Professional Documents
Culture Documents
ﻣ
االسدس األول ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
جمزوءة اإلنســان
ﺧﻴ
ﺺ
https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/
ﻣ
فهمه ،فإن هذه احملاوةل مت التنظري لها من قبل حقول علمية متنوعة أعطت نظرهتا اخلاصة عن
الانسان.
ﻮل
نظرت البيولوجيا لإلنسان بكونه اكئنا حيا وجزءا من الطبيعة يليب احتياجاته الرضورية
ليضمن عيشه واس متراره يف احلياة ،كام حتمكه قوانني طبيعية وبيولوجية ،إال أن اجلانب البيولويج
ليس هو اجلانب الوحيد عند الانسان ،بل فيه أيضا جانب نفيس س يكولويج ،هل دور همم يف
حتقيق توازن حياته خصوصا فامي يتعلق ابدلوافع والرغبات واملشاعر ...ويه لكها معليات لها
اﻟ
ارتباطات جبانب الوعي يف الانسان إال أن هذا األخري ال خيلو من امحلق والالوعي والالانتباه،
ﺘﻼ
وهذا ال ينبغي أن ينسينا العالقة الوطيدة بني اجلانب البيولويج والس يكولويج(النفي).
ان الاملام ابلبعدين الس يكولويج والبيولويج ال يكفي لفهم الانسان وما يتصل به من
ظواهر بل البد من األخذ بعني الاعتبار بعده السوس يولويج الاجامتعي واملمتثل أساسا يف كون
ﺧﻴ
الانسان فردا داخل اجملمتع ،يتواصل مع أبناء جدلته ،جتمعهم ثقافة مشرتكة وتربط بيهنم عالقات
وروابط قرابة اجامتعية ...وهذا لكه يؤثر عىل سلواكت ونشاطات وأفعال الانسان.
ان تعددت املقارابت ال يعين غياب املقاربة الفلسفية ،بل إهنا تبقى حارضة بقوة من اجل
ﺺ
مجع ش تات هذه املقارابت اجلزئية وتقدمي نظرة مشولية تعكـس ماهية الانسان وحقيقته العميقة
وذكل حماوةل لإلجابة عىل :
بأي معنى ميكن اعتبار االنسان كائنا واعيا؟ ثم ما هي حدود هذا الوعي؟ وإىل أي
حد ميكن اعتبار االنسان كائنا راغبا وحيوانا ناطقا وفردا اجتماعيا ؟
4
تقــديــــم :
عندما يتساءل الانسان عن يشء ما أو عندما يفكر يف ذاته ،فهو يلتجئ إىل وعيه ،هذا
ﻣ
الوعي اذلي جيعل الانسان متحدا مع نفسه غري منفصل عن وجوده وعن طريقه يدرك الانسان
ﻮل
هويته ،اليشء اذلي جيعهل قادرا عىل النطق ب " أان".
غري أن للوعي أبعادا أخرى غري هذا البعد الس يكولويج وهو البعد اذلي يدرك فيه
الانسان حياته الاجامتعية والبيئة احمليطة به عن طريق الاحساس ابلشعور ،إال أن الانسان ال
يكون دامئا منتهبا ومدراك لنفسه وذاته والعامل احمليط به ،بل تنتابه أحياان حاالت من الالوعي وهو ما
اﻟ
كشفت عنه ادلراسات الفلسفية املعارصة يف جمال عمل النفس واذلي ينهبنا إىل أن الالوعي قد
يكون هو املتحمك الرئييس يف سلوك الانسان.
ﺘﻼ
إذا اكن الانسان يلجأ إىل وعيه من أجل التفكري وانتاج احلقائق فإن هذا الوعي ال يكون
أحياان الا منبعا وأصال لألوهام :
ما عالقة اإلدراك احلسي بالوعي؟ وما دوره يف تشكله؟ و هل احلواس وحدها كافية
ﺧﻴ
هل الوعي قادر إعطاء صورة حقيقية عن حياتنا الواقعية وعن ذواتنا؟ أال تتدخل
https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/
5
ﻣ
هو الفيلسوف الفرنيس روين دياكرت ( ،) 1650-1596من كبار فالسفة القرن السابع
ﻮل
عرش .يعترب رائد الزنعة العقالنية احلديثة ،وقد عرف بشكه املهنجي و تأسيسه فلسفته عىل
الكوجيطو ” أان أفكر ،إذا أان موجود ” ” Je pense donc je suisمن مؤلفاته " :تأمالت
ميتافزييقية " و " مقال يف املهنج ".
إشكال النص :
اﻟ ما األان؟ و ما عالقة الوعي ابإلدراك احليس؟
أطروحة النص :
ﺘﻼ
األان حسب دياكرت هو ذات مفكرة وواعية ،و التفكري عنده هو أساس وجود األان؛ فأان
موجود ما دمت أفكر ،فإذا انقطعت عن التفكري انقطعت عن الوجود .و الوعي عند دياكرت هو
ﺧﻴ
وعي ينكفئ عىل اذلات و يمت داخلها وال حيتاج إىل احلواس أو اإلدراك احليس ،إنه وعي مرتبط
ابحلدس املبارش.
البنية املفاهيمية :
ﺺ
وظف رينيه دياكرت بنية مفاهميية مركزة من أجل توضيح أفاكره ،حبيث متثلت يف مفهوم
األان اذلي تساءل دياكرت عن هذه األان يف قوهل أي يشء أان؟ ليجيب عليه بأن األان يشء مفكر،
واألان يه اذلات املفكرة اليت تشك وتس تقل بتفكريها عن اآلخر .كذكل حيرض مفهوم التفكري اذلي
عرب عنه صاحب النص بأنه األان أو اذلات يه اليت تفكر ،والتفكري هو خاصية إنسانية تؤدي إىل
اليقني ،وهو مرتبط ابلوعي فاالنسان الواعي هو اذلي ابس تطاعته ممارسة التفكري.
https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/
ﻣ
يستنكر أن تكل اخلصائص لكها يه من طبيعته.
استنتاج :
ﻮل
نس تنتج أن دياكرت حدد الانسان كاكئن مفكر يعمتد عىل التفكري وحده ملعرفة ذاته،
فاس تطاع بذكل أن يثبت وجوده فكراي دون احلاجة إىل احلس أو احلواس.
لكن هل فعال ميكن أن نعتمد على الفكر وحده لكي نعي ذواتنا أم البد من اللجوء إىل
احلواس؟
اﻟ
مطلب املناقشة :
ﺘﻼ
إذا اكن دياكرت الفيلسوف العقالين قد أكد عىل أن الوعي ابذلات يمت عن طريق احلدس
ﺧﻴ
املبارش فإن دافيد هيوم الفيلسوف الاجنلزيي رائد املدرسة التجريبية يرى أن الوعي ابذلات ال يمت
من دون معلية ادراكية حس ية ما وأنه عندما تزول الادرااكت احلس ية يصري األان غري موجود،
ولهذا جند هيوم يفند وينتقد التصور اذلي يرى أن الوعي شفاف ومبارش ،فاإلدراك احليس حس به
ﺺ
رشط أسايس حلصول الوعي ابذلات ،مفثال عندما يكون املرء انمئا تزول ادرااكته ابلزمان واملاكن
وابلتايل يزول وعيه بذاته ويصبح عدما مما يعين أن عالقة الشعور ابالدراك عالقة تالزمية أي إذا
غاب أحدهام غاب اآلخر.
7
ﻣ
الوعي ابذلات ابلنطق بلفظ أان؟
ﻮل
أطروحة النص :
يقدم اكن اطروحة مفادها ان اإلنسان يمتزي عن احليواانت واألش ياء بقدرته عىل تصور ذاته
ووعيه هبا ،وهو ما جيعهل اكئنا حرا ،مسؤوال وذا كرامة ال تقدر بمثن .ويرتبط الوعي ابذلات ابلنطق
بلفظ أان أو عىل األقل امتالك تصور عهنا.
اﻟ البنية املفاهيمية :
العالقة بني النطق بلفظ أان ومفهوم الوعي :
ﺘﻼ
ال ميكن الوعي ابذلات إال من خالل النطق بلفظ أان ،أو عىل األقل امتالك مدلول عهنا؛
حفيامن يبدأ الطفل ابلنطق بلفظ أان ،فإنه ينتقل من اإلحساس احليس املبارش بذاته لريتقي إىل
ﺧﻴ
إن الوعي ابذلات هو اذلي مينحها هويهتا ،أي يكس هبا وحدهتا ومتزيها عن ابيق األش ياء
ﺺ
والاكئنات.
العالقة بني مفهويم الوعي والكرامة :
إن الوعي هو اذلي مينح اإلنسان قمية وكرامة ال تقدر بمثن ،فلو غاب الوعي س تغيب معه
الكرامة.
https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/
ﻣ
يتعلق األمر بثالثة أمثةل:
oمنال اإلنسان غري القادر على النطق باألنا :مثل األبمك مثال نظرا لوجود مشلك يف أعضاء
ﻮل
النطق .لكن ابلرمغ من ذكل فإن هل القدرة عىل امتالك تصور لها ،مما يؤههل ليك يكون اكئنا واعيا .
oمنال اللغات اليت قد ال تتوفر على صيغة تعبريية عن ضمري املتكلم أنا :لكهنا مع ذكل
تكون مضطرة عىل أن تتوفر عىل مدلول أو تصور أو فكرة عنه.
oمنال الطفل :اذلي ال يكون يف بداية تعلمه للغة قادرا عىل اإلشارة إىل نفسه بلفظ أان،
اﻟ
وحيامن يبدأ ابلنطق به فإنه ينتقل من مس توى اإلحساس احليس الغريزي إىل مس توى التفكري
ﺘﻼ
والوعي ابذلات.
استنتاج
نس تنتج حسب اكنط أن الوعي هو اذلي حيمك وجود اذلات من خالل النطق بلفظة أان
ﺧﻴ
يرفض اكرل ماركس أن يكون الوعي هو اذلي حيدد الوجود الاجامتعي ،ويرى عىل العكس
من ذكل بأن خمتلف أشاكل الوعي من أفاكر وأخالق وتصورات وإيديولوجيا وثقافة روحية يه
انعاكسات للحياة العملية واملادية.
9
ﻣ
-ميثل القمی األخالقية العليا ابلواقع. -ميثل الرغبات الغريزية اليت
(الضمري األخاليق .)... تھدف إىل حتقيق ا ذلّلة -ميثل منطقة الرصاع يف الھجاز
ﻮل
-ينشأ عن تقمص الطفل لألوامر النفيس حيث يقوم بوظيفة احلس ية.
العليا لوادليه أو ملن يعتربھم أساس ية ،ھي التوفيق بني الرغبات -العقيل ،الشعوري و ال
قدوة ابلنس بة إليه. الالمعقوةل للھو واألوامر املثالية منطقي.
لألان األعىل. -ال زماين و ال ماكين.
-ميثل مبدأ الواقع.
اﻟ
خالصة المحور :
ﺘﻼ
لقد مت اعتبار اإلنسان يف الفلسفة حيواان انطقا ،و مت اعتبار أن الوعي ھو السمة
األساس ية املمزية هل عن ابيق الاكئنات .ھكذا فالوعي عند الفالسفة كدياكرت و سارتر و أالن ھو
ﺧﻴ
املصدر أو األساس اذلي تنبين عليه لك احلقائق ،فسلواكت اإلنسان و أفاكره صادرة عن الوعي .
غري أن أحباث فرويد يف جمال عمل النفس أدت إىل اكتشاف الالوعي أو الالشعور ،حبيث مث
ﺺ
اعتباره أساس احلياة النفس ية و أنه حيتل احلزي األكرب يف الھجاز النفيس ،و ما الوعي سوى اجلزء
الضئيل اذلي يتواجد عىل سطح ھذا الھجاز .
واعترب فرويد أن معظم سلواكت اإلنسان ،و أشاكل وعيه بذاته و ابلعامل ،صادرة عن دوافع
الشعورية جتد جتلياتھا يف األحالم و النكت و فلتات اللسان ،ويف اإلبداعات الفنية و األمراض
النفس ية.
10
ﻣ
مباذا ترتبط الايديولوجيا ؟ هل ترتبط ابلوعي أم ابلالوعي ؟ وهل تعرب عن حقيقة العالقة
ﻮل
اليت تربط الناس بظروف عيشهم ،أم تعرب فقط عن اخلياالت واألوهام واآلمال املرتبطة بتكل
العالقة؟
أطروحة النص :
يرى ألتوسري أن الايديولوجيا ترتبط ارتباطا وثيقا ابلالوعي ،وأهنا ال تعرب عن حقيقة الواقع
اﻟ
وحقيقة العالقة اليت تربط الناس هبذا الواقع وابلظروف اليت يعيشوهنا ،بل يه تعرب يف نظره عن
آمال وحنني جملمتع أفضل ،أي تعرب عن أوهام وخياالت ال متت إىل الوعي بصةل.
ﺘﻼ
البنية املفاهيمية :
ـ االيديولوجيا :ال تنمتي إىل منطقة الوعي وال ترتبط به
ﺧﻴ
ـ اإليديولوجيا :ال تفرض نفسها عىل األغلبية الساحقة من الناس إال كبنيات دون أن متر بوعهيم.
ـ اإليديولوجيا :ال تعرب عن العالقة احلقيقية للناس بظروف عيشهم ،بل تعرب عن تصورات
فكرية حول هذه العالقة.
ـ اإليديولوجيا :ال تقدم لنا إال صورة ومهية ال تعرب عن الواقع املعاش بقدر ما تعرب عن أحالم
وآمال اإلنسان حول واقعه.
11
ﻣ
ـ أسلوب الدحض واالعرتاض :إذ أن ألتوسري ينتقد األطروحة اليت تربط اإليديولوجيا
ابلوعي فقط و تغفل دور الالوعي يف حتديد األفاكر واملامرسات البرشية ،ويعرتض علهيا ابلتأكيد
ﻮل
عىل جتذر الايديولوجيا يف اترخي الشعوب واجملمتعات وفرضها نفسها عىل اإلنسان وإن مل يمت الوعي
هبا .ومن املؤرشات اللغوية ادلاةل عىل هذا األسلوب يف النص جند ( :علينا أال ننخدع ...الناس
ال يعربون يف الايديولوجيا عن.) ..
استنتاج
اﻟ
نس تنتج من خالل حتليلنا لهذا النص أن الوعي غري قادر عىل اعطاء صورة حقيقية عن
ﺘﻼ
ذواتنا وعن الواقع ،بل تصيبه الايديولوجيا....
مطلب املناقشة :
أطروحة عبد اهلل العروي :
ﺧﻴ
معىن واحضاً
يرى عبد العروي أن الايديولوجيا دخيةل عىل لك اللغات ،وأهنا ال حتمل ً
اثبتاً ،بل ختتلف حسب موضع الاس تعامل و املُس تَع ِمل ،وأن فكرها املتش بع ابذلاتية يتعارض مع
ﺺ
https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/
12
ﻣ
خـالصة عامة :
ﻮل
إذا اكن التحديد العلمي للوعي ينحرص يف البعد الفزييولويج اذلي يغدو معه الوعي جمرد
نشاط عقيل متعلق ابلوظائف العصبية لدلماغ فإن البعد اإلشاكيل لهذا املفهوم لن يتبدى ( يظهر)
سوى مع املقاربة الفلسفية حيث يصري الوعي مؤسسا للوجود البرشي ذاته فهو جوهر اإلنسان
وقوام عالقته مع العامل .وابلرمغ مما يتعلق هبذا الوعي من حمدودية ) (finitudeتظهر اترة يف إبراز
اﻟ
الثقل الس يكولويج لالوعي ،وبإبراز التحريف أو الزتييف اذلي يلحقه حتت مفعول اإليديولوجيا
ﺘﻼ
اترة أخرى فإن ذاتية اإلنسان كذات فاعةل من شأهنا أن تنفلت من لك احتواء وأن تتجاوز لك
حمدودية طاملا أنه ابلوعي ذاته يتحصل الوعي برشوط إماكن هذه اذلات وفاعليهتا.
والوعي أو الالوعي يتدخل يف رغبات الانسان ويؤثر علهيا ،فإذا اكن الانسان اكئنا راغبا
ﺧﻴ
13
يعترب الانسان حيواان ذكل أن هل حاجات بيولوجية غريزية مثهل مثل ابيق احليواانت
ﻣ
األخرى ،لكنه يمتزي عهنا ابلرغبة ألنه يسعى لتحقيق حاجاته بأشاكل ويف أوقات خمتلفة وحبسب
إرادته ،لكن هناك مغوض يكتنفها ألهنا ترتبط بأبعاد أساس ية لإلنسان ،جبسده وابنفعاالته الوجدانية
ﻮل
وإرادته العاقةل ،هكذا فاإلنسان تكون هل رغبات وجدانية واجامتعية وجاملية وغريها الكثري ،مفن هنا
حتتل الرغبة ماكنة هامة يف حياة الانسان وتتجىل ابألساس يف مظاهر وأمناط عيشه ،والغاية من
حتقيقها هو الوصول اىل الّلة والهبجة والسعادة...
اﻟ
مفا الرغبة؟ وبأي معىن يكون الانسان اكئنا راغبا؟
ﺘﻼ
ما الفرق بني الرغبة واحلاجة؟ وما طبيعة العالقة بيهنام؟
هل السعادة اش باع للرغبات أم حترر مهنا؟ وأي الرغبات من شأهنا حتقيق السعادة
ﺧﻴ
لإلنسان؟
ﺺ
14
ﻣ
حتليل نص أفالطون" الرغبة فطرية يف االنسان" ص : 31
إشكال النص:
ﻮل
هل الرغبة فطرية يف الانسان؟ وكيف ينبغي تنظميها والتحمك فهيا؟
أطروحة النص:
يقدم الفيلسوف اليوانين أفالطون اطروحة اساس ية مفادها ان الانسان اكئن راغب
ابمتياز وأن الرغبة فطرية فيه ،حبيث قسمها اىل نوعني ،وأكد عىل وجوب تدخل العقل من أجل
اﻟ
تنظمی الرغبات الغري الرضورية واليت قصد هبا تكل الرغبات احليوانية اليت تظهر يف حاةل النوم
ﺘﻼ
(احلمل) سواء الرغبات اجلنس ية أو الرغبات العنيفة اكلقتل مثال ،...وابلتايل فالعقل ينحرص دوره
حسب أفالطون يف تنظمی هذه الرغبات وعقلنهتا لتامتىش مع الواقع.
البنية املفاهيمية :
ﺧﻴ
معد صاحب النص اىل اس تخدام بنية مفاهميية هممة قصد رشح وتفسري موقفه من بيهنا
امللذات واليت يه عبارة عن رغبات يسعى الانسان حتقيقها لنيل الّلة واملتعة ،حبيث أكد
ﺺ
الفيلسوف عىل أهنا فطرية وغريزية يف الانسان ،فاملّلات اليت حتدث عهنا افالطون ابخلصوص
يه تكل الغري الرضورية .مث الرغبة ويه ميل الانسان حنو يشء معني حيقق لإلنسان السعادة
والّلة ،ففي النص قال الفيلسوف أن الرغبات تنقسم اىل صنفني رضورية ويه اليت تامتىش مع
قوانني العقل واجملمتع ،وأخرى غري رضورية تظهر خاصة يف النوم ويه رغبات تس تلزم تدخل العقل
فهيا من أجل تنظميها واحلد مهنا .وأخريا اخليال واذلي هو حاةل يبتعد فهيا الانسان عن الواقع
15
ﻣ
يس تدرك صاحب النص بأن تنظمی الرغبات غري الرضورية بواسطة قوانني العقل من شأنه أن يعمل
ﻮل
عىل ازالهتا والتخفيف مهنا ،كام حيرض اسلوب االستفهام "ولكن عن أي الرغبات نتحدث؟" حبيث
يتساءل الفيلسوف عن الرغبات اليت جيب عىل العقل التدخل من اجل كبحها وتنظميها والابقاء
عىل الافضل مهنا فقط أال ويه الرغبات الغري الرضورية واليت تظهر يف النوم.
استنتاج :
اﻟ
نس تنتج من خالل حتليلنا لهذا النص أن الانسان اكئن راغب وأن الرغبة فطرية وغريزية
فيه ،وأنه البد للعقل أن يتدخل من أجل تنظمی وكبح جامح بعض الرغبات خاصة احليوانية
ﺘﻼ
مهنا،لكن هل الرغبة دائما جيب تنظيمها بواسطة العقل؟ أال ميكن أن تصبح الرغبة عبارة
عن شهوة؟
مرحلة املناقشة :
ﺧﻴ
ابروخ اس بينوزا يامتىش مع نفس هذا الطرح حبيث يرى أن الانسان ليك حيدده وجوده وهويته بني
الاكئنات والاش ياء فهو يرغب ،لكن الرغبة عند الانسان يه عبارة عن شهوة واعية أي مقرتنة
برقابة العقل ،فاالنسان ال يرغب وال يش هتيي األش ياء إال اذا عمل أهنا جيدة هل وختدمه ،فالرغبة
يتداخل فهيا صوت العقل من هجة ونداء اجلسد من هجة اثنية ،فلتحقيق شهوة اجلسد ال بد من
اس تحضار الوعي أي العقل لتس يري وتنظمی الرغبات.
16
ﻣ
فطري يشرتكها الانسان واحليوان ،فبني الرغبة واحلاجة ترابط وطيد ،هذه العالقة تدفعنا اىل طرح
ﻮل
الكثري من التساؤالت من قبيل :ما الفرق بني الرغبة واحلاجة؟ وكيف تتحدد عالقة الرغبة ابلّلة؟
وهل تمتثل الرغبة يف البحث عن الّلات احلس ية؟
لإلجابة عن الاشاكل املطروح يقدم الفيلسوف اليوانين أبيقور أطروحة أساس ية يؤكد من
خاللها أن هناك عالقة وطيدة بني الرغبة والّلة ،إذ ال جيب البحث عن يشء إال إذا اكن حيقق لنا
متعة وذلة ،والّلة عنده يه اخلري الرئييس والطبيعي ،ويه مقياس لك سعادة ،وتمتثل يف دفع األمل
اﻟ
واخلوف والسعي وراء حتقيق سالمة اجلسم وطمأنينة النفس ،حفاجة الانسان إىل الّلة تدفعه إىل
ﺘﻼ
أن يرغب ،وذلكل يبدو أن الّلة مبفهوهما األبيقوري ترتبط مبا هو حيس.
لرشح موقفه اعمتد صاحب النص عىل بنية مفاهميية مامتسكة ،حبيث اس هتل النص مبفهوم
الرغبة واليت قسمها اىل عدة أنواع،
ﺧﻴ
ﺺ
17
ﻣ
رغبة قابةل للتنفيذ..
البنية املفاهيمية :
ﻮل
( الرغبة ،اإلرادة ،األمل ،العقل ،الواقع ،اخليال)
-الرغبة ↔ األمل :حيامن تقرتن الرغبة ابألمل تظل بعيدة عن العمل والنشاط الفعيل،
وتبقى يف حدود المتين واحلمل.
اﻟ
-الرغبة ↔ اإلرادة :تأجج الرغبة من حامس اإلرادة ومتثل طاقة نفس ية لتحريكها ،بيامن
جتعل اإلرادة الرغبة قابةل للتنفيذ وتوفر لها أس باب التحقق واإلجناز الفعليني.
ﺘﻼ
-األمل ↔ اإلرادة :األمل سليب ويرتبط ابخليال والمتين كام ال يكون معقوال أحياان ،بيامن
اإلرادة إجيابية وتتضمن العمل والنشاط الواقعي.
ﺧﻴ
←تمتزي اإلرادة إذن بعنرصين أساس يني هام :املعقولية والواقعية؛ فهيي تفرتض عنرص
العقل والوعي مما جيعلها خاصية إنسانية ،كام تتطلب األس باب والرشوط الكفيةل بتحقيقها عىل أرض
الواقع.
األساليب احلجاجية:
اعمتد صاحب النص عىل أسلوبني جحاجيني رئيس يني من أجل المتيزي بني األمل واإلرادة:
أ -أسلوب املثال:
18
ﻣ
واخليال ،بيامن ترىق الثانية إىل مس توى الواقع والتحقق الفعيل.
ب -أسلوب املقارنة:
ﻮل
حيث جند يف الفقرة األخرية مقارنة بني األمل واإلرادة ،ميكن توضيحها كام ييل:
*خصائص األمل * :خصائص اإلرادة :
-الكرثة –القةل
-انعدام الوسائل -توفر الوسائل
اﻟ
-الطول –القرص
ﺘﻼ
-اخليال –الواقع
-رغبة غري قابةل للتنفيذ -رغبة قابةل للتنفيذ
-إيقاع بطيء -إيقاع رسيع
ﺧﻴ
اليت متزيهام .ففي الوقت اذلي جند أن اآلمال كثرية ،فإنه ال يتحقق مهنا إال القليل ،كام قد تطول فرتة
األمل ألهنا غري حمددة بدقة من هجة ،وألن اإليقاع اذلي تتحرك فيه سعيا حنو التحقق هو إيقاع
بطيء ،يف حني أن إيقاع اإلرادة رسيع ألهنا حتقق هدفها يف وقت وجزي ،والسبب يف ذكل هو أن
اإلرادة توفر لنفسها األس باب والوسائل الرضورية إلجناز الفعل وحتقيقه عىل أرض الواقع ،يف حني
تغيب تكل الوسائل واألس باب يف األمل وتظل الرغبات املقرتنة به راقدة وحبيسة اخليال.
19
ﻣ
جند الاختالف بني األفراد ،فاملريض يرى السعادة يف الصحة ،والفقري يراها يف املال ،والوحيد
ﻮل
يراها يف األنس والصداقة.
اشكال احملور:
هل السعادة اش باع للرغبات أم حترر مهنا؟ وأي الرغبات من شأهنا حتقيق السعادة
لإلنســان؟
اﻟ
حتليل نص " السعادة عي التحرر من سلطة الرغبات " لسينيكـــا ص : 40 .1
ﺘﻼ
مؤلف النص:
س ينياك هو فيلسوف روماين عاش يف القرن األول امليالدي .من مؤلفاته "املسائل
ﺧﻴ
الطبيعية"" ،يف قرص احلياة" .ويعرض لنا س ينياك يف هذا النص تصور املدرسة الرواقية للسعادة.
وقد مسيت ابلرواقية نس بة إىل رواق بأثينا اختذه زينون مقرا هل ،فدعي أحصابه ابلرواقيني اذلين
مسومه فالسفة اإلسالم بأحصاب املظةل .والرواقية يه فلسفة أخالقية تنشد السالم الرويح
ﺺ
20
ﻣ
-عدم املبالغة يف التفكري يف املس تقبل ،والقناعة مبا حتقق يف احلارض.
-تدبري األمور بواسطة العقل.
ﻮل
فالسعادة إذن يه تعقل للرغبات وحترر من س يطرهتا وسلطهتا عن طريق الاس تعامل السلمی
للعقل.
البنية املفاهيمية :
( الرغبة ،السعادة ،التعاسة ،العقل ،احلقيقة ،الّلات املادية ،الاس تقامة ،املس تقبل )
اﻟ
* السعادة ↔ الرغبة :تمكن السعادة يف التحرر من الرغبات والس يطرة علهيا.
ﺘﻼ
* السعادة ↔ العقل :إن حسن اس تعامل العقل وإدراك احلقيقة ،سواء حقيقة اذلات أو
احلياة
ﺧﻴ
21
ﻣ
يقـدم سـ ينياك مجموعـة مـن الرشـوط األساسـ ية
لتحقيــق الســعادة ،واملمتــثةل أساســا يف حســن
ﻮل
" إننـا نسـمي ...إذا اكن" ...اســـ تخدام العقـــل مـــن أجـــل إدراك احلقيقـــة
" لن نكون ...من دون" ...والترصــف وفقــا ملبــادل العقــل األخــاليق .كــام أسلوب الشرط:
تمتثل السعادة عنده يف الس يطرة عىل الرغبـات " يكون ...إذا اكن" ...
والتحمك يف املّلات احلسـ ية ،وعـدم املبالغـة يف
التفكري يف املس تقبل.
اﻟ
إذا مل يس ـ تعمل اإلنســان عقــهل ويســطر عــىل
غرائزه ورغباته وانفعاالته احلسـ ية ،سـ يزنل إىل " ...س يكون اكلهبمية "... أسلوب التشبيه:
ﺘﻼ
مس توى احليوان وس يكون شبهيا ابلهبمية.
يســتنكر س ـ ينياك أن يظــل اإلنســان مس ـ يطرا "
عــىل نفســه ،مــتعقال ورزينــا ،وهــو واقــع حتــت
ﺧﻴ
"مفن هو اإلنسان ...اجلسد؟" ســـ يطرة أحاســـيس اجلســـد .ومعـــىن ذكل أن أسلوب السؤال
س ينياك يريد أن يثبـت أن الاسـ تقامة والرزانـة االستنكاري:
تتجليـــان يف ســـ يطرة العقـــل عـــىل أحاســـيس
ﺺ
اجلسد وانفعاالته.
: 41 تحليل نص "السعادة تعقل للرغبات" البسبنوزاا
إشكال النص:
كيف ميكن عالج الانفعاالت والتحمك يف الرغبات؟ وما أثر ذكل عىل سعادة اإلنسان؟
أطروحة النص:
22
ﻣ
*العقل ↔ الرغبة :يدعو اس بينوزا إىل رضورة التحمك يف الرغبات وتوجهيها توجهيا عقليا.
ﻮل
*العقل ↔ الانفعاالت/العواطف :يرى اس بينوزا أنه من الرضوري العمل بواسطة العقل
عىل فهم العواطف والانفعاالت من أجل التحمك فهيا ،والتقليل من حدهتا وخطرها.
*األخالقية :يه سلوك فاضل مبقتضاه يتحمك العقل يف الشهوة ،ويوهجها توجهيا مطابقا
ملبادئه وأفاكره.
اﻟ
*الزهو :حيامن ينفعل اإلنسان ابلشهوة ويصبح خاضعا لها ،ويغيب العقل يف أمر التحمك
فهيا ،فإن اإلنسان يف هذه احلاةل يكون مزهوا بنفسه ،أي أنه يعيش حامسا غريزاي انفعاليا تغيب فيه
ﺘﻼ
رزانة العقل ورصامة الواجب األخاليق.
األساليب احلجاجية:
ﺧﻴ
23
ﻣ
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
24
https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/
تقديم :
يعترب مفهوم اللغة من بني أمه املفاهمی اليت إنشغلت هبا الفلسفة املعارصة واللسانيات وكذكل
ﻣ
بعض العلوم اإلنسانية مثل عمل النفس اللغوي وعمل الاجامتع ،وهكذا فإن مقاربتنا لهذا املفهوم
ﻮل
س تخضع ملقاربة فلسفية وأخرى علمية .
لكمة لغة مش تق ذة يف اللغة العربية ،من اللغا أو اللغو ويعين الالكم الفارغ غري املفيد ،كام تعين
مجموعة من األصوات اليت يعرب هبا أفراد جممتع معني عن حاجاهتم وأغراضهم .كام أن لكمة langage
الفرنس ية مش تقة من اللكمة الالتينية linguaاليت تفيد الالكم واللسان .ويتبني من هذا أن ادلالةل
اﻟ املعجمية للكمة "لغة" جتعلها ترتبط ابلالكم.
يقول اجلرحاين أن " اللغة " يه أصوات يعرب هبا قوم عن أغراضه ،أما علامء النفس
ﺘﻼ
فيوسعون معىن اللغة ويطلقونه عىل مجموع الاشارات اليت يعرب هبا عىل الفكــر.
احليواانت لها أصوات ،فهل معىن هذا أن لها لغة؟
مما س بق تعترب اللغة ابملعىن اخلاص تتقابل مع الالكم واللسان ،ابعتبار الالكم نوعا من اللغة
ﺧﻴ
وليس لكها واللسان خاص مبجمتع معني ،أما اللغة فهيي مشرتكة بني البرش.
-إذن هل اللغة خاصية إنسانية ؟ مث أال ميكن احلديث عن لغة دلى احليوان؟
ﺺ
25
ﻣ
هل الانسان فقط هو املتفرد ابللغة أم يشرتكها مع الاكئنات األخرى؟
ﻮل
أطروحة النص :
يرى دياكرت أن اللغة من حيث الكم يعرب عن الفكر خاصية برشية ابمتياز ينفرد هبا
اإلنسان دوان عن سائر احليوان ،فاإلنسان هو الاكئن الوحيد اذلي اس تطاع أن يبدع لنفسه لغة
يعرب هبا عن تفكريه ويتواصل هبا مع بين جنسه ؛أما احليوان فرمغ قدرة بعض أنواعه عن النطق
اﻟ
ببعض اللكامت لتوفرها عىل هجاز صويت شبيه جبهاز الصوت عن اإلنسان إال أهنا ال تتلكم مثلنا
ألهنا ال تعي ما تقول .وابلتايل فأصوات احليوان وحراكته ما يه إال تعبري عن انفعاالت غريزية فطرية
ﺘﻼ
مما جيعل أرىق احليواانت وأمكلها ال تصل إىل مس توى أغىب الناس أو ذوي العقول املضطربة .بل
األكرث من هذا حفىت الصم والبمك ابلرمغ تعطل هجازمه الصويت إال أهنم يبدعون لغة خاصة هبم
ﺧﻴ
(إلشارات-حراكت)ألهنم يتوفرون عىل ما هو أمه الفكر العقل الوعي .من هذا املنطلق ينفرد
اإلنسان ابللغة خباصة التفكري بيامن تغيب عن احليوان النعدام التفكري عنده.
التواصل احليواين التواصل الإنساين
ﺺ
غير صوتي (حركي أو إفراز بيوكيماوي) في معظمه - صوتي أو رمزي في معظمه -
فطري/غريزي - مكتسب -
قائم على االنفعال - قائم على الفكر والتفكير -
ال يغني من العودة إلى الواقع/المرجع - بديل عن الواقع/المرجع -
(األكل/ المضمون الموضوع/ وحيد - متعدد المواضيع/المضامين -
الشرب/الجنس/الخطر) متطور/ديناميكي -
غير متطور/ستاتيكي -
26
ﻣ
البنية احلجاجية :
ﻮل
اعمتد صاحب النص عىل مجةل من األساليب احلجاجية إلقناعنا بأطروحته ،حبيث اس تعمل
أسلوب املثال حبيث أعطى مثاال ابلعقعق اذلي يلقي بتحية الصباح لس يدته ،وهذا السلوك اذلي
يصدر عن العقعق هو حسب دياكرت امنا انفعال او تدريب من خالهل يس تجيب العقعق حيامن
تكون س يدته قادمة .وحيرض أسلوب الاس تنتاج حبيث يف آخر النص اس تنتج دياكرت أن اللغة
اﻟ
يه خاصية إنسانية ،أما لغة احليوان حس به فهيي تفتقر للتفكري.
استنتاج :
ﺘﻼ
اللغة خاصية إنسانية لها منظومهتا اخلاصة ،أما اللغة عند احليوان فهيي فقط عبارة عن رموز
ال يتدخل فهيا احلوار كنظام يمتحور حول اللكامت.
ﺧﻴ
أما إميل بنفنيست ،فيستند عىل نتاجئ عمل احليواانت ( )Zoologieمن هجة والس مييولوجيا
( )Sémiologieمن هجة اثنية ليقر بأن احليواانت كذكل تتواصل إال أهنا ال ترىق إىل نفس
مس توى التواصل اللغوي عند اإلنسان .فباالعامتد عىل بعض التجارب اليت أجريت عىل النحل،
بني بنفنيست أن النحةل تس تطيع التواصل يف إطار رشوط فزايئية معينة ،إال أن هذا "التواصل"
هو عبارة عن رقصات ال تس تدعي احلوار :فال ميكن لنحةل أن تعيد إنتاج رساةل حنةل أخرى (غياب
اإلرسال اجملدد) ،وموضوع الرساةل مرتبط دامئا برشوط موضوعية ينحرص يف ماكن وجود الغذاء،
27
ﻣ
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
28
ﻣ
مايه طبيعة العالقة بني الالكم والفكر ؟ -هل ميكن أن يكون الالكم جمرد عالمة
للفكر ؟
ﻮل
أطروحة النص :
يؤكد مريلوبونيت يف هذا النص أن عالقة اللغة ابلفكر ال ميكن أن تكون إال عالقة اتصال
واحتواء متبادل ألهنام يتكوانن يف آن واحد ،وهكذا فهو يرفض املوقف الالكس ييك لعالقة اللغة
اﻟ
ابلفكر ،واذلي جيعل الالكم جمرد عالمة منفصةل عن ما تدل عليه مبعىن آخر ينفي مريلوبونيت أن
ﺘﻼ
يكون الالكم جمرد لباس أو غالف للفكر ألن الالكم هو جسد الفكر وشعاره ،مفا جيعل الفكر
حيرص إىل العامل اخلاريج هذا الالكم إذ ال وجود لفكر خارج اللكامت والعالمات .وحىت التفكري
الصامت اذلي قد يويح ابنفصال اللغة عن الفكر يف نظره الكم همموس وابلتايل فالفكر ليس
ﺧﻴ
داخليا والالكم ليس شيئا خارجيا بل إهنام مظهران لوحدة اللغة مع الفكر.
ان الهيلك املفاهميي اذلي اعمتد عليه مريلوبونيت من أجل توضيح أطروحته وتفسريها ركز
عىل مفاهمی ذات عالقة وطيدة ابللغة والفكر ،هذه البنية اليت اعمتدت مفهوم الالكم اذلي حييل
إىل مفردات لغوية ذات معىن يصدر عن الانسان من خالل هجازه الصويت ،فالالكم ربطه
الفيلسوف ابخلطيب اذلي ال يفكر قبل أن يتلكم ،أما مفهوم التفكري فيحيل إىل معلية عقلية يقوم
هبا ادلماغ قصد حتليل معطيات األش ياء وهو خمالف ملفهوم الفكر اذلي يعين إعامل العقل يف املعلوم
للوصول إىل معرفة جمهول .
29
ﻣ
ﻮل
لقد اعترب برجسون أن اللغة اإلنسانية عاجزة عن اإلحاطة بلك موضوعات الفكر و يه
عىل نوعني :املادة اجلامدة و املادة احلية .إن العقل البرشي حيامن يتعامل مع املادة اجلامدة ميكن أن
حيقق تقدما معرفيا كام هو احلال يف العلوم التجريبية ،غري أنه حيامن يتعامل مع املادة احلية فإنه
اﻟ
يتعامل معها بنفس الطريقة اليت تعود عىل التعامل هبا مع املادة اجلامدة ،اليشء اذلي يؤدي يف
نظره إىل قتل عنرص احلياة فهيا و لهذا يدعو برجسون إىل توس يع جمال اللغة ليشمل لغة احلدس،
ﺘﻼ
و يه لغة خاصة غري قابةل للنقل ذكل أهنا تعمتد عىل التجربة اذلاتية اخلاصة ،مفثال ليك ندرك ما هو
احلزن أو الفرح ال يكفي أن توصف لنا هذه احلاةل ألن الوصف س يكون غري أمني ،و لهذا البد أن
يعيش اإلنسان التجـربة بنفسه ،ضد هـذا املوقف الـذي يفصل بني اللغة و الفكـر جند موقف
ﺧﻴ
الفلسفة املعـارصة و اللسانيات احلديثة اليت تؤكد عىل أن الفكر ال وجود هل إال يف شلك لغوي ،و
ال وجود للغة خالية من املعىن و ادلالةل.
ﺺ
اللغة ليست جمرد أداة للتعبري عن فكر جاهز ومكمتل .إن التفكري والتعبري سريوراتن
مزتامنتان ومظهران لنفس الوظيفة املعرفية املمزية لإلنسان ،دون أن يعين ذكل قدرة اللغة عىل
استنفاذ غىن الفكر وإماكانته املتعددة.
30
ﻣ
اشكال النص :
ﻮل
هل تنحرص وظيفة اللغة يف انتاج األفاكر وتبليغها أم تضطلع أيضا بوظيفة سلطوية؟
الاجامتعي.
اس تخدم بورديو بنية مفاهميية مركزة لتوضيح أطروحته حفرض مفهوم اللغة اليت حتيل إىل
منظومة من اللكامت واملفاهمی اليت تؤدي وظائف من قبيل التواصل ...فاللغة حسب بورديو متارس
سلطة رمزية وتس متد سلطهتا من اخلارج أي من خالل الشخص اذلي يتحدث هبا .أيضا حيرض
مفهوم السلطة اذلي يعرب عن تكل القوة اليت ميتلكها خشص معني أو هجة معينة يمت من خاللها تنفيذ
لك ما يريد بقوة سلطته ،والسلطة حسب بورديو تمكن يف اللغة إال أن السلطة هنا يه سلطة
رمزية ختضع ملعايري اجملمتع .
31
ﻣ
ﻮل
أطروحة روالن بارت :
يعترب روالن ابرت أن «اللغة ترشيع واللسان سننه» ،ولعل املقصود بذكل هو أن اللغة
ملكة إنسانية توجد عند مجيع الناس ،واإلنسان يرشع هبا قوانينا ويعرب هبا عن أفاكر وتصورات
ومشاعر إال أنه ال ميكنه ذكل إال ابللجوء إىل الرموز اللسانية اليت ترتمج من خاللها األفاكر
اﻟ
واملشاعر تبعا لقواعد وضوابط لك لسان .فاللغة إذن يف حاجة إىل اللسان ،إذ ميثل حتققها الفعيل
عىل أرض الواقع.
ﺘﻼ
لقد اعترب ابرت أن اللسان يتضمن سلطة خفية متارس علينا بشلك دامئ حبيث ال ننتبه إىل
طابعها القمعي .وتتجىل سلطة اللسان يف أنه خيضع لنظام وترتيب وحتمكه قواعد حنوية ورصفية
ﺧﻴ
وتركيبية ،وحنن حيامن نتلكم به فنحن ننضبط لتكل القواعد ابلرضورة وإال أنتجنا الكما غري مفهوم أو
خارج عن الصواب .وهذا يعين أن اللغة متارس علينا سلطة من خالل خضوعنا لبنيهتا الرتكيبية
ادلاخلية ،فهناك إذن سلطة حمايثة للغة واكمنة بداخلها.
ﺺ
32
ﻣ
وأداة معرفة وإحدى أدوات ممارسة السلطة ووس يةل للشحن املذهيب والايديولويج.
فاللغة يه خاصية انسانية تتقابل مع الالكم واللسان ،أيضا يه ظاهرة اجامتعية وثقافية كام
ﻮل
اهنا األداة املفضةل للسلطة وتروجي ايديولوجيات معينة مبا يبني أن سلطة اللغة يه سلطة تس متد
أساسا من موقع مس تعملها مضن سمل الرتاتب الاجامتعي.
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
33
ﻣ
تقديم:
يطلق مفهوم اجملمتع عىل مجموع األفراد ،القاطنني يف رقعة جغرافية حمددة ،واذلين جتمع بيهنم
ﻮل
روابط معينة ،تثبهتا قواعد وضوابط ومؤسسات اجامتعية ،ويكفلها القانون .فال يس تطيع الفرد،
داخل اجملمتع أن خيالف القواعد العامة للتعايش املشرتك ،أو ينحرف عهنا ،ألنه إن فعل ذكل،
يعرض نفسه للعقاب ،أو السخط أو اللوم .وهكذا متارس القواعد الاجامتعية سلطة عىل األفراد
تتجىل يف القواعد اإللزامية املفروضة علهيم ،وتسمى هذه السلطة ابلقهر الاجامتعي .و خيضع اجملمتع
اﻟ
ملنطق الوعي امجلاعي املس تقل عن جموع وعي األفراد عىل حدة.
ﺘﻼ
يرتبط ظهور اجملمتعات ابلمنو ادلميوغرايف للمجموعات البرشية بدءا ابألرسة مرورا إىل العشرية
والقبيةل مث اجملمتعات البس يطة وانهتاء ابجملمتعات املركبة.
ﺧﻴ
ا
ا
ا
ا
ا
34
ـ ـ ـ على أي أساس يقوم االجتماع البشري؟ هل على أساس طبيعي ضروري أم ثقافي اشكال النص :
ﻣ
تعاقدي؟ ـ ـ ـ ا
ﻮل
يدافع أرسطو عن األطروحة القائةل بأن اإلنسان مدين بطبعه ،أي أن لإلنسان قابلية فطرية
لالجامتع ،فاجملمتع من حيث هو جتمع للناس مضن جامعة س ياس ية منظمة بقوانني إمنا يندرج مضن
منطق طبيعي حيث حيصل التنايم انطالقا من اخللية األرسية من حيث يه احتاد جنسني خمتلفني
من أجل احلفاظ عىل النوع البرشي فالقرية ابعتبارها احتادا للعديد من األرس أو البيوت وأخريا
اﻟ
املدينة بكوهنا جتمعا للقرى حول مركز إداري مشرتك ،فإن سريورة المتركز تمت يف شلك منو عضوي
( طبيعي ) مما جيعل اجملمتع شيئا طبيعيا.
ﺘﻼ
البنية املفاهيمية :
ﺧﻴ
اس تخدم أرسطو بنية مفاهميية مركزة لتوضيح أطروحته ،ومن بني هذه املفاهمی املركزية جند
مفهوم الاجامتع/اجملمتع واذلي حييل يف معناه العام إىل التكتالت البرشية اليت تس تقر يف جمال معني
وتربط بيهنم عالقات دموية (األزواج) أو عالقات متبادةل ،...كام حيرض مفهوم الاكتفاء اذلايت:
ﺺ
يعترب الاكتفاء اذلايت حسب أرسطو رشطا رضوراي لالجامتع البرشي ،اذلي هو عبارة عن مدينة
اكمةل ومكتفية بذاهتا س ياس يا واقتصاداي.
أما مفهوم الطبيعة حسب أرسطو فهو األساس اذلي يقوم عليه اجملمتع ،فالطبيعة الانسانية
وغريزة البقاء دليه حمتت عليه بأن جيمتع طبيعيا ويكون جممتعا محلايته من خماطر احلياة.
35
ﻣ
ذكل كيف أن اإلنسان حيوان اجامتعي بدرجة أعىل من بقية احليواانت؛ ألن اجامتعها يتأسس عىل
فطرهتا وغريزهتا يف حني جند الاجامتع اإلنساين ينبين عىل مبادل عقلية وترشيعات أخالقية
ﻮل
وس ياس ية.
لكن إذا اكن اجملمتع ذا أساس طبيعي ،فكيف نفرس تكل التوترات والرصاعات النامجة عن
جتمع الناس ،أال يبدو ذكل متناقضا؟ ومن مت أال يربز ذكل إن اكن وجود أساس آخر لالجامتع
البرشي؟
اﻟ
ﺘﻼ
أطروحة هوبز :
يؤكد هوبز عىل ان الاجامتع البرشي ينبين عىل أساس تعاقد وميثاق بني مجموعة من الناس
ﺧﻴ
الهدف منه احلفاظ عىل احلياة وضامن السمل ،ويعترب أساس الاجامتع البرشي عند هوبز هو التعاقد
اإلرادي؛ حيث أن الناس اكنوا يف حاةل الطبيعة أحرارا ومييلون إىل الهمينة عىل بعضهم البعض ،مما
ترتب عنه حاةل الفوىض والرصاع واحلرب .وللتخلص من ذكل فكروا يف تأسيس جممتعات يتنازل
ﺺ
فهيا األفراد عن حقوقهم الطبيعية لصاحل رجل أو جملس واحد ميثل اإلرادة العامة وينظم شؤون
ادلوةل الس ياس ية والاقتصادية ...
ﻣ
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
37
ﻣ
ما يه العالقة الرابطة بني الفرد و اجملمتع؟ ومن السابق هل اجملمتع سابق عن الفرد أم
العكس؟
ﻮل
أطروحة النص :
يرى دوراكمي أن اجملمتع والفرد رمغ طبيعهتا اخملتلفة إال أنه ال ميكن عزل أحدهام عن اآلخر،
ويؤكد عىل كون اجملمتع سابق عن الفرد ،وهذا األخري يلزتم بقوانني اجملمتع اذلي ينمتي إليه ،فاجملمتع هو
اﻟ
أساس القمی فهو اذلي أنتج الفرد و ليس العكس ،و إذا اكن العديد منا يعترب نفسه غري خاضع إال
ملا يراه هو ،فاحلقيقة أن ذكل ليس إال وهام ،فهو ليس إال نتاج القوى الاجامتعية احمليطة به مثل
ﺘﻼ
األرسة و عالقات العمل ،فالفرد ينصهر لكيا داخل اجملمتع مع األفراد اآلخرين ويتشبث بتقاليد
وعادات هذا اجملمتع (التضامن).
ﺧﻴ
مفهوم اجملمتع اذلي ربطه ابلفرد ،إذ أكد عىل أن اجملمتع سابق عن األفراد وليس العكس ،كام حرض
مفهوم الفرد اذلي هو أساس اجملمتع ويف هذا الصدد يرى دوراكمي أن الفرد واجملمتع متالزمان وال
ميكن فصل أحدهام عن اآلخر.
38
ﻣ
اس تنتاج :
يس تنتج دوراكمي أن اجملمتع سابق عن الفرد ،لكن رمغ هذه األس بقية فالفرد واجملمتع مرتبطان
ﻮل
أشد الارتباط فامي بيهنام حبيث ال ميكن أن جند الفرد بعيدا عن اجملمتع.
تغلب عىل اجملمتع .إال أن هذا األخري هو يشء أكرب من الاكئن العضوي (الفرد) .ابلرمغ من أن
الاكئنات العضوية " األفراد" يه أعضاء اجملمتع .وهكذا يصبح اجملمتع عند س بنرس نسقا شامال
لعنارص التنظمی الاجامتعي اليت يوجد بيهنا نوع من التساند الوظيفي والاعامتد املتبادل بني األفراد
عىل بعضهم البعض .وهو يقول يف ذكل" :إننا ننظر إىل اجملمتع بوصفه كياان لكيا ،فبالرمغ انه يتألف
من وحدات مس تقةل ،فان هناك نوع من اإلحساس ابلوحدة والتجمع بني هذه الوحدات ،ترجع إىل
39
ﻣ
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
40
ﻣ
هل اجملمتع ينبين عىل السلطة وميارسها أم جيعل مهنا وس يةل لبقائه؟
ﻮل
أطروحة النص :
يقدم بيشلر ترشحيا للسلطة يربز عنارصها و آلياهتا التحمكية و متظهراهتا اخملتلفة و
ديناميهتا داخل لك شلك س يايس ،و إذا اكنت السلطة رضورة نظرا لوهجها الاجيايب اذلي بينه
بيشلر و املمتثل يف لعب دور التوفيق و حتقيق الاس تقرار و الرخاء ،فإن لها وهجا خطريا حيامن
اﻟ
تتحول بفعل الزنوع عىل القوة و الهمينة إىل آلية الس تعباد الناس و قتلهم ،ذلكل يؤكد بيشلر عىل
ﺘﻼ
رضورة مواهجة وهجها الش يطاين هذا :و ذكل بتقس ميها إىل سلط منفصةل ،و هنا يسرتجع مقوةل
مونتسكيو اذلي دعا إىل رضورة الفصل بني السلط و جعل بعضها يراقب بعضا ألن لك من هل
سلطة فهو ييسء اس تخداهما إذا مل جيد قوة أخرى تردعه و ترده إىل القانون .و تكل فضيةل
ﺧﻴ
ادلميقراطية.
41
ﻣ
حجة املاثا :ا
إلبراز أن نسب امزتاج تكل الكفيات الثالث حتدد شلك النظام الس يايس ،يقدم جون
ﻮل
بيشلر مثاال و هو :لك نظام س يايس ميارس القوة ،و لكن عندما تطغى القوة عىل العنرصين الباقيني
نقع يف األنظمة التسلطية القمعية
أبسلزب التحليل و التقابل :ا
اﻟ
يعترب بيشلر أن للسلطة وهجني :
ﺘﻼ
-وجه ش يطاين :مييل إىل الاس تعباد و و القتل
-وجه إجيايب :يؤدي دور التوفيق بني قوى اجملمتع و حتقيق الرخاء و الاس تقرار
ﺧﻴ
يعرف ماكس فيرب ادلوةل بأهنا "امجلاعة البرشية اليت حتتكر اس تعامل العنف املادي املرشوع
لصاحلها" ذلكل فطبيعة السلطة اليت تفرضها ادلوةل عىل األفراد اخلاضعني لها :يه ذات ملمح
مادي عنيف لكنه ينبغي أن يكون مرشوعا أي مقبوال من أولئك اذلين س اميرس علهيم .و ليك تربر
هذه السلطة الس ياسة العنف اذلي متارسه البد أن يكون دلهيا مرشوعية.
يميز ماكس فيبر بين ثالثة أنواع من املشروعية:
42
ﻣ
يرى فرويد أن اجملمتع ميارس نوعا من القهر الاجامتعي عىل األفراد ,من خالل آليات
التنش ئة الاجامتعية املمتثةل يف الرتبية والبيئة ,عن طريق تدخل النظام األخاليق ,و ميارس قهرا عىل
ﻮل
الفرد ,اذلي مييل إىل إثبات غرائزه فيحوهل من اكئن أانين إىل اكئن منفتح عىل األخر .إن التدخل
املفرط للمجمتع املتحرض يف خصوصيات األفراد .خيلق نوعا من التوتر والرصاع النفيس دلى الفرد ,
عىل حنو غري متشدد .جتعهل يقبل قمی اجملمتع ويتخىل عن غرائزه .إذ يتساىم هبا يف الواقع ابمهتان
حرف وممارسة هواايت خالقة ( الفن والقراءة و الرايضة )...لتعويض ما انزتعه اجملمتع منه.
اﻟ
إن الشخص عندما يتخىل ويتنازل عن غرائزه لصاحل اجملمتع .يكون حسب فرويد خشصا
منافقا يعيش نوعا من الاغرتاب اذلايت .إذ يتخىل عن طبيعته اخلاصة وينصهر يف اذلات الاجامتعية.
ﺘﻼ
خالصة عامة :
إن اجملمتع ليس اضطهادا وتعسفا ،بل هو مؤسسة ظهرت لتحل املشالك اليت عصفت
ﺧﻴ
ابإلنسان عندما اكن يعيش وحشيته يف حاةل الطبيعة .لقد فقد اإلنسان حريته املطلقة عندما دخل
يف اجملمتع ،لكنه رحب األمن والاس تقرار واحلضارة والتقدم والريق .ولكن ما اكن للمجمتعات البرشية
أن تصل إىل ما وصلت إليه لو مل يكن اجملمتع ساحة للرصاع والتفاعل التارخيي بني خمتلف مكوانته.
ﺺ
لك جممتع البد هل من سلطة ،و كام يقول ابن خدلون "مث إن هذا الاجامتع إذا حصل للبرش
و مت معران العامل هبم ،فالبد من وازع يدفع بعضهم عن بعض".
و دور السلطة هو تنظمی اجملمتع و حتقيق العدل و الاس تقرار و الرخاء ،لكن السلطة
املطلقة يه مفسدة كربى :و كام قال جان بيشلر :للسلطة جانب ش يطاين :و هو تقريبا نفس ما
عرب عنه مونتسكيو عندما قال بأن :لك من هل سلطة فهو ييسء اس تخداهما" .ذلكل توصلت
اإلنسانية و عرب جتارب اترخيية طويةل و مريرة و رصاعات مدمرة :عىل آليات لضبط السلطة.
43
االسدس الثاني
ﻣ
جمزوءة
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
الفاعلية واإلبداع
ﺧﻴ
ﺺ
44
ﻣ
منتجة لقمی انفعة .وتتجىل أيضا فاعلية اإلنسان يف إبداعه خملتلف األعامل الفنية اليت يسعى من
خاللها إىل إبداع عوامل رمزية جديدة؛ كعامل الشعر واملرسح والرواية وغري ذكل.
ﻮل
هكذا فاإلنسان يسعى من خالل لك هذه األشاكل اإلبداعية إىل جتاوز حاالت النقص
اليت متزي وجوده ،كام يسعى من خالل ذكل إىل إبراز قدراته وتأكيد ذاته سواء يف عالقته ابلطبيعة
اﻟ أو مع اآلخرين.
-ملاذا تعترب التقنية خاصية انسانية؟ وهل التقنية جمرد ممارسة تطبيقية لنظرايت العمل أم
أهنا تشلك إطارا موهجا هل
ﺘﻼ
-كيف تبسط التقنية س يطرهتا عىل الطبيعة؟ هل تسخرها لصاحل الانسان أم للس يادة
والس يطرة علهيا؟
-ما يه انعاكسات تطور التقنية عىل وضعية الانسان؟ هل يه سلبية أم اجيابية؟
ﺧﻴ
التقنية :
يعرف معجم الالند التقنية بأهنا « مجموعة من العمليات واإلجراءات احملددة حتديدا دقيقا،
والقابةل للنقل والتحويل والرامية إىل حتقيق بعض النتاجئ اليت تعترب انفعة » التقنية يه :أوال،
معليات وإجراءات حمددة بدقة وهادفة إىل حتقيق غرض معني وجدت من أجهل ،ويه اثنيا ،قابةل
للتعلمی والتعمل والتطوير والتداول والانتشار داخل وسط ما ومن هنا طابعها الاجامتعي.
ويه أخريا ،حتقيق ألهداف معلية نفعية معينة ،مبعىن أن التقنية ليست ترفا بل يه سد حلاجة أو
نقص ما دلى اإلنسان ،ومن هنا نفهم القول املأثور «احلاجة أم الاخرتاع».
45
ملاذا تعترب التقنية خاصية انسانية؟ وهل التقنية جمرد ممارسة تطبيقية لنظرايت العمل أم أهنا
تشلك إطارا موهجا هل؟
مطلب التحليل :
ﻣ
حتليل نص "أسطورة بروميثوس" ألفالطون ص :65
اشكال النص :
ﻮل
بأي معىن يعترب اإلنسان اكئنا صانعا؟ وما دور التقنية يف حياة اإلنسان؟
أطروحة النص :
لقد منحت اآللهة لك اكئن مقوما للحياة ،وحيامن نيس إبميثيوس اإلنسان وتركه "عاراي"،
اﻟ
رسق بروميثيوس النار والتقنية من أثينا ومنحهام لإلنسان .وهبذا أصبح اإلنسان اكئنا صانعا ومبدعا
ﺘﻼ
يف جمال التقنية اليت تعترب أساس متزي وتطور حضارته اإلنسانية.
البنية املفاهيمية :ا
ﺧﻴ
بروميثيزس :أحد اآللهة يف األساطري اليواننية ،اكن مساعد زوس كبري اآللهة يف ادلفاع عن
البرش .وقد رسق النار والتقنية من أثينا ومنحها لإلنسان .هكذا فهو يعترب رمزا إلرادة
التقدم التقين دلى اإلنسان.
ﺺ
إيبيماثيزس :هو شقيق بروميثيوس ،وقد لكفته اآللهة بتوزيع الصفات واملقومات الرضورية
للك اكئن ليك يعيش ويس متر يف احلياة .فقام بتوزيع الصفات الرضورية عىل لك اكئن،
لكنه نيس اإلنسان وتركه عاراي بدون أي مقوم للحياة.
بروميثيزس ↔ اإلنسان :لقد اكن بروميثيوس حيب البرش ،ولهذا فقد رسق النار والتقنية
من اآللهة أثينا بنت الرب زوس ومنحها لإلنسان .من هنا يعترب بروميثيوس رمزا للتفوق
التقين اذلي يمتزي به اإلنسان عن غريه من الاكئنات.
46
ومتزي منط عيشه عن تكل املوجودة دلى احليواانت .هكذا يعترب اإلنسان اكئنا صانعا.
البنية احلجاجية :
لقد وظف أفالطون األسطورة كأسلوب جحايج من أجل توضيح أطروحته القائةل بأن
اإلنسان اكئن صانع .وميكن توضيح ذكل من خالل ما ييل:
ﻣ
رموز األسطورة ودالالهتا الفلسفية :
ﻮل
الفوزن اآللية والوار :هام رمزان للتقدم التقين احلضاري ،ألن بفضلهام أصبح اإلنسان مزودا o
بوسائل متكنه من إثبات ذاته عىل الطبيعة وعىل احليواانت ومتزيه عهنام.
اآللهة :اخللق واخللود والقوة o
بروميثيزس :سارق النار والتقنية ،وهو رمز إلرادة التقدم التقين والتفوق اآليل دلى o
ﺘﻼ
اإلنسان.
أثنوا :بنت الرب زوس ،ويه رمز للتقنية واحلرب والصنائع o
ﺧﻴ
لقد أضافت التقنية بيئة اثنية مليئة ابآلالت والاخرتاعات إىل البيئة الطبيعية األصلية .
وتتخذ التقنية شلك منظومة أو نسق تمتزي بأربع خصائص رئيس ية:
الاس تقالل اذلايت :وهو ما يعين أن التقنية مس تقةل وال ختضع ألية ضغوطات خارجية،
47
عيل؛ أي راجع لعلل وأس باب داخلية خاصة برضورات التقنية نفسها .
التسارع :تتطور التقنية يف العرص احلايل برسعة وحتقق نتاجئ هائةل .والتقنية يف ذاهتا
ﻣ
بيامن ترتبط التقنية عند الانسان ابلعقل والفكر مما جيعلها خطة للحياة أي أهنا اسرتاتيجية هادفة
وموهجة للسلوك البرشي.
ﻮل
أطروحة مارتن هايدجر
حتدد ماهية التقنية حسب مارتن هايدغر يف اعتبارها أدوات وآالت انجتة عن العمل وعن
س يطرة الانسان ابعتباره س يدا عىل الطبيعة بل ماهية وجوهر التقنية يمكن يف اعتبارها منط
اﻟ
وجود انساين مل يعد الانسان يتحمك فيه ،بل أصبح خاضعا للفكر التقين اذلي يسعى إىل الكشف
عن أرسار الطبيعة واس تخراج طاقاهتا وموارده.
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
48
ﻣ
حتليل نص "التقنية استثارة للطبيعة" ملارتن هايدغر ص :73
ا اشكال النص :
ﻮل
ما يه العالقة الرابطة بني الانسان والطبيعة؟ وهل التقنية تسخر الطبيعة لصاحل
لإلنسان؟
أطروحة النص :
اﻟ
يف بداية أطروحته يتساءل مارتن هايدغر عن التقنية احلديثة ،ليواصل حبثه يف الكشف
عن خلفياهتا وعالقهتا ابلطبيعة ،حبيث يؤكد عىل ان التقنية يس تخدهما الانسان من أجل تسخري
ﺘﻼ
الطبيعة حسب رغباته ،ضاراب لنا بأمثةل عن هذه العالقة من خالل تسخري الفالح للتقنية يف
معلية الزراعة ،من أيضا اس تخدام التقنية للس يطرة عىل الطبيعة خالل استثارهتا وهتييجها وتغيري
توهجاهتا البيئية.
ﺧﻴ
اس تعمل مارتن هايدغر بنية مفاهمية مركزة من أجل توضيح أفاكره ،حيث تعترب التقنية لك
ما هو آيل يس تخدمه الانسان من أجل الس يطرة عىل الطبيعة وتسخريها لصاحله ،وربط التقنية
يف النص ابحلديثة إذ يتحدث عن كون التقنية احلديثة اليت توصل الهيا الانسان عرب تطوره يه اليت
تساعد عىل استثارة الطبيعة .كام حرض مفهوم الطبيعة اذلي أكد مارتن هايدغر عىل أن الطبيعة قد
مت حتريضها من قبل الانسان بواسطة التقنية قصد الاس تفادة من طاقاهتا ومعادهنا واليت تنفع
الانسان ألغراضه وحاجياته.
البنية احلجاجية :
49
ﻣ
رغبات الانسان واحتياجاته ،وأن التقنية تبسط س يطرهتا وسلطهتا عىل الطبيعة وتسخرها
لإلنسان.
ﻮل
من املالحظ أن للتقنية تأثريا كبريا ليس فقط عىل الواقع املادي لإلنسان بل حىت عىل ذاته
وطريقة تفكريه ،حيث يقول عامل الاجامتع الفرنيس جورج فريدمان "إن أبسس نظرتوا إلى العالم
اﻟ
أصابها اليزم انقالب وتحز ألن التقويات الجديدة بدلت إدراكوا لألشياء ".ا
ﺘﻼ
أطروحة إدغار موران :
يرى إدغار موران أن احلقبة املعارصة شهدت التحاما بني العمل و التقنية ،و هو ما أسامه
يف موضع آخر "التقنية العلمية "،و قد حتولت هذه التقنية العلمية إىل مهنج للتحمك يقول إدغار
ﺧﻴ
موران ":إن املهنج العلمي مهنج للتحمك يفرتض بل و يس تدعي أكرث فأكرث مزيدا من التقنيات اليت
تسمح بدورها مبزيد من التحمك ".
ﺺ
ﻣ
يرى ماركس أن لك األش ياء تبدو جلية وواحضة من خالل نقيضها ،وهكذا فإذا اكنت
التقنية حتمل ي ذاهتا إجيابيات وتهبر اإلنسان ومتكل قدرة إجيابية يف اختصار الوقت وحتد من
ﻮل
ساعات العمل عرب اآلالت اخملتلفة فإهنا يف الوقت نفسه تسبب اجلوع واإلهناك املفرط ،لتتحول
الثورة التقنية إىل مصدر البؤس ،فأصبح لك انتظار تقين مثنه احنطاط معنوي .ومن خالل مفهوم
الاس تالب فإن ماركس يؤكد أنه بقدر ما فئت اإلنسان يصبح س يدا وممتلاك للطبيعة بقدر ما متارس
عليه اآلالت والقدرات اليت ميتلكها اس تالاب ويتحول إىل عبد لهاته اآلالت اليت ميتلكها .إن التقنية
اﻟ
حسب ماركس تس تدعي اس تغاللها والتحمك فهيا من طرف أانس جدد غايهتم حتويلها إىل وس يةل
ﺘﻼ
لنفع اجملمتع ال ملامرسة الاس تالب والاضطهاد.
ﺧﻴ
ﺺ
51
ﻣ
اشكال النص :
ﻮل
ما يه نتاجئ عمل الطبيعة عىل الوجودين الطبيعي و اإلنساين ؟ و كيف جيعلنا العمل سادة و
مالكني للطبيعة؟
أطروحة النص :
إن موقف دياكرت من الفلسفة التأملية النظرية هو موقف جتاوز و قطيعة و رفض ،ألهنا
اﻟ
يف نظره فلسفة عقمية وجوفاء ،و ال تنتج عهنا أية منافع ملموسة عىل املس توى العميل .
ﺘﻼ
لقد اكن الزما عىل دياكرت اإلفصاح عن مبادل العمل الطبيعي ،ألنه اخترب جناعهتا عىل
مس توى حل العديد من املعضالت ،و تبني هل أهنا تؤدي إىل حتقيق منافع كثرية للناس ،و هو ما
جيعلها ختتلف عن املبادل اليت ترتكز علهيا الفلسفة السكوالئية اليت اكنت سائدة يف القرون
ﺧﻴ
الوسطى.
إن الفلسفة العملية املرتبطة ابلعمل الطبيعي متكننا من فهم و معرفة القوانني اليت تتحمك يف
ﺺ
الظواهر ،ويه خطوة أساس ية للس يطرة علهيا و حتويلها إىل منتوجات صناعية وثقافية يس تفيد مهنا
اإلنسان.
هكذا تمكن أطروحة دياكرت يف القول بأن العمل الطبيعي ميكننا من معرفة القوانني اليت
ختضع لها الظواهر الطبيعية ،و هو األمر اذلي جيعل اإلنسان حيول الطبيعة خلدمته فيصبح مالاك
لها و س يدا علهيا انطالقا من امتالكه للتقنية.
52
عمل الطبيعة يضع املبادل النظرية و القوانني اليت حتمك الظواهر الطبيعية ،أما الفلسفة
العملية فهيي التطبيق الواقعي و الرتمجة الفعلية لتكل املبادل ،عن طريق حتويل الطبيعة و تسخريها
خلدمة مصاحل اإلنسان.
*معرفة القوانين والسيطرة على الطبيعة:
ﻣ
إن معرفة القوانني اليت ختضع لها الظواهر الطبيعية تؤدي إىل معرفة مكوانهتا والعالقات
القامئة بيهنا ،وهو األمر اذلي يسمح ابس تغاللها واس تخداهما لتحقيق أغراض ومصاحل اإلنسان .
ﻮل
هكذا متكن هذه املعرفة اإلنسان من أن يصبح س يدا عىل الطبيعة ومالاك لها .
البنية احلجاجية :
اس تخدم صاحب النص مجموعة من اآلليات احلجاجية من أجل ادلفاع عن أطروحته من
اﻟ بيهنا :
اسلوب الدحض والتفنيد :
ﺘﻼ
" … و مبلغ اختالفها عن املبادل اليت اس تخدمت إىل اآلن … "
" …و أنه ميكننا أن جند بدال من هذه الفلسفة النظرية … فلسفة معلية … "
ﺧﻴ
يدحض دياكرت الفلسفة التأملية النظرية اليت اكنت سائدة يف القرون السابقة ،ألهنا فلسفة
عقمية ،و غري اختبارية ،وغري مفيدة ،و ال تؤدي إىل الس يطرة عىل الطبيعة.
ﺺ
لتبيان فائدة العمل الطبيعي ،اعمتد صاحب النص عىل إعطاء مجموعة من األمثةل من الظواهر
الطبيعية :النار ،املاء ،الهواء ،الكواكب ،السموات … و الغرض من ذكل هو توضيح أن معرفة
مكوانهتا و القوانني املتحمكة فهيا ،يؤدي إىل الس يطرة علهيا و تسخريها خلدمة مصاحل اإلنسان.
مطلب املناش ة :
53
ﻣ
ادلياكرتية احلديثة.
ﻮل
أطروحة ماركوز :
يف كتابه "اإلنسان ذو البعد الواحد" الصادر عام ،1964حيذر ماركوز من خطر التقنية
اليت تسري ابجتاه إخضاع اإلنسان والس يطرة عليه .توسع التقنية أس باب الراحة أمام احلياة ،كام
ترسع من إنتاجية العمل وحتس نه .تتحدى التقنية اإلنسان ،وتربهن اس تحاةل أن يعيش مس تق ًال أو
اﻟ ِّ
منفرداً أو معزو ًال عهنا .تصري التقنية رضورة من رضوراهتا .ال يس تغين اإلنسان عن العيش بدوهنا.
ﺘﻼ
ذلكل فهيي تس يطر عليه وختضعه لها .وهو ما يسميه ماركوز ابإلخضاع املكثف .إنه اخلضوع لآلةل
وألس ياد اآلةل املتحمكني هبا .يف هذا الـ(ال اس تغناء) ،تغيب حرية الفرد ويصري اخلضوع والالحرية
أمراً مرشعاً .يقول ماركوز "ما أحاول أن اس تخلصه هو أن العمل قد رمس صورة العامل .وفيه بقيت
ﺧﻴ
الس يطرة عىل الطبيعة مرتبطة ابلس يطرة عىل الانسان" .لقد جنحت التقنية يف أن تصنع إنساان عىل
مقاسها اخلاص ،كام يظن ماركوز ،وأفقدته أن تكون هل مزيات خاصة به .جفعلت منه إنسا ًان مقدلا،
ﺺ
استنتاج
من خالل ما تقدم ميكن القول أن أغلب الفالسفة يف إجابهتم عىل األشاكل املركزي للمحور
واملمتثل يف نتاجئ تطور التقنية يتفقون عىل اعتبار التقنية وس يةل للتحمك عىل مصري اإلنسان
والطبيعة معا وأن طابعها السليب أصبح طاغيا مما هيدد كيان اإلنسان والطبيعة معا.
54
ﻣ
ترتكز حياة اإلنسان املعارص عىل اآلالت واملعدات التقنية ،تكل «الاكئنات املألوفة
ﻮل
الصامتة واخلفية» ،اليت بفرط اعامتد اإلنسان علهيا واس تخدامه لها ابس مترار أصبحت تشلك جزءا
من وجوده حىت أن التفكري يف الظاهرة التقنية ودالالهتا وأبعادها وخمتلف آاثرها قد تعطل وغاب
خلف مظاهرها املمتثةل يف جيش من اآلالت واملعدات التقنية احمليطة بنا وهبذا يكون اإلنسان اكئن
صانع.
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
https://www.facebook.com/102657521121610/posts/643293090391381/
55
متهيد
إن الشغل ظاهرة مرتبطة منذ القدمي بتحقيق احلاجات الرضورية يف حياة اإلنسان .ولكن
اجملمتعات القدمية اكنت متزي بني معل وآخر ؛ فاليوانن ـ مثال ـ اكنوا يس هتجنون العمل اليدوي..
هكذا اكن أفالطون وأرسطو ينظران إىل الشغل ويربطانه ابلعمل اليدوي ،ومن مثة فهو معل ال
يصلح إال للرعاع والعبيد .إن العمل اليدوي ،يف نظر فالسفة اليوانن ،يتناىف مع ماهية اإلنسان،
ﻣ
ألن اإلنسان "حيوان عاقل" ،ومن مثة تكون اخلصوصية األساس ية لإلنسان يه التفكري .هكذا
ﻮل
يكون العبد جمردا من خصوصياته اإلنسانية ،فأصبح كام يرى أرسطو جمرد آةل ،ألنه يعوض اآلةل
اليت حيتاج إلهيا اإلنسان .انطالقا من هذا تتودل اإلشاكالت التالية:
-هل يعترب الشغل خاصية انسانية أم قامسا مشرتكا بني االنسان واحليوان ؟
-هل تقسيم العمل يعترب ظاهرة اجيابية أم سلبية ؟
اﻟ
-هل الشغل حتقيق ملاهية االنسان وحريته أم استالب ونفي للذات االنسانية؟
ﺘﻼ
الشــــــغل أتعــــــرف مفـــــهــــوما :
غالبا ما يفيد الشغل يف المتثل الشائع العمل العضيل واجلهد اجلسدي اذلي مبوجبه حيول اإلنسان
الطبيعة .وهكذا يرتبط مفهوم الشغل يف المتثل الشائع ابلعمل اليدوي ،ويقيص العمل الفكري كفاعلية ميكن
ﺧﻴ
اعتبارها شغال .ويف المتثل املعجمي العريب ،فإن الشغل يفيد ـ إضافة إىل العمل اليدوي ـ شغل حزي ماكين،
فيكون هبذا ضد الفراغ ؛ حيث نقول مثال " :هذه الطاوةل تشغل هذا املاكن ".ويفيد الشغل ـ كذكل ـ
ﺺ
العمل الفكري خصوصا حيامن يصبح الفرد همووسا بفكرة معينة ،فيقال مثال " :هذه الفكرة تشغل ذهن هذا
الشخص" .بل إن لكمة صناعة يف اللغة العربية تنتقل من مس توى احلرفة لتشمل العمل الفكري ،فيقال مثال
:صناعة األدب ،صناعة احلمكة ...اخل.
ويف المتثل املعجمي الفرنيس ،فإن الشغل le travailيفيد الك من العمل الفكري واليدوي .وإذا
انتقلنا إىل جمال الفلسفة ،فإن اآلراء املتداوةل حول ظاهرة الشغل تنقسم إجامال إىل :فلسفات رافضة للشغل
ابعتباره إقصاء ملاهية اإلنسان ،وفلسفات تعترب الشغل أساس لك قمية إنسانية ،وأخريا فلسفات تنتقد
الشغل دون أن تقصيه من الظواهر اإلنسانية.
56
ﻣ
ما هو الشغل ؟ و بأي معىن ميكن اعتباره فاعلية إنسانية ؟
أطروحة النص:
ﻮل
يتحدد الشغل بوصفة فعال يمت بني اإلنسان و الطبيعة ،مبوجبه يقوم العامل بتحويل املواد
الطبيعية األولية و يضفي علهيا صورة انطالقا من تصوراته العقلية القبلية .و هكذا يمتزي الشغل عند
اإلنسان بطابعه الغايئ حيث خيتلف عن العمل عند احليوان اذلي يظل جمرد فعل غريزي .و هذا
اﻟ ما جيعل الشغل فاعلية خاصة ابإلنسان و حده .
البنية املفاهيمية:
ﺘﻼ
الشغل /اإلنسان :
بواسطة الشغل يتدخل اإلنسان يف الطبيعة و يغريها ،بأن مينحها شالك معينا و جيعلها
مفيدة هل يف حياته .هكذا فالشغل هل آاثر إجيابية عىل حياة اإلنسان؛ إذ حيقق هل الرفاهية يف
ﺧﻴ
العيش و حيقق هل منافع كثرية .غري أن هذا التأثري يطال اإلنسان أيضا ،فيمني ملاكته العقلية و يطور
سلوكه و يرتقي بذوقه.
ﺺ
ﻣ
وظيفتــــــــــــــــــه املؤشر عليه يف النص األســـــلـــــــــــــوب
-تعريف الشغل باعتباره فاعلية تدخل اإلنسان و
ﻮل
الطبيعة يف عالقة منتجة لقيم نافعة .
-الشغل ال يغري الطبيعة فقط ،بل يغري أيضا ملكات -إن الشغل … و يف الوقت الذي … فإنه … أسلوب العرض
اإلنسان و قدراته اإلبداعية أيضا . -إن نقطة انطالقنا هي … والتفسري
-الشغل فاعلية إنسانية . -إن النتيجة اليت ينتهي إليها الشغل …
-نتيجة الشغل توجد بشكل قبلي يف ذهن العامل و
خميلته .
اﻟ أسلوب املقارنة:
استنتاج
هكذا يثبت اكرل ماركس من خالل هذه املقارنة ،بأن الشغل ابملعىن ادلقيق ظاهرة خاصة
ﺺ
ابإلنسان وحده ،ألنه فعل غايئ و قصدي ،حيرض فيه الوعي و اإلرادة العاقةل و احلرة لإلنسان .
ﻣ
ينجزه الناس بعضهم لصاحل بعض من أجل التلبية املتبادةل حلاجياهتم ،إن العمل يكون بذكل اللحمة
احلقيقية للعالقات الاجامتعية.
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
59
ﻣ
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
60
ﻣ
ﻮل
اﻟ
ﺘﻼ
ﺧﻴ
ﺺ
61