Professional Documents
Culture Documents
نشأة الهيرمنيوطيقا
فيلهلم دلتاي -ترجمة :ريم الحربي
ناقشت 1في مقال 2سابق تمثيل الفردانية كما خلقها الفن وخاصة الشعر .وعلينا اآلن أن نتعامل مع مسألة المعرفة
العلمية لألفراد ،وبالطبع مع األشكال الرئيسية للوجود اإلنساني الفردي بشكل عام .هل هذه المعرفة ممكنة؟ وما هي
الوسائل المتاحة لنا لبلوغها؟
إنه سؤال بالغ األهمية .تتطلب أعمالنا فهم اآلخرين في كل مكان؛ وينشأ جزء كبير من سعادة اإلنسان من قدرته على
التعاطف مع الحاالت الذهنية للبشر؛ فالعلوم اللغوية والتاريخية بأكملها تستند إلى افتراٍض ُم سبق بأن هذا الفهم للمفرد
يمكن أن يكون موضوعًيا .لقد مكن الوعي التاريخي المبني على هذا األساس اإلنسان المعاصر بجعل ماضي
البشرية بأكمله حاضًرا في نفسه :فهو ينظر إلى ما وراء كل حدود زمانه في ثقافات الماضي ،ويمتص قوتها،
ويستمتع بسحرها ،وعلى هذا تزداد سعادته .وإذا ما استمدت العلوم اإلنسانية المنهجية في استنباط عالقات منظمة
أعم واتصاالت أشمل من هذا الفهم الموضوعي للمفرد ،ستظل عمليات الفهم والتفسير هي األساس بالنسبة لها.
وهكذا ،فإن هذه العلوم ،مثلها مثل التاريخ تماًم ا ،تعتمد في يقينها المنهجي على ما إذا كان من الممكن فهم المفرد
.بطريقة أشمل .لذلك نواجه عند بداية دخولنا إلى العلوم اإلنسانية مشكلة تنفرد بها عن كل المعرفة المفاهيمية للطبيعة
صحيح أن العلوم اإلنسانية قبل كل شيء لديها معرفة بالطبيعة ،على الرغم من أن موضوعها ليس ظاهرة ُتعطى في
الحواس ،وال مجرد انعكاس لشيء حقيقي داخل الوعي ،بل هو باألحرى واقع داخلي بحد ذاته ،أي أنه اتصال يتم
اختباره من الداخل .ولكن الطريقة التي يتم بها تقديم هذه الحقيقة في التجربة الداخلية ،تأتي بصعوبات كبيرة في
إدراكها الموضوعي – لكن هذا ليس نقاشنا في هذه المقالة – عالوة على ذلك ،فإن التجربة الداخلية التي ُأصبح فيها
مدرًك ا انعكاسًيا لحاالتي الخاصة ال يمكن أن تجعلني أدرك فرديتي .إْذ ال أجد شعوري بفرديتي أجده إال عندما أقارن
) (Goetheنفسي باآلخرين ،وعند هذه النقطة أدرك ما هو مختلف عن اآلخرين في وجودي .وما أصدق غوته
عندما قال إن هذا األمر األهم في جميع تجاربنا هو أصعبها بالنسبة لنا ،وإن رؤيتنا في مقياس سلطتنا ،وطبيعتها،
وحدودها تبقى دائما ناقصة .لكن الوجود األجنبي لآلخرين ال ُيمنج لنا إال من الخارج في شكل حقائق ذات معنى
https://mana.net/19879 1/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
متاحة للحس؛ أي في اإليماءات واألصوات واألفعال .ومن خالل عملية إعادة خلق ما هو متاح للحواس ُنكمل هذه
التجربة الداخلية .يجب علينا نقل كل شيء عبر إحساسنا بالحياة :من المادة ،والبنية ،إلى السمات األكثر فردية لهذا
الكمال .ولكن المهم هنا كيف يمكن للوعي المصمم بشكل فردي ،أن يجلب شخصية غريبة ومختلفة تماًم ا إلى المعرفة
الموضوعية من خالل إعادة الخلق هذه؟ ما هو نوع العملية التي تبدو غريبة جًدا مقارنة مع العمليات األخرى
للمعرفة المفاهيمية؟
ُنطلق لفظ «الفهم» على العملية التي نتعرف من خاللها على األشياء في الداخل بواسطة اإلشارات التي ُتعطى حسًيا
من الخارج .هذا هو االستخدام اللغوي العادي لها .أما المصطلحات النفسية الدقيقة التي نحتاجها ،ال تتحقق إال إذا تم
اختبار كل تعبير فيها ،وترسيخه بوصفه اصطالًحا موحًدا وواضًحا ومفيًدا من قبل جميع الُك تاب .فهم الطبيعة –
تفسير الطبيعة – تعبير مجازي .ولكن حتى تخوف المرء من ظروفه الخاصة ال ُيشار إليه إال بلفظ الفهم ،وهو معنى
استعاري غير مناسب .فأنا أقول على سبيل المثال« :لَم فعلُت ما فعلت؟ لم أعد أفهم نفسي بعد اآلن» .إال أن ما أعنيه
بهذا هو أن وجودي الخارجي داخل عالم الحواس يقف أمامي اآلن باعتباره وجوًدا غريًبا وأنني غير قادر على
تفسيره ،أو بدًال من ذلك أجد نفسي فجأة دخلت في الحالة التي أحملق فيها ،بوصفي شخًصا غريًبا عني .لذلك فإننا
ُ.نطلق على فهم تلك العملية التي ندرك بواسطتها اإلشارات المعطاة لحواسنا أنها تلك الحقيقة النفسية التي تعبر عنها
يتراوح هذا الفهم من تصور الثرثرة الطفولية إلى تصور «هاملت» أو «نقد العقل» .فالروح البشرية ذاتها تحتاج إلى
تفسير؛ ولذلك تتجلى لنا وتخاطبنا من خالل األحجار ،والرخام ،والنغمات الموسيقية ،ومن اإليماءات والكلمات
والكتابة ،ومن األفعال واألنظمة االقتصادية والدساتير .في الواقع ،فإن عملية الفهم ،بقدر ما تحددها الظروف
المشتركة والوسائل المعرفية ،يجب أن تتمتع في كل مكان بالخصائص نفسها .وبالتالي ،تكون هي نفسها في سماتها
األساسية .إذا أردت أن أفهم ليوناردو دافنشي ،على سبيل المثال ،فإن تفسيراتي ألعماله ولوحاته وصوره وكتاباته
.تعمل مًعا بوصفها عمليًة متجانسًة وموحدة
يظهر الفهم بدرجات متفاوتةُ ،يحّد د في البداية من خالل االهتمام .إذا كان االهتمام محدود ،يكون الفهم كذلك .وإال
فكيف نستمع إلى بعض الحجج بفارغ الصبر ،ثم نحدد فقط نقطة واحدة منها مهمة عملًيا بالنسبة لنا ،دون أي اهتمام
بعوامل المتحدث الداخلية؟ بينما في حاالت أخرى نسعى جاهدين الختراق باطن المتحدث من خالل كل كلمة وكل
تعبير قد ُيبديه .ولكن حتى مع أكثر االهتمامات إلحاًحا ال يمكن للعملية الفنية أن تتحقق فيها درجة ما من الموضوعية
التي تخولنا من التحكم فيها إال إذا كان التعبير عن الحياة ثابًتا؛ وبالتالي يمكننا العودة إليه مراًرا وتكراًرا .مثل هذا
الفهم الفني للتعبيرات دائمة الثبات عن الحياة هو ما نسميه التفسير .وبهذا المعنى ،يوجد أيًضا فن تأويل تكون
(Friedrichموضوعاته التي يتناولها منحوتات أو لوحات وما إلى ذلك ،وقد دعا فريدريش أوجست فولف
عن (Friedrich Gottlieb Welcker)4 بالفعل إلى الهيرمنيوطيقا والنقد األثريين .ودافع فيلكرAugust Wolf)3
فقد حاول تنفيذ هذه الهيرمنيوطيقا بالفعل ،ولكنه (Ludwig Preller)5 مثل هذه الحاجة للهيرمنيوطيقا ،وأما بريل
.أيًضا أكد على أن مثل هذا التفسير لألعمال الصامتة يعتمد في كل األماكن على التفسيرات األدبية لتوضيحه
تكمن األهمية الالمحدودة لألدب في فهمنا للحياة الروحية ،والتاريخ ،وفي حقيقة أن اإلنسان الداخلي ال يجد إال في
اللغة تعبيره الكامل والشامل والمفهوم بشكل موضوعي .ومن ثم فإن فن الفهم له مركزه في عرض أو تفسير آثار
.الوجود البشري المحفوظة في شكل مكتوب
وقد شكل تفسير مثل هذه اآلثار ،إلى جانب اإلجراءات النقدية التي ال تفصل عنه ،نقطة انطالق فقه اللغة .ويعتبر فقه
اللغة -في جوهره -ذلك الفن الشخصي والبراعة في معالجة ما تم حفظه بالكتابة؛ إْذ ال يزدهر أي تفسير آخر لآلثار
أو األعمال المنقولة تاريخًيا إال إذا ما ارتبط بهذا الفن ونتائجه .قد نكون مخطئين بشأن دوافع هؤالء األشخاص
https://mana.net/19879 2/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
المشاركين في الكتابة؛ فمن الممكن أنهم قاموا بنشر أفكار غير صحيحة عن أنفسهم ،لكن ال يصح أن يكون عمل
شاعر ،أو مكتشف عظيم ،أو الهوتي عبقري ،أو فيلسوف أصيل سوى تعبير حقيقي عن حياته النفسية؛ إْذ وسط
مجتمع بشري يعج باألكاذيب ،تكون هذه األعمال دائًم ا حقيقية؛ وعلى عكس كل شيء آخر مسجل في العالمات
الثابتة ،فهو تعبير قادر ذاتًيا على التفسير الكامل والموضوعي؛ ففي الواقع فقط ،وفي ضوء مثل هذه األعمال نبدأ في
.فهم اآلثار الفنية األخرى لعصر ما واألعمال التاريخية لمعاصريه
لقد تطور فن التفسير بطريقة تدريجية وبطيئة ومنتظمة تماًم ا مثل البحث التجريبي عن الطبيعة .وقد نشأ واستمر
بشكل أساسي إلى اآلخرين من خالل ) (traditionباالزدهار في عالم اللغة الفردية .ومن أجل ذلك ُينقل تقليده
االتصال الشخصي مع الممارسين الكبار للتفسير أو مع أعمالهم .وفي ذات الوقت تعمل جميع األعمال الفنية وفًقا
للقواعد التي ُتعلمنا كيفية التغلب على الصعوبات ،بتقديم نتاج الفن الشخصي .هذا هو السبب في أن فن التفسير شّك ل
شرًحا لقواعده في وقت مبكر .ومن تناقض هذه القواعد ،وصراع االتجاهات المختلفة حول تفسير األعمال الحيوية
.والحاجة الالحقة لتبرير مثل هذه القواعد ،نشأت الهيرمنيوطيقا؛ النظرية التي تدرس قواعد تفسير اآلثار المكتوبة
ألن الهيرمنيوطيقا تحدد إمكانية التفسير الصالح كلًيا على أساس تحليل الفهم ،فإنها تصل في النهاية إلى حل للمشكلة
العامة التي بدأ فيها المقال .يأخذ تحليل الفهم مكانه إلى جانب تحليل التجربة الداخلية ،ويظهر كالهما مًعا إمكانية
وحدود المعرفة الصالحة كلًيا في العلوم اإلنسانية ،إلى الحد الذي تكون فيه هذه التخصصات مشروطة بالطريقة التي
ُ.تعطي لنا الحقائق النفسية في األصل
أود اآلن أن أوضح هذه الدورة المنتظمة في تاريخ الهيرمنيوطيقا :كيف نشأت البراعة اللغوية من الحاجة إلى فهم
عميق وصحيح بشكل عام؛ ابتداًء من وضع القواعد ،إلى ترتيبها تحت هدف تم تحديده بدقة أكبر من خالل حالة العلم
في وقت معين ،حتى تم العثور في تحليل الفهم بحد ذاته على نقطة البداية للتنظيم حتى تم اكتشاف أساس مناسب
.لتشكيل القواعد في تحليل الفهم نفسه
1
للشعراء في اليونان من الحاجة إلى التعليم .فلقد كان تأويل ونقد ) – ερμηνείαتطور التفسير الفني (هرمينيا
هوميروس والشعراء اآلخرين هواية فكرية شائعة وُم ثرية في عصر التنوير اليوناني لكل من كان يتحدث اليونانية.
ثم ظهر أساٌس أصلب منه عندما اصطدم هذا التأويل بالبالغة بين السفسطائيين والمدارس الخطابية .اشتملت المبادئ
العامة للخطابة في تكوينها األدبي بشكل أساسي على صلتها بالبالغة .يعتبر أرسطو ذاك الُم صِّنف والُم شِّر ح العظيم
للعالم العضوي ،وللدولة السياسية ،واإلنتاجات األدبية ،الذي استطاع تعريفنا في خطابه بكيفية تقسيم المنتج األدبي
ككل إلى أجزائه ،والتمييز بين األنماط األسلوبية المختلفة ،وكيفية الحكم على تأثير المنظومة اإليقاعية ،والحقب
بشكل أبسط من ذلك » (Τέχνη ῥητορική)6 الزمنية ،والتعابير المجازيةُ .يعبر في كتابه «البالغة إلى اإلسكندر
الحكمة ،السخرية (ἐνθύμημα)7، ،عن هذه التعريفات لعناصر الكالم الفعالة ،تحت عناوين مثل :حول االنثيميم
االستعارة ،التناقض .واتخذت شاعرية أرسطو من الشكل الداخلي والخارجي للشعر موضوًعا لها .والتي يصح
.اشتقاقها من تعريف جوهر أو هدف الشعر ،وأنواعه ،وعناصر تأثيره ،وموضوعاته
اتخذ فن التفسير وقواعده خطوة ثانية مهمة إلى األمام مع فقه اللغة السكندري .إْذ ُجمع اإلرث األدبي اليوناني في
المكتبات ،وُأجريت مراجعات للنصوص ،وُسّجلْت النتائج الهامة فيها من خالل نظام مفصل للتدوين النقدي .كما وقد
ُأزيلت النصوص غير األصلية ،وكتبت قوائم جرد لجميع النصوص المتبقية .لقد أثبت فقه اللغة نفسه اآلن فًنا لتحقيق
النصوص ،وتفسيرها ،ونقدها ،وتحديد القيمة على أساس الفهم الحميم لـ «اللغة» .كانت تلك واحدة من آخر إبداعات
https://mana.net/19879 3/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
الروح اليونانية وأكثرها غرابة ،ألن المرح في الخطاب البشري كان من أقوى دوافع لغة هوميروس .وقد بدأ علماء
فقه اللغة السكندري العظماء في إدراك القواعد المتأصلة في أسلوبهم العبقري .لقد مضى أرسطرخوس
بوعي نحو تأسيس مبدأ صارم وشامل الستخدام لغة هوميروس مستنًدا إلى (Ἀρίσταρχος ὁ Σαμόθραξ)7
تأسيًسا واعًيا التفسير الموضوعي (Ίππαρχος ο Ρόδιος) 8 تفسيراته وتوضيحاته للنصوص .وأسس هيبارخوس
(Ἄρατος ὁألراطوس ) (Φαινόμεναللبحث األدبي والتاريخي من خالل اكتشاف مصادر قصيدة الظواهر
وتفسيرها على أساس ذلك البحث .وكان إذا تم التعرف على عدد كبير من فقرات القصائد التي تنسبΣολεύς) 9
فسيتم مباشرة حذفها من فقرات قصائد المالحم لهوميروس ،كالنشيد األخير من ) (Ἡσίοδοςإلى هسيودوس
اإللياذة ،وحتى الجزء األكثر إجماًعا من القصيدتين األخيرتين من األوديسة قد ُع ِثَر عليها بأكملها لتكون من أصل
أحدث مما سبق؛ وكل هذه النتائج ما كانت لتكون لوال المعالجة الفائقة لمبدأ القياس ،والذي بموجبه تم إنشاء قانون
استخدام اللغة ،ومجموعة األفكار والتماسك الداخلي ،والقيمة الجمالية للقصيدة ،وإقصاء ما يتعارض مع هذا القانون.
وأرسطرخوس بوضوح من (Ζηνόδοτος) 10 قد نرى تطبيق مثل هذا القانون األخالقي الجمالي من قبل زينودوت
: Siألنه غير مناسب) ،أو من العبارة األخرى – : (dia to aprepesطريقة تبريرهم لألفكار المشتقة من قوله
إذا بدا شيء أقل مالءمة لمنزلة – ) quid heroum vel deorum gravitatem minus decere videbatur
.األبطال أو اآللهة )؛ حيث أرضى أرسطرخوس السلطة األرسطية
ُع زز الوعي المنهجي للطريقة الصحيحة للتفسير في المدرسة السكندرية من خالل معارضتهم لفقه لغة بيرغامون.
هذا التناقض في االتجاهات الهيرمنيوطيقية ،كان له أهمية تاريخية كونية فقد عاود الظهور في وضع جديد مع
.الالهوت المسيحي ،وتأثرت به نظريتان تاريخيتان عظيمتان عن الشعراء والكتاب الدينيين
من الرواقية مبدأ التفسير المجازي إلى فقه لغة بيرغامون (Κράτης ὁ Μαλλώτης) .جلب أقراطس المالوسي
استند التأثير طويل األمد لهذا المبدأ في البداية على حقيقة قدرته على حل التناقض بين الوثائق الدينية والرؤية
التجريدية للعالم .ومن هنا كانت الحاجة إليه لدى مفسري الفيدا وهوميروس واإلنجيل والقرآن؛ كان بمثابة فن ال غنى
عنه على الرغم من عدم إثبات فائدته .ومع ذلك ،كانت هذه العملية قائمة على نظرة عميقة لإلنتاجية الشعرية
والدينية .كان هوميروس من أصحاب البصيرة ،وكان التناقض في رؤاه بين العميقة منها واألفكار الحسية الخام ال
يمكن تفسيره إال إذا ُفهمت األخيرة على أنها مجرد وسائل للعرض األدبي .وعندما ُفِهَم ْت هذه العالقة على أنها
.التفاف متعمد للحس الروحي في الصور؛ ظهر التفسير المجازي
2
إذا لم أكن مخطًئا ،فإن هذا التعارض نفسه يعود بشكل جديد في الصراع بين المدارس الالهوتية في اإلسكندرية
وأنطاكية .كان مفاد أحد المبادئ المشتركة لكليهما هو أن الرابط الداخلي بين النبوة والوفاء بتحقيقها يربط العهد القديم
بالجديد .وقد ُض ّم ن مثل هذا االرتباط من خالل استخدام النبوة والنماذج األولية في العهد الجديد نفسه .وانطالًقا من
هذه المقدمة ،أوجدت الكنيسة المسيحية موقًفا معقًدا لها تجاه خصومها فيما يتعلق بتفسير كتابها المقدس .تطلب األمر
فيما يتعلق باليهود تفسيًرا رمزًيا من أجل نقل عقيدة اللوغوس إلى العهد القديم ،ولكن كان عليها أن تمنع نفسها من
تطبيق شامل للطريقة المجازية كما كان يفعل الغنوصيون .على خطى فيلون السكندري (ְיִד יְד ָיה ַה ֹּכֵהן) ،11حاول
وضع قواعد لترسيم الحدود والتعامل (Eirēnaios)12 وإيرينيئوس (Ioustinos ho Martys) القديس جاستين
استراتيجيتهما في نفس الصراع مع اليهود والغنوصيين ،ولكن ) (Tertullianusمع الطريقة المجازية .تبنى ترتليان
من ناحية أخرى طور قواعد مثمرة لفن أجود في التفسير ،مع أنه لم يظل مخلًصا لها لألبد .لقد كانت هناك دائًم ا
صيغة أساسية للتناقض داخل الكنيسة اليونانية .فلم تشرح المدرسة األنطاكية نصوصها إال وفًقا للمبادئ النحوية
في سفر نشيد اإلنشاد سوى أنها ترنيمة (Theodore of Mopsuestia)13 والتاريخية .فلم َيَر لثيئودور األنطاكي
https://mana.net/19879 4/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
زفاف .وفهم سفر أيوب على أنه إعادة لقصة تاريخية تقليدية بصياغة شعرية .رفض عناوين المزامير ،ونفى أي
عالقة مباشرة بالمسيح فيما يتعلق بجزء كبير من النبوءات المسيحانية .14لم يقبل بمعنى مزدوج للنصوص ،ولكنه
وأوريجانوس (Titus Flavius Clemens) افترض ارتباًطا أعلى بين األحداث .في حين أن فيلون وإكليمندس
مّيزا بعد ذلك بين الحس الروحي وبين المعنى الحقيقي في النصوص نفسها .إنها خطوة أخرى للتقدم )(Ὠριγένης,
من فن للتفسير إلى الهيرمنيوطيقا ،حيث ارتفعت الممارسة إلى مستوى الوعي العلمي ،ونشأت النظريات
الهيرمنيوطيقية األولى المتعارف عليها من هذا الصراع .وفًقا لفيلون ،فإن الشرائع والقوانين الرمزية موجودة
مسبًقا ،واستخدمت في العهد القديم؛ وبالتالي يجب استخدام معرفتها أساًسا لتفسيره .هذا هو المصدر الذي توصل منه
والقديس أوغسطينوس ،في الكتاب» De Principiisأوريجانوس في الكتاب الرابع من كتابه في «المبادئ األولى
إلى نظرية هيرمنيوطيقية مقدمة بشكل» De doctrina Christianaالثالث من كتابه «حول العقيدة المسيحية
-:متماسك .في مقابل ذلك ،قدمت مدرسة أنطاكية عملين ُ-فقدا لألسف
Διόδωρος ὁ Ταρσεύς
3
دخل التفسير وتدوينه مرحلة جديدة مع عصر النهضة .وألن المرء آنذاك بلغته وظروفه المعيشية وقوميته كان على
قطيعة مع العصور القديمة الكالسيكية والمسيحية ،فقد أصبح التفسير هنا مختلًفا عما كان عليه الحال في روما
القديمة ،وهنا كانت مسألة نقل الذات إلى حياة روحية من خالل الدراسات اللغوية والوقائعية والتاريخية .وغالًبا ما
كان على فقه اللغة الجديد ،بوصفه علًم ا ،ونقًدا ،أن يعمل مع مجرد أخبار ثانوية وأنقاض معرفية .لذلك وجب عليه
أن يكون مبدًعا وبّناًء بطريقة جديدة .من خالل ذلك ارتقى فقه اللغة والهيرمنيوطيقا والنقد إلى مستوى أعلى .وبقي
عدد كبير من تلك األدبيات الهيرمنيوطيقية منتشرة على نطاق واسع في القرون األربعة التي تلتها .وقد ُقسمت إلى
تيارين :هي الكتابات الكالسيكية والكتابات التوراتية التي سعى الجميع الكتسابها ومثلتا القوتين العظميمتين .كان
وتضمنت هذه األعمال ،بما في ) (ars criticaالتدوين اللغوي للدراسات الكالسيكية معروًفا بمصطلح آرس كريتيكا
وعمل فالوا (Johannes Clericus)16،وكليريكوس (Gaspar Scioppius)15،ذلك أعمال شوبه
غير المكتمل ،دروًسا في فن الهيرمنيوطيقا في أقسامها االفتتاحية .تم التعامل مع عدد (Henricus Valesius)17
ال يحصى من المقاالت والمقدمات الهيرمنيوطيقية .لكن الدستور النهائي لنشأة الهرمنيوطيقا كان ينبع من تفسير
» – Clavis scripturaeالكتاب المقدس .وأول عمل مهم من هذا النوع ،ولعله أعمقها ،هو «مفتاح الكتاب المقدس
sacrae 1567)).
هنا وألول مرة ،انتظمت القواعد األساسية للتفسير التي قد وضعت في عقيدة منهجية ،وقد حدث ذلك عن طريق
افتراض أنه يجب تحقيق فهم صحيح بشكل عام من خالل التطبيق الفني والمنظم لهذه القواعد .هذه النقطة المبدئية،
خالل (Matija Vlačić Ilirik)18 التي هيمنت على الهيرمنيوطيقا في الواقع ،تم التوصل إليها من قبل فالسيوس
معارك القرن السادس عشر .إْذ كان عليه القتال على جبهتين ،وقد حافظ كل من القائلين بعقيدة تجديد العماد،
واإلصالح المضاد الكاثوليكي على هالة من الغموض حول الكتاب المقدس .في معارضة هذا الرأي ،اعتمد
https://mana.net/19879 5/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
فالسيوس بشكل خاص على تفسير جان كالفن ،والذي يعود في كثير من الحاالت من التفسير إلى مبادئه نفسها .كان
العمل األشد إلحاًحا بالنسبة لـ «اللوثريين» حينها هو دحض العقيدة الكاثوليكية في التقليد ،والتي أعيدت صياغتها
حديًثا .ال يصح تأييد ادعاء التقليد الذي يحكم تفسير الكتاب المقدس ضد المبدأ البروتستانتي لسيادة الكتاب المقدس إال
بواسطة إنكار إمكانية صياغة تفسير صحيح وقابل للتطبيق بشكل عام على أساس الكتاب المقدس وحده .تناول مجمع
ترينت ،الذي اجتمع من عام 1545إلى عام ،1563هذه اإلشكالية بدًء ا من دورته الرابعة .وصدرت أول طبعة
(Robertoأصيلة لمراسيمها في عام .1564وفي عام ،1581بعد ظهور أعمال فالسيوس ،شن بيالرمين
ممثل ترينت الكاثوليكي ،الهجوم األشد مكًرا على ادعاء وضوح الكتاب المقدس في كتيب سعىBellarmino)19
فيه إلى إثبات ضرورة التقليد الستكمال تفسيره .في سياق هذه الصراعات ،تعهد فالسيوس بإثبات إمكانية وجود
تفسير صحيح كوني بواسطة الهيرمنيوطيقا .وفي أثناء قيامه بتلك المهمة ،أصبح على دراية بالوسائل والقواعد لحل
معضالتها بطريقة لم ُتوجد في أي تأويالت سابقة .إذا واجه المفسر صعوبات في نصه ،فهناك طريقة سامية تتيح له
حلها؛ أي الرجوع إلى سياق النص المقدس المعطى في التدين المسيحي الحي .فلو ترجمنا ذلك من نمط تفكيره
العقائدي إلى طريقة تفكيرنا ،فإن هذه القيمة الهيرمنيوطيقية للتجربة الدينية ليست سوى مثااًل بسيًطا لمبدأ أعم؛ فوفًقا
لكل طريقة من طرق التفسيرُ ،تشمل بوصفها عاماًل على اإلشارة على سياق موضوعي .باإلضافة إلى هذا المبدأ
الديني للتفسير ،هناك أيًضا مبادئ أكثر عقالنية ،أولها التفسير النحوي .ولكن فالسيوس كان أول من أدرك أهمية
المبدأ النفسي أو التقني للتفسير ،والذي وفًقا له يجب تفسير المقاطع الفردية في ضوء مقصد العمل بأكمله وتكوينه.
ومن أجل ذلك ،اعتمد بشكل منهجي على المعرفة البالغية للسياق الداخلي للمنتج األدبي ،وتكوينه وعناصره القوية،
الطريق لذلك .أدرك (Philipp Melanchthon)20 مهدت إعادة صياغة الخطاب األرسطي من قبل ميالنشتون
فالسيوس أنه استخدم ألول مرة بشكل منهجي من أجل تحديد ال لبس فيه للمواضع الجزئية التي ترد في السياق،
والغاية منها ،والنسبة ،والترابط بين أجزائها المنفصلة .وأن ذلك من شأنه جلب قيمته الهيرمنيوطيقية من وجهة نظر
عامة للمنهجية؛ فكما يقول «تستمد األجزاء الفردية من الكل في كل مكان قابليتها للفهم من عالقتها بهذا الكل
واألجزاء األخرى» .21يتتبع هذا الشكل الداخلي للعمل وصوًال إلى األسلوب والعناصر الفعالة الفردية ،وُيصمم
الخصائص الدقيقة ألساليب الالهوت البوليسي – نسبة إلى بولس – واليوحناوي – نسبة إلى يوحنا .-لقد كانت خطوة
كبيرة إلى األمام ،ولكن في حدود اإلدراك البالغي .كل عمل لميالنشتون وفالسيوس كان ُيكتب وفًقا للقواعد كما يتم
.فهمه أيًضا وفًقا لها .إنه أشبه بإنسان آلي منطقي يرتدي أسلوًبا وصوًرا وأشكااًل خطابية
(Siegmund Jakobتغلب فالسيوس في عمله على أوجه القصور الرسمية في هيرمنيوطيقية بومغارتن
ومع ذلك ،ظهرت حركة الهوتية-هيرمنيوطيقية ثانية كبيرة في نفس الوقت من خالل كتاب Baumgarten)22.
الذي ألفه بومغارتن .وقد بدأ «» Nachrichten Von Einer Hallischen Bibliothekأخبار من مكتبة هاله
المفكرون اإلنجليز األحرار ،ومفسرو العهد القديم من اإلثنولجيين ،يأخذون مكانهم جنًبا إلى جنب مع المفسرين
(Johann Davidوميشائيلس (Johann Salomo Semler)23 الهولنديين في الوعي األلماني .أما سملر
فقد تأثر ببومغارتن وعمله .طبق ميشائيلس ألول مرة وجهة نظر تاريخية موحدة للغة والتاريخ Michaelis)24
العظيم ،بتحطيم (Christian Baur)25 والطبيعة والقانون لتفسير العهد القديم .وقام سملر سلف كريستيان باور
وحدة قانون العهد الجديد ،وحدد المهمة الصحيحة لفهم كل كتاب مقدس على حدة في طابعه المحلي ،ثم ربط جمع
هذه الكتب المقدسة في وحدة جديدة كانت ضمنية في المفهوم الحي والتاريخي للصراع المسيحي األولي بين
– » المسيحية اليهودية والمسيحيين الذين يتبعون طرًقا أكثر ليبرالية .في كتابه «التمهيد للهيرمنيوطيقا الالهوتية
كان سملر حاسًم ا بنفس القدر في اشتقاق Vorbereitung Zur Theologischen Hermeneutik،
الهيرمنيوطيقا ككل من عنصرين أساسيين :التفسير القائم على االستخدام اللغوي ،والتفسير القائم على الظروف
(Johannالتاريخية .وبهذا تم تحرير التفسير من العقيدة ،وأنشئت المدرسة النحوية التاريخية .ثم قدم إرنستي
بتفكيره الثاقب والحذر النص الكالسيكي لهذه الهيرمنيوطيقا الجديدة في «مؤسسة مترجم August Ernesti)26
وهي الطريقة التي استخدمها شاليرماخر في » – Institutio Interpretis Novi Testamenti).العهد الجديد
https://mana.net/19879 6/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
تطوير المنهج الهيرمنيوطيقي الخاص به .وقد حدث هذ التطور المنهجي بما ال يدعو مجااًل للشك ضمن حدود ثابتة
معينة .في أيدي هؤالء المفسرين ،يذوب التركيب والنسيج الفكري لكل كتابة في عصر ما في ذات الخيوط لدائرة
األفكار المحلية والزمانية .وفًقا لهذه النظرة البراغماتية للتاريخ ،فإن الطبيعة البشرية الموحدة دينًيا وأخالقًيا ال ُتقّيد
.محلًيا وزمانًيا إال بطريقة خارجية؛ أي أنها تصبح مفهوًم ا غير تاريخي
حتى ذلك الحين ،كانت الهيرمينوطيقا الكالسيكية والكتابية تسيران جنًبا إلى جنب .لكن ألم يكن من الضروري أن
تلميذ ُ (Georg Friedrich Meier)27 ينظر إلى كليهما على أنهما تطبيقات عامة للطرق التفسيرية؟ اتخذ ماير
– » في عام 1757هذه الخطوة فكتب «محاولة لفن عام للتفسير (Christian Wolff)28 كريستيان فولف
لقد فهم حق الفهم ماهية علمه بشكل عام بقدر اإلمكان Versuch einer allgemeinen Auslegungskunst ،
بوصفه علًم ا من المفترض أن يحدد القواعد التي يجب مراعاتها في كل تفسير للعالمات .لكن الكتاب يثبت مرة
أخرى استحالة ابتكار علوم جديدة من منظور البناء الهندسي والتناسق .هذا يخلق لنا فقط نوافذ عمياء ال يستطيع أحد
الرؤية من خاللها؛ إذ ال تظهر الهيرمنيوطيقا الفعالة إال في عقل تم فيه دمج براعة التفسير اللغوي مع كليات فلسفية
.حقيقية .ولقد كان هذا شاليرماخر
4
لألعمال (Johann Joachim Winckelmann)29 دعونا نرسم البيئة الفكرية التي عمل فيها :تفسير فينكلمان
الفنية ،وتعاطف هيردر المتجانس مع روح العصور والشعوب ،ووجهة النظر الجمالية الجديدة ،وفلسفة اللغة عند كل
(Ludwigوفريدرش فولف وطالبه ،ومن بينهم هايندروف (Christian Gottlob Heyne)30 من هاين
الذي تابع دراساته األفالطونية مع شاليرماخر .تم دمج كل هذا عند شاليرماخر مع Friedrich Heindorf)31
مقاربة للفلسفة المتعالية األلمانية التي تسعى إلى قوة إبداعية تكمن وراء ما ُيعطى في الوعي ،قوة غير واعية بذاتها،
ولكنها تعمل بطريقة موحدة لتنتج شكل العالم بأكمله فينا .ومن الصلة بين هاتين اللحظتين على وجه التحديد ،طور
.شاليرماخر فنه الخاص في التفسير واألساس النهائي للهيرمنيوطيقا العملية
كانت الهيرمنيوطيقا ،في أحسن األحوال حينها ،عبارة عن مجموعة من القواعد التي ُج ِمَع ْت أجزاؤها من القواعد
الفردية ذاتها بغرض إعطاء تفسيرات عامة .كان لها عدة وظائف تعمل مًعا في عملية التفسير هذه بشكل منفصل
بوصفها تفسيًرا نحوًيا ،وتفسيًرا تاريخًيا ،وتفسيًرا جمالًيا بالغًيا ،وتفسيًرا واقعًيا .وبعد قرون من البراعة اللغوية،
أصبحت الهيرمنيوطيقا مدركة للقواعد التي يجب أن تعمل هذه الوظائف وفًقا لها .هذا ما جعل شاليرماخر يسعى إلى
تحليل الفهم الكامن وراء هذه القواعد ،أي إلى معرفة هذا العمل الهادف لفهم نفسه ،ومن هذه المعرفة استمد إمكانية
التفسير الشامل ،إلى جانب وسائله ،وحدوده ،وقواعده .إال أنه لم يستطع تحليل الفهم إال كإعادة خلق أو إعادة بناء
داخل عالقته الحية بعملية اإلنتاج األدبي نفسه .في اإلدراك الحي للعملية اإلبداعية التي ينشأ فيها عمل أدبي قوي،
أدرك شرط معرفة العملية األخرى ،التي بواسطتها يفهم العمل بأكمله من العالمات الفردية أي من خالل مبدع العمل
.وحسه الروحي الخاص
ومع ذلك ،كانت هناك حاجة إلى منظور نفسي تاريخي جديد لحل المشكلة المطروحة بهذه الطريقة .انطالًقا من
العالقة التي كانت قائمة بين التفسير اليوناني ،والبالغة بوصفها نظرية فنية لنوع معين من اإلنتاج األدبي – ،قمنا
سابقا بتتبع العالقة هنا ،وهي ليست محل خالف .-ولكن اإلشكالية كانت في أن مفهوم كلتا العمليتين ظل دائًم ا منطقًيا
وخطابًيا بحًتا .كانت الفئات التي حدثت فيها دائًم ا هي صنع االتصال المنطقي والترتيب المنطقي ثم تزيين هذا المنتج
المنطقي باألساليب واألشكال الخطابية والصور .ولكن اآلن ُتستخدم مصطلحات جديدة تماما لفهم المنتج األدبي .إْذ
توجد اآلن قدرة موحدة وخالقة ،غير واعية بفعاليتها التكوينية والتطويرية للدوافع األولى للعمل .التقبل والتكوين
https://mana.net/19879 7/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
الذاتي ال ينفصالن في هذه العملية .تتجلى الفردية هنا في كل التفاصيل ،وفي كل كلمة .أسمى تعبير لهذه القدرة
اإلبداعية هو الشكل الخارجي والداخلي للعمل األدبي .وعلى هذا ُيلبي ذلك العمل الحاجة النهمة لتكملة الفردانية عند
األشخاص من خالل مشاهدة اآلخرين .وهكذا يكون الفهم والتفسير دائما حيويين ونشطين في الحياة؛ ويصالن إلى
كمالهما في التفسير الفني لألعمال المليئة بالحياة وارتباطها بروح مؤلفها .كان هذا هو الشكل الذي اتخذته النظرة
.التفسيرية الجديدة في ذهن شاليرماخر
تأثر تصميم شاليرماخر للهيرمنيوطيقا العامة بحقيقة أنه شخصًيا طور بجانب معاصريه أنماًطا جديدة من التفكير
(Wilhelm vonالنفسي والتاريخي إلى فن لغوي جديد للتفسير .حول كًال من شيلر ،وفلهيلم فون همبولت
واإلخوة شليغل ،اهتمام الروح األلمانية من اإلنتاج الشعري إلى إعادة فهم العالم التاريخي .لقد Humboldt)32،
وفيلكر وهيغل (Georg Ludolf Dissen)34 ودسين (August Böckh)33 كانت حركة قوية أثرت على بوك
كما وقد أصبح فريدريش (Friedrich Carl von Savigny)36،وسافيني (Leopold von Ranke)35 ورانك
شليغل معلًم ا لشاليرماخر في فقه اللغة .فقد كانت المفاهيم التي طورها األول في مقاالته عن الشعر اليوناني ،وأعمال
هي تلك المتعلقة بالشكل الداخلي للعمل ،وتاريخ تطور الكاتب واألدب ) (Giovanni Boccaccioغوته وبوكاتشو
المفصلي بأكمله .خلف هذه اإلنجازات الفردية للفن اللغوي الترميمي ،وضع شليغل خطة لعلم النقد – آرس كريتيكا –
والذي من شأنه أن يستند إلى نظرية القدرة األدبية المنتجة .فما مدى قرب هذه الخطة من هيرمنيوطيقا ونقد
لشاليرماخر؟
كان شليغل هو من توصل إلى مشروع ترجمة أفالطون .وتم استخدام تقنية التفسير الجديد عليها ،والتي طبقها قبله
وبموجب تلك التقنية يجب أن ُيفهم أفالطون على أنه فنان فلسفي (Πίνδαρος)37، .بوك ودسين على أعمال بندار
فيكون الهدف من التفسير هو الوحدة بين شخصية أفالطون الفلسفية والشكل الفني ألعماله .ما تزال الفلسفة هنا،
ممزوجة بالمحادثة ،وتمثيلها الكتابي ما هو إال تثبيت للذاكرة .لذلك َو َجَب أن يكون هناك حوار ،وفي الواقع كان البد
أن يكون حواًرا يستلزم إعادة إنتاج الفرد لالرتباط الحي لألفكار .لكن في الوقت نفسه ،ووفًقا للوحدة الصارمة لهذا
التفكير األفالطوني ،يجب على كل حوار أن يكون استمراًرا لشيء سابق ،واستعداًدا لشيء ما قادم ،أي أنه استمرار
في نسج خيوط األجزاء المختلفة من الفلسفة .إذا اتبع المرء هذه العالقات بين المحاورات ،يظهر له الرابطة الشاملة
بين األعمال الرئيسية ،مما يكشف عن القصد األعمق ألفالطون في التقاط هذا االتصال المشكل بمهارة .وفًقا
لشاليرماخر ،هذا هو أول فهم حقيقي ألفالطون ،فالتسلسل الزمني ألعماله ،على الرغم من أنه غالًبا ما يتزامن مع
هذا الفهم إال أنه أقل أهمية .في مراجعته الشهيرة ،تمكن بوك من القول إن هذه التحفة الفنية أوجدت ألول مرة فقه
.لغوي أفالطوني
كان شاليرماخر يجمع وألول مرة بين البراعة اللغوية والعبقرية الفلسفية ،والتي شكلتها الفلسفة المتعالية ،التي قدمت
الوسائل المفاهيمية األولية للصياغة العامة للمشكلة الهيرمنيوطيقية وحلها .ومن هذا المنطلق نشأت النظرية العامة
.لعلم التفسير وفنه
أعد شاليرماخر مسودة أولى في خريف عام ،1804فيما يتعلق بقراءة كتاب «مؤسسة مترجم العهد الجديد»
(Martin-Luther-Universitätإلرنستي ،كمحاضرة افتتاحية لمقرره الدراسي حول التفسير في جامعة هاله
ولكن هذه الهيرمنيوطيقا التي بين أيدينا لم تكن بتلك الفعالية لوال أن بوك طالب شاليرماخرHalle-Wittenberg).
في فترة تدريسه في هاله بذلك ،وهذا ما أعطى هذه النسخة صياغة فعالة في محاضراته الرائعة حول هذا الموضوع
.التي ألفها بوك » Enzyklopädieفي «موسوعة ومنهجية العلوم اللغوية
https://mana.net/19879 8/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
سأحدد اآلن تلك النقاط في هيرمنيوطيقا شاليرماخر والتي تبدو لي حاسمة لمزيد من التطوير :كل تفسير لألعمال
المكتوبة هو مجرد تطور فني لعملية الفهم التي تمتد عبر الحياة بأكملها وتتعلق بكل أنواع الكالم والكتابة .وبالتالي
فإن تحليل الفهم هو األساس لتنظيم التفسير ،إال أنه ال يمكن تحقيق ذلك إال باقترانه مع تحليل إنتاج األعمال األدبية.
.ال تؤسس رابطة القواعد التي تحدد وسائل التفسير وحدوده إال في العالقة بين الفهم واإلنتاج األدبي
يصح اشتقاق إمكانية وجود تفسير عام من طبيعة الفهم نفسه .فهنا ال تتعارض شخصية الُم فسر وخصوصية المؤلف
كحقيقتين ال يمكن مقارنتهما ببعضهما بعًضا ،فقد تم تشكيل كالهما على أساس طبيعة بشرية عامة ،تمّك ن المجتمع
اإلنساني من التواصل مع بعضه بعًضا من أجل تبادل الكالم والفهم .هنا يمكن توضيح صيغ مصطلحات شاليرماخر
بشكل أكبر من الناحية النفسية .في النهاية ال ترجع جميع الفروق الفردية إلى االختالفات النوعية بين الناس ،ولكن
إلى تلك االختالفات المتفاوتة للعمليات النفسية .اآلن ،في محاولة منه لوضع إحساسه بالحياة في بيئة تاريخية أخرى،
يكون المفسر قادًرا على تقوية هذه العمليات النفسية وتعزيزها وجعل األخرين يتوارون خلفها ،وبالتالي إنشاء نسخة
.طبق األصل من حياة شخص آخر بداخله
إذا نظر المرء اآلن إلى الجانب المنطقي من هذه العملية ،ال من خالل إشارات فردية محددة نسبيا فقط ،يستطيع
التعرف على الرابط المنهجي من خالل التعاون المستمر بين المعرفة النحوية والمنطقية والتاريخية الموجودة بالفعل.
يتم التعبير عن هذا الجانب المنطقي من الفهم -في مصطلحاتنا المنطقية -بواسطة االستقراء ،وتطبيق الحقائق األكثر
عمومية على حاالت معينة ،ووضع منهج للمقارنة بينهما .ستكون المهمة التالية هي تحديد األشكال المعينة التي
.تفترضها هذه العمليات المنطقية وتفاعلها هنا
في هذه المرحلة ،تظهر الصعوبة المركزية لجميع الفنون التفسيرية نفسها .يجب فهم العمل بأكمله من الكلمات
الفردية وارتباطاتها ببعضها بعًضا ،ومع ذلك فإن الفهم الكامل للجزء الفردي يفترض مسبًقا بالفعل فهم الكل .تتكرر
هذه الدائرة وتعود مرة أخرى في العالقة بين العمل الفردي والنوع األدبي .حل شاليرماخر هذه الصعوبة بطريقة
خالبة في مقدمته لجمهورية أفالطون ،وهناك أمثلة أخرى لنفس هذا اإلجراء في نصوص محاضراته التفسيرية إلى
.درجة معينة ،فالفهم كله يبقى دائما نسبًيا ،وال يمكن أن يكتمل أبًدا .لذلك الفردية غير قابلة للتطبيق
رفض شاليرماخر تقسيم عملية التفسير إلى تفسير نحوي وتاريخي وجمالي وواقعي ،كما كان سائًدا قبله .تشير هذه
التمايزات فقط إلى أن المعرفة النحوية والتاريخية والواقعية والجمالية يجب أن تكون موجودة عندما يبدأ التفسير،
ويمكن أن تكون عاماًل مؤثًرا على كل فعل فيه .لكن عملية التفسير نفسها ال يمكن تقسيمها إال إلى وجهين – نحوي
ونفسي – متضمنين في معرفة الخلق العقلي المتكون من العالمات اللغوية .ينتقل التفسير النحوي في النص من
اتصال إلى اتصال أعلى بالروابط التي تهيمن على العمل بأكمله .في حين يعتمد التفسير النفسي على العملية الداخلية
اإلبداعية ،ويمضي قدًم ا إلى الشكل الخارجي والداخلي للعمل ،ومن هناك إلى فهم وحدة أعمال المؤلف فيما يتعلق
.بنوع وتطور منشأه الروحي
هذه هي النقطة التي يطور منها شاليرماخر ببراعة قواعد فن التفسير .كان مذهبه للشكل الخارجي والداخلي أساسًيا،
واقتراحاته العميقة بشكل خاص حول نظرية عامة لإلنتاج األدبي ،يكمن من خاللها اشتقاق أورغانون للتاريخ
.األدبي
الهدف النهائي لإلجراء الهيرمنيوطيقي هو فهم المؤلف بشكل أفضل مما فهم نفسه .هذا المبدأ هو النتيجة الضرورية
.لعقيدة اإلبداع الالواعي
https://mana.net/19879 9/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
5
دعونا نأخذ الخالصة ونختم بها :ال يصبح الفهم تأوياًل إال فيما يتعلق باآلثار اللغوية المكتوبة التي تحقق الصالحية
العامة .الهيرمنيوطيقا قد تجعل التفسير اللغوي واعًيا ألنماطها اإلجرائية وتبريراتها ،بيد أن فريدريش أوجست وولف
كان محًقا في عدم اعتبار فائدة مثل هذا النظام كبيرة جًدا مقارنة بالممارسات الحية ،بل باإلضافة إلى مزاياها العملية
في مجال التأويل ،يبدو لي أن هناك مهمة ثانية وأساسية في هذا النظام :من المفترض نظرًيا الحفاظ على الصالحية
الكونية العامة للتفسير ،ضد سطوة النزعة الرومانسية والذاتية المتشككة ،في المجال التاريخي اليقيني للمعرفة .فقد
أصبحت هذه النظرية التأويلية الُم دمجة في سياق نظرية المعرفة ومنطق ومنهجية العلوم اإلنسانية ،حلقة وصل مهمة
.بين الفلسفة والعلوم التاريخية ،وهي جزء أساسي في تأسيس العلوم اإلنسانية
الهوامش
الُم هدى (Festschrift: Philosophische Abhandlungen)،نشر فيلهلم دلتاي هذا المقال ألول مرة في )(1
.لكريستوف سيغوارت في عيد ميالده السبعين في ( 28مارس – 1900توبنغن) ،الصفحات 202-185
مقال «الفن باعتباره التمثيل األول للعالم التاريخي البشري في تفرده» ،المنشورفي «مساهمات في دراسة )(2
.الفردية» ( ،)96-1895الصفحات 303-273
فريدريش أوجست فولف ( )1824 – 1759عالم لغوي كالسيكي ألماني ،وأستاذ جامعي ،وناقد أدبي ،وباحث )(3
في تاريخ العصور الكالسيكية ،وكان عضًو ا في األكاديمية البروسية للعلوم ،توفي في مارسيليا ،عن عمر يناهز 65
.عاًم ا
.فريدريش جوتليب فيلكر 17( ديسمبر 4 – 1868نوفمبر )1784عالم لغوي كالسيكي ألماني ،وعالم آثار )(4
.لودوفيج بريلر 21( يونيو 15 – 1861سبتمبر )1809عالم لغة ألماني ،وعالم آثار )(5
البالغة إلى اإلسكندر هي أطروحة تنسب عادة إلى أرسطو إال أنه لم يكتبها وُيعتقد أن مؤلفها أناكسيمينيس )(6
مؤرخ يوناني ومعلم لإلسكندر األكبر ( 320 – 380قبل (Ἀναξιμένης ὁ Λαμψακηνός) المبساكوس
).الميالد
أرسطرخسوس ساموثراكي ( 143 -220قبل الميالد) مؤسس مدرسة القواعد والنقد في اإلسكندرية ناقد ونحوي )(8
.وأمين مكتبة اإلسكندرية ،مشهور بمساهمته في دراسات هوميروس
أبرخش أو هيبارخوس أو هيبارخ ( 120 – 190قبل الميالد) كان أعظم فلكي يوناني في عصره قام بتأسيس )(9
الفلك العلمي حيث اعتمد فقط على األرصاد وليس على التخمينات ،ساعدت أرصاده بطليموس على وضع نظريته
عن الكون المحيط باألرض واكتشف تقدم االعتدالين وخروج األرض عن مركز مسار الشمس الظاهري وبعض
.االختالفات في حركات القمر
https://mana.net/19879 10/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
أراطوس ( 240 – 310 / 315قبل الميالد) شاعر يوناني اشتهر بقصيدته الفلكية (قصيدة الظواهر) سداسية )(10
.التفعيل
زينودوت ( 260 – 330قبل الميالد) نحوي يوناني ،وناقد أدبي ،وعالم هومري ،وأول أمين مكتبة لمكتبة )(11
.اإلسكندرية
فيلون السكندري أو (ايديدا بالعبرية) ( 50 – 20م) ،كما أطلق عليه اسم فيلو اليهودي ،كان فيلسوًفا هلنستًيا )(12
.يهودًيا عاش في اإلسكندرية في الوقت الذي كانت مصر فيه تابعة للرومان
.القديس إيرينيئوس ( 202 – 130م) أسقف ليون في بالد الغال ،اشتهر بنشاطه في مقاومة الغنوصيين )(13
ثيودورس الموبسويستى ( 428 – 350م) عالم الهوت مسيحى ،وأسقف موبسويستىُ .يعرف أيضا باسم ) (14
.ثيودور أنطاكية ،نسبة إلى مكان والدته .كان أفضل ممثل للتأويل في مدرسة أنطاكية
هي نبوءات عن المسيح وتعرف أيًضا باسم النبوءات المسيانية عبارة عن مجموعة أقوال األنبياء التي وردت )(15
في األسفار المقدسة ضمن التوراة والمزامير وجميع أسفار العهد القديم أو التناخ ،ضمن الكتاب المقدس؛ وتصف
.بعضا من حياة المسيح المنتظر وصفاته وتعتبر تبشير لقدومه
كاسبار شوبه ( 19نوفمبر 27 – 1649مايو )1576ألماني كاثوليكي وباحث ومؤلف كتاب مالحظات حول )(16
.اللغة الالتينية
جان لو كليرك ،أو يوهانس كليريكوس ( 19مارس 8 – 1657يناير ،)1736عالم الهوت جينفي .اشتهر )(17
.بترويج التفسير النقدي للكتاب المقدس ،انفصل عن المذهب الكالفيني بسبب تفسيراته وغادر جنيف لهذا السبب
.هنري فاليسيوس (في األصل هنري دي فالوا) ( ،)1676 – 1603مؤرخ فرنسي لتاريخ الكنيسة )(18
).ماتياس فالسيوس ( 3مارس 11 – 1520مارس )1575عالم الهوت ومصلح لوثري من إستريا (كرواتيا )(19
فيليب ميالنشتون ( 19أبريل 16 – 1560فبراير )1497كان مصلًحا ألمانًيا ،ومتعاوًنا مع مارتن لوثر ،أول )(20
عالم الهوت نظامي في االصالح البروتستانتي ،والزعيم الفكري لإلصالح اللوثري ،ومصمم مؤثر لألنظمة
.التعليمية
(21) Matthias Flacius Illyricus, Clavis Scripturae Sacrae (Basel, 1580), I, Vorwort, S. 3
سيغموند جاكوب بومغارتن ( 14مارس ، 1706وولميرستيد ،دوقية ماغديبورغ – 4يوليو ،1757هاله) )(22
).عالم الهوت بروتستانتي ألماني .شقيق الفيلسوف ألكسندر جوتليب بومغارتن (1762-1714
يوهان سالومو سيملر ( 18ديسمبر 14 – 1725مارس )1791مؤرخ ألماني للكنيسة ،ومفسر للكتاب )(23
».المقدس ،وناقد الوثائق الكنسية وتاريخ العقائد .ويطلق عليه «والد العقالنية األلمانية
https://mana.net/19879 11/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
يوهان ديفيد ميشائيلس ( 27فبراير 22 – 1717أغسطس ،)1791عالم ومعلم إنجيل بروسي مشهور وبليغ(24) ،
كان عضوا في عائلة كان لها دور رئيسي في الحفاظ على االنضباط القوي في اللغة العبرية واللغات المماثلة التي
.ميزت جامعة هاله وعضوا في مدرسة غوتنغن للتاريخ
فرديناند كريستيان بور ( 21يونيو 2 – 1792ديسمبر )1860عالم الهوت ألماني بروتستانتي ومؤسس وقائد )(25
).لمدرسة توبنغن الالهوتية (الجديدة) (التي سميت على اسم جامعة توبنغن
يوهان أوجوست إرنستي ( 11سبتمبر 4 – 1781أغسطس )1707فيلسوف عقالني ألماني وعالم الهوت )(26
.وعالم لغة .كان أول من فصل رسمًيا التأويل في العهد القديم عن اإلنجيل
جورج فريدريش ماير ( 21يونيو 26 – 1777مارس )1718فيلسوف ألماني في علم الجمال من أتباع )(27
ألكسندر غوتليب بومغارتن ،قام بإصالح الفلسفة المسيحية عند فولف عن طريق إدخال عناصر جون لوك التجريبية
.في نظرية المعرفة
كريستيان فولف ( 24يناير 9 – 1679أبريل )1754فيلسوف ألماني اشتهر بكتابته في كل المجاالت العلمية )(28
المشهورة في عصره معتمًدا على طريقته الرياضية االستنتاجية االستداللية ،والتي تمثل ذروة التنوير العقالني في
.ألمانيا .وكان األب المؤسس لالقتصاد واإلدارة العامة كتخصصات أكاديمية
يوهان يواخيم فينكلمان ( 9ديسمبر 8 – 1717يونيو )1768كان مؤرًخ ا ألمانًيا للفن واآلثار .والرائد العالم )(29
.بالحضارة اليونانية .والمؤسس لعلم اآلثار الحديث
.كريستيان غوتلوب هاين ( 14يوليو 25 – 1812سبتمبر )1729أستاذ لغة ألماني كالسيكي وعالم آثار )(30
لودفيج فريدريش هايندورف ( 21سبتمبر 1774في برلين – 23يونيو 1816في هاله آن دير سال) عالم لغة )(31
.ألماني كالسيكي
فريدريش فيلهلم كريستيان كارل فرديناند فون همبولت ( 2يونيو 8 – 1767أبريل )1835فيلسوف بروسي(32) ،
».ولغوي ،ودبلوماسي ،ومؤسس «جامعة هومبولت في برلين
.أوجوست بوك ( 3أغسطس – 24 1867نوفمبر )1785أستاذ لغة ألماني كالسيكي وعالم آثار )(33
.جورج لودولف ديسن ( 17ديسمبر 21 – 1784سبتمبر )1837عالم لغة ألماني كالسيكي )(34
ليوبولد فون رانك ( 21ديسمبر 23 – 1795مايو )1886مؤرخ ألماني ومؤسس التاريخ الحديث المستند إلى )(35
.المصدر
.فريدريش كارل فون سافيني ( 21فبراير 25 – 1779أكتوبر )1861فقيه ومؤرخ ألماني )(36
بندار ( 438 – 518قبل الميالد) شاعر غنائي يوناني ،وهو من بين الشعراء الغنائيين التسعة المشهورين في )(37
.اليونان القديمة
https://mana.net/19879 12/13
1/15/22, 7:37 PM نشأة الهيرمنيوطيقا -منصة معنى الثقافية
https://mana.net/19879 13/13