You are on page 1of 23

‫قسم اللغة العربية – املستوى الثامن‬

‫العام اجلامعي‪ 1445 :‬هـ ‪ 2023 /‬م‬


‫❖ مفهوم النظرية األدب لغة‬

‫المعنى األول‪ :‬النظرية يف اللغة مأخوذة من (نظر) بمعنى (رأى) وهي تدل على الرؤية‬

‫الواضحة‪ ،‬فليس المقصود ما تقوم به العني عن طريق البصر ‪ ،‬وإنما المقصود هو الداللة الفكرية‬

‫بمعنى الرأي والفكر والتصور الذهني‪ .‬فالنظرية تصور العام لقضية أو موضوع يف علم من العلوم‬

‫يقوم على أسس ثابتة من حقائق جزئية أو مطلقة وعلى جميع نتائج واألبحاث والتجارب وعلى‬

‫الرتاكيب النتائج حتى يتضح تصور القضية ويقوم على هذا التصور النهج والتخطيط لتنمو‬

‫النظرية من خالل الجهد البشري‪.‬‬

‫المعنى الثاين‪ :‬مجموعة مرتابطة من المفاهيم والتعريفات والقضايا التي تكون لها رؤية‬

‫منظمة للظواهر عن طريق تحديد العالقات بني المتغريات هبدف تفسري الظواهر‪.‬‬

‫❖ مفهوم النظرية األدب اصطالحي‬

‫هو مجموعة من األفكار القوية والمتناسقة والمرتابطة والمستندة إلى نظرية يف المعرفة‬

‫أو فلسفة محددة‪.‬‬

‫❖ مجاالت اهتمام نظرية األدب‬

‫‪ )1‬البحث يف نشأة األدب من خالل العالقة بني األدب والمبدع‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬دراسة طريق‬

‫اإلبداع أو منشأ اإلبداع‪ .‬هل هو عن طريق اإللهام أو عن طريق وجود القرين أو هو عبارة‬

‫عن مقدرة تعتمد على الذكاء‪.‬‬

‫‪ )2‬البحث يف طبيعة األدب من خالل النصوص األدبية وسماهتا وتراكيبها‪ ،‬فمثال‪ :‬هتتم نظرية‬

‫األدب بدراسة الصورة الفنية يف النص‪ ،‬وكذلك لغة النص من خالل الرتاكيب كالتقديم‬

‫والتأخري والحذف والذكر ونحو ذلك‪.‬‬


‫‪ )3‬البحث عن وظيفة األدب من خالل العالقة بني األدب والمتلقي‪ ،‬مثل دراسة التأثري يف‬

‫المتلقي فهل يغري األدب من الواقع أم يكون األدب متعة‪.‬‬

‫❖ ما هوي العوامل التي تؤثر يف األدب‬

‫• األحوال االجتماعية والحضارية‪ ،‬فالمجتمع والحضارة يؤثران يف األدب‬

‫• التاريخ الذي تستند إليه اآلراء واألفكار‬

‫• األحوال السياسية تؤثر يف األدب تأثريا ظاهرا فربما يمتنع األديب عن إمتاج األدب بسبب‬

‫الظروف السياسية‬

‫• األحوال الدينية أو المعتقدات الدينية تؤثر يف األدب‬

‫إذا نظرية األدب تدرس الظاهرة األدبية بعامة‪ ،‬من منطلق شمولي يف سبيل استنباط‬

‫وتحصيل مفاهيم عامة‪ ،‬تبني حقيقة األدب وآثاره‪.‬‬

‫❖ أصول نظرية األدب‬

‫لمعت أو ظهرت نظرية األدب من خالل تصورها يف مجموعة من النظريات التي أسهمت‬

‫يف تشكل نظرية األدب‪ ،‬وساعدت على فهمنا لحقيقة هذه النظرية ومن أبرز النظرية التي‬

‫يمكن عدها أصوال لنظرية األدب‪:‬‬

‫أصول نظرية األدب‬

‫نظرية االنعكاس‬ ‫نظرية الفن للفن‬ ‫نظرية التعبري‬ ‫نظرية المحاكاة‬


‫نظرية احملاكاة‬
‫نظرية المحاكاة‬

‫‪ -‬تعد جهود النقاط اليونان عقدا اإلسهامة النقدية الذي وصلتنا هبذا المجال‪ ،‬كانت آرى‬

‫أفالطون وتلميذه أرسطو تمثل أساسا تقوم عليه نظرية المحاكاة والتي صيغة مبادئها يف‬

‫القرن الرابع قبل الميالد‪.‬‬

‫‪ -‬تدل كلمة محاكاة يف معناها اللغوي على التقليد واالحتذاء (اتباع) وتتضمن معنى البحث‬

‫عن األفضل‪ ،‬ألن األشياء التي تستحق أن نحاكيها هي األفضل يف العالم واألكمل عادة‪.‬‬

‫‪ -‬تحدث أفالطون عن الشعر يف كتابته عن يشء يف صورة عامة وذلك ضمن حديثه عن فلسفة‬

‫و فكر بشكل عامة‪.‬‬

‫‪ -‬يرى أفالطون أن الفنون قائمة على التقليد‪.‬‬

‫مثل الشجرة لها صورة يف العالم المثالي ولها صورة يف الواقع المحسوس‪ ،‬وهذه الصورة‬

‫هي صورة مشوهة للصورة الموجودة يف العالم المثالي‪ ،‬وهذا دليل على نقصها‪ ،‬ثم هناك الصورة‬

‫التي يصورها فتكون محاكاة للمحاكاة‪ .‬والمشوهة بمعنى‪ :‬الصورة الغري التي متفق للواقع‬

‫‪ -‬ال يمكن فهم آراء أفالطون إال إذا أدركنا أنه ينطلق من منطلق فلسفي فكري عقالين‬

‫وبالتالي فهو يرى ِسراعا بني الشعر والفلسفة‪ ،‬فالشاعر يف نظره يتعامل مع األشياء عاطفيا‬

‫ومن ثم فهو بعيد عن استخدام العقل وبالتالي بعيد عن الحقيقة‬

‫‪ -‬قبل أفالطون بعض أنواع الشعر الملحمي والدين الذي يمجد األبطال واآللِهة والعظماء‬

‫‪ -‬كل أفكار أفالطون يف األدب ليس لها قيمة كبرية يف حد ذاهتا‪ ،‬وإنما قيمتها فيما و ّل َد ْته من‬

‫دوافع للبحث عميق عند تلميذه أرسطو‪.‬‬

‫‪ -‬يعد أرسطو من أهم أعالم النقد اليوناين وقد ألف كتابه فن الشعر كأول كتاب النقد ونشر‬

‫فيه اآلرى واألفكار التي يتب ّناها‪ ،‬وقد ترجم إلى العربية يف القرن الثالث الهجري‪،‬‬
‫واهتم به النقاد والفالسفة العرب‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن القول إن النظرية المحاكاة ارتبطت بأرسطو أكرث من أفالطون‪ ،‬فقد ألف أرسطو‬

‫قاصدا الكتابة عن األدب‪.‬‬

‫‪ -‬الشعر شكل من أشكال محاكاة‬

‫‪ -‬يرى أرسطو أن الشعر محاكاة ولكنه يمنح مصطلح المحاكاة مفهوما جديدا‪ ،‬فإذا كان‬

‫أفالطون قد عمم المحاكاة على كل يشء يف الواقع‪ ،‬فإن أرسطو قد قصر المفهوم على‬

‫الفنون فقط‪.‬‬

‫‪ -‬رفض أرسطوا فكرة أن الفن مثل المرآة ينقل األشياء حرفيا‬

‫‪ -‬يرى أرسطوا بأن الفنان حني يحاكي فإنه يتصرف يف المنقول‪ ،‬بل إنه يحاكي ماهو كائن‬

‫وما يمكن أن يكون‪.‬‬

‫‪ -‬الذي يمي الشعر عند أرسطو ليس الوزن والموسيقى وإنما عنصر المحاكاة‬

‫❖ موضوع المحاكاة‬

‫‪ -‬ال يحاكي الشاعر عند أرسطو مظاهر طبيعة ومدركات الحواس فقط‪ ،‬بل كذلك‬

‫االنطباعات الذهنية وأفعال الناس وعواطفهم‪ .‬الشعر عند أرسطو يحاكي الحقيقة مما‬

‫يجعله أقرب إلى روح الفلسفة‪ ،‬فالشعر ال يشوه الحقيقة وال يبتعد عنها كما هو الحال‬

‫عند أفالطون الذي يرى أن الشعر تشوهيا (تغيري) للحقيقة‪.‬‬

‫تعتِه‬
‫نشأة الشعر ومصدر ُم َ‬ ‫❖‬

‫‪ -‬لم يوافق أرسطو على ربط الشعر بقوى خارجة عن الطبيعة اإلنسانية بل جعل الدافع له‬

‫مرتبطة بطبيعة اإلنسان من خالل غريزة (حب) المحاكاة وحب الوزن واإليقاع ومن ثم‬

‫فقد ربط األدب والفن بالطبيعة اإلنسانية‪.‬‬


‫‪ -‬إن الشعر يف النظرية المحاكاة ليس إلهاما خارجيا‪ ،‬بل يرى أرسطو أن اإلنسان ترتقي يف‬

‫المحاكاة بقدرته على الدربة والممارسة‪ ،‬فالشعر عنده صنعة تقوم على التدريب‬

‫والممارسة‪ ،‬وبقدر ممارسة الشاعر يكون تفوقه‪.‬‬

‫❖ وظيفة الشعر عند أرسطو‬

‫‪ -‬تتمثل يف تطهري نفس المتلقي‪ ،‬فالفن عموما يساعد على تحقيق التوازن داخل نفس‬

‫المتلقى حني ينفره من الشر ويصور له الحق والخري طريقا للسعادة‬

‫‪ -‬وكيفية التطهري يكون بالتشجيع الجبان ويجود البخيل‪.‬‬

‫❖ قسم أرسطو األدب إلى قسمني كبريين هما‬

‫‪ )1‬الرتاجيديا مثل الحزن والبكاء والخوف‬

‫‪ )2‬الكوميديا مثل الضحك والسخرية‬

‫‪ -‬يرى أرسطو أن الرتاجيديا ُتنمي عاطفتي الشفقة والخوف بينما تنمي الكوميديا عاطفة‬

‫الضحك والسخرية الرتاجيديا تجعلنا نرى األلم دون أن نعيشه وترينا العذاب دون أن‬

‫نتعذب‬

‫❖ تركز نظرية المحاكاة بشكل عام على أثر الشعر يف المتلقى من خالل عدة معايري‬

‫‪ )2‬معيار االجتماعي‬ ‫‪ )1‬معيار األخالقي‬

‫‪ -‬تركز نظرية المحاكاة على الفكر الجمعي أكرث من تركيها على الشخص أو الذات‬

‫‪ -‬يسعى األدب من خالل نظرية المحاكاة إلى االرتقاء بعالم الحياة نحو المثال والكمال‪.‬‬

‫❖ لماذا ندرس نظرية المحاكاة ؟‬

‫‪ -‬لنعرف أصول من نظرية األدب الرئيسية‬

‫‪ -‬ألهنا أصل من أصول نظرية األدب ( نظرية المحاكاة والتعبري واإلبداع‪)....‬‬


‫نظرية التعبري‬
‫نظرية التعبي‬

‫كانت نظرية المحاكاة سيطرة حتى القرن الثامن عشر الميالدي ‪ ،1٧٩٩-1٧٠٠‬وقد شهد‬

‫المجتمع األوربي تغريات جذرية (أصل) غريت البنية االجتماعية والسياسية والثقافية‪ ،‬كان‬

‫لهذه التغيريات التي حدثت أثر يف بروز شأن الفرد وأيضا كان للتعليم والطباعة والصحابة أثر يف‬

‫وعي األفراد بحقوقهم والهتمام بالبعد الشعوري والعاطفي فظهرت أفكار وموضوعات جديدة‪.‬‬

‫❖ ما هي األسس التي تقوم عليها النظرية التعبري؟‬

‫تحدث يف المجتمع‬
‫‪ )1‬التمركز حول الفرد بوصفه أساسا للتغريات التي ُ‬

‫‪ )2‬تقوم هذه النظرية على اختالف اآلراء وتعدد الرؤي فهي ترى أن لكل شخص رؤيتهم‬

‫الخاصة‬

‫‪ )3‬ترى هذه النظرية األدب تعبري عن الذات أي عن العواطف والمشاعر واألحاسيس وأن‬

‫الحياة تفهم من خالل القلب وليس من خالل العقل‪.‬‬

‫‪ )4‬ربطت نظرية التعبري األدب بمصدر األدب (المبدع‪/‬األديب) وركزت اهتمامها على‬

‫الرؤية الخاصة به وعلى العواطف والمشاعر والخيال‪.‬‬

‫‪ )5‬ترى نظرية التعبري أن األديب يعيد تصوير الحياة من خالل رؤيته الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬من أبرز األعالم نظرية التعبري‪ :‬ووردزورث (ت‪ 1٨5 .‬م) حيث يعد من أبرز شعراء ومناظر‬

‫نظرية التعبري‪ ،‬وكانت أبرز أفكاره تتلخص يف الرتكي على شعر الطبيعة (وصف الطبيعة)‬

‫والتلقائية يف الكتابة‪.‬‬

‫‪ -‬ترى أصحاب هذه النظرية أن الشعر نتاج يف الخيال والعواطف التي يجريها الموقف عند‬

‫األديب‪.‬‬

‫‪ -‬ركزت نظرية التعبري على العالقة بني األدب وسرية األديب المنتج المعرب عن أعماق‬

‫مشاعره‪ ،‬فرأت األدب سورة لشخصية المبدع ومكنوهنا‪.‬‬

‫‪ -‬برزت معنى نظرية التعبري قوة العالقة بني األدب وعلم النفس فظهرت كثري من الدراسات‬

‫التي ربطت األدب بالموهبة الفردية والالشعور الفردي والجمعي‪.‬‬

‫‪ -‬ركزت نظرية التعبري على الذات المتمثلة يف األديب وأغلقت الوسط االجتماعي والسياس‬

‫الذي يتشكل يف ظله األديب‪.‬‬


‫نظرية االنعكاس‬
‫نظرية االنعكاس‬

‫‪ -‬ظهرت يف النصف الثاين من القرن التاسع عشر نزعة (الميل إلى اليشء) أدبية تدعو إلى‬

‫ربط األدب بالحياة وسميت باألدب الواقعي‪ .‬وكانت من أبرز تلك الجهود ما ذهب إليه‬

‫(تني) بأن هناك ثالثة عوامل تؤثر يف األدب (العرق والبيئة والزمن)‪.‬‬

‫‪ -‬اهتمت المدرسة الواقعية بالعالقة بني األدب والقراء‪.‬‬

‫‪ -‬استندت نظرية االنعكاس إلى الفلسفة الواقعية التي ترى بأن الوجود أسبق من الوعي وأنه‬

‫هو الذي يحدد أشكال الوعي‪.‬‬

‫‪ -‬ترى هذه النظرية أن كل تغيري االقتصادي أو االجتماعي سيتبعه تغيري يف الرؤية لمفهوم‬

‫المجتمع واللغة واألدب‪ ،‬وهو ما يؤدي بالضرورة إلى تغري يف األشكال األدبية من حيث‬

‫الموضوعات واألساليب واألهداف‪ ،‬وهو ما يعنى أن األدب انعكاس بالواقع االجتماعي‪،‬‬

‫وال يعني ذلك أن األدب مجرد تابع للظروف الخارجية بل هو أيضا يؤثر هبا كما يتأثر هبا‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن القول إن المعنى الحقيقي للواقعية هو التعمق يف تحليل العالقات االجتماعية من‬

‫منطلق االلزتام برؤية األديب وأفكاره يف نظرية االنعكاس والواقعية‪ ،‬يعد األديب عضوا يف‬

‫الجماعة يؤثر يف العادات والتقاليد الموروثة‪ ،‬فاألديب هو األداة التي تعرب المجتمع من‬

‫خاللها عن نفسه لذلك فاألديب عضو يف الجماعة والمشكالته الخاصة جزء من مشكالت‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية االنعكاس ترى أن األديب يجب أن يتعامل مع اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية وأنه‬

‫مقيد بمستوى لغوي معني يحدده الوضع االجتماعي والثقايف واالقتصادي للمرحلة التي‬

‫يعيش فيها األديب‪.‬‬


‫‪ -‬العمل األدبي نتيجة للتفاعل بني الفرد األديب والجماعة‪ ،‬فالقصيدة أو الرواية معربة عن‬

‫موقف األديب من المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬ترى نظرية االنعكاس أن األدب فعالية اجتماعية‪ ،‬وأن وظيفة األدب ليست المتعة‬

‫الجمالية أو المهارة اللغوية بل يسعى األديب لنشاركه يف التجربة بشكل يؤدي إلى تغيري‬

‫وجهة نظرنا وأفكارنا‪ .‬إذا وظيفة األدب يف نظرية االنعكاس تتمثل يف التنوير (بث المعرفة‬

‫لآلخرين) والتحفي وفهم الحياة بطريقة أعمق‪ ،‬وتحريك اإلنسان ليساهم يف تغيري واقعه‬

‫االجتماعي نحو األفضل‪.‬‬

‫✓ س‪ :‬ما هي العالقة بني نظرية األدب والنقد األدبي؟‬

‫‪ -‬يعد النقد عقدا من نظرية األدب بكثري فله تاريخ طويل يمتد من أفالطون قبل حوالي‬

‫ألفني وخمس مائة عام (‪ )25٠٠‬حتى وقتنا الحاضر ‪ .‬أما نظرية األدب فقد ظهرت خالل‬

‫نصف الثاين من القرن العشرين وقد تأثرت بالفلسفة كثريا‪.‬‬

‫✓ س‪ :‬ما هي اهتمامات النقد األدبي ومالعالقة بينه وبني نظرية األدب؟‬

‫‪ -‬هيتم النقد األدبي بتقسيم وتفسري العمل األدبي ويعطي أهمية للعناصر الجمالية فيه‪،‬‬

‫ويصدر حكما عليه وهو يركز على الخصائص المتأصلة يف النص األدبي‪.‬‬

‫‪ -‬بينما تحاول نظرية األدب اكتشاف عالقة بني النص بالعوامل الخارجية مثل عالقة النص‬

‫بالكاتب والقارئ واللغة والمجتمع والتاريخ‪ ،‬والنظرية تبني النقد وتعطيه بعدا فلسفيا‪.‬‬

‫والنظرية األدب تركز على ماهية األدب وطبيعته وأثره‪ ،‬ومن هنا نالحظ أن مهام نظرية‬

‫األدب تتداخل مع مهام الناقد األدبي أو النقد األدبي‬

‫✓ فالناقد هيتم بمحاور الثالثة‪:‬‬

‫‪ )2‬وظيفة األدب وأثره‬ ‫‪ )1‬طبيعة األدب‬


‫‪ -‬ويركز اهتمامه على إبراز الوظيفة الجمالية للنص غري أن هذا التداخل والتشابه وصلة‬

‫القوية بني النقد األدبي والنظرية األدبية ال ينفي أن لكل منهما استقاللية يف ميدانه‬

‫الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬فالمؤرخ األدبي يتعامل مع الناس ليبني الظروف والمالبسات التي أحاطت به وبصاحبه‪.‬‬

‫أما الناقد فيتعامل مع الناس ليبني مواطن الجودة والرداءة وأسباهبما أو ليصدر حكما أو‬

‫تقويما للناس‪ ،‬يف حني هيتم المنظر األدبي بجملة من النصوص لكنه ال يصدر أحكاما على‬

‫النص األدبي وإنما يستنبط مبادئ عامة شاملة تبني حقيقة األدب وأثره‪.‬‬

‫‪ -‬يتضح لنا إذا الفرق بني مؤرخ األدب والناقد والناظم من جهة طريقة تناول الظاهرة‬

‫األدبية‪ ،‬ومن جهة الهدف الذي يسعى إليه كل واحد من هؤالء‪.‬‬

‫‪ -‬فإذا وصف الدارس النص ودرس ما حوله من عوامل البيئة والشخصية والعوامل اإليحاء‬

‫أي حقق الصلة بينه وبني ماينتجه وبينه وبني ظروف الحياة كان هذا (عمل المؤرخ)‬

‫‪ -‬وإذا حكم على النص حكما وطبق عليه المعايري النقدية سواء أكان ذلك الحكم بالجودة‬

‫أم بالرداءة‪ ،‬فإننا أمام عمل (الناقد األدبي)‪.‬‬

‫‪ -‬وأما إذا كان وصف الدارس لألدب بعامة من خالل تتبع الكلية ومناقشتها وتقص المبادئ‬
‫الم ِّ‬
‫نظر)‬ ‫العامة وهذا ما يسمى بنظري األدب (عمل ُ‬
‫‪ -‬فتاريخ األدب والنقد هيتمان بالنص ليصدر أحكاما أما النظرية فإهنا تتعامل مع حقيقة‬

‫األدب وال هتتم لألحكام‪.‬‬

‫‪ -‬هذه الثالثة (المؤرخ والمنظر والناقد) ال يمكن أن يستعمل أحدها بمعزل عن اآلخر بل‬

‫كل منها يستوعب اآلخر استعابا شامال بحيث ال يمكن فهم نظرية األدب بمعزل عن النقد‬

‫أو التاريخ‪ ،‬أو فهم النقد دون نظرية األدب أو التاريخ‪ ،‬أو فهم التاريخ بدون النظرية أو‬

‫النقد‪.‬‬
‫طبيعة األدب ووظيفته‬
‫طبيعة األدب ووظيفته‬

‫األدب هو الكالم البليغ الصادر عن عاطفة المؤثر يف النفوس‪ ،‬ويمكن تقسيم األدبي‬

‫بالعتبارات متعددة وفقا لآليت‪:‬‬

‫▪ القسم األول‬

‫تقسيم األدبي من خالل رؤية أرسطو‪ ،‬قسم أرسطو األدب إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫‪ )1‬الرتاجيديا‪ :‬القصائد الحزن‬

‫‪ )2‬الكوميديا ‪ :‬السحرية والمرح‬

‫‪ )3‬الملحمة ‪ /‬الشعر الملحمي ‪ :‬القصائد التاريخية‬

‫▪ القسم الثاين‬

‫يرى هند سون أن األدب ينقسم باعتبار الحوافز الذاتية إلى أربعة أقسام‪:‬‬

‫‪ )1‬رغبتنا يف التعبري الذايت ولذالك وجد الشعر‬

‫‪ )2‬اهتمامنا بالناس وبأعمالهم ولذالك وجد المسرح‬

‫‪ )3‬اهتمامنا بالواقع الذي يعيش فيه ولذالك وجد األدب القصيص أو القصة‬

‫▪ القسم الثالث‬

‫ينقسم األدب باعتبار ت‪.‬س‪ .‬إليوت إلى ثالثة أقسام وهي‪:‬‬

‫‪ )1‬األدب الغنائي هو األدب الذي يتوجه فيه األديب بالحديث عن نفسه‬

‫‪ )2‬الملحمي هو األدب الذي يتوجه فيه األديب إلى جمهور‬

‫‪ )3‬الدرامي هو األدب الذي يتوجه فيه ‪.........‬‬


‫▪ القسم الرابع‬

‫تقسيم األدب باعتبار عند العرب القدامى إلى قسمني‪:‬‬

‫‪ .2‬النرث‬ ‫‪ .1‬الشعر‬

‫❖ مفاهيم مهمة يجب معرفتها يف األدب‬

‫‪ )1‬الشعر الغنائي سمي بذلك بأنه كان يغنى على آلة موسيقية ويسميه بعض بالشعر الوجداين‬

‫أو الذايت ألنه يعرب كثريا عن انتباعات الشاعر وانفعاالته‪.‬‬

‫‪ )2‬الشعر الملحمي وهو الشعر الذي يروي قصة بطولية قومية وتتألف الملحمة من عدة آالف‬

‫من األبيات‬

‫‪ )3‬الشعر الدرامي وهو الشعر الذي يمثل على خشبة المسرح وقد انقرض أو اختفى هذا النوع‬

‫بسبب زحف النرث ( أن النرث ينتشر اآلن)‬

‫‪ )4‬الشعر التعليمي وهو الذي يحدث إلى تعليم الحقائق كالمنظومة يف األدب العربي (مثل‪:‬‬

‫ألفية ابن مالك)‬

‫❖ أما أنواع النرث فأشهرها‪:‬‬

‫‪ )1‬المسرحية وكانت يف البداية تقدم عن طريق الشعر ثم أصبحت نرثية‬

‫‪ )2‬القصة‬

‫‪ )3‬المقالة وغري ذلك‬


‫إذا المقصود بطبيعة األدب حقيق ُته التي تميه عن العلوم األخرى والصفات التي ينفرد هبا‬

‫األدب عن سائر أنواع الكالم والعناصر الخاصة باألدب‪ ،‬ومن أشهرها‪ :‬العاطفة والخيال‬

‫والتصوير واإليقاع‪ ،‬وهذه األربعة تسمى عناصر األدب‪.‬‬

‫وتختلف األنواع األدبية باختالف ظهور هذه العناصر يف األدب‪ ،‬واألدباء متفاوتون يف‬

‫استعمال هذه العناصر‪.‬‬

‫❖ ما هي وظيفة األدب؟‬

‫يحقق األدب العديد من الوظائف منها‪:‬‬

‫‪ )1‬الوظيفة الجمالية‪ ،‬فاألدب يسعى إلى إبراز الجمال من خالل ما ينتجه األديب‪ ،‬فاألديب‬

‫بتأ ّمالته يستطيع أن ينقل الجمال إلى المتلقي من خالل األدب بسائر أنواعه‬
‫‪ )2‬الوظيفة اإلبداعية‪ ،‬فاألدب ناتج عما ِ‬
‫يبتكره األديب‪ ،‬إذ يستطيع األديب أن يحول المشهد‬

‫المحزن إلى مشهد مفرح وأن يحول المشهد الصامت إلى مشهد متحرك‪ ،‬وأن يخرج من‬

‫الصورة الثابتة معنى جديد‬

‫‪ )3‬الوظيفة التأثريية‪ ،‬فاألدب يؤثر يف الناس ويؤثر يف أفكارهم ورؤاهم ويأثر يف مبادئهم‬

‫ويسهم يف تقريب المعارف والعلوم‬


‫‪ )4‬الوظيفة المعرفية‪ ،‬فاألدب يحقق المعرفة من متلقني ُ‬
‫إلى أذهان الناس‬

‫❖ صلة المنهج النفس بنظرية األدب‬

‫يلحب متأمل لألدب أن بينه وبني علم النفس صلة وثيقة‪ ،‬شأهنا بذلك شأن األديب من‬

‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬وعلم النفس يتيح للقارئ وللمبدع العديد من المجاالت التي تضيف جديدا يف‬

‫الدراسات األدبية والنقدية‪.‬‬


‫❖ تعريف المنهج النفيس‬

‫هو المنهج الذي يستمد آلياته النقدية من نظرية التحليل النفيس التي أسسها الطبيب‬

‫المنساوي الفوريد‪.‬‬

‫ويمكن تعريفه كذلك بأنه المنهج الذي يخضع النص األدبي للبحوث النفسية‪ ،‬ويحاول‬

‫االنتفاع من النظريات النفسية يف تفسري الظواهر األدبية والكشف عن عللها وأسباهبا‬

‫❖ خصائص المنهج النفس‪/‬نفساين‬

‫‪ )1‬يعرف شخصية األديب من خالل أدبه وما تتصف به ألم وحزن وفرح‬

‫‪ )2‬تفسري الظواهر الفنية والجوانب الجمالية استنادا إلى عوامل نفسية‬

‫‪ )3‬يطبق المنهج النفيس نتائج علم النفس على شخصيات األدباء‬

‫‪ )4‬يبحث النقد النفيس يف أثر البيئة على شخصية األديب عند تحليل‬

‫❖ ماهي أهمية المنهج النفيس‬

‫تنبع أهمية المنهج النفيس بالنسبة لنظرية األدب من عدة أمور‪:‬‬

‫‪ )1‬دراسة مراحل النمو للمبدع منذ الطفولة‬

‫‪ )2‬تأويل النصوص األدبية انطالقا من تأويالت المنهج النفيس‬

‫‪ )3‬ربط الظواهر اإلبداعية بحاالت نفسية محددة‬

‫❖ ماهي المجاالت التي تدور حولها الدراسات النفسية يف األدب‬

‫‪ )1‬دراسة السرية الذاتية لألديب وحالته النفسية من خالل آثاره األدبية‬

‫‪ )2‬دراسة النص األدبي‬

‫‪ )3‬دراسة تحليالت متلقي وتأويالته وتفاعله مع النص والمبدع‬


‫❖ ما هي عالقة النص بالمبدع‬

‫النص األدبي ليس بناء مغلقا وإنما ينمو ويتطور مع المبدع نفسه‪ ،‬فالعمل الفني شديد‬

‫الصفة بصاحبه أو المبدع وخصائصه النفسية ويرتبط النص به ارتباطا وثيقا‪ .‬فالمبدع هو الذي‬

‫يضع المفاتيح والرموز يف النص سواء أكان ذلك بإرادته أم كان بسبب عوامل نفسية فوق إرادته‪،‬‬

‫فيتشبع النص بالعديد من الظواهر التي لها صلة وثيقة بالمبدع‪ /‬األديب‬

‫❖ عالقة المبدع بالمتلقي‬

‫‪ -‬إذا كان المبدع يقوم أثناء عملية اإلبداع بوضع الرموز والمفاتيح يف النص األدبي فإن‬

‫القارئ يقوم بعملية فك الرموز من خالل تحليل النصوص األدبية مستفيدا من ثقافته‬

‫الواسعة حول النص وصاحبه وبذالك يكون المتلقي مشاركا يف عملية بناء النص‬

‫والكشف عن جماليات‬

‫وعمدها‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬يعد علم االجتماع من العلوم اإلنسانية التي أسهمت يف تكوين النظرية األدبية‬

‫بآليات المعرفية يمكن من خاللها تفسري الظواهر األدبية تفسريا ينبع من علم االجتماع‪.‬‬

‫‪ -‬فإذا كان علم االجتماع األدبي يدرس أشكال النشاط المتبادل بني كل األشخاص الذين‬

‫يتداخلون بعالم األدب فإن النقد االجتماعي يفسر كيف أن الكتابة حدث ذو طبيعة‬

‫إجتماعية‬

‫‪ -‬والمنهج االجتماعي نشأ يف أحضن منهج التاريخي وتولد عنه واشتق من منطلقاته‬

‫وأصبحت معالجته أوسع من معالجة المنهج التاريخ‪ ،‬فالنقد االجتماعي سيدرس ما هو‬

‫تاريخي وما هو اجتمتعي وما هو ثقايف وغري ذلك‪،‬‬


‫‪ -‬وتعد مدام دسمان من أوائل النفاد الذين وجهوا دراستهم نحو المنهج االجتماعي‪ ،‬ذلك‬

‫عندما أشارت إلى أن األدب يمكن أن يدرس من خالل عالقاته بالمؤسسات االجتماعية‪،‬‬

‫‪ -‬فهي تسعى إلى ربط األدب بالمظاهر االجتماعية ثم االستدالل بذلك على التقدم العقل‬

‫البشري من عدمه على مر العصور‪.‬‬

‫‪ -‬وهي ترى أن الكاتب يعرب يف أعماله عن وجهة النظر الطقبة التي ينتم إليها سواء أكان بوعي‬

‫أو غري وعي‪ ،‬ثم جاء بعد ذلك الفيلسوف األلماين غوزمان الذي يرى أنه ال يمكن تفسري‬

‫األدب من حيث رؤية الكاتب وحده وال حياته الخاصة وظروفه النفسية وإنما المبدع‬

‫الحقيقي الذي يعرب بفكر الجماعة‬

‫❖ خصائص المنهج االجتماعي‬

‫‪ )1‬يتسم المنهج االجتماعي بالعديد من الخصائص يرى المنتج االجتماعي أن األديب يجب‬

‫أن يكون مثاال لبيئته وال يكون معزوال عنها‪.‬‬

‫‪ )2‬يرى المنهج االجتماعي أن األدب عبارة عن رؤية اجتماعية يربزها الفرد‬

‫‪ )3‬يرى المنهج االجتماعي أن األدب يجب أن ينبع من المجتمع‬

‫‪ )4‬يتعامل المنهج االجتماعي مع الظواهر األدبية على أهنا ظواهر اجتماعية‬

‫‪ )5‬يكشف المنهج االجتماعي الصلة بني النص والمجتمع‬

‫❖ ماهي عيوب المنهج االجتماعي‬

‫‪ )1‬من أهم عيوب المنهج االجتماعي اإلفراط يف المضمون على حساب الشكل‪ ،‬بمعنى أنه‬

‫يركز على مضامني النصوص ويحصر الحديث يف الشكل النص األدبي‬

‫‪ )2‬ال هيتم المنهج االجتماعي كثريا بالفرد‬

‫‪ )3‬يعترب األدب االنعكاس لظروف االجتماعي فقط‪.‬‬


‫❖ عيوب منهج النفيس‬

‫‪ )1‬الرتكي على األديب ويتجاهل النص األدبي‬

‫‪ )2‬أنه يتعامل مع المبدع بوصفه مريضا ال مبدعا‬

‫‪ )3‬ينقل األدب من محيطه الخص به إلى المحيط الطبي والصحي‬

‫‪ )4‬يفسر الظاهرة األدبية على أهنا نتاج لمرض نفيس أو موقف تعرض له األديب‬

‫❖ صلة اللسانية يف نظرية األدب‬

‫‪ -‬تعد الصلة بني اللسانية ونظرية األدب من الصلة القوية‪ ،‬فموضوع اللسانية هو اللغة‪،‬‬

‫وموضوع األدب اللغة أيضا‪ ،‬ومن هنا تظهر الروابط بينهما‪.‬‬

‫‪ -‬فالمقصود باللسانية هي المعرفة بخصائص اللغة وخصائص الكالم‪ .‬فاللسانية تعنى‬

‫بدراسة اللسانية واللغة بشكل عام‪.‬‬

‫‪ -‬اللغة هي الموضوع األساس الذي ينطلق منه المح ّلل النصوص لكشف ماهية وطبيعة‬

‫ووظيفة النص‪.‬‬

‫‪ -‬ومن أهم المبادع التي تكشف صلة اللسانية بنظرية األدب تلك الفكرة التي تعنى بضرورة‬

‫التميي بني الكالم واللغة‪.‬‬

‫‪ -‬فاللغة هي مجموعة القواعد الموجودة عند الناس كلهم فهي جماعية‪.‬‬

‫‪ -‬أما الكالم فهو فردي ُيعنى بتحقيق هذه القواعد على مستوى الفرد سواء أكان هذه القواعد‬

‫شفاهية أو كتابية‪.‬‬

‫‪ -‬االرتباط بينهما (اللغة والكالم) وثيق إلى درجة كبرية‪ .‬فوجود كل واحد منهما يفرتض‬

‫وجودا أخر‪ .‬فاللغة موجودة يف الجماعة يف صورة انطباعات وآثر موضوعية‪ ،‬وأما الكالم‬

‫فهو تحقيق صور من صور اللسان‪.‬‬


‫‪ -‬إن عمل اللساين يكمل يف وصف وتفسري اللغة وفق هذا المعطى‪ :‬أي تحديد ووصف‬

‫وتفسري البنى اللغوية انطالقا من المستويات التالية‪ :‬الصوتية والمعجمية والرتكيبية‬

‫والداللية‪.‬‬

‫‪ -‬لذلك ظهرت األديب من المناهج النقدية التي ُتعنى بالنص من الداخل مثل البنياوية‬

‫واألسلوبية والتفكيكية ولسميائية وغريها من النصوص‪ .‬فهذه المناهج مرجعها إلى‬

‫اللسانيات الحديثة وانختلف كل منهج منها عن اآلخر‬

You might also like