You are on page 1of 7

‫الفصل األول‬

‫مقدمة‬

‫خلفية البحث‬ ‫‪1.1‬‬

‫علم اللغ ة ه و العلم ال ذي يتخ ذ "اللغ ة" موض وعا ل ه‪ .‬و"اللغ ة" ال يت يدرس ها علم اللغ ة ليس ت‬

‫الفرنس ية‪ ،‬أو اإلجنليزي ة‪ ،‬أو العربي ة‪ ،‬ليس ت لغ ة معين ة من اللغ ات‪ ،‬إمنا هي "اللغ ة" ال يت تظه ر وحتق ق يف‬

‫أش كال لغ ات كثرية وهلجات متع ددة‪ ،‬وصور خمتلف ة من ص ور "الكالم" اإلنس اين‪ .‬فم ع أن اللغة العربية‬

‫ختتلف عن اللغة اإلجنليزية‪ ،‬وهذه األخرية تفرتق عن الفرنسية إال أن مثة أصوال وخصائص جوهرية جتمع‬

‫ما بني هذه اللغات وجتمع ما بينها وبني سائر اللغات وصور الكالم اإلنساين‪ 1.‬وهو أن كال منها "لغة"‬

‫أي أن كال منها كما يعرف به ابن جين يعين أصوات يعرب هبا كل قوم عن أغراضهم‪ 2.‬واألغراض هي‬

‫املعاين أو الدالالت اليت يراد نقلها من متكلم إىل مستمع‪ ،‬تستخدم األصوات املنطوقة أو املكتوبة صورة‬

‫هلا‪ 3.‬فمن ه ذا التعري ف‪ ،‬هن اك ناحيت ان‪ ،‬إح دىهما م ادى مس موع أو م رئي واألخ رى إدراكي معن وي‪.‬‬

‫وكل منهما يؤثر ىف اآلخر ويتعلق بعضه ببعض‪.‬‬

‫بناء على ذلك‪ ،‬ميكن أن تستنتج أن اللغة هي ظاهرة قد ينظر إليها من جهة الشكل اخلارجي أو‬

‫من جهة املعىن الداخلي‪ 4.‬واملراد بالشكل اخلارجي هو صيغة الكلمة اليت ينطقها اإلنسان ومواقعها للتعبري‬

‫عن أغراضهم وأما الداخلي فهو األغراض أو املعاين ذاهتا‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬اتضح لنا أن ىف اللغة فروعا علمية‬

‫حممود السعران‪ ،‬علم اللغة مقدمة للقارئ العربي (القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،)1997 ،‬ص‪.47 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫أيب الفتح عثمان بن جين‪ ،‬الخصائص (بريوت‪ :‬عامل الكتب‪ ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص‪.33 .‬‬ ‫‪2‬‬

‫حممد محاسة عبد اللطيف‪ ،‬النحو والداللة (القاهرة‪ :‬دار الشروق‪ ،)2000 ،‬ص‪.39 .‬‬ ‫‪3‬‬

‫حممد محاسة عبد اللطيف‪ ،‬النحو والداللة‪ ،‬ص‪.39 .‬‬ ‫‪4‬‬

‫]‪[1‬‬
‫اليت ال ميكن فص ل بعضها عن بعض‪ ،‬منها علم النح و وعلم الص رف وعلم الداللة وغريه ا‪ .‬والعل وم اليت‬

‫يستعني هبا الطالب لدراسة وفهم الشكل اخلارجي أحدها علم النحو‪ .‬وأما العلم الذي يستعني به الطالب‬

‫لدراسة وفهم النوع الثاين (الداخلي) فهو علم الداللة‪.‬‬

‫لك ل واح د من علم النح و وعلم الدالل ة مب احث ووظ ائف ولكن ه حيت اج بعض ه إىل اآلخ ر ألداء‬

‫وظيفته‪ .‬والذي يدل على أن كال منهما مرتابط فهو كثري‪ ،‬منه قضية النكرة واملعرفة اليت تندرج حتت علم‬

‫النح و وعلم الدالل ة‪ .‬ىف ه ذه القض ية‪ ،‬ك ان علم النح و ي درس ظاهرمها أي عالماهتا م ع أن علم الدالل ة‬

‫يدرس داخلهما أي معنامها‪.‬‬

‫من املش هور عن د علم اء اللغ ة أن ىف قض ية النك رة واملعرف ة قاع دة خاص ة ال يت ت بني عن تكرارمها‬

‫لفظيا أي إعادة النكرة نكرة أو معرفة وإعادة املعرفة معرفة أو نكرة‪ .‬وهذه القاعدة تزيل اجلهل أو احلرية‬

‫أو سوء الفهم من قبل املتعلمني اللغة العربية أو القارئني الكتب املكتوبة باللغة العربية حينما وجدوا النكرة‬

‫أعيد لفظها نكرة أو معرفة مثال‪ .‬فمن املمكن‪ ،‬أن خيطر بباهلم سؤال‪ :‬هل كانت النكرة الثانية هي النكرة‬

‫األوىل ىف املع ىن؟ وك ذلك األم ر يق ع ىف اس م املعرف ة‪ .‬فج اء العلم اء بآرائه عن تل ك القاع دة ليقوم وا حبل‬

‫املشكالت املتعلقة بتكرار النكرة واملعرفة‪ .‬منهم الشيخ جالل الدين عبد الرمحن السيوطي الذي بينها ىف‬

‫نظم عقود اجلمان وابن هشام األنصاري الذي بينها ىف مغين اللبيب وغريمها‪.‬‬

‫انطالق ا من ذل ك‪ ،‬ك انت الباحث ة جتع ل قاع دة تك رار اس م النك رة واس م املعرف ة عن د ابن هش ام‬

‫األنصاري كمركز االهتمام ىف هذا البحث‪ .‬وأما األسباب اليت تدفع الباحثة الختيار هذا البحث تنقسم‬

‫إىل قسمني ومها‪:‬‬

‫أسباب موضوعية‬ ‫‪.1‬‬

‫]‪[2‬‬
‫أن يكون ابن هشام يدخل هذه القضية ىف كتابه مغين اللبيب الباب السادس "ىف التحذير‬ ‫‪)1‬‬

‫من أمور اشتهرت بني املعربني والصواب خالفها"‪ .‬وقوله هذا تعتربه الباحثة خالفا البن‬

‫هشام مع اآلخرين‪.‬‬

‫أن هذه القضية هلا أمهية عظيمة ىف فهم النصوص الشريعة من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫أسباب شخصية‬ ‫‪.2‬‬

‫أن تكون الباحثة طالبة ىف املعهد الذي يركز ىف علم النحو والصرف قبل دخوهلا ىف‬ ‫‪)1‬‬

‫جامعة شريف هداية اهلل اإلسالمية احلكومية جباكرتا‪.‬‬

‫أن تكون الباحثة حتب كل ما يتعلق بالنحو حبا مجا‪.‬‬ ‫‪)2‬‬

‫تحديد البحث‬ ‫‪3.1‬‬

‫انطالق ا من خلفي ة املش كلة ال يت س بق الكالم عليه ا‪ ،‬ح ددت الباحث ة مبحثه ا لتوض يح اجتاه ه ذا‬

‫البحث‪ .‬وفيه ثالث مشكالت اليت ستقوم حبلها ىف هذا البحث‪ ،‬واحلديث عنها فيما يلي‪:‬‬

‫من هو ابن هشام األنصاري؟‬ ‫‪.1‬‬

‫ما هي القاعدة املشهورة عن إعادة النكرة واملعرفة وما هي أمثلتها؟‬ ‫‪.2‬‬

‫ما هي اآلراء اليت يراه ابن هشام عن تلك القاعدة وما هي أمثلتها؟‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ 3.1‬أهداف البحث‬

‫نظرا لتحديد املشكلة‪ ،‬كان هذا البحث يعقد ألهداف وهي‪:‬‬

‫معرفة شخصية ابن هشام األنصاري‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫]‪[3‬‬
‫معرفة القاعدة املشهورة اليت تبحث ىف إعادة النكرة واملعرفة مع أمثلتها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫معرفة اآلراء البن هشام ىف كتابه مغين اللبيب عن هذه القضية مع أمثلتها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ 4.1‬أهمية البحث‬

‫تنقسم أمهية هذا البحث إىل قسمني‪:‬‬

‫أمهية نظرية‬ ‫أ‪.‬‬

‫ترج و الباحث ة أن يك ون ه ذا البحث موض حا ملن يتعلم اللغ ة العربي ة ويتعام ل معه ا عن‬

‫قاعدة اسم النكرة واسم املعرفة املكررين عموما واآلراء لعلماء اللغة عن تلك القاعدة خصوصا‬

‫ليعرف املعاين اليت يريد هبا الكاتب أو املتكلم عن كل من أمساء النكرة أو أمساء املعرفة املكررتني‪.‬‬

‫أمهية عملية‬ ‫ب‪.‬‬

‫يوض ع ه ذا البحث اس تكماال ملتطلب ات احلص ول على الدرج ة اجلامعي ة األوىل ىف قس م‬

‫اللغة العربية وآداهبا كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة شريف هداية اهلل جباكرتا‪.‬‬

‫دراسات سابقة‬ ‫‪5.1‬‬

‫من الضروري على من سيقوم بالبحث أن يس تعني بالدراسات السابقة املتعلق ة باملوض وع الذي‬

‫سيبحثه وباملراجع هلذه الدراسة حيث إهنما تعطيان البحث العلمي إملاما وتفصيال كامال شامال يف نفس‬

‫املوض وع ليع رف م ا ق د حبث في ه وم ا مل يبحث ح ىت يعني حبث ه أه و مكم ل أو مع ارض ملا قبل ه أو حبث‬

‫جديد من ناحية أخرى‪.‬‬

‫]‪[4‬‬
‫وبعد أن تتقصى الباحثة البحوث واملعلومات وجدت عنوان البحث الذي يتعلق مبوضوعها هذا‬

‫وهو كما يلي‪:‬‬

‫"رسالة ىف حتقيق القاعدة املشهورة ىف األصول (من إعادة النكرة نكرة أو معرفة واملعرفة‬ ‫‪.1‬‬

‫كذلك)" اليت كتبها صالح أمحد شالل من اجلامعة العراقية‪ ،‬كلية اآلداب‪.‬‬

‫"النكرة واملعرفة" الذي كتبه حامكا إلياس‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫"النكرة واملعرفة ىف سورة احلجرات" الذي كتبه أمحد رفاعي وعبد الصبور من جامعة‬ ‫‪.3‬‬

‫كديري اإلسالمية احلكومية‪ ،‬جاوى الشرقية‪.‬‬

‫"اخلالف النحوي ىف الباب الثاين من كتاب مغين اللبيب البن هشام األنصاري" الذي‬ ‫‪.4‬‬

‫كتبته حنني بنت عبد اهلل من جامعة أم القرى‪ ،‬كلية اللغة العربية وآداهبا‪.‬‬

‫‪ 6.1‬منهج البحث‬

‫ينبغي للباحث ة أن تعني املنهج ليك ون حبثه ا مرتب ا وموجه ا إىل مقص وده‪ .‬وأم ا املنهج ال ذي‬

‫تس تخدمه ىف ه ذا البحث فه و املنهج الوص في التحليلي ألن ه يعت رب منهج ا مناس با هلذا البحث‪ .‬والص ورة‬

‫من هذا املنهج هي أن تصف الباحثة القاعدة املشهورة عن النكرة واملعرفة حينما أعيدتا نكرة أو معرفة مث‬

‫تأيت باألمثلة من تلك القاعدة ىف القرآن الكرمي أو احلديث النبوي أو غريمها وتقوم بتحليلها بالرجوع إىل‬

‫وبعد‪ ،‬تصف الباحثة اآلراء البن هشام ىف كتابه مغين اللبيب الباب‬
‫كتب التفسري أو إىل شروح الكتب‪ُ .‬‬

‫السادس عن نفس القاعدة مث تضرب األمثلة اليت يأيت ابن هشام هبا ىف ذلك الكتاب وتأيت الباحثة باألمثلة‬

‫من القرآن الكرمي أو غريه كالشواهد آلرائه مث تقوم بتحليلها بالنظر إىل كتب التفسري وغريها‪.‬‬

‫]‪[5‬‬
‫وأم ا املنهج ىف كتاب ة ه ذا البحث ال ذي تعتم د الباحث ة على كت اب "ال دليل إىل كتاب ة البحث‬

‫العلمي لقسم اللغة العربية وآداهبا"‪.‬‬

‫‪"Pedoman Penulisan Skripsi UIN Syarif Hidayatullah Jakarta, Fakultas Adab dan‬‬
‫‪Humaniora, Bahasa dan Sastra Arab, 2017".‬‬

‫الذي أصدره قسم اللغة العربية وآداهبا كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية جامعة شريف هداية اهلل اإلسالمية‬

‫احلكومية جباكرتا‪.‬‬

‫‪ 7.1‬خطة البحث‬

‫جيب كتاب ة البحث بش كل واض ح ومنظم وم رتب فينبغي أن يك ون يف مب دإها التص ور املس تقبلي‬

‫لتنفيذ كتابة هذا البحث وتطلق عليه عادة خطة البحث‪ .‬وهي تشتمل على مخسة فصول‪:‬‬

‫الفص ل األول ه و أن تق دم الباحث ة في ه مقدم ة حتت وي على خلفي ة املش كلة وحتدي دها وأه داف‬

‫البحث وأمهيته والدراسات السابقة اليت تتعلق هبذا املوضوع ومنهج البحث وخطته‪.‬‬

‫الفص ل الث اين أن تبحث الباحث ة فيه حملة م وجزة عن ابن هشام األنص اري ال يت تتك ون من مول ده‬

‫ونشأته وامتيازاته ومذهبه النحوي ووفاته وحملة عن كتابه مغين اللبيب حتتوي على تسميته ودوافع تأليفه‬

‫ومنهج ابن هشام فيه وأمهيته‪.‬‬

‫الفصل الثالث أن تعرض الباحثة فيه حبثا يتناول عن النكرة واملعرفة مع قاعدة تكرارها املشهورة‬

‫عند املعربني وأمثلتها ىف بنية النص القرآين أو احلديث النبوي أو غريمها‪.‬‬

‫]‪[6‬‬
‫الفصل الرابع هو صميم املوضوع ىف هذا البحث يعين حبث يتناول عن آراء ابن هشام ىف كتابه‬

‫مغين اللبيب الباب السادس عن قضية إعادة النكرة واملعرفة مع أمثلتها ىف بنية النص القرآين أو احلديث‬

‫النبوي أو غريمها‪.‬‬

‫الفصل اخلامس هو اآلخري ىف هذا البحث املسمى خبامتة وهي تشتمل على نتائج البحث املناسبة‬

‫م ع مس كالته ال يت تق دم ذكره ا وعلى اقرتاح ات وتوص يات موجهت ان إىل ق ارئ ه ذا البحث من قب ل‬

‫الباحثة‪.‬‬

‫]‪[7‬‬

You might also like