You are on page 1of 53

‫مجلة كلية اآلداب بقنا (دورية أكاديمية علمية محكمة)‬

‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫د‪ .‬درية حممد مغربى حممد مكى‬


‫مدرس بقسم اللغة العربية – كلية اآلداب – جامعة جنوب الوادي‬

‫أستاذ مساعد بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ‪ -‬جامعة الباحة‬

‫‪DOI: 10.21608/qarts.2024.259296.1849‬‬

‫مجلة كلية اآلداب بقنا ‪ -‬جامعة جنوب الوادي – المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬
‫الترقيم الدولي الموحد للنسخة المطبوعة ‪ISSN: 1110-614X‬‬
‫الترقيم الدولي الموحد للنسخة اإللكترونية ‪ISSN: 1110-709X‬‬
‫‪https://qarts.journals.ekb.eg‬‬ ‫موقع المجلة اإللكتروني‪:‬‬
‫‪- 96 -‬‬
‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫الملخص‪:‬‬

‫موضوعا بعنوان "الفيل فى الوجدان العربى" ‪ ،‬وهو يرصد‬


‫ً‬ ‫يتناول هذا البحث‬
‫العالقة بين اإلنسان وأحد الحيوانات الضخمة‪ ،‬التى شاهدها اإلنسان العربى وانبهر بها‪،‬‬
‫ونسج حولها العديد من األفكار والمعتقدات‪ ،‬واألساطير فى بعض األحيان ‪.‬‬

‫قدر ال يستهان به من هذه األخبار والروايات‬


‫وقد ضمت كتب التراث العربى ًا‬
‫التى وردت عن الفيل‪ ،‬فجاء التمهيد يضم عدة نقاط حول التعريف به‪ ،‬وأهم ما يميزه‬
‫ومقتطفات عن مكانته عند األمم األخرى ‪.‬‬

‫ثم انتقل البحث إلى عرض قضايا متعددة حول الفيل فى األدب العربى‪ ،‬جاء‬
‫أولها عن الفيل فى األساطير العربية‪ ،‬وهى األخبار والروايات التى وردت عن العرب‬
‫مترسخا فى أذهان العرب ووجدانهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫وحملت طابعا عجائبيا ال يمثل الحقيقة‪ ،‬ولكنه كان‬

‫ومن هنا انتقلت إلى القضية التالية‪ ،‬وهى عن ورود ذكر الفيل فى أشعار العرب‪،‬‬
‫وهو قدر ال بأس به استطعت جمعه من أمهات كتب التراث ‪ ،‬سواء تحدث عن الفيل‬
‫بشكل مباشر‪ ،‬أو أشار إليه فى معرض الحديث عن أمور أخرى‪ .‬ثم تناولت مكانة الفيل‬
‫فى عالم األحالم وتفسيراته المختلفة التى أوردها علماء التعبير ‪.‬‬

‫ثم انتقلت إلى النوادر والحكايات الشعبية التى ورد ذكره فيها‪ ،‬ثم األمثال العربية‬
‫محصور فى إطار زوايا معينة – فى‬
‫ًا‬ ‫التى استعانت به‪ ،‬وهو فى كل هذه المباحث كان‬
‫أغلب األحيان – تركز على حجمه ووزنه ونهمه وقوته ‪ .‬وأخي ار ناقشت قضية حكم أكله‬
‫فى الشريعة اإلسالمية واالنتفاع بأنيابه وعظمه وجلده وما إلى ذلك ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬الفيل ‪ ،‬التراث ‪ ،‬الحيوان ‪ ،‬األسطورة ‪ ،‬الحكايات الشعبية ‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫مقدمة‬

‫الحمد هلل حتى يبلغ الحمد منتهاه‪ ،‬أحمده على إحسانه‪ ،‬وأشكره على توفيقه‬
‫مباركا فيه‪،‬‬
‫ً‬ ‫طيبا‬
‫كثير ً‬
‫حمدا ًا‬
‫وامتنانه‪ ،‬أسبغ على نعمه ظاهرة وباطنة‪ ،‬فالحمد لك يا ربى ً‬
‫ملء السماوات وملء األرض وملء ما شئت من شىء بعد‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا‬
‫محمد أشرف الخلق أجمعين وخاتم األنبياء والمرسلين‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه‬
‫إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد ‪..‬‬

‫فإن من يسبر أغوار تراثنا األدبى الزاخر الذى وصلنا من أجدادنا منذ العصر‬
‫الجاهلى يخرج منه بالعديد من الدراسات القيمة‪ ،‬فال يزال هناك الكثير من الموضوعات‬
‫المتميزة التى تنتظر من يخرجها إلى النور‪ ،‬ويثرى بها رفوف مكتبتنا العربية ‪.‬‬

‫ولعل هذا البحث بعنوان ‪" :‬الفيل فى الوجدان العربى" أحد تلك الموضوعات التى‬
‫لم يتم دراستها بشكل كاف؛ فهو يدرس ذلك الحيوان المعروف ‪ :‬كيف نظر العرب إليه‪،‬‬
‫وماذا رأوا فيه‪ ،‬وما معتقداتهم بخصوصه ‪..‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫سبب اختيارى للموضوع هو رغبتى فى دراسة أحد الموضوعات المهمة فى األدب‬


‫العربى‪ ،‬أال وهو تناول الحيوانات من منظور أدبى فى شتى مجاالت الفكر واإلبداع‬
‫اإلنسانى العربى‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫لم أقف على دراسات ذات صلة وثيقة بالموضوع المدروس هنا‪ ،‬وهو "الفيل فى‬
‫الوجدان العربى"‪ ،‬ولكننى اطلعت على العديد من الدراسات التى تتحدث عن الحيوانات‬
‫فى األدب العربى بصفة عامة‪ ،‬ومنها على سبيل المثال ال الحصر ‪:‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫‪ -1‬الحيوان فى األدب العربى‪ ،‬شاكر هادى شكر‪،‬مكتبة النهضة العربية‪.‬‬


‫‪ -2‬قصص الحيوان فى األدب العربى ‪،‬عبد الرازق حميدة ‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ -3‬قصص الحيوان فى األدب العربى القديم‪،‬تقديم وجمع ‪ /‬د‪ .‬داود سلوم‪،‬عالم الكتب‪.‬‬
‫‪ -4‬قصص الحيوان فى القرآن ‪،‬أحمد بهجت ‪،‬دار الشروق ‪.‬‬
‫‪ -5‬بحث بعنوان ‪ :‬قصص الحيوان فى أدب العراق القديم د‪ .‬جعفر صادق محمد كلية‬
‫العلوم واآلداب – جامعة بنى وليد – ليبيا‪،‬مجلة البقاء للبحوث والدراسات ‪،‬المجلد ‪9‬‬
‫العدد ‪. 2‬‬
‫‪ -6‬بحث بعنوان‪ :‬السرد القصصى على لسان الحيوان فى كتاب النمر والثعلب‪،‬لسهل‬
‫بن هارون (دراسة تحليلية) ‪،‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم الملقى‪ ،‬مجلة كلية الدراسات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬جامعة العلوم اإلسالمية العالمية‪ ،‬عمان – األردن‪ ،‬العدد الخامس‬
‫والثالثون ‪.‬‬

‫منهج البحث ‪:‬‬

‫اعتمدت فى بحثى هذا على المنهج الوصفى االستقرائى التحليلى؛ كونه أكثر‬
‫المناهج مناسبة لطبيعة هذا البحث ‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫انتظم البحث فى مقدمة وتمهيد وستة مباحث وخاتمة ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الفيل فى أساطير العرب ‪.‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬الفيل فى أشعار العرب ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الفيل فى تفسير األحالم ‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الفيل فى النوادر والحكايات الشعبية ‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬الفيل فى أمثال العرب ‪.‬‬

‫البحث السادس ‪ :‬حكم أكله واالنتفاع به ‪.‬‬

‫وُذِّيل البحث بخاتمة تتضمن أهم النتائج التى توصل إليها البحث مع بعض‬
‫التوصيات‪ ،‬ثم اختتم بقائمة من المصادر والمراجع التى استفاد منها البحث‪.‬‬

‫أهم الصعوبات التى واجهتنى ‪:‬‬

‫وقد كانت أهم العقبات التى وجدتها فى البحث هى ندرة األخبار واألشعار‬
‫والروايات التى وردت عن الفيل فى كتب التراث العربى‪ ،‬وتطلب استخراجها وتصنيفها‬
‫الكثير من الوقت والجهد‪.‬‬

‫وفى الختام ‪ ..‬أسأل هللا أن ينفع بهذا العمل وأن يدخر لى منه ذخ ار أجده أمامى‬
‫يوم يقوم الناس لرب العالمين ‪ .‬وال يسعنى إال أن أحمد هللا تعالى على ما وفق وأعان؛‬
‫فما هذا إال جهد المقل ‪ ..‬ال أدعى فيه الكمال‪ ،‬ولكن عذرى أننى بذلت فيه قصارى‬
‫جهدى ‪ ،‬فإن أصبت ‪ ..‬فذاك مرادى‪ ،‬وهو من رحمة هللا وتوفيقه وسداده ‪ ،‬آملة أن ينال‬
‫القبول ويلقى االستحسان‪ ،‬وإن أخطأت ‪ ..‬فلى شرف المحاولة والتعلم وحسبى أجر‬
‫االجتهاد ونية اإلصالح‪ ،‬والحمد هلل فى هذه وفى تلك‪ ،‬وهللاَ أسأل أن ينفعنى وإياكم بما‬
‫علمنا‪ ،‬وأن يعلمنا ما ينفعنا ‪ ..‬سبحانه إليه مآل األمور‪ ،‬وعنده ال يضيع أجر العاملين‪.‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫التمهيد‬

‫هل هو من نسل آدمى ملعون ؟؟ أم هو َملِّك ُمسخ لسوء خلقه ؟؟ أم أنه أبو‬
‫الخنزير ؟؟؟‬

‫وف‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫أورد ابن منظور فى معجمه (لسان العرب) تعريفا بالفيل فقال ‪ " :‬الفيل‪َ :‬م ْع ُر ٌ‬
‫الس ِّك ِّ‬
‫يت‪ :‬وَال تَُقل أَ ْفِّيلة‪ ،‬واألُنثى‪ِّ ،‬فيلة‪ ،‬وص ِّ‬ ‫وفيلة؛ َقال ابن ِّ‬
‫اح ُب َها َفيال‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َواْل َج ْم ُع أَ ْفيال وُف ُيول َِّ‬
‫وز أَن ي ُكو َن أَصل ِّفيل ُفع ًال َف َكسر ِّمن أَجل اْلي ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اء َك َما َقاُلوا أَبيض‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ِّس َيب َوْيه‪َ :‬ي ُج ُ‬ ‫‪َ .‬ق َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ال‬
‫ال ْاب ُن س َيد ْه‪َ :‬ق َ‬ ‫ال األَخفش‪َ :‬ه َذا َال َي ُكو ُن في اْل َواحد ِّإنما َي ُكو ُن في اْل َج ْم ِّع؛ َوَق َ‬ ‫وبِّيض؛ َق َ‬
‫ان ُف ْع ًال‪ِّ ،‬ب َم ْن ِّزَل ِّة األَجناد‬ ‫ِّ ِّ‬
‫وز أَن َي ُكو َن فيل ف ْع ًال وُف ْع ًال َف َي ُكو ُن أَ ْفيال‪ِّ ،‬إذا َك َ‬
‫ِّ‬
‫ِّس َيب َوْيه َي ُج ُ‬
‫ِّ ِّ‬
‫الخرجة ‪ ،‬يعِّني جمع ُخرج‪ .‬وَليَل ٌة ِّم ْثل َلو ِّن ِّ‬
‫الفيل أَي‬ ‫ُ ْ‬ ‫ََْ ْ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫الف ُيول ِّب َم ْن ِّزَلة َ َ‬
‫َجحار‪َ ،‬وَي ُكو ُن ُ‬‫واأل ْ‬
‫كالفيل؛ َح َكاهُ ْاب ُن ِّجِّن ٍّي‬
‫الفيلة َك َذلِّك‪ .‬واستَْفيل الجمل‪ :‬صار ِّ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِّ‬
‫َس ْوداء َال ُي ْهتََدى َل َها‪ ،‬وأَلوان َ‬
‫(‪)1‬‬
‫استَ ْحوذ وأَخواته " ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫في َباب ْ‬

‫وقال عنه القزوينى ‪ " :‬هو حيوان ظريف بهى نبيل من أعظم الحيوانات‪ ،‬وربما‬
‫كان فى فمها ثالثمائة سن‪ ،‬وهو أظرف وألطف من كل حيوان خفيف الجسم رشيق‪،‬‬
‫خرطوما‬
‫ً‬ ‫صنع هللا فى خلقته عجائب قدرته‪ ،‬وهو أن رقبته لما كانت قصيرة خلق هللا لها‬
‫طويالً يقوم مقامها يرفع العلف والماء إلى فمه بها‪ ،‬وتدور على جميع بدنه كما تدور يد‬
‫(‪)2‬‬
‫اإلنسان‪ ،‬ويضرب بها وله أذنان كبيرتان " ‪.‬‬

‫‪ 1‬لسان العرب لمحمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‬
‫(المتوفى‪711 :‬هـ) دار صادر – بيروت الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬هـ ‪،‬ج ‪ ،11‬ص ‪. 534‬‬

‫‪2‬‬
‫عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات لزكريا بن محمد بن محمود الكوفى القزوينى‬
‫مؤسسة األعلمى للمطبوعات‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2000‬م ‪،‬ص ‪.328‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫(‪)1‬‬
‫وهو " دابة عظيمة يعتلق بخرطومه وناباه قرناه‪ ،‬وتسمى أنثاه العيثوم "‪.‬‬

‫عاجا ‪.‬‬
‫" والعاج ‪ :‬أنياب الفيل‪ ،‬وال يسمى غير الناب ً‬
‫(‪)2‬‬
‫والفرطوسة‪ ،‬والفرطيسة ‪ :‬خطم الفيل " ‪.‬‬

‫لقد كان للفيل وزن ثقيل فى الوجدان العربى منذ القدم رغم عدم انتشاره فى شبه‬
‫الجزيرة العربية إال أنهم ومنذ الجاهلية قد عرفوه – أو عرفه بعضهم – وإن كانوا قد سمعوا‬
‫عنه فإنهم لم يروه جميعا؛ ولذلك ضرب هللا مثال للعرب على عظمة خلقه باإلبل‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫إ‬ ‫ٱإلِّب ِّل ك إ‬‫إ‬
‫ف ُخِّلَقت" (‪ )3‬ألن العرب لم يكونوا قد أروا الفيل‪ ،‬وإنما ذكر‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ظ ُرو َن ِّإَلى‬
‫"أََف َال َين ُ‬
‫لهم ما أبصروا‪ ،‬ولو أنه قال‪ :‬أفال ينظرون إلى الفيلة كيف خلقت لم يتعجبوا لها؛ ألنهم‬
‫(‪)4‬‬
‫" وسئل الحسن عن هذه اآلية‪ ،‬وقيل له‪ :‬الفيل أعظم فى األعجوبة‪ .‬فقال‪:‬‬ ‫لم يروها "‬
‫(‪)5‬‬
‫أما الفيل فالعرب بعيدة العهد به " ‪.‬‬

‫درج الدرر فى تفسير اآلى والسور‪ ،‬أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى ت ‪471‬‬ ‫‪1‬‬

‫هـ‪،‬تحقيق ‪ :‬وليد بن أحمد بن صالح الحسين (وشاركه فى بقية األجزاء) ‪ :‬إياد عبد اللطيف القيسى‬
‫مجلة الحكمة – بريطانيا ‪،‬الطبعة األولى‪ 2008 ،‬م‪،‬ج ‪ ،4‬ص ‪. 1764‬‬
‫الحيوان فى األدب العربى‪،‬شاكر هادى شكر ‪،‬الطبعة األولى ‪ 1985‬م ‪ ،‬بيروت – المزرعة ‪ ،‬ج ‪3‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ‪. 107‬‬
‫سورة الغاشية‪،‬آية ‪17‬‬ ‫‪3‬‬

‫تفسير مقاتل بن سليمان‪ ،‬أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الزدى البلخى‪ ،‬ت ‪ 150‬هـ‬ ‫‪4‬‬

‫المحقق ‪ :‬عبد هللا محمود شحاتة‪ ،‬دار إحياء التراث – بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1423 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪،4‬‬
‫ص ‪. 679‬‬
‫الوسيط فى تفسير القرآن المجيد‪،‬أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على الواحدى النيسابورى‬ ‫‪5‬‬

‫الشافعى ت ‪ 468‬هـ ‪،‬تحقيق وتعليق ‪ /‬عادل أحمد عبد الموجود – على محمد معوض – د‪ .‬أحمد‬
‫محمد صيرة – د‪ .‬أحمد عبد الغنى الجمل – د‪ .‬عبد الرحمن عويس‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان ‪،‬الطبعة األولى ‪ 1994‬م‪ ،‬ج ‪، 4‬ص ‪. 476‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫ويعيش الفيل فى المناطق األكثر استوائية مثل جنوب آسيا وأفريقيا ‪ ،‬ولكنه كان‬
‫يعرف لدى العرب من خالل التجارة والتواصل مع الثقافات األخرى ‪.‬‬

‫" ومما يحكي التجار المسافرون إلى الهند عن والدة الفيلة أن اإلناث منها تلد‬
‫أوالدها في المياه الراكدة فتخرج أوالدها عند الوضع فتسقط في الماء‪ ،‬فتسرع األمهات‬
‫إليها فتقيمها في الماء على سوقها‪ ،‬وتخرجها عنه وتديم لعقها إلى أن تجف‪ ،‬وتستدرجها‬
‫مشيا إلى أن يكمل خلقها فتبارك هللا أحسن الخالقين‪.‬‬

‫وال يدرى فيما خلق هللا من البهائم ذوات األربع أفهم من الفيل وال أقبل منه للتعليم‪،‬‬
‫ومن خواص الفيل أنه ال ينظر في عورة اإلنسان‪.‬‬

‫وملوك الهند تتنافس في اكتساب الفيلة‪ ،‬وتتغالى في أثمانها وتنظر الملوك إليها‬
‫(‪)1‬‬
‫بعين المحافظة عليها وتجلب إلى مرابطها عندهم صغا ار فتنشأ على التأنس بالناس‪".‬‬

‫" والفيلة ضربان‪ :‬فيل وزندبيل‪ ،‬وهما كالبخاتي والعراب والجواميس والبقر والخيل‬
‫والبراذين والجرذ والفأر والنمل والذر‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬الفيل الذكر‪ ،‬والزندبيل األنثى‪ ،‬وهذا‬
‫النوع ال يالقح إال في بالده ومعادنه ومغارس أعراقه‪ ،‬وإن صار أهليا‪ .‬وهو إذا اغتلم أشبه‬
‫الجمل في ترك الماء والعلف حتى يتورم رأسه‪ ،‬ولم يكن لسواسه إال الهرب منه‪ ،‬وربما‬
‫جهل جهال شديدا‪ ،‬والذكر ينزو إذا مضى له من العمر خمس سنين‪ ،‬وزمان نزوه الربيع‪،‬‬
‫واألنثى تحمل سنتين‪ ،‬وإذا حملت ال يقربها الذكر وال يمسها وال ينزو عليها إذا وضعت‬
‫(‪)2‬‬
‫إال بعد ثالث سنين " ‪.‬‬

‫‪ 1‬نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق ‪،‬محمد بن محمد بن عبد هللا بن إدريس الحسني الطالبي‪ ،‬المعروف‬
‫بالشريف االدريسي ت ‪ 560‬هـ ‪،‬عالم الكتب – بيروت ‪،‬الطبعة األولى ‪ 1409‬هـ ‪،‬ج‪، 1‬ص ‪.201‬‬
‫الحيوان لعمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء‪ ،‬الليثي‪ ،‬أبو عثمان‪ ،‬الشهير بالجاحظ‬ ‫‪2‬‬

‫(المتوفى‪255‬هـ) ‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1424 ،‬هـ ‪،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 309‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫وقد اختلف العرب فى تحديد مدة حمل الفيل وقد تم تحديدها علميا فى فترة تتراوح‬
‫شهر ‪ ،‬ويعد حمل الفيل من أطول فترات الحمل عند الحيوانات البرية‬
‫بين ‪ 18‬إلى ‪ً 22‬ا‬
‫وترجع هذه المدة الطويلة لكبر حجم الفيل وتعقيد نمو جنينه ‪.‬‬
‫" وقال عبد اللطيف البغدادي‪ :‬إنها تحمل سبع سنين وال ينزو إال على فيلة‬
‫واحدة‪ ،‬وله عليها غيرة شديدة‪ ،‬فإذا تم حملها وأرادت الوضع دخلت النهر حتى تضع‬
‫ولدها‪ ،‬ألنها ال تلد إال وهي قائمة‪ ،‬وال فواصل لقوائمها فتلد‪ ،‬والذكر عند ذلك يحرسها‬
‫وولدها من الحيات‪ .‬ويقال‪ :‬إن الفيل يحقد كالجمل‪ ،‬فربما قتل سائسه حقدا عليه‪ ،‬وتزعم‬
‫الهند أن لسان الفيل مقلوب ولوال ذلك لتكلم‪ .‬ويعظم ناباه وربما بلغ الواحد منهما مائة‬
‫متر‪ ،‬وخرطومه من غضروف وهو أنفه ويده التي يوصل بها الطعام والشراب إلى فيه‪،‬‬
‫ويقاتل بها ويصيح‪ ،‬وليس صياحه على مقدار جثته ألنه كصياح الصبي‪ ،‬وله فيه من‬
‫القوة بحيث يقلع به الشجرة من منابتها‪ ،‬وفيه من الفهم ما يقبل به التأديب ويفعل ما يأمره‬
‫به سائسه‪ ،‬من السجود للملوك وغير ذلك من الخير والشر‪ ،‬في حالتي السلم والحرب‬
‫وفيه من األخالق أن يقاتل بعضه بعضا‪ ،‬والمقهور منهما يخضع للقاهر‪ ،‬والهند تعظمه‬
‫لما اشتمل عليه من الخصال المحمودة‪ ،‬من علو سمكه وعظم صورته‪ ،‬وبديع منظره‪،‬‬
‫وطول خرطومه‪ ،‬وسعة أذنيه‪ ،‬وثقل حمله‪ ،‬وخفة وطئه‪ ،‬فإنه ربما مر باإلنسان فال يشعر‬
‫به لحسن خطوه واستقامته‪ .‬ويطول عمره‪ ،‬فقد حكى أرسطو أن فيال ظهر أن عمره‬
‫أربعمائة سنة‪ ،‬واعتبر ذلك بالوسم‪ .‬وبينه وبين السنور عداوة طبيعية‪ ،‬حتى إن الفيل‬
‫يهرب منه‪ ،‬كما أن السبع يهرب من الديك األبيض‪ ،‬وكما أن العقرب متى أبصرت الوزغة‬
‫(‪)1‬‬
‫ماتت " ‪.‬‬

‫الحيوان للجاحظ ‪،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 310 - 309‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫وال يخفى على القارئ الكريم أن هذا الكالم يحوى الكثير من المبالغات واألخطاء‬
‫العلمية فيما يتعلق بعمره ومدة حمله وما إلى ذلك ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬فيل أبرهة الحبشى ‪:‬‬

‫وألن الفيل من النوادر التى رآها العرب؛ فقد عدت حادثة فيل أبرهة من األحداث‬
‫الكبرى فى تاريخ العرب‪ ،‬وسمى العام الذى وقعت فيه بعام الفيل‪ ،‬وهو الذى ولد فيه‬
‫النبى ﷺ " فكان العرب فى الجاهلية يؤرخون باألحداث العظيمة كحادث الفيل‪ ،‬وقد جاء‬
‫اإلسالم وهم على هذا‪ ،‬ثم فى صدر اإلسالم أرخوا بشهر المبعث‪ ،‬وهو شهر ربيع األول‬
‫(‪)1‬‬
‫الذى ُنبئ فيه النبى ﷺ ‪ ،‬ثم لما هاجر المسلمون إلى المدينة أرخوا بها " ‪.‬‬

‫وقد قيل ‪" :‬جعل أول الشهور الهاللية المحرم ‪ ،‬حدث فى عهد عمر رضى هللا‬
‫(‪)2‬‬
‫وقد وردت فى حكاية هذا الحدث سورة من القرآن‬ ‫عنه وكان قبل ذلك يؤرخ بعام الفيل"‬
‫الكريم هى سورة الفيل ‪.‬‬

‫فقد كان أبرهة الحبشي – الذى يعتقد أنه كان يحكم الجزء الغربى من جزيرة‬
‫العرب – يطمح إلى منع الحجاج العرب من التوجه للكعبة الشريفة فى مكة‪ ،‬وفى محاولة‬

‫الوسيط فى علوم ومصطلح الحديث‪،‬محمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة ت ‪ 1403‬هـ‪،‬دار الفكر‬ ‫‪1‬‬

‫العربى‪،‬ص ‪. 655‬‬
‫محاسن التأويل ‪ ،‬محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمى ت ‪ 1332‬هـ‬ ‫‪2‬‬

‫المحقق ‪ :‬محمد باسل عيون السود‪،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪،‬الطبعة األولى ‪ 1418‬هـ‪،‬ج ‪5‬‬
‫ص ‪. 409‬‬
‫وانظر ‪ :‬الدر المنثور‪،‬عبد الرحمن بن أبى بكر جالل الدين السيوطى ت ‪ 911‬هـ ‪،‬دار الفكر – بيروت‬
‫ج ‪ ،1‬ص ‪. 152‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫منه للتحدى وإظهار القوة والسلطة قام ببناء معبد ضخم فى صنعاء أسماه كعبة اليمن؛‬
‫ليجذب الحجاج إليها بدال من الكعبة فى مكة المكرمة ‪.‬‬

‫وقاد أبرهة حملة عسكرية لتدمير الكعبة فى مكة واستعان بفيل كبير‪ ،‬وتدخلت‬
‫القوى اإللهية وحالت بينه وبين مراده؛ حيث أُرسلت أسراب من الطير األبابيل تحمل‬
‫حصى صغيرة من سجيل ألقتها على الجيش الحبشى‪ ،‬مما تسبب فى هزيمتهم وفشل‬
‫محاولتهم لتدمير الكعبة‪.‬‬

‫محمودا وكان من قبل النجاشى بعثه إلى أبرهة‬


‫ً‬ ‫قال الثعلبى‪ " :‬كان اسم الفيل‬
‫عظما وقوة وجسما‪ ،‬وقال الكلبى ‪ :‬لم يكن عندهم إال‬ ‫ً‬ ‫وكان فيال لم ُير مثله فى األرض‬
‫اب ِّ‬
‫الف ِّ‬ ‫ف َفعل رب َك ِّبأصح ِّ‬
‫يل" ‪ .‬قال‬ ‫ْ َ‬ ‫ذلك الفيل الواحد؛ فلذلك قال هللا تعالى‪" :‬أََل ْم تَ َر َك ْي َ َ َ َ‬
‫الضحاك‪ :‬كانت الفيلة كثيرة ‪ .‬ويقال‪ :‬كان معه اثنا عشر فيال وإنما وحده على هذا التأويل‬
‫لوفاق رءوس اآلى‪ ،‬ويقال نسبهم إلى الفيل األعظم‪ ،‬قال‪ :‬فأقبل الفيل األعظم‪ ،‬فأخذ بأذنه‬
‫وقال‪ :‬ابرك محمودا أو ارجع راشدا من حيث جئت فإنك فى بلد هللا الحرام‪ ،‬فبرك الفيل‬
‫فبعثوه‪ ،‬فأبى أن يقوم‪ ،‬فضربوه بالمعول فى رأسه‪ ،‬فأدخلوا محاجنهم تحت مراقه ومرافقه‬
‫ورفعوه ليقوم فأبى‪ ،‬فوجهوه راجعا إلى اليمن‪ ،‬فقام يهرول‪ ،‬ثم وجهوه إلى الشام‪ ،‬ففعل مثل‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك‪ ،‬ثم وجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك‪ ،‬فصرفوه إلى الحرم فبرك وأبى أن يقوم‪".‬‬

‫وفى ذلك قول رسول هللا ﷺ عن فيل أبرهة األشرم‪" :‬إن هللا حبس عن مكة الفيل‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وفى موضع آخر فإن النبى ﷺ حينما توقفت ناقته‬ ‫وسلط عليها رسوله والمؤمنين"‬

‫عرائس المجالس‪ ،‬ألبى إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابورى الثعلبى ت ‪ 427‬هـ‬ ‫‪1‬‬

‫مكتبة الجمهورية العربية‪،‬ص ‪. 502‬‬


‫صحيح البخارى ‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبد هللا البخارى الجعفى‪،‬تحقيق ‪ /‬محمد زهير بن ناصر‬ ‫‪2‬‬

‫الناصر‪ ،‬دار طوق النجاة‪،‬الطبعة األولى‪ 1422 ،‬هـ ‪،‬ج ‪، 3‬ص ‪. 125‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫مدافعا عنها‪" :‬ما‬


‫ً‬ ‫القصواء فجأة فى الحديبية وبركت وحرنت وأبت أن تواصل السير‪ ،‬قال‬
‫(‪)1‬‬
‫خألت القصواء‪ ،‬وما ذاك لها بخلق‪ ،‬ولكن حبسها حابس الفيل" ‪.‬‬

‫فالمقصود بـ(حابس الفيل) فى قوله ﷺ هو هللا سبحانه وتعالى؛ ألنه هو من حبس‬


‫فيل أبرهة عن هدم الكعبة‪ ،‬وكذلك هللا تعالى هو من حبس الناقة عن مواصلة السير‪.‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬ما يميزه عن بقية الحيوانات ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬
‫" ومن شأن الفيل المقاتلة؛ ولذلك كان فى مربط ملك الصين ألف فيل أبيض " ‪.‬‬

‫فهو مقاتل عظيم يتميز بالحكمة والقدرة على التعلم والتكيف مع الظروف‪ ،‬حتى‬
‫إنه تم تقديسه فى الهند لقوته ومظهره المتميز وطول عمره‪ .‬فى حين لم يستخدم البيزنطيون‬
‫األفيال فى الحرب‪ ،‬لكنهم عرضوها فى األجواء االحتفالية والمهرجانات ‪.‬‬

‫وفى المقارنة بين الفيل والفرس فى مضمار الحرب قالوا ‪ " :‬ويفضل الفيل الفرس‬
‫في الحرب أن الفيل يحمي الجماعة كلهم‪ ،‬ويقاتل ويرمي ويزج بالم ازريق‪ ،‬وله من الهول‬
‫(‪)3‬‬
‫ما ليس للفرس‪ ،‬وهو أحسن مطاوعة‪ ،‬وال يعرف بجماح وال طماح وال حران " ‪.‬‬

‫وتتميز الخيل بالذكاء والصبر واإلقدام " وكذلك الفيل فإنه يفهم الخطاب‪ ،‬ويمتثل‬
‫(‪)4‬‬
‫األمر والنهي على ما سبق وصفه كاإلنسان العاقل " ‪.‬‬

‫صحيح البخارى ‪،‬ج ‪، 3‬ص ‪. 193‬‬ ‫‪1‬‬

‫روح البيان ‪،‬إسماعيل حقى بن مصطفى اإلستانبولى أبو الفداء ت ‪ 1127‬هـ‪ ،‬دار الفكر –‬ ‫‪2‬‬

‫بيروت‪،‬ج ‪، 10‬ص ‪. 512‬‬


‫الحيوان للجاحظ ‪،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 111‬‬ ‫‪3‬‬

‫مسالك األبصار في ممالك األمصار‪ ،‬أحمد بن يحيى بن فضل هللا القرشي العدوي العمري‪ ،‬شهاب‬ ‫‪4‬‬

‫الدين ت ‪ 749‬هـ‪ ،‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1423‬هـ ‪،‬ج ‪ ،22‬ص ‪. 157‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫ويمتلك الفيل ذاكرة قوية حيث يتذكر األماكن ومواقع المياه ومسارات الهجرة على‬
‫مسافات طويلة‪ ،‬ولديه القدرة على حل المشاكل المعقدة‪ ،‬ويستخدم أدوات مثل األغصان‬
‫أو األحجار لمساعدته فى الحصول على الغذاء أو التواصل مع أفراد القطيع ‪.‬‬

‫" وال يدرى في الحيوانات أفهم من الفيل وال أقبل منه للتعليم‪ ،‬ومن خواصه أنه‬
‫ال ينظر إلى عورة اإلنسان‪ ،‬وتتنافس ملوك الهند في اقتناء الفيلة وتتغالى في أثمانها‬
‫وتحافظ عليها وتجلب إلى مرابطها عندهم صغا اًر فتنشأ على التأنس بالناس ويقاتلون‬
‫عليها؛ ألن الفيل الكبير يقاتل على ظهره اثنا عشر رجالً بالحجف والسيوف والدبابيس‬
‫الحديد‪ ،‬ويقف على رأس كل فيل رجل يسوقه بمخاطف‪ ،‬ويضرب على رأسه بخشبة‬
‫ويحمل بعضها على بعض فيمر األقوى على األضعف‪ ،‬ولها كرات ورجعات‪ ،‬كل ذلك‬
‫من أمر الفيلة مشهور في بالد الهند‪ .‬وقد عاين ذلك المسلمون في صدر اإلسالم وفي‬
‫حروب القادسية ‪ )1( " .‬ومن هنا بدأت معرفة العرب بالفيل تتأكد‪ ،‬وبدأ تأثيره فى معتقداتهم‬
‫وتراثهم الشعبى يتوثق‪.‬‬

‫ولعل أهم ما يتميز به الفيل عن غيره من الحيوانات هو ضخامة جسده وخرطومه‬


‫(‪)2‬‬
‫الطويل‪" ،‬والعرب تعظم شأنه وتعجب من صورته وخلقته وقوة وكثافة أركانه" ‪.‬‬

‫فهو يعد أكبر حيوان برى ثديى على اليابسة‪ ،‬ويتميز بالضخامة والثقل؛ حيث‬
‫يصل وزن الفيل البالغ إلى عدة أطنان‪ ،‬وهو معروف بقامته العالية ورقبته القصيرة وأذنيه‬

‫‪ 1‬الروض المعطار في خبر األقطار‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن عبد المنعم ِ‬
‫الحميرى ت‬
‫‪ 900‬هـ تحقبق‪ :‬إحسان عباس‪،‬مؤسسة ناصر للثقافة – بيروت ‪،‬الطبعة الثانية ‪ 1980‬م ‪،‬ج ‪1‬‬
‫ص ‪. 67‬‬
‫التفسير البسيط ‪،‬أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على الواحدى النيسابورى الشافعى ت‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 468‬هـ‪،‬تم تحقيقه فى عدة رسائل دكتوراه بجامعة اإلمام محمد بن سعود‪،‬الناشر‪ :‬عمادة البحث‬
‫العلمى ‪،‬الطبعة األولى ‪ 1430‬هـ ‪،‬ج ‪،24‬ص ‪. 322‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫الكبيرتين وعينيه الصغيرتين مقارنة بحجم جسمه‪ ،‬ويتميز جسمه بالسمك والمرونة‪،‬‬
‫ويغطيه فرو خشن وقوى ‪.‬‬

‫إن ضخامة جسم الفيل تعزز قوته وقدرته على التكيف مع بيئته‪ ،‬كما أنها تلعب‬
‫دور فى حمايته من األخطار والتهديدات التى تحيط به فى مجتمع الغابة الوحشى ‪.‬‬
‫ًا‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ورغم ضخامته وعظم خلقه إال أن العرب كانوا يزعمون هلعه من السنور‬

‫(‪)2‬‬
‫" وذهبوا إلى فزع الفيل من السنور ولم يروه يفزع مما هو أشد وأضخم " ‪.‬‬
‫ولعل هذا من المبالغات غير المعقولة التى وردت عن الفيل ‪.‬‬

‫ويدا‬
‫أنفا ً‬
‫وأهم ما يميزه شكال عن باقى الحيوانات هو خرطومه الطويل‪ ،‬الذى يعد ً‬
‫فى ٍّ‬
‫آن واحد؛ حيث يساعده على اإلمساك بطعامه وإدخاله فى شدقه الواسع‪ ،‬كما يستطيع‬
‫امتصاص قدر كبير من الماء سواء ليرتوى أم ليتحمم به‪ " .‬ولو لم يكن من أعاجيب‬
‫الفيل إال خرطومه الذي هو أنفه وهو يده‪ ،‬وبه يوصل الطعام والشراب إلى جوفه‪ ،‬وهو‬
‫شيء بين الغضروف واللحم والعصب‪ ،‬وبه يقاتل ويضرب‪ ،‬ومنه يصيح‪ ،‬وليس صياحه‬
‫في مقدار جرم بدنه‪ .‬ويضرب به األرض ويرفعه في السماء ويصرفه كيف شاء‪ ،‬وهو‬
‫مقتل من مقاتله‪ .‬والهند تربط في طرفه سيفا شديد المتن فيقاتل به‪ ،‬مع ما في ذلك من‬
‫(‪)3‬‬
‫كما يستخدمه فى التحية والتفاعل االجتماعى مع أفراد‬ ‫التهويل على من عاينه"‪.‬‬
‫قطيعه‪ ،‬واستشعار الروائح وتحديد مواقع المياه والغذاء‪ ،‬علما بأن وظيفته األساسية هى‬
‫التنفس عن طريق سحب الهواء إلى األنف ‪.‬‬

‫السَن ِان ُير" (لسان العرب البن منظور فصل السين المهملة)‪.‬‬
‫ق ِمْن ُه‪َ ،‬و َج ْم ُع ُه َّ‬ ‫"و ِ‬
‫السَّن ْوُر‪ِ :‬‬
‫الهُّر‪ُ ،‬م ْش َت ٌّ‬ ‫‪1‬‬

‫الحيوان للجاحظ ‪،‬ج ‪، 2‬ص ‪. 282‬‬ ‫‪2‬‬

‫المصدر االسابق ‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪. 71‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 109 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫أما عن صوت الفيل " فقد نقل عن العرب أنهم يقولون فى مثل صوت اإلنسان‬
‫من البهائم ‪ :‬رغا البعير‪ ،‬وجرجر وهدر وقبقب‪ ،‬وصهل الفرس وحمحم‪ ،‬وشهق الحمار‬
‫ونهق‪ ،‬وشحج البغل‪ ،‬وثغت الشاة ويعرت‪ ،‬وثأجت النعجة‪ ،‬وبغم الظبى ونزب‪ ،‬وزأر‬
‫(‪)1‬‬
‫فيسمى صوته بالنهيم ‪.‬‬ ‫األسد ونأت‪ ،‬ووعوع الذئب‪ ،‬ونهم الفيل "‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الفيل فى أساطير العرب ‪:‬‬

‫كثرت األقاويل والمعتقدات العربية العجائبية عن الفيل وأصله؛ فمنهم من قال إن‬
‫يابسا‪،‬‬
‫رطبا وال ً‬
‫الفيل أصله إنسان؛ " أما الفيل فكان رجال لوطيا ينكح البهائم‪ ،‬ال يدع ً‬
‫(‪)2‬‬
‫فمسخه هللا فيالً "‬

‫زاد المسير فى علم التفسير‪،‬جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن على الجوزى ت ‪ 597‬هـ‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪1‬‬

‫‪ :‬عبد الرازق المهدى ‪ ،‬دار الكتاب العربى – بيروت ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1422‬هـ‪ ،‬ج ‪،2‬ص ‪. 155‬‬
‫الهداية إلى بلوغ النهاية فى علم معانى القرآن وتفسيره وإحكامه وجمل من فنون علومه‬ ‫‪2‬‬

‫ألبى محمد مكى بن أبى طالب حموش بن محمد بن مختار القيسى القيروانى ثم األندلسى القرطبى‬
‫المالكى ت ‪ 437‬هـ‪ ،‬المحقق ‪ /‬مجموعة رسائل جامعية بكلية الدراسات العليا والبحث العلمى –‬
‫جامعة الشارقة بإشراف أ‪.‬د‪ .‬الشاهد البوشيخى‬
‫الطبعة األولى ‪ 2008‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 1824‬‬
‫وانظر ‪ :‬الجامع الكبير‪ ،‬لجالل الدين السيوطى ت ‪ 911‬هـ ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬مختار إبراهيم الهائج – عبد‬
‫الحميد محمد ندا – حسن عيسى عبد الظاهر ‪،‬الناشر ‪ :‬األزهر الشريف‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 2005،‬م‪،‬‬
‫ج ‪، 17‬ص ‪. 694‬‬
‫وانظر‪ :‬الدر المنثور لجالل الدين السيوطى ت ‪ 911‬هـ دار الفكر – بيروت ‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.249‬‬
‫وانظر ‪ :‬اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير لمحمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة ت‬
‫‪1403‬هـ ‪ ،‬مكتبة السنة‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪ ،‬ص ‪. 167‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫" ويذكر ابن بابويه القمى عن أبى الحسن أنه سئل عن الممسوخ‪ ،‬فقال ‪ :‬فأما‬
‫(‪)1‬‬
‫لوطيا " ‪.‬‬
‫ملكا زناء ً‬
‫الفيل فإنه مسخ؛ ألنه كان ً‬

‫ومنهم من ادعى أن الفيل أصله خنزير وبناء على هذا حرمه جمهور العلماء –‬
‫كما سيأتى فى موضع الحق – فعن عبد الرزاق بن همام قال ‪ " :‬أخبرنا َم ْع َمر َعمن‬
‫سمع الحسن يقول ‪ :‬الفيل خنزير ال يؤكل لحمه وال يشرب لبنه ‪ .‬أو قال ‪ :‬ال ُيحلب‬
‫(‪)2‬‬
‫ضرعه وال ُيجلب ظفره " ‪.‬‬

‫وفى ذلك وردت رواية عن سفينة نوح عليه السالم التى جمع فيها الحيوانات من‬
‫كل نوع اثنين فقد قيل ‪ " :‬قال الحواريون لعيسى بن مريم ‪ :‬لو بعثت لنا رجالً شهد السفينة‬
‫فحدثنا عنها‪ ،‬فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب‪ ،‬فأخذ ًّ‬
‫كفا من ذلك التراب‬
‫بكفه‪ ،‬قال ‪ :‬أتدرون ما هذا ؟ قالوا ‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪ ،‬قال ‪ :‬هذا كعب حام بن نوح ‪.‬‬
‫فضرب الكثيب بعصاه‪ ،‬قال ‪ :‬قم بإذن هللا فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب‪.‬‬
‫قال له عيسى ‪ :‬هكذا هلكت ؟ قال ‪ :‬ال ولكن مت وأنا شاب‪ ،‬ولكنى ظننت أنها الساعة‪،‬‬
‫فمن ثم شبت ‪ .‬قال ‪ :‬حدثنا عن سفينة نوح ‪ .‬قال ‪ :‬كان طولها ألف ذراع ومئتى ذراع‪،‬‬
‫وعرضها ست مائة ذراع‪ ،‬وكانت ثالث طبقات‪ ،‬فطبقة فيها الدواب والوحش‪ ،‬وطبقة فيها‬

‫إحسان إلهى ظهير الباكستانى ت ‪ 1407‬هـ ‪،‬الناشر ‪ :‬إدارة ترجمان‬ ‫الشيعة وأهل البيت‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪. 254‬‬ ‫السنة ‪،‬الهور – باكستان‬


‫ت ‪ 211‬هـ‬ ‫اليمانى الصنعانى‬ ‫المصنف‪ ،‬ألبى بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى‬ ‫‪2‬‬

‫تحقيق ‪ /‬حبيب الرحمن األعظمى ‪ ،‬الناشر ‪ :‬المجلس العلمى – الهند ‪ ،‬يطلب من ‪ :‬المكتب اإلسالمى‬
‫– بيروت‪،‬الطبعة الثانية ‪ 1403‬هـ ‪،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 534‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫اإلنس‪ ،‬وطبقة فيها الطير‪ .‬فلما كثر أرواث الدواب‪ ،‬أوحى هللا إلى نوح أن اغمز ذنب‬
‫(‪)1‬‬
‫الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة‪ ،‬فأقبال على الروث " ‪.‬‬

‫وفى رواية أخرى للقصة نفسها ‪ " :‬فعطس الفيل فخرج من منخره خنزيران ذكر‬
‫(‪)2‬‬
‫وأنثى‪ ،‬فأكال أذى أهل السفينة " ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وقد عدت هذه القصص من اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير ‪.‬‬

‫تفسير الطبرى (جامع البيان عن تأويل آى القرآن) لمحمد بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة‬ ‫الطبرى ت ‪ 310‬هـ ‪،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد هللا بن عبد المحسن التركى ‪،‬دار هجر للطباعة والنشر‬
‫األولى ‪ 2001‬م ‪،‬ج ‪، 12‬ص ‪. 395‬‬
‫وانظر ‪ :‬تفسير القرآن العظيم ألبى الفداء إسماعيل بن عمر بن كثيرت ‪ 774‬هـ‪ ،‬تحقيق‪ :‬سامى بن‬
‫محمد سالمة ‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1999 ،‬م ‪،‬ج ‪ ، 4‬ص ‪. 320‬‬
‫وانظر ‪ :‬تفسير البغوى (معالم التنزيل فى تفسير القرآن) ألبى محمد الحسين بن مسعود بن محمد‬
‫تحقيق ‪ :‬عبد الرزاق المهدى‪ ،‬دار إحياء التراث العربى –‬ ‫بن الفراء البغوى الشافعى ت ‪ 510‬هـ‬
‫بيروت الطبعة األولى ‪ 1420 ،‬هـ ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 448‬‬
‫وانظر ‪ :‬الدر المنثور لجالل الدين السيوطى ت ‪ 911‬هـ دار الفكر – بيروت ج ‪ ،4‬ص ‪. 420‬‬
‫تحقيق ‪ :‬غالم نبى التونسى ‪،‬طبعة عام‬ ‫وانظر ‪ :‬التفسير المظهرى لمحمد ثناء هللا المظهرى‬
‫‪ 1412‬هـ ‪ ،‬مكتبة الرشدية – باكستان‪ ،‬ج ‪ ، 5‬ص ‪. 85‬‬
‫وانظر ‪ :‬اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير ‪،‬لمحمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة‪،‬ت ‪1403‬‬
‫هـ مكتبة السنة ‪،‬الطبعة الرابعة ‪،‬ص ‪. 217‬‬
‫وانظر ‪ :‬األحاديث الضعيفة والموضوعة التى حكم عليها الحافظ ابن كثير فى تفسيره‪،‬ألبى عبد الرحمن‬
‫محمود بن محمد المالح ‪ ،‬الناشر ‪ :‬مكتبة العلوم والحكم ‪ ،‬المدينة المنورة – المملكة العربية السعودية‬
‫‪،‬الطبعة األولى ‪ 2010‬م‪ ،‬ص ‪. 213‬‬
‫الدر المنثور ‪ ،‬لجالل الدين السيوطى‪،‬دار الفكر – بيروت ‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪. 428‬‬ ‫‪2‬‬

‫انظر اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير ‪،‬د‪ .‬محمد بن محمد أبو شهبة ‪،‬مكتبة السنة‬ ‫‪3‬‬

‫الطبعة الرابعة ‪ 1408 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪. 216‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫(‪)1‬‬
‫" وتقول الهند‪ :‬إن لسان الفيل مقلوب‪ ،‬ولوال أنه مقلوب ثم لقن الكالم لتكلم " ‪.‬‬

‫والمراد أن كل حيوان على األرض ذو لسان فأصل لسانه إلى الداخل وطرفه إلى‬
‫الخارج‪ ،‬أما الفيل فإن طرف لسانه إلى الداخل وأصله إلى الخارج‪ ،‬وهذا معنى أن لسانه‬
‫مقلوب ‪.‬‬

‫" وقالوا‪ :‬ليس فى الحيوان ما لسانه مقلوب إال الفيل‪ ،‬وليس فى ذوات األربع ما‬
‫(‪)2‬‬
‫ثديه على صدره إال الفيل‪ ،‬وقالوا إن الفيل تضع لسبع سنين " ‪.‬‬

‫ومن المعتقدات الخرافية حول الفيل عمره الذى قيل فيه ‪ " :‬ويعمر الفيل بأرض‬
‫(‪)3‬‬
‫نحوا من أربعمائة عام‪ ،‬وال ينتهى عمره فى سائر مواضعه إلى هذا " ‪.‬‬
‫الزنج ً‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬الفيل فى أشعار العرب ‪:‬‬

‫ألشعار الفخر التى تعرضها الباحثة هنا مذاق خاص‪ ،‬مذاق يجعل وصفها‬
‫بالشعبية أم ار طبيعيا‪ ،‬إن لم يكن ضروريا‪ ،‬ففى بعضها مبالغة تخرج بها عن حد المعقول‪،‬‬
‫وفى بعضها اآلخر غرابة غير معهودة فى هذا الغرض من أغراض الشعر‪ ،‬الذى يستلزم‬
‫أن يكون الشاعر دقيقا كل الدقة‪ ،‬وهو ينتقى ما يفخر به حتى يعلى من شأنه‪ ،‬ويخلد‬
‫ذكراه ‪.‬‬

‫الحيوان للجاحظ ‪،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 62‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية ‪ ،‬لعبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد هللا البغدادى‬ ‫‪2‬‬

‫التميمى األسفرايينى أبو منصور (المتوفى ‪ 429‬هـ) دار اآلفاق الجديدة – بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪ 1977‬م ‪ ،‬ص ‪. 297‬‬
‫المسالك والممالك ‪ ،‬أبو عبيد عبد هللا بن عبد العزيز بن محمد البكرى األندلسى ت ‪ 487‬هـ‬ ‫‪3‬‬

‫دار الغرب اإلسالمى ‪ 1992 ،‬م ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ص ‪. 322‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫فمن أمثلة المبالغة والتهويل ما يرويه الجاحظ من شعر هارون مولى األزد‪ ،‬ذلك‬
‫الشاعر المحارب الذى تخصص خالل فتوح المسلمين لبالد فارس‪ ،‬تخصص فى منازلة‬
‫األفيال وهزيمتها‪ ،‬وكتب العديد من قصائده يفخر بذلك ‪.‬‬

‫ففى إحداها يذكر أنه استعان بالحيلة فى هزيمة ذلك الفيل المدرب على القتال‬
‫بسيف يمسكه بخرطومه‪ ،‬فلقد خبأ له تحت ثيابه ه ار – وهو يعلم أن الفيل يخاف الهر‬
‫خوفا شديدا – فلما اقترب منه‪ ،‬رمى بالهر فى وجهه‪ " ،‬فأدبر هاربا وتساقط كل من كان‬
‫(‪)1‬‬
‫فوقه‪ ،‬وكبر المسلمون‪ ،‬وكان ذلك سبب الهزيمة "‪.‬‬

‫قال هارون بعد وصف الفيل ‪:‬‬

‫للزندبيل‪...‬‬ ‫التهيب‬ ‫قليل‬ ‫وقد كنت أعددت ه ار له‬


‫ج أتانا اإلله بفتح جميل‪...‬‬ ‫فلما أحس به فى العجا‬
‫بقلب نجيب وجسم نبيل‪...‬‬ ‫فياله‬ ‫وراغم‬ ‫‪..‬‬ ‫فطار‬
‫(‪)2‬‬
‫الفيول‬ ‫ورب‬ ‫األنام‬ ‫إله‬ ‫وحده‬ ‫خالقه‬ ‫فسبحان‬

‫وفى قصيدة أخرى‪ ،‬يذكر هارون أنه أبى إال أن يصارع الفيل رجال لرجل !‬
‫فصارعه واقتلع نابيه من أصلهما‪ ،‬وأدبر الفيل‪ ،‬وصار القرنان فى يديه‪ ،‬وغنم المسلمون‬
‫غنائم كثيرة‪ ،‬يقول هارون ‪:‬‬

‫بحسام‬ ‫خرطومه‬ ‫وصلوا‬ ‫وقد‬ ‫متمهال‬ ‫وادعا‬ ‫إليه‬ ‫مشيت‬


‫هذام‬ ‫الحديد‬ ‫ماء‬ ‫من‬ ‫بأبيض‬ ‫فقلت لنفسى ‪ :‬إنه الفيل ضارب‬
‫عبام‬ ‫الفؤاد‬ ‫منخوب‬ ‫كل‬ ‫لدى‬ ‫واضح‬ ‫فعذرك‬ ‫عنه‬ ‫تنكلى‬ ‫فإن‬
‫لزام‬ ‫أى‬ ‫الزمت‬ ‫هوى‬ ‫فلما‬ ‫فناهشته ‪ ..‬حتى لصقت بصدره‬

‫الحيوان للجاحظ ‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص ‪. 48‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق ج ‪ ،7‬ص ‪ ، 47‬وانظر ج‪، 7‬ص ‪. 70 – 69‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫محام‬ ‫كل‬ ‫عادات‬ ‫من‬ ‫وذلك‬ ‫لبانه‬ ‫أريد‬ ‫بقرنيه‬ ‫وعذت‬


‫(‪)1‬‬
‫وشمام‬ ‫يذبل‬ ‫بقرنى‬ ‫وأبت‬ ‫مخضرم‬ ‫صوت‬ ‫وهجيراه‬ ‫فجال‬
‫وفى باب االعتذار ذكر كعب بن زهير الفيل قائال ‪:‬‬

‫والعذر عند رسول هللا مقبول‪...‬‬ ‫فقد أتيت رسول هللا معتذ ار‬
‫وتفصيل‪...‬‬ ‫مواعيظ‬ ‫فيها‬ ‫ــقرآن‬ ‫مهال هداك الذى أعطاك نافلة ال ـ‬
‫أجرم ولو كثرت عنى األقاويل‪...‬‬ ‫ال تأخذنى بأقوال الوشاة ولم‬
‫أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل‪...‬‬ ‫لقد أقوم مقاما لو يقوم له‬
‫(‪)2‬‬
‫عند الرسول بإذن هللا تنويل‬ ‫لظل يرعد إال أن يكون له‬

‫حيث يصور كعب شدة خوفه من وعيد رسول هللا ﷺ حتى إن الفيل عظيم الجثة‬
‫نفسه ليرتعد من هيبة النبى الكريم وعظمته‪ ،‬حتى يعفو عنه عليه أفضل الصالة والسالم‪،‬‬
‫فيهدأ ويرتاح وتطمئن نفسه‪.‬‬

‫قال البحترى يهجو ‪:‬‬

‫عجابا‬ ‫أم ار‬ ‫أروا‬ ‫لهم‬ ‫وحق‬ ‫رأونا‬ ‫إذ‬ ‫مكة‬ ‫أهل‬ ‫تعجب‬
‫(‪)3‬‬
‫وكي ـ ـف يع ـ ـادل الف ـ ـي ـل الذبـ ـاب ـا‬ ‫ذباب‬ ‫يعادله‬ ‫فيال‬ ‫أروا‬

‫الحيوان للجاحظ ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪( 69‬الهذام ‪ :‬القاطع ‪ ،‬تنكلى ‪ :‬تجبنى ‪ ،‬منخوب الفؤاد ‪ :‬الجبان‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬العبام ‪ :‬األحمق ‪ ،‬هوى ‪ :‬أى الفيل ‪ ،‬بقرنيه يعنى نابيه ‪ ،‬لبانه ‪ :‬صدره ‪ ،‬المخضرم ‪ :‬المقطوع‬
‫نصف أذنه ‪ ،‬يذبل وشمام ‪ :‬جبالن) ‪.‬‬
‫المستدرك على الصحيحين ألبى عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن حمدويه بن نعيم‬ ‫‪2‬‬

‫بن الحكم الضبى الطهمانى النيسابورى المعروف بابن البيع (المتوفى ‪ 405‬هـ) تحقيق ‪ /‬مصطفى‬
‫عبد القادر عطا ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪،‬الطبعة األولى ‪ 1411‬هـ ‪1990 -‬م ‪،‬ج ‪ ، 3‬ص‬
‫‪. 670‬‬
‫ديوان البحترى‪،‬تحقيق ‪ /‬حسن كامل الصيرفى ‪ ،‬دار المعارف ‪ 1978 ،‬م ‪،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 327‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫وقال ابن الرومى يهجو القاسم بن عبيد هللا وكاتبه عمرو النصرانى ‪:‬‬

‫بخرطومه المقبوح ال وجهه النضر‬ ‫دعوا الفيل ذا الخرطوم يفرح ساعة‬


‫وصيحة إسرافيل فى صيحة النشر‬ ‫ومنك ار‬ ‫نكي ار‬ ‫يذكرنا‬ ‫دعوه‬
‫هو العوذة الكبرى المنوطة فى النحر‬ ‫إنه‬ ‫العين‬ ‫من‬ ‫يعوذنا‬ ‫دعوه‬
‫(‪)1‬‬
‫من الن َزه المغفول عنهن فى القفر‬ ‫إنه‬ ‫فيه‬ ‫لحظنا‬ ‫نردد‬ ‫دعوه‬

‫وقال من قصيدة فى الهجاء يصف أنف المهجو ‪:‬‬

‫المعطس‬ ‫للجبين‬ ‫ـ ـ ــهك‬ ‫بوج ـ ـ ـ‬ ‫كبا‬ ‫نهضت‬ ‫وإذا‬


‫يعكس‬ ‫لرأسك‬ ‫أبدا‬ ‫لعظمه‬ ‫منك‬ ‫فاألنف‬
‫تفرس‬ ‫التراب‬ ‫فى‬ ‫ـ ـ ــك‬ ‫أنـ ـ ـ ـ‬ ‫الناس‬ ‫يظن‬ ‫حتى‬
‫المتنطس‬ ‫الفتى‬ ‫قال‬ ‫بالذى‬ ‫أجدر‬ ‫وألنت‬
‫(‪)2‬‬
‫أف ـطــس‬ ‫ع ــندك‬ ‫فالفـ ــيل‬ ‫هكذا‬ ‫أنفك‬ ‫كان‬ ‫إن‬

‫وقال فى وصف قوة الفيل وضخامته ‪:‬‬

‫زحم‬
‫ْ‬ ‫يهد بركنيه الجبال إذا‬ ‫موثقا‬ ‫عظيما‬ ‫جثمانا‬ ‫يقلِّب‬
‫غنم‬
‫ْ‬ ‫ومشتبهات ما أصاب بها‬ ‫أمره‬ ‫يطاوع‬ ‫بخرطوم‬ ‫ويسطو‬
‫(‪)3‬‬
‫إذا أعمل النابين فى البأس أو صدم‬ ‫بأسا يقوم لبأسه‬
‫ً‬ ‫ولست ترى‬

‫ديوان ابن الرومى ‪ ،‬شرح أحمد حسن بسج ‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ‪ ،‬الطبعة الثالثة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2002‬م ‪،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 48‬‬


‫ديوان ابن الرومى ‪،‬شرح أحمد حسن بسج ‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪. 206‬‬ ‫‪2‬‬

‫نهاية األرب فى فنون األدب‪،‬أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي التيمي البكري‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫شهاب الدين النويري (المتوفى‪733 :‬هـ)‪ ،‬دار الكتب والوثائق القومية‪ ،‬القاهرة ‪ 1423،‬هـ ‪،‬ج ‪،9‬‬
‫ص ‪. 311‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫يقول أبو حيان األندلسى فى الفيل ‪:‬‬

‫ففيحاء يعلوها عديد من الرجل‬ ‫سراته‬ ‫الطود أما‬ ‫مثل‬ ‫وأدكن‬


‫ٍّ‬
‫حديد ال يخرق بالنبل‬ ‫صفيح‬ ‫إهابه‬ ‫كأن‬ ‫عظمى‬ ‫جثة‬ ‫له‬
‫ُ‬
‫ثم يصف حدة بصره وقوته وكيف يهز األرض فتميد بأهلها كأن بها الزلزال ‪.‬‬
‫والفيل سفينة البر له خرطوم يقوم مقام اليد فى األخذ والرمى واألكل‪ ،‬ويلعب باألسياف‬
‫كأنها مخاريق باأليدى‪ ،‬ويخر ساجدا للسلطان حتى كأنه إنسان يحس ويشعر‪ ،‬يقول ‪:‬‬

‫صل‬
‫الع ْ‬
‫غرز بأنيابه ُ‬
‫ًا‬ ‫له خدمة‬ ‫إذا ما رأى السلطان قد خر باركا‬
‫يكاد يبارى فى الذكاء ذوى العقل‬ ‫ذكى أخو فهم على عظم جسمه‬
‫ٌّ‬
‫سرت روح أرساطو لجثمانه العبل‬ ‫فلو صح قول بالتناسخ قلت قد‬
‫دهر فى بياب وفى أهل‬ ‫توحش ًا‬ ‫بعدما‬ ‫تأنس‬ ‫قد‬ ‫بالد‬ ‫غريب‬
‫(‪)1‬‬
‫فال فرق إال بالتكثر والقل‬ ‫تعالى الذى أنشاه شكل بعوضة‬

‫وقد ألغز بعضهم فى الفيل بقوله ‪:‬‬

‫اإلله‬ ‫تعالى‬ ‫أربع‬ ‫ذو‬ ‫وهو‬ ‫ما اسم شىء تركيبه فى ثالث‬
‫يرعاه‬ ‫جوعه‬ ‫عند‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫نبات‬ ‫منه‬ ‫والقلب‬ ‫حيوان‬
‫ثلثاه‬ ‫لى‬ ‫يصير‬ ‫عكسوه‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫ولكن‬ ‫تصحيفه‬ ‫فيك‬

‫تحقيق د‪ .‬أحمد مطلوب – د‪ .‬خديجة الحديثى الطبعة األولى مطبعة‬ ‫ديوان أبى حيان األندلسى‬ ‫‪1‬‬

‫العانى ‪ -‬بغداد ‪ 1969‬م ‪ ،‬ص ‪. 80 – 79‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫(‪)1‬‬
‫فأجاب بعضهم ‪ :‬بأن قلب فيل ليف ‪.‬‬

‫يقول الشاعر إن اللفظ يتكون من ثالثة أحرف وهو حيوان يمشى على أربع‪ ،‬وإذا‬
‫قلبنا حروفه صار نباتا (ليف)‪ ،‬وإذا تم تصحيف لفظه تحول إلى (فيك) فتقلب الالم كافا‪،‬‬
‫وإذا تم عكس حروفه صار حرفا الالم والياء (لى) ثلثاه ‪.‬‬

‫يقول أحد الشعراء المخمورين ‪:‬‬

‫نعله‪...‬‬ ‫السكران‬ ‫يأكل‬ ‫حتى‬ ‫السكر‬ ‫يلذ‬ ‫ال‬


‫(‪)2‬‬
‫نملة‬ ‫الفيل‬ ‫ويظن‬ ‫فيال‬ ‫القطة‬ ‫ويرى‬

‫وفى هذين البيتين تصوير لتلك اللذة والنشوة المزعومة التى يشعر بها شارب‬
‫الخمر‪ ،‬فال يكون واعيا ومدركا لما يفعله حتى لو أكل نعله‪ ،‬وهو تصرف يستحيل حدوثه‬
‫من اإلنسان العاقل المسئول عن تصرفاته ‪ .‬وهو من فرط ذهوله وغياب عقله تنعكس‬
‫لديه الرؤى وتنقلب المقاييس‪ ،‬فيرى القطة بحجم الفيل‪ ،‬وإذا رأى الفيل ظنه نملة؛ لهذا‬
‫حرم هللا الخمر وسميت (أم الخبائث) ‪.‬‬

‫تحفة الحبيب على شرح الخطيب = حاشية البجيرمى على الخطيب لسليمان بن محمد بن عمر‬ ‫‪1‬‬

‫البجيبرمى المصرى الشافعى (المتوفى ‪ 1221 :‬هـ) ‪ ،‬دار الفكر ‪ 1415‬هـ ‪ 1995 -‬م ‪ ،‬ج ‪،4‬‬
‫ص ‪. 308‬‬
‫مناظرة بين اإلسالم والنصرانية ‪ ،‬لمناقشة العقيدة الدينية بين مجموعة من رجال الفكر من الديانتين‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسالمية والنصرانية ‪ ،‬مثل الجانب اإلسالمى فى المناظرة كل من الشيخ الدكتور محمد جميل غازى‬
‫واألستاذ إبراهيم خليل أحمد واللواء المهندس أحمد عبد الوهاب‬
‫الناشر ‪ :‬الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد – الرياض – المملكة‬
‫العربية السعودية ‪ -‬الطبعة الثانية ‪ 1413 ،‬هـ ‪ 1992 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 426‬‬
‫‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫ولم يفت الشعراء أن يتحدثوا عن حادثة الفيل؛ فقد قال عبد هللا بن عمرو بن‬
‫مخزوم‪ ،‬فى قصة أصحاب الفيل ‪:‬‬

‫أنت حبست الفيل بالمغمس‬ ‫أنت الجليل ربنا لم تدنس‬


‫حبسته فى هيئة المكركس‬ ‫من بعد ما هم بشر ملبس‬

‫وما لهم من فرج ومنفس‬

‫(‪)1‬‬
‫والمكركس ‪ :‬المنكوس المطروح ‪.‬‬

‫َقال الش ِّ‬


‫اع ُر ‪:‬‬ ‫َ‬
‫صوت ِّف ٍّ‬ ‫كأَن ِّفيه‬ ‫ف و ْجهي َع ْن أ ِّ‬
‫َص ِّر ُ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫يل َم ْن ُحور‬ ‫َ‬ ‫َجيج التنور‬ ‫أْ‬
‫َقال الش ِّ‬
‫اع ُر ‪:‬‬ ‫َ‬
‫(‪)3‬‬ ‫اجل َقومي ِّمن جديد الَق ِّ‬
‫ماقم‬ ‫ِّ‬ ‫اجلُنا ِّم ْن َع ْ‬
‫ظ ِّم ِّف ٍّ‬ ‫مر ِّ‬
‫ْ َ‬ ‫َم َر ُ‬ ‫يل‪َ ،‬وَل ْم تَ ُك ْن‬ ‫ََ‬
‫والمرجل هو المشط ‪.‬‬

‫وقال آخر ‪:‬‬

‫عن الشكاية فى قريضى‬ ‫إن كنت أشكو من يدق‬

‫الجامع ألحكام القرآن (تفسير القرطبى) ألبى عبد هللا محمد بن أحمد بن أبى بكر بن فرح األنصارى‬ ‫‪1‬‬

‫الخزرجى شمس الدين القرطبى (المتوفى ‪671‬هـ) تحقيق ‪ /‬أحمد البردونى وإبراهيم أطفيش – دار‬
‫الكتب المصرية ‪ -‬القاهرة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1384‬هـ ‪ 1964 -‬م ‪ ،‬ج ‪، 20‬ص ‪.196‬‬
‫ت ‪ 458‬هـ ‪ ،‬تحقيق ‪/‬‬ ‫المحكم والمحيط األعظم ‪ ،‬أبو الحسن على بن إسماعيل بن سيده‬ ‫‪2‬‬

‫عبد الحميد هنداوى ‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪ 2000 ،‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 473‬‬
‫لسان العرب البن منظور‪ ،‬فصل الميم ‪ ،‬ج ‪ ، 11‬ص ‪. 623‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫(‪)1‬‬
‫فالفيل يضجر وهو أعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــظم ما رأيت من البعوض‬

‫والفيل يوصف بالفقم‪ ،‬واألفقم هو من كانت ثناياه العليا إلى الخارج‪ ،‬فال تقع على‬
‫السفلى‪ ،‬قال األعرابي ‪:‬‬

‫أعلم‬ ‫فيما‬ ‫أخدع‬ ‫أكن‬ ‫ولم‬ ‫المعمم‬ ‫أصحبي‬ ‫قادني‬ ‫قد‬


‫وترجموا‬ ‫لنا‬ ‫الفيل‬ ‫وأدني‬ ‫إذ صفق الباب العريض األعظم‬
‫المحزم‬ ‫منه‬ ‫تم‬ ‫قد‬ ‫خبعثن‬ ‫مرجم‬ ‫فيل‬ ‫الفيل‬ ‫إن‬ ‫وقيل‬
‫تحطم‬ ‫ثقاال‬ ‫أرحاء‬ ‫يجر‬ ‫أجرد أعلى الجسم منه أصحم‬
‫أفقم‬ ‫يمد‬ ‫حين‬ ‫وحنك‬ ‫وتهشم‬ ‫قرضها‬ ‫من‬ ‫تحتها‬ ‫ما‬
‫يطعم‬ ‫حين‬ ‫الجوف‬ ‫في‬ ‫يرده‬ ‫سرطم‬ ‫يمد‬ ‫حين‬ ‫ومشفر‬
‫أظلم‬ ‫ال‬ ‫جاهدا‬ ‫نفسي‬ ‫نجيت‬ ‫لو كان عندي سبب أو سلم‬

‫وقال آخر‪:‬‬

‫محمول‬ ‫يركبه‬ ‫الذي‬ ‫إن‬ ‫من يركب الفيل فهذا الفيل‬


‫يجول‬ ‫أنه‬ ‫إال‬ ‫كالطود‬ ‫على تهاويل لها تهويل‬

‫(‪)2‬‬
‫وأذن كأنها منديل‬

‫" قال أبو عثمان‪ :‬خرجت يوم عيد‪ ،‬فلما صرت بعيسا باذ إذا أنا بتل مجلل بقطوع‬
‫ومقطعات ‪ ،‬وإذا رجال جلوس‪ ،‬عليهم أسلحتهم فسألت بعض من يشهد العيد‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما‬
‫بال هذه المسلحة في هذا المكان‪ ،‬وقد أحاط الناس بذلك التل ؟ فقال لي‪ :‬هذا الفيل!‬

‫التمثيل والمحاضرة عبد الملك بن محمد أبو منصور الثعالبى ت ‪ 429‬هـ تحقيق ‪ :‬عبد الفتاح‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الحلو‪ ،‬الدار العربية للكتاب‪،‬الطبعة الثانية‪ 1981 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 333‬‬
‫الحيوان للجاحظ ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 105‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫فقصدت نحوه وما لي هم إال النظر إلى أذنيه‪ ،‬فرجعت عنه بعد طول تأمل‪ ،‬وأنا أتوهم‬
‫عامة أعضائه بل جميع أعضائه إال أذنيه‪ ،‬وما كانت لي في ذلك علة إال شغل قلبي‬
‫بكل شيء هجمت عليه منه‪ ،‬وكله كان شاغال لي عن أذنه التي إليها كان قصدي‪،‬‬
‫فذاكرت في ذلك سهل بن هارون‪ ،‬فذكر لي أنه ابتلي بمثلها‪ ،‬وأنشدني في ذلك بيتين من‬
‫شعره‪ ،‬وهما قوله‪:‬‬

‫ألبصر أذنه ويطول فكري‬ ‫أتيت الفيل محتسبا بقصدي‬

‫(‪)1‬‬
‫يقرب بين نسياني وذكري‬ ‫فلم أر أذنه ورأيت خلقـ ـ ـ ــا‬

‫" وأنشدوا في تعظيم شأن الفيل وصحة نظره وجودة تحديقه وتأمله‪ ،‬وسكون طرفه‪،‬‬
‫والشعر لبعض المتكلمين ‪:‬‬

‫ظننت بأن الفيل يلزمه الفرض‬ ‫إذا ما رأيت الفيل ينظر قاصدا‬

‫(‪)2‬‬
‫وقد قيل إن الشعر لسهل بن هارون " ‪.‬‬

‫وقال ابن طباطبا فى وصف الفيل ‪:‬‬

‫ِّ‬
‫اإلنسى‬ ‫فطنة‬ ‫فى‬ ‫بهيمة‬ ‫وحشى‬ ‫آنس‬ ‫بفيل‬ ‫أعجب‬
‫الخفى‬ ‫رمزه‬ ‫معانى‬ ‫غيب‬ ‫الهندى‬ ‫سائسه‬ ‫عن‬ ‫يفهم‬
‫المطى‬ ‫ركب‬ ‫مشى‬ ‫لين‬ ‫عن‬ ‫السوى‬ ‫خلقه‬ ‫فى‬ ‫منزه‬
‫فى مثل ردف الجمطل البختى‬ ‫ثورى‬ ‫مطول‬ ‫ذنب‬ ‫ذى‬
‫المنهى‬ ‫كالمزدجر‬ ‫يطوف‬ ‫منخفض الصوت طويل العى‬

‫‪ ،‬ص ‪. 121‬‬ ‫الحيوان للجاحظ ‪ ،‬ج ‪7‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 123‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫خنزيرى‬ ‫منه‬ ‫وجه‬ ‫قبح‬ ‫فى‬ ‫شادنى‬ ‫منه‬ ‫بطرف‬ ‫يرنو‬


‫بحرى‬ ‫سمك‬ ‫من‬ ‫فما‬
‫ً‬ ‫حكى‬ ‫التركى‬ ‫كجعبة‬ ‫خرطومه‬
‫القرى‬ ‫إلى‬ ‫تهوى‬ ‫إذ‬ ‫كالدلو‬ ‫هوى‬ ‫ذا‬ ‫فيه‬ ‫فى‬ ‫تبصره‬
‫المخشى‬ ‫هولهما‬ ‫فى‬ ‫ناباه‬ ‫مطوى‬ ‫مصهرج‬ ‫فى‬ ‫يصب‬
‫الفضى‬ ‫صبغهما‬ ‫فى‬ ‫أذناه‬ ‫طورى‬ ‫ناطح‬ ‫قرنى‬ ‫كمثل‬
‫رقى‬ ‫ذو‬ ‫عليه‬ ‫سائسه‬ ‫ذمى‬ ‫ولدى‬ ‫كطيلسانى‬
‫المأبى‬ ‫أمره‬ ‫فى‬ ‫يطيعه‬ ‫كرسى‬ ‫على‬ ‫منه‬ ‫منتصب‬

‫(‪)1‬‬
‫كطاعة القرقور للنوتى‬

‫وقال مروان بن محمد (أبو الشمقمق) ‪:‬‬

‫ف ـ ـبـ ـ ــارك هللا لى فى رؤية الفيل‬ ‫يا قوم إنى رأيت الفيل بعدكم‬

‫(‪)2‬‬
‫شيئا فى السراويل‬
‫فكدت أصنع ً‬ ‫رأيت بيتا له شىء يحركـ ـ ــه‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الفيل فى تفسير األحالم ‪:‬‬

‫تعد رؤية الفيل فى المنام من الرؤى التى ذكر بها العديد من التفسيرات‬
‫واالجتهادات من قبل الكثير من العلماء المتخصصين فى علم تفسير األحالم‪ ،‬وفيما يلى‬
‫استعراض لبعض تلك التفسيرات التى ذكرها المعبرون ‪:‬‬

‫قال ابن سيرين ‪ " :‬الفيل مختلف فيه‪ ،‬فمنهم من قال ‪ :‬إنه ملك ضخم‪ ،‬ومنهم‬
‫من قال ‪ :‬رجل ملعون؛ ألنه من الممسوخ ‪.‬‬

‫نهاية األرب فى فنون األدب ‪ ،‬للنويرى ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 309‬‬ ‫‪1‬‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 106‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫وحكى ‪ :‬أن رجالً أتى ابن سيرين‪ ،‬فقال ‪ :‬رأيت كأننى على فيل ‪ .‬فقال ابن‬
‫سيرين ‪ :‬الفيل ليس من مراكب المسلمين‪ ،‬أخاف أنك على غير اإلسالم ‪ .‬وقيل ‪ :‬إنه‬
‫شىء مشهور عظيم‪ ،‬ال نفع فيه؛ فإنه ال يؤكل لحمه وال يحلب ‪.‬‬

‫وقال بعضهم ِّ‬


‫من رأى فيالً ولم يركبه نال في نفسه نقصاناً وفي ماله خسراناً فإن‬
‫يصلح لقي‬
‫ِّ‬ ‫ركبه نال ملكاً ضخماَ شحيحاً ويغلبه إن كان يصلح للسلطان فإن لم يكن‬
‫حرابا ولم ينصر؛ ألن راكبه أبداً في كيد فلذلك ال ينصر؛ لقوله تعالى {ألم تر كيف َف َع َل‬
‫الفيل} وربما ِّقتل فيها فإن ركبه بسرج وهو يطيعه تزوج بابنة رجل ضخم‬ ‫ربك بأَصحاب ِّ‬
‫َ َ ْ َ‬
‫أعجمي‪ ،‬وإن كان تاج اًر عظمت تجارته‪ ،‬فإن ركبه نها اًر فإنه يطلق امرأته ويصيبه سوء‬ ‫َ‬
‫بسببها‪ِّ ،‬‬
‫ومن رعى فيوال فإنه يواخى ملوك العجم فينقادون بقدر طاعته‪ ،‬فإن رأى أنه‬
‫يجلب فيالً فإنه يمكر بملك ضخم وينال منه ماالً حالالً‪ ،‬وروث الفيل مال الملك ‪.‬‬
‫ومن رأى فيالً مقتوالً في بلده فإنه يموت ملك تلك البلدة أو رجل من عظمائها ‪.‬‬
‫ومن رأى كأن الفيل يتهدده أو يريده فإن ذلك مرض‪ ،‬وإن رأى كأنه ألقاه تحته‬
‫ووقع فوقه دل على موت صاحب الرؤيا‪ ،‬فإن لم يلقه تحته فإنه يصير إلى شدائد وينجو‬
‫منها فقد قيل أن الفيل حيوان ملك الجحيم‪ ،‬وأما للمرأة فليس بدليل خير كيفما رأته‪ ،‬وقيل‬
‫من رأى كأنه يكلم الفيل نال من الملك خي اًر‪ ،‬فإن رأى أنه تبعه الفيل ركضا نال مضرة‬
‫من ملك‪ ،‬ومن ضربه الفيل بخرطومه أصاب ثروة‪ ،‬وقيل ان رؤية الفيل في غير بالد‬
‫الهند شدة وفزع وفي بالد النوبة ملك‪ ،‬واقتتال الفيلين اقتتال ملكين‪ ،‬وأكثر ما يدل الفيل‬
‫على السلطان األعجمي وربما دل على المرأة الضخمة والسفينة الكبيرة‪ ،‬ويدل أيضاً على‬
‫الدمار والدائرة لما نزل بالدين قدموا بالفيل إلى الكعبة من طير أبابيل وحجارة من سجيل‪،‬‬
‫وربما دل على المنية‪ ،‬وركوبه يدل على التزويج لمن كان عزباً‪ ،‬أو ركوب سفينة أو‬

‫‪- 123 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫محمل إن كان مساف ار وإال ظفر بسلطان أو تمكن من ملك إال أن يكون في حرب فإنه‬
‫مغلوب مقتول ‪.‬‬
‫ومن رأى الفيل خارجاً من مدينة وكان ملكها مريضاً مات وإال سافر منها وعزل‬
‫عنها أو سافرت سفينة كانت فيها إن كانت بلدة بحر إال أن تكون ورباء أو فناء أو شدة‬
‫(‪)1‬‬
‫فإنها تذهب عنهم بذهاب الفيل عنهم " ‪.‬‬
‫والمالحظ هنا أن بعض هذه التفاسير التى وردت مبنية على معتقدات تقدم ذكرها‬
‫ممسوخا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ملعونا‬
‫ً‬ ‫فى مبحث "الفيل فى أساطير العرب" مثل كونه رجال‬
‫(‪)2‬‬
‫"ومن ق أر سورة الفيل نصر على األعداء وجرى على يديه فتوح في اإلسالم"‪.‬‬

‫وروى عن محمد بن سيرين ً‬


‫أيضا أنه " سئل عن الفيل فى النوم‪ ،‬فقال ‪ :‬أمر‬
‫(‪)3‬‬
‫جسيم‪ ،‬قليل المنفعة " ‪.‬‬

‫وفى التفسيرات الغربية لرؤية الفيل فى المنام ‪ " :‬إذا حلمت بركوب الفيل فإن‬
‫هذا يدل على أنك ستمتلك ثروة من أقوى الثروات مالياً‪ ،‬وسترتدي درجات الشرف بكبرياء‪.‬‬
‫ستتحكم في كل اتجاهات شؤون عملك‪ ،‬وستكون كلمتك قانوناً في المنزل‪.‬‬

‫إذا شاهدت أفياالً كثيرة فإن هذا يدل على نجاح هائل‪ ،‬أما إذا كان فيالً واحداً‬
‫فإنه يدل على أنك ستعيش بطريقة ضئيلة ولكنها قوية‪.‬‬

‫تفسير األحالم = منتخب الكالم في تفسير األحالم (مطبوع بهامش تعطير األنام في تعبير المنام‬ ‫‪1‬‬

‫للنابلسي) لمحمد بن سيرين (المتوفى‪110 :‬هـ) ‪ -‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي‬
‫ج ‪ ، 1‬ص ‪ 366‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫وأوالد ‪ 1940 - 1359 -‬م‬
‫تفسير األحالم البن سيرين ج ‪ ، 1‬ص ‪( 74‬باب تأويل سور القرآن)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫كتاب الرؤيا ‪ ،‬لحمود بن عبد هللا بن حمود بن عبد الرحمن التويجرى (المتوفى ‪ 1413‬هـ) دار‬ ‫‪3‬‬

‫اللواء – الطبعة األولى ‪ 1412‬هـ ‪،‬ص‪.161‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫إذا حلمت بأنك تطعم فيالً فإن هذا يدل على أنك سترفع نفسك في مجتمعك‬
‫(‪)1‬‬
‫وذلك بلطفك مع الذين يشغلون مراكز أدنى منك " ‪.‬‬

‫وقيل ‪ " :‬تدل رؤية خرطوم الفيل في الحلم على أيام صعبة بالنسبة لك يحيط‬
‫(‪)2‬‬
‫بك األعداء والشدائد فيها " ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬الفيل فى النوادر والحكايات الشعبية ‪:‬‬

‫كان الكثير من الحكايات الشعبية العربية يتعلق بعالم الحيوان‪ ،‬وهو أمر طبيعى‬
‫لما تميز به العقل العربى من ثراء والخيال العربى من سعة‪ ،‬ولما تميزت به حياة العرب‬
‫من بيئة صحراوية موحشة‪ ،‬تزخر بالعديد من الحيوانات؛ سواء األليفة الوديعة أم الوحشية‬
‫المفترسة ‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال فقد لعبت الحيوانات الضخمة دو ار فى ذلك فأنطقها الخيال العربى‬
‫وأسبغ عليها صفات إنسانية‪ ،‬وفى بعض األحيان أزال ما بين تلك الحيوانات وبين اإلنسان‬
‫من حواجز صنعتها الطبيعة‪ ،‬وحالت بين تواصلهما فى العالم الواقعى ‪ .‬وفيما يلى أمثلة‬
‫على تلك الحكايات الشعبية التى اتخذت الفيل بطال رئيسا لها ‪:‬‬

‫اح ِّد ْب ُن َب ْك ٍّر‪ ،‬أَن أ ََبا َع ْب ِّد َّللاِّ اْلَق َالِّن ِّسي‪،‬‬ ‫" حدثََنا محم ُد بن اْلحسي ِّن‪ ،‬ثنا عب ُد اْلو ِّ‬
‫َْ َ‬ ‫ُ َ ُْ َُْ‬ ‫َ‬
‫الر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ض ِّسي ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ضرُعوا‬ ‫َه ُل اْل َم ْرَك ِّب َوتَ َ‬
‫يح في َم ْرَكِّب ِّه ْم َف َد َعا أ ْ‬ ‫صَف ْت ِّبه ِّ ُ‬ ‫احته َف َع َ‬ ‫َرِّك َب اْل َب ْح َر في َب ْع ِّ َ َ‬
‫اه ْدَنا َّللاَ َوَن َذ ْرَنا َن ْذ ًار ِّإ ْن َنج َانا َّللاُ َف ْان ُذ ْر أ َْن َت‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َي َع ْب َد َّللا‪ُ ،‬كل َنا َق ْد َع َ‬
‫ور‪َ ،‬وَقالُوا‪ :‬أ ْ‬ ‫َوَنذ ُروا الن ُذ َ‬
‫اه ِّد َّللا عهدا‪َ ،‬فُقْلت‪ :‬أَنا متج ِّرد ِّمن الدنيا مالِّي والن ْذر‪َ ،‬فأََلحوا عَلي َفُقْلت‪ِّّ " :‬لِلِّ‬ ‫ن ْذ ار وع ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ َ َ ٌ َ َْ َ َ َ‬ ‫َ ًَْ‬ ‫ًَ ََ‬

‫موسوعة تفسير األحالم ‪ ،‬لجوستاف هيندمان ميلر (المتوفى‪1347 :‬هـ) ‪،‬ترجمة‪ :‬هدى موسى‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة‪ :‬األولى‪1410 ،‬هـ ‪1990 -‬م ‪ ،‬ص ‪. 126‬‬


‫المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 59‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫آكل َلحم اْل ِّف ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫عَلي ن ْذر ِّإن يخلِّ ِّ‬
‫يش َه َذا الن ْذ ُر؟ َو َه ْل‬ ‫يل َفَقاُلوا‪ِّ :‬إ ْ‬ ‫صني َّللاُ مما أَنا فيه‪َ ،‬ال ُ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ٌ ْ َُ ْ‬
‫َج َرى َّللاُ َعَلى لِّ َس ِّاني‪َ ،‬ف ْان َك َس َر ِّت الس ِّف َين ُة‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َحٌد؟ َفُقْل ُت‪َ :‬ك َذا َوَق َع في س ِّري َوأ ْ‬
‫ِّ ِّ‬
‫ْك ُل َل ْح َم اْلفيل أ َ‬
‫َيأ ُ‬
‫ود ِّإ َذا‬‫اما َل ْم َن ُذ ْق َذَواًقا‪َ ،‬ف َب ْي َن َما َن ْح ُن ُق ُع ٌ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫اع ٍّة ِّم ْن أ ْ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َهل َها إَلى الساحل َف َبق َينا أَي ً‬ ‫َوَوَق ْع ُت في َج َم َ‬
‫ضوا َعَلي أَ ْكَل ُه َفُقْل ُت‪ :‬أَنا َن َذ ْر ُت َو َع َ‬
‫اه ْد ُت َّللاَ‪،‬‬ ‫َكُلوا َل ْح َم ُه َو َع َر ُ‬
‫َخ ُذوهُ َوَذَب ُحوهُ‪َ ،‬فأ َ‬ ‫ِّبوَل ِّد ِّف ٍّ‬
‫يل َفأ َ‬ ‫َ‬
‫ض ِّط َر ِّاري‪َ ،‬فأ ََب ْي ُت‬ ‫ِّ ِّ‬
‫طٌّر َولِّي َف ْس ُخ اْل َع ْهد ال ْ‬ ‫ضَ‬ ‫ِّ‬
‫اعَتلوا َعَلي ِّبأَني ُم ْ‬ ‫يل‪َ ،‬ف ْ‬ ‫آكل َلحم اْل ِّف ِّ‬
‫َن َال ُ َ ْ َ‬ ‫أْ‬
‫اء ِّت اْل ِّفَيَلةُ تَ ْ‬
‫طلُ ُب َوَل َد َها‬ ‫َكلُوا وام َتَلئُوا وَناموا‪َ ،‬ف َب ْي َنما ُهم ِّن َي ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ام إ ْذ َج َ‬
‫َ ْ ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫َعَل ْيه ْم َوثََبت َعَلى اْل َع ْهد َفأ َ َ ْ‬
‫اء ْت َوأََنا أ َْن ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ظ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ظ ُر‬ ‫ام َوَلد َها َف َشم ْت ُه ثُم َج َ‬ ‫َوتَ ْت َب ُع أَثَ َرهُ َفَل ْم تَ َزْل تَ َشم الرائ َح َة َحتى ْانتَ َه ْت إَلى ع َ ُ‬
‫اس ْت ُه ِّب ِّر ْجلِّ َها أ َْو ِّب َيِّد َها‬ ‫ِّ ٍّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫إَل ْي َها َفَل ْم تَ َزْل تَ َشم َواح ًدا َواح ًدا‪َ ،‬ف ُكل َما َشم ْت م ْن َواحد َرائ َح َة الل ْح ِّم َد َ‬
‫ِّ‬

‫َفَق َتَل ْت ُه َحتى َق َتَل ْت ُه ْم ُكل ُه ْم ثُم أَ ْقَبَل ْت ِّإَلي َفَل ْم تَ َزْل تَش ُمِّني َفَل ْم تَ ِّج ْد ِّمِّني َرِّائ َح َة الل ْح ِّم‪َ ،‬فأ ََد َار ْت‬
‫َت َف َرَف َع ْت َذَن َب َها َوِّر ْجَل َها َف َعلِّ ْم ُت‬‫ف َعَلى َما أ َْو َمأ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫وم َها أ ِّ‬‫ط ِّ‬‫َت ِّب ُخ ْر ُ‬
‫َي ْارَك ْب َفَل ْم أَق ْ‬ ‫ُم َؤخ َرَها َوأ َْو َمأ ْ‬
‫ِّ‬ ‫ٍّ ِّ ٍّ‬ ‫أَنها تُِّر ِّ ِّ‬
‫استََوْي ُت َعَلى َش ْيء َوطيء َف َس َار ْت ِّبي َس ْي ًار َعن ًيفا ِّإَلى أ ْ‬
‫َن‬ ‫وب َها َف َرِّك ْبتُ َها َف ْ‬
‫يد مني ُرُك َ‬ ‫َ ُ‬
‫َن أ َْن ِّزَل‪َ ،‬فتََدل ْت ِّب ِّر ْجلِّ َها َحتى‬ ‫ٍّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اء ْت ِّبي في َلْيَلتي ِّإَلى َم ْوض ِّع َزْرٍّع َو َس َواد َوأ َْو َمأَ ْت ِّإَلي أ ْ‬ ‫َج َ‬
‫ِّ‬ ‫ن َ ْزلت ع ْنها َفسار ْت سي ار أ َ ِّ‬
‫اسا‪،‬‬ ‫َشد م ْن َس ْي ِّرَها بي َفَلما أ ْ‬
‫َص َب ْح ُت َأرَْي ُت َزْرًعا َو َس َو ًادا َوَن ً‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َ ًْ‬
‫ِّ‬
‫ال لِّي‪َ :‬ما‬ ‫وني ِّإَلى َملِّ ِّك ِّه ْم َو َسأََلِّني تَ ْر ُج َم ُان ُه َفأ ْ‬
‫َخ َب ْرتُ ُه ِّباْلَقصة َو َما َج َرى َعَلى اْلَق ْو ِّم‪َ ،‬فَق َ‬ ‫َف َحمُل ِّ‬
‫َ‬
‫ال‪َ :‬م ِّس َيرةُ ثَ َم ِّانَي ِّة أَي ٍّ‬
‫ام‪َ ،‬س َار ْت ِّب َك ِّفي‬ ‫ِّ‬
‫تَ ْد ِّري َك ِّم الس ْي ُر الذي َس َار ْت ِّب َك اللْيَل َة؟ َفُقْل ُت‪َ :‬ال‪َ ،‬فَق َ‬
‫َن ُح ِّمْل ُت َوَر َج ْع ُت " ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ٍّ‬
‫َلْيَلة َفَلِّب ْث ُت ع ْن َد ُه ْم ِّإَلى أ ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ 1‬حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبى نعيم أحمد بن عبد هللا بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن‬
‫مهران األصبهاني (المتوفى‪430 :‬هـ) الناشر‪ :‬السعادة ‪1394-‬هـ ‪1974 -‬م ج ‪ ،10‬ص ‪160‬‬
‫– ‪161‬‬
‫وانظر ‪ :‬روح البيان إلسماعيل حقى بن مصطفى اإلستانبولى الحنفى الخلوتى المولى أبو الفداء‬
‫(المتوفى ‪ 1127 :‬هـ) ‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت ج ‪ ، 2‬ص ‪. 416‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫وفى هذه القصة قيمة أخالقية مهمة حيث أظهر ذلك الشخص االلتزام بكلمته‬
‫مسموحا‬
‫ً‬ ‫والصدق فى تنفيذ ما نذره ووعد به‪ ،‬رغم أنه فى بعض الحاالت القاهرة قد يكون‬
‫تعديل النذر أو إلغاؤه عند االضطرار‪ ،‬إال أنه أصر على موقفه وكان عاقبة ذلك نجاته‬
‫من الموت المحقق‪ ،‬تحت أقدام الفيلة األم التى ساعدته‪ ،‬بعد أن علمت ببراءته من دم‬
‫ابنها‪.‬‬

‫" وقفت مرة بعوضة فوق ظهر فيل وهو يمشي‪ ،‬فقالت له‪ :‬هل أثقلت عليك يا‬
‫أخي؟ فإن كنت فعلت ذلك فإنني سأنزل عند بلوغنا مورد الماء‪ ،‬فأجابها الفيل‪ :‬من أنت؟‬
‫(‪)1‬‬
‫لم أحس أنك كنت فوق ظهري ولن أعرف عندما تنزلين " ‪.‬‬

‫وهذه القصة تصور الشخص التافه الذى ال قيمة له وكيف يتخيل أنه مركز‬
‫الكون‪ ،‬وأن وجوده له كبير األثر على حياة من حوله‪ ،‬فالتعامل األمثل معه هو إرجاعه‬
‫إلى حجمه الطبيعى والالمباالة بغروره الزائف ‪.‬‬

‫ومما يتميز به الفيل أنه من الحيوانات التى تفيض بالمشاعر الجياشة‪ ،‬وأنه ال‬
‫ينسى من ظلمه‪ ،‬بل يظل يحقد عليه حتى يتمكن منه فينتقم لنفسه‪ ،‬فقد روى " أن فياال‬
‫ضرب فيال فأوجعه فألح عليه‪ ،‬وأنهم عند ذلك نهوه وخوفوه وقالوا‪ :‬ال تنم حيث ينالك؛‬
‫فإنه من الحيوان الذي يحقد ويطالب‪ .‬ولما أراد ذلك السائس القائلة شده إلى أصل شجرة‬
‫وأحكم وثاقه‪ ،‬ثم تنحى عنه بمقدار ذراع ونام‪ ،‬ولذلك السائس جمة‪ .‬قال‪ :‬فتناول الفيل‬
‫بخرطومه غصنا كان مطروحا‪ ،‬فوطئ على طرفه حتى تشعث‪ ،‬ثم أخذه بخرطومه‪،‬‬
‫فوضع ذلك الطرف على جمة الهندي‪ ،‬ثم لواها بخرطومه‪ ،‬فلما ظن أنها قد تشبكت به‬
‫وانعقدت‪ ،‬جذب العود جذبة فإذا الهندي تحت قوائمه‪ ،‬فخبطه خبطة كانت نفسه فيها‪.‬‬

‫األمثال المولدة ‪ ،‬لمحمد بن العباس الخوارزمي‪ ،‬أبو بكر (المتوفى‪383 :‬هـ) ‪،‬المجمع الثقافي‪ ،‬أبو‬ ‫‪1‬‬

‫ظبى ‪ 1424 ،‬هـ ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫فإن كان الحديث حقا في أصل مخرجه فكفاك بالفيل معرفة ومكيدة‪ .‬وإن كان‬
‫باطال فإنهم لم ينحلوا الفيل هذه النحلة دون غيره من الدواب إال وفيه عندهم ما يحتمل‬
‫(‪)1‬‬
‫ذلك ويليق به " ‪.‬‬

‫وفى هذه القصة إشارة إلى سمة سلوكية تتصف بها بعض الفيلة‪ ،‬أال وهى االنتقام‬
‫بشر أو حيوانات أخرى‪ ،‬فالفيلة حيوانات ذكية تتمتع‬
‫والعداوة تجاه أفراد آخرين سواء كانوا ًا‬
‫بقدر ٍّ‬
‫عال من التفاهم والتعاطف‪ ،‬وعند تعرضها لإليذاء فإنها تنتهز الفرصة للبطش‬
‫بعدوها والنيل منه ‪.‬‬

‫ان قد قدم‬ ‫نكتة ‪ " :‬حكى أَن رجال حلف ِّبالط َالق الث َالث أَنه َال ُبد أَن يزن فيال َك َ‬
‫ال أنزلوا اْل ِّفيل ِّإَلى سفينة َكِّب َيرة‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫َل عليا َعن َذلك َفَق َ‬ ‫ص َرة فعجز َعن َوزنه‪َ ،‬ف َسأ َ‬ ‫إَلى اْل َب ْ‬
‫ِّ‬

‫أخرجوا اْل ِّفيل واطرحوا ِّفي الس ِّف َينة ِّح َج َارة َحتى‬
‫ُ‬ ‫الماء من جانبيها ثم‬ ‫لموا أ َْين يصل َ‬ ‫َو َع ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫ان وزن اْل ِّح َج َارة َف ُه َو وزن اْل ِّفيل " ‪.‬‬‫المة َف َما َك َ‬
‫الماء اْل َع َ‬
‫يْلحق َ‬
‫قال أبو عثمان ‪ " :‬إذا أردت أن ترى من الفيل ما يضحك‪ ،‬وتراه في أسخف‬
‫حاالته وأجهله فألق إليه جوزة‪ ،‬فإنه يريد أن يأخذ بطرف خرطومه‪ ،‬فإذا دنا منها تنفس‪،‬‬
‫فإذا تنفس طارت الجوزة من بين يديه‪ ،‬ثم يدنو ثانية ليأخذها فيتنفس أخرى‪ ،‬فتبعد عنه‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فال يزال ذلك دأبه " ‪.‬‬

‫الحيوان للجاحظ ‪،‬ج ‪، 7‬ص ‪. 135‬‬ ‫‪1‬‬

‫وانظر ‪ :‬عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ‪ ،‬للقزوينى ‪ ،‬ص ‪. 329‬‬


‫جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود لشمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن عبد‬ ‫‪2‬‬

‫الخالق‪ ،‬المنهاجي األسيوطي ثم القاهري الشافعي (المتوفى‪880 :‬هـ) ‪،‬تحقيق ‪ /‬مسعد عبد الحميد‬
‫محمد السعدني ‪،‬دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪،‬ج ‪2‬‬
‫ص ‪. 111‬‬
‫الحيوان للجاحظ ‪،‬ج ‪ ،7‬ص ‪. 111‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫وال يفوتنى هنا أن أذكر قصة وردت عن الفيل فى كتاب كليلة ودمنة الذى ترجمه‬
‫عبد هللا بن المقفع وصاغه بأسلوبه األدبى‪ ،‬ومعروف أن الحيوانات والطيور قد لعبت فيه‬
‫دور الشخصيات الرئيسية‪ ،‬وكانت ترمز فى األساس إلى شخصيات بشرية‪ ،‬وكانت‬
‫قصصه تحتوى العديد من الحكم والمواعظ ‪ ،‬وهذه قصة مفادها أن العاقل قد يبلغ بالحيلة‬
‫والدهاء ما ال يبلغ بالخيل والجنود ‪:‬‬

‫" والمثل في ذلك أن قنبرةً اتخذت أدخي ًة وباضت فيها على طريق الفيل؛ وكان‬
‫للفيل مشرب يتردد إليه‪ .‬فمر ذات يوم على عادته ليرد مورده فوطئ عش القنبرة؛ وهشم‬
‫بيضها وقتل فراخها‪ .‬فلما نظرت ما ساءها‪ ،‬علمت أن الذي نالها من الفيل ال من غيره‪.‬‬
‫فطارت فوقعت على رأسه باكي ًة؛ ثم قالت‪ :‬أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي‪،‬‬
‫وأنا في جوارك؟ أفعلت هذا استصغا اًر منك ألمري واحتقا اًر لشأني‪ .‬قال‪ :‬هو الذي حملني‬
‫على ذلك‪ .‬فتركته وانصرفت إلى جماعة الطير؛ فشكت إليها ما نالها من الفيل‪ .‬فقلن لها‬
‫وما عسى أن نبلغ منه ونحن الطيور؟ فقالت للعقاعق والغربان‪ :‬أحب منكن أن تصرن‬
‫معي إليه فتفقأن عينيه؛ فإني أحتال له بعد ذلك حيل ًة أخرى‪ .‬فأجبنها إلى ذلك‪ ،‬وذهبن‬
‫إلى الفيل‪ ،‬ولم يزلن ينقرن عينيه حتى ذهبن بهما‪ .‬وبقي ال يهتدي إلى طريق مطعمه‬
‫ومشربه إال ما يلقمه من موضعه‪ .‬فلما علمت ذلك منه‪ ،‬جاءت إلى غدير فيه ضفادع‬
‫كثير‪ ،‬فشكت إليها ما نالها من الفيل‪.‬‬

‫قالت الضفادع‪ :‬ما حيلتنا نحن في عظم الفيل؟ وأين نبلغ منه‪ .‬قالت‪ :‬أحب منكن‬
‫وهدة قر ٍّ‬
‫يبة منه‪ ،‬فتنققن فيها‪ ،‬وتضججن‪ .‬فإنه إذا سمع أصواتكن لم‬ ‫أن تصرن معي إلى ٍّ‬

‫يشك في الماء فيهوي فيها‪ .‬فأجبنها إلى ذلك؛ واجتمعن في الهاوية‪ ،‬فسمع الفيل نقيق‬
‫الضفادع‪ ،‬وقد أجهده العطش‪ ،‬فأقبل حتى وقع في الوهدة‪ ،‬فارتطم فيها‪ .‬وجاءت القنبرة‬

‫‪- 129 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫ترفرف على رأسه؛ وقالت‪ :‬أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر ألمري‪ ،‬كيف رأيت عظم‬
‫(‪)1‬‬
‫حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك؟ "‬

‫وقال الغراب ‪ " :‬زعموا أن أرضاً من أراضي الفيلة تتابعت عليها السنون‪،‬‬
‫وأجدبت‪ ،‬وقل ماؤها‪ ،‬وغارت عيونها‪ ،‬وذوى نبتها‪ ،‬ويبس شجرها‪ ،‬فأصاب الفيلة عطش‬
‫شديد‪ :‬فشكون ذلك إلى ملكهن‪ ،‬فأرسل الملك رسوله ورواده في طلب الماء‪ ،‬في كل‬
‫ناحية‪ .‬فرجع إليه بعض الرسل‪ ،‬فأخبره إني قد وجدت بمكان كذا عيناً يقال لها عين‬
‫القمر‪ ،‬كثيرة الماء‪ .‬فتوجه ملك الفيلة بأصحابه إلى تلك العين ليشرب منها هو وفيلته‪.‬‬
‫وكانت العين في أرض لألرانب‪ ،‬فوطئن األرانب في أجحارهن‪ ،‬فأهلكن منهن كثي اًر‪،‬‬
‫فاجتمعت األرانب إلى ملكها فقلن له‪ :‬قد علمت ما أصابنا من الفيلة فقال‪ :‬ليحضرن‬
‫نب من األرانب يقال لها فيروز‪ .‬وكان الملك يعرفها‬
‫منكن كل ذي رأي رأيه‪ .‬فتقدمت أر ٌ‬
‫بحسن الرأي واألدب‪ ،‬فقالت‪ :‬إن رأى الملك أن يبعثني إلى الفيلة ويرسل معي أميناً‪ ،‬ليرى‬
‫ويسمع ما أقول‪ ،‬ويرفعه إلى الملك‪ ،‬فقال لها الملك‪ :‬أنت أمينة‪ ،‬ونرضى بقولك‪ ،‬فانطلقي‬
‫إلى الفيلة‪ ،‬وبلغي عني ما تريدين‪ .‬واعلمي أن الرسول برأيه وعقله‪ ،‬ولينه وفضله‪ ،‬يخبر‬
‫عن عقل المرسل‪ .‬فعليك باللين والرفق والحلم والتأني‪ :‬فإن الرسول هو الذي يلين الصدور‬
‫إذا رفق‪ ،‬ويخشن الصدور إذا خرق‪ .‬ثم إن األرنب انطلقت في ليلة قمراء‪ ،‬حتى انتهت‬
‫إلى الفيلة‪ ،‬وكرهت أن تدنو منهن‪ :‬مخافة أن يطأنها بأرجلهن‪ ،‬فيقتلنها‪ ،‬وإن كن غير‬
‫متعمدات‪ .‬ث م أشرفت على الجبل ونادت ملك الفيلة وقالت له‪ :‬إن القمر أرسلني إليك‪،‬‬
‫والرسول غير ملوم فيما يبلغ‪ ،‬وإن أغلظ في القول‪ .‬قال ملك الفيلة‪ :‬فما الرسالة؟ قالت‪:‬‬

‫يقول لك‪ :‬إن من عرف فضل قوته على الضعفاء‪ ،‬فاغتر بذلك في شأن األقوياء‪ ،‬قياساً‬

‫‪ 1‬كليلة ودمنة‪،‬عبد هللا بن المقفع (ت ‪ 142‬هـ)‪ ،‬المطبعة األميرية ببوالق – القاهرة ‪ ،‬الطبعة السابعة‬
‫عشرة ‪ 1937،‬م‪ ،‬ص ‪. 19 – 17‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫لهم على الضعفاء‪ ،‬كانت قوته وباالً عليه‪ .‬وأنت قد عرفت فضل قوتك على الدواب‪،‬‬
‫فغرك ذلك‪ ،‬فعمدت إلى العين التي تسمى باسمي‪ ،‬فشربت منها‪ ،‬وكدرتها‪ .‬فأرسلني إليك‪:‬‬
‫فأنذرك أال تعود إلى مثل ذلك‪ .‬وإنك إن فعلت أ ِّ‬
‫ُغش بصرك‪ ،‬وأتلف نفسك‪ .‬وإن كنت في‬
‫ٍّ‬
‫شك من رسالتي‪ ،‬فهلم إلى العين من ساعتك‪ :‬فإني موافيك بها‪ .‬فعجب ملك الفيلة من‬
‫قول األرنب‪ ،‬فانطلق إلى العين مع فيروز الرسول‪ .‬فلما نظر إليها‪ ،‬رأى ضوء القمر فيها‪.‬‬
‫فقالت له فيروز الرسول‪ :‬خذ بخرطومك من الماء فاغسل به وجهك‪ ،‬واسجد للقمر‪ .‬فأدخل‬
‫الفيل خرطومه في الماء‪ ،‬فتحرك فخيل للفيل أن القمر ارتعد‪ .‬فقال‪ :‬ما شأن القمر ارتعد؟‬
‫أتراه غضب من إدخالي الخرطوم في الماء؟ قالت فيروز األرنب‪ :‬نعم‪ .‬فسجد الفيل للقمر‬
‫(‪)1‬‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وتاب إليه مما صنع‪ ،‬وشرط أال يعود إلى مثل ذلك هو وال أحد من فيلته"‪.‬‬

‫ومن هذه القصة يمكن استنباط العديد من العبر واللفتات‪ ،‬فهى من زاوية تحذر‬
‫من عاقبة إيذاء الجار ‪ ،‬ومن زاوية أخرى تحث على أخذ الحق بالحيلة والدهاء خاصة‬
‫إن كان صاحب الحق ضعيف البنيان ‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬الفيل فى أمثال العرب ‪:‬‬

‫بداية تجدر اإلشارة إلى أن استخدام رمزية الفيل فى األمثال لم يقتصر على‬
‫الثقافة العربية فحسب؛ ففى اللغة اإلنجليزية مثال يقال ‪ Elephant in the room :‬وهو‬
‫مصطلح مجازى يرمز إلى الموضوع شديد الحساسية الذى يتجاهله الجميع‪ ،‬وال يريد أحد‬
‫ذكره ومناقشته‪ ،‬مع أنه واضح وضوح الشمس تجنبا لما يثيره فى النفوس من مشاعر‬
‫مقلقة ‪.‬‬

‫وقد تمحور وروده عند العرب حول فكرة الضخامة والثقل وندرة المشاهدة؛ فقد‬
‫"روي أنه كان في مجلس اإلمام مالك بن أنس رحمه هللا تعالى‪ ،‬جماعة يأخذون عنه‬

‫كليلة ودمنة ‪ ،‬البن المقفع ‪ ،‬ص ‪. 209 – 207‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫العلم‪ ،‬فقال قائل‪ :‬قد حضر الفيل‪ ،‬فخرج أصحابه كلهم للنظر إليه إال يحيى بن يحيى‬
‫الليثي األندلسي‪ ،‬فإنه لم يخرج‪ ،‬فقال له مالك‪ :‬لم لم تخرج لترى هذا الخلق العجيب فإنه‬
‫لم يكن ببالدك؟ فقال‪ :‬إنما جئت من بلدي ألنظر إليك‪ ،‬وأتعلم من هديك وعلمك‪ ،‬ولم‬
‫أجىء ألنظر إلى الفيل‪ .‬فأعجب به مالك رضي هللا تعالى عنه‪ ،‬وسماه عاقل أهل‬
‫(‪)1‬‬
‫األندلس‪ ،‬ثم إن يحيى عاد إلى األندلس‪ ،‬وانتهت إليه الرياسة بها " ‪.‬‬
‫ولذلك فقد ضرب العرب بالفيل مثال لغرابة الخلق‪ ،‬فقالوا ‪ " :‬أعجب من خلق‬
‫(‪)2‬‬
‫فيل"‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وقد قيل فيمن يتستر وهو مشهور‪ " :‬فالن يركب الفيل‪ ،‬ويقول‪ :‬ال تبصروني‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وضرب المثل بالفيل فى النهم الشديد فقيل ‪ " :‬آكل من اْل ِّفيل َومن النار " ‪.‬‬

‫قال الشاعر‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫يم من بعد أن َي ْرَوى‬ ‫وي ْش َر ُب ُش ْر َب ِّ‬
‫اله ِّ‬ ‫َ‬ ‫شبع ــِّ ِّه‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ويأكــل أكـْ َل الفيل مـن َب ْعـد ْ‬
‫(‪)6‬‬
‫الفيل َي ْرَك ُب ِّب َد ِّان ٍّق َوَي ْن ِّزُل ِّب ِّد ْرَه ٍّم " ‪.‬‬ ‫اح ِّب ِّ‬ ‫وقيل ‪َ " :‬كص ِّ‬
‫َ‬

‫؛ لمن يدعى الحرج كذبا ‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬


‫البق ِّة "‬
‫يل َوَي ْغتَص ِّب َ‬
‫وقيل ‪ِّ ُ " :‬‬
‫يأك ُل الف َ‬

‫الحيوان للجاحظ ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 318‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬حياة الحيوان الكبرى لمحمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري‪ ،‬أبو البقاء‪ ،‬كمال الدين الشافعي‬
‫(المتوفى‪808 :‬هـ) ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1424 ،‬هـ‪ ،‬ج ‪، 2‬ص ‪. 318‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 301‬‬ ‫‪3‬‬

‫جمهرة األمثال‪ ،‬ألبى هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري‬ ‫‪4‬‬

‫(المتوفى‪ :‬نحو ‪395‬هـ)‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت ‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪. 12‬‬


‫مجمع األمثال ألبى الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري (المتوفى‪518 :‬هـ)‬ ‫‪5‬‬

‫المحقق‪ :‬محمد محيى الدين عبد الحميد الناشر‪ :‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪.389‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 171‬‬ ‫‪6‬‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 427‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫(‪)1‬‬
‫وقيل ‪ " :‬أثقل من الفيل " ‪.‬‬

‫وكان األعمش إذا حضر مجلسه ثقيل يقول ‪:‬‬

‫(‪)2‬‬
‫ِّ‬
‫بعض ُجالسنا‬ ‫بأثقل من‬ ‫له ميتاً‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫الفيل تَ ْحم ُ‬
‫فما ُ‬

‫وقال شاعر‪:‬‬
‫وثقي ـ ـ ـ ـ ــل‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وثقيـ ـ ــل‬ ‫ثقيل‬ ‫هذا‬ ‫يا‬ ‫أنت‬
‫(‪)3‬‬
‫ن ‪ ..‬وفي الميزان فيل‬ ‫أنت في المنظر إنسا‬

‫وقال عمارة بن عقيل يضرب المثل بقوة الفيل‪:‬‬


‫هيدا وجالت بنا منه األحابيل‪..‬‬ ‫إذا أتانا أمير لم يقل لهم‬
‫(‪)4‬‬
‫من المظالم ما ال يحمل الفيل‬ ‫وعض مجهودنا األقصى وحمله‬

‫وأنشد أبو عمرو الشيباني لبعض المولدين ‪:‬‬


‫(‪)5‬‬
‫فكيف حال البعوض في الوسط !‬ ‫إذا تـالقـى الفـيـول وازدحـمـت‬

‫ومما قرأه الناس من األمثال في شأن الفيل التي وجدوها في كتاب كليلة ودمنة‪.‬‬

‫‪ 1‬زهر األكم في األمثال والحكم ‪ ،‬الحسن بن مسعود بن محمد‪ ،‬أبو علي‪ ،‬نور الدين اليوسي (المتوفى‪:‬‬
‫‪1102‬هـ) ‪ ،‬المحقق‪ :‬د محمد حجي‪ ،‬د محمد األخضر ‪،‬الشركة الجديدة ‪ -‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫– المغرب ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1401 ،‬هـ ‪ 1981 -‬م ‪،‬ج ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫العقد الفريد ألبى عمر‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم‬ ‫‪2‬‬

‫المعروف بابن عبد ربه األندلسي (المتوفى‪328 :‬هـ) ‪،‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1404‬هـ ‪،‬ج ‪ ، 2‬ص ‪. 153‬‬
‫‪3‬حياة الحيوان الكبرى ‪ ،‬للدميرى ‪ ،‬ج ‪،2‬ص ‪. 319‬‬
‫الحيوان للجاحظ ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 105‬‬ ‫‪4‬‬

‫المصدر السابق ‪،‬ج ‪، 7‬ص ‪. 56‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫" فمن ذلك قوله ‪« :‬أفال ترى أن الكلب يبصبص بذنبه م ار ار حتى تلقى له الكسرة‪،‬‬
‫وإن الفيل المغتلم ليعرف قوته وفضله‪ ،‬فإذا قدم إليه علفه مكرما لم يأكل حتى يمسح‬
‫ويتملق» ‪.‬‬
‫قال ‪« :‬وقيل في أعماله ثالثة ال يستطيعها أحد إال بمعونة من ارتفاع همة‪،‬‬
‫وعظيم خطر‪ ،‬منها عمل السلطان‪ ،‬وتجارة البحر‪ ،‬ومناجزة العدو‪ .‬وقالت العلماء في‬
‫الرجل الفاضل [الرشيد] ‪ :‬إنه ال ينبغي أن يرى إال في مكانين‪ ،‬وال يليق به غيرهما إما‬
‫مع الملوك مكرما‪ ،‬وإما مع النساك متبتال‪ ،‬كالفيل إنما بهاؤه وجماله في مكانين‪ :‬إما في‬
‫برية وحشيا ‪ ،‬وإما مركبا للملوك» ‪.‬‬
‫قال ‪« :‬وقد قيل في أشياء ثالثة فضل ما بينها متفاوت‪ :‬فضل المقاتل على‬
‫(‪)1‬‬
‫المقاتل‪ ،‬وفضل الفيل على الفيل‪ ،‬وفضل العالم على العالم» ‪" .‬‬

‫ومن األقوال المأثورة قول أبى سليمان ‪ " :‬اْلَقْل ُب ِّب َم ْن ِّزَل ِّة اْل ِّم ْرِّآة ِّإ َذا ُجلِّ َي ْت َال َي ُمر‬
‫(‪)2‬‬
‫يل ِّإال ُمِّث َل َل َها " ‪.‬‬ ‫َشيء ِّم َن الذَب ِّ‬
‫اب ِّإَلى اْل ِّف ِّ‬
‫ٌْ‬

‫المبحث السادس ‪ :‬حكم أكل الفيل واالنتفاع به ‪:‬‬

‫وعن رأى الشريعة اإلسالمية فيما يتعلق بحكم أكل الفيل فقد " اختلف فى أكله‬
‫(‪)3‬‬
‫على ثالثة أقوال ‪ :‬التحريم والكراهة واإلباحة " ‪.‬‬

‫ج ‪ ، 7‬ص ‪. 58 – 57‬‬ ‫الحيوان للجاحظ‬ ‫‪1‬‬

‫حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبى نعيم أحمد بن عبد هللا بن أحمد األصبهانى ت ‪ 430‬هـ‬ ‫‪2‬‬

‫مطبعة السعادة ‪ 1974‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 9‬ص ‪. 278‬‬


‫تحبير المختصر وهو الشرح الوسط على مختصر خليل فى الفقه المالكى ‪ ،‬تاج الدين بهرام بن‬ ‫‪3‬‬

‫عبد هللا بن عبد العزيز الدميرى ت ‪ 803‬هـ ‪،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم نجيب – د‪ .‬حافظ عبد‬
‫الرحمن خير‪ ،‬مركز نجيبويه للمخطوطات وخطمة التراث ‪،‬الطبعة األولى ‪ 2013‬م‪،‬ج ‪ ،2‬ص‪. 330‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫" قال ابن قدامة فى (المغنى) ‪ :‬الفيل محرم ‪ ،‬قال أحمد ‪ :‬ليس هو من أطعمة‬
‫المسلمين‪ ،‬وقال الحسن هو مسخ‪ ،‬وكرهه أبو حنيفة والشافعى‪ ،‬ورخص فى أكله الشعبى‪،‬‬
‫ولذا نهى النبى ﷺ عن أكل كل ذى ناب من السباع وهو من أعظمها نابا؛ وألنه مستخبث‬
‫ِّ‬
‫المحرمة للخبائث ‪.‬‬ ‫فيدخل فى عموم اآلية‬

‫قال النووى فى (شرح المهذب) ‪ :‬الفيل حرام عندنا وعند أبى حنيفة‪ ،‬والكوفيين‬
‫(‪)1‬‬
‫والحسن‪ ،‬وأباحه الشعبى وابن شهاب‪ ،‬ومالك فى رواية ‪ .‬وحجة األولين أنه ذو ناب‪.‬‬

‫فقد روى عن أبى ثعلبة رضى هللا عنه ‪ " :‬أن رسول هللا ﷺ نهى عن أكل كل‬
‫(‪)2‬‬
‫ذى ناب من السباع " ‪.‬‬

‫وقد غالى البعض فى ذكر سبب تحريمه " حتى قال بعض الفقهاء بحرمة أكل‬
‫(‪)3‬‬
‫الفيل ونحوه بناء على احتمال أن أصله نسل آدمى" ‪.‬‬

‫وسكت عنه البعض فقد أخرج أبو الشيخ عن الشعبى ‪ " :‬أنه سئل عن لحم الفيل‬
‫(‪)4‬‬ ‫واألسد فتال ‪ :‬قل "ال أَ ِّج ُد ِّفيما أُ ِّ‬
‫وحى ِّإَلى" اآلية " ‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن‪ ،‬محمد األمين بن محمد الشنقيطى ت ‪ 1393‬هـ ‪ ،‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ 1995 ،‬م ‪،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 533‬‬
‫صحبح البخارى ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 96‬‬ ‫‪2‬‬

‫التحرير والتنوير (تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد) ‪ ،‬محمد‬ ‫‪3‬‬

‫ت ‪ 1393‬هـ ‪ ،‬الناشر ‪ :‬الدار التونسية‬ ‫الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسى‬
‫للنشر – تونس‪ 1984 ،‬م ‪،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 545‬‬
‫الدر المنثور للسيوطى ‪ ،‬دار الفكر – بيروت‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 374‬‬ ‫‪4‬‬

‫وانظر ‪ :‬فتح القدير ‪ ،‬محمد بن على بن محمد بن عبد هللا الشوكانى ‪ ،‬ت ‪ 1250‬هـ ‪ ،‬دار ابن‬
‫كثير‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1414،‬هـ‪،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 197‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫وأحله البعض فقد روى عن أشهب أنه قال ‪ " :‬ال بأس بأكل الفيل إذا ُذكى‪ ،‬وهو‬
‫(‪)1‬‬
‫ومنع منه الشافعى " ‪.‬‬
‫قول الشعبى‪َ ،‬‬

‫وقد احتج من أفتى بحل أكل الفيل بأنه " ليس سبعا وال جاء فى تحريمه نص ‪،‬‬
‫ض ج ِّم ٗيعا" (‪ )2‬وقال تعالى ‪ُ" :‬قل الٓ أ ِّ‬
‫َج ُد ِّفي‬ ‫ِّ‬ ‫وقال تعالى ‪" :‬هو ٱل ِّذي خلق لكم ما ِّفي إٱأل إ‬
‫َر‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫َُ‬
‫إ‬
‫ۥ (‪)4( )3‬‬ ‫ط ِّ‬
‫اع ٖم َيط َع ُم ُهٓ" ‪.‬‬ ‫مآ أ ِّ‬
‫ُوح َي ِّإَلي ُم َحرًما َعَل ٰى َ‬ ‫َ‬
‫" وأما ريش الميتة وعظام الفيل ونحوه فهو طاهر عند أبى حنيفة‪ ،‬نجس عند‬
‫مالك والشافعى‪ ،‬ال يدهن فيها وال يمتشط‪ ،‬إال أن مالكا قال ‪ :‬إذا ذكى الفيل فعظمه‬
‫طاهر‪ ،‬والشافعى يقول ‪ :‬إن الذكاة ال تعمل فى السباع ‪ .‬وقال الليث وابن وهب ‪ :‬إن‬
‫(‪)5‬‬
‫غلى العظم فى ماء سخن فطبخ جاز االدهان به ‪ ،‬واالمتشاط " ‪.‬‬

‫قال مالك ‪ " :‬يجوز االنتفاع بذلك‪ ،‬وال ينتفع بقرنها (يقصد الميتة) وأظالفها‬
‫وريشها وأنيابها؛ ألن فيها حياة إال ناب الفيل المسمى العاج " ‪)6( .‬‬

‫الجامع ألحكام القرآن (تفسير القرطبى) أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن أبى بكر شمس الدين‬ ‫‪1‬‬

‫القرطبى ت ‪ 671‬هـ تحقيق ‪ :‬أحمد البردونى وإبراهيم أطفيش ‪ ،‬دار الكتب المصرية – القاهرة‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1964،‬م‪ ،‬ج ‪، 7‬ص ‪. 121‬‬
‫سورة البقرة‪ ،‬آية ‪. 29‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة األنعام ‪،‬آية ‪. 145‬‬ ‫‪3‬‬

‫المحلى باآلثار ‪،‬أبو محمد على بن أحمد بن حزم األندلسى القرطبى ت ‪ 456‬هـ ‪ ،‬دار الفكر –‬ ‫‪4‬‬

‫بيروت‪( ،‬دت) ج ‪، 6‬ص ‪. 73‬‬


‫شرح صحيح البخارى البن بطال أبى الحسن على بن خلف بن عبد الملك ت ‪ 449‬هـ تحقيق‪ :‬أبو‬ ‫‪5‬‬

‫تميم ياسر بن إبراهيم ‪ ،‬مكتبة الرشد السعودية – الرياض ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 2003‬م‪،‬ج ‪، 1‬ص ‪. 350‬‬
‫التحرير والتنوير (تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد) ‪،‬محمد‬ ‫‪6‬‬

‫الطاهر بن محمد بن محمد الطار بن عاشور التونسى ت ‪ 1393‬هـ ‪،‬الدار التونسية للنشر – تونس‬
‫‪ 1984،‬م ‪،‬ج ‪،2‬ص ‪. 116‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫وقال الزهرى فى عظام الموتى نحو الفيل وغيره ‪ :‬أدركت ً‬


‫ناسا من سلف العلماء‬
‫(‪)1‬‬
‫يمتشطون بها ويدهنون فيها‪ ،‬ال يرون فيه بأسا " ‪.‬‬

‫" وأما جلد الفيل فذكر فى "العيون" عن محمد أنه ال يطهر بالدباغ ‪ ،‬وروى عن‬
‫(‪)2‬‬
‫أبى حنيفة وأبى يوسف أنه يطهر ‪ ،‬وهللا أعلم " ‪.‬‬

‫" وقال ربيعة ‪ :‬إنما ينتفع من عظم الفيل بالناب وحده؛ ألنه ال لحم عليه وال دسم‬
‫(‪)3‬‬
‫فيه‪ ،‬إنما هو كعود " ‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫يزخر التراث العربى بالعديد من الموضوعات األدبية فى مجاالت مختلفة لم‬


‫تدرس بعد ‪ ،‬وقد اخترت أحد هذه الموضوعات التى تعد بابا كبي ار لم يطرقه الكثيرون‬
‫لدراسة أبوابه المختلفة ؛ أال وهو تناول الحيوانات من منظور أدبى فلسفى يدور فى فلك‬
‫الوجدان العربى ‪.‬‬

‫وقد وقع اختيارى على أحد تلك الحيوانات أال وهو الفيل ؛ لتتبع مدى تواجده فى‬
‫األدب العربى متمثال فى أشعار العرب وأمثالهم واألساطير واألقاصيص الشعبية التى‬
‫تناولته‪ ،‬وكان فيها بطال رئيسا ‪.‬‬

‫مختصر صحيح اإلمام البخارى‪ ،‬أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين األلبانى ت ‪ 1420‬هـ ‪ ،‬مكتبة‬ ‫‪1‬‬

‫المعارف للنشر والتوزيع – الرياض ‪،‬الطبعة األولى‪ 2002،‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ص ‪. 94‬‬
‫نخب األفكار فى تنقيح مبانى األخبار فى شرح معانى اآلثار‪،‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى‬ ‫‪2‬‬

‫العينى ت ‪ 855‬هـ ‪،‬تحقيق ‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم ‪،‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – قطر‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪ 2008‬م ‪ ،‬ج ‪ ، 7‬ص ‪. 174‬‬
‫المنتقى شرح الموطأ ‪ ،‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد القرطبى الباجى األندلسى ت ‪474‬هـ‬ ‫‪3‬‬

‫مطبعة السعادة الطبعة األولى ‪ 1332 ،‬هـ ‪ ،‬ج ‪ ، 3‬ص ‪. 136‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫أهم نتائج البحث ‪:‬‬

‫خرجت من هذه الدراسة ببعض النتائج التى يمكن إجمالها فى النقاط اآلتية ‪:‬‬

‫تفاعل اإلنسان العربى منذ القدم مع الطبيعة من حوله بما فيها الحيوانات‪ ،‬مما‬ ‫•‬
‫عمق العالقة بينهما سواء كانت عالقة استغالل أو رفقة أو تأثير متبادل‪.‬‬
‫مصدر لإللهام والتعبير ووسيلة‬
‫ًا‬ ‫• استخدم األدب تمثيل الحيوانات؛ حيث عد الحيوان‬
‫إلثراء الخيال اإلبداعى‪ ،‬فوجود الحيوانات فى األدب يعد أحد مصادر المتعة والترفيه‪.‬‬
‫رمز فى كثير من القصص والنوادر الشعبية‪ ،‬وكان وسيلة لنقل رسائل‬
‫• استخدم الفيل ًا‬
‫أخالقية وقيمية متعددة ‪.‬‬
‫مبينا مدى جبروت اإلنسان وطغيانه‪ ،‬فى مقابل‬
‫• ورد ذكر الفيل فى القصص الدينى ً‬
‫إنسانية الحيوان؛ كما فى قصة فيل أبرهة الحبشى ‪.‬‬

‫أهم توصيات البحث ‪:‬‬

‫استمرار الدراسات واألبحاث التى تعنى بهذا الجانب من األدب العربى أال وهو‬
‫اخر بالكثير من الموضوعات التى‬
‫(الحيوان فى الوجدان العربى) فما زال األدب العربى ز ًا‬
‫تنتظر إبرازها ودراستها وإخراجها للنور ‪.‬‬

‫أخير ‪ ..‬بعد أن تقدمت باليسير فى هذا المجال الواسع‪ ،‬ال يسعنى إال أن أحمد‬
‫و ًا‬
‫هللا تعالى على ما وفق وأعان؛ فما هذا إال جهد المقل ‪ ..‬ال أدعى فيه الكمال‪ ،‬ولكن‬
‫عذرى أننى بذلت فيه قصارى جهدى‪ ،‬فإن أصبت ‪ ..‬فذاك مرادى‪ ،‬آملة أن ينال القبول‬
‫ويلقى االستحسان‪ ،‬وإن أخطأت ‪ ..‬فلى شرف المحاولة والتعلم ‪.‬‬

‫الناس ما كملـوا‬
‫نقصت فإن َ‬
‫ُ‬ ‫وإن‬ ‫ـب وال َغ َـرُر‬
‫ـت فـال ُع ْج ٌ‬
‫فـإن أصب ُ‬

‫عمل‬ ‫ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫والكامل هللا في ٍّ‬


‫له ُ‬‫يكمل ُ‬
‫ْ‬ ‫الذات لم‬ ‫وناقص‬
‫ُ‬ ‫صفة‬ ‫ذات وفي‬ ‫ُ ُ‬
‫وصل اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪...‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫القرآن الكريم ‪.‬‬

‫ألبى‬ ‫‪ -‬األحاديث الضعيفة والموضوعة التى حكم عليها الحافظ ابن كثير فى تفسيره‬
‫عبد الرحمن محمود بن محمد المالح‪ ،‬الناشر ‪ :‬مكتبة العلوم والحكم ‪ ،‬المدينة المنورة‬
‫– المملكة العربية السعودية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2010‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬اإلسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير لمحمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة‬


‫ت ‪ 1403‬هـ‪،‬مكتبة السنة ‪ ،‬الطبعة الرابعة ‪.‬‬

‫‪ -‬أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن ‪ ،‬محمد األمين بن محمد الشنقيطى ت‬


‫‪ 1393‬هـ‪،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ 1995،‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬األمثال المولدة ‪،‬لمحمد بن العباس الخوارزمي‪ ،‬أبو بكر (المتوفى‪383 :‬هـ) ‪،‬المجمع‬
‫الثقافي‪ ،‬أبو ظبى ‪ 1424،‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬تحبير المختصر وهو الشرح الوسط على مختصر خليل فى الفقه المالكى‪،‬تاج الدين‬
‫بهرام بن عبد هللا بن عبد العزيز الدميرى ت ‪ 803‬هـ ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم‬
‫نجيب – د‪ .‬حافظ عبد الرحمن خير ‪،‬مركز نجيبويه للمخطوطات وخطمة التراث‬
‫الطبعة األولى ‪. 2013‬‬

‫‪ -‬التحرير والتنوير (تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب‬
‫المجيد) محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطار بن عاشور التونسى ت ‪ 1393‬هـ‬
‫‪ 1984‬م ‪.‬‬ ‫الدار التونسية للنشر – تونس‬

‫‪- 139 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫‪ -‬تحفة الحبيب على شرح الخطيب = حاشية البجيرمى على الخطيب لسليمان بن‬
‫محمد بن عمر البجيبرمى المصرى الشافعى (المتوفى ‪ 1221 :‬هـ) ‪،‬دار الفكر ‪1415‬‬
‫هـ ‪ 1995 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬تفسير األحالم = منتخب الكالم في تفسير األحالم (مطبوع بهامش تعطير األنام في‬
‫تعبير المنام للنابلسي) لمحمد بن سيرين (المتوفى‪110 :‬هـ) ‪ -‬شركة مكتبة ومطبعة‬
‫مصطفى البابي الحلبي وأوالد ‪ 1940 - 1359 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬التفسير البسيط ‪ ،‬أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على الواحدى النيسابورى‬
‫الشافعى ت ‪ 468‬هـ ‪،‬تم تحقيقه فى عدة رسائل دكتوراه بجامعة اإلمام محمد بن سعود‬
‫الناشر ‪ :‬عمادة البحث العلمى ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1430‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬تفسير البغوى (معالم التنزيل فى تفسير القرآن) ‪،‬ألبى محمد الحسين بن مسعود بن‬
‫محمد بن الفراء البغوى الشافعى ت ‪ 510‬هـ تحقيق ‪ :‬عبد الرزاق المهدى ‪،‬دار إحياء‬
‫التراث العربى – بيروت‪ ،‬الطبعة ‪ ،‬هـ ‪.‬‬

‫لمحمد بن جرير بن يزيد أبو‬ ‫‪ -‬تفسير الطبرى (جامع البيان عن تأويل آى القرآن)‬
‫ت ‪ 310‬هـ ‪،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عبد هللا بن عبد المحسن التركى‪ ،‬دار هجر‬ ‫جعفر الطبرى‬
‫للطباعة والنشر‪،‬الطبعة األولى ‪ 2001‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬تفسير القرآن العظيم ‪،‬ألبى الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير‪ ،‬ت ‪ 774‬هـ‪،‬تحقيق ‪:‬‬
‫سامى بن محمد سالمة ‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع ‪،‬الطبعة الثانية ‪ 1999 ،‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬التفسير المظهرى لمحمد ثناء هللا المظهرى ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬غالم نبى التونسى‪ ،‬طبعة‬
‫عام ‪ 1412‬هـ ‪ ،‬مكتبة الرشدية – باكستان ‪.‬‬

‫‪- 140 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫ت‬ ‫‪ -‬تفسير مقاتل بن سليمان ‪،‬أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الزدى البلخى‬
‫الطبعة‬ ‫دار إحياء التراث – بيروت‬ ‫المحقق ‪ :‬عبد هللا محمود شحاتة‬ ‫‪ 150‬هـ‬
‫األولى ‪ 1423 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪،‬عبد الملك بن محمد أبو منصور الثعالبى ت ‪ 429‬هـ‬ ‫‪ -‬التمثيل والمحاضرة‬


‫تحقيق ‪ :‬عبد الفتاح محمد الحلو ‪،‬الدار العربية للكتاب‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1981 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬الجامع الكبير‪ ،‬جالل الدين السيوطى ت ‪ 911‬هـ ‪،‬تحقيق ‪ :‬مختار إبراهيم الهائج‬
‫– عبد الحميد محمد ندا – حسن عيسى عبد الظاهر‪ ،‬الناشر ‪ :‬األزهر الشريف‬
‫الطبعة الثانية‪ 2005،‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬الجامع ألحكام القرآن (تفسير القرطبى) ألبى عبد هللا محمد بن أحمد بن أبى بكر‬
‫بن فرح األنصارى الخزرجى شمس الدين القرطبى (المتوفى ‪671‬هـ) تحقيق ‪ /‬أحمد‬
‫البردونى وإبراهيم أطفيش – دار الكتب المصرية ‪ -‬القاهرة الطبعة الثانية ‪ 1384‬هـ‬
‫‪ 1964 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬جمهرة األمثال‪ ،‬ألبى هالل الحسن بن عبد هللا بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران‬
‫دار الفكر ‪ -‬بيروت ‪.‬‬ ‫العسكري (المتوفى‪ :‬نحو ‪395‬هـ)‬

‫لشمس الدين محمد بن أحمد بن‬ ‫‪ -‬جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود‬
‫علي بن عبد الخالق‪ ،‬المنهاجي األسيوطي ثم القاهري الشافعي (المتوفى‪880 :‬هـ)‬
‫تحقيق ‪ /‬مسعد عبد الحميد محمد السعدني‪ ،‬دار الكتب العلمية بيروت – لبنان‬
‫الطبعة‪ :‬األولى‪ 1417 ،‬هـ ‪ 1996 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبى نعيم أحمد بن عبد هللا بن أحمد األصبهانى‬
‫مطبعة السعادة ‪ 1974‬م ‪.‬‬ ‫ت ‪ 430‬هـ‬

‫‪- 141 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫‪ -‬حياة الحيوان الكبرى ‪،‬محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدميري‪ ،‬أبو البقاء‪ ،‬كمال‬
‫الدين الشافعي (المتوفى‪808 :‬هـ) ‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫‪ 1424‬هـ ‪.‬‬

‫عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء‪ ،‬الليثي‪ ،‬أبو عثمان‪ ،‬الشهير‬ ‫‪ -‬الحيوان‬
‫بالجاحظ (المتوفى‪255‬هـ) ‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت الطبعة‪ :‬الثانية‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ 1985‬م بيروت–‬ ‫‪ -‬الحيوان فى األدب العربى ‪،‬شاكر هادى شكر ‪،‬الطبعة األولى‬
‫المزرعة ‪.‬‬

‫أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجانى‬ ‫‪ -‬درج الدرر فى تفسير اآلى والسور‬
‫تحقيق ‪ :‬وليد بن أحمد بن صالح الحسين (وشاركه فى بقية األجزاء)‪:‬‬ ‫ت ‪ 471‬هـ‬
‫الطبعة األولى ‪ 2008‬م‪.‬‬ ‫مجلة الحكمة – بريطانيا‬ ‫إياد عبد اللطيف القيسى‬

‫‪،‬دار‬ ‫‪ -‬الدر المنثور‪،‬عبد الرحمن بن أبى بكر جالل الدين السيوطى‪ ،‬ت ‪ 911‬هـ‬
‫الفكر – بيروت ‪.‬‬

‫‪ -‬ديوان ابن الرومى ‪ ،‬شرح أحمد حسن بسج‪،‬دار الكتب العلمية بيروت – لبنان‬
‫الطبعة الثالثة ‪ 2002‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬ديوان أبى حيان األندلسى ‪ ،‬تحقيق د‪ .‬أحمد مطلوب – د‪ .‬خديجة الحديثى الطبعة‬
‫األولى مطبعة العانى ‪ -‬بغداد ‪ 1969‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬ديوان البحترى ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬حسن كامل الصيرفى ‪ ،‬دار المعارف ‪ 1978،‬م ‪.‬‬

‫ت ‪ 1127‬هـ‬ ‫‪ -‬روح البيان ‪ ،‬إسماعيل حقى بن مصطفى اإلستانبولى أبو الفداء‬


‫دار الفكر – بيروت ‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫‪ -‬الروض المعطار في خبر األقطار ‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن عبد هللا بن عبد المنعم‬
‫مؤسسة ناصر للثقافة – بيروت‬ ‫ت ‪ 900‬هـ تحقبق ‪ :‬إحسان عباس ‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الحميرى‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1980‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬زاد المسير فى علم التفسير‪ ،‬جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن على الجوزى‬
‫ت ‪ 597‬هـ تحقيق ‪ :‬عبد الرازق المهدى ‪،‬دار الكتاب العربى – بيروت ‪،‬الطبعة األولى‬
‫‪ 1422‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬زهر األكم في األمثال والحكم‪ ،‬الحسن بن مسعود بن محمد‪ ،‬أبو علي‪ ،‬نور الدين‬
‫اليوسي (المتوفى‪1102 :‬هـ)‪،‬المحقق‪ :‬د محمد حجي‪ ،‬د محمد األخضر ‪،‬الشركة الجديدة‬
‫‪ -‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء – المغرب ‪،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1401 ،‬هـ ‪1981 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬شرح صحيح البخارى البن بطال أبى الحسن على بن خلف بن عبد الملك‬
‫مكتبة الرشد السعودية – الرياض‬ ‫تحقيق ‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم‬ ‫ت ‪ 449‬هـ‬
‫الطبعة الثانية ‪ 2003‬م ‪.‬‬

‫الناشر‬ ‫‪ -‬الشيعة وأهل البيت ‪ ،‬إحسان إلهى ظهير الباكستانى ت ‪ 1407‬هـ‬


‫‪ :‬إدارة ترجمان السنة ‪ ،‬الهور – باكستان ‪.‬‬

‫‪ -‬صحيح البخارى ‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبد هللا البخارى الجعفى ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬محمد‬
‫زهير بن ناصر الناصر ‪ ،‬دار طوق النجاة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1422‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬عجائب المخلوقات والحيوانات وغرائب الموجودات ‪ ،‬لزكريا بن محمد بن محمود‬


‫الكوفى القزوينى‪ ،‬مؤسسة األعلمى للمطبوعات ‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ 2000‬م ‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫‪ -‬عرائس المجالس‪ ،‬ألبى إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابورى الثعلبى ت‬


‫‪ 427‬هـ ‪،‬مكتبة الجمهورية العربية ‪.‬‬

‫‪ -‬العقد الفريد‪،‬ألبى عمر‪ ،‬شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه المعروف بابن عبد‬
‫ربه األندلسي (المتوفى‪328 :‬هـ) ‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1404‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬فتح القدير‪ ،‬محمد بن على بن محمد بن عبد هللا الشوكانى ت ‪ 1250‬هـ ‪ ،‬دار‬
‫ابن كثير ‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1414 ،‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية لعبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد هللا‬
‫البغدادى التميمى األسفرايينى أبو منصور (المتوفى ‪ 429‬هـ) دار اآلفاق الجديدة –‬
‫بيروت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1977‬م ‪.‬‬

‫عبد هللا بن المقفع (ت ‪ 142‬هـ) المطبعة األميرية ببوالق – القاهرة‬ ‫‪ -‬كليلة ودمنة‬
‫الطبعة السابعة عشرة ‪ 1937‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬لسان العرب لمحمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري‬
‫الرويفعى اإلفريقى (المتوفى‪711 :‬هـ) ‪،‬دار صادر – بيروت ‪،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪-‬‬
‫‪1414‬هـ‪.‬‬

‫‪ -‬مجمع األمثال ألبى الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري (المتوفى‪:‬‬
‫‪518‬هـ) ‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد محيى الدين عبد الحميد ‪،‬الناشر‪ :‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان ‪.‬‬

‫‪- 144 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫ت‬ ‫‪ -‬محاسن التأويل ‪ ،‬محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحالق القاسمى‬
‫دار الكتب العلمية – بيروت ‪،‬‬ ‫المحقق ‪ :‬محمد باسل عيون السود‬ ‫‪ 1332‬هـ‬
‫الطبعة األولى ‪ 1418‬هـ ‪.‬‬

‫ت ‪ 458‬هـ‬ ‫‪ -‬المحكم والمحيط األعظم ‪ ،‬أبو الحسن على بن إسماعيل بن سيده‬


‫تحقيق ‪ /‬عبد الحميد هنداوى ‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪ 2000 ،‬م ‪.‬‬

‫ت ‪456‬هـ‬ ‫‪ -‬المحلى باآلثار ‪،‬أبو محمد على بن أحمد بن حزم األندلسى القرطبى‬
‫دار الفكر – بيروت (دت) ‪.‬‬

‫‪ -‬مختصر صحيح اإلمام البخارى ‪،‬أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين األلبانى ت‬
‫‪ 1420‬هـ ‪ ،‬مكتبة المعارف للنشر والتوزيع – الرياض الطبعة األولى ‪ 2002‬م‪.‬‬

‫أحمد بن يحيى بن فضل هللا القرشي العدوي‬ ‫‪ -‬مسالك األبصار في ممالك األمصار‬
‫المجمع الثقافي‪ ،‬أبو ظبي ‪ ،‬الطبعة األولى‬ ‫العمري‪ ،‬شهاب الدين ت ‪ 749‬هـ‬
‫‪1423‬هـ ‪.‬‬

‫ت‬ ‫‪ -‬المسالك والممالك أبو عبيد عبد هللا بن عبد العزيز بن محمد البكرى األندلسى‬
‫‪ 487‬هـ ‪،‬دار الغرب اإلسالمى ‪ 1992،‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬المستدرك على الصحيحين ألبى عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن‬
‫حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبى الطهمانى النيسابورى المعروف بابن البيع (المتوفى‬
‫‪ 405‬هـ) تحقيق ‪ /‬مصطفى عبد القادر عطا‪،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت الطبعة‬
‫األولى ‪ 1411‬هـ ‪1990 -‬م ‪.‬‬

‫‪- 145 -‬‬


‫المجلد (‪ )33‬العدد (‪ )62‬يناير ‪2024‬‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

‫اليمانى الصنعانى‬ ‫ألبى بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميرى‬ ‫‪ -‬المصنف‪،‬‬
‫ت ‪ 211‬هـ ‪ ،‬تحقيق ‪ /‬حبيب الرحمن األعظمى‪،‬الناشر ‪ :‬المجلس العلمى – الهند‬
‫يطلب من ‪ :‬المكتب اإلسالمى – بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1403‬هـ ‪.‬‬
‫‪ -‬مناظرة بين اإلسالم والنصرانية ‪ ،‬لمناقشة العقيدة الدينية بين مجموعة من رجال الفكر‬
‫من الديانتين اإلسالمية والنصرانية ‪ ،‬مثل الجانب اإلسالمى فى المناظرة كل من الشيخ‬
‫الدكتور محمد جميل غازى واألستاذ إبراهيم خليل أحمد واللواء المهندس أحمد عبد‬
‫الناشر ‪ :‬الرئاسة العامة إلدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة واإلرشاد‬ ‫الوهاب‬
‫– الرياض – المملكة العربية السعودية ‪ -‬الطبعة الثانية ‪ 1413‬هـ ‪ 1992 -‬م ‪.‬‬
‫أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد القرطبى الباجى األندلسى‬ ‫‪ -‬المنتقى شرح الموطأ‬
‫ت ‪ 474‬هـ مطبعة السعادة الطبعة األولى ‪ 1332‬هـ ‪.‬‬

‫ترجمة‪:‬‬ ‫لجوستاف هيندمان ميلر (المتوفى‪1347 :‬هـ)‬ ‫‪ -‬موسوعة تفسير األحالم‬


‫هدى موسى الطبعة‪ :‬األولى‪1410 ،‬هـ ‪1990 -‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬نخب األفكار فى تنقيح مبانى األخبار فى شرح معانى اآلثار‪ ،‬أبو محمد محمود بن‬
‫و ازرة‬ ‫تحقيق ‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم‬ ‫ت ‪ 855‬هـ‬ ‫أحمد بن موسى العينى‬
‫األوقاف والشئون اإلسالمية – قطر ‪،‬الطبعة األولى ‪ 2008‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق‪ ،‬محمد بن محمد بن عبد هللا بن إدريس الحسني‬
‫الطالبي‪ ،‬المعروف بالشريف االدريسي ت ‪ 560‬هـ ‪ ،‬عالم الكتب – بيروت الطبعة‬
‫األولى ‪ 1409‬هـ ‪.‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫درية محمد مغربى محمد مكى‬ ‫الفيل فى الوجدان العربى‬

‫‪ -‬نهاية األرب فى فنون األدب أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي‬
‫التيمي البكري‪ ،‬شهاب الدين النويري (المتوفى‪733 :‬هـ) دار الكتب والوثائق القومية‪،‬‬
‫القاهرة ‪ 1423‬هـ ‪.‬‬

‫‪ -‬الهداية إلى بلوغ النهاية فى علم معانى القرآن وتفسيره وإحكامه وجمل من فنون علومه‬
‫ألبى محمد مكى بن أبى طالب حموش بن محمد بن مختار القيسى القيروانى ثم‬
‫األندلسى القرطبى المالكى ت ‪ 437‬هـ ‪ ،‬المحقق ‪ /‬مجموعة رسائل جامعية بكلية‬
‫الدراسات العليا والبحث العلمى – جامعة الشارقة بإشراف أ‪.‬د‪ .‬الشاهد البوشيخى‬
‫الطبعة األولى ‪ 2008‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬الوسيط فى تفسير القرآن المجيد ‪ ،‬أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن على‬
‫الواحدى النيسابورى الشافعى ت ‪ 468‬هـ ‪ ،‬تحقيق وتعليق ‪ /‬عادل أحمد عبد الموجود‬
‫– على محمد معوض – د‪ .‬أحمد محمد صيرة – د‪ .‬أحمد عبد الغنى الجمل – د‪ .‬عبد‬
‫الرحمن عويس ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت – لبنان الطبعة األولى ‪ 1994‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬الوسيط فى علوم ومصطلح الحديث ‪ ،‬محمد بن محمد بن سويلم أبو شهبة ت‬


‫‪ 1403‬هـ ‪،‬دار الفكر العربى ‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬


2024 ‫) يناير‬62( ‫) العدد‬33( ‫المجلد‬ ‫مجلة كلية اآلداب بقنا‬

The Elephant in the Arab conscience


Dr. Dorriya Mohammed Maghraby Mohammed Makki

Abstract :
This research deals with a topic entitled "The Elephant in the
Arab Conscience", which monitors the relationship between man
and one of the huge animals that the Arab man saw and was
fascinated by and many ideas, beliefs and myths were made.
The books of the Arab heritage included a significant amount
of ideas and narration which reflected the image of the elephant, so
the preamble includes several points about the definition of the
elephant and what distinguishes it and its importance among other
nations. Then the research moves to introduce multiple issues about
the elephant in Arabic literature, the first of which came about the
elephant in Arab mythology reflecting ideas and narratin that gave
miraculous pattern which does not represent the truth, but was
rooted in the minds of the Arabs and their conscience.
Hence, I moved to the next issue, which is about the mention
of the elephant in the Arabic poetry, which is a good amount that I
was able to collect from the heritage books, which mentioned the
elephant directly or referred to it while discussing other issues.
Then I dealt with the place of the elephant in the world of
dreams and its various interpretations reported by dreams
interpreters. Then I moved to the anecdotes and folk tales in which
the elephant was mentioned, and then the Arab proverbs that used
the elephant in all these topics which was dealt in the framework of
certain angles – most often – focused on its huge body, weight,
insatiability and strength.
Finally, I discussed the issue of eating it in Islamic law and
the use of its tusks, bones, leather, etc.
Keywords: elephant - heritage - animal - legend - folk tales.

- 148 -

You might also like