You are on page 1of 59

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫ﺗﺣﻠﯾل ﺟﻣﯾﻊ ﻧﺻوص‬


‫اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ أوﻟﻰ ﺑﺎك‬

‫ﻣ‬
‫االسدس األول‬ ‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬

‫جمزوءة اإلنســان‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫تقديم عام جملــزوءة اإلنســـان ‪:‬‬


‫ما يزال صدى عبارة سقراط " أهيذا الانسان اعرف نفسك بنفسك " يرتدد إىل اليوم‪،‬‬
‫غري أن هذه العبارة يف احلقيقة يه دعوة رصحية إىل معرفة اذلات الانسانية والبحث عن جواب‬
‫لسؤال هو ما الانسان ؟‪ .‬إال أن كون الانسان من أعقد لاكئنات عىل وجه األرض فهام‪ ،‬وهذا‬
‫جيعل تقدمي اجلواب أمر صعب‪ ،‬ألنه سؤال فلسفي اشاكيل يس تدعي التأمل بعمق ودقة والتفكري‬
‫جبد ورزانة إذا اكن الهدف من طرح سؤال ما الانسان؟ هو حماوةل تعريفه وسرب أغواره من أجل‬

‫ﻣ‬
‫فهمه‪ ،‬فإن هذه احملاوةل مت التنظري لها من قبل حقول علمية متنوعة أعطت نظرهتا اخلاصة عن‬
‫الانسان‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫نظرت البيولوجيا لإلنسان بكونه اكئنا حيا وجزءا من الطبيعة يليب احتياجاته الرضورية‬
‫ليضمن عيشه واس متراره يف احلياة‪ ،‬كام حتمكه قوانني طبيعية وبيولوجية‪ ،‬إال أن اجلانب البيولويج‬
‫ليس هو اجلانب الوحيد عند الانسان‪ ،‬بل فيه أيضا جانب نفيس س يكولويج‪ ،‬هل دور همم يف‬
‫حتقيق توازن حياته خصوصا فامي يتعلق ابدلوافع والرغبات واملشاعر‪ ...‬ويه لكها معليات لها‬
‫اﻟ‬
‫ارتباطات جبانب الوعي يف الانسان إال أن هذا األخري ال خيلو من امحلق والالوعي والالانتباه‪،‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫وهذا ال ينبغي أن ينسينا العالقة الوطيدة بني اجلانب البيولويج والس يكولويج(النفي)‪.‬‬
‫ان الاملام ابلبعدين الس يكولويج والبيولويج ال يكفي لفهم الانسان وما يتصل به من‬
‫ظواهر بل البد من األخذ بعني الاعتبار بعده السوس يولويج الاجامتعي واملمتثل أساسا يف كون‬
‫ﺧﻴ‬

‫الانسان فردا داخل اجملمتع‪ ،‬يتواصل مع أبناء جدلته‪ ،‬جتمعهم ثقافة مشرتكة وتربط بيهنم عالقات‬
‫وروابط قرابة اجامتعية‪ ...‬وهذا لكه يؤثر عىل سلواكت ونشاطات وأفعال الانسان‪.‬‬
‫ان تعددت املقارابت ال يعين غياب املقاربة الفلسفية‪ ،‬بل إهنا تبقى حارضة بقوة من اجل‬
‫ﺺ‬

‫مجع ش تات هذه املقارابت اجلزئية وتقدمي نظرة مشولية تعكـس ماهية الانسان وحقيقته العميقة‬
‫وذكل حماوةل لإلجابة عىل ‪:‬‬
‫بأي معنى ميكن اعتبار االنسان كائنا واعيا؟ ثم ما هي حدود هذا الوعي؟ وإىل أي‬ ‫‪‬‬

‫حد ميكن اعتبار االنسان كائنا راغبا وحيوانا ناطقا وفردا اجتماعيا ؟‬

‫‪4‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫تقــديــــم ‪:‬‬
‫عندما يتساءل الانسان عن يشء ما أو عندما يفكر يف ذاته‪ ،‬فهو يلتجئ إىل وعيه‪ ،‬هذا‬

‫ﻣ‬
‫الوعي اذلي جيعل الانسان متحدا مع نفسه غري منفصل عن وجوده وعن طريقه يدرك الانسان‬

‫ﻮل‬
‫هويته‪ ،‬اليشء اذلي جيعهل قادرا عىل النطق ب " أان"‪.‬‬
‫غري أن للوعي أبعادا أخرى غري هذا البعد الس يكولويج وهو البعد اذلي يدرك فيه‬
‫الانسان حياته الاجامتعية والبيئة احمليطة به عن طريق الاحساس ابلشعور‪ ،‬إال أن الانسان ال‬
‫يكون دامئا منتهبا ومدراك لنفسه وذاته والعامل احمليط به‪ ،‬بل تنتابه أحياان حاالت من الالوعي وهو ما‬
‫اﻟ‬
‫كشفت عنه ادلراسات الفلسفية املعارصة يف جمال عمل النفس واذلي ينهبنا إىل أن الالوعي قد‬
‫يكون هو املتحمك الرئييس يف سلوك الانسان‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫إذا اكن الانسان يلجأ إىل وعيه من أجل التفكري وانتاج احلقائق فإن هذا الوعي ال يكون‬
‫أحياان الا منبعا وأصال لألوهام ‪:‬‬
‫ما عالقة اإلدراك احلسي بالوعي؟ وما دوره يف تشكله؟ و هل احلواس وحدها كافية‬
‫ﺧﻴ‬

‫‪‬‬

‫لتكوين الوعي لدى اإلنسان؟‬


‫ما الذي حيكم وجود الذات هل هو الوعي أم الالوعي ؟ وما عالقة كل منهما باآلخر ؟‬ ‫‪‬‬
‫ﺺ‬

‫هل الوعي قادر إعطاء صورة حقيقية عن حياتنا الواقعية وعن ذواتنا؟ أال تتدخل‬ ‫‪‬‬

‫االيديولوجيا والوهم يف تشويه الواقع وقلب احلقائق ؟‬

‫‪https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/‬‬

‫‪5‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملور األول ‪ :‬اإلدراك احلسي والشعور‬
‫إشكال احملور ‪:‬‬
‫ما عالقة اإلدراك احلسي بالوعي؟ وما دوره يف تشكله؟ و هل احلواس وحدها كافية لتكوين‬
‫الوعي لدى اإلنسان؟‬
‫مطلب التحليل‬
‫‪ ‬حتليل نص رونيه ديكارت ص ‪: 11‬‬
‫صاحب النص‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫هو الفيلسوف الفرنيس روين دياكرت ( ‪ ،) 1650-1596‬من كبار فالسفة القرن السابع‬

‫ﻮل‬
‫عرش‪ .‬يعترب رائد الزنعة العقالنية احلديثة‪ ،‬وقد عرف بشكه املهنجي و تأسيسه فلسفته عىل‬
‫الكوجيطو ” أان أفكر‪ ،‬إذا أان موجود ”‪ ” Je pense donc je suis‬من مؤلفاته ‪ " :‬تأمالت‬
‫ميتافزييقية " و " مقال يف املهنج "‪.‬‬
‫إشكال النص ‪:‬‬
‫اﻟ‬ ‫ما األان؟ و ما عالقة الوعي ابإلدراك احليس؟‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫األان حسب دياكرت هو ذات مفكرة وواعية‪ ،‬و التفكري عنده هو أساس وجود األان؛ فأان‬
‫موجود ما دمت أفكر‪ ،‬فإذا انقطعت عن التفكري انقطعت عن الوجود‪ .‬و الوعي عند دياكرت هو‬
‫ﺧﻴ‬

‫وعي ينكفئ عىل اذلات و يمت داخلها وال حيتاج إىل احلواس أو اإلدراك احليس‪ ،‬إنه وعي مرتبط‬
‫ابحلدس املبارش‪.‬‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫ﺺ‬

‫وظف رينيه دياكرت بنية مفاهميية مركزة من أجل توضيح أفاكره‪ ،‬حبيث متثلت يف مفهوم‬
‫األان اذلي تساءل دياكرت عن هذه األان يف قوهل أي يشء أان؟ ليجيب عليه بأن األان يشء مفكر‪،‬‬
‫واألان يه اذلات املفكرة اليت تشك وتس تقل بتفكريها عن اآلخر‪ .‬كذكل حيرض مفهوم التفكري اذلي‬
‫عرب عنه صاحب النص بأنه األان أو اذلات يه اليت تفكر‪ ،‬والتفكري هو خاصية إنسانية تؤدي إىل‬
‫اليقني‪ ،‬وهو مرتبط ابلوعي فاالنسان الواعي هو اذلي ابس تطاعته ممارسة التفكري‪.‬‬

‫‪https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫اعمتد دياكرت عىل بنية جحاجية هممة‪ ،‬شلكت الهيلك الاس تداليل للنص ليقنعا بأطروحته‪،‬‬
‫فلقد اس هتل هذا النص الفلسفي بأسلوب السؤال كأسلوب جحايج‪ ،‬وميكن المتيزي بني نوعني من‬
‫السؤال اذلي أورده دياكرت يف النص ‪:‬‬
‫‪ ‬سؤال استشكالي ‪ " :‬أي يشء أان ‪....‬؟ وما اليشء املفكر؟ " وهنا يتساءل دياكرت عن‬
‫طبيعة األان‪.‬‬
‫‪ ‬سؤال استنكاري‪ " :‬مل ال تكون ‪...‬؟ ألست أان‪...‬؟ فهل هناك‪...‬؟" وهنا يريد دياكرت أن‬

‫ﻣ‬
‫يستنكر أن تكل اخلصائص لكها يه من طبيعته‪.‬‬
‫استنتاج ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫نس تنتج أن دياكرت حدد الانسان كاكئن مفكر يعمتد عىل التفكري وحده ملعرفة ذاته‪،‬‬
‫فاس تطاع بذكل أن يثبت وجوده فكراي دون احلاجة إىل احلس أو احلواس‪.‬‬
‫لكن هل فعال ميكن أن نعتمد على الفكر وحده لكي نعي ذواتنا أم البد من اللجوء إىل‬ ‫‪‬‬
‫احلواس؟‬
‫اﻟ‬
‫مطلب املناقشة ‪:‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫إذا اكن دياكرت الفيلسوف العقالين قد أكد عىل أن الوعي ابذلات يمت عن طريق احلدس‬
‫ﺧﻴ‬

‫املبارش فإن دافيد هيوم الفيلسوف الاجنلزيي رائد املدرسة التجريبية يرى أن الوعي ابذلات ال يمت‬
‫من دون معلية ادراكية حس ية ما وأنه عندما تزول الادرااكت احلس ية يصري األان غري موجود‪،‬‬
‫ولهذا جند هيوم يفند وينتقد التصور اذلي يرى أن الوعي شفاف ومبارش‪ ،‬فاإلدراك احليس حس به‬
‫ﺺ‬

‫رشط أسايس حلصول الوعي ابذلات‪ ،‬مفثال عندما يكون املرء انمئا تزول ادرااكته ابلزمان واملاكن‬
‫وابلتايل يزول وعيه بذاته ويصبح عدما مما يعين أن عالقة الشعور ابالدراك عالقة تالزمية أي إذا‬
‫غاب أحدهام غاب اآلخر‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملور الثاني ‪ :‬الوعي والالوعي‬
‫إشكال احملور ‪:‬‬
‫ما الذي حيكم وجود الذات هل هو الوعي أم الالوعي ؟ وما عالقة كل منهما باآلخر ؟‬
‫مطلب التحليل‬
‫‪ ‬حتليل نص اميانويل كانط ص ‪: 14‬‬
‫إشكال النص ‪:‬‬
‫ما اذلي ميزي اإلنسان عن احليواانت واألش ياء‪ ،‬ومينحه قمية وكرامة ومسو علهيا؟ وهل يرتبط‬

‫ﻣ‬
‫الوعي ابذلات ابلنطق بلفظ أان؟‬

‫ﻮل‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫يقدم اكن اطروحة مفادها ان اإلنسان يمتزي عن احليواانت واألش ياء بقدرته عىل تصور ذاته‬
‫ووعيه هبا‪ ،‬وهو ما جيعهل اكئنا حرا‪ ،‬مسؤوال وذا كرامة ال تقدر بمثن‪ .‬ويرتبط الوعي ابذلات ابلنطق‬
‫بلفظ أان أو عىل األقل امتالك تصور عهنا‪.‬‬
‫اﻟ‬ ‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫العالقة بني النطق بلفظ أان ومفهوم الوعي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫ال ميكن الوعي ابذلات إال من خالل النطق بلفظ أان‪ ،‬أو عىل األقل امتالك مدلول عهنا؛‬
‫حفيامن يبدأ الطفل ابلنطق بلفظ أان‪ ،‬فإنه ينتقل من اإلحساس احليس املبارش بذاته لريتقي إىل‬
‫ﺧﻴ‬

‫مس توى التفكري فهيا والوعي هبا‪.‬‬


‫العالقة بني مفهويم الوعي وهوية اذلات ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن الوعي ابذلات هو اذلي مينحها هويهتا‪ ،‬أي يكس هبا وحدهتا ومتزيها عن ابيق األش ياء‬
‫ﺺ‬

‫والاكئنات‪.‬‬
‫العالقة بني مفهويم الوعي والكرامة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن الوعي هو اذلي مينح اإلنسان قمية وكرامة ال تقدر بمثن‪ ،‬فلو غاب الوعي س تغيب معه‬
‫الكرامة‪.‬‬

‫‪https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫اس تخدم اكنط أسلوبني جحاجيني رئيس يني من أجل إثبات أطروحته‪:‬‬
‫أ‪ .‬أسلوب املقارنة ‪:‬‬
‫ويتجىل من خالل املقارنة بني اإلنسان من هجة‪ ،‬واحليواانت واألش ياء من هجة أخرى ‪.‬‬
‫وذكل من أجل إثبات أن اإلنسان يمتزي عهنا ابخلصائص الرئيس ية التالية ‪:‬العقل‪ ،‬الوعي‪ ،‬احلرية‪،‬‬
‫املسؤولية والكرامة‪.‬‬
‫ب‪ .‬أسلوب املثال ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫يتعلق األمر بثالثة أمثةل‪:‬‬
‫‪ o‬منال اإلنسان غري القادر على النطق باألنا ‪ :‬مثل األبمك مثال نظرا لوجود مشلك يف أعضاء‬

‫ﻮل‬
‫النطق‪ .‬لكن ابلرمغ من ذكل فإن هل القدرة عىل امتالك تصور لها‪ ،‬مما يؤههل ليك يكون اكئنا واعيا ‪.‬‬
‫‪ o‬منال اللغات اليت قد ال تتوفر على صيغة تعبريية عن ضمري املتكلم أنا ‪ :‬لكهنا مع ذكل‬
‫تكون مضطرة عىل أن تتوفر عىل مدلول أو تصور أو فكرة عنه‪.‬‬
‫‪ o‬منال الطفل ‪:‬اذلي ال يكون يف بداية تعلمه للغة قادرا عىل اإلشارة إىل نفسه بلفظ أان‪،‬‬
‫اﻟ‬
‫وحيامن يبدأ ابلنطق به فإنه ينتقل من مس توى اإلحساس احليس الغريزي إىل مس توى التفكري‬
‫ﺘﻼ‬
‫والوعي ابذلات‪.‬‬
‫استنتاج‬
‫نس تنتج حسب اكنط أن الوعي هو اذلي حيمك وجود اذلات من خالل النطق بلفظة أان‬
‫ﺧﻴ‬

‫اليت تشري إىل املعرفة الواعية بذواتنا وخشصياتنا‪.‬‬


‫مطلب املناقشة ‪:‬‬
‫أطروحة كارل ماركس ‪:‬‬
‫ﺺ‬

‫يرفض اكرل ماركس أن يكون الوعي هو اذلي حيدد الوجود الاجامتعي‪ ،‬ويرى عىل العكس‬
‫من ذكل بأن خمتلف أشاكل الوعي من أفاكر وأخالق وتصورات وإيديولوجيا وثقافة روحية يه‬
‫انعاكسات للحياة العملية واملادية‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫أطروحة سيغموند فرويد ‪:‬‬
‫هناك الكثري من أفعال اإلنسان وأفاكره ال ميكن تفسريها انطالقا من الوعي‪ ،‬بل يه صادرة‬
‫عن دوافع الواعية‪ .‬وهذا ما جيعل فرضية الالوعي رضورية ومرشوعة‪ ،‬خصوصا وأن املامرسة‬
‫الطبية النفس ية أثبتت جناهحا ومرشوعيهتا‪.‬‬
‫مكوانت الھجاز النفيس حسب فرويد‪:‬‬
‫األان األعىل‬ ‫األان‬ ‫الهو‬
‫‪ -‬ينشأ عن اصطدام رغبات الھو ‪ -‬ميثل مبدأ املثال‪.‬‬ ‫‪ -‬ھو أصل الھجاز النفيس‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫‪ -‬ميثل القمی األخالقية العليا‬ ‫ابلواقع‪.‬‬ ‫‪ -‬ميثل الرغبات الغريزية اليت‬
‫(الضمري األخاليق ‪.)...‬‬ ‫تھدف إىل حتقيق ا ذلّلة ‪ -‬ميثل منطقة الرصاع يف الھجاز‬

‫ﻮل‬
‫‪ -‬ينشأ عن تقمص الطفل لألوامر‬ ‫النفيس حيث يقوم بوظيفة‬ ‫احلس ية‪.‬‬
‫العليا لوادليه أو ملن يعتربھم‬ ‫أساس ية‪ ،‬ھي التوفيق بني الرغبات‬ ‫‪ -‬العقيل‪ ،‬الشعوري و ال‬
‫قدوة ابلنس بة إليه‪.‬‬ ‫الالمعقوةل للھو واألوامر املثالية‬ ‫منطقي‪.‬‬
‫لألان األعىل‪.‬‬ ‫‪ -‬ال زماين و ال ماكين‪.‬‬
‫‪ -‬ميثل مبدأ الواقع‪.‬‬
‫اﻟ‬
‫خالصة المحور ‪:‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫لقد مت اعتبار اإلنسان يف الفلسفة حيواان انطقا‪ ،‬و مت اعتبار أن الوعي ھو السمة‬
‫األساس ية املمزية هل عن ابيق الاكئنات‪ .‬ھكذا فالوعي عند الفالسفة كدياكرت و سارتر و أالن ھو‬
‫ﺧﻴ‬

‫املصدر أو األساس اذلي تنبين عليه لك احلقائق‪ ،‬فسلواكت اإلنسان و أفاكره صادرة عن الوعي ‪.‬‬
‫غري أن أحباث فرويد يف جمال عمل النفس أدت إىل اكتشاف الالوعي أو الالشعور‪ ،‬حبيث مث‬
‫ﺺ‬

‫اعتباره أساس احلياة النفس ية و أنه حيتل احلزي األكرب يف الھجاز النفيس‪ ،‬و ما الوعي سوى اجلزء‬
‫الضئيل اذلي يتواجد عىل سطح ھذا الھجاز ‪.‬‬
‫واعترب فرويد أن معظم سلواكت اإلنسان‪ ،‬و أشاكل وعيه بذاته و ابلعامل‪ ،‬صادرة عن دوافع‬
‫الشعورية جتد جتلياتھا يف األحالم و النكت و فلتات اللسان‪ ،‬ويف اإلبداعات الفنية و األمراض‬
‫النفس ية‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملور الثالث ‪ :‬االيديولوجيا والوهم‬
‫إشكال احملور ‪:‬‬
‫هل الوعي قادر إعطاء صورة حقيقية عن حياتنا الواقعية وعن ذواتنا؟ أال تتدخل‬
‫االيديولوجيا والوهم يف تشويه الواقع وقلب احلقائق ؟‬
‫مطلب التحليل‬
‫‪ ‬حتليل نص لويس ألتوسري ص ‪: 25‬‬
‫إشكال النص ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫مباذا ترتبط الايديولوجيا ؟ هل ترتبط ابلوعي أم ابلالوعي ؟ وهل تعرب عن حقيقة العالقة‬

‫ﻮل‬
‫اليت تربط الناس بظروف عيشهم ‪ ،‬أم تعرب فقط عن اخلياالت واألوهام واآلمال املرتبطة بتكل‬
‫العالقة؟‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫يرى ألتوسري أن الايديولوجيا ترتبط ارتباطا وثيقا ابلالوعي ‪ ،‬وأهنا ال تعرب عن حقيقة الواقع‬
‫اﻟ‬
‫وحقيقة العالقة اليت تربط الناس هبذا الواقع وابلظروف اليت يعيشوهنا‪ ،‬بل يه تعرب يف نظره عن‬
‫آمال وحنني جملمتع أفضل ‪ ،‬أي تعرب عن أوهام وخياالت ال متت إىل الوعي بصةل‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫ـ االيديولوجيا ‪ :‬ال تنمتي إىل منطقة الوعي وال ترتبط به‬
‫ﺧﻴ‬

‫ـ اإليديولوجيا ‪ :‬يف جوهرها الواعية‪.‬‬


‫ـ اإليديولوجيا ‪ :‬نسق من المتثالت ال متت إىل الوعي بصةل ‪.‬‬
‫ـ المتثالت موضوعات ثقافية تدرك وتعاىن‪ ،‬فتؤثر عىل البرش وفق معلية جيهلون مدلولها‬
‫ﺺ‬

‫ـ اإليديولوجيا ‪ :‬ال تفرض نفسها عىل األغلبية الساحقة من الناس إال كبنيات دون أن متر بوعهيم‪.‬‬
‫ـ اإليديولوجيا ‪ :‬ال تعرب عن العالقة احلقيقية للناس بظروف عيشهم ‪ ،‬بل تعرب عن تصورات‬
‫فكرية حول هذه العالقة‪.‬‬
‫ـ اإليديولوجيا ‪ :‬ال تقدم لنا إال صورة ومهية ال تعرب عن الواقع املعاش بقدر ما تعرب عن أحالم‬
‫وآمال اإلنسان حول واقعه‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫البنية احلجاجية ‪:‬‬


‫اعمتد ألتوسري يف هذا النص عىل مجموعة من األنواع واألساليب احلجاجية مهنا ‪:‬‬
‫ـ أسلوب التوكيد ‪ :‬ويدل عليه مجموعة من املؤرشات اللغوية يف النص كـ "إن‬
‫اإليديولوجيا ‪...‬حصيح أن ‪ ....‬إهنا تكون يف معظم األحوال ‪ ...‬يف حقيقة األمر ‪ ، "..‬ولك هذا‬
‫ليؤكد عىل أمهية الايديولوجيا يف بناء اترخي الشعوب ‪ ،‬وعىل أهنا تفرض نفسها عىل الناس بطريقة‬
‫ال واعية ‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫ـ أسلوب الدحض واالعرتاض ‪ :‬إذ أن ألتوسري ينتقد األطروحة اليت تربط اإليديولوجيا‬
‫ابلوعي فقط و تغفل دور الالوعي يف حتديد األفاكر واملامرسات البرشية ‪ ،‬ويعرتض علهيا ابلتأكيد‬

‫ﻮل‬
‫عىل جتذر الايديولوجيا يف اترخي الشعوب واجملمتعات وفرضها نفسها عىل اإلنسان وإن مل يمت الوعي‬
‫هبا ‪ .‬ومن املؤرشات اللغوية ادلاةل عىل هذا األسلوب يف النص جند ‪ ( :‬علينا أال ننخدع ‪ ...‬الناس‬
‫ال يعربون يف الايديولوجيا عن‪.) ..‬‬
‫استنتاج‬
‫اﻟ‬
‫نس تنتج من خالل حتليلنا لهذا النص أن الوعي غري قادر عىل اعطاء صورة حقيقية عن‬
‫ﺘﻼ‬
‫ذواتنا وعن الواقع‪ ،‬بل تصيبه الايديولوجيا‪....‬‬
‫مطلب املناقشة ‪:‬‬
‫أطروحة عبد اهلل العروي ‪:‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫معىن واحضاً‬
‫يرى عبد العروي أن الايديولوجيا دخيةل عىل لك اللغات ‪ ،‬وأهنا ال حتمل ً‬
‫اثبتاً‪ ،‬بل ختتلف حسب موضع الاس تعامل و املُس تَع ِمل ‪ ،‬وأن فكرها املتش بع ابذلاتية يتعارض مع‬
‫ﺺ‬

‫الفكر املوضوعي اخلاضع للمحيط اخلاريج واملتش بع بقوانينه‪.‬‬

‫‪https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/‬‬

‫‪12‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫ﻣ‬
‫خـالصة عامة ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫إذا اكن التحديد العلمي للوعي ينحرص يف البعد الفزييولويج اذلي يغدو معه الوعي جمرد‬
‫نشاط عقيل متعلق ابلوظائف العصبية لدلماغ فإن البعد اإلشاكيل لهذا املفهوم لن يتبدى ( يظهر)‬
‫سوى مع املقاربة الفلسفية حيث يصري الوعي مؤسسا للوجود البرشي ذاته فهو جوهر اإلنسان‬
‫وقوام عالقته مع العامل‪ .‬وابلرمغ مما يتعلق هبذا الوعي من حمدودية )‪ (finitude‬تظهر اترة يف إبراز‬
‫اﻟ‬
‫الثقل الس يكولويج لالوعي‪ ،‬وبإبراز التحريف أو الزتييف اذلي يلحقه حتت مفعول اإليديولوجيا‬
‫ﺘﻼ‬
‫اترة أخرى فإن ذاتية اإلنسان كذات فاعةل من شأهنا أن تنفلت من لك احتواء وأن تتجاوز لك‬
‫حمدودية طاملا أنه ابلوعي ذاته يتحصل الوعي برشوط إماكن هذه اذلات وفاعليهتا‪.‬‬
‫والوعي أو الالوعي يتدخل يف رغبات الانسان ويؤثر علهيا‪ ،‬فإذا اكن الانسان اكئنا راغبا‬
‫ﺧﻴ‬

‫فهل هو اكئن راغب‪.‬‬


‫ﺺ‬

‫‪13‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫يعترب الانسان حيواان ذكل أن هل حاجات بيولوجية غريزية مثهل مثل ابيق احليواانت‬

‫ﻣ‬
‫األخرى‪ ،‬لكنه يمتزي عهنا ابلرغبة ألنه يسعى لتحقيق حاجاته بأشاكل ويف أوقات خمتلفة وحبسب‬
‫إرادته‪ ،‬لكن هناك مغوض يكتنفها ألهنا ترتبط بأبعاد أساس ية لإلنسان‪ ،‬جبسده وابنفعاالته الوجدانية‬

‫ﻮل‬
‫وإرادته العاقةل‪ ،‬هكذا فاإلنسان تكون هل رغبات وجدانية واجامتعية وجاملية وغريها الكثري‪ ،‬مفن هنا‬
‫حتتل الرغبة ماكنة هامة يف حياة الانسان وتتجىل ابألساس يف مظاهر وأمناط عيشه‪ ،‬والغاية من‬
‫حتقيقها هو الوصول اىل الّلة والهبجة والسعادة‪...‬‬
‫اﻟ‬
‫مفا الرغبة؟ وبأي معىن يكون الانسان اكئنا راغبا؟‬ ‫‪‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫ما الفرق بني الرغبة واحلاجة؟ وما طبيعة العالقة بيهنام؟‬ ‫‪‬‬

‫كيف تتفاعل الرغبة والارادة يف الانسان؟‬ ‫‪‬‬

‫هل السعادة اش باع للرغبات أم حترر مهنا؟ وأي الرغبات من شأهنا حتقيق السعادة‬ ‫‪‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫لإلنسان؟‬
‫ﺺ‬

‫‪14‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملور األول ‪ :‬ما الرغبــة‬
‫الرغبة ‪ :‬يه الزنوع التلقايئ ادلاعي إىل غاية معلومة أو متخيةل‪ ،‬والرغبة مقابةل لإلرادة‪ ،‬مفعجم روبري يعرفها‬
‫بكوهنا تشري اىل امليل حنو حتصل يشء بغية الوصول اىل الّلة حبيث يقال الرغبة يف النجاح مبعىن الطموح‬
‫والارادة‪.‬‬
‫اشكال احملور ‪:‬‬
‫ما الرغبة؟ وبأي معىن يكون الانسان اكئنا راغبا؟‬
‫مرحلة التحليل ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫حتليل نص أفالطون" الرغبة فطرية يف االنسان" ص ‪: 31‬‬
‫إشكال النص‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫هل الرغبة فطرية يف الانسان؟ وكيف ينبغي تنظميها والتحمك فهيا؟‬
‫أطروحة النص‪:‬‬
‫يقدم الفيلسوف اليوانين أفالطون اطروحة اساس ية مفادها ان الانسان اكئن راغب‬
‫ابمتياز وأن الرغبة فطرية فيه‪ ،‬حبيث قسمها اىل نوعني‪ ،‬وأكد عىل وجوب تدخل العقل من أجل‬
‫اﻟ‬
‫تنظمی الرغبات الغري الرضورية واليت قصد هبا تكل الرغبات احليوانية اليت تظهر يف حاةل النوم‬
‫ﺘﻼ‬
‫(احلمل) سواء الرغبات اجلنس ية أو الرغبات العنيفة اكلقتل مثال‪ ،...‬وابلتايل فالعقل ينحرص دوره‬
‫حسب أفالطون يف تنظمی هذه الرغبات وعقلنهتا لتامتىش مع الواقع‪.‬‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫معد صاحب النص اىل اس تخدام بنية مفاهميية هممة قصد رشح وتفسري موقفه من بيهنا‬
‫امللذات واليت يه عبارة عن رغبات يسعى الانسان حتقيقها لنيل الّلة واملتعة‪ ،‬حبيث أكد‬
‫ﺺ‬

‫الفيلسوف عىل أهنا فطرية وغريزية يف الانسان‪ ،‬فاملّلات اليت حتدث عهنا افالطون ابخلصوص‬
‫يه تكل الغري الرضورية‪ .‬مث الرغبة ويه ميل الانسان حنو يشء معني حيقق لإلنسان السعادة‬
‫والّلة‪ ،‬ففي النص قال الفيلسوف أن الرغبات تنقسم اىل صنفني رضورية ويه اليت تامتىش مع‬
‫قوانني العقل واجملمتع‪ ،‬وأخرى غري رضورية تظهر خاصة يف النوم ويه رغبات تس تلزم تدخل العقل‬
‫فهيا من أجل تنظميها واحلد مهنا‪ .‬وأخريا اخليال واذلي هو حاةل يبتعد فهيا الانسان عن الواقع‬

‫‪15‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫وارتباطه ابملادة‪ ،‬فاخليال يرادف احلمل يف النص أي حيامن يتخيل يف نومه مواقف وحلظات يصعب‬
‫حتقيقها يف الواقع أي تكل الرغبات احليوانية‪.‬‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫ركز صاحب النص عىل بنية جحاجية شلكت الهيلك الربهاين للنص‪ ،‬إلقناعنا برأيه معد اىل‬
‫اس تعامل اسلوب العرض "انه يوجد من امللذات والرغبات‪ "...‬اذلي من خالهل عرض افالطون‬
‫لفكرته القائةل بأن الرغبة فطرية يف الانسان وأن هناك رغبات رضورية وأخرى غري رضورية جيب‬
‫تنظميها بواسطة العقل‪ ،‬مث يوظف أسلوب االستدراك " ‪...‬غري أن قمعها‪ "...‬واذلي من خالهل‬

‫ﻣ‬
‫يس تدرك صاحب النص بأن تنظمی الرغبات غري الرضورية بواسطة قوانني العقل من شأنه أن يعمل‬

‫ﻮل‬
‫عىل ازالهتا والتخفيف مهنا‪ ،‬كام حيرض اسلوب االستفهام "ولكن عن أي الرغبات نتحدث؟" حبيث‬
‫يتساءل الفيلسوف عن الرغبات اليت جيب عىل العقل التدخل من اجل كبحها وتنظميها والابقاء‬
‫عىل الافضل مهنا فقط أال ويه الرغبات الغري الرضورية واليت تظهر يف النوم‪.‬‬
‫استنتاج ‪:‬‬
‫اﻟ‬
‫نس تنتج من خالل حتليلنا لهذا النص أن الانسان اكئن راغب وأن الرغبة فطرية وغريزية‬
‫فيه‪ ،‬وأنه البد للعقل أن يتدخل من أجل تنظمی وكبح جامح بعض الرغبات خاصة احليوانية‬
‫ﺘﻼ‬
‫مهنا‪،‬لكن هل الرغبة دائما جيب تنظيمها بواسطة العقل؟ أال ميكن أن تصبح الرغبة عبارة‬
‫عن شهوة؟‬
‫مرحلة املناقشة ‪:‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫موقف الفيلسوف اهلولندي باروخ اسبينوزا ‪: 1632-1677‬‬


‫اذا اكن افالطون يرى بأن الانسان اكئن راغب وأن الرغبة فطرية فيه‪ ،‬فإن الفيلسوف‬
‫ﺺ‬

‫ابروخ اس بينوزا يامتىش مع نفس هذا الطرح حبيث يرى أن الانسان ليك حيدده وجوده وهويته بني‬
‫الاكئنات والاش ياء فهو يرغب‪ ،‬لكن الرغبة عند الانسان يه عبارة عن شهوة واعية أي مقرتنة‬
‫برقابة العقل‪ ،‬فاالنسان ال يرغب وال يش هتيي األش ياء إال اذا عمل أهنا جيدة هل وختدمه‪ ،‬فالرغبة‬
‫يتداخل فهيا صوت العقل من هجة ونداء اجلسد من هجة اثنية‪ ،‬فلتحقيق شهوة اجلسد ال بد من‬
‫اس تحضار الوعي أي العقل لتس يري وتنظمی الرغبات‪.‬‬

‫‪16‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملور الثاني ‪ :‬الرغبة واحلاجة‬
‫احلاجة ‪ :‬يه أن يكون الاكئن احلي يف حاةل يفتقر فهيا إىل ما هو رضوري مثال حاجة احليوان إىل‬
‫األلك‪ ،‬وحاجة النبات اىل املاء وختتلف احلاجة عن الرضورة‪.‬‬
‫ان املالحظة األولية لهذا النص تشري عىل أنه يتأطر بشلك عام مضن جمزوءة الانسان‪،‬‬
‫اليت تعاجل الانسان من أبعاد متنوعة بكونه اكئنا واعيا وراغبا‪ ،‬ويتأطر بشلك خاص مضن مفهوم‬
‫الوعي يف حموره الرغبة واحلاجة‪ ،‬فالرغبة يه امليل والزنوع حنو يشء معني‪ ،‬واش باعها يؤدي اىل‬
‫حتصيل املتعة والراحة‪ ،‬أما احلاجة فهيي حاةل يفتقر فهيا الاكئن اىل يشء رضوري وملح ويه أمر‬

‫ﻣ‬
‫فطري يشرتكها الانسان واحليوان‪ ،‬فبني الرغبة واحلاجة ترابط وطيد‪ ،‬هذه العالقة تدفعنا اىل طرح‬

‫ﻮل‬
‫الكثري من التساؤالت من قبيل‪ :‬ما الفرق بني الرغبة واحلاجة؟ وكيف تتحدد عالقة الرغبة ابلّلة؟‬
‫وهل تمتثل الرغبة يف البحث عن الّلات احلس ية؟‬
‫لإلجابة عن الاشاكل املطروح يقدم الفيلسوف اليوانين أبيقور أطروحة أساس ية يؤكد من‬
‫خاللها أن هناك عالقة وطيدة بني الرغبة والّلة‪ ،‬إذ ال جيب البحث عن يشء إال إذا اكن حيقق لنا‬
‫متعة وذلة‪ ،‬والّلة عنده يه اخلري الرئييس والطبيعي‪ ،‬ويه مقياس لك سعادة‪ ،‬وتمتثل يف دفع األمل‬
‫اﻟ‬
‫واخلوف والسعي وراء حتقيق سالمة اجلسم وطمأنينة النفس‪ ،‬حفاجة الانسان إىل الّلة تدفعه إىل‬
‫ﺘﻼ‬
‫أن يرغب‪ ،‬وذلكل يبدو أن الّلة مبفهوهما األبيقوري ترتبط مبا هو حيس‪.‬‬
‫لرشح موقفه اعمتد صاحب النص عىل بنية مفاهميية مامتسكة‪ ،‬حبيث اس هتل النص مبفهوم‬
‫الرغبة واليت قسمها اىل عدة أنواع‪،‬‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫احملور الثالث ‪ :‬الرغبة واإلرادة‬


‫االرادة ‪ :‬يه ميل النفس اىل فعل يشء أما يف التعريف العايم يه الشخص اذلي ال يعرف‬
‫الرتاجع يف األمور بشلك عام فهو صاحب ارادة‪.‬‬
‫اشكال احملور‬
‫كيف تتفاعل الرغبة والارادة يف الانسان؟‬
‫حتليل نص إرنست بلوك "الرغبة واالرادة" ص ‪: 38‬‬

‫‪17‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫إشكال النص‪:‬‬
‫كيف تتحدد عالقة الرغبة بلك من األمل واإلرادة؟ وكيف ميكن المتيزي بني األمل واإلرادة؟‬
‫وهل اإلرادة رغبة قابةل للتنفيذ؟‬
‫أطروحة النص‪:‬‬
‫ميزي إرنست بلوك بني سلبية الرغبة حيامن تقرتن مبجرد األمل‪ ،‬وبني إجيابيهتا حيامن تقرتن‬
‫ابإلرادة‪ .‬فاألمل جيعل الرغبة حبيسة اخليال وغري معقوةل أحياان‪ ،‬يف حني توفر اإلرادة للرغبة‬
‫رشوط وعنارص التحقق الفعيل عىل أرض الواقع‪ ،‬كام جتعلها معقوةل يف ذاهتا‪ .‬إن اإلرادة إذن يه‬

‫ﻣ‬
‫رغبة قابةل للتنفيذ‪..‬‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫( الرغبة‪ ،‬اإلرادة‪ ،‬األمل‪ ،‬العقل‪ ،‬الواقع‪ ،‬اخليال)‬
‫‪ -‬الرغبة ↔ األمل ‪:‬حيامن تقرتن الرغبة ابألمل تظل بعيدة عن العمل والنشاط الفعيل‪،‬‬
‫وتبقى يف حدود المتين واحلمل‪.‬‬
‫اﻟ‬
‫‪ -‬الرغبة ↔ اإلرادة‪ :‬تأجج الرغبة من حامس اإلرادة ومتثل طاقة نفس ية لتحريكها‪ ،‬بيامن‬
‫جتعل اإلرادة الرغبة قابةل للتنفيذ وتوفر لها أس باب التحقق واإلجناز الفعليني‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫‪ -‬األمل ↔ اإلرادة‪ :‬األمل سليب ويرتبط ابخليال والمتين كام ال يكون معقوال أحياان‪ ،‬بيامن‬
‫اإلرادة إجيابية وتتضمن العمل والنشاط الواقعي‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫*يقول فولكيي"‪: " Foulquie‬‬


‫"تعين اإلرادة ملكة ميلكها الاكئن املفكر من أجل أن يقرر فعل يشء وفق أس باب خمتلفة‪،‬‬
‫اليشء اذلي يفرتض الوعي والتأمل‪".‬‬
‫ﺺ‬

‫←تمتزي اإلرادة إذن بعنرصين أساس يني هام‪ :‬املعقولية والواقعية؛ فهيي تفرتض عنرص‬
‫العقل والوعي مما جيعلها خاصية إنسانية‪ ،‬كام تتطلب األس باب والرشوط الكفيةل بتحقيقها عىل أرض‬
‫الواقع‪.‬‬
‫األساليب احلجاجية‪:‬‬
‫اعمتد صاحب النص عىل أسلوبني جحاجيني رئيس يني من أجل المتيزي بني األمل واإلرادة‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسلوب املثال‪:‬‬
‫‪18‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫وقد قدم صاحب النص ثالثة أمثةل رئيس ية‪:‬‬
‫*مثال الشخص اذلي يمتىن أن يكون الطقس مجيال غدا ‪:‬وقد أراد إرنست بلوك أن يوحض من‬
‫خالل هذا املثال طبيعة األمل‪ ،‬وكيف أنه يظل يف نطاق المتين وال يتحقق واقعيا‪.‬‬
‫*مثال الشخص اذلي يمتىن عودة ميت إىل احلياة ‪:‬أراد صاحب النص أن يوحض لنا يف هذا املثال‬
‫المعقولية األمل‪.‬‬
‫*مثال ألانس ضعاف الشخصية أو مرتددين ومتخاذلني‪ :‬فهؤالء ذوو آمال ومتنيات‪ ،‬لكن تنقصهم‬
‫اإلرادة‪ .‬فالغرض من هذا املثال إذن هو المتيزي بني األمل واإلرادة؛ إذ يظل األول حبيس المتين‬

‫ﻣ‬
‫واخليال‪ ،‬بيامن ترىق الثانية إىل مس توى الواقع والتحقق الفعيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسلوب املقارنة‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫حيث جند يف الفقرة األخرية مقارنة بني األمل واإلرادة‪ ،‬ميكن توضيحها كام ييل‪:‬‬
‫*خصائص األمل * ‪:‬خصائص اإلرادة ‪:‬‬
‫‪-‬الكرثة –القةل‬
‫‪-‬انعدام الوسائل ‪-‬توفر الوسائل‬
‫اﻟ‬
‫‪-‬الطول –القرص‬
‫ﺘﻼ‬
‫‪-‬اخليال –الواقع‬
‫‪-‬رغبة غري قابةل للتنفيذ ‪-‬رغبة قابةل للتنفيذ‬
‫‪-‬إيقاع بطيء ‪-‬إيقاع رسيع‬
‫ﺧﻴ‬

‫‪-‬رغبة غري حمددة بدقة ‪-‬رغبة حمددة بدقة‬


‫‪-‬رغبات غري معقوةل يف الغالب ‪-‬رغبات معقوةل‬
‫يتبني من خالل اجلدول الاختالفات املوجودة بني األمل واإلرادة يف مجموعة من اخلصائص‬
‫ﺺ‬

‫اليت متزيهام‪ .‬ففي الوقت اذلي جند أن اآلمال كثرية‪ ،‬فإنه ال يتحقق مهنا إال القليل‪ ،‬كام قد تطول فرتة‬
‫األمل ألهنا غري حمددة بدقة من هجة‪ ،‬وألن اإليقاع اذلي تتحرك فيه سعيا حنو التحقق هو إيقاع‬
‫بطيء‪ ،‬يف حني أن إيقاع اإلرادة رسيع ألهنا حتقق هدفها يف وقت وجزي‪ ،‬والسبب يف ذكل هو أن‬
‫اإلرادة توفر لنفسها األس باب والوسائل الرضورية إلجناز الفعل وحتقيقه عىل أرض الواقع‪ ،‬يف حني‬
‫تغيب تكل الوسائل واألس باب يف األمل وتظل الرغبات املقرتنة به راقدة وحبيسة اخليال‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫احملور الرابع ‪ :‬الـــرغبــة و السعــــادة‬


‫السعادة ‪ :‬يه حاةل من الشعور ابلهبجة والاس متتاع ويه الرىض التام للنفس وختتلف‬
‫السعادة من خشص آلخــر‪.‬‬
‫خيتلف الناس يف متثلهم للسعادة‪ ،‬بني من يقرصها عىل حسن العيش‪ ،‬من حياة مرفهة‪،‬‬
‫وامتالك لألموال والرثوات‪ ،‬وتلبية اكمةل للرغبات‪ ،‬وتش يع لها‪ ،‬وحتقيق لّلة واملتعة يف خمتلف‬
‫أشاكلها وجتلياهتا‪ ،‬وهناك من يقرصها عىل حسن السرية من حياة كرمية ومعتدةل ومنسجمة‪ ،‬وقد‬

‫ﻣ‬
‫جند الاختالف بني األفراد‪ ،‬فاملريض يرى السعادة يف الصحة‪ ،‬والفقري يراها يف املال‪ ،‬والوحيد‬

‫ﻮل‬
‫يراها يف األنس والصداقة‪.‬‬
‫اشكال احملور‪:‬‬
‫هل السعادة اش باع للرغبات أم حترر مهنا؟ وأي الرغبات من شأهنا حتقيق السعادة‬
‫لإلنســان؟‬
‫اﻟ‬
‫حتليل نص " السعادة عي التحرر من سلطة الرغبات " لسينيكـــا ص ‪: 40‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫مؤلف النص‪:‬‬
‫س ينياك هو فيلسوف روماين عاش يف القرن األول امليالدي‪ .‬من مؤلفاته "املسائل‬
‫ﺧﻴ‬

‫الطبيعية"‪" ،‬يف قرص احلياة"‪ .‬ويعرض لنا س ينياك يف هذا النص تصور املدرسة الرواقية للسعادة‪.‬‬
‫وقد مسيت ابلرواقية نس بة إىل رواق بأثينا اختذه زينون مقرا هل‪ ،‬فدعي أحصابه ابلرواقيني اذلين‬
‫مسومه فالسفة اإلسالم بأحصاب املظةل‪ .‬والرواقية يه فلسفة أخالقية تنشد السالم الرويح‬
‫ﺺ‬

‫وتتوسل إىل ذكل ابلفضيةل‪.‬‬


‫إشكال النص‪:‬‬
‫أين تمتثل السعادة؟ وأي الرغبات ينبغي السعي وراءها لتحقيق السعادة؟‬
‫أطروحة النص‪:‬‬
‫تمتثل السعادة حسب س ينياك فامي ييل‪:‬‬

‫‪20‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫‪ -‬التحرر من س يطرة الرغبات واألحاسيس الغريزية احليوانية‪.‬‬
‫‪ -‬الاس تعامل السلمی للعقل‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة حقيقة اذلات اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ -‬الاس تقامة وهنج السلوك األخاليق الفاضل‪.‬‬
‫‪ -‬سالمة احلمك؛ أي إصدار قرارات عقلية حصيحة حول األش ياء يكون مصدرها هو العقل‬
‫السلمی‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫‪ -‬عدم املبالغة يف التفكري يف املس تقبل‪ ،‬والقناعة مبا حتقق يف احلارض‪.‬‬
‫‪ -‬تدبري األمور بواسطة العقل‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫فالسعادة إذن يه تعقل للرغبات وحترر من س يطرهتا وسلطهتا عن طريق الاس تعامل السلمی‬
‫للعقل‪.‬‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫( الرغبة‪ ،‬السعادة‪ ،‬التعاسة‪ ،‬العقل‪ ،‬احلقيقة‪ ،‬الّلات املادية‪ ،‬الاس تقامة‪ ،‬املس تقبل )‬
‫اﻟ‬
‫* السعادة ↔ الرغبة ‪ :‬تمكن السعادة يف التحرر من الرغبات والس يطرة علهيا‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫* السعادة ↔ العقل ‪ :‬إن حسن اس تعامل العقل وإدراك احلقيقة‪ ،‬سواء حقيقة اذلات أو‬
‫احلياة‬
‫ﺧﻴ‬

‫أو العامل‪ ،‬هام األساس اذلي ترتكز عليه السعادة احلقيقية‪.‬‬


‫* التعاسة ↔ الّلات املادية‪/‬العقل ‪ :‬إن السعي وراء الشهوات والّلات املادية‪،‬‬
‫والاس تخدام الس ئي‬
‫ﺺ‬

‫للعقل‪ ،‬جيعالن اإلنسان تعيسا وحمروما من السعادة‪.‬‬


‫* السعادة ↔ الاس تقامة‪/‬املس تقبل‪ :‬إن السعادة لن تنال إال ابالس تقامة األخالقية‪ ،‬وابلقناعة‬
‫والرىض‬
‫مبا هو حارض‪ ،‬وعدم املبالغة يف التفكري يف املس تقبل‪.‬‬

‫‪21‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫← وابختصار فالسعادة حسب س ينياك تمكن يف جعل العقل السلمی يدبر لك أمور وجودان‬
‫وشؤون حياتنا‪.‬‬
‫األساليب احلجاجية‪:‬‬
‫اس تخدم س ينياك مجموعة من األساليب احلجاجية يف تقدميه ألطروحته ودفاعه عهنا واجلدول‬
‫التايل يوحض ذكل ‪:‬‬

‫مضمونه‬ ‫املؤشر الدال عليه‬ ‫األسلوب‬

‫ﻣ‬
‫يقـدم سـ ينياك مجموعـة مـن الرشـوط األساسـ ية‬
‫لتحقيــق الســعادة‪ ،‬واملمتــثةل أساســا يف حســن‬

‫ﻮل‬
‫" إننـا نسـمي ‪ ...‬إذا اكن" ‪ ...‬اســـ تخدام العقـــل مـــن أجـــل إدراك احلقيقـــة‬
‫" لن نكون ‪ ...‬من دون" ‪ ...‬والترصــف وفقــا ملبــادل العقــل األخــاليق ‪.‬كــام‬ ‫أسلوب الشرط‪:‬‬
‫تمتثل السعادة عنده يف الس يطرة عىل الرغبـات‬ ‫" يكون ‪ ...‬إذا اكن" ‪...‬‬
‫والتحمك يف املّلات احلسـ ية‪ ،‬وعـدم املبالغـة يف‬
‫التفكري يف املس تقبل‪.‬‬
‫اﻟ‬
‫إذا مل يس ـ تعمل اإلنســان عقــهل ويســطر عــىل‬
‫غرائزه ورغباته وانفعاالته احلسـ ية‪ ،‬سـ يزنل إىل‬ ‫"‪ ...‬س يكون اكلهبمية ‪"...‬‬ ‫أسلوب التشبيه‪:‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫مس توى احليوان وس يكون شبهيا ابلهبمية‪.‬‬
‫يســتنكر س ـ ينياك أن يظــل اإلنســان مس ـ يطرا‬ ‫"‬
‫عــىل نفســه‪ ،‬مــتعقال ورزينــا‪ ،‬وهــو واقــع حتــت‬
‫ﺧﻴ‬

‫"مفن هو اإلنسان ‪ ...‬اجلسد؟" ســـ يطرة أحاســـيس اجلســـد‪ .‬ومعـــىن ذكل أن‬ ‫أسلوب السؤال‬
‫س ينياك يريد أن يثبـت أن الاسـ تقامة والرزانـة‬ ‫االستنكاري‪:‬‬
‫تتجليـــان يف ســـ يطرة العقـــل عـــىل أحاســـيس‬
‫ﺺ‬

‫اجلسد وانفعاالته‪.‬‬
‫‪: 41‬‬ ‫تحليل نص "السعادة تعقل للرغبات" البسبنوزاا‬

‫إشكال النص‪:‬‬
‫كيف ميكن عالج الانفعاالت والتحمك يف الرغبات؟ وما أثر ذكل عىل سعادة اإلنسان؟‬
‫أطروحة النص‪:‬‬
‫‪22‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫يرى اس بينوزا أن ليس لإلنسان من قدرة سوى اذلهن والعقل من أجل فهم رغباته‬
‫وانفعاالته وعواطفه والتحمك فهيا‪ .‬فاإلنسان إما منفعال خاضعا لشهواته ومزهوا بنفسه‪ ،‬ويف ذكل‬
‫شقاؤه‪ ،‬وإما فاعال متعقال ومس يطرا عىل انفعاالته ورغباته‪ ،‬وهذه يه الصبغة األخالقية اليت حتقق‬
‫لصاحهبا الارتياح والسكينة والسعادة‪.‬‬
‫البنية املفاهيمية‪:‬‬
‫( العقل‪ ،‬السعادة‪ ،‬الرغبة‪ ،‬الانفعاالت‪ ،‬العواطف )‬
‫*العقل ↔ السعادة ‪:‬لن تنال السعادة إال عن طريق العقل‪ ،‬فهيي إذن سعادة عقلية‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫*العقل ↔ الرغبة ‪:‬يدعو اس بينوزا إىل رضورة التحمك يف الرغبات وتوجهيها توجهيا عقليا‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫*العقل ↔ الانفعاالت‪/‬العواطف ‪:‬يرى اس بينوزا أنه من الرضوري العمل بواسطة العقل‬
‫عىل فهم العواطف والانفعاالت من أجل التحمك فهيا‪ ،‬والتقليل من حدهتا وخطرها‪.‬‬
‫*األخالقية‪ :‬يه سلوك فاضل مبقتضاه يتحمك العقل يف الشهوة‪ ،‬ويوهجها توجهيا مطابقا‬
‫ملبادئه وأفاكره‪.‬‬
‫اﻟ‬
‫*الزهو‪ :‬حيامن ينفعل اإلنسان ابلشهوة ويصبح خاضعا لها‪ ،‬ويغيب العقل يف أمر التحمك‬
‫فهيا‪ ،‬فإن اإلنسان يف هذه احلاةل يكون مزهوا بنفسه‪ ،‬أي أنه يعيش حامسا غريزاي انفعاليا تغيب فيه‬
‫ﺘﻼ‬
‫رزانة العقل ورصامة الواجب األخاليق‪.‬‬
‫األساليب احلجاجية‪:‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫اس تخدم اس بينوزا مجموعة من األساليب احلجاجية لدلفاع عن أطروحته وتوضيحها‪:‬‬


‫أ‪ .‬أسلوب التأكيد‪:‬‬
‫ﺺ‬

‫‪ -‬املؤرشات اللغوية ادلاةل عليه‪:‬‬


‫"إن للك إنسان ‪"....‬‬
‫‪" ...‬بل إن" ‪...‬‬
‫"أن ليس هناك سوى شهوة واحدة" ‪...‬‬
‫‪ -‬مضمونه‪:‬‬
‫‪-‬للك إنسان القدرة عىل فهم نفسه ولو بشلك جزيئ ‪.‬‬

‫‪23‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫‪-‬حيامن يتحمك العقل يف الرغبات والشهوات فإنه حيد من اإلفراط فهيا‪.‬‬
‫‪-‬ليس هناك سوى شهوة واحدة يكون اإلنسان مبوجهبا إما فاعال متعقال وأخالقيا‪ ،‬أو‬
‫منفعال مهتورا ومندفعا ومزهوا بنفسه‪.‬‬
‫ب‪ .‬املثال‪:‬‬
‫‪ -‬املؤرش ادلال عليه‪ ..." :‬فقد بينا مثال ‪" ...‬‬
‫‪ -‬مضمونه‪ :‬قدم لنا اس بينوزا مثاال يتعلق ابلطبيعة اإلنسانية اليت متيل إىل األاننية وحب‬
‫اذلات‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪24‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫‪https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/‬‬

‫تقديم ‪:‬‬
‫يعترب مفهوم اللغة من بني أمه املفاهمی اليت إنشغلت هبا الفلسفة املعارصة واللسانيات وكذكل‬

‫ﻣ‬
‫بعض العلوم اإلنسانية مثل عمل النفس اللغوي وعمل الاجامتع‪ ،‬وهكذا فإن مقاربتنا لهذا املفهوم‬

‫ﻮل‬
‫س تخضع ملقاربة فلسفية وأخرى علمية ‪.‬‬
‫لكمة لغة مش تق ذة يف اللغة العربية‪ ،‬من اللغا أو اللغو ويعين الالكم الفارغ غري املفيد‪ ،‬كام تعين‬
‫مجموعة من األصوات اليت يعرب هبا أفراد جممتع معني عن حاجاهتم وأغراضهم‪ .‬كام أن لكمة ‪langage‬‬
‫الفرنس ية مش تقة من اللكمة الالتينية ‪ lingua‬اليت تفيد الالكم واللسان‪ .‬ويتبني من هذا أن ادلالةل‬
‫اﻟ‬ ‫املعجمية للكمة "لغة" جتعلها ترتبط ابلالكم‪.‬‬
‫يقول اجلرحاين أن " اللغة " يه أصوات يعرب هبا قوم عن أغراضه‪ ،‬أما علامء النفس‬
‫ﺘﻼ‬
‫فيوسعون معىن اللغة ويطلقونه عىل مجموع الاشارات اليت يعرب هبا عىل الفكــر‪.‬‬
‫احليواانت لها أصوات‪ ،‬فهل معىن هذا أن لها لغة؟‬
‫مما س بق تعترب اللغة ابملعىن اخلاص تتقابل مع الالكم واللسان‪ ،‬ابعتبار الالكم نوعا من اللغة‬
‫ﺧﻴ‬

‫وليس لكها واللسان خاص مبجمتع معني‪ ،‬أما اللغة فهيي مشرتكة بني البرش‪.‬‬

‫‪ -‬إذن هل اللغة خاصية إنسانية ؟ مث أال ميكن احلديث عن لغة دلى احليوان؟‬
‫ﺺ‬

‫‪ -‬هل وجود الفكـــــــــر يتوقف عىل اللغــــة أم العكــــــــــــس من ذكل ؟‬


‫‪ -‬هل تؤدي اللغة وظيفة تبليغ األفاكر فقط أم لها دور سلطوي يف اجملمتع؟‬

‫‪25‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملــــور األول ‪ :‬ما طبيعــــــــة اللغـــــــــة ؟‬
‫‪ -‬هل اللغة خاصية إنسانية ؟ مث أال ميكن احلديث عن لغة دلى‬ ‫اشاكل احملور ‪:‬‬
‫احليوان؟‬
‫مطلب التحليل ‪:‬‬
‫حتليل نص ديكارت ص ‪: 47‬‬
‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫هل الانسان فقط هو املتفرد ابللغة أم يشرتكها مع الاكئنات األخرى؟‬

‫ﻮل‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫يرى دياكرت أن اللغة من حيث الكم يعرب عن الفكر خاصية برشية ابمتياز ينفرد هبا‬
‫اإلنسان دوان عن سائر احليوان‪ ،‬فاإلنسان هو الاكئن الوحيد اذلي اس تطاع أن يبدع لنفسه لغة‬
‫يعرب هبا عن تفكريه ويتواصل هبا مع بين جنسه ؛أما احليوان فرمغ قدرة بعض أنواعه عن النطق‬
‫اﻟ‬
‫ببعض اللكامت لتوفرها عىل هجاز صويت شبيه جبهاز الصوت عن اإلنسان إال أهنا ال تتلكم مثلنا‬
‫ألهنا ال تعي ما تقول‪ .‬وابلتايل فأصوات احليوان وحراكته ما يه إال تعبري عن انفعاالت غريزية فطرية‬
‫ﺘﻼ‬
‫مما جيعل أرىق احليواانت وأمكلها ال تصل إىل مس توى أغىب الناس أو ذوي العقول املضطربة‪ .‬بل‬
‫األكرث من هذا حفىت الصم والبمك ابلرمغ تعطل هجازمه الصويت إال أهنم يبدعون لغة خاصة هبم‬
‫ﺧﻴ‬

‫(إلشارات‪-‬حراكت)ألهنم يتوفرون عىل ما هو أمه الفكر العقل الوعي‪ .‬من هذا املنطلق ينفرد‬
‫اإلنسان ابللغة خباصة التفكري بيامن تغيب عن احليوان النعدام التفكري عنده‪.‬‬
‫التواصل احليواين‬ ‫التواصل الإنساين‬
‫ﺺ‬

‫غير صوتي (حركي أو إفراز بيوكيماوي) في معظمه‬ ‫‪-‬‬ ‫صوتي أو رمزي في معظمه‬ ‫‪-‬‬
‫فطري‪/‬غريزي‬ ‫‪-‬‬ ‫مكتسب‬ ‫‪-‬‬
‫قائم على االنفعال‬ ‫‪-‬‬ ‫قائم على الفكر والتفكير‬ ‫‪-‬‬
‫ال يغني من العودة إلى الواقع‪/‬المرجع‬ ‫‪-‬‬ ‫بديل عن الواقع‪/‬المرجع‬ ‫‪-‬‬
‫(األكل‪/‬‬ ‫المضمون‬ ‫الموضوع‪/‬‬ ‫وحيد‬ ‫‪-‬‬ ‫متعدد المواضيع‪/‬المضامين‬ ‫‪-‬‬
‫الشرب‪/‬الجنس‪/‬الخطر)‬ ‫متطور‪/‬ديناميكي‬ ‫‪-‬‬
‫غير متطور‪/‬ستاتيكي‬ ‫‪-‬‬

‫‪26‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫اس تخدم رينيه دياكرت مجةل من املفاهمی األساس ية واليت أثبتت حضورها داخل النص‬
‫بشلك قوي حيث جند مفهوم اللكامت اذلي يعترب حموراي داخل النص وهو حييل إىل مفاهمی‬
‫وعبارات يصدرها الانسان دون سواه من الاكئنات‪ ،‬هذه اللكامت اليت لها دالالت متعددة وخاصة‬
‫بأش ياء العامل اخلاريج أو بأفعالنا (الطاوةل‪ ،‬العنف ‪ )...‬واللكامت تقابل اللغة‪ ،‬كام حرض مفهوم‬
‫األصوات اذلي يعرب عن رنة لللكامت ينطق هبا الانسان أو يه نغمة تصدرها األش ياء اكلرصاخ أو‬
‫تغريد العصافري مثال‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫اعمتد صاحب النص عىل مجةل من األساليب احلجاجية إلقناعنا بأطروحته‪ ،‬حبيث اس تعمل‬
‫أسلوب املثال حبيث أعطى مثاال ابلعقعق اذلي يلقي بتحية الصباح لس يدته‪ ،‬وهذا السلوك اذلي‬
‫يصدر عن العقعق هو حسب دياكرت امنا انفعال او تدريب من خالهل يس تجيب العقعق حيامن‬
‫تكون س يدته قادمة‪ .‬وحيرض أسلوب الاس تنتاج حبيث يف آخر النص اس تنتج دياكرت أن اللغة‬
‫اﻟ‬
‫يه خاصية إنسانية‪ ،‬أما لغة احليوان حس به فهيي تفتقر للتفكري‪.‬‬
‫استنتاج ‪:‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫اللغة خاصية إنسانية لها منظومهتا اخلاصة‪ ،‬أما اللغة عند احليوان فهيي فقط عبارة عن رموز‬
‫ال يتدخل فهيا احلوار كنظام يمتحور حول اللكامت‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫مطلب املناش ة ‪:‬‬


‫أطروحة إميل بنفنيست‪:‬‬
‫ﺺ‬

‫أما إميل بنفنيست‪ ،‬فيستند عىل نتاجئ عمل احليواانت (‪ )Zoologie‬من هجة والس مييولوجيا‬
‫(‪ )Sémiologie‬من هجة اثنية ليقر بأن احليواانت كذكل تتواصل إال أهنا ال ترىق إىل نفس‬
‫مس توى التواصل اللغوي عند اإلنسان‪ .‬فباالعامتد عىل بعض التجارب اليت أجريت عىل النحل‪،‬‬
‫بني بنفنيست أن النحةل تس تطيع التواصل يف إطار رشوط فزايئية معينة‪ ،‬إال أن هذا "التواصل"‬
‫هو عبارة عن رقصات ال تس تدعي احلوار‪ :‬فال ميكن لنحةل أن تعيد إنتاج رساةل حنةل أخرى (غياب‬
‫اإلرسال اجملدد)‪ ،‬وموضوع الرساةل مرتبط دامئا برشوط موضوعية ينحرص يف ماكن وجود الغذاء‪،‬‬
‫‪27‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫ألن لغة احليوان لغة منطية‪ ،‬ومرتبطة ابس مترار بدوافع غريزية‪ .‬ذلا ال ميكن أن جند خالفا بني رساةل‬
‫حنةل وأخرى‪ ،‬إال فامي خيص متغريات مرتبطة ابملاكن‪ .‬وأخريا فإن لغة النحل ال تقبل التحليل‬
‫(التفكيك) إىل عنارص وأجزاء صغرى نظرا حملدودية مكوانهتا‪ .‬إن لغة النحل هذه ال تعرب فعال وال‬
‫ميكهنا أن تعرب سوى عن عدد حمدود من املضامني بسبب حمدودية عدد التأليفات والتنويعات‬
‫املمكنة اليت تقبلها لغة الرقصات‪ ،‬كام أهنا ال تسمح بقيام حوار إذ تظل الرساةل يف اجتاه وحيد دون‬
‫اس تجابة لغوية من املتلقي‪ ،‬ودون إماكنية نقلها إىل طرف اثلث‪ ،‬كام تشرتط احلضور الفعيل‬
‫للموضوع اخلاريج املشار إليه‪ .‬وهذه القيود لكها تنفلت مهنا اللغة اإلنسانية‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪28‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملــــور الثــاني ‪ :‬اللغــــــــة والفكــــــــــر‬
‫اشكـــال احملور ‪ :‬هل وجود الفكـــــــــر يتوقف عىل اللغــــة أم العكــــــــــــس من ذكل ؟‬

‫تحليل نص "الفكر والكالم" لموريس ميرلوبونتي ص ‪53‬‬

‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫مايه طبيعة العالقة بني الالكم والفكر ؟ ‪ -‬هل ميكن أن يكون الالكم جمرد عالمة‬
‫للفكر ؟‬

‫ﻮل‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫يؤكد مريلوبونيت يف هذا النص أن عالقة اللغة ابلفكر ال ميكن أن تكون إال عالقة اتصال‬
‫واحتواء متبادل ألهنام يتكوانن يف آن واحد‪ ،‬وهكذا فهو يرفض املوقف الالكس ييك لعالقة اللغة‬
‫اﻟ‬
‫ابلفكر‪ ،‬واذلي جيعل الالكم جمرد عالمة منفصةل عن ما تدل عليه مبعىن آخر ينفي مريلوبونيت أن‬
‫ﺘﻼ‬
‫يكون الالكم جمرد لباس أو غالف للفكر ألن الالكم هو جسد الفكر وشعاره‪ ،‬مفا جيعل الفكر‬
‫حيرص إىل العامل اخلاريج هذا الالكم إذ ال وجود لفكر خارج اللكامت والعالمات‪ .‬وحىت التفكري‬
‫الصامت اذلي قد يويح ابنفصال اللغة عن الفكر يف نظره الكم همموس وابلتايل فالفكر ليس‬
‫ﺧﻴ‬

‫داخليا والالكم ليس شيئا خارجيا بل إهنام مظهران لوحدة اللغة مع الفكر‪.‬‬

‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬


‫ﺺ‬

‫ان الهيلك املفاهميي اذلي اعمتد عليه مريلوبونيت من أجل توضيح أطروحته وتفسريها ركز‬
‫عىل مفاهمی ذات عالقة وطيدة ابللغة والفكر‪ ،‬هذه البنية اليت اعمتدت مفهوم الالكم اذلي حييل‬
‫إىل مفردات لغوية ذات معىن يصدر عن الانسان من خالل هجازه الصويت‪ ،‬فالالكم ربطه‬
‫الفيلسوف ابخلطيب اذلي ال يفكر قبل أن يتلكم‪ ،‬أما مفهوم التفكري فيحيل إىل معلية عقلية يقوم‬
‫هبا ادلماغ قصد حتليل معطيات األش ياء وهو خمالف ملفهوم الفكر اذلي يعين إعامل العقل يف املعلوم‬
‫للوصول إىل معرفة جمهول ‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫اس هتل موريس مريلوبونيت نصه الفلسفي بأسلوب النفي حبيث نفى أن اخلطيب ال يتلكم‬
‫إال قبل أن يفكر‪ ،‬وهذا يدل عىل أن الفكر يس بق اللغة‪ ،‬فاإلنسان ال يتلكم إال قبل أن يفكر فامي‬
‫يريد قوهل‪ ،‬كام اس تعمل أسلوب املامثةل من خالل مماثلته عالمة الالكم بدخان النار‪ ،‬فالالكم يعرب‬
‫عن أفاكر كام يعرب ادلخان عىل النار‪ ،‬أيضا لتوحض أطروحته وإقناعنا هبا اس تعان موريس‬
‫مريلوبونيت أيضا بأسلوب الاس تثناء اذلي من خالهل اس تثىن كون اللكامت والالكم أن يكون قالعا‬
‫للفكر إال إذا اكن الالكم نصا مكتواب ومفهوما‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫لقد اعترب برجسون أن اللغة اإلنسانية عاجزة عن اإلحاطة بلك موضوعات الفكر و يه‬
‫عىل نوعني‪ :‬املادة اجلامدة و املادة احلية‪ .‬إن العقل البرشي حيامن يتعامل مع املادة اجلامدة ميكن أن‬
‫حيقق تقدما معرفيا كام هو احلال يف العلوم التجريبية‪ ،‬غري أنه حيامن يتعامل مع املادة احلية فإنه‬
‫اﻟ‬
‫يتعامل معها بنفس الطريقة اليت تعود عىل التعامل هبا مع املادة اجلامدة‪ ،‬اليشء اذلي يؤدي يف‬
‫نظره إىل قتل عنرص احلياة فهيا و لهذا يدعو برجسون إىل توس يع جمال اللغة ليشمل لغة احلدس‪،‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫و يه لغة خاصة غري قابةل للنقل ذكل أهنا تعمتد عىل التجربة اذلاتية اخلاصة‪ ،‬مفثال ليك ندرك ما هو‬
‫احلزن أو الفرح ال يكفي أن توصف لنا هذه احلاةل ألن الوصف س يكون غري أمني‪ ،‬و لهذا البد أن‬
‫يعيش اإلنسان التجـربة بنفسه‪ ،‬ضد هـذا املوقف الـذي يفصل بني اللغة و الفكـر جند موقف‬
‫ﺧﻴ‬

‫الفلسفة املعـارصة و اللسانيات احلديثة اليت تؤكد عىل أن الفكر ال وجود هل إال يف شلك لغوي‪ ،‬و‬
‫ال وجود للغة خالية من املعىن و ادلالةل‪.‬‬
‫ﺺ‬

‫اللغة ليست جمرد أداة للتعبري عن فكر جاهز ومكمتل‪ .‬إن التفكري والتعبري سريوراتن‬
‫مزتامنتان ومظهران لنفس الوظيفة املعرفية املمزية لإلنسان‪ ،‬دون أن يعين ذكل قدرة اللغة عىل‬
‫استنفاذ غىن الفكر وإماكانته املتعددة‪.‬‬

‫‪30‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملــــور الثالث ‪ :‬اللغــــــــة والسلــــطة‬
‫اشكال احملور ‪:‬‬
‫هل تؤدي اللغة وظيفة تبليغ األفاكر فقط أم لها دور سلطوي يف اجملمتع؟‬

‫حتليل نص بيري بورديو "سلطة اللغة وموشع املتكلم" ص ‪: 59‬‬

‫ﻣ‬
‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫هل تنحرص وظيفة اللغة يف انتاج األفاكر وتبليغها أم تضطلع أيضا بوظيفة سلطوية؟‬

‫أطروحة النص ‪:‬‬


‫يؤكد بيري بورديو عىل أنه ال توجد سلطة أو قوة لللكامت يف ذاهتا‪ ،‬بل إن سلطهتا تس متدها‬
‫اﻟ‬
‫من الشخص اذلي فوض إليه أمر التحدث هبا‪ .‬فاللغة تس متد سلطهتا حسب بورديو من اخلارج‬
‫ومن املاكنة الاجامتعية للمتلكم هبا‪ ،‬كام ترتبط سلطة اللغة ابملؤسسات العلمية والس ياس ية‬
‫ﺘﻼ‬
‫والاقتصادية اليت تفوض ألشخاص بعيهنم ليك يتحدثوا بلساهنا‪ ،‬وهذا التفويض املؤسسايت هو‬
‫اذلي مينح لالكم هؤالء األشخاص تأثريا وقوة وسلطة تامتىش مع ماكنة تكل املؤسسة يف النس يج‬
‫ﺧﻴ‬

‫الاجامتعي‪.‬‬

‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬


‫ﺺ‬

‫اس تخدم بورديو بنية مفاهميية مركزة لتوضيح أطروحته حفرض مفهوم اللغة اليت حتيل إىل‬
‫منظومة من اللكامت واملفاهمی اليت تؤدي وظائف من قبيل التواصل‪ ...‬فاللغة حسب بورديو متارس‬
‫سلطة رمزية وتس متد سلطهتا من اخلارج أي من خالل الشخص اذلي يتحدث هبا‪ .‬أيضا حيرض‬
‫مفهوم السلطة اذلي يعرب عن تكل القوة اليت ميتلكها خشص معني أو هجة معينة يمت من خاللها تنفيذ‬
‫لك ما يريد بقوة سلطته‪ ،‬والسلطة حسب بورديو تمكن يف اللغة إال أن السلطة هنا يه سلطة‬
‫رمزية ختضع ملعايري اجملمتع ‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫وظف بيري بورديو بنية جحاجية مركزة لتأكيد أطروحته وإقناعنا هبا‪ ،‬حبيث اس تعمل‬
‫أسلوب التأكيد ليؤكد لنا عىل أن اللغة متارس سلطة عىل اآلخرين إذا ما اقرتنت ابلشخص اذلي‬
‫يس تخدمه فهيي س تؤثر عن طريق سلطهتا عل الناس‪ ،‬كام اس تعان بأسلوب الاس تنتاج حبيث‬
‫اس تنتج أن اللغة متارس سلطهتا من خالل اللكامت اليت تكون مس متدة من ثقافة اجملمتع اذلي متارس‬
‫فيه‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫أطروحة روالن بارت ‪:‬‬
‫يعترب روالن ابرت أن «اللغة ترشيع واللسان سننه»‪ ،‬ولعل املقصود بذكل هو أن اللغة‬
‫ملكة إنسانية توجد عند مجيع الناس‪ ،‬واإلنسان يرشع هبا قوانينا ويعرب هبا عن أفاكر وتصورات‬
‫ومشاعر إال أنه ال ميكنه ذكل إال ابللجوء إىل الرموز اللسانية اليت ترتمج من خاللها األفاكر‬
‫اﻟ‬
‫واملشاعر تبعا لقواعد وضوابط لك لسان‪ .‬فاللغة إذن يف حاجة إىل اللسان‪ ،‬إذ ميثل حتققها الفعيل‬
‫عىل أرض الواقع‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫لقد اعترب ابرت أن اللسان يتضمن سلطة خفية متارس علينا بشلك دامئ حبيث ال ننتبه إىل‬
‫طابعها القمعي‪ .‬وتتجىل سلطة اللسان يف أنه خيضع لنظام وترتيب وحتمكه قواعد حنوية ورصفية‬
‫ﺧﻴ‬

‫وتركيبية‪ ،‬وحنن حيامن نتلكم به فنحن ننضبط لتكل القواعد ابلرضورة وإال أنتجنا الكما غري مفهوم أو‬
‫خارج عن الصواب‪ .‬وهذا يعين أن اللغة متارس علينا سلطة من خالل خضوعنا لبنيهتا الرتكيبية‬
‫ادلاخلية‪ ،‬فهناك إذن سلطة حمايثة للغة واكمنة بداخلها‪.‬‬
‫ﺺ‬

‫‪32‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫خالصة عامة ‪ :‬ا‬


‫اللغة منظومة رمزية متعددة الوظائف فهيي أداة تواصل بني الناس ووس يةل تفكري وتعبري‪،‬‬

‫ﻣ‬
‫وأداة معرفة وإحدى أدوات ممارسة السلطة ووس يةل للشحن املذهيب والايديولويج‪.‬‬
‫فاللغة يه خاصية انسانية تتقابل مع الالكم واللسان‪ ،‬أيضا يه ظاهرة اجامتعية وثقافية كام‬

‫ﻮل‬
‫اهنا األداة املفضةل للسلطة وتروجي ايديولوجيات معينة مبا يبني أن سلطة اللغة يه سلطة تس متد‬
‫أساسا من موقع مس تعملها مضن سمل الرتاتب الاجامتعي‪.‬‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪33‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫ﻣ‬
‫تقديم‪:‬‬
‫يطلق مفهوم اجملمتع عىل مجموع األفراد‪ ،‬القاطنني يف رقعة جغرافية حمددة‪ ،‬واذلين جتمع بيهنم‬

‫ﻮل‬
‫روابط معينة‪ ،‬تثبهتا قواعد وضوابط ومؤسسات اجامتعية‪ ،‬ويكفلها القانون‪ .‬فال يس تطيع الفرد‪،‬‬
‫داخل اجملمتع أن خيالف القواعد العامة للتعايش املشرتك‪ ،‬أو ينحرف عهنا‪ ،‬ألنه إن فعل ذكل‪،‬‬
‫يعرض نفسه للعقاب‪ ،‬أو السخط أو اللوم‪ .‬وهكذا متارس القواعد الاجامتعية سلطة عىل األفراد‬
‫تتجىل يف القواعد اإللزامية املفروضة علهيم ‪ ،‬وتسمى هذه السلطة ابلقهر الاجامتعي‪ .‬و خيضع اجملمتع‬
‫اﻟ‬
‫ملنطق الوعي امجلاعي املس تقل عن جموع وعي األفراد عىل حدة‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫يرتبط ظهور اجملمتعات ابلمنو ادلميوغرايف للمجموعات البرشية بدءا ابألرسة مرورا إىل العشرية‬
‫والقبيةل مث اجملمتعات البس يطة وانهتاء ابجملمتعات املركبة‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫فما هو أساس االجتماع البشري‪ :‬الطبيعة أم التعاقد؟‬ ‫‪‬‬

‫وما داللة الفرد؟ وما عالقته باملجتمع؟‬ ‫‪‬‬

‫ثم كيف يمارس املجتمع سلطته على األفراد؟‬ ‫‪‬‬


‫ﺺ‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫ا‬

‫‪34‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫أســــــــــــاس االجتماع البشــــــــــري‬ ‫احملـــور األول ‪:‬‬
‫ما هز أبساس الجتماع البشري هل هز طبيعي أم تعاقدي؟ ا‬ ‫إشكال احملور‪:‬‬

‫تحليل نص " اإلنسان حيوان اجتماعي" ألرسطو ص ‪:47‬‬

‫ـ ـ ـ على أي أساس يقوم االجتماع البشري؟ هل على أساس طبيعي ضروري أم ثقافي‬ ‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫تعاقدي؟ ـ ـ ـ ا‬

‫أطروحة النص ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫يدافع أرسطو عن األطروحة القائةل بأن اإلنسان مدين بطبعه‪ ،‬أي أن لإلنسان قابلية فطرية‬
‫لالجامتع‪ ،‬فاجملمتع من حيث هو جتمع للناس مضن جامعة س ياس ية منظمة بقوانني إمنا يندرج مضن‬
‫منطق طبيعي حيث حيصل التنايم انطالقا من اخللية األرسية من حيث يه احتاد جنسني خمتلفني‬
‫من أجل احلفاظ عىل النوع البرشي فالقرية ابعتبارها احتادا للعديد من األرس أو البيوت وأخريا‬
‫اﻟ‬
‫املدينة بكوهنا جتمعا للقرى حول مركز إداري مشرتك‪ ،‬فإن سريورة المتركز تمت يف شلك منو عضوي‬
‫( طبيعي ) مما جيعل اجملمتع شيئا طبيعيا‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫اس تخدم أرسطو بنية مفاهميية مركزة لتوضيح أطروحته‪ ،‬ومن بني هذه املفاهمی املركزية جند‬
‫مفهوم الاجامتع‪/‬اجملمتع واذلي حييل يف معناه العام إىل التكتالت البرشية اليت تس تقر يف جمال معني‬
‫وتربط بيهنم عالقات دموية (األزواج) أو عالقات متبادةل ‪ ،...‬كام حيرض مفهوم الاكتفاء اذلايت‪:‬‬
‫ﺺ‬

‫يعترب الاكتفاء اذلايت حسب أرسطو رشطا رضوراي لالجامتع البرشي‪ ،‬اذلي هو عبارة عن مدينة‬
‫اكمةل ومكتفية بذاهتا س ياس يا واقتصاداي‪.‬‬
‫أما مفهوم الطبيعة حسب أرسطو فهو األساس اذلي يقوم عليه اجملمتع‪ ،‬فالطبيعة الانسانية‬
‫وغريزة البقاء دليه حمتت عليه بأن جيمتع طبيعيا ويكون جممتعا محلايته من خماطر احلياة‪.‬‬

‫البنية احلجاجية ‪:‬‬

‫‪35‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫إلقناعنا بأطروحته يؤكد صاحب النص عىل ان التجمع البرشي يتكون من اجامتع‬
‫مجموعة من القرى واحتادها غايهتا حتقيق الاكتفاء اذلايت ‪ .‬كام أكد عىل أن الطبيعة يه غاية لك‬
‫يشء‪ ،‬وأن اإلنسان اجامتعي بدرجة أعىل من ابيق الاكئنات األخرى‪.‬ولتوضيح داكل وظف أرسطو‬
‫مثاال يتعلق ابإلنسان والفرس واألرسة ليك يبني لنا أن الطبيعة يه الغاية احلقيقية للك الاكئنات‬
‫واألش ياء؛ إذ أن لك من اإلنسان والفرس واألرسة يسعى إىل حتقيق الغاايت اليت حتددها لها‬
‫طبيعهتا وما من أجهل وجدت‪.‬‬
‫ويف األخري يقمی الفيلسوف تقابال بني اإلنسان واحليوان‪ ،‬وقد حاول أن يبني من خالل‬

‫ﻣ‬
‫ذكل كيف أن اإلنسان حيوان اجامتعي بدرجة أعىل من بقية احليواانت؛ ألن اجامتعها يتأسس عىل‬
‫فطرهتا وغريزهتا يف حني جند الاجامتع اإلنساين ينبين عىل مبادل عقلية وترشيعات أخالقية‬

‫ﻮل‬
‫وس ياس ية‪.‬‬
‫لكن إذا اكن اجملمتع ذا أساس طبيعي‪ ،‬فكيف نفرس تكل التوترات والرصاعات النامجة عن‬
‫جتمع الناس ‪ ،‬أال يبدو ذكل متناقضا؟ ومن مت أال يربز ذكل إن اكن وجود أساس آخر لالجامتع‬
‫البرشي؟‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫أطروحة هوبز ‪:‬‬
‫يؤكد هوبز عىل ان الاجامتع البرشي ينبين عىل أساس تعاقد وميثاق بني مجموعة من الناس‬
‫ﺧﻴ‬

‫الهدف منه احلفاظ عىل احلياة وضامن السمل‪ ،‬ويعترب أساس الاجامتع البرشي عند هوبز هو التعاقد‬
‫اإلرادي؛ حيث أن الناس اكنوا يف حاةل الطبيعة أحرارا ومييلون إىل الهمينة عىل بعضهم البعض‪ ،‬مما‬
‫ترتب عنه حاةل الفوىض والرصاع واحلرب‪ .‬وللتخلص من ذكل فكروا يف تأسيس جممتعات يتنازل‬
‫ﺺ‬

‫فهيا األفراد عن حقوقهم الطبيعية لصاحل رجل أو جملس واحد ميثل اإلرادة العامة وينظم شؤون‬
‫ادلوةل الس ياس ية والاقتصادية ‪...‬‬

‫أطروحة ابن خلدون ‪:‬‬


‫يرى املفكر و املؤرخ العريب " عبد الرحامن بن خدلون " أن الاجامتع رضوري للنوع‬
‫البرشي‪ ،‬و هو يكون ابلفطرة و الطبيعة و ليس ابالتفاق و التعاقد‪ ،‬ألن الانسان اجامتعي ابلطبع‪،‬‬
‫‪36‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫و لتأكيد تصوره هذا يستشهد ابلعبارة املشهورة للفيلسوف اليوانين " أرسطو " القائةل‪ " :‬الانسان‬
‫مدين ابلطبع " و معناها أن التجمعات البرشية يه حتقيق لطبيعة الانسان و اكامتل ملاهيته‪ ،‬و هو‬
‫األمر اذلي حاول ابن خدلون تأكيده من خالل إبرازه أوال للكيفية اليت خلق هللا هبا اإلنسان‪ ،‬و‬
‫إشارته اثنيا إىل أن هذا اإلنسان يظل عاجزا مبفرده عن حتقيق متطلباته و حاجياته ما مل يتجاوز هذا‬
‫العجز ابلتعاون مع بين جنسه‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪37‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملور الثاني ‪ :‬الـــــــــــــــــــفرد واجملتمــــــــــــــــــــع‬
‫إشاكل احملور ‪ :‬ما دالةل الفرد؟ وما عالقته ابجملمتع؟‬

‫مطلب التحليل ‪:‬‬


‫حتليل نص إميل دوركهايم ص ‪:53‬‬
‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫ما يه العالقة الرابطة بني الفرد و اجملمتع؟ ومن السابق هل اجملمتع سابق عن الفرد أم‬
‫العكس؟‬

‫ﻮل‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫يرى دوراكمي أن اجملمتع والفرد رمغ طبيعهتا اخملتلفة إال أنه ال ميكن عزل أحدهام عن اآلخر‪،‬‬
‫ويؤكد عىل كون اجملمتع سابق عن الفرد‪ ،‬وهذا األخري يلزتم بقوانني اجملمتع اذلي ينمتي إليه‪ ،‬فاجملمتع هو‬
‫اﻟ‬
‫أساس القمی فهو اذلي أنتج الفرد و ليس العكس ‪،‬و إذا اكن العديد منا يعترب نفسه غري خاضع إال‬
‫ملا يراه هو ‪،‬فاحلقيقة أن ذكل ليس إال وهام ‪،‬فهو ليس إال نتاج القوى الاجامتعية احمليطة به مثل‬
‫ﺘﻼ‬
‫األرسة و عالقات العمل ‪ ،‬فالفرد ينصهر لكيا داخل اجملمتع مع األفراد اآلخرين ويتشبث بتقاليد‬
‫وعادات هذا اجملمتع (التضامن)‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬


‫اس تعمل السوس يولويج اميل دوراكمي بنية مفاهميية مركزة لتوضيح أفاكره‪ ،‬حبيث ركز عىل‬
‫ﺺ‬

‫مفهوم اجملمتع اذلي ربطه ابلفرد‪ ،‬إذ أكد عىل أن اجملمتع سابق عن األفراد وليس العكس‪ ،‬كام حرض‬
‫مفهوم الفرد اذلي هو أساس اجملمتع ويف هذا الصدد يرى دوراكمي أن الفرد واجملمتع متالزمان وال‬
‫ميكن فصل أحدهام عن اآلخر‪.‬‬

‫البنية احلجاجية ‪:‬‬

‫‪38‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫جحة ادلحض حبيث دحض ونقد موقف اولئك اذلين يضعون تعارضا بني الفرد و اجملمتع من‬
‫خالل قوهل "مفحال إذن ان يكون بني الفرد و اجملمتع ذكل التعارض اذلي سمل به كثري من املفكرين‬
‫بال تردد‪ ،"...‬واس تعان حبجة املثال اللغة مثال ظاهرة اجامتعية ‪ ،‬و يه دليل عىل أمهية اجملمتع‬
‫ابلنس بة للفرد‪ ،‬ليعطينا مثاال عن أن اللغة يه ظاهرة اجامتعية تدل عىل أن الفرد خاضع للمجمتع‬
‫وملزتم به‪ .‬ويف األخري اس تخدم دوراكمي آلية الاس تدالل ‪ :‬ال جدال يف أن اجملمتع يتجاوزان و يطغى‬
‫علينا ‪،‬ألنه اوسع من وجودان الفردي ‪....‬و هو يتغلغل فينا من مجيع النوايح ‪....‬و الواقع اننا ال‬
‫نس تطيع الانفصال عنه دون ان ننفصل عن ذواتنا‪.‬‬

‫ﻣ‬
‫اس تنتاج ‪:‬‬
‫يس تنتج دوراكمي أن اجملمتع سابق عن الفرد‪ ،‬لكن رمغ هذه األس بقية فالفرد واجملمتع مرتبطان‬

‫ﻮل‬
‫أشد الارتباط فامي بيهنام حبيث ال ميكن أن جند الفرد بعيدا عن اجملمتع‪.‬‬

‫أطروحة نوبرت إلياس ‪:‬‬


‫اﻟ‬
‫يؤكد نوبرت إلياس تضارب اآلراء حول عالقة الفرد ابجملمتع‪ ،‬فريق يعطي األولوية للفرد عىل‬
‫ﺘﻼ‬
‫اجملمتع و فريق آخر مينح األولوية للمجمتع عىل الفرد‪ .‬ويرى نوبرت أنه ال ميكن الفصل بني اجملمتع‬
‫وأفراده‪ ،‬فالعالقة الرابطة يه عالقة تفاعل متبادل حيث لك مهنام يطبع اآلخر فالفرد و اجملمتع وهجان‬
‫لعمةل واحدة‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫أطروحة هربرت سبنسر ‪:‬‬


‫يدافع هربرت س بنرس عن تشبيه اجملمتع ابلاكئن العضوي‪ ,‬مؤكدا أن هناك طبيعة عضوية‪,‬‬
‫ﺺ‬

‫تغلب عىل اجملمتع‪ .‬إال أن هذا األخري هو يشء أكرب من الاكئن العضوي (الفرد)‪ .‬ابلرمغ من أن‬
‫الاكئنات العضوية " األفراد" يه أعضاء اجملمتع‪ .‬وهكذا يصبح اجملمتع عند س بنرس نسقا شامال‬
‫لعنارص التنظمی الاجامتعي اليت يوجد بيهنا نوع من التساند الوظيفي والاعامتد املتبادل بني األفراد‬
‫عىل بعضهم البعض‪ .‬وهو يقول يف ذكل" ‪:‬إننا ننظر إىل اجملمتع بوصفه كياان لكيا‪ ،‬فبالرمغ انه يتألف‬
‫من وحدات مس تقةل‪ ،‬فان هناك نوع من اإلحساس ابلوحدة والتجمع بني هذه الوحدات‪ ،‬ترجع إىل‬

‫‪39‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫الرتتيب اذلي يتحقق لها يف املنطقة اليت يشغلها ذكل اجملمتع وهذه يه السمة الرئيس ية اليت متزي‬
‫ذكران عن اجملمتع‪".‬‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪40‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫اجملتمع والسلطة‬ ‫احملـــور الثالث ‪:‬‬
‫إشكال احملور‪ :‬كيف يمارس املجتمع بسلطته على األفراد؟ ا‬

‫حتليل نص "السلطة واجملتمع" جلان بي لر ص ‪:74‬‬


‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫هل اجملمتع ينبين عىل السلطة وميارسها أم جيعل مهنا وس يةل لبقائه؟‬

‫ﻮل‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫يقدم بيشلر ترشحيا للسلطة يربز عنارصها و آلياهتا التحمكية و متظهراهتا اخملتلفة و‬
‫ديناميهتا داخل لك شلك س يايس ‪،‬و إذا اكنت السلطة رضورة نظرا لوهجها الاجيايب اذلي بينه‬
‫بيشلر و املمتثل يف لعب دور التوفيق و حتقيق الاس تقرار و الرخاء ‪،‬فإن لها وهجا خطريا حيامن‬
‫اﻟ‬
‫تتحول بفعل الزنوع عىل القوة و الهمينة إىل آلية الس تعباد الناس و قتلهم‪ ،‬ذلكل يؤكد بيشلر عىل‬
‫ﺘﻼ‬
‫رضورة مواهجة وهجها الش يطاين هذا ‪:‬و ذكل بتقس ميها إىل سلط منفصةل ‪،‬و هنا يسرتجع مقوةل‬
‫مونتسكيو اذلي دعا إىل رضورة الفصل بني السلط و جعل بعضها يراقب بعضا ألن لك من هل‬
‫سلطة فهو ييسء اس تخداهما إذا مل جيد قوة أخرى تردعه و ترده إىل القانون ‪.‬و تكل فضيةل‬
‫ﺧﻴ‬

‫ادلميقراطية‪.‬‬

‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬


‫ﺺ‬

‫املفاهمی املركزية ‪:‬‬


‫السلطة ‪ :‬يه جتربة س ياس ية ومزجي طبيعي مكون من ثالث عنارص‪ :‬تقابل ارادتني ختضع‬
‫احداهام لألخرى‪ ،‬والقوة والنفوذ‪ ،‬وأخريا العنف‪ .‬والسلطة لها وهجان وجه اجيايب وآخر سليب‬
‫ش يطاين‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫النظام الس يايس‪ :‬هو مجموعة من القوانني اليت تؤطر اجملمتع وحتد من ترصفات األفراد اخلارجة‬
‫عن نطاق ما هوم متفق عليه اجامتعيا من عادات وتقاليد‪ .‬والنظام الس يايس يؤسس وجوده عىل‬
‫السلطة والقوة والعنف‪.‬‬
‫اجملمتع‪ :‬خاضع يف عالقته ابألفراد للسلطة ويس متر وجوده عن طريق إعادة انتاج القوة‬
‫الس ياس ية قصد اس مترار تواجد اجملمتع ومنعه من الزوال عن طريق الرصاعات واحلروب‪.‬‬

‫البنية احلجاجية ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫حجة املاثا ‪ :‬ا‬ ‫‪‬‬

‫إلبراز أن نسب امزتاج تكل الكفيات الثالث حتدد شلك النظام الس يايس ‪ ،‬يقدم جون‬

‫ﻮل‬
‫بيشلر مثاال و هو ‪:‬لك نظام س يايس ميارس القوة ‪،‬و لكن عندما تطغى القوة عىل العنرصين الباقيني‬
‫نقع يف األنظمة التسلطية القمعية‬
‫أبسلزب التحليل و التقابل ‪ :‬ا‬ ‫‪‬‬
‫اﻟ‬
‫يعترب بيشلر أن للسلطة وهجني ‪:‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫‪ -‬وجه ش يطاين ‪:‬مييل إىل الاس تعباد و و القتل‬
‫‪ -‬وجه إجيايب ‪:‬يؤدي دور التوفيق بني قوى اجملمتع و حتقيق الرخاء و الاس تقرار‬
‫ﺧﻴ‬

‫أطروحة ماكس فيبري ‪:‬‬


‫ﺺ‬

‫يعرف ماكس فيرب ادلوةل بأهنا "امجلاعة البرشية اليت حتتكر اس تعامل العنف املادي املرشوع‬
‫لصاحلها" ذلكل فطبيعة السلطة اليت تفرضها ادلوةل عىل األفراد اخلاضعني لها ‪ :‬يه ذات ملمح‬
‫مادي عنيف لكنه ينبغي أن يكون مرشوعا أي مقبوال من أولئك اذلين س اميرس علهيم‪ .‬و ليك تربر‬
‫هذه السلطة الس ياسة العنف اذلي متارسه البد أن يكون دلهيا مرشوعية‪.‬‬
‫يميز ماكس فيبر بين ثالثة أنواع من املشروعية‪:‬‬

‫‪42‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫‪ -‬املرشوعية املستندة عىل سلطة العادات و التقاليد و تسمى أيضا ابملرشوعية التارخيية‬
‫التقليدية‬
‫‪ -‬املرشوعية القامئة عىل املزااي الشخصية أو ما يسمى أيضا ابملرشوعية الاكريزمية‬
‫‪ -‬املرشوعية املؤسس ية ‪ :‬القامئة عىل اإلميان برشعية القانون ومرتبطة مبفهوم اجملمتع اذلي‬
‫يقوم عىل التعاقد واملساواة القانونية بني أفراده‪.‬‬

‫أطروحة سيغموند فرويد ( ‪: )1939-1856‬‬

‫ﻣ‬
‫يرى فرويد أن اجملمتع ميارس نوعا من القهر الاجامتعي عىل األفراد‪ ,‬من خالل آليات‬
‫التنش ئة الاجامتعية املمتثةل يف الرتبية والبيئة‪ ,‬عن طريق تدخل النظام األخاليق‪ ,‬و ميارس قهرا عىل‬

‫ﻮل‬
‫الفرد ‪ ,‬اذلي مييل إىل إثبات غرائزه فيحوهل من اكئن أانين إىل اكئن منفتح عىل األخر‪ .‬إن التدخل‬
‫املفرط للمجمتع املتحرض يف خصوصيات األفراد ‪ .‬خيلق نوعا من التوتر والرصاع النفيس دلى الفرد ‪,‬‬
‫عىل حنو غري متشدد ‪ .‬جتعهل يقبل قمی اجملمتع ويتخىل عن غرائزه‪ .‬إذ يتساىم هبا يف الواقع ابمهتان‬
‫حرف وممارسة هواايت خالقة ( الفن والقراءة و الرايضة‪ )...‬لتعويض ما انزتعه اجملمتع منه‪.‬‬
‫اﻟ‬
‫إن الشخص عندما يتخىل ويتنازل عن غرائزه لصاحل اجملمتع‪ .‬يكون حسب فرويد خشصا‬
‫منافقا يعيش نوعا من الاغرتاب اذلايت‪ .‬إذ يتخىل عن طبيعته اخلاصة وينصهر يف اذلات الاجامتعية‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫خالصة عامة ‪:‬‬
‫إن اجملمتع ليس اضطهادا وتعسفا‪ ،‬بل هو مؤسسة ظهرت لتحل املشالك اليت عصفت‬
‫ﺧﻴ‬

‫ابإلنسان عندما اكن يعيش وحشيته يف حاةل الطبيعة‪ .‬لقد فقد اإلنسان حريته املطلقة عندما دخل‬
‫يف اجملمتع‪ ،‬لكنه رحب األمن والاس تقرار واحلضارة والتقدم والريق‪ .‬ولكن ما اكن للمجمتعات البرشية‬
‫أن تصل إىل ما وصلت إليه لو مل يكن اجملمتع ساحة للرصاع والتفاعل التارخيي بني خمتلف مكوانته‪.‬‬
‫ﺺ‬

‫لك جممتع البد هل من سلطة‪ ،‬و كام يقول ابن خدلون "مث إن هذا الاجامتع إذا حصل للبرش‬
‫و مت معران العامل هبم‪ ،‬فالبد من وازع يدفع بعضهم عن بعض"‪.‬‬
‫و دور السلطة هو تنظمی اجملمتع و حتقيق العدل و الاس تقرار و الرخاء ‪،‬لكن السلطة‬
‫املطلقة يه مفسدة كربى ‪:‬و كام قال جان بيشلر ‪ :‬للسلطة جانب ش يطاين ‪:‬و هو تقريبا نفس ما‬
‫عرب عنه مونتسكيو عندما قال بأن ‪ :‬لك من هل سلطة فهو ييسء اس تخداهما"‪ .‬ذلكل توصلت‬
‫اإلنسانية و عرب جتارب اترخيية طويةل و مريرة و رصاعات مدمرة ‪:‬عىل آليات لضبط السلطة‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫االسدس الثاني‬

‫ﻣ‬
‫جمزوءة‬
‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬

‫الفاعلية واإلبداع‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪44‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫تق ـ ـ ـ ـ ــديـ ـ ـ ــم‪:‬‬


‫إذا اكن اإلنسان اكئنا واعيا وراغبا واجامتعيا بطبعه‪ ،‬فهو أيضا اكئن فاعل وصانع ومبدع‪.‬‬
‫وتتجىل فاعليته اإلبداعية عىل مس توى الطبيعة من خالل سعيه ادلامئ إىل رمس ذاتيته علهيا‪،‬‬
‫والعمل عىل تغيريها لالس تفادة من طاقاهتا من خالل ما خيرتعه من آالت تقنية‪ ،‬كام تتجىل هذه‬
‫الفاعلية من خالل الشغل اذلي يعترب خاصية إنسانية‪ ،‬وفاعلية تدخل اإلنسان والطبيعة يف عالقة‬

‫ﻣ‬
‫منتجة لقمی انفعة‪ .‬وتتجىل أيضا فاعلية اإلنسان يف إبداعه خملتلف األعامل الفنية اليت يسعى من‬
‫خاللها إىل إبداع عوامل رمزية جديدة؛ كعامل الشعر واملرسح والرواية وغري ذكل‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫هكذا فاإلنسان يسعى من خالل لك هذه األشاكل اإلبداعية إىل جتاوز حاالت النقص‬
‫اليت متزي وجوده‪ ،‬كام يسعى من خالل ذكل إىل إبراز قدراته وتأكيد ذاته سواء يف عالقته ابلطبيعة‬
‫اﻟ‬ ‫أو مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬ملاذا تعترب التقنية خاصية انسانية؟ وهل التقنية جمرد ممارسة تطبيقية لنظرايت العمل أم‬
‫أهنا تشلك إطارا موهجا هل‬
‫ﺘﻼ‬
‫‪ -‬كيف تبسط التقنية س يطرهتا عىل الطبيعة؟ هل تسخرها لصاحل الانسان أم للس يادة‬
‫والس يطرة علهيا؟‬
‫‪ -‬ما يه انعاكسات تطور التقنية عىل وضعية الانسان؟ هل يه سلبية أم اجيابية؟‬
‫ﺧﻴ‬

‫أتعرف مفهوما ‪:‬‬


‫ﺺ‬

‫التقنية ‪:‬‬
‫يعرف معجم الالند التقنية بأهنا « مجموعة من العمليات واإلجراءات احملددة حتديدا دقيقا‪،‬‬
‫والقابةل للنقل والتحويل والرامية إىل حتقيق بعض النتاجئ اليت تعترب انفعة » التقنية يه‪ :‬أوال‪،‬‬
‫معليات وإجراءات حمددة بدقة وهادفة إىل حتقيق غرض معني وجدت من أجهل‪ ،‬ويه اثنيا ‪ ،‬قابةل‬
‫للتعلمی والتعمل والتطوير والتداول والانتشار داخل وسط ما ومن هنا طابعها الاجامتعي‪.‬‬
‫ويه أخريا ‪ ،‬حتقيق ألهداف معلية نفعية معينة ‪ ،‬مبعىن أن التقنية ليست ترفا بل يه سد حلاجة أو‬
‫نقص ما دلى اإلنسان ‪ ،‬ومن هنا نفهم القول املأثور «احلاجة أم الاخرتاع»‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫التقنيــــــــة والعلــــــم‬ ‫احملـــور األول ‪:‬‬
‫إشكال احملور‪ :‬ا‬

‫ملاذا تعترب التقنية خاصية انسانية؟ وهل التقنية جمرد ممارسة تطبيقية لنظرايت العمل أم أهنا‬
‫تشلك إطارا موهجا هل؟‬
‫مطلب التحليل ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫حتليل نص "أسطورة بروميثوس" ألفالطون ص ‪:65‬‬
‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫بأي معىن يعترب اإلنسان اكئنا صانعا؟ وما دور التقنية يف حياة اإلنسان؟‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫لقد منحت اآللهة لك اكئن مقوما للحياة‪ ،‬وحيامن نيس إبميثيوس اإلنسان وتركه "عاراي"‪،‬‬
‫اﻟ‬
‫رسق بروميثيوس النار والتقنية من أثينا ومنحهام لإلنسان‪ .‬وهبذا أصبح اإلنسان اكئنا صانعا ومبدعا‬
‫ﺘﻼ‬
‫يف جمال التقنية اليت تعترب أساس متزي وتطور حضارته اإلنسانية‪.‬‬
‫البنية املفاهيمية ‪ :‬ا‬
‫ﺧﻴ‬

‫بروميثيزس‪ :‬أحد اآللهة يف األساطري اليواننية‪ ،‬اكن مساعد زوس كبري اآللهة يف ادلفاع عن‬ ‫‪‬‬

‫البرش ‪ .‬وقد رسق النار والتقنية من أثينا ومنحها لإلنسان‪ .‬هكذا فهو يعترب رمزا إلرادة‬
‫التقدم التقين دلى اإلنسان‪.‬‬
‫ﺺ‬

‫إيبيماثيزس ‪ :‬هو شقيق بروميثيوس‪ ،‬وقد لكفته اآللهة بتوزيع الصفات واملقومات الرضورية‬ ‫‪‬‬

‫للك اكئن ليك يعيش ويس متر يف احلياة‪ .‬فقام بتوزيع الصفات الرضورية عىل لك اكئن‪،‬‬
‫لكنه نيس اإلنسان وتركه عاراي بدون أي مقوم للحياة‪.‬‬
‫بروميثيزس ↔ اإلنسان ‪ :‬لقد اكن بروميثيوس حيب البرش‪ ،‬ولهذا فقد رسق النار والتقنية‬ ‫‪‬‬

‫من اآللهة أثينا بنت الرب زوس ومنحها لإلنسان‪ .‬من هنا يعترب بروميثيوس رمزا للتفوق‬
‫التقين اذلي يمتزي به اإلنسان عن غريه من الاكئنات‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫برميثيزس ↔ التقوية ‪ :‬بروميثيوس هو سارق التقنية والنار من اآللهة‪ ،‬ومنحها لإلنسان مما‬ ‫‪‬‬

‫جعهل يصبح رمزا إلرادة اإلنسان يف التقدم التقين والعلمي‪.‬‬


‫اإلنسان ↔ التقوية ‪ :‬تعترب التقنية خاصية ممزية لإلنسان‪ ،‬ولها دور كبري يف تطوير حضارته‬ ‫‪‬‬

‫ومتزي منط عيشه عن تكل املوجودة دلى احليواانت‪ .‬هكذا يعترب اإلنسان اكئنا صانعا‪.‬‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫لقد وظف أفالطون األسطورة كأسلوب جحايج من أجل توضيح أطروحته القائةل بأن‬
‫اإلنسان اكئن صانع‪ .‬وميكن توضيح ذكل من خالل ما ييل‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫رموز األسطورة ودالالهتا الفلسفية ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫الفوزن اآللية والوار ‪ :‬هام رمزان للتقدم التقين احلضاري‪ ،‬ألن بفضلهام أصبح اإلنسان مزودا‬ ‫‪o‬‬

‫بوسائل متكنه من إثبات ذاته عىل الطبيعة وعىل احليواانت ومتزيه عهنام‪.‬‬
‫اآللهة ‪ :‬اخللق واخللود والقوة‬ ‫‪o‬‬

‫الكائوات الفانية ‪ :‬الضعف والنقص والفناء‬ ‫‪o‬‬


‫اﻟ‬
‫إيبيماثيزس ‪ :‬موزع األقدار واملقومات اخلاصة بلك اكئن‬ ‫‪o‬‬

‫بروميثيزس ‪ :‬سارق النار والتقنية‪ ،‬وهو رمز إلرادة التقدم التقين والتفوق اآليل دلى‬ ‫‪o‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫أثنوا ‪ :‬بنت الرب زوس‪ ،‬ويه رمز للتقنية واحلرب والصنائع‬ ‫‪o‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫أطروحة جاك أيلول‪:‬‬


‫ﺺ‬

‫لقد أضافت التقنية بيئة اثنية مليئة ابآلالت والاخرتاعات إىل البيئة الطبيعية األصلية ‪.‬‬
‫وتتخذ التقنية شلك منظومة أو نسق تمتزي بأربع خصائص رئيس ية‪:‬‬
‫الاس تقالل اذلايت ‪:‬وهو ما يعين أن التقنية مس تقةل وال ختضع ألية ضغوطات خارجية‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وأهنا ال تنصت إال ملنطقها ادلاخيل‪.‬‬


‫الكونية ‪ :‬ويه تعين أن التقنية انترشت يف لك أرجاء العامل‪ ،‬وأصبحت مس تخدمة من‬ ‫‪‬‬

‫طرف لك الناس ويف لك جماالت وقطاعات احلياة‪.‬‬

‫‪47‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫التطور العيل ‪ :‬إن التقنية ال تتطور انطالقا من غاايت خارجية‪ ،‬بل إن تطورها هو تطور‬ ‫‪‬‬

‫عيل؛ أي راجع لعلل وأس باب داخلية خاصة برضورات التقنية نفسها ‪.‬‬
‫التسارع ‪ :‬تتطور التقنية يف العرص احلايل برسعة وحتقق نتاجئ هائةل ‪.‬والتقنية يف ذاهتا‬ ‫‪‬‬

‫ليست رشا وال خريا‪ ،‬بل إن نتاجئها يه ما ميكن اعتباره كذكل‪.‬‬


‫أطروحة شلنجر ‪:‬‬
‫تعترب التقنية خاصية انسانية مرتبطة ابلوجود الانساين منذ القدم واذا كنا نتحدث عن‬
‫التقنية عند احليوان‪ ،‬فهيي تظل جمرد خطة حيوية لدلفاع عن نفسه كام أهنا حمكومة مبحددات غريزية‬

‫ﻣ‬
‫بيامن ترتبط التقنية عند الانسان ابلعقل والفكر مما جيعلها خطة للحياة أي أهنا اسرتاتيجية هادفة‬
‫وموهجة للسلوك البرشي‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫أطروحة مارتن هايدجر‬
‫حتدد ماهية التقنية حسب مارتن هايدغر يف اعتبارها أدوات وآالت انجتة عن العمل وعن‬
‫س يطرة الانسان ابعتباره س يدا عىل الطبيعة بل ماهية وجوهر التقنية يمكن يف اعتبارها منط‬
‫اﻟ‬
‫وجود انساين مل يعد الانسان يتحمك فيه‪ ،‬بل أصبح خاضعا للفكر التقين اذلي يسعى إىل الكشف‬
‫عن أرسار الطبيعة واس تخراج طاقاهتا وموارده‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪48‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملـــور الثانـــــــي‪ :‬التقنـــــــــية والطبيــــــــعة‬
‫ا‬ ‫إشكال احملور‪:‬‬
‫كيف تبسط التقنية س يطرهتا عىل الطبيعة؟ هل تسخرها لصاحل الانسان أم للس يادة‬
‫والس يطرة علهيا؟‬
‫مطلب التحليل ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫حتليل نص "التقنية استثارة للطبيعة" ملارتن هايدغر ص ‪:73‬‬
‫ا‬ ‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫ما يه العالقة الرابطة بني الانسان والطبيعة؟ وهل التقنية تسخر الطبيعة لصاحل‬
‫لإلنسان؟‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫اﻟ‬
‫يف بداية أطروحته يتساءل مارتن هايدغر عن التقنية احلديثة‪ ،‬ليواصل حبثه يف الكشف‬
‫عن خلفياهتا وعالقهتا ابلطبيعة‪ ،‬حبيث يؤكد عىل ان التقنية يس تخدهما الانسان من أجل تسخري‬
‫ﺘﻼ‬
‫الطبيعة حسب رغباته‪ ،‬ضاراب لنا بأمثةل عن هذه العالقة من خالل تسخري الفالح للتقنية يف‬
‫معلية الزراعة‪ ،‬من أيضا اس تخدام التقنية للس يطرة عىل الطبيعة خالل استثارهتا وهتييجها وتغيري‬
‫توهجاهتا البيئية‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬


‫ﺺ‬

‫اس تعمل مارتن هايدغر بنية مفاهمية مركزة من أجل توضيح أفاكره‪ ،‬حيث تعترب التقنية لك‬
‫ما هو آيل يس تخدمه الانسان من أجل الس يطرة عىل الطبيعة وتسخريها لصاحله‪ ،‬وربط التقنية‬
‫يف النص ابحلديثة إذ يتحدث عن كون التقنية احلديثة اليت توصل الهيا الانسان عرب تطوره يه اليت‬
‫تساعد عىل استثارة الطبيعة‪ .‬كام حرض مفهوم الطبيعة اذلي أكد مارتن هايدغر عىل أن الطبيعة قد‬
‫مت حتريضها من قبل الانسان بواسطة التقنية قصد الاس تفادة من طاقاهتا ومعادهنا واليت تنفع‬
‫الانسان ألغراضه وحاجياته‪.‬‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫‪49‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫لقد وظف مارتن هايدغر بنية جحاجية من أجل إقناعنا بأطروحته‪ ،‬هذه البنية اليت ابتدأت‬
‫بأسلوب الاس تفهام‪ ،‬اذلي من خالهل تساءل الفيلسوف عن ما معىن التقنية احلديثة؟ ليتوغل يف‬
‫البحث ويؤكد عىل أن التقنية احلديثة يه تغيري وتسخري الطبيعة لصاحل الانسان‪ .‬كام وظف‬
‫هايدغر أسلوب الاس تنتاج من خالل اس تنتاجه يف آخر النص بأن التقنية احلديثة أدت إىل‬
‫استثارة الطبيعة وتوجهيا لصاحل متطلبات الانسان‪.‬‬
‫استنتاج‬
‫نس تنتج أن مارتن هايدغر أكد عىل أن التقنية يه س يطرة عىل الطبيعة واستثارهتا لفائدة‬

‫ﻣ‬
‫رغبات الانسان واحتياجاته ‪ ،‬وأن التقنية تبسط س يطرهتا وسلطهتا عىل الطبيعة وتسخرها‬
‫لإلنسان‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫من املالحظ أن للتقنية تأثريا كبريا ليس فقط عىل الواقع املادي لإلنسان بل حىت عىل ذاته‬
‫وطريقة تفكريه‪ ،‬حيث يقول عامل الاجامتع الفرنيس جورج فريدمان "إن أبسس نظرتوا إلى العالم‬
‫اﻟ‬
‫أصابها اليزم انقالب وتحز ألن التقويات الجديدة بدلت إدراكوا لألشياء‪ ".‬ا‬
‫ﺘﻼ‬
‫أطروحة إدغار موران ‪:‬‬
‫يرى إدغار موران أن احلقبة املعارصة شهدت التحاما بني العمل و التقنية ‪،‬و هو ما أسامه‬
‫يف موضع آخر "التقنية العلمية "‪،‬و قد حتولت هذه التقنية العلمية إىل مهنج للتحمك يقول إدغار‬
‫ﺧﻴ‬

‫موران ‪ ":‬إن املهنج العلمي مهنج للتحمك يفرتض بل و يس تدعي أكرث فأكرث مزيدا من التقنيات اليت‬
‫تسمح بدورها مبزيد من التحمك "‪.‬‬
‫ﺺ‬

‫أطروحة ألربت آين تاين‪:‬‬


‫يش به آينش تاين التقدم التقين يف فوضويته والمسؤوليته األخالقية تشبهيا مجيال ودالا‬
‫حيث يقول "إن سالح التقدم التقين يبدو مثل فأس وضعناه يف يد مريض نفيس"‪ ،‬أي أنه يف يد‬
‫غري مسؤوةل ميكن أن ترضب به يف لك اجتاه‪ ،‬حىت ضد نفسها‪ .‬فقد أخذت تلمتع اآلن أمام البرشية‬
‫تساؤالت رهيبة ‪:‬كيف س يكون مس تقبل اإلنسانية إذا اس مترت األحباث العلمية يف تطوير تقنية‬
‫ادلمار؟ أال ميكن أن يبسط هذا التطور إماكانت إبداع ادلمار وتقنية القتل ‪-‬مثلام هو دامئا منطق‬
‫التطور العلمي‪ -‬حيث ينساق حنو تسهيل ما هو صعب وتبس يط إماكنيات إجنازه؟ أال ميكن أن‬
‫‪50‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫تكون القنبةل النووية غدا يف إماكن عامل فزيايء أن يصنعها يف خمتربه الشخيص؟ ومن مث يكون‬
‫بإماكنه يف حلظة جنون أو انفعال أو غضب أن يضع هناية مدينة بأمكلها أو دوةل أو قارة‪ ،‬أو حىت‬
‫هتديد كوكب األرض لكه؟ ووقتئذ هل س يكون مثة معىن لهذه الرقابة ادلولية عىل ادلول املس تضعفة‬
‫يك ال متتكل السالح النووي أو وقف تطويره؟ وإذا اكن من الصعب مراقبة ادلول فكيف ميكن‬
‫مراقبة ماليني األفراد داخل خمترباهتم؟ وهذا ما دفع بعض الفالسفة والعلامء إىل املناداة بتوقيف‬
‫البحث العلمي أو عىل األقل التحمك فيه‪.‬‬
‫أطروحة كارل ماركس ‪ ( :‬نقد )‬

‫ﻣ‬
‫يرى ماركس أن لك األش ياء تبدو جلية وواحضة من خالل نقيضها‪ ،‬وهكذا فإذا اكنت‬
‫التقنية حتمل ي ذاهتا إجيابيات وتهبر اإلنسان ومتكل قدرة إجيابية يف اختصار الوقت وحتد من‬

‫ﻮل‬
‫ساعات العمل عرب اآلالت اخملتلفة فإهنا يف الوقت نفسه تسبب اجلوع واإلهناك املفرط‪ ،‬لتتحول‬
‫الثورة التقنية إىل مصدر البؤس‪ ،‬فأصبح لك انتظار تقين مثنه احنطاط معنوي‪ .‬ومن خالل مفهوم‬
‫الاس تالب فإن ماركس يؤكد أنه بقدر ما فئت اإلنسان يصبح س يدا وممتلاك للطبيعة بقدر ما متارس‬
‫عليه اآلالت والقدرات اليت ميتلكها اس تالاب ويتحول إىل عبد لهاته اآلالت اليت ميتلكها ‪.‬إن التقنية‬
‫اﻟ‬
‫حسب ماركس تس تدعي اس تغاللها والتحمك فهيا من طرف أانس جدد غايهتم حتويلها إىل وس يةل‬
‫ﺘﻼ‬
‫لنفع اجملمتع ال ملامرسة الاس تالب والاضطهاد‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪51‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملـــور الثالث ‪ :‬تطـــور التقنية سلبياته وإجيابياته‬
‫إشكال احملور‪:‬‬
‫ما يه انعاكسات تطور التقنية عىل وضعية الانسان؟ هل يه سلبية أم اجيابية؟‬
‫مطلب التحليل ‪:‬‬
‫حتليل نص ديكارت‪ :‬السيطرة على الطبيعة‬

‫ﻣ‬
‫اشكال النص ‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫ما يه نتاجئ عمل الطبيعة عىل الوجودين الطبيعي و اإلنساين ؟ و كيف جيعلنا العمل سادة و‬
‫مالكني للطبيعة؟‬
‫أطروحة النص ‪:‬‬
‫إن موقف دياكرت من الفلسفة التأملية النظرية هو موقف جتاوز و قطيعة و رفض‪ ،‬ألهنا‬
‫اﻟ‬
‫يف نظره فلسفة عقمية وجوفاء‪ ،‬و ال تنتج عهنا أية منافع ملموسة عىل املس توى العميل ‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫لقد اكن الزما عىل دياكرت اإلفصاح عن مبادل العمل الطبيعي‪ ،‬ألنه اخترب جناعهتا عىل‬
‫مس توى حل العديد من املعضالت‪ ،‬و تبني هل أهنا تؤدي إىل حتقيق منافع كثرية للناس‪ ،‬و هو ما‬
‫جيعلها ختتلف عن املبادل اليت ترتكز علهيا الفلسفة السكوالئية اليت اكنت سائدة يف القرون‬
‫ﺧﻴ‬

‫الوسطى‪.‬‬
‫إن الفلسفة العملية املرتبطة ابلعمل الطبيعي متكننا من فهم و معرفة القوانني اليت تتحمك يف‬
‫ﺺ‬

‫الظواهر‪ ،‬ويه خطوة أساس ية للس يطرة علهيا و حتويلها إىل منتوجات صناعية وثقافية يس تفيد مهنا‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫هكذا تمكن أطروحة دياكرت يف القول بأن العمل الطبيعي ميكننا من معرفة القوانني اليت‬
‫ختضع لها الظواهر الطبيعية‪ ،‬و هو األمر اذلي جيعل اإلنسان حيول الطبيعة خلدمته فيصبح مالاك‬
‫لها و س يدا علهيا انطالقا من امتالكه للتقنية‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫البنية املفاهيمية ‪:‬‬
‫*الفلسفة العملية ‪ /‬علم الطبيعة‪:‬‬

‫عمل الطبيعة يضع املبادل النظرية و القوانني اليت حتمك الظواهر الطبيعية‪ ،‬أما الفلسفة‬
‫العملية فهيي التطبيق الواقعي و الرتمجة الفعلية لتكل املبادل‪ ،‬عن طريق حتويل الطبيعة و تسخريها‬
‫خلدمة مصاحل اإلنسان‪.‬‬
‫*معرفة القوانين والسيطرة على الطبيعة‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫إن معرفة القوانني اليت ختضع لها الظواهر الطبيعية تؤدي إىل معرفة مكوانهتا والعالقات‬
‫القامئة بيهنا‪ ،‬وهو األمر اذلي يسمح ابس تغاللها واس تخداهما لتحقيق أغراض ومصاحل اإلنسان ‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫هكذا متكن هذه املعرفة اإلنسان من أن يصبح س يدا عىل الطبيعة ومالاك لها ‪.‬‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫اس تخدم صاحب النص مجموعة من اآلليات احلجاجية من أجل ادلفاع عن أطروحته من‬
‫اﻟ‬ ‫بيهنا ‪:‬‬
‫اسلوب الدحض والتفنيد ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫" … و مبلغ اختالفها عن املبادل اليت اس تخدمت إىل اآلن … "‬
‫" …و أنه ميكننا أن جند بدال من هذه الفلسفة النظرية … فلسفة معلية … "‬
‫ﺧﻴ‬

‫يدحض دياكرت الفلسفة التأملية النظرية اليت اكنت سائدة يف القرون السابقة‪ ،‬ألهنا فلسفة‬
‫عقمية‪ ،‬و غري اختبارية‪ ،‬وغري مفيدة‪ ،‬و ال تؤدي إىل الس يطرة عىل الطبيعة‪.‬‬
‫ﺺ‬

‫أسلوب المثال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لتبيان فائدة العمل الطبيعي‪ ،‬اعمتد صاحب النص عىل إعطاء مجموعة من األمثةل من الظواهر‬
‫الطبيعية ‪ :‬النار‪ ،‬املاء‪ ،‬الهواء‪ ،‬الكواكب‪ ،‬السموات … و الغرض من ذكل هو توضيح أن معرفة‬
‫مكوانهتا و القوانني املتحمكة فهيا‪ ،‬يؤدي إىل الس يطرة علهيا و تسخريها خلدمة مصاحل اإلنسان‪.‬‬
‫مطلب املناش ة ‪:‬‬
‫‪53‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫أطروحة مي يل سري ‪:‬‬
‫انتقد ميش يل سري املسكل اذلي سار عليه العقل الغريب وذكل ابختاذه التقنية كوس يةل‬
‫للتحمك يف الطبيعة‪ ،‬وهذا األسلوب أدى بدوره إىل حتمك التقنية نفسها يف اإلنسان والطبيعة معا‪،‬‬
‫فتحولت من جمرد أداة لتحمك اإلنسان يف الطبيعية إىل عنرص هيدد كياهنام ووجودهام معا‪ .‬وخطورة‬
‫هذا التحمك أنه ذو بعد كوين وعاملي وشامل‪ .‬فال خيار أمامنا إال إعادة النظر يف عالقتنا ابألش ياء‬
‫اليت أصبحت تسودها عالقة المتكل والتحمك عن طريق إجياد الس بل الكفيةل للخروج من هذا‬
‫اإلشاكل العويص‪ .‬والسبيل إىل ذكل هو حتمك جديد بديل عن التحمك احلايل املس متد أصوهل من‬

‫ﻣ‬
‫ادلياكرتية احلديثة‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫أطروحة ماركوز ‪:‬‬
‫يف كتابه "اإلنسان ذو البعد الواحد" الصادر عام ‪ ،1964‬حيذر ماركوز من خطر التقنية‬
‫اليت تسري ابجتاه إخضاع اإلنسان والس يطرة عليه‪ .‬توسع التقنية أس باب الراحة أمام احلياة‪ ،‬كام‬
‫ترسع من إنتاجية العمل وحتس نه‪ .‬تتحدى التقنية اإلنسان‪ ،‬وتربهن اس تحاةل أن يعيش مس تق ًال أو‬
‫اﻟ‬ ‫ِّ‬
‫منفرداً أو معزو ًال عهنا‪ .‬تصري التقنية رضورة من رضوراهتا‪ .‬ال يس تغين اإلنسان عن العيش بدوهنا‪.‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫ذلكل فهيي تس يطر عليه وختضعه لها‪ .‬وهو ما يسميه ماركوز ابإلخضاع املكثف‪ .‬إنه اخلضوع لآلةل‬
‫وألس ياد اآلةل املتحمكني هبا‪ .‬يف هذا الـ(ال اس تغناء)‪ ،‬تغيب حرية الفرد ويصري اخلضوع والالحرية‬
‫أمراً مرشعاً‪ .‬يقول ماركوز "ما أحاول أن اس تخلصه هو أن العمل قد رمس صورة العامل‪ .‬وفيه بقيت‬
‫ﺧﻴ‬

‫الس يطرة عىل الطبيعة مرتبطة ابلس يطرة عىل الانسان"‪ .‬لقد جنحت التقنية يف أن تصنع إنساان عىل‬
‫مقاسها اخلاص‪ ،‬كام يظن ماركوز‪ ،‬وأفقدته أن تكون هل مزيات خاصة به‪ .‬جفعلت منه إنسا ًان مقدلا‪،‬‬
‫ﺺ‬

‫مس هتلاك‪ ،‬مامتهيا معها‪.‬‬

‫استنتاج‬
‫من خالل ما تقدم ميكن القول أن أغلب الفالسفة يف إجابهتم عىل األشاكل املركزي للمحور‬
‫واملمتثل يف نتاجئ تطور التقنية يتفقون عىل اعتبار التقنية وس يةل للتحمك عىل مصري اإلنسان‬
‫والطبيعة معا وأن طابعها السليب أصبح طاغيا مما هيدد كيان اإلنسان والطبيعة معا‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫خالصة عامة ‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫ترتكز حياة اإلنسان املعارص عىل اآلالت واملعدات التقنية ‪ ،‬تكل «الاكئنات املألوفة‬

‫ﻮل‬
‫الصامتة واخلفية» ‪ ،‬اليت بفرط اعامتد اإلنسان علهيا واس تخدامه لها ابس مترار أصبحت تشلك جزءا‬
‫من وجوده حىت أن التفكري يف الظاهرة التقنية ودالالهتا وأبعادها وخمتلف آاثرها قد تعطل وغاب‬
‫خلف مظاهرها املمتثةل يف جيش من اآلالت واملعدات التقنية احمليطة بنا وهبذا يكون اإلنسان اكئن‬
‫صانع‪.‬‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/‬‬

‫‪55‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫متهيد‬
‫إن الشغل ظاهرة مرتبطة منذ القدمي بتحقيق احلاجات الرضورية يف حياة اإلنسان ‪.‬ولكن‬
‫اجملمتعات القدمية اكنت متزي بني معل وآخر ؛ فاليوانن ـ مثال ـ اكنوا يس هتجنون العمل اليدوي‪..‬‬
‫هكذا اكن أفالطون وأرسطو ينظران إىل الشغل ويربطانه ابلعمل اليدوي‪ ،‬ومن مثة فهو معل ال‬
‫يصلح إال للرعاع والعبيد‪ .‬إن العمل اليدوي‪ ،‬يف نظر فالسفة اليوانن‪ ،‬يتناىف مع ماهية اإلنسان‪،‬‬

‫ﻣ‬
‫ألن اإلنسان "حيوان عاقل"‪ ،‬ومن مثة تكون اخلصوصية األساس ية لإلنسان يه التفكري‪ .‬هكذا‬

‫ﻮل‬
‫يكون العبد جمردا من خصوصياته اإلنسانية‪ ،‬فأصبح كام يرى أرسطو جمرد آةل‪ ،‬ألنه يعوض اآلةل‬
‫اليت حيتاج إلهيا اإلنسان‪ .‬انطالقا من هذا تتودل اإلشاكالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬هل يعترب الشغل خاصية انسانية أم قامسا مشرتكا بني االنسان واحليوان ؟‬
‫‪ -‬هل تقسيم العمل يعترب ظاهرة اجيابية أم سلبية ؟‬
‫اﻟ‬
‫‪ -‬هل الشغل حتقيق ملاهية االنسان وحريته أم استالب ونفي للذات االنسانية؟‬
‫ﺘﻼ‬
‫الشــــــغل‬ ‫أتعــــــرف مفـــــهــــوما ‪:‬‬
‫غالبا ما يفيد الشغل يف المتثل الشائع العمل العضيل واجلهد اجلسدي اذلي مبوجبه حيول اإلنسان‬
‫الطبيعة‪ .‬وهكذا يرتبط مفهوم الشغل يف المتثل الشائع ابلعمل اليدوي‪ ،‬ويقيص العمل الفكري كفاعلية ميكن‬
‫ﺧﻴ‬

‫اعتبارها شغال‪ .‬ويف المتثل املعجمي العريب‪ ،‬فإن الشغل يفيد ـ إضافة إىل العمل اليدوي ـ شغل حزي ماكين‪،‬‬
‫فيكون هبذا ضد الفراغ ؛ حيث نقول مثال ‪" :‬هذه الطاوةل تشغل هذا املاكن ‪".‬ويفيد الشغل ـ كذكل ـ‬
‫ﺺ‬

‫العمل الفكري خصوصا حيامن يصبح الفرد همووسا بفكرة معينة‪ ،‬فيقال مثال ‪" :‬هذه الفكرة تشغل ذهن هذا‬
‫الشخص"‪ .‬بل إن لكمة صناعة يف اللغة العربية تنتقل من مس توى احلرفة لتشمل العمل الفكري‪ ،‬فيقال مثال‬
‫‪:‬صناعة األدب‪ ،‬صناعة احلمكة ‪...‬اخل‪.‬‬
‫ويف المتثل املعجمي الفرنيس‪ ،‬فإن الشغل ‪ le travail‬يفيد الك من العمل الفكري واليدوي‪ .‬وإذا‬
‫انتقلنا إىل جمال الفلسفة‪ ،‬فإن اآلراء املتداوةل حول ظاهرة الشغل تنقسم إجامال إىل ‪ :‬فلسفات رافضة للشغل‬
‫ابعتباره إقصاء ملاهية اإلنسان‪ ،‬وفلسفات تعترب الشغل أساس لك قمية إنسانية‪ ،‬وأخريا فلسفات تنتقد‬
‫الشغل دون أن تقصيه من الظواهر اإلنسانية‪.‬‬
‫‪56‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫احملور األول ‪ :‬الشغـل خاصية إنسـانيـة‬


‫اشكال احملور ‪:‬‬
‫هل يعترب الشغل خاصية انسانية أم قاسام مشرتاك بني الانسان واحليوان ؟‬
‫مطلب التحليل ‪:‬‬
‫حتليل نص كارل ماركس ال غل فاعلية انسانية ص ‪: 99‬‬
‫إشكال النص‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫ما هو الشغل ؟ و بأي معىن ميكن اعتباره فاعلية إنسانية ؟‬

‫أطروحة النص‪:‬‬

‫ﻮل‬
‫يتحدد الشغل بوصفة فعال يمت بني اإلنسان و الطبيعة‪ ،‬مبوجبه يقوم العامل بتحويل املواد‬
‫الطبيعية األولية و يضفي علهيا صورة انطالقا من تصوراته العقلية القبلية‪ .‬و هكذا يمتزي الشغل عند‬
‫اإلنسان بطابعه الغايئ حيث خيتلف عن العمل عند احليوان اذلي يظل جمرد فعل غريزي‪ .‬و هذا‬
‫اﻟ‬ ‫ما جيعل الشغل فاعلية خاصة ابإلنسان و حده ‪.‬‬
‫البنية املفاهيمية‪:‬‬
‫ﺘﻼ‬
‫‪ ‬الشغل ‪ /‬اإلنسان ‪:‬‬
‫بواسطة الشغل يتدخل اإلنسان يف الطبيعة و يغريها‪ ،‬بأن مينحها شالك معينا و جيعلها‬
‫مفيدة هل يف حياته ‪ .‬هكذا فالشغل هل آاثر إجيابية عىل حياة اإلنسان؛ إذ حيقق هل الرفاهية يف‬
‫ﺧﻴ‬

‫العيش و حيقق هل منافع كثرية‪ .‬غري أن هذا التأثري يطال اإلنسان أيضا‪ ،‬فيمني ملاكته العقلية و يطور‬
‫سلوكه و يرتقي بذوقه‪.‬‬
‫ﺺ‬

‫‪ ‬الشغل ‪ /‬الوعي واإلرادة‪:‬‬


‫الشغل عند اإلنسان خاضع لإلرادة و حيرض فيه الوعي؛ ذكل أن اإلنسان يفكر بشلك‬
‫مس بق يف كيفية إجنازه لعمهل قبل أن حيققه عىل أرض الواقع‪ .‬و هذا ما جيعل الشغل عند اإلنسان‬
‫ذا طابع غايئ؛ أي أن اإلنسان يعي شغهل و حيدد هل غاايت معينة قبل معلية إجنازه‪.‬‬
‫‪ ‬مسار الشغل ‪:‬‬
‫يتضمن مسار الشغل أو سريورته ثالثة عنارص أساس ية ‪:‬‬
‫‪57‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫‪ -‬نشاط جسدي ‪ -‬نشاط عقيل ‪.‬‬ ‫‪ -‬النشاط اإلنساين‪:‬‬
‫‪ -‬موضوع الشغل‪ :‬املواد الطبيعية األولية‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل و أدوات الشغل ‪.‬‬
‫البنية احلجاجية ‪:‬‬
‫من أجل توضيح أطروحته‪ ،‬اس تخدم اكرل ماركس مجموعة من األساليب احلجاجية‪:‬‬

‫ﻣ‬
‫وظيفتــــــــــــــــــه‬ ‫املؤشر عليه يف النص‬ ‫األســـــلـــــــــــــوب‬
‫‪ -‬تعريف الشغل باعتباره فاعلية تدخل اإلنسان و‬

‫ﻮل‬
‫الطبيعة يف عالقة منتجة لقيم نافعة ‪.‬‬
‫‪ -‬الشغل ال يغري الطبيعة فقط ‪ ،‬بل يغري أيضا ملكات‬ ‫‪ -‬إن الشغل … و يف الوقت الذي … فإنه …‬ ‫أسلوب العرض‬
‫اإلنسان و قدراته اإلبداعية أيضا ‪.‬‬ ‫‪ -‬إن نقطة انطالقنا هي …‬ ‫والتفسري‬
‫‪ -‬الشغل فاعلية إنسانية ‪.‬‬ ‫‪ -‬إن النتيجة اليت ينتهي إليها الشغل …‬
‫‪ -‬نتيجة الشغل توجد بشكل قبلي يف ذهن العامل و‬
‫خميلته ‪.‬‬
‫اﻟ‬ ‫أسلوب املقارنة‪:‬‬

‫الشغل عند اإلنسان‬ ‫العمل عند الحيوان‬


‫ﺘﻼ‬
‫‪ -‬الحائك – المهندس‬ ‫‪ -‬العنكبوت – النحلة ‪.‬‬
‫‪ -‬مهارة عقلية‪.‬‬ ‫‪ -‬مهارة غريزية‪.‬‬
‫‪ -‬عمل غائي ‪.‬‬ ‫‪ -‬عمل آلي ‪.‬‬
‫‪ -‬القصدية و التخطيط و البرمجة ‪.‬‬ ‫‪ -‬التلقائية و العفوية الطبيعية ‪.‬‬
‫ﺧﻴ‬

‫‪ -‬عمل إجباري و خاضع للضرورة البيولوجية ‪ - .‬عمل حر و اختياري ‪.‬‬

‫استنتاج‬
‫هكذا يثبت اكرل ماركس من خالل هذه املقارنة‪ ،‬بأن الشغل ابملعىن ادلقيق ظاهرة خاصة‬
‫ﺺ‬

‫ابإلنسان وحده‪ ،‬ألنه فعل غايئ و قصدي‪ ،‬حيرض فيه الوعي و اإلرادة العاقةل و احلرة لإلنسان ‪.‬‬

‫مطلب املناش ة ‪:‬‬


‫أطروحة موسكوفيت ي ‪:‬‬
‫يدافع موسكوفيتيش عن أطروحته الـيت مفادهـا أن الشـغل فعـل إنسـاين ينـتج عنـه تقـدم‬
‫وتطور نظام (األنظمة الطبيعيـة) حياتـه الـيت تنـتج عـن تفـاعالت الفـرد مـع جممتعـه‪ .‬إن الشـغل هنـا‬
‫يتحدد بصفته مزية إنسانية ومادام للشغل أاثر فإن هل قامي واضعا بذكل فصال مـا بـني الشـغل مكتعـة‬
‫‪58‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫وكشقاء وكتعاسة‪ .‬يفرق موسكوفيتيش بـني فعـل الشـغل يف ذاتـه وبـني مـا ينـتج عـن الشـغل مـن‬
‫منتجات كامثر خمتلفة اكملنفعة واملتعة‪.‬‬
‫أطروحة هيجل ‪:‬‬
‫هيجل أعطى ملفهوم "العمل" معىن بعيدا‪ .‬ففي حديثه عن "جدلية السـ يد والعبـد"‪ ،‬عـرف‬
‫هيجــل العمــل ابعتبــاره إنتاجــا لإلنســان بواســطة اإلنســان‪ .‬إن العمــل هــو أداة التحريــر الوحيــدة‬
‫لإلنسان‪ .‬فعمل العبد هو اذلي حيرره من س يطرة الطبيعة كام حيرره مـن سـ يطرة السـ يد فـامي بعـد‪.‬‬
‫إن عالقات اإلنسان ابلطبيعة ليست عالقـات معرفيـة فقـط‪ ،‬ولكهنـا أيضـا عالقـات حتويـل وتغيـري‬
‫متبادةل‪ ،‬فالعمل يف هنايـة املطـاف يشـ تغل لصـاحل السـ يد‪ ،‬وهـذا يعـين أن العمـل نشـاط اجامتعـي‬

‫ﻣ‬
‫ينجزه الناس بعضهم لصاحل بعض من أجل التلبية املتبادةل حلاجياهتم‪ ،‬إن العمل يكون بذكل اللحمة‬
‫احلقيقية للعالقات الاجامتعية‪.‬‬

‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪59‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬
‫احملور الثاني ‪ :‬تقسيم العمــــل‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪60‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬


‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

‫احملور الثالـــــث ‪ :‬الشغـل بني احلرية واالستيالب‬

‫ﻣ‬
‫ﻮل‬
‫اﻟ‬
‫ﺘﻼ‬
‫ﺧﻴ‬
‫ﺺ‬

‫‪61‬‬

‫ﻓﻤﺎ ﺗﺤﺘﺎج ﺷﻲ ﻣﻠﺨﺺ ﻛﺘﺐ ﺳﻤﯿﺘﻮ وﺗﺒﻌﻮ ﻣﻮل اﻟﺘﻼﺧﯿﺺ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﻞ‬

You might also like