Professional Documents
Culture Documents
DOI: 10.21608/qarts.2024.259296.1849
مجلة كلية اآلداب بقنا -جامعة جنوب الوادي – المجلد ( )33العدد ( )62يناير 2024
الترقيم الدولي الموحد للنسخة المطبوعة ISSN: 1110-614X
الترقيم الدولي الموحد للنسخة اإللكترونية ISSN: 1110-709X
https://qarts.journals.ekb.eg موقع المجلة اإللكتروني:
- 96 -
درية محمد مغربى محمد مكى الفيل فى الوجدان العربى
الملخص:
ثم انتقل البحث إلى عرض قضايا متعددة حول الفيل فى األدب العربى ،جاء
أولها عن الفيل فى األساطير العربية ،وهى األخبار والروايات التى وردت عن العرب
مترسخا فى أذهان العرب ووجدانهم.
ً وحملت طابعا عجائبيا ال يمثل الحقيقة ،ولكنه كان
ومن هنا انتقلت إلى القضية التالية ،وهى عن ورود ذكر الفيل فى أشعار العرب،
وهو قدر ال بأس به استطعت جمعه من أمهات كتب التراث ،سواء تحدث عن الفيل
بشكل مباشر ،أو أشار إليه فى معرض الحديث عن أمور أخرى .ثم تناولت مكانة الفيل
فى عالم األحالم وتفسيراته المختلفة التى أوردها علماء التعبير .
ثم انتقلت إلى النوادر والحكايات الشعبية التى ورد ذكره فيها ،ثم األمثال العربية
محصور فى إطار زوايا معينة – فى
ًا التى استعانت به ،وهو فى كل هذه المباحث كان
أغلب األحيان – تركز على حجمه ووزنه ونهمه وقوته .وأخي ار ناقشت قضية حكم أكله
فى الشريعة اإلسالمية واالنتفاع بأنيابه وعظمه وجلده وما إلى ذلك .
- 97 -
المجلد ( )33العدد ( )62يناير 2024 مجلة كلية اآلداب بقنا
مقدمة
الحمد هلل حتى يبلغ الحمد منتهاه ،أحمده على إحسانه ،وأشكره على توفيقه
مباركا فيه،
ً طيبا
كثير ً
حمدا ًا
وامتنانه ،أسبغ على نعمه ظاهرة وباطنة ،فالحمد لك يا ربى ً
ملء السماوات وملء األرض وملء ما شئت من شىء بعد ،والصالة والسالم على سيدنا
محمد أشرف الخلق أجمعين وخاتم األنبياء والمرسلين ،وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه
إلى يوم الدين .أما بعد ..
فإن من يسبر أغوار تراثنا األدبى الزاخر الذى وصلنا من أجدادنا منذ العصر
الجاهلى يخرج منه بالعديد من الدراسات القيمة ،فال يزال هناك الكثير من الموضوعات
المتميزة التى تنتظر من يخرجها إلى النور ،ويثرى بها رفوف مكتبتنا العربية .
ولعل هذا البحث بعنوان " :الفيل فى الوجدان العربى" أحد تلك الموضوعات التى
لم يتم دراستها بشكل كاف؛ فهو يدرس ذلك الحيوان المعروف :كيف نظر العرب إليه،
وماذا رأوا فيه ،وما معتقداتهم بخصوصه ..
لم أقف على دراسات ذات صلة وثيقة بالموضوع المدروس هنا ،وهو "الفيل فى
الوجدان العربى" ،ولكننى اطلعت على العديد من الدراسات التى تتحدث عن الحيوانات
فى األدب العربى بصفة عامة ،ومنها على سبيل المثال ال الحصر :
- 98 -
درية محمد مغربى محمد مكى الفيل فى الوجدان العربى
اعتمدت فى بحثى هذا على المنهج الوصفى االستقرائى التحليلى؛ كونه أكثر
المناهج مناسبة لطبيعة هذا البحث .
- 99 -
المجلد ( )33العدد ( )62يناير 2024 مجلة كلية اآلداب بقنا
وُذِّيل البحث بخاتمة تتضمن أهم النتائج التى توصل إليها البحث مع بعض
التوصيات ،ثم اختتم بقائمة من المصادر والمراجع التى استفاد منها البحث.
وقد كانت أهم العقبات التى وجدتها فى البحث هى ندرة األخبار واألشعار
والروايات التى وردت عن الفيل فى كتب التراث العربى ،وتطلب استخراجها وتصنيفها
الكثير من الوقت والجهد.
وفى الختام ..أسأل هللا أن ينفع بهذا العمل وأن يدخر لى منه ذخ ار أجده أمامى
يوم يقوم الناس لرب العالمين .وال يسعنى إال أن أحمد هللا تعالى على ما وفق وأعان؛
فما هذا إال جهد المقل ..ال أدعى فيه الكمال ،ولكن عذرى أننى بذلت فيه قصارى
جهدى ،فإن أصبت ..فذاك مرادى ،وهو من رحمة هللا وتوفيقه وسداده ،آملة أن ينال
القبول ويلقى االستحسان ،وإن أخطأت ..فلى شرف المحاولة والتعلم وحسبى أجر
االجتهاد ونية اإلصالح ،والحمد هلل فى هذه وفى تلك ،وهللاَ أسأل أن ينفعنى وإياكم بما
علمنا ،وأن يعلمنا ما ينفعنا ..سبحانه إليه مآل األمور ،وعنده ال يضيع أجر العاملين.
التمهيد
هل هو من نسل آدمى ملعون ؟؟ أم هو َملِّك ُمسخ لسوء خلقه ؟؟ أم أنه أبو
الخنزير ؟؟؟
وف، ِّ
أورد ابن منظور فى معجمه (لسان العرب) تعريفا بالفيل فقال " :الفيلَ :م ْع ُر ٌ
الس ِّك ِّ
يت :وَال تَُقل أَ ْفِّيلة ،واألُنثىِّ ،فيلة ،وص ِّ وفيلة؛ َقال ابن ِّ
اح ُب َها َفيال َ َ َ ْ َ ُْ َواْل َج ْم ُع أَ ْفيال وُف ُيول َِّ
وز أَن ي ُكو َن أَصل ِّفيل ُفع ًال َف َكسر ِّمن أَجل اْلي ِّ ِّ
اء َك َما َقاُلوا أَبيض َ ََ ْ ْ َ ال ِّس َيب َوْيهَ :ي ُج ُ َ .ق َ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ال
ال ْاب ُن س َيد ْهَ :ق َ ال األَخفشَ :ه َذا َال َي ُكو ُن في اْل َواحد ِّإنما َي ُكو ُن في اْل َج ْم ِّع؛ َوَق َ وبِّيض؛ َق َ
ان ُف ْع ًالِّ ،ب َم ْن ِّزَل ِّة األَجناد ِّ ِّ
وز أَن َي ُكو َن فيل ف ْع ًال وُف ْع ًال َف َي ُكو ُن أَ ْفيالِّ ،إذا َك َ
ِّ
ِّس َيب َوْيه َي ُج ُ
ِّ ِّ
الخرجة ،يعِّني جمع ُخرج .وَليَل ٌة ِّم ْثل َلو ِّن ِّ
الفيل أَي ُ ْ ََْ ْ َ ْ َْ الف ُيول ِّب َم ْن ِّزَلة َ َ
َجحارَ ،وَي ُكو ُن ُواأل ْ
كالفيل؛ َح َكاهُ ْاب ُن ِّجِّن ٍّي
الفيلة َك َذلِّك .واستَْفيل الجمل :صار ِّ
ُ َ َ َ ْ َ
ِّ
َس ْوداء َال ُي ْهتََدى َل َها ،وأَلوان َ
()1
استَ ْحوذ وأَخواته " . ِّ ِّ
في َباب ْ
وقال عنه القزوينى " :هو حيوان ظريف بهى نبيل من أعظم الحيوانات ،وربما
كان فى فمها ثالثمائة سن ،وهو أظرف وألطف من كل حيوان خفيف الجسم رشيق،
خرطوما
ً صنع هللا فى خلقته عجائب قدرته ،وهو أن رقبته لما كانت قصيرة خلق هللا لها
طويالً يقوم مقامها يرفع العلف والماء إلى فمه بها ،وتدور على جميع بدنه كما تدور يد
()2
اإلنسان ،ويضرب بها وله أذنان كبيرتان " .
1لسان العرب لمحمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى
(المتوفى711 :هـ) دار صادر – بيروت الطبعة :الثالثة 1414 -هـ ،ج ،11ص . 534
2
عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات لزكريا بن محمد بن محمود الكوفى القزوينى
مؤسسة األعلمى للمطبوعات ،بيروت – لبنان ،الطبعة األولى 2000م ،ص .328
()1
وهو " دابة عظيمة يعتلق بخرطومه وناباه قرناه ،وتسمى أنثاه العيثوم ".
عاجا .
" والعاج :أنياب الفيل ،وال يسمى غير الناب ً
()2
والفرطوسة ،والفرطيسة :خطم الفيل " .
لقد كان للفيل وزن ثقيل فى الوجدان العربى منذ القدم رغم عدم انتشاره فى شبه
الجزيرة العربية إال أنهم ومنذ الجاهلية قد عرفوه – أو عرفه بعضهم – وإن كانوا قد سمعوا
عنه فإنهم لم يروه جميعا؛ ولذلك ضرب هللا مثال للعرب على عظمة خلقه باإلبل ،فقال :
إ ٱإلِّب ِّل ك إإ
ف ُخِّلَقت" ( )3ألن العرب لم يكونوا قد أروا الفيل ،وإنما ذكر
َ ي َ ِّ ظ ُرو َن ِّإَلى
"أََف َال َين ُ
لهم ما أبصروا ،ولو أنه قال :أفال ينظرون إلى الفيلة كيف خلقت لم يتعجبوا لها؛ ألنهم
()4
" وسئل الحسن عن هذه اآلية ،وقيل له :الفيل أعظم فى األعجوبة .فقال: لم يروها "
()5
أما الفيل فالعرب بعيدة العهد به " .
درج الدرر فى تفسير اآلى والسور ،أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى ت 471 1
هـ،تحقيق :وليد بن أحمد بن صالح الحسين (وشاركه فى بقية األجزاء) :إياد عبد اللطيف القيسى
مجلة الحكمة – بريطانيا ،الطبعة األولى 2008 ،م،ج ،4ص . 1764
الحيوان فى األدب العربى،شاكر هادى شكر ،الطبعة األولى 1985م ،بيروت – المزرعة ،ج 3 2
ص . 107
سورة الغاشية،آية 17 3
تفسير مقاتل بن سليمان ،أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الزدى البلخى ،ت 150هـ 4
المحقق :عبد هللا محمود شحاتة ،دار إحياء التراث – بيروت ،الطبعة األولى 1423 ،هـ ،ج ،4
ص . 679
الوسيط فى تفسير القرآن المجيد،أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على الواحدى النيسابورى 5
الشافعى ت 468هـ ،تحقيق وتعليق /عادل أحمد عبد الموجود – على محمد معوض – د .أحمد
محمد صيرة – د .أحمد عبد الغنى الجمل – د .عبد الرحمن عويس ،دار الكتب العلمية ،بيروت –
لبنان ،الطبعة األولى 1994م ،ج ، 4ص . 476
ويعيش الفيل فى المناطق األكثر استوائية مثل جنوب آسيا وأفريقيا ،ولكنه كان
يعرف لدى العرب من خالل التجارة والتواصل مع الثقافات األخرى .
" ومما يحكي التجار المسافرون إلى الهند عن والدة الفيلة أن اإلناث منها تلد
أوالدها في المياه الراكدة فتخرج أوالدها عند الوضع فتسقط في الماء ،فتسرع األمهات
إليها فتقيمها في الماء على سوقها ،وتخرجها عنه وتديم لعقها إلى أن تجف ،وتستدرجها
مشيا إلى أن يكمل خلقها فتبارك هللا أحسن الخالقين.
وال يدرى فيما خلق هللا من البهائم ذوات األربع أفهم من الفيل وال أقبل منه للتعليم،
ومن خواص الفيل أنه ال ينظر في عورة اإلنسان.
وملوك الهند تتنافس في اكتساب الفيلة ،وتتغالى في أثمانها وتنظر الملوك إليها
()1
بعين المحافظة عليها وتجلب إلى مرابطها عندهم صغا ار فتنشأ على التأنس بالناس".
" والفيلة ضربان :فيل وزندبيل ،وهما كالبخاتي والعراب والجواميس والبقر والخيل
والبراذين والجرذ والفأر والنمل والذر ،وبعضهم يقول :الفيل الذكر ،والزندبيل األنثى ،وهذا
النوع ال يالقح إال في بالده ومعادنه ومغارس أعراقه ،وإن صار أهليا .وهو إذا اغتلم أشبه
الجمل في ترك الماء والعلف حتى يتورم رأسه ،ولم يكن لسواسه إال الهرب منه ،وربما
جهل جهال شديدا ،والذكر ينزو إذا مضى له من العمر خمس سنين ،وزمان نزوه الربيع،
واألنثى تحمل سنتين ،وإذا حملت ال يقربها الذكر وال يمسها وال ينزو عليها إذا وضعت
()2
إال بعد ثالث سنين " .
1نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق ،محمد بن محمد بن عبد هللا بن إدريس الحسني الطالبي ،المعروف
بالشريف االدريسي ت 560هـ ،عالم الكتب – بيروت ،الطبعة األولى 1409هـ ،ج، 1ص .201
الحيوان لعمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء ،الليثي ،أبو عثمان ،الشهير بالجاحظ 2
(المتوفى255هـ) -دار الكتب العلمية -بيروت ،الطبعة :الثانية 1424 ،هـ ،ج ، 2ص . 309
وقد اختلف العرب فى تحديد مدة حمل الفيل وقد تم تحديدها علميا فى فترة تتراوح
شهر ،ويعد حمل الفيل من أطول فترات الحمل عند الحيوانات البرية
بين 18إلى ً 22ا
وترجع هذه المدة الطويلة لكبر حجم الفيل وتعقيد نمو جنينه .
" وقال عبد اللطيف البغدادي :إنها تحمل سبع سنين وال ينزو إال على فيلة
واحدة ،وله عليها غيرة شديدة ،فإذا تم حملها وأرادت الوضع دخلت النهر حتى تضع
ولدها ،ألنها ال تلد إال وهي قائمة ،وال فواصل لقوائمها فتلد ،والذكر عند ذلك يحرسها
وولدها من الحيات .ويقال :إن الفيل يحقد كالجمل ،فربما قتل سائسه حقدا عليه ،وتزعم
الهند أن لسان الفيل مقلوب ولوال ذلك لتكلم .ويعظم ناباه وربما بلغ الواحد منهما مائة
متر ،وخرطومه من غضروف وهو أنفه ويده التي يوصل بها الطعام والشراب إلى فيه،
ويقاتل بها ويصيح ،وليس صياحه على مقدار جثته ألنه كصياح الصبي ،وله فيه من
القوة بحيث يقلع به الشجرة من منابتها ،وفيه من الفهم ما يقبل به التأديب ويفعل ما يأمره
به سائسه ،من السجود للملوك وغير ذلك من الخير والشر ،في حالتي السلم والحرب
وفيه من األخالق أن يقاتل بعضه بعضا ،والمقهور منهما يخضع للقاهر ،والهند تعظمه
لما اشتمل عليه من الخصال المحمودة ،من علو سمكه وعظم صورته ،وبديع منظره،
وطول خرطومه ،وسعة أذنيه ،وثقل حمله ،وخفة وطئه ،فإنه ربما مر باإلنسان فال يشعر
به لحسن خطوه واستقامته .ويطول عمره ،فقد حكى أرسطو أن فيال ظهر أن عمره
أربعمائة سنة ،واعتبر ذلك بالوسم .وبينه وبين السنور عداوة طبيعية ،حتى إن الفيل
يهرب منه ،كما أن السبع يهرب من الديك األبيض ،وكما أن العقرب متى أبصرت الوزغة
()1
ماتت " .
وال يخفى على القارئ الكريم أن هذا الكالم يحوى الكثير من المبالغات واألخطاء
العلمية فيما يتعلق بعمره ومدة حمله وما إلى ذلك .
المطلب األول :فيل أبرهة الحبشى :
وألن الفيل من النوادر التى رآها العرب؛ فقد عدت حادثة فيل أبرهة من األحداث
الكبرى فى تاريخ العرب ،وسمى العام الذى وقعت فيه بعام الفيل ،وهو الذى ولد فيه
النبى ﷺ " فكان العرب فى الجاهلية يؤرخون باألحداث العظيمة كحادث الفيل ،وقد جاء
اإلسالم وهم على هذا ،ثم فى صدر اإلسالم أرخوا بشهر المبعث ،وهو شهر ربيع األول
()1
الذى ُنبئ فيه النبى ﷺ ،ثم لما هاجر المسلمون إلى المدينة أرخوا بها " .
وقد قيل " :جعل أول الشهور الهاللية المحرم ،حدث فى عهد عمر رضى هللا
()2
وقد وردت فى حكاية هذا الحدث سورة من القرآن عنه وكان قبل ذلك يؤرخ بعام الفيل"
الكريم هى سورة الفيل .
فقد كان أبرهة الحبشي – الذى يعتقد أنه كان يحكم الجزء الغربى من جزيرة
العرب – يطمح إلى منع الحجاج العرب من التوجه للكعبة الشريفة فى مكة ،وفى محاولة
الوسيط فى علوم ومصطلح الحديث،محمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة ت 1403هـ،دار الفكر 1
العربى،ص . 655
محاسن التأويل ،محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمى ت 1332هـ 2
المحقق :محمد باسل عيون السود،دار الكتب العلمية – بيروت،الطبعة األولى 1418هـ،ج 5
ص . 409
وانظر :الدر المنثور،عبد الرحمن بن أبى بكر جالل الدين السيوطى ت 911هـ ،دار الفكر – بيروت
ج ،1ص . 152
منه للتحدى وإظهار القوة والسلطة قام ببناء معبد ضخم فى صنعاء أسماه كعبة اليمن؛
ليجذب الحجاج إليها بدال من الكعبة فى مكة المكرمة .
وقاد أبرهة حملة عسكرية لتدمير الكعبة فى مكة واستعان بفيل كبير ،وتدخلت
القوى اإللهية وحالت بينه وبين مراده؛ حيث أُرسلت أسراب من الطير األبابيل تحمل
حصى صغيرة من سجيل ألقتها على الجيش الحبشى ،مما تسبب فى هزيمتهم وفشل
محاولتهم لتدمير الكعبة.
وفى ذلك قول رسول هللا ﷺ عن فيل أبرهة األشرم" :إن هللا حبس عن مكة الفيل،
()2
وفى موضع آخر فإن النبى ﷺ حينما توقفت ناقته وسلط عليها رسوله والمؤمنين"
عرائس المجالس ،ألبى إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابورى الثعلبى ت 427هـ 1
الناصر ،دار طوق النجاة،الطبعة األولى 1422 ،هـ ،ج ، 3ص . 125
فهو مقاتل عظيم يتميز بالحكمة والقدرة على التعلم والتكيف مع الظروف ،حتى
إنه تم تقديسه فى الهند لقوته ومظهره المتميز وطول عمره .فى حين لم يستخدم البيزنطيون
األفيال فى الحرب ،لكنهم عرضوها فى األجواء االحتفالية والمهرجانات .
وفى المقارنة بين الفيل والفرس فى مضمار الحرب قالوا " :ويفضل الفيل الفرس
في الحرب أن الفيل يحمي الجماعة كلهم ،ويقاتل ويرمي ويزج بالم ازريق ،وله من الهول
()3
ما ليس للفرس ،وهو أحسن مطاوعة ،وال يعرف بجماح وال طماح وال حران " .
وتتميز الخيل بالذكاء والصبر واإلقدام " وكذلك الفيل فإنه يفهم الخطاب ،ويمتثل
()4
األمر والنهي على ما سبق وصفه كاإلنسان العاقل " .
روح البيان ،إسماعيل حقى بن مصطفى اإلستانبولى أبو الفداء ت 1127هـ ،دار الفكر – 2
مسالك األبصار في ممالك األمصار ،أحمد بن يحيى بن فضل هللا القرشي العدوي العمري ،شهاب 4
الدين ت 749هـ ،المجمع الثقافي ،أبو ظبي ،الطبعة األولى 1423هـ ،ج ،22ص . 157
ويمتلك الفيل ذاكرة قوية حيث يتذكر األماكن ومواقع المياه ومسارات الهجرة على
مسافات طويلة ،ولديه القدرة على حل المشاكل المعقدة ،ويستخدم أدوات مثل األغصان
أو األحجار لمساعدته فى الحصول على الغذاء أو التواصل مع أفراد القطيع .
" وال يدرى في الحيوانات أفهم من الفيل وال أقبل منه للتعليم ،ومن خواصه أنه
ال ينظر إلى عورة اإلنسان ،وتتنافس ملوك الهند في اقتناء الفيلة وتتغالى في أثمانها
وتحافظ عليها وتجلب إلى مرابطها عندهم صغا اًر فتنشأ على التأنس بالناس ويقاتلون
عليها؛ ألن الفيل الكبير يقاتل على ظهره اثنا عشر رجالً بالحجف والسيوف والدبابيس
الحديد ،ويقف على رأس كل فيل رجل يسوقه بمخاطف ،ويضرب على رأسه بخشبة
ويحمل بعضها على بعض فيمر األقوى على األضعف ،ولها كرات ورجعات ،كل ذلك
من أمر الفيلة مشهور في بالد الهند .وقد عاين ذلك المسلمون في صدر اإلسالم وفي
حروب القادسية )1( " .ومن هنا بدأت معرفة العرب بالفيل تتأكد ،وبدأ تأثيره فى معتقداتهم
وتراثهم الشعبى يتوثق.
فهو يعد أكبر حيوان برى ثديى على اليابسة ،ويتميز بالضخامة والثقل؛ حيث
يصل وزن الفيل البالغ إلى عدة أطنان ،وهو معروف بقامته العالية ورقبته القصيرة وأذنيه
1الروض المعطار في خبر األقطار ،أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن عبد المنعم ِ
الحميرى ت
900هـ تحقبق :إحسان عباس،مؤسسة ناصر للثقافة – بيروت ،الطبعة الثانية 1980م ،ج 1
ص . 67
التفسير البسيط ،أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على الواحدى النيسابورى الشافعى ت 2
468هـ،تم تحقيقه فى عدة رسائل دكتوراه بجامعة اإلمام محمد بن سعود،الناشر :عمادة البحث
العلمى ،الطبعة األولى 1430هـ ،ج ،24ص . 322
الكبيرتين وعينيه الصغيرتين مقارنة بحجم جسمه ،ويتميز جسمه بالسمك والمرونة،
ويغطيه فرو خشن وقوى .
إن ضخامة جسم الفيل تعزز قوته وقدرته على التكيف مع بيئته ،كما أنها تلعب
دور فى حمايته من األخطار والتهديدات التى تحيط به فى مجتمع الغابة الوحشى .
ًا
. ()1
ورغم ضخامته وعظم خلقه إال أن العرب كانوا يزعمون هلعه من السنور
()2
" وذهبوا إلى فزع الفيل من السنور ولم يروه يفزع مما هو أشد وأضخم " .
ولعل هذا من المبالغات غير المعقولة التى وردت عن الفيل .
ويدا
أنفا ً
وأهم ما يميزه شكال عن باقى الحيوانات هو خرطومه الطويل ،الذى يعد ً
فى ٍّ
آن واحد؛ حيث يساعده على اإلمساك بطعامه وإدخاله فى شدقه الواسع ،كما يستطيع
امتصاص قدر كبير من الماء سواء ليرتوى أم ليتحمم به " .ولو لم يكن من أعاجيب
الفيل إال خرطومه الذي هو أنفه وهو يده ،وبه يوصل الطعام والشراب إلى جوفه ،وهو
شيء بين الغضروف واللحم والعصب ،وبه يقاتل ويضرب ،ومنه يصيح ،وليس صياحه
في مقدار جرم بدنه .ويضرب به األرض ويرفعه في السماء ويصرفه كيف شاء ،وهو
مقتل من مقاتله .والهند تربط في طرفه سيفا شديد المتن فيقاتل به ،مع ما في ذلك من
()3
كما يستخدمه فى التحية والتفاعل االجتماعى مع أفراد التهويل على من عاينه".
قطيعه ،واستشعار الروائح وتحديد مواقع المياه والغذاء ،علما بأن وظيفته األساسية هى
التنفس عن طريق سحب الهواء إلى األنف .
السَن ِان ُير" (لسان العرب البن منظور فصل السين المهملة).
ق ِمْن ُهَ ،و َج ْم ُع ُه َّ "و ِ
السَّن ْوُرِ :
الهُّرُ ،م ْش َت ٌّ 1
أما عن صوت الفيل " فقد نقل عن العرب أنهم يقولون فى مثل صوت اإلنسان
من البهائم :رغا البعير ،وجرجر وهدر وقبقب ،وصهل الفرس وحمحم ،وشهق الحمار
ونهق ،وشحج البغل ،وثغت الشاة ويعرت ،وثأجت النعجة ،وبغم الظبى ونزب ،وزأر
()1
فيسمى صوته بالنهيم . األسد ونأت ،ووعوع الذئب ،ونهم الفيل ".
كثرت األقاويل والمعتقدات العربية العجائبية عن الفيل وأصله؛ فمنهم من قال إن
يابسا،
رطبا وال ً
الفيل أصله إنسان؛ " أما الفيل فكان رجال لوطيا ينكح البهائم ،ال يدع ً
()2
فمسخه هللا فيالً "
زاد المسير فى علم التفسير،جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن على الجوزى ت 597هـ ،تحقيق 1
:عبد الرازق المهدى ،دار الكتاب العربى – بيروت ،الطبعة األولى 1422هـ ،ج ،2ص . 155
الهداية إلى بلوغ النهاية فى علم معانى القرآن وتفسيره وإحكامه وجمل من فنون علومه 2
ألبى محمد مكى بن أبى طالب حموش بن محمد بن مختار القيسى القيروانى ثم األندلسى القرطبى
المالكى ت 437هـ ،المحقق /مجموعة رسائل جامعية بكلية الدراسات العليا والبحث العلمى –
جامعة الشارقة بإشراف أ.د .الشاهد البوشيخى
الطبعة األولى 2008م ،ج ، 3ص . 1824
وانظر :الجامع الكبير ،لجالل الدين السيوطى ت 911هـ ،تحقيق :مختار إبراهيم الهائج – عبد
الحميد محمد ندا – حسن عيسى عبد الظاهر ،الناشر :األزهر الشريف ،الطبعة الثانية 2005،م،
ج ، 17ص . 694
وانظر :الدر المنثور لجالل الدين السيوطى ت 911هـ دار الفكر – بيروت ،ج ،1ص .249
وانظر :اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير لمحمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة ت
1403هـ ،مكتبة السنة ،الطبعة الرابعة ،ص . 167
" ويذكر ابن بابويه القمى عن أبى الحسن أنه سئل عن الممسوخ ،فقال :فأما
()1
لوطيا " .
ملكا زناء ً
الفيل فإنه مسخ؛ ألنه كان ً
ومنهم من ادعى أن الفيل أصله خنزير وبناء على هذا حرمه جمهور العلماء –
كما سيأتى فى موضع الحق – فعن عبد الرزاق بن همام قال " :أخبرنا َم ْع َمر َعمن
سمع الحسن يقول :الفيل خنزير ال يؤكل لحمه وال يشرب لبنه .أو قال :ال ُيحلب
()2
ضرعه وال ُيجلب ظفره " .
وفى ذلك وردت رواية عن سفينة نوح عليه السالم التى جمع فيها الحيوانات من
كل نوع اثنين فقد قيل " :قال الحواريون لعيسى بن مريم :لو بعثت لنا رجالً شهد السفينة
فحدثنا عنها ،فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب ،فأخذ ًّ
كفا من ذلك التراب
بكفه ،قال :أتدرون ما هذا ؟ قالوا :هللا ورسوله أعلم ،قال :هذا كعب حام بن نوح .
فضرب الكثيب بعصاه ،قال :قم بإذن هللا فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب.
قال له عيسى :هكذا هلكت ؟ قال :ال ولكن مت وأنا شاب ،ولكنى ظننت أنها الساعة،
فمن ثم شبت .قال :حدثنا عن سفينة نوح .قال :كان طولها ألف ذراع ومئتى ذراع،
وعرضها ست مائة ذراع ،وكانت ثالث طبقات ،فطبقة فيها الدواب والوحش ،وطبقة فيها
إحسان إلهى ظهير الباكستانى ت 1407هـ ،الناشر :إدارة ترجمان الشيعة وأهل البيت 1
تحقيق /حبيب الرحمن األعظمى ،الناشر :المجلس العلمى – الهند ،يطلب من :المكتب اإلسالمى
– بيروت،الطبعة الثانية 1403هـ ،ج ، 4ص . 534
اإلنس ،وطبقة فيها الطير .فلما كثر أرواث الدواب ،أوحى هللا إلى نوح أن اغمز ذنب
()1
الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة ،فأقبال على الروث " .
وفى رواية أخرى للقصة نفسها " :فعطس الفيل فخرج من منخره خنزيران ذكر
()2
وأنثى ،فأكال أذى أهل السفينة " .
()3
وقد عدت هذه القصص من اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير .
تفسير الطبرى (جامع البيان عن تأويل آى القرآن) لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر 1
الطبعة الطبرى ت 310هـ ،تحقيق :د .عبد هللا بن عبد المحسن التركى ،دار هجر للطباعة والنشر
األولى 2001م ،ج ، 12ص . 395
وانظر :تفسير القرآن العظيم ألبى الفداء إسماعيل بن عمر بن كثيرت 774هـ ،تحقيق :سامى بن
محمد سالمة ،دار طيبة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية 1999 ،م ،ج ، 4ص . 320
وانظر :تفسير البغوى (معالم التنزيل فى تفسير القرآن) ألبى محمد الحسين بن مسعود بن محمد
تحقيق :عبد الرزاق المهدى ،دار إحياء التراث العربى – بن الفراء البغوى الشافعى ت 510هـ
بيروت الطبعة األولى 1420 ،هـ ،ج ، 2ص . 448
وانظر :الدر المنثور لجالل الدين السيوطى ت 911هـ دار الفكر – بيروت ج ،4ص . 420
تحقيق :غالم نبى التونسى ،طبعة عام وانظر :التفسير المظهرى لمحمد ثناء هللا المظهرى
1412هـ ،مكتبة الرشدية – باكستان ،ج ، 5ص . 85
وانظر :اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير ،لمحمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة،ت 1403
هـ مكتبة السنة ،الطبعة الرابعة ،ص . 217
وانظر :األحاديث الضعيفة والموضوعة التى حكم عليها الحافظ ابن كثير فى تفسيره،ألبى عبد الرحمن
محمود بن محمد المالح ،الناشر :مكتبة العلوم والحكم ،المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية
،الطبعة األولى 2010م ،ص . 213
الدر المنثور ،لجالل الدين السيوطى،دار الفكر – بيروت ،ج ،4ص . 428 2
انظر اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير ،د .محمد بن محمد أبو شهبة ،مكتبة السنة 3
()1
" وتقول الهند :إن لسان الفيل مقلوب ،ولوال أنه مقلوب ثم لقن الكالم لتكلم " .
والمراد أن كل حيوان على األرض ذو لسان فأصل لسانه إلى الداخل وطرفه إلى
الخارج ،أما الفيل فإن طرف لسانه إلى الداخل وأصله إلى الخارج ،وهذا معنى أن لسانه
مقلوب .
" وقالوا :ليس فى الحيوان ما لسانه مقلوب إال الفيل ،وليس فى ذوات األربع ما
()2
ثديه على صدره إال الفيل ،وقالوا إن الفيل تضع لسبع سنين " .
ومن المعتقدات الخرافية حول الفيل عمره الذى قيل فيه " :ويعمر الفيل بأرض
()3
نحوا من أربعمائة عام ،وال ينتهى عمره فى سائر مواضعه إلى هذا " .
الزنج ً
ألشعار الفخر التى تعرضها الباحثة هنا مذاق خاص ،مذاق يجعل وصفها
بالشعبية أم ار طبيعيا ،إن لم يكن ضروريا ،ففى بعضها مبالغة تخرج بها عن حد المعقول،
وفى بعضها اآلخر غرابة غير معهودة فى هذا الغرض من أغراض الشعر ،الذى يستلزم
أن يكون الشاعر دقيقا كل الدقة ،وهو ينتقى ما يفخر به حتى يعلى من شأنه ،ويخلد
ذكراه .
الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية ،لعبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد هللا البغدادى 2
التميمى األسفرايينى أبو منصور (المتوفى 429هـ) دار اآلفاق الجديدة – بيروت ،الطبعة الثانية
1977م ،ص . 297
المسالك والممالك ،أبو عبيد عبد هللا بن عبد العزيز بن محمد البكرى األندلسى ت 487هـ 3
فمن أمثلة المبالغة والتهويل ما يرويه الجاحظ من شعر هارون مولى األزد ،ذلك
الشاعر المحارب الذى تخصص خالل فتوح المسلمين لبالد فارس ،تخصص فى منازلة
األفيال وهزيمتها ،وكتب العديد من قصائده يفخر بذلك .
ففى إحداها يذكر أنه استعان بالحيلة فى هزيمة ذلك الفيل المدرب على القتال
بسيف يمسكه بخرطومه ،فلقد خبأ له تحت ثيابه ه ار – وهو يعلم أن الفيل يخاف الهر
خوفا شديدا – فلما اقترب منه ،رمى بالهر فى وجهه " ،فأدبر هاربا وتساقط كل من كان
()1
فوقه ،وكبر المسلمون ،وكان ذلك سبب الهزيمة ".
وفى قصيدة أخرى ،يذكر هارون أنه أبى إال أن يصارع الفيل رجال لرجل !
فصارعه واقتلع نابيه من أصلهما ،وأدبر الفيل ،وصار القرنان فى يديه ،وغنم المسلمون
غنائم كثيرة ،يقول هارون :
والعذر عند رسول هللا مقبول... فقد أتيت رسول هللا معتذ ار
وتفصيل... مواعيظ فيها ــقرآن مهال هداك الذى أعطاك نافلة ال ـ
أجرم ولو كثرت عنى األقاويل... ال تأخذنى بأقوال الوشاة ولم
أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل... لقد أقوم مقاما لو يقوم له
()2
عند الرسول بإذن هللا تنويل لظل يرعد إال أن يكون له
حيث يصور كعب شدة خوفه من وعيد رسول هللا ﷺ حتى إن الفيل عظيم الجثة
نفسه ليرتعد من هيبة النبى الكريم وعظمته ،حتى يعفو عنه عليه أفضل الصالة والسالم،
فيهدأ ويرتاح وتطمئن نفسه.
عجابا أم ار أروا لهم وحق رأونا إذ مكة أهل تعجب
()3
وكي ـ ـف يع ـ ـادل الف ـ ـي ـل الذبـ ـاب ـا ذباب يعادله فيال أروا
الحيوان للجاحظ ،ج ، 7ص ( 69الهذام :القاطع ،تنكلى :تجبنى ،منخوب الفؤاد :الجبان 1
،العبام :األحمق ،هوى :أى الفيل ،بقرنيه يعنى نابيه ،لبانه :صدره ،المخضرم :المقطوع
نصف أذنه ،يذبل وشمام :جبالن) .
المستدرك على الصحيحين ألبى عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن حمدويه بن نعيم 2
بن الحكم الضبى الطهمانى النيسابورى المعروف بابن البيع (المتوفى 405هـ) تحقيق /مصطفى
عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية -بيروت ،الطبعة األولى 1411هـ 1990 -م ،ج ، 3ص
. 670
ديوان البحترى،تحقيق /حسن كامل الصيرفى ،دار المعارف 1978 ،م ،ج ، 1ص . 327 3
وقال ابن الرومى يهجو القاسم بن عبيد هللا وكاتبه عمرو النصرانى :
زحم
ْ يهد بركنيه الجبال إذا موثقا عظيما جثمانا يقلِّب
غنم
ْ ومشتبهات ما أصاب بها أمره يطاوع بخرطوم ويسطو
()3
إذا أعمل النابين فى البأس أو صدم بأسا يقوم لبأسه
ً ولست ترى
ديوان ابن الرومى ،شرح أحمد حسن بسج ،دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ،الطبعة الثالثة 1
نهاية األرب فى فنون األدب،أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري، 3
شهاب الدين النويري (المتوفى733 :هـ) ،دار الكتب والوثائق القومية ،القاهرة 1423،هـ ،ج ،9
ص . 311
صل
الع ْ
غرز بأنيابه ُ
ًا له خدمة إذا ما رأى السلطان قد خر باركا
يكاد يبارى فى الذكاء ذوى العقل ذكى أخو فهم على عظم جسمه
ٌّ
سرت روح أرساطو لجثمانه العبل فلو صح قول بالتناسخ قلت قد
دهر فى بياب وفى أهل توحش ًا بعدما تأنس قد بالد غريب
()1
فال فرق إال بالتكثر والقل تعالى الذى أنشاه شكل بعوضة
اإلله تعالى أربع ذو وهو ما اسم شىء تركيبه فى ثالث
يرعاه جوعه عند يكن لم نبات منه والقلب حيوان
ثلثاه لى يصير عكسوه ما إذا ولكن تصحيفه فيك
تحقيق د .أحمد مطلوب – د .خديجة الحديثى الطبعة األولى مطبعة ديوان أبى حيان األندلسى 1
()1
فأجاب بعضهم :بأن قلب فيل ليف .
يقول الشاعر إن اللفظ يتكون من ثالثة أحرف وهو حيوان يمشى على أربع ،وإذا
قلبنا حروفه صار نباتا (ليف) ،وإذا تم تصحيف لفظه تحول إلى (فيك) فتقلب الالم كافا،
وإذا تم عكس حروفه صار حرفا الالم والياء (لى) ثلثاه .
وفى هذين البيتين تصوير لتلك اللذة والنشوة المزعومة التى يشعر بها شارب
الخمر ،فال يكون واعيا ومدركا لما يفعله حتى لو أكل نعله ،وهو تصرف يستحيل حدوثه
من اإلنسان العاقل المسئول عن تصرفاته .وهو من فرط ذهوله وغياب عقله تنعكس
لديه الرؤى وتنقلب المقاييس ،فيرى القطة بحجم الفيل ،وإذا رأى الفيل ظنه نملة؛ لهذا
حرم هللا الخمر وسميت (أم الخبائث) .
تحفة الحبيب على شرح الخطيب = حاشية البجيرمى على الخطيب لسليمان بن محمد بن عمر 1
البجيبرمى المصرى الشافعى (المتوفى 1221 :هـ) ،دار الفكر 1415هـ 1995 -م ،ج ،4
ص . 308
مناظرة بين اإلسالم والنصرانية ،لمناقشة العقيدة الدينية بين مجموعة من رجال الفكر من الديانتين 2
اإلسالمية والنصرانية ،مثل الجانب اإلسالمى فى المناظرة كل من الشيخ الدكتور محمد جميل غازى
واألستاذ إبراهيم خليل أحمد واللواء المهندس أحمد عبد الوهاب
الناشر :الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد – الرياض – المملكة
العربية السعودية -الطبعة الثانية 1413 ،هـ 1992 -م ،ص . 426
.
ولم يفت الشعراء أن يتحدثوا عن حادثة الفيل؛ فقد قال عبد هللا بن عمرو بن
مخزوم ،فى قصة أصحاب الفيل :
()1
والمكركس :المنكوس المطروح .
الجامع ألحكام القرآن (تفسير القرطبى) ألبى عبد هللا محمد بن أحمد بن أبى بكر بن فرح األنصارى 1
الخزرجى شمس الدين القرطبى (المتوفى 671هـ) تحقيق /أحمد البردونى وإبراهيم أطفيش – دار
الكتب المصرية -القاهرة ،الطبعة الثانية 1384هـ 1964 -م ،ج ، 20ص .196
ت 458هـ ،تحقيق / المحكم والمحيط األعظم ،أبو الحسن على بن إسماعيل بن سيده 2
عبد الحميد هنداوى ،دار الكتب العلمية – بيروت 2000 ،م ،ج ، 7ص . 473
لسان العرب البن منظور ،فصل الميم ،ج ، 11ص . 623 3
()1
فالفيل يضجر وهو أعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظم ما رأيت من البعوض
والفيل يوصف بالفقم ،واألفقم هو من كانت ثناياه العليا إلى الخارج ،فال تقع على
السفلى ،قال األعرابي :
وقال آخر:
()2
وأذن كأنها منديل
" قال أبو عثمان :خرجت يوم عيد ،فلما صرت بعيسا باذ إذا أنا بتل مجلل بقطوع
ومقطعات ،وإذا رجال جلوس ،عليهم أسلحتهم فسألت بعض من يشهد العيد ،فقلت :ما
بال هذه المسلحة في هذا المكان ،وقد أحاط الناس بذلك التل ؟ فقال لي :هذا الفيل!
التمثيل والمحاضرة عبد الملك بن محمد أبو منصور الثعالبى ت 429هـ تحقيق :عبد الفتاح 1
محمد الحلو ،الدار العربية للكتاب،الطبعة الثانية 1981 ،م ،ص . 333
الحيوان للجاحظ ،ج ، 7ص . 105 2
فقصدت نحوه وما لي هم إال النظر إلى أذنيه ،فرجعت عنه بعد طول تأمل ،وأنا أتوهم
عامة أعضائه بل جميع أعضائه إال أذنيه ،وما كانت لي في ذلك علة إال شغل قلبي
بكل شيء هجمت عليه منه ،وكله كان شاغال لي عن أذنه التي إليها كان قصدي،
فذاكرت في ذلك سهل بن هارون ،فذكر لي أنه ابتلي بمثلها ،وأنشدني في ذلك بيتين من
شعره ،وهما قوله:
()1
يقرب بين نسياني وذكري فلم أر أذنه ورأيت خلقـ ـ ـ ــا
" وأنشدوا في تعظيم شأن الفيل وصحة نظره وجودة تحديقه وتأمله ،وسكون طرفه،
والشعر لبعض المتكلمين :
ظننت بأن الفيل يلزمه الفرض إذا ما رأيت الفيل ينظر قاصدا
()2
وقد قيل إن الشعر لسهل بن هارون " .
ِّ
اإلنسى فطنة فى بهيمة وحشى آنس بفيل أعجب
الخفى رمزه معانى غيب الهندى سائسه عن يفهم
المطى ركب مشى لين عن السوى خلقه فى منزه
فى مثل ردف الجمطل البختى ثورى مطول ذنب ذى
المنهى كالمزدجر يطوف منخفض الصوت طويل العى
()1
كطاعة القرقور للنوتى
ف ـ ـبـ ـ ــارك هللا لى فى رؤية الفيل يا قوم إنى رأيت الفيل بعدكم
()2
شيئا فى السراويل
فكدت أصنع ً رأيت بيتا له شىء يحركـ ـ ــه
تعد رؤية الفيل فى المنام من الرؤى التى ذكر بها العديد من التفسيرات
واالجتهادات من قبل الكثير من العلماء المتخصصين فى علم تفسير األحالم ،وفيما يلى
استعراض لبعض تلك التفسيرات التى ذكرها المعبرون :
قال ابن سيرين " :الفيل مختلف فيه ،فمنهم من قال :إنه ملك ضخم ،ومنهم
من قال :رجل ملعون؛ ألنه من الممسوخ .
وحكى :أن رجالً أتى ابن سيرين ،فقال :رأيت كأننى على فيل .فقال ابن
سيرين :الفيل ليس من مراكب المسلمين ،أخاف أنك على غير اإلسالم .وقيل :إنه
شىء مشهور عظيم ،ال نفع فيه؛ فإنه ال يؤكل لحمه وال يحلب .
محمل إن كان مساف ار وإال ظفر بسلطان أو تمكن من ملك إال أن يكون في حرب فإنه
مغلوب مقتول .
ومن رأى الفيل خارجاً من مدينة وكان ملكها مريضاً مات وإال سافر منها وعزل
عنها أو سافرت سفينة كانت فيها إن كانت بلدة بحر إال أن تكون ورباء أو فناء أو شدة
()1
فإنها تذهب عنهم بذهاب الفيل عنهم " .
والمالحظ هنا أن بعض هذه التفاسير التى وردت مبنية على معتقدات تقدم ذكرها
ممسوخا .
ً ملعونا
ً فى مبحث "الفيل فى أساطير العرب" مثل كونه رجال
()2
"ومن ق أر سورة الفيل نصر على األعداء وجرى على يديه فتوح في اإلسالم".
وفى التفسيرات الغربية لرؤية الفيل فى المنام " :إذا حلمت بركوب الفيل فإن
هذا يدل على أنك ستمتلك ثروة من أقوى الثروات مالياً ،وسترتدي درجات الشرف بكبرياء.
ستتحكم في كل اتجاهات شؤون عملك ،وستكون كلمتك قانوناً في المنزل.
إذا شاهدت أفياالً كثيرة فإن هذا يدل على نجاح هائل ،أما إذا كان فيالً واحداً
فإنه يدل على أنك ستعيش بطريقة ضئيلة ولكنها قوية.
تفسير األحالم = منتخب الكالم في تفسير األحالم (مطبوع بهامش تعطير األنام في تعبير المنام 1
للنابلسي) لمحمد بن سيرين (المتوفى110 :هـ) -شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي
ج ، 1ص 366وما بعدها . وأوالد 1940 - 1359 -م
تفسير األحالم البن سيرين ج ، 1ص ( 74باب تأويل سور القرآن). 2
كتاب الرؤيا ،لحمود بن عبد هللا بن حمود بن عبد الرحمن التويجرى (المتوفى 1413هـ) دار 3
إذا حلمت بأنك تطعم فيالً فإن هذا يدل على أنك سترفع نفسك في مجتمعك
()1
وذلك بلطفك مع الذين يشغلون مراكز أدنى منك " .
وقيل " :تدل رؤية خرطوم الفيل في الحلم على أيام صعبة بالنسبة لك يحيط
()2
بك األعداء والشدائد فيها " .
كان الكثير من الحكايات الشعبية العربية يتعلق بعالم الحيوان ،وهو أمر طبيعى
لما تميز به العقل العربى من ثراء والخيال العربى من سعة ،ولما تميزت به حياة العرب
من بيئة صحراوية موحشة ،تزخر بالعديد من الحيوانات؛ سواء األليفة الوديعة أم الوحشية
المفترسة .
وبطبيعة الحال فقد لعبت الحيوانات الضخمة دو ار فى ذلك فأنطقها الخيال العربى
وأسبغ عليها صفات إنسانية ،وفى بعض األحيان أزال ما بين تلك الحيوانات وبين اإلنسان
من حواجز صنعتها الطبيعة ،وحالت بين تواصلهما فى العالم الواقعى .وفيما يلى أمثلة
على تلك الحكايات الشعبية التى اتخذت الفيل بطال رئيسا لها :
اح ِّد ْب ُن َب ْك ٍّر ،أَن أ ََبا َع ْب ِّد َّللاِّ اْلَق َالِّن ِّسي، " حدثََنا محم ُد بن اْلحسي ِّن ،ثنا عب ُد اْلو ِّ
َْ َ ُ َ ُْ َُْ َ
الر ِّ ِّ ض ِّسي ِّ ِّ ِّ
ضرُعوا َه ُل اْل َم ْرَك ِّب َوتَ َ
يح في َم ْرَكِّب ِّه ْم َف َد َعا أ ْ صَف ْت ِّبه ِّ ُ احته َف َع َ َرِّك َب اْل َب ْح َر في َب ْع ِّ َ َ
اه ْدَنا َّللاَ َوَن َذ ْرَنا َن ْذ ًار ِّإ ْن َنج َانا َّللاُ َف ْان ُذ ْر أ َْن َت ِّ ِّ
َي َع ْب َد َّللاُ ،كل َنا َق ْد َع َ
ورَ ،وَقالُوا :أ ْ َوَنذ ُروا الن ُذ َ
اه ِّد َّللا عهداَ ،فُقْلت :أَنا متج ِّرد ِّمن الدنيا مالِّي والن ْذرَ ،فأََلحوا عَلي َفُقْلتِّّ " :لِلِّ ن ْذ ار وع ِّ
ُ َ ُ َ ُ َ َ ٌ َ َْ َ َ َ َ ًَْ ًَ ََ
موسوعة تفسير األحالم ،لجوستاف هيندمان ميلر (المتوفى1347 :هـ) ،ترجمة :هدى موسى 1
آكل َلحم اْل ِّف ِّ ِّ ِّ ِّ عَلي ن ْذر ِّإن يخلِّ ِّ
يش َه َذا الن ْذ ُر؟ َو َه ْل يل َفَقاُلواِّ :إ ْ صني َّللاُ مما أَنا فيهَ ،ال ُ ُ ْ َ َ َ ٌ ْ َُ ْ
َج َرى َّللاُ َعَلى لِّ َس ِّانيَ ،ف ْان َك َس َر ِّت الس ِّف َين ُة ِّ ِّ
َحٌد؟ َفُقْل ُتَ :ك َذا َوَق َع في س ِّري َوأ ْ
ِّ ِّ
ْك ُل َل ْح َم اْلفيل أ َ
َيأ ُ
ود ِّإ َذااما َل ْم َن ُذ ْق َذَواًقاَ ،ف َب ْي َن َما َن ْح ُن ُق ُع ٌ ِّ ِّ ِّ اع ٍّة ِّم ْن أ ْ ِّ ِّ ِّ
َهل َها إَلى الساحل َف َبق َينا أَي ً َوَوَق ْع ُت في َج َم َ
ضوا َعَلي أَ ْكَل ُه َفُقْل ُت :أَنا َن َذ ْر ُت َو َع َ
اه ْد ُت َّللاَ، َكُلوا َل ْح َم ُه َو َع َر ُ
َخ ُذوهُ َوَذَب ُحوهَُ ،فأ َ ِّبوَل ِّد ِّف ٍّ
يل َفأ َ َ
ض ِّط َر ِّاريَ ،فأ ََب ْي ُت ِّ ِّ
طٌّر َولِّي َف ْس ُخ اْل َع ْهد ال ْ ضَ ِّ
اعَتلوا َعَلي ِّبأَني ُم ْ يلَ ،ف ْ آكل َلحم اْل ِّف ِّ
َن َال ُ َ ْ َ أْ
اء ِّت اْل ِّفَيَلةُ تَ ْ
طلُ ُب َوَل َد َها َكلُوا وام َتَلئُوا وَنامواَ ،ف َب ْي َنما ُهم ِّن َي ِّ ِّ ِّ
ام إ ْذ َج َ
َ ْ ٌ َ ُ َعَل ْيه ْم َوثََبت َعَلى اْل َع ْهد َفأ َ َ ْ
اء ْت َوأََنا أ َْن ُ ِّ ظ ِّ ِّ ِّ ِّ
ظ ُر ام َوَلد َها َف َشم ْت ُه ثُم َج َ َوتَ ْت َب ُع أَثَ َرهُ َفَل ْم تَ َزْل تَ َشم الرائ َح َة َحتى ْانتَ َه ْت إَلى ع َ ُ
اس ْت ُه ِّب ِّر ْجلِّ َها أ َْو ِّب َيِّد َها ِّ ٍّ ِّ ِّ ِّ ِّ
إَل ْي َها َفَل ْم تَ َزْل تَ َشم َواح ًدا َواح ًداَ ،ف ُكل َما َشم ْت م ْن َواحد َرائ َح َة الل ْح ِّم َد َ
ِّ
َفَق َتَل ْت ُه َحتى َق َتَل ْت ُه ْم ُكل ُه ْم ثُم أَ ْقَبَل ْت ِّإَلي َفَل ْم تَ َزْل تَش ُمِّني َفَل ْم تَ ِّج ْد ِّمِّني َرِّائ َح َة الل ْح ِّمَ ،فأ ََد َار ْت
َت َف َرَف َع ْت َذَن َب َها َوِّر ْجَل َها َف َعلِّ ْم ُتف َعَلى َما أ َْو َمأ ْ ِّ وم َها أ ِّط َِّت ِّب ُخ ْر ُ
َي ْارَك ْب َفَل ْم أَق ْ ُم َؤخ َرَها َوأ َْو َمأ ْ
ِّ ٍّ ِّ ٍّ أَنها تُِّر ِّ ِّ
استََوْي ُت َعَلى َش ْيء َوطيء َف َس َار ْت ِّبي َس ْي ًار َعن ًيفا ِّإَلى أ ْ
َن وب َها َف َرِّك ْبتُ َها َف ْ
يد مني ُرُك َ َ ُ
َن أ َْن ِّزَلَ ،فتََدل ْت ِّب ِّر ْجلِّ َها َحتى ٍّ ِّ ِّ ِّ
اء ْت ِّبي في َلْيَلتي ِّإَلى َم ْوض ِّع َزْرٍّع َو َس َواد َوأ َْو َمأَ ْت ِّإَلي أ ْ َج َ
ِّ ن َ ْزلت ع ْنها َفسار ْت سي ار أ َ ِّ
اسا، َشد م ْن َس ْي ِّرَها بي َفَلما أ ْ
َص َب ْح ُت َأرَْي ُت َزْرًعا َو َس َو ًادا َوَن ً َ ُ َ َ َ َ َ ًْ
ِّ
ال لِّيَ :ما وني ِّإَلى َملِّ ِّك ِّه ْم َو َسأََلِّني تَ ْر ُج َم ُان ُه َفأ ْ
َخ َب ْرتُ ُه ِّباْلَقصة َو َما َج َرى َعَلى اْلَق ْو ِّمَ ،فَق َ َف َحمُل ِّ
َ
الَ :م ِّس َيرةُ ثَ َم ِّانَي ِّة أَي ٍّ
امَ ،س َار ْت ِّب َك ِّفي ِّ
تَ ْد ِّري َك ِّم الس ْي ُر الذي َس َار ْت ِّب َك اللْيَل َة؟ َفُقْل ُتَ :الَ ،فَق َ
َن ُح ِّمْل ُت َوَر َج ْع ُت " . ِّ ٍّ
َلْيَلة َفَلِّب ْث ُت ع ْن َد ُه ْم ِّإَلى أ ْ
()1
1حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبى نعيم أحمد بن عبد هللا بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن
مهران األصبهاني (المتوفى430 :هـ) الناشر :السعادة 1394-هـ 1974 -م ج ،10ص 160
– 161
وانظر :روح البيان إلسماعيل حقى بن مصطفى اإلستانبولى الحنفى الخلوتى المولى أبو الفداء
(المتوفى 1127 :هـ) ،دار الفكر -بيروت ج ، 2ص . 416
وفى هذه القصة قيمة أخالقية مهمة حيث أظهر ذلك الشخص االلتزام بكلمته
مسموحا
ً والصدق فى تنفيذ ما نذره ووعد به ،رغم أنه فى بعض الحاالت القاهرة قد يكون
تعديل النذر أو إلغاؤه عند االضطرار ،إال أنه أصر على موقفه وكان عاقبة ذلك نجاته
من الموت المحقق ،تحت أقدام الفيلة األم التى ساعدته ،بعد أن علمت ببراءته من دم
ابنها.
" وقفت مرة بعوضة فوق ظهر فيل وهو يمشي ،فقالت له :هل أثقلت عليك يا
أخي؟ فإن كنت فعلت ذلك فإنني سأنزل عند بلوغنا مورد الماء ،فأجابها الفيل :من أنت؟
()1
لم أحس أنك كنت فوق ظهري ولن أعرف عندما تنزلين " .
وهذه القصة تصور الشخص التافه الذى ال قيمة له وكيف يتخيل أنه مركز
الكون ،وأن وجوده له كبير األثر على حياة من حوله ،فالتعامل األمثل معه هو إرجاعه
إلى حجمه الطبيعى والالمباالة بغروره الزائف .
ومما يتميز به الفيل أنه من الحيوانات التى تفيض بالمشاعر الجياشة ،وأنه ال
ينسى من ظلمه ،بل يظل يحقد عليه حتى يتمكن منه فينتقم لنفسه ،فقد روى " أن فياال
ضرب فيال فأوجعه فألح عليه ،وأنهم عند ذلك نهوه وخوفوه وقالوا :ال تنم حيث ينالك؛
فإنه من الحيوان الذي يحقد ويطالب .ولما أراد ذلك السائس القائلة شده إلى أصل شجرة
وأحكم وثاقه ،ثم تنحى عنه بمقدار ذراع ونام ،ولذلك السائس جمة .قال :فتناول الفيل
بخرطومه غصنا كان مطروحا ،فوطئ على طرفه حتى تشعث ،ثم أخذه بخرطومه،
فوضع ذلك الطرف على جمة الهندي ،ثم لواها بخرطومه ،فلما ظن أنها قد تشبكت به
وانعقدت ،جذب العود جذبة فإذا الهندي تحت قوائمه ،فخبطه خبطة كانت نفسه فيها.
األمثال المولدة ،لمحمد بن العباس الخوارزمي ،أبو بكر (المتوفى383 :هـ) ،المجمع الثقافي ،أبو 1
فإن كان الحديث حقا في أصل مخرجه فكفاك بالفيل معرفة ومكيدة .وإن كان
باطال فإنهم لم ينحلوا الفيل هذه النحلة دون غيره من الدواب إال وفيه عندهم ما يحتمل
()1
ذلك ويليق به " .
وفى هذه القصة إشارة إلى سمة سلوكية تتصف بها بعض الفيلة ،أال وهى االنتقام
بشر أو حيوانات أخرى ،فالفيلة حيوانات ذكية تتمتع
والعداوة تجاه أفراد آخرين سواء كانوا ًا
بقدر ٍّ
عال من التفاهم والتعاطف ،وعند تعرضها لإليذاء فإنها تنتهز الفرصة للبطش
بعدوها والنيل منه .
ان قد قدم نكتة " :حكى أَن رجال حلف ِّبالط َالق الث َالث أَنه َال ُبد أَن يزن فيال َك َ
ال أنزلوا اْل ِّفيل ِّإَلى سفينة َكِّب َيرة، ِّ
َل عليا َعن َذلك َفَق َ ص َرة فعجز َعن َوزنهَ ،ف َسأ َ إَلى اْل َب ْ
ِّ
أخرجوا اْل ِّفيل واطرحوا ِّفي الس ِّف َينة ِّح َج َارة َحتى
ُ الماء من جانبيها ثم لموا أ َْين يصل َ َو َع ُ
()2
ان وزن اْل ِّح َج َارة َف ُه َو وزن اْل ِّفيل " .المة َف َما َك َ
الماء اْل َع َ
يْلحق َ
قال أبو عثمان " :إذا أردت أن ترى من الفيل ما يضحك ،وتراه في أسخف
حاالته وأجهله فألق إليه جوزة ،فإنه يريد أن يأخذ بطرف خرطومه ،فإذا دنا منها تنفس،
فإذا تنفس طارت الجوزة من بين يديه ،ثم يدنو ثانية ليأخذها فيتنفس أخرى ،فتبعد عنه،
()3
فال يزال ذلك دأبه " .
الخالق ،المنهاجي األسيوطي ثم القاهري الشافعي (المتوفى880 :هـ) ،تحقيق /مسعد عبد الحميد
محمد السعدني ،دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ،الطبعة :األولى 1417 ،هـ 1996 -م ،ج 2
ص . 111
الحيوان للجاحظ ،ج ،7ص . 111 3
وال يفوتنى هنا أن أذكر قصة وردت عن الفيل فى كتاب كليلة ودمنة الذى ترجمه
عبد هللا بن المقفع وصاغه بأسلوبه األدبى ،ومعروف أن الحيوانات والطيور قد لعبت فيه
دور الشخصيات الرئيسية ،وكانت ترمز فى األساس إلى شخصيات بشرية ،وكانت
قصصه تحتوى العديد من الحكم والمواعظ ،وهذه قصة مفادها أن العاقل قد يبلغ بالحيلة
والدهاء ما ال يبلغ بالخيل والجنود :
" والمثل في ذلك أن قنبرةً اتخذت أدخي ًة وباضت فيها على طريق الفيل؛ وكان
للفيل مشرب يتردد إليه .فمر ذات يوم على عادته ليرد مورده فوطئ عش القنبرة؛ وهشم
بيضها وقتل فراخها .فلما نظرت ما ساءها ،علمت أن الذي نالها من الفيل ال من غيره.
فطارت فوقعت على رأسه باكي ًة؛ ثم قالت :أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي،
وأنا في جوارك؟ أفعلت هذا استصغا اًر منك ألمري واحتقا اًر لشأني .قال :هو الذي حملني
على ذلك .فتركته وانصرفت إلى جماعة الطير؛ فشكت إليها ما نالها من الفيل .فقلن لها
وما عسى أن نبلغ منه ونحن الطيور؟ فقالت للعقاعق والغربان :أحب منكن أن تصرن
معي إليه فتفقأن عينيه؛ فإني أحتال له بعد ذلك حيل ًة أخرى .فأجبنها إلى ذلك ،وذهبن
إلى الفيل ،ولم يزلن ينقرن عينيه حتى ذهبن بهما .وبقي ال يهتدي إلى طريق مطعمه
ومشربه إال ما يلقمه من موضعه .فلما علمت ذلك منه ،جاءت إلى غدير فيه ضفادع
كثير ،فشكت إليها ما نالها من الفيل.
قالت الضفادع :ما حيلتنا نحن في عظم الفيل؟ وأين نبلغ منه .قالت :أحب منكن
وهدة قر ٍّ
يبة منه ،فتنققن فيها ،وتضججن .فإنه إذا سمع أصواتكن لم أن تصرن معي إلى ٍّ
يشك في الماء فيهوي فيها .فأجبنها إلى ذلك؛ واجتمعن في الهاوية ،فسمع الفيل نقيق
الضفادع ،وقد أجهده العطش ،فأقبل حتى وقع في الوهدة ،فارتطم فيها .وجاءت القنبرة
ترفرف على رأسه؛ وقالت :أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر ألمري ،كيف رأيت عظم
()1
حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك؟ "
وقال الغراب " :زعموا أن أرضاً من أراضي الفيلة تتابعت عليها السنون،
وأجدبت ،وقل ماؤها ،وغارت عيونها ،وذوى نبتها ،ويبس شجرها ،فأصاب الفيلة عطش
شديد :فشكون ذلك إلى ملكهن ،فأرسل الملك رسوله ورواده في طلب الماء ،في كل
ناحية .فرجع إليه بعض الرسل ،فأخبره إني قد وجدت بمكان كذا عيناً يقال لها عين
القمر ،كثيرة الماء .فتوجه ملك الفيلة بأصحابه إلى تلك العين ليشرب منها هو وفيلته.
وكانت العين في أرض لألرانب ،فوطئن األرانب في أجحارهن ،فأهلكن منهن كثي اًر،
فاجتمعت األرانب إلى ملكها فقلن له :قد علمت ما أصابنا من الفيلة فقال :ليحضرن
نب من األرانب يقال لها فيروز .وكان الملك يعرفها
منكن كل ذي رأي رأيه .فتقدمت أر ٌ
بحسن الرأي واألدب ،فقالت :إن رأى الملك أن يبعثني إلى الفيلة ويرسل معي أميناً ،ليرى
ويسمع ما أقول ،ويرفعه إلى الملك ،فقال لها الملك :أنت أمينة ،ونرضى بقولك ،فانطلقي
إلى الفيلة ،وبلغي عني ما تريدين .واعلمي أن الرسول برأيه وعقله ،ولينه وفضله ،يخبر
عن عقل المرسل .فعليك باللين والرفق والحلم والتأني :فإن الرسول هو الذي يلين الصدور
إذا رفق ،ويخشن الصدور إذا خرق .ثم إن األرنب انطلقت في ليلة قمراء ،حتى انتهت
إلى الفيلة ،وكرهت أن تدنو منهن :مخافة أن يطأنها بأرجلهن ،فيقتلنها ،وإن كن غير
متعمدات .ث م أشرفت على الجبل ونادت ملك الفيلة وقالت له :إن القمر أرسلني إليك،
والرسول غير ملوم فيما يبلغ ،وإن أغلظ في القول .قال ملك الفيلة :فما الرسالة؟ قالت:
يقول لك :إن من عرف فضل قوته على الضعفاء ،فاغتر بذلك في شأن األقوياء ،قياساً
1كليلة ودمنة،عبد هللا بن المقفع (ت 142هـ) ،المطبعة األميرية ببوالق – القاهرة ،الطبعة السابعة
عشرة 1937،م ،ص . 19 – 17
لهم على الضعفاء ،كانت قوته وباالً عليه .وأنت قد عرفت فضل قوتك على الدواب،
فغرك ذلك ،فعمدت إلى العين التي تسمى باسمي ،فشربت منها ،وكدرتها .فأرسلني إليك:
فأنذرك أال تعود إلى مثل ذلك .وإنك إن فعلت أ ِّ
ُغش بصرك ،وأتلف نفسك .وإن كنت في
ٍّ
شك من رسالتي ،فهلم إلى العين من ساعتك :فإني موافيك بها .فعجب ملك الفيلة من
قول األرنب ،فانطلق إلى العين مع فيروز الرسول .فلما نظر إليها ،رأى ضوء القمر فيها.
فقالت له فيروز الرسول :خذ بخرطومك من الماء فاغسل به وجهك ،واسجد للقمر .فأدخل
الفيل خرطومه في الماء ،فتحرك فخيل للفيل أن القمر ارتعد .فقال :ما شأن القمر ارتعد؟
أتراه غضب من إدخالي الخرطوم في الماء؟ قالت فيروز األرنب :نعم .فسجد الفيل للقمر
()1
مرة أخرى ،وتاب إليه مما صنع ،وشرط أال يعود إلى مثل ذلك هو وال أحد من فيلته".
ومن هذه القصة يمكن استنباط العديد من العبر واللفتات ،فهى من زاوية تحذر
من عاقبة إيذاء الجار ،ومن زاوية أخرى تحث على أخذ الحق بالحيلة والدهاء خاصة
إن كان صاحب الحق ضعيف البنيان .
بداية تجدر اإلشارة إلى أن استخدام رمزية الفيل فى األمثال لم يقتصر على
الثقافة العربية فحسب؛ ففى اللغة اإلنجليزية مثال يقال Elephant in the room :وهو
مصطلح مجازى يرمز إلى الموضوع شديد الحساسية الذى يتجاهله الجميع ،وال يريد أحد
ذكره ومناقشته ،مع أنه واضح وضوح الشمس تجنبا لما يثيره فى النفوس من مشاعر
مقلقة .
وقد تمحور وروده عند العرب حول فكرة الضخامة والثقل وندرة المشاهدة؛ فقد
"روي أنه كان في مجلس اإلمام مالك بن أنس رحمه هللا تعالى ،جماعة يأخذون عنه
العلم ،فقال قائل :قد حضر الفيل ،فخرج أصحابه كلهم للنظر إليه إال يحيى بن يحيى
الليثي األندلسي ،فإنه لم يخرج ،فقال له مالك :لم لم تخرج لترى هذا الخلق العجيب فإنه
لم يكن ببالدك؟ فقال :إنما جئت من بلدي ألنظر إليك ،وأتعلم من هديك وعلمك ،ولم
أجىء ألنظر إلى الفيل .فأعجب به مالك رضي هللا تعالى عنه ،وسماه عاقل أهل
()1
األندلس ،ثم إن يحيى عاد إلى األندلس ،وانتهت إليه الرياسة بها " .
ولذلك فقد ضرب العرب بالفيل مثال لغرابة الخلق ،فقالوا " :أعجب من خلق
()2
فيل".
()3
وقد قيل فيمن يتستر وهو مشهور " :فالن يركب الفيل ،ويقول :ال تبصروني.
()4
وضرب المثل بالفيل فى النهم الشديد فقيل " :آكل من اْل ِّفيل َومن النار " .
قال الشاعر:
()5
يم من بعد أن َي ْرَوى وي ْش َر ُب ُش ْر َب ِّ
اله ِّ َ شبع ــِّ ِّه ِّ ِّ
ويأكــل أكـْ َل الفيل مـن َب ْعـد ْ
()6
الفيل َي ْرَك ُب ِّب َد ِّان ٍّق َوَي ْن ِّزُل ِّب ِّد ْرَه ٍّم " . اح ِّب ِّ وقيل َ " :كص ِّ
َ
2حياة الحيوان الكبرى لمحمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري ،أبو البقاء ،كمال الدين الشافعي
(المتوفى808 :هـ) ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،الطبعة :الثانية 1424 ،هـ ،ج ، 2ص . 318
المصدر السابق ،ص . 301 3
جمهرة األمثال ،ألبى هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري 4
المحقق :محمد محيى الدين عبد الحميد الناشر :دار المعرفة -بيروت ،لبنان ،ج ، 1ص .389
المصدر السابق ،ج ، 2ص . 171 6
()1
وقيل " :أثقل من الفيل " .
()2
ِّ
بعض ُجالسنا بأثقل من له ميتاً ِّ
َ الفيل تَ ْحم ُ
فما ُ
وقال شاعر:
وثقي ـ ـ ـ ـ ــل... .. وثقيـ ـ ــل ثقيل هذا يا أنت
()3
ن ..وفي الميزان فيل أنت في المنظر إنسا
ومما قرأه الناس من األمثال في شأن الفيل التي وجدوها في كتاب كليلة ودمنة.
1زهر األكم في األمثال والحكم ،الحسن بن مسعود بن محمد ،أبو علي ،نور الدين اليوسي (المتوفى:
1102هـ) ،المحقق :د محمد حجي ،د محمد األخضر ،الشركة الجديدة -دار الثقافة ،الدار البيضاء
– المغرب ،الطبعة :األولى 1401 ،هـ 1981 -م ،ج ،ص .11
العقد الفريد ألبى عمر ،شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم 2
المعروف بابن عبد ربه األندلسي (المتوفى328 :هـ) ،دار الكتب العلمية – بيروت ،الطبعة :األولى،
1404هـ ،ج ، 2ص . 153
3حياة الحيوان الكبرى ،للدميرى ،ج ،2ص . 319
الحيوان للجاحظ ،ج ، 7ص . 105 4
" فمن ذلك قوله « :أفال ترى أن الكلب يبصبص بذنبه م ار ار حتى تلقى له الكسرة،
وإن الفيل المغتلم ليعرف قوته وفضله ،فإذا قدم إليه علفه مكرما لم يأكل حتى يمسح
ويتملق» .
قال « :وقيل في أعماله ثالثة ال يستطيعها أحد إال بمعونة من ارتفاع همة،
وعظيم خطر ،منها عمل السلطان ،وتجارة البحر ،ومناجزة العدو .وقالت العلماء في
الرجل الفاضل [الرشيد] :إنه ال ينبغي أن يرى إال في مكانين ،وال يليق به غيرهما إما
مع الملوك مكرما ،وإما مع النساك متبتال ،كالفيل إنما بهاؤه وجماله في مكانين :إما في
برية وحشيا ،وإما مركبا للملوك» .
قال « :وقد قيل في أشياء ثالثة فضل ما بينها متفاوت :فضل المقاتل على
()1
المقاتل ،وفضل الفيل على الفيل ،وفضل العالم على العالم» " .
ومن األقوال المأثورة قول أبى سليمان " :اْلَقْل ُب ِّب َم ْن ِّزَل ِّة اْل ِّم ْرِّآة ِّإ َذا ُجلِّ َي ْت َال َي ُمر
()2
يل ِّإال ُمِّث َل َل َها " . َشيء ِّم َن الذَب ِّ
اب ِّإَلى اْل ِّف ِّ
ٌْ
وعن رأى الشريعة اإلسالمية فيما يتعلق بحكم أكل الفيل فقد " اختلف فى أكله
()3
على ثالثة أقوال :التحريم والكراهة واإلباحة " .
حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبى نعيم أحمد بن عبد هللا بن أحمد األصبهانى ت 430هـ 2
عبد هللا بن عبد العزيز الدميرى ت 803هـ ،تحقيق :د .أحمد عبد الكريم نجيب – د .حافظ عبد
الرحمن خير ،مركز نجيبويه للمخطوطات وخطمة التراث ،الطبعة األولى 2013م،ج ،2ص. 330
" قال ابن قدامة فى (المغنى) :الفيل محرم ،قال أحمد :ليس هو من أطعمة
المسلمين ،وقال الحسن هو مسخ ،وكرهه أبو حنيفة والشافعى ،ورخص فى أكله الشعبى،
ولذا نهى النبى ﷺ عن أكل كل ذى ناب من السباع وهو من أعظمها نابا؛ وألنه مستخبث
ِّ
المحرمة للخبائث . فيدخل فى عموم اآلية
قال النووى فى (شرح المهذب) :الفيل حرام عندنا وعند أبى حنيفة ،والكوفيين
()1
والحسن ،وأباحه الشعبى وابن شهاب ،ومالك فى رواية .وحجة األولين أنه ذو ناب.
فقد روى عن أبى ثعلبة رضى هللا عنه " :أن رسول هللا ﷺ نهى عن أكل كل
()2
ذى ناب من السباع " .
وقد غالى البعض فى ذكر سبب تحريمه " حتى قال بعض الفقهاء بحرمة أكل
()3
الفيل ونحوه بناء على احتمال أن أصله نسل آدمى" .
وسكت عنه البعض فقد أخرج أبو الشيخ عن الشعبى " :أنه سئل عن لحم الفيل
()4 واألسد فتال :قل "ال أَ ِّج ُد ِّفيما أُ ِّ
وحى ِّإَلى" اآلية " .
َ َ
أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن ،محمد األمين بن محمد الشنقيطى ت 1393هـ ،دار 1
الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت – لبنان 1995 ،م ،ج ، 1ص . 533
صحبح البخارى ،ج ، 7ص . 96 2
التحرير والتنوير (تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد) ،محمد 3
ت 1393هـ ،الناشر :الدار التونسية الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسى
للنشر – تونس 1984 ،م ،ج ، 1ص . 545
الدر المنثور للسيوطى ،دار الفكر – بيروت ،ج ، 3ص . 374 4
وانظر :فتح القدير ،محمد بن على بن محمد بن عبد هللا الشوكانى ،ت 1250هـ ،دار ابن
كثير ،الطبعة األولى 1414،هـ،ج ،2ص . 197
وأحله البعض فقد روى عن أشهب أنه قال " :ال بأس بأكل الفيل إذا ُذكى ،وهو
()1
ومنع منه الشافعى " .
قول الشعبىَ ،
وقد احتج من أفتى بحل أكل الفيل بأنه " ليس سبعا وال جاء فى تحريمه نص ،
ض ج ِّم ٗيعا" ( )2وقال تعالى ُ" :قل الٓ أ ِّ
َج ُد ِّفي ِّ وقال تعالى " :هو ٱل ِّذي خلق لكم ما ِّفي إٱأل إ
َر
َ ََ َ َ ُ َُ
إ
ۥ ()4( )3 ط ِّ
اع ٖم َيط َع ُم ُهٓ" . مآ أ ِّ
ُوح َي ِّإَلي ُم َحرًما َعَل ٰى َ َ
" وأما ريش الميتة وعظام الفيل ونحوه فهو طاهر عند أبى حنيفة ،نجس عند
مالك والشافعى ،ال يدهن فيها وال يمتشط ،إال أن مالكا قال :إذا ذكى الفيل فعظمه
طاهر ،والشافعى يقول :إن الذكاة ال تعمل فى السباع .وقال الليث وابن وهب :إن
()5
غلى العظم فى ماء سخن فطبخ جاز االدهان به ،واالمتشاط " .
قال مالك " :يجوز االنتفاع بذلك ،وال ينتفع بقرنها (يقصد الميتة) وأظالفها
وريشها وأنيابها؛ ألن فيها حياة إال ناب الفيل المسمى العاج " )6( .
الجامع ألحكام القرآن (تفسير القرطبى) أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن أبى بكر شمس الدين 1
القرطبى ت 671هـ تحقيق :أحمد البردونى وإبراهيم أطفيش ،دار الكتب المصرية – القاهرة
الطبعة الثانية 1964،م ،ج ، 7ص . 121
سورة البقرة ،آية . 29 2
المحلى باآلثار ،أبو محمد على بن أحمد بن حزم األندلسى القرطبى ت 456هـ ،دار الفكر – 4
تميم ياسر بن إبراهيم ،مكتبة الرشد السعودية – الرياض ،الطبعة الثانية 2003م،ج ، 1ص . 350
التحرير والتنوير (تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد) ،محمد 6
الطاهر بن محمد بن محمد الطار بن عاشور التونسى ت 1393هـ ،الدار التونسية للنشر – تونس
1984،م ،ج ،2ص . 116
" وأما جلد الفيل فذكر فى "العيون" عن محمد أنه ال يطهر بالدباغ ،وروى عن
()2
أبى حنيفة وأبى يوسف أنه يطهر ،وهللا أعلم " .
" وقال ربيعة :إنما ينتفع من عظم الفيل بالناب وحده؛ ألنه ال لحم عليه وال دسم
()3
فيه ،إنما هو كعود " .
الخاتمة
وقد وقع اختيارى على أحد تلك الحيوانات أال وهو الفيل ؛ لتتبع مدى تواجده فى
األدب العربى متمثال فى أشعار العرب وأمثالهم واألساطير واألقاصيص الشعبية التى
تناولته ،وكان فيها بطال رئيسا .
مختصر صحيح اإلمام البخارى ،أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين األلبانى ت 1420هـ ،مكتبة 1
المعارف للنشر والتوزيع – الرياض ،الطبعة األولى 2002،م ،ج ، 1ص . 94
نخب األفكار فى تنقيح مبانى األخبار فى شرح معانى اآلثار،أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى 2
العينى ت 855هـ ،تحقيق :أبو تميم ياسر بن إبراهيم ،وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – قطر،
الطبعة األولى 2008م ،ج ، 7ص . 174
المنتقى شرح الموطأ ،أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد القرطبى الباجى األندلسى ت 474هـ 3
خرجت من هذه الدراسة ببعض النتائج التى يمكن إجمالها فى النقاط اآلتية :
تفاعل اإلنسان العربى منذ القدم مع الطبيعة من حوله بما فيها الحيوانات ،مما •
عمق العالقة بينهما سواء كانت عالقة استغالل أو رفقة أو تأثير متبادل.
مصدر لإللهام والتعبير ووسيلة
ًا • استخدم األدب تمثيل الحيوانات؛ حيث عد الحيوان
إلثراء الخيال اإلبداعى ،فوجود الحيوانات فى األدب يعد أحد مصادر المتعة والترفيه.
رمز فى كثير من القصص والنوادر الشعبية ،وكان وسيلة لنقل رسائل
• استخدم الفيل ًا
أخالقية وقيمية متعددة .
مبينا مدى جبروت اإلنسان وطغيانه ،فى مقابل
• ورد ذكر الفيل فى القصص الدينى ً
إنسانية الحيوان؛ كما فى قصة فيل أبرهة الحبشى .
استمرار الدراسات واألبحاث التى تعنى بهذا الجانب من األدب العربى أال وهو
اخر بالكثير من الموضوعات التى
(الحيوان فى الوجدان العربى) فما زال األدب العربى ز ًا
تنتظر إبرازها ودراستها وإخراجها للنور .
أخير ..بعد أن تقدمت باليسير فى هذا المجال الواسع ،ال يسعنى إال أن أحمد
و ًا
هللا تعالى على ما وفق وأعان؛ فما هذا إال جهد المقل ..ال أدعى فيه الكمال ،ولكن
عذرى أننى بذلت فيه قصارى جهدى ،فإن أصبت ..فذاك مرادى ،آملة أن ينال القبول
ويلقى االستحسان ،وإن أخطأت ..فلى شرف المحاولة والتعلم .
الناس ما كملـوا
نقصت فإن َ
ُ وإن ـب وال َغ َـرُر
ـت فـال ُع ْج ٌ
فـإن أصب ُ
ألبى -األحاديث الضعيفة والموضوعة التى حكم عليها الحافظ ابن كثير فى تفسيره
عبد الرحمن محمود بن محمد المالح ،الناشر :مكتبة العلوم والحكم ،المدينة المنورة
– المملكة العربية السعودية ،الطبعة األولى 2010م .
-األمثال المولدة ،لمحمد بن العباس الخوارزمي ،أبو بكر (المتوفى383 :هـ) ،المجمع
الثقافي ،أبو ظبى 1424،هـ .
-تحبير المختصر وهو الشرح الوسط على مختصر خليل فى الفقه المالكى،تاج الدين
بهرام بن عبد هللا بن عبد العزيز الدميرى ت 803هـ ،تحقيق :د .أحمد عبد الكريم
نجيب – د .حافظ عبد الرحمن خير ،مركز نجيبويه للمخطوطات وخطمة التراث
الطبعة األولى . 2013
-التحرير والتنوير (تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب
المجيد) محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطار بن عاشور التونسى ت 1393هـ
1984م . الدار التونسية للنشر – تونس
-تحفة الحبيب على شرح الخطيب = حاشية البجيرمى على الخطيب لسليمان بن
محمد بن عمر البجيبرمى المصرى الشافعى (المتوفى 1221 :هـ) ،دار الفكر 1415
هـ 1995 -م .
-تفسير األحالم = منتخب الكالم في تفسير األحالم (مطبوع بهامش تعطير األنام في
تعبير المنام للنابلسي) لمحمد بن سيرين (المتوفى110 :هـ) -شركة مكتبة ومطبعة
مصطفى البابي الحلبي وأوالد 1940 - 1359 -م .
-التفسير البسيط ،أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على الواحدى النيسابورى
الشافعى ت 468هـ ،تم تحقيقه فى عدة رسائل دكتوراه بجامعة اإلمام محمد بن سعود
الناشر :عمادة البحث العلمى ،الطبعة األولى 1430هـ .
-تفسير البغوى (معالم التنزيل فى تفسير القرآن) ،ألبى محمد الحسين بن مسعود بن
محمد بن الفراء البغوى الشافعى ت 510هـ تحقيق :عبد الرزاق المهدى ،دار إحياء
التراث العربى – بيروت ،الطبعة ،هـ .
لمحمد بن جرير بن يزيد أبو -تفسير الطبرى (جامع البيان عن تأويل آى القرآن)
ت 310هـ ،تحقيق :د .عبد هللا بن عبد المحسن التركى ،دار هجر جعفر الطبرى
للطباعة والنشر،الطبعة األولى 2001م .
-تفسير القرآن العظيم ،ألبى الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ،ت 774هـ،تحقيق :
سامى بن محمد سالمة ،دار طيبة للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية 1999 ،م .
-التفسير المظهرى لمحمد ثناء هللا المظهرى ،تحقيق :غالم نبى التونسى ،طبعة
عام 1412هـ ،مكتبة الرشدية – باكستان .
ت -تفسير مقاتل بن سليمان ،أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الزدى البلخى
الطبعة دار إحياء التراث – بيروت المحقق :عبد هللا محمود شحاتة 150هـ
األولى 1423 ،هـ .
-الجامع الكبير ،جالل الدين السيوطى ت 911هـ ،تحقيق :مختار إبراهيم الهائج
– عبد الحميد محمد ندا – حسن عيسى عبد الظاهر ،الناشر :األزهر الشريف
الطبعة الثانية 2005،م .
-الجامع ألحكام القرآن (تفسير القرطبى) ألبى عبد هللا محمد بن أحمد بن أبى بكر
بن فرح األنصارى الخزرجى شمس الدين القرطبى (المتوفى 671هـ) تحقيق /أحمد
البردونى وإبراهيم أطفيش – دار الكتب المصرية -القاهرة الطبعة الثانية 1384هـ
1964 -م .
-جمهرة األمثال ،ألبى هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران
دار الفكر -بيروت . العسكري (المتوفى :نحو 395هـ)
لشمس الدين محمد بن أحمد بن -جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود
علي بن عبد الخالق ،المنهاجي األسيوطي ثم القاهري الشافعي (المتوفى880 :هـ)
تحقيق /مسعد عبد الحميد محمد السعدني ،دار الكتب العلمية بيروت – لبنان
الطبعة :األولى 1417 ،هـ 1996 -م .
-حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبى نعيم أحمد بن عبد هللا بن أحمد األصبهانى
مطبعة السعادة 1974م . ت 430هـ
-حياة الحيوان الكبرى ،محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري ،أبو البقاء ،كمال
الدين الشافعي (المتوفى808 :هـ) ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،الطبعة :الثانية،
1424هـ .
عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء ،الليثي ،أبو عثمان ،الشهير -الحيوان
بالجاحظ (المتوفى255هـ) -دار الكتب العلمية -بيروت الطبعة :الثانية1424 ،هـ.
1985م بيروت– -الحيوان فى األدب العربى ،شاكر هادى شكر ،الطبعة األولى
المزرعة .
أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى -درج الدرر فى تفسير اآلى والسور
تحقيق :وليد بن أحمد بن صالح الحسين (وشاركه فى بقية األجزاء): ت 471هـ
الطبعة األولى 2008م. مجلة الحكمة – بريطانيا إياد عبد اللطيف القيسى
،دار -الدر المنثور،عبد الرحمن بن أبى بكر جالل الدين السيوطى ،ت 911هـ
الفكر – بيروت .
-ديوان ابن الرومى ،شرح أحمد حسن بسج،دار الكتب العلمية بيروت – لبنان
الطبعة الثالثة 2002م .
-ديوان أبى حيان األندلسى ،تحقيق د .أحمد مطلوب – د .خديجة الحديثى الطبعة
األولى مطبعة العانى -بغداد 1969م .
-ديوان البحترى ،تحقيق /حسن كامل الصيرفى ،دار المعارف 1978،م .
-الروض المعطار في خبر األقطار ،أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن عبد المنعم
مؤسسة ناصر للثقافة – بيروت ت 900هـ تحقبق :إحسان عباس ، ِّ
الحميرى
الطبعة الثانية 1980م .
-زاد المسير فى علم التفسير ،جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن على الجوزى
ت 597هـ تحقيق :عبد الرازق المهدى ،دار الكتاب العربى – بيروت ،الطبعة األولى
1422هـ .
-زهر األكم في األمثال والحكم ،الحسن بن مسعود بن محمد ،أبو علي ،نور الدين
اليوسي (المتوفى1102 :هـ)،المحقق :د محمد حجي ،د محمد األخضر ،الشركة الجديدة
-دار الثقافة ،الدار البيضاء – المغرب ،الطبعة :األولى 1401 ،هـ 1981 -م .
-شرح صحيح البخارى البن بطال أبى الحسن على بن خلف بن عبد الملك
مكتبة الرشد السعودية – الرياض تحقيق :أبو تميم ياسر بن إبراهيم ت 449هـ
الطبعة الثانية 2003م .
-صحيح البخارى ،محمد بن إسماعيل أبو عبد هللا البخارى الجعفى ،تحقيق /محمد
زهير بن ناصر الناصر ،دار طوق النجاة ،الطبعة األولى 1422هـ .
-العقد الفريد،ألبى عمر ،شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه المعروف بابن عبد
ربه األندلسي (المتوفى328 :هـ) ،دار الكتب العلمية – بيروت ،الطبعة :األولى،
1404هـ .
-فتح القدير ،محمد بن على بن محمد بن عبد هللا الشوكانى ت 1250هـ ،دار
ابن كثير ،الطبعة األولى 1414 ،هـ .
-الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية لعبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد هللا
البغدادى التميمى األسفرايينى أبو منصور (المتوفى 429هـ) دار اآلفاق الجديدة –
بيروت ،الطبعة الثانية 1977م .
عبد هللا بن المقفع (ت 142هـ) المطبعة األميرية ببوالق – القاهرة -كليلة ودمنة
الطبعة السابعة عشرة 1937م .
-لسان العرب لمحمد بن مكرم بن على ،أبو الفضل ،جمال الدين ابن منظور األنصاري
الرويفعى اإلفريقى (المتوفى711 :هـ) ،دار صادر – بيروت ،الطبعة :الثالثة -
1414هـ.
-مجمع األمثال ألبى الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري (المتوفى:
518هـ) ،المحقق :محمد محيى الدين عبد الحميد ،الناشر :دار المعرفة -بيروت،
لبنان .
ت -محاسن التأويل ،محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمى
دار الكتب العلمية – بيروت ، المحقق :محمد باسل عيون السود 1332هـ
الطبعة األولى 1418هـ .
ت 456هـ -المحلى باآلثار ،أبو محمد على بن أحمد بن حزم األندلسى القرطبى
دار الفكر – بيروت (دت) .
-مختصر صحيح اإلمام البخارى ،أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين األلبانى ت
1420هـ ،مكتبة المعارف للنشر والتوزيع – الرياض الطبعة األولى 2002م.
أحمد بن يحيى بن فضل هللا القرشي العدوي -مسالك األبصار في ممالك األمصار
المجمع الثقافي ،أبو ظبي ،الطبعة األولى العمري ،شهاب الدين ت 749هـ
1423هـ .
ت -المسالك والممالك أبو عبيد عبد هللا بن عبد العزيز بن محمد البكرى األندلسى
487هـ ،دار الغرب اإلسالمى 1992،م .
-المستدرك على الصحيحين ألبى عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن
حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبى الطهمانى النيسابورى المعروف بابن البيع (المتوفى
405هـ) تحقيق /مصطفى عبد القادر عطا،دار الكتب العلمية -بيروت الطبعة
األولى 1411هـ 1990 -م .
اليمانى الصنعانى ألبى بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى -المصنف،
ت 211هـ ،تحقيق /حبيب الرحمن األعظمى،الناشر :المجلس العلمى – الهند
يطلب من :المكتب اإلسالمى – بيروت ،الطبعة الثانية 1403هـ .
-مناظرة بين اإلسالم والنصرانية ،لمناقشة العقيدة الدينية بين مجموعة من رجال الفكر
من الديانتين اإلسالمية والنصرانية ،مثل الجانب اإلسالمى فى المناظرة كل من الشيخ
الدكتور محمد جميل غازى واألستاذ إبراهيم خليل أحمد واللواء المهندس أحمد عبد
الناشر :الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد الوهاب
– الرياض – المملكة العربية السعودية -الطبعة الثانية 1413هـ 1992 -م .
أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد القرطبى الباجى األندلسى -المنتقى شرح الموطأ
ت 474هـ مطبعة السعادة الطبعة األولى 1332هـ .
-نخب األفكار فى تنقيح مبانى األخبار فى شرح معانى اآلثار ،أبو محمد محمود بن
و ازرة تحقيق :أبو تميم ياسر بن إبراهيم ت 855هـ أحمد بن موسى العينى
األوقاف والشئون اإلسالمية – قطر ،الطبعة األولى 2008م .
-نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق ،محمد بن محمد بن عبد هللا بن إدريس الحسني
الطالبي ،المعروف بالشريف االدريسي ت 560هـ ،عالم الكتب – بيروت الطبعة
األولى 1409هـ .
-نهاية األرب فى فنون األدب أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي
التيمي البكري ،شهاب الدين النويري (المتوفى733 :هـ) دار الكتب والوثائق القومية،
القاهرة 1423هـ .
-الهداية إلى بلوغ النهاية فى علم معانى القرآن وتفسيره وإحكامه وجمل من فنون علومه
ألبى محمد مكى بن أبى طالب حموش بن محمد بن مختار القيسى القيروانى ثم
األندلسى القرطبى المالكى ت 437هـ ،المحقق /مجموعة رسائل جامعية بكلية
الدراسات العليا والبحث العلمى – جامعة الشارقة بإشراف أ.د .الشاهد البوشيخى
الطبعة األولى 2008م .
-الوسيط فى تفسير القرآن المجيد ،أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على
الواحدى النيسابورى الشافعى ت 468هـ ،تحقيق وتعليق /عادل أحمد عبد الموجود
– على محمد معوض – د .أحمد محمد صيرة – د .أحمد عبد الغنى الجمل – د .عبد
الرحمن عويس ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان الطبعة األولى 1994م .
Abstract :
This research deals with a topic entitled "The Elephant in the
Arab Conscience", which monitors the relationship between man
and one of the huge animals that the Arab man saw and was
fascinated by and many ideas, beliefs and myths were made.
The books of the Arab heritage included a significant amount
of ideas and narration which reflected the image of the elephant, so
the preamble includes several points about the definition of the
elephant and what distinguishes it and its importance among other
nations. Then the research moves to introduce multiple issues about
the elephant in Arabic literature, the first of which came about the
elephant in Arab mythology reflecting ideas and narratin that gave
miraculous pattern which does not represent the truth, but was
rooted in the minds of the Arabs and their conscience.
Hence, I moved to the next issue, which is about the mention
of the elephant in the Arabic poetry, which is a good amount that I
was able to collect from the heritage books, which mentioned the
elephant directly or referred to it while discussing other issues.
Then I dealt with the place of the elephant in the world of
dreams and its various interpretations reported by dreams
interpreters. Then I moved to the anecdotes and folk tales in which
the elephant was mentioned, and then the Arab proverbs that used
the elephant in all these topics which was dealt in the framework of
certain angles – most often – focused on its huge body, weight,
insatiability and strength.
Finally, I discussed the issue of eating it in Islamic law and
the use of its tusks, bones, leather, etc.
Keywords: elephant - heritage - animal - legend - folk tales.
- 148 -