You are on page 1of 18

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫﴿ َعلَّ َم ُكم َّما لَ ْم َت ُكو ُنو ْا َت ْعلَ ُمونَ ﴾‬

‫)البقرة ‪(239‬‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫اإلهداء‬

‫قال تعالى‪( :‬وقل إعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمنون)‬

‫إلهي ال يطيب اللي‪...‬ل إالّ بش‪...‬كرك وال يطيب النه‪...‬ار إال بطاعت‪...‬ك وال تطيب اللحظ‪...‬ات إال‬
‫بذكرك‪ ...‬وال تطيب اآلخرة إال بعفوك وال تطيب الجنة إال برؤيتك‪ ...‬هللا جل جالله‬

‫إلى من بلغ الرسالة وأدى األمانة‪ ...‬سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫إلى من كلّل‪.‬ه هللا بالهيب‪.‬ة والوق‪..‬ار‪ ...‬إلى من علم‪.‬ني العط‪.‬اء ب‪.‬دون انتظ‪.‬ار‪ ...‬إلى من أحم‪.‬ل‬
‫اسمه بكل افتخار‪ ...‬والدي ومعلمي في الحياة‪.‬‬

‫أهدي ثمرة جهدي إلى أعز وأغلى إنسانة في حياتي‪ ،‬التي أث‪..‬ارت دربي بنص‪..‬ائحها‪ ،‬وك‪..‬انت‬
‫بحراً صافياً‪ .‬يجري بفيض الحب إلى من منحتني‪ .‬القوة والعزيمة‪ ،‬إلى الغالية على قلبي‪ ..‬أمي الحبيبة‬

‫إلى زوجي ورفي‪..‬ق دربي‪ ...‬وم‪..‬أمني‪ .‬وس‪..‬كني وس‪..‬ر س‪..‬عادتي‪ .‬وإلى طفلي ي‪..‬ا نعم‪..‬ة ال‪..‬رحمن‬
‫ونور عيني محمد عبد الفتاح الجندي‬

‫إلى أخواتي وأخوتي‪ .‬إليكم يا ذرية أبي وأمي يا أعز الناس على قلبي‪ ...‬إلى من كانوا سندي‬
‫منذ صغري‪ .‬وعوني في مسيرتي‪ .‬ومن أضؤوا‪ .‬طريقي‪ .‬اهديكم تخرجي‪ .‬وفرحتي‪ ..‬اخواتي وأخواني‪.‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫الحمد هللا رب العالمين‪ ،‬خلق اإلنسان وكرمه‪ ،‬وفطره على الخير وقوّ مه‪ ،‬والصالة والس‪..‬الم‬
‫على إمام المتقين‪ ،‬المبعوث رحمة للعالمين‪.‬‬

‫وبعد‬

‫من باب الوفاء واألمانة العلمية أتقدم بالشكر‪ .‬والتقدير‪ .‬والفضل واالمتنان إلى اس‪..‬تاذي‪ .‬حم‪..‬زة‬
‫صالح أبو كرش على كل ما قدمه لي خالل دراستي عامة وتفضله باإلشراف‪ .‬عليّ في مراحل إنجاز‬
‫ه‪..‬ذا البحث خاص‪..‬ة س‪..‬ائلة هللا أن يجازي‪..‬ه خ‪..‬ير وأن يجعل‪..‬ه ينف‪..‬ع الطالب بعلم‪..‬ه ال‪..‬وافر وأن يغم‪..‬ره‬
‫بالصحة والعافية وحسن التوفيق‪ ،‬قال المصطفى‪ .‬صلى هللا عليه وسلم‪" :‬من ال يشكر الناس ال يش‪..‬كر‬
‫هللا"‬

‫كما أتقدم بأسمى آيات الشكر واالمتنان إلى ال‪..‬ذين حمل‪..‬وا أق‪..‬دس رس‪..‬الة‪ ،‬إلى جمي‪..‬ع أس‪..‬اتذتنا‬
‫األفاضل بقسم اللغة العربية والدراسات اإلسالمية بكلية اآلداب‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫الحمد هلل رب العالمين على إحسانه وله الشكر على توفيقه وامتنان‪..‬ه وأش‪..‬هد أن ال إل‪..‬ه إال هللا‬
‫وحده ال شريك له تعظيما ً لشأنه وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله ال‪..‬داعي إلى رض‪..‬وانه ص‪..‬لوات‬
‫ربي وسالمه عليه وعلى آله وصحبه وخالن‪.‬ه واخوان‪.‬ه وم اهت‪.‬دى بهدي‪.‬ه وتمس‪.‬ك‪ .‬بش‪.‬ريعته إلى ي‪.‬وم‬
‫الدين‪.‬‬

‫وبعد‬
‫اشتهر العرب منذ القدم بال ّ‬
‫شعر‪ ،‬وكانت له مكان‪..‬ة وأهمي‪..‬ة كب‪..‬يرة حيث ك‪..‬ان الع‪..‬رب يقيم‪..‬ون‬
‫األفراح إذا ظهر من أبنائها شاعر مبدع‪ ،‬ألن الشعر كان يرفع من قيمة القبيلة ويغير من مكانتها إلى‬
‫األفض‪..‬ل بين القبائ‪..‬ل‪ ،‬والش‪..‬عر‪ .‬ل‪..‬ه الفض‪..‬ل في المحافظ‪..‬ة على اللغ‪..‬ة العربي‪..‬ة وص‪..‬يانتها‪ .‬وق ‪.‬د‪ .‬ك‪..‬انت‬
‫النصوص الشعرية هي األساس التي قامت عليه دراسة النحو العربي بعد آيات القرآن الك‪..‬ريم وله‪..‬ذا‬
‫وقع االختيار على هذا ال ّنوع االدبيّ ليكون موضوعا ً لدراس‪..‬ة ج‪..‬انب من ج‪..‬وانب ال ّنح‪..‬و الع‪..‬ربيّ ‪ ،‬أال‬
‫الش‪.‬عر الج‪..‬اهليّ المعلّق‪..‬ات‬
‫وهو الجملة الفعلية من شعر أحد الشعراء الج‪..‬اهلييّن‪ ،‬وأج‪..‬ود‪ .‬م‪..‬ا قي‪..‬ل من ّ‬
‫العشر لما فيها من الغزل والمدح والفخر والهجاء وتعد النموذج أبهى صور‪ .‬الشعر الج‪.‬اهلي وأعذب‪.‬ه‬
‫وتعد إرثا ً قيما ً من الشعر حيث يعد ديوان العرب‪.‬‬

‫لذلك أجد نفسي أمام شاعر من ش‪.‬عراء المعلق‪.‬ات المس‪.‬مى بـ‪ :‬عن‪.‬تر بن ش‪.‬داد العبس‪.‬ي وه‪.‬و‬
‫عنتر بن عمرو بن شداد بن قراد‪ .‬العبسي (‪525‬م‪608 -‬م) هو أحد أشهر الش‪..‬عراء الع‪..‬رب في ف‪..‬ترة‬
‫ما قبل اإلسالم‪ ،‬اشتهر بشعر الفروسية‪ ،‬وله معلقة مشهورة‪ ،‬وهو ألش‪..‬هر فرس‪.‬ان الع‪..‬رب وأش‪..‬عرهم‬
‫وشاعر المعلقات والمعروف‪ .‬بشعره الجميل وغزله العفيف بابنة عمه عبلة تميز شعر عنترة بتفصيل‬
‫األحداث ووصفها‪ .‬داخل قصائده حيث أصبحت قصة عنتر وعبلة قصيدة ملحمية اشتهر شعر عن‪..‬ترة‬
‫بالحماسة والفخر‪ ،‬وذلك نظراً لشجاعته‪ ،‬وإقدامه وأنه مقاتل شجاع للغاية‪ ،‬كما تميز شعره بالبس‪..‬اطة‬
‫وربط الجمل‪ ،‬واألحداث معاً‪ ،‬كما اش ُتهر شعر عنتر بالرومنس‪.‬ية‪ ،‬والغ‪.‬زل الص‪.‬ريح‪ ،‬والص‪.‬ياغة في‬
‫شعر عنترة احتوت على جميع أدوات الصياغة المتمثلة باأللفاظ واألساليب‪ .‬والخيال والموسيقى‪.‬‬

‫وقد زرد أن عنترة من أشهر فرسان العرب في الجاهلية‪ ،‬ومن ش‪..‬عراء الطبق‪..‬ة األولى وه‪..‬و‬
‫من أم حبشية من أهل نجد اسمها زبيبة‪ ،‬سرى إليه السواد منه‪..‬ا وه‪..‬و من أحس‪..‬ن الع‪..‬رب ش‪..‬يمة ومن‬
‫أعزهم نفساً‪ ،‬وقد نقلى بعص الناس أن النبي ص‪.‬لى هللا علي‪.‬ه وس‪.‬لم يق‪.‬ول‪( :‬لم أس‪.‬مع وص‪.‬ف ع‪.‬ربي‬
‫أحببت أن أقابله أكثر من عنترة) وبهذا‪ .‬اخترته في موضوع الدراسة رغبة في البحث فيها‪.‬‬

‫لتكون معلقته موضوع‪ .‬الدراسة‪ ،‬وعنوانها‪( :‬أنماط الجملة الفعلية في معلقة عنترة بن شداد)‬

‫أهمية البحث‬

‫تكمن أهمي‪..‬ة البحث في حص‪..‬ر الجمل‪..‬ة الفعلي‪..‬ة في معلق‪..‬ة عن‪..‬ترة بن ش‪..‬داد وإحص‪..‬اء ع‪..‬دد‬
‫ورودها ‪.‬‬
‫الهدف من اختيار المعلقة‪:‬‬

‫الرغبة في التعم‪..‬ق في مج‪..‬ال النح‪..‬و وخاص‪..‬ة في الجمل‪..‬ة الفعلي‪..‬ة في معلق‪.‬ة‬ ‫‪-1‬‬


‫عنترة بن شداد‪.‬‬
‫تس‪..‬ليط الض‪..‬وء على معلق‪..‬ة عن‪..‬ترة بن ش‪..‬داد والملقب‪..‬ة بــــــــــ الذهبيّ‪..‬ة‬ ‫‪-2‬‬
‫واستخراج الشواهد من القصيدة‪.‬‬
‫االهتمام بالشعر العربي القديم وتسليط‪ .‬الضوء على الذين أوتوا ملكة الش‪..‬عر‬ ‫‪-3‬‬
‫وتطبيق‪ .‬قواعد نحوية على شعرهم‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬

‫منهجية وعمل البحث‬

‫أمّا عملي في هذا البحث‪ ،‬فيبدو على النحو اآلتي‪:‬‬

‫عملت على تحلي‪..‬ل معلق‪..‬ة عن‪..‬ترة بن ش‪..‬داد‪ ،‬وذل‪..‬ك من خالل بي‪..‬ان الفع‪..‬ل‬ ‫‪-1‬‬
‫والفاعل فيها في جميع أنماطه وصوره‪.‬‬
‫عزوت كل نص جرى االستشهاد به إلى مص‪..‬دره ‪ -‬م‪..‬ا تيس‪..‬ر لي ذل‪..‬ك‪ -‬من‬ ‫‪-2‬‬
‫الكتب النحوية المعتمدة‪.‬‬
‫خرجت كل آية في البحث ببيان رقمها‪ ،‬وسورتها‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫َّ‬
‫وثقت لكل مصدر أو مرجع بكتابة اسم الكتاب‪ ،‬واسم المؤلف ورقم‪ .‬الج‪.‬زء‪،‬‬ ‫‪-4‬‬
‫والصفحة‪.‬‬
‫توص‪.‬لت إليه‪..‬ا من ه‪..‬ذه‬
‫ّ‬ ‫وض‪..‬عت خاتم‪..‬ة للبحث‪ ،‬ض‪..‬منتها أهم النت‪..‬ائج ال‪..‬تي‬ ‫‪-5‬‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫عملت مجموعة من الفهارس الفنية‪ ،‬وقد رتبتها في البحث كاآلتي‪:‬‬ ‫‪-6‬‬

‫أ‪ -‬فهرس اآليات القرآنية‪ :‬وقد‪ .‬رتبته َّترتيبا ً هجائياً‪.‬‬

‫ب‪ -‬فهر األعالم‪ :‬وقد رتبته َّترتيبا ً هجائياً‪.‬‬

‫ج‪ -‬فهر المصادر‪ .‬والمراجع‪ :‬وقد رتبته أيضا ً َّترتيبا ً هجائياً‪.‬‬


‫د‪ -‬فهرس المحتويات‪.‬‬

‫ملحوظة‬

‫في المبحث الثاني أشرت بـ (*) في الهامش‪ ،‬وأعني به‪..‬ا رقم األبي‪..‬ات الّ‪..‬تي ج‪..‬اءت على ه‪..‬ا‬
‫النمط‪ ،‬وفي قائمة المصادر والمراجع أشرت بـ (د‪.‬ط) عند عدم ذكر الطبعة و (د‪.‬ت) عند عدم ذك‪..‬ر‬
‫التاريخ‪ ،‬وأشرت بـ (تح) إلى التحقيق‪ ،‬وأشرت بـ (ط) إلى الطبعة‪.‬‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬

‫اتبعت المنهج الوصفي اإلحصائي‪ .‬التطبيقي‪.‬‬

‫هيكلية البحث‪:‬‬

‫سارت هيكلية البحث على النحو اآلتي‪:‬‬

‫المقدم‪..‬ة‪ :‬وفيه‪..‬ا‪ .‬ذك‪..‬رت حوص‪..‬لة البحث من موض‪..‬وع‪ ،‬وأهمي‪..‬ة‪ ،‬واله‪..‬دف من الدراس‪..‬ة‪،‬‬


‫والدراسات السابقة‪ ،‬والمنهج المتبع فيها‪ ،‬وهيكلة البحث‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المعنون بـ (مفهوم الجملة)‪ ،‬وقد‪ .‬قسمته إلى ثالث مطالب‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الجملة ً‬


‫لغة واصطالحا ً ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقة بين الجملة والكالم‪.‬‬

‫المطلب الثالث الجملة الفعلية وأركانها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المعنون بـ (أنماط الجملة الفعلية في معلقة عنترة بن شداد)‪ ،‬وق‪..‬د قس‪..‬مته إلى‬
‫أربعة مطالب‪ ،‬هي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الجمل ذات الفعل الماضي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجمل ذات الفعل المضارع‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الجمل ذات الفعل األمر‪.‬‬


‫المطالب الرابع‪ :‬الجمر ذات الفعل المبني للمجهول‪.‬‬

‫ثم أنهيت البحث بخاتم‪..‬ة اش‪..‬تملت على بعض النت‪..‬ائج ال‪..‬تي توص‪..‬لت إليه‪..‬ا من خالل ه‪..‬ذه‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫وفي الختام ال يسعني إالّ أن أتقدم بالشكر إلى مشرفي الفاضل لم‪..‬ا ق ّدم‪..‬ه لي من مالحظ‪..‬ات‬
‫قيمة كان لها األثر الكبير في إتمام هذا البحث‪ ،‬وإلى أعضاء لجنة التقييم‪ .‬ه‪..‬ذا وأخ‪..‬يراً‪ ،‬فه‪..‬ذا جه‪..‬دي‬
‫بين أيديكم‪ ،‬فإن أصبت فذلك أملي ومبتغاي‪ ،‬وإن قصرت‪ .‬فإنم‪..‬ا ه‪..‬و جه‪..‬د المق‪..‬ل‪ ،‬ف‪..‬أرجوا من هللا أن‬
‫أكون قد وفقت في هذا العمل بقدر ما بذلت فيه من جهد‪ ،‬وبقدر م‪..‬ا انفقت في‪..‬ه من عن‪..‬اء‪ ،‬والحم‪..‬د هلل‬
‫الذي بعزته وجالله تتم الصالحات‪ ،‬والصالة والسالم‪ .‬على سيد الخلق‪ ،‬وهللا ولي التوفيق‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الجملة‬

‫المطلب األول‪ :‬الجملة ً‬


‫لغة واصطالحاً‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العالقة بين الجملة والكالم‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الجملة الفعلية وأركانها‬

‫الجملة في اللغة واالصطالح‬ ‫‪‬‬

‫أوال‪ :‬الجملة في اللغة‬

‫الجملة‪ :‬جامعة الشيء وجمعها جمل‪ .‬وأجمل الشيء‪.‬‬

‫يقول ابن المنظور في (لسان العرب)‪" :‬الجملة واحدة الجمل‪ ،‬والجملة‪ :‬جماعة الشيء‪،‬‬
‫وأجمل الشيء جمعه عن تفرقة‪ ،‬قال تعالى‪ ﴿ :‬لَ ْواَل ُن ِّز َل َعلَ ْي ِه ْالقُرْ َآنُ ُج ْملَ ًة َواحِدَ ًة﴾‪ 1‬وقد‪ .‬أجملت‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحساب إذ إراددته إلى الجملة‬

‫وقيل أن الجملة جماعة كل شيء‪ ،‬ويقال أخذ الشيء جُملة‪ ،‬باعه جُملة متجمعا ً ال مُتفرقاً"‪.3‬‬

‫ثانياً‪ :‬مفهوم الجملة في االصطالح‬

‫أورد الكث‪..‬ير من النح‪..‬اة الع‪..‬رب تعريف‪..‬ات للجمل‪..‬ة بن‪..‬ا ًء على اعتب‪..‬ارات ومس‪..‬تويات مختلف‪..‬ة‪،‬‬
‫فتعرف على أنها‪" :‬كل كالم مفيد مستقل بنفسه"‪ ،4‬وقيل أنها‪" :‬عبارة عن الفعل وفاعله كـ (ق‪.‬ام زي‪.‬د)‬
‫ب اللص‪ ،‬وأق‪..‬ائم الزي‪..‬دان؟‪ ،‬وك‪..‬ان‬
‫ض‪ِ .‬ر َ‬
‫والمبتدأ وخبره كـ (زيد قائم)‪ ،‬وما كان بمنزلة أحدهما‪ ،‬نحو ُ‬
‫‪ 1‬سورة الفرقان‪.)32( ،‬‬
‫‪ 2‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور‪ ،‬مادة (ج‪ ،‬م‪ ،‬ل)‪.11/128 ،‬‬
‫‪ 3‬معجم الوسيط‪ ،‬إبراهيم مصطفى وآخرون‪ ،‬مادة (ج‪ ،‬م‪ ،‬ل)‪.1/136 ،‬‬
‫‪ 4‬اللغة في القرآن‪ ،‬ابن الجني‪.1/26 ،‬‬
‫زيد قائماً"‪ ،5‬وقيل أن‪" :‬الجملة ما تضمن اإلسناد االصلي شواء كانت مقصودة لذاتها او ال‪ ،‬كالجمل‪..‬ة‬
‫التي هي خبر المبتدأ سائر ما ذكر من الجُمل"‪ ،6‬وقيل أنه‪.‬ا‪" :‬أق‪.‬ل ق‪.‬در ممكن من الكالم يفي‪.‬د الس‪.‬امع‬
‫معنى مستقال" بنفسه‪ ،‬سواء تركب هذا القدر من كلمة أو أكثر‪ .7‬فمن خالل التعريفات الس‪..‬ابقة ألح‪..‬ظ‬
‫ان الجملة عبارة عن قول مفيد يحسن السكوت عليه‪.‬‬

‫العالقة بين الجملة والكالم‬ ‫‪‬‬

‫اختلف مفهوم الجملة ومفهوم الكالم لدى ال ّنحاة والمحدثين‪ ،‬لذلك سأبين في هذا المطلب ألهم‬
‫اآلراء التي طرحت حول هذه العالقة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬آراء النحاة القدامى‬

‫االتجاه األول‪ :‬يرى أصحاب هذا االتجاه أن الجملة والكالم مترادفان بمع‪..‬نى واح‪..‬د ومن‬ ‫‪-1‬‬
‫ه‪.‬ؤالء ‪ :‬س‪.‬يبويه‪ ،8‬وابن ج‪.‬ني‪ ،9‬والزمخش‪.‬ري‪ ،10‬ون‪.‬اظر‪ .‬الجيش‪ ،11‬فلق‪.‬د جع‪.‬ل ك‪.‬ل من‬
‫هؤالء العلماء الجملة والكالم واحد‪ ،‬فسيبويه لم ترد الجمل‪..‬ة في كتاب‪..‬ه مص‪..‬طلحا ً نحوي‪.‬اً‪،‬‬
‫وإنما كان بديالً عنها مصطلحا‪ .‬الكالم‪ ،‬فهو يقول‪" :‬الكالم المستغنى عنه السكوت"‪.12‬‬

‫أما ابن جني فقد ع ّرف الكالم بأنه‪" :‬فكل لفظٍ مستقل بنفسه‪ ،‬مفيد بمعناهن وهو ال‪..‬ذي يس‪..‬ميه‬
‫النحويين الجمل‪ ،‬نحو‪ :‬زيد أخوك‪ ،‬وقام‪ .‬محمد‪ ،‬وض ُِرب سعيد وفي الدار أبوك‪ ،‬صهْ ‪ ،‬وم‪..‬هْ ‪ ،‬وروُ ي‪..‬د‪،‬‬
‫وأوه‪ ،‬فكل لفظ استقل بنفسه و ُجنِيت منه ثم‪..‬رة معن‪..‬اه‬
‫وحا ِء‪ ،‬وعاِ‪ ،‬وفي األصوات حسَّ ‪ ،‬ولبَّ ‪ ،‬وأفّ ‪َّ ،‬‬
‫فهو كالم"‪.13‬‬

‫‪ 5‬مغني اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬ابن هشام‪.1/490 ،‬‬


‫‪ 6‬شرح الرضيّ على الكافية‪ ،‬للرضيّ االستزاباذي‪.1/33 ،‬‬
‫‪ 7‬من اسرار اللغة‪ ،‬إبراهيم أنيس‪ ،‬ص‪.262 -261 :‬‬
‫‪ 8‬سيبويه‪ :‬هو عمر بن عثمان بن قنبر الحارثي بالوالء‪ ،‬أبو بشر‪ ،‬الملقب سيبويه‪ :‬إمام النحاة‪ ،‬وأول من بسط علم النحو وصنف كتابه‬
‫المسمى (كتاب سيبويه) في النحو‪ ،‬توفي سنة (‪180‬هـ)‪ ،‬ينظر أخبار النحويين البصريين للسراني‪.1/38 ،‬‬
‫‪ 9‬ابن جني‪ :‬أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬الخصائص‪ ،‬وسر الصناعة‪ ،‬وصناعة اإلعراب وغيرها‪ ،‬توفي سنة (‪392‬هـ)‬
‫ينظر وفيات األعيان البن خليكان‪.296 /3 ،‬‬
‫‪ 10‬الزمخشري‪ :‬هو محمود بن عمرو بن محمد بن أحمد الزمخشري أبو القاسم جار هللا‪ ،‬وله من التصانيف‪ :‬الكشاف في التفسير‪ ،‬والفائق‬
‫في غريب الحديث‪ ،‬والمفصل في النحو وغيرها‪ ،‬توفي سنة (‪532‬هـ)‪ ،‬ينظر بغية الوعاة‪ ،‬للسيوطي‪.279 /2 ،‬‬
‫‪ 11‬ناظر الجيش‪ :‬هو محمد محب الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم الحلبي‪ ،‬من مؤلفاته شرح التسهيل (تمهيد القواعد يشرح تسهيل‬
‫الفوائد)‪ ،‬توفي سنة‪778( ،‬هـ)‪ ،‬ينظر بغية الوعاة للسيوطي‪.275 /1 ،‬‬
‫‪ 12‬الكتاب‪ ،‬سيبويه‪.1/23 ،‬‬
‫‪ 13‬الخصائص‪ ،‬ابن جني‪.1/18 ،‬‬
‫فابن جني في تعريفه ه‪..‬ذا ع‪..‬رّف الكالم وقي‪..‬ده باإلف‪..‬ادة واإلس‪..‬تقالل‪ ،‬وقس‪..‬م الجمل‪..‬ة االس‪..‬مية‬
‫والفعلية‪ ،‬وذكر‪ .‬شبه الجملة‪ ،‬واكتفى بذكر ظرف المكان‪ ،‬كما ذكر بعض االلفاظ المف‪..‬ردة الدال‪..‬ة على‬
‫معنى بذاتها‪ ،‬وهي أسماء األفعال ثم انتقل لضرب آخر من ض‪..‬روب الكالم وه‪..‬و أس‪..‬ماء االص‪..‬وات‪،‬‬
‫وفي هذا النوع ‪ -‬كما قال‪-‬‬

‫والزمخش‪.‬ري أيض‪.‬ا ً ع‪.‬رف الكالم بقول‪.‬ه‪" :‬الكال ُم الم‪.‬ركبُ من كلم‪.‬تين ُأس‪.‬ندت إح‪.‬داهما إلى‬
‫‪.‬ل واس‪..‬م‪ ،‬نح‪..‬و‬
‫األخرى‪ ،‬وذلك ال يأتي إال في اسمين كقولك‪ :‬زيد أخ‪..‬وك‪ ،‬وبش‪ُ .‬ر ص‪..‬احبُك‪ ،‬أو في فع‪ٍ .‬‬
‫قولك‪ :‬ضُرب زي ُد‪ ،‬وانطلق بكرُ‪ ،‬وتسمى الجملة"‪.14‬‬

‫ويتبين من التعريف السابق أن الزمخشري‪ .‬ع ّرف الكالم من خالل اإلسناد سواء أكان إس‪..‬ناد‬
‫اسم إلى اس‪..‬م‪ ،‬أو إس‪..‬ناد فع‪..‬ل إلى اس‪..‬م‪ ،‬وختم تعريف‪..‬ه في ه‪..‬ذا الموض‪..‬وع‪ .‬بتحدي‪..‬د العالق‪..‬ة بين الكالم‬
‫والجملة‪.‬‬

‫االتج‪..‬اه الث‪..‬اني‪ :‬ي‪..‬رى أص‪..‬حاب ه‪..‬ذا االتج‪..‬اه أنّ الجمل‪..‬ة أعم من الكالم‪ ،‬من ه‪..‬ؤالء‪ :‬ابن‬ ‫‪-2‬‬
‫يعيش‪ ،15‬وابن مالك‪ ،16‬والرضيّ ‪ ،17‬وابن هشام‪.18‬‬

‫فابن مالك قد بين أثناء تعريفه للكالم معنى اإلسناد المقصود‪ .‬لذات‪..‬ه فق‪..‬ال‪" :‬الكالم م‪..‬ا تض‪..‬من‬
‫من الكلم إسناداً مفيداً مقصوداً لذاته"‪ ،19‬وقال‪" :‬واحترز‪ .‬بان قيل مقص‪.‬وداً لذات‪.‬ه من المقص‪.‬ود‪ .‬لغ‪.‬يره‬
‫كإسناد الجملة الموصول بها‪ ،‬والمضاف إليها فإنه إسناد لم يقصد هو وال ما تض‪..‬منه لذات‪..‬ه ب‪..‬ل قص‪..‬د‬
‫لغ‪..‬يره فليس كالم ‪.‬ا ً ب‪..‬ل ج‪..‬زء كالم‪ ،‬وذل‪..‬ك نح‪..‬و‪ :‬ق‪..‬اموا‪ ،‬من قول‪..‬ك‪ :‬رأيت ال‪..‬ذين ق‪..‬اموا وقمت حين‬
‫قاموا"‪.20‬‬

‫‪ 14‬المفصل في صناعة اإلعراب‪ ،‬الزمخشري‪.1/23 ،‬‬


‫‪ 15‬ابن يعيش‪ :‬هو علي بن يعيش بن محمد بن ابي السرايا محمد بن علي بن المفضل بن عبد الحكيم بن محمد بن يحي النحوي الحلبي‪،‬‬
‫المشهور بابن يعيش وكان يعرف بابن الصانع‪ ،‬ومن مصنفاته‪ :‬شرح المفصل‪ ،‬وشرح تصريف ابن جني وغيرها‪ ،‬توفي سنة (‪643‬هـ)‬
‫ينظر بغية الوعاة‪ ،‬للسيوطي‪.2/352 ،‬‬
‫‪ 16‬ابن مالك‪ :‬هو محمد بن عبد هللا بن مالك العالمة جمال الدين أبو عبد هللا الطائي الجياني الشافعي النحوي‪ ،‬ومن مصنفاته‪ :‬األلفية وتسهيل‪.‬‬
‫الفوائد‪ ،‬وغيرها‪ ،‬توفي (‪672‬هـ)‪ ،‬ينظر بغية الوعاة للسيوطي‪.130 /1 ،‬‬
‫‪ 17‬الرضىّ ‪ :‬هو محمد بن الحسن الرضّيّ األستراباذي نجم الدين‪ ،‬من مؤلفاته‪ :‬شرح الكفاية البن الحاجب‪ ،‬وغيرها‪ ،‬توفي سنة‪686( ،‬هـ)‪،‬‬
‫ينظر بغية الوعاة‪ ،‬للسيوطي‪.1/567 ،‬‬
‫‪ 18‬ابن هشام‪ :‬عبد هللا بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا بن يوسف بن أحمد بن عبد هللا بن هشام األنصاري‪ ،‬من مصنفاته‪ :‬أوضاع المسالك لي‬
‫ألفية ابن مالك‪ ،‬ومغني‪ .‬اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬وغيرها‪ ،‬توفي سنة (‪761‬هـ) ينظر بغية الوعاة‪ ،‬للسيوطي‪.2/68 ،‬‬
‫‪ 19‬شرح التساهيل‪ ،‬البن مالك‪.1/5 ،‬‬
‫‪ 20‬شرح التساهيل‪ ،‬البن مالك‪.8 -1/7 ،‬‬
‫أما الرضيّ فقد رأى أنّ الجملة‪" :‬ما تضمن اإلسناد األصلي سواء ك‪..‬انت مقص‪..‬ودة ل‪..‬ذاتها أو‬
‫ال‪ .‬كالجملة التي هي خبر المبتدأ وسائر من الجمل (‪ )...‬والكالم م‪..‬ا تض‪..‬من اإلس‪..‬ناد األص‪..‬لي وك‪..‬ان‬
‫مقصوداً لذاته فكل كالم جملة وال ينعكس"‪.21‬‬

‫الرضي هو اآلخر قد ع‪..‬رف الجمل‪.‬ة لذات‪..‬ه‪ ،‬واإلس‪..‬ناد األص‪..‬لي‬


‫ّ‪.‬‬ ‫يتبيّن من التعريف السابق أن‬
‫غير المقصود لذاته‪ ،‬وبيّن أن تحتمل الجملة نوعي ذلك اإلسناد‪ ،‬أ ّم‪..‬ا الكالم فال يحتم‪..‬ل غ‪..‬ير اإلس‪..‬ناد‬
‫المقصود لذاته‪ ،‬وهذا هو الفرق بين الجملة والكالم‪ ،‬فالعالق‪..‬ة بينهم‪..‬ا إذن ليس‪..‬ت عالق‪..‬ة ت‪..‬رادف كم‪..‬ا‬
‫يقال‪ ،‬وإنما "الجملة أعم من الكالم لعدم شرط‪ .‬اإلفادة"‪.22‬‬

‫وكذلك ابن هشام نفى أن يكون الكالم مرادفا ً للجملة‪ ،‬وذلك عندما بيّن أن "الكالم أخص منها‬
‫ال مرادف لها‪ ،‬والكالم هو القول المفيد بالقصد‪ ،‬والمراد بالمفي‪..‬د م‪..‬ا دل على مع‪..‬نى يحس‪..‬ن الس‪..‬كوت‬
‫عليه"‪.23‬‬

‫أما الجملة عنده فهي‪" :‬عبارة عن الفعل وفاعله كـ (ق‪..‬ام زي‪..‬د)‪ ،‬أو المبت‪..‬دأ وخ‪..‬بره‪ ،‬كـ (زي‪..‬د‬
‫ب اللص وأق‪..‬ائم الزي‪..‬دان؟ وك‪..‬ان زي ‪ُ .‬د قائم ‪.‬اً‪ ،‬وبه‪..‬ذا‬
‫ض ‪ِ .‬ر َ‬
‫ق‪..‬ائم)‪ ،‬وم‪..‬ا ك‪..‬ان بمنزل‪..‬ة أح‪..‬دهما‪ ،‬نح‪..‬و‪ُ :‬‬
‫يظهرلك"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬آراء المحدثين‬

‫إذا عرضنا بعض آراء الباحثين يتبيّن هذا االختالف أيضا ً بين مفهوم الكالم ومفهوم‪ .‬الجملة‪،‬‬
‫تبعا ً لزاوية النظر لكل منهم‪ ،‬فمنهم‪ .‬من نظر إليه من ناحية تركيبية‪ ،‬ومنهم من ناحية لفظية‪.‬‬

‫الذين نظروا للكالم والجملة من ناحية تركيبية أمثال‪ :‬إب‪.‬راهيم أنيس ال‪.‬ذي عّ‪.‬رف الجمل‪.‬ة في‬
‫أقصر صورها‪ .‬بأنها‪" :‬أقل قدر ممكن من الكالم يفيد السامع معنى مستقالً بنفس‪..‬ه‪ ،‬س‪..‬واء ت‪..‬ركب ه‪..‬ذا‬
‫القدر من كلمة واخدة أو أكثر‪."24‬‬

‫ونجد أن عباس حسن يجعل الكالم مرادف‪.‬ا ً للجمل‪..‬ة وعرفه‪..‬ا بانه‪..‬ا‪ ،‬أي‪ :‬الكالم والجمل‪..‬ة‪" :‬م‪..‬ا‬
‫تركب من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل"‪.25‬‬

‫‪ 21‬شرح الرضيّ على الكفاية‪ ،‬الرضيّ األستراباذي‪.1/33 ،‬‬


‫‪ 22‬همع الهوامع في شرح جمع الجوامع‪ ،‬السيوطي‪.1/55 ،‬‬
‫‪ 23‬المصدر السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 24‬من أسرار اللغة‪ ،‬إبراهيم أنيس‪262 -261 /1 ،‬‬
‫‪ 25‬النحو الوافي‪ ،‬عباس حسن‪.1/15 ،‬‬
‫ومن اللذين نظروا إلى الجملة من ناحية لفظية أمثال‪ :‬مهدي المخزومي‪ .‬حيث ع‪..‬رّف الجمل‪..‬ة‬
‫بأنها‪" :‬هي الصورة اللفظية الصغرى للكالم المفيد في أي لغة من اللغات‪ ،‬وهي المركب ال‪..‬ذي ي‪..‬بين‬
‫المتكلم به أن صورة ذهنية كانت قد تألفت أجزاؤه‪..‬ا في ذهن‪..‬ه‪ ،‬ثم هي الوس‪..‬يلة ال‪..‬تي تنق‪..‬ل مج‪..‬ال في‬
‫ذهن المتكلم إلى ذهن السامع"‪.26‬‬

‫وسأبيّن من خالل المطلب القادم الجملة الفعلية ليتضح لنا معنى كالم هذا المطلب‪.‬‬

‫الجملة الفعلية وأركانها األساس ّية‬ ‫‪‬‬

‫من المعلوم‪ .‬أن الجملة الفعلية هي‪ :‬ما تألفت من الفعل والفاعل‪ ،‬نحو "سبق السيف العذل"‪،27‬‬
‫أو الفعل ونائب الفاعل‪ ،‬نحو‪( :‬يُبصر المظلو ُم)‪.28‬‬

‫وللجملة الفعلية أركان أساسية تتكوّ ن منها‪ ،‬سأقوم‪ .‬في هذا المطلب بالتعريف‪ .‬بها‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الفعل‬

‫تعريف الفعل في اللغة واالصطالح‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الفع‪..‬ل في اللغ‪..‬ة‪" :‬الفع‪..‬ل ب‪..‬الفتح‪ :‬مص‪..‬د ُر ّف ّع‪ّ .‬ل َي ْف َع‪ .‬لُ‪ ،‬وق‪..‬رأ‪ .‬بعض‪..‬هم‪َ ﴿ :‬وَأ ْو َح ْي َن‪ .‬ا‪ِ .‬إلَي ِْه ْم فِعْ‪َ .‬ل‬ ‫أ‪-‬‬
‫ار‪ ،‬والف َع‪ .‬ل‬ ‫ت﴾ ‪ ،‬والفِعْ َل بالكسر االسم والجمع الفاعل‪ ،‬مث‪..‬ل‪ :‬قِ‪.ْ .‬د ٍح وقِ‪.ْ .‬داح‪ ،‬وب‪..‬ئر وبَئ ِ‬
‫‪29‬‬
‫ْال َخي َْرا ِ‬
‫‪.‬ال تق َّنع‪..‬ا‬
‫هش‪.‬وا للفِع‪ِ .‬‬ ‫ض‪.‬روباً‪ .‬بلَحيت‪..‬ه على عظيم زوره إذا الق‪..‬و ُم ّ‬ ‫بالفتح‪ :‬الك‪..‬رم‪ .‬وق‪..‬ال هُدب‪..‬ة‪َ :‬‬
‫وال َف َعا ُل أيضاً‪ ،‬مصدرُ‪ ،‬مثل ذهب ذهاباً‪ ،‬وك‪..‬انت من‪..‬ه َفعْ لَ‪ً .‬‬
‫‪.‬ة أو قبيع‪َ .‬ة‪ .‬وا ْف َت َع‪.َ .‬ل ك‪..‬ذبا ً وزوراً"‬
‫كسرْ ْته فا ْن َك َسر‪.30‬‬
‫أي‪ :‬اختلق‪ ،‬وفعلت الشيء‪ ،‬فانفعل‪ ،‬كقولك‪َ :‬‬
‫الفعل في االصطالح‪" :‬الفعل ما دل على حدث وزمان‪ ،‬داللة الفعل على الحدث بالتض‪..‬مين‬ ‫ب‪-‬‬
‫ال بالمطابقة‪ ،‬نح‪..‬و دالل‪..‬ة (ال‪..‬بيت) على (الس‪..‬قف) وأمَّا داللت‪..‬ه على الزم‪..‬ان فق‪..‬ال النحوي‪..‬ون‪:‬‬
‫بالبنية"‪.31‬‬

‫‪ 26‬في النحو العربي‪ ،‬مهدي المخزومي‪.31 /1 ،‬‬


‫‪ 27‬مجمع األمثال‪ ،‬أحمد الميداني‪.73 /1 ،‬‬
‫‪ 28‬جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‪.289 /3 ،‬‬
‫‪ 29‬سورة األنبياء‪.)72( .،‬‬
‫‪ 30‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية‪ ،‬مادة (ف‪-‬ع‪-‬ل)‪.1792 /5 ،‬‬
‫‪ 31‬نتائج الفكر في النحو‪ ،‬مصطفى الغالييني‪.1/28 ،‬‬
‫وبالمعنى ذاته عرفه آخر بقوله‪" :‬هو م‪.‬ا دل على مع‪.‬نى في نفس‪.‬ه مق‪.‬ترن بزم‪.‬ان كـ (ج‪.‬اء‪،‬‬
‫وي ِجيء‪ ،‬وجي َء)‪ ،‬وعالمة أن يقبل‪( :‬ق‪..‬د‪ ،‬أو الس‪..‬ين‪ ،‬أو س‪..‬وف‪ ،‬أو ت‪..‬اء الت‪..‬أنيث الس‪..‬اكنة‪ ،‬أو ض‪..‬مير‬
‫ْ‬
‫قامت‪ ،‬قمتِ‪ ،‬ليكتبنّ ‪ ،‬لكتبنّ ‪ ،‬اكتبنْ "‪.32‬‬ ‫الفاعل‪ ،‬أو نون التوكيد) مثل‪ :‬قد قام‪ ،‬ستذهب‪ ،‬سوف نذهل‪،‬‬

‫والزمن قد يكون ماضياً‪ .‬أو يكون مض‪..‬ارعا ً (حاض‪..‬راً أو مس‪..‬تقبالً)‪ ،‬وذك‪.‬ر لف‪..‬ظ الزم‪.‬ان هن‪.‬ا‬
‫"لنفرق بينه وبين االس‪..‬م ال‪..‬ذي ي‪..‬دل على مع‪..‬نى فق‪..‬ط‪ ،‬فالماض‪.‬ي‪ .‬كقول‪..‬ك‪( :‬ص‪..‬لى زي‪..‬د) ي‪..‬دل على أن‬
‫الصالة كانت فيما مضى من الزمان‪ ،‬والحاضر نحو قولك‪( :‬يُصلى) يدل على الصالة وعلى ال‪..‬وقت‬
‫الحاضر‪ ،‬والمستقبل نحو‪( :‬سيصلي) يدل على الصالة وعلى أن ذلك يكون فيما يستقبل‪.33‬‬

‫أقسام الفعل‬ ‫‪-2‬‬

‫ينقس‪..‬م الفع‪..‬ل إلى ع‪..‬دة أقس‪..‬ام باعتب‪..‬ارات متع‪..‬ددة‪ ،‬لكن م‪..‬ا يهمن‪..‬ا في دراس‪..‬تنا دراس‪..‬ة الفع‪..‬ل‬
‫باعتبار الزمن‪ ،‬وباعتبار‪ .‬الفاعل‪ ،‬وباعتبار المعنى‪.‬‬

‫باعتبار الزمن‬ ‫أ‪-‬‬

‫ينقس‪..‬م الفع‪..‬ل باعتب‪..‬ار ال‪..‬زمن إلى ثالث‪..‬ة أقس‪..‬ام‪" :‬ماض‪..‬ي‪ ،‬ومض‪..‬ارع‪ ،‬وأم‪..‬ر‪ ،‬وه‪..‬ذا رأي‬
‫البصريين‪ ،‬أما الكوفيين واألخفش فيرون أن الفعل قسمان وأن األمر مقتطع من المضارع"‪.34‬‬

‫الفعل الماضي‪ :‬هو‪" :‬الدال على اقتران حدث بزمان قبل زمانك‪ ،‬وه‪..‬و مب‪..‬ني على الفتح‪ ،‬إاّل‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يعترضه م‪..‬ا ي‪.‬وجب س‪.‬كونه أو ض‪..‬مه‪ .‬فالس‪.‬كون عن‪..‬د اإلعالل ولح‪.‬وق‪ .‬بعض الض‪.‬مائر‪،‬‬
‫والضم مع واو الضمير"‪.35‬‬
‫الفعل المضارع‪ :‬هو‪ ":‬ما د ّل على زماني الحال واالستقبال‪ ،‬ويسمى‪ .‬حاضراً‪ .‬أو مستقبالً‪ ،‬كـ‬ ‫‪-2‬‬
‫(يفعلُ)‪ ،‬ويعرف بأن تتعقب على أوله الهمزة والنون والتاء‪ ،‬والياء‪ ،‬ويك‪..‬ون أخ‪..‬ره مرفوع ‪.‬ا ً‬
‫َ‬
‫ومنصوباً‪ .‬ومجزوماً‪ .،‬ما لم يتصل به ضمير‪ .‬جماعة النساء نحو‪َ :‬يضربْنً "‪.36‬‬
‫ِعل يُطلب به حصول شيء في الزمان المس‪..‬تقبل"‪" .37‬والب‪..‬د في فع‪..‬ل‬
‫الفعل األمر‪ :‬هو "ك ّل ف ٍ‬ ‫‪-3‬‬
‫األمر أن يدل في نفسه مباشرة على الطلب من غير زيادة على صيغته"‪.38‬‬
‫جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‪.1/12 ،‬‬ ‫‪32‬‬

‫األصول في النحو‪ ،‬البن السراج‪.1/38 ،‬‬ ‫‪33‬‬

‫الحدود في علم النحو‪ ،‬أحمد األبذيُ ‪.1/431 ،‬‬ ‫‪34‬‬

‫المفصل في صناعة اإلعراب‪ ،‬الزمخشري‪.1/319 ،‬‬ ‫‪35‬‬

‫المفتاح في الصرف‪ ،‬عبد القاهر الجرجاني‪.1/53 ،‬‬ ‫‪36‬‬

‫النحو الواضح في قواعد اللغة العربي‪ ،‬علي أمين‪.1/31 ،‬‬ ‫‪37‬‬

‫النحو الوافي‪ ،‬عباس حسن‪.1/48 ،‬‬ ‫‪38‬‬


‫باعتبار الفاعل‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ينقسم الفاعل باعتبار فاعله إلى معلوم‪ .‬ومجهول‪:‬‬

‫الفعل المعلوم‪ :‬هو "ما ذكر فاعله في الكالم‪ ،‬نحو‪( :‬مصَّر المنصو ٌر بغداد)"‪.39‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الفعل المجهول‪ :‬هو "ما لم يذكر فاعله في الكالم‪ ،‬بل كان محذوفا ً لغرض من األغراض إمّا‬ ‫‪-2‬‬
‫اإليجاز‪ ،‬وإمّا للعلم به‪ ،‬وإمّا للجهل به‪ ،‬وإما للخوف عليه‪ ،‬وإما للخوف منه‪ ،‬وإ ّم‪..‬ا لتحق‪..‬يره‪،‬‬
‫وإمّا لتعظيمه"‪.40‬‬

‫ويبنى الفعل المعلوم للمجهول كما يأتي‪:‬‬

‫"إذا كان الفعل ماضيا ً يٌضم أول‪.‬ه‪ ،‬ويٌكس‪.‬ر م‪.‬ا قب‪.‬ل أخ‪.‬ره‪ ،‬مث‪.‬ل قول‪.‬ه تع‪.‬الى‪َْ ﴿ :‬أم تُِري ُدو َن َأ ْن‬ ‫‪-1‬‬

‫وسى ِم ْن َقْب ُل﴾‪.41‬‬ ‫ِئ‬


‫تَ ْسَألُوا َر ُسولَ ُك ْم َك َما ُس َل ُم َ‬
‫إذا كان الفعل مضارعا ً يضم أوله‪ ،‬ويفتح ما قبل أخره‪ ،‬أي‪ :‬يُضم حرف المضارعة منه‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ويفتح الحرف الذي قبل الحرف األخير فيه"‪.42‬‬

‫ج‪ -‬باعتبار المعنى‪:‬‬

‫ينقسم الفعل باعتبار تعديه الفاعل إلى المفعول وعدمه إال الزم ومتعد‪:‬‬

‫الفعل الالزم‪ :‬هو "ما ال يتعدى أثره فاعله‪ ،‬وال يتجاوزه إلى المفع‪..‬ول ب‪..‬ه‪ ،‬ب‪..‬ل يبقى في نفس‬ ‫‪-1‬‬
‫فاعله‪ ،‬مثل‪ :‬ذهب سعيد‪ ،‬وهو يحتاج إلى فاعل‪ ،‬وال يحتاج إلى مفعول به‪ ،‬ألنه ال يخرج من‬
‫نفس فاعله‪ ،‬فيحتاج إلى مفعول به‪ ،‬يقع عليه ويس‪.‬مى أيض‪.‬ا ً (الفع‪.‬ل القاص‪.‬ر)‪ ،‬لقص‪.‬وره عن‬
‫المفعول به واقتصاره على الفاعل"‪.43‬‬
‫الفعل المتع‪.‬دي‪ :‬وه‪.‬و "م‪..‬ا يتع‪.‬دى أث‪..‬ره فاعل‪.‬هُ‪ ،‬ويتج‪.‬اوزه إلى مفع‪.‬ول ب‪.‬ه مث‪.‬ل‪ :‬فتح ط‪.‬ارق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫األندلس‪ ،‬وهو يحتاج إلى فاعل يفعله ومفعول ب‪..‬ه يق‪..‬ع علي‪..‬ه‪ ،‬ويس‪..‬مى‪ .‬أيض‪.‬ا ً (الفع‪..‬ل الواق‪..‬ع)‬
‫لوقوعه على مفعل به"‪.44‬‬
‫‪ 39‬جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‪.1/49 ،‬‬
‫‪ 40‬المصدر السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 41‬سورة البقرة‪)108( ،‬‬
‫‪ 42‬ينظر شرح ابن عقيل على األلفية‪ ،‬البن عقيل‪.2/51 ،‬‬
‫‪ 43‬جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‪.1/46 ،‬‬
‫‪ 44‬المصدر السابق‪.1/34 ،‬‬
‫حذف الفعل‪ :‬يحذف الفعل‪" :‬إذا ّدل دليل على الفعل جاز حذف‪..‬ه‪ ،‬وإبق‪..‬اء فاعل‪..‬ه‪ ،‬كم‪..‬ا إذا قي‪..‬ل‬ ‫‪-3‬‬

‫لك‪ :‬من قرأ‪ ،‬فتقول‪ :‬زيد‪ ،‬التقدير‪ :‬قرأ زيد‪ ،‬وق‪.‬د‪ .‬يح‪..‬ذف الفع‪..‬ل وجوب‪.‬اً‪ ،‬كقول‪..‬ه تع‪..‬الى‪َ ﴿ :‬وِإ ْن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار َك﴾‪ ،45‬فـ(أح‪,,‬د)‪ :‬فاع‪,,‬ل بفع‪,,‬ل مح‪,,‬ذوف وجوب‪,,‬اً‪ ،‬والتق‪,,‬دير‪ :‬وإن‬
‫اس تَ َج َ‬ ‫َأحَ ٌد م َن الْ ُم ْش ِرك َ‬
‫ني ْ‬
‫استجارك أحد استجارك‪ ،‬وكذلك كل اسم مرفوع وقع بعد (إن) و (إذا) فإنه مرفوع بفعل‬

‫َّت﴾‪ .46‬فـ(الس‪,‬ماء)‪ :‬فاع‪,‬ل‬ ‫مح‪,‬ذوف وجوب‪,‬اً‪ ،‬ومث‪,‬ال ذل‪,‬ك في (إذا) قول‪,‬ه تع‪,‬الى‪ِ﴿ :‬إذَا َّ‬
‫الس َماءُ انْ َش ق ْ‬
‫بفعل محذوف‪ ,‬والتقدير‪ :‬إذا انشقت السماء انشقت"‪.47‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفاعل‪:‬‬

‫تعريف الفاعل‪ :‬هو "اسم مرفوع‪ .‬قبله فعل تام‪ ،‬أو ما شبهه وهذا االسم هو ال‪..‬ذي َف َع‪ .‬ل الفع‪..‬ل‬ ‫أ‪-‬‬
‫أو قام به"‪.48‬‬
‫أنواع الفاعل‪ :‬يأتي الفاعل على ثالث أنواع‪ :‬صريحُ‪ ،‬وضمير‪ ،‬ومؤول‪" .‬فالصريح‪ :‬نحو فاز‬ ‫ب‪-‬‬
‫ُّ‬
‫الحق‪.‬‬

‫الضمير‪ :‬إمّا متصل‪ ،‬كـ (التاء) من قُ ُ‬


‫مت‪ ،‬و(الواو) من قاموا‪ ،‬و (األلف) من قام‪..‬ا‪ ،‬و(الي‪..‬اء)‬
‫من تقومين‪ ،‬وإما منفصل‪ :‬كـ(أنا) و(نحن) من قولك‪ :‬م‪..‬ا ق‪..‬ام إال أن‪..‬ا‪ ،‬وإنم‪..‬ا ق‪..‬ام نحنُ ‪ ،‬وإم‪..‬ا مس‪..‬تتر‪،‬‬
‫نحو‪ :‬أقوموا‪ ،‬وتقوم‪ ،‬ونقوم‪ ،‬وسعيد‪ .‬يقو ُم‪ ،‬وسعاد تقو ُم‪.‬‬

‫والفاعل المؤول هو أن يأتي الفع‪..‬ل‪ ،‬ويك‪..‬ون فاعل‪..‬ه مص‪..‬دراً‪ .‬مفهوم‪.‬ا ً من الفع‪..‬ل بع‪..‬ده‪ ،‬نح‪..‬و‪:‬‬
‫يحسُنُ أن تجتهد"‪.49‬‬

‫وقد يحذف الفاعل ويأتي‪ .‬محله نائب الفاعل وهو " الذي ينوب عن الفاعل بعد حذفه‪ ،‬ويجوز‬
‫حذف الفاعل لغرض من األغراض قد يكون الغرض لفظياً‪ ،‬وقد يكون معنوياً‪ ،‬فاللفظي‪ .‬كالحذف‪ .‬من‬
‫أجل استقامة السجعة‪ ،‬كما قيل‪ :‬من طابت سيريرته حمدت سيرته‪ ،‬فاألصل‪َ :‬ح َمدَ الناس سيرته‪ ،‬فل‪..‬و‬
‫ص ّرح بالفاعل الختلفت السجعة‪ ،‬والمعنى ك‪.‬العلم ب‪.‬ه ب‪.‬ان يك‪.‬ون معلوم‪.‬ا ً عن‪.‬د المخ‪.‬اطب‪ ،‬نح‪.‬و قول‪.‬ه‬

‫‪ 45‬سورة التوبة‪.)6( ،‬‬


‫‪ 46‬سور االنشقاق‪.)1( ،‬‬
‫‪ 47‬شرح ابن عقيل على األلفية‪ ،‬البن عقيل‪.1/39 ،‬‬
‫‪ 48‬النحو الوافي‪ ،‬عباس حسن‪.2/63 ،‬‬
‫‪ 49‬جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‪.2/244 ،‬‬
‫ضعِي ًفا﴾‪ ،50‬فأصل التركيب – وهللا أعلم‪ -‬خلق هللا اإلنسان ضعيفاً‪ ،‬فحذف الفاعل‬ ‫ِ‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬و ُخل َق اِإْل نْ َسا ُن َ‬
‫لفظ الجاللة للعلم به"‪.51‬‬

‫ولنائب الفاعل أنواع كأنواع الفعل وهي‪ :‬صريح‪ ،‬وضمير‪ ،‬ومؤوول ‪.‬‬

‫َ‬
‫أكرمت‪ ،‬وإ ّم‪..‬ا منفص‪..‬ل‪،‬‬ ‫فالصريح‪ ،‬نحو‪ :‬يحب المجتهد‪ ،‬والضمير‪ ،‬إما متصل‪ :‬كـ(التاء) من‬
‫‪.‬ر ُم‪ ،‬و ُنك‪..‬ر ُم‪ ،‬وزه‪..‬ير‪" .‬يك‪..‬رً ُم‪ ،‬وفاطم‪..‬ة تك‪َ .‬‬
‫‪.‬ر ُم‪،‬‬ ‫يكر ُم إال أنا‪ ،‬وإم‪..‬ا مس‪..‬تتر‪ ،‬نح‪..‬و‪َ :‬أك‪َ .‬‬
‫‪.‬ر ُم‪ ،‬و ُتك‪َ .‬‬ ‫نحو‪ :‬ما َ‬
‫والمؤول‪ ،‬نحو‪ :‬يُحمد أن تجتهدوا والتأويل‪ :‬يحم ُد اجتهادك ُم"‪.52‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنماط الجملة الفعلية (الجانب التطبيقي)‬

‫المطلب األول‪ :‬الجملة ذات الفعل الماضي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجملة ذات الفعل المضارع ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الجملة ذات الفعل األمر‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الجملة ذات الفعل المبني للمجهول‪.‬‬

‫اتخذت الجملة الفعلية في معلقة عنترة بن شداد موضوع‪ .‬الدراسة‪ ،‬الصور اآلتية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الجملة ذات الفعل الماضي‪:‬‬

‫ورد الفعل الماضي في مائة وأربع موضوعاً‪ ،‬موزعا َ على أربع صور‪ .‬تركيبي‪..‬ة‪ ،‬لك‪..‬ل منه‪..‬ا‬
‫مجموعة من األنماط‪ .‬موزعة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ 50‬سورة النساء‪.)28( :‬‬
‫‪ 51‬فتح رب البرية في شرح نظم اآلجرومية‪ ،‬محمد السقيطي‪.317 -1/316 ،‬‬
‫‪ 52‬جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‪.2/253 ،‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل‬

‫وردت هذه الصورة في ثمانية وأربعين موضعاً‪ ،‬موزعة على ثالثة أنماط‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫النمط األول‪ :‬الفعل ‪+‬الفاعل (اسما ً ظاهراً) وردت هذا النمط في اثنتي عشرة موض‪..‬عاً‪ .‬ن‪..‬ذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫حزق يمانية األعجم طمطم‬ ‫َتأوي له قلص النعام كما أويت‬ ‫‪-1‬‬

‫َأ َو ْ‬
‫ت‪ :‬فعل ماضي‪ .‬مبني على فتح مقدر على األلف المحذوفة اللتقائها ساكنة مع تاء التأنيث‪.‬‬

‫ٌ‬
‫حزق‪ :‬فاعل مرفوع بالضّمة الظاهرة على آخره‪.‬‬

‫العندم‬
‫ِ‬ ‫ورشاش‪ .‬نافذ ٍة كلون‬ ‫سبقت يداي له بعاجل طعن ٍة‬ ‫‪-2‬‬

‫سبقت‪ :‬فعل ماضي مبني على الفتح والتاء للتأنيث‪.‬‬

‫ي‪..‬داي‪ :‬فاع‪..‬ل مرف‪..‬وع‪ .‬وعالم‪..‬ة رفع‪..‬ه األل‪..‬ف نياب‪..‬ة عن الض‪..‬مة ألن‪..‬ه مث‪..‬نى‪ ،‬وح‪..‬ذفت الن‪..‬ون‬
‫لإلضافة‪ ،‬وياء المتكلم ضمير‪ .‬متصل في محل جر باإلضافة‪.‬‬

‫النمط الثاني‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل (متصالً)‬

‫ورد هذا النمط في ستة عشر موضعا ً نذكر منها‪:‬‬

‫مني بمنزلة المحب المكرم‬ ‫ولقد نزلت فال تظني غيره‬ ‫‪-1‬‬

‫نزلت‪ :‬فعل ماضي مبني على الفتح والتاء ضمير في محل رفع فاعل‬

‫لعب الربيع بربعها المتوسم‪.‬‬ ‫ولقد مررت بدار عبلة بعدما‬ ‫‪-2‬‬

‫ُ‬
‫مررت‪ :‬فعل ماضي مبني على السكون‪ ،‬التصاله بتاء الفاع‪..‬ل و (الت‪..‬اء) ض‪..‬مير‪ .‬متص‪..‬ل في‬
‫محل رفع فاعل‪.‬‬

‫النمط الثالث‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل (مستتراً)‬

‫‪ ‬المواضع األخرى‪)107 ،87 ،83 ،64 ،51 ،31 ،29 ،28 ،14 ،10( :‬‬
‫‪ ‬المواضع األخرى‪.)113 ،112 ،106 ،102 ،101 ،88 ،87 ،86 ،77 ،70 ،51 ،49 ،15( :‬‬
‫ورد هذا النمط في عشرين موضعاً‪ .‬نذكر منها‪:‬‬

‫أقوى وأقفر بعد أم الهيثم‬ ‫حبيت من طلل تقادم عهده‬ ‫‪-1‬‬

‫أقوى‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح المقدر على األلف للتعذر‪ ،‬والفاعل ضمير مس‪..‬تتر تق‪..‬ديره‬
‫هو يعود إلى طلل‪.‬‬

‫عسراً عليَّ طالبك ابنة مخرم‬ ‫حلت بأرض الزائرين فأصبحت‬ ‫‪-2‬‬

‫حلت‪ ،‬فعل ماضي مبني على الفتح‪ ،‬والتاء للتأنيث‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر تقديره هو‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل ‪ +‬المفعول به‬

‫وردت هذه الصورة في أربعة وأربعين موضعاً‪ ،‬موزعة على سبعة أنماط وهي‪:‬‬

‫النمط األول‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل (اسما ً ظاهراً) ‪ +‬المفعول به (اسما ً ظاهراً)‬

‫ورد هذا النمط في خمسة مواضع نذكر منها‪:‬‬

‫أم هل عرفت الدار بعد توهم‬ ‫وهل غادر الشعراء من متردم؟‬ ‫‪-1‬‬

‫غادر‪ :‬فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬

‫الشعراء‪ :‬فاعل مرفوع وعالمة رفعه الضمة الظاهرة على أخره‪.‬‬

‫من‪ :‬حرف جر‪.‬‬

‫متردم‪ :‬اسم مجرور لفظا ً منصوب‪ .‬محالً على أنه مفعول به‪.‬‬

‫سنداً ومثل دعائم المتحيم‬ ‫أبقى لها طول السفار مقرمداً‬ ‫‪-2‬‬

‫أبقى‪ :‬فعل ماضي‪ .‬مبني على فتح مقدر على األلف للتعذر‪.‬‬

‫طول‪ :‬فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره‪.‬‬

‫‪ ‬المواضع األخرى‪)95 ،94 ،94 ،93 ،89 ،79 ،78 ،76 ،76 ،75 ،45 ،43 ،41 ،26 ،22 ،10 ،3( :‬‬
‫‪ ‬المواضع األخرى‪.)107 ،63 ،46( :‬‬
‫مقرمداً‪ :‬مفعول به منصوب‪ .‬وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره‪.‬‬

‫النمط الثاني‪ :‬الفعل ‪ +‬الفاعل (متصالً) ‪ +‬المفعول به (اسما ً ظاهراً)‬

‫ورد هذا النمط في خمسة عشر موضعا ً نذكر منها‪:‬‬

‫ترغو إلى سفع الرواكد جثم‬ ‫ولقد حبست بها طويالً ناقتي‬ ‫‪-1‬‬

‫ُ‬
‫حبست‪ :‬فعل ماضي مبني على السكون‪ ،‬التصاله بتاء الفاعل‪ ،‬و (الت‪..‬اء) ض‪..‬مير متص‪..‬ل في‬
‫محل رفع فاعل‪.‬‬

‫ناقتي‪ :‬مفعول به منصوب وعالمة نص‪.‬به الفتح‪.‬ة المق‪.‬درة على م‪.‬ا قب‪.‬ل ي‪.‬اء المتكلم من‪.‬ع من‬
‫ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة‪.‬‬

‫فدن ألقضي حاجة المتلوم‬ ‫فوقفت فيها ناقتي وكأنها‬

‫وقفت‪ :‬فعل ماضي مبني على السكون‪ ،‬التصاله بت‪..‬اء الفاع‪..‬ل‪ ،‬و (الت‪..‬اء) ض‪..‬مير متص‪..‬ل في‬
‫محل رفع فاعل‪.‬‬

‫ناقتي‪ :‬مفعول به منصوب وعالمة نص‪.‬به الفتح‪.‬ة المق‪.‬درة على م‪.‬ا قب‪.‬ل ي‪.‬اء المتكلم من‪.‬ع من‬
‫ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة‪.‬‬

‫النمط الثالث‪ :‬الفعل‪ +‬الفاعل (مستتراً) ‪ +‬المفعول به (اسما ً ظاهراً)‬

‫ورد هذا‬

‫‪ ‬المواضع األخرى‪81 ،78 ،77 ،75 ،68 ،66 ،57 ،1( :‬ن ‪.)112 ،109 ،98 ،87 ،84‬‬

You might also like