You are on page 1of 5

‫مادة الفلسفة‬

‫ذ ع العايل امداح‬

‫احملور ا ألول الهوية الشخصية‪:‬‬


‫حتديدات مفاهميية‪:‬‬
‫الهوية‪:‬من الهوهو وتعين املتطابق واملامتثل مع نفسه‪ ،‬أأي لك ما ليس قابال الن ميزي عن‬
‫ذاته والا اكن شيئا اخر‪،‬وحيمل املفهوم دالةل منطقية‪.‬اما الهوية الشخصية فهي ما جيعل‬
‫الشخص هو ذاته مطابقا ذلاته يف خمتلف مراحل وجوده رمغ التغريات العميقة اليت متس‬
‫وتلحق مبس توايت عدة من وجوده اكجلسم والهيئة والنظرة للعامل‪،‬وحيمل املفهوم دالةل‬
‫س يكولوجية و يشري الىاخلربات النفس ية املس مترة يف الزمن واليت متكن الشخص من ادراك‬
‫وحدته واس متراريته ودميومته‪،‬فاالبعاد املكونة للهوية الشخصية يه الثبات ‪،‬الوحدة‪،‬المتزي‬
‫اذلايت‬
‫الاشاكل‪:‬‬
‫يقول افالطون‪:‬‬
‫"اننا نتحدث عن فرد بعينه بوصفه مماثال ‪،‬ونعتربه هو هو نفسه منذ نشاته اىل‬
‫ش يخوخته‪.‬وحنن نقول عنه ذكل رمغ ما يعرتيه من تغري يف لك اجزائه‪،‬يودل ويتجدد عرب‬
‫الزمان‪،‬فيفىن يشء شعره ومحله وعظمه ودمه ويطال التغري اكمل جسده‪ .‬وما قلتاه عن‬
‫جسمه يصدق أأيضا يف حاةل النفس ‪:‬ان عاداته ومزاجه و اراءه ورغباته ومذلاته‪....‬لك‬
‫ذكل يتعرض للتغري‪".‬‬
‫كيف ميكننا ان نقول ‪،‬عندما نتحدث عن احدمه ابننا امام نفس الشخص‪،‬يف الوقت اذلي‬
‫جنذ ان مالحمه و هيئته ونظرته للعامل وطريقة تفكريه ال تتوقف طوال حياته عن التغري؟‬
‫هل الشخص واحد مماثل لنفسه ام يصري شيئا اخر؟من اين ايتينا اليقني ابننا نفس‬
‫الشخص الصامد وسط التغريات؟‬
‫‪-1‬فلسفة اذلات ونشاة املفهوم احلديث للشخص مع دياكرت‪.1650-1596‬‬
‫تعترب مقوةل الاان مقوةل أأساس ية يف الفلسفة احلديثة‪ ،‬فانطالقا من دياكرت س يتشلك‬
‫اخلطاب الفلسف احلديث كخطاب حموره اذلات‪ ،‬وس تعاجل مساةل الشخص واحلقيقة من‬
‫خالل مقوةل اذلات املفكرة املتيقنة من وجودها‪ ،‬ورمغ ان دياكرت مل يتناول مساةل الهوية‬
‫بشلك رصحي ومل يبلور تصورا متاكمال عن الهوية الشخصية ‪،‬غري انه ابإماكننا ان‬
‫نس تخلص تصوره للهوية الشخصية من خالل تصوره لذلات املفكرة‪.‬‬
‫ينطلق دياكرت من التساؤل أأي يشء اان؟ وميكن اإعادة صياغة التساؤل ادلياكريت بشلك‬
‫ميكننا من فهم تصوره للهويه ‪،‬ما هذا اذلي حيددين أكان وبدونه ال وجود يل؟ ما اذلي‬
‫يشلك حقيقيت وهوييت؟‬
‫جوااب عىل التساؤالت السابقة يوكد دياكرت اان جوهر ذاته و طبيعته التفكري ‪،‬واجلوهر‬
‫هو اذلي حيتاج يف وجوده الا ذلاته‪ ،‬مطلق ومكتف وبذاته ‪،‬واجلوهر اي الاان ال يعرف‬
‫مبارشة النه غري مادي بل يعرف من خالل صفاته و امهها التفكري‪،‬اما التفكري فهو الصفة‬
‫العميقة للجوهر ويعين وع اذلات ذلاهتا ويتسم ابنه وع مبارش بلك مايوجد يف اذلات‪.‬‬
‫اذن فهوية الشخص عند دياكرت تقوم عىل التفكري ويه الهوية اليت يعلن عهنا الكوجيطو‬
‫ادلياكريت بوضوح ويقني‪:‬اان افكر اذن اان موجود ‪،‬وادلليل هو اين مىت انقطعت عن‬
‫التفكري انقطعت عن الوجود‪.‬يتضح اننا امام تصور يعترب ان ضامن وجود ووحدة الشخص‬
‫ودميومته هو جوهر ال مادي مفكر‪.‬‬
‫‪-2‬معيار الهوية الشصية عند جون لوك ‪.1704-1632‬‬
‫اذا اكن دياكرت قد وضع الاطار الفلسف العام ملفهوم اذلات‪ ،‬فان اول من بىن تصورا‬
‫فلسفيا متاكمال ورصحيا هو الفيلسوف جون لوك‪ .‬مفا هو أأساس الهوية الشخصية حسب‬
‫جون لوك؟ هل تقوم عىل جوهر ال مادي هو أأساس ما يصدر عن اذلات من أأفعال؟ ام‬
‫اهنا تقترص عىل الشعور املالزم لتكل ا ألفعال عرب الزما وخمتلف ا ألمكنة؟‬
‫الشخص حسب جون لوك اكئن عاقل مفكر قادر عىل ادراك تطابقه مع ذاته وانه‬
‫الشخص اذلي يفكر يف ازمنة وامكنة خمتلفة ويوكد جون لوك ان ا ألساس الوحيد اذلي‬
‫تقوم عليه الهوية هو الشعور‪ ،‬وابلتايل اقصاء واستبعاد أأي أأساس اخر اكجلوهر املادي‬
‫اي اجلسم او اجلوهر املفكر‪ ،‬فالوع مكعرفة مبارشة ابحلاالت النفس ية وا ألفعال هو معيار‬
‫اكف لتشلك الهوية الشخصية ‪،‬اذ يكف ان يكون الشخص واعيا بوجوده اذلايت ليمتكن‬
‫من ادراك تطابقه مع ذاته‪،‬كام يوكد ان الوع ال يكون وعيا ابحلاةل الراهنة فقط وامنا ميتد‬
‫ويتصل ابحلاالت املاضية عرب اذلاكرة ‪،‬فيمتكن الشخص ابلتايل من ربط ماضيه حبارضه‬
‫فيدرك اس متراريته يف الزمن‪ ،‬ويع ان ذكل الشخص اذلي وجد يف املايض اذلي اكن طفال‬
‫بريئا حاملا هو نفسه الش يخ العجوز املوجود يف احلارض‪.‬‬
‫اذن يتضح ان الهوية الشخصية دلى جون لوك يه بناء فكري او نفيس وليست كياان‬
‫ماداي يتحدد ابجلسم او كياان ميتافزييقيا يتجدد جبوهر ال مادي كام هو الامر دلى دياكرت‪.‬‬
‫‪ -3‬إارادة احلياة أأساس الهوية ‪/‬شوبهناور‪:‬‬
‫يعتقد شوبهناور ان حقيقة الانسان تمكن يف ا إالرادة اليت تتجاوز الزمان واملاكن‪،‬فاالنسان‬
‫هو الاكئن الوحيد اذلي يقوم ابفعال تعرب عن ارادته‪،‬وا إالرادة يه احملرك ا ألسايس لسلوك‬
‫الانسان تفكريا وممارسة‪.‬‬
‫لكن ما املقصود إابرادة احلياة دلى شوبهناور؟‬
‫اذا اكنت ا إالرادة تعين ابملعىن العام ملكة الاختيار و القدرة عىل اختاذ القرار بلك حرية عىل‬
‫الفعل او الامتناع عنه ‪،‬فان الارادة دلى شوبهناور تكتيس دالةل خاصة ‪،‬فهي اندفاع امعى‬
‫غري عاقل حنو احلياة ‪،‬ويه العنرص الثابت فينا اذلي ال يش يخ ابدا ‪،‬فف الوقت اذلي‬
‫يضعف فيه اجلسم واحلواس واذلاكرة والفهم والبدهية ‪،‬تظل ا إالرادة مبنأأى من لك احنطاط‬
‫او تغري‪،‬وتظل قوة ا إالرادة وميوالهتا عىل ما اكنت عليه بل اهنا تزداد إارصارا مع مرور الزمن‬
‫يف تشبهثا ابحلياة‪.‬‬
‫ال تقوم الهوية حسب شوبهناور عىل اجلسم وصورته النه متغري ابس مترار ‪،‬كام ال تتاسس‬
‫عىل الوع النه جمرد وظيفة لدلماغ ‪،‬وادلماغ عضو زائد ال يدخل يف التكوين ا ألصيل‬
‫للاكئن ‪،‬كام يستبعد اذلاكرة الهنا تش يخ وهترم فاحلوادث الرئيس ية تبقى حمفوظة يف اذلاكرة‪،‬‬
‫اما البايق فف مقابل لك حدث نتذكره هناك الاف الاحداث اليت يبتلعها النس يان بل تقوم‬
‫عىل إارادة احلياة واليت جندها دلي الطفل والش يخ الامحق والعاقل بل يدعوان شوبهناور‬
‫اىل التامل يف الطبيعة ورؤية إارادة احلياة تتجسد واقعيا‪ ،‬وان ندرك حقيقة اهنا تسعى اىل‬
‫غاية واحدة يه المتسك ابحلياة مفا نشاهده من افراط شديد يف انتاج البذور ويف الغريزة‬
‫اجلنس ية ويف الرصاعات بني الناس لكه من جتليات ا إالرادة‪.‬‬

‫ويعتقد شوبهناور ان هذه الارادة يه املسوؤةل عن العذاب والامل اذلي ميزي الوضع البرشي‬
‫الهنا يف أأساسها رشيرة وحيوانية ويتجىل ذكل يف الرغبات اليت تتجاوز حدود الانسان‬
‫‪،‬فاالرادة تدفع الانسان اىل السع وراء اهداف يرى يف حتقيقها سعادته اليت رسعان ما‬
‫يكشف زيفها ‪،‬فالتجدد املس متر للرغبات جيعل السعادة مس تحيةل فهي اش به بتكل القطعة‬
‫من الشوكوالطة واليت رسعان ما تذوب يف مفنا خملفة وراءها اثرا‪..‬‬
‫‪-4‬افاق أأخرى للتفكري يف اإشاكلية الهوية الشخصية‬
‫‪+‬الهوية واجلسد‬
‫اذا اتملنا يف التصورات الفلسفية السابقة يتضح اهنا ورمغ اختالفها يف مساةل أأسس الهوية‬
‫الشخصية فاهنا اتفقت عىل استبعاد اجلسد واقصائه من املقومات والاسس اليت تسامه يف‬
‫بناء الهوية وهذا امر ميكن تفسريه ابس مترار التصور التقليدي ل إالنسان اذلي يرجع اىل‬
‫افالطون ‪ ،‬واذلي ميزي تفاضليا بني العقل و اجلسد ابعتباره موطن الاهواء والشهوات‬
‫واملكون احليواين فينا‪،‬وهذا ما ترفضه العديد من الاجتاهات الفلسفية املعارصة‪ ،‬فاجلسد‬
‫عقل كبري وهو عنوان اخنراطنا يف العامل حسب نيتشه ‪ ،‬اما سارتر فريفض عبارة اان افكر‬
‫و يفضل اان موجود و الوجود هو البدن قبل ان يتشلك فيه الوع واجلسد هو اذلي‬
‫جيوع وميرض ويشقى ‪..‬وحييا وميوت‪ ،‬يقول غابرييل مارس يل اان جسم اي حقيقيت اكنسان‬
‫يه اين أأوال جسد وعن طريق اجلسم انترش يف العامل‪،...‬ان اجلسد اذن بعد أأسايس من‬
‫ابعاد الانسان حصيح انه يتغري ابس مترار لكننا ال ميكن ان ننف اننا نقيض حياتنا يف نفس‬
‫اجلسد‪ ،‬فالهوية الشخصية مرتبطة ابلهوية اجلسدية اليت تشلك الوجه الطبيع ل إالنسان‪.‬‬
‫‪+‬الهوية جمرد ومه‪:‬‬
‫ميثل تصور دافيد هيوم احد املواقف الفلسفية اليت تناولت اإشاكلية الهوية الشخصية‪،‬اذ‬
‫ينكر الهوية الشخصية ‪،‬فا ألان ليس يف حقيقته امره سوى معلية جتميع مجلةل من الظواهر‬
‫اليت يسمهيا الادرااكت احلس ية‪ ،‬وما الوع اذلايت الا كرثة وتنوع الادرااكت املنفصةل عن‬
‫بعضها البعض ‪ ،‬ويرفض القول هبوية تتحدد جبوهر مفكر او رويح كام هو الامر يف‬
‫التصور ادلياكريت‪،‬ان احلياة ادلاخلية عبارة عن مجموعة من التجارب ال ميكن اخزتالها يف‬
‫تركيبة واحدة ‪،‬اهنا يف تغري وحركة مس مترين فالهوية اليت تنسب للعقل البرشي يه جمرد‬
‫ومه‬

You might also like