحتجاجه به ول نصبه دليل ً للمة‬
‫فأي كتاب شئت من كتب السلف والخلف المتضمنة‬
‫للحكم والدليل وجدت فيه الستدلل بأقوال الصحابة‬
‫ووجدت ذلك طرازها وزينتها ‪ .‬ولم تجد فيها قط ليس‬
‫قول أبي بكر وعمر حجة ‪.‬ول يحتج بأقوال أصحاب رسول‬
‫الله صلى الله عليه وسلمه و فتاويهم ول ما يدل على‬
‫ذلك ‪.‬وكيف يطيب قلب عالم يقدم على أقوال من وافق‬
‫ربه تعالى في غير حكم فقال وأفتى بحضرة الرسول‬
‫صلى الله عليه وسلمه ونزل القرآن بموافقة ما قال‬
‫ومعنى قول متأخر بعدهه ليس له هذه الرتبة ول‬
‫ً‬ ‫لفظا ً‬
‫يدانيها وكيف يظن أحد أن الظن المستفاد من فتاوى‬
‫السابقين الولين الذين شاهدوا الوحي والتنهزيل ‪،‬‬
‫وعرفوا التأويل ‪ ،‬وكان الوحي ينهزل خلل بيوتهم وينهزل‬
‫على رسول الله صلى الله عليه وسلمه وهو بين‬
‫أظهرهم ‪ .‬قال جابر ‪ -:‬كنا نعزل والقرآن ينهزل على‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعرف تأويله فما‬
‫عمل به من شئ عملناه به ‪ .‬في حديث حجة الوداع ؛‬
‫فمستندهم في معرفة مراد الرب تعالى من كلمه ما‬
‫يشاهدونه من فعل رسوله وهديه الذي هو يفصل القرآن‬
‫ويفسره فكيف يكون أحد من المة بعدهمه أولى بالصواب‬
‫منهم في شيء من الشياء ؟ هذا عين المحال ( انتهى‬
‫كلمه ‪.‬‬
‫ويؤيده كذلك ما ذكره الشاطهبي )‪(2‬حيث قال ‪ ) -:‬وذلك‬
‫أن السلف والخلف من التابعين ومن بعدهم يهابون‬
‫مخالفة الصحابة ‪ ،‬ويتكثرون بموافقتهم ‪ ،‬وأكثر ما تجد‬
‫هذا المعنى في علومه الخلف الدائر بين الئمة‬
‫المعتبرين‪ ،‬فتجدهمه إذا عينوا مذاهبهم قووها بذكر من‬
‫‪27‬‬
‫ذهب إليها من الصحابة ‪ .‬وما ذاك إل لما اعتقدواه في‬
‫أنفسهم وفي مخالفيهم من تعظيمهم ‪ ،‬وقوة مآخذهمه‬
‫دون غيرهم ‪ ،‬وكبر شأنهم في الشريعة ‪ ،‬وأنهم مما تجب‬
‫متابعتهم وتقليدهم فضل ً عن النظر معهم فيما نظروا‬
‫فيه ( ‪.‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬أعلم الموقعين ‪4/152‬‬
‫)‪ (2‬الموافقات ‪4/77‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬أثر قول الصحابي في‬
‫المسائل الفقهية‬
‫سوف نستعرض في هذا الباب نماذج وأمثلة للدللة‬
‫على حجية قول الصحابي ‪:‬‬
‫المسألة الول ‪ :‬حكم صلة الجمعة على من صلى‬
‫العيد ‪:‬‬
‫إذا اتفق أن عيد الفطر ‪ ،‬أو الضحى ‪ ،‬جاء يوم الجمعة ‪،‬‬
‫فهل تجزئ صلة العيد عن حضور صلة الجمعة ؟‬
‫للعلماء في هذه المسألة ثلثة أقوال ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنها تسقط عمن صلى العيد ‪ ،‬إل المام ‪،‬‬
‫فإنها ل تسقط عنه ‪ ،‬إل أن ل يجمع له من يصلي به‬
‫الجمعة ‪.‬وقيل في وجوبها على المام روايتان ‪ .‬وممن‬
‫قال بهذا القول ‪ :‬الشعبي ‪ ،‬والوزاعي ‪ ،‬والنخعي ‪ .‬وهو‬
‫مذهب عمر بن الخطاب ‪ ،‬وعثمان ‪ ،‬وعلي ‪ ،‬وسعيده ‪ ،‬وابن‬
‫عمر ‪ ،‬وابن عباس ‪ ،‬وابن الزبير ‪ (1) .‬واستدل أصحاب‬
‫هذا القول بما يأتي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬ما رواه عطاء قال ‪ :‬اجتمعه يوم الجمعة ويوم عيد‬
‫على عهد ابن الزبير فقال ‪ :‬عيدان اجتمعا ‪،‬‬
‫فجمعهما فصلهما ركعتين بكرة لم يزد عليهما حتى‬
‫العصر ‪(2) .‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬ما رواه عطاء أيضا ً قال ) قال صلى ابن الزبير‬
‫في يوم عيد يوم الجمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة‬
‫فلم يخرج غلينا فصلينا وحدنا ‪ ،‬وكان ابن عباس بالطائف‬
‫فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال ‪ :‬أصاب السنة ( )‪(3‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬أنها تجب على الجميع ‪ ،‬سواء كانوا من‬
‫اهل المصر ‪ ،‬أو من أهل القرى ‪ .‬وإلى هذا ذهب مالك‬
‫وأبو حنيفة ‪.‬قال صاحب الهداية )وفي الجامع الصغير‬
‫عيدان اجتمعا في يوم واحد ‪،‬فالول سنة والثاني فريضة‬
‫‪ ،‬ول يترك واحد منهما ( )‪ (4‬وفي بداية المجتهد ) قال‬

‫‪28‬‬
‫مالك ‪ :‬إذا اجتمع عيد وجمعة فالمكلف مخاطب بهما‬
‫جمعيا ً ‪ /‬العيد على أنه سنة ‪ ،‬والجمعة على أنها فرض ‪،‬‬
‫ول يترك أحدهما عن الخر ( )‪ (5‬واستدل أصحاب هذا‬
‫القول بأن كل ً من العيد والجمعةه صلتان مختلفان ‪ ،‬ل‬
‫تسقط إحدهما بالخرى كالظهر مع العيد ‪ ،‬وعمومه الدلة‬
‫من القرآن والسنة تدل على التيان بهما ‪ ،‬ول دليل على‬
‫ترك إحدهما بالخرى ‪(6) .‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪(1‬المغني والشرح الكبير ‪2129 / 2‬‬
‫)‪ (3) ، (2‬سنن أبو داود ‪246 / 2‬‬
‫)‪ (4‬الهداية ‪423 /1‬‬
‫)‪ (5‬بداية المجتهد ‪211 /1‬‬
‫)‪ (6‬المغني والشرح الكبير ‪ ، 213/ 2‬الدلة المختلف فيها وأثرها‬
‫في الفقه السلمي ‪309‬‬
‫القول الثالث ‪ :‬أنها تسقط عن أهل القرى ‪،‬إذا صلوا‬
‫العيد ‪ ،‬أما أهل المصر ‪ 0‬أهل البلد ( فل تسقط عنهم‬
‫‪.‬وعلى هذا القول المام الشافعي والمام أحمد ‪.‬قال‬
‫المام الشافعي ) وإذا كان يوم الفطر يوم الجمعة صلى‬
‫المام العيد حين تحل الصلة ‪ ،‬ثم أذن لمن حضره من غير‬
‫أهل المصر ‪ ،‬في أن ينصرفوا إن شاءوا إلى أهليهم ‪ ،‬ول‬
‫يعودون بعد انصرافهم إن قدروا حين يجمعوا ‪ ،‬وإن لم‬
‫يفعلوا فل حرج إن شاء الله تعالى ‪.‬وهكذا إن كان يوم‬
‫الضحى ل يختلف إذا كان ببلد يجمع فيه الجمعة ويصلي‬
‫العيد‪،‬وقال ‪ :‬ل يجوز هذا لحد من أهل المصر ‪ ،‬أن‬
‫يجمعوا إل من عذر يجوز لهم ترك الجمعة ‪ ،‬وإن كان يوم‬
‫عيد ( )‪ (1‬واستدل أصحاب هذا القول بما يأتي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬ما رواه مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى‬
‫ابن أزهر ‪ ،‬قال ‪ :‬شهدت العيد مع عثمان بن عفان فجاء‬
‫يصلي ثم انصرف فخطب وقال ‪ :‬إنه قد اجتمع لكم في‬
‫يومكم هذا عيدان فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر‬
‫الجمعة فلينتظرها ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له ( )‪(2‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬روى إياس بن أبي رملة الشامي ‪،‬قال ‪ :‬شهدت‬
‫معاوية يسأل زيد بن أرقم ‪ :‬هل شهدت مع رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلمه عيدان اجتمعا في يوم واحد ؟ قال‬
‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فكيف صنع ؟ قال صلى العيد ثم رخص في‬
‫الجمعة ‪ ،‬فقال ‪ :‬من شاء أن يصلي فليصل‪ ،‬وفي لفظ‬
‫من شاء أن يجمع فليجمع( )‪(3‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬ما روى أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلمه قال ) اجتمع في يومكم هذا عيدان‬

‫‪29‬‬
‫فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون ( )‪ (4‬فقد دلت‬
‫هذا النصوص على عدم وجوب الجمعة على أهل القرى ‪،‬‬
‫وأما المام الحضر فإنها ل تسقط عنهم لعدم المشقة‬
‫التي تلحق بهم لسكناهم في المدينة وأما أهل القرى‬
‫فأنهم لو ألزموا بالنتظار لصلة الجمعة للحقته بهم‬
‫مشقة شديدة والله عز وجل ل يكلفنا إل بما فيه يسر‬
‫ين ()‬
‫في الدّ ِ‬
‫م ِ‬‫ل عَلَيْك ُ ْه‬
‫ع َ‬
‫ج َ‬
‫ما َ‬
‫و َ‬‫وسهولة علينا قال تعالى ) َ‬
‫‪(5‬‬
‫ولن الجمعة تكون فيها خطبة يعظ فيها المام المسلمين‬
‫وقد حدثته الموعظة في العيد فل داعي لسماعها مرة‬
‫أخرى ‪ ،‬وأما المام فل تسقط عنه لقول النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم ) وإنا مجمعون ( فدل ذلك على عدم‬
‫سقوطها عن أهل الحضر والمام )‪ (6‬والراجح والله أعلم‬
‫هو ما ذهب إليه المام الشافعي وأحمد وغيرهم من أهل‬
‫العلم ‪ ،‬في سقوط الجمعة عن أهل القرى ‪.‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬الم ‪212 /1‬‬
‫)‪ (2‬الموطأ ‪179 /1‬‬
‫)‪ (4) ، (3‬سنن أبي داود ‪246 /1‬‬
‫)‪ (6‬الدلة المختلف فيها‬ ‫)‪ (5‬سورة الحج آية ‪78‬‬
‫وأثرها في الفقه السلمي ‪308‬‬
‫المسألة الثانية ‪ :‬حكم سجدة التلوة ‪:‬‬
‫وهي من المسائل التي وقع فيها الخلف بين أهل العلم‬
‫‪ ،‬واستدلوا فيها بأفعال الصحابة وأقوالهم ‪:‬‬
‫لهل العلم في هذه المسألة قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬أنها سنة ‪ ،‬وهو قول الشافعي وأحمد بن‬
‫حنبل ‪.‬قال الشافعي ) ول أحد أن يدع شيئا ً من سجود‬
‫القرآن وإن تركه كرهته له وليس عليه قضاؤه لنه ليس‬
‫بفرض )‪(1‬‬
‫وقال ابن قدامة )إن سجدة التلوةه سنة مؤكدةه وليست‬
‫بواجب عند إمامنا ( )‪(2‬‬
‫واستدل أصحاب هذا القول بما يأتي ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬ما رواه مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن عمر‬
‫بن الخطاب رضى الله عنه قرا سجدةه وهو على المنبر‬
‫يوم الجمعة فنزل وسجد وسجده الناس معه ثم قرأها يوم‬
‫الجمعة الخرى فتهيا ً الناس للسجود فقال ) على رسلكم‬
‫‪ ،‬إن الله لم يكتبها علينا إل أن نشاء فلم يسجد ( )‪(3‬‬
‫ومنعهم من أن يسجدوا ‪ ،‬وكان هذا بمحضر الصحابة فلم‬

‫‪30‬‬
‫ينكر عليه أحد ولم ينقل عن أحد منهم خلف وهو أفهم‬
‫بمغزى الشرع وأقعد بفهم الوامر الشرعية )‪(4‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬ان السجود صلة ‪ ،‬والصلة التي فرضت في الكتاب‬
‫ذكرت مجملة ثم بينتها السنة ‪ .‬فدل البيان وعمل النبي‬
‫صلى الله عليه وسلمه على أن الصلة المفروضة هي‬
‫الصلوات الخمس وكل ما عداها مما يسمى صلة فليس‬
‫بفرض ( ) الدلة المختلف ‪(305‬قال الشافعي ) فإن قال‬
‫قائل ما الذي يدل على أنه ليس بفرض ؟ قيل السجود‬
‫ين (‬
‫من ِ َه‬
‫ؤ ِ‬ ‫ت عَلَى ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫صلةَ كَان َ ْ‬
‫ن ال ّ‬
‫للصلة ‪ ،‬قال الله تعالى )إ ِ ّ‬
‫)‪(5‬‬

‫هههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬الم ‪1/119‬‬
‫)‪ (2‬المغني والشرح الكبير ‪446 /1‬‬
‫)‪ (3‬الموطأ ‪206 /1‬‬
‫)‪ (4‬المغني والشرح الكبير ‪446 /1‬‬
‫)‪ (5‬سورة النساء آية ‪103‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فكان الموقوف يحتمل مؤقتا بالعدد ومؤقتا بالوقت‬
‫فأبان رسول صلى الله عليه وسلمه فرض خمس صلوات ‪،‬‬
‫فقال رجل ‪ :‬يا رسول الله هل علي غيرها ؟ فقال ‪ :‬ل إل‬
‫أن تطوع ‪ .‬فلما كان سجود القرآن خارجا ً من الصلوات‬
‫المكتوبات كانت سنة اختيارا ً فأحب علينا أن ل يدعه ومن‬
‫تركه فضل ً‬
‫ل فرضاً)‪ (1‬فقد بيان الشافعي رحمه الله تعالى ان‬
‫سجود التلوة ليس بفرض لن الصلوات‬
‫المفروضات معلومات من السنة بعد أن أمرنا الله تعالى‬
‫بإقامتها وليس منها سجود التلوة ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬ما رواه البخاري من حديثه زيد بن ثابت رضى الله‬
‫عنه أنه قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجمه‬
‫فلم يسجد فيها ‪(2) .‬‬
‫القول الثاني ‪:‬أنها واجبة ‪ ،‬وهو رأي الحنفية قال في‬
‫بداية المبتدي) والسجدة واجبة في هذه المواضع على‬
‫التالي والسامع ‪ ،‬سواء قصد سماع القرآن أولم يقصده (‬
‫)‪(3‬‬

‫‪31‬‬
‫وأستدل أصحاب هذا القول بقوله عليه الصلة والسلم )‬
‫السجدة على من سمعها وعلى من تلها()‪(4‬‬

‫والراجح في هذه المسألة والله أعلم هو القول‬


‫بأنها سنة وليست واجبة ‪.‬‬

‫هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬الم ‪118 /1‬‬
‫)‪ (2‬صحيح البخاري ‪51 /2‬‬
‫)‪ (3‬بداية المبتدي ‪382 /1‬‬
‫)‪(4‬فتح الباري ‪382 /1‬‬

‫المسألة الثالثة ‪ :‬حكم بيع العينة ‪:‬‬


‫صورة العينة هي أن يشتري ما باع بأقل مما باع قبل‬
‫نقد الثمن ‪ ،‬وتسمى بيع الجال ‪(1) .‬‬
‫أختلف أهل العلم فيها على قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬ذهب الشافعي إلى جواز بيع العينة ‪،‬‬
‫وحجته في ذلك القياس ‪ ،‬قال الشافعي رحمه الله تعالى‬
‫) ولو اختلف بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في شيء فقال بعضهم فيه شيئا ً ‪ ،‬وقال بعضهم بخلفه ‪،‬‬
‫كان أصل ما نذهب إليه أنا نأخذ بقول الذي معه القياس ‪.‬‬
‫ثم قال ‪ :‬فإن قال قائل فمن أين القياس مع قول زيد ؟‬
‫قلت أرأيت البيعة الولى أليس قد ثبت بها عليه الثمن‬
‫تماما ً ؟ فإن قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬قيل أفرأيت البيعة الثانية أم‬
‫الولى ؟ فإن قال ل قيل أفحرم عليه أن يبيع ماله بنقد‬
‫وإن كان اشتراه إلى أجل ؟ فإن قال ل إذا باعه من غيره ‪،‬‬
‫قيل فمن حرمه منه ؟ فإن قال كأنها رجعت إليه السلعة ‪،‬‬
‫أو اشترى شيئا ً دينا ً بأقل منه نقدا ً ( ) ‪(2‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬ذهب مالك وأبو حنيفة وأحمد إلى عدم‬
‫جواز العقد الخير لسباب ‪:‬‬
‫أول ً ‪ :‬سدا ً لذريعة الربا ‪(3).‬‬
‫‪32‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬ما أخرجه عبد الرزاق من حديثه عائشة رضي الله‬
‫عنها وقد سألتها امرأة كانت أم ولد لزيد بن أرقم ‪ :‬يا أم‬
‫المؤمنين إني بعت من زيد عبدا ً إلى العطاء بثمانمائةه ‪،‬‬
‫فاحتاج إلى ثمنه فاشتريته منه قبل محل الجل بستمائة‬
‫‪ ،‬قال عائشة ‪ :‬بئسما شريت وبئسما اشتريت ‪ ،‬أبلغي‬
‫زيدا ً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم إن لم يتب ( )‪. (4‬‬
‫والراجح في هذه المسالة والله أعلم هو ما ذهب أصحاب‬
‫القول الثاني‬
‫ويدل على هذا ما جاء في سنن أبي داود قول النبي‬
‫صلى الله عليه وسلمه ) إذا تبايعتم بالعينةه وأخذتم أذناب‬
‫البقر ‪ ،‬ورضيتم بالزرع ‪ ،‬وتركتم الجهاد ‪ ،‬سلط الله عليكم‬
‫ذل ً ل ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ( )‪ (5‬وهذا الوعيده‬
‫يدل على التحريم )‪(6‬‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬الم ‪ ، 68 /3‬المغني والشرح الكبير ‪257 /4‬‬
‫)‪ (2‬الم ‪69 ،68 /3‬‬
‫)‪ (3‬المغني والشرح الكبير ‪ ،4/257‬أثر الدلة المختلف‬
‫فيها في الفقه السلمي ‪533‬‬
‫)‪ (4‬عبد الرزاق في المصنف‬
‫)‪ (5‬سنن أبي داود ‪3/274‬‬
‫)‪ (6‬المغني والشرح الكبير ‪257 / 4‬‬

‫المسألة الرابعة ‪ :‬إرث المطلقة البائن إذا‬


‫طلقت في مرض الموت ‪:‬‬
‫أختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين ‪:‬‬
‫القول الول ‪ :‬ذهب أبو حنيفة ومالك وأحمده إلى أنها‬
‫ترثه وحجتهمه في ذلك قضاء عثمان رضى الله عنه بذلك ‪،‬‬
‫لما روى مالك عن ابن شهاب عن طلحة بن عبد الرحمن‬
‫بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف طلق امرأته البتة وهو‬
‫مريض ‪ ،‬فورثها عثمان منه بعد انقضاء عدتها )‪ (1‬قال‬
‫ابن قدامة ‪ 0‬واشتهر ذلك في الصحابة فلم ينكر فكان‬
‫إجماعا ً ‪ ،‬وامرأته هذه هي تماضر بنت الصبع الكلبية ( )‬
‫‪(2‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬ذهب الشافعي في الجديد من مذهبه إلى‬
‫أنه ل إرث لها ‪ ،‬وأن حكم الطلق في حال الصحة والمرض‬
‫سواء ‪ ،‬واستدل على ذلك بأمور منها ‪ :‬أن الزوج ل يرث‬
‫الزوجة في هذه الحال ‪ ،‬وكذلك ل ترثه هي ‪ ،‬وأنه ل يملك‬

‫‪33‬‬
‫رجعتها فتكون في معنى الزواج ‪ .‬وأنها ل تعتد بوفاته‬
‫عدة وفاة أربعة أشهر وعشرا ً ‪ ،‬بل تعتد عدة مطلقة ‪ ،‬وأنه‬
‫ينكح أختها وأربعا ً سواها ‪ ،‬فكل هذا يدل على أنها ليست‬
‫بزوجة ‪ ،‬وإن الله أقام التوارث بين الزوجين ما داما‬
‫زوجين ‪(3).‬‬
‫والراجح والله أعلم هو القول الول‬

‫ههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫)‪ (1‬الم ‪ ،236 /5‬المغني و الشرح الكبير ‪، 373 /6‬‬
‫الموطا ً ‪571 /2‬‬
‫)‪ (2‬المغني والشرح الكبير ‪373 /6‬‬
‫)‪ (3‬الم ‪ ، 235 /5‬أثر الدلة المختلف فيها في الفقه‬
‫السلمي ‪538‬‬

‫الخاتمة‬
‫أحمد الله جل جلله على جميع نعمه التي ل تُعد و ل‬
‫تُحصى ‪ ،‬كما أحمدهه وأشكره على أن يسر لي إتمام هذا‬
‫جل في علهه أن ينفعني به في‬ ‫ّ‬ ‫البحث و الذي أسأله‬
‫الدنيا والخرى ‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه ‪.‬‬
‫هذا وقد توصلت ولله الحمد إلى نتائج طيبة أثناء بحثي‬
‫في هذه المسألة أجمل أهم نتائجها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬نقلت آثارا ً عن الصحابة والتابعينه كلها تدل على أنهم‬
‫كانوا يرون حجية قول الصحابي ‪ ،‬حتى أن بعض أهل‬
‫العلم حينما رأى ذلك حكى الجماع فيها ‪.‬‬
‫‪-2‬توصلت إلى أن الئمة الربعة من أصولهم‬
‫الفقهية الحتجاجه بقول الصحابي مطلقا ً ‪.‬‬
‫‪ -3‬توصلت إلى أن الصحابي إذا قال قول ً ولم يعلم له‬
‫مخالف أن ذلك القول هو الحق ‪ ،‬إذ لو كان قول ذلك‬
‫‪34‬‬
‫الصحابي خطأ ً محضا ً وباطل ً لنصب الله جل وعل له من‬
‫الصحابة من يخالفه لئل ينقلب الباطل حقا ً فيُعمل‬
‫بالباطل في ذلك العصر وما بعدهه من العصور حتى جاء‬
‫المتأخر فبين خطأه وبطلنه ‪.‬‬
‫وأن القول بحجية قول الصحابي له أثر في الحكام‬
‫الفقهية كما في المسائل التي ذكرت ‪.‬‬
‫هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبدالله‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً كثيرا ً ‪.‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫* القرآن الكريم‬
‫‪ -1‬البانة عن شريعة الفرق الناجية ومجانبةه الفرق‬
‫المذمومة ‪ ،‬تأليف ‪ /‬عبيداللهه بن محمد بن بطة العكبري‬
‫) ت ‪387‬هه( ‪ ،‬تحقيق رضا بن نعسان معطي ‪ ،‬طبع دار‬
‫الراية – الرياض – السعودية ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1409‬هه –‬
‫‪1988‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬أثر الدلة المختلف فيها في الفقه السلمي ‪ ،‬تأليف‬
‫‪ /‬مصطفى سعيد الخن ‪ ،‬طبع مؤسسة الرسالة – بيروت –‬
‫لبنان ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1402‬هه‪1982-‬م‬
‫‪ -3‬إجمال الصابة في أقوال الصحابة ‪ ،‬تأليف ‪ /‬خليل بن‬
‫كيكلندي صلح الدين العلئي الشافعي ) ت ‪761‬هه( ‪،‬‬
‫تحقيق ‪ /‬محمد سليمان الشقر – نشر مركز المخطوطات‬
‫والتراث في جمعيةه إحياء التراث بالكويت ‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ) ‪1407‬هه –‪1987‬م ( ‪.‬‬
‫‪ -4‬الحكام في أصول الحكام ‪ ،‬تأليف ‪ /‬علي بن أبي علي‬
‫بن محمد المدي ) ت ‪631‬هه(‬

‫‪35‬‬
‫‪ -5‬الحكام في أصول الحكام ‪ ،‬تأليف ‪ /‬علي بن أحمد بن‬
‫سعيد بن حزم الظاهري ) ت ‪456‬هه(‪ ،‬طبع دار الكتب‬
‫العلمية – بيروت – لبنان – طبعة ‪1405‬هه –‪1983‬م ‪،‬‬
‫وطبع دار الفاق الجديدة للنشر –بيروت – لبنان – طبعة‬
‫‪1403‬هه ‪1983‬م‬
‫‪ -6‬أخبار أبي حنيفة وأصحابه ‪ ،‬تأليف ‪ /‬حسين بن علي‬
‫الصيمري ) ت ‪436‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬أبوالوفاء الفغاني ‪،‬‬
‫نشر لجنة إحياء المعارف النعمانيةه بحيدر آباد ) الهند (‬
‫طبع بمطبعة المعارف الشرقية–حيدر آباد – الهند ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية –‪1394‬هه‪1974-‬م‬
‫‪ -7‬إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الصول ‪،‬‬
‫تأليف ‪ /‬محمد بن علي الشوكاني )ت ‪1255‬هه( طبع دار‬
‫المعرفة –بيروت – لبنان ‪ ،‬الناشر ‪ /‬عباس أحمد الباز –‬
‫مكة المكرمة‬
‫الدلة المختلف فيها وأثرها في الفقه السلمي د‪ .‬عبد‬
‫الحميد أبو المكارم ط القاهرة‬
‫‪ -8‬الصابة في تمييز الصحابة ‪ ،‬تأليف ‪ /‬أحمد بن علي‬
‫محمد العسقلني )ت ‪852‬هه( ‪ ،‬الناشر دار الكتاب‬
‫العربي – بيروت – لبنان‬
‫‪ -9‬أصول الفقه السلمي ‪ ،‬تأليف ‪ /‬بدران أبو العينين‬
‫بدران ‪ ،‬الناشر ‪ /‬مؤسسة شباب الجامعة‪.‬‬
‫‪ -10‬أصول مذهب المام أحمد دراسة أصولية ‪ ،‬تأليف ‪/‬‬
‫الدكتور عبدالله بن عبدالمحسنه التههركي ‪ ،‬طبع مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪1410‬هه –‪1990‬م‬

‫‪ -11‬أعلم الموقعين عن رب العالمين ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن‬


‫أبي بكر ابن قيم الجوزية ) ‪751‬هه( ‪ ،‬تعليق ‪ /‬طه‬
‫عبدالرؤوف سعد ‪ ،‬الناشر ‪ /‬دار الجيل – بيروت – لبنان‬
‫‪ -12‬كتاب الم‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن إدريس الشافعي ) ت‬
‫‪204‬هه( ‪ ،‬الناشر ‪ /‬مكتبة الكليات الزهرية – مصر –‬
‫بإشراف ‪ /‬محمد زهدي النجار‪ ،‬طبع شركة الطباعة الفنية‬
‫المتحدة ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1381‬هه ‪1961 -‬م‬
‫‪ -13‬الباعث الحثيثه شرح اختصار علومه الحديث ‪ ،‬تأليف ‪/‬‬
‫إسماعيل بن عمر بن كثير ) ت ‪774‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬أحمد‬
‫بن محمد شاكر ‪ ،‬طبع دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫‪ -14‬البحر المحيط في أصول الفقه ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن‬
‫بهادر بن عبدالله الزركشي ) ت ‪794‬هه( ‪ ،‬طبع دار‬

‫‪36‬‬
‫الصفوة ‪ ،‬الناشر ‪ /‬وزارة الوقاف والشؤون السلمية‬
‫بالكويت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1413‬هه –‪1992‬م‬
‫‪ -15‬بدائع الفوائد ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن أبي بكر الدمشقي‬
‫ابن قيم الجوزية ) ت ‪751‬هه( ‪ ،‬طبع دار الكتاب العربي ‪.‬‬
‫‪16‬ه بداية المجتهد ونهاية المقتصد تأليف ‪ /‬محمد بن‬
‫أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي )ت ‪ (595‬دار‬
‫المعرفة ‪،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة السادسة ‪1402 ،‬هه ه ‪1982‬م‬
‫‪ -17‬تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة‪،‬‬
‫تأليف ‪ /‬خليل بن كيكلندي صلح الدين العلئي الشافعي )‬
‫ت ‪761‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬الدكتوره ‪ /‬عبدالرحيمه بن محمد‬
‫القشقري ‪ ،‬طبع دار العاصمة – الرياض – السعودية‪،‬‬
‫الطبع الولى ‪1410‬هه – ‪1990‬م‬
‫‪ -18‬تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي‪ ،‬تأليف ‪/‬‬
‫جلل الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي )ت‬
‫‪911‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬عبدالوهاب عبداللطيف ‪ ،‬طبع دار‬
‫الكتب العلمية – بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1399‬هه –‬
‫‪1979‬م‬
‫‪ -19‬تفسير القرآن العظيم ‪ ،‬تأليف ‪ /‬إسماعيل بن كثير‬
‫القرشي الدمشقي ‪ ،‬طبع دار المعرفة – بيروت – لبنان‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1407‬هه –‪1987‬م‬
‫‪ -20‬التمهيد في أصول الفقه‪ ،‬تأليف‪/‬محفوظه بن أحمد‬
‫بن الحسن أبي الخطاب الكلوذاني )ت ‪510‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪/‬‬
‫الدكتور مفيد محمد أبو عمشه ‪ ،‬الناشر مركز البحث‬
‫العلمي وإحياء التراث السلمي بجامعة أم القرى‪ ،‬طبع‬
‫دار الههمدني – جده – السعودية ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1406‬هه –‬
‫‪1985‬م‬

‫‪ -21‬جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحملهه‬


‫‪ ،‬تأليف ‪ /‬يوسف بن عبدالبر النمري القرطبي ) ت‬
‫‪463‬هه( ‪ ،‬تقديم ‪ /‬الستاذ عبدالكريم الخطيب‪ ،‬طبع‬
‫المطبعة الفنية‪ ،‬الناشر ‪ /‬دار الكتب السلمية – القاهرة –‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1402‬هه – ‪1982‬م‬
‫‪ -22‬حلية الولياء ‪ ،‬تأليف ‪ /‬أحمد بن عبداللهه بن أحمد‬
‫الصبهاني ) ت ‪430‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬عبدالحفيظه سعد‬
‫عطية‪ ،‬طبع دار السعادة ‪ /‬على نفقة محمد إسماعيل‬
‫ومحمد أمين أفندي ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1392‬هه –‪1972‬م‬
‫‪ -23‬ذم الكلم وأهله‪ ،‬تأليف ‪ /‬عبداللهه بن محمد النصاري‬
‫الهروي ) ت ‪481‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬عبدالرحمن بن عبدالعزيز‬

‫‪37‬‬
‫الشبل ‪ ،‬الناشر ‪ /‬مكتبة العلوم والحكم‪ -‬المدينة المنورةه –‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1416‬هه –‪1996‬م‬
‫‪ -24‬رسالة إلى أهل الثغر تاليف ‪/‬علي بن إسماعيل بن‬
‫أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبدالله بن‬
‫موسى بن بلل ) الشعري( ‪)،‬ت ‪ (324‬تحقيق عبدالله‬
‫شاكر محمد الجنيدي ‪ ،‬مكتبة العلوم والحكم ‪ ،‬دمشق‬
‫‪1988‬م ‪،‬الطبعة الولى‬
‫‪ -25‬سلسلة الحاديث الصحيحة وشيء من فقهها‬
‫وفوائدها‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد ناصر الدين اللباني‪ ،‬طبع‬
‫المكتب السلمي – بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة الرابعة‬
‫‪1405‬هه – ‪1985‬م‬
‫‪ -26‬السنة ‪ ،‬تأليف ‪ /‬عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن‬
‫مخلد الشيباني )ت ‪287‬هه(‪ ،‬ومعه " ظلل الجنة في‬
‫تخريج السنة " للشيخ محمد ناصر الدين اللباني ‪ ،‬طبع‬
‫المكتب السلمي –دمشق – سوريا ‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1400‬هه‬
‫‪ 27‬ه سنن أبي داود‪ ،‬تأليف ‪ /‬سليمان بن الشعث‬
‫السجستاني الزدي ) ت ‪275‬هه( ‪ ،‬طبع دار الحديث –‬
‫حمص – سوريا‪ ،‬الطبعة الولى ‪1394‬هه ‪1974‬م‬
‫‪ -28‬سنن ابن ماجة‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن يزيد القزويني ) ت‬
‫‪275‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬محمد فؤاد عبدالباقي ‪ ،‬طبع دار إحياء‬
‫الكتب العربية – مصر – القاهرة‪ ،‬الناشر ‪ /‬دار الحديث‬
‫‪ -29‬سنن الترمذي ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن عيسى بن سورة‬
‫) ت ‪279‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬طبع ونشر ‪/‬‬
‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولده‬
‫بمصر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1398‬هه – ‪1978‬م‬
‫‪ -30‬شرح أدب القاضي للخصاف‪ ،‬تأليف ‪ /‬عمر بن‬
‫عبدالعزيز بن مازة البخاري حسام الدين المعروف‬
‫بالصدر الشهيد )ت ‪536‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬محيي هلل‬
‫السرحان ‪ ،‬طبع مطبعة الرشاد – بغداد‪ ،‬الناشر ‪ /‬وزارة‬
‫الوقاف العراقية ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1397‬هه – ‪1977‬م‬
‫‪ -31‬شرح السنة ‪ ،‬تأليف ‪ /‬حسين بن مسعود البغوي ) ت‬
‫‪516‬هه ( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬شعيب الورناؤطه ومحمد زهير‬
‫الشاويش ‪ ،‬طبع المكتب السلمي – بيروت – لبنان‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪1403‬هه – ‪1983‬م‬
‫‪ -32‬شرح الكوكب المنير‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن أحمد بن‬
‫عبدالعزيز المعروف بابن النجار ) ت ‪972‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪/‬‬
‫الدكتور محمد الزحيلي ‪ ،‬والدكتوره نزيه حماد ‪ ،‬طبع دار‬

‫‪38‬‬
‫الفكر – دمشق – سوريا‪ ،‬الناشر ‪ /‬مركز البحث العلمي‬
‫وإحياء التراث السلمي بجامعة أم القرى‬
‫‪ -33‬شرح مختصر الروضة‪ ،‬تأليف ‪ /‬سليمان بن عبدالقوي‬
‫بن عبدالكريم الطوفي )ت ‪716‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬د‪.‬عبدالله‬
‫بن عبدالمحسن التركي‪ ،‬طبع مؤسسة الرسالة – بيروت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الولى ‪1410‬هه –‪1990‬م‬
‫‪ -34‬شرح المنهاج ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمود بن عبدالرحمن‬
‫الصفهاني )ت ‪749‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬د‪.‬عبدالكريم بن علي‬
‫النملة ‪ ،‬الناشر ‪ /‬مكتبة الرشد – الرياض – السعودية ‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1410‬هه‬
‫‪ -35‬صحيح البخاري‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن إسماعيل بن‬
‫إبراهيم البخاري ) ت ‪ ،(256‬طبهع المكتبة السلمية –‬
‫استانبول – تركيا ‪ ،‬الناشر ‪ /‬مكتبة العلم – جدة –‬
‫السعودية‬
‫‪36‬ه صحيح مسلم ‪ ،‬تأليف ‪/‬مسلم بن الحجاج أبو الحسين‬
‫القشيري النيسابوري )ت ‪ (261‬تحقيق محمد فؤاد عبد‬
‫الباقي دار إحياء التراث العربي بيروت‬
‫‪ -37‬طبقات الحنابلة‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن أبي يعلى ) ت‬
‫‪524‬هه(‪ ،‬الناشر ‪ /‬دار المعرفة للطباعة والنشر – بيروت –‬
‫لبنان‬
‫‪ -38‬الطبقات الكبرى‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن سعد كاتب‬
‫الواقدي ) ت ‪203‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬إحسان عباس‪ ،‬الناشر ‪/‬‬
‫دار صادر – بيروت – لبنان‬
‫‪ -39‬علومه الحديث ‪ ،‬تأليف ‪ /‬عثمان بن عبدالرحمن‬
‫الشهرزوري المشهور بابن الصلح )ت ‪643‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪/‬‬
‫الدكتور نور الدين عتر ‪ ،‬طبع المكتبة العلمية – بيروت –‬
‫لبنان ‪ ،‬طبعة ‪1401‬هه‬
‫‪ -40‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬تأليف ‪ /‬أحمد بن‬
‫علي بن حجر العسقلني ) ‪852‬هه(‪ ،‬بترقيم محمد فؤاد‬
‫عبدالباقي‪ ،‬طبع بإشراف محب الدين الخطيب في دار‬
‫المعرفة – بيروت – لبنان‬
‫‪ -41‬فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم‬
‫التفسير ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن علي بن محمد الشوكاني ) ت‬
‫‪1250‬هه( ‪ ،‬طبع شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي‬
‫الحلبي وأولده – مصر ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1383‬هه – ‪1964‬م‬

‫‪ -42‬فتح المغيث شرح ألفية الحديث ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن‬


‫عبدالرحمن السخاوي ) ت ‪902‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬عبدالرحمن‬

‫‪39‬‬
‫محمد عثمان ‪ ،‬الناشر ‪ /‬المكتبة السلفية – المدينة‬
‫المنورة – السعودية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1388‬هه‬
‫‪ -43‬قواطع الدلة في أصول الفقه ‪ ،‬تأليف ‪ /‬منصور بن‬
‫محمد بن عبدالجباره السمعاني )ت ‪489‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪/‬‬
‫الدكتور ‪ /‬عبدالله بن حافظ حكمي‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪1419‬هه – ‪1998‬م‬
‫‪ -44‬قواعد التحديث ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد جمال الدين‬
‫القاسمي‪ ،‬طبع دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان‪،‬‬
‫الطبعة الولى ‪1399‬هه‬
‫‪ -45‬قول الصحابي وأثره في الحكام الشرعية ‪ ،‬تأليف ‪/‬‬
‫بابكرمحمد الشيخ الفاني‪ ،‬رسالة مقدمة إلى كلية‬
‫الشريعة بجامعة المام ‪ ،‬محمد بن سعود السلمية‬
‫بالرياض عام ‪1400‬هه ‪.‬‬
‫‪ -46‬كشف السرار في أصول فخر السلم البزدوي ‪،‬‬
‫تأليف ‪ /‬عبدالعزيز بن أحمد البخاري ) ت ‪730‬هه(‪ ،‬الناشر‬
‫‪ /‬الصدف ببشرز – كراتشي – باكستان ‪.‬‬
‫‪ -47‬الكفاية في علم الرواية ‪ ،‬تأليف ‪ /‬أحمد بن علي بن‬
‫ثابت المعروف بالخطيب البغدادي ) ت ‪463‬هه( ‪ ،‬الناشر‬
‫‪ /‬المكتبة العلمية – المدينة المنورة‪-‬ه السعودية‬
‫‪ -48‬لسان العرب ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن مكرم بن منظور‬
‫الفريقي المصري‪ ،‬طبع دار صادر – بيروت‬
‫‪ -49‬مجموعه فتاوى شيخ السلم أحمد ابن تيمية‪ ،‬جمع‬
‫وترتيب ‪ /‬عبدالرحمن بن محمد بن قاسم النجدي ‪ ،‬طبع‬
‫بإشراف الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين ‪.‬‬
‫‪ -50‬المحصول في علم الصول‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن عمر‬
‫بن الحسين الرازي ) ت ‪606‬هه( ‪ ،‬طبع دار الكتب العلمية‬
‫–بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة الولى ‪1408‬هه –‪1988‬م‬
‫‪ -51‬المدخل إلى مذهب المام أحمد ‪ ،‬تأليف ‪ /‬عبدالقادر‬
‫بن بدران الدمشقي‪ ،‬تحقيق ‪ /‬الدكتور عبداللهه بن‬
‫عبدالمحسن التركي‪ ،‬طبع مؤسسة الرسالة – بيروت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1401‬هه –‪1981‬م‬
‫‪ -52‬المستصفى من علم الصول ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن‬
‫محمد الغزالي ) ت ‪505‬هه( ‪ ،‬طبع المطبعة الميرية –‬
‫بولق –مصر ‪ ،‬الطبعة الولى –‪1324‬هه‬
‫‪ -53‬المسند ‪ ،‬تأليف ‪ /‬سليمان بن داود بن الجارود‬
‫الطيالسي )ت ‪204‬هه( ‪ ،‬الناشر ‪ /‬مكتبة المعرفة‬
‫– الرياض – السعودية‬

‫‪40‬‬
‫‪ -54‬مسند المام أحمد‪ ،‬تأليف ‪ /‬أحمد بن حنبل الشيباني‪،‬‬
‫طبع المكتب السلمي – بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة الخامسة‬
‫‪1405‬هه –‪1985‬م‬
‫‪ -55‬المصنف ‪ ،‬تأليف ‪ /‬عبدالرزاق بن همام الصنعاني‬
‫) ت ‪211‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬حبيب الرحمن العظمي ‪ ،‬الناشر‪/‬‬
‫المجلس العلمي ‪ ،‬طبع المكتب السلمي – بيروت – لبنان‬
‫‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1403‬هه – ‪1983‬م‬
‫‪ -56‬المعتمده في أصول الفقه‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن علي بن‬
‫الطيب البصري المعتزلي ) ت ‪436‬هه(‪ ،‬تقديم ‪ /‬خليل‬
‫الميس‪ ،‬طبع دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان ‪ ،‬الطبعة‬
‫الولى ‪1403‬هه –‪1983‬م‬
‫‪ -57‬المعجمه الكبير ‪ ،‬تأليف ‪ /‬سليمان بن أحمد الطبراني‬
‫)ت ‪360‬هه(‪ ،‬تحقيق ‪ /‬حمدي عبدالمجيده السلفي‪ ،‬طبع‬
‫مطبعة الوطن العربي – العراق ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1400‬هه‬
‫‪ -58‬المعجمه الوسيط ‪ ،‬تأليف ‪ /‬د‪.‬إبراهيم أنيس ‪ ،‬و‬
‫د‪.‬عبدالحليم منتصر ‪ ،‬وعطية الصوالحي ‪ ،‬ومحمده خلف‬
‫الله‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ -59‬المعرفة والتاريخ‪ ،‬تأليف ‪ /‬أبو يوسف يعقوب‬
‫الفسوي )ت ‪277‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬الدكتور أكرم ضياء‬
‫العمري‪ ،‬الناشر ‪ /‬مكتبة الدار – المدينة المنورة –‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة الولى ‪1410‬هه‬
‫‪ 60‬ه المغني في فقه المام أحمد بن حنبل الشيباني‬
‫‪،‬تأليف ‪ /‬عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي ‪) ،‬ت‬
‫‪ ، (620‬دار الفكر‪ ،‬بيروت ‪1405 ،‬هه ‪ ،‬الطبعة الولى‬
‫‪ -61‬المقنع في علوم الحديث ‪ ،‬تأليف ‪ /‬عمر بن علي‬
‫النصاري المشهور بابن الملقن ) ت ‪804‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪/‬‬
‫عبدالله بن يوسف الجديع ‪ ،‬طبع دار فواز – الحساء –‬
‫السعودية ‪ ،‬الطبعة الولى ‪1413‬هه‬
‫‪ -62‬المنخول من تعليقات الصول ‪ ،‬تأليف ‪ /‬محمد بن‬
‫محمد بن محمد الغزالي )ت ‪505‬هه( ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬محمد‬
‫حسن هيتو ‪ ،‬طبع دار الفكر ‪-‬دمشق – سوريا ‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1400‬هه –‪1980‬م‬
‫‪ -63‬الموافقات في أصول الشريعة ‪ ،‬تأليف ‪ /‬إبراهيم بن‬
‫موسى اللخمي المالكي ) ت ‪790‬هه( ‪ ،‬تعليقه ‪ /‬عبدالله‬
‫دراز‪ ،‬طبع دار المعرفة –بيروت – لبنان‬
‫‪ -64‬الموطأ ‪ ،‬تأليف ‪ /‬مالك بن أنس ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬محمد فؤاد‬
‫عبدالباقي ‪ ،‬طبع ‪ /‬دار إحياء الكتب العربية – عيسى‬
‫البابي الحلبي وشركاه‬

‫‪41‬‬
‫‪ -65‬نزهة النظر شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الثر‪،‬‬
‫تأليف ‪ /‬أحمد بن علي العسقلني ) ت ‪852‬هه(‪ ،‬الناشر ‪/‬‬
‫مكتبة طيبة – المدينة المنورةه – السعودية‪ ،‬طبع سنة‬
‫‪1404‬هه‬
‫‪ -66‬النهاية في غريب الحديث والثر‪ ،‬تأليف ‪ /‬مجد الدين‬
‫المبارك بن محمد الجزري ابن الثير )ت ‪606‬هه( ‪ ،‬تحقيق‬
‫‪ /‬طاهر أحمد الزاوي ‪ ،‬ومحمود محمد الطناحي‪ ،‬طبع دار‬
‫الفكر – بيروت – لبنان‬
‫‪ 67‬ه الهداية شرح بداية المبتدي تأليف ‪/‬أبو الحسن علي‬
‫بن أحمد بن أبي بكر المرغيناني الحنفي ) ت ‪، (593‬‬
‫مطبعة البابي الحلبي ‪ ،‬القاهرة‬

‫علي بن عبدالعزيز الراجحي‬


‫‪alt1@maktoob.com‬‬

‫‪42‬‬

You might also like