Professional Documents
Culture Documents
متهيد
مل يعتمد القرآن الكرمي أسلوباً واحداً إليصال رسالته إىل الناس ،بل تعددت أساليبه وتنوعت ،فهو حيناً يعتمد
أسلوب احلوار ،وحيناً آخر يعتمد أسلوب ضرب املثل ،وتارة يعتمد أسلوب الرتبية النفسية والتوجيه اخللقي ،إىل
.غري ذلك من األساليب اليت ال ختفى على من تأمل وتدبر كتاب اهلل العزيز
واألسلوب القصصي من األساليب اليت اعتىن القرآن الكرمي هبا عناية خاصة؛ ملا فيها من عنصر التشويق،
:وجوانب االتعاظ واالعتبار ،وقد خصصنا هذا اجلزء للحديث هذا األسلوب وذلك بالتطرق إىل
،مفهومه وانواعه -
،خصائص قصص القرآن الكرمي ومميزاته -
.اهداف قصص القرآن الكرمي -
.ويف ختام هذا الفصل تطرقنا إىل بعض فوائد قصص القرآن الكرمي
أسلوب قصص القرآن الكريم
احلادثة املرتبطة باألسباب والنتائج يهفو إليها السمع ،فإذا ختللتها مواطن العربة يف أخبار املاضني كان حب
سردا ال جيمع العقل
االستطالع ملعرفتها من أقوى العوامل على رسوخ عربهتا يف النفس ،واملوعظة اخلطابية تسرد ً
أطرافها وال يعي مجيع ما يلقى فيها ،ولكنها حني تأخذ صورة من واقع احلياة يف احداثها تتضح أهدافها ،ويرتاح
املرء لسماعها ،ويصغى اليها بشوق وهلفة ،ويتأثر مبا فيها من عرب وعظات ،وقد أصبح أدب القصة اليوم فنًا
خاصا من فنون اللّغة وآداهبا ،والقصص الصادق ميثل هذا الدور يف األسلوب العريب أقوى متثيل ،ويصوره يف ابلغ ً
.صورة :قصص القرأن الكرمي
مفهوم القصص:
‚ت أث ‚‚ره :أي تتبعت ‚‚ه ،والقص ‚‚ص مص ‚‚در ،ق ‚‚ال تع ‚‚اىل :
القص‚ :تتب ‚‚ع األث ‚‚ر .يق ‚‚ال :قصص ‚ ُ
فارت ‚‚دا على أثارمها قصص ‚‚ا [الكه ‚‚ف ]64 ‚:أي رجع ‚‚ا يقص ‚‚ان األث ‚‚ر ال ‚‚ذي ج ‚‚اءا ب ‚‚ه .وق ‚‚ال على
لسان أم موسى وقالت ألخت‚ه قص‚يه [ القص‚ص ]11 ‚:أي تتبعي أث‚ره ح‚ىت تنظ‚ري من يأخ‚ذه .
والقص‚‚ص ك‚‚ذلك :األخب‚‚ار املتتبع‚‚ة ،ق‚‚ال تع‚‚اىل إن ه‚‚ذا هلو القص‚‚ص احلق [ آل عم‚‚ران،]62 :
وقال :لقد ك‚ان يف قصص‚هم ع‚ربة ألوىل األلب‚اب [ يوس‚ف 1]111 :والقص‚ة‚ :األم‚ر ،واخلرب ،
والشأن ،واحلال.
وقصص القرآن :أخباره عن أحوال األمم املاضية ،والنب‚وات‚ الس‚ابقة ،واحلوادث الواقع‚ة‚ _ وق‚د
اشتمل القرآن على كثري من وقائع املاضي ،وتاريخ األمم ،وذكر البالد والديار .وتتبع آثار كل قوم
2
،وحكى عنهم صورة ناطقة ملا كانوا عليه.
قال الشيخ حممد بن عثيمني :القصص‚ والقص لغة :تتبع األثر
بعضا .
ويف االصطالح :اإلخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها ً
وقص‚ ‚‚ص الق‚ ‚‚رآن أص‚ ‚‚دق القص ‚ ‚ص‚ لقول‚ ‚‚ه تع‚ ‚‚اىل :ومن أص‚ ‚‚دق من اهلل ح‚ ‚‚ديثًا وذل ‚‚ك لتم ‚‚ام
مطابقتها للواقع .
1
مفردات الفاظ القران للراغب االصفهاني ،تحقيق صفوان عدنان داوودي،ص671:
2
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان،ص300:
وأحسن القص‚ص لقول‚ه تع‚اىل :حنن نقص علي‚ك أحس‚ن القص‚ص مبا أوحين‚ا إلي‚ك ه‚ذا الق‚رآن
[يوسف ]3 :وذلك الشتماهلا على أعلى درجات الكمال يف البالغة وجالل املعىن .
وأنفع القصص‚ لقوله تعاىل :لقد كان يف قصصهم عربة ألويل األلباب وذلك لقوة تأثريه‚ا‚ يف
1
إصالح القلوب واألعمال واألخالق
عرف ال َقصص القرآينّ بأنّه :حكايةُ األنباء ،وممّا تنبغي‚ اإلشارة إليه ما يدخل يف تلك احلكايا من يُ َّ
لقوم كفروا أو ك ّذبوا باهلل،صص ،ك َقصص األنبياء‚ -عليهم السالم ،-وما أُخرِب عنهم ،أو ما حدث ٍ قَ ٍ
أو ما جاء يف ِذ ْكر املؤمنني من إكرام اهلل -تعاىل -هلم ،أو ما جاء من أخبار الدُّنيا واآلخرة؛ إذ إ ّن
ص قرآينٌّ ،باإلضافة إىل ما ورد يف حترمي اهلل -تعاىل -بعض األمور على ص ٌ ُك ّل ما ورد يف ذلك قَ َ
يك ِمنصصنا َعلَ َذين هادوا َحَّرمنا ما قَ َ َّ
(و َعلَى ال َ
وجلَ :-
-عز ّالسابقني من األقوام‚ املاضية ،كقول اهلل ّ
َّ
قَبل) [يوسف]3 :
ُ
ٍ
عديدة يف السياق القرآن الكرمي تتَّسم مبَ ٍ
عان ِ مادة ال َقصص اليت وردت يف
وجتدر اإلشارة إىل أ ّن ّ
:القرآينّ ،ومن تلك املعاين
اإلخبار :فقد قال اهلل -تعاىل( :فَجاءتْه إِح َدامُه ا مَتْ ِشي علَى استِحي ٍاء قَالَت إِ َّن أَيِب ي ْدع َ ِ
َجَر
كأْوك ليَ ْج ِزيَ َ َ ُ ْ َ ْ َْ َ َُ ْ َ
ِ ِِ ف جَن و ِ .ما س َقيت لَنَا َفلَ َّما جاءه وقَ َّ ِ
ني) [القصص]25 ‚: ت م َن الْ َق ْوم الظَّالم َال اَل خَتَ ْ َ ْ َص قَ َ ص َ ص َعلَْيه الْ َق َ َ َُ َ َ ََْ
ب َو ُه ْم اَل يَ ْشعُُرو َن) ت بِِه َعن ُجنُ ٍ
صَر ْ
تتبُّع اآلثار! :ك َقوله -تعاىل( :-وقَالَت أِل ُختِ ِه قُ ِّ ِ
صيه َفبَ ُ َ ْ ْ ُ
ْ
[.القصص]11 :
آد َم إِ ّما
وجل -يف كتابه( :يا بَين َ لَفت االنتباه! إلى! األدلّة بالتالوة أو التأويل :كما قال اهلل ّ
-عز ّ
وف َعلَي ِهم َوال ُهم حَي َزنو َن)
صو َ‚ن َعلَي ُكم آيايت فَ َم ِن اتَّقى َوأَصلَ َح فَال َخ ٌ ِ ِ
يَأتَينَّ ُكم ُر ُس ٌل من ُكم َي ُق ّ
[.األعراف]35 :
1
أصول في التفسير للشيخ محمد بن صالح العثيمين ص (.)53-52
َوحينا إِلَ َ
يك هـ َذا يك أَحسن ال َقص ِ مِب
ص اأ َ ص َعلَ َ َ َ َ البيان واإلعالم ‚:ك َق ْول اهلل -تعاىل( :-حَن ُن َن ُق ُّ
لني)؛[يوسف ]3:أي نُبنّي لك ،ونُعلمك مبا حدث قبلك من ِ ال ُقرآ َن وإِن ُك ِ ِ ِ ِ
نت من قَبله لَم َن الغاف َ
َ َ
.األحداث
الن !!وع الث !!اني :قص ‚‚ص ق ‚‚رآين يتعل ‚‚ق حبوادث غ ‚‚ابرة ،وأش ‚‚خاص مل تثبت ثب ‚‚وهتم ،كقص ‚‚ة ال ‚‚ذين
أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر املوت .وطالوت وجالوت ،وابين آدم ،وأه‚ل الكه‚ف ،وذي
2
القرنني ،وقارون ،وأصحاب السبت ،ومرمي ،وأصحاب األخدود ،وأصحاب الفيل وحنوهم.
النوع الثالث :قصص يتعلق باحلوادث اليت وقعت يف زمن رسول اهلل صلى اهلل عليه وس‚‚لم كغ‚‚زوة
ب‚ ‚‚در واُح ‚ ‚‚د يف س ‚ ‚‚ورة آل عم‚ ‚‚ران ،وغ‚ ‚‚زوة ح‚ ‚‚نني وتب‚ ‚‚وك يف التوب‚ ‚ ‚ة‚ ،وغ‚ ‚‚زوة األح‚ ‚‚زاب يف س‚ ‚‚ورة
3
األحزاب ،واهلجرة ،واإلسراء ،وحنو ذلك .
قسم إىلأما التقسيم الثاين ،فقد ذهب خليل بن عبد اهلل احلدري إىل أ ّن القصص يف ال ُقرآن تُ َ
النبوة ،كالغزوات ،حىت وإن كانت غيبيّة‚ شاهدة؛ وهي اليت حدثت يف زمن ّ قصص ُم َ
ٌ األول:
نوعني؛ ّ َ
1
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان،ص301:
2
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان،ص301
3
مباحث في علوم القرآن لمناع القطان،ص301:
قصص غيبيّة؛‚ ّإما ُمتعلِّقة باألنبياء ،أو غري األنبياء ،أو األ َُمم السابقة ،أو الكالم‚
ٌ لِ َمن بَعدهم ،والثاين:
تتنوع حبَسب
واجلن ،أو أُمور غيبيّة ُمستقبَليّة ،وهذه القصص ّ عن قصص غيبيّة‚ حاضرة ،كاملالئكةّ ‚،
القصة،
العرض السريع ألحداث ّ اهلدف منها ،واملوضوع‚ الذي تُ ِّبينُه؛ فتكون أحياناً قصرية؛ من خالل َ
أو طويلة ،كقصة نيب اهلل يوسف -عليه السالم-؛ من خالل التفصيل فيها؛ إما مب ٍ
شهد واحد ،أو يف ّ َ ّ ّ
.ع ّدة سو ٍر وأجزاء 1
القرآني
ّ صص خصائص ال َق َ
صص القرآينّ عن غريه من سائر القصص خبصائص يعلو هبا جاللةً وقداسةً ,ويزداد هبا يتميز ال َق َ
وسم بأحسن القصص‚ يف قوله وتأثريا ,وهبذه اخلصائص استحق أن يُ َ
وإعجازا ,ويعظم هبا أمهية ً
ً بالغة
:تعاىل ( :حنن نقص عليك أحسن القصص‚ ) [يوسف .]3:فمن تلك اخلصائص‚
1
علي عبد الظاهر علي ( ،) 2017القصة المعلمة :فن التدريس بالقصة (الطبعة االولى) ،مصر :دار عالم الثقافة ،صفحة .45-43
الن ْقص، الربّانية :وذلك من حيث املصدر؛ فهي َو ٌ
حي من عند اهلل -تعاىل ،-ال يأتيها‚ الباطل ،وال َّ
اخلاصية باقيةٌ إىل قِيام الساعة
وهذه ّ
1
صيصة‚ من متيز وظهور ..فإمنا أفردنا احلديث عنها لبيان املرادالتكرار الهادف المعجز :وملا هلذه اخلِ ِّ
وبيان مغازيه وأهدافه اليت تزيده مسوا ورفعةِ ,
وبيان الكتب اليت ألفت بإطالق ( التكرار) يف القرآنِ ,
.2خاصة يف بيان تلك الروعة القرآنية
الواقعية التاريخية :ونعين هبا أن كل ما يف قَصص القرآن الكرمي من أخبار األولني هي حقائق
تارخيية صادقة ال يصادمها عقل ,وال خيالفها نقل ,وسواءٌ يف تلك املصداقية ما كان من أخبار األنبياء‚
مع أقوامهم ,وما كان من قبيل املعجزات وخوارق العادات ,كانفالق البحر وكالم اهلدهد والنملة,
وليس فيها أي نوع من التناقض‚ أو االخرتاع ,وال أي شكل من أشكال اخليال أو التصوير اجملرد عن
.3احلقيقة ,وال أي صورة من صور الرمز أو اإلشارة
قومات قوماهتا األساسيّة؛ فال تتغرّي بتغرُّي احلياة ،وتكون‚ ُمنضبِطةً مبُ ِّ
الثبات :وذلك من حيث ثبات ُم ِّ
.4اإلسالم
:الشمولية المطلقة :فقصص القرآن الكرمي شاملة من عدة جهات
..يف حصر النفوس املخاطبة ِ
وطباعها ووجهاهتا ومكامن شعورها -
..يف تنويع األساليب‚ والوسائل‚ املالئمة‚ لكل جنس وطبقة ولون -
..ومن حيث الزمن ؛ فالقصة تتحدث عن املاضي‚ واحلاضر واملستقبل-
ومن حيث مشولية موضوعاهتا ؛ فكما أنك جتد يف موضوعات القرآن الكرمي مشوالً ..فكذلك جتد -
يف قصص القرآن الكرمي مشوالً لكل تلك املوضوعات‚ ,من عقائد وعبادات وأخالق وآداب اجتماعية
.5واقتصادية وسلطانية وغري ذلك
كونها هادفة :فالغاية األوىل من قصص القرآن الكرمي هي تأملها وأخذ العربة منها وتصحيح العقائد
واألخالق ,حىت ينصلح الفرد واجملتمع ,وليست الغاية قاصرةً على إمتاع النفوس بسماع قصص
1
االستاذة امل عبد الجبار كريم الشرع ،محاضرة لقسم علوم القرآن بجامعة بابل ،كلية العلوم االسالمية
2االستاذة امل عبد الجبار كريم الشرع ،محاضرة لقسم علوم القرآن بجامعة بابل ،كلية العلوم االسالمية
ٍ
بصرية؛ إذ إ ّن القرآن اتَّبع يف ذلك أقوى -.. تعميق العقيدة يف النُّفوس املؤمنة؛‚ لتكون العقول على
ُ
األساليب إقناعاً؛ فالعقيدة هي الفقه األكرب الذي َد ّل على ركائز الشريعة الثابتة ‚،كتوحيد األُلوهيّة،
همةً
واإلميان باليوم اآلخر ،والرسالة السماويّة اخلالدة ،فقد محلت ُك ّل تلك الركائز يف طيّاهتا قضايا ُم ّ
األول على اإلميان باهلل وتوحيده ،واإلقرار ِحبكمته،
جاءت على هيئة ال َقصص اليت ر ّكزت يف املَقام ّ
.وعدله ،وقُدرته ،واإلخالص يف حبه َ
والسمو مبكانته ،وتفضيله على املخلوقات ،مع اإلشارة إىل أ ّن االرتقاء- ..النهوض باإلنسانُّ ،
واحد؛ بل هو ُمتع ّدد اجلوانب؛ من خالل جانب ٍ السمو من ٍ فحسب على ُّ بالكيان اإلنساينّ ال يُر ّكز
ُ
قي،
الروحي ،واخلُلُ ّ
ّ الرقي
بالروح ،وباخلُلُق الرفيع ،وبالنَّفس‚ البشريّة إىل أن تصل إىل ذروة ّ
االرتقاء ُّ
رج ّوة ،والضالّة اليت
اجلماعي يف أعلى مستوياته ،وتلك هي الغاية املَ ُ
ّ عزز االرتقاءوالنفسي؛ فالقرآن يُ ّ
ّ
السوي
ّ ...يبحث عنها اإلنسان
تنزل؛ سواءً على األُمم ،أو اجلماعات ،أو- ..أثر ال َقصص القرآينّ يف بيان أسباب اهلالك اليت تَ ّ
هائل؛ من خالل احلديث عن البَذخ ،والرَّت ف ،وال ُفجور،بشكل ٍفصالً ٍاألفراد ،وقد جاء ذلك ُم َّ
والذل ،واخلذالن ،والكثري من والسخريّةُّ ،
واألخالقي ،واالستكبارُّ ، الفكري،
ّ والظلم ،واإلبعاد
ّ
...1األسباب
متيُّزه عند املربّني؛ إذ يستطيعون صياغتَها مبا يتناسب ويتالءم مع شىّت املستويات الفكريّة- ،
ُ والتعليميةُ ،مِم
هامهم ،وهي متدُّهم بأداوت الرتبية الرئيسة؛ من التهذيب الذي
َ ّ م يف جناحهم من يزيد اّ ّ
املاضني ،وسنّة اهلل -تعاىل -يف حياة األُمم ،وما يطرأ من ٍ
أحوال يف الس به ،ومن أخبار ِ
َ ُ متتلئ ِّ رَي
.2املجتمعات
ُ
االهتمام بالتديُّن ،والرتكيز عليه؛ إذ إنّه ال ينفصل عن حياة اإلنسان العمليّة ،وال يتزحزح -
يتجزأ منه
.عن واقع مصري اإلنسان؛ وإمّن ا يرتبط به ارتباطاً أصيالً وثيقاً ،وهو جزءٌ ال ّ
1أ ب فضل حسن عبّاس (1407هـ) ،القصص القرآني إيحاؤه ونفحاته (الطبعة األولى) ،عمّان :دار الفرقان ،صفحة .11-10بتصرّ ف
2مناع القطان مباحث في علوم القرآن ص .305
التفصيل يف األسباب املادية كما جاء التفصيل يف أسباب الرقي الروحي؛ ومها ِ
العاماَل ن - ّ ّ ّ
.1الرئيسيَّان الكتمال حياة اإلنسان‚ املؤمن ،وإرشاده ،وتوجيهه
ٍ
عديدة ،ك َقصص - تنوع ال َقصص القرآينّ ،وكثرة ورودها يف القرآن الكرمي يف مواضعُّ
النيب -صلّى ِّ
تضم قَصصاً ُمتعلقة باألحداث اليت حدثت يف زمن ّ األنبياء واأل َُمم الغابرة؛ فهي ّ
اهلل عليه وسلّم ،-وقَصصاً ُمتعلّقة بالغيبيّات ،باإلضافة إىل وجود قَصص قصرية ،ك َقصص
كقصة موسى ،وعيسى السالم ،-وقَصص طويلةّ ، وشعيب‚ -عليهم َّاألنبياء؛ هود ،وصاحلُ ،
توسطة الطُّولّ ،
كقصة آدم ،ونوح -عليهما السالم،‚- -عليهما السالم ،-وقَصص ُم ّ
2
وقصة
كقصة ابيَن ْ آدمّ ،
وغريهم ،ومنها ما كان قَصصاً لغري األنبياء -عليهم السالمّ ،-
انسلخ من آيات اهلل ،وغريها ،وهناك نوعٌ آخر من ال َقصص‚
َ وقصة الذي
هاروت وماروتّ ،
كقصة لقمان احلكيم مع
رجال صاحلونّ ،اليت ال ميكن القول إ ّن أبطاهلا من األنبياء ،بل هم ٌ
كقصة ّأم ٍ
ابنه ،باإلضافة إىل نوع آخر يتمثّل بال َقصص اليت تكون ذات عالقة ب َقصص األنبياءّ ،
3
وقصة ملكة سبأ مع سليمان -عليه السالم ،-وغريها من ال َقصص ّ .موسى،
4
المميّزات التربوية للقصص القرآني
ُ
للقصة يف الرتبية‚ اإلسالمية‚ وظيفة‚ تربوية ال حيققها لون آخر من ألوان األداء اللغوي.
1أ ب فضل حسن عبّاس (1407هـ) ،القصص القرآني إيحاؤه ونفحاته (الطبعة األولى) ،عمّان :دار الفرقان ،صفحة .11-10بتص ّرف.
2رنا أحمد عبدالحليم ،جماليات المفارقة في القصص القرآني ،عمّان :وزارة الثقافة ،صفحة .68-67بتص ّرف.
3
صالح الخالدي ( 1419هـ) ،القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث (الطبعة األولى) ،دمشق :دار القلم ،صفحة ،29-28جزء .1بتصرّ ف.
4
اسالم محمود دربالة في كتابه القصص في القرآن الكريم
آثارا نفسية وتربوية بليغة ،حمكمة ،بعيدة املدى ذلك أن القصة القرآنية متتاز مبيزات جعلت هلا ً
على مر الزمن ،مع ما تثريه من حرارة العاطفة‚ ومن حيوية وحركية يف النفس ،تدفع اإلنسان‚
.إىل تغيري سلوكه وجتديد عزميته حبسب مقتضى القصة وتوجييها وخامتتها ،والعِ َرب ِة منها
:عددها اسالم حممود دربالة يف كتابه القصص يف القرآن الكرمي اىل اربع مميزات وهي
تراخ ،فتجعله دائم التأمل يف معانيها والتتبع )1تشد القصة القارئ ،وتوقظ انتباهه ،دون توان‚ أو ٍ
ملواقفها ،والتأثر بشخصياهتا وموضوعها حىت آخر كلمة فيها.
ذلك أن القصة تبدأ غالبًا ،ويف شكلها األكمل ،بالتنويه‚ مبطلب أو وعد أو اإلنذار خبطر ،أو حنو
ذلك مما يسمى عقدة القصة ،وقد ترتاكم ،قبل الوصول إىل حل هذه العقدة ،مطالب أو مصاعب‚
وانتباها ،وتله ًفا على احلل أو
ً أخرى ،تزيد القصة حب ًكا ،كما تزيد القارئ أو السامع شوقًا
النتيجة.
ففي مطلع قصة يوسف مثالً ،تعرض على القارئ ( رؤيا يوسف عليه السالم ) يصحبها وعد اهلل ،
على لسان أبيه ،مبستقبل زاهر ،ونَِعم من اهلل يسبغها على األسرة الفقرية‚ املتعثرة ،الداعية‚ إىل
اهلل .
وتتتابع املصائب‚ واملشكالت على بطل القصة ( يوسف عليه السالم ) ويتابع القارئ اهتمامه ينتظ‚‚ر
حتقيق وعد اهلل ،ويرتقب انتهاء هذه املصائب واملشكالت‚ بتلهف .
تتعامل القصة القرآنية والنبوية‚ مع النفس البشرية يف واقعيتها الكاملة ،متمثلة يف أهم النماذج )2
اليت يريد القرآن إبرازها للكائن البشري ،ويوجه االهتمام إىل كل منوذج حبسب أمهيته ،
عرضا صادقًا يليق باملقام وحيقق اهلدف الرتبوي من عرضه ،ففي قصة يوسف يعرض فيُعرض ً
منوذج اإلنسان‚ الصابر على املصائب يف سبيل الدعوة إىل اهلل ( يف شخص يوسف ) ،ومنوذج
املرأة املرتفة تعرض هلا حبائل اهلوى فمأل قلبها احلب والشهوة ،ويدفعها إىل حماولة ارتكاب
اجلرمية ،مث إىل َسجن إنسان بريء خملص ،ال ذنب له إال الرتفع عن الدنايا واإلخالص‚
لسيده ،ومراعاة أوامر ربه .ومنوذج إخوة يوسف :تدفعهم هواتف‚ الغرية‚ واحلسد واحلقد
واملؤامرة‚ واملناورة ومواجهة آثار اجلرمية والضعف واحلرية أمام هذه املواجهة .
ومنوذج يعقوب :الوالد احملب امللهوف والنيب املطمئن املوصول .يعرض القرآن كل هذه
عرضا واقعيًا‚ نظي ًفا من غري إفحاش وال إغراء بفاحشة أو جرمية ،كما يفعل مؤلفو النماذج البشرية ً
رواد جاهلية القرن العشرين ،ذلك أن من أهم القصص اليت يسموهنا واقعية أو طبيعية‚ ،من ِ
عالجا واقعيًا .
غايات القصة القرآنية :الرتبية‚ اخللقية عن طريق عالج النفس البشرية ً
فالقصة القرآنية ليست غريبة عن الطبيعة البشرية ،وال حملقة يف جو مالئكي‚ حمض ،ألهنا
عالج ا لواقع البشر ،وعالج الواقع البشري ال يتم إال بذكر جانب الضعف واخلطأ إمنا جاءت ً
على طبيعته‚ ،مث بوصف اجلانب اآلخر الواقعي‚ املتسامي الذي ميثل الرسل املؤمنون‚ ،والذي تؤول
إليه القصة‚ بعد الصرب واملكابدة واجلهاد واملرابطة ،أو الذي ينتهي عنده املطاف لعالج ذلك
عالجا ينهض باهلمم ، الضعف والنقص ،والرتدي البشري يف مهاوي الشرك أو محأة الرذيلة ً ،
ويدفع بالنفس للسمو ،ما استطاعت ،إىل أعلى القمم ،حيث تنتهي القصة بانتصار الدعوة
اإلهلية ،ووصف النهاية اخلاسرة للمشركني الذي استسلموا إىل الضعف والنقص‚ ،ومل يستجيبوا‚
لنداء رهبم فيزكوا أنفسهم.
)3تريب القصة القرآنية العواطف‚ الربانية وذلك :
أ) عن طري‚ ‚ ‚‚ق إث‚ ‚ ‚‚ارة االنفع‚ ‚ ‚‚االت‚ ك‚ ‚ ‚‚اخلوف وال‚ ‚ ‚‚رتقب ،وكالرض‚ ‚ ‚‚ا واالرتي‚ ‚ ‚‚اح واحلب ،وك ‚ ‚‚التقزز
والكره ،كل ذلك يثار يف طيات القصة مبا فيه من وصف رائع ووق‚ائع مص‚طفاة ،فقص‚ة يوس‚ف مثالً
ت‚‚ريب الص‚‚رب والثق‚‚ة باهلل ،واألم‚‚ل يف نص‚‚ره ،بع‚‚د إث‚‚ارة انفع‚‚ال اخلوف على يوس‚‚ف ،مث االرتي‚‚اح إىل
استالمه منصب‚ الوزارة .
ب) وعن طري‚‚ق توجي‚‚ه مجي‚‚ع ه‚‚ذه االنفع‚‚االت‚ ح‚‚ىت تلتقي عن‚‚د نتيج‚‚ة واح‚‚دة هي النتيج‚‚ة ال‚‚يت تنتهي‚
إليه‚‚ا القص ‚ة‚ ،فتواج‚‚ه مثالً محاس‚‚ة ق‚‚ارئ القص ‚ة‚ حنو يوس‚‚ف وأبي‚‚ه ،ح‚‚ىت يلتقي‚‚ا يف ش‚‚كر اهلل يف آخ‚‚ر
القصة ،ويوجه بُ ْغض الشر الذي صدر عن إخ‚‚وة يوس‚‚ف ح‚ىت يع‚‚رتفوا خبطئهم ويس‚‚تغفر هلم أب‚‚وهم يف
آخر القصة ،وهكذا …
ج) وعن طريق املشاركة الوجدانية حيث يندمج القارئ مع جو القصة العاطفي حىت يعيش
بانفعاالته مع شخصياهتا ،ففي قصة يوسف يعرتي القارئ خوف أو قلق عندما يراد قتل يوسف ،
وإلقاؤه يف اجلب ،مث تنسرح العواطف‚ قليالً مع انفراج الكربة عنه ،مث يعود القارئ إىل الرتقب
عندما يدخل يوسف دار ( العزيز ) وهكذا يعيش القارئ مع يوسف يف سجنه وهو يدعوا إىل
اهلل ،حىت يفرح بإنقاذه ،مث بتوليه وزارة مصر ،وبنجاة أبيه من احلزن ،وهو يف كل ذلك رسول
اهلل والداعية إىل دينه.
)4متتاز القصة القرآنية باإلقناع الفكري مبوضوع القصة .
أ) عن طريق اإلحياء ،واالستهواء والتقمص ،فلوال صدق إميان يوسف ملا صرب يف اجلب على
الوحشة ،وملا ثبت‚ يف دار امرأة العزيز على حماربة الفاحشة والبعد عن الزلل ،هذه املواقف
الرائعة توحي لإلنسان بأمهية‚ مبادئ بطل القصة وصحتها ،وتستهويه‚ صفات هذا البطل وانتصاره‚
بعد صرب ومصابره طويلة ،فيتقمص هذه الصفات حىت إنه لقلدها ولو مل يقصد إىل ذلك ،وحىت
ريد ُد بعض هذه املواقف ويتصورها ويسرتجعها من شدة تأثره هبا . إنه لَ ّ
عن طريق التفكري والتأمل :فالقصص القرآين ال خيلو من حماورات فكرية ينتصر فيه احلق ، ب)
ويصبح مرموقًا حمفوفًا باحلوادث والنتائج اليت تثبت‚ صحته ،وعظمته يف النفس وأثره يف اجملتمع ،
حوارا يدور بينه وبني فتيني عاشا معه يف السجن فدعامها إىل وتأييد اهلل له .ففي قصة يوسف جند ً
توحيد اهلل .وقصة نوح كلها حوار بني احلق والباطل ،وكذلك قصة شعيب ،وصاحل وسائر
الرسل :حوار منطقي مدعوم باحلجة والربهان يتخلل القصة ،مث تدور الدوائر على أهل الباطل
منتصرا‚ يف نتيجة القصة‚ ،أو يهلك الباطل وأهله ،فيتظاهر اإلقناع العقلي املنطقي‚
ً ويظهر اهلل احلق
واإلثارة الوجدانية ،واإلحياء وحب البطولة ( االستهواء ) والدافع الفطري إىل حب القوة وتقليد
األقوياء ،تتظاهر كل هذه العوامل وتتضافر ،يؤيدها التكرار مرة بعد مرة ،فما أكثر تكرار
بعض قصص القرآن حىت تؤدي مبجموعها إىل تربية التصور الرباين للحياة وللعقيدة واليوم‚ اآلخر
وإىل معرفة كل جوانب الشريعة اإلهلية معرفة إمجالية وإىل تربية العواطف‚ الربانية من حب يف
اهلل ،وكراهية‚ للكفر ومحاسة لدين اهلل وحلماته ،ولرسل اهلل ،ووالء اهلل وانضواء حتت لوائه ،
وإىل السلوك املستقيم‚ وفق شريعة اهلل ،والتعامل‚ حسب أوامره ،وهبذا حتيط القصة‚ القرآنية نفس
الناشئ بالرتبية الربانية من مجيع جوانبها العقلية والوجدانية والسلوكية
أهداف قَصص القرآن الكريم!
كقصة
الوحي والرسالة؛ ويكون‚ ذلك من حيث إخبار القرآن الكرمي ب َقصص األنبياءّ ، -ثبات َ
دق يف الوقائع واألخبار ،واليت وص ٍ
وإطنابِ ،
ٍ آدم ،وإبراهيم ،ونوح -عليهم السالم ،-وغريهم ،بدقٍّة،
بقو ٍة سيطر َة القرآن امل َّنزل على ُك ّل ما َسبَقه ،ومن حيث جالء احلقيقة اإلهليّة ،والدعوة الربّانية
تفرض ّ
ُ
1
ُ
رسلني -عليهم السالم.- شوه األنبياء واملُ َ
الصور اليت تُ ّ
اليت دعا إليها اهلل -تعاىل ،-وانتفاء‚ ُك ّل ُّ
فسدين؛ بإيراد أدلٍّة على -الدعوة إىل مكارم األخالق ،واإلميان ،وبيان عاقبة املتَّقني ،وهالك امل ِ
ُ ُ
توحيد اهلل -تعاىل ،-وذلك من خالل األحداث ،واألمثلة على ذلك كثرية ،ومنها ما يُنبّه وحُي ّذر من
-عز
اتِّباع الشَّيطان وغوايته‚ لبَين آدم ،وأ ّن العداوة بينهما قدميةٌ منذ َخلَ َق اهلل اخلَْل َق؛ فقد قال اهلل ّ
باس ُهما لِرُيِ َي ُهماِ ِ ِ
َخر َج أ ََب َوي ُكم م َن اجلَنَّة يَنزِعُ َع ُنهما ل َ
ِ
آد َم ال يَفتَننَّ ُك ُم الشَّيطا ُن َكما أ َ
وجل( :يا بَين َ
ّ
يث ال َترو َنهم إِنّا جعلنَا الشَّياطني أَولِياء لِلَّذين ال ي ِ ِ هِتِ
َسوآ ما إِنَّهُ يَرا ُكم ُه َو َوقَبيلُهُ من َح ُ َ ُ
2
ؤمنو َن) . َ َ ُ َ ََ
1أسامة محمد عبد العظيم حمزة (1418هـ) ،القصص القرآني وأثره في استباط األحكام (الطبعة األولى) ،عمّان :دار الفتح ،صفحة .19-18
بتصرّ ف.
2المرجع نفسه
3المرجع نفسه
4أحمد فريد (1429هـ) ،تيسير المنان في قصص القرآن (الطبعة األولى) ،الدمّام :دار ابن الجوزي ،صفحة .24-21بتصرّ ف
الوعظ والتذكري يف ال َقصص القرآينّ ،باإلضافة إىل الرتهيب والرتغيب ،والفوائد الفقهيّة، َ -
1
حال من األحوال. بأي ٍواألحكام الشرعيّة ،واألسرار اليت ال يستغين طالب العلم عنها ٍّ
تدل علىتفكر الناس يف ال َقصص القرآينّ ،واعتبا ِرهم بأحوال َمن َمضى قبلَهم ،واآليات اليت ّ ُّ -
َلباب ما كا َن حديثًا يف ى ول ِ
ـكن ص ِهم ِعربةٌ أِل ُويِل األ ِ
ذلك كثريةٌ ،ك َقوله -تعاىل( :-لََقد كا َن يف قَص ِ
َ ُ رَت َ َ َ ْ
ٍ
يء وه ًدى ورمحةً لَِقوم ي ِ ٍ ِ
ؤمنو َن) [يوسف ]11:وجتدر اإلشارة ُ فصيل ُك ِّل َش َ ُ َ َ َ صديق الَّذي بَ َ
ني يَ َديه َوتَ َ تَ َ
إىل أ ّن ال َقصص‚ القرآينّ جاء ليُح ّقق غايةً عُظمى ،وهدفاً أمثل يتمثّل ببيان‚ دعوة األنبياء واملصلِحني،
ُ ٍ ٍ
تكمن الرتبية‚ الدعويّة اإلهليّة لألنبياء وأساليبهم لع ّدة ٍ
إصالح ،وجهاد ،وجُم اهبة ،ويف ذلك ُ ٍ أقوام؛ من
واملرسلني -عليهم السالم.2-
أحمد فريد (1429هـ) ،تيسيرـ المنان في قصص القرآن (الطبعة األولى) ،الدمّام :دار ابن الجوزي ،صفحة .24-21بتصرّ ف
1
2صالح الخالدي ( 1419هـ) ،القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث (الطبعة األولى) ،دمشق :دار القلم ،صفحة ،36-32جزء .1بتصرّ ف.
-إيض‚‚اح أس‚‚س ال‚‚دعوة‚ إىل اهلل ،وبي‚‚ان أص‚‚ول الش‚‚رائع ال‚‚يت يبعث‚ هبا ك‚‚ل ن‚‚يب :وم‚‚ا أرس‚‚لنا من
قبلك من رسول إال نوحي إليه أنه ال إله إال أنا فاعبدون [ األنبياء .]25 :
-تثبيت قلب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وقلوب األمة احملمدية على دين اهلل وتقوية ثقة
املؤمنني بنصرة احلق وجندة ،وخذالن البطل وأهله ( :وكال نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به
فؤادك ،وجاءك يف هذه احلق وموعظة وذكرى للمؤمنني ) [هود. ]12 :
-تصديق األنبياء السابقني وإحياء ذكراهم وختليد آثارهم .
-إظهار صدق حممد صلى اهلل عليه وسلم يف دعوته مبا أخرب به عن أحوال املاضني عرب القرون
واألجيال .
-مقارعته أهل الكتاب باحلجة فيما كتموه من البينات واهلدى ،وحتديه هلم مبا كان يف كتبهم
قبل التحريف والتبديل ،كقوله تعاىل :كل الطعام كان حال لبين إسرائيل إال ما حرم إسرائيل على
نفسة من قبل أن تنزل التوراة ،قل فأتوا بالتوراة‚ فاتلوها إن كنتم صادقني [ آل عمران.]93 :
-والقصص ضرب من ضروب األدب ،يصغى إليها السامع ،وترسخ عربه يف النفس :لقد
كان يف قصصهم عربة ألوىل األلباب [ يوسف.)1( ]111 :
-11ترغيب املؤمنني يف اإلميان بالثبات عليه واالزدياد منه إذ علموا جناة املؤمنني السابقني وانتصار
من أمروا باجلهاد لقوله تعاىل(:فاستجبنا له وجنيناه من الغم وكذلك ننجي املؤمنني).
-12حتذير الكافرين من االستمرار يف كفرهم لقوله تعاىل ( :أو مل يسريوا يف األرض فينظروا كيف
كان عاقبة الذين من قبلهم دمر اهلل عليهم وللكافرين أمثاهلا) .
-إثبات رسالة النيب صلى اهلل عليه وسلم فإن أخبار األمم السابقة ال يعلمها إال اهلل عز وج‚‚ل لقول‚‚ه
تع‚‚اىل ( :تل‚‚ك من أنب‚‚اء الغيب نوحيه‚‚ا إلي‚‚ك م‚‚ا كنت تعلمه‚‚ا أنت وال قوم‚‚ك من قب‚‚ل ه‚‚ذا ) وقول‚‚ه
2
( أمل يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد ومثود والذين من بعدهم ال يعلمهم إال اهلل ) .