You are on page 1of 31

‫المملكة العربية السعودية‬

‫و ازرة التعليم العالي‬

‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‬

‫معهد العلوم اإلسالمية والعربية في إندونيسيا‬

‫زهير بن أبي سلمى سيرته و آثاره األدبية‬


‫بحث صفي في المستوى السادس مقدم في تخصص األدب‬

‫بإشراف‪:‬‬

‫د‪.‬باسم مفضي المعايطة حفظه هللا تعلى‬

‫عضو هيئة تدريس في قسم اللغة العربية‬

‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫رفق زكية عملية‬

‫‪441024174‬‬

‫استكماالً لمتطلبات مادة البحث التطبيقي ‪3‬‬

‫لمستوى السادس الفصل الثاني لعام الجامعي ‪1443 -1442‬هـ‬

‫الموافق ‪2022 -2021‬م‬


‫اإلهداء والشكر‬

‫ال يوجد أي كلمة من الكلمات الجميلة التي ينبغ أن أقول إال الحمد هلل الذي أنعم إلينا‪،‬ثم الصالة و‬
‫السالم على النبي محمد أفصح الناطق بالضاد و عائلته‪.‬‬

‫أما بعد‪ ،‬يجدر لي أن أهدي جزيل الشكر الموفور وفائق االحترام لمن ساعدني في انتهاء كتابة البحث‬
‫التطبيقي بخلوص الفؤاد و مملوؤ الفرح وهم ‪:‬‬

‫‪ .1‬فضيلة الدكتور باسم مفضي المعايطة كمشرف البحث التطبيقي الذي بذل جهده بإعطاء‬
‫التوجيهات ليكون هذا البحث الئقا‪.‬‬

‫‪ . 2‬والداني المحبوباني بكل حنائهما و دعاء هما‪ ،‬عسى ربنا أن يحفظهما و يعينهما‪.‬‬

‫‪ .3‬المعلمين و المعلملت الذين اليسأمون في التعليم و إلى الصديقات المحبوبات‪.‬‬

‫‪ .4‬أشكر كل من ساعدني في إتمام هذا البحث‪.‬‬

‫عسى هللا أن يجزيهم أجزاء‪ ،‬أرجو من الذين يقرؤون هذا البحث التطبيقي بتقديم االقتراحات و‬
‫اإلصالحات حتى يكون هذا البحث الئقا منا سبا على حسب تنظيم عقلي‪ ،‬أخي ار عسى أن يكون هذا‬
‫البحث نافعا للباحث ولكل من تفاعل به‪.‬‬

‫‪i‬‬
‫مقدمة‬

‫محمدا عبده ورسوله‪،‬‬


‫ً‬ ‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫تسليما ً‬
‫ً‬ ‫صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه‪ ،‬وسلم‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫كان شعر العصر الجاهلي شع ار غنائيا‪ ،‬اتصل بالذات وعبر عن مشاعرها‪ .‬وشعرنا العربي هو شعر‬
‫ذاتي تتراءى فيه النفس ومشاعرها‪ ،‬والجنان ودقاته‪ ،‬والروح ورهفاتها‪ ،‬فإذا ما قرأناه عرفنا حلهم‬
‫وترحالهم‪ ،‬وحروبهم وأنواع حيوانهم وطيورهم‪ ،‬وطقوس عباداتهم‪ ،‬وجميع عاداتهم وتقاليدهم‪ ،‬حتى قالوا‬
‫عنه "الشعر ديوان العرب"‪.‬‬

‫تناولت هذه الدراسة الشاعر زهير بن أبي سلمى وهو من أهم شعراء العصر الجاهلي‪ ،‬شاعر السلم‬
‫والحكمة والرصانة‪ ،‬زهير بن أبي سلمى‪.‬‬

‫دفعني لهذه الدراسة ما عرف به الشاعر من بمائة الخلق وعفة اللسان‪ ،‬وما قدمه من أقوال وأمثال‬
‫تهدف لبناء مجتمع سليم آمن في معلقته‪ ،‬وموضوعها مدح السيدين الحارث بن عوف وهرم بن سنان‬
‫اللذين أصلحا بين عبس وذبيان‪.‬‬

‫قمت بتقسيم هذا البحث إلى مقدمة وتمهيد و فصالن وخاتمة‪ ،‬ثم قائمة بالمصادر والمراجع‪ ،‬مهدت‬
‫لهذه الدراسة بترجمة الشاعر من حياته وأخالقه وآثاره ومعلقته‪ .‬تناولت في الفصل األول ترجمة‬
‫الشاعر‪ ،‬ويحتوي خمسة مباحث‪ :‬المبحث األول تحدثت فيه عن اسم ونسب زهير‪ .‬تناول المبحث‬
‫الثاني مولده و موته زهير‪ ،‬تناول المبحث الثالث نشأته و حياته‪ ،‬المبحث الرابع عن صفاته و أخالقه‪،‬‬
‫المبحث الخامس عن مكانته و ثقافته الشعرية‪.‬‬

‫]‪[ii‬‬
‫تحدثت في الفصل الثاني عن آثاره‪ ،‬ويحتوي على المبحث األول أغراض الشعر زهير بن أبي سلمى‪،‬‬
‫ثم المبحث الثاني العوامل التي أثرت في شعره ‪ ،‬المبحث الثالث خصائص شعره‪،‬المبحث الرابع المعلقة‬
‫زهير بن أبي سلمى ثم الخاتمة وفهرس األبيات والموضوعات ثم المصادر والمراجع‪.‬‬

‫وأخي ار أسأل هللا أن أكون قد أوفيت هذا البحث حقه‪ ،‬فإن وفقت فبفضل هللا ورحمة‪ ،‬وإن كان به قصور‬
‫فمن عندي وسبحان من له الكمال‪ ،‬عليه توكلت وإليه أنيب‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تظهر أهمية الموضوع في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ُ -1‬زهير بن أبي ُسْلمى المزني (‪ 609 - 520‬م) أحد أشهر شعراء العرب وحكيم الشعراء في‬
‫وزهير بن أبي ُسْلمى والنابغة‬
‫الجاهلية وهو أحد الثالثة المقدمين على سائر الشعراء وهم‪ :‬امرؤ القيس ُ‬
‫الذبياني‪ .‬وتوفي قبيل بعثة النبي محمد‪.‬‬

‫‪ – 2‬كما يعد زهير من أشهر الشعراء في العصر الجاهلي‪ ،‬حيث لقب بحكيم الشعراء في الجاهلية‪.‬‬
‫‪ – 3‬هناك العديد من األغراض الشعرية كالوصف‪ ،‬المدح والرثاء التي ميزت شعر زهير بن أبي سلمى‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫تظهر أسباب اختياري هذا الموضوع في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬أريد أن أتعمق في معرفة شخصية زهير بن أبي سلمى كما أنه من شعراء الجاهلي الذي لقب‬
‫بحكيم الشعراء في الجاهلية‪.‬‬

‫متأثر بالثقافة‬
‫‪ – 2‬ألن زهير من شعراء متقدمين باألخالق العامة واإلستقامة والخير وبعده عن الشر ًا‬
‫الدينية في عصره‪.‬‬

‫أهداف الموضوع‪:‬‬

‫يهدف البحث في هذا الموضوع إلى اآلتي‪:‬‬

‫‪ - 1‬إستكماال لمتطلبات بحث التطبيقي‪.‬‬

‫‪ - 2‬لمعرفة من هو زهير بن أبي سلمى حياته ونشأته ومولده‪.‬‬

‫]‪[iii‬‬
‫‪ - 3‬لمعرفة آثار زهير في شعره من أغراض وخصائص شعره ومعلقته‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫المنهج اإلستق اررئي الذي يعتبر أساسا في كل بحث‪،‬ويكون ذلك تتبع الموضوع واستقرائه في مظانه‬
‫وجمع المعلومات المتعلقة بالموضوع في هذا المظان‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫انتظمت خطة البحث في اإلهداء والشكر‪ ،‬ومقدمة‪ ،‬وتمهيد‪ ،‬وفصول‪ ،‬ومباحث‪ ،‬وخاتمة‪ ،‬وقائمة‬
‫المراجع‪ ،‬وفهارس‪.‬‬

‫المقدمة‪ :‬وفيها أهمية الموضوع وأسباب اختياره وأهدافه ومنهج البحث وخطة البحث‪.‬‬

‫وهذا البحث وتقسم إلى فصلين‪،‬الفصل األول مقسم إلى خمسة مباحث والفصل الثاني مقسم إلى أربعة‬
‫مباحث‪ ،‬ثم خاتمة‪ ،‬ثم فهرس األبيات الشعرية و فهرس الموضوع‪ ،‬ثم قائمة المراجع‪.‬‬

‫]‪[iv‬‬
‫التمهيد‬
‫وي ُّ‬
‫عد من أقدم األشعار العر ّبية‪ ،‬حيث‬ ‫الجاهلي‪ُ ،‬‬ ‫إن الشعر الجاهلي هو الشعر الذي ُكتب في الزمن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اهيدي‪ ،‬والتي بلغت‬
‫وصور متنوعة‪ ،‬وأوزان الخليل بن أحمد الفر ّ‬
‫ًا‬ ‫كبيرا‪،‬‬ ‫يجمع هذا اللون الشعر ّي ً‬
‫عددا ً‬
‫يدل على جمال الذوق الفني‪ ،‬ورفعة‬
‫الجاهلي ُّ‬ ‫‪ 15‬وزًنا‪ ،‬ووزًنا آخر لألخفش‪ ،‬وبهذه الصورة َّ‬
‫فإن الشعر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫اإلحساس العربي القديم‪.‬‬
‫ّ‬
‫قبل الخوض في حياة زهير وآه أود أن أمهد له بالحديث عن العصر الذي عاش فيه‪ ،‬وهو العصر‬
‫الجاهلي‪ .‬كما يجب أن أوضح مدلول مصطلح كلمة جاهلية التي أطلقت على هذا العصر فهي ليست‬
‫مشتقة من الجهل الذي هو ضد العلم ونقيضه‪ ،‬إنما من الجهل بمعنى السفه والغضب والنزق‪ ،‬فهي‬
‫تقابل كلمة اإلسالم التي تدل على الخضوع والطاعة هللا عز وجل وما يطوى فيها من سلوك خلقي‬
‫كريم‪ .‬ودارت هذه الكلمة في النكر الحكيم في سورة البقرة في قوله تعالى‪ [ :‬قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ‬
‫باهلل أن أكون من الجاهلين]‪ ،2‬وقوله [ ولكني أراكم قوما تجهلون]‪ 3‬وفي الحديث النبوي الشريف أن‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم قال ألبي ذر وقد عير رجال بأمه‪" :‬إنك امرؤ فيك جاهلية"‪.4‬‬

‫وواضح من هذه النصوص أن الكلمة استخدمت للداللة على السفه والطيش والحمق‪ ،‬وبعبارة أدق على‬
‫العصر السابق له مباشرة وكل ما كان فيه من وثنية وأخالق قوامها الحمية واألخذ بالثأر واقتراف ما‬
‫حرمه الدين الحنيف من موبقات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫علي الجندي (‪ ،) 1991‬في تاريخ األدب الجاهلي (الطبعة األولى)‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة دار التراث‪ ،‬صفحة ‪ ،276-275‬جزء الجزء األول ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سورة البقرة‪،‬الآلية ‪.67‬‬

‫‪3‬‬
‫سورة البقرة‪.29،‬‬

‫‪4‬‬
‫صحيح مسلم‪،‬مسلم بن الحجاج‪،‬بيروت‪،‬دار إحياء التراث الديني‪،‬ص ‪82‬‬

‫]‪[v‬‬
‫زهير بن أبي ُسلمى هو أحد فحول الشعر في العصر الجاهلي‪ ،‬كما ّأنه أحد الشعراء الثالثة الذين‬
‫وزهير بن أبي ُسْلمى‪ ،‬والنابغة الذبياني‪ ،‬وقد‬
‫قدمهم النقاد على كافة شعراء العرب وهم‪ :‬امرؤ القيس‪ُ ،‬‬
‫اختلف النقاد ّأيهم ظهر قبل صاحبيه‪ ،‬لكنهم لم يختلفوا في الثالثة‪ ،‬وكان زهي اًر شاع اًر فذاً شهد له بذلك‬
‫وع ّده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬أشعر الشعراء‪.1‬‬ ‫الكثيرون‪َ ،‬‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مصطفلى الغالييني‪ ،‬رجال المعلقات العشر‪ ،‬بيروت‪ :‬المكتبة الشاملة‪ ،‬صفحة ‪.29، 30‬‬ ‫‪1‬‬

‫]‪[vi‬‬
‫الفصل األول‪ :‬حياته و سيرته الذاتية‬

‫المبحث األول‪ :‬اسمه و نسبه‬

‫هو زهير بن أبي سلمى‪ ،‬واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن عوام بن قرط بن الحارث بن مازن بن‬
‫ثعلبة بن ثور بن هزمة بن الطم بن عثمان بن مزينة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر‪ 1‬وفي شرح‬
‫‪2‬‬
‫الزوزني هو‪ :‬عمرو بن أد ‪ .‬بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار‪.‬‬

‫وهو زهير بن أبي سلمى واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن‬
‫‪3‬‬
‫ثور بن هزمة بن ألم بن عثمان بن مزينة‪.‬‬

‫في األغاني‪ :‬هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرة بن الحارث بن مازن بن ثعلبة بن ثور بن‬
‫هزمة بن األصم بن عثمان بن عمرو ابن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار‪ .‬ومزينة أم عمرو‬
‫بن أد هي بنت كلب بن وبرة‪ 4.‬ومزينة امرأة نسب إليها أوالدها‪ ،‬وكانا لعرب أحيانا ينسبون إلى المرأة‬
‫مثل قبيلة خندف وبجيلة وغيرهما‪.‬‬

‫يقول ابن عبد ربه‪ :‬مزينة بن عمرو بن أد بن طابخة بن الياس‪ ،‬نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن‬
‫وبرة‪ ،‬منهم النعمان بن مقرن‪ ،‬ومنهم معقل بن سنان‪ ،‬وزهير بن أبي سلمى‪ ،‬ومعن بن أوس الشاعر‪.‬‬
‫ولم أعثر على نص يفسر سبب تكنية أبيه بأبي سلمى‪ ،‬غير أنه لم يكن لدى العرب سلمى بضم السين‬
‫غيره‪ ،‬ولذلك كنى باسم ابنته التي انفردت بهذا االسم‪.‬‬

‫‪ 1‬جمهور أشعار العرب‪،‬ألبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي‪،‬تحقيق شرف الدين‪،‬دار المكتبة هالل‪،‬الطبعة الثانية‪1991،‬م‪،‬ص ‪.90‬‬

‫‪ 2‬شرح المعلقات السبع‪،‬حسين بن أحمد الزوزني‪،‬الطبعة األولى‪1989،‬م‪،‬ص ‪147‬‬

‫‪ 3‬طبقات فحول الشعراء‪،‬محمد بن سالم الجمحي‪،‬شرح محمود محمد شاكر‪،‬طبعة األولى‪،‬ص‪.51‬‬

‫‪ 4‬األغاني‪،‬ألبي الفرج األصفهاني‪ ،‬الجزء العاشر‪،‬دار الكتب المصرية‪،‬القاهرة‪،‬ص‪298‬‬

‫]‪[1‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مولده و موته‬

‫زهير ولد حوالي ‪530‬م ولكن يجب أن نذكر أنه لم يدرك اإلسالم‪ .1‬وتحدد بعض الروايات سنة مولده‬
‫بعام ‪ ،520‬ولد في بالد غطفان بنواحي المدينة المنورة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد)‪ ،‬وهو‬
‫زوج‬
‫من قبيلة مزينة وكان بنو عبد هللا بن غطفان جيرانهم وكذلك بنوة مرة من غطفان‪ .‬ومن غطفان ت ّ‬
‫مرتين‪.‬‬
‫ّ‬

‫توفي ُزهير عام ‪610‬م‪ 2‬أي قبل بعثة النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬بعام‪ ،‬ويظهر أنه عمر طويال إذ‬
‫يقال في بعض الروايات إنه أدرك اإلسالم وله مائة سنة ولم يسلم‪ 3.‬ولكن إدراكه اإلسالم غير صحيح‬
‫وإنما الصحيح أنه مات قبل اإلسالم بمدة قليلة‪ ،‬والذي أدرك اإلسالم حقا ابناه بجير وكعب‪ ،‬وقد أسلما‬
‫وحسن إسالمهما‪ ،‬ولكعب قصيدة معروفة في مدح الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهي ذائعة مشهورة‪.4‬‬

‫كأنه ُح ِمل إلى السماء‬


‫وكان في أواخر عمره أن رأى رؤيا في منامه تنبأ بها بظهوراإلسالم‪ ،‬إذ رأى ّ‬
‫ضر‪،‬‬‫وعندما اقترب من لمسها بيديه سقط إلى األرض‪ ،‬فقص رؤياه هذه على ولده عندما كان ُيحتَ َ‬
‫فتمسكوا به‪ ،‬وسارعوا إليه)‪ ،‬فصدقت‬
‫أشك ّأنه كائن من خبر السماء بعدي‪ ،‬فإن كان ّ‬
‫(إني ال ّ‬‫وقال له‪ّ :‬‬
‫رؤياه‪ ،‬وعند بعثة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬أسلم ولده كعب وأنشد قصيدته المشهورة في مدح‬
‫‪5‬‬
‫رسول هللا بانت سعاد‪.‬‬

‫‪ 1‬زهير شاعر السلم في الجاهلية‪،‬الجندينص‪.63‬‬

‫‪ 2‬تاريخ األدب العربي‪،‬لعمر فروخ‪،‬الطبعة الثانية‪،‬دار العلم للماليين‪،‬بيروت‪1969،‬م‪،‬الجزء األول‪،‬ص‪.159‬‬

‫‪ 3‬األغاني‪،‬األصفهاني‪،‬الجزء العاشر‪،‬ص‪391‬‬

‫تاريخ األدب العربي ‪،‬شوقي ضيف‪،‬الطبعة ‪،1‬القاهرة‪،‬دار المعارف‪1960،‬م‪،‬ص ‪.304‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 5‬مصطفى الغالييني‪ ،‬رجال المعلقات العشر‪،‬بيروت‪:‬المكتبة الشاملة‪،‬ص‪.30:‬بتصرف‪.‬‬

‫]‪[2‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬نشأته وحياته‬

‫زهير بن أبي سلمي شاعر جاهلي من المتقدمين‪ ،‬ولد على االرجح سنة ‪ ،530‬ومات سنة‪ ..610‬ألن‬
‫بي غطفان الذين كان زهير ينزل عندهم‪ ،‬اسلموا سنة ‪ ،630‬واسلم ابنه (بحير) في هذا الوقت أيضاً‪،‬‬
‫ثم تبعه ابنه كعب بعد سنة‪ ،‬وليس من المعقول أنتتقبل االسالم (غطفان) ثم يتبعهما ولده بعد األخر‪،‬‬
‫ويظل زهير على وثنيئته‪ ،‬دون ان يذكر المؤرخون شيئاً من امره‪ ،‬واذا فال بد انه مات قبل هذا‬
‫بقليل‪،‬ولهذا نرجح موته قبل سنة ‪ .. 630‬ومات بعد ان شبع من الحياة إذ امتد به العمر حتى قلرب‬
‫المائة او كاد‪.1‬‬

‫وزهير بن أبي سلمى بن ربيعة بن رياح من بني (مزينة) ولكنه اقام عند بني غطفان ألنه تزوج امرأة‬
‫منهم‪ ،‬كما يقال انه غادر قومه لخالف وقع بينه وبينهم فتركهم ونزل في أرض غطفان في محل من‬
‫نجد يقال له الحاجز‪.‬‬

‫وزهير كطرفة يحيط به الشعر من جميع أطرافه‪ ،‬فأبوه من الشعراء‪ ،‬وخاله مثله‪ ،‬وزوج أمه اوس بن‬
‫حجر كان شاع اًر ايضاً‪ ،‬واختاه سلمي والخنساء شاعرتين‪ ،‬وكان له ابنان شاعر أنهما بحير‪ ،‬وكعب‬
‫بن زهير‪ .‬وكان ابن ابنه ايضاً المضرب بن كعب شاع اًر وابن حفيده العوام بن المضرب شاع اًر‪ ،‬مما لم‬
‫يجتمع لشاعرأخر مثله‪ ،‬وكان خال ابيه (بشامة بن العذير) شاع اًر معروفاً وسيداً ثرياً‪ ،‬وكان مقعداً ال‬
‫‪2‬‬
‫ولد له فاحب زهي اًر واعتنى به‪ ،‬واحبه زهير ايضاً وألفه‪ ،‬فاتصل به مثله أخر ينشده من شعره‪.‬‬

‫ال إذا أرادت غطفان ام اًر أتت إليه تستشيره وال تصدره إال عن رأيه‪ ،‬ولقد‬
‫وكان (بشامة) رجالً حازماً عاق ً‬
‫اشتهر زهير بأنه من هؤالء الذين يعنون بشعرهم ويعيدون النظر فيه‪ ،‬حتى لتظل القصيدة موضع نظره‬
‫سنة كاملة‪ ،‬ولهذا سميت قصائده بالحوليات أي التي يمر عليها الحول أي العام ولم يفعل هذا غيره‬
‫من شعراء الجاهلية‪ ،‬وكذلك خص زهير (هرم بن سنان) وهو سيد كريم محب للسالم بأكثر مدائحه‪،‬‬
‫وكان هذا يفدق عليه من كرمه ما يشاء‪ ،‬حتى روى أن (هرما) حلف ان ال يمدحه زهير إال أعطاه‪ ،‬وال‬
‫يسأله إال أعطاه‪ ،‬وال يسلم إال أعطاه عبداً او وليدة او فرساً‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين بن أحمد الزوزني شرح المعلقات الععشر(بيروت‪:‬دار المكتبة الحياة)ص‪127.‬‬

‫‪ 2‬حسين بن أحمد الزوزني شرح المعلقات الععشر(بيروت‪:‬دار المكتبة الحياة)ص‪127.‬‬

‫]‪[3‬‬
‫أما دين زهير بن أبي سلمى ففيه ريب مما ذكرت الروايات‪ ،‬فقيل إن له في المعلقة بيتين من الشعر‬
‫هما‪:1‬‬

‫ليخفى ومهما يكتم هللا يعلم‬ ‫فال تكتمن هللا ما في نفوسكم‬

‫ليوم حساب أو يعجل فينقم‬ ‫يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر‬

‫وإن صحة نسبة هذين البيتين لزهير فإن ذلك يعد برهاناً على أنه كان ممن تحنف في الجاهلية‪.‬‬
‫ويذهب الدكتور شوقي ضيف إلى أن زهي ار لم يفارق دين قومه في أغلب الظن‪ ،‬وإنما هي خطرات‬
‫كانت تمر بباله‪.‬‬

‫أما حياة زهير أديبا فهي طريفة‪ ،‬فقد كان أبوه شاع اًر وكذا كان خاله وكذا كانت أختاه الخنساء وسلمى‪،‬‬
‫وقد ورث عنه ابناه كعب وبحير ذلك‪ ،‬وقد استمر في بيته أجياأل‪ ،‬وكان حفيده من كعب واسمه عقبة‬
‫شاع اًر‪ ،‬وكذا كان ابنه أي ابن عقبة العوام شاع اًر‪.‬‬

‫‪1‬حمدو طماس‪ ،‬ديوان زهير بن أبي سلمى(بيروت‪:‬دار المعرفة‪2005‬م )ص‪.6‬‬

‫]‪[4‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬صفاته و أخالقه‬

‫أن زهي اًر بن أبي ُسلمى لم يعاصر اإلسالم‪ ،‬إذ توفي قبل بعث الرسول ‪-‬صلى هللا عليه‬ ‫على الرغم من ّ‬
‫وسلم‪ -‬بنحو عا ٍم ّإال ّأنه كان يتحلى بأخالق اإلسالم‪ ،‬فقد كان صادقاً وفياً‪ ،‬ومسالماً محباً لآلخرين‪،‬‬
‫ومبتعداً عن الفواحش والمنكرات‪ ،‬كما كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر‪ ،‬فقد صنع لنفسه معتقداً بعيداً كل‬
‫البعد عن معتقدات الجاهلية‪ ،‬وقد ظهرت هذه النزعة الدينية في شعره بشكل واضح وجلي‪ ،‬كما في‬
‫‪1‬‬
‫قوله‪:‬‬

‫اف َح ْوَل ُه‬ ‫ط َ‬ ‫الذي َ‬ ‫َفأَ ْق َس ْم ُت ِباْل َب ْي ِت ِّ‬


‫ش َو ُج ْرُهـ ِم‬ ‫ـال َب َن ْوهُ ِم ْن ُق َرْي ٍ‬
‫ِرَج ٌ‬
‫ان ُو ِج ْدتُ َمـا‬ ‫َي ِمينـاً َلِن ْع َم َّ‬
‫السـِّي َد ِ‬

‫ال ِم ْن َس ِحْي ٍل َو ُم ْب َـرِم‬ ‫َعَلى ُك ِل ح ٍ‬


‫ّ َ‬
‫لقد كان شعر زهير صورة لحياته ومرآة لنفسه‪ ،‬فهو شاعر الخير الذي يدعو إلى السلم وإلى مكارم‬
‫المثل التي كان يتحلى بها فيمن يمدحهم‪ ،‬وهو لم يمدح أحداً قط ّإال إذا كان‬
‫األخالق‪ ،‬كما ّأنه يرسم ُ‬
‫أهالً لذلك‪ ،‬وقد خلد التاريخ الذين مدحهم زهير في شعره‪ ،‬وذلك لما ُع ِرف عنه من صدق وبعد عن‬
‫التملق‪.‬‬

‫‪ 1‬مراكشي خديخة (‪،)2015‬شعرية زهير بن أبي سلمى بين الفن و األخالق‪،‬الجزائر‪ :‬جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،‬صفحة ‪-79‬‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.83‬‬

‫]‪[5‬‬
‫المبحث الخامس ‪ :‬مكانته و ثقافته الشعرية‬

‫معروف بحكمته وسداد رأيه‪ ،‬فقام برعاية زهير‪ ،‬وقد استفاد شاعرنا من خبرة خاله‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫شاعر‬
‫ٌ‬ ‫زهير‬
‫وتجربته الشعرية‪ ،‬إضاف ًة إلى إفادته من زوج أمه الشاعر الجاهلي الشهير أوس بن حجر‪ ،‬حيث الزمه‬
‫بن سلمى وحفظ شعره‪ ،‬وروايته عنه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫رفيعة بين قومه لجمال خلقه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بمكانة‬ ‫حكم الجميل‪ ،‬فحظي‬
‫الم َ‬
‫لفت زهير أنظار قبيلة غطفان بشعره ُ‬
‫مدة‬
‫وجزالة شعره‪ ،‬حيث كان ُينقح قصائده‪ ،‬وينظمها برفق‪ ،‬فكان يستمر في مراجعة أبياته‪ ،‬وتحسينها ّ‬
‫أربعة أشهر‪ ،‬وذلك دليل على مدى عنايته بشعره‪ ،‬وحرصه على إخراجه بأجمل صورة‪ ،‬ومن أشهر‬
‫قصائده ُمعلقته التي امتالت بأبيات الحكمة‪ ،‬والتي مطلعها‪.‬‬

‫وتعددت األغراض الشعرية والفنية في شعر زهير شأنه في ذلك شأن سائر شعراء الجاهلية‪ ،‬وقد تأثر‬
‫ببيئته وبما يدور بها من أحداث ومشكالت اجتماعية‪ ،‬فامتاز شعره بالحكمة وبالدعوة إلى اإلصالح‬
‫ومكارم األخالق‪ ،‬واتّبع في بناء قصيدته نهج سائر شعراء عصره من حيث الوقوف على األطالل‪،‬‬
‫أن الحب لم يشغف قلبه‪ ،‬ولم ِ‬
‫يعان من عذاب‬ ‫وذكر الديار‪ ،‬ووصف رحيل األحبة‪ ،‬وعلى الرغم من ّ‬
‫يص ُد َق في عاطفته عند‬
‫العشق‪ّ ،‬إال ّأنه كان يتقمص حالة الحب والعشق التي يعيشها العاشق لكي ْ‬
‫رسم صوره التي كان يبدع في وصفها بكل دقة‪ ،‬وقد ُع ِر َ‬
‫ف زهير بالعفة والنبل‪ ،‬فجاء شعره خالياً من‬
‫‪1‬‬
‫فحش القول‪ ،‬فهو لم يقدح في الهجاء أو يفجر في الغزل‪.‬‬

‫كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي هللا عنه من أكثر المعجبين بشخصية وشعر زهير بن أبي‬
‫سلمى‪ ،‬والسبب في ذلك هي الحكمة التي كانت تفيض بها أبيات قصائده‪ ،‬إذ كان عمر بن الخطاب‬
‫ومن"‪ ،‬ويقصد بذلك معلقة زهير‪ ،‬ومن أكثر‬
‫يقول‪" :‬ليس هناك أكثر حكمة من الشعر الذي يبدأ ب ْ‬
‫األبيات التي كانت تثير إعجاب الخليفة عمر البيت الذي يقول فيه زهير‪:‬‬

‫جالء‬
‫ٌ‬ ‫ثالث‪....‬يمين أو نفاٌر أو‬
‫ٌ‬ ‫فإن الحق مقطعه‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪1‬زهير بن أبي سلمى (‪ ،) 1988‬ديوان زهير بن أبي سلمى (الطبعة األولى)‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬صفحة ‪.4،5،8،9‬‬

‫]‪[6‬‬
‫ويقصد من ذلك أن الحق يرجع إلى ثالث خصال يقر فيها وينفذ‪ ،‬أولها الحكم‪ ،‬ثم النفار وهو االحتكام‬
‫ويحكم‬
‫إلى رجل يحكم بين المتخاصمين‪ ،‬والجالء هو أن ينكشف الحق وينجلي األمر‪ ،‬فتعرف حقيقته ُ‬
‫لصاحبه دون اللجوء إلى اليمين أو النفار‪ ،‬وعن هذا البيت يقول الخليفة عمر بن الخطاب‪" :‬لو أدركته‬
‫لوليته القضاء‪ ،‬لحسن معرفته ودقة حكمته"‪.‬‬

‫]‪[7‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬آثاره‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أغراض الشعر‬
‫‪ .1‬المديح ‪ :‬إذ ُّ‬
‫يعد الشاعر زهير من أهم شعراء المديح والسيما في ممدوحه االثير هرم بن سنان‪ ،‬إذ‬
‫مر زهير من أمامه والقى عليه التحية أجزل له العطاء والمال ‪ ،‬فكان زهير إذا مر بقو ٍم وفيهم‬
‫كلما َّ‬
‫غير هرم خوفاً من جوده وكرمه ‪ .‬وصف زهير في مدحه أخالق‬ ‫مساء َ‬
‫ً‬ ‫هرم يقول ‪ :‬عمتم صباحاً أو‬
‫هذا الرجل الحميدة وصفاته الجيدة المحببة بين القوم ‪ ،‬وهو ال يمدح تكسباً وإنما يمدح شك اًر وإعجاباً ‪.‬‬
‫ومن ذلك قوله يمدحه ويصف كرمه وشدة حبه للبذل والعطاء ‪:‬‬

‫الخمر ماَل ُه‬


‫ُ‬ ‫أخي ثق ٍة ال ُتتلف‬

‫المـــــــال نائلــــــــــــــــــُ ْه‬


‫َ‬ ‫هــــــــــــــلك‬
‫ُ‬ ‫ولكنــــــــــــــــــــه قد ُي‬

‫جئت ُه متهلِّالً‬
‫اه إذا ما َ‬
‫تر ُ‬
‫‪2‬‬
‫ـــــه‬
‫أنـــت سائُل ْ‬
‫ــــــــــــــــك تعطيــــــــــــــــه الذي َ‬
‫َ‬ ‫كأن‬
‫‪ .2‬الغزل ‪ :‬نظم الشاعر الجاهلي زهير بن أبي ُسلمى شع اًر في الغزل والسيما في مقدمات قصائده‬
‫المدحية الكثيرة والشهيرة التي جاءت في نصوص الشعرية في ديوانه ومنها المعلقة ‪ .‬وهو في‬
‫غزله يجري مجرى التقليد للشعراء اآلخرين والسيما لشعر زوج أمه الغزلي أوس بن حجر رأس‬
‫المدرسة الشعرية ومعلمها األول كما درسنا في حياة الشاعر ‪ .‬وشعر زهير الغزلي شعر عفيف‬
‫بعيد عن الجون والتكشف والتصريح بمفاتن المرأة وصفاتها الجسدية ‪ .‬ومن ذلك قوله ‪:‬‬

‫‪ 1‬الشعر الجاهلي‪،‬المحاضرة الثامنة ( زهير بن أبي سلمى أغراضه الشعرية وخصائص شعره الفنية ) ويب كاشي‪،‬ا ّ‬
‫طلع عليه بتاريخ‬
‫‪.‬بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪2021/2/15‬‬
‫‪ 2‬شرح ديوان زهير بن أبي سلمى‪،‬ثعلب‪،‬ص‪142‬‬

‫]‪[8‬‬
‫أقصر باطُل ْه‬
‫القلب عن سلــــــمى و َ‬
‫ُ‬ ‫صحا‬

‫وعــــــــــــــــري أفراس الصــــــــــبا ورواحــــــــــــــــــــــُل ْه‬


‫ُ‬

‫وقالت العذارى ‪ :‬إنما أنت ُّ‬


‫عمنا‬

‫ِّ‬
‫كالخـــــــــــــــــــليط نزايُل ْه‬ ‫الشبــــــــــــــــــــــــــــــــــاب‬ ‫وكان‬
‫ُ‬
‫‪ .3‬الوصف ‪ :‬وهو من االغراض الشعرية التي جاءت كثي اًر في شعر زهير‪ ،‬ومنه وصف الطلل‬
‫والسيما في المعلقة في بيتها األول ‪ ،‬ومنه وصف الرحلة وهو كذلك في المعلقة ( رحلة الظعائن )‪.‬‬
‫ومنها وصف الحيوان ( الطبيعة الحية أو المتحركة ) ‪ .‬ومن هذا النوع من الوصف يقول زهير في‬
‫بيت من أبيات المعلقة ‪:‬‬

‫ينهـــــــــــــــضن من ُك ِّل مجثـــــــمِّ‬


‫َ‬ ‫وأطالؤها‬ ‫يمشيــــــــــــــــــــــــن ِّخلفـــــ ًة‬
‫َ‬ ‫ام‬
‫العيـــــــن واآلر ُ‬
‫ُ‬ ‫بها‬

‫وله أوصاف كثيرة في النبات وفي وصف رحلة الصيد ووصف المطر ووصف الفرس وال ننسى‬
‫أوصافه للحروب والمعارك مما جاء في شعره في غرض الوصف (في المعلقة)‪ ..‬أيضاً ‪ .‬ومن ذلك‬
‫قوله ألوصاف الطبيعة الثابتة الجامدة في المطر ‪:‬‬

‫جاء هواطُل ْه‬


‫أجابت روابيه الن َ‬
‫ْ‬ ‫تالع ُه‬
‫الوسمي ُح ٍو ُ‬
‫ِّ‬ ‫وغيث من‬
‫ٍ‬

‫هجاء مقذع ًا‬


‫ً‬ ‫نظم في الهجاء ‪ ،‬والسيما في الهجاء القبلي ‪ .‬إذ قال‬ ‫‪ .4‬الهجاء ‪ :‬ولزهير بن أبي ُسلمة ٌ‬
‫أليماً في هجاء بعض القبائل التي أغارت على قبيلته وفعلت فيها فعالً مسيئاً من القتل والسبي والنهب‬
‫والتدمير ‪ .‬ومن ذلك قوله هاجياً ساخ اًر لقبيلة ِحصن من بني ُعليم الكلبيين ‪:‬‬

‫ـساء‬ ‫آل ِّح ٍ‬


‫صن أم نـــ ُ‬ ‫أقــــــــــــــــــــــــوم ُ‬
‫ٌ‬ ‫أخال أدري‬
‫وما أدري وسوف ُ‬
‫ِّ‬ ‫فإن ت ُك ِّن‬
‫ـــــــــــق لكل محــــــصن ٍة ه ُ‬
‫داء‬ ‫َّ‬ ‫فح‬
‫ُ‬ ‫ات‬
‫النساء مـــــــــــــــخب ٍ‬
‫ُ‬

‫]‪[9‬‬
‫‪ .5‬الحكمة ‪ :‬من الشعراء الكبار في العصر الجاهلي وفي عموم الشعر العربي في الحكمة والدعوة‬
‫الى مكارم االخالق والنصح واالرشاد الشاعر زهير بن أبي ُسلمى‪ .‬وكان سيدنا عمر بن الخطاب‬
‫يعجب كثي اًر بشعر زهير في هذا الغرض وكان يقول معقباً على بيت زهير القائل‪:‬‬
‫ُ‬ ‫( رضي هللا عنه)‬

‫الء‬
‫فــــــــــــــــــــار أو جـــــــــــــَ ُ‬
‫ٌ‬ ‫يمـين أو ِّن‬
‫ٌ‬ ‫ثــــــــالث‬
‫ٌ‬ ‫مقــــــــــــــــطع ُه‬
‫ُ‬ ‫الحق‬
‫َّ‬ ‫فإن‬
‫َّ‬

‫( لو أدركته لوليته القضاء لحسن معرفته ودقة حكمه )‪.‬‬

‫وهو يقول من حكمه األخرى وال سيما في الموت ‪:‬‬

‫يعمْر فـــــــــــيهرمِّ‬
‫خــــــــطئ َّ‬
‫ْ‬ ‫ُتم ْته ومـــــــــــن ُت‬ ‫تصب‬
‫ْ‬ ‫اء َمن‬
‫ط عشو َ‬
‫أيت المنايا خب َ‬
‫ر ُ‬

‫]‪[10‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬العوامل التي أثرت في شعره‬

‫توجد عدة عوامل أثرت على شعر زهير بن أبي سلمي ومنها‪:‬‬
‫• نشأته في بيت شعر حيث كان أبيه وخاله وزوج أمه وأختاه وابناه من الشعراء‪ ،‬فقد ورث‬
‫الشعر وأورثه‪.‬‬
‫بلوغه نحو المائة عام حيث كان من المعمرين‪ ،‬وهذا ساعد على زيادة معرفته والتعلم من‬ ‫•‬
‫أخطاء اآلخرين‪.‬‬
‫كذلك اكتساب الخبرة حيث تميز شعره بخلوه من األخطاء التي وقع فيها غيره‪.‬‬ ‫•‬
‫• تربيته التي أثرت في شعره حتى سميت قصائده بالحوليات‪ ،‬وذلك حيث كان يستغرق نحو‬
‫الحول الكامل في تنظيم وتنقيح القصيدة‪.‬‬
‫كما إنه كان يتسم بالهدوء والحكمة واالتزان‪.‬‬ ‫•‬
‫متأثر بالثقافة الدينية في‬
‫• تحلى زهير باألخالق العامة واالستقامة والخير وبعده عن الشر ًا‬
‫عصره‪.‬‬
‫• كما قد قيل إنه كان على ملة إبراهيم عليه السالم وكان هذا واضحا في قصائده‪.‬‬

‫]‪[11‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص شعره‬

‫المنّقح‪ ،‬تلك المدرسة الشعرية التي‬


‫كان زهير بن أبي سلمى من أوائل رواد مدرسة الشعر الحولي ُ‬
‫أسسها أوس بن حجر الذي كان زهير راوية لشعره‪ ،‬وقد امتازت هذه المدرسة بوصف المرئيات‬
‫والمحسوسيات بشكل دقيق وواضح‪ ،‬كما اعتنى شعراؤها بشعرهم عناية فائقة‪ ،‬من حيث التنقيح‬
‫إن زهي اًر كان ينظم قصيدته في أربعة أشهر‪ ،‬وتمكث عنده‬
‫ويقال ّ‬
‫والتهذيب والمراجعة مرة تلو أخرى‪ُ ،‬‬
‫حوالً كامالً وال يذيعها بين الناس حتى تطمئن نفسه إلى جودتها‪ ،‬وقد سار ولداه كعب‪ ،‬وبجير‪ ،‬وراويته‬
‫‪1‬‬
‫الحطيئة‪ ،‬والنابغة على نهجه في هذا المذهب‪.‬‬

‫أهم سمات وخصائص شعر زهير بن أبي ُسلمى‪:‬‬


‫وفيما يأتي ّ‬
‫• أول ما يلفت النظر في شعر زهير الحكمة الصادقة‪ ،‬فشعره يفيض بالحكم الرائعة التي هي‬
‫استخالص تجارب عاشها الشاعر‪ ،‬وما شهده من صروف الدهر وتقلباته‪ ،‬لذلك ُع َّد زهير من‬
‫شعراء الحكمة في العصر الجاهلي‪.‬‬

‫• من ناحية األلفاظ فقد كان زهي اًر شديد االهتمام باختيار األلفاظ‪ ،‬فتارة تأتي ألفاظه سهلة وتارة‬
‫أخرى جزلة وقوية‪.‬‬

‫• من ناحية األسلوب فقد امتاز شعر زهير بالبساطة والبعد عن التكلف والتصنع‪ ،‬وتكثر في شعره‬
‫الصور الفنية مثل‪ :‬االستعارة‪ ،‬والتشبيه‪ ،‬والكناية‪ ،‬والطباق‪ ،‬فتزين هذه الصور شعره بشكل‬
‫عفوي ودون قصد‪ ،‬إذ تأتي من ذوق الشاعر وموهبته‪.‬‬

‫فإنه‬
‫• امتاز شعر زهير بصدق المعاني والبعد عن المبالغة وإذا اقتضى الحال بعض المبالغة‪ّ ،‬‬
‫يختار طريق المبالغة المقبولة‪.‬‬

‫‪ 1‬سلمى أحمد (‪ 2008‬م)‪ ،‬الصورة الفنية في معلقة زهير بن أبي سلمى‪ ،‬السودان‪ :‬جامعة الخرطوم‪ ،‬صفحة‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.24،25،26،28،29‬‬

‫]‪[12‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬المعلقة زهير بن أبي سلمى‬

‫ألنها تعلق في األذهان كما‬


‫وس ّميت بالمعلقات ّ‬
‫كتبها العرب‪ُ ،‬‬
‫المعلقات هي أشهر القصائد الشعرّية التي َ‬
‫المشرفة وكان‬
‫وعلقت على أستار الكعبة ُ‬‫تب بماء الذهب ُ‬
‫إن شعر المعلقات ُك َ‬
‫العقود النفيسة‪ ،‬كما قيل ّ‬
‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ُّ ،-‬‬
‫وتعد قصائد المعلقات من أجمل وأنفس ما قاله الشعراء‬ ‫ذلك قبل بعثة‬
‫ِّ‬
‫وغالبا‬
‫ً‬ ‫صب الناس اهتمامهم عليها وكتبوها وشرحوها‪،‬‬
‫العرب من الشعر في الزمن القديم‪ ،‬ولهذا السبب َّ‬
‫أن حماد‬
‫ما تبدأ هذه القصائد بشعر الوقوف على األطالل‪ ،‬واستحضار معالم ديار المحبوبة‪ ،‬ويقال ّ‬
‫الراوية أول من جمع المعلقات السبع الطوال‪ ،‬ومن شعراء المعلقات عنترة بن شداد واألعشى وزهير بن‬
‫‪1‬‬
‫أبي ُسلمى وغيرهم‪.‬‬

‫معلقة (زهير) أشعر شعره‪ .‬وقد اجتمعت ما أشبه كالم األنبياء‪ ،‬وحكمة الحكماء‪ .‬ففيها الحكمة البالغة‪،‬‬
‫والموعظة الحسنة‪ ،‬واألخالق الفاضلة‪ ،‬والمعاني العالية‪ ،‬واألغراض النبيلة‪ .‬أضف إلى ذلك ما حوته‬
‫‪2‬‬
‫من األساليب البليغة‪ ،‬والكالم الجزل‪.‬‬

‫ُّ‬
‫تعد معلقة زهير بن أبي سلمى من أشهر قصائد الشعر الجاهلي‪ ،‬وقد اتسمت بالجمال واالرتياح والبحث‬
‫عنهما وعن الجمال في مشاهدها كلُّها‪ ،‬وقد كان مطلعها كما أغلب مطالع المعلقات في الوقوف على‬
‫ديار األحبة‪ ،‬والحديث معها وسؤالها عن المحبوبة‪ ،‬ووصف ما بها من اآلثار و ِ‬
‫الدمن‪ ،‬فكانت المقدمة‬
‫في معلقة زهير بن أبي سلمى عن زوجته ّأم أوفى‪ ،‬عندما وقف يتأمل ديارها فقد كانت زوجته ثم طلقها‪،‬‬
‫وبدأ يصف ما بقي من تلك الديار وما سكنها من الحيوانات كالغزالن والبقر الوحشي بعد غياب أهلها‪،‬‬
‫ّ‬
‫ولم يبقى من هذه الديار إال حجارها السوداء والحواجز الترابي التي كانت تحيط بالبيوت‪ ،‬فلما شاهدها‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ "1‬تعريف بالمعلقات وأصحابها"‪ ،‬األلوكة‪ّ ،‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪.2021/8/12‬‬

‫رجال المعلقات العشر‪،‬مصطفى بن محمد سليم الغاليينى‪,‬ص‪34:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫]‪[13‬‬
‫صباحا أيُّها الربع ودعا لها بالسالمة‪،‬‬
‫ً‬ ‫زهير وعرف ّأنها ديار ّأم أوفى قال ألصاللها وما بقي منها عم‬
‫‪1‬‬
‫وقد قال زهير في ذلك‪:‬‬

‫منةٌ َلم تَ َكلَّ ِم‬ ‫ِ‬ ‫أِ‬


‫َمن أُ ِّم أَوفى د َ‬
‫المتََثلَّ ِم‬ ‫ِبح ِ‬
‫اج َف ُ‬ ‫الد ّر ِ‬
‫ومانة ُ‬
‫َ َ‬
‫ين َكأَنَّها‬ ‫قمتَ ِ‬ ‫دار َلها ِب َ‬
‫الر َ‬ ‫َو ٌ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫عص ِم‬ ‫َم ارج ُع َوش ٍم في َنواش ِر م َ‬
‫مشين ِخ َلف ًة‬ ‫آم َي َ‬ ‫ين َواألَر ُ‬ ‫ِبها َ‬
‫الع ُ‬
‫وأَطالؤها ينهضن ِمن ُك ِل م ِ‬
‫جث ِم‬ ‫ّ َ‬ ‫ُ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ين ِح َّج ًة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فت ِبها من َبعد عشر َ‬ ‫َوَق ُ‬
‫عد التََو ُّه ِم‬ ‫الدار َب َ‬
‫فت َ‬ ‫َف َألياً َع َر ُ‬
‫س ِمرَج ٍل‬ ‫أ ِ‬
‫َثاف َّي سفعاً في م َع َّر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وض َلم َيتََثلَّ ِم‬
‫الح ِ‬ ‫ِ‬
‫َوُنؤياً َكجذ ِم َ‬
‫بعها‬ ‫َفَلما عرفت الدار ُقلت لِر ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ّ ََ ُ‬
‫بع َواِسَل ِم‬ ‫ِ‬
‫الر ُ‬
‫صباحاً أَيُّها َ‬ ‫أَال عم َ‬
‫وقد ُنظمت معلقة زهير بن أبي سلمى لما آلت إليه حرب داحس والغبراء‪ ،‬ومدح فيها الحارث بن عوف‬
‫وهرم بن سنان صانعي السالم فيها‪ ،‬بأنَّهما أنقذا قبيلتي عبس وذبيان بعد أن كادت الحرب تُفني وجودهما‪،‬‬
‫وتم االتفاق على‬
‫السالم‪ّ ،‬‬
‫وبهد أن أوشك القتال على إهالل رجال القبيلتين‪ ،‬وسعى الحارث وهرم للصلح و ّ‬
‫الصلح ببذل المال وإسداء المعروف من الخير للسالم من تفاني العشائر‪:‬‬

‫عدما‬
‫بيان َب َ‬
‫داركتُما َعبساً َوُذ َ‬
‫تَ َ‬

‫‪" 1‬أمن أم أوفى دمنة لم تكلم"‪ّ ،www.aldiwan.net ،‬‬


‫اطلع عليه بتاريخ ‪.2019-08-05‬‬

‫]‪[14‬‬
‫نش ِم‬ ‫تَفانوا ودّقوا ب َينهم ِعطر م ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫الس َلم و ِاس ًعا‬ ‫در ِك ِ‬ ‫َوَقد ُقلتُما ِإن ُن ِ‬

‫َمر َنسَل ِم‬ ‫عروف ِم َن األ ِ‬‫مال وم ٍ‬


‫ب ََ‬
‫ِ ٍ‬
‫ير م ِ‬
‫وط ٍن‬ ‫ِ‬
‫َصبحتُما منها َعلى َخ ِ َ‬ ‫َفأ َ‬
‫ين فيها ِمن ُعقو ٍق َو َمأثَ ِم‬ ‫عيد ِ‬
‫َب َ‬
‫يرها‬ ‫ين في ُعليا َم َع ٍّد َو َغ ِ‬ ‫ظيم ِ‬
‫َع َ‬
‫ظ ِم‬
‫جد َيع ُ‬ ‫ومن يستَِبح َكن اًز ِمن الم ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬

‫وال يمكن ذكر معلقة زهير بن أبي سلمى دون التعريج على أبيات الحكمة فيها‪ ،‬فقد ّ‬
‫لخص فيها زهير‬
‫مر به من أحداث جعلته يفيض بحكمة شعرّية رائعة‪ ،‬في صوغها‬‫وكل ما ّ‬
‫خالصة حياته وتجاربه‪ّ ،‬‬
‫وبيانها ومعانيها وألفاظها‪ ،‬فقد تحدث عن الموت الذي يختار الناس بال تمييز وال هداية‪ ،‬فالقدر مخبأ‬

‫عن العيون والمستقبل ّ‬


‫بكل أحداثه يبقى مجهول المعالم‪ ،‬فلذلك من واجب اإلنسان أن يداري حياته‬
‫حتى اللحظات األخيرة‪ ،‬حتى ال يأخذه الموت غفلة دون أن يحقق ما يذكره به قومه بعد موته‪ ،‬وذاك‬
‫وتستمر حتى‬
‫ّ‬ ‫الذي يملك مساعدته ويبخل بها فسوف يبغضه قومه‪ ،‬أما صنائع المعروف فهي تبقى‬
‫بعد الموت‪:‬‬
‫ط عشواء من تُ ِ‬
‫صب‬ ‫المنايا َخب َ َ َ َ‬ ‫َيت َ‬ ‫َأر ُ‬
‫هرِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ته َو َمن تُخطئ ُي َع َّمر َف َي َ‬ ‫تُم ُ‬
‫اليو ِم َواأل ِ‬
‫َمس َقبَل ُه‬ ‫ِ‬
‫َوأَعَل ُم ع َلم َ‬
‫َوَل ِكنَّني َعن ِعل ِم ما في َغ ٍد َعمي‬

‫ثيرٍة‬ ‫صانع في أ ٍ‬ ‫ومن ال ي ِ‬


‫ُمور َك َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫نس ِم‬ ‫طأ ِبم ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ض َّرس بأَنياب َويو َ َ‬ ‫ُي َ‬
‫بخل ِبَفضلِ ِه‬ ‫ك ذا َف ٍ‬
‫ضل َف َي َ‬ ‫َو َمن َي ُ‬
‫]‪[15‬‬
‫ِ‬
‫ذم ِم‬
‫نه َوُي َ‬ ‫َعلى َقو ِمه ُيستَ َ‬
‫غن َع ُ‬
‫رض ِه‬
‫ومن يجع ِل المعروف ِمن دو ِن ِع ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫تم ُيشتَم‬ ‫َي ِفرهُ َو َمن ال َيتَّ ِق َ‬
‫الش َ‬
‫الوقوف على األطالل في شعر المعلقات‬

‫نشأ شعر الوقوف على األطالل في الشعر الجاهلي عام ًة‪ ،‬وشعر المعلقات خاص ًة بسبب عدة أمور‪،‬‬
‫عم ألجأ الشعراء الجاهليين إلى الوقوف على األطالل والحديث عنها في مطالع‬
‫وبها ُيمكن الكشف ّ‬
‫‪1‬‬
‫قصائدهم‪ ،‬ويقود البحث والتأمل في هذا األمر إلى َّ‬
‫أن هناك ثالثة أسباب رئيسة وراء ذلك وهي‪:‬‬

‫السبب العاطفي‬

‫الحب من أعمق العواطف‬


‫َّ‬ ‫فإن‬
‫المحب بمحبوبته وما له عالقة بها‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وهو عاطفة الحب وتعلق‬
‫السوي منذ أقدم العصور‪ ،‬ولقد انتشر شعر الحب في‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ولم تختلف مكانتها في نفس اإلنسان ّ‬
‫ّ‬
‫حب في المكانة العالية التي‬
‫الم ّ‬
‫جميع آداب العالم على اختالف اللغات واألجناس والمحبوب في نظر ُ‬
‫حب‪ ،‬ويكون ذكرها في‬ ‫الم ّ‬ ‫ال تدانيها مكانة‪ ،‬ولهذا تكون األشياء التي ّ‬
‫تخصه ذات قيمة عالية في نفس ُ‬
‫األحبة طرًفا من‬
‫ّ‬ ‫يعد ذكر الديار‬
‫ذكر للمحبوب وتعلًُقا به‪ ،‬وبما كان لهما من أيا ٍم وأحالم؛ لذلك ّ‬
‫الحقيقة ًا‬
‫المحب ومحبوبته‪ ،‬لذلك تكون ديار األحبة أبرز ما يتعلق‬
‫ّ‬ ‫النسيب‪ ،‬وذلك المكان قد احتوى ما كان بين‬
‫يمر بديار قومه بعد ارتحالهم عنها‪ ،‬وهذا‬
‫تأثير في نفسه‪ ،‬وكذلك حال الشاعر الذي ّ‬‫أشدها ًا‬‫به المحب و ّ‬
‫عاطفيا صادًقا وراء الوقوف على آثار الديار‪.‬‬
‫ً‬ ‫سببا‬
‫أن هناك ً‬‫يعني ّ‬
‫السبب البيئي‬

‫فإن البدو محتاجون إلى االرتحال واالنتجاع ً‬


‫دوما‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫وهو طبيعة حياة أهل البادية من العرب‪ّ ،‬‬
‫وشحت المياه تجمعت أحياء‬
‫أيام الربيع انتشروا في بواديهم لكثرة الماء والكأل‪ ،‬وإذا كانت أيام القيظ ّ‬
‫إنسانية مختلفة‪ ،‬ومنها ما يكون عالئق الحب‪ ،‬ويعود الربيع‬ ‫عدة على ٍ‬
‫ماء واحد‪ ،‬وتنشأ بينهم عالقات‬
‫ّ‬
‫فيفترقون‪ ،‬وإذا ما ّ‬
‫مر الشاعر بتلك الديار أثناء سفره ورأى خلوها من أهلها‪ ،‬واستقرار الوحش فيها بعد‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ "1‬بناء القصيدة"‪ّ ،www.alukah.net ،‬‬
‫اطلع عليه بتاريخ ‪.2019-08-05‬‬

‫]‪[16‬‬
‫يفرج عن نفسه به سوى البكاء‪ ،‬أو االرتحال على‬
‫تذكر ما مضى وثارت عواطفه وال يجد ما ّ‬‫األنيس‪ّ ،‬‬
‫ظهر مطيته ليتسلّى عن همومه‪ ،‬فيكون ذلك وسيلة لالنتقال إلى حديث الرحلة‪ّ ،‬‬
‫فإن أنماط الحياة‬
‫البدوية الداعية للتنقل واالرتحال وترك الديار مرًة بعد مرة هي سبب بيئي وراء الوقوف على األطالل‪.‬‬

‫السبب النفسي الفني‬

‫قوي يعين على فتح باب ّ‬


‫الشعر‪ ،‬فقد ُسئل ذو الرمة وهو شاعر أموي‪:‬‬ ‫أن ذكر األحبة محّفز ّ‬ ‫وذلك َّ‬
‫"كيف تعمل إذا انقفل دونك الشعر؟ فقا ل‪ :‬كيف سنقفل دوني وعندي مفاتيحه؟‪ ،‬قيل له‪ :‬وعنه‬
‫ذكر لألحبة الذين كانوا فيها‪ ،‬قد‬ ‫سألناك؟‪ ،‬قال‪ :‬الخلوة بذكر األحباب"‪ ،‬إ ًذا ال ريب َّ‬
‫أن ذكر آثار الديار ٌ‬
‫لشحذ القريحة وولوج باب الشعر والتنقل في رياض أغراضه ومعانيه‪.‬‬‫ِ‬ ‫استعان الشعراء بذكر الديار‬

‫]‪[17‬‬
‫الخاتمة‬

‫ال يذكر زهير في شعراء الجاهلية إالّ ذكرت معه الروية والرزانة والحكمة‪ ،‬وبدا لنامنه شاعر متعاقل ال‬
‫المتقدمين فيه وصفاً‬
‫ّ‬ ‫تنطوي حياته وطباعه على شذوذ غير مألوف في نظام اإلجتماع‪ ،‬وجاءت أقوال‬
‫اليبدومن أخالقه في شعره‪ ،‬وتفضيالً لهذا الشعر بهذه األخالق‪ ،‬وقد كان زهير‪ ،‬كما عرفوه‪ ،‬قاضياً يصلح‬
‫بين المتخاصمين‪ ،‬وحكيماً ينصح الناس ويرشدهم‪ ،‬ويدعوهم إلى العمل الصالح‪ ،‬وفي شعره أمثلة كثيرة‬
‫تدل على عنايته بخير مجتمعه القبلي وتقويم أخالقه‪ .‬فعلينا أن ننظر اآلن إليه حكيماً مرشداً يريد الخير‬
‫ّ‬
‫لقومه‪ ،‬فيبذل من اآلراء واألمثال ما تستقيم به أحوالهم الخلقية واإلجتماعية‪ .‬وليس لدينا من شعره قصيدة‬
‫خص القسم األخير منها بطائفة من اآلراء‬ ‫ِ‬
‫تجمع الحكم أبياتاً يتوالى بعضهما إثر بعض غير معلّقته‪ .‬فقد ّ‬
‫ومن‪.‬‬
‫ومن َ‬‫اإلجتماعية التي شهرته عند األقدمين‪ ،‬وفضلوه من أجلها‪ ،‬فقالوا أشعر الناس صاحب َمن َ‬
‫متفرقة في مختلف أشعاره‪ .‬و في هذا البحث منه نتائج ‪:‬‬
‫وله أقوال ّ‬
‫• يوصف الشاعر الحكيم زهير بن أبي سلمى بأنه من نخبة الشعراء العرب في العصر الجاهلي‪،‬‬
‫وقد اشتهرت أبيات شعره حتى اآلن على ألسنة الناس‪.‬‬
‫الشاعر زهير بن أبي سلمى بالعديد من ِ‬
‫الصفات التي جعلته مميَّ اًز عن غيره من الشعراء‬ ‫• اتصف َّ‬
‫ّ‬
‫في العصر الجاهلي ومن هذه ِ‬
‫الصفات ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أن ُزهير بن أبي سلمى كان صادق في طويته‪ ،‬حسن في معشره‪ .‬دماثة‬ ‫كان من المتعارف ّ‬
‫خلقه‪.‬ترف ِعه عن َّ‬
‫الصغائر‪ .‬كان عفيف النَّفس‪ ،‬مؤمناً بيوم الحساب‪.‬يخاف عواقب َّ‬
‫الشر‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫• كما يعد زهير من أشهر الشعراء في العصر الجاهلي‪ ،‬حيث لقب بحكيم الشعراء في الجاهلية‪.‬‬
‫• قيل إن زهير توفى قبل بعثة النبي محمد صلى هللا عليه وسلم بفترة قصيرة‪ ،‬وقيل إنه تنبأ بظهور‬
‫اإلسالم‪.‬‬
‫• وقد لقبه عمر بن الخطاب رضي هللا عنه بشاعر الشعراء لفصاحة شعره‪.‬‬
‫طويال ونال احترام الجميع لحسن أخالقه وحكمته‪ ،‬بينما عاش أمرؤ القيس‬
‫ً‬ ‫عمر‬
‫• عاش زهير ًا‬
‫وطرفه حياة غير منضبطة ومات في سن الشباب‪.‬‬
‫• هناك العديد من األغراض الشعرية كالوصف‪ ،‬المدح والرثاء التي ميزت شعر زهير بن أبي سلمى‬
‫احدا من شعراء المعلقات العشر في العصر الجاهلي‪.‬‬
‫• يعتبر زهير و ً‬
‫‪vii‬‬
‫الحمد هللا الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا ‪ ،‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد‬
‫كما صليت على ابراهيم و علی آل ابراهيم و بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم‬
‫وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد‪ ،‬وبعد‬

‫لقد تم هذا البحث على عون هللا تعالى وقد حاولت ماستطعت تجنب الخطاء ولم أدخر وسعا للحيلولة‬
‫دون الوقوع بالنقص ‪ ،‬ومن قلة علم وفهم فيكون هذا البحث فيه قصو ار ونقصا ورغم كل هذا أشكر هللا‬
‫على عنايته و فضله‪،‬‬

‫صلى هللا على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين‪.‬‬

‫]‪[viii‬‬
‫فهرس األبيات الشعرية‬
‫ل‬

‫ـال نائل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــُ ْه ‪8......................................................‬‬


‫ـلك الم ـ ـ ـ َ‬
‫ولكنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه قد يُهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫الخمر ماَلهُ‬
‫ُ‬
‫أخي ٍ‬
‫ثقة ال تُتلف‬

‫وعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـري أفراس الصـ ـ ـ ـ ــبا ورواح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلُ ْه ‪9..............................................‬‬


‫ُ‬ ‫أقصر باطلُ ْه‬
‫القلب عن سلـ ـ ــمى و َ‬
‫صحا ُ‬

‫جاء هواطلُ ْه ‪9..............................................................‬‬


‫الن َ‬
‫أجابت روابيه ّ‬
‫ْ‬ ‫الوسمي ُح ٍّو ُ‬
‫تالعهُ‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫وغيث من‬

‫م‬

‫ليخفى ومهما يكتم هللا يعلم‪4.....................................................................‬‬ ‫فال تكتمن هللا ما في نفوسكم‬

‫ـضن من ُك ِّل مجثم‪9..........................................................‬‬


‫وأطالؤها ينه ـ ـ ـ َ‬ ‫ام يمشي ـ ـ ـ َـن ِخلفـ ـ ـ ًة‬
‫بها العي ـ ـ ـ ُـن واآلر ُ‬

‫يعم ْر فيهرم‪15&10...............................................‬‬
‫ـطئ َّ‬
‫تُم ْته وم ـ ـ ـ ـ ــن تُخـ ـ ـ ـ ْ‬ ‫تصب‬
‫ْ‬ ‫اء َمن‬
‫ط عشو َ‬
‫أيت المنايا خب َ‬
‫ر ُ‬

‫المتَـ ـ ـ ـثَـ ـ ـ ـلَّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِم‪14...................................................................‬‬


‫الد ّار ِج َف ُ‬
‫ِبح ِ‬
‫ومانة ُ‬
‫َ َ‬ ‫منةٌ َلم تَ َكلَّ ِم‬ ‫ِ‬ ‫أِ‬
‫َمن أُ ِّم أَوفى د َ‬

‫طر َم ِنش ِم‪14..................................................................‬‬ ‫ِ‬


‫تَفانوا َوَد ّقوا َب َين ُهم ع َ‬ ‫عدما‬
‫بيان َب َ‬
‫داركتُما َعبساً َو ُذ َ‬
‫تَ َ‬

‫الهمزة‬

‫ـساء ‪9..............................................................‬‬ ‫آل ِح ٍ‬


‫صن أم نـ ـ ُ‬ ‫ـوم ُ‬
‫أقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬ ‫أخال أدري‬
‫وما أدري وسوف ُ‬

‫الء ‪10...........................................................‬‬
‫ـار أو جـ ـ ـ ـ ـ ــَ ُ‬
‫ِ‬
‫ـين أو نفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫يم ٌ‬ ‫ـالث‬
‫ـطعهُ ثـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫الحق مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن‬

‫]‪[ix‬‬
‫فهرس موضوعات‬

‫اإلهداء والشكر ‪i .................................. ................................ ................................‬‬

‫مقدمة ‪ii .......... ................................ ................................ ................................‬‬

‫التمهيد ‪v ......................................... ................................ ................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حياته و سيرته الذاتية ‪1 ............ ................................ ................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اسمه و نسبه ‪1 .............. ................................ ................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مولده و موته ‪2 .............. ................................ ................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬نشأته وحياته ‪3 .............. ................................ ................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬صفاته و أخالقه ‪5 ........... ................................ ................................‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬مكانته و ثقافته الشعرية ‪6 ................................. ................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬آثاره ‪8 ........................... ................................ ................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أغراض الشعر ‪8 ............. ................................ ................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العوامل التي أثرت في شعره ‪11 .............................. ................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص شعره ‪12 .......... ................................ ................................‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬المعلقة زهير بن أبي سلمى ‪13 ................................... ................................‬‬

‫الخاتمة ‪vii ....................................... ................................ ................................‬‬

‫فهرس األبيات الشعرية ‪ix......................... ................................ ................................‬‬

‫فهرس موضوعات ‪x .............................. ................................ ................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪xi.................................. ................................ ................................‬‬

‫]‪[x‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪.1‬القرآن الكريم‬

‫‪.2‬تاريخ األدب الجاهلي ‪،‬علي الجندي الناشر‪ :‬مكتبة دار التراث الطبعة‪ :‬األول ‪1412‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬

‫‪ .3‬رجال المعلقات العشر‪،‬مصطفى بن محمد سليم الغاليينى (ت ‪1364‬هـ) تاريخ النشر بالشاملة‪8 :‬‬
‫ذو الحجة ‪،1431‬مكتبة شاملة‪.‬‬

‫‪ .4‬جمهور أشعار العرب‪،‬ألبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي‪،‬تحقيق شرف الدين‪،‬دار المكتبة‬
‫هالل‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1991،‬م‪.‬‬

‫‪ .5‬شرح المعلقات السبع‪،‬حسين بن أحمد الزوزني‪،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪2005،‬م‪.‬‬

‫‪ .6‬طبقات فحول الشعراء‪،‬محمد بن سالم الجمحي‪،‬شرح محمود محمد شاكر‪،‬القاهرة الناشر‪:‬‬

‫دار المدني ‪ -‬جدة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى تاريخ النشر بالشاملة‪ 8 :‬ذو الحجة ‪.1431‬‬

‫‪ .7‬األغاني‪،‬ألبي الفرج األصفهاني‪ ،‬الجزء العاشر‪،‬دار الكتب المصرية‪،‬القاهرة‪،‬بوالق‪.‬‬

‫‪.8‬زهير شاعر السلم في الجاهلية‪،‬عبد الحميد سند الجندي‪،‬المؤسسة المصرية للطباعة والنشر‪.‬‬

‫‪.9‬تاريخ األدب العربي‪،‬عمر فروخ‪،‬دار العلم للماليين‪،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1969 ،‬م‪،‬الجزء األول‪.‬‬

‫‪ .10‬تاريخ األدب العربي ‪،‬شوقي ضيف‪،‬دار المعارف‪،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1960،‬م‪.‬‬

‫‪.11‬ديوان زهير بن أبي سلمى‪،‬حمدو طماس‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪2005،‬م‪.‬‬

‫‪ .12‬مراكشي خديخة ‪،‬شعرية زهير بن أبي سلمى بين الفن و األخالق‪،‬الجزائر‪ :‬جامعة العربي بن‬
‫مهيدي أم البواقي‪2005 ،‬م‪.‬‬

‫]‪[xi‬‬
‫‪ .13‬الشعر الجاهلي‪،‬المحاضرة الثامنة ( زهير بن أبي سلمى أغراضه الشعرية وخصائص شعره الفنية(‬
‫‪.‬بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طلع عليه بتاريخ ‪2021/2/15‬‬
‫ويب كاشي‪،‬ا ّ‬

‫‪ .14‬سلمى أحمد (‪ 2008‬م)‪ ،‬الصورة الفنية في معلقة زهير بن أبي سلمى‪ ،‬السودان‪ :‬جامعة الخرطوم‪ ،‬صفحة‬
‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.24،25،26،28،29‬‬

‫‪.‬‬ ‫طلع عليه بتاريخ ‪2019-08-05‬‬


‫‪" .15‬أمن أم أوفى دمنة لم تكلم"‪ ،www.aldiwan.net ،‬ا ّ‬

‫بتصرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫طلع عليه بتاريخ ‪.2019-08-05‬‬
‫‪ .16‬بناء القصيدة"‪ ،www.alukah.net ،‬ا ّ‬

‫]‪[xii‬‬
[xiii]

You might also like