You are on page 1of 2

‫الفصل الثالث‪ :‬كارل يونك‬

‫بنية الشخصية وأنماطها‪ :‬قد اختلف يونك مع فرويد في ثالث نقاط أساسية وهي‪:‬‬
‫اوًال‪ :‬الجنس واللبيدو‪ :‬فقد اعطى يونك صورة اوسع عنهما مقارن"ة بفروي"د‪ ،‬فاللبي"دو بحس"ب يون"ك هي طاق"ة نفس"ية‬ ‫‪.1‬‬
‫تشمل الجنس ولكنها ليست محددة به‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اتجاه القوى التي تؤثر في الشخصية‪ :‬يرى يونك إننا نتشكل ‪ Shaped‬عن طريق مستقبلنا مثلما نتكون بواس""طة‬ ‫‪.2‬‬
‫ماضينا بخالف وجهة نظر فرويد من حيث تأكيدها على اهمية الماضي وقوته في بناء الشخصية‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬الالشعور‪ :‬يشمل الالشعور بحسب يونك مفهومًا اوسع وطبقة اعمق مما ذهب اليه فرويد‪ ،‬حيث تشترك فيه ك""ل‬ ‫‪.3‬‬
‫الساللة البشرية‪ ،‬قد تشمل االمتدادات للمملكة الحيوانية وسماه يونك ( الالشعور الجمعي) وهو عبارة عن مخ""زن لك""ل‬
‫التجارب البشرية منقولة لكل واحد منا‪ .‬وهو يحتوي على فهرس كامل لكل التجارب التي س""اهمت في تط""ور االنس""ان‬
‫وهي تعاد في عقل كل إنسان في كل جيل‪ .‬فالماضي البدائي للبشرية يصبح االساس االول لنفسية الف"رد توج"ه الس"لوك‬
‫الحالي وتؤثر فيه‪.‬‬
‫انماط الشخصية‪ :‬طبقًا لـ يونك فإن االنماط الشخصية تتولد من ثالثة ازواج من المتضادات‪ .‬الزوج االول هو اتجاهات‪،‬‬
‫االنبساط واالنطواء‪ .‬اما الزوجان االخران فيشيران الى الطريقة ال"تي ي"درك الف"رد به"ا االح"داث وهي التفك"ير‪-‬المش"اعر‪،‬‬
‫والحس‪-‬الحدس‪ .‬ويرى يونك ان ك""ل ف""رد يمتل""ك كال من االتجاه""ات والوظ""ائف االرب""ع ولكن يك""ون واح""د من االتج""اهين‬
‫ووظيفة واحدة هما المسيطران في العادة‪.‬‬
‫المنبسط‪ :‬وهو الذي يتجه اساسًا نحو االخرين والعالم الخارجي‪.‬‬
‫المنطوي‪ :‬وهو الذي يكون أكثر اهتمامًا بنفسه وبعالمه الذاتي‪.‬‬
‫الحس‪ :‬يخبرنا بوجود الشيء‪ .‬التفكير‪ :‬يحدد ماهية الشيء‪ .‬الشعور‪ :‬يخبرنا ما اذا كان هذا الشيء مقبوًال ام ال‪.‬‬
‫الحدس‪ :‬يشيرنا الى مصدر الشيء ووجهته‪.‬‬
‫لتكون بذلك ثمانية انماط اساسية لشخصية االنسان‪ ،‬كل اتجاه ب""أربع وظ""ائف مختلف""ة‪ ،‬وعن""دما تص""ل الشخص""ية الى حال""ة‬
‫االكتمال والوحدة في النمو تظهر "الذات ‪."Self‬‬
‫الوظائف االربعة‬
‫غير عقالني غير تقويمي‬ ‫عقالني تقويمي‬
‫الحدس‬ ‫الحس‬ ‫المشاعر‬ ‫التفكير‬ ‫االتجاه‬
‫نفوذ الى جوهر‬ ‫ادراك واقعي‬ ‫أستعمال صيغ فكرية حكم بخصوص‬ ‫االنبساط‬
‫االحداث الخارجية‬ ‫لالحداث الخارجية‬ ‫االمور السارة والغير‬ ‫قائمة على حقائق‬
‫سارة تحدد بمعايير‬ ‫موضوعية‬
‫خارجية‬
‫مب"""""دع بخص"""""وص‬ ‫خبرة دقيقة وصادقة‬ ‫حكم باالمور السارة‬ ‫تحليل تأملي حول‬ ‫االنطواء‬
‫معنى الحاالت الذاتية‬ ‫باالمور الذاتية‬ ‫والغير سارة تحدد‬ ‫االمور الذاتية‬
‫بمعايير ذاتية‬

‫يرى يونك بان الشخصية الكلية او النفس ‪ Psycho‬تتكون من انظمة رئيسية منفصلة لكنها متفاعلة مع بعض‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫( االنا والالشعور الشخصي‪ ،‬والعقد‪ ،‬والالشعور الجمعي‪ ،‬واالنماط االولية‪ ،‬والقناع‪ ،‬واالنيما‪ ،‬واالنيموس والظل‪.‬‬
‫تطور الشخصية عبر الزمن‪:‬‬
‫ال يحدد يونك مراحل النمو بالتفصيل كما فعل فرويد‪ ،‬حيث يرى في هذا الصدد ما ياتي‪:‬‬
‫يستثمر الليبيدو في السنوات المبكرة النشاطات الضرورية للبقاء‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قبل سن الخامسة‪ /‬تبدأ القيم الجنسية في الظهور وتبلغ قمتها خالل المراهقة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫في الشباب والسنوات االولى من الرشد‪ ،‬تبلغ غرائز الحياة االساسية والعمليات الحيوية ذروتها‪ .‬ويك""ون الش""خص هن""ا‬ ‫‪.3‬‬
‫فياضًا بالطاقة والقوة واالندفاع العاطفي‪.‬‬
‫وتعد فترة الشباب فترة الزواج وإنجاب االطفال وبناء مكانة في المجتمع‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫في اواخر الثالثينيات او اوائل االربعينيات من العمر يحدث تغير حاسم في قيم الفرد‪ ،‬وتحل مح""ل اهتمام""ات الش""باب‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫اهتمامات جديدة‪ ،‬اكثر ثقافية واقل بيولوجية‪ ،‬ويصبح الشخص هنا اكثر انطواء واقل اندفاعًا‪.‬‬

‫أثر الحضارة والمجتمع في الشخصية‪:‬‬


‫اعتبرت الحضارة على انها مخزن المعرفة المتراكمة عبر االجي""ال‪ ،‬فأن""ه طبق"ًا ليون""ك‪ ،‬يوج""د مرك""زان للحض""ارة خ""ارج‬
‫المجتمع وداخل الالشعور الشخصي للفرد‪ ،‬فالموروث الحضاري للفرد ال يمر فقط عبر االب البنه من خالل التدريب‪ ،‬ب"ل‬
‫ايضًا عبر الوراثة المتعلق"ة باالنم"اط او النم"اذج االص""لية حيث ي"رى يون"ك ان التج"ارب الموغل"ه في الق"دم الموج"ودة في‬
‫الالشعور الجمعي تظهر او تعبر عن نفسها على شكل صور ذهنية اسماها النماذج االصلية من قبيل‪ :‬السحر‪ ،‬الم""وت‪ ،‬هللا‪،‬‬
‫السلطة‪....‬‬
‫بتفق يونك مع فرويد بخصوص ان نمو المجتمع يستلزم كف الغرائز الحيوانية في االنسان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ان المشكلة ال تكمن فقط في المسألة الغريزية‪ .‬بل انه كلما كانت الجماع""ة كب""يرة كلم""ا فق""د االنس""ان الكث""ير من فرديت""ه‬ ‫‪-‬‬
‫وابتعد عن ذاته‪.‬‬
‫إذ تفرض الجماعة الكبيرة ضغوطًا على االنسان من اجل المسايرة االجتماعية‪ .‬وعندما تحدد الجم""اهير وليس الف""رد م""اهو‬
‫جيد وما هو ردي‪ ،‬ما هو جميل وما هو قبيح‪ ،‬ما هو حق وما هو باطل‪ ،‬تتعرض فردية االنسان الى التالشي‪ ،‬والن نظرية‬
‫يونك تقوم على مبدأ التضاد حيث كل رغبة او شعور له مضاد (كالحياة والموت)‪ ...‬فأن التضاد يكون ليس فق""ط في داخ""ل‬
‫الفرد‪ ،‬بل ايضًا بين الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫طبيعة الشخصية واالنسان‪:‬‬


‫اعطانا يونكـ صورة اكثر ايجابية وتفاؤًال من فرويد‪ ،‬واقل تفاؤًال من المنظرين االجتماعيين والنفسيين‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ان طابعة التفائلي عن الطبيعة البشرية يظهر في نظرته لنمو الشخصية‪ ،‬فالفرد يح""اول ان ينم""و بأس""تمرار‪ ،‬ويتط""ور‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ويتوسع ويتحسن ويتحرك لالمام والناس افرادًا وجماعات ينظرون للمستقبل ويتحركون نحوه‪.‬‬
‫النمو والتغيير والتقدم ال تتوقف في الطفولة كما افترض فرويد ولكنها عمليات ال نهاية لها كما يعتقد يونكـ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الفرد عند يونكـ دائمًا يامل الن يصبح افضل او اكثر مما هو عليه االن وان النوع البشري يستمر في التحسن‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

You might also like