‫مـادة‪ :‬اللغ ــة العربية‬

‫مكون‪ :‬النصوص‬
‫املجزوءةـ الثالثة‪ :‬مفاهيم ‪ - 3 -‬اإلبداع‬
‫الفئة املستهدفة‪:‬ـ أولى باك جميع الشعب العلمية‬
‫الكتاب‪ :‬الرائد في اللغة العربية‬
‫املؤسسة‪ :‬ثانوية الزيتون التأهيليةـ ‪ -‬مكناس‬
‫األستاذ‪ :‬عبد املول ــى وليـ ــدة‬

‫عنوان النص‪:‬‬

‫طه عبد الرمحان‬ ‫اإلبداع الفني‬

‫تقديم‪:‬‬
‫اإلبداع لغة من أبدع الشيء اخترعه على غير مثال‪ ،‬أما اصطالحا فيشير إلى كل القدرات واملهارات‬
‫واملواهب ال تي يمتلكه ا الش خص املب دع فتجعل ه يتج اوز ك ل املق اييس العادي ة من خالل إبداعات ه األدبي ة‬
‫والفنية واختراعاته العلمية والتقنية‪ .‬ومن طبيعية الشيء املبدع أن يكون متفردا متميزا عن غيره‪ ،‬بعيدا‬
‫عن التقليد واملحاكاة‪ ،‬يتجاوز ما هو مألوف‪ ،‬ويكشف عن الطاقة الخالقة للمبدع الذي يسعى دوما إلى‬
‫تغ ير واقع ه‪ ،‬وإيج اد حل ول للمش كالت ال تي تواج ه اإلنس ان‪ .‬ل ذلك فاإلب داع ق وام الحي اة اإلنس انية‬
‫وجوهرها الحقيقي وهو سمة دالة على الرقي والتحضر‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مالحظة النص‪:‬‬
‫‪ -1‬مؤشر العنوان‪ :‬جاء العنوان مركبا وصفيا يحيل إلى شكل من أشكال اإلبداع وهو اإلبداع الفني‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤشــر الصــورة‪ :‬الصورة املرافقة للنص عبارة عن صورة فتوغرافية ملنحوتة خشبية للفنان الكويتي‬
‫خزعل القفاص‪ ،‬تظهر املنحوتة امرأتين (مختلفتين في السن والزي) تتناوبان على عملية دق الحبوب في‬
‫مهراس ( مهراز ) خشبي‪ ،‬حيث تتوالى ضربات املرأتين ضربة ضربة حتى تنزع عن حبات الشعير قشورها‬
‫ثم كسرها ‪ /‬هرسها‪ ،‬وتحيل املرأتان على التعاون ونقل املوروث بين األجيال‪.‬‬
‫فرض ـ ــية الق ـ ــراءة‪ :‬من خالل العن وان والص ورة نف ترض أن يتح دث النص عن مفه وم اإلب داع الف ني‬
‫ومميزاته عن غيره من أنواع اإلبداع‪ ،‬أو عن النحت كشكل من أشكال اإلبداع الفني‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬فهم النص‪:‬‬
‫األفكار األساسية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعريف الكاتب ملفهوم اإلبداع لرفع االلتباس الذي يكتنفه جراء معانيه املتعددة‪.‬‬
‫‪ -2‬تمييز الكاتب بين مفهوم اإلبداع الذي ينطلق من مادة خام ومفهوم الخلق الذي ينطلق من‬
‫عدم‪.‬‬
‫‪ -3‬تصحيح الكاتب التشبيه الخاطئ الذي يقيمه البعض بين إبداع الفنان وإبداع الطفل‬
‫‪ -4‬مقارنة الكاتب بين إبداع الفيلسوف وإبداع العالم‪.‬‬
‫‪ -3‬بيان الكاتب مدى ارتباط اإلبداع بذات املبدع وخياله‪.‬‬
‫‪ -4‬اعتبار الكاتب املجتمع مصدر انطالق املبدع ومنتهى إبداعه‪.‬‬
‫الفكرة املحورية‪:‬‬
‫يع الج النص مفه وم اإلب داع بص فة عام ة واإلب داع الف ني بص فة خاص ة وذل ك إلزال ة‬
‫االلتباس الذي يطاله‪ ،‬جراء معانيه املختلفة‪ ،‬ومجاالته املتنوعة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تحليل النص‪:‬‬
‫‪ -1‬الحقول الداللية‪:‬‬
‫إبداع العالم‬ ‫أبداع الفيلسوف‬ ‫إبداع الطفل‬ ‫إبداع الفنان‬
‫التجرد ‪ -‬التأويل العقلي ‪ -‬اكتشاف عالقات جديدة ‪-‬‬ ‫الوصول إلى الحقيقة براءة ‪ -‬سذاجة ‪-‬‬
‫تركيب ظواهر ‪ -‬إبداع‬ ‫عفوية ‪ -‬الخربشة ‪ -‬الشمول ‪ -‬تصورات‬ ‫الجميلة ‪ -‬تعبير‬
‫جزئي محدد‪.‬‬ ‫مفاهيم موغلة في‬ ‫جميل‪ -‬تجربة سامية التمتمة ‪...‬‬
‫التعقيد‬ ‫الخيال ‪-‬‬
‫العالقة بين الحقول عالقة ترابط من جهة وتنافر من جهة أخرى‪ ،‬يتمثل الترابط في مفهوم اإلبداع‬
‫الذي يجمع بينها‪ ،‬أما التنافر فيتجلى في تميز كل منها عن األخر‪.‬‬
‫‪ -2‬بناء املفهوم‪:‬‬
‫اعتم د الك اتب لبن اء مفه وم اإلب داع املنهج االسـ ــتنباطي حيث انطل ق من الع ام املتمث ل في املفه وم‬
‫الش امل لإلب داع‪ ،‬إلى الخ اص في استحض اره لتجلي ات اإلب داع وأنواع ه وش روطه‪ .‬وألج ل ذل ك اس تعمل‬
‫بعض آليات التفسير والبرهنة‪.‬‬
‫‪ -3‬آليات التفسير والبرهنة‪:‬‬
‫أسلوب التعريف‪:‬‬
‫تعري ــف اإلب ــداع‪ :‬فاإلب داع إذن يتح دد بكيفي ة الوص ول إلى الحقيق ة الجميل ة من خالل إدرك الواق ع عن‬
‫طريق بعض املناهج واملعايير الفنية‪.‬‬
‫تعريــف الفنــان‪ :‬هو قبل كل شيء كائن اجتماعي‪ ،‬وال معنى لوجوده وال لفنه إال في املحيط الذي يعيش‬
‫فيه ويتعامل مع أفراده‪.‬‬
‫أسلوب التفسير‪ :‬إبداع العالم هو قبال كل شيء اختراع أي اكتشاف عالقات جديدة‪...‬‬
‫أسلوب الدحض‪ :‬في رفض الكاتب التشبيه الذي يقيمه البعض بين إبداع الفنان وإبداع الطفل‬
 ‫أسلوب املقارنة‪ :‬املقارنة بين إبداع الفيلسوف وإبداع العالم‪.‬‬
‫‪ -4‬األساليب اللغوية‪:‬‬
‫أسـ ــلوب التوكيـ ــد‪ :‬إن املب دع وه و يع الج املادة الخ ام ينطل ق من حرك ة ص ادرة عن ذات ومتجه ة نح و‬
‫موضوع‪.‬‬
‫إن تجربة الطفل اإلبداعية غير تجربة املبدع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن إبداع العالم هو قبل كل شيئ اختراع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن الفنان في اتصال دائم بذاته وبعامله الداخلي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أســلوب االســتدراك‪ :‬أن هناك من يربط بين إبداع الفنان وإبداع الطفل ‪ ...‬لكن هذا التشابه‬
‫أقرب إلى النظرة الفنية منه إلى حكم واقعي موضوعي‪.‬‬
‫وق د وظ ف الك اتب ك ل من االس تدراك والتوكي د ل دعم أطروحت ه فاالس تدراك ملعارض ة‬
‫وجه ة النظ ر القائل ة بالتش ابه بين املب دع والطف ل‪ ،‬أم التوكي د فللتوكي د على وجه ة نظ ره‬
‫واإلقناع بها‪.‬‬
‫‪ -5‬الضمير املستعمل‪:‬‬
‫يهيمن على النص ض مير الغ ائب العائ د على ت ارة على اإلب داع ( يتض منه ‪ -‬ق د ي دل ‪ ،) -‬وت ارة على‬
‫املبدع ( ذاته ‪ -‬عامله ‪ )...‬لاللتزام الحياد واملوضوعية‬
‫‪ -6‬لغة النص‪:‬‬
‫استعمل الكاتب لغة تقريرية مباشرة تتسم بالبساطة والوضوح من أجل تفسير مفهوم اإلبداع‪،‬‬
‫ورفع االلتباس الذي يلفه‪ ،‬وتقريبه من املتلقي‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬تركيب وتقويم‪:‬‬

‫يتض ح مم ا س بق أن النص موض وع الدراس ة عب ارة عن مقال ة فكري ة حجاجي ة تفس يرية يفس ر من‬
‫خاللها املفكر املغربي طه عبد الرحمان مفهوم اإلبداع بصفة عامة واإلبداع الفني بصفة خاصة وذلك‬
‫إلزالة االلتباس الذي يطاله‪ ،‬جراء معانيه املختلفة‪ ،‬ومجاالته املتنوعة‪ ،‬وقد حاول تصحيح الخلط القائم‬
‫لدى البعض بين إبداع الفنان وإبداع الطفل‪ ،‬كما ميز بين إبداع الفيلسوف وإبداع العالم‪ ،‬ليخلص إلى‬
‫ارتباط اإلبداع الفني بذات املبدع ومجتمعه‪ .‬ولبناء هذا املفهوم اعتمد الكاتب منهجا استنباطيا‪ ،‬إضافة‬
‫إلى التعريف والتفسير واملقارنة‪ ،‬وللدفاع عن وجهة نظره واإلقناع بها وظف‪ /‬استدعى الكاتب أسلوبي‬
‫التوكيد واالستدراك‪ ،‬عالوة على جملة من الروابط اللغوية واملنطقية التي ساهمت في تماسك واتساق‬
‫أج زاء النص وانس جام أفك اره ودعم قوت ه الحجاجي ة واإلقناعي ة‪ .‬وختام ا يمكنن ا الق ول إن األس تاذ ط ه‬
‫عبد الرحمان قد تمكن من تقريب مفهوم اإلبداع من املتلقي وفق نظرة شمولية تقوم على ما هو واقعي‬
‫موضوعي واجتماعي نفسي‪.‬‬