Professional Documents
Culture Documents
اعداد
أ.م.د جوالن حسني علوان
Dr. Jolan Hussein Alwan
1
ملخص البحث
تناول البحث املوسوم مجاليات احلرف العريب واثره يف النحت املعاصر اشكالية التوظيف اجلمايل
للحرف يف بنية التشكيل النحيت كون احلرف العريب ميثل اهلوية واالصالة واندماجه مع االجتاهات
املعاصرة فانطلقت مشكلة البحث من التساؤل االيت مامدى امهية احلرف العريب وكيفية توظيفه مجاليا
يف التشكيل النحيت املعاصر؟ ومدى توظيف اخلطاب اجلمايل للتعبري عن مفاهيم ختص احلرف العريب؟.
كما ومشل الفصل االول ايضا امهية البحث واليت متثلت:
-1تناول موضوع حيمل رؤية مجالية خياطب اعمال حنتية معاصرة -2.من الدراسات املهمة علميا
ومعرفيا ابالمكان اعتباره مصدر مهم للمختصني والباحثني عن املصادر اجلمالية-3 .ابالمكان استفادة
املكتبة ابعتباره مصدر للطلبة املهتمني ضمن هذا اجملال.
اماهدف البحث فقد تضمن:التعرف على مجاليات احلرف العريب يف النحت املعاصر،.يف حني حتدد
البحث احلايل بدراسة التشكيالت النحتية املعاصرة ( )2012-2000واليت تضمنت توظيف احلرف
العريب مجاليا يف التشكيالت النحتية الربعة من الفنانني العرب.
وقد تضمن الفصل الثاين االطار النظري اثنثن من املباحث:
املبحث االول :التشكيل ابخلط العريب ومجاليته
املبحث الثاين :ظهور احلروفية كظاهرة فنية.
اما الفصل الثالث وهو اجراءات البحث فقد اشتمل على :
جمتمع البحث اخلاص بـ التشكيالت النحتية اليت استلهمت احلرف العريب مجاليا ضمن حدود
البحث .وكانت عينة البحث :مت تعيني عينة البحث بصورة قصدية من جممل املنجزات النحتية اليت
تضمنت توظيف احلرف يف التشكيالت النحتية الربعة من النحاتني العرب:
-1عاصم الباشا(سوراي)-2 .صباح فخر الدين(العراق)-3 .منال الشريعان(الكويت)-4.علي اجلاسر(السعودية).
وقد استخدم املنهج الوصفي التحليلي.
وقد مت التوصل يف الفصل الرابع اىل اهم النتائج وهي:
-1للحرف العريب امهية كبرية ومعربة عن االصالة واهلوية ..
-2احلرف واخلط العريب بتضمينه فيبنية التشكيل النحيت عرب عن الفن وحبطاب مجايل.
-3الرتكيز على احلرف العريب ومزجه مع اجلسد بليونته املتوافقة مع بعضها.
-4احلروفية منذ القدم تضمنت االعمال الفنية.
-5هناك انواع من اخلط العريب منذ القدم استلهمه النحات ضمن تشكيالته النحتية.
2
الفصل االول
مشكلة البحث:
تنوع اخلطاب اجلمايل الفين وفقا لكثري من املتغريات اليت ظهرت على الشكل الفين يف فن النحت
املعاصر ومازال البحث متواصل للفن وخصائصه اجلمالية ومدى حتليل البنية الفنية اجلمالية للنحت
وموضوع البحث يدرس مجالية احلرف العريب واثره يف النحت املعاصر لكون ان اخلط واحلرف العريب منذ
عهوده القدمية ذو خصائص مجالية لكونه قد مجع بني الفائدة واحلكمة اىل جانب استخداماته اللغوية
لذا كانت مشكلة البحث تتحدد يف السؤال االيت :مامدى امهية احلرف العريب وكيفية توظيفه مجاليا يف
التشكيل النحيت املعاصر؟ ومدى توظيف اخلطاب اجلمايل للتعبري عن مفاهيم ختص احلرف العريب؟.
أمهية البحث:
تتجلى أمهية البحث يف:
-1تناول موضوع حيمل رؤية مجالية خياطب اعمال حنتية معاصرة.
-2من الدراسات املهمة علميا ومعرفيا ابالمكان اعتباره مصدر مهم للمختصني والباحثني عن املصادر
اجلمالية.
-3ابالمكان استفادة املكتبة ابعتباره مصدر للطلبة املهتمني ضمن هذا اجملال.
هدف البحث:
يهدف البحث احلايل إىل :
التعرف على مجاليات احلرف العريب يف النحت املعاصر.
حدود البحث:
يتحدد البحث احلايل بدراسة التشكيالت النحتية املعاصرة ( )2012-2002واليت تضمنت
استلهام احلرف يف بالد الوطن العريب.
3
حتديد مصطلحات:
اجلمالية:اجلمال :لغة هو" احلسن ،و قد مجل الرجل – ابلضم – مجاال ،فهو مجيل، -1
واملد"(.السبكي،املختار من صحاح اللغة،ص.)33 واملرأة اجلميلة ،ومجالء أيضا -ابلفتح
و اجلمال حسب تعريف ( ريد) ":هو وحدة للعالقات الشكلية بني األشياء اليت تدركها
حواسنا" (هربرت ريد،معىن الفن،ص.)132
.وكذلك هو"مجلة السمات املشرتكة اليت تتالقى يف إدراك كل األشياء اليت تشري اىل
االنفعال اجلمايل واليت ينطبق عليها هذا التوصيف ابلذات" (.هربرت ريد،معىن
الفن،ص.)132
احلرف العريب:كل مايرتكب منه اللفظ ويسمى حرف التهجي وحرفوحروف اهلجاء -2
وحروف املعجم.
احلروفيني:عرفهم(الشاروين )1191،ابهنم الرسامون الذين جعلوا من احلرف العريب منبعا
الهلامهم وموضوعا شكليا للوحاهتم.
اخلط العريب:يف اصطالح االدابء هو صفة االشياء،وقد اصطلح الفقهاء ابنه عقد بني -3
السيد وعبده على مال يدفعه اليه منجما فيعتق ابدائه وعرفه(رضاء )1132،ابنه الكتابة
وهي رسوم واشكال تدل على مايف النفس وهو تعريف خمتصر وشامل لكل مايرسم ويراد
منه الداللة على معىن سواء يف ذلك االرقام العددية واحلروف اهلجائية والكتابة املختزلة بل
هو شامل ايضا للخط الرمزي.
4
الفصل الثاين
املبحث االول:التشكيل ابخلط العريب ومجاليته:
يقوم احلرف العريب على البعد الواحد ،وهذا يعين أن الوجود يتحقق ابلعودة من احلجم إىل أصله
الشكلي ،ومن الشكل إىل أصله اخلطي ،ومن العامل اخلارجي إىل طبيعة روحيّة .أي أنه غري تصويري،
وغري التصويري واحلقيقة أنه حتت خيمة الفن العريب اإلسالمي بشكل عام ،تنضوي العديد من األعمال
الرتاثيّة اجلماليّة الباهرة واملتفردة ،يف سياقها أتيت (احلروفيّة) وغريها من االجتاهات الفنيّة البصريّة املسكونة
هباجس التفرد وحتقيق املنجز البصري .والفن القائم على املعطيات التشكيليّة والدالليّة املتفردة للحرف
العريب ،ال يرتبط بزمان أو مكان ،بقدر ما يرتبط إببداع فنانيه الذي تنوع وتعددت أشكاله وصيغه
وطرائق تعامله واستخداماته وأفكار املشتغلني على هذا النوع من اإلبداع البصري .واستخدام احلرف
العريب يف الفنون التشكيلية احلديثة ،ووالدة ما يسمى ابحلروفيّة ،أو جبماعة البعد الواحد يف العراق ،ما
هي سوى حماولة للوصول إىل هذا العمق احلضاري اإلسالمي ،وما يدعم هذا التوجه ويسعفه كثريا ،متتع
الكتابة العربية جبمال حروفها ،مفردة كانت أو مركبّة.يُضاف إىل ذلك ،اخلاصيّة املتفردة هلذه احلروف
واملتمثلة مبطواعيتها وقدرهتا وقابليتها ،ألن تكون جماال رحبا البتكار أساليب وصيغ فنيّة جديدة .كما أن
من خواص احلروف العربية مرونتها وجتاوهبا مع عمليات املد أو االستدارة ،الصعود أو النزول ،الذهاب
شاقوليا أو أفقيا ،التصغري والتكبري ،اعتماد حرف ،أو أجزاء من حرف ،أو جمموعة من احلروف أو كلمة
كاملة ،أو جمموعة من الكلمات.
يعترب الفن اإلسالمي ،الفن الوحيد الذي اختذ من اخلط العريب عنصرا زخرفيا مهما ،ويرجع ذلك إيل ما
أصدره اخللفاء األمويني من أوامر صارمة جعلت الكتابة على الطراز أي النسيج والورق أمرا ضروراي،
لذلك تطور اخلط العريب بسرعة واختذ أشكا الزخرفية متنوعة ،وأمساء فنية متعددة على الرغم من بساطة
نشأة هذا اخلط وبداية تكوينه(اخوان الصفا، ،ص.)144
ولعل أقدم اخلطوط العربية هي تلك اليت تفاعلت يف جزيرة العرب من مشاهلا إيل جنوهبا ،حىت ظهر اخلط
العريب القدمي الذي وجد قبل اإلسالم ،مث انتشر بعده وأخذ يف التطور بوضوح حروفه ،والتنوع ابختالف
رسم حروفه حىت صارت له أمساء عديدة وأصبح يطلق عليه أمساء املدن ،كاملكي واملدين والشامي والكويف
وغريها .غري أن هنالك تطورا آخر ساهم يف تنوع اخلطوط وهو التنويع احلاصل من تغيري حجم القلم
ونوعه ونوع الورق واملادة املكتوب عليها ،ومن هذه اخلطوط :الطومار ،خمتصر الطومار ،الثلث ،خفيف
الثلث،الرقاع ،احملقق والغبار (-القلقشندي ،صبح األعشى ،ج ، 3ص( ( 144شكل )1
5
شكل()1
لقد كان اخلط العريب وسيلة للعلم ،مث أصبح مظهرا من مظاهر اجلمال ،ومازال ينمو ويتنوع ويتعدد حىت
بولغ يف أساليب التحويرات اجلريئة فاعتربوه نوعا وقد بلغت األنواع حنو مثانني نوعا ثبتت أخريا على ستة
أنواع أساسية هي :الكويف والنسخ والثلث والرقعة والديواين والفارسي على حممد أمني(. ( 1992 )،شكل)2
(شكل)2
إن احلروف العربية متتاز أبهنا تكتب متصلة يف أغلب األحيان ،وهذا يعطي للحروف إمكانية تشكيلية
كبرية دون أن خيرج عن اهليكل األساسي هلا من حيث تراصف احلروف وتراكبها وتالحقها ،وميكن أن
تالحظ إن طريقة الوصل بني احلروف ختتلف من نوع آلخر من أنواع اخلط العريب ،كما يف الكويف
والنسخ والثلث والديواين والفارسي ،وهذا االختالف انتج عن األسس املتبعة يف كتابة كل خط من هذه
اخلطوط حيث جند الزوااي واخلطوط املستقيمة سائبة يف أنواع الكويف (.شكل .)3وجند األقواس والزوااي يف
مكان النسخ والثلث(شكل.)4
2
تناغما
بينما تكون األقواس الرشيقة املدات االنسيابية لوصالت مساكات خمتلفة يف اخلط الفارسي لتعطي للحروف املتباينة يف عرضها ً
موسيقيًا إضافة إىل عالمات التشكيل واإلدغام واليت تعترب عناصر تزيينية زخرفية إلمتام التناسق وملء الفراغات يف خطوط النسخ
والثلث (على حممد أمني() ( 1992 ).،شكل.)5
(شكل)5
املبحث الثاين :ظهور احلروفية كظاهرة فنية:
اعترب احلرفو اخلط العريب أحد أبرز مظاهر العبقرية الفنية عند العرب .ولقد كان أوال وسيلة للمعرفة ابتداء
منذ أن كان جنينا يف رحم الكتابة الفينيقية ،مث توضح يف الكتابة اآلرامية مث يف الكتابة النبطية املتأخرة،
حىت بلغ كماله ومجاله يف الكتابة العربية ،وأصبح فنا له ما يقرب من مثانني أسلواب وطريقة ،ومن أشهرها
الكويف والثلث والرقعي والفارسي والديواين وفروع هذه اخلطوط ،ومن هنا ،فقد أكد الفنان املسلم على
أمهية احلضور اجلمايل للكلمة املقدسة يف األمكنة املقدسة ،وأكد على القيمة اجلمالية املطلقة لألشكال
اهلندسية ،وبشكل خاص على اخلط العريب الذي يعد من أكثر األشكال قداسة الرتباطه املباشر بداللته
اللغوية املقدسة.
إن اخلط العريب هو فن تشكيلي ،له عناصره ومقوماته اخلاصة به ،حيث ميكن أن تتم اللوحة كتابة
وتكوينا (شكال ومضموان) ابستخدام األلوان املتعددة ،أو اللون الواحد بدرجاته ،أو اللونني (أبيض
وأسود أو غريمها) ،كما ميكن أن تكون الكتابة جزءا من اللوحة التشكيلية ،أو أن تكون احلروف يف
لوحة ما عناصر ال تتعلق ابملضمون ،أي أن احلروف ،هنا ،تكون أشكاال وهياكل متممة للوحة فقط.
ويف هذا اجملال كما يقول الباحث على حممد أمني (علي محمد أمين، :ص )5تعددت األساليب اليت
تناولت اخلط العريب يف الفن التشكيلي .وقدميا كان الفن العريب مقتصرا على تنويعات اخلط والزخرفة ،مث
بدأت تدخل الرسوم املنمنة ،اليت حتتوي على خملوقات حية وبشرية يف الكتب املختلفة ،على سبيل
الشرح والتوضيح ،أو لوحات مرافقة للقصص واملقامات .وقد خلفت لنا العصور القدمية آالفا من
اللوحات الفنية ،القائمة كليا على الكتابة والزخرفة العربية ،كما حوت بطون الكتب أعدادا كبرية من
لوحات الكتابة ،فقد تفنن اخلطاطون يف زخرفة وتذهيب الكتب خاصة القرآن الكرمي ،مستخدمني
األلوان املختلفة بشكل متناسق مجيل .إن احلروف العربية الغنية مبعطياهتا الفنية ،كانت ،وال تزال تلهم
الفنانني إبداعاهتم ،فهذه احلروف تنضوي على عبقرية فذة ال حدود هلا ،إن من حيث املضمون ،أو من
حيث الشكل ،ولقد اعتمد الفنانون التشكيليون يف الوقت احلاضر على عناصر تشكيلية مستمدة من
اخلط العريب.
9
وهناك طريقتني لالستفادة من احلرف العريب ،األوىل يكون احلرف فيها عنصرا تشكيليا أساسيا يف
اللوحة ،والثانية ال عالقة للحرف مبضمون اللوحة ،إمنا يكون احلرف فيها عنصرا تشكيليا فحسب .ففي
اجملال األول جند ميال لدى كثري من الفنانني إىل استخدام الكتابة العربية شكال ومضموان حبيث تتكون
اللوحة من مجلة أو كلمة تكتب ابلطريقة التقليدية للخط العريب ،أو بطريقة فنية ال تلتزم بقواعد اخلط
العريب ،بل إن بعضهم استخدم الكلمات للتعبري عن مضمون اللوحة أبشكال فنية غري ملتزمني بقوانني
وقواعد اخلط العريب.
كما قام فنانون آخرون بتجريد ا خلط العريب واستخدامه يف اللوحات التجريدية اليت اقتبسوها من الغرب،
حماولني ربط الرتاث العريب ابلفنون العصرية ،وهم مجيعا استخدموا اخلط العريب حروفا وكلمات ،ومجال،
كعناصر تشكيلية تساهم يف بناء اللوحة ،فإما أن تكون أساسا يف هذا البناء يف بعض اللوحات ،أو
تس تخدم يف حل ،أو إشغال الفراغات يف لوحات أخرى .وكل ذلك مع االستفادة من الرتاث الزخريف
العريب.
ظ هرت يف أواخر القرن العشرين بني الفنانني العرب وغريهم ممن استلهم مجاليات فنون اخلط العريب
وحوروها يف أعمال فنية بشكل معاصر وحديث وهي تندرج اليوم ضمن الفن احلديث .تتميز احلروفيات
ابجلمع بني التقاليد واحلداثة ،عمل هؤالء الفنانون على تطوير لغة بصرية عربية ،غرست إحساسا ابهلوية
الوطنية .لقد تبنوا نفس اسم احلروفية ،وهو هنج للصوفية الذي ظهر يف أواخر القرن الرابع عشر -أوائل
القرن اخلامس عشر .وصفت مؤرخة الفن ساندرا داغر احلروفية أبهنا أهم حركة ظهرت يف عامل الفن
العريب يف القرن العشرين.
كان الفن التقليدي احلرويف مقيدا بقواعد صارمة ،حيث حيظر تصوير أو رسم البشر وذات األرواح فيها
كذلك كانت معظمها ذات ارتباطات دينية أو تعبدية إسالمية .اخلطاطون يتدربون على إتقان واحرتاف
اخلط العريب لسنوات عديدة من أجل اكتساب كل من التقنية والقواعد اليت حتكم اخلط .حترر الفنانون
احلروفيون املعاصرون من هذه القواعد ،مما مسح بفك احلروف العربية وتغيريها وإدراجها يف األعمال الفنية
التجريدية.
رفض فنانو احلروفيات مفاهيم الفن الغريب ،وشكلوا هوية فنية جديدة مستمدة من ثقافتهم وتراثهم .جنح
هؤالء الفنانون يف دمج التقاليد املرئية اإلسالمية ،وخاصة اخلط العريب ،يف تراكيب أصلية معاصرة.
املوضوع الشائع بني فناين احلروفيات هو أهنم مجيعا استفادوا من مجاليات وغموض اخلط العريب ،لكنهم
استخدموه ابملعىن احلديث التجريدي .على الرغم من أن فناين احلروفيات كافحوا إلجياد حوارهم الفردي
مع القومية ،فقد عملوا أيضا على حتقيق مجالية أوسع تتخطى احلدود الوطنية وميثلون انتماء هلوية عربية
شرح مؤرخ الفن ،كريستيان تريشل ،كيفية يتم استخدام اخلط العريب يف الفن املعاصر:
3
«إهنم يفككون الكتابة ويستغلون احلرف وحيولونه إىل عالمة إشارية للخط والتقاليد والرتاث الثقايف .نظرا
ألن العالمة مجالية حبتة ولغوية فقط يف ترابطها الثقايف ،فإهنا تفتح حىت اآلن طرقا غري مألوفة للتفسري،
وجتتذب مجاهري خمتلفة ،ومع ذلك ال تزال حتتفظ بثقافة الفنان اخلاصة ،فنانو احلروفيات يتخلصون من
وظيفة اللغة املعربة .احلروف تصبح عالمات خالصة ،وتُفرغ مؤقتا من معناها املرجعي ،تصبح متاحة
ملعاين جديدة,) Asfour, M., "A Window on Contemporary Arab Art," NABAD Art Gallery ».
مل تكن احلركة الفنية احلروفية مقتصرة على النحاتني ،ولكنها تضمنت أيضا فناين خزف مهمني مثل
األردين ،حممود طه ،الذي مجع بني اجلماليات التقليدية ،مبا يف ذلك اخلط ،مع احلرف اليدوية البارعة،
اضافة اىل النحاتني مثل القطري ،يوسف أمحد والعراقيان ،جواد سليم وحممد غين حكمت .كما مل يتم
تنظيم احلركة على أسس رمسية عرب الدول الناطقة ابلعربية .يف بعض الدول العربية ،شكل فنانو احلروفيات
جمموعات أو جمتمعات رمسية ،مثل العراق جمموعة (البعد الواحد )املدرسة االوىل اليت ادخلت احلرف
مدن أخرى عمل فنانون بشكل مستقل يف نفس املدينة قاموا دون علم ضمن االعمال الفنية ،بينما يف ٍ
ببعضهم البعض.
الفصل الثالث
اجراءات البحث
جمتمع البحث:
يشتمل جمتمع البحث على التشكيالت النحتية اليت انطوت ضمن ااستلهام احلرف العريب يف التشكيل
املعاصر ضمن حدود البحث( .) 2012- 2000
عينة البحث-:
مت تعيني عينة البحث بصورة قصدية من جممل املنجزات النحتية اليت استلهمت احلرف العريب ومشلت
اعمال اربعة حناتني عرب:
-1عاصم الباشا(سوراي)-2 .صباح فخر الدين(العراق)-3 .منال الشريعان(الكويت)-4.علي اجلاسر(السعودية).
1
حتليل العينات
امنوذج رقم()1
التحليل:
جند الفنان قد عرب بطريقة مميزة عن احلرف العريب يف عمله النحيت وهو حرف االلف الذي يبدو بصورته
وهيئته املعروفة والذي ينتهي جبسد امراة مستلقية على ظهرها وان سيقاهنا قد التحمت ابحلرف يف حني
قد وضعت يدها على راسهاويبدو اجلسد هبيئة عارية فقد ابنت تفاصيل اجلسم الواقعي وقد مت تنفيذ
التشكيل النحيت من خامة االملنيوم املؤكسد محل هذا التوليف بني جسم املراة وانسيابيته واملتوائمة مع
انسيابية احلرف يف االعلى نوع من اخلطاب اراد الفنان توصيلها اىل املتلقي عن طريق اخلروج عن
املالوف واملتداول ،حيث نستطيع ان نتلمس نوع من اخلطاب اخلاص بفن اجلسد كوسيلة وفكرة للتعبري
وكامنا بدا احلرف ابنسيابيته وليونته ممتد ومتوافق مع انسيابية جسد املراة وليونته املعهودة ،اراد الفنان هنا
ان يعطي للمتلقي فكرة عن طريق اجلسد وبذلك يشرتط أن يقوم اجلسد ابملهمة ليقدم العمل الفين
الذي مينح القدرة على اإلحساس إبيقاع العمل الذي جيسد املعىن وهذا يعىن احلركة اليت حتاكى الواقع من
خالل اختزال اللغة التقليدية واحلرف ليكون هو املعرب عن احلدث النفسي أو الفكري ليكون هو ذاته
حمورها.
الفنان مبزجه بني اجلسد واحلرف وتعبريه عن الليونة يف كال اجلزئني اي جسم املراة العارية واحلرف العريب
اعطا لنا نوعا من خطاب خمتلف عن الواقع يكون ذات طبيعة مجالية ويف حماولة منه إلظهار الشكل
اخلاص واملميز للخطاب البصري من خالل توظيف املفردات بطريقة حتقق هدف الفنان للسعي اىل
هيمنة الشكل على املوضوع يف العمل
11
امنوذج رقم()3
اسم العمل:حروف من ذهب
سنة األجناز 2213 :
الفنان :منال الشريعان
التحليل:
يظهر لنا الشكل على هيئة غري منتظمة فيه بعض االلوان املختلفة وخصوصا اللون االزرق واللون الذهيب
وقليال من اللون االخضر وعليه كتابة ابخلط العريب وقد ابنت احلروف ابرزة ،حرصت الفنانة على تقدمي
قضااي الرتاث والثقافة العربية واالسالمية عرب خامات استمدهتا من البيئة احمليطة لتمزجها وتظهرها بروح
عصرية ،فالشكل يبدو وكانه صخرة ولكنه من خامة اخلشب ،حيث يبدو احلرف وكانه جزء من السطح
النحيت من خالل ارتفاعه املنخفض البارز ،فاهلدف هنا ابراز مجالية احلرف العريب من حيث حركته
وتناغمه وتناسقه بعيدا عن استخدام تشكيل الكلمات بعينها فهو مجالية جمموعة حروف ويف حروف
من ذهب ادرجت النحاتة حروف االجبدية العربية كعنصر اساسي.
ان ادخال الكتابه على هذا النوع من الفن محل نوع من التعبري اجلمايل خصوصا ان الفنانة كثريا
ماادخلت احلرف العريب يف اعماهلا لرتتبط هذه االعمال الفنية ابلفكرة املعربة اليت تريد ايصاهلا للمتلقي
مما اعطى نوع من االختزالية والتبسيط ذات تفسري فلسفي لذا أصبحت السمة الغالبة على فنها ،وهي
أهم رواد هذا االجتاه ،وأعماهلااكدت عمقا على الفكرة من خالل منط بسيط داخل إطارتشكيالهتا.
اكدت النحاتة على الربط بني الفكرة والتعبري وإدراك مغزاه اجلمايل بيسر ،إذ أن أعماهلا أصبحت فيها
الفكرة واهلدف األساسى الفعلى بدال من العمل الفىن ذاته ،فقد حققت املعادلة بني مجالية احلرف
العريب وبني الليون الواقعة بني الليونة الواضحة يف حنت هذه االحرف وتعبريا عن االصالة واهلوية العربية ،
حىت ابالمكان اعتبار اللغة هي فن ختاطب املتلقي ونسعى حنو البحث عن مفهوم الشيئ بعد حتليله،
فقد بدل نسق اهليئة الفلسفية ومفهومها البصرى املرئى بكلمات ،الشكل النحيت بدا وكانه صخرة حاملة
تراث لغوي ملون اباللوان الرتاثية الليت طاملا مت استعماهلا منذ القدم ولكن يف حقيقة االمر ابمه هذا
الشكل هو من خامة اخلشب ،حيث استطاعت النحاتة من اظهارها بشكل وخامة خمتلفة عرب التقنية
املستخدمة يف التلوين وان احلرف العريب قد اعطى نوع من اجلمالية اليت ابنت يف العمل الفين.
12
امنوذج رقم()4
اسم العمل :تكوين حرويف
سنة األجناز 2212 :
الفنان :علي اجلاسر
التحليل:
يبدو الشكل وكانه جسد نفذ عليه كلمات عربية وحروف متنوعة مت استخدام خامة اخلشب ملا تتمتع به
هذه اخلامة من حيث املرونة وامكانية النحت عليها بفارق اخلامات االخرى فهي خامة مطاوعة للفنان
ومتوفرة يف البيئة يبدو الشكل وكانه جسد وطاملا نالحظ ابن الفنانني مزجوا بني اجلسد واحلرف العريب
الن كالمها يعرب عن الليونة وهذا الشكل اجلسدي مل يتم تنفيذه ابالسلوب الواقعي وامنا ابسلوب مبسط
واختزايل كاسلوب عهدانه يف النحت السعودي ،كان الرتكيز على الفكرة ذات احملتوى اجلمايل للخطاب
،فكان التوظيف مابني اجلسد ومابني كلمات احلرف العريب متداخل ليعطي قيم مجالية ووظيفية إلبراز
اجلانب الوجداين للطبيعة اإلنسانية اوال وهلوية احلرف العريب املتجذر مع هوية االنسان اثنيا .
يعترب هذا التوظيف عامال إجيابيا يف إبراز اجلمال حيث إبتكر الطريقة املثلى للتعبري للموضوع و الفكرة
للعمل بطريقة (أصلية) متفردة من حيث دمج الشكل وتوظيفه للخروج بشكل واضح املعامل الوضوح و
اجلدة ظاهرة يف العمل حيث يشعر املتلقي مبا يريد الفنان من ايصاله اليه وهو االشتغال برؤية مجالية
احلرف مرتبطا جبمالية اجلسد وهذا يعطي قيمة فنية مجالية مضافة ،فهو بذلك يقدم العمل من حيث
إظهار الفكرة للمتلقي .
وابلنسبة للون املستخدم فقد بقى لون خامة اخلشب كما هو حبالته الطبيعية وادخال اللون البين الداكن
فالنحات دائما يسعى لبقاء لون اخلامة االصلي ملا هلا من مجالية خاصةى ومعربة عن املوضوع وبصورة
افضل من تلوينها فاستخدام الفنان لاللوان احياان ويف بعض اخلامات تفقد قيمتها التعبريية حسب رايهم
وهذا ماجعل للعمل الفين من ان يظهر بصورته املعربة بدا من اخلامة بلوهنا االصلية واحلروف العربية
االصيلة وانتهاءا ابجلسد املختزل ذو الليونة املتوافقة مع ليونة احلرف العريب.
13
الفصل الرابع
النتائج
املصادر
14
Research Summary
The aesthetics of the Arabic letter and its impact on
contemporary sculpture
12