You are on page 1of 57

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم وصلى اهلل على النبي الكريم‬

‫احلم د هلل رب الع املني والص الة والس الم على س يدنا ونبين ا حمم د وعلى آل ه‬
‫وأصحابه والتابعني ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪.‬‬
‫تق دم الباحث ة ه ذه اخلط ة إىل قس م اللغ ة العربي ة جامع ة ب ايرو كن و‪ ،‬للمناقش ة‬
‫والتعديالت اللالزمة‪ ،‬وحتتوي على النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عنوان البحث‬
‫‪ ‬دوافع البحث‬
‫‪ ‬أمهية البحث‬
‫أهداف البحث‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الدراسات السابقة‬
‫‪ ‬إشكالية البحث‬
‫‪ ‬حدود البحث‬
‫‪ ‬منهج البحث‬
‫التبويب‬ ‫‪‬‬
‫الدراسة النموذجية‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬قائمة املصادر واملراجع‪.‬‬
‫عنوان البحث‪:‬‬
‫أساليب الفصل والوصل يف ديوان‪" :‬ومضة من درر الشيخ أيب الفتح" دراسة‬
‫بالغية حتليلية لنماذج خمتارة‪.‬‬
‫~‪~1‬‬
‫دوافع البحث‪:‬‬
‫دفعت الباحثة إىل اختيار هذا املوضوع دوافع عديدة‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫أ‪ -‬طمعها يف تذوق فن البالغة العربية عرب إنتاجات علمائنا النيجريين وخاصة يف‬
‫هذا الديوان‪" :‬ومضة من درر الشيخ أيب الفتح"‪.‬‬
‫ب‪ -‬رغبته ا يف إب راز حماس ن اللغ ة العربي ة من خالل م ا خلف ه الش يخ أيب الفتح من‬
‫األدب العريب‪.‬‬
‫ج‪ -‬حرص الباحثة يف إظهار اخلصائص الفنية واجلمالية يف االنتاجات الشعرية وفق‬
‫املنهج الوصفي‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫يسعى البحث إىل حتقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬استكشاف الظ واهر البالغية لبعض قص ائد املوجودة يف ديوان "ومض ة من درر‬
‫الشيخ أيب الفتح‪.‬‬
‫ب‪ -‬معرف ة م دى متكن الش يخ يف تن اول ال درس البالغي وخاص ة ظ اهرة الفص ل‬
‫والوصل‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلكتشاف عن األسرار الكامنة يف ظاهرة الفصل والوصل وقيمتها يف الدرس‬
‫البالغي‪.‬‬
‫د‪ -‬إلقاء الضوء على األدب العريب النيجريي عامة من خالل دراسة نصوص خمتارة‬
‫من شعر الشاعر‪.‬‬

‫~‪~2‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تتمثل أمهية هذا البحث يف النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬كون البحث عامال ملعرفة األساليب البالغية عامة وخاصة الفصل والوصل يف‬
‫ديوان الشيخ أيب الفتح‪.‬‬
‫ب‪ -‬إنه يعني الدارسني للديوان على فهم معانيه فهما بالغيا‪.‬‬
‫ج‪ -‬يعت رب ك وة يط ل من خالهلا الع امل على معرف ة م دى متكن ش عرائنا يف اس تعمال‬
‫األساليب البالغية‪.‬‬
‫دـ‪ -‬تزويد املكتبة العربية بالنتاج البالغي النيجريي وما هو جزء ال يتجزأ منها‪.‬‬
‫ه‪ -‬يك ون أداة حمافظ ة على ال رتاث األديب النيج ريي ومعرف ة م دى اس هامات‬
‫شعرائها يف الفن البالغة العربية‪.‬‬
‫و‪ -‬كما قد يكون عامال مشجعا نفسيا لشعرائنا وغريهم من املنتجني‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫يسعى هذا البحث إىل حل التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬ما القيمة البالغية لديوان الشيخ أيب الفتح؟‬
‫ب‪ -‬وم ا م دى متكن الش يخ يف أداء األس اليب البالغي ة يف ش عره وخاص ة الفص ل‬
‫والوصل؟‬
‫ج‪ -‬وه ل ت أيت تص ويراته املعاني ة عام ة واألس اليب الفص ل والوص ل خاص ة على‬
‫مستوى عال من اجلودة؟‬

‫~‪~3‬‬
‫د‪ -‬وهل تزيد األساليب الفصل والوصل قوة وجودة هلذا الديوان؟ ومبا يتميز عن‬
‫غريه؟‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ه ذه الدراس ة ليس ت األوىل يف دي وان ومض ة من درر الش يخ أيب الفتح‪ ،‬فق د‬
‫تسابقت األقالم يف كتابة البحوث والرسائل واملقاالت يف مستويات علمية خمتلفة‪،‬‬
‫للكشف عن دررها األدبية والبيانية فيها‪.‬‬
‫وأم ا األق رب هلذه الدراس ة م ا يتعل ق بال ديوان‪ ،‬وم ا يتعل ق باملوض وع‪ ،‬وم ا‬
‫يتعلق بإنتاجات الشيخ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بإنتاجات الشيخ وهي كاآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬حبث قدم ه الط الب‪ :‬أمني عب د احلمي د‪ ،‬تكمل ة لني ل ش هادة الليس انس يف اللغ ة‬
‫العربية جبامعة ميدغري بعنوان‪ :‬مسامهة الشيخ أيب الفتح يف النحو عام ‪1990‬م‪.‬‬
‫ويتك ون ه ذا البحث من ثالث ة فص ول حتدث الب احث يف الفص ل األول عن‬
‫نسب الشيخ وحياته العلمية‪ ،‬ويف الثاين مسامهة الشيخ يف النحو‪ ،‬ويف الثالث دراسة‬
‫حنوية لكتاب حتفة األطفال‪ ،‬والبحثان متفقان يف إنتاجات الشيخ أيب الفتح إال أن‬
‫الباحث تناول كتاب حتفة األطفال يف النحو للشيخ أيب الفتح خبالف الباحثة الثانية‬
‫ال يت س تتناول أس اليب الفص ل والوص ل يف دي وان ومض ة من درر الش يخ أيب الفتح‬
‫دراسة بالغية حتليلية‪.‬‬

‫~‪~4‬‬
‫‪ -2‬حبث قدمه الطالب‪ :‬حممد ثالث َبَّف ا‪ ،‬إىل قسم اللغة العربية جامعة ميديغري‪،‬‬
‫بعنوان الشعر الوصفي للشيخ أمحد أيب الفتح عام ‪1992‬م‪ .‬لنيل شهادة الليسانس‬
‫يف اللغة العربية‪ ،‬وقسم حبثه إىل أربعة فصول وخامتة‪.‬‬
‫ففي الفصل األول تناول فيه حياة الشيخ وإنتاجاته العلمية‪ ،‬ويف الثاين حتدث‬
‫عن حياته الصوفية عن عام ‪1366‬هـ إىل ‪1374‬هـ‪ ،‬ويف الفصل الثالث عاجل شعر‬
‫الش يخ الص ويف من ع ام ‪ 1942‬إىل ‪1992‬م‪ ،‬ويف الراب ع قس مه إىل مبح ثني‪ ،‬ففي‬
‫األول قام بدراسة تفصيلية ملنهج الشيخ يف بناء القصيدة‪ ،‬ويف الثاين خصصه لدراسة‬
‫أهم األفكار الواردة يف شعر الشيخ الصويف‪ ،‬مث خامتة وقائمة املصادر واملراجع‪.‬‬
‫اتفق البحثان يف دراسة إنتاجات الشيخ أيب الفتح واختلفا من حيث املوضوع‬
‫ونوعية الدراسة واألوىل دراسة أدبية وأما الثانية فدراسة بالغية‪.‬‬
‫‪ -3‬حبث قدم ه الط الب‪ :‬خلي ل عثم ان‪" ،‬إىل قس م اللغ ة العربي ة جبامع ة مي دغري‬
‫بعنوان‪ :‬دراسة حتليلية لنماذج من إنتاج الشيخ أيب الفتح‪ ،‬لنيل شهادة الليسانس عام‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫وحيتوي البحث على ثالثة فصول‪ ،‬واقتصر الفصل األول على دراسة تارخيية‬
‫عن الش يخ أيب الفتح مول ده ونش أته‪ ،‬والث اين‪ :‬عب ارة عن دراس ة نظري ة عن الرحل ة‬
‫وأنواعها ورحالت الشيخ أيب الفتح‪ ،‬والثالث‪ :‬خصه الباحث بالدراسة التطبيقية يف‬
‫الديوان‪.‬‬

‫~‪~5‬‬
‫ويتف ق البحث ان يف دراس ة انتاج ات الش يخ أيب الفتح‪ ،‬إال أهنم ا اختلف ا يف‬
‫الظ اهرة املدروس ة‪ .‬ف ذلك البحث تن اول ظ اهرة األدبي ة يف ال ديوان‪ ،‬أم ا البحث‬
‫الراهن فسيتناول ظاهرة بالغية‪.‬‬
‫‪ -4‬حبث قدم ه الط الب‪ :‬آم ال حمم د عب د الق ادر إىل قس م اللغ ة العربي ة جبامع ة‬
‫مي دغري بعن وان‪ :‬دراس ة حتقيقي ة لبعض النم اذج من كتب الش يخ أيب الفتح يف‬
‫الرحالت‪ ،‬لنيل شهادة املاجستري يف اللغة العربية عام ‪2008‬م‪.‬‬
‫تن اول الباحث ة نب ذة م وجزة عن حي اة الش يخ أيب الفتح‪ ،‬مث ق امت بالدراس ة‬
‫والتحقيق لبعض النماذج من كتب الشيخ يف الرحالت‪ ،‬والبحث مكون من املقدمة‬
‫ومخسة فصول وخامتة‪ .‬وقائمة املصادر واملراجع واملالحق‪.‬‬
‫يتفق البحثان يف دراسة إنتاجات الشيخ‪ ،‬والشخصية والعينة املدروسة‪ ،‬فتلك‬
‫الدراسة تناولت جانبا حتقيقا‪ ،‬والبحث احلايل سيتناول جانبا بالغيا‪.‬‬
‫‪ -5‬حبث قدمه الطالب معاذ حممد إىل قسم اللغة العربية جبامعة عثمان بن فودي‬
‫ص كتو‪ ،‬بعن وان‪ :‬فن اخلطاب ة عن د الش يخ أمحد أيب الفتح مي دغري‪ ،‬لني ل ش هاة‬
‫الدكتوراه يف اللغة العربية عام ‪2009‬م‪.‬‬
‫وقسم الباحث هذا البحث إىل مقدمة ومخسة فصول وخامتة‪ ،‬خصص الفصل‬
‫األول للمقدم ة وه و عب ارة عن أساس يات البحث من عنوان ه‪ ،‬ودوافع ه‪ ،‬وأهداف ه‬
‫وغري ذلك‪ .‬وأما الثاين‪ :‬فتحدث فيه عن حياة الشيخ أيب الفتح وآثاره العلمية‪ ،‬و‬
‫الث الث‪ :‬تن اول فن اخلطاب ة عن د الع رب ع رب الت اريخ‪ ،‬كم ا خص ص الفص ل الراب ع‬
‫لعرض انتاجات الشيخ يف الرحالت‪ ،‬واخلامس‪ :‬تناول فيه الباحث دراسة فنية من‬
‫~‪~6‬‬
‫حيث الش كل واملض مون‪ .‬والبحث ان متفق ان يف دراس ة إنتاج ات الش يخ أيب الفتح‪،‬‬
‫وشخصيته وخمتلفان من حيث املوضوع والعينة املدروسة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ومما يتعلق بالديوان لصورة موجزة‪:‬‬
‫‪ -6‬حبدث قدم ه الط الب‪ :‬أب وبكر أمب دي حس ني إىل قس م اللغ ة العربي ة جبامع ة‬
‫مي دغري‪ ،‬بعن وان‪" :‬االقتب اس الق رآين يف دي وان ومض ة من درر الش يخ أيب الفتح‬
‫دراسة بالغية حتليلية عام ‪2016‬م‪ .‬لنيل شهادة املاجستري يف اللغة العربية‪.‬‬
‫وق د احت وى البحث على مخس ة فص ول وخامتة‪ ،‬واقتص ر الفص ل األول على‬
‫أساس يات البحث والثاين‪ :‬على دراس ة تارخيية عن الشيخ أيب الفتح وديوانه ومضة‬
‫من درر الشيخ أيب الفتح‪ ،‬والثالث‪ :‬عبارة عن دراسة نظرية عن اإلقتباس وأنواعه‪،‬‬
‫وعالقته بالقرآن الكرمي والرابع فقد خصه الباحث بالدراسة التطبيقية يف الديوان‪.‬‬
‫اتف ق البحث ان يف الدراس ة البالغي ة لقص ائد ال ديوان‪ ،‬إال أهنم ا خيتلف ان يف املوض وع‬
‫الدراس ة‪ ،‬ف ذلك البحث تن اول ظ اهرة اإلقتب اس يف ال ديوان‪ ،‬أم ا البحث ال راهن‬
‫فسيتناول ظاهرة الفصل والوصل يف الديوان الذي هو جزء من علم املعاين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ما له عالقة باملوضوع‪:‬‬
‫‪ -7‬حبث قدمه الطالب‪ :‬حممد الثاين علي إىل قسم اللغة العربية جبامعة بايرو كنو‬
‫بعن وان‪ :‬ظ اهرة الفص ل والوص ل يف قص ائد حمم د احلاف ظ إب راهيم ُك ْنَتُغ وَر ا‪ ،‬دراس ة‬
‫بالغية حتليلية لنماذج عام ‪2011‬م‪ ،‬لنيل درجة الدكتوراه‪.‬‬
‫ويتكون من س تة فص ول وخامتة‪ ،‬الفص ل األول‪ :‬املقدمة والث اين‪ :‬التعريف بالشاعر‬
‫وآثاره العلمية واألدبية‪ .‬والثالث‪ :‬الدراسة النظرية عن علم املعاين‪ ،‬والرابع دراسة‬
‫~‪~7‬‬
‫التطبيقي ة ألس اليب الفص ل يف ال ديوان‪ ،‬واخلامس‪ :‬دراس ة الفص ل والوص ل حتليال‬
‫وتطبيقا‪ .‬والبحثان مشرتكان يف نوعية الدراسة‪ ،‬وخمتلفان يف اختاذ الشخصية‪.‬‬

‫~‪~8‬‬
‫حدودو البحث‪:‬‬
‫هذا البحث مقصور على دراسة أساليب الفصل والوصل يف ديوان ومضة من‬
‫درر الش يخ أيب الفتح‪ ،‬فمجموعة القصائد مائتني قصيدة (‪ ،)200‬وجمموعة أبياهتا‬
‫ألفني وم ائتني واح دى ومخس ني بيت ا (‪ ،)2251‬لكن ه ذه الدراس ة س تدور ح ول‬
‫مخس ني قص يدة (‪ ،)50‬وع دد أبياهتا مائ ة وإح دى وتس عني بيت ا (‪ ،)191‬وع دد‬
‫الظواهر اليت تكمن فيها قضية الفصل والوصل تبلغ مائتني وسبع وسبعني ظاهرة (‬
‫‪ ،)277‬أم ا البح ور املس تخدمة فتس عة‪ ،‬وهي‪ :‬الطوي ل يف تس ع وعش رين قص يدة (‬
‫‪ ،)29‬والبس يط يف س بع عش رة قص يدة (‪ )17‬واخلفي ف وال وافر واملدي د واهلزج يف‬
‫قصيدة واحدة‪ .‬والروي املستخدم فخمسة (‪ )5‬وهو األلف املقصورة يف مخس (‪)5‬‬
‫قص ائد وهي مبني ة يف خمتل ف ال روي‪ ،‬واهلم زة يف أرب ع (‪ )4‬قص ائد‪ ،‬والب اء يف أرب ع‬
‫وعشرين (‪ )24‬قصيدة‪ ،‬والتاء يف ثالث عشرة (‪ )13‬قصيدة‪ ،‬واحلاء يف قصيدتني‪،‬‬
‫والثاء يف قصيدة واحدة(‪)1‬‬
‫وهذه القصائد هي اليت سيتناوهلا البحث‪:‬‬

‫~‪~9‬‬
‫رويها‬ ‫بحر القصيدة‬ ‫عنوان القصيدة‬ ‫الرقم‬
‫ة‬ ‫خمتلف‬ ‫الطويل‬ ‫حرف األلف املقصورة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الروي‬ ‫القصيدة األوىل‬
‫خمتلفة‬ ‫الطويل‬ ‫القصيدة الثانية‬ ‫‪.2‬‬
‫الروي‬
‫خمتلفة‬ ‫املتقارب‬ ‫القصيدة الثالثة‬ ‫‪.3‬‬
‫الروي‬
‫خمتلفة‬ ‫البسيط‬ ‫القصيدة الرابعة‬ ‫‪.4‬‬
‫الروي‬
‫خمتلفة‬ ‫الكامل‬ ‫القصيدة اخلامسة‬ ‫‪.5‬‬
‫الروي‬
‫ء‬ ‫الطويل‬ ‫حرف اهلمزة‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫القصيدة األوىل‬
‫ء‬ ‫الطويل‬ ‫القصيدة الثانية‬ ‫‪.7‬‬
‫ء‬ ‫اخلفيف‬ ‫القصيدة الثالثة‬ ‫‪.8‬‬
‫ء‬ ‫املديد‬ ‫القصيدة الرابعة‬ ‫‪.9‬‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫قصائد الباء‪ :‬القصيدة األوىل‬ ‫‪.10‬‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .11‬القصيدة الثانية‬

‫~‪~10‬‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .12‬القصيدة الثالثة‬
‫ب‬ ‫‪ .13‬القصيدة الرابعة‪:‬‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .14‬القصيدة اخلامسة‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .15‬القصيدة السادسة‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .16‬القصيدة السابعة‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .17‬القصيدة الثامنة‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .18‬القصيدة التاسعة‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .19‬القصيدة العاشرة‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .20‬القصيدة احلادية عشر‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫القصيدة الثانية عشر‬ ‫‪.21‬‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .22‬القصيدة الثالثة عشر‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .23‬القصيدة الرابعة عشر‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .24‬القصيدة اخلامسة عشر‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫القصيدة السادسة عشر‬ ‫‪.25‬‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .26‬القصيدة السابعة عشر‬
‫ب‬ ‫الطويل‬ ‫القصيدة الثامنة عشر‬ ‫‪.27‬‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .28‬القصيدة التاسعة عشر‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .29‬القصيدة العشرون‬

‫~‪~11‬‬
‫ب‬ ‫الرجز‬ ‫‪ .30‬القصيدة احلادية والعشرون‬
‫ب‬ ‫الوافر‬ ‫القصيدة الثانية والعشرون‬ ‫‪.31‬‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫القصيدة الثالثة والعشرون‬ ‫‪.32‬‬
‫ب‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .33‬قصائد حرف التاء‪:‬‬
‫القصيدة األوىل‬
‫ت‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .34‬القصيدة الثانية‬
‫ت‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .35‬القصيدة الثالثة‬
‫ت‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .36‬القصيدة الرابعة‬
‫ت‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .37‬القصيدة اخلامسة‬
‫ت‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .38‬القصيدة السادسة‬
‫ت‬ ‫الكامل‬ ‫‪ .39‬القصيدة السابعة‬
‫ت‬ ‫اهلزاج‬ ‫‪ .40‬القصيدة الثامنة‬
‫ت‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .41‬القصيدة التاسعة‬
‫ت‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .42‬القصيدة العاشرة‬
‫ت‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .43‬القصيدة احلادية عشرة‬
‫ت‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .44‬القصيدة الثانية عشرة‬
‫ت‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .45‬القصيدة الثالثة عشرة‬
‫ت‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .46‬القصيدة الرابعة عشرة‬

‫~‪~12‬‬
‫ث‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .47‬قصيدة حرف التاء‬
‫ج‬ ‫البسيط‬ ‫‪ .48‬قصيدة حرف اجليم‬
‫ح‬ ‫البسيط‬ ‫فصائد حرف احلاء‪:‬‬ ‫‪.49‬‬
‫القصيدة األوىل‬
‫ح‬ ‫الطويل‬ ‫‪ .50‬القصيدة الثانية‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫أما املنهج الذي تستعمله الباحثة يف هذه الرسالة‪ ،‬فهو املنهج الوصفي‪ ،‬حبيث‬
‫تقوم بشرح األبيات الواردة يف الديوان وحتليلها حتليال بالغيا‪ ،‬كما تستعني باملنهج‬
‫التارخيي يف دراسة حياة الشاعر‪.‬‬
‫تبويب البحث‪:‬‬
‫يشتمل البحث على مخسة فصول وحتت كل فصل مباحث‪ ،‬وهي كالتايل‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬املقدمة وما حتتويها من أساسيات البحث املذكورة‪.‬‬
‫الفص ‪88‬ل الث ‪88‬اني‪ :‬خلفي ة تارخيي ة عن الش اعر وع رض م وجز لل ديوان‪ .‬وفي ه أربع ة‬
‫مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬نسبه ومولده‪ ،‬نشأته وتعلمه‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أعماله وانتاجاته العلمية واألدبية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مكونات ثقافته العلمية‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬عرض موجز للديوان‪.‬‬

‫~‪~13‬‬
‫الفص ‪88‬ل الث ‪88‬الث‪ :‬الدراس ة النظري ة عن علم املع اين وأقس امه وأنواع ه‪ ،‬وفي ه أربع ة‬
‫مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬علم املعاين وما حيتويه العلم‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مفهوم الفصل وأقسامه وأنواعه وأمهيته‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬مفهوم الوصل وأقسامه وأنواعه وأمهيته‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬بالغة الفصل والوصل‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الدراسة التطبيقية ألساليب الفصل يف الديوان‪ ،‬وفيه أربعة مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬كمال االتصال ومواضعه يف الديوان‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬شبه كمال االتصال الواردة يف الديوان‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أساليب كمال االنقطاع الواردة يف الديوان‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬شبه كمال االنقطاع عرب أبيات الشاعر‪.‬‬
‫الفص‪888‬ل الخ‪888‬امس‪ :‬الدراس ة التطبيقي ة ألس اليب الوص ل يف ال ديوان‪ ،‬وفي ه أربع ة‬
‫مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الوصل بني املفردات ومواضعه يف الديوان‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الوصل بني اجلمل اليت هلا حمل من اإلعراب يف الشعر الشاعر‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬وصل اجلملة اليت ليس هلا حمل من اإلعراب‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬إختالف اجلملتان بني اخلرب واإلنشاء الصادرة يف أبيات الشاعر‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬وحتتوي‪ :‬خالصة البحث ونتائج البحث والتوصيات‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬
‫~‪~14‬‬
~15~
‫الدراسة النموذجية‪:‬‬
‫تنصب الدراسة النموذجية على املبحثني من الفصل الثاين‪ ،‬وهو خلفية تارخيية‬
‫عن الش اعر وإنتاجات ه العلمي ة واألدبي ة‪ ،‬واملبحث األول من الفص ل الراب ع واخلامس‬
‫وهو "الدراسة التطبيقية ألساليب الفصل والوصل يف الديوان‪.‬‬
‫أ‪ -‬تقدمي صاحب الديوان‪:‬‬
‫هو الشيخ أمحد بن علي الريواوي‪ ،‬ويكىن بأيب العباس جريا على عادة السادة‬
‫الصوفية يف تكنية من يسمى بأمحد إن ارتقى مراتب الرجال يف أدب القوم‪.1‬‬
‫ه ذا‪ ،‬وق د اش تهر بني العام ة واخلاص ة بكني ة أيب الفتح ل دوره الفّع ال يف نش ر‬
‫‪2‬‬
‫املعرفة الربانية والطريقة التجانية والفيضة اإلبراهيمية‬
‫تعلمه‪:‬‬
‫لقد تلقى الشيخ العلوم العربية واإلسالمية على يد أساتذة أجالء منذ نشأته‬
‫يف بيت وال ده‪ ،‬وأخ ذ عن د وال ده مب ادئ الق رآن والفق ه وذل ك قب ل اخلامس ة من‬
‫عم ره‪ ،‬مث التح ق بالكت اتيب يف ص حبة َم اْمَل َعِلُّي أخ ذ عن ه كث ريا من عل وم الق رآن‪،‬‬
‫كعلم الق راءات والتفس ري يف دروس مجاعي ة ك ان يلقيه ا بس احة بيت ه‪ .‬فبعث ب ه إىل‬
‫قري ة َغْر ُب وا (‪ ،)Garbo‬وهي قري ة من قري ة ُغوِن ِري (‪ ،)Goniri‬ومكث هن اك‬
‫أشهرا مث عاد إىل قرية َس ْنُد و (‪ ،)Sandu‬والتحق بعد ذلك مبدارس قرآنية كثرية‬
‫يتعلم القرآن عند علماء آخرين منهم‪ :‬املعلم َغ ْر َب (‪ )Garba‬مبدينة ميدغري (‬
‫‪ 1‬أبوبكر عثمان‪ ،‬الشيخ أمحد أبو الفتح ومسامهته العربية واإلسالمية يف نيجرييا‪ ،‬حبث مقدم إىل قسم اللغة العربية جبامعة‬
‫ميدغري‪1987 ،‬م‪ .‬ص‪ 40:‬بتصرف‬
‫‪ 2‬أبوبكر عثمان‪ ،‬الشيخ أمحد أبو الفتح‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪5:‬‬
‫~‪~16‬‬
‫‪ )Mai Duguri‬الذي حفظ عنده القرآن الكرمي‪ .‬مث واصل السري قدما إلتباع‬
‫رغبت ه العلمي ة‪ ،‬ف التحق باملدارس التقليدي ة يتعلم من علمائه ا فن ون علمي ة كث رية‬
‫‪1‬‬
‫منهم‪:‬‬
‫املاهر أب وبكر مت از‪ ،‬ق رأ علي ه الق رآن بالتجوي د وعن ده ع رف مق اطع‬ ‫‪-1‬‬
‫احلروف وخمارجها يف قرية َم َتاُز َك ِش يَنا (‪.)Matazu Katsina‬‬
‫واملعلم حمم د الث اين بن موس ى الفي ا بنك وري (‪،)Lafiya Bunkure‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أخ ذ عن ه كت اب ال دليل القائ د إىل معرف ة العقائ د‪ ،‬وكت اب ش رالزالل إىل‬
‫بيان احلالل واحلرام‪.‬‬
‫والشيخ عثمان القلنسوي بكنو‪ )Mai Hula( ،‬قرأ عليه املوطأ‪ ،‬وألفية‬ ‫‪-3‬‬
‫األصول على مذهب اإلمام مالك لإلمام اخلليل نادرة الزمان الشيخ عبد‬
‫اهلل بن فودي‪ ،‬وعلوم رواية احلديث‪.‬‬
‫والشيخ اإلسالم الشيخ إبراهيم إنياس الكوخلي‪ ،‬حضر واستمع إىل جمالسه‬ ‫‪-4‬‬
‫‪2‬‬
‫العلمية وتفسري القرآن‬
‫وهك ذا اس تمر الش يخ يف طلب العلم وتلق اه من كب ار املش ايخ يف عص ره‪ ،‬يط وف‬
‫على املدارس واملعاهد العلمية التقليدية الشهرية منها‪:‬‬

‫‪ 1‬الشيخ أمحد أبو الفتح ومسامهته‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪42:‬‬


‫‪ 2‬عبد الرمحن جده‪ ،‬الشيخ أمحد أبو الفتح ومسامهته يف نشر الثقافة العربية يف ميدغري‪ ،‬دراسة لبعض إنتاجات الشيخ‪ ،‬حبث مقدم‬
‫إىل قسم اللغة العربية جبامعة ميدغري لنيل شهادة املاجستري ‪2007‬م‪ .‬ص‪.25:‬‬
‫~‪~17‬‬
‫‪ -‬معهد الشيخ هارون بقرية ُبْنُك وَر ي (‪ ،)Bunkure‬أخذ عنه علوما وفنونا‬
‫كثرية‪ ،‬فقرأ عنده العروض والبالغة والتفسري والفقه وأصول الصرف وعلم‬
‫‪1‬‬
‫الطبيعة‬
‫‪ -‬ومعهد أبوبكر عتيق الكثناوي الكنوي‪ ،‬وأخذ عنه احلديث ومصطلحه فقرأ‬
‫كت اب التجدي د الص ريح" لألح اديث واجلامع الص حيح للبخ اري‪ .‬واش تهر‬
‫الشيخ بعملية التدريس الطلبة واملريدين يف احللقات العلمية الدهليزية يف شىت‬
‫أنواع الفنون والعلوم منها‪ :‬العربية واإلسالمية والتصوف‪ ،‬يدور حوله الطلبة‬
‫بكتبهم فيحض ر ك ل منهم كتابه فيق رأ‪ ،‬والش يخ يش رح ويفس ر ل ه الغ امض‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فقضى يف هذا العمل حوايل أربعني سنة يسري على النمط الدهليز‬
‫إنتاجاته العلمية منها‪:‬‬
‫إفادة الكرام يف تاريخ مولد خري األنام‪ ،‬مطبوع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واألجوبة األمحدية للمسائل الدينية والطريقة األمحدية التجانية‪ ،‬خمطوط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتقريب قواعد اإلعراب للمبتدئني من الطالب خمطوط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وجواهر الرسائل عبارة عن جمموعة كبرية من رسائل الشيخ إبراهيم إنياس‬ ‫‪-‬‬
‫مطبوع‪.‬‬
‫و االقتناص شرح سورة اإلخالص خمطوط‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومعني الطالب الراغب يف معرفة مصطلح احلديث مطبوع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1‬آمال عبد القادر‪ ،‬أدب الرحلة عند الشيخ أيب الفتح‪ ،‬حبث مقدم إىل قسم اللغة العربية جبامعة ميدغري لنيل شهادة املاجستري سنة‬
‫‪2007‬م‪ .‬ص‪12:‬‬
‫‪ 2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫~‪~18‬‬
‫‪ -‬والفيضة الربانية يف تقييد شروط التجانية خمطوط‪.‬‬
‫‪ -‬والضمائر خمطوط‪.‬‬
‫‪ -‬واألبواب الصرفية خمطوط‪.‬‬
‫‪ -‬وحتفة األطفال يف النحو مطبوع‪ 1‬وغريها‬
‫فال غرو إن غدت جوالته العلمية يف ميدغري وخارجها موطن العناية بالدراس ة من‬
‫عناصر بيئتها اآلتية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البيئة اإلجتماعية‪:‬‬
‫لقد اعتىن مجاعة برنو بدراس ة اللغة العربية وفنوهنا كوس يلة للتفقه يف الدين‬
‫وتوسيع آفاقهم العلمية واملعرفية‪ .2‬وعلى هذا ميكن القول بأن اللغة العربية وآداهبا‬
‫قد توسعت يف إمرباطورية كامن برنو بقدم اإلسالم واللغة العربية منذ فجر اإلسالم‬
‫يف املنطقة كانت أول اإلمرباطورية نشأت على صعيد السودان األوسط واستفادت‬
‫من اإلتصاالت العربية اإلفريقية‪ ،‬ونتج عن ذلك إرسال بعثات إىل العامل العريب حىت‬
‫أصبح لربنو رواقا باألزهر الشريف ومثله باملغرب جبامع القرويني‪ ،‬وبتونس جبامع‬
‫الزيتونة‪.3‬‬

‫آدم حممد جربيل‪ ،‬اللهجة العربية احلديثة يف نيجرييا‪ ،‬دراسة وصفية لبعض مظاهرها الصرفية والنحوية‪2000 ،‬م‪ .‬ص‪50 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Kyari Tijjani Political and Administration Development. Inpricolonian Borno,‬‬
‫‪Vol.1 1.8 p,2‬‬
‫‪ Kyari Tijjani‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪19:‬‬ ‫‪3‬‬

‫~‪~19‬‬
‫فأصبحت الوالية مركزا جتاريا فهي إىل جانب ذلك مركزا دينيا هاما‪ ،‬يفد‬
‫إلي ه الن اس من ك ل فج عمي ق‪ ،‬فانتش رت مبعاه د العلمي ة املختلف ة‪ ،‬وامت از اجملتم ع‬
‫‪1‬‬
‫حبب العلم وخدمة القرآن فشاء اهلل أن تكون ميدغري منشأ الشيخ أيب الفتح‬
‫البيئة الدينية‪:‬‬
‫ك ان ال دين اإلس المي س بق ال ميكن حتدي د وقت دخول ه والي ة مي دغري‬
‫وانتش اره بني ش عوهبا‪ ،‬كم ا رأين ا دور العلم اء يف نش ر ال دين اإلس المي وم ا أنتج‬
‫ذلك يف قلوب الشعب من رسوخ العقيدة اإلسالمية واآلداب الشرعية‪ .‬وكان إىل‬
‫ج انب ك ل م ا ذكرت ه الباحث ة من نش اطات أخ رى مهم ة ج دا ق امت هبا الط رق‬
‫الصوفية‪ ،‬وكان هلذه الطرق دورا فعاال يف تربية أرواح النيجريين ومجعهم كعشرية‬
‫واح دة‪ .‬وك ان الش يخ أمحد أيب الفتح ص ويف ت ابع الطريق ة التجاني ة‪ ،‬وق د س اعدته‬
‫البيئة الدينية يف تكوين لغته خاصة وشاعريته عامة‪.2‬‬
‫تقديم الديوان‪:‬‬
‫إن دي وان ومض ة من درر الش يخ أيب الفتح‪ ،‬رأى الن ور س نة ‪2006‬م‪/.‬‬
‫‪1427‬هـ‪ ،‬مبكتب ة الش يخ حس ن علي س نغال‪ ،‬م ع مراجع ة ال دكتور عب د اهلل غ وين‬
‫التجاين‪ .‬ويتكون من مائة وست وسبعني صفحة خصص منها مثانية صفة لرتمجة‬
‫صاحب الديوان‪ ،‬كما خصص ‪ 139‬صفحة للقصائد ذوات الروي‪ ،‬ورتبها على‬
‫الرتتيب اهلجائي بدأ من األلف املقصورة وانتهاء حبرف الياء خصص العشرين من‬

‫‪1‬‬
‫‪University of Maiduguri: student sessionnv/1986 hand book 3- 20 p.‬‬
‫‪ Kyari Tijjani‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪4:‬‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~20‬‬
‫الص فحة للمزدوج ات‪ ،1‬ال يت رتبت على حس ب املط الع ألهنا مل تنب على القافي ة‪،‬‬
‫وهي اثن ىت عش رة قص يدة‪ ،‬ويبل غ ع دد أبياهتا ‪ 349‬جله ا يف البح ر الطوي ل‪،‬‬
‫وصفحتني للفهرس‪.‬‬
‫مواضع الفصل وتطبيقاته‪.‬‬
‫عرف الفصل بأنه اإلستغناء عن عطف اجلمل بعضها على بعض برابط‪ 2‬وإمنا‬
‫يتحقق ذلك عندما يعرض هلا ما يوجب ترك "الواو" كما يعرف أيضا بأنه الوقوف‬
‫عند هناية كل عنصر حىت يشعر السامع بانتهائه‪ .‬وللفصل مواضع حددها علماء‬
‫البالغ ة‪ ،‬فق د ع دها عب د الق اهر اجلرج اين ثالث ة مواض ع هي‪ :‬اإلتص ال إىل الغاي ة‪،‬‬
‫واالنفص ال إىل الغاي ة‪ ،‬واإلس تئناف‪ 3.‬يف حني ع دها القزوي ين أربع ة مواض ع هي‪:‬‬
‫"كمال االتصال وكمال االنقطاع‪ .‬وتكون اجلملة الثانية مبنزلة املنقطعة عن األوىل‬
‫أو تك ون مبنزل ة املتص لة هبا‪ ،‬أم ا احملدثون فح ددوا للفص ل مواض ع مخس ة هي‪ :‬كم ا‬
‫اإلتصال‪ ،‬وكمال اإلنقطاع‪ ،‬وشبه كما االتصال وشبه كمال اإلنقطاع والتوسط‬
‫بني الكمالني‪.4‬‬

‫‪ 1‬واملزدوجات نوع من القصائد املبتدلة القوايف‪ ،‬كما كان املزدوج يف أصله خممسا‪ ،‬مث حوره الشعراء فكتبوه مصراعني إمتام‬
‫القصيدة ال خيتلف يف الوزن والعروض‪ ،‬ولكن ختتلف القافية يف كل مصراعتني مرة‪ ،‬وال يكون املزدوج أقل من مصراعني‪.‬‬
‫‪ 2‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬لإلمام عبد القاهر اجلرجاين (ت‪471‬هـ) تعليق وشرح حممد عبد املنعم خفاجي‪ ،‬مكتبة القاهرة ‪1976‬هـ ص‪:‬‬
‫‪244‬‬
‫‪ 3‬دالئل اإلعجاز املرجع نفسه‪ ،‬ص‪ 256 :‬وذلك يف أثناء حديثه عن الفصل يف الرتاكيب التوابع اليت تستغين عن الربط السطهي‬
‫الظاهري العطف"‬
‫‪4‬‬
‫سور المدينة‪ ،‬دراسة بالغية وأسلوبه‪ ،‬د‪ .‬عهود عبد الواحد‪ ،‬ط‪ ،11‬دار الفكر‪ ،‬عمان األردن‪1419 ،‬هـ = ‪1999‬م‪ ،.‬ص‪187:‬‬

‫~‪~21‬‬
‫النموذج األول‪ :‬كمال االتصال‪:‬‬
‫ويتحق ق ه ذا الن وع من الفص ل على مس توى ال رتكيب عن د م ا يك ون بني‬
‫‪1‬‬
‫اجلمل تني احتاد ت ام‪ ،‬وق د أطل ق علي ه عب د الق اهر اجلرج اين "االتص ال إىل الغاي ة"‬
‫ويتض من ه ذا املص طلح ثالث ة أمناط تك ون فيه ا اجلمل ة الثاني ة ج زءا مما قبله ا وهي‬
‫التوكيد والبدل والبيان‪.‬‬
‫مجلة التوكيد‪:‬‬
‫ويتمث ل يف أن تك ون اجلمل ة الثاني ة مبنزل ة التوكي د للجمل ة األوىل واملقتض ى‬
‫للتأكيد‪ ،‬هو نوعان‪ :‬إما أن تكون الثانية مبنزلة التوكيد املعنوي مع اختالف مفهوم‬
‫اجلملتني وإما أن تكون الثانية مبنزلة التوكيد اللفظي يف احتاد املعىن‪ 2‬وأيا كان نوع‬
‫التوكيد فإن داللة التوكيد والتقرير والتثبيت متحققة يف النص‪ ،‬ذلك ألن التوكيد‬
‫واملؤكدة كالشيء واحد وال جيوز عطف الشئ على نفسه‪.‬‬
‫من ذلك قوله‪:‬‬
‫اهلل رب ال س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواه فـ ـ ـ ـ ــواحد * ذات ص ـ ــفات للخ ـ ـ ــالئق واحد‬ ‫‪-1‬‬
‫باق على مر الدهـ ـ ـ ـ ــور إل ـ ـهــنا * قدما على وصف القدمي حممد‬ ‫‪-2‬‬
‫رب غفور املذنبني جـ ـم ــيعهم * ال ال سـ ـ ــواه ومـ ـ ـ ـ ــن سواه فــعابد‬ ‫‪-3‬‬
‫اهلل ح ـ ـ ـ ــق ال شـ ـب ـ ـ ـ ـ ــيه ل ـ ـ ــه وال * إن الــمشـ ـب ـ ــه واملمثل ج ـ ـ ـ ـ ـ ــاحد‬ ‫‪-4‬‬
‫اهلل حـ ـ ـ ــق وال ـ ـ ــرس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول حممد * عني النبوة وال ـ ـ ــرسـ ـ ـ ـ ــالة ح ـ ـ ـ ــامد‬ ‫‪-5‬‬
‫‪ 1‬اإليضاح يف علوم البالغة‪ ،‬اخلطيب القزويين (ت ‪739‬هـ) ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪1405 ،‬هـ ‪1985 -‬م‪،.‬‬
‫ص‪.154 :‬‬
‫‪ 2‬املرجع نفسه والصفة نفسها‪.‬‬
‫~‪~22‬‬
‫وكتابه ق ـ ـ ــرآنـ ـ ـ ــه وصـ ـ ـ ـ ـفـ ـ ـ ـ ــاتـ ـ ـ ـ ــه * صدق وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ال يضل ممجد‬ ‫‪-6‬‬
‫صلى عليه اهلل ما دام الـ ـ ـ ــدوا * م الصفات الذات حـ ـ ــقا واجد‬ ‫‪-7‬‬
‫‪1‬‬
‫واآلل واألصحاب دوم سالمة * مـ ـ ـ ــا قيل يف األب ـ ـ ـ ــيات واحـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫‪-8‬‬
‫افتتح الشاعر قصيدته بذكر اهلل سبحانه وتعاىل بأنه الواحد يف ذاته وصفاته‪ ،‬القدمي‬
‫بال غاية‪ ،‬الباقي بال هناية‪ ،‬ليس كمثله شيء‪ ،‬وقد تنزه عن صفات كل خملوق وعن‬
‫التشبيه به‪ ،‬وهو الغفور الرحيم‪ ،‬ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن كثري‪ ،‬وأن حممدا‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬والقرآن كتاب اهلل أنزله على نبيه ودستور حياته‪ ،‬ونرباس دعوته‪.‬‬
‫ويف هذه األبيات أنواع من التوكيد‪ ،‬مثل قوله يف البيت األول‪" :‬اهلل رب ال‬
‫سواه فواحد ذات صفات للخالئق واحد"‪ ،‬قد ترك الوصل هنا بني املفردات ألن‬
‫الصفات املتوالية أفادت التأكيد على أن اهلل واحد يف ذاته وصفاته ويؤكد بعضها‬
‫بعضا‪.‬‬
‫وقول ه يف ال بيت الث الث‪" :‬رب غف ور املذنبني مجيعهم ال ال س واه ومن س واه‬
‫فعاب د"‪ ،‬فق د ت رك العط ف بني‪" :‬رب غف ور املذنبني" وقول ه "ال ال س واه فعاب د" إذ‬
‫جاءت الثانية مبثابة التوكيد ملا قبلها فقد أغنت قوة الربط بينهم ا من حيث املعىن‬
‫عن وجود "الواو" بينهما‪.‬‬
‫وقوله يف البيت الرابع‪:‬‬
‫اهلل حق ال شبيه له وال * إن املشبه واملمثل جاحد‬

‫ديوان ومضة من درر الشيخ أيب الفتح‪ ،‬ص‪78:‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~23‬‬
‫يشري الشاعر إىل أن اهلل سبحانه وتعاىل واحد يف ذاته وصفاته وال ممثل له‪ ،‬مث‬
‫عاد يؤكد هذا القول بقوله‪ :‬إىل الذي يشبه اهلل باملخلوقات كافر‪.‬‬
‫فقد ترك العطف بني صدر هذا البيت وعجزه‪ ،‬ملا يف الثانية من داللة التأكيد‬
‫لألوىل فإن كان هناك أدىن شك يف قوله "اهلل حق ال شبيه له وال" فإن داللة الثانية‬
‫"إن املشبه واملمثل جاحد" تنفيه وذلك لإلحتادمها يف املعىن كل ذلك جاء يف مقام‬
‫الشرح وزيادة اإليضاح‪.‬‬
‫وقوله ‪-‬رمحه اهلل‪:-‬‬
‫‪1‬‬
‫لطيف يا لطيف يا لطيف * والطف لنا والطف بنا أنيف‬
‫فاالحتاد التام بني ألفاظ بإعادة اللفظ األول قد دعا إىل الفصل بينهما مع أن الثانية‬
‫جاءت تأكيدا لألوىل "يا لطيف يا لطيف" فجاءت هذه األمساء تؤكد بعضها بعضا‬
‫يف نفس السامع‪.‬‬
‫وقوله أيضا‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ومنه مجيع السر والنور كله * يضئ مجيع األفاق يف الشرق والغرب‬
‫اس تهل الشاعر يف هذا البيت يقرر بأن مجيع األس رار هداية اإلس الم ونوره‬
‫الذي ميأل مجيع آفاق الدنيا للنيب صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫يف البيت السابق تآلفا تاما‪ ،‬فعجز البيت "يضيء مجيع اآلفاق يف الشرق والغرب"‬
‫جاءت توكيدا لصدر البيت ومنه مجيع السر والنور كله‪ ،‬فإن معىن اجلملتني واحد‪.‬‬

‫ديوان ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪169:‬‬ ‫‪1‬‬

‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪39 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~24‬‬
‫ومن أمثلة هذا النوع أيضا قوله‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫رسول إلـه العرش حممد * حممد ماحي الكفر من حبه خصب‬
‫أي ه و اهلل ال ذي أرس ل رس وله ص لى اهلل علي ه وس لم باهلدى ودين احلق‬
‫ليظهره على الدين كله‪.‬‬
‫جند أن ش طر ال بيت السابق حممد ماحي الكف ر يوافق الشطر األول "رسول‬
‫إلـه الع رش حمم د" يف اللف ظ واملع ىن‪ ،‬وه و توكي دا ل ه ول ذا ت رك الع اطف بينهم ا ملا‬
‫بينهما من كمال االتصال‪.‬‬
‫النموذج الثاني‪ :‬اجلملة البدل‪:‬‬
‫ويتمث ل الفص ل هن ا يف إن زال اجلمل ة الثاني ة منزل ة الب دل من األوىل واملقتض ى‬
‫إلبدال كون األوىل غري وافية بتمام املراد خبالف الثانية‪ ،‬واملقام يقتضى اعتناء بشأنه‬
‫لنكتتة وللبدل كما ه و معلوم أربع ة أمناط‪ :‬بدل الكل من كل‪ ،‬وبدل البعض من‬
‫كل‪ ،‬وبدل االشتمال‪ ،‬وبدل الغلط‪ ،‬ومن أمثلة ذلك قوله‪:‬‬
‫بشراكم بـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوم العلم والع ـ ــمل * قطب الزمان رفيع الوصف كاجلبل‬ ‫‪-1‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـــز الكت اب وعني العلم مرك ـ ـــزه * وج ه الوج ود ون وع األرض‬ ‫‪-2‬‬
‫كالسهل‬
‫والعبد م ـ ـظـ ـ ــهره واحلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمد مـ ــعناه * كنز الفيوض وعـ ـيــن اليقني كاألول‬ ‫‪-3‬‬
‫غوث الزمان أبو إسحاق ذو كرم * مـ ـ ــن ذا جيــادلـ ـ ـ ـ ــه يف ال ـ ــعلم والعمل‬ ‫‪-4‬‬
‫روح الوجود وعني اجل ـ ــود كالبحر * سبـ ـ ــب الوجود ورمز الكل كاجلمل‬ ‫‪-5‬‬
‫‪1‬‬
‫ديوان ومضة المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 24 :‬خصب – النماء والبركة ورغد العيش – ماحي – أزاله وأذهب آثاره‪.‬‬

‫~‪~25‬‬
‫مث الصالة على خري الورى أبـ ـ ـ ــدا * ك ـ ـ ــذلك آل وأصـ ـ ـ ـ ــحاب من األول‪.1‬‬ ‫‪-6‬‬
‫اس تهل الش اعر قص يدته يبش ر قوم ه جتاه جميئ ص احب الفيض ة الش يخ أب و إس حاق‬
‫إليهم‪ ،‬فهي فيم ا يب دو مش اعر يس وده الف رح والس رور‪ ،‬ووص فه ب األخالق احلس نة‬
‫النبيلة من عني العلم ومركزه ووجه الوجود‪ ،‬ونوع األرض كالسهل‪ ،‬ويشري إىل أنه‬
‫ك نز الفي وض ال ذي ال جياد ل ه أح د يف العلم والعم ل‪ ،‬اهلل تع اىل أعظم ه بني عب اده‬
‫باجلود والكرم‪.‬‬
‫ويف قوله‪:‬‬
‫غوث الزمان أبو إسحاق ذو كرم * من ذا جيادله يف العلم والعمل‬
‫و "غوث الزمان" بدل من أيب إسحاق" إذا قلنا غوث الزمان" مل يعرف أي غوث‬
‫نقصد‪ :‬أخالدا أم عمرا أم إسحاق‪ ،‬فإذا قلنا‪ :‬أبا إسحاقا" فقد عرف املقصود وبينه‪.‬‬
‫ف الغوث غ ري مقص ود لذات ه وإمنا أتى ب ه لإلجالل والتعظيم وبي ان ص فة م ا بع دها‪،‬‬
‫فاللفظ أبو إسحاق تسمى بدال ألنه صح وضعه بدل االسم الذي قبله‪ ،‬واالسم‬
‫الذي قبله يسمى املبدل منه وهو بدل مطابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫إنك بدر من سواك كواكب * إذا جاء نور احلق فالصند يهبط‪.‬‬
‫أراد الشاعر إثبات تفوق ممدوحه ص لى اهلل عليه وس لم على غ ريه من املخلوقات‪،‬‬
‫جعل ه كالب در بني الك واكب يف الض ياء والعلم والعط اء واهلداي ة‪ .‬واحلق حيث إذا‬
‫ظهر النور ال بد وإن يرجع الكافر أو الكاذب إىل الوراء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪55:‬‬
‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪ ، 112 :‬سقط‪ -‬أنزله – الصند – الشريف الشجاع‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~26‬‬
‫ميدح الش اعر رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه وس لم مكانت ه وموقف ه بني الن اس كاف ة‪،‬‬
‫فجاءت مجلة "وإنك بدر" مؤيدة هلذا الغرض من عموم وإمجال‪ ،‬ومجلة "من سواك‬
‫ك واكب" ب دل بعض من األوىل هلذا ت رك الوص ل بني العب ارتني لتم ام التح اد‬
‫واالتص ال بينهم ا‪ ،‬وقول ه إذا ج اء ن ور احلق فالص ند يهب ط" أص بحت وافي ة بتم ام‬
‫املراد‪.‬‬
‫ومثال بدل كل من كل قوله يف مدح حبيب األمة صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫السالم عليك يا بدر الكمال * حممدا املصطفى عني اجلمال‬ ‫‪-1‬‬
‫السالم عليك يا ب ـ ــحر العلوم * وكن ـ ـ ــز اهلل م ـ ـعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطى بالنوال‬ ‫‪-2‬‬
‫السالم عليك يا خـ ـ ـ ــري األنام * حممدا ط ـ ـ ـ ــاهر النسب التوايل‬ ‫‪-3‬‬
‫‪1‬‬
‫السالم عليك يا علم اهلدايا * حممدا جم ـ ـتـ ــىب ب ـ ـ ـ ـ ـ ــاب املعال‬ ‫‪-4‬‬
‫وقوله‪:‬‬
‫السالم عليك يا بدر الكمال * حممدا املصطفى عني اجلمال‬
‫و "حمم دا املص طفى عني اجلم ال" يف ال بيت األول ب دل من "الس الم علي ك ي ا ب در‬
‫الكمال" وهو بدل كل ألن اجلملتني مبعىن واحد‪ ،‬إذ أن فائدة هذه البدل حصول‬
‫التفصيل رمحة اهلل على نبيه صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقد أوثر التعبري بـ "بدر الكمال"‬
‫هن ا دون غ ريه وص ار الس ياق عام ا وش امال‪ ،‬فتخص ص نعم ة اهلل مجيع ا لرس ول اهلل‬
‫وحق ق ذل ك بقول ه "حمم د املص طفى" مث ق ال "عني اجلم ال" ق د إزدادت وض وحا‬
‫وأصبحت وافية بتمام املراد والكمال‪.‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪112 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~27‬‬
‫وقوله أيضا‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أهال وسهال بشيخ القوم عمدتنا * أبو علي إمام الشيخ مقصده‬
‫فجاءت مجلة شيخ القوم عمدتنا‪ ،‬لغرض عموم وإمجال‪ ،‬ومجلة "أيب علي" قد بينت‬
‫املقصود وحددته‪ .‬فشيخ القوم غري مقصود لذاته وإمنا أتى به لبيان صفة ما بعدها‪،‬‬
‫وقوله "أبا علي إمام الشيخ" قد زادات شرحا وتفصيال‪.‬‬
‫وقوله يف مدح رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بعنوان‪ :‬حرف الباء وعدد ابياهتا "‬
‫‪ "10‬ومطلعها‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫بيان رسول اهلل من حبه طب * حممد عبد اهلل من مدحه حب‬
‫وفيها يقول‪:‬‬
‫ألنت رسول اهلل للخلق كافة * ولباك بعض اخللق عجم كذا عرب‬
‫ق د س يق ه ذا الق ول ملدح الن يب ص لى اهلل علي ه وس لم وبي ان قيمت ه ومكان ه‬
‫فج اءت مجل ة "ألنت رس ول اهلل للخل ق كاف ة" مؤي دة هلذا التنبي ه ملا في ه من عم وم‬
‫وإمجال‪ ،‬ومجل ة "لب اك بعض اخلل ق" ب دل بعض من األوىل إذ فيه ا تفص يل للخل ق‬
‫عجمي أو عريب لتمام االحتاد واالتصال بينهما‪.‬‬
‫النموذج الثالث‪ :‬اجلملة البيان‪:‬‬

‫ديوان ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪31 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫املرجع نفسه والصفحة نفسها‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~28‬‬
‫وتتمثل يف أن تكون مجلة الثانية بيانا لألوىل‪ ،‬وذلك بأن تنزل منزلة عطف‬
‫البي ان من متبوع ه يف إف ادة اإليض اح‪ ،1‬وال ذي ي دعو إىل ذل ك أن تك ون يف األوىل‬
‫بعض اخلفاء الداعي إىل إزالته فتأتى الثانية لتزيل هذه اخلفاء‪.‬‬
‫ومن أمثلته‪:‬‬
‫خليلَّي زر خري الوري وصحابه * وسارع إىل خري املراكع فاسجد‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2‬‬
‫ومرغ خديدا يف ت ـ ـ ـ ـ ــراب املدينة * وما هي إال موضع الرحل أمحد‬ ‫‪-2‬‬
‫تيمن هبا ما دمت إن ـ ـ ــك زائ ـ ـ ـ ـ ـ ــر * وزر قربه املـ ـ ـ ـ ـ ــربوك بـ ـ ــيت حممد‬ ‫‪-3‬‬
‫رسول من اهلل الكـ ـ ـ ـ ــري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم نبيه * وهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي عباد اهلل بأمر مؤكد‬ ‫‪-4‬‬
‫‪3‬‬
‫رسول مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اهلل العظيم حبيبه * فزره وقرب يف املساجد واسجد‬ ‫‪-5‬‬
‫استهل الشاعر قصيدته بذكر أحاسيسه الشوقية جتاه نيب الرمحة صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وروض ته الشريفة الذي كان مرتبط ا بوصفه بصفات مجيلة رائع ة‪ ،‬وخياطب العقل‬
‫والقلب أوال بزي ارة ن يب الرمحة وأص حابه رض وان اهلل عليهم أمجعني ب أن يس ارعا‬
‫بركوع وسجود يف مسجده املبارك‪ ،‬وفيه مرغ خديدا يف تراب وما هي إال روضته‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وأن يقربا مسجده ويلزما زيارته ما دمتا يف املدينة املنورة‪.‬‬
‫وقوله‪:‬‬
‫ومرغ خديدا يف تراب املدينة * وما هي إال موضع الرحل أمحد‬

‫ديوان‪ :‬معجم املصطلحات بالغية‪ ،‬مطبعة اجلمع العرايف‪1987 ،‬م‪ .‬ط‪ ،31‬ص‪.131:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مرغ‪ -‬الروضة الكثيرة النباء – خد – السبيل األرض – رحل – منزل مأوى‪.‬‬
‫ديوان ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪55 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫~‪~29‬‬
‫فالبيت هنا يشتمل على مجلتني‪ ،‬بينهما احتاد تاما يف املعىن‪ ،‬فاجلملة الثانية "وما هي‬
‫إال موضع الرحل أمحد" مل جتئ إال بيانا لألوىل وهي مجلة‪" :‬ومرغ خديدا يف تراب‬
‫املدينة" فإن معىن اجلملتني واحد‪.‬‬

‫~‪~30‬‬
‫ومن أمثلة ذلك قوله‪:‬‬
‫وما زال دمعي كل وقت مفيضة * لـ ـ ـ ــتذكار هذا الشيخ سر جتله‬ ‫‪-1‬‬
‫وذلك شيخي بل إمامي ونزهيت * ممدي معيين هكذا سر قدسه‬ ‫‪-2‬‬
‫أيا عني ع ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن العني عياهنم * أي ـ ـ ـ ـ ــا شيخنا برهام عني معينه‬ ‫‪-3‬‬
‫وضمن لنا دوما ج ـ ــميع سعادة * وحسن خ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ــام هكذا ويسره‬ ‫‪-4‬‬
‫صالة سالم دائمان على النيب * وآل وأصـ ـ ـ ـ ــحاب وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل حمبة‬ ‫‪-5‬‬
‫وأرض إهلي للتجاين إم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامنا * وكـ ـ ـ ــل خلي ـ ـفـ ـ ـ ـ ــة كـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ومراده‬ ‫‪-6‬‬
‫‪1‬‬
‫وأجز إهلي عن عتيقك شيخنا * وال سيما بـ ـ ـ ـ ـ ــرهام غوث زمانه‬ ‫‪-7‬‬
‫يس يطر على الش اعر ج و احلزن واألس ى لفق دان ش يخه وس ارت عين اه تفيض‬
‫بالدموع‪ ،‬كلما ذكره الذي كان عاملا وشيخا وممدا له‪ ،‬كما كان له مراتب كثرية‬
‫يف مجاعته‪ ،‬استمر الشاعر بوصف املمدوح باألخالق احلميدة النبيلة اليت يرجو أن‬
‫يكون مثله‪.‬‬
‫ويف قوله‪:‬‬
‫وما زال دمعي كل وقت مفيضة * لتذكار هذا الشيخ سر جتله‬
‫ومن شأن مجلة البيان أن حيقق تشويقا ملا سيأيت بعده‪ ،‬ومن هنا جند اإلمجال األول‬
‫مث التفص يل‪ ،‬فالس امع ق د حق ق ه ذا التش ويق يف قول ه "وم ا زال دمعي ك ل وقت‬
‫مفيضة" قد يكون هدفه غاية طلب العلم ملا تضمنه اجلملة‪ ،‬إآل أن الفصل قد وضح‬
‫نوع هذه العبارة باجلواب عنه بقوله "لتذكار هذا الشيخ" ألن بينهما إحتاًدا تاًم ا‪،‬‬
‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪148 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~31‬‬
‫زيادة يف ذلك ألن مجلة األوىل جاءت إمجاال ال بد له من جواب مضمونه فكانت‬
‫الثانية بيان لألول متضمنة معاين كثرية أمجلت يف هذه العبارة مث فصلت يف املفردات‬
‫الالحقة لقصد الشرح واإليضاح‪.‬‬
‫وهك ذا حيق ق الفص ل بني ال بيت الث الث والراب ع واخلامس بطريق ة الب دل‪،‬‬
‫وازدادت اجلملة األوىل من كل منهما إيضاحا ووضوح املعىن بعد جميئ الثانية بدال‬
‫منهما‪.‬‬
‫غرض هذه القصيدة‪ :‬اإلسراء واملعراج‪ ،‬وهي من حبر البسيط وتقع يف عشرة‬
‫بيتا‪ ،‬وعنواهنا حرف الباء‪ ،‬ومطلعها‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫أهال وسهال حبمل سيد العرب * حممد مصطفى حممول يف رجب‬
‫وليلة السبع والعشرين من رجب * أسرى به ربه عبدا بال حجب‬
‫فقد فصلت اجلملة الثانية أسرى به ربه وما بعدها عن اجلملة األوىل‪" .‬ليلة السبع‬
‫والعشرين" وما بعدها لغرض اإليضاح وإزالة اإلهبام‪ ،‬فلوال الفصل ملا استبان معىن‬
‫اجلمل ة األوىل للمتلقي‪ ،‬ف أغنت ق وة االتص ال عن الرب ط ب العطف‪ ،‬ذل ك يف مق ام‬
‫اإليضاح‪.‬‬
‫غ رض ه ذه القص يدة‪ :‬م دح املص طفى ص لى اهلل علي ه وس لم‪ ،‬وع دد أبياهتا "‬
‫‪ "19‬وهي من حبر الطويل وعنواهنا‪ :‬حرف الباء ومطلعها‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫بيان رسول اهلل من جده طب * حممد عبد اهلل من مدحه حب‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪25 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة املرجع السابق‪ ،‬ص‪25 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~32‬‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫لقد جاءنا هذا النيب بأمانة * هي السلم واإلميان إحسان ال عجب‬
‫أن الفصل قد حقق بني ش طري ال بيت ألن بينهم ا كم ال االتص ال‪ ،‬األوىل جاءت‬
‫على وج ه اإلمجال واملض مون " لق د جاءن ا ه ذا الن يب بأمان ة" فك انت الثاني ة بي ان‬
‫لألوىل‪ " .‬هي السلم واإلميان إحسان ال عجب"‬
‫وقوله أيضا‪:‬‬
‫لقد أتيت لباب اهلل ذي الكرم * باب السعادة باب الفضل والنعم‬ ‫‪-1‬‬
‫‪1‬‬
‫قد افتح اهلل مغلوقا م ـ ـ ــن الكنز * مغاليق العلم واألس ـ ـ ـ ــرار كاحلكم‬ ‫‪-2‬‬
‫فقد فصلت مجلة "باب السعادة" وما بعدها يف البيت األول عن مجلة "أتيت لباب‬
‫اهلل ذي الك رم" كنوه ا مفس رة وموض حة ملا يف اجلمل ة األوىل "لق د أتيت لب اب اهلل‬
‫ذي الك رم" وكم ا فص لت مجل ة "مغ اليق العلم واألس رار" يف ال بيت الث اين عن مجل ة‬
‫"ق د أفتح اهلل مغلوق ا من الك نز" كوهنا مفس رة هلا ف أغنت ق وة االتص ال بينهم ا عن‬
‫الرب ط ب العطف‪ ،‬وهك ذا تك ون عالق ة الكالم الالح ق ب الكالم الس ابق عالق ة جتلي‬
‫وإيضاح‪.‬‬
‫وقوله يف قصيدة مدح النيب صلى اهلل عليه وسلم وعدد أبياهتا "‪ "8‬وهي من حبر‬
‫الطويل‪:‬‬
‫أس ـ ـيـ ــر إىل خري األنـ ـ ـ ــام حممد * بأجنحة األشواق يومي كـ ـ ــذا غ ــدي‬ ‫‪-1‬‬
‫أطري إلـ ــيه ب ــالـ ــمحـبة دائ ـ ـ ـ ـ ـ ــما * وأذكـ ـ ـ ـ ــره يف ك ـ ـ ــل حـ ـ ــال ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال عد‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪153 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~33‬‬
‫حممد ع ـ ـ ـبـ ـ ـ ــد اهلل مـ ـ ـ ـ ـ ــرآة ذاته * ومسجده أك ـ ـ ـ ـ ــرم بـ ـ ـ ـ ـ ــه عـ ـيـ ـ ـ ــن مرقد‬ ‫‪-3‬‬
‫أحب رس ـ ـ ـ ـ ــول اهلل حبا جمداد * كرمي عظيم اجلـ ـ ـ ــاه واحل ـ ــب والـ ـ ـ ـ ــود‬ ‫‪-4‬‬
‫وأقواله صدق وأفـ ـ ـعـ ـ ــاله هدى * وأح ـ ـ ــوالـ ـ ـ ـ ـ ــه حق دواما بعد اقـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫‪-5‬‬
‫‪1‬‬
‫صالة وتسليم م ـ ـ ـ ــن اهلل دائما * على املصطفى املختار أمحد حامد‬ ‫‪-6‬‬
‫ه ذه األبي ات ال يت تض منت الوص ف حلال ه واملش تق إىل زي ارة مدين ة املن ورة‬
‫وروضة الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فتربز مشاعر احلنني جلية من خالل أمانيته‬
‫ب الرجوع إىل املدين ة بأجنح ة األش واق يوم ا أو غ دا‪ ،‬ويط ري إليه ا باحملب ة‪ ،‬إىل ن يب‬
‫الرمحن اليت ال تفارق خياله فهو حين أيامه مبدينة ومسجده الشريف‪.‬‬
‫ويف قوله‪:‬‬
‫أسري إىل خري األنام حممد * بأجنحة األشواق يومي كذا غدي‬
‫فجملة "بأجنحة األشواق" وما بعدها مل تأيت يف واقع احلال مفصولة عما قبلها إال‬
‫إليضاح اجلملة األوىل وهي قوله "أسري إىل خري األنام" فهي بيان وتفسري هلا‪ ،‬ففي‬
‫قوله "بأجنحة األشواق" يكون بيان املراد وزيادة اإليضاح‪ ،‬فعمل الفصل هنا على‬
‫بيان معىن اجلملة األوىل‪.‬‬
‫وقول ه ايض ا‪ " :‬أس ري إىل خ ري األن ام" مل يع رف أي خ ري األنام نقص د وقول ه‬
‫"حممد" فقد عرفنا املقصودة وبينه وإمنا أتى به لإلجالل والتعظيم صفة ما بعده‪.‬‬
‫النموذج الثاني‪ :‬كمال االنقطاع وتطبيقاته‪:‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪60 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~34‬‬
‫ه و أن يك ون بني اجلمل تني تب اين ت ام يف الش كل واملع ىن مما ي وجب الفص ل‬
‫بينهما أما الشكل فاختالفهما خربا وإنشاء لفظا ومعىن أو معىن فقط‪ ،‬وأما املعىن‬
‫فغياب اجلامع بينهما وإن اتفقتا يف اخلرب واإلنشاء‪.‬‬
‫ولقد اختلف البالغيون والنحويون يف القسم األول منه‪ ،‬أما البالغيون فقد‬
‫أمجع وا على ع دم ج واز عط ف اجلم ل اخلربي ة على اجلم ل اإلنش ائية أو العكس مما‬
‫يتعني الفصل بينهما الختالفهما‪ .1‬والنحويون فكانوا بني عدم اجلواز واجلواز‪ 2‬وما‬
‫جاءن ا من ش واهد فص يحة يؤك د ص حة من ذهب إىل من ع الوص ل بني ه ذين‬
‫األس لوبني نظ را لتب اين غ رض ومع ىن ك ل أس لوب‪ ،‬وانع دام اجلامع بينهم ا‪ ،‬وج اء‬
‫كمال االنقطاع يف هذا الديوان على صور اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬الصورة األول‪:‬‬
‫أن ختتلف اجلملتان خربا وإنشاء لفظ ومعىن‪ ،‬أي أن كل واحدة منها ختالف‬
‫األخرى يف اللفظ واملعىن‪ ،‬ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫أيا خري خلق اهلل إين آخذ بعراك * متوسال متضرعا هبواك‬
‫فقد فصل بني اجلملتني اإلنشائية املتمثلة يف مجلة النداء "أيا خري خلق اهلل" واخلربية‬
‫املتمثلة يف قوله "إين أخذ بعراك" وذلك بسبب اختالف غاية كل منهما ومعناها‬
‫فتعني ترك الوصل بينهما‪ ،‬ألن ذلك يقتضي اجلمع والتشريك ويفسد املعىن‪.‬‬

‫‪ 1‬مهع اهلوامع يف شرح مجع اجلوامع‪ ،‬مجال الدين عبد الرمحن أيب بكر السيوطي‪( ،‬ت ‪911‬هـ)‪ ،‬حتقيق مشس الدين‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العلمية بريوت‪ ،‬لبنان‪1998 .‬م‪ ،‬ص‪222:‬‬
‫‪ 2‬مهع اهلوامع‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪192:‬‬
‫‪ 3‬ديوان‪ :‬ومضة ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪121 :‬‬
‫~‪~35‬‬
‫وقوله أيضا‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫فاصدع مدائح خري اخللق أمجعهم * حممد حبر وجود اهلل فيضان‬
‫فاجلمل ة األوىل "فاص دع م دائح خ ري اخلل ق" وم ا بع دها مجل ة إنش ائية أمري ة لفظ ا‬
‫ومع ىن‪ ،‬واألخ رى "حمم د حبر وج ود اهلل" مجل ة خربي ة لفظ ا ومع ىن وقعت "الف اء"‬
‫بينهما ال على معىن العطف بل إلفادهتا وتقومي املعىن بني اجلملتني‪.‬‬
‫ومن أمثلة هذا النوع أيضا قول الشاعر رمحه اهلل‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ترى كلها سكرى بفهم كتابه * كتاب من اهلل إليه يراجع‬
‫فق د وق ع الفص ل بني اجلمل تني بس بب اختالفهم ا خ ربا وإنش اء‪ ،‬إذ ج اءت األوىل‬
‫"ترى كلها سكرى" وما بعدها خربية لفظا ومعىن يف حني جاءت اجلملة األخرى‬
‫"كت اب من اهلل إلي ه يراج ع" خربي ة لفظ ا إنش ائية مع ىن‪ ،‬فق د س اق ذل ك كل ه يف‬
‫معرض الشرح والبيان‪.‬‬
‫م ا يتعني بني اجلمل تني‪ ،‬الختالفهم ا يف املناس بة قول ه يف قص يدة غرض ها‪ :‬م دح‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم وأبياهتا "‪ "14‬وهي من حبر الطويل ومطلعها‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ويل يف مديح سيد اخللق منهج * حممد حمبويب وللكرب مفرج‬
‫ومنها يقول‪:‬‬
‫كرمي عريق األصل كاجلبل مشرفا * فخيم عظيم اخللق للخلق منهج‬

‫ديوان‪ :‬ومضة ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪139 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة املرجع نفسه‪ ،‬ص‪62 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪48 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫~‪~36‬‬
‫ط ـ ـ ـهـ ـ ــور زكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ن ـ ـ ـ ـ ــاصر دين ربه * ب ـ ـ ــذكر األنـ ـ ـ ــام باملواعـ ـ ـ ــظ مزعج‬
‫فعلى الرغم من اتفاق هذه اجلمل يف اخلرب لفظا ومعىن فقد مت الفصل فيها‪ ،‬إذ جاء‬
‫وص فه ص لى اهلل علي ه وس لم بص فات ع دة ختتل ف ك ل واح دة منه ا عن األخ رى‪،‬‬
‫وهي صفات املدح والتعظيم له‪.‬‬
‫وقوله أيضا‪:‬‬
‫لني لنا الصعوب من أمور * أزل لنا الشداد من املسري‬
‫‪1‬‬
‫ملك لنا العلوم يا رباه * طهر لنا القلوب يا صمدان‬
‫فقد فصل بني هذه اجلمل السابقة‪ ،‬فهي مجل إنشائية أمرية لفظا ومعىن‪ ،‬وصارت‬
‫ك ل منهم ا قائم ة بنفس ها ونلح ط هن ا أن ه على ال رغم من تن وع ه ذه اجلم ل‬
‫واختالفهم ا فإنن ا جندها يف راف د واح د ه و طلب العف و والع ون من اهلل الواح د‬
‫القهار‪.‬‬
‫إذا اختلفت اجلملت ان خ ربا وإنش اء‪ ،‬لفظ ا ومع ىن ومل ي وهم الفص ل خالف‬
‫املقصود كما جاء يف قوله رمحه اهلل‪:‬‬
‫أيا زمـ ـ ـ ـ ــزم األرواح يـ ـ ـ ـ ــا ف ـ ـ ـ ــلك النجاح * أيا روح كل الكون يـ ـ ــا عامل‬ ‫‪-1‬‬
‫الصور‬
‫أيا مركز األخيار يا مـ ـ ـ ـ ــن لـ ـ ـ ـ ـ ــه اللحظ * أيا شيخنا برهام يا قطب يا‬ ‫‪-2‬‬
‫فكري‬

‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪57 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~37‬‬
‫وخريك أرجو يـ ـ ـ ـ ــا إمامي وسـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي * يدوم لنا يف ك ـ ـ ــل حـ ـ ـ ــال لنا‬ ‫‪-3‬‬
‫يسرى‬
‫جليت لنا ما كـ ـ ــان عني كتاب خاليا * مـ ـ ـ ـ ـ ــن العلم والفرقان للكسر‬ ‫‪-4‬‬
‫واجلرب‬
‫لك اخلري واألسرار والك ـ ــون خـ ـ ـ ـ ـ ــاصة * وكنت كهيم اإلبل يف كل ما‬ ‫‪-5‬‬
‫الصور‬
‫عليه رضى الـ ـ ـ ـ ـ ــرمحن يف كـ ـ ـ ـ ـ ــل آي ـ ـ ـ ـ ـ ــة * تعم جناب الشيخ كامل ذا‬ ‫‪-6‬‬
‫‪1‬‬
‫العصر‬
‫قص د الش اعر ذك ر حماس ن ممدوح ه الش يخ إب راهيم إني اس رض ي اهلل عن ه‪ ،‬ووص فه‬
‫بص فات مجيل ة وأخالق فاض لة‪ ،‬فيق ول‪ :‬أن ه ه و زم زم األرواح يف رفع ة الش أن بني‬
‫أصحابه‪ ،‬وروح كل الكون كما عنده مجيع اخلري واألسرار‪.‬‬
‫ولق د زود الش اعر أبيات ه جتاه ممدوح ه بأس اليب البالغي ة قيم ة‪ ،‬وذل ك يف‬
‫أس لوب الن داء يف قول ه "أي ا زم زم األرواح" وي ا فل ك النج اح" وقول ه أي ا مرك ز‬
‫األخيار" وأسلوب الدعاء يف قوله يدوم لنا يف كل حال لنا يسرى‪ ،‬وكذلك التشبيه‬
‫يف قوله‪" :‬وكنت كهيم اإلبل" فصل الشاعر يف البيت الثالث مجلة "وخريك أرجو"‬
‫عن مجلة يا إمامي وسيدي "ومل يوهم الفصل خالف املقصود‪.‬‬
‫النموذج الثالث‪ :‬شبه كمال االتصال‪:‬‬

‫دالئل اإلعجاز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪250 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~38‬‬
‫وجييء ه ذا الن وع من الفص ل بني تركي بني يك ون الث اين فيهم ا س بب عن‬
‫األول‪ ،‬وإمنا جاء الفصل على أساس تنزيل الرتكيب الثاين منزلة اجلواب عن تقدير‬
‫س ؤال ينبث ق من فح وى الس ياق الع ام لل رتكيب األول‪ ،‬وق د اص طلح علي ه بـ‬
‫"االس تئناف البي اين" وه و م ا ك انت في ه اجلمل ة الثاني ة جواب ا عن س ؤال يفهم من‬
‫اجلملة األوىل‪ .‬وعليه يكون الرتتيب الثاين كيانا مستقال عنه ومغايرا له على صعيد‬
‫البناء السطحي مما يوجب فصل الرتكيبني عن بعضهما‪ .1‬ويبدو أن علة ترك الوصل‬
‫بني الرتك بني كامن ة يف وج ود الراب ط ال داليل املن ايف للعط ف واملتمث ل يف التواص ل‬
‫الضمين بني السؤال وجوابه يف اجلواب شديد اإلرتباط واالتصال بالسؤال‪.‬‬
‫ويف ذلك قوله يف مدح الشيخ إبراهيم‪:‬‬
‫ويا ويح قومي هـ ـ ــل رأو ما رأي ــته * رياض علوم احلـ ــق ف ـ ـيـ ــه املراتع‬ ‫‪-1‬‬
‫بكوخل نور اهلدى والدين ساطع * به فر ظلم الكفر خملق خادع‬ ‫‪-2‬‬
‫‪2‬‬
‫أساس ك ـ ـت ــاب اهلل سنة أحـ ـمـ ـ ــد * هبا شاد أركـ ـ ـ ــان املصاحل تابع‬ ‫‪-3‬‬
‫فبني مجلة "رياض علوم احلق فيه املراتع" ومجلة ويا ويح قومي ه ـ ـــل رأو ما‬
‫رأي ــته شبه كمال االتصال‪ ،‬ألن الثانية جواب عن سؤال يتبادر إىل ذهن السامع ما‬
‫أمر هذا الشيخ؟ الذي جعل الشاعر يتعجب به وينادى قومه ويقول هلم هل رأوا ما‬
‫رآه من ري اض العل وم؟ فيأت ه اجلواب عن ذل ك يف مجل ة "بك وخل ن ور اهلدى وال دين‬

‫‪ 1‬الثائيات املتغايرة يف كتاب دالئل اإلعجاز‪ ،‬عبد القاهر اجلرجاين‪ ،‬دراسة داللية‪ ،‬د‪ .‬دحلوش جار اهلل حسني‪ ،‬ط‪ ،1‬دار رجلة‪،‬‬
‫عمان‪ -‬األردان ‪2008‬م‪ .‬ص‪.242:‬‬
‫‪ 2‬ديوان‪ :‬ومضة تح‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪94 :‬‬
‫~‪~39‬‬
‫ساطع"‪ ،‬فجاء البيت الثاين مرتبط باألول ارتباطا قويا‪ ،‬وال سبب هلذا الفصل إال‬
‫قوة الرابطة املعنوية بني البيتني‪ ،‬فإن اجلواب شديد اإلرتباط بالسؤال‪.‬‬
‫ب‪ -‬ومنه أيضا‪:‬‬
‫حبييب رسول اهلل طه حممد * سـ ـ ــالم عليك والس ــالم توسلي‬ ‫‪-1‬‬
‫عليك صالة اهلل مث سالمه * صـ ـ ـ ـ ــالة وت ـ ـ ــسليما بغري تفصل‬ ‫‪-2‬‬
‫أتيناك من برنو بقصد زيارة * ونرجوا الرضا واجلود أي توصل‬ ‫‪-3‬‬
‫‪1‬‬
‫أتيناك يا خري الورى مبحبة * وخالط قليب ك ـ ـ ــل حميا ختجلي‬ ‫‪-4‬‬

‫ويف قوله‪:‬‬
‫أتيناك من برنوا بقصد زيارة * ونرجوا الرضا واجلود أي توصل‬
‫فقد فصلت مجلة "أتيناك من برنوا" عن مجلة "بقصد زيارة" ألن بينهما شبه كمال‬
‫االتص ال‪ ،‬إذ الثاني ة ج واب س ؤال يفهم من األول‪ ،‬ك أن س ائال س أل عن س بب‬
‫جميئهم هنا؟ من أي بلدة أتيتم؟ أتيناك من برنو‪ ،‬ملاذا أتيتم؟ فأجيبوا‪ :‬أتيناك "بقصد‬
‫زيارة حممد صلى اهلل عليه وسلم" ماذا ترجوا هنا؟ نرجوا الرضا واجلود والتوصل‪.‬‬
‫النموذج الرابع‪ :‬الوصل وتطبيقاته‪:‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪111 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~40‬‬
‫الوصل‪ :‬هو "عطف بعض اجلمل على بعض"‪ 1‬وهو أيضا ربط معىن مبعىن حقيقي أو‬
‫جمازي بأداة لغرض بالغي‪ 2‬فهو عنصر مهم يف كل لغة من اللغات ألنه يعمل على‬
‫رب ط أج زاء الكالم بعض ها ببعض اآلخ ر يف الس ياق ويك ون ب ذلك مسة التماس ك‬
‫الشكلي على اجلمل من خالل الوحدة العضوية يف النص البالغي‪ ،‬ويرى النحويون‬
‫والبالغيون أن الوصل ال يتحقق إال بـ "الواو" العاطفة فقط دون غريه من حروف‬
‫العطف األخرى؛ ملا تفيده من معىن العطف والتشريك مطلقا أي ربط وتشريك من‬
‫بع دها مبا قبله ا يف احلكم خبالف ح روف العط ف األخ رى فإهنا تفي د التش ريك‬
‫ومعاين أخرى‪ .‬واتفق ما ذهب إليه بعض الباحثني من أن بالغة الوصل ال تقتصر‬
‫على "الواو" فحسب بل ميكن أن تتحقق على مستوى حروف العطف األخرى‪،‬‬
‫ملا تتمتع به ه ذه احلروف من طاقات داللية تزيد من بالغ ة الوص ل يف النص كما‬
‫اش رتطو يف العط ف كي يك ون س ائغا مقب وال بوج ود املناس بة واجله ة اجلامع ة بني‬
‫املعطوف واملعطوف عليه مفرد أو مجلة ألن معظم أبواب الفصل والوصل مب ين على‬
‫اجلامع‪.3‬‬
‫فق د ع ثرت الباحث ة على موض ع كث رية يف خمتل ف أن واع الوص ل يف ال ديوان‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ 1‬اخلطيب القزويين‪( ،‬ت ‪ :،)739‬اإليضاح يف علوم البالغة "املعاين والبيان والبديع"‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية بريوت‪ -‬لبنان‪1405 ،‬هـ ‪ ،1985‬ص‪:‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ 2‬منري سلطان "الدكتور"‪ :‬بالغة الكلمة واجلمل‪ ،‬منشأة املعارف باإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص‪.263 :‬‬
‫‪ 3‬عبد القاهر اجلرجاين دالئل اإلعجاز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.241:‬‬
‫~‪~41‬‬
‫‪ :1‬القص د إىل اش رتاك اجلمل تني يف احلكم اإلع رايب‪ .‬وذل ك عن د م ا يك ون للجمل ة‬
‫األوىل حمل من اإلعراب مع ما بينهما من املناسبة يف املعىن‪.‬‬
‫من ذلك قوله يف إحدى قصائده اليت مدح هبا سيد الكونني حممد صلى اهلل‬
‫علي ه وس لم وزيارت ه والتق رب بق راءة الكت اب العزي ز‪ ،‬وع دد أبياهتا (‪ )12‬وهي من‬
‫حبر الطويل‪:‬‬
‫زي ــارة خري اخلل ـ ــق خيـ ــر تقرب * وخ ـ ـي ـ ـ ـ ــر عـ ـ ـبـ ـ ـ ــادات وخـ ـ ـ ـ ـيـ ــر ت ـ ــأدب‬ ‫‪-1‬‬
‫فكن زائرا خري األنـ ـ ـ ــام حممدا * مجيال جـ ـل ـ ــيل يف الب ـ ـ ـ ـ ـ ـعـ ــد والق ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫‪-2‬‬
‫وصفه ب ـ ـ ـ ـع ــبد اهلل خري عباده * وخري اخل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ـ ــار جـ ـ ـ ـ ــاء بالعلم واحلب‬ ‫‪-3‬‬
‫ومنه العلـ ـ ــوم واملعارف كلها * وج ـ ـ ـ ــاء بـ ـ ـ ـ ـ ــه ه ـ ـ ـ ـ ــاد وللع ـ ـ ـ ـ ــجم والعرب‬ ‫‪-4‬‬
‫‪1‬‬
‫بذكر رسـ ــول اهلل نيل املراتب * عليك ب ـ ـ ــه يف ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة البسط والكرب‬ ‫‪-5‬‬
‫مدح الشيخ حبيبه صلى اهلل عليه وسلم بأفضل صيغ وأعلى أمساء وأوصاف‬
‫جيدة‪ ،‬مثل خري األنام حممد عبد الذات وخري عباده جاء بالعلم وهو هاد الناس‬
‫مجيع ا يف الع امل الع ريب والعجمي‪ ،‬وه ذا ي دل على عظم ال ذات احملمدي ة وعلوه ا يف‬
‫نفس الشاعر‪ ،‬كما بني شوقه لزيارته إىل املدينة املنورة وقربه وروضته الشريفة‪.‬‬
‫فجملة "خري تقرب" يف البيت األول ذات موضع من اإلعراب وقد عطفت‬
‫عليها مجلة "وخري عبادات" وخري تأدب لقصد التشريك يف ذلك احلكم اإلعرايب‬
‫مع ما بينهما من تناسب‪ ،‬هكذا يف املثال الثالث يف قوله بعبد اهلل خري عباده ذات‬

‫‪1‬‬
‫ديوان ومضة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪25 :‬‬

‫~‪~42‬‬
‫موضع من اإلعراب‪ ،‬وقد عطفت مجلة خري اخليار لقصد التشريك يف ذلك احلكم‬
‫اإلعرايب مع ما بينهما من تناسب وهكذا‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬زيارة‪ :‬مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف‪ ،‬خري‪ :‬مضاف إليه جمرور‬
‫وهو مضاف أيضا‪ ،‬اخللق‪ :‬مضاف الثاين جمرور‪ ،‬وهو مضاف إليه أيضا‪ ،‬خري‪ :‬خرب‬
‫املبت دأ مرف وع بالض مة وه و مض اف‪ ،‬تق رب‪ :‬مض اف إلي ه جمرور‪ ،‬وخ ري عب ادات‪:‬‬
‫معطوف عليه‪ ،‬وخري تأدب‪ :‬معطوف على خرب مبدأ‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬وصفه بعبد اهلل خري عباده * وخري خيار جاء بالعلم واحلب‬
‫ووصفه‪ :‬فعل ماض مبين على الفتح‪ ،‬وفاعله ضمري مسترت تقديره هو‪ ،‬بعبد اهلل جار‬
‫وجرور يف حمل النسب‪ ،‬وخري خيار معطوف عليه‪.‬‬
‫‪ :2‬اتف اق اجلمل تني خ رب وإنش اء م ع املناس بة يف املع ىن ويتحق ق ذل ك حني تتف ق‬
‫اجلملت ان خ ربا أو إنش اء لف ظ ومع ىن أو مع ىن م ع وج ود املناس بة بينهم ا يف املع ىن‪،‬‬
‫وفيها يقول‪:‬‬
‫بكوخل نور احلق يدعو إىل احلب * وينفى غبار الكفر والشرك والعجــب‬ ‫‪-1‬‬
‫وميدح خري اخللق أمحد مصطفى * ويثبت أح ـ ـ ـك ـ ـ ـ ـ ــام اإللـ ـ ـ ـ ـ ــه بال ري ــب‬ ‫‪-2‬‬
‫وحمي طريق القـ ـ ـ ـ ــوم حـ ـ ـ ـ ـ ــقا هبمة * من اهلل إلـها ما يكشف وال حجب‬ ‫‪-3‬‬
‫تعالو إليه كي تنالوا مـ ـ ـ ــرادك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم * م ـ ـ ـ ـ ــن اهلل إفـ ـ ـ ــضاال بكرم وال‬ ‫‪-4‬‬
‫كسب‪.1‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.27:‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~43‬‬
‫قص د الش اعر تع دد حماس ن ممدوح ه الش يخ إب راهيم رض ي اهلل عن ه ووص فه‬
‫بص فات نبيل ة وأخالق فاض لة‪ ،‬فيق ول‪ :‬إن ه ن ور وقوم ه يهت دون ب ه‪ ،‬ويت أثرون‬
‫بأخالقه‪ ،‬وينهى عن الكفر والشرك‪ ،‬وهو صاحب الرأي الشديد وكالسحاب يف‬
‫العط اء وذو مكان ة عالي ة ومنزل ة رفيع ة يف نش ر اإلس الم عام ة وطريق ة التجاني ة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ففي ه ذه األبي ات ص ور عدي دة من الوص ل‪ :‬األوىل وقعت بني قول ه‪" :‬ي دعو‬
‫إىل احلب" و "ينفي غب ار الش رك والعجب"‪ .‬والثاني ة‪ :‬وقعت "وميدح اخلري اخلل ق"‬
‫"ويثبت أحكام اإللـه" خربية لفظ ومعىن‪ ،‬فأفاد وصل هذه األفعال بـ الواو مع ما‬
‫بينهما من تناسب يف املضارعة‪ .‬لذا زاد الربط العطفي بالواو الداللة قوة وظهورا يف‬
‫املستوى املدح‪.‬‬
‫‪ :3‬وق د ي أيت الوص ل بني مجل خربي ة تك ون الثاني ة منه ا مفس رة وموض حة لألوىل‬
‫والثانية مفسرة للثالثة وهكذا‪ ،‬ومنه قوله أيضا‪:‬‬
‫يـ ـ ـ ـ ـ ــداي ورأسي مع مجيع مفاصيلي * وعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــين ورج ـ ـ ــلي الزم بـ ـ ــالغ ـ ـ ــرمة‬ ‫‪-1‬‬
‫وفكري ون ـ ـ ـ ــظري ك ـ ـ ـ ـ ــل يـ ـ ــوم وليلة * يكل ويفـ ـ ــىن يف حمـ ـ ـ ــبة ق ـ ـ ـ ـ ـ ــدوت ـ ـ ــي‬ ‫‪-2‬‬
‫وصدر ج ـ ـم ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع العاملني وع ــينها * ومسيقي مجيع اخللق حقا بقسمة‬ ‫‪-3‬‬
‫وخذ بيدي أيا إم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامي وسـ ــيدي * وسـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ــد ك ـ ـ ـ ـ ـ ــل اخللق فردا ومجعة‬ ‫‪-4‬‬
‫‪1‬‬
‫وعلم ال ــمعان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي والبالغة هكذا * وأن ـ ـ ـ ـ ـ ــت مـ ـ ــعانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي وبياين ولغيت‬ ‫‪-5‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.44 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~44‬‬
‫فقد جاء كل بيت من هذه األبيات باألخبار يف توضيح وتفسري معىن اجلملة‬
‫ال يت قبله ا بالراب ط العطفي ال واو‪ .‬ف البيت األول هن اك وص ل بني كلم ة "ي داي و‬
‫رأس ي" م ع مجي ع مفاص يلي و"عي ين و رجلي" الزم بالغرام ة واملوض وع الث اين‬
‫"وفكري و نظري" كل يوم و ليلة" "يكل و يفىن يف حمبة قدويت" وقوله‪" :‬وخذ‬
‫بيدي أيا إمامي وسيدي‪ ،‬وسيد كل اخللق فردا ومجعة"‪ ،‬ويف البيت األخري "وعلم‬
‫املعاين والبالغة وأنت املعاين وبياين ولغيت" وهكذا‪.‬‬
‫أما الوصل حبرف العطف األخرى‪ ،‬فقد جاء حبسب ما تؤديه تلك احلروف‬
‫من معان ودالالت منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ال‪88‬واو‪ :‬لق د تناولن ا يف م ا تق دم دالل ة ال واو على العط ف والتش ريك‪ ،‬لكن ه ق د‬
‫يؤتى لتنفيذ إضافة إىل هذه الداللة أخرى يفصح عنها السياق منها داللة التوسط‬
‫بني كمالني ومن ذلك قوله‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫سالم عليك يا مدينة كوخل * ويا لك من فضل جزيل مفرح‬
‫وفيها يقول‪:‬‬
‫وقوله "يا مدينة كوخل "وقوله ويا لك من فضل جزيل" مها مجلتان إنشائيتان‪،‬‬
‫فجاءت الثانية موصولة باألوىل بـ "الواو" ألن الشاعر استعمل أسلوب النداء يف كل‬
‫واحد منهما وصارت كل مجلة مستقلة بنفسها لفظها ومعناها‪ ،‬أي مل تكن توكيدا‬
‫أو عطف ا أو بيان ا لألوىل مما يقض ى االتص ال بينهم ا‪ ،‬ولكن اتفاقهم ا يف الن وع أدى‬
‫إىل الوصل بينهما‪.‬‬
‫ديوان ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.26 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~45‬‬
‫ومن أمثلة ذلك قوله‪:‬‬
‫وإنك صدر لألنام ومصدر * وإنك باب الباب سيف اجلهاد‬
‫‪1‬‬
‫ول ـ ـ ــذت إليك فـ ـ ـخــذ بيدي * وم ـ ـ ــد علي ب ـ ـ ـ ـفـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــض وزادي‬
‫ميدح الش اعر الن يب ص لى اهلل علي ه وس لم بأن ه ص در األن ام‪ ،‬أرس له اهلل رمحة‬
‫للعاملني وهو أيضا باب الرشاد وينذر الناس طريق احلق‪.‬‬
‫اتفقت اجلملتان يف اخلربية‪ ،‬لذلك وصلتا بالواو‪ ،‬ألن األوىل مستقلة بنفسها‬
‫والثانية كذلك‪ ،‬التفاقهما يف النوع داع إىل الوصل بينهما‪.‬‬
‫الفاء‪ :‬وتفيد داللة الرتتيب والتعقيب دون إمهال أو تراخ‪ .‬ومما جاء على ذلك قوله‬
‫يف قصيدته ومطلعها‪:‬‬
‫فسبحان من أسرى بعبد من الفرس * من املسجد األقصى كذا الكرسي والعرش‬ ‫‪-1‬‬
‫حمـ ـمــد عبد اهلل م ـ ـ ـ ــرآة ذاتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه * حب ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ــب كـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب اهلل باحلفظ والنقش‬ ‫‪-2‬‬
‫دعاه إل ــه الـ ـ ـعـ ـ ــرش حن ـ ـ ــو سـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ــائه * ف ـ ـ ـ ـ ــراف ـ ـ ـ ـقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ج ـ ـ ـ ـ ــربي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل كالربق بالريش‬ ‫‪-3‬‬
‫وكان الفراق ع ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد سدرة منتهى * ف ـ ـ ـص ـ ـ ـ ــار ف ـ ـ ـ ـ ــريـ ـ ـ ـ ـ ــدا ن ـ ــحو رفرف كالفرش‬ ‫‪-4‬‬
‫وناجاه رب الع ـ ـ ـ ــرش ح ـ ـ ـ ــق م ـ ــناجة * ف ـ ـ ـ ــأعـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ـ ــاه م ـ ـ ـ ـ ـ ــا أعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه بال رش‬ ‫‪-5‬‬
‫فالفاء يف البيت الثالث عاطفة‪ ،‬تقتضى الرتتيب يف قوله‪" :‬دعاه إلــه العرش حنو‬
‫مساؤه أوال‪ ،‬فمن هن ا فرافق ه اجلربي ل ‪-‬علي ه الس الم‪ .-‬وك ذلك يف ال بيت األخ ري‬
‫فالفاء عاطفة بينهما تقتضي التعقيب والرتتيب يف قوله‪" :‬وكان الفراق عند سدرة‬
‫املنتهى" فصار من هنا فريدا حنو إلـهه‪ ،‬فمن هنا فرافقه جبريل عليه السالم كالربق‬

‫ديوان ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪62:‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~46‬‬
‫بالريش‪ ،‬ويف البيت اخلامس‪ :‬هناك أيضا الرتتيب والتعقيب يف قول الشاعر‪" :‬وناجاه‬
‫رب العرش" فأعطاه ما أعطى حيث جاءت الفاء هلذه الداللة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أو‪ :‬قال السهيلي‪" :‬أو" وضعت للداللة اآلتية‪:‬‬
‫التخيير‪ :‬قوله رمحة اهلل عليه‪:‬‬
‫طاب روحي وجناين * إذا أتى ابـ ــن التجاين‬ ‫‪-1‬‬
‫من ه ـ ـ ــواه قـ ـ ــد براين * ال أبايل مـ ـ ــن أذاين‬ ‫‪-2‬‬
‫أو حناين أو ن ـ ـ ـ ــهاين * رؤية البــن التـ ـ ــجاين‬ ‫‪-3‬‬
‫‪2‬‬
‫وه ـ ـ ــواه يف فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤادي * وغـ ــرامي ذا التجاين‬ ‫‪-4‬‬
‫ولطيف ة بالغي ة هن ا أن الش اعر ميدح الش يخ أمحد التج اين وه ذا املدح يص در‬
‫من شاعريته الصادفة والصافية حنو حمبوبه ومعشوقه‪ ،‬وال يبايل بكل من أذاه أو هناه‪،‬‬
‫الرؤية الشيخ أمحد التجاين‪.‬‬
‫فق د وص ل بني اجلمل تني املتفق تني يف اخلربي ة ب ـ "أو" للدالل ة على مع ىن التخي ري بني‬
‫"أذاين و حناين" "وحناين و هناين" وإمنا جاء هبما للتخيري‪.‬‬
‫الش‪88‬ك‪ :‬من ذلك ما جاء يف قوله رضي اهلل عنه يف مدح صاحب الفيضة‪ ،‬وعدد‬
‫أبياهتا (‪ )15‬وهي من حبر البسيط‪:‬‬
‫ب ـ ــشراك ب ـ ــيت ورب البـ ـ ــيت قـ ـ ـ ـ ــد نزال * أيت ج ـ ـ ـ ــوارا و وايف العام قد بدرا‬ ‫‪-1‬‬
‫بشرى حجاز و أرض الشام أو مصرا * بعد التهام وأرض الصني والبصرا‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 1‬نت ائج الفك ر يف النح و‪ ،‬أيب القاس م عبد ال رمحن بن عب د اهلل الس هيلي (ت ‪580‬هـ)‪ ،‬حتقي ق‪ :‬الش يخ ع ادل أمحد عب د املوج ود‪ ،‬والش يخ علي بن حمم د‬
‫معوض‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان ‪ ،1992‬ص‪.198:‬‬
‫‪2‬‬
‫ديوان ومضة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪143 :‬‬

‫~‪~47‬‬
‫بشرى الزمان أت ـ ـ ــت يا أه ـ ـ ـ ـ ــل ذا زمن * ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه رسول إل ــه العرش قد‬ ‫‪-3‬‬
‫‪1‬‬
‫بشرا‬
‫انتقل الشاعر بعد مدح املمدوح إىل البشارة للبيت اهلل احلرام‪ ،‬فبشره برب البيت‬
‫وخادمه وجاره ووايف العام قد ظهر بأرض حجاز والشام أو بأرض مصر والصني‬
‫والبصر‪ ،‬ويبشر الناس أخريا بأن بشرى الزمن أتت ورسول إلـ ــه العرش قد بشر‪.‬‬
‫وقوله يف البيت الثاين‪:‬‬
‫بشرى حجاز وأرض الشام أو مصرا * بعد التهام و أرض الصني والبصرا‬
‫وص ل بني مجل ة "أرض الش ام" و "أرض الص ني" فالراب ط العطفي "أو" ج اء إلف ادة‬
‫الداللة الشك‪ .‬يف تصوير ما غلب ظنه عليه‪.‬‬
‫التس ‪88‬وية‪ :‬ومما ج اء على ذل ك قول ه يف قص يدة م دح هبا ص احب الفيض ة‪ ،‬وع دد‬
‫أبياهتا (‪ )18‬وهي من حبر الطويل ومطلعها‪:‬‬
‫بشوق إمام الوق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت كنت أنـ ــور * ظـ ـ ــالم ف ـ ـ ـ ـ ـ ــؤادي بـ ـ ـ ـ ــال ــمحبة أحضر‬ ‫‪-1‬‬
‫إمامي لدى كل األمور العويصة * ب ـ ـ ــه أرجتى فـ ـ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــح ال ـ ـمـ ـ ــعالق تعسر‬ ‫‪-2‬‬
‫تكون به يف كل وق ـ ـ ـ ــت أمـ ـ ـ ـ ـ ــورنا * سـ ـ ــهوال ي ـ ـ ــسريا بـ ـ ـ ـعـ ـ ـ ــد عسر ميسر‬ ‫‪-3‬‬
‫‪2‬‬
‫ومايل سوى غوث زمـ ـ ـ ــاين ملجأ * بـ ـ ـكـ ـ ـ ـ ــل زم ـ ـ ـ ــان أو م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـ ـ ـ ـ ـ ــان حيذر‬ ‫‪-4‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السايبق‪ ،‬ص‪86 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪78 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~48‬‬
‫ويف آخ ر ه ذه األبي ات وص ل حبرف العط ف أو بني كلم تني زم ان ومك ان‬
‫مفيدا معىن التسوية‪ ،‬وقد استعمل الشاعر "أو" هنا على أنه ال يبايل وال خيشى بأن‬
‫يبني موقف الشيخ وقيمته يف كل زمان أو مكان‪.‬‬
‫ثم‪ :‬وهو حرف عطف يفيد الرتتيب مع الرتاخي يف الزمن وهو خيتلف عن "الفاء"‬
‫واملهملة هذا أطول منها ومنه قوله يف املدح املصطفى صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫س ــالم على احملبوب ط ـ ـ ـ ــه حممد * سالم على احملمود ياسيني أمحد‬ ‫‪-1‬‬
‫سالم على املطلوب حبـي حممد * سالم عليك يـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا حب ـي ــيب حممد‬ ‫‪-2‬‬
‫سالم على خـ ـ ـي ـ ـ ــر األنـ ــام حممد * سالم عليك كـ ـ ـ ــل يـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم جمـ ـ ــدد‬ ‫‪-3‬‬
‫سالم على هادي الربيات أمحد * سالم عـ ـل ـ ــيك والس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم مردد‬ ‫‪-4‬‬
‫‪1‬‬
‫سالم على من كان هلل م ـ ــرشــدا * بـ ـ ـ ـ ـ ــقول وفـ ـ ــعل ث ـ ـ ـ ـ ــم حال مؤكد‬ ‫‪-5‬‬
‫ففي قوله‪:‬‬
‫سالم على من كان هلل م ـ ــرشــدا * بـ ـ ـ ـ ـ ــقول وفـ ـ ــعل ث ـ ـ ـ ـ ــم حال مؤكد‬
‫جاء بعطف بني قوله "قول و فعل "مث" حال مؤكد ألهنما حيمل اللفظ نفسه إلفادة‬
‫معىن التأكيد مع الرتاخي‪.‬‬
‫ب ‪88‬ل‪ :‬ح رف عط ف يفي د اإلض راب‪ ،‬ومما ج اء على ذل ك قول ه يف قص يدة عنواهنا‬
‫ح رف اجليم وغرض ها‪ :‬م دح املص طفى ص لى اهلل علي ه وس لم وع دد أبياهتا (‪)13‬‬
‫وهي من حبر الطويل ومطلعها‪:‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪55:‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~49‬‬
‫‪2‬‬
‫ويل يف مديح سيد اخللق منهج * حممد حمبوب وللكرب مفرج‬
‫حيث يقول‪:‬‬
‫وإن مت أحياين حمبة أمحد * وذلك ظين بل يقيين املفلج‬
‫فقد وصل حرف العطف "بل" بني "ظين" و "يقيين" ليفيد داللة اإلضراب‪ .‬عما هو‬
‫املراد واإلثبات مما أمكن‪.‬‬
‫لكن‪ :‬حرف عطف يدل على اإلستدراك إذ جييء العطف فيه بني أمرين متخالفني‬
‫يف املعىن‪ ،‬ويتمثل ذلك عن طريق انتقال املتكلم من املعىن األول املعطوف عليه إىل‬
‫املعىن اآلخر "املعطوف" ومن ذلك قوله يف قصيدة غرضها مدح الشيخ علي سيس‪،‬‬
‫وعدد أبياهتا (‪ )12‬وهي من حبر الطويل‪ .‬ومطلعها‪:‬‬
‫وإين حلـ ـ ـ ـ ـ ــب الغـ ـ ـ ــوث واهلل ظاهر * وقليب بـ ـ ـتـ ـ ـ ــذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاري حليب شاكر‬ ‫‪-1‬‬
‫ومهما طلبت الصرب عاق تصربي * وتذكار هذا الفرد يف القلب عامر‬ ‫‪-2‬‬
‫معني مـ ـ ـ ـغ ـ ـ ـ ــيث للـ ـ ـب ـ ـ ـ ـ ــرية م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركز * فـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوضاته عند البساتني ماطر‬ ‫‪-3‬‬
‫‪2‬‬
‫وال الـ ـ ـشـ ـ ـ ـ ــعر مـ ـ ـ ـن ـ ـ ــي للعبارة وافيا * ول ـ ـ ـك ـ ـ ـ ــن كبـ ـ ـ ـ ـ ــري لل ـ ـ ـ ــقصري يغافر‬ ‫‪-4‬‬
‫اس تمر الش يخ يف ه ذه األبي ات يص ف ش دة حب ه وش وقه إىل ش يخه ويقس م ميين ا‬
‫بتحقيق مراد قلبه حنو حمبوبه‪ ،‬ويذكر مناقبه وصفاته العظيمة مثل قوله‪ :‬معني مغيث‬
‫للربكة مركز وفيوضاته عند البساتني النازلة‪ ،‬وما اتصف به من أمانة وصرب ورمحة‬
‫وسخاء‪،‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪56:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ديوان‪ :‬ومضة ‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪74:‬‬ ‫‪2‬‬

‫~‪~50‬‬
‫ويف قوله‪:‬‬
‫وال الشعر مين للعبارة وافيا * ولكن كبري للقصري يغافر‬
‫ويف هذا البيت‪ :‬وصل حبرف العطف "لكن" حيث وصل الشاعر بني صدر‬
‫ال بيت وعج زه بـ ـ "لكن" يف قول ه‪" :‬وال الش عر م ين للعب ارة وافي ا" يع ين األلف اظ‬
‫والعب ارات‪ ،‬وإمنا الظ روف هي ال يت س اقته إلي ه وه و مض طر ول وال الكب ري م ا جرى‬
‫القصري شيئا‪.‬‬
‫ح‪88‬تى‪ :‬ح رف عط ف للغاي ة‪ ،‬ويش رتك م ا قبله ا م ع م ا بع دها يف احلكم‪ ،‬وجيب أن‬
‫يتوافر فيها أمران يف املعطوف أن يكون بعضا من املعطوف عليه‪ ،‬أو كبعضه ومنها‬
‫قوله يف إحدى قصائده‪:‬‬
‫ل ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ــن لنا رب ـ ـ ـ ـ ــنا ص ـ ـعـ ـ ـ ــوبة القلوب * بـ ـ ـفـ ـ ـضـ ــلك اللهم عالم الغ ـ ـ ـي ــوب‬ ‫‪-1‬‬
‫م ـ ـ ـن ــك ل ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا الـمنقول واملعقول * ي ـ ـسـ ـ ــر لنا الـ ــمع ـ ـ ــلوم والـمـ ـجــهول‬ ‫‪-2‬‬
‫‪1‬‬
‫أغث إهلي الذي عن وجد قد فقدا * حىت يكون غنيا يف هنا وغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬ ‫‪-3‬‬
‫ي دعو الش اعر اهلل عالم الغي وب‪ ،‬أن يلني ل ه قلب ه‪ ،‬وييس ر ل ه مجي ع ظ واهره‬
‫وبواطنه بفضله‪ .‬وأن يكون مغيثا للفقري والضعيف حىت يكون غنيا يف الدارين‪.‬‬
‫وقد وصل حرف العطف "حىت" يف البيت األخري للداللة على تشريك ما قبلها‬
‫مع ما بعدها يف احلكم بني صدر البيت وعجزه مما بينهما من املناسبة‪.‬‬
‫إن الفص ل يف دي وان ومض ة من درر الش يخ أيب الفتح ج اء على ثالث ة أمناط‬
‫وهي‪ :‬كمال االتصال‪ ،‬وكمال االنقطاع‪ ،‬وشبه كمال االتصال‪.‬‬
‫ديوان‪ :‬ومضة ‪ ،‬املرجع نفسه ص‪156:‬‬ ‫‪1‬‬

‫~‪~51‬‬
‫والوصل يف الديوان ملمحا أسلوبيا بارزا‪ ،‬لكثرة ورودها فيه‪ ،‬إذ ال تكاد ختلو‬
‫منه ا قص يدة من قص ائده‪ ،‬وق د متث ل حض ورها يف منطني مها‪ :‬القص د إىل اش راك‬
‫اجلمل تني يف احلكم اإلع رايب‪ ،‬واتف اق اجلمل تني خ ربا وإنش اءا م ع املناس بة يف املع ىن‪،‬‬
‫والوص ل حبروف العط ف األخ رى فق د ج اء حبس ب م ا تؤدي ه تل ك احلروف من‬
‫املعاين والدالالت املعروفة‪.‬‬

‫~‪~52‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫المصادر‪:‬‬
‫القرآن الكرمي‬ ‫‪-1‬‬
‫الشيخ أيب الفتح الريواوي "ديوان ومضة من درر الشيخ أيب الفتح"‪ ،‬طبعة‬ ‫‪-2‬‬
‫املراجعة‪ ،‬ميدغري‪2006 ،‬م‪1426/‬هـ‪ .‬النسخة املصورة‪.‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫أمين أمني عبد الغين‪ ،‬الكايف يف البالغة‪ ،‬دار التوفيقية للرتاث بدون التاريخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إبتسام أمحد محداين‪" ،‬الدكتور"‪ :،‬األسس اجلمالية لإللقاء البالغي يف العصر‬ ‫‪-‬‬
‫العباسي‪ ،‬ط‪ ،1/‬دار العلم‪1418 ،‬هـ = ‪1998‬م‪.‬‬
‫أمحد أمحد "البدوي"‪ ،‬من بالغة القرآن‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة بدون التاريخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمحد مطلوب "الدكتور" الربهان الكاشف عن إعجاز القرآن‪ ،‬ط‪ ،11‬بغداد‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1974‬م‪.‬‬
‫أمحد اهلامشي "الس يد"‪ :‬ج واهر البالغ ة يف املع اين والبي ان والب ديع‪ ،‬ط‪ ،2/‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت – لبنان‪.‬‬
‫التهناوي‪ ،‬كشف اصطالحات الفنون‪ ،‬ط‪ ،1/‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيظروت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫لبنان‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫جار اهلل أبو القاسم (عمر الزخمشري)‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬ط‪ ،1/‬حتقيق‪ :‬حممد‬ ‫‪-‬‬
‫باسل عيون السود‪ ،‬دار الكتب العلمية بريوت‪ -‬لبنان‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫~‪~53‬‬
‫اخلطيب (القزوي ين)‪( ،‬ت ‪ :)739‬اإليض اح يف عل وم البالغ ة‪ ،‬ط‪ ،1/‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان‪1305 ،‬هـ ‪1985 -‬م‪.‬‬
‫عبد اجلليل عبده (الزجاج) "الدكتور" معاين القرآن‪ ،‬مكتبة العصرية‪ ،‬صيدا‬ ‫‪-‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫عبد العزيز عبد املعطي عرفـة‪ ،‬من بالغة النظم العريب‪ ،‬ط‪" ،2/‬دراسة حتليلية‬ ‫‪-‬‬
‫ملسائل علم املعاين" عامل الكتب‪1404 ،‬هـ ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫عب د العزي ز ع تيق "ال دكتور"‪ :،‬علم الب ديع‪ ،‬دار اآلف اق العربي ة‪ ،‬ط‪،1/‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1424‬هـ ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫عز الدين أيب حامد وعبد احلميد بن هبة اهلل املدائين "أيب احلديد"‪ :،‬شرح هنج‬ ‫‪-‬‬
‫البالغة‪ ،‬ط‪1/‬حتقيق‪ :‬حممد أبو الفضل إبراهيم‪ ، ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بغداد‬
‫– العراق‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫عب د الفت اح (البس يوين) "ال دكتور"‪ ،‬علم املع اين "ت ‪794‬هـ"‪ ،‬تعلي ق‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار الفكر بريوت – لبنان‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫عب د الق اهر (اجلرج اين)‪ :‬دالئ ل اإلعج از‪ ،‬تعلي ق وش رح‪ :‬حمم د عب د املنعم‬ ‫‪-‬‬
‫جفايف‪ ،‬مكتبة القاهرة‪1976 ،‬م‪.‬‬
‫عه ود عب د الواح د عب د الص احب‪ ،‬الس ور املدني ة ط‪ ،11/‬دراس ة بالغي ة‬ ‫‪-‬‬
‫وأسلوبية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان – األردن‪1419 ،‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫فض ل حس ن عب اس‪ ،‬البالغ ة فنوهنا وافناهنا‪ ،‬دار النف ائس األردي ة‪ ،‬ط‪،13‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1429‬هـ ‪2009‬م‪.‬‬
‫~‪~54‬‬
‫فاضل صاحل السامرائي "الدكتور" معاين النحو‪ ،‬ط‪ ،21/‬دار الفكر للطباعة‬ ‫‪-‬‬
‫والنشر والتوزيع – عمان‪ -‬األردان‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‬
‫ابن قيم اجلوزية (ت ‪751‬هـ)‪ :‬الفوائد املشوق‪ ،‬إىل علوم القرآن وعلم البيان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪ ،2/‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت لبنان‪1988 ،‬م‪.‬‬
‫حمم د األمني (اخلض ري) "ال دكتور" اإلعج از يف نس ق الق رآن ط‪1 ،/‬دراس ة‬ ‫‪-‬‬
‫للوصل والفصل بني املفردات" ‪ ،‬مكتبة زهراء ‪-‬الشرق‪ ،‬القاهرة‪1423 ،‬هـ‬
‫‪2020‬م‪.‬‬
‫جمهد حيجاين الديلمي وآخرون‪ ،‬علم املعاين بدون التاريخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حممد بن عبد اهلل (بدر الدين الزركشي) "اإلمام" الربهان يف علوم الق رآن‪ .‬ط‬ ‫‪-‬‬
‫‪"،1‬دراس ة بالغي ة ونقدي ة ملس ائل املع اين" مؤسس ة املخت ار للنش ر والتوزي ع‪،‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫حمم د بن علي (ركن ال دين اجلزباين)‪ :‬إرش ادات والتنبيه ات يف علم البالغة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪ ،1/‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بدون التاريخ‪.‬‬
‫حمم د ط اهر الالدقي‪ ،‬املبس ط يف علوم البالغ ة‪ ،‬مع ان والبيان والب ديع‪ ،‬مناذج‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيقي ة‪ ،‬ط‪1432 ،2‬هـ‪2011 ،‬م‪ .‬دار الطباع ة‪ ،‬مكتب ة العص رية‪ ،‬ص يدا‬
‫بريوت‪.‬‬

‫~‪~55‬‬
‫المعاجم والقواميس‪:‬‬
‫أمحد بن حمم د بن علي‪( ،‬الفي ومي)‪ ،‬املص باح املن ري يف غ ريب الش رح الكب ري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪ ،31/‬للرافعي تصحيح مطبعة مصطفى احلليب‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫خلي ل أمحد (الفراهي دي) كت اب العني‪ ،‬ترمجة‪ :‬مه دي املخ زومي وإب راهيم‬ ‫‪-‬‬
‫السامر أيب‪ ،‬ج‪ ،8/‬دار الرشيد‪ ،‬العراق ‪1915‬م‪.‬‬
‫األدب لويس اليسوعي‪ ،‬املنجد يف اللغة واألعالم‪ ،‬الطبعة الثامنة والعشرون‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار املشرق‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان‪.‬‬
‫جمم ع اللغ ة العربي ة "مص ر"‪ :‬املعجم الوس يط‪ ،‬ج‪ ،1/‬ط‪ ،21/‬الق اهرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1972‬م‪.‬‬
‫البحوث العلمية‪:‬‬
‫‪ -‬آمل حممد عبد القادر‪ ،‬النثر الفين عند الشيخ أمحد أيب الفتح‪ ،‬دراسة حتقيقية‬
‫لبعض النماذج‪" ،‬رسالة املاجستري" جامعة ميدغري‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حمم د ث الث بف ا‪ :،‬الش عر الص ويف للش يخ أمحد أيب الفتح ال ريواوي‪" ،‬دراس ة‬
‫املاجستري" جامعة ميدغري ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مع ذا حمم د‪ ،‬فن اخلطاب ة عن د الش يخ أمحد أيب الفتح‪" ،‬رس الة ال دكتوراه" يف‬
‫اللغة العربية‪ ،‬جامعة صكتو‪2005 ،‬م‪.‬‬
‫المرجع اإلنكليزي‪:‬‬
‫‪Kyari Tijjani Political and Administration Development. Inpricolonian Borno, Vol.1‬‬
‫‪1.8 p,2‬‬

‫~‪~56‬‬
‫المرجع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ -‬رض ا احلوري "ال دكتور" ومنص ور أب و رين ة "ال دكتور"‪ ،‬الفص ل والوص ل يف‬
‫متشا ب ه النظم الق رآين دراسة بالغية تفس ريية‪ ،‬مها أس تاذان مساعدان بقسم‬
‫أصول الدين كلية أدب جامعة يرموك‪ .‬تاريخ النشر ‪1437‬هـ‬
‫ت اريخ الزي ارة ‪Htt://conference.kuis.edu.my/icpr/img/29.docs2015 ,26/11/2020‬‬
‫‪ 4:30.‬مساءا‬

‫~‪~57‬‬

You might also like