You are on page 1of 122

‫اإلعداد الثقافي للمترجم‬

‫فنون الكتابة‬
‫أنواع الخطاب‬
‫المقال الوصفي‬

‫المقال الوصفي‬
‫االستراتيجية والمهارة والتقنية‬

‫العام الجامعي‬
‫‪ 2023 -2022‬م‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬المقال الوصفي‬
‫‪-‬االستراتيجية والمهارة والتقنية‬
‫‪ -‬أ‪.‬د‪.‬جالل أبوزيد هليل‬
‫‪ -‬أ‪.‬د‪.‬أميمة عبد الرحمن‬
‫‪ -‬أ‪.‬د‪ .‬سعاد صالح‬
‫‪ -‬د‪ .‬رباب حسن إبراهيم‬
‫‪ -‬د‪ .‬أحمد حسن عبد الغني‬
‫‪ -‬د‪ .‬نهى مختار‬
‫‪1444‬هـ ‪2023 -‬م‬
‫الطبعة األولى – مكتبة أوزوريس‪ -‬القاهرة‬
‫طبعة الكترونية خاصة بالتدريس‬
‫محظور طباعتها ورقياً ‪ -‬كلها أو بعضها ‪ -‬بأية صورة من الصور‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫أوال‪ :‬نواتج التعلم المستهدفة‪:‬‬
‫‪1‬ـ المعلومات والمفاهيم‪:‬‬
‫‪1‬ـ التعرف على فن المقال في سياقات فكرية وجمالية مختلفة‪.‬‬
‫‪2‬ـ القدرة على كتابة مقال الوصف‪ ،‬وتحليل عناصر الخطاب الوصفي في‬
‫المقال ومقارنته بالخطابات األخرى‪.‬‬
‫‪3‬ـ يعرف معنى المقال وأهميته في تحقيق التواصل ‪.‬‬
‫‪4‬ـ يذكر مصطلحات‪ :‬الوصف – السرد – العرض ‪ -‬الجدل‪.‬‬
‫‪5‬ـ يوضح تقنيات الوصف البالغية‪.‬‬
‫‪6‬ـ يشرح أهمية كتابة المقال الوصفي بالنسبة للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪7‬ـ يعبر عن ذاته عن طريق الكتابة والقراءة واالستماع‪.‬‬

‫‪2‬ـ المهارات الذهنية‪:‬‬


‫يحلل مقاالت مختلفة‪.‬‬
‫يميز بين أنواع المقال‪.‬‬
‫يستنبط الخصائص الفنية للمقال‪.‬‬

‫‪3‬ـ المهارات العملية‪:‬‬


‫‪-1‬يق أر ويكتب مقاالت وصفية مختلفة‪.‬‬
‫‪-2‬يطبق المنهج النقدي في قراءة المقال‪.‬‬
‫‪-3‬يطبق التقنيات اللغوية بمهارة بما يتيح له التعبير عن مشاعره وتصوراته‬
‫بصورة سليمة‪.‬‬
‫‪4‬ـ المهارات العامة‪:‬‬
‫‪-1‬يحترم الرأي اآلخر‪.‬‬
‫‪ -2‬يدير الوقت بكفاية‪.‬‬
‫‪ – 3‬يؤدي ما يطلب منه بدقة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ –4‬يجيد مهارات االتصال‪.‬‬
‫‪ -5‬يعتاد العمل في فريق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬محتويات الكتاب‬


‫أهم محتويات هذا البرنامج في فن المقال الوصفي هي‪:‬‬
‫تعريف عام بالوصف وفن المقال‪.‬‬
‫بناء المقال الوصفي‪.‬‬
‫نماذج وصفية متعددة قديمة وحديثة‪.‬‬
‫نموذج تحليلي من الكتابات الوصفية (تحليل األسلوب – رسم‬
‫الشخصيات)‪ ،‬كتمثيل تأسيسي للمقال الوصفي‪.‬‬
‫التعرف على أنماط اختيار العناوين‪ ،‬والجمل االستهاللية ووسائل الربط‪،‬‬
‫والجمل الختامية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أساليب التعليم والتعلم المناسبة لمادة األدب والنصوص‪:‬‬


‫‪1‬ـ المحاضرة‪.‬‬
‫‪2‬ـ التعليم الذاتي‪.‬‬
‫‪3‬ـ التعليم التعاوني‪.‬‬
‫‪4‬ـ التعليم الهجين‪.‬‬
‫‪5‬ـ أوراق عمل وأبحاث‪.‬‬

‫د‪ .‬جالل أبوزيد‬


‫فبراير ‪2023‬م‪ -‬كلية األلسن‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬
‫المقال وتفعيل الملكة اللسانية‬
‫دائرة المهارات‬
‫د‪.‬جالل أبوزيد‬

‫اإلنسان كائن بياني‪.‬‬

‫أي الذات البشرية العاقلة تمتلك أداة تفكير وتعبير هي اللغة‪.‬‬

‫كل إنسان يحتاج اللغة‪.‬‬

‫كل إنسان ينمو في محيط لغوي لدرجة أن تكوينه الروحي والذهني والسلوكي‬
‫يتشكل وفقا لماهية اللغة التي يتلّقاها من بداية عمل حواسه‪.‬‬
‫ّ‬

‫المترجم‪ ،‬على وجه التحديد‪ ،‬يحتاج إلى اللغة فهي عمله ويومه وشخصيته‪.‬‬

‫بل يحتاج المترجم إلى لغتين على األقل‪ ،‬وربما أكثر‪ ،‬فكل لغة تضيف إلى‬
‫خزانته البيانية التي تفيده على المستوى المهني فضال عن أن‪:‬‬

‫اللغات مرايا ترى كل لغة فيها نفسها‬

‫ويرى المترجم فيها المعاني المتعدة التي تفوق الحصر‪.‬‬

‫المترجم يقوم بالبحث المقارن والتقابلي بين اللغات في كل لحظة وهو‬


‫يعمل أو حين يستمع أو يق أر أو يتكّلم أو يكتب‪.‬‬

‫المقارنة اللغوية تساعده على تفسير العالم في سياق حضاري ثقافي‬


‫تاريخي‪.‬‬

‫التقابل اللغوي يساعده على فهم أرحب وأعمق للعالم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كيف يمكن لكتابة المقال أن تؤدي إلى تفعيل مهارات األداء اللغوي‬
‫للمترجم؟‬

‫ما المهارات المعرفية والذهنية والمهنية والوجدانية التي تنميها دراسة‬


‫المقال؟‬

‫المقال والمهارات المعرفية‪:‬‬

‫المعرفة هي البداية الحقيقية الجادة إلنتاج كل شيء‪.‬‬

‫إننا ال نستطيع إدراك العالم وفهمه وتطوير أدواتنا وفقاً لهذا الفهم‬
‫إال بوضع العالم أمام العقل وتأمله لمعرفة ماهيته‪.‬‬

‫وبالمثل نعرف أنفسنا أيضا‪.‬‬

‫والشك أن الكتابة تتطلب نوعاً من المعرفة لكي نضعها في شكل‬


‫تعبيري اتصالي صالح للتداول‪.‬‬

‫يكتسب الدارس في المقرر المقالي – أيا كان نوع المقال ‪ -‬مجموعة‬


‫من المفاهيم المرتبطة بـ‬

‫مصطلح المقال‪.‬‬

‫بنية المقال‪.‬‬

‫تقنيات المقال‪.‬‬

‫جماليات المقال‪.‬‬

‫وتصل إلى الدارس ذخيرة لغوية من المفردات واألساليب ‪ ..‬من خالل التغذية‬
‫اإلرجاعية التي تناقش مقاله‪ ،‬ويعيد إنتاجها في مقاالت جديدة‪ ،‬فتتكون لديه‬
‫مرجعية مناسبة عن اللغة الصحيحة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫يتعرف الطالب‪ ،‬من خالل حضوره هذا المقرر‬
‫باإلضافة إلى ذلك ّ‬
‫ومشاركته في محاضراته‪ ،‬إلى تجارب زمالئه التي يكتبونها في‬
‫مقاالتهم‪.‬‬

‫إن بعض هذه التجارب تضيف إلى خبراته المعرفية؛ ألن اإلنسان‬
‫ال يستطيع وحده أن يلم بالخبرات اإلنسانية المتعددة‪.‬‬

‫نتعرف من الكتابة إلى توجهات اآلخرين الذين يشاركوننا في هذا العالم‬


‫ّ‬
‫ويلتقون معنا في مجموعة من الخبرات ويختلفون عنا المتالكهم التجارب‬
‫والطباع التي قد تختلف عن نواتج رحلتنا‪.‬‬

‫إن الكتابة أداة رائعة لتسجيل المعرفة والمشاركة في نقلها واالتساع‬


‫بمساحة المشاركين في تأملها واالنتفاع بها‪.‬‬

‫المقال والمهارات الذهنية ‪:‬‬

‫إن إنتاج الكالم عملية ذهنية في المقام األول‪.‬‬

‫المقال تأليف‪ ،‬والتأليف يحتاج إلى إعمال العقل في االختيار من‬


‫المواضيع والتجارب‪..‬‬

‫ووضع المادة الموضوعية أو التجربة في بناء لغوي متماسك‪.‬‬

‫هذا األمر شديد األهمية لدارس في مرحلة اإلعداد لمهنة الترجمة‪ .‬لماذا؟‬

‫ألنه سيقوم بإنتاج نصوص‪..‬‬

‫أي سيقوم بعملية تأليف نصي‪.‬‬

‫مقرر المقال ينمي لدى الدارس مهارة البحث اللغوي المستمر المتطور‬
‫المرتبط بالقيمة الفكرية والجمالية‪..‬‬

‫‪7‬‬
‫كما ينمي فيه إعمال الرؤية‪ ،‬واالهتمام بالتفاصيل‪ ،‬والنقد الذاتي‪ ،‬ونقد‬
‫األفكار التي يكتبها اآلخرون‪.‬‬

‫المقال والمهارات المهنية‪:‬‬

‫تزداد حصيلة الدارس من األنساق التعبيرية التي يمكنه استخدامها‬


‫في مجاالت أدائية داخل الدائرة المهنية للكتابة والترجمة‪.‬‬

‫كما تنمو لدى الدارس مهارة اختيار األسلوب المناسب للمعنى‬


‫المناسب وتتطور لديه مهارة استخالص فكرة أو رأي من خطاب ما‪.‬‬

‫كذلك يرتقي حسه اللغوي فيستطيع تصحيح أخطاء لغوية في سياقات‬


‫تداولية متعددة في‪:‬‬

‫إنتاج نصوصه‪..‬‬

‫أو مراجعة نصوص اآلخرين‪..‬‬

‫وتأتي على رأس هذه النصوص المادة المترجمة بصفتها المادة التي‬
‫تفرض نفسها على الدارس المعد لمهنة الترجمة‪.‬‬

‫ويوّفر هذا المقرر للدارس تنمية مهارة إدارة ندوة أو حلقة أو لقاء‬
‫فكري في منتدى إعالمي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المقال والمهارات العامة‪:‬‬

‫يضيف هذا المقرر للدارس تنمية واسعة لمفهوم تقدير اآلخر‪ ،‬بحيث‬
‫يتحول هذا المفهوم إلى مهارة فعلية ظاهرة في األداء السلوكي‪ ،‬ألنه يق أر‬
‫مقاالته بصحبة زمالئه‪ ،‬ويستمع إلى مقاالتهم باهتمام وعقل نقدي‪ ،‬وروح‬
‫المشاركة الوجدانية‪.‬‬

‫كما ترتقي لدى الدارس قيمة احترام الكلمة‪ ،‬وتتحول إلى مهارة فعلية‬
‫متجلية في األداء السلوكي‪ ،‬مما ينتج عنه االرتفاع بمهارة ممارسة أدبيات‬
‫الحوار بصدق ومسئولية‪.‬‬

‫من هذه الزاوية تفيد دراسة المقال المجتمع كله وليس الفرد الدارس فقط‪.‬‬

‫المستهدف من دراسة المقال بوجه عام‪:‬‬

‫بنهاية هذا المقرر يكون الطالب قاد اًر علي أن‪:‬‬

‫يحدد المفاهيم الخاصة بالحقل المعرفي لفن المقال الوصفي‪.‬‬

‫يحلل عناصر الخطاب الوصفي في مقال‪.‬‬

‫يكتب مقاالً يعتمد على الخطاب الوصفي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المستهدف التفصيلي من تدريس مقرر المقال الوصفي‪:‬‬

‫على مستوى المعلومات والمفاهيم‪:‬‬

‫أن يشرح مفهوم المقال‪.‬‬

‫أن يتعرف على أنواع المقال‪.‬‬

‫أن يتعرف على تاريخ المقال‬

‫أن يتعرف على مراحل تطور المقال‬

‫أن يبين أنواع الخطاب‪.‬‬

‫أن يتعرف على عناصر الوصف‪.‬‬

‫على مستوى المهارات الذهنية‪:‬‬

‫أن يستخرج تقنيات الوصف‪.‬‬

‫أن يحلل الصياغات الوصفية‪.‬‬

‫على مستوى المهارات المهنية‪:‬‬

‫أن يكتب خطاباً وصفياً‪.‬‬

‫أن يستخلص سمات خطاب وصفي‪.‬‬

‫أن يلخص خطاباً وصفياً‪.‬‬

‫على مستوى المهارات العامة‪:‬‬

‫يعبر عن تجاربه بلغة سليمة‪.‬‬


‫أن ّ‬
‫أن يشارك في مناقشة تجارب اآلخرين‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإننا‪ ،‬حينما نعمل معاً‪ ،‬نقدم نموذجاً للفريق الذي يتكامل بجهود‬
‫أفراده وتعاونهم‪ ،‬وتفعيل القدرات الشخصية لصالح المنظومة التي تؤدي مهاماً‬
‫تعليمية ومهنية‪ .‬والشك أن هذا التعاون يضع أمام الدارس قيمة العمل داخل‬
‫فريق متكامل متجانس‪ ،‬تسمو الروح الجمعية‪ ،‬والنزعة اإلنسانية فيه على‬
‫األنانية‪ ،‬وتتسع داللة النجاح من مجال الفرد إلى مجال الفريق‪ .‬ونرجو أن ننقل‬
‫هذه الروح إلى طالبنا األعزاء‪ ،‬فهم األبناء الذين نفخر بتواصلنا معهم في فضاء‬
‫قومي وإنساني رحب‪ ،‬يحققون فيه أحالمهم التي تعود على العالم بالسعادة‬
‫والمحبة والسالم في عالم يشاركون في كتابته وقراءته معا‪ .‬إن تأليف الكالم‬
‫خطوة مهمة في سبيل تأليف القلوب والعقول ألبناء لغة واحدة في سياق إنساني‬
‫مستنير متآلف متناسق؛ لذلك فدور الكتّاب في غاية األهمية ألنهم يألفون الرؤى‬
‫اإلنسانية في نسيج ثقافي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المقال وإعداد المترجم‬
‫هذا المقرر نقدمه في برنامج إعداد المترجم الذي يتعلم أكثر من لغة‬
‫ليقوم بدور في نقل أشكال البيان عبر الثقافات‪ ،‬أو على األقل عبر‬
‫ثقافتين‪ ،‬جرى النظر إليهما على أن إحداهما هي ثقافة لغته األم والثانية‬
‫هي الثقافة التي تعلم لغتها األجنبية وأتقنها وأصبح قاد ارً على نقل‬
‫الخطابات المختلفة منها وإليها‪.‬‬

‫لكن يظل المترجم – في غالب األحيان – قاد اًر على النقل إلى‬
‫ثقافته بدقة وسالمة وجمال لغوي أكثر من قدرته على النقل إلى اللغة‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫بمعنى أنك ستكون أفضل في الترجمة إلى اللغة العربية – بكل‬


‫تأكيد– باعتبار أنها لغتك األم التي تعلمتها منذ الصغر وتعمقت في بعض‬
‫فروعها ‪ ،‬ودرست خطاباتها في مجاالت مختلفة ‪،‬ومارست القراءة والكتابة‬
‫بها وتفهم ذوق أهلها وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع العالم‪ ،‬وتستطيع‬
‫إقناعهم واالستحواذ على اهتمامهم وترسيخ الفكرة التي تنقلها في أذهانهم‬
‫وتشويقهم وجذب سمعهم إلى موسيقى األلفاظ والجمل وإثارة مخيلتهم‬
‫بالصور والتعبير الجميل‪.‬‬

‫إن سوق عملك القادم األساسي هو الترجمة‪ ،‬لكنك يمكن أن تمارس‬


‫أعماالً أخرى ستكون كلها متصلة بإجادتك للغات‪ :‬لغتك العربية‪ ،‬لغة‬
‫أجنبية أو أكثر‪ ،‬وهذه المجاالت هي اإلعالم والتدريس والعالقات العامة‬
‫أو السياحة‪...‬إلخ‪ ،‬كل هذه المجاالت تتطلب شخصية ذات براعة لغوية‪،‬‬
‫قادرة على اإلقناع‪ ،‬تفهم اآلخر وتخاطب ذوقه وتصل إلى عقله وتؤثر‬
‫فيه وتترك في نفسه أث اًر طيباً وأفكا ارً محترمة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫لذلك نقدم لك هذه المادة ضمن برنامج إعدادك اللغوي لممارسة‬
‫العمل‪ ،‬وبالطبع هناك أهداف نحاول تحقيقها معاً عن طريق مادة "المقال"‬
‫التي يدرسها الطالب المتفوق في هذه األكاديمية العريقة في شعب اللغات‬
‫األجنبية المختلفة في الفصل الدراسي الثاني من كل عام جامعي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‬

‫المقال والخطاب‬
‫المصطلح والمفهوم‬

‫أ‪.‬د‪ .‬جالل أبو زيد‬

‫نواتج التعلم المستهدفة (المعلومات والمفاهيم ‪ +‬المهارات العملية)‬


‫المعلومات‪ :‬تعريف مصطلحي المقال والخطاب‪.‬‬
‫المهارات العملية‪:‬أن يبين أنواع الخطاب ويتعرف على أنواع المقال‪.‬‬
‫يقوم‬ ‫في الدراسات الثقافية هناك علم المصطلحات ‪Terminology‬‬
‫بتعريف الكلنات التي يستخدمها أصحاب علم أو مهنة على نحو معين‬
‫بمجال عملهم‪.‬‬

‫لذلك فالمصطلح هو كلمة محددة للداللة على مفهوم ثقافي بعينه في‬
‫سياق علم أو مهنة أو مجال محدد‪ ،‬فنقول‪:‬‬

‫مصطلحات الترجمة‬

‫مصطلحات األدب‬

‫مصطلحات اللغة‬

‫مصطلحات الفنون الجميلة‬

‫مصطلحات كرة القدم‬

‫مصطلحات اإلعالم‬

‫مصطلحات العلوم الطبيعية‬

‫‪14‬‬
‫مصطلحات الموسيقى‪ ...‬الخ‬

‫هل تعرف بعض مصطلحات الترجمة؟‬

‫هل تعرف‪:‬‬

‫الترجمة الفورية‬

‫الترجمة التتابعية‬

‫الترجمة المنظورة‬

‫الترجمة الحاسوبية‬

‫التعريب‬

‫التمصير‬

‫استراتيجية الترجمة‬

‫تقنيات الترجمة‬

‫المعنى المعجمي‬

‫المعنى السياقي‬

‫هذه مصطلحات خاصة بعلم الترجمة‪.‬‬

‫المصطلح الدال على المقال في اللغة اإلنجليزية هو كلمة"‪"Essay‬‬


‫والمعنى العام لهذه الكلمة هو المحاولة‪.‬‬

‫مع الوقت اكتسبت كلمة المحاولة داللة جديدة‪ ،‬داللة اصطالحية‪ ،‬هي‬
‫أن المقال نص نثري حر مكتوب عن موضوع‪ ،‬أي قضية‪ ،‬أي مشكلة‪،‬‬
‫يطرح فيه الكاتب موقفه في هذا الموضوع‪ ،‬أو تلك القضية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫قام بصياغة هذ المصطلح ليدل على مفهوم المقال المفكر الفرنسي‬
‫ميشيل دي مونتاني (‪1592 – 1533‬م) فهو الذي اختار كلمة‬
‫يعبر عن أفكاره وهو‬
‫"المحاوالت "‪ "Essais‬للداللة على الشكل الذي ّ‬
‫المقال‪.‬‬

‫هذا هو المقصود بمصطلح المقال‪ ،‬فما المقصود بمصطلح الخطاب؟‬

‫المقصود بمصطلح الخطاب في الكتابة النثرية هو أسلوب معين يقوم‬


‫الكاتب بتوظيفه في التعبير عن موضوعه وأفكاره‪ ،‬أي أن الخطاب‬
‫طريقة كتابة بينما المقال شكل أدبي‪.‬‬

‫وال يخرج المقال النثري عن أربعة خطابات هي‪:‬‬

‫الوصف (‪)Description‬‬

‫السرد (‪)Narration‬‬

‫العرض (‪)Exposition‬‬

‫الجدل (‪ )Argumentation‬ويقال عنه الحجاج أيضا‪.‬‬

‫هل يمكن توظيف أكثر من حطاب في المقال الواحد؟‬

‫بالطبع‪:‬‬

‫يجتمع الوصف والسرد‪.‬‬

‫يجتمع العرض والجدل‪.‬‬

‫تجتمع األنواع األربعة للخطاب بدرجات ما في مقال واحد عند الكاتب‬


‫المبدع أحيانا‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫في العملية التعليمية نركز في كل مرحلة على خطاب محدد في كتابة‬
‫المقال‪.‬‬

‫نبدأ هذا التحديد بالخطاب الوصفي في المقال‪.‬‬

‫لذيك يغلب الوصف على أسلوب المقال‪ ،‬فنقول المقال الوصفي مثلما‬
‫نقول الخطاب الوصفي‪.‬‬

‫عنوان المقال في خطاب الوصف‪:‬‬

‫‪ -‬هل يمكن أن يكون للمقال أكثر من عنوان؟‬

‫‪ -‬نعم‪ .‬بعض الكتاب يضعون عنواناً عاماً لمقاالتهم هو عنوان الزاوية‬


‫أو العمود ثم تحت هذا العنوان العام يكتبون كل مقالٍ بعنوان خاص‪.‬‬

‫هل يمكن أن أكتب عنواناً آخر للمقال الذي اخترت عنوانه من‬
‫العناوين المطروحة علينا؟‬

‫ضع العنوان المطلوب منك أوالً ثم قم بتفريع عنوان منه‪.‬‬

‫سنفترض أن العنوان المطلوب منك هو "مدرستي سابقا"‪.‬‬

‫أنت تريد أن تكتب عن شيء محدد هو الفصل الصغير الذي كنت‬


‫تراه وقتها كبي اًر‪.‬‬

‫ضع عنوان مدرسة الطفولة واكتب تحته العنوان المحدد وليكن‬


‫"فصلي الكبير‪ ..‬آنذاك"‬

‫البد أن يكون هناك صلة بين العنوان الكبير (مثل مدرسة الطفولة)‬
‫والعنوان الفرعي (مثل فصلي الكبير‪ ..‬آنذاك)‪.‬‬

‫‪ -‬ركز في العناوين المطروحة عليك واخترت منها ما يتوافق مع‬


‫معطياتك وأسلوبك‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مثال‪ :‬اكتب في واحد مما يأتي‪:‬‬

‫صورة على شاشة "الكمبيوتر"‬

‫وجه في الطريق‪.‬‬

‫حديث الزهور‪.‬‬

‫حصان وعربة‪.‬‬

‫سنفترض أنك اخترت موضوع "صورة على شاشة "الكمبيوتر"" وأردت‬


‫أن تجعل الصورة نفسها عنواناً للمقال‪ ،‬إن الصورة التي ستتحدث‬
‫عنها هي "كوخ وحيد بين الجليد" هذا العنوان جميل ويصلح لعنوان‬
‫مقال جيد قائم على الوصف‪ ،‬ضعه تحت العنوان األصلي واكتب‬
‫فيه وبالطبع هناك صلة بينهما‪.‬‬

‫ضع العنوان في وسط الصفحة‪.‬‬

‫من األفضل أن يكون العنوان مكتوباً بخط أكبر من بقية المقال أو‬
‫يتم توضيحه‪.‬‬

‫اترك فاصالً يقدر بسطر واحد بين العنوان والمقدمة‪.‬‬

‫ما نوع العنوان في مقال خطاب الوصف؟‬

‫يمكن تصنيف العناوين في مقال خطاب الوصف إلى األنواع التالية‪:‬‬

‫العنوان األيقوني (التصويري المباشر)‪.‬‬

‫العنوان اإلشاري أو العنوان المؤشر‪.‬‬

‫العنوان الرمز‪.‬‬

‫نتكلم اآلن عن كل عنوان‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬سؤال‪:‬‬

‫‪ -‬ما المقصود بالعنوان األيقوني (التصويري المباشر)؟‬

‫‪ -‬اإلجابة ‪:‬‬

‫‪ -‬المقصود بالعنوان األيقوني (التصويري المباشر) أن الكلمة أو‬


‫الكلمات الدالة على العنوان تشير مباشرة إلى صورة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬زهرة الياسمين‪.‬‬

‫‪ -‬بيت جدي‪.‬‬

‫‪ -‬النيل في المساء‪.‬‬

‫‪ -‬حجرتي‪.‬‬

‫يمكن أن نقول عن هذا العنوان إنه مثل "البورتريه" فهو يقدم تعبي اًر‬
‫موج اًز للموصوف الذي سيأتي في الخطاب ويكون موضوعاً للمقال‪.‬‬

‫‪ -‬سؤال‪:‬‬

‫‪ -‬ما المقصود بالعنوان اإلشاري (أو العنوان المؤشر)؟‬

‫‪ -‬المقصود بهذا العنوان أن الكلمة أو الكلمات ال تدل مباشرة على‬


‫الموصوف وإنما تشير إليه ومثال ذلك األلفاظ أو العبارات الدالة على‬
‫الصفات المعنوية مثل‪:‬‬

‫‪ -‬البراءة‪.‬‬

‫‪ -‬المغامرة‪.‬‬

‫‪ -‬السذاجة‪.‬‬

‫‪ -‬البهجة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫كذلك العبارات الدالة على زمن لكن الزمن ليس مقصوداً وإنما المقصود‬
‫اإلنسان المرتبط بهذا الزمن‪.‬‬

‫كذلك العبا ارت الدالة على األماكن ‪ ،‬ولكن األماكن ليست مقصودة وإنما‬
‫المقصود اإلنسان الذي يرتبط بالمكان‪.‬‬

‫هذه الكلمات ال يمكن أن نصفها بشكل مباشر وإنما نصف‬


‫شخصيات وحاالت ومالمح تدل عليها‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬موضوع‬
‫البراءة يقدم من خالل وصف شخصية طفل‪.‬‬

‫‪ -‬سؤال‪ - :‬ما المقصود بالعنوان الرمزي؟‬

‫‪ -‬اإلجابة‪ - :‬المقصود بالعنوان الرمزي أن الكلمة أو العبارة الدالة‬


‫على العنوان تتحدث عن شيء ولكنها تقصد شيئاً موازياً له لوجود‬
‫عالقة بينهما مثل‪:‬‬

‫‪ -‬أشواك الورد‪ :‬حينما يكون المقصود من العبارة تصوير شراسة‬


‫شخصية تبدو ضعيفة‪.‬‬

‫‪ -‬النجم ال يسقط أبداً‪ :‬حينما يكون المقصود من العبارة تصوير‬


‫شخصية قوية تعرضت ألزمة وتجاوزتها‪.‬‬

‫‪ -‬هدف ضائع‪ :‬حينما يكون المقصود تصوير شخصية أضاعت فرصة‬


‫في الحياة فلم تحقق أمنية مهمة بالنسبة لها لسبب ما‪.‬‬

‫‪-‬فيلم السهرة‪ :‬حينما يكون المقصود من العبارة أسرة أو مجموعة من‬


‫األصدقاء يمر بها المساء وهي تتحدث في شئون مكررة حديثاً معاداً‪.‬‬

‫الحظ أن العنوان الرمزي يمكن تصويره وتحويله إلى موصوف‬


‫مقصود كما هو لكن الكاتب يستغل وجه الشبه بين المقصود في‬

‫‪20‬‬
‫العبارة وشيء آخر شبيه به‪ ،‬بالتالي ال يمكن الحكم عليه إال من‬
‫خالل قراءة النص‪.‬‬

‫سؤال‪:‬‬

‫ضع عالمة (√) أو (‪ ) X‬مع التعليل‪:‬‬

‫العنوان الرمزي يمكن الحكم عليه بصرف النظر عن قراءة المقال‪.‬‬

‫اإلجابة‪:‬‬

‫العبارة ( ‪)X‬‬

‫التعليل‪:‬‬

‫العنوان الرمزي يدل على موصوف يمكن رسمه بالكلمات ووضع‬


‫مالمح محددة له‪ ،‬فهو من هذه الناحية مثل العنوان األيقوني أي‬
‫التصويري المباشر‪.‬‬

‫لكنه من ناحية أخرى يستخدم لتصوير موضوع آخر بينه وبين‬


‫الموضوع الظاهر عالقة‪.‬‬

‫بالتالي ال يمكن معرفة إن كان العنوان مقصودا لذاته أو مقصوداً‬


‫لكي يستحضر موضوعاً مشابهاً إال من خالل النص‪.‬‬

‫الحظ أن ما قلناه عن العنوان الرمزي في اإلجابة السابقة يتطلب‬


‫منا الرجوع إلى طرح السؤال مرة أخرى عن العنوان األيقوني‬
‫(التصويري المباشر) ألن هذا العنوان (األيقوني‪ :‬التصويري‬
‫المباشر) قد يخدعنا إذا نظرنا إليه مستقالً عن النص فنظن أنه‬
‫مقصود لذاته وربما كان غير مقصود لذاته بالتالي سيصبح مندرجاً‬
‫في تصنيف (العنوان الرمزي)‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫سؤال‪:‬‬

‫ضع عالمة (√) أو (‪ ) X‬مع التعليل‪.‬‬

‫العنوان األيقوني التصويري المباشر قد يكون خادعاً‪.‬‬

‫اإلجابة‪:‬‬

‫العبارة ( √ )‬

‫التعليل‪:‬‬

‫ال يمكن الحكم على العنوان األيقوني التصويري المباشر أو العنوان‬


‫الرمزي إال من خالل قراءة النص حتى نعرف إن كان التعبير الذي‬
‫جاء في العنوان مقصوداً لذاته أو أنه يقدم صورة المقصود منها‬
‫صورة أخرى لوجود عالقة رمزية بينهما‪.‬‬

‫سؤال‪:‬‬

‫ضع عالمة (√) أو (‪ )X‬مع التعليل‪.‬‬

‫العنوان اإلشاري أو المؤشر يمكن الحكم عليه بصرف النظر عن‬


‫قراءة النص‪.‬‬

‫اإلجابة‪:‬‬

‫العبارة ( ) ‪X‬‬

‫التعليل‪:‬‬

‫ال يمكن الحكم على أي عنوان دون قراءة النص ألن عنواناً مثل‬
‫"البراءة" ال يمكن أن نعرف أنه عنوان إشاري في مقال يقوم على‬
‫خطاب الوصف إال بعد أن نطالع النص‪ ،‬فهذه العناوين التي تحدثنا‬

‫‪22‬‬
‫عن تصنيفها ترتبط بمقال خطاب الوصف‪ ،‬بالتالي يجب قراءة النص‬
‫قبل الحكم على العنوان‪ ،‬فربما يتضح بعد القراءة أن النص ال ينتمي‬
‫لمقال خطاب الوصف‪.‬‬

‫إذا وجدت سؤاالً عن نوع العنوان ولم يكن المقال موجوداً‪ ،‬هل أحكم‬
‫على العنوان فقط؟ وهل أستطيع أن أفترض فكرة تجعل العنوان‬
‫موجهاً إلى نوع بعينه؟‬

‫بالطبع نعم‪ ،‬فلو وجدت العنوان اآلتي‪:‬‬

‫القلعة البيضاء‪.‬‬

‫ومطلوب منك الحكم على نوعه‪ ،‬فالصواب أن تفترض للعنوان‬


‫االحتماالت الممكنة كلها ‪.‬‬

‫نموذج اإلجابة‪:‬‬

‫العنوان المطلوب تحديده‪ :‬القلعة البيضاء‪.‬‬

‫نوع العنوان المحتمل مباشرة ‪ :‬عنوان أيقوني تصويري مباشر‪.‬‬

‫نوع العنوان الممكن‪ :‬مؤشر دال على مرجع معين يرتبط بهذا‬
‫العنوان‪" :‬نادي الزمالك" على سبيل المثال‪.‬‬

‫نوع العنوان الممكن أيضاً ‪ :‬رمزي دال على قيمة مثل "النفس النقية"‬
‫باعتبار هذه النفس قلعة ال يمكن اختراقها وبيضاء ألنها طاهرة‪.‬‬

‫هل يمكن أن نحدد العالقة بين العنوان والمقال طبقاً لطبيعة العنوان؟‬

‫بمعنى آخر‪:‬‬

‫هل تصلح هذه التصنيفات الثالثة لتصبح عالقات بين العنوان‬


‫والموضوع؟ فنقول‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫العالقة بين العنوان والمقال عالقة أيقونية‪.‬‬

‫العالقة بين العنوان والمقال عالقة إشارية‪.‬‬

‫العالقة بين العنوان والمقال عالقة رمزية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلجابة‪:‬‬

‫‪ -‬بالطبع نعم‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن تحديد العالقة بين العنوان والمقال بعد تحديد نوع العنوان‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫بناء المقال‪:‬‬
‫الفكرة المحورية‪:‬‬
‫الصورة المثالية لكتابة المقال‪:‬‬
‫األفكار الفرعية‪:‬‬

‫فن كتابة الفقرة (التنسيق وعالمات الترقيم)‪.‬‬

‫عالقة المقدمة بالعنوان‪.‬‬

‫عالقة المقدمة بصلب المقال‪.‬‬

‫التركيز في الخاتمة‪.‬‬

‫مجرد مالحظة ال بد من التنبيه إليها وهي االهتمام بالتنسيق‪.‬‬

‫نبدأ المقدمة‪ ،‬مثلما نبدأ كتابة كل فقرة‪ ،‬بأن نترك في بداية السطر‬
‫مسافة صغيرة بيضاء‪ ،‬مسافة خمسة حروف‪ ،‬إذا كنت تستخدم "الكمبيوتر"‬
‫من السهل عليك تحديد هذه المسافة بالمسطرة الموجودة على لوحة المفاتيح‬
‫والتي تستخدمها في ترك فراغ بمقدار حرف واحد بين الكلمة والكلمة التي‬
‫تليها‪ ،‬أما إذا كنت تكتب بالقلم فيجب مراعاة ترك مسافة خمسة حروف‬
‫تقريباً‪.‬‬

‫ال تطل المقدمة أكثر من الالزم‪ ،‬المقدمة فقرة قصيرة‪ ،‬كذلك الخاتمة‪.‬‬

‫حاول أن تضع في المقدمة خطوطاً عريضة ستكون هي صلب‬


‫المقال في الفقرات التالية‪.‬‬

‫أنواع المقدمة‪:‬‬

‫في مقال خطاب الوصف (وكذلك في مقال خطاب السرد) توجد‬ ‫‪-‬‬
‫ثالثة أنواع للمقدمة هي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫النوع األول‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬المقدمة االنفعالية (أو الذاتية)‪:‬‬

‫وتكون فيها الكتابة باستخدام ضمير المتكلم‪ :‬مثال‪:‬‬

‫كلية األلسن‬

‫كل يوم أنزل في الساعة السابعة أللحق "أتوبيس الكلية"‪ ،‬وكل‬


‫يوم أذهب إليها وأجلس مع أصحاب وأستمع إلى محاضرات‪ ،‬كل‬
‫يوم أستمتع وأتعذب‪ ،‬أحلم وأعيش واقعاً‪ ،‬أتمنى وتأخذني الحياة‪ ،‬كل‬
‫يوم أذهب إلى األلسن‪.‬‬

‫الحظ أن الكاتب يتحدث بضمير المتكلم‪ ،‬لذلك يقال عن هذه المقدمة‬


‫إنها المقدمة االنفعالية أو الذاتية‪.‬‬

‫النوع الثاني‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬المقدمة االتصالية‪:‬‬

‫تكون الكتابة فيها بضمير المخاطب ‪ :‬مثال‪:‬‬

‫طريق الغد‬

‫تحلم بهذا الطريق وال تدري من أين جاءت مالمحه‪.‬‬

‫لعلها صادفتك في شوارع األمس البعيدة‪ ،‬ولعلها جديدة عليك‪.‬‬

‫طريق ممتد تحت الشمس الدافئة الصافية‪ ،‬تحيط به األشجار من‬


‫الجانبين‪ ،‬طريق فيه مصانع ومتاجر‪ ،‬فيه اللون األخضر الزاهي‬
‫يتألق بالقمح‪ ،‬طريق فيه مصر التي تحب أن تراها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الحظ أن الكتابة تتم باستخدام ضمير المخاطب‪ ،‬فالكتابة تفترض‬
‫قارئاً ما‪ ،‬قارئاً غائباً لكن الكاتب يعرفه ويحدثه‪ ،‬فالكاتب يتمنى أن‬
‫يتصل بأحد‪ ،‬واستخدام ضمير المخاطب دليل على رغبة الكاتب‬
‫في االتصال‪ ،‬لذلك يقال عن هذه المقدمة إنها المقدمة االتصالية‪.‬‬

‫‪ -‬النوع الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬المقدمة المحايدة (أو المقدمة الموضوعية)‪:‬‬

‫يعبر الكاتب عن مشاعره وإنما يبدو الوصف‬


‫‪ -‬وفي هذه المقدمة ال ّ‬
‫كما لو كان من عدسة مجهولة‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫المقهى‬

‫أكثر المحال المنتشرة في شوارع القاهرة هي المقاهي‪ ،‬وال أحد‬ ‫●‬

‫يعرف لماذا يجلس الناس هكذا على المقهى طوال اليوم؟ إن‬
‫المتابع ألحوال الناس في مصر يصاب بالدهشة من هذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬مناضد مرصوصة‪ ،‬ومقاعد متناثرة‪ ،‬وبشر من‬
‫أعمار مختلفة‪ ،‬إنها عالم حافل تتم فيه الصفقات ويضيع فيه‬
‫الوقت أيضاً‪.‬‬

‫الحظ أن الكتابة تتم باإلشارة إلى الموضوع مباشرة أو باستدعاء‬


‫(اإلنسان) بصورة مجردة‪ ،‬لذلك يقال عن هذه المقدمة إنها المقدمة‬
‫المحايدة (أو المقدمة الموضوعية)‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫نص المندرة من كتاب تاء التأنيث الساكنة‪:‬‬

‫أخذنا بعض مقاطع من أحد سياقات الخطاب الوصفي التي جاءت في‬
‫كتاب د‪.‬فاطمة الصعيدي "تاء التاء التأنيث الساكنة" والفقرات تحت عنوان‬
‫"المندرة"‪.‬‬

‫مالحظة لغوية‪:‬‬

‫الحظ أن كلمة ( أحد ) أو ( إحدى ) تأتي بصيغة المذكر أو المؤنث‬


‫طبقاً للمرجع المقصود منها الذي يأتي بعدها‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫( أحد المقاالت ) – ( إحدى الفقرات )‬

‫( أحد الكتب ) – ( إحدى الكراسات )‬

‫( أحد الطالب ) – (إحدى الطالبات )‬

‫( أحد األهداف ) – ( إحدى الفرص الضائعة )‬

‫سؤال‪:‬‬

‫حلل الفقرة اآلتية من كتاب "تاء التأنيث الساكنة"‪:‬‬

‫"المندرة‬

‫المندرة هي الغرفة الرئيسة في بيت جدها‪ ،‬لها أربعة شبابيك بطول‬


‫الحائط‪ ،‬تطل على الشارع‪ ،‬لها ثالثة أبواب‪.‬‬

‫تقع المندرة على الناحية اليسرى بعد دخولك من الباب الكبير للبيت‪،‬‬
‫فيها سبع أو ثماني كنبات عربي‪ ،‬لكل كنبة صحارة تخزن فيها الكتب‬
‫أو المالبس‪ ،‬لكل واحدة "ترباس" صغير يسهل فتحه إال واحدة كانت‬
‫مغلقة بواسطة قفل‪ ،‬في هذه الصحارة تضع جدتها الشاي والسكر‬
‫والبن واألطباق الصينية و"الشفاشق اإلزاز"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫إلى المندرة يأتي خالها الكبير الطالب في السنة النهائية بكلية الفنون‬
‫الجميلة جامعة اإلسكندرية تخصص ديكور‪ ،‬يأتي من اإلسكندرية‬
‫فيمأل الدنيا كالما وألوانا وفرشا ودخانا‪ ...‬في هذا الصيف أتى خالها‬
‫مبك ار جدا في أواخر شهر إبريل‪ ،‬عرفت من جدها أن خالها سيعود‬
‫التخرج‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ثانية في بدايات يونيو لالمتحان ومناقشة مشروع‬

‫على حوائط المندرة عّلقت صور جدها وجد جدها‪ ،‬ومنظر طبيعي‬
‫تحدق كثي ار في الصور‪ ...‬أخذت تق أر‬
‫فيه أوزتان تسبحان في بحيرة‪ّ ،‬‬
‫طب الجبين‪ ...‬وصورة جد جدها‬
‫خطوط الوجوه‪ ...‬جدها توفيق مق ّ‬
‫منبسط الجبين‪ ...‬يباغتها خالها وهي تمعن في الصور‪" :‬إيه رأيك؟"‬
‫تصمت‪ ...‬يطلب ممن في البيت إشعال الوابور‪ ،‬يأتي بـ "البلك" وهو‬
‫ألواح سوداء يضعها في إناء قديم فوق النار المشتعلة ويضيف‬
‫بعض السوائل التي ال تعرفها‪ ...‬تنظر لترى "ماذا يفعل؟!" يأتي بلوح‬
‫من ورق مقوى‪ ،‬يأخذ من "البلك" فوق الورق‪ ،‬ينتظر حتى يجف ثم‬
‫يضع شريطا سميكا وفي آخره كرة سوداء يتركها‪ .‬يسألها‪"" :‬انت‬
‫مروحة؟" تعالي أوصلك وأسلم على األستاذ وماما‪ ".‬تمد يدها إلى‬
‫ّ‬
‫يده‪ ،‬يسيران‪.‬‬

‫في "المشوار" تسأله‪" :‬خالي أنت بتعمل إيه؟"‬

‫صورة بـ "بالبلك"‪.‬‬

‫"هتبدأ فيها تاني أمتى؟"‬

‫أما "البلك" ينشف‪ ..‬زي دلوقت بكره‪.‬‬


‫ّ‬
‫يأتي "زي دلوقت" تجلس على الكنبة المواجهة للمنضدة التي يرسم‬
‫عليها‪ ،‬فإذا بـ "البلك" أصبح صورة لسيدة ترتدي نظارة سوداء‪.‬‬

‫"مين دي؟"‬

‫‪29‬‬
‫"دي أم كلثوم‪ ،‬أنت تعرفيها؟"‬

‫"أل‪".‬‬

‫"طيب ابقي اسألي بابا هيقولك كالم كتير‪ ،‬دي مطربة مصرية‬
‫عظيمة‪".‬‬

‫ينطق خالها حرف الظاء كما عّلمها أبوها وجدها‪ ،‬يخرج من بين‬
‫أسنانه‪".‬‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫إذا جاء العنوان قبل الفقرة أو بعدها يجب أن يتحدث عنه التحليل‪.‬‬

‫تحليل العنوان‪:‬‬

‫الكتاب له عنوان‪ ،‬والنص له عنوان‪.‬‬

‫عنوان الكتاب نتناوله بوصفه العنوان الكلي المحوري الذي يماثل‬


‫عنوان الصفحة أو العمود أو الزاوية‪.‬‬

‫عنوان النص نتناوله بوصفه العنوان الخاص الذي يعبر عن المحتوى‬


‫الموضوعي لصفحة محددة أو عمود محدد أو زاوية محددة‪.‬‬

‫العنوان الكلي‪:‬‬

‫تاء التأنيث الساكنة‪:‬‬

‫عنوان من حقل علم النحو‬

‫يعتمد على التناص‪ ،‬يحيل إلى عالمة نحوية خاصة بالتأنيث‬

‫يناسب نصا لكاتبة متخصصة في الدراسات اللغوية‪.‬‬

‫العنوان الخاص‪ :‬المندرة‪:‬‬


‫‪30‬‬
‫عنوان مباشر‬

‫يحيل إلى مرجعية مكانية ريفية مصرية‬

‫يناسب استعادة الكاتبة لذكريات طفولتها في القرية‪.‬‬

‫االستهالل‪:‬‬

‫االستهالل مكاني‪ ،‬توصيفي‪ ،‬يحدد مرجعية المندرة في جغرافيا‬


‫المكان وذاكرة الكاتبة‪.‬‬

‫وصف النص للكلمة المحورية وهي المندرة يشبه حديث المعاجم عن‬
‫الكلمات وهذا يناسب تخصص الكاتبة اللغوي‪ ،‬ويضع الكلمة في‬
‫شكل تصويري أمام القارئ سواء أكان ريفيا محيطا بطبيعة المندرة‬
‫أم مدنيا يضع الوصف امامه عالما مختلفا‪.‬‬

‫يبدأ االستهالل بوصف المحيط الكلي للمندرة ثم ينتقل لوصف‬


‫مكونات المندرة‪ ،‬والوظائف الحيوية التي تؤديها هذه المحتويات‪.‬‬

‫الشخصيات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يبدأ الوصف بالمكان واألشياء ثم ينتقل إلى‬

‫حدد األمكنة‬

‫حدد الشخصيات‬

‫حدد األشياء‬

‫صلب المقال‪:‬‬

‫يتكون صلب المقال من مقطعين‪:‬‬


‫ّ‬
‫المقطع األول حضور الخال وقراءة الكاتبة للصور وسؤال الخال لها‬
‫عن رأيها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المقطع الثاني رسم الخال لشخصية أم كلثوم‪.‬‬

‫المقطع األول في صلب المقال‪:‬‬

‫شخصية الخال تقيم رابطا فنيا بين الوصف والعالم بوصفها شخصية‬
‫فنان تشكيلي‪.‬‬

‫تعيد الكاتبة قراءة التشكيل التصويري في حضور الخال‪ ،‬وتبدأ في‬


‫تحديد العالمات الفارقة بين صورتين‪.‬‬

‫يصل الوصف إلى درجة عالية من األهمية في الفقرة اآلتية من‬


‫نص المندرة بكتاب تاء التأنيث الساكنة‪:‬‬

‫"على حوائط المندرة عّلقت صور جدها وجد جدها‪ ،‬ومنظر طبيعي‬
‫تحدق كثي ار في الصور‪ ...‬أخذت تق أر‬
‫فيه أوزتان تسبحان في بحيرة‪ّ ،‬‬
‫طب الجبين‪ ...‬وصورة جد جدها‬
‫خطوط الوجوه‪ ...‬جدها توفيق مق ّ‬
‫منبسط الجبين‪ ...‬يباغتها خالها وهي تمعن في الصور‪" :‬إيه رأيك؟"‬
‫تصمت "‬

‫طب الجبين – منبسط الجبين)‪.‬‬


‫يعتمد الوصف على التقابل (مق ّ‬

‫يجمع التشكيل البصري بين الحضور اإلنساني وحضور الطبيعة‪:‬‬


‫(جدها وجد جدها – أوزتان تسبحان في بحيرة)‪.‬‬

‫يقوم البناء بوظيفة مادية ووظيفة جمالية‪ ،‬فالحوائط تؤسس البنية‬


‫المادية‪ ،‬والصور المعّلقة عليها تؤسس البنية الجمالية‪.‬‬

‫الصور حلقة وصل بين األجيال فهي ذاكرة ثقافية تضع الذات أمام‬
‫عمقها التاريخي‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫شخصية الخال بصوتها وحيويتها ودراستها الفنية حلقة وصل بين‬
‫األجيال‪ ،‬وحلقة وصل بين البيئة الخاصة والبيئة العامة‪ ،‬وحلقة‬
‫وصل بين الواقع والفن‪.‬‬

‫تتماهى الشخصية مع الصور‪ ،‬أي تتأثر بحضور الصور ولغتها‬


‫التشكيلية الخاصة‪ ،‬فحينما يسألها الخال عن رأيها تصمت‪ ،‬وكأنها‬
‫تضع أمامه صورة تضاف إلى التشكيل التصويري‪ ،‬ويفتح هذا‬
‫الصمت المجال أمام الخال لتعليم الكاتبة فن تشكيل الصورة‪.‬‬

‫استخدمت الكاتبة العامية المصرية في الحوار بوصف اللغة عنص ار‬


‫تصويريا للشخصية‪.‬‬

‫المقطع الثاني في صلب المقال‪:‬‬

‫يتحدث هذا المقطع عن فن تشكيل الصورة‪ ،‬ويتخذ من الخال الفنان‬


‫معّلما‪ ،‬ومن شخصية أم كلثوم رم از لإلبداع‪.‬‬

‫اختيار شخصية الخال لتعليم الكاتبة طريقة تشكيل الصورة يدخل‬


‫في تناص مع المثل المصري "الخال والد" وسنعرف من المقال أن‬
‫والد الطالبة معّلم له دوره في تعليم الخال مخارج األصوات‪.‬‬

‫اختيار شخصية أم كلثوم لرسمها بإبداع الخال عالمة ثقافية مهمة‬


‫ألن أم كلثوم ريفية األصل‪ ،‬فهي تعبير عن الشخصية الريفية‬
‫المبدعة في الثقافة المصرية‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫ينتهي النص بالطفلة وخالها يسيران معا‪ ،‬في تصوير رمزي لتواصل‬
‫أجيال العائلة‪.‬‬

‫الجملة األخيرة في الخاتمة تعود مرة أخرى لفن الوصف‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الموصوف هذه المرة هو صوت (الظاء) التي ينطقها الخال كما‬
‫تعّلم من والد ابنة أخته‪.‬‬

‫أي أن الوصف هو توصيف للذاكرة التعليمية في األسرة المصرية‪.‬‬

‫مرجعية الوصف‪:‬‬

‫هل الوصف يختص بالعنصر البشري فقط أم يشمل المكان؟‬

‫الوصف يشمل‪:‬‬

‫الشخصيات البشرية‪.‬‬

‫الشخصيات الرمزية‪ :‬الحيوان – الطبيعة (الشمس – القمر – النجوم‬


‫‪ -‬األشجار ‪ -‬الزهور – السحب‪ ...‬الخ)‪.‬‬

‫األماكن‪ :‬الوديان ‪ -‬السهول – الجبال – الصحراء – الهضاب –‬


‫الواحات – الشوارع ‪ -‬الحارات ‪ -‬المنازل – دور العبادة – المكتبات‬
‫– الساحات والمالعب – المطاعم والمقاهي‪ ...‬الخ)‪.‬‬

‫األشياء‪ :‬القلم – الكتاب – الحقيبة – الهاتف – الحاسوب – الطاولة‬


‫– الطعام – األلعاب‪ :‬الشطرنج مثال‪ ...‬الخ)‪.‬‬

‫الوصف الحسي والوصف المعنوي‪:‬‬

‫هل الوصف يختص بالشكل المرئي فقط؟‬

‫الوصف يختص بالشكل المرئي وبالسمع وباللمس والذوق‪ ،‬أي‬


‫الحواس كلها‪ ،‬وهناك وصف معنوي كأثر الكلمات والمعاني في‬
‫اإلنسان‪ ...‬الخ)‪.‬‬

‫وصف المرئي ووصف المسموع وأثر اإلدراك الحسي في النفس‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫نموذج‪:‬‬

‫في النص اآلتي سنجد المرئيات والمسموع والبعد النفسي للصورة‬


‫والصوت في النفس‪ ،‬وسنالحظ أهمية استخدام الضوء في الوصف‪،‬‬
‫وتشخيص المكان‪:‬‬

‫"هناك راديو يعمل بصوت عال في الصالة‪ ،‬ظل يستمع إليه لبعض‬
‫الوقت‪..‬‬

‫ثم سمع صوت أبواب سيارة تنغلق‪ ،‬وأصوات أشخاص قادمة من‬
‫تحت نافذته بالضبط‪ ،‬أستمع إليها لفترة طويلة قبل أن يبدأ أصحاب‬
‫األصوات بمناداة بعضهم‪..‬‬

‫ثم توّقف الراديو في الصالة‪ ،‬والموسيقى في البلكون الخارجي‪ ،‬وبدأ‬


‫صوت آخر يتسلل إلى الغرفة‪ ،‬يشبه الشهيق والزفير‪ ،‬ويعلو تدريجيا‪،‬‬
‫وكأنه يقترب‪ ،‬ضغط وسادته على أذنيه‪ ،‬وأدار وجهه بعيدا عن‬
‫النوافذ‪..‬‬

‫لمح على الجدار ثالثة خطوط من الضوء‪ .‬اثنان أفقيان طويالن‪،‬‬


‫تشكل وجه قطة بعينين طويلتين‪،‬‬
‫وواحد صغير أسفلهما مباشرة‪ّ ،‬‬
‫تراقب وتنتظر تحركاته التالية‪ ،‬كان عالقا بين خوفه من القطة‪،‬‬
‫وخوفه من الكائن الضخم الذي يتنفس في الخارج‪ ،‬لكنه كان يعرف‬
‫المتسرب‬
‫ّ‬ ‫أن القطة ليست حقيقية‪ ،‬إنما مجرد شكل صنعه الضوء‬
‫عبر الشيش من الخارج‪ ،‬كل ماع عليه فعله هو أن يعرف كيف‬
‫يفتح الشيش‪ ،‬وسيختفي شكل القطة بعينيها الماكرتين‪..‬‬

‫مازال يسمع الوحش يشهق ويزفر‪ ،‬بدا قريبا وفي الوقت نفسه بعيدا‪..‬‬
‫حاول أن يعرف مصدره‪ ،‬لكنه يتجاوز مدى نظره‪ ،‬يرقد بين تل‬

‫‪35‬‬
‫وبعض األشجار العالية‪ ،‬أسود وضخم‪ ،‬يتألأل ويسيل لعابه‪ ،‬يبعد‬
‫عن المنزل مسافة قصيرة‪ ،‬تراجع إلى الوراء وقفز إلى السرير‪.‬‬

‫أعطاه الشيش المفتوح منظ ار جيدا النعكاس الضوء‪ ،‬تسلل الضوء‬


‫بين شفرات الشيش ورسم سلما يزحف على األرض‪ ،‬ثم يتسّلق الجدار‬
‫قبل أن يلتصق بالسقف‪ ..‬سمع حفيف العشب الطويل‪ ،‬ثم عاد يسمع‬
‫صوت الوحش وهو يتنفس‪ ..‬صدى أنفاس البحر يخترق أذنيه‪".‬‬

‫وصف الحرف‪:‬‬

‫نق أر في نص المندرة‪:‬‬

‫" ينطق خالها حرف الظاء كما عّلمها أبوها وجدها‪ ،‬يخرج من بين‬
‫أسنانه‪".‬‬

‫هو استكمال لوصف الصور‪ ،‬فالحرف لغة‪ ،‬واللغة هي عالمات‬


‫تحويل الصور إلى كالم‪.‬‬

‫الصور واللغة هما جديلة حمل المفاهيم والقيم بين البشر في المجتمع‬
‫الذي يحدث فيه التواصل المعرفي‪.‬‬

‫انتهاء النص بوصف الحرف هو ربط بين الخال صاحب الصور‬


‫والطفلة التي ستصبح كاتبة‪ ،‬واألب والجد بما لهما من دور تأسيسي‬
‫في ترسيخ البنية المعرفية‪ ،‬بالتالي يترابط نص المندرة شكال‬
‫ومضمونا من حيث الفن والعلم‪ ،‬ومن حيث العالقة بين األجيال‪،‬‬
‫ويمهد السياق النفسي لشخصية‬
‫ّ‬ ‫واألدوار اإليجابية للشخصيات‪،‬‬
‫الكاتبة كي تواصل الرحلة المعرفية واإلبداعية‪.‬‬

‫تحليل نص وصفي‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫تطير العقل‪.‬‬
‫"هذا الليل ليس ماكينة أحالم كبيرة ّ‬
‫فقط لو أن له أذنين ليسمع كائناته‪ ،‬هذه العربة الحمراء الطائشة‬
‫تحت شباكي‪ ،‬أزيز الرياح الباردة التي تحرك الستائر ودرفة الشيش‪،‬‬
‫هذا الصوت الموحش لألشياء‪ ..‬في األسفل نباح كلب يمتزج بصخب‬
‫الضحكات لبعض الشباب الصغار‪ ،‬هؤالء وطاويط الليل‪ ،‬يحلقون‬
‫وتتجرح جلودهم الرقيقة‪ ،‬فتظهر لهم‬
‫ّ‬ ‫بعيدا حتى تتهشم أرواحهم‪،‬‬
‫وجوه أخرى كل موسم‪".‬‬

‫يوميات‪:‬‬
‫العنوان‪ّ :‬‬
‫إشاري – شكل تعبيري – يحتوي تفاصيل الحياة‪.‬‬

‫دال على الذاتية وهذه أهم سمات الخطاب الوصفي الذاتي والخطاب‬
‫السردي كذلك‪ ،‬أن يكون الراوي – وهو الواصف بالطبع – متحدثا‬
‫بصوته ومشاعره وأفكاره‪.‬‬

‫يدل العنوان على عالقة الذات بالزمن‪.‬‬

‫يدل العنوان على عالقة الذات بالعالم‪.‬‬

‫العنوان إطاللة من الذات على العالم‪.‬‬

‫اليوميات البد أن تكون انتقائية يختارها صاحبها‪ /‬صاحبتها للتعبير‬


‫ّ‬
‫عن شعور أو فكرة‪ ،‬أو تلح عليه ظاهرة ما تدفعه ألنه يجعلها‬
‫موضوعا لليومية‪.‬‬

‫يوميات‪.‬‬
‫اكتب فقرة وصفية عنوانها ّ‬
‫أول ظاهرة نالحظها هي الوصف بالنفي‪ :‬هذا الليل ليس ماكينة‬
‫أحالم‪..‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلخبار وصف‪.‬‬

‫الخبر وصف للمبتدأ‪.‬‬

‫الوصف ينفي عن الليل صفة الماكينة‪.‬‬

‫الماكينة ظاهرة عصرية خاصة بالمجتمع الصناعي‪.‬‬

‫الليل ظاهرة طبيعية كونية له وجوده الحيوي الذي نراه من خالل‬


‫تجلياته اليومية دون مصانعة‪.‬‬

‫الليل ظاهرة يومية تناسب العنوان‪.‬‬

‫تتمنى الكاتبة أن يكون لليل حاسة السمع‪.‬‬

‫تتمنى إضفاء الشخصية على الليل‪.‬‬

‫هذه صفة لليل أنه بال حواس‪.‬‬

‫الليل عتمة يحجب الرؤية‪.‬‬

‫هو ال يرى كذلك‪.‬‬

‫هناك عالقة بين الذات الواصفة والموضوع الموصوف‪ ،‬هو شعور‬


‫الذات الواصفة بأنها غير مسموعة‪ ،‬هذا شعور بالوحدة والغربة‪.‬‬

‫تشخيص الليل نوعا من مقاومة الوحدة لكن الليل ال يستطيع أن‬


‫يكتسب سمة الشخصية اإلنسانية‪.‬‬

‫أو أن بعض الشخصيات اإلنسانية لديها صفة الليل‪ ،‬أي أن حواسها‬


‫ال تعمل‪ ،‬أي أنها ال تشعر باآلخرين‪.‬‬

‫هذه العربة الحمراء‪ :‬وصف لموصوف مرئي‪.‬‬

‫لماذا؟‬
‫‪38‬‬
‫ألم تكن الكاتبة أن تتمنى أن يكون لليل حاسة سمع؟‬

‫حاسة السمع هنا هي كناية عن الحواس كلها‪.‬‬

‫في البالغة تقنية تراسل معطيات الحواس‪ ،‬أي أن تستخدم السمع‬


‫للعين‪ ،‬والرؤية لألذن‪.‬‬

‫الكاتبة هنا تستخدم السمع والسياق يستحضر الرؤية أيضا‪.‬‬

‫السمع رؤية باألذن‪.‬‬

‫الرؤية استماع بالعين‪.‬‬

‫الحواس وسيلة إدراك لعالم حافل بأنواع من المدركات‪.‬‬

‫معظم الموصوفات بعد ذلك سيكون إدراكها سمعيا‪:‬‬

‫أزيز الرياح الباردة التي تحرك الستائر ودرفة الشيش‬

‫هذا الصوت الموحش لألشياء‪..‬‬

‫في األسفل نباح كلب يمتزج‬

‫بصخب الضحكات لبعض الشباب الصغار‬

‫استخدمت الكاتبة السمع ألن المدركات السمعية أكثر‪.‬‬

‫هناك تصوير لموضوع حركي هو‬

‫تحرك الستائر ودرفة الشيش‬

‫الحظ داللة الوصف في تعبير‬

‫الصوت الموحش‬

‫نحن نصف الصمت بالموحش‬

‫‪39‬‬
‫لكن وصف الصوت بالموحش جديد‬

‫وله داللة عدم األلفة‬

‫أي يزيد من إحساس الكاتبة باالغتراب‪.‬‬

‫الوصف بالمجاز‪:‬‬

‫الوصف بالتشبيه‪:‬‬

‫لبعض الشباب الصغار‪ ،‬هؤالء وطاويط الليل‪ ،‬يحلقون بعيدا حتى‬


‫وتتجرح جلودهم الرقيقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تتهشم أرواحهم‪،‬‬

‫وطاويط الليل تشبيه‪ ،‬وجه الشبه هو الحياة الليلية‪.‬‬

‫داللة التشبيه هو نوع من الخروج على التقاليد المجتمعية‪.‬‬

‫الوصف بالكناية‪:‬‬

‫فتظهر لهم وجوه أخرى كل موسم‪.‬‬

‫التحوالت التي يتعرض الشباب لها بمعاناتهم‬


‫ّ‬ ‫هذا التعبير كناية عن‬
‫فالمتغيرات‬
‫ّ‬ ‫من الوحشة واالغتراب وفقدان االحتواء االجتماعي لهم‪،‬‬
‫التي تصيب مالمحهم الشكلية مع الزمن ونراها كمثل الجروح‪ ،‬هي‬
‫في الحقيقة جراح في نفوسهم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫المقال الوصفي سماته ومهاراته‬
‫د‪.‬أميمة عبد الرحمن‬

‫نواتج التعلم المستهدفة ‪( :‬المعلومات والمفاهيم ‪ +‬المهارات الذهنية)‬


‫المعلومات والمفاهيم‪ :‬التعرف على سمات المقال وأهم مهاراته‪.‬‬
‫المهارات الذهنية‪ :‬أن يستخرج تقنيات الوصف ويحلل الصياغات‬
‫الوصفية‪.‬‬

‫يقوم خطاب الوصف على التشخيص والتجسيد وتقديم لوحة متكاملة‬


‫للموصوف فى نسيج لغوى متماسك‪ ،‬وصورة أدبية جميلة‪.‬‬

‫ويمتح خطاب الوصف من فنون كثيرة؛ أهمها‪ :‬البالغة‬


‫العربية‪ ،‬والتصوير المجازى‪ ،‬والفن التشكيلي‪ ،‬والتصوير‬
‫الضوئي (الفوتوغرافيا)‪ ،‬والفن السينمائي بفنونه النوعية مثل‪:‬‬
‫التصوير‪ ،‬والمونتاج‪.‬‬

‫ويمكن تحديد أهم عناصر الخطاب الوصفي أو مقوماته‬


‫فيما يأتي‪:‬‬

‫شبكة االمتدادات الوصفية‪ ،‬أو مايمكن أن نطلق عليه‬


‫شجرة الوصف ‪:‬‬

‫‪ -1‬الوصف التصويري النحوي من صفات وأحوال تظهر‬


‫هيئة الموصوف‪ ،‬وتبين عن معالمه‪.‬‬

‫‪ -2‬الوصف التصويري المجازي من تشبيه واستعارة وكناية‬


‫ومجاز مرسل ‪.‬‬

‫‪ -3‬الوصف الكلي ( الوصف السردي – اللوحة التشكيلية أو‬


‫الرسم بالكلمات –توظيف معطيات الحواس )‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الوصف السردي ‪:‬‬

‫تقديم صفات الموصوفات الحسية وهى المالمح ( فى‬


‫وصف شخص) والتفاصيل الدقيقة (فى وصف شيء‬
‫ما‪ ،‬أو مكان ما)‪.‬‬

‫تقديم صفات الموصوفات المعنوية والنفسية واألفعال‬


‫الحيوية‪ ،‬والحركية‪.‬‬

‫ويتعلق ذلك باستبطان العالم الداخلى للشخصيات‪،‬‬


‫أي عالمها النفسى ‪ ،‬من مشاعر‪ ،‬ومبادئ‪ ،‬وأفكار وال يبعد‬
‫تصوير المكان عن أن يكون له أبعاد نفسية أو اجتماعية‬
‫أيضاً فإنما يتعلق ذلك بالتأثير والتأثر فى عالقة المكان‬
‫بشخوصه‪ ،‬فهى عالقة جدلية وحتمية‪ .‬وعندما يكون المكان‬
‫بطال فى عمل ما (خصوصاً السردي الذى يكون فيه خطاب‬
‫الوصف الزمة أسلوبية من لوازمه) فإن البعد الرمزى للمكان‬
‫‪ :‬السياسى أو االجتماعي يكون حاض ار بقوة وينتمي ذلك‬
‫أيضا إلى األبعاد المعنوية للمكان (مقهى الكرنك فى رواية‬
‫ً‬
‫الكرنك لنجيب محفوظ أو قنديل أم هاشم فى الرواية التى‬
‫تحمل االسم نفسه ليحيى حقى)‪.‬‬

‫يحدد الناقد اللغوي الفرنسي فيليب هامون ألوانا‬


‫مختلفة للوصف منها "الطبوغرافيا وهو وصف المكان‪،‬‬
‫والكرونوغرافية وهو وصف الزمن‪ ،‬واإليتوبيا وهى وصف‬
‫الشخصية ويجمع بين وصف المظهر الخارجي‪ ،‬ووصف‬
‫الجانب الداخلي المعنوي لها ففيه قدر من الشمول" (تونس‪،‬‬
‫المجمع التونسي للعلوم اآلداب)‪.‬‬

‫اللوحة التشكيلية ‪ :‬وهى الرسم بالكلمات وتقديم لوحة‬


‫متعددة الخطوط من غير ضرورة االعتماد على وصف نحوي‬
‫أو صور جزئية بالغية ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫صفات معطيات الحواس ‪:‬‬

‫ولكي يقدم كاتب المقال الوصفي تجربة غنية حية‬


‫لقرائه‪ ،‬فمن المفيد حينئذ التركيز على صفات أو معطيات‬
‫الحواس الخمس وهي‬

‫(حاسة البصر)‬ ‫الرؤية‬


‫(حاسة السمع)‬ ‫الصوت‬
‫(حاسة الذوق)‬ ‫الرائحة‬
‫(حاسة اللمس)‬ ‫الملمس‬
‫(حاسة التذوق)‬ ‫الطعم‬
‫بالحاسة السادسة ‪ ،‬وهي‬ ‫باإلضافة إلى مايعرف‬
‫الحدس أو التنبؤ ‪،‬أو الرهافة الفنية التي يتمتع بها األديب‬
‫تجاه واقعه‪ ،‬وبيئته‪ ،‬ومجتمعه‪ ،‬وعصره‪.‬‬

‫التماسك النصى‪ :‬والمقصود به فى الخطاب‬


‫الوصفى هنا حركية الوظائف المتنوعة للخطاب‪:‬‬
‫الوظيفة التواصلية‪ :‬فالخطاب يقوم على اللغة التي‬
‫هي جسر يربط بين المتكلم أو الكاتب والمخاطب أو‬
‫القارئ‪ ،‬ومن ثم تتحقق الحاجات اإلنسانية للتواصل‬
‫داخل الجماعة البشرية‪.‬‬
‫الوظيفة التعبيرية ‪ :‬حيث يسعى الخطاب إلى التعبير‬
‫عن األفكار‪ ،‬والمشاعر‪.‬‬

‫الوظيفة اإلخبارية‪ ،‬وتعنى ما يفيده القارئ من أفكار‬


‫مباشرة ومعلومات يقدمها له النص‪.‬‬

‫الوظيفة الفكرية‪ ،‬وتعنى األفكار الكلية‪ ،‬والمعانى‬


‫العميقة التى تكمن وراء الوظيفة األولى اإلخبارية‪،‬‬
‫فتضيف ليس فقط إلى الوعى الفردى للقارئ وإنما إلى‬

‫‪43‬‬
‫الذاكرة الجمعية على مر السنين مما يمثل عيون‬
‫األدب الخالد‪.‬‬

‫الوظيفة الجمالية‪ ،‬وتتعلق ببالغة األسلوب‪،‬‬


‫وجماليات الصورة‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ :‬إذا كانت الوظيفة الجمالية للخطاب الوصفي تُعنى‬


‫بتقديم صورة جاذبة للموصوف‪ ،‬لتثير فى المتلقي المتعة‬
‫الفنية‪ ،‬واإلعجاب النفسي‪ ،‬فإن الكاتب ‪-‬على سبيل‬
‫المفارقة‪ -‬قد يثير فى قارئه نقيض هذه األحاسيس‬
‫بتوظيف ما يعرف بجماليات القبح‪ ،‬وذلك إذا رسم صورة‬
‫منفرة أو مثيرة للسخرية والتهكم للموصوف شريطة ارتباط‬
‫ذلك بالوظيفة الفكرية للخطاب‪(.‬رسالة التربيع والتدوير‬
‫للجاحظ فى وصف أحمد عبد الوهاب)‪ .‬وهنا أيضا يتمتع‬
‫النص بوظيفته الجمالية الشعرية بتحقق الوظيفة التأثيرية‬
‫للخطاب ‪ :‬حيث يتم توجيه أو تحريض المتلقي وإثارة‬
‫انتباهه عبر الترغيب والترهيب‪ ،‬وهي وظيفة ذاتية تقوم‬
‫على اإلقناع والتأثير‪.‬‬

‫المقال مهارة لغوية‬

‫دور اللغة في حياتنا‪:‬‬

‫اقتضت عناية العرب باإلبداع في القول والتنافس أن أظهر هللا معجزة‬


‫الرسول صلى هللا عليه وسلم في بالغة ما نزل عليه من القرآن‪ ،‬كما جاء‬
‫عيسى عليه السالم يبرئ األكمه واألبرص ويحيى الموتي بإذن هللا‪ ،‬مما‬
‫أرسل به إلى قوم توفرت عندهم العناية بالطب‪ ،‬وكما بعث موسى عليه‬
‫السالم إلى أمة انتهى السحر فيها إلى غايته‪ ،‬فأتاهم في مقام المعجزة بأبدع‬
‫ما يكون‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫بهذا قدر للغة العربية أن تستمر وترتقي‪ ،‬وأن تحظى بميزات عديدة‬
‫دون غيرها من اللغات‪ .‬وقد ثبت أنه لن تتقدم أمة في معارج النهضة إال‬
‫بوسيلة لغتها‪ ،‬وعلى قدر ما تختفظ بها ترتقي في حياتها األدبية والحضارية‪،‬‬
‫والعكس صحيح‪ .‬يقول ابن حزم في كتابه األحكام "إن اللغة يسقط أكثرها‬
‫ويبطل‪ ،‬بسقوط دولة أهلها ودخول غيرهم عليهم في مساكنهم‪ ،‬أو تنقلهم‬
‫عن ديارهم واختالطهم بغيرهم‪ ،‬فإنما يفيد لغة األمة وعلومها وأخبارها‪ ،‬قوة‬
‫دولتها‪ ،‬ونشاط أهلها وفراغهم‪ ،‬وأما من تلفت دولتهم‪ ،‬وغلب عدوهم واشتغلوا‬
‫بالخوف والحاجة والذل‪ ،‬وخدمة أعدائهم‪ ،‬فمضمون منهم موت الخاطر‪،‬‬
‫وربما كان ذلك سبباً في ذهاب لغتهم‪ ،‬ونسيان أنسابهم وأخبارهم‪ ،‬وذهاب‬
‫علومهم‪ ،‬هذا موجود بالمشاهدة ومعلوم بالعقل والضرورة"‪.‬‬

‫إن الجانب اللغوي جانب أساسي من حوانب حياتناـ واللغة مقوم من‬
‫أهم مقومات كياننا‪ ،‬وهي الحاملة لثقافتنا‪ .‬ورسالتنا‪ ،‬والرابط الموحد بيننا‪،‬‬
‫المكون بنية تفكيرنا‪ ،‬والصلة بين أجيالنا‪ ،‬والصلة كذلك بيننا وبين كثير‬
‫و ّ‬
‫من األمم‪ .‬تلك هي األسباب التي تجعلنا نعني باللغة عناية كبرى‪ ،‬ونحلها‬
‫في الصميم من قضايانا الحيوية‪.‬‬
‫فاللغة وسيلة االتصال – الفكري والوجداني والسلوكي‪ ،‬بين أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬أي أنها أداة التفاهم التي عن طريقها يطلب الفرد حاجاته‪ ،‬ويعبر‬
‫عن تجاربه‪ ،‬فيطلب مشاركتهم‪ ،‬كما يستفيد من تجارب اآلخرين‪ ،‬ويضيف‬
‫إلى ذلك إسهاماته الخاصة‪.‬‬
‫وعن طريق اللغة يتصل الفرد بتراثه في الماضي‪ ،‬ومن ثم يصبح كل‬
‫جيل حلقة في سلسلة متصلة من الماضي‪ ،‬إلى الحاضر‪ ،‬إلى المستقبل‪،‬‬
‫فاللغة هي البوتقة التي ينصهر فيها األفراد واألجيال لتكون كالً متجانساً‪..‬‬
‫فك اًر‪ ،‬ووجداناً‪ ،‬وسلوكاً‪.‬‬

‫اللغة والفكر‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫واللغة جوهر التكوين الفكري والوجداني للفرد‪ ،‬ولعل مفتاح القضية‬
‫يتمثل في اإلجابة على سؤال هو‪ :‬هل يستطيع اإلنسان أن يفكر دون‬
‫اللغة؟‬
‫عندما يفكر اإلنسان في موضوع‪ ،‬أو مشكلة‪ ،‬أو اختيار بين بدائل‪،‬‬
‫ال بد من وجود رموز للعناصر التي يحاول الفكر الربط بينها‪ ،‬وتكوين كل‬
‫منطقي منها‪ ،‬والرموز في هذه الحالة هي األلفاظ‪.‬‬
‫اللغة إذاً‪ ،‬ليست مرحلة تالية للتفكير‪ .‬فال يمكن بحال أن تتم عملية‬
‫التفكير في فراغ أو بصورة غامضة‪ ،‬إلى أن تتكون الفكرة‪ .‬وحينئذ نصبها‬
‫في قالب اللغة أو نلبسها رداء األلفاظ والجمل‪ .‬فالصواب أن التفكير عملية‬
‫مركبة من العمل الذهني المتمثل في الربط والتحليل واالختيار والتنظيم‬
‫والتركيب‪ ...‬ومن اللغة التي تمثل العناصر أو األدوات التي يتعامل فيها‬
‫العقل‪ .‬وكل من االثنين ممتزج باآلخر ال فصل بينهما‪.‬‬
‫هذا يعني أن العالقة بين الفكر واللغة عالقة جوهرية ذات تأثير متبادل‪.‬‬
‫اللغة تشكل الفكر‪ ،‬والفكر يصوغ اللغة‪ .‬فمن هنا يكون العقل في حركة‬
‫دائبة من التفكير‪ ،‬إذ أن التفكير يتألف من عناصر لغوية‪.‬‬
‫الكتابة وتنمية المهارات اللغوية‪:‬‬
‫يتأكد مما سبق كله ضرورة االهتمام بالتنمية المستمرة لدى الناطقين‬
‫باللغة العربية‪ -‬أياً كانت مؤهالتهم أو مواقعهم‪ -‬للمهارات اللغوية المختلفة‬
‫اطالعاً وكتابة أو فك اًر وشكالً‪ ،‬ألنه مما يحتاج إليه في شتى أنواع الكتابة‪:‬‬
‫اإلجرائية الوظيفية‪ ،‬أو اإلبداعية منها‪ .‬وال شك أن المران والممارسة من‬
‫أهم ما يحقق للطالب‪ -‬خاصة – ما ينشدونه ويحتاجون إليه من التمكن‬
‫من فنون الكتابة السليمة وأصولها‪.‬‬
‫بهذا نعرض في هذا الفصل بعضاً من األسس واألصول اللغوية في‬
‫هذا المضمار مثل‪ :‬تصويب بعض األخطاء الشائعة في استخدام المفردات‬
‫واألساليب‪ ،‬وكذلك التعرف على بعض أدوات الربط وأساليبه‪ ،‬وبعض‬
‫الكلمات المفتاحية التي تيسر الكتابة في موضوعات مختلفة‪ .‬ومن ذلك‬
‫أيضاً التعرف على بعض أسماء المترادفات في حقول داللية مختلفة‪ ،‬مما‬

‫‪46‬‬
‫يعكس ميزة من أهم ميزات اللغة العربية (الترادف) حيث يستحيل فيها‬
‫الترادف التام‪ ،‬لذا تتمتع هذه المترادفات فيما بينها بفروق داللية دقيقة تثري‬
‫األسلوب وضوحاً ودقة‪.‬ونعرض االستخدام الفصيح لبعض ألفاظ الحضارة‬
‫العصرية ‪ ،‬ولبعض األلفاظ والعبارات العامية الشائعة ‪.‬‬
‫نذكر في نهاية الفصل بعالمات الترقيم‪ ،‬واستخداماتها المختلفة‪،‬‬
‫كما ّ‬
‫نظ اًر ألهميتها البالغة في إيضاح المعنى المكتوب أو أثناء اإللقاء بوصفه‬
‫فناً مستقالً يعتمد في جانب رئيس منه على مراعاة الموازاة الصوتية لعالمات‬
‫الترقيم المكتوبة من حيث الوقف‪ ،‬أو الوصل‪ ،‬أو اختيار النغمة الصوتية‬
‫التي تناسب المعنى‪ ،‬حتى يبدو واضحاً‪ ،‬بيناً‪ ،‬له وقعه المناسب على آذان‬
‫السامعين أو المتلقين له‪ ،‬فيعبر عن الدهشة والتعجب‪ ،‬أو االستفسار‬
‫والسؤال ‪...‬الخ‪ .‬وبهذا تتوثق حلقة االتصال بين المتكلم والمخاطب دون‬
‫أن يشوبها اضط ارب أو لبس‪ ،‬حتى تأتي الصورة السمعية مطابقة للكتابية‬
‫ومماثلة لها في دقة تفاصيلها وتأثيرها‪ .‬ونلحق ذلك كله ببعض التدريبات‬
‫التطبيقية ‪.‬‬
‫***‬

‫‪47‬‬
‫من األخطاء اللغوية الشائعة وتصويبها‬

‫الصواب‬ ‫الخطأ‬
‫يزورنا فالن في هذا األوان ألن‬ ‫يزورنا فالن في هذه‬
‫اآلونة جمع األوان‬ ‫اآلونة‬
‫يا ِ‬
‫أبت حيث حذفت الياء من أبي‪،‬‬ ‫يا أبتي‬
‫وعوض عنها بالتاء‬
‫لن أزوره أبداً أو ما زرته قط‬ ‫لن أزوره قط‬
‫فاألولى للمستقبل والثانية للماضي‬
‫استأذنه لكذا أو استأذنه في كذا‬ ‫استأذن منه في كذا‬
‫‪،‬فاإلرب هو العضو‬
‫ْ‬ ‫قطعه ْإرباً ْإرباً‬ ‫قطعه َإرباً َإرباً‬
‫في اإلنسان الحيوان وقد يأتي بمعنى‬
‫الحاجة أو الدهاء والبصر باألمور‬
‫وكذلك يأتي بمعنى العقل‬
‫األرب فهو الحاجة والعقل فقط‬
‫أما َ‬
‫ومن الخطأ أيضاً قول‪ :‬قطعت الحبل‬
‫ْإرباً ْإرباً وإنما يقال قطعت الحبل قطعاً‬
‫اإلرب هو عضو اإلنسان‬
‫قطعاً ؛ألن ْ‬
‫أو الحيوان‬
‫الصواب أنانيَّة (بالتضعيف)‬ ‫أنان َية‬
‫أيما أفضل الزراعة أم التجارة‬ ‫أيهما أفضل الزراعة أم‬
‫ألن الضمير البد أن يعود على‬ ‫التجارة‬
‫االسم الظاهر ال قبله‬
‫بئر عميقة ألنها مؤنثة‬ ‫بئر عميق‬
‫بائسون بمعنى مساكين أو حزانى‬ ‫بؤساء‬

‫‪48‬‬
‫ألن بائسون جمع بائس وهو‬
‫المسكين ‪،‬أما البؤساء فهي جمع‬
‫البئيس وهو الشجاع القوي‬
‫بت األمر‬ ‫بت في األمر‬
‫كلما تعمقت في القراءة زادت ثقافتك‬ ‫كلما تعمقت في القراءة‬
‫كلما زادت ثقافتك‬
‫أثر فيه ألن هذا الفعل ال يتعدى‬ ‫أثر عليه‬
‫بحرف الجر على‬
‫هذه األرنب ألن األرنب مؤنثة‬ ‫هذا األرنب‬
‫حاز األموال ألن هذا الفعل يتعدى‬ ‫حاز على األموال‬
‫بنفسه‬
‫داسته أو دعسته‬ ‫دهسته السيارة‬
‫سادة القوم‬ ‫أسياد القوم‬
‫شكوت الهم‬ ‫شكوت من الهم‬
‫أنا مشتاق لرؤيتك ؛ألن التلهف هو‬ ‫أنا متلهف لرؤيتك‬
‫الحزن والتحسر ال الشوق والحنين‬
‫أنا شاكر لك ألن امتن على فالن‬ ‫أنا ممتن أو ممنون لك‬
‫أي أذاه بمنه‬
‫َقبول‬ ‫ُقبول‬
‫نياته حسنة‬ ‫نواياه حسن‬
‫المختص أو االختصاصي‬ ‫األخصائي االجتماعي‬
‫االجتماعي‬
‫شكل‬
‫نص مشكول أو ُم َ‬ ‫نص َّ‬
‫مشكل‬
‫ألن الفعل شكل وأشكل وليس َش َّكل‬
‫مصادفة‬ ‫صدفة‬
‫إذ إن‬ ‫إذ أن‬
‫الفت للنظر‬ ‫ملفت للنظر‬

‫‪49‬‬
‫الستينيات‬ ‫الستينات‬
‫هم غرباء‬ ‫هم أغراب‬
‫الناس كافة‬ ‫كافة الناس‬
‫مشكالت‬ ‫مشاكل‬
‫إعذاب ماء البحر‬ ‫تعذيب ماء البحر‬
‫رجل مهيب‬ ‫رجل مهاب‬
‫عانى الجوع‬ ‫عانى من الجوع‬
‫ذهبنا معاً‬ ‫ذهبنا سوياً‬
‫أمر هائل‬ ‫أمر مهول‬
‫دهمه الوقت‬ ‫داهمه الوقت‬
‫وحدة الوطن وسيادته‬ ‫وحدة وسيادة الوطن‬
‫على مدى البصر‬ ‫على مد البصر‬
‫أخذت مشترياتي‬ ‫أخذت مشترواتي‬
‫تخرجت في كلية األلسن‬ ‫تخرجت من كلية األلسن‬
‫تعود الجود‬ ‫تعود على الجود‬
‫ملغياً ألن لغا‪ :‬كثر كالمه‬ ‫الغياً‬
‫مشوقة‬
‫قصة شائقة أو ّ‬ ‫قصة شيقة‬
‫البد للعرب من استرداد فلسطين‪،‬‬ ‫البد للعرب من استرداد‬
‫سواء أطال الزمن أم قصر‬ ‫فلسطين‪ ،‬طال الزمن أم‬
‫وجاء في القرآن الكريم "سواء عليكم‬ ‫قصر‬
‫أدعوتموهم أم أنتم صامتون"‬
‫فالن عجمي‬ ‫فالن أعجمي‬
‫ألن األعجمي هو الذي ال يفصح‬
‫في كالمه حتى وإن كان عربياً‬
‫سعدنا برؤيتك‬ ‫سعدنا برؤياك‬
‫ُوجد‪ -‬يوجد ‪ ،‬ألن التواجد معناه‬ ‫تواجد‪ -‬يتواجد‬
‫شدة العشق أو الحزن‬

‫‪50‬‬
‫كلمات عامية شائعة واالستخدام الفصيح لها‪:‬‬
‫الفصحى‬ ‫العامية‬
‫كابد الشوق‬ ‫تكبد الشوق‬
‫طمأنة الشعب‬ ‫تطمين الشعب‬
‫الباعة الجائلون‬ ‫الباعة المتجولون‬
‫رأسه كبير‬ ‫راسه كبيرة‬
‫مادمت حياً‬ ‫طالما إنه حي‬
‫تأن أو تمهل‬ ‫خذ وقتك‬
‫هبك فعلت‬ ‫هب إنك فعلت كذا‬
‫صحيفة‬ ‫جورنال ‪ /‬جريدة‬
‫ستة ماليين نسمة‬ ‫ستة مليون نسمة‬
‫ِكفة الميزان‬ ‫َكفة الميزان‬
‫المهمة ‪،‬ألن الهامة هي‬ ‫الهامة‬
‫األحناش المخيفة‬
‫قدم جميع الطالب‬ ‫قدم سائر الطالب (بمعنى‬
‫ألن سائر تأتي بمعنى بقية‬ ‫جميع)‬
‫فالن يستحق كذا‬ ‫فالن يستاهل أو يستأهل كذا‬

‫ألفاظ وتعبيرات فصيحة شائعة‪:‬‬


‫توجد الكثير من الكلمات المستخدمة في العامية‪ ،‬والتي ال يعلم‬
‫الكثير من الناس أنها فصيحة؛ وقد يندهش الكثيرون من أن بعض معاني‬
‫هذه الكلمات يختلف تماماً عن معناها المستخدم اآلن في العامية‪.‬‬

‫المعنى‬ ‫الكلمة‬
‫الجعجاع هو الشخص الكثير الكالم‬ ‫الجعجاع‬

‫‪51‬‬
‫المثل والنظير‪ .‬وعديل الرجل‪ :‬زوج‬ ‫العديل‬
‫أخت امرأته‪ ،‬والجمع أعدال وعدالء‬
‫إناء صغير من نحاس أو فضة أو‬ ‫الُق ْمُقم‬
‫خزف صيني يجعل فيه ماء الورد‬
‫صوت لهب النار إذا شب بالضرام‬ ‫المعمعمة‬
‫األرض الواسعة التي ال يتخللها‬ ‫البراح‬
‫شجر‬
‫هرج في الحديث أي خلط فيه‪،‬‬ ‫التهريج‬
‫وتستعمل هذه الكلمة في التخليط‬
‫اء‪ :‬أكان تخليطاً لإلضحاك‪ ،‬أم‬
‫سو ً‬
‫تخليطاً في المنطق والرأي‬
‫أصلها من الشجر الذي ال يشذب‬ ‫َعَبل‬
‫ورقه‪ ،‬وال يهذب‬
‫نقص في العقل من غير مس أو‬ ‫عته‬
‫جنون‬
‫ما يبقى في الزجاجة من المسك‬ ‫ِعترة‬
‫أصلها عايك وهو الذي يمشي‬ ‫عايق‬
‫متبخت اًر ُمختاالً‬
‫أهل بيت الرجل الذين يكلفهم‬ ‫عيال‬
‫جمعها غيالن‪ .‬وفي زعم العرب أنها‬ ‫غول‬
‫الشياطين التي تظهر للناس في الفالة‬
‫في الفصحى بالسين "فلحوس"‪ ،‬وهو‬ ‫فلحوص‬
‫الشخص الذي يلح في سؤاله‬
‫ط ْح ُل وتعني الضخم الممتلئ‬‫جمع ِف َ‬ ‫فطاحل‬
‫الجسم‪ ،‬وتقال أيضاً لكبار العلماء‬
‫صل وخالصته‬ ‫ِ‬
‫مجمل ما ُف ّ‬ ‫فذلكة‬

‫‪52‬‬
‫من الشكيمة وهي الحديدة التي‬ ‫كم‬
‫ُي ْش ُ‬
‫توضع في فم الفرس لتقيد حركته‪،‬‬
‫وتتحكم في حريته‬
‫من ألفاظ الحضارة‪:‬‬
‫تظهر بين الحين واآلخر الكثير من األلفاظ المستحدثة التي‬
‫تصف المبتكرات‪ ،‬واألجهزة‪ ،‬والعادات المستوردة‪ ،‬واالختراعات الحديثة‪ ،‬أو‬
‫ترتبط بها‪ ،‬والتي عادة ما تدخل إلينا بلفظها األجنبي‪ ،‬ويحار اإلنسان في‬
‫المقابل العربي لهذه الكلمات‪.‬‬
‫وقد أورد األستاذ فاروق شوشة في كتابه البديع لغتنا الجميلة‬
‫مختارات من ألفاظ الحضارة التي اقترح األديب الراحل محمود تيمور –‬
‫رحمه هللا – استعمالها باعتبارها ألفاظاً فصيحة بدالً من األلفاظ الشائعة‪.‬‬
‫المعنى‬ ‫الكلمة الفصيحة‬
‫بدالً من اللون الغامق‬ ‫اللون األدكن أو القاتم‬
‫بدالً من الريبورتاج‬ ‫االستطالع‬
‫بدالً من اإلنسكلوبيديا‬ ‫الموسوعة أو دائرة‬
‫المعارف‬
‫بدالً من الماركة في (السلع‬ ‫العالمة التجارية أو‬
‫والبضائع)‬ ‫السمة التجارية‬
‫أو االسم التجاري‬
‫بدالً من الروب الجامعي‬ ‫العباءة الجامعية أو‬
‫الرداء الجامعي‬
‫بدالً من البيجامة‬ ‫المنامة‬
‫بدالً من الصالونات الخاصة‬ ‫المجالس أو الندوات‬
‫بدالً من اليافطة‬ ‫الالفتة‬
‫بدالً من البلكون‬ ‫الشرفة‬
‫بدالً من ليفنجروم‬ ‫قاعة المعيشة‬
‫بدالً من سرير الطفل‬ ‫المهد‬

‫‪53‬‬
‫بدالً من المخدة‬ ‫الوسادة‬
‫بدالً من المرتبة‬ ‫الحشية‬
‫ّ‬
‫بدالً من الشيزلونج‬ ‫األريكة‬
‫بدالً من الخردوات‬ ‫المنثورات‬
‫بدالً من الوردية‬ ‫النوبة‬
‫بدالً من الكتالوج‬ ‫قائمة الكتب‬
‫بدالً من األرستقراطية‬ ‫الترف والمترفون‬
‫واألرستقراطيون‬
‫بدال من أوتوبوس‬ ‫الحافلة‬
‫بدالً من الطقوس‬ ‫الشعائر‬
‫بدالً من البلكونة‬ ‫الشرفة‬
‫بدالً من األرشيف‬ ‫السجالت‬

‫***‬
‫من وسائل الربط الجزئي والكلي‬
‫مدخل‪:‬‬
‫الربط بين أجزاء الكالم من المباحث المهمة التي تضع أيدينا على‬
‫أسرار الكتابة وطرق التجويد فيها‪ ،‬وقد اهتم النقاد والبالغيون والنحويون‬
‫بدراسة أدوات الربط ووسائله‪ .‬فكانت مباحث مثل الفصل والوصل الذي‬
‫يعني بمواضع استخدام الواو وحذفها بين الجمل‪ ،‬كذلك مباحث حروف‬
‫العطف وأدوات الربط األخرى‪ .‬ويتفرع هذا الموضوع إلى نوعين رئيسين‪:‬‬
‫األول‪ :‬الربط الجزئي بين الكلمات والجمل والعبارات‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الربط الكلي ويقصد به تالحم الفقرات وتماسكها في نسق كلي‬
‫شامل على مستوى النص‪ ،‬وهو يعالج على مستويات متعددة‪ ،‬فهو مناط‬
‫الوحدة الفنية في األجناس األدبية المختلفة وفقاً للقواعد واألصول لكل منها‪.‬‬

‫أوًال‪:‬الربط الجزئي بين الكلمات والجمل والعبارات‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫فالمقصود بالربط على مستوى الكلمات هو قوة العالقة بين مفردات‬
‫الكالم ومن ذلك‪:‬‬
‫التناسب بين المفردات والمالءمة بينها فال يصح أن نقول فالن‬
‫ضخم وبليغ‪.‬‬
‫عدم الفصل بين الصفة والموصوف بحرف عطف فال بجوز‬
‫القول‪ :‬شاهدت سعيداً والمجتهد بكون أن المجتهد صفة لسعيد‪.‬‬
‫أما الربط بين الجمل فيكون ببعض الكلمات والعبارات ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬عبارات التعدد مثل‪( :‬أوالً‪ -‬ثانياً‪ -‬في المقام األول‪ -‬أخيرا) وهذه‬
‫العبارات تتعلق بترتيب األفكار وتنظيمها وتسلسلها وبإحكام الصلة بين‬
‫المقدمات والنتائج‪.‬‬
‫عبارات االستنتاج مثل‪( :‬ولهذا – ولذلك – ونتيجة لذلك‪ ،‬وهكذا‬
‫نستنتج ما يلي)‪ .‬ويراعي عدم المغاالة في استخدام هذه العبارات‪.‬‬
‫عبارات التلخيص مثل‪( :‬وخالصة القول‪ ،‬ومحصلة الكالم‪،‬‬
‫ونوجز القول‪ )...‬وغالباً ما تستخدم هذه العبارات في نهاية المقال‪.‬‬
‫عبارات االستطراد مثل‪( :‬فضالً عما سبق‪ -‬باإلضافة إلى هذا‪-‬‬
‫كما أن ‪ )...‬وهي عبارات تقترب من معنى االستدراك‪.‬‬
‫عبارات االستدراك مثل‪( :‬لكن‪ -‬وبالرغم من ذلك فإن‪ -‬وعلى أي‬
‫حال‪)...‬‬
‫السببية مثل‪( :‬وسبب هذا‪ -‬ويعزي األمر إلى‪ )...‬وتستخدم‬
‫للتعليل وبيان األسباب‪.‬‬
‫عبارات التمثيل مثل‪( :‬ومثال ذلك‪ -‬وعلى سبيل المثال‪)...‬‬
‫وتستخدم لالستدالل على صحة مسألة من المسائل أو توضيحها‪.‬‬
‫عبارات االستفهام مثل‪( :‬والسؤال هو‪ -‬ولكننا نسأل فنقول‪)...‬‬
‫فالجملة موضوع الربط تكون سؤاالً عن الجمل السابقة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الربط الكلي بين أجزاء النص‪:‬‬
‫ً‬
‫إن جوهر العمل األدبي يتمثل في تماسك أجزائه وترابطها بحيث يكون‬
‫قائماً على وحدة عضوية فنية‪ ،‬وهذه الوحدة هي مناط اإلبداع والجودة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -1‬تمثل التجربة‪ :‬والوحدة الفنية تقوم على التنامي والتطور‪ ،‬والتجربة‬
‫النفسية والوجدانية هي مناط ذلك‪ ،‬عند الكاتب الموهوب القادر على تمثل‬
‫تجربته الخاصة بإحساس وصدق مرهفين‪.‬‬
‫والحبكة هي المحور الذي يستقطب العناصر المختلفة للنص‪ .‬فبالنسبة‬
‫للمقال يجب أن تتنامى الفكرة منذ المقدمة وحتى الخاتمة في تسلسل منطقي‬
‫محكم يفضي إلى انطباع كلي موحد‪.‬‬
‫‪ -2‬األصول والقواعد الفنية واألسلوبية‪:‬‬
‫يضاف إلى تمثل التجربة واستيعابها السيطرة على أصول الفن واإللمام‬
‫بقواعده‪ ،‬ومداومة المراجعة للنص‪ ،‬والبعد عن التداعيات اللغوية التي ال‬
‫داعي لها‪ ،‬فكلما كانت اللغة مركزة وموجزة كلما كان النص‪ -‬على المستوى‬
‫الكلي‪ -‬متماسكاً‪.‬‬
‫***‬

‫من ثروة الترادف اللغوي‬


‫الترادف يعني اشتراك مجموعة من األلفاظ في الداللة على معنى واحد‬
‫مثل‪ :‬السيف والمهند والحسام‪.‬‬
‫لكن هذا ال يعني أن كل لفظة من األلفاظ المترادفة تعطي نفس المعنى‬
‫على وجه التحديد‪ ،‬إذ إن هناك فروقاً دقيقاً في المعنى تتمثل في الظالل‬
‫النفسية واإليحاءات الشعرية‪ ،‬وال يتأتى للكاتب التمييز بين هذه المترادفات‬
‫إال إذات أوتي ذوقاً لغوياً مدرباً‪ .‬وتحظى الموسوعات اللغوية كذلك بكثير‬
‫من األساليب المترادفة التي تقي التكرار وتمنح الكتابة ثراء وبالغة‪.‬‬
‫المشي عام‪ ،‬درج للصبي الصغير‪ ،‬حبا للرضيع‪،‬‬ ‫السير‪:‬‬
‫حجل يرفع رجالً ويمشي على أخرى‪.‬‬
‫خطر الشاب‪ :‬باهتزاز ونشاط‪ ،‬وتبختر بخيالء‬
‫دلف الشيخ‪ :‬مشى رويدا‬
‫هدج‪ :‬مشى متثاقال‬
‫رسف‪ :‬للمقيد‬

‫‪56‬‬
‫هرول‪ :‬مشى مسرعاً‬
‫تهادي‪ :‬مشى متباطئا‬
‫النظر عام‪ ،‬رمقه‪ :‬نظر إليه بمجامع عينيه‪ ،‬لحظه‪:‬‬ ‫النظر‬
‫نظر إليه من جانب عينيه‪ ،‬لمحه‪ :‬نظره بعجلة‪،‬‬
‫حدجه‪ :‬بحدة‪ ،‬نظر شذرا‪ :‬بعداوة‪ ،‬تصفح‪ :‬مجمالً‪.‬‬
‫من ألفاظ الصوت وأوصافه‪:‬‬ ‫الصوت‪:‬‬
‫الصوت عام‪ ،‬الدندنة والنغم والهمس والصياح‬
‫والصراخ والصخب واللغط والضوضاء والجلبة‬
‫والفحيح‬ ‫والشهيق‬ ‫والرنين‬ ‫والهمهمة‬ ‫والهتاف‬
‫والقرقرة‪...‬‬
‫يقال عفوت عن فالن وصفحت عنه وتعمدت ذنبه‬ ‫العفو‪:‬‬
‫وتجاوزت زلته وتجافيت عن ذنبه وأغضيت عنه وأقلت‬
‫عثرته وأنهضته من ورطته‪.‬‬
‫وزكاه وأطراه وذكر‬
‫وقرظه و ّأبنه ّ‬
‫يقال فالن مدح فالنا ّ‬ ‫المدح‪:‬‬
‫محاسنه ومناقبه ومساعيه ومفاخره ومآثره ومخايره‬
‫وفضائله ومحامده ومكارمه‪.‬‬
‫يقال هذه عالمات النصر وأماراته وتباشيره ومخايله‬ ‫العالمات‪:‬‬
‫وأشراطه وأعالمه وسشواهده وشواطكله ودالئله‪.‬‬
‫فيقال أمارات ّبينة وأعالم المعة ودالئل ناطقة‬
‫وشواهد صادقة ومخايل نيرة ومعالم ناصعة‪.‬‬
‫يقال انكشف األمر ووضح واتضح وأضاء وأشرف‬ ‫االنكشاف‬
‫وأنار وأسفر واستنار وأبان واستبان وانجلى وانفرج‬
‫والح‪.‬‬
‫يقال جدير أن تفعل كذا وحقيق والجمع ِ‬
‫أحّقاء‬ ‫الجدارة‪:‬‬
‫ومحقوق أيضاً والجمع محقوقون وخليق والجمع‬
‫خليقون وحر ّى والجمع حريون‪.‬‬
‫ويقال أولى وأحرى وأحجى وأجدر وأخلق وأخيل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫تقول جربت الرجل وبلوته وخبرته وسبرته وعجمته‬ ‫التجربة‪:‬‬
‫وامتحنته‪.‬‬
‫والسرور‪ :‬أنواع ومراتب منها‪ :‬الجذل واالبتهاج واالستبشار واالرتياح‪،‬‬
‫والفرح والمرح‪ ،‬والغبطة والطرب‪.‬‬
‫والحزن‪ :‬أنواع ودرجات منها‪ :‬الكمد والبث والكرب واألسى والوجوم والكآبة‬
‫والغم والحسرة واألسف والنزح والندم والهم والشجن والحنق والسخط والغيظ‬
‫والحرج‪.‬‬

‫اقتران األلفاظ وحسن مطابقتها‪:‬‬


‫ومن ضروب الدقة ما يظهر في اقتران األلفاظ بعضها ببعض فقد‬
‫خصص العرب ألفاظاً أللفاظ‪ ،‬وقرنوا كلمات بأخرى‪ ،‬ولم يقرنوها بغيرها‪،‬‬
‫ولو كان المعنى واحداً‪.‬‬
‫فقد قالوا في وصف شدة الشيء‪ :‬ريح عاصف‪ ،‬وبرد قاس‪ ،‬وحر‬
‫الفح‪ .‬وفي وصف اللين‪ :‬فراش وثير‪ ،‬وثوب لين‪ ،‬وبشرة ناعمة‪ ،‬وغصن‬
‫لدن‪.‬‬
‫وفي الوصف باالمتالء‪ :‬كأس دهاق‪ ،‬وبحر طام‪ ،‬ونهر طامح‪،‬‬
‫وواد زاخر‪ ،‬وفلك مشحون‪ ،‬ومجلس غاص‪.‬‬
‫كما قالوا‪ :‬قلب فراغ‪ ،‬ودار خاوية‪ ،‬وأرض قفر‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬كاتب بارع‪ ،‬وخطيب مصقع‪ ،‬ومفوه وطبيب نطاسي‪ ،‬وصانع‬
‫ماهر‪.‬‬
‫وفي االرتفاع‪ :‬نخلة باسقة‪ ،‬وجبل شاهق‪ ،‬وشامخ‪ ،‬ومجد باذخ‪.‬‬
‫والشك أن في هذا التخصيص نوعاً من الدقة في التعبير عن الصفات‬
‫المتفردة‪ ،‬والفروق الدقيقة‪ ،‬واالنفعاالت النفسية المتنوعة‪ ،‬وكذلك اإليحاء‬
‫إلى السامع بالصورة الخاصة التي تقترن بها؛ نظ اًر لتجذرها – من حيث‬
‫االستخدام – في الذاكرة اللغوية الجمعية‪.‬‬
‫عالمات الترقيم‪:‬‬
‫استعماالتها‬ ‫صو‬ ‫اسم‬
‫رتها‬ ‫العالمة‬

‫‪58‬‬
‫تستخدم للداللة على الوقف الناقص ويسمى الوقف‬ ‫‪،‬‬ ‫الفاصلة‪/‬‬
‫الحسن‪ ،‬فمهمتها التمييز بين أجزاء الكالم ويسكت عندها‬ ‫الفصلة‬
‫سكتة خفيفة وأهم مواضعها‪:‬‬
‫‪ -1‬بعد لفظة المنادى‪ :‬يابني‪ ،‬أكرم والديك‬
‫‪ -2‬بين أنواع الشيء وأقسامه‪ :‬تنقسم المادة إلى صلبة‪،‬‬
‫وسائلة‪ ،‬وغازية‪.‬‬
‫‪ -3‬بين المفردات‪ ،‬والجمل‪ ،‬والجمل المعطوفة مثل‪-:‬‬
‫حافظ على صالتك‪ :‬فجرا‪ ،‬وظهرا‪ ،‬وعصرا‪...‬الخ‪ -،‬األيام‬
‫دول‪ ،‬ومن توان عن نفسه ضل‪.‬‬
‫تستخدم فيما يسمى الوقف الكافي وتكون وقفة القارئ‬ ‫؛‬ ‫الفاصلة‬
‫عندها أطول قليالً من وقفته عند الفاصلة‪ ،‬وتفيد البيان‬ ‫المنقوطة‬
‫والشرح والتفصيل ومن أهم مواضعها‪:‬‬
‫‪ -1‬بين جملتين تكون الثانية منهما سبباً في األولى‬
‫مثل‪ :‬فاز األديب بالجائزة؛ نظ اًر لتفوقه‪.‬‬
‫وتدل على الوقف التام بسكوت المتكلم نوعاً من‬ ‫‪.‬‬ ‫النقطة‬
‫‪ -1‬توضع في نهاية الجملة التامة أو الفقرة‪ .‬مثل‪ :‬مصر‬
‫كنانة هللا في أرضه‪ ،‬من أرادها بسوء قصمه هللا‪.‬‬
‫وتستلزمان وقفة يسيرة تعلو معها درجة الصوت في‬ ‫‪:‬‬ ‫النقطتان‬
‫الغالب‪.‬‬ ‫الرأسيتان‬
‫‪ -1‬بعد كلمة قال مثل‪ :‬قال األستاذ‪ :‬لقد حصل محمد‬
‫على الدرجة النهائية في مادة الشعر‪.‬‬
‫‪ -2‬بين الشيء وأقسامه مثل‪ :‬اثنان ال يشبعان‪ :‬طالب‬
‫علم‪ ،‬وطالب مال‪.‬‬
‫‪ -3‬قبل التفصيل وبعد اإلجمال‪ ،‬مثل‪ :‬اشتريت لوازم‬
‫السفر‪ :‬حقائب‪ ،‬وهدايا‪...‬‬

‫‪59‬‬
‫تستلزم وقفة يسيرة قبل استئناف الكالم‬ ‫‪-‬‬ ‫الوصلة‪ /‬الشرطة‬
‫‪ -1‬بين العدد والمعدود مثل ‪ :‬أوالً‪-‬‬
‫‪ -2‬في أول السطر للداللة على الجمل الحوارية‬
‫‪ -‬أبي‪.‬‬ ‫‪ -‬من جاء؟‬
‫‪ -1‬تفيد حصر الكالم المنقول عند االستشهاد‪.‬‬ ‫" "‬ ‫عالمتا‬
‫‪ -2‬عند اإلشارة لعناوين الكتب أو القصائد‪...‬‬ ‫التنصيص‬
‫‪ -1‬عند ذكر بعض المصطلحات النقدية أو العلمية‪.‬‬ ‫) (‬ ‫القوسان‬
‫‪ -2‬عند التوضيح مثل االستطيقا (أي علم الجمال) من‬
‫العلوم اإلنسانية الفلسفية‪.‬‬
‫‪ -1‬تحصر بينهما الجمل االعتراضية أو الدعائية مثل‬ ‫عالمتا‬
‫األزمة العربية‪ -‬وقاها هللا شر أعدائها‪ -‬ذات تاريخ عريق‬ ‫االعتراض‬
‫أو الجمل التوضيحية مثل‪ :‬ستقام غدا ندوة شعرية‪ -‬وهو‬
‫من أحب الفنون إلي‪ -‬بقاعة المؤتمرات بكلية األلسن‪.‬‬
‫ّ‬
‫وهي ثالث نقاط متوالية على السطر‪:‬‬ ‫‪...‬‬ ‫عالمة الحذف‬
‫‪ -1‬عند إسقاط أو حذف بعضا من نص‪.‬‬
‫‪ -2‬للداللة على الحرج من ذكر المحذوف‪.‬‬
‫وتقتضي أداء معيناً معب اًر‪:‬‬ ‫!‬ ‫التأثر‬ ‫عالمة‬
‫‪ -1‬عند الفرح‪ /‬الحزن‪ /‬التعجب‪ /‬االستغاثة‪.‬‬ ‫والتعجب‬
‫وتقتضي أداء معيناً معب اًر‪:‬‬ ‫؟‬ ‫عالمة االستفهام‬
‫‪ -1‬عند السؤال واالستفسار مثل من أول من ارتاد‬
‫الفضاء؟‬

‫تدريبات تطبيقية‬
‫التدريب األول ‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫أ ـ ـ ضع الصيغة المناسبة من مشتقات الجذر اللغوي (ن ع م) في األماكن‬
‫الخالية‪:‬‬
‫‪ -1‬محمد ‪ ................‬الطالب المجتهد‪.‬‬
‫‪ ................ -2‬هللا عليه بمال كثير وصحة وافرة‪.‬‬
‫‪ ................ -3‬هو العطاء والعطية‪.‬‬
‫‪ -4‬الحرير من الثياب ‪ ................‬اللينة‪.‬‬
‫‪ ................ -5‬من الطيور‪ ،‬ولكن ال تطير‪.‬‬
‫‪ -6‬ألم تخرج اليوم؟ ‪ ................‬لم أخرج اليوم‪.‬‬
‫‪ ................ -7‬منزلة من منازل القمر‪.‬‬
‫‪ -8‬اللهم ارزقنا جنات ‪................‬‬
‫ب ـ ـ ضع الصيغة المناسبة من مشتقات الجذر اللغوي (ص و ب) في‬
‫األماكن الخالية‪:‬‬
‫‪ -1‬من أخطأ فله أجر ومن ‪ ................‬فله أجران‪.‬‬
‫‪ ................ -2‬السحاب بالمطر‪.‬‬
‫‪ -3‬استشرت صديقي و ‪ ................‬رأيه‪.‬‬
‫‪ ................ -4‬هو الحق والسداد‪.‬‬
‫‪ -5‬ال أراكم هللا ‪ ................‬في عزيز لديكم‪.‬‬
‫‪ ................ -6‬غرف زجاجية تستخدم في الزراعة‪.‬‬
‫ج ـ ـ ضع الصيغة المناسبة من مشتقات الجذر اللغوي (ك ف ف ) في‬
‫األماكن الخالية‪:‬‬
‫‪ -1‬المساكين هم من ‪ ................‬عن السؤال‪.‬‬
‫‪ -2‬جاء الطالب ‪................‬‬
‫‪ ................ -3‬هو الحد األدنى من الحاجة‬
‫‪ -4‬ليتني أخرج من هذا ‪ ................‬ال لي وال علي‪.‬‬
‫‪ ................ -5‬الليل وسطه‪.‬‬
‫د ـ ـ ضع الصيغة اللغوية من مشتقات الجذر اللغوي (م ا ز) في األماكن‬
‫الخالية‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ -1‬العاقل من ‪ ................‬الحق من الباطل‪.‬‬
‫‪ ................ -2‬القوم فهلكوا‪.‬‬
‫‪ -3‬لبست ثوباً حري اًر‪ ،‬كلمة حري اًر تعرب ‪................‬‬
‫‪ -4‬حباه هللا بقوة ‪ ................‬بين األشياء‪.‬‬
‫‪ ................ -5‬فاطمة األذى عن الطريق‪.‬‬
‫التدريب الثاني ‪:‬‬
‫ضع أداة الربط المناسبة في الفراغ‪:‬‬
‫ال تقد سيارتك مسرعاً ‪ ................‬تصدم المارة‪.‬‬
‫وصل رئيس اللجنة ‪ ................‬مقررها أوالً ‪................‬‬
‫وصل باقي األعضاء‪.‬‬
‫تركوا منزلهم ألنه صغير ‪ ................‬أن اإليجار مرتفع‪.‬‬
‫أخي يكتب القصة القصيرة و‪ ................‬المسرحية‪.‬‬
‫عملت بـ ‪ ................‬نصحني به‪.‬‬
‫نقلوه إلى المستشفى ‪ ................‬الحادث مباشرة‪.‬‬
‫‪ ................‬المهم أن تق أر الكتاب ‪ ................‬بل أن‬
‫تفهمه ‪. ................‬‬
‫لقد ألغيت الرحلة ‪ ................‬سوء األحوال الجوية‪.‬‬
‫كانت أمه العجوز مريضة ‪ ................‬فقد رفض السفر‪.‬‬
‫قابل الرئيس الصحفيين بعد ‪ ................‬ألقى خطابه‪.‬‬
‫أعتقد ‪ ................‬المسألة في غاية الخطورة‪.‬‬
‫‪ ................‬الحديقة جميلة‪.‬‬
‫من الـ ‪ ................‬أن األرض تدور حول الشمس‪.‬‬
‫ليس من الـ ‪ ................‬أن ينجح في االمتحان‪.‬‬
‫لم تكن تتكلم اللغة العربية ولكنها ‪ ................‬تعلمتها‪.‬‬
‫‪ ................‬على سفره شهران ‪ ................‬عاد إلى القاهرة‬
‫ثانية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ِ‬
‫ينته من خطابه ‪ ................‬صفق له‬ ‫‪................‬‬
‫الحاضرون‪.‬‬
‫‪ ................‬درست اللغة العربية ‪ ................‬عادات‬
‫الشعوب العربية‪.‬‬
‫‪ ................‬تساعده ساعدته أنا‪.‬‬
‫فقراء‬ ‫أكانوا‬ ‫‪................‬‬ ‫متشابهة‬ ‫الناس‬ ‫عواطف‬
‫‪ ................‬أغنياء‪.‬‬
‫طويلة‬ ‫‪................‬‬ ‫القصة‬ ‫قراءة‬ ‫يحبون‬ ‫طالبي‬
‫‪ ................‬قصيرة‪.‬‬
‫‪ ................‬تجتمع اللجنة غداً ‪ ................‬بعد غد‪.‬‬
‫أغلقت النافذة ‪ ................‬يدخل الذباب الحجرة‪.‬‬
‫‪ ................‬لهم من مال كاف للرحلة‪.‬‬
‫‪ ................‬من الوضوء قبل الصالة‪.‬‬

‫التدريب الثالث ‪:‬‬


‫ِ‬
‫صوب األخطاء في القطع اآلتية مع وضع عالمة الترقيم المناسبة‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1‬للتربة أهمية كبيرة في الزراعة فهي أحد العوامل الهامة والرئيسية‬
‫وأمال‬ ‫في تقرير صالحية منطقة ما لزراعة محصول معين‬
‫وصالحية‬ ‫من جهة‬ ‫المستقبل الزراعي معقود على توفر المياه‬
‫فهذين هما العاملين الرئيسيين في التنمية‬ ‫التربة من جهة ثانية‬
‫مالئمة الظروف‬ ‫الزراعية إلى جانب عوامل أخرى مهمة منها‬
‫باإلضافة إلى توفير األخصائيين‬ ‫المناخية لزراعة المحصوالت‬
‫الزراعيين والعمالة الالزمة‬
‫‪ -2‬تعد األحجار عنصر مهم من العناصر الطبيعية التي يتعرف إليها‬
‫ولكن هل توقف اإلنسان‬ ‫اإلنسان منذ سنواته األولى في الحياة‬
‫لحظة أمامها ليتدبر قدرة وحكمة الخالق التي تتجلى في خلق‬
‫متفاوتة في الصالبة‬ ‫سبحانه وتعالى‬ ‫لقد جعلها هللا‬ ‫األحجار‬
‫ومنها الهش الذي يفتته‬ ‫الصلب الذي ال ينكسر‬ ‫فمنها‬

‫‪63‬‬
‫في ألوان مختلفة‬ ‫عز وجل‬ ‫كما خلقها هللا‬ ‫الطفل بإصبعه‬
‫كما تتفاوت في قيمتها‬ ‫حتى ليصعب على اإلنسان تحديد لونها‬
‫وفائدة خصه بها فال‬ ‫لقد جعل هللا لكل منها نفع‬ ‫تفاوتاً كبي اًر‬
‫نستطيع استخدام نوعاً مكان نوعاً أخر‬
‫وإذا لم‬ ‫‪ -3‬األلفاظ هي اللبنات األولى في عملية التعبير عن الفكر‬
‫تكن هذه األلفاظ مناسبة لهدفها فإن تعبيرنا وتفكيرنا أيضاً يصبحان‬
‫مثل البناء المتهاوي القائم على لبنات ضعيفة أو غير مناسبة له‬
‫وال يحسن‬ ‫ولذلك فاإلنسان الذي ال يسيطر على ألفاظ اللغة‬
‫أن يسيطر على أفكاره وال‬ ‫بالتأكيد‬ ‫استخدامها ال يستطيع‬
‫وقد عرف أحد الكتاب اإلنشاء الجيد بأنه‬ ‫يحسن التعبير عنها‬
‫وربما تبدو‬ ‫القدرة على وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب‬
‫هذه العبارة مقصورة نظ اًر إلغفالها جوانب كثيرة‪ ،‬وبالرغم من ذلك إال‬
‫أننا ال نستطيع إهمال أهمية األلفاظ في الكتابة كما تؤكدها هذه‬
‫العبارة‬

‫‪ -4‬قال اإلمام علي □ رضي هللا عنه □□□ منهومان ال يشبعان‬


‫□طالب علم □ وطالب مال □□‬

‫من أقوال عميد األدب العربي د‪ /‬طه حسين □□ معادن الناس‬


‫صنفين صنف يعلوعلى كل صدء □ وصنف يعلوه كل صدء‬
‫□□‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫جماليات الوصف‬

‫أ‪.‬د‪ .‬سعاد صالح‬

‫نواتج التعلم المستهدفة (المعلومات والمفاهيم ‪ +‬المهارات العملية)‬


‫المعلومات‪ :‬جماليات الوصف في المقال‪ .‬المهارات العملية‪ :‬أن يطبق الطالب على‬
‫ما تعلمه من وظائف الوصف ويستخرج الجماليات‪.‬‬

‫بالغة من الشرق إلى الغرب – يوميات‬

‫تطبيق على وظائف الوصف‬


‫من الشرق إلى الغرب يوميـ ـ ــات سيف الرحبى ( كتاب دبي الثقافية – ديسمبر‬
‫‪.)2013‬‬
‫* تحدثنا عن وظائف الوصف وها نحن أمام نموذج لحظات الوصف تتماوج فيه‬
‫ألفاظ الرحبى بين مالمح األماكن التى يضمها ذلك العنوان الذى يمثل ثنائية الحياة‪:‬‬
‫الليل والنهار‪ ،‬النور والظالم‪ ،‬الخير والشر‪ ،‬الشرق والغرب ‪ ،‬بما يحمل هذا العنوان‬
‫من ترحال ورحلة بين ردهات المدن والبلدان ‪ ،‬واصفا فيه الرحبى ما يراه بعين‬
‫الكاتب الشاعرية ‪ ،‬راسماً بالكلمات لوحة للمكان الذى يبكى على أطالله ؛ شأنه‬
‫ال جنبات المكان بكاء على رحيل األحبة‬
‫شأن شاعر العرب الذى كانت دموعه تم ْ‬
‫وضياع األحالم الجميلة‪.‬‬
‫* كنا نذهب من دمشق فى حي ركن الدين ومساكن برزة أيام الجمع واإلجازات‬
‫باتجاه الغوطة التى تطوق العاصمة السورية من جهة الشرق ملتفة بظاللها الخضراء‬
‫التى تخترقها الجداول والقنوات المائية المتدفقة كاألنهار‪ ...‬نهرب من صخب المدينة‬
‫ودخان المازوت إلى هذا المالذ الفردوسي اآلمن الحنون ‪ ،‬مجموعة أصدقاء من‬
‫بالد عربية‪ ،‬العراق ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬اليمن ‪ ،‬فلسطين‪ ...‬يستقبلنا األصدقاء السوريون فى‬
‫منازلهم مع عائالتهم بأجيالها المختلفة ‪ ،‬من الجد الفالح الحامل دائما للرقش‬
‫(المسحاة ) ينثر البذور‪ ،‬يساهم األرض ويحرثها ‪ ،‬وحتى األطفال يقفزون مع‬
‫الفراشات والحيوانات بين األشجار السابحة فى مياه (بردى ) العذبة الباردة حتى فى‬

‫‪65‬‬
‫ذروة فصل الصيف ‪ ،‬يأكل من ثمار األرض الطيبة نشرب من كروم الروح ‪ ،‬نبلها‬
‫وكرمها ‪..‬أولئك األصدقاء السوريون الذين ننسى بين ظهرانيهم ‪ ،‬أننا قدمنا من بالد‬
‫أخرى بعيداً عن األهل ومرابع الوالدة والطفولة من فرط ما يغمرنا مناخ اللطف‬
‫والمحبة والوئام‪..‬‬
‫فى هذه اللحظة التى مازلت متواصالً فيها مع أولئك الرفاق ‪ ،‬رفاق " الزمان األول"‬
‫كما عبر حسان بن ثابت فى قصيدته الشهيرة ‪ ،‬أحدق فى شاشات األخبار‪ ،‬التقارير‬
‫والرسائل ألرى فيالق الجهل األكثر عتواً وإجراما عرف تاريخ البشر‪ ،‬تبيد المرابع‬
‫والديار بهمجية ال نظير لها ‪،‬تلك الديار التى تقدم الحضارة وكبرياء شعب من أوائل‬
‫الشعوب التى أعطت البشر أحرف األبجدية األولى‪ ،‬ليبدءوا رحلتهم فى سلم التقدم‬
‫اإلنساني والحضاري ينتهي بها المطاف إلى هذا المنعطف األكثر وحشية واستباحة‬
‫فى انعدام القيم والضمير‪ ...‬كم هو مكلف بفداحة وغ ازرة ألمه ‪ ،‬حلم الخالص‬
‫والحرية ؟! ص ـ ـ‪63-62‬‬
‫أوالً ‪ :‬الوظيفة الجمالية ‪ :‬يقوم بها الوصف من خالل جماليات التصوير فى قوله ‪:‬‬
‫األشجار السابحة فى مياه (بردى ) العذبة‪.‬‬
‫‪ -‬نشرب من كروم الروح ‪ ،‬نبلها وكرمها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الوظيفة اإلخبارية ‪ :‬يخبرنا عن ذلك السوري الذى يسكن اآلن فى ظالم الليل‬
‫يلتحف بالسماء وقد فقد األهل والوطن بعد أن أضاعت أحالمه في همجية ال تعرف‬
‫للمنطق سبيالً‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الوظيفة الفكرية ‪ :‬يطرحها من خالل الوظيفة اإلخبارية والتى يتساءل من‬
‫خاللها عن مصير تلك الحضارة التى علمت العالم أبجدية الحضارة وكيف أنها‬
‫تتالشى دون أدنى تفكير ‪ ،‬ودون هوادة‪.‬‬
‫* أجلس فى ردهة الفندق المحاطة بأواني الفخار وتماثيل الفيلة على حواف‬
‫األحواض السميكة أحدق فى الوجوه والسحنات ‪ ،‬حركة المسافرين والقادمين‪ ..‬هذه‬
‫المرأة والسحنات‪ ،‬حركة المسافرين والقادمين ‪ ..‬هذه المرأة المسنة على عكازها تقاتل‬
‫من أجل ما يتبقى لها من حياة ‪ ،‬وتلك الفاتنة التى يفوق حسنها كل أوصاف الشعراء‬
‫وادعاءاتهم الشك ستترك ندوباً فى الذاكرة إلى حد البكاء والنحيب مثلما كان يفعل‬
‫األسالف على حطام الزمان واألطالل‪ ..‬هذه العائلة الصاخبة وذلك الرجل المتأمل‬

‫‪66‬‬
‫الحزين جاء هارباً من ضغوط موطنه األول حتى لو كان جنة هللا على األرض‬
‫فكيف بجحيمه من العائلة وظروف العمل القسرية‪ ..‬الخارطة تمتد وتطول بال نهاية‬
‫حركة القدوم والغياب الذى يطوى كل أثر فى جوفه المعتم البعيد ‪ ،‬حركة الترحل‬
‫والهحرات والملمات التى يزخر بها عصرنا أكثر من العصور التى سبقته فى هذا‬
‫المضمار الذى بقدم اإلنسان والحيوان‪..‬‬
‫أجلس فى الزاوية المواجهة وكجزء من هذه الهواية الممتعة‪ ،‬أيضا فى مقاهي‬
‫محطات القطارات‪ ،‬حتى حين لم أكن على سفر تلك المحطات القديمة بدخانها‬
‫وحفيف أزمنتها المتطاير‪ ..‬الولع بالمحطات الواقعية وتلك التى يوثقها األدب‬
‫والسينما‪ ،‬مثل محطات القطارات التى تنتمي إلى بداية النهضة الصناعية محطة‬
‫(سيرجى ليونى ) فى فيلمه (حدث ذات مرة فى المغرب) حين كان قاطع السكة‬
‫والطريق (هنرى فوندا) وهو ينتظر القطار ‪ ،‬وسط الفراغ المحتدم والضجر ‪ ،‬يحاول‬
‫أن يأخذ غفوة سريعة ‪ ،‬لكن تلك الذبابة اللعينة تحوم حول وجهه تطير وتحط ‪ ،‬وهو‬
‫يحاول إبعادها ‪ ،‬بيده وبمسدسه مسدس رجل الكاوبوى بلباسه المعهود لكن الذبابة‬
‫ال تكف عن الطنين واإلزعاج ‪ ،‬حتى يطلق عليها النار‪ ،‬فى مشهد من أجمل مشاهد‬
‫السينما ‪ ..‬مقاهي المطارات البد أن تكون مساف اًر‪ ،‬لذلك أذهب مبك اًر ألستمتع‬
‫بالمشهد أطول فترة قبل أن نحشر فى ذلك الصندوق الحديدي المحلق فى فضاء‬
‫المجهول‪ ..‬هذه الهواية األثيرة على قلبي ‪ ،‬ربما تعود جذورها إلى زمن الطفولة حين‬
‫كنا نرقب قوافل الجمال والحمير المترحلة ‪ ،‬من الفتحات الطينية ‪ ،‬فى بيتنا على‬
‫حواف الوادي الذى تسيل مياهه وطيوره مع حركة القوافل الذاهبة إلى (البندر ) وتلك‬
‫الراجعة بشوق إلى ديارها‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬الوظيفة الجمالية ‪ :‬تتمثل فى قوله ‪:‬‬
‫‪ -‬تلك المحطات القديمة بدخانها وحفيف أزمنتها المتطاير‬
‫‪ -‬ذلك الصندوق الحديدي المحلق فى فضاء المجهول‬
‫‪ -‬جنة هللا على األرض وجحيمه‪.‬‬
‫‪ -‬هذا باإلضافة إلى تلك الثنائيات التقابلية التى تسير مع العنوان الذى يحملها لنا‬
‫منذ صفحة الغالف ‪.‬‬
‫ففي هذه الفقرة نجد ‪ - :‬المسافرين والقادمين‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬جنة هللا على األرض ‪ ..‬فكيف بجحيمه‬
‫‪ -‬القدوم والغياب‬
‫‪ -‬حركة القوافل الذاهبة وكذلك الراجعة‬
‫ثانيا ‪ :‬الوظيفة اإلخبارية‪ :‬يخبرنا من خالل هذه الفقرة عن تلك المحطات التى‬
‫يهوى فيها رصد حركة المسافرين والقادمين ‪ ،‬الرائحين والغادين ‪ ،‬سواء أكانت فى‬
‫المطارات أم محطات القطارات ‪ ،‬بما تحمله هذه الوجوه من متناقضات الحياة‪ ،‬وبما‬
‫تحويه كلمة الغالف من (يوميات)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الوظيفة الفكرية ‪ :‬تعبر عن لحظات الرحيل أو القدوم‪ ،‬وما تتسم به من تباين‬
‫حسب طبائع البشر ‪ ،‬فضالً عما تحويه مشاهد السفر والترحال من درجات الشوق‬
‫اإلنساني والحنين‬
‫حين أشرق طفل من روحه‬
‫يا شجر السنديان‬
‫ويا سمو الصفصاف‬
‫حنوك على الموتى‬
‫حنو المرضعات على الفطيم وأعمق منه‪:‬‬
‫حنو األم السورية‬
‫على ابنها القتيل‬
‫دموع اليتامى‬
‫فى صفائها الملتهب‬
‫فى انسيابها المضطرب‬
‫جدول شفيف‬
‫أضاعه فى زمن ما‬
‫نهر بردى‬
‫وسط األزقة والحطام‬
‫دموع اليتامى‬
‫تهيئ العالم لمعركة قادمة‬

‫‪68‬‬
‫تبكى الشجرة أكثر على الثمرة ‪ ،‬على الورق المتساقط من الغدران واألغصان ‪،‬‬
‫تصحبها بالنظرات الوجلة فى رحلتها الحزينة نحو األرض متذكرة حين كانت برعما‬
‫يتفتح مع الفجر بين البراعم األخرى ‪ ،‬بدمعة ندى وقطرة مطر ‪ :‬ما أصعب الفراق‬
‫بين الشجرة والثمرة ‪ ،‬بين الغابة والشجرة بين األب وطفله ‪ ،‬وبين الساحل الرملي‬
‫والبحر‪.‬‬
‫كان يمسد على شعرها‬
‫الذى كان جميالً وطويالً‬
‫يرشد النبع إلى الغابة والظالل‬
‫كان يمسد على شعرها‬
‫وسط األنقاض والحطام‬
‫لقد نجوا من المذبحة‬
‫أبيد القوم عن آخر طفل وامرأة‬
‫وتهدمت المنازل والديار‬
‫بمحض الصدفة بقيا على خيط الحياة الرهيف‪ ..‬ص ـ ـ‪86-85‬‬
‫(بين الساحل والبحر )‬
‫أوال ‪ :‬الوظيفة الجمالية ‪:‬تتمثل فى الصور والتشكيالت الجمالية واالستعارية‬
‫تبكى الشجرة‬
‫رحلتها الحزينة‬
‫الفراق بين الشجرة والثمرة‬
‫ثانيا ‪ :‬الوظيفة اإلخبارية ‪ :‬موت األطفال أمام أمهاتهم وهذه الصور الموجودة على‬
‫الشاشات الفضية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الوظيفة الفكرية ‪ :‬استبداد الحكام الذى يودى باألطفال‪ ،‬وينذر بالضياع‬
‫اإلنساني‪.‬‬

‫لوحات وصفية من الطبيعة‬


‫حدد الوظيفة الوصفية من خالل هذه اللوحات ‪ ،‬وضع عنواناً لكل وحدة‪:‬‬
‫* هدوء عاصف يخيم على الحديقة المتاخمة للغابة الفراشات تختال كاختيال تلك‬
‫المرأة ذات الشال األخضر وهى تذوب فى الغابة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫خيالء المطر وهدأة الغيوم ‪ ..‬الفراشات بألوانها وبالخفة التى ال تكسر غصناً كأنما‬
‫جاءت إلى العالم بما ينقصه من فرح ولطافة خيال وطمأنينة من الشرق إلى الغرب‬
‫صـ ـ‪90‬‬
‫تميل الشمس تدريجياً حتى تختفي خلف الغابة ‪ ،‬تستل أشعتها الصفراء من جذوع‬
‫األشجار المتعانقة ومن األوراق والجذور ‪ ،‬لتترك ساللة الليل وأطفاله تحتل األمكنة‬
‫والحيوانات تأخذ زادها من ذكريات النهار وتسافر فى غروبها األزلى‪.‬‬
‫إنني أحس بالنأي عميقاً‬
‫فى روحي‬
‫أحس بالسأم ودوار الهاوية‬
‫الماء يقربنى من الطفولة‬
‫وهللا باسقة منتشية تقف الشجرة‬
‫بانتظار هجوم الريح‬
‫بماذا يفكر (الطاوي)‬
‫وهو يجلس مخطوفاً‬
‫بين أشجار الدانتيال والحورص ـ ـ‪91‬‬
‫* هذا الطائر الذي يقيس أبعاد المسافة برادار عينيه النافذتين يقف مشرئبا فى‬
‫صحو الفضاء األجرد‪ ،‬حيث تسافر النظرة إلى ما خلف الحجب والمحيطات‪.‬‬
‫طائر صغير ال يكاد يرى وسط صخب الطيور وأوراق الشجر المتساقط حبكة ريش‬
‫أخضر متناغمة األلوان والحركات‪.‬‬
‫ينقر رزقه وسط تالطم الريح البحرية ويفرض حضو اًر كثيفا على المباالة العالم‬
‫المحيط كما تفرض تلك السمكة الصغيرة حضورها الجمالي الفريد وسط وحوش‬
‫البحر وهوام األعماق (سيف الرحبى يوميات صـ ـ‪.) 92‬‬
‫* كل حين ولحظة تتطلع إلى الساعة المثبتة على رسغك ‪( ،‬كم الساعة اآلن يا‬
‫سيدي) ما الفرق بين ضحى األمس وضحى الغد ‪ ،‬بين ليل باريس وليل الصحراء‬
‫الالهبة ؟ (وما برنامجك للعام القادم يا سيدي ؟) وما الفرق بين لصوص القرن‬
‫الثامن عشر ‪ ،‬وأولئك القادمين من القرن الثالثين ؟ أال تفكر لحظة فى الراحلين‬
‫األكابر الذين كانوا يقفزون األمكنة واألزمنة والنجوم من غير ساعة وال أية حيلة‬

‫‪70‬‬
‫هندسية وينامون على أسرة فارهة من عواء الذئاب وحنين الغزالن الصغيرة إلى‬
‫األمهات) (سيف الرحبى يوميات ص ـ ـ‪) 92‬‬
‫* أيها النجم الذى يرمقنى من وراء الشجرة ‪،‬ولسانه حاله يقول‬
‫(أتصحو أم فؤادك غير صاح)‬
‫صـ ـ‪93‬‬ ‫عشية هم صحبك بالرواح)‬
‫ها هو النسيم العذب الذى يشبه صبا نجد ‪ ،‬على البسيطة الخضراء بعد حبسه‬
‫خانقة‪.‬‬
‫أى رسائل تحملها أيها النسيم من أحبة غيبهم الزمان ‪ ،‬وآخرين تواروا أجداثاً ثاوية؟‬
‫تنام الغابة هانئة ‪ ،‬متوحدة بروح أشجارها واألسالف سالسالت الليل المترحلة تعانق‬
‫روح القوة األزلية‪.‬‬
‫األيام تحنو على فسائلها الدقائق والساعات تمد أرخبيل الزمان باأللق والنضارة‬
‫الدائمين‪..‬‬
‫(أسرب القطاهل من يعير جناحه‬
‫لعلى إلى من هويت أطير )‬
‫األجنحة والطيران والرحلة من شغف المكلوم فى حلم الوصول إلى المحبوب‪.‬‬
‫يترنح السمك الحرون من فرط القلق والنعاس ‪ ..‬فى حوضه الكبير يتقلب بعصبية‬
‫يحسب الناظر فى لحظة احتضار‬
‫لقد مر عليه يوم من فرط عصفه كأنما قادم من تخوم الجحيم‬
‫نامي يا أسماك المغيب‬
‫فحياتك القصيرة ال تحتمل كل هذا األلم واالرتجاف‬
‫ملكة الليل حسناء النهار‬
‫تضوع األفق‬
‫بأريجها المدرار‬
‫كانت األودية فى األزمنة الغابرة‪ ،‬تأتى محملة بالزبد والقعت ورائحة األشجار الندية‪،‬‬
‫محملة بجذور األثل والغاق وبأرواح الجبال الخبيئة فى تيارات المياه لتتآخى الحقا‬
‫مع أرواح البحار والمحيطات التى انفصلت عنها منذ أحقاب ضوئية‪ ،‬فيما يشبه‬
‫الجرح أو الصدع الوجودي الذى يعذبه الحنين دوما إلى تلك الوحدة األولى وااللتئام‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫النجوم ترسل أضوية ‪ ،‬تتخلل أشجار الغابة ماسحة خفاياها ‪ ،‬كأنما تبحث عن سر‬
‫أضحى عصى المنال صـ ـ‪95‬‬
‫* بإيماءة عابرة يحيى الغرباء بعضهم فى صباحات الحديقة المزهرة ‪ ،‬بعد ليل‬
‫ممطر الشجرة بعثا لعلها تبتسم للفضاء والغرباء يبتسمون للفراغ السيد وللهواء‬
‫العميق‪.‬‬
‫(وترنو بعينيها إلى كما رنا‬
‫إلى ربرب وسط الخميلة جؤذر)‬
‫لكن المرأة ذات عينى البقرة الوحشية ال ترنو إلى أحد حولها بل تركز نظرتها فى‬
‫الكتاب الذى تقرأه بنهم وتوحد يصل حد نسيانها المكان وما فيه يمكن النظر إليها‬
‫اآلن مضطجعة بين األشجار الكثيفة ورذاذ مطر ربيعي وإن كان الفصل غير ربيع‬
‫‪ ،‬فى مكانها الذى يأخذ زاوية نصف مضاءة بفعل الغيوم التى أخذت فى التوافد يلج‬
‫العابر وهو يستعيد خياله البدوي الذى سرق منه ‪ ،‬يلج شقها كجدول صغير يجرى‬
‫مكلال بظالل مفاصل صخرية فى المفازات البعيدة التى أبدع ابن أبى ربيعة فى‬
‫ربوعها مثل هذا الشعر العصى على الزمن والنسيان‪.‬‬
‫فى الليل وقد أرخى سدوالً وحيث (الروح الكلية ) تتجلى فى كل ورقة تسقط وشجرة‬
‫فى السناجب والحشرات والمياه فى جوف هذا الليل استمع إلى موسيقى الغابة‬
‫الوحشية تبعث برسائل حب إلى البشر الموغلين فى طريق الهالك‪.‬‬
‫بعد قليل توقف عابر وتمتم إليها بكلمات ربما تشبه مدخالً للتعرف المعهود بين‬
‫البشر فى مثل هذه الحاالت لكنها لم تعره انتباهاً ولم تحرك حتى رأسها الموجه كلياً‬
‫إلى الكتاب الذى يمثل هذا السحر اآلسر الذى يستغرق كيانها ويأخذه إلى أصقاعه‬
‫النائية‪.‬‬
‫بدأ المطر فى الهطول وأخذ المتنزهون والسابحون فى التوزع نحو المالذات التى‬
‫تقيهم عصف المطر األسيوي المتصاعد بين المظالت والشجر‪ ..‬وهى الوحيدة تلك‬
‫المرأة ذات العينين الجؤذريتين والقوام المشدود مثل قوس على أهبة االنطالق لم‬
‫تبرح مكانها‪ ،‬حتى اللحظة والكتاب‪.‬‬
‫أولئك البداة الذين تتقاطع بهم الصحراء مع دروب السماء المكتظة بالمالئكة والسراب‬
‫ص ـ‪102‬‬

‫‪72‬‬
‫السراب يطبق على القافلة والكالب تنبح فى وجه األبدية الالهية‪.‬‬
‫النساء يتدثرن بألوان الجبال الرملية التى أخذت الزوابع تدفعها من مكان إلى آخر‪.‬‬
‫القافلة تسير فى غيبها الليلى‪ ،‬ميممة شطر سماء تلفحها الرعود والبروق والنيازك‬
‫تتهاوى فوق منصات السهول والهاويات التى ال يحدها سقف وال قرار ص ـ ـ‪105‬‬
‫بكرت قليالً يا عصافير الصباح‪ ..‬الخريف يقرع أبواب المدينة وأنت تقدمين الموكب‬
‫الذى يأخذ مدى المنتصر على الربيع الراحل‪ ..‬تبعثرين األوراق المنفصلة عن أشجار‬
‫تلبس بها عريها الساطع ‪ ،‬كنت فى الماضي تتنبئين بمقدم الصيف (عصفور‬
‫البابو) إلى دار العائلة والدور المقابلة فى ضفة‬
‫الوادي الذى أضحى أث اًر لعين حمار شريد بين األودية الجافة واليباب ص ـ‪106‬‬
‫* نبع صغير تسبح فيه أسماك ملونة ‪ ،‬يستطيع أن ينتشلك من هوة الدمار القادم‬
‫ويجعل روح الكون تصطحب فى األعماق الموشكة على االنطفاء ‪ ..‬تفعل ذلك‬
‫اليمامة أيضاً فى تحليقها الشفيف وسرب القطا وهو يهوى على النبع وطفلة تبتسم‬
‫على منحنى زقاق فى بالد مجهولة االسم والهوية ‪ ،‬رأيتها فى واحد من أحالمك‬
‫المترحلة دوماً‪ ..‬صـ ـ‪107‬‬
‫* يوميات قرية ألمانية ‪ :‬يتماثلون للشفاء‬
‫أولئك الذين طالت بهم سكة الرحيل ‪ ...‬صـ ـ‪121‬‬
‫* فى هذه اللحظة‬
‫الشمس تغطس فى المغيب صفرة حالكة الشك ستضئ أقواماً أخرى وتموت من‬
‫البرد‬
‫ليل ألماني قصير‬
‫شمس رحيمة بالكاد تبرع من بين أفيال الفيوم‬
‫التى تتهادى بجحافلها فى األفق‬
‫ضيف الضيوف هكذا نعت نيتشه بطله وهو يرحل فى أرجاء البسيطة مبش اًر بمقدم‬
‫إنسان جديد‪.‬‬
‫فى أى عصر سالف أو قادم سيأتي وفى أى أرض ؟ قفزة الفيلسوف فى أرض‬
‫انتحاراته المجهولة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫تدريبات‬
‫ضع عالمة صح أو خطأ مع التعليل‪:‬‬
‫)‬ ‫‪ -1‬لغة المقال الوصفي تتميز بأنها لغة علمية فى المقام األول (‬
‫)‬ ‫‪ -2‬الصورة الشعرية تقتصر على الفن الشعرى (‬
‫‪ -3‬ترتبط الجذور اللغوية بمادة (وصف) بوظائف الوصف الثالثة ( )‬
‫‪ -4‬الوظيفة الجمالية فى العمل األدبي ال تعادل الوظائف األخرى أهمية وفعالية‬
‫وتأثي ار ( )‬
‫‪ -5‬الجملة اآلتية تعد تشكيال بالغيا‪:‬‬
‫كان هذا الرجل العابس يرتضى نظارة ذات إطار أحمر فاقع ( )‪.‬‬

‫اكتب فقرة أدبية ‪ /‬فقرة وصفية عنوانها ( التفارق خيالي ) وحدد فيها وظائف‬
‫الوصف الثالثة‪.‬‬
‫كون صورة مركبة وقدمها فى إطار وصفى مرة وفى إطار تشكيلي بالغي‬
‫مرة أخرى‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫كيف تصف؟‬
‫د‪.‬رباب حسن‬

‫نواتج التعلم المستهدفة (المعلومات والمفاهيم ‪ +‬المهارات العملية)‬


‫المعلومات‪ :‬كيف تصف‪ .‬المهارات الذهنية‪ :‬تطبيق على مقاالت وقصص‪.‬‬

‫عرسا‪ ،‬رحل ًة‪)...،‬؛‬


‫حفال‪ً ،‬‬
‫مكانا أو حدثًا؛ ( ً‬
‫شخصا أو ً‬
‫ً‬ ‫أوًال‪ :‬اختر‬
‫لتصفه‪.‬‬
‫مباشرا‪،‬أو رمزًيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬اختر عنو ًانا ‪(-‬للوصف)‪ -‬تصويرًيا‬
‫ً‬
‫أوإشارًيا‪.‬‬
‫طا بما تصف دون اإلفصاح‬ ‫ممهدا ‪ ،‬مرتب ً‬
‫ً‬ ‫استهالال‬
‫ً‬ ‫ثالثًا‪ :‬اكتب‬
‫الواضح بالموصوف حتى يكون استهاللك جاذًبا ‪ ،‬بما يجعل القارئ‬
‫شغفا بمتابعة فقرات مقالك‪.‬‬
‫ً‬
‫فإذا أردت التعبير عن شدة الجمال ‪ ،‬أو االنبهار بالموصوف‬
‫مثال؛ اكتب سطرين تعبر فيهما أن ما تصف كالحلم الجميل ‪ ،‬أو أن‬
‫حلما‬
‫سعادتك بالموصوف كالسعادة التي يشعر بها النائم عندما يحلم ً‬
‫خياليا أسطورًيا‪ ،‬أو عبر عن أن رؤية الموصوف تتجاوز حدود‬
‫ً‬ ‫جميال‬
‫ً‬
‫العقل؛ فهو كالخيال ‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫بعا ؛ خصص لكل منها جزًءا من‬
‫ابعا‪ :‬اكتب ثالث فقرات أو أر ً‬
‫رً‬
‫ظا على عالمات الترقيم‪ ،‬وعلى السالمة‬
‫أجزاء الموصوف‪ ،‬محاف ً‬
‫اللغوية‪.‬‬
‫في كل فقرة وظف حواسك كلها قدر المستطاع؛ لوصف‬
‫الموصوف ‪ ،‬فاجعل القارئ يري ما ترى من الموصوف‪ ،‬ويسمع ما‬
‫تسمعه منه‪ ،‬ويشم ما تشم‪ ،‬ويلمس ما تلمس‪،‬ويتذوق ما تتذوق‪..‬‬

‫‪75‬‬
‫فمثال في األماكن ؛ ترى السماء ‪ ،‬والشمس أو القمر ‪ ،‬واألشجار‪،‬‬
‫والطيور‪ ،‬والبحار (الطبيعة)‪ ،‬وأيضا ترى األشخاص التى تتحرك في‬
‫المكان؛ فصف لون البشرة‪ ،‬حجم الوجه ‪ ،‬العيون‪ ،‬األنف‪ ،‬القامة‪:‬‬
‫قصيرة‪ ،‬طويلة ‪ ،‬المالبس ‪ .‬كل ما سبق صف ألوانه‪ ،‬صف أبعاده ‪،‬‬
‫وأشكاله الهندسية؛ المربع‪ ،‬المستطيل‪ ،‬المستدير ‪ ،‬وأحجامه؛ استخدم‬
‫النعوت(قصير‪ ،‬طويل‪ ،‬رفيع‪ ،‬غليظ ‪،‬صغير ‪ ،‬كبير ‪ ،...‬واستخدم‬
‫أيضا درجات األلوان‪.‬‬
‫ً‬
‫صف أيضا شدة الضوء‪ ،‬أو خفوته‪ ،‬أو انعكاس الضوء على‬
‫شيء أو على وجه الموصوف‪.‬‬
‫وعندما تصف اربط وصفك بصورة بيانية؛ (تشبيه‪ ،‬استعارة ‪) ...‬؛‬
‫فلون الشعر األسود كالليل مثال‪ ،‬واستدارة الوجه كقرص الشمس‬
‫أوكالقمر‪ ،‬وانتظام أجزاء بعينها في الموصوف‪ ،‬أو في مالبسه‬
‫كاصطفاف الطيور في السماء‪ ،‬وهكذا‪. ...‬‬
‫وظف حاسة السمع ؛ فالقارئ يسمع ما سمعت من الموصوف؛‬
‫كاألصوات الرقيقة‪ ،‬واألصوات الخشنة ‪ ،‬وتغريد الطيور‪ ،‬وأصوات‬
‫الموسيقى ‪ ،‬وأصوات التنبيه ‪ ،‬وأصوات آالت التنبيه السيارات‪ ،‬واآلذان‬
‫‪ ،‬وأصوات األجراس‪ ،‬وأصوات الصفير ‪ ،‬والصراخ‪ ،‬وعواء الذئاب‪،‬‬
‫وصهيل الحصان‪ ،‬ومواء القطط‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫وظف حاسة الشم ‪ ،‬واجعله يشم الروائح الزكية؛ كرائحة العطور‪،‬‬
‫الورود‪ ، ... ،‬وغير الزكية كعوادم السيارات ‪ ،‬وغيرها‪....‬‬
‫وظف حاسة اللمس وأنت تصف موصوفك ‪ ،‬الملمس الناعم‪ ،‬أو‬
‫الخشن‪ ،‬الصالبة ‪ ،‬الليونة‪.‬‬
‫وظف حاسة التذوق‪ ،‬اجعله يشاركك طعم ما تذوقت حلو‪ ،‬مر‪،‬‬
‫مالح‪ ،‬شديد الملوحة ‪...‬‬

‫‪76‬‬
‫وال تنسى ربط وصفك بصور بيانية جميلة ‪.‬‬
‫وال تنسى خلط الوصف المادي بالوصف المعنوي ؛ أي شعورك‬
‫حبا ‪ ،‬أو كرًها ‪،‬‬
‫بالموصوفات ‪ ،‬وإحساسك بكل جزء من صفاتها؛ ً‬
‫سعادة ‪ ،‬أو حزًنا‪ ،‬فرحة ‪ ،‬وبهجة ‪ ،‬أو كآبة‪ ،‬رقة ‪ ،‬أو غلظة ‪ ،‬أو‬
‫فظاظة ‪ ،‬أو ليونة‪. ...‬‬
‫وبعد أن انتهيت من كتابة فقرات الوصف التي اتضح بها‬
‫الموصوف في ذهن القارئ ‪ ،‬اكتب الخاتمة في سطور قليلة لخص‬
‫فيها ما ورد في مقالك‪ ،‬أو اكتب حكمة ترتبط بما وصفت‪ ،‬أو اكتب‬
‫خاتمة في كلمات قليلة تعيد القارئ إلى بداية مقالك‪... .‬‬
‫أخير راجع مقالك؛ للتأكد من الكتابة السليمة الخالية من‬
‫و ًا‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫استعماال‬
‫ً‬ ‫األخطاء‪ ،‬واستعمال عالمات الترقيم‬
‫وانتبه إلى مايلي‪ ،‬وسيأتي شرحه‪:‬‬
‫ـ كتابة األلف الفارقة‬
‫ـ كتابة تاء التأنيث المربوطة ‪ ،‬والهاء المربوطة‬
‫ـ إثبات ألف ابن ‪ ،‬وحذفها‬
‫ـ رسم الهمزة أول الكلمة والهمزة المتوسطة والمتطرفة‬
‫ـ األخطاء الشائعة‬

‫****‬
‫األلف الفارقة ‪:‬‬

‫ومن األخطاء اإلمالئية الشائعة الخطأ في رسم األلف الفارقة ‪.‬‬


‫واأللف الفارقة ‪ :‬هي ألف ترسم بعد واو الجماعة فقط ‪ ،‬لتفرق بينها‬
‫وبين غيرها من الواوات األخري ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫واعلم أن ‪:‬‬
‫(واو الجماعة) ضمير يتصل باألفعال (ماضية‪ ،‬مضارعة‪ ،‬أمر) ‪،‬‬
‫وترسم بعده األلف الفارقة (أي التي تميز واو الجماعة) كاآلتي ‪:‬‬
‫(الماضي)‬ ‫كتبوا‬
‫لن يكتبوا (المضارع منصوبا)‬
‫لم يكتبوا (المضارع مجزوما )‬
‫(األمر)‬ ‫اكتبوا‬
‫وال ترسم (األلف الفارقة) بعد أي واو أخري غير واو الجماعة ؛ فال ترسم‬
‫مثال بعد الواوات اآلتية ‪:‬‬
‫(الواو األصلية في الكلمة) ؛ كواو الفعل المعتل اآلخر بالواو مثل‬
‫‪ :‬يدعو‪ ،‬يرجو‪ ،‬يشكو من األفعال‪ :‬دعا‪ ،‬رجا‪ ،‬شكا‪.‬‬
‫(واو الجمع) وهي الواو التي تلحق المفرد لتجعل الكلمة جمعا مذك ار‬
‫سالما ؛ مثل ‪ :‬مهندسون‪ ،‬طيبون‪. ... ،‬‬
‫فعند إضافة جمع المذكر السالم تحذف النون‪ ،‬وهنا ال ترسم أبدا‬
‫األلف الفارقة؛ ألن هذه هي (واو الجمع) وهي حرف للداللة علي الجمع‪،‬‬
‫وليست (واو الجماعة الضمير المتصل باألفعال) ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬حضر مهندسو البلدة‪.‬‬
‫وأيضا (أولو) ال ترسم بعد (واوها) األلف الفارقة؛ ألنها من األلفاظ‬
‫التي تلحق بجمع المذكر السالم‪ ،‬والواو فيها ليست واو الجماعة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫حضر أولو الفضل من الناس‪.‬‬
‫(واو "ذو" )‪" :‬ذو" اسم من األسماء الخمسة ‪ ،‬و(الواو) فيه حرف‬
‫مرفوعا نقول ‪ :‬حضر ذو علم ‪.‬‬
‫ً‬ ‫إعرابه‬

‫‪78‬‬
‫ونصبا‬
‫ً‬ ‫رفعا‬
‫وهناك (ذو) الطائية التي بمعني "الذي" ‪ ،‬وتبقي واوها ً‬
‫وصافحت‬
‫ُ‬ ‫وجرا‪ ،‬وتعرب بحركات مقدرة ‪ :‬جاء ذو قام ‪،‬ومررت بذو قام‪،‬‬‫ً‬
‫ذو قام ؛ (أي الذي قام) ‪.‬‬
‫(الواو الزائدة) كالتي في (عمرو) وهو علم مذكر مصروًفا ‪ ،‬تلحقه‬

‫الواو الزائدة؛ لتفرق بينه وبين ُ‬


‫(ع َمر) وهو علم مذكر ممنوع من‬
‫الصرف؛ نقول ‪:‬‬
‫عمر‪.‬‬
‫عمرو ‪ ،‬وانطلق ُ‬
‫ٌ‬ ‫جاء‬
‫بعمر‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫عمرو‪ ،‬ومررت َ‬ ‫سلمت علي‬
‫عمر‪.‬‬
‫صافحت عم اًر ‪ ،‬وصافحت َ‬

‫فانتبه !‬
‫لصرف (عمرو) ‪ ،‬ولمنع (عمر) من الصرف ‪.‬‬

‫***‬
‫الهاء‪ ،‬والتاء المربوطة آخر الكلمة ‪:‬‬
‫أوال ‪( :‬الهاء) ‪:‬‬
‫ال تضع نقطتي (التاء) إذا كانت الكلمة متصلة بضمير الغيبة (الهاء)‬
‫‪:‬‬
‫ويتصل ضمير الغيبة بـ ـ ‪:‬‬
‫بعده‪. ... ،‬‬
‫كتابه‪ ،‬بيتُه‪ ،‬قبَله‪َ ،‬‬
‫األسماء والظروف ‪ُ :‬‬
‫واألفعال ‪ :‬قاله‪ ،‬أكله‪ ،‬يكتبه‪ ،‬يضربه‪ ،‬اشربه‪ ،‬اسمعه‪. ...،‬‬
‫والحروف ‪ :‬له‪ ،‬منه‪ ،‬فيه‪ ،‬عنه‪ ،‬به‪. ... ،‬‬
‫وال تضع نقطتي (التاء) إذا كانت الجملة تنتهي بهاء أصلية ‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫األسماء ‪ :‬وجه‪ ،‬شفاه‪،‬فاه‪ ،‬تنبيه‪ ،‬انتباه‪ ،‬توجيه‪ ،‬تنزيه‪ ،‬نزيه‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫وجه‪َّ ،‬نزه‪َّ ،‬‬
‫تفوه ‪.‬‬ ‫األفعال ‪ :‬نبَّه‪ّ ،‬‬
‫ثانيا ‪( :‬التاء) المربوطة ‪:‬‬
‫يجب وضع نقطتي التاء في األسماء والصفات المؤنثة ‪:‬‬
‫األسماء ‪ :‬مدرسة‪ ،‬مكتبة‪ ،‬كلية‪... ،‬‬
‫والصفات ‪ :‬كبيرة ‪ ،‬جميلة‪ ،‬طويلة‪... ،‬‬
‫***‬

‫إثبات ألف "ابن"‪ ،‬و حذفها‪:‬‬

‫تكتب كلمة ( ابن ) ‪ ،‬إذا جاءت صفة بين علمين أو لقبين أو‬
‫كنيتين دون همزة وصل ‪ .‬نحو ‪ :‬جاء نزار بن محمد ‪ ،‬وسافر فؤاد بن‬
‫خالد ‪ ،‬ومات سالم بن أبي عامر‪.‬‬
‫وقد حذفت العرب همزة وصل ( ابن ) بين األعالم ؛ لحبها‬
‫االختصار في الكتابة ‪ ،‬والهتمامها الشديد باألنساب‪ ،‬واضطرارها إلى‬
‫إيراد كلمة ( ابن ) عدة مرات ‪ ،‬عندما يذكرون نسب واحد منهم‬

‫أما إذا جاءت كلمة (ابن) بين علمين‪ ،‬وكانت في‬


‫أول السطر ‪ ،‬فإننا نکتبها بهمزة الوصل ‪.‬‬
‫وننون االسم الذي قبلها‪:‬‬
‫و نثبت همزة الوصل فيها‪ّ ،‬‬
‫إذا لم تكن كلمة ( ابن ) صفة ‪ ،‬نحو ‪ :‬إن محمدا ابن عبد هللا ؛ فكلمة‬
‫(ابن ) هنا خبر (إن)‪ ،‬ال صفة لمحمد ‪.‬‬
‫وإذا سبقت كلمة ( ابن ) بأداة استفهام ‪ ،‬نحو ‪ :‬هل ياسر ابن تميم ؟‬
‫أو إذا ثني "ابن" أو جمع ‪ ،‬نحو ‪ :‬عمرو و زيد ابنا محمد ‪ ،‬وبكر‪.‬‬
‫ونحو‪ :‬زيد وخالد أبناء يوسف ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وتثبت همزة الوصل في (ابن) أيضا‪،‬إذا أضيف إلى‬
‫الجد أو إلى األم‪ ،‬نحو ‪ :‬محمد ابن عبد المطلب‪ ،‬وعيسى ابن مريم ابنة‬
‫عمران ؛ فهنا وقعت (ابنة) بين علمين ‪ ،‬وأثبتنا همزة الوصل أيضا ‪ .‬وإذا‬
‫شئنا حذف الهمزة ‪ ،‬قلنا ‪ :‬مريم بنت عمران‪.‬‬

‫رسم الهمزة‪:‬‬
‫الهمزة إما أن تكون (في أول الكلمة) ‪ ،‬وإما (في وسطها)‪ ،‬وإما (في‬
‫آخرها)‪.‬‬
‫أوًال ‪ :‬الهمزة في أول الكلمة‬
‫ألفا ‪ ،‬وتسمي ألف الوصل‪ ،‬أو ترسم‬
‫ترسم الهمزة في أول الكلمة ً‬
‫بهمزة وتسمي همزة القطع‪.‬‬
‫وألف الوصل‪ :‬حرف يرسم أول الكلمة هكذا ( ا )‪ ،‬فيتوصل به إلى نطق‬
‫الساكن الذي يليه‪.‬‬
‫األسماء التي تبدأ ب ـ (ألف الوصل) ثمانية فقط وهي ‪( :‬امرؤ‪ ،‬امرأة ‪ ،‬ابن‪،‬‬
‫ابنة‪ ،‬اسم‪ ،‬اثنان‪ ،‬اثنتان‪( ،‬ايم هللا أو ايمن هللا) ‪ ،‬وكل ما بدئ ب ـ (ال)‬
‫التعريف‪ ،‬ولفظ الجاللة (هللا)‪.‬‬
‫أما باقي األسماء ‪ ،‬و الحروف كلها فال تبدأ بألف وصل‪.‬‬
‫األفعال التي تبدأ بـ ـ (ألف الوصل) هي ‪:‬‬
‫األفعال الثالثية المجردة في صيغة األمر‪ ،‬مثل‪ :‬كتب – اكتب ‪ ،‬وضرب‬
‫– اضرب ‪ ،‬و سمع – اسمع ‪.‬‬
‫األفعال الثالثية المزيدة بحرفين أو بثالثة أحرف‪ ،‬واألمر منها‪ ،‬ومصدرها‬
‫‪:‬‬
‫(استخرَج)‬
‫َ‬ ‫استفع َل‬
‫َ‬ ‫انفع َل(انطَل َق)‬
‫َ‬ ‫(احترَم)‬
‫افتع َل ً‬
‫َ‬ ‫الفعل‬

‫‪81‬‬
‫استْف ِعل(استَ ْخ ِرج)‬ ‫طِلق)‬ ‫انف ِع ْ‬
‫ل(ان َ‬ ‫َ‬ ‫ل(احتَ ِرم)‬ ‫ِ‬
‫ا ْفتع ْ‬ ‫واألمر منه‬

‫والمصدر منه افتعال(احترام) انفعال(انطالق) استفعال(استخراج)‬

‫همزة القطع ‪:‬‬


‫األسماء كلها تبدأ بهمزة قطع عدا الثمانية التي تبدأ بألف وصل السابق‬
‫ذكرها‪.‬‬
‫وتشمل األسماء التي تبدأ بهمزة قطع ‪ :‬الضمائر كلها (أنا‪ ،‬أنت‪ِ ،‬‬
‫أنت‪،‬‬ ‫َ‬
‫أنتما‪ ،‬أنتم‪ ،‬أنتن) ‪ ،‬والظروف المبدوءة بهمزة كـ‪( :‬أمام‪.)...‬‬
‫إن‪( ،‬أ) االستفهام‪ .... ،‬الخ‬
‫إن‪ْ ،‬‬
‫أن‪ّ ،‬‬
‫الحروف كلها تبدأ بهمزة قطع ‪ :‬أو‪ّ ،‬‬
‫األفعال التي تبدأ بهمزة قطع ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أقول‪،‬‬
‫األفعال المضارعة التي تبدأ بحرف المضارعة (الهمزة) نحو ‪ُ :‬‬
‫أذهب ‪....‬‬
‫ُ‬ ‫مع‪،‬‬
‫أس ُ‬
‫ْ‬
‫األفعال الثالثية المجردة الصحيحة المهموزة الفاء ‪ :‬أخذ‪ ،‬أكل‪... ،‬‬
‫األفعال الثالثية المزيدة بالهمزة ‪ :‬أكرم‪ ،‬أحسن‪ ،‬أكمل ‪( ....‬أَ ْف َع َل)‬
‫‪ ،‬ومصادرها‪:‬إكرام‪ ،‬إحسان ‪ ،‬إكمال‪ ، ... ،‬واألمر منها ‪ِ :‬‬
‫أكرم‪،‬‬
‫أكمل‪. ...‬‬‫أحسن‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ثانياً ‪ :‬الهمزة في وسط الكلمة‬
‫(الهمـ ـ ـ ـزة المتوسـ ـ ــطة)‬
‫ترسم الهمزة في وسط الكلمة بعد تطبيق القوانين اآلتية ‪:‬‬
‫فبناء علي األقوي فيهما‬
‫ً‬ ‫مقارنة حركة الهمزة وحركة الحرف السابق لها‪،‬‬
‫ترسم الهمزة ‪.‬‬
‫والكسرة أقوي الحركات‪ ،‬فالضمة‪ ،‬فالفتحة‪ ،‬فالسكون‪.‬‬
‫ترسم الهمزة المفتوحة علي ألف ‪ ( :‬أ )‬

‫‪82‬‬
‫وترسم الهمزة المكسورة علي نبرة ‪ ( :‬ـ ـ ـ ـئ ـ ـ ـ )‬
‫وترسم الهمزة المضمومة علي واو ( ـ ـ ـ ـ ــؤ )‬
‫بعد مقارنة حركة الهمزة ‪ ،‬وحركة الحرف الذي يسبقها‪ ،‬واختيار حركة‬
‫األقوي منهما ؛ ترسم الهمزة بناء عليها ‪ ،‬ثم ُينظر إلي قانون كراهة توالي‬
‫األمثال؛ فعند توالي األمثال (واوين‪ ،‬أو ألفين مثال) يحذف أحدهما من‬
‫تحت الهمزة وترسم الهمزة علي السطر بعد حذفه‪.‬‬
‫بعد تطبيق قانون توالي األمثال‪ ،‬وحذف الحرف المماثل من الهمزة ورسمها‬
‫علي السطر‪ ،‬قد تجد الحرف السابق للهمزة من الحروف التي يجب رسمها‬
‫موصولة بما بعدها؛ فهنا يؤتي بالنبرة للوصل‪.‬‬
‫وبيان ذلك باألمثلة فيما يلي ‪:‬‬
‫سأل ‪ :‬رسمت الهمزة علي األلف ؛ فبمقارنة حركتها وما يسبقها نجد‬
‫الحركتين (فتحة) ‪.‬‬
‫ُسئل ‪ :‬رسمت الهمزة علي النبرة ؛ فبمقارنة حركة الهمزة وهي‬
‫(الكسرة) ‪ ،‬و وحركة ما يسبقها (الضمة) ‪ ،‬وجدنا األقوي هو الكسر فرسمت‬
‫لذلك مكسورة علي (النبرة) ‪.‬‬
‫مأكول ‪ :‬رسمت الهمزة علي (األلف) ؛ ألن الهمزة (ساكنة) ‪ ،‬وما‬
‫يسبقها (مفتوح) ‪ ،‬والفتح أقوي من السكون ‪ ،‬فرسمت لألقوي وهو الفتح ‪.‬‬
‫ُرُءوس ‪ :‬هنا رسمت الهمزة علي السطر لألسباب اآلتية ‪:‬‬
‫عند مقارنة حركتها وما يسبقها ‪ ،‬نجدها مضمومة‪ ،‬وكذلك ما‬
‫يسبقها‪ ،‬إذن فوجب رسمها للضم هكذا ‪ :‬رؤوس‬
‫فتوالت األمثال (واو الكلمة) ‪ ،‬و (واو رسمت عليها الهمزة) ؛ لذلك‬
‫تحذف الواو التي رسمت عليها الهمزة‪ ،‬وترسم الهمزة بعد حذفها‬
‫علي السطر‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫َرُءوف ‪ :‬الهمزة (مضمومة) وما يسبقها (مفتوح)‪ ،‬والضم أقوي ‪ ،‬فيجب رسم‬
‫الهمزة للضم علي (الواو) هكذا ‪ :‬رؤوف ؛‬
‫فتوالت األمثال (الواوين) ‪ ،‬فتحذف واو الهمزة ‪ ،‬وترسم الهمزة علي السطر‪.‬‬
‫ومسئول ‪ :‬هنا طبقت القواني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن األربعة كلها ؛‬
‫ُ‬ ‫ُش ُئون‪،‬‬
‫حيث قورنت حركة الهمزة بما يسبقها وكانت القوة للضم في الحالتين ؛‬
‫فترسم ‪ :‬شؤون ومسؤول‪.‬‬
‫ثم طبق قانون كراهة توالي األمثال ؛ فحذفت واو الهمزة ‪ ،‬ثم رسمت‬
‫الهمزة علي السطر هكذا ‪ :‬شــءون‪ ،‬مســءول ‪ ،‬ثم وجدنا (الشين‪،‬‬
‫والسين) وهما الحرفان اللذان سبقا الهمزة في الكلمتين يوصالن بما‬
‫بعدهما؛ لذلك جاءت النبرة لتصل الحرف السابق بالهمزة ؛ فرسمت‬
‫هكذا ‪ :‬شئون ومسئول‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الهمزة في آخر الكلمة‬


‫(الهم ـ ـ ـ ـزة المتطرف ـ ــة)‬
‫يراعي عند رسم الهمزة المتطرفة حركة ما قبلها فقط ‪ ،‬وال تنظر‬
‫لحركتها هي نفسها‪.‬‬
‫فإذا كان ما قبلها مفتوحا رسمت علي ألف ‪َ :‬ق َأر ‪.‬‬
‫وإذا كان ما قبلها مكسو ار رسمت علي ياء ‪ِ :‬‬
‫قارئ ‪.‬‬
‫وإذا كان ما قبلها مضموما رسمت علي واو ‪ :‬تكا ُفؤ‪.‬‬
‫دفء‪ ،‬شيء‪.‬‬‫وإذا كان ما قبلها ساكناً رسمت علي السطر ‪ْ :‬‬
‫ْ‬
‫واعلم أننا ال ننظر إلى عالمة اإلعرابية التي تلحق آخر الكلمة‬
‫المنتهية بهمزة ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ولكن إذا اتصلت الكلمة بلواحق كالضمائر المتصلة أو لواحق التثنية‬
‫ٍ‬
‫فعندئذ ال تعتبر همزة متطرفة ؛ ألنها صارت‬ ‫أوالجمع‪ ،‬أو نون التوكيد ؛‬
‫وسط الكلمة ‪ ،‬فتعامل معاملة الهمزة المتوسطة‪ ،‬وتنطبق عليها قوانينها‪.‬‬
‫(جزء) ‪ :‬الهمزة فيها متطرفة‪ ،‬رسمت علي السطر ‪ ،‬ألن‬
‫فمثال كلمة ُ‬
‫ما قبلها ساكن ‪.‬‬
‫فإذا َّثنت‪ ،‬جئنا بلواحق التثنية فنقول ‪:‬‬
‫(رفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــًا )‬ ‫ُج ْزءان أو جزآن‬
‫وجرا)‬
‫(نصبا ً‬ ‫ً‬ ‫ُجزْأين‬
‫وعندما وقعت األلف بعد الهمزة في (جزءان‪ ،‬وجزآن) جاز أمران ‪:‬‬
‫حذف ألف الهمزة لتوالي األمثال‪ ،‬فرسمت علي السطر ‪ :‬جزءان‪.‬‬
‫(جزأان)‬
‫إدغام الهمزة المرسومة علي األلف مع األلف التي تليها فصارت ُ‬
‫؛ فرسمت هكذا‪ُ :‬جزآن ‪ ،‬وهنا ترسم الهمزة ‪(:‬آ) ‪.‬‬
‫***‬

‫ومن األخطاء الشائعة‪:‬‬


‫أحبُّه على َر ْغم كرِه ِه لي‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬أحبُّه على كرِه ِه لي ‪ ،‬أو مع كرهه لي؛ ألننا نحب ر ْغم اإلنسان‬
‫الكره‪.‬‬‫ال ر ْغ َم ُ‬
‫الكره أو ُّ‬
‫الذل؛ تقول‬ ‫الر ْغم و ِّ‬ ‫(رِغ َم ُه َي ْرَغ ُم ُه َرَغماً ‪َ :‬ك ِرَهه)‪ ،‬و َّ‬
‫الر ْغم ُ ْ‬ ‫الر ْغم و ُّ‬ ‫فـ َ‬
‫َف َعْل ُت ذلك على ُر ْغ ِمه؛ أي‪ :‬على ُك ْ ٍره منه‪.‬‬
‫َس َحب شكواه‪.‬‬
‫جره على‬ ‫َّ‬
‫استرد شكواه ‪ ،‬أو استرجعها؛ ألن سحب الشيء تعني ّ‬ ‫والصواب‪:‬‬
‫األرض‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫هذا الحكم ِ‬
‫يسري من أول الشهر‪.‬‬
‫الح ْك ُم ‪ ،‬ألن (سرى) معناه‪ :‬سار ليالً‪.‬‬
‫والصواب‪ْ :‬ينُف ُذ ُ‬
‫تسلل اللص إلى المنزل‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬دخل اللص المنزل خفية‪ ،‬ثم تسلل منه؛ ألن الفعل َّ‬
‫(تسلل) يدل‬ ‫ُ‬
‫تجمع‪.‬‬
‫على الخروج ُخفية من زحا ٍم أو ُّ‬
‫لم أعثر سوى على كتاب واحد‪ ،‬ولم أخسر سوى في صفقتين‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬لم أعثر على سوى ٍ‬
‫كتاب واحد ‪،‬ولم أخسر في سوى صفقتين؛‬
‫ألن (غير‪ ،‬سوى) تضافان إلى اإلسم‪ ،‬والمضاف إليه ال يكون حرفاً‪.‬‬
‫بئس الرجل َّ‬
‫األفاق‪.‬‬
‫والصواب‪َّ :‬أفاك‪ ،‬ألن (اإلفك) هو الكذب‪َّ ،‬‬
‫و(أفاك) تعني كذاب‪.‬‬
‫ِ‬
‫اآلفاق مكتسباً‪ ،‬أي ‪ :‬الذي يسعى في األرض‬ ‫الضارب في‬ ‫أما َّ‬
‫(أفاق) فهو‬
‫ُ‬
‫مسافر لكسب الرزق‪ ،‬و َّ‬
‫األفاق من ال ينتسب إلى وطن‪.‬‬ ‫ًا‬
‫صلح اإلجابة أو الحساب‪.‬‬ ‫صَّلح الكتاب أو َّ‬
‫َ ً‬
‫ص َّحح الكتاب أو اإلجابة أو الحساب إن كانت بها أخطاء‬ ‫والصواب‪َ :‬‬
‫(صَّل َح) بهذا المعنى‪.‬‬
‫فأصلحتها‪ ،‬وليس في اللغة العربية َ‬
‫قضى طيلة ُع ْم ِره في التدريس‪.‬‬
‫(طيَلتَه)‪ ،‬أو (عمره) ‪ ،‬أو ِ‬
‫(ط َوَل ُه) أو‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ َُ‬ ‫والصواب‪ :‬قضى طول ُعمره‪ ،‬أو ْ‬
‫العمر‪ ،‬ومن الخطأ‬ ‫طَيل بكسر ففتح‪ ،‬معناها ُ‬ ‫طَيلة والطول وال ِّ‬
‫(طَيَل ُه) ألن ال ِّ‬
‫ِ‬

‫استعمالها في مثل هذه الجمل بمعنى العمر‪ ،‬لئال يصبح المعنى ‪ :‬قضى‬
‫عمر ِ‬
‫عمره في التدريس‪.‬‬ ‫َ‬
‫المجيدين ‪ ،‬ويعتبر هذا الدرس من الدروس الطويلة‪.‬‬
‫فالن ُيعتبر من الشعراء ُ‬

‫‪86‬‬
‫وفالن ُي َع ُّد في الشعراء المجيدين في الدروس‬
‫ٌ‬ ‫والصواب‪ُ :‬ي َع ّد هذا الدرس‪،‬‬
‫المجيدين‪.‬‬
‫الطويلة أو في عداد الشعراء ُ‬
‫استدل على الشيء بالشيء‪ ،‬واعتبر منه ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أما (اعتبر) فمن معانيه ‪:‬‬
‫تع َّجب‪ ،‬واعتبر به ‪ :‬اتّ َعظ‪ ،‬يقول تعالى [فاعتبروا يا أولي األبصار]‪.‬‬
‫َ‬
‫وفالن ُم ْعتٌَد بنفسه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اعتد فالن بنفسه‪،‬‬
‫ّ‬
‫(اعتد) من معانيه ‪ :‬صار‬
‫ّ‬ ‫اعتز بنفسه‪ ،‬أو ُم ْع ُّتز ؛ ألن الفعل‬
‫والصواب‪َّ :‬‬
‫األمر تجارة أى ‪ :‬ظن وحسب األمر تجارة‪ ،‬واعتد للشيء‪:‬‬
‫َ‬ ‫معدوداً‪ ،‬و َّ‬
‫اعتد‬
‫عتد به ‪ :‬ال ُيهتم به‪.‬‬
‫تهيَّأ له‪ ،‬وال ُي ّ‬
‫أصدقاءه‪ ،‬ولم يعد يصلح للعمل‪.‬‬
‫َ‬ ‫يعد يعرف‬
‫لم ُ‬
‫صلُح للعمل ؛ ألن (عاد) من‬
‫أصدقاءه‪ ،‬وعاد ال َي ْ‬
‫َ‬ ‫والصواب‪ :‬عاد ال يعرف‬
‫أخوات (كان)‪ ،‬ومعناها ‪ :‬صار‪.‬‬
‫فالن ذكي للغاية (وهو تعبير غير عربي)‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬ذكي جداً ‪ ،‬أو ‪ :‬بلغ من الذكاء الغاية‪.‬‬
‫ومن معاني الغاية ‪ :‬الراية‪ ،‬وغاية الشيء‪ :‬مداه وأقصاه ومنتهاه‪.‬‬
‫ِمثل هذه األمور البسيطة‪.‬‬
‫مثل هذه األمور بسيط؛ ألن (بسيط) خبر لـ (مثل) والخبر يجب‬
‫والصواب‪ُ :‬‬
‫أن يكون مذك اًر إذا كان المبتدأ مذك اًر‪ ،‬وليست كلمة (بسيط) خب اًر لـ (هذه)‪.‬‬
‫هل ال يستحق فالن التكريم؟‬
‫والصواب‪ :‬أ ََال يستحق فالن التكريم؟ ؛ ألن هل مختصة باإليجاب ال‬
‫بالنفي‪.‬‬

‫جالس بينما جاء عمرو‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫‪ -‬زيد‬

‫‪87‬‬
‫جالس‪ ،‬جاء عمرو؛ ألن (بينما) لها الصدارة في‬
‫ٌ‬ ‫والصواب‪ :‬بينما زيد‬
‫الجملة؛ فيجب أن تأتي في أولها‪.‬‬
‫‪-‬كلما اجتهدت ‪ ،‬كلما تقدمت‪.‬‬
‫والصواب‪ :‬كلما اجتهدت‪ ،‬تقدمت‪ .‬يقول تعالى ‪ (:‬كلما دخل عليها زكريا‬
‫المحراب وجد عندها رزًقا)‪.‬‬
‫أبدا‪.‬‬
‫‪-‬ما فعلتُه ً‬
‫أبدا‪ ،‬ألن " قط "ظرف زمان للماضي‪،‬‬
‫والصواب‪ :‬ما فعلته قط‪ ،‬أو لن أفعله ً‬
‫أبدا " ظرف زمان للمستقبل‪.‬‬
‫و" ً‬
‫‪-‬أكره األماكن الغير نظيفة‪.‬‬
‫والصواب‪:‬أكره األماكن غير النظيفة ؛ألن (ال) ال تدخل على غير‪ ،‬بل‬
‫تدخل على ما تضاف إليه (غير) ‪.‬‬

‫***‬

‫‪88‬‬
‫وصفيا؟‬
‫ً‬ ‫مقطعا‬
‫ً‬ ‫واآلن كيف تحلل‬
‫اق أر مايلي ثم تعرف خطوات التحليل‪.‬‬

‫الصعود إلي القمر‬


‫(قصة قصيرة لنجيب محفوظ)‬
‫تم الهدم وبقيت األنقاض‪ .‬تجلت أرض البيت القديم مساحة‬
‫شبه مربعة في الفضاء خالية من أي معني وبال رموز‪ .‬وقلت للمهندس‬
‫وهو أيضاً صديقي‪:‬‬
‫‪ -‬انظر كم هي صغيرة ‪.‬‬
‫فقال وهو يتأملها متفك اًر‪:‬‬
‫‪ -‬كان فيها الكفاية إليواء أسرة ما شاء هللا كبيرة‪.‬‬
‫واستغرق في تأمالته ثم استطرد‪:‬‬
‫‪ -‬ال جدوى اقتصادية من بناء مسكن أوعمارة صغيرة‪.‬‬
‫‪ -‬قلت لك إنني ال أفكر في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬لكن ما تفكر فيه خيال خارق‪ ،‬إليك مشروعاً طريفاً ومفيداً‪،‬‬
‫أن يبني مشرباً‬
‫لبيع العصائر والحلوى وسوف يكون تحته في هذا المكان‬
‫األثري‪ ،‬وألف من‬
‫يتقدم الستجارة إذا ُعرض لإليجار في الوقت القريب‪.‬‬
‫فابتسمت قائالً‪:‬‬
‫فكرة طيبة ولكنني لم أقصدك إال لتنفيذ ما في رأسي‪.‬‬
‫أنه خيال أشبه باللعب‪.‬‬
‫فقلت بإصرار‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬أريد أن أعيد البيت القديم كما كان أول مرة دون أدني تغيير‬
‫حاذفاً الزمن‬
‫من الوجود‪.‬‬
‫وخلوت إليه في مكتبه وأصغي إلي بعناية ويده ال تكف عن الرسم‬
‫والتخطيط‪ .‬ودار نقاش مرات فعندما وصفت له المدخل والسلم قال‪:‬‬
‫أسلوب فج‪ .‬ويصدم القادم بوجوده دون أي تمهيد‪ ،‬دعني ‪...‬‬
‫فقاطعته بإصرار‪:‬‬
‫ما أريد إال أن يرجع البيت إلي أصله‪..‬‬
‫وفي لحظة أخري قال‪:‬‬
‫المسكن لن يزيد عن حجرتين أكبرهما صغيرة‪..‬‬
‫أنا عارف‪.‬‬
‫وتضيع نصف المساحة لبناء حمام يتسع لخزان لتطهير الزهر‬
‫والورد‪ ،‬وبناء فرن بلدي‪ ،‬أي زهر وورد وخبز‪!!،‬‬
‫هذا ما أريد‪ ،‬وال تنس السطح‪ ،‬فيه حجرة صغيرة صيفية‪ ،‬وحجرات‬
‫لتربية الكتاكيت واألرانب‪.‬‬
‫وضحك صديقي طويالً ولكن يده لم تكف عن التخطيط‪ .‬أنه يعلم‬
‫جيداً أني ال أفكر في االستثمار‪ .‬وكان مرجوي أن أقيم استراحة أن أقيم‬
‫استراحة شعبية لبناتها الذكريات واألحالم‪ ،‬وتنفع مهرباً من هموم الحياة‬
‫وضغوطها‪ ،‬وعندما يتم تأثيثه وتزينه من محال خان الخليلي سيكون‬
‫تحفه‪ ،‬ولكن بمعني آخر غير ما قصده صديقي المهندس من بناء‬
‫المشرب وإعداده للسياح واألهالي‪ .‬ولعله أساء الظن حذرني قائالً‪:‬‬
‫ستكون في قلب حي عريق فحذار من تجاوز التقاليد‪.‬‬
‫فضحكت وقلت له‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫لو فكرت في شيء مما تعني لوجدت سبيلي دون حاجة إلي هدم‬
‫وبناء!‬
‫وتم بناء البيت أو إعادة بنائه علي ما اتفقنا عليه وكنت أتابع‬
‫خطوات البناء األولي ثم انقطعت عنه ألستمتع برؤية شكله الجديد‬
‫وكأنها مفاجأة سعيدة وقال لي المهندس‪:‬‬
‫تم كل شيء كما تريد فأرجو أال تندم‪..‬‬
‫وذهبت معه إللقاء نظرة أخيرة والتسلم‪ .‬وعندما أقبلت من أقصي‬
‫الطريق تراءت المشربيتان كما كانتا تتراءيان في الزمن القديم‪ .‬وكعينين‬
‫ترمقان دعتاني للدخول‪ ،‬قام البيت بين البيوت القديمة علي ناحيته التي‬
‫بقيت علي حالها دون أي تغيير خارجي‪ ،‬أما سكانها القدامي – جيران‬
‫الزمان األول – فقد تالشوا في غياهب المدينة ولم يتردد ألحد منهم‬
‫ذكر إال في صفحة الوفيات ‪ ،‬وجعل قلبي يخفق‪ .‬ورأيت المطرقة معلقة‬
‫بالباب فرأيت األيدي العزيزة تقبض عليها‪ .‬وقال المهندس كالمعتذر‪:‬‬
‫كان علي أن أتخذ االستعدادات إلدخال المياه والكهرباء ‪.‬‬
‫ّ‬
‫فقلت له‪:‬‬
‫في نيتي أن استعمل المصباح الغازي‪..‬‬
‫ستكون جاهزة إذا احتجت إليها حتى تفيق من الخيال‪.‬‬
‫ولكنني أمعنت في الخيال وأنا أرتقي في السلم العالي‪ .‬وحال‬
‫بلوغي الطابق المعد جذبت إلي الوراء البعيد بشدة غاب عني صوت‬
‫المهندس‪ ،‬كدت أنساه تماماً‪ .‬ها هو الفرن‪ .‬لكن أين ح اررة الدفء‬
‫عبق الخبيز‪ .‬وها هو الحمام بمنوره‬
‫قت إلي َ‬
‫واللهب والمجلس السعيد؟ وتُ ُ‬
‫المزركش وخزانة العريض والحوض المفعم بالزهور والورد‪ .‬وها هي‬
‫أنابيب التقطير تكاد تسيل بالرائحة الذكية‪ ،‬وجلست أراقب اليدين في‬
‫نشاطهما العذب وأستمع إلي التالوة‪ .‬واندفعت أجري في الدهليز بين‬

‫‪91‬‬
‫الحجرتين تطوقني األصوات المحذرة‪ .‬واختلط التهديد بالضحكات‬
‫العالية‪ ،‬واعترضنا الذي يضع علي وجهه قناعاً من الكرتون رسمت‬
‫عليه صورة الشيطان وجاء صوت معاتباً‪« :‬ال ترعبه فالرعب ال يزول»‪،‬‬
‫وصعدت إلي السطح فهالني أن أجد الحجرة الصيفية خالية من غطاء‬
‫اللبالب والياسمين وأن أرض السطح خالية من السلم الخشبي وحبال‬
‫الغسيل‪ ،‬وجذبني صياح الديك إلي حجرة الدجاج فهرعت إليها‪ ،‬وفردت‬
‫جلبابي وأمسكت بطرفه ألجمع فيه البيض‪.‬‬
‫وصحت فيمن يرافقني‪« :‬انظر» وأشرت إلي لون المساء الهابط‬
‫علي الحي من خلف القباب والمآذن‪ .‬وطلع البدر في خيالء من وراء‬
‫البيوت العتيقة فتطلعت إليه بشغف‪ .‬عند ذاك رفعت فوق الكتف وهمس‬
‫لي الصوت الحنون‪ « :‬خذه إن قدرت»‪ ،‬فمددت يدي بمنتهي الحب‬
‫واألمل إلي البدر الساطع!!‬
‫***‬
‫التحليل‬
‫أوال‪ :‬العنوان ‪:‬‬
‫نوعه‪ ":‬الصعود إلى القمر" عنوان تصويري مباشر ؛ ألنه يعبر‬
‫عن الموصوف المحوري وهو البيت القديم الذي تم هدمه ‪ ،‬صور‬
‫البيت القديم بما يحمل من ذكريات جميلة قم ار مضيئا ‪ ،‬يصعد إليه‬
‫بالسلم‪ .‬وكما يبعث القمر نوره فيضيء األرض كلها ‪ ،‬كذلك يضيء‬
‫البيت حياة الكاتب بجمال الذكريات‪.‬‬
‫بنية العنوان‪ :‬بنية متوسطة الطول ؛(ألنه يتكون من ثالث‬
‫كلمات)‪ ،‬تقوم على الحذف ؛ والتقدير ‪ :‬الصعود إلى القمرأمر رائع‪،‬‬
‫أو ينعش الذكرى (بتقدير خبر محذوف) ‪ ،‬أو الصعود إلى بيتنا القديم‬
‫هو الصعود إلى القمر(بتقدير مبتدأ محذوف)‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫االستهالل ‪ :‬استهل الكاتب قصته القصيرة استهالال انفعاليا ذاتيا‬
‫موحيا بالحسرة على بيت الذكريات ‪ ،‬ممهدا لموصوفه المحوري‪ ،‬جاذبا‬
‫قارئه باستعماله الفعل الماضي الدال على التحقق‪" :‬تم الهدم وبقيت‬
‫األنقاض‪ ، "...‬ثم شرع في الوصف‪.‬‬
‫الموصوفات‪:‬‬
‫استعمل الكاتب نوعين من الوصف هما الوصف الحسي‬
‫والوصف المعنوي لبناء صورة جميلة تسهم في استمالة القارئ‬
‫لمشاركته ذكرياته الجميلة‪ ،‬وتجعل قارئ القصة متعاطفا معه شاع ار‬
‫بآالمه وحسرته على فراق األحباب الذين عاشوا في ذلك البيت‬
‫وشاركوه أسعد األوقات‪.‬‬
‫رسم الكاتب موصوفه بخطوط هندسية‪" :‬تجلت أرض البيت القديم‬
‫مساحة شبه مربعة في الفضاء" ‪ ،‬وتابعها بوصف معنوي نفسي ‪:‬‬
‫"خالية من أي معنى وبال رموز" ‪.‬‬
‫ثم وصف موقعها المتميز الذي يمكن االستفادة منه بتأجيره لجلب‬
‫المال ‪":‬أن يبنى مشربا لبيع العصائروالحلوى‪ ...‬في هذا المكان األثري"‬
‫‪.‬‬
‫ثم وصف الجهد المبذول لتنفيذ فكرته بإعادة بناء البيت كما كان‬
‫في الماضي ‪ ":‬وخلوت إليه في مكتبه وأصغى إلي بعناية ويده ال‬
‫ّ‬
‫تكف عن الرسم والتخطيط"‪.‬‬
‫الموصوف المحوري‪ :‬بيت صغيرتم هدمه ‪ ،‬ثم أعيد بناؤه على‬
‫قطعة أرض صغيرة تتميز بموقع أثري فريد ‪ ،‬يتكون البيت ذو‬
‫المشربيات من غرفتين صغيرتين مؤثثتين من محال خان الخليلي ‪،‬‬
‫وحمام‪ ،‬وفرن بلدي يشغالن نصف مساحة البيت الصغير‪ ،‬وبالحمام‬
‫خزان لتطهير الزهر والورد‪.‬تتم إضاءة البيت بالمصباح الغازي ‪ ،‬وعلى‬

‫‪93‬‬
‫سطح البيت حجرة لالستمتاع بالهواء في فصل الصيف‪ ،‬وحجرات‬
‫أخرى لتربية الكتاكيت واألرانب‪.‬‬
‫الموصوف الثانوي‪ :‬وهو الحي الذي بني فيه البيت الصغير ؛‬
‫ذلك الحي القديم الزاخر بالقباب والمآذن‪ ،‬والبيوت العتيقة‪.‬‬
‫اهتم الكاتب بوصف تفاصيل موصوفه المحوري (البيت الصغير)‬
‫فوصف مدخله وسلمه ‪" :‬أسلوب فج‪ ،‬ويصدم القادم بوجوده دون أي‬
‫تمهيد" ‪ ،‬متابعا وصفه الحسي للمدخل غير الممهد بوصف معنوي‬
‫نفسي بإرادته إحياء الذكرى بأن"يرجع البيت إلى أصله"‪ ،‬ثم يستغرق‬
‫في الوصف الحسي للبيت المراد إعادة بنائه ‪:‬‬
‫"المسكن لن يزيد عن حجرتين أكبرهما صغيرة‪...‬‬
‫وتضيع نصف المساحة لبناء حمام يتسع لخزان لتطهير الزهر‬
‫والورد ‪ ،‬وبناء فرن بلدي ‪...‬‬
‫وال تنس السطح ‪ ،‬فيه حجرة صغيرة صيفية ‪ ،‬وحجرات لتربية‬
‫الكتاكيت واألرانب"‬
‫يتبع ذلك بوصف نفسي ‪ " :‬إنه يعلم جيدا أني ال أفكر في‬
‫االستثمار‪ .‬وكان مرجوي أن أقيم استراحة شعبية لبناتها الذكريات‬
‫واألحالم ‪ ،‬وتنفع مهربا من هموم الحياة وضغوطها"‪.‬‬
‫يعود الكاتب لموصوفه المحوري (البيت الصغير) بوصف حسي‬
‫آخر‪ " :‬وعندما يتم تأثيثه وتزيينه من محال خان الخليلي سيكون تحفة‬
‫" ‪ ،‬ويصف شكله من الخارج ‪ " :‬وعندما أقبلت من أقصى الطريق‬
‫تراءت المشربيتان " ‪ ،‬ثم وصف ما حوله ‪ " :‬قام البيت بين البيوت‬
‫القديمة على ناحيتيه التي بقيت على حالها دون تغيير خارجي"‪.‬‬
‫يتبع وصفه الحسي بوصف حسرة نفسه وألمها لفراق من كانوا‬
‫بتلك البيوت المجاورة‪":‬أما سكانها القدامى – جيران الزمان األول –‬

‫‪94‬‬
‫فقد تالشوا في غياهب المدينة‪ ،‬ولم يتردد ألحد منهم ذكر إال في‬
‫صفحة الوفيات‪ ،‬وجعل قلبي يخفق "‪.‬‬
‫يعود الكاتب إلى البيت أو الموصوف المحوري فيخلط وصفا‬
‫حسيا لكل كبيرة وصغيرة في موصوفه بوصف نفسي رائع في مشهد‬
‫وصفي جميل يهيج مشاعر القارئ ويجذبه لالستمرار في القراءة‬
‫حالما معه‬
‫ً‬ ‫جاعال قارئ قصته يوافقه الرأي في إعادة بناء البيت ‪،‬‬
‫برؤية األحباب ‪ ،‬متذوقا طعما حلوا للذكريات الجميلة ‪ " :‬ولكنني‬
‫أمعنت في الخيال‪ ،‬وأنا أرتقي في السلم العالي‪ .‬وحال بلوغي الطابق‬
‫المعد ُجذبت إلى الوراء البعيد بشدة غاب عني صوت المهندس‪ ،‬كدت‬
‫أنساه تماما‪ .‬ها هو الفرن‪ ،‬لكن أين ح اررة الدفء واللهب والمجلس‬
‫السعيد؟ وتقت إلى عبق الخبيز‪.‬وها هو الحمام بمنوره المزركش وخزانه‬
‫العريض والحوض المفعم بالزهر والورد‪ .‬وها هي أنابيب التقطير تكاد‬
‫تسيل بالرائحة الذكية ‪ ،‬وجلست أراقب اليدين في نشاطهما العذب‬
‫وأستمع التالوة‪ .‬واندفعت أجري في الدهليز بين الحجرتين تطوقني‬
‫األصوات المحذرة‪ .‬واختلط التهديد بالضحكات العالية ‪ ،‬واعترضنا‬
‫الذي يضع على وجهه قناعا من الكرتون رسمت عليه صورة‬
‫الشيطان‪ ،‬وجاء صوت معاتبا ‪" :‬ال ترعبه فالرعب ال يزول"‪ ،‬وصعدت‬
‫إلى السطح فهالني أن أجد الحجرة الصيفية خالية من غطاء اللبالب‬
‫والياسمين‪ ،‬وأن أرض السطح خالية من السلم الخشبي وحبال الغسيل‬
‫‪ ،‬وجذبني صياح الديك إلى حجرة الدجاج فهرعت إليها‪ ،‬وغردت‬
‫جلبابي وأمسكت بطرفه ألجمع فيه البيض‪" .‬‬
‫الخاتمة‪ :‬تجمع صفات الموصوف المحوري الجميلة برسم صورة‬
‫أخيرة له تُع َّ‬
‫ظم بها الذكرى ‪ ،‬وتؤكد الحنين إليها ‪ " :‬وصحت فيمن‬ ‫َ‬
‫يرافقني‪" :‬انظر" وأشرت إلى لون المساء الهابط على الحي من خلف‬

‫‪95‬‬
‫القباب والمآذن‪ .‬وطلع البدر في خيالء من وراء البيوت العتيقة‬
‫فتطلعت إليه بشغف عند ذاك رفعت فوق الكتف وهمس لي الصوت‬
‫الحنون‪:‬خذه إن قدرت" ‪ ،‬فمددت يدي بمنتهى الحب واألمل إلى البدر‬
‫الساطع ‪".‬‬
‫الصور البيانية‪ :‬تكثر الصور البيانية وتتنوع إلثراء الموضوع‬
‫بروح التخيل‪ ،‬وللمبالغة في وصف الذكريات الجميلة المرتبطة بالبيت‬
‫بتفاصيله كلها ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫" أريد أن أعيد البيت القديم كما كان أول مرة دون أدنى تغيير‬
‫حاذفا الزمن من الوجود"‪.‬‬
‫"وكان مرجوي أن أقيم استراحة شعبية لبناتها الذكريات‬
‫واألحالم"‬
‫" وتنفع مهربا من هموم الحياة وضغوطها"‬
‫" وكعينين ترمقان دعتاني للدخول"‬
‫" قام البيت بين البيوت القديمة على ناحيتيه ‪ ...‬دون أدنى‬
‫تغيير"‬
‫" وها هي أنابيب التقطير تكاد تسيل بالرائحة الذكية"‪ ...‬وغيرها‬
‫من الصور البيانية الجميلة‪.‬‬
‫لغة الكاتب‪ :‬استعمل الكاتب لغة تميل إلى العامية ؛ ولم يكتف‬
‫باستعمال الفصحى‪ ،‬بل مزج بين الفصحى والعامية ؛ حتى ال تقتصر‬
‫قراءتها على المتلقي المثقف فقط ‪ ،‬ولتكون أقرب للقراء على اختالف‬
‫ثقافاتهم ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫شخصية الكاتب ‪ :‬قد ينبئ المقال عن بعض سمات شخصية‬
‫كاتبه؛ ويتضح ذلك من عباراته ‪ ،‬والكاتب هنا شخصية تتسم بالوفاء؛‬
‫الوفاء لألحباب ‪ ،‬والوفاء لذكراهم‪.‬‬
‫كما تتسم شخصية الكاتب بالثقافة الدينية ‪ ،‬الحظ عباراته‪" :‬كان‬
‫فيها الكفاية إليواء أسرة ما شاء هللا كبيرة"‪ " ،‬وأستمع إلى التالوة"‪.‬‬

‫مالحظات لغوية مهمة في الكتابة ‪:‬‬


‫الحظ استعمال الفعل " أشار " متعديا بواسطة حرف الجر "‬
‫إلى " وليس بـ " الالم"‪ ،‬وهذا صحيح ؛فنقول ‪ ":‬أشار إليه ‪ :‬أومأ إليه‬
‫"‪ ،‬وال نقول ‪ ( :‬أشار له ) ‪.‬‬
‫و أشار عليه بكذا ‪ :‬نصحه‪.‬‬
‫الحظ كسر همزة (إن ) أول الكالم ‪ ،‬وبعد القول‪ " :‬إنه خيال‬
‫أشبه باللعب" ‪ " ،‬قلت لك إنني ال أفكر في ذلك"‪ ،‬وأيضا بعد "حيث‬
‫‪ ،‬و إذ " ‪ ،‬نقول‪" :‬حيث إن ‪ ،‬و إذ إنه" ‪.‬‬
‫الحظ استعمال الفعل "بقى " وهو فعل ماض معتل اآلخر لم‬
‫تحذف علته عند اتصاله بتاء التأنيث ‪ ،‬وهذا خطأ في الفصحى؛ ألن‬
‫الفعل الماضي إذا كان معتل اآلخر بني على الفتح المقدر على علته‪،‬‬
‫فإذا اتصل بتاء التأنيث التقى ساكنان هما حرف العلة‪ ،‬وتاء التأنيث‬
‫الساكنة؛ لذا تحذف علته عند اتصاله بتاء التأنيث ‪ ،‬ويبنى على الفتح‬
‫المقدر أيضا على علته المحذوفة ‪ ،‬فنقول ‪ (:‬بقت) ‪ ،‬و دعت ‪ ،‬ورمت‬
‫‪ ،‬وسعت ‪ ،‬من دعا ‪ ،‬ورمى‪ ،‬وسعى ‪.‬‬

‫وتذكر أن علته تحذف عندما يرد مضارعا مجزوما هكذا ‪:‬‬


‫يسع " ‪.‬‬
‫يبق ‪ ،‬لم يدعُ ‪ ،‬لم يرِم ‪ ،‬لم َ‬
‫" لم َ‬
‫***‬

‫‪97‬‬
‫حديقة الورد‬
‫*قصة قصيرة لنجيب محفوظ‬
‫حدث ذلك في زمن مضي‪ .‬ومما يذكر أن شيخ حارة حكاه لي ونحن‬
‫جلوس في حديقة الورد‪ .‬فقد عثر علي حمزة قنديل بعد اختفاء طويل وهو‬
‫جثة هامدة في الخالء‪.‬‬
‫وجد مطعوناً في عنقه بآلة حادة‪ .‬مخضب الجلباب والعباءة بالدم المتجمد‪،‬‬
‫عمامته مطروحة علي مبعدة يسيرة من الجثة‪ ،‬أما ساعته ونقوده فلم‬
‫تمس‪ ،‬مما يقطع بأن الجريمة لم ترتكب من أجل السرقة‪ .‬وتولت الجهات‬
‫الرسمية الفحص والتحقيق ‪ ،‬وانفجر الخبر في الحارة وذاع بسرعة النار‬
‫ونشارة الخشب‪.‬‬
‫وترامي الصوت من بيته وجاوبته الجارات بالمشاركة الواجبة وتبادل الناس‬
‫النظرات‪ ،‬وساد جو من التوتر والرهبة‪ ،‬ولم تخل بعض السرائر من ارتياح‬
‫خفي ‪ ،‬وأيضاً مما يشبه الشعور بالذنب‪ ،‬وأفصح عن شيء من ذلك عم‬
‫دكروري بيَّاع اللبن حين همس إلمام الزاوية‪:‬‬
‫القتل أكبر مما يتوقعه أحد‪ ،‬رغم عناده وثقل دمه!‬
‫فقال اإلمام‪:‬‬
‫يفعل هللا ما يشاء‪.‬‬
‫وسألت النيابة عن أعدائه ‪ ،‬فكشف السؤال عن جو متحفظ غامض‪.‬‬
‫أرملته قالت إنها ال تعرف شيئاً عن عالقاته في الخارج‪ .‬ولم يشهد أحد‬
‫بوجود عداوة بين القتيل وبين أحد من أهل حارته‪ .‬بل لم ُي ْد ِل أحد بشهادة‬
‫نافعة‪ .‬ونظر المأمور إلي شيخ الحارة متسائالً فقال‪:‬‬
‫كل ما الحظته أنه لم يكن له أصدقاء!‬
‫ولما سئل عن أسباب ذلك قال‪:‬‬
‫كانوا يستثقلون دمه ولم أهتم بمعرفة السبب‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ودلت التحريات علي أن الخالء كان طريق ذهابه إلي عمله في التربيعة‬
‫وعودته منه ولم يكن يصحبه أحد في ذهابه أو إيابه‪.‬‬
‫وأما السؤال التقليدي عما إذا كانوا يشكون في أحد أجابوا بالنفي القاطع‪.‬‬
‫ولم يكن أحد يصدق أحداً‪ ،‬ولكن هكذا جرت األمور‪ .‬ولكن لماذا لم يكن‬
‫لحمزة قنديل صديق في الحارة؟‪..‬‬
‫وهو ما يرجح بأنها كانت تضمر له العداء؟‪ .‬قال شيخ الحارة‪:‬‬
‫‪ -‬أنه كان ممن سبقوا إلي شيء من التعليم‪ ،‬فكان يجلس في المقهى‬
‫طلع عليها في الصحف فيثير‬
‫يحدث الناس عن عجائب الدنيا التي ي ّ‬
‫الدهشة ويجذب االنتباه‪ .‬هكذا صار قمر كل مجلس يكون فيه‪ .‬و ّ‬
‫احتل‬
‫الفتوات‪ ،‬فحنقوا عليه‬
‫مرك اًز ال يراه الناس الئقاً إال برجال الحكومة أو َّ‬
‫وتابعوه بقلوب مليئة بالسخط والحسد‪ .‬وبلغ األمر نهايته من التوتر عندما‬
‫تكلم ذات يوم عن القرافة كالماً ُع َّد خارجاً عن حدود العقل‪ .‬وذلك عندما‬
‫قال في أثناء حديث له‪:‬‬

‫انظروا إلي القرافة إنها تقع في أجمل موضع في ِّ‬


‫حينا!‬
‫وتساءل الناس عما يريد فقال‪:‬‬
‫تصو ار شمالها حياً سكنياً‪ .‬وجنوبها حديقة!‬
‫وغضب الناس غضباً لم يغضبوه من قبل وانهالوا عليه لوماً وتعنيف ًا‬
‫وذكروه بحرمة األموات وواجب الوالء لهم‪ ،‬وكان بيومي زلط علي رأس‬
‫الهائجين فحذرة من العودة إلي حديث القرافة وصرخ قائالً‪:‬‬
‫نحن نعيش في بيوتنا سنين معدودة ونلبث في قبورنا إلي يوم‬
‫يبعثون‪.‬‬
‫وتساءل قنديل‪:‬‬
‫والناس أليس من حقهم أيضاَ‪.‬‬
‫ولكن زلط قاطعه هائجاً‪:‬‬

‫‪99‬‬
‫حرمة األموات من حرمة الدين‪.‬‬
‫بذلك أفتي زلط الذي لم يعرف كلمة واحدة عن الدين‪ .‬ولم تكد المعركة‬
‫تهدأ بعض الشيء حتى حمل شيخ الحارة في ذلك الوقت ق ار اًر من‬
‫المحافظة ينذر بإزالة القرافة بعد مهلة معينة داعياً الناس إلقامة مقابر‬
‫جديدة في عمق الخالء‪.‬‬
‫ولم يكن ثمة عالقة بين كالم قنديل والقرار‪ ،‬ولكن البعض ظن – وبعض‬
‫الظن إثم – واألكثرية قالت‪ :‬إن قنديل أهون من أن يؤثر في الحكومة‪،‬‬
‫ولكنه شؤم علي أي حال‪ ،‬ورغم ذلك حمله الجميع تبعة ما حدث‪ .‬وهو‬
‫من ناحيته لم يخفف سروره بالقرار‪ .‬فضاعف من غيظ الناس وحنقهم‪،‬‬
‫وتجمعوا أمام شيخ الحارة بين صياح الرجال وعويل النسوة وطالبوه بأن‬
‫ُيَبّلِغ الحكام بأن قرار الحكومة باطل وحرام وضد الدين‪ ،‬وضد كرامة‬
‫األموات‪ .‬وقال شيخ الحارة أنه ال يقل عنهم غيرة علي كرامة األموات‪.‬‬
‫ولكنهم سينقلون من مكان إلي مكان مع المحافظة الكاملة علي الحرمة‬
‫والكرامة‪ ،‬فقالوا في إصرار‪ :‬إن هذا يعني أن اللعنة ستحيق بالحارة ومن‬
‫فيها‪ .‬وصارحهم الرجل بأن قرار الحكومة نهائي وأن األولي بهم أن يتأهبوا‬
‫للتنفيذ‪ .‬وانصرف عنهم وزلط يقول بصوت كالنهيق‪:‬‬
‫ما سمعنا عن شيء مثل ذلك منذ عهد الكفار!!‬
‫واختلط السخط علي الحكومة بالسخط علي قنديل سخط ًا واحداً‪ .‬ورجع‬
‫بيومي زلط من سهرة ذات ليلة مخترقاً طريق المقابر‪ .‬وعند السبيل‬
‫الصغير برز له هيكل عظمي متلفعاً بكفن‪ ،‬فتسمر زلط وطار ما في‬
‫دماغه من دماغه‪.‬‬
‫قال الهيكل‪:‬‬
‫الويل لمن ينسي موتاه أو يتهاون في أثمن ما يملك وهو القبر‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ورجع زلط إلي الحارة وقد امتلئ بهمسات الموت‪ .‬والحق أنه لم يخف‬
‫علي أحد أنه قاتل قنديل‪ .‬ولم يبح بسره أحد خوفاً وانحيا اًز‪ .‬وقيل‪ :‬إن تلك‬
‫الحقيقة ترامت إلي مأمور القسم ولكنه كان أيضاً ضد نقل القرافة المدفون‬
‫فيها أجداده‪ ،‬وقيدت القضية ضد مجهول وراح دم قنديل هد اًر‪.‬‬
‫ختم شيخ الحارة حديثة معي بنغمه آسفة ونحن جلوس في حديقة الورد‬

‫التي كانت ذات يوم قرافة ِّ‬


‫حينا العتيق ‪.‬‬

‫التحليل‪:‬‬
‫العنوان ‪ " :‬حديقة الورد" عنوان رمزي ؛ ألنه يرمز للقرافة‬
‫(الموصوف المحوري) ‪-‬التي دفن بها األجداد‪ -‬بحديقة الورد؛ فأجساد‬
‫األجداد المدفونة بها وذكراهم الجميلة الباقية في نفوس خلفهم كالورد‬
‫برائحته الذكية التي تفوح في المكان ‪ ،‬فالقرافة كحديقة الورد‪ ،‬نبت الورد‬
‫فيها على ذكرى األجداد ‪.‬‬
‫العنوان قصير يقوم على الحذف‪ ،‬والتقدير‪ :‬هذه حديقة الورد ‪ ،‬أو‬
‫تلك هي حديقة الورد ‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬بدأ الكاتب قصته بمقدمة جذابة ‪ ،‬مهد فيها لموصوفه‬
‫المحوري" القرافة التي صارت حديقة الورد" بموصوف ثانوي وهو شخصية‬
‫"حمزة قنديل" تللك الشخصية التي كانت سببا في تحول قرافة الحي العتيق‬
‫حديقة للورد‪ ،‬فدفع حياته ثمنا لفكرته‪.‬‬
‫الموصوفات‪:‬‬
‫‪ -‬موصوف محوري‪ :‬القرافة التي دفن بها السلف وتحمل‬
‫ذكراهم الباقية في نفوس خلفهم ‪ .‬وصفها بجمال موقعها وتميزه ‪ " :‬إنها‬
‫تقع في أجمل موضع في حينا" ‪ ،‬شمالها حي سكني وجنوبها حديقة ‪،‬‬

‫‪101‬‬
‫مدفون فيها األجداد ‪ ،‬ثم صارت حديقة للورد بعد أن " كانت ذات يوم‬
‫قرافة حينا العتيق" ‪.‬‬
‫موصوف ثانوي ‪ :‬شخصية "حمزة قنديل" القتيل صاحب‬ ‫‪-‬‬
‫فكرة نقل القرافة من مكانها في الحي العتيق لتتحول حديقة للورد ‪ ،‬و‬
‫شخصية " بيومي زلط " القاتل ‪.‬‬
‫مزج الكاتب فيه بين الوصفين الحسي‬ ‫صلب الموضوع‪:‬‬
‫والمعنوي ‪ ،‬فبدأ بوصف شخصية " حمزة قنديل" القتيل ‪ ،‬ورسم صورته‬
‫الحسية ببراعة ؛ فوصف مالبسه وما كان عليها من الدماء كاآلتي ‪" :‬‬
‫وجد مطعونا في عنقه بآلة حادة‪ .‬مخضب الجلباب والعباءة بالدم المتجمد‬
‫‪ ،‬عمامته مطروحة على مبعدة يسيرة من الجثة ‪ ،‬أما ساعته ونقوده فلم‬
‫تمس " ‪.‬‬
‫ثم وصفه وصفا معنويا بأنه شخصية نالت حظا من التعليم ‪ ،‬تحب‬
‫جذب انتباه الناس إليها ‪ ،‬وهو شخصية عنيدة ‪ ،‬وثقيلة الدم ‪ ،‬وغير‬
‫بالفتوات ‪ ،‬ويراها الناس شؤما‪ " :‬رغم عناده وثقل دمه "‪" ،‬‬
‫ّ‬ ‫محبوبة أشبه‬
‫كل ما الحظته أنه لم يكن له أصدقاء " ‪ " ،‬لم يكن أحد يصحبه في ذهابه‬
‫أو إيابه" ‪" ،‬أنه كان ممن سبقوا إلى شيء من التعليم ‪ ،‬فكان يجلس في‬
‫المقهى يحدث الناس عن عجائب الدنيا التي يطلع عليها في الصحف‬
‫فيثير الدهشة ويجذب االنتباه‪ .‬هكذا صار قمر كل مجلس يكون فيه ‪،‬‬
‫واتحل مرك از ال يراه الناس الئقا إال برجال الحكومة أو الفتوات ‪ ،‬فحنقوا‬
‫عليه وتابعوه بقلوب مليئة بالسخط والحسد " ‪ " ،‬واألكثرية قالت ‪ :‬إن‬
‫قنديل أهون من أن يؤثر في الحكومة ‪ ،‬ولكنه شؤم على أي حال " ‪.‬‬
‫وصف الكاتب مشهد استقبال خبرالقتل فأبدع في استعمال‬
‫التصويرالبياني‪ ،‬جاذبا القارئ جاعال إياه سامعا مشاهدا لما يصف‪:‬‬
‫"وانفجر الخبر في الحارة‪ ،‬وذاع بسرعة النار ونشارة الخشب‪ .‬وترامى‬

‫‪102‬‬
‫الصوات من بيته وجاوبته الجارات بالمشاركة الواجبة ‪ ،‬وتبادل الناس‬
‫النظرات‪ ،‬وساد جو من التوتر والرهبة ‪ ،‬ولم تخل بعض السرائر من‬
‫ارتياح خفي‪ ،‬وأيضا مما يشبه الشعور بالذنب"‪.‬‬
‫ثم شرع الكاتب في وصف شخصية القاتل اختار لها اسما يصفها‬
‫وصفا حسيا بالصالبة والغلظة ‪( :‬زلط) ‪ ،‬أو "بيومي زلط" ‪ ،‬ثم وصفها‬
‫وصفا معنويا يبرز سمة مهمة تحتاجها األحداث ؛ فهو ممن يتفوهون بما‬
‫ال يترسخ في قلوبهم وال في معتقداتهم؛ بل يتخذون الدين وسيلة لسانية‬
‫فقط للدفاع عن أهداف تخصهم ‪ " :‬وغضب الناس غضبا لم يغضبوه من‬
‫قبل‪ ،...‬وكان بيومي زلط على رأس الهائجين فحذره من العودة إلى حديث‬
‫القرافة وصرخ قائال‪:‬‬
‫نحن نعيش في بيوتنا سنين معدودة ‪ ،‬ونلبث في قبورنا إلى يوم يبعثون‬
‫وتساءل قنديل‪:‬‬
‫والناس أليس من حقهم أيضا‪.‬‬
‫ولكن زلط قاطعه هائجا‪:‬‬
‫حرمة األموات من حرمة الدين ‪.‬‬
‫( بذلك أفتى زلط الذي لم يعرف كلمة واحدة عن الدين ) ‪".‬‬
‫ثم عاد الكاتب ليلفت القارئ إلى صفة حسية من صفات " زلط "‬
‫وهي رداءة صوته والتى توحي برداءة شكله الخارجي بعدما ّبين رداءة‬
‫خلقه ‪ " :‬وزلط يقول بصوت كالنهيق ‪."...‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وصف فيها الكاتب مشاعر الناس تجاه زلط والقضية‪ ،‬فهم يخافونه‬
‫ويوافقونه الرأي برفض إزالة المقابر‪" :‬والحق أنه لم يخف على أحد أنه‬
‫قاتل قنديل‪ .‬ولم يبح بشره أحد خوفا وانحيازا" ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫كما وصف نهاية حادثة القتل التي مهدت لها المقدمة ودارت حولها‬
‫أحداث القصة ؛ وشعور "شيخ الحارة" أو الراوي بأن‪ ":‬قيدت القضية ضد‬
‫مجهول وراح دم قنديل هدرا" ‪ ،‬ختم شيخ الحارة حديثه معي بنغمة آسفة‬
‫ونحن جلوس في حديقة الورد التي كانت ذات يوم قرافة حينا العتيق"‪.‬‬
‫الصور البيانية‪ :‬جذب الكاتب قارئ القصة باستعمال الصور البيانية‬
‫التي تجسد الوصف وتجعله مرئيا ومسموعا ‪ ،‬وهذا اإلبداع في الوصف‬
‫له تأثير عظيم في متابعة قراءة القصة ولفظ الملل منها‪ .‬كان من بين‬
‫تلك الصورما يلي‪:‬‬
‫وانفجر الخبر في الحارة‪.‬‬
‫وذاع بسرعة النار ونشارة الخشب‪.‬‬
‫وساد جو من التوتر والرهبة‪.‬‬
‫رغم عناده وثقل دمه‪.‬‬
‫هكذا صار قمر كل مجلس يكون فيه‪.‬‬
‫وزلط يقول بصوت كالنهيق‪.‬‬
‫الكاتب‪ :‬بدت لمحات الثقافة الدينية التي تسم شخصية الكاتب‬
‫واضحة في عباراته ؛ إذ يقول‪ " :‬يفعل هللا ما يشاء" ‪ "،‬نحن نعيش في‬
‫بيوتنا سنين معدودة ونلبث في قبورنا إلى يوم يبعثون" ‪ " ،‬بذلك أفتى زلط‬
‫الذي لم يعرف كلمة واحدة عن الدين"‪ " ،‬وبعض الظن إثم" ‪ " ،‬ما سمعنا‬
‫عن شيء مثل ذلك منذ عهد الكفار" ؛ فبعض تلك العبارات اقتبس معناها‬
‫من آيات القرآن الكريم‪:‬‬
‫ال َك َٰذلِ َك‬ ‫ِ‬ ‫( َقال ر ِب أََّنى ي ُكون ِلي غ َالم وَقد بَلغِني اْل ِكبر و ِ‬
‫ام َأرَتي َعاقٌر ۖ َق َ‬
‫ُ ٌ َ ْ َ َ َ َُ َ ْ‬ ‫َ َّ ٰ َ ُ‬
‫اء ) آل عمران(‪)40‬‬ ‫َّللاُ َيْف َع ُل َما َي َش ُ‬
‫َّ‬

‫‪104‬‬
‫يما‬ ‫ِإ َذا جاء أَحدهم اْلموت َقال ر ِب ار ِجعو ِن َلعّلِي أَعمل ِ ِ‬ ‫( َحتَّ ٰى‬
‫صال ًحا ف َ‬ ‫َُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُُ َ ْ ُ َ َ ّ ْ ُ‬
‫ۚ َك َّال ۚ ِإَّن َها َكلِ َمةٌ ُه َو َق ِائلُ َها ۖ َو ِمن َوَرِائ ِهم َب ْرَزٌخ ِإَل ٰى َي ْو ِم ُي ْب َعثُون)‬ ‫تََرْك ُت‬
‫المؤمنون(‪)100،99‬‬
‫الظ ِن ِإ َّن بعض َّ‬
‫الظ ِّن ِإ ْث ٌم ۖ) الحجرات‬ ‫َّ‬ ‫(يا أَيُّها َّال ِذين آمنوا اجتَِنبوا َكِث ا ِ‬
‫ير ّم َن ّ َ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َُ ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫(‪)12‬‬
‫كما ظهر من خالل كتابته أنه أحد أبناء األحياء القديمة العريقة‬
‫في بالدنا الحبيبة ‪،‬الذين عاشوا بين أهلها‪ ،‬وفهموا عاداتها فهما عميقا ؛‬
‫حيث تجده يصف مشهد انتشار خبر القتل ببراعة تؤكد ذلك‪" :‬وانفجر‬
‫الخبر في الحارة ‪ ،‬وذاع بسرعة النار ونشارة الخشب‪ .‬وترامى الصوات‬
‫من بيته وجاوبته الجارات بالمشاركة الواجبة‪،"...‬‬
‫ومن سمات شخصية الكاتب التي ظهرت في النص أنه شخصية‬
‫تحب إقامة العدل‪ ،‬وتأسف لوقوع الظلم؛ فقد وضح موقفه من خالل‬
‫تعبيره‪ " :‬وقيدت القضية ضد مجهول وراح دم قنديل هدرا" ‪ ،‬كما قال‬
‫واصفا شعور شيخ الحارة ‪ ":‬ختم شيخ الحارة حديثه معي بنغمة آسفة ‪،‬‬
‫ونحن جلوس في حديقة الورد التي كانت ذات يوم قرافة حينا العتيق "‪.‬‬
‫مالحظة لغوية ‪ :‬الحظ استعمال وزن " َمْف َعَلة " للداللة على المكان‬
‫في قوله‪ " :‬عمامته مطروحة على َم ْب َع َدة يسيرة من الجثة" ؛ ومعروف أن‬
‫اسم المكان يصاغ على وزنين هما ‪َ " :‬مْف َعل ‪ ،‬و َمْف ِعل "‪ ،‬نحو خرج‬
‫موضع ‪.... ،‬‬ ‫(مخرج) ‪،‬و دخل (مدخل) ‪ ،‬ومطَلع ومهبط ‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقد تأتي " َمْف َعَلة" للداللة على المكان كما ورد في النص‪ ،‬كما أنها‬
‫ْس َدة ‪،‬‬
‫تعبر عن المكان الذي يكثر فيه شيء بعينه؛ نقول‪":‬هذه أرض َمأ َ‬
‫وم ْذأََبة" ؛ أي‪ :‬كثرت فيها األسود ‪ ،‬والذئاب ‪.‬‬
‫َ‬
‫"مْف َعَلة "لبيان السبب نقول ‪ ":‬السواك َم ْط َه َرة للفم"‪ ...‬وهكذا‬
‫وتأتي َ‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫بالغة الوصف‪ -‬الكلمة عين العقل‬
‫د‪ .‬نهى مختار محمد‬

‫نواتج التعلم المستهدفة (المعلومات والمفاهيم ‪ +‬المهارات العامة)‬


‫المعلومات‪ :‬السياق االجتماعي للشعر‪.‬المهارات العامة‪ :‬يقسم الطالب إلى‬
‫مجموعات‪ ،‬وتقوم كل مجموعة بعمل بحث المقال الوصفي ‪.‬‬
‫هدف‪:‬‬

‫يهدف هذا المقرر إلى الوصول مع الدراس لمرحلة القدرة على إنتاج نص‬
‫مكتوب يتخذ شكل المقال‪ ،‬الذي يصور التجارب اإلنسانية من وجهة نظر الكاتب‪.‬‬
‫إن اللغة تتحول في محاضرات المقال إلى مرايا نرى فيها أنفسنا ونقدم شخصيتنا‬
‫لمن يشاركنا في فعل التعلم‪ ،‬وبالتالي ال نكتسب المهارة اللغوية فقط‪ ،‬وإنما نكتسب‬
‫معرفتنا ألنفسنا حين نصف تصوراتنا ونسرد تجاربنا ونعرض أفكارنا‪ ،‬نكتسب معرفة‬
‫بالعالم حين نكتب عنه‪.‬‬
‫لنكتب‪ ..‬لنبحث عن الصور التي في أذهاننا‪ ..‬صور أصدقائنا‪ ..‬صور أماكننا‬
‫المفضلة‪ ..‬مدارسنا‪ ..‬شوارعنا‪ ..‬صور حدائق شهدت مرحلة انطالقنا‪ ..‬صور نراها‬
‫في أحالمنا‪ ..‬صورتنا‪ ..‬لنبحث عن الصور‪ ،‬لنرسمها بالكلمات‪ ،‬لنطالع كلمات‬
‫اآلخرين ونرى الصور التي رسمتها أقالمهم بالكلمات‪.‬‬
‫المادة‪:‬‬
‫المادة هي المقال الوصفي‪ ،‬لكن ما المقال‪ ،‬وما الوصف؟‬
‫ما المقال؟‬
‫المقال في اللغة ← في لغتنا العربية المقال هو مصدر الفعل "قال"‪ ،‬إن‬
‫كل ما يقوله اإلنسان‪ ،‬من الناحية اللغوية‪ ،‬بالمعنى الحرفي‪ ،‬هو مقال‪.‬‬
‫الصوت‪ :‬مقال ‪ /‬الكلمة‪ :‬مقال ‪ /‬الجملة‪ :‬مقال ‪/‬الفقرة‪ :‬مقال‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫المقال في المصطلح األدبي← قطعة نثرية حرة يقدم فيه الكاتب موضوعا‬
‫محددا‬
‫أو المقال‪ :‬نص نثري مكتوب يعبر عن فكرة أو حالة في مساحة موجزة‪ ،‬وهو‬
‫شكل يتمتع بقدر كبير من الحرية والذاتية‪.‬‬
‫ما الوصف؟‬
‫الوصف← تقنية تعبير لتحميل اللغة بالصورة‪.‬‬
‫‪ -‬الوصف تصوير مرجع ما‪ ،‬قد يكون هذا المرجع‪:‬‬
‫*شخصية إنسان‬
‫*حيوان أو طائر‬
‫*أشياء‬
‫*أماكن‬
‫ومن الممكن أن يكون الموصوف واحدا أو يتعدد‪ ،‬كما هو الحال في فن‬
‫"البورتريه" الذي قد يكون صورة شخص ما أو صورة شخصين أو مجموعة‬
‫أشخاص‪ ،‬فأفضل تشبيه لمقال الوصف هو فن البورتريه‪.‬‬
‫هكذا يمكن أن نعرف معنى المقال الوصفي بدقة‪.‬‬
‫رحلة معجمية‪:‬‬
‫الوصف في بيت المعجم يشمل دالالت عدة فهو [اجتهاد‪ ،‬وتعيين‪،‬‬
‫وتحديد‪ ،‬ودقة‪ ،‬وقدرة‪ ،‬وظهور‪ ،‬وبيان‪ ،‬وبلوغ‪ ،‬وتجسيد]‪ ،‬والصفة هي [الحالة‬
‫والهيئة]‪ ،‬وهو كذلك [حكي وإخبار] ‪(.‬راجع المعجم الوسيط مادة وصف)‬
‫تلك هي الدالالت اللغوية التي تصاحب الوصف في رحلته المعجمية التي‬
‫(صف) و(رصف) وتكتسب بتلك المجاورة تناسقا وتكامال وقوة‬
‫ّ‬ ‫تتجاور مع مادتي‬
‫بقوة الصف وشكال بفضل اتساقه‪ ،‬وتكتسب من الرصف جماله وطالوته وجريانه‬
‫على ماء واحد‪ ،‬كما تكسب مادة (وصف) من جارتها (وفى) معنى الوفاء واالستيفاء‬
‫والكمال‪.‬‬
‫إن دمج كل هذه الدالالت في اإلطار اللغوي يجعل الوصف رؤية بالكلمات‪،‬‬
‫تلك الرؤية تتطلب تنسيق هذه الكلمات ورصفها رصفا سليما وجميال من أجل الوفاء‬
‫في نقل الصورة إلى المتلقي عبر اللغة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ِ‬
‫المرسل‪ ،‬ولكن ما الوعاء‬ ‫والصورة قد يكون محلها الواقع المادي‪ ،‬أو ذهن‬
‫التعبيري الذي يمكن أن يعبر عن تلك الصور جميعها؟‬
‫إنها اللغة‪/‬الكلمة ‪/‬المقال ‪/‬الخطاب‪..‬‬
‫فإنك إذ تصف صورة ما ولتكن لوحة تشكيلة عن (وردة زرقاء مائلة في‬
‫بستان زهور بيضاء كبيرة‪ ،‬تعلوها سماء صافية ال يعترضها سوى طير رمادي يحلق‬
‫وحيدا ويبدو أنه يحمل شيئا ما في فيه)‪ ،‬فإنك بذلك تستغرق معظم الدالالت‬
‫وتعين وتحدد األلوان والحركات‬
‫المعجمية أثناء وصفك للوحة أو الصورة؛ إذ تجتهد ّ‬
‫وتحاول تجسيد الصورة وبيان هيئتها لتبلغ عين المتلقي وعقله‪ ،‬وفي أثناء ممارستك‬
‫فن الوصف فإنك تمارس فن الحكي واإلخبار‪.‬‬
‫يقول الناقد البالغي القديم قدامة بن جعفر إن الوصف‪" :‬هو ذكر الشيء بما‬
‫فيه من األحوال والهيئات" (نقد الشعر‪ ،‬ص‪.)118‬‬
‫ويقول الناقد البالغي القديم أبو هالل العسكري‪" :‬إن أجود الوصف ما يستوعب‬
‫أكثر معاني الموصوف حتى كأنه يصور لك الموصوف فتراه نصب عينيك" (كتاب‬
‫الصناعتين‪ ،‬ص‪.)128‬‬
‫رحلة بالغية‪:‬‬
‫يمثل الوصف حدثا مهما في حد ذاته‪ ،‬له دور أساس في تشكيل النص األدبي‬
‫وليس مجرد لحظة توقف أو ثبات عابرة يمكن االستغناء عنها في العمل األدبي‪،‬‬
‫وهذا ما عبر عنه الشاعر والناقد اإلنجليزي (سي دي لويس) في حديثه عن الصورة‬
‫وعدم االحتفال بتناولها في النقد قديما"وكأنها ثمار الكرز اللذيذة الموضوعة بعناية‬
‫فوق كعكة"‪( .‬الصورة الشعرية‪،‬دي لويس‪،‬ص ‪) 21‬‬
‫ولكن كيف نصف ؟‬
‫إن حديثك اليومي العادي زاخر باألوصاف‪ ،‬فأنت تصف الطريق الذي‬
‫تسلكه‪ ،‬وتصف أساتذتك وزمالءك‪ ،‬وحجرة الد ارسة‪ ،‬وساللم الكلية‪ ،‬وأشجارها‪ ،‬ولوحة‬
‫المسابقة اإلبداعية التي تداعب قصائدك المخبأة‪ ،‬وفي هذه األوصاف تصاحب علم‬
‫النحو وتستعين به وأنت تعبر باسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم‬
‫التفضيل عن الصورة التي تريد أن تنقلها إلى المتلقي‪ ،‬فتصف بـ (المستقيم و ِ‬
‫المبتسم‬
‫المزخرف والملتوي والخضراء والمكتوبة بخط عربي جميل)‪.‬‬
‫َ‬ ‫و‬

‫‪108‬‬
‫وهذه التراكيب الوصفية حين تكتسي بثوب بالغي جمالي قد تشكل صورة‬
‫شعرية‪ ،‬وشعرية الصورة تتجاوز حدود الفن الشعري بوصفه جنسا أدبيا إلى حدود‬
‫اللغة الشعرية في األجناس األدبية كافة‪ ،‬ولهذا أدخل (دي لويس) التركيب الوصفي‬
‫ضمن مفهوم الصورة الشعرية في قوله "إن مفهوم الصورة الشعرية في أبسط معانيها‬
‫رسم قوامه الكلمات "‪ ،‬ويضيف؛ إن"الوصف والمجاز والتشبيه يمكن أن يخلق صورة‪،‬‬
‫أو أن الصورة يمكن أن تقدم في عبارة يغلب عليها الوصف" (دي لويس ص‪.)21‬‬
‫بالغة الوصف إ ًذا تعتمد على ريشة الفنان الذي يرسم بالكلمات‪ ،‬هذه الريشة‬
‫التي يغمرها باللون كي تؤدي وظيفتها‪ ،‬ويكون عليه أن يختار ألوانه اللغوية من‬
‫ألوان النحو أو ألوان البالغة أوكالهما معا‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك نضرب مثاال تقليديا لوصف جمال الفتاة؛ فإنك إذ تقول‪:‬‬
‫وقد رشيق)← (تركيب‬
‫← (أقبلت فتاة خمرية جميلة‪ ،‬ذات شعر أسود فاحم‪ّ ،‬‬
‫وصفي)‬
‫يقول آخر‪:‬‬
‫← )أقبل قمر ذهبي‪ ،‬وسط دجى الليل‪ِ ،‬‬
‫عال على غصن بان)← (تشكيل‬
‫بالغي)‬
‫فيكون األول تركيبا وصفيا‪ ،‬ويكون الثاني تشكيال بالغيا‪ ،‬استُعيرت فيه صورة‬
‫القمر وصورة الليل والغصن إلعادة تشكيل صورة الفتاة وتصويرها عبر تتبع عالقات‬
‫المشابهة بينها وبين مفردات الطبيعة‪.‬‬
‫ولهذا اشتمل تعريف التشبيه عند علماء البالغة العربية على الوصف أساسا‬
‫فهو‪":‬صفة الشيء بما قاربه وشاكله من جهة واحدة أو جهات كثيرة "(العمدة البن‬
‫رشيق القيرواني‪،‬ص‪ ،)116‬وهو ‪ -‬أي التشبيه‪" -‬الوصف بأن أحدالموصوفين ينوب‬
‫مناب اآلخر"(كتاب الصناعتين ألبي هالل العسكري ص‪.213‬‬
‫إن حضور أقطاب من علم البيان (كالتشبيه واالستعارة) في درس المقال الوصفي‬
‫يجعل تلك األقطاب البالغية أحد وسائل الوصف وتقنية من تقنياته التي تحقق له‬
‫القيمة الجمالية التي تسكن جوهر اإلبداع‪.‬‬
‫الوصف في النثر القديم‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫الجاحظ ناقد وبالغي قديم‪ ،‬عاش مفك ار ح ار يبدع في اآلداب والعلوم‬
‫والفنون‪ ،‬كتب رسالة بعنوان رسالة التربيع والتدوير‪ ،‬ووصف فيها بعض‬
‫األشخاص في حياته‪ ،‬ومنهم‪ :‬شخصية أحمد بن عبد الوهاب‪.‬‬
‫يقول الجاحظ‪:‬‬
‫"كان أحمد بن عبد الوهاب مفرط القصر‪ ،‬ويدعي أنه مفرط الطول‪ ،‬وكان مربعا‪،‬‬
‫ونحسبه مدورا‪ ،‬وكان جعد األطراف‪ ،‬قصير األصابع‪ ،‬وهو في ذلك يدعي البساطة‬
‫والرشاقة‪ ،‬وكان كبير السن‪ ،‬متقادم الميالد‪ ،‬وهو يدعي أنه معتدل الشباب‪ ،‬حديث‬

‫(صفات حسية)‬ ‫↗‬ ‫الميالد‪..‬‬

‫(صفات اجتماعية )‬ ‫وكان كثير االعتراض‪ ،‬شديد الخالف‪ ،‬كلفا بالمجاذبة‪→ ..‬‬
‫وكان ادعاؤه ألصناف العلم على قدر جهله بها وكان ال ينطق عن فكر‪ ،‬ويثق بأول‬
‫→ (صفات ذهنية)‬
‫خاطر‪ ،‬يعد أسماء الكتب وال يفهم معانيها‪...‬‬
‫→ (صفات نفسية)‬
‫يحسد العلماء من غير أن يتعلم منهم بسبب"‬
‫الحظ‪:‬‬
‫الصفة المحورية‪ :‬االدعاء‪:‬‬
‫يدعي أنه مفرط الطول‪ ..‬يدعي الرشاقة‪ ..‬يدعي أنه معتدل الشباب‪ ..‬يدعي العلم‪.‬‬
‫الحظ أن من وظائف الوصف كشف الحقيقة‪.‬‬
‫الجاحظ يؤسس لمفهوم (وجهة النظر)‪:‬‬
‫إننا أمام مشهد واحد أو صورة واحدة تُقدم إلينا من وجهتي نظر‪:‬‬
‫{أحمد عبد الوهاب} من منظور← أحمد بن عبد الوهاب نفسه‬
‫و{أحمد بن عبد الوهاب}من منظور← الجاحظ‬
‫إن أحمد بن عبد الوهاب كما يقول د‪.‬سيد محمد قطب هو اإلنسان الذي يرى بعين‬
‫واحدة‪ ،‬هو رمز لإلنسان الذي يرى ما يريد أن يراه‪ ،‬إنها ثنائية (أنا وأنت)‪ ..‬أنا أرى‬
‫نفسي كما أريد‪ ،‬وأنت تراني بعين أخرى‪ ،‬إنها عين الرضا وعين السخط‪ ،‬لكن العين‬
‫المحايدة هي عين العقل‪ ..‬إنها البعد الثالث في الرؤية‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬إذا كان هذا المقال بعنوان‪" :‬أحمد بن عبد الوهاب" فما نوع هذا‬
‫العنوان؟‬

‫‪110‬‬
‫اإلجابة‪ :‬هذا عنوان أيقوني تصويري مباشر‪.‬‬

‫تطبيق‪:‬‬
‫صف صورة اختارها أحد أصدقائك ووضعها على حسابه في أحد مواقع التواصل‬
‫االجتماعي‪ ،‬ومن خالل تفاصيل الصورة حاول أن تشير لشخصية صديقك‪.‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪..............................................................................‬‬
‫‪.............................................................................‬‬

‫الوصف في السرد الحديث‪:‬‬


‫تأتي كلمة (بورتريه) في عناوين بعض األعمال األدبية لتدل على الشخصية التي‬
‫يرسم المؤلف مالمحها بالكلمات‪ ..‬هنا نجد عالقة بين فن الكتابة والفن التشكيلي‪.‬‬
‫في الكتابة يحاول األديب أن يصل إلى جوهر الشخصية من خالل الكلمات‪..‬‬
‫يحاول أن يعكس في مالمحها سماتها الروحية والنفسية العقلية‪..‬‬
‫كذلك في الفن التشكيلي يرسم الفنان بعض الوجوه التي يرى فيها الجمال أوالقبح‪،‬‬
‫الحرية أو القمع‪ ..‬الخير أو الشر‪..‬‬
‫تلك هي العالقة بين البورتريه القولي والبورتريه اللوني‪..‬‬
‫البورتريه ‪:‬محاولة اللتقاط مالمح النفس‪ ،‬إنه رحلة بحث القتناص العالقة بين الشكل‬
‫والمعنى‪ ،‬بين الداخل والخارج‪ ،‬بين ما تلمسه الحواس‪ ،‬وما تلمسه القلوب واأللباب‪.‬‬
‫بورتيريه خيري شلبي‪:‬‬
‫خيري شلبي كاتب مصري حديث‪ ،‬أديب وروائي وقصاص‪ ،‬اختار أن يكتب‬
‫مقاالته في مجلة اإلذاعة والتلفيزيون تحت عنوان (بورتريه)‪،‬‬
‫في كل مقال يرسم خيري شلبي إحدى الشخصيات المؤثرة في الحياة الثقافية العربية‪.‬‬
‫العنوان األساسي الثابت هو‪" :‬بورتريه"‪.‬‬
‫والعنوان الفرعي في المقال الذي سنعرض جزءا منه ونحلله هو‪" :‬الكادحة"‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫لنلقي نظرة على هذا المقال الوصفي ونتخيل أننا نق أر هذا المقال من‬
‫المجلة‪..‬‬
‫↓↓↓↓‬

‫مجلة اإلذاعة والتليفزيون‪ ..‬العدد ‪3610‬‬

‫بورتريه‬
‫بقلم‪:‬‬
‫خيري شلبي‬
‫͝͝͝͝͝͝͝͝ ͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝͝‬

‫الكادحة‬
‫سمكة بورسعيدية بورية حرة تربت على‬
‫شواطئ المدينة الباسلة‪ ،‬ساحرة المالمح‬
‫والتقاطيع‪ ،‬متوازنة القوام‪ ،‬فارعة القد‪ ،‬هيفاء‬
‫شامخة الجمال‪.‬‬
‫السمكة صارت يافعة‪ ،‬ناضجة العقل‪،‬‬
‫متفوقة في الدراسة ممتلئة القلب بمأساة‬
‫بالدها‪ ،‬يحتشد صدرها بالغضب مما تراه‬
‫من سفالة المحتلين‪.‬‬
‫وهكذا قررت أن تنزل إلى بحر الحياة‬
‫تخوض معترك الحياة بالقلم والقرطاس‪،‬‬
‫التحقت بقسم الصحافة في كلية اآلداب‬
‫لتصبح في زمن قليل أميرة من أميرات‬
‫الصحافة المصرية‪ ،‬نجما متألقا بين‬
‫الكواكب على صفحات جريدة األهرام‬
‫العريقة‪ ،‬واسمه‪ ..‬سكينة فؤاد"‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫نشير إلى بعض جماليات التشكيل النصي في "بورتريه" خيري شلبي من خالل‬
‫النقاط اآلتية‪:‬‬
‫العنوان‪ :‬الكادحة‪ ..‬كلمة واحدة تدل على الشخصية‪ ،‬نعرف منها أنها‬
‫شخصية نسائية‪ ،‬وأنها شخصية فاعلة‪ ،‬لها دور وعمل‪ ،‬ولكن هذا العمل‬
‫ليس سهال‪ ،‬والعمل عطاء وله ومقابل‪ ،‬والمقابل األساسي هو تحقيق الذات‪،‬‬
‫هذا الطرح شديد األهمية في فكر خيري شلبي‪ ،‬ولم يقدمه بأسلوب مباشر‬
‫وإنما بأسلوب تصويري‪ ،‬إن اسم الفاعل ذاته في العنوان يصور لنا شخصية‬
‫نشيطة متحركة‪ ،‬شخصية ال تركن إلى الثبات ‪ ،‬وإنما إلى العمل بكل طاقتها‬
‫وكامل جهدها‪.‬‬
‫يربط خيري شلبي بين اإلنسان والمكان‪ ،‬وهذا الربط مطلوب في اللوحة‬
‫القلمية‪ ،‬إن الكاتبة (سكينة فؤاد) التي يكتب عنها تنتمي لمدينة بورسعيد‪،‬‬
‫فالكاتب اقتنص هذه العالقة التي تربط بين اإلنسان والمكان في بنية تمثيلية‬
‫تشبيهية هي (سمكة)‪ ،‬وحافظ على هذا البناء التمثيلي القائم على التشبيه‬
‫شبه الحياة بـ(البحر) الذي تنطلق فيه بطلتنا وهي تخوض‬
‫طوال النص‪ ،‬ف ّ‬
‫تجربتها اإلنسانية في رحلة صياغة مالمح الذات كالسمكة التي تعيش في‬
‫حركة دائبة‪ ،‬وتعاني من الطبيعة‪ ،‬ومن مخلوقات البحر األكبر منها‪ ،‬ومن‬
‫الصيادين الذين يلقون إليها بالطعم لتكون فريستهم‪ ،‬وهو تشبيه مناسب‬
‫أيضا للمكان الذي تنتمي إليه البطلة (بورسعيد) المدينة الساحلية‪.‬‬
‫استطاع الكاتب أن يربط بين الصفات الشكلية لبطلة اللوحة والصفات‬
‫النفسية لها‪ ،‬واستطاع أن يمضي بها من البحر ويمتد إلى أفق (النجوم‬
‫والكواكب) مما يسمح للقارئ بالرحلة في هذا الفضاء الكوني وهو يتابع‬
‫مالمح البطلة‪.‬‬
‫وكما رأينا البطلة بعيون خيري شلبي‪ ،‬رأينا خيري شلبي نفسه‪ ..‬الكاتب‬
‫المخلص لإلنسان ولألماكن والعمل والصحافة واإلبداع والوطن والتاريخ‪.‬‬
‫راجع معي خطوات كتابة المقال‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫العنوان‪.‬‬
‫الجملة االفتتاحية‪.‬‬
‫رابط ينقلك إلى الصورة‪.‬‬
‫فقرات جسم المقال‪.‬‬
‫خاتمة‪.‬‬

‫كتابة العنوان‪:‬‬
‫كثير من الكتاب يضعون عنوانا للعمود الصحفي في الصحف التي يكتبون‬
‫فيها‪ ،‬من أشهر األعمدة الصحفية‪:‬‬
‫فكرة‪ :‬لمصطفى أمين‪.‬‬
‫مواقف‪ :‬ألنيس منصور‪.‬‬
‫صندوق الدنيا‪ :‬أحمد بهجت‪.‬‬
‫هوامش حرة‪ :‬فاروق جويده‪.‬‬
‫شاي بالنعناع‪ :‬ألحمد خالد توفيق‪.‬‬
‫هذه العناوين تكون ثابتة‪ ،‬تُسمى عنوان العمود أو عنوان الزاوية‪ ،‬فيكون عنوان‬
‫العمود هو العنوان الكلي أو العنوان األول‪ ،‬ثم يضع الكاتب عنوانا جزئيا أو فرعيا‬
‫أو عنوانا ثانيا مع كل مقال‪ ،،‬فيجد القارئ عنوانين للمقال‪:‬‬
‫عنوان العمود‪.‬‬
‫عنوان المقال في العدد‪.‬‬

‫يمكن أن تفعل ذلك اآلن‪ ..‬اختر عنوانا ثابتا لزاوية أسبوعية في جريدة‬
‫تكتب فيها مقاال كل أسبوع‪ ،‬ثم اختر عنوان المقال الذي ستقدمه للعدد‬
‫الجديد‪.‬‬
‫العنوان الثابت‪...................................... :‬‬
‫العنوان الفرعي‪......................................... :‬‬
‫الجملة االفتتاحية‪ :‬الحالة االستهاللية‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫ابحث عن جملة تجعل إيقاع المقال مثل لحظة انطالق‪ ،‬ويمكن أن تكون لحظة‬
‫االنطالق هذه معتمدة على [الحكاية‪ /‬التسجيل‪ /‬العرض‪ /‬النفي‪ /‬االستفهام‪ /‬التنكير]‬
‫أو غير ذلك‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫االفتتاحية الحكائية‪:‬‬
‫الكتاب يبدأ بأسلوب الحكاية؛ (كان‪ /‬كنت وأنا صغير‪ ،)..‬ومن‬‫كثير من ُ‬
‫هذا النوع االفتتاحية السردية الشرطية‪ :‬يبدأ الكاتب بالظرف الذي يربط جملتين‬
‫معا‪( :‬لما رأيت صورته في التليفزيون تذكرت صديقي القديم)‪( ،‬بينما أنا في‬
‫المكتبة اصطدمت بفتاة تحمل كتابا بعنوان الصداقة والصديق)‪.‬‬
‫االفتتاح التسجيلي‪:‬‬
‫بعض الكتاب يبدأ بوضع زمن محدد؛ (في السابعة صباحا‪ ،)..‬أو مكان محدد؛‬
‫(في النادي األهلي كان أول لقاء بيننا‪ )..‬لينطلق من الزمان أو المكان إلى‬
‫عمق المقال‪.‬‬
‫االفتتاح العرضي‪:‬‬
‫يبدأ الكاتب في هذا االفتتاح بعرض فكرة مباشرة‪ ،‬ثم يأتي المقال ليكون دليال‬
‫على صدقها‪ ،‬مثل (كثي ار ما يختلف مظهر الناس عن جوهرهم‪ ،‬إن وجهها‬
‫الهادئ لم يكن إال ستا ار لحقيقة رهيبة‪.)..‬‬
‫افتتاحية النفي‪:‬‬
‫بعض الكتاب يبدأ بالجملة المنفية؛ ألنها تحمل شيئا من التشويق؛ (لم يكن‬
‫صاحب الصورة صديق‪ /...‬لم أكن أتوقع أن أراها في هذا اليوم‪.)..‬‬
‫افتتاحية االستفهام (اإلجابة المؤجلة)‪:‬‬
‫(ما الذي أراه أمامي؟ ‪ /‬من صاحب هذا المقال الرائع)‪.‬‬
‫افتتاحية النكرة (الوصف منذ البداية)‪:‬‬
‫(يوم جديد أجد نفسي فيه‪ /‬شمس حامية كعادتها‪ /‬سحابة وحيدة كأنها تبحث‬
‫عني‪ /‬ضوء يطل من بعيد في هذا الممر المظلم‪.)..‬‬
‫ويمكن أن نختصر أنواع الجملة االفتتاحية في تصنيف بالغي قديم ودقيق‪:‬‬
‫األسلوب الخبري‪ :‬االفتتاحية الخبرية‪.‬‬
‫األسلوب اإلنشائي‪ :‬االفتتاحية اإلنشائية‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الرابط‪:‬‬
‫حاول أن تجعل النص متماسكا بقدر اإلمكان‪ ،‬اجعل المعاني متصلة‪ ،‬واختر‬
‫األلفاظ التي تمهد للوصف‪ ،‬حاول في البداية أن تكون الجمل قصيرة وذات‬
‫إيقاع‪.‬‬
‫مثال‪( :‬لما أذاع التلفيزيون أن رمضان غدا انطلقت إلى الشارع كما لو كنت‬
‫طفال صغيرا‪ ،‬تذكرت الفانوس القديم بزجاجه األحمر واألصفر واألخضر‪،‬‬
‫والشمعة المشتعلة يتراقص لهيبها المبهج فيسري بالدفء في أناملي الصغيرة‪)...‬‬
‫الحظ‪ :‬الرابط هنا في عبارة (كما لو كنت طفال صغيرا)؛ ألننا أخذنا الوصف إلى‬
‫أجواء الطفولة‪.‬‬
‫الفقرة الوصفية‪:‬‬
‫ركز على التفاصيل‪ ،‬ارسم بالكلمة‪ ،‬اختر الكلمات التي تقدم صورة الشخصية أو‬
‫ّ‬
‫المكان‪ ،‬أو الشيء‪ ،‬اختر األلوان‪ ،‬حاول أن تصف الصفات الحسية‪ ،‬والصفات‬
‫المعنوية‪ ،‬استخدم‪:‬‬
‫المركب اإلضافي‪( :‬غريب النظرة‪ /‬حاد المالمح‪.)..‬‬
‫النكرة الموصوفة‪( :‬شجرة قوية راسخة متشابكة الفروع)‪.‬‬
‫العبارات التي تدل على الهيئة وتمنح النص سمة الصورة‪:‬‬
‫(يبدو عليها الثراء‪ /‬اإلجهاد‪ /‬الضعف‪.)..‬‬
‫الحال النحوي‪( :‬دخل الشاب مسرعا‪ ..‬اقتربت الفتاة متسائلة‬
‫عن عنوان المتجر‪.)..‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫الخاتمة أنواع‪:‬‬
‫مغلقة‪ :‬تحكم فيها على المشهد‪ ،‬توجز بكثافة ما قلته في النص‪ ،‬أو تصدر‬
‫رأيا أخي ار في الموضوع (الوصفي)‪.‬‬
‫مفتوحة‪ :‬تترك فيها القارئ يتأمل بمفرده‪ ..‬تنتهي ‪-‬مثال‪ -‬بسؤال للقارئ‬
‫تدعوه للتعبير عن رأيه‪ ،‬أو تصوره‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫دائرية‪ :‬تتصل نهايتها ببدايتها اتصاال مباش ار يكون فيه فكرة "عود على‬
‫بدء"‪.‬‬
‫تطبيق‪:‬‬
‫اكتب مقاال وصفيا في أحد المواضيع اآلتية‪:‬‬
‫إنسان جدير باالحترام‪.‬‬
‫حافظة الذكريات‪.‬‬
‫صورة‪.‬‬
‫مشهد‪.‬‬
‫هذا العنوان سيصبح عنوان العمود‪ ،‬ستضعه على يمين الصفحة‪ ،‬اختر عنوان فرعيا‬
‫آخر ‪ ،‬وضعه في منتصف الصفحة كاآلتي‪:‬‬
‫إنسان جدير باالحترام‬
‫أستاذ عبد الجبار‬

‫ثم تبدأ أول كلمة في المقال في السطر األول بعد أن تترك مسافة ثالثة كلمات‪،‬‬
‫والسطر الثاني يبدأ من بداية السطر حتى تنتهي الفقرة األولى بوضع نقطة‪ ،‬وتبدأ‬
‫الفقرة الثانية فتجعلها على النسق نفسه‪ ،‬ثم الثالثة على النسق نفسه‪ ،‬وفيها جملة‬
‫الختام‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫ضع عالمة صح أو خطأ‪:‬‬
‫القراءة في المعجم تُعمق الفهم للدال اللغوي ومعانيه المختلفة‪.‬‬
‫من بين الدالالت الكلية التي تدور حولها مادة وصف االجتهاد واإلجادة‬
‫التقسيم العام للمقال يقسمه إلى قسمين‪ :‬مقال الفكرة ومقال العرض‪.‬‬
‫المقال نوع سردي يتمتع بالذاتية ألنه يعبر عن رأي كاتبه‪.‬‬
‫حين أصف صورة أو مشهد أو لوحة أستغرق معظم الدالالت المعجمية‬
‫للوصف‪.‬‬
‫يقول قدامة بن جعفر إن أجود الوصف ما يستوعب أكثر معاني‬
‫الموصوف‪.‬‬
‫يمكن أن نحدد وظائف الوصف في الوظيفة اإلخبارية‪ ،‬والوظيفة‬
‫الجمالية‪ ،‬والوظيفة الفكرية‪.‬‬
‫يمكن أن نعرف المقال الوصفي بأنه لوحة قلمية مكتوبة نث ار ال شعرا‪.‬‬
‫وصف الغالم في المعجم تعني أصابه المرض‪.‬‬
‫ُ‬
‫الوصف قوامه رسم بالكلمات‪.‬‬
‫المقال الوصفي يقترب كثي ار من المقال السردي‪.‬‬
‫التقسيم المنهجي لفن المقال يقسمه إلى مقال وصفي وسردي وجدلي‬
‫وعرضي‪.‬‬
‫في المقال الوصفي ال ينبغي أن أستخدم لغة مجازية كالتشبيه واالستعارة‬
‫والكناية‪.‬‬
‫في المقال الوصفي يمكن أن أكتب عن أستاذي في مدرستي االبتدائية‬
‫القديمة وأصفه بصفات حسية ومعنوية‪.‬‬
‫في المقال الوصفي يمكن أن أكتب اآلراء الجدلية المختلفة حول موضوع‬
‫التعليم عن بعد‪.‬‬
‫في المقال الوصفي يمكن أن أكتب عن مشهد راقني لقطط تلعب في‬
‫الشارع‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫في المقال الوصفي يمكن أن أكتب عن ظاهرة التلوث أسبابها‪ ،‬وجهود‬
‫الدولة في الحد منها‪.‬‬
‫في المقال الوصفي يمكن أن أصف زيارتي لمعرض الفنون التشكيلة‬
‫باألوبرا‪.‬‬
‫ألف أبو هالل العسكري كتاب الصناعتين وتحدث فيه عن أجود‬
‫الوصف‪.‬‬
‫من الدالالت التي يدل عليها الوصف‪ :‬الحكي واإلخبار‪.‬‬
‫من الدالالت التي يدل عليها الوصف التعيين والتحديد‪.‬‬
‫المقال له عدة تعريفات منها أنه قطعة نثرية حرة ُيقدم فيها موضوعا‬
‫محددا‪.‬‬
‫الوصف تقنية تعبير لتحميل اللغة بالصورة‪.‬‬
‫خيري شلبي من أشهر كتاب المقال الذاتي‪.‬‬
‫المقال الوصفي يعتمد على وصف شخصيات بشرية فقط‪.‬‬
‫الوصف حلية شكلية كثمرة الكرز فوق الكعكة في رأي سي دي لويس‪.‬‬
‫بدأ الجاحظ حديثه عن أحمد بن عبد الوهاب بعرض الصفات النفسية ثم‬
‫الصفات الشكلية‪.‬‬
‫يمكن أن نصف شخصية أحمد بن عبد الوهاب بكلمة واحدة هي االدعاء‪.‬‬
‫الجاحظ في وصف صورة أحمد بن عبد الوهاب يؤسس لفكرة‪ :‬تعدد‬
‫وجهات النظر لمرجعية واحدة‪.‬‬

‫اكتب مقاال وصفيا تصف فيه مشهدا يعبر عن اإلنسانية والرحمة‬


‫ويجسدها مراعيا السالمة اللغوية واألسلوب الجمالي في تقديم الصورة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫قائمة بأهم المصطلحات الواردة في الكتاب‬

‫‪1‬ـ المقال‪.‬‬
‫‪2‬ـ الوصف‪.‬‬
‫‪3‬ـ السرد‪.‬‬
‫‪4‬ـ الجدل‪.‬‬
‫‪5‬ـ الحجاج‪.‬‬
‫‪6‬ـ العرض‪.‬‬
‫‪7‬ـ المقدمة‪.‬‬
‫‪8‬ـ االستهالل‪.‬‬
‫‪9‬ـ البناء الشكلي‪.‬‬

‫‪10‬ـ صلب المقال‪.‬‬


‫‪11‬ـ الخاتمة‪..‬‬
‫‪12‬ـ األخطاء الشائعة‪.‬‬
‫‪13‬ـ الخطاب‪.‬‬
‫‪14‬ـ االتصالية‪.‬‬
‫‪15‬ـ االنفعالية‪.‬‬
‫‪16‬ـ الرمز‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ التناص‪.‬‬
‫‪18‬ـ الجناس‪.‬‬
‫‪19‬ـ الطباق‪.‬‬
‫‪20‬ـ الصورة‪.‬‬
‫‪21‬ـ الراوي‪.‬‬
‫‪22‬ـ البورترية‪.‬‬
‫‪23‬ـ االستعارة‪.‬‬
‫‪24‬ـ الكناية‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫أهم المراجع‬

‫د‪ .‬سيد محمد قطب وآخرون‪ ،‬مقال الوصف الكلمة عين العقل‪ ،‬دار‬
‫الهاني‪.‬‬
‫شرف‪ ،‬عبد العزيز‪ :‬أدب المقالة – لونجمان – القاهرة – ‪1997‬م‪.‬‬

‫الكرمي‪ ،‬حسن سعيد‪ :‬قاموس المنار – ‪ – Al - Manar‬إنكليزي – عربي‬


‫– – ‪An English – Arabic Dictionary‬‬
‫كريستين دوير هيكي‪ :‬رواية بقايا يوم صيفي – ترجمة هند عادل – دار‬
‫العربي – القاهرة – ط ‪2021 – 1‬م‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد يوسف نجم‪ :‬فن المقالة‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪.‬‬


‫د‪ .‬محمود شريف‪ :‬فن المقالة األدبية والموضوعية‪ ،‬دار العروبة‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫د‪ .‬وجيه يعقوب السيد‪ :‬فن المقال الوصفي‪ ،‬مكتبة أوزوريس‪.‬‬
‫– ‪Dictionary Of Literary Terms– Coles Editorial Board‬‬
‫‪India – 2005 .‬‬

‫‪121‬‬
‫محتويات الكتاب‬

‫صفحة‬ ‫موضوع ‪.........................................................‬‬


‫مقدمة ‪3 ........................................................................‬‬
‫المقال والخطاب المصطلح والمفهوم‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬سيد محمد السيد‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬جالل أبو زيد ‪14 .............................‬‬
‫المقال الوصفي سماته ومهاراته‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬أميمة عبد الرحمن‪41 ................................................ :‬‬
‫جماليات الوصف‪:‬‬
‫أ‪.‬د‪ .‬سعاد صالح ‪65 ........................................................‬‬
‫كيف تصف؟‪:‬‬
‫د‪ .‬رباب حسن‪75 ...............................................................‬‬
‫بالغة الوصف‪ -‬الكلمة عين العقل‪:‬‬
‫د‪ .‬نهى مختار‪106............................................................. :‬‬
‫قائمة المصطلحات‪120 ...................................................... :‬‬
‫المراجع‪121 .................................................................. :‬‬
‫محتويات الكتاب ‪122..........................................................‬‬

‫‪122‬‬

You might also like