You are on page 1of 24

‫المجلد ‪ /70‬العـــدد‪ ،)0707( 70 :‬ص‪13-70.

‬‬ ‫مجلـة جماليات‬

‫منظور أدورنو للطبيعة وحدود العالقة بين الفلسفة والفن (التمايز‪ /‬التكافل)‬
‫‪Adorno's Perspective of Nature and The Limits of The Relationship‬‬
‫)‪Between Philosophy and Art (Distinction / Symbiosis‬‬

‫‪0‬‬
‫الزيتوني خالد ‪ ،3‬عبد الالوي عبد هللا‬
‫‪1‬‬
‫جامعة محمد بن أحمد وهران‪ ،2‬الجزائر‪zitouni_2013@hotmail.fr ،‬‬
‫‪2‬‬
‫جامعة محمد بن أحمد وهران‪ ،2‬الجزائر‪abdellaoui.abdellah@univ-oran2.dz ،‬‬
‫‪ 1‬مختبر بحث فلسفة‪ :‬علوم وتنمية بالجزائر‪ ،‬جامعة محمد بن أحمد وهران ‪2‬‬
‫‪ 2‬مختبر بحث الفلسفة وتاريخ الزمن الحاضر‪ ،‬جامعة محمد بن أحمد وهران ‪2‬‬

‫تاريخ النشر‪2929/12/31 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2929/12/92 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2929/90/22 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫الالهوينة)‪ ،‬وجلبن للتعبرنر ض ّند‬ ‫تتحدد بالدفاع عنن الالّمتطناب‬
‫إذا كانت مهمة الفلسفة ّ‬
‫فإن الفلسفة في سنعرها إلن ذلن تجند نفسنها‬
‫يشكل جوهر الهيمنة العقالنية‪ّ ،‬‬
‫إكراه الهوية الذي ّ‬
‫تتوسل بالمفهوم الذي رباعدها عن الحقيقة الملموسة لألشنيا‪ ،،‬لهنذا تنعطنل الفلسنفة إلن الفنن‬
‫لنندمح لح ننة المحاكننا فنني سننلوكها الخنناو لتجنناوز المفهننوم‪ ،‬والتغلننل عل ن التحدرنند العنفنني‬
‫للتفكرر المفهومي‪ ،‬مثلما يستدعي الفن الفلسفة للكشل عن حقيقت التي ربسطها بطريقنة يرنر‬
‫مفهومية‪ ،‬هكذا تتمفصل العالقة التكافلينة بنرن الفلسنفة والفنن‪ ،‬الّلنذرن ربقينان رينم ذلن مجنالرن‬
‫متمارزين‪ ،‬لكل منهما مرز تفصل عن اآلخر‪ ،‬والتي رنبغي الدفاع عنها باعتبارها شرط وجنود‬
‫لكل منهما‪.‬‬
‫واستمرار ّ‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬أدورنو؛ الفلسفة؛ المفهوم؛ الفن؛ المحاكا ؛ االستطيقا‪.‬‬
‫‪Absract :‬‬
‫‪If the mission of philosophy is determined by defending the non-‬‬
‫‪identical, and bringing him to expression against identity coercion that‬‬
‫‪8‬‬
)‫ التكافل‬/‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‬

constitutes the essence of rational domination, so the philosophy finds itself


mediated by the concept that distances it from the concrete reality of things,
for that philosophy turns to art to incorporate the moment of imitation into
its own behavior to transcend the concept, and overcome On the violent
identification of conceptual thinking, as art require philosophy to reveal its
truth that it Displays in an incomprehensible way, so this is how the
symbiotic relationship between philosophy and art is articulated, which
remain two distinct fields, each of them has an advantage that makes it
separated from the other, which should be defended as it is at the same time
the condition of their existence And their survival
Keywords: Adorno; Philosophy; Art; Concept; Mimesis; Aesthetic.

__________________________________________

zitouni_2013@hotmail.fr ،‫ زيتوني خالد‬:‫ المؤلف المرسل‬

:‫ مقدمة‬.1
‫ أشب‬Theodor W. Adorno )1090-1091 ‫إ ّن محاولة فهم فلسفة تيودور أدورنو‬
،‫الشذرات المتناثر‬
ّ ‫ أو إرجاد رابط برن مجموعة من‬،‫بمكابد سرزيفية لتركرل صور متش ّ ية‬
،‫الصيغ المتشابكة التي ال تعرض أفكا ار نسقية متكاملة يمكن تتبعها إل نهارتها لفهم معناها‬
ّ ‫و‬
‫وال هي مرتبطة بطريقة استداللية يمكن فهمها بطريقة استنتاجية؛ فلسفة أدورنو مستغلقة‬
‫ فهذه األخرر ال‬،‫تذكر إل حد بعرد بالموضوع الذي لطالما فكرت حول وهو األعمال الفنية‬
ّ
.‫توصل إل محتواها إالّ قليال‬
‫ وتقاوم بصالبة إعاد إنتاجها بسبل تداخل‬،‫السرد‬
ّ ‫تستعصي فلسفة أدورنو عل‬
‫ وكل محاولة في هذا السبرل قد‬،‫وتشاب موضوعاتها إل الحد الذي يصعل مع فصلها‬
‫يشكل مفتاحا‬
ّ ‫المؤكد الذي قد‬
ّ ‫ الوحرد‬،‫الشي‬ ‫ لكن ربق‬، ‫فقدان تالوين المعن‬ ‫تؤدي إل‬
‫ بما رؤكد العبار التي كان‬،‫لفهمها هو أ ّن هنا إحالة متبادلة برن أعمال الفلسفية والجمالية‬

9
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫ررددها أدورنو باستمرار من أن ضمن الفلسفة والفن كان ربحث دوما عن الشي‪ ،‬نفس ‪،‬‬
‫ّ‬
‫ماهر لم تكن عرضية‪ ،‬بل لها‬
‫ا‬ ‫فإن حررت برن أن يصبح فرلسوفا بارعا أو موسيقيا‬
‫وبالتالي ّ‬
‫السياق من خالل االجابة عن األسئلة التالية‪:‬‬
‫داللتها العميقة التي سنكشل عنها في هذا ّ‬
‫ما الذي كان ربحث عن أدورنو ضمن الفلسفة والفن؟ ما عالقة الفلسفة بالفن؟ ما الذي‬
‫اكتشف أدورنو في الفن؟ هل هنا تمارز واختالف برن الحقيقة الفنية والحقيقة الفلسفية؟ وما‬
‫السبل الذي رجعل الفلسفة والفن يحيالن باستمرار عل بعضهما البعض عند أدورنو؟‬
‫‪ .0‬في حاجة الفلسفة للفن كميميزيس (‪:)Mimesis‬‬
‫‪ 3.0‬الفلسفة واشكالية تجاوز المفهوم بالمفهوم‪:‬‬
‫تقل فلسفة أدورنو عند عالقة معقد جدا بالفن‪ ،‬أو بتعبرر أدق تجلل فلسفة أدورنو‬
‫المركز بطريقة تجعل من الصعل في النهاية رسم خطوط دقيقة برن‬ ‫الفن باستمرار إل‬
‫ممارسة الفن وممارسة الفلسفة‪ ،‬لهذا أحاول هنا استبيان طبيعة هذه العالقة‪ ،‬والكشل عن‬
‫الكيفية التي تتداخل بها اإلشكاالت الفلسفية بقضايا الفن من خالل إعاد بنا‪ ،‬مشروع أدورنو‬
‫النقدي من "جدل التنوير" إل "الن رية الجمالية"؛ ففي ‪ Dialektik der Aufklärung‬جدل‬
‫ّ‬
‫ذات‬ ‫التشرؤ والهيمنة الكليانية في العقل‪ ،‬الذي انقلل عل‬
‫ّ‬ ‫التنوير ‪ )1022‬رتم تعررن سبل‬
‫ريبتها في السيطر والسياد عل‬ ‫وتوجه وف‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة التي تقل خلف‬
‫ّ‬ ‫بسبل ال ّذات‬
‫الطبيعة‪ ،1‬فهذه العالقة البطريركية للذات بالطبيعة استتبعها تشويها وايالقا لأليراض التي‬
‫فإن هذا النوع من‬ ‫من أجلها تكون الهيمنة عل الطبيعة الخارجية مشروعة و ّ‬
‫مبرر ؛ وبالتالي ّ‬
‫يعد انحرافا‬
‫الممارسة‪ ،‬وهذا النمط من التفكرر الذي اتخذه الفكر فيما سمي بعصر التنوير ّ‬
‫للعقل‪ ،‬الذي خالل مسار تقدم كان ربطل بشكل منهجي العقالنية الغائية لنشاطنا‬
‫مجرد تشوي للفكر فحسل‪ ،‬إّن أيضا‬
‫أ ّن الوهم الذي رخلق العقل ليس ّ‬ ‫اإلنتاجي‪ . 2‬ذل‬

‫‪10‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫هم من ذل تشويها لموضوع الفكر‪ ،‬تشويها للعالم المجهول الذي رختلل إل األبد عن‬
‫واأل ّ‬
‫كل فكر في العقل؛ هذا األخرر في تصميم عل تجاوز خوف من المجهول رخل صور‬
‫هذه الصور المتمثلة في‬ ‫وهمية لعالم رتجاوز دائما نطاق الفكر‪ ،‬ويعرد تشكرل العالم وف‬
‫الفكر عن عالم يكون موضوعيا خالف ذل ‪ .‬هنا يكمن معن التنوير‪ ،‬إن عل وج التحدرد‬
‫القضا‪ ،‬عل االختالف لتخليو العالم من المجهول بجعل معروفا بالكامل؛ ففي حرن أ ّن‬
‫فإن العقل فيما بعد‬
‫العقل في تاريخ المبكر تمثّل العالم عل أّن مغارر كشي‪ ،‬في حد ذات ‪ّ ،‬‬
‫تحول شامل في العالم عل‬
‫في تطوره من خالل العلم والتكنولوجيا اكتسل قدر عل إحداث ّ‬
‫ضد االختالف‬
‫أساس تمثيالت الوهمية؛ التنوير بمعن مزدوج هو بالتالي التعبرر عن العنل ّ‬
‫العالم األشكال التي رتمثل بها‬ ‫في طبيعة الفكر‪ ،‬وفي فرض العقل عل‬ ‫لمتأصل بعم‬
‫ا ّ‬
‫كموضوع للفكر‪ ،‬وفي تحويل العالم وفقا لهذه األشكال‪.3‬‬
‫لم تكن الهيمنة إذن سوى نترجة لجنوح العقل إل السيطر وخضوع لطبيعة في ذات‬
‫منقسمة‪ ،‬والخروج من دائر الهيمنة التي يعاد إنتاجها بشكل أعم في الفكر‪ ،‬والواقع يقتضي‬
‫تنوير العقل ذات من خالل نقد محارث كحركة معاكسة ل"التدمرر الذاتي للعقل"‪ ،‬تجعل من‬
‫قل وقوعا في الشمولية والتوتالرتارية"‪ ،4‬كما‬
‫تمجدا وأ ّ‬
‫هذا األخرر "أكثر إنسانية وأقل آلية وأقل ّ‬
‫يقول مؤلفا جدل التنوير‪ .‬عملية تنوير العقل عن نفس ممكنة فقط عبر الفكر المفاهيمي‪،‬‬
‫ضد االتجاه التشررئي للفكر المفاهيمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والشرط الضروري لذل هو أ ّن المفهوم ذات ّ‬
‫رتم قلب‬
‫فإذا كان المفهوم يعرد تقديم الطبيعة في وضع متشّرئ بمنح نفس بالتالي وسرلة لفهمها‬
‫واخضاعها‪ ،‬فإن رخفي أيضا قدر عل وضع مسافة إزا‪" ،‬بعده الوهمي الخاو" قد تجعل‬
‫من وسرلة إلنقاذها‪ ،‬وهذا ما تجعل من الفلسفة قاعد لمهمتها التنويرية‪ ،‬إذ يساعد الفن‬
‫الفلسفة في مهمتها هات عل اعتبار أنهما يشتركان في طموح مشتر نحو الفردية‪.5‬‬

‫‪11‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫التحدي الذي تواجه الفلسفة الروم هو أنها ذاتها تَتَ َو َسط بآليات الهيمنة التي تسع‬
‫ّ‬
‫المؤسسة النس ‪/‬القصدية)‪ ،‬وفي‬
‫ّ‬ ‫التحرر واالنفكا منها‪ ،‬والتي يمكن تحدردها في الذات‬
‫ّ‬ ‫إل‬
‫المفاهيم بوصفها ترسبات لصررور التنوير المشحونة بآليات قمعية إكراهية كالتصنرل‬
‫والتحدرد‪ ،‬ومن هنا وبما أن األردرولوجيا صارت ثاوية ومتضمنة في مواد التفكرر وطرق‬
‫الضروري البحث عن صور للفكر تجعل داللة المفاهيم يرر ما هي علي‬
‫فإن من ّ‬
‫وأهداف ‪ّ ،‬‬
‫اآلن‪ .‬هذا ما عكل علي أدورنو من خالل بحث ومحاولت المستمر إلرجاد وتنمية "أنماط‬
‫من أجل أن ردر الطابع‬ ‫من التفكرر وأشكال خطابية يمكن أن توصل بالبنائية‪ ،‬وذل‬
‫رجنبنا التماثل العنرل برن الذات والموضوع‪،...‬‬
‫االجتماعي لذاترتنا وخطابنا‪ ،‬ومن أجل أن ّ‬
‫الممرزات الخاصة وال الوجود الفردي‪ ،‬وهما لطالما كانا‬
‫ّ‬ ‫آمال [أدورنو] أن يعرد االعتبار إل‬
‫مهددرن بالتأثررات المعقلنة للنس "‪.6‬‬
‫الالّهوية‪ Non identical )‬المقموع من قبل‬ ‫رجعل أدورنو من الدفاع عن الالّمتطاب‬
‫هذا األساس‬ ‫والنهائية للفلسفة باعتبارها جدال للتحرر‪ ،‬عل‬ ‫العقل األداتي الو يفة األول‬
‫‪ -‬حسل‬ ‫تأمل نقدي لتاريخها الذي رأى في تاريخا لإلخفاقات‪ ،‬فقد كانت هنا‬
‫شرع في ّ‬
‫قدم‬
‫عد للتعبرر عن الالهوية ‪ Non identity‬انتهت كلها بالفشل‪ ،‬فقد ّ‬
‫أدورنو ‪ -‬محاوالت ّ‬
‫هيغل ‪ Georg Wilhelm Friedrich Hegel)1311-1779‬محاولة ال مثرل لها إل هار عن‬
‫مفاهيم فلسفية المتغارر ويرر المتجانس‪ ،‬وأبرز العالقة الديالتيكية برن الذات‬ ‫طري‬
‫فرها االختالفات‬ ‫تتالش‬ ‫والموضوع‪ ،‬لكن سرعان ما أبطلها لصالح ال ّذات كروح مطل‬
‫مما يعني أ ّن ال ّذات تستمر كأساس لكل ما هو عقلي‬
‫وتزول التناقضات برن العقلي والواقعي‪ّ ،‬‬
‫وواقعي‪ .7‬وهي النترجة نفسها التي انته إلرها إدموند هوسرل ‪Edmund )1013-1380‬‬

‫‪ Husserl‬من بعد‪ ،‬فهو اآلخر قام بمحاولة جاد لبلوغ العقل‪ ،‬وأعلن عن ّنرت في تجاوز الهو‬

‫‪12‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫التي وضعتها المثالية برن الفكر والواقع‪ ،‬وعمل عل تطهرر المثالية من الفائض التجريدي‬
‫يفجر المثالية‪ ،‬و ّلت الفرنومرنولوجيا تدور في فل الحقيقة المستمد من‬
‫لكن في النهاية لم ّ‬
‫العقل‪ ،‬الذي ي ّل قائما بذات ولم يقدم هوسرل‪ ،‬عل الريم م ّما ربدي من مرونة وانفتاح تجاه‬
‫الواقع‪ ،‬إالّ وصفا شكليا لعالقة الشعور بال اهر‪ ،‬ومن هنا وبعد هذه االخفاقات ال تزال هنا‬
‫متجدد لبلوغ العقل واد ار الحقيقة‪.8‬‬
‫ّ‬ ‫حاجة‬
‫عرف هذا األخرر الفلسفة قائال‪" :‬إذا‬
‫في دراسة خصصها أدورنو للفرلسوف هيغل‪ّ ،‬‬
‫أمكن تعريل الفلسفة فسيكون األمر أشب ببذل جهد للحدرث عما ال يمكن قول ‪ ،‬لجلل‬
‫الالّ بقاطتُم ‪ non-identique‬للتعبرر‪ ،‬عندما يعرف التعبرر دائما"‪9‬؛ هذا التعريل المختصر‬
‫يشكل في ن ره روتوبيا معرفية‪ ،‬مع االحتفا هنا بأن الروتوبيا‬
‫يعطي إشار دقيقة لما ّ‬
‫والرهانات الفلسفية االبستيمية تتداخل مع الرهانات االجتماعية والسياسية عند أدورنو‪ ،‬حرث‬
‫الهوية‬
‫ّ‬ ‫ررتبط البعدان عل نحو ال رنفصم‪ ،‬فإعطا‪ ،‬صوت لالّمتطاب دون فرض علي إكراه‬
‫رتحدى بوضوح ما يشكل جوهر الهيمنة العقالنية‪:‬‬
‫يشكل بالنسبة إل أدورنو المقصد الذي ّ‬
‫ّ‬
‫اختزال اآلخر واستحالة وجوده بذات ‪ .‬ومع ذل تصطدم ريبة الفلسفة في إ هار الالّ بقاطتُم‬
‫ترد المختلل‬
‫التحدرد تجعل أو ّ‬ ‫محدد بوسائلها الخاصة‪ ،‬التي عن طري‬
‫الالهوية) كنفي ّ‬
‫الوحد ‪ ،‬وبالتالي ما رجعل المعرفة ممكنة هو‬ ‫المتنوع إل‬
‫إل متماثل والخاو إل عام و ّ‬
‫نفس أردرولوجي بحاجة إل نقد‪.‬‬
‫في تعّقبهما الجرنيالوجي لجدل التنوير يعزو أدورنو وماكس هوركهايمر ‪-1308‬‬

‫‪ Max Horkheimer )1071‬هور المفاهيم إل صررور السيطر عل الطبيعة والتخلو من‬


‫الخوف األسطوري‪ ،‬فعن طري المفهوم رتم تحدرد داللة األشيا‪ ،‬وهويتها من الجهة التي رراد‬
‫فرتم تصنيفها ضمن كليات كمية أو عددية مجرد أو مفاهيم‬
‫منها استخدامها والتحكم فرها‪ّ ،‬‬
‫عامة رزعم أن جميع األشيا‪ ،‬تندرج تحتها‪ ،‬وحرنذا عندما يصبح كل شي‪ ،‬في الطبيعة‬

‫‪13‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫"مانا" يامضة ومتقلبة ويرر‬ ‫شّفافا ومعروفا رزول الخوف الذي كانت توحي ب الطبيعة‬
‫متوقعة‪ ،‬صحيح أننا ال ندخل النهر نفس مرترن لكن هذا األخرر ريم ذل صار يشار إلي‬
‫اآلن ودوما باالسم نفس ‪ . 10‬وهذا يعني أ ّن اإلنسان قد تمكن من التوطرد المعرفي للواقع‬
‫المتحر ‪ ،‬ونزع السحر عن العالم وأنشأ الشروط الضرورية للتحكم في الطبيعة؛ يرر أن هذه‬
‫ّ‬
‫العملية تضمنت نزعة محارثة للتشرؤ‪ ،‬ليس فقط من حرث اختزالها األشيا‪ ،‬العرنية إل‬
‫هو برن الحدس والمفهوم‪ ،‬واستبدال تقارل‬ ‫وحدات داللية مفهومية مجرد بل كذل في حفر ّ‬
‫المحاكا للفكر السحري بالمسافة البارد للعقل وفصل العالمة عن الصور ‪ ،‬فاللغة "باعتبارها‬
‫العد والحسبان؛ ولتعرف اللغة الطبيعة كان‬ ‫اللغة أن تهبط إل‬ ‫عالمات‪ ،‬كان عل‬ ‫نس‬
‫علرها أن ترفض المشابهة معها‪ ،‬أما بوصفها صور كان علرها أن تعاند لكي تصبح مجرد‬
‫انعكاس‪ ،‬وأخر ار وحت تكون اللغة طبيعية جدا كان علرها أن تمانع في معرفة الطبيعة"‪.11‬‬
‫الثّمن إذن الذي تدفع اللغة بسبل انخراطها في إنتاج المعرفة عبر األحكام‬
‫والتحدردات هو بعدها عما تريد قول ‪" ،‬فمن خالل تشغرل الناس لعقلهم ربتعد الناس عن‬
‫الطبيعة لرجعلوها إذا صح القول أمام أن ارهم لرروا في نهاية األمر كيفية السيطر علرها بما‬
‫يشب الشي‪ ،‬أو بما يشب األدا والذي ربق في شت ال روف هو نفس قاسما للعالم‪ ،‬المعقد‬
‫هو المفهوم األدا المثالية التي تسمح‬ ‫والمختلل وما هو معروف وواحد ومتماه‪ ،‬كذل‬
‫‪12‬‬
‫طة‬
‫ب " ؛ ومن هنا فاللغة متَ َو َس َ‬ ‫باإللمام بكل األشيا‪ ،‬من الطرف الذي يسمح باإلمسا‬
‫بدمغة إمكانياتها الخاصة أي بالمفاهيم التي تعتبر الحامل الرئيس لتفكرر الهوية‪ ،‬وهذا يحتّم‬
‫تأمل نقدي ذاتي من أجل تحرير المفهوم‬
‫عل اللغة أن تعمل ضد ذاتها باالنخراط في عملية ّ‬
‫من السحر‪ ،‬فقد كان كل عمل أدورنو في‪ Negative Dialektik‬جدل السلب ‪ )1099‬رتمثل‬
‫التأمل الذاتي من أجل تحقر رهان الفلسفة في "تجاوز المفهوم‬
‫في إقامة الشروط لمثل هذا ّ‬

‫‪14‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫عن طري المفهوم" باعتباره شرطا ضروريا للكشل عن الالمفهومي وهذا ال يمكن تحقيق إالّ‬
‫من خالل تغررر اتجاه المفاهيمية ومنحها انعطافة نحو "عدم الهوية" والذي هو مفصل‬
‫"الجدل السلبي"‪.‬‬

‫‪ 0.0‬الميميزيس لترميم الهوة بين الحدس والمفهوم‪:‬‬


‫متشرئة بطبيعتها أو بسبل‬
‫ّ‬ ‫ريم ما ذكرناه آنفا ي ّل أدورنو رؤمن بأن اللغة ليست‬
‫منط كامن فرها يفرض علرها بصور قبلية هذا النزوع للتّجريد والتشرؤ‪ ،‬بل يعزو ذل إل‬
‫الضغوط وااللتزامات االجتماعية والذاتية العميقة الجذور التي تجعل اللغة تؤدي هذا الدور‬
‫تم ترترل المفاهيم في كوكبات ورا‪،‬‬
‫المريل‪ ،‬أي في ما يسمي أدورنو "القصد"‪ ،‬ولهذا إذا ّ‬
‫القصد الذاتي يمكن أن تنفتح عل المختلل والمتغارر‪ ،‬وبإمكانها أن تعبر عن وتمثل ‪.13‬‬
‫هشة ويرر مضمونة تحمل نوعا من االستحالة تجعلها تأخذ‬
‫هذه التجربة ّ‬ ‫تبق‬ ‫ومع ذل‬
‫طابعا مثاليا‪ ،‬عل اعتبار أن المفاهيم تشكلت من قبل ما كان يرر مفهوم‪ ،‬واذا كان البد من‬
‫مفهوميا‪ ،‬وهذا رجعل المفاهيم متواطئة مع ما تسع إل التغلل علي ‪.‬‬‫ّ‬ ‫فهم ذل فلن يكون إالّ‬
‫يمكن بسط هذا المأزق أو الحرج الذي تقع في الفلسفة في محاولتها تمثّل الالّ بقاطتُم‬
‫الالهوية)‪ ،‬اآلخر كالتالي‪ :‬أوال الفلسفة هي قبل كل شي‪ ،‬وعي الالّ بقاطتُم برن الفكر‬
‫والواقع‪ ،‬وبالتالي فهي التفكرر في الشي‪ ،‬اآلخر‪ ،‬أي تفكرر ما ليس مفهوميا بوساطة المفهوم‪.‬‬
‫ومع ذل فإ ّن هذا األخرر هو نفس ما رجعل تفكرر اآلخر أو العرني مستحيال‪ ،‬فالفكر يعني‬
‫التحدرد وال يمكن أن يكون هنا تحدرد من دون تماثل بالهوية‪ ،‬ألن المفاهيم عندما تفكر ال‬
‫مجرد ‪ ،‬هنا تكمن أردرولوجية المفهوم‪ ،‬وهنا‬
‫تستطيع قول إالّ ما تموضع بنفسها بصور ّ‬
‫أيضا يكمن عوز الفلسفة في أنها تفكر بوساطة المفاهيم التي تفصلها عما تفكر في ؛ هذه‬
‫هي المسافة التي تتحر فرها الفلسفة وتختبر فرها األشيا‪.،‬‬

‫‪15‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫تكمن المشكلة إذن في أننا ال نستطيع عبر المفاهيم بلوغ أشكال من الخبر تتناسل‬
‫مع العملية المفاهيمية لتفكررنا‪ ،‬أل ّن ما يقصده أدورنو بالالّ بقاطتُم يرر المتطاب ) هو‬
‫المحدد للمفاهيم أي تمررز الخواو والصفات‬
‫بالضبط ما ال رتواف مع الو يفة التأسيسية و ّ‬
‫هور‬ ‫الفلسفة معرفة خطابية تفتقر إل‬ ‫كحاالت لمفهوم أو تندرج تحت ‪ . 14‬وبالتالي تبق‬
‫األشيا‪ ،،‬أي تفتقر إل الحقيقة؛ يمنحنا إذن هذا النوع من المعرفة الوضوح والصرامة والدقة‬
‫لكن يحرمنا القرل إل األشيا‪ ،،‬الحقيقة)؛ لكن هذا ال يعني بالنسبة إل أدورنو التخّلي عن‬
‫تجسد ما‬
‫المعرفة االستطرادية ورفضها‪ ،‬وال فتح درل آخر للفلسفة‪ ،‬فالمفاهيم وحدها يمكن أن ّ‬
‫يكبح المفهوم‪ ،‬المفهوم هو أوريانون الفلسفة‪ ،‬كما أ ّن ما رتجاوز المفهوم ي ل موجودا‬
‫مهمة تجاوز‬
‫كتطلل داخل المفهوم‪ ،‬علرنا فقط أن نكافح لتجاوز كل ما تملي المفاهيم؛ إ ّن ّ‬
‫تم‬
‫رتم استحضاره من الخارج‪ ،‬ولكن أمر تستدعي المفاهيم نفسها كلما ّ‬
‫المفاهيم ليست شرئا ّ‬
‫استخدامها كمفاهيم‪ ،‬ومن هنا فأدورنو ال ربتغي طرح المفهوم‪ ،‬وانما تصحيح وتوسيع عن‬
‫طري دمح عنصر آخر في رجده في الفن أال وهو "الميميزيس"‪.15‬‬
‫المحاكا هي العنصر الذي اكتشف أدورنو في الممارسة الفنية وأراد إدماج في‬
‫الخطال الفلسفي‪ ،‬وهنا تكمن أهمية الفن للفلسفة‪ ،‬إذ يعتقد أدورنو أن خالل صررور التنوير‬
‫مس تشرؤ العقل‪ ،‬واللغة‪ ،‬ثم فصل الحدس عن المفهوم‪،‬‬
‫أو نزع السحر عن العالم‪ ،‬كل شي‪ّ ،‬‬
‫"وحدها األعمال الفنية األصرلة هي التي نجحت في تحاشي مجرد التقلرد لما كان قائما‬
‫أن الفن تحت تأثرر تقسيم العمل أنشأ دائرت‬ ‫سلفا"‪ . 16‬وقد عنيا مؤلّفا جدل التنوير بذل‬
‫أيضا أصبح خاضعا لقانون الخاو رتمتع باستقاللية التي هي‬ ‫الخاصة‪ ،‬لكن نترجة ذل‬
‫الشرط الذي جعل فضا‪ ،‬لتجلي الحقيقة‪ ،‬فالفن باعتباره ممارسة مناوئة للواقع يعكس حقيقة‬
‫أسس جمالية مختلفة‪ ،‬حرث يقول المؤلفان في‬ ‫الواقع من حرث يعرد ترترل عناصره وف‬

‫‪16‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫السياق نفس أ ّن الفن‪ " :‬يحافظ ‪ )...‬عل وراثة السحر‪ ،‬يقيم هذا الرفض تبارنا برن الصور‬
‫الصافية والواقع الفرزيائي إذ يحتفظ لنفس بعناصره‪ ،‬يمتاز العمل الفني بطبيعت بالم هر‬
‫الجمالي‪ ،‬فهو أشب بالحدث الجدرد المخرل الذي يشكل جوهر السحر البدائي‪ :‬إن تم هر‬
‫الكلية في الجزئي‪ ،‬كما أن العمل الفني يقوم بو يفة ثنائية إذ من خالل يكتسل الشي‪ ،‬بعدا‬
‫روحيا ويصبح تعبر ار عن قوى الطبيعة‪ ،‬وهذا ما يشكل هالت ‪ .‬والفن بوصف تعبر ار عن الكلية‬
‫المعرفة‬ ‫عل‬ ‫فهو يسمو ليطاول ما يمثل المطل ‪ ،‬األمر الذي دفع الفلسفة لترفع‬
‫المفهومية"‪.17‬‬
‫يرار هيغل وشلينغ‬ ‫محاولة بعض الفالسفة عل‬ ‫يشرر مؤلفا جدل التنوير هنا إل‬
‫‪ F.W. J. Schelling )1382-1778‬وهيدغر ‪ M.Heidegger )1079-1330‬إعاد للفلسفة‬
‫سلطتها التي اهتزت بسبل سياد النزعة العلمية‪ ،‬ونشر كانط ‪E. Kant )1392-1722‬‬

‫لكتاب نقد العقل الخالص ‪ )1731‬الذي وضع في حدودا صارمة لقدر المعرفة االنسانية بعد‬
‫كل امكانية لبلوغ حقيقة‬ ‫االنفصال الجذري برن الحدس والمفهوم‪ ،‬حرث انتفت بحكم ذل‬
‫مطلقة يرر مشروطة‪ ،‬ومن هنا أجرى كل فرلسوف من هؤال‪ ،‬انعطافا نحو الفن بنا‪ ،‬عل‬
‫تطلعات فلسفية تتركها الفلسفة دون تحق بسبل مشروطرتها وضعل وسائلها‪ ،‬أي أ ّن األمر‬
‫الفن‪ ،‬تمثلت لدى شلينغ في "ارجاد عالقة مع‬ ‫رتعل أساسا بريبة فلسفية رجري نقلها إل‬
‫المطل " وعند هيدغر في "كشل الوجود"‪ .18‬األمر نفس بالنسبة إل أدورنو الذي اتج إل‬
‫الفن لترميم الفصام برن الحدس والمفهوم‪ ،‬واستعاد تجربة المحاكا المفقود في الفلسفة‬
‫أو‬ ‫بسبل المفهوم والنزوع القصدي للعقل‪ ،‬حرث يكتشل أدورنو في الفن سوا‪ ،‬الموسيق‬
‫الرسم وخاصة األدل لدى ايشندروف ‪ J.V.Eichendorff )1397-1733‬وبيكيت ‪-1099‬‬

‫‪ S.Beckett)1030‬وهالدرلين ‪ F.Hölderlin )1321-1779‬ما يسمي تجربة الغريل‪ ،‬التي‬


‫يقصد بها ايترال الذات عن اللغة‪ ،‬حرث تصبح هذه األخرر ضمن لح ات التجربة األدبية‬

‫‪17‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫بوضوح في أشعار‬ ‫وفي الشعر خاصة منفصلة عن الذات ويريبة عنها مثلما رتجل‬
‫ايشندروف وهالدرلين‪ ،‬حرث يغرل في أشعارهما الدور المتماس والتركربي للقطل الذاتي‪،‬‬
‫وتبدو اللغة خارج سلطة الذات وتحكمها‪ ،‬حرث ال تخدم القصد الذاتي الذي رتج يالبا نحو‬
‫التكامل والن ام والوحد المؤسسة عل الذات‪ ،‬األمر الذي رتيح لهذه التجربة االقترال من‬
‫اآلخر‪ ،‬فتصبح اللغة في نهاية المطاف مشابهة وجز‪،‬ا من الطبيعة المتمثلة‪.‬‬
‫األنا" الذي يقرؤه أدورنو عند الشاعرين‪ ،‬والذي تبعا ل تصبح اللغة تتحدث‬ ‫"تعلر‬
‫بدال عن الذات‪ ،‬سيعتبر من قبل أدورنو نموذجا ممكنا لتحرر الطبيعة المقموعة التي تعط‬
‫تتحول إل طبيعة ثانية‪ ،‬أي‬
‫لها الكلمة‪ ،‬فاللغة المحرر جزئيا من الرقابة والمقاصد الذاتية ّ‬
‫وسيطا للطبيعة تتحدث من خاللها‪ ،‬وهذا ما يشكل لح ة المصالحة مع يرر المتطاب‬
‫الالهوية)‪ .‬إ ّن ما يحدث في التجربة الشعرية هو بالضبط التضحية بالذات التي تجعل من‬
‫بلوغ ما‬ ‫الكتابة الشعرية إل‬ ‫كلمتها أدا للهيمنة‪ ،‬فعبر اطالق العنان لدوافع اللغة تسع‬
‫يشكل هنا قلل روتوبيا األدل ‪ :‬تر اآلخر رتكلم‪ .‬عند هذه اللح ة تتحرر اللغة من التشرؤ‬
‫فتحتوي الطبيعة التي تبق حية أمامها‪ .19‬هذا هو الشي‪ ،‬الممرز في الفن الذي تريد الفلسفة‬
‫أن تستلهم من وتدمج في سلوكها الخاو‪ ،‬دون أن تصبح مع ذل فنا أو تستنفذ نفسها‬
‫في ‪ ،‬فالفن والفلسفة ريم وجود عالقة تكافلية برنهما إال أنهما منفصالن لكل منهما مرز‬
‫عالقة ديالكتيكية برن الفلسفة والفن كان يسع‬ ‫خاصة ب تجعل رنفصل عن اآلخر؛ هنا‬
‫أدورنو إل ابرازها ضمن فلسفة الفن‪ ،‬والتي تشكل أساس تصوره لمعن الجماليات‪ ،‬لهذا نرى‬
‫لزاما علرنا استبيان حدود هذه العالقة وطبيعتها‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫‪ .1‬العالقة التكافلية بين الفلسفة والفن وحاجة الميميزيس للمفهوم‪:‬‬


‫‪ 3.1‬نقد منظور هيغل وهيدغر لعالقة الفلسفة بالفن‪:‬‬
‫عن أهمرت االجتماعية‬ ‫أوج وأبعاد متعدد لعالقة الفلسفة بالفن‪ ،‬فناهي‬ ‫هنا‬
‫وعالقت بالن رية النقدية االجتماعية كشريكرن متساويرن بالن ر لما يعرض من حقائ نقدية‬
‫كاشفة عن المجتمع‪ ،‬فإ ّن الفن يمثل نوعا من الممارسة العقالنية‪ ،‬ونمطا من العالقة‬
‫رذكر بها الفن‪ ،‬فهو ال يعكس الواقع‬
‫بالطبيعة قائمة عل الميمرزيس كعالقة ّأولية بالطبيعة ّ‬
‫الخبري بطريقة مباشر كما تزعم الواقعية‪ ،‬وانما يحاكي الواقع بطريقة فريد كممارسة مستقلة‬
‫باعتباره النقيض ألسس الممارسة االجتماعية‪ ،‬لهذا يقيم أدورنو جماليات السلبية عل‬
‫المعادلة التالية‪ :‬االختالف الجمالي والتمارز برن الجمالي ويرر الجمالي هو في الواقع سلبا‬
‫جماليا؛ إن فقط من خالل تصور األعمال الفنية في عالقتها السلبية بكل ما هو يرر فني‬
‫الداخلي لتمثرلها والطريقة التي تتكشل فرها‬ ‫يمكن فهم االستقاللية لهذه األعمال والمنط‬
‫أدونو العمل الفني موجود كنموذج مكافئ لسياق التاريخي والمادي‪،‬‬ ‫الحقيقة‪ .‬بالنسبة إل‬
‫ما يحجب ‪ ،‬وبالتالي فإ ّن سلبية العمل هي في الوقت‬ ‫نموذج روضح تناقضات ويشرر إل‬
‫نفس ‪ ،‬سلبية النقد الذي روجه ضد هذا السياق‪ ،‬واإلمكانات التي رثررها بشكل سلبي كتناقض‬
‫حي‪.20‬‬
‫المكانة المركزية للفن واألهمية القصوى لتجربت في أ ّن هذه األخرر اكتسبت‬ ‫تتجل‬
‫خطال معياري ال تقتصر‬ ‫تحولت إل‬
‫شكال سلطويا وصالحية خارج مجالها‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫الضر للصحة الجمالية‪ ،‬وانما يمتد تأثرر شكل اإلد ار فرها إل أشكال‬
‫ّ‬ ‫سلطت عل المجال‬
‫رجسد العمل الفني في ذات العقل‬‫اإلد ار في الخطابات األخرى يرر الجمالية‪ ،‬حرث ّ‬
‫باعتباره تموضعا ل ‪ ،‬األمر الذي رتيح بالتالي دراسة العقل من خالل دراسة األعمال الفنية‪،‬‬
‫وهذا بالضبط ما يحمل أدورنو عل الن رية الجمالية‪ ،‬التي تضطلع فرها التجربة الجمالية‬

‫‪19‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫بو يفة استكشافية وتنشيطية لنقد العقل الذي يفهم عل أن نقد آلليات الخطال يرر الجمالي‬
‫وابراز الصور الحقيقية للعقل‪ .21‬واذ رركز أدورنو عل األهمية الفلسفية واالجتماعية للفن ال‬
‫نحو ما فعل هيغل وهيدغر‪ ،‬فكالهما حسل‬ ‫رختزل وال رلغي أحدهما لصالح اآلخر عل‬
‫أدورنو لم يستوعبا هذه العالقة بشكل صحيح‪ ،‬والنترجة كانت استيعال أحدهما في اآلخر أو‬
‫إلغائ نهائيا‪.‬‬
‫لقد أبدى هيغل وهيدغر موقفا معارضا من النزعة الشكلية والنزعات الوضعية‪ ،‬التي‬

‫مجرد منشط حروي ولعبة مجانية‪ ،‬وأ ّ‬


‫كدا عل أهمية‬ ‫تعتبر الفن ممارسة ال عقالنية باعتباره ّ‬
‫المعالجة الفلسفية‪ ،‬إالّ أ ّن هذا‬ ‫فهو يستح‬ ‫لتكشل الحقيقة‪ ،‬ونترجة لذل‬
‫ّ‬ ‫الفن كمحل‬
‫معرن يفضي إل نترجة حتمية تنتهي عند هيغل إل‬
‫االعتبار ذات رنطل من موقل فلسفي ّ‬
‫الروح‬
‫الحسي لتجّلي ّ‬
‫الغا‪ ،‬الفن لصالح الفلسفة باعتباره زائدا عن اللزوم‪ ،‬فالفن هو الم هر ّ‬
‫الروح ذاتها كفكر في الفلسفة باعتبارها الشكل‬
‫في لح ة ايترابها عن ذاتها‪ ،‬لكن حرن تعي ّ‬
‫األمثل للتّعبرر عن المحتوى الروحي للفكر حرنذا رتقلو دور الفن‪ ،‬و ّ‬
‫يتحول إل شي‪ ،‬زائد‬
‫يقدر فلسفة الفن أكثر من موضوعها الفن)‬
‫عن اللزوم‪ ،‬ولهذا ال يرابة في أ ّن هيغل ّ‬
‫الحسي‪.22‬‬
‫طور من أطوار وعي الروح بذاتها أثنا‪ ،‬عودتها من ايترابها ّ‬
‫باعتبارها لح ة أو ا‬
‫األهمية الفلسفية واألنطولوجية للفن باعتباره المكان الذي‬ ‫فرؤكد عل‬
‫أما هيدغر ّ‬
‫تتكشل في حقيقة الوجود‪ ،‬فاألثر الفني ليس استنساخا لكائن موجود‪ ،‬وانما استنساخ لماهية‬
‫ّ‬
‫الشي‪ :،‬هور أو حدوث الحقيقة في العمل كحدث إبداعي لكائن فريد يحدث مر واحد فقط؛‬
‫الحقيقة هي عبار عن انكشاف واشراق ال يكون إالّ في لغة شاعرية‪ ،‬ولهذا كان عل الفلسفة‬
‫مفس ار هذه الدعوى‬
‫تتشكل وف نمط ؛ يقول أدورنو ّ‬ ‫أن تحاكي الفن‪ ،‬وتتّخذه أنموذجا لها و ّ‬
‫بأن بعد أزمة العقل والثقافة العقلية‪ /‬العلمية‪ ،‬أي بعد أزمة الثقافة‬
‫األخرر لهيدغر ّ‬

‫‪20‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫قرد الحيا سوى‬ ‫المرتافرزيقية‪ /‬اإلنسانية لم تجد الفلسفة الهرديرية دربا آخر للبقا‪ ،‬عل‬
‫حول بالفعل إل أنموذج للفلسفة‪ ،‬وبالتالي العقالنية أو المعرفة المفاهيمية‬
‫محاكا الفن الذي رت ّ‬
‫رتم تجريده مسبقا من إنسانرت‬‫رتم التخلي عنها لصالح معرفة شاعرية للفن‪ ،‬الذي ّ‬ ‫للفلسفة ّ‬
‫أنّ "قول الكرنونة"‪ .‬فالفلسفة‪ ،‬والفكر المفهومي‪ -‬حسل زعم هيدغر ‪ -‬هو‬ ‫وتصوره عل‬
‫"عدو التفكرر"‪ ،‬للفكر الشاعري للفن الذي ال رزال مخفيا‪ ،‬لكن سرنتهي بإزاحة الفكر‬
‫ّ‬
‫‪23‬‬
‫الموضوعي للمفهوم ‪.‬‬
‫مهمة لكن ال اهر الفنية وأبرزت عالقة‬
‫لقد مّثلت جماليات هيغل وهيدغر محاولة ّ‬
‫الفلسفة بالفن‪ ،‬إالّ أ ّن النترجة كانت إلغا‪ ،‬أحدهما لصالح اآلخر‪ ،‬وهذا ال يعني شي‪ ،‬سوى‬
‫رؤكد أدورنو أ ّن الفلسفة والفن‬
‫قصور في فهم هذه العالقة وخصوصية كال المجالرن‪ ،‬حرث ّ‬
‫يرر قابلرن للفصل وأّنهما في صلة وثيقة ببعضهما البعض ن ار لحاجتهما المتبادلة إال أنهما‬
‫فالدفاع عنهما يقتضي‬
‫لكل منهما خصوصية معرنة يقوم علرها‪ ،‬لهذا ّ‬‫منفصالن متمارزان‪ّ ،‬‬
‫الفصل برن المجالرن؛ إ ّن الفن ال يمكن أن يكون وال رنبغي أن يكون أنموذجا للفلسفة‪،‬‬
‫أثر فني‪ ،‬ستمحو‬ ‫و"الفلسفة التي تحاول تقلرد الفن‪ ،‬التي تريل في تحويل نفسها إل‬
‫رخول لها االقتراض من الفن‪ ،‬المفهوم هو أوريانون الفلسفة‬ ‫‪24‬‬
‫ذاتها" ‪ .‬إ ّن تقاربها مع الفن ال ّ‬
‫التي ال يمكنها البقا‪ ،‬خارج دائر المفهوم‪.‬‬
‫النتائح التي انتهت إلرها جماليات هيغل وهيدغر ّنبهت أدورنو إل شي‪ ،‬مهم‪ ،‬وهو‬
‫من شأن أن‬ ‫تمرز المعرفة الفنية مقارنة بالمفاهيمية‪ ،‬ألن ذل‬
‫ّ‬ ‫أّن ال يكفي التأكرد عل‬
‫قمع للمعرفة المفاهيمية الفلسفية‪ ،‬فقد بالغ هيغل في تقدرر المعرفة العقالنية‬
‫رتحول إل‬
‫ّ‬
‫المفهومية عل حسال الخصوصية المعرفية للفن‪ ،‬وفعل هيدغر الشي‪ ،‬نفس مع المعرفة‬
‫الشاعرية عل حسال المعرفة االستداللية للفلسفة؛ أ ّما الدفاع عن الفلسفة والفن معا فيقتضي‬
‫صيانة االختالف برنهما بإعاد تأسيس االستيطيقا دون الخلط برن المجالرن باختزال أو‬

‫‪21‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫القاعد‬ ‫استيعال أحدهما في اآلخر؛ هذا هو االتجاه الذي سيسلك أدورنو ويقوم عل‬
‫ممرز ليست استداللية‪ ،‬أي‬
‫ّ‬ ‫التالية‪ :‬الفن ل عالقة بالمعرفة مرتبط بالحقيقة إال أن معرفت‬
‫توجد إل جانل المعرفة الفلسفية‪.25‬‬

‫‪ 0.1‬التجربة الجمالية بوصفها تجربة فلسفية‪:‬‬


‫الفن باعتباره سلوكا ميمرزيسيا يقدم معرفة فورية‪ ،‬مباشر ‪ ،‬وتحدث هذه التجربة برن‬
‫خاو وآخره‪ ،‬حرث رتم استيعال اآلخر بشكل يرر قصدي بدون مناسبت مع الذات‪ ،‬وبدون‬
‫مصالحها المعرفية والعلمية‪ ،‬ولهذا ال تزال هذه التجربة تنعقد في‬ ‫مقاربت أو تحدرده وف‬
‫ويعرف كانط الحدس بأن عالقة مباشر بهذا الخاو‪ ،‬لكن ال يحدث إالّ‬
‫إطار قبل‪ -‬حدسي‪ّ ،‬‬
‫األولية لإلد ار ويرث إضافة إل ذل ‪،‬‬
‫حرن يعط لنا الموضوع‪ .‬يحتفظ الفن بهذه اللح ة ّ‬
‫السحر‬
‫يمرز هنا برن المحاكا الميمرزيس) و ّ‬
‫شرئا من الممارسة السحرية‪ ،‬إالّ أ ّن أدورنو ّ‬
‫ويرى أن المحاكا أحد رواسل ّ‬
‫السحر المتبقية التي ربدو أنها فقدت و يفتها األصلية منذ‬
‫فتر طويلة‪ ،‬والتي كانت مرتبطة بطبقات برولوجية للحيا البشرية‪ ،‬يرر أ ّن محاكا الفن ال‬
‫عاتقها‬ ‫تقّلد شرئا ولكنها تستوعل نفسها في هذا الشي‪ ،،‬حرث تأخذ األعمال الفنية عل‬
‫تحقر هذا االستيعال‪ ،‬ويعتبر أدورنو هذا التقارل يرر المفهومي برن الذات واآلخر يرر‬
‫رتمرز باالعتراف بالخصوصية الحسية لآلخر دون‬ ‫المموضع شكال من أشكال اإلد ار‬
‫االستحواذ علي ‪.26‬‬
‫تفترض‬ ‫تتم هذه المحاكا في إطار شكلي خالو وبطريقة مباشر إال أنها مع ذل‬
‫ّ‬
‫الممرز لآلخر‪ ،‬فتركرز أدورنو عل‬
‫ّ‬ ‫السمات‬
‫تمرر از مفهوميا مسبقا‪ ،‬تتضمن قدر عل تمررز ّ‬
‫الجانل الحدسي ال يعني أّن رنكر وجود أ ّي وساطة مفهومية في اللح ة الحدسية‪ ،‬فهو بدال‬

‫‪22‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫أ ّنها استيعال وهيمنة؛ إ ّن‬ ‫الخواو عل‬ ‫رتسا‪،‬ل عن ضرور تفسرر امتال‬ ‫من ذل‬
‫قيا أبدا وال عالقة مباشر لخاو بخاو‪ ،‬بل إن النشاط المحاكاتي رتشكل‬
‫الميمرزيس ليس ن ّ‬
‫دائما بالروح‪ ،‬والتي يعاد إنتاجها بصور ديالكتيكية في العمل الفني‪.27‬‬
‫لقد كان هيغل أ ّول من أشار إل هذا الجوهر الديالكتيكي للروح وللتجربة الفنية‪ ،‬لكن‬
‫لم يفهمها ديالكتيكيا وانما حجبها وخانها بدافع فلسفي آخر‪ ،‬وهو مبدأ الهوية الذي يسكن‬
‫ثم ال يقوم بإسقاطات‬
‫فلسفت ‪ ،‬في حرن أ ّن الدياكلتي الحقيقي رتناقض مع مبدأ الهوية‪ ،‬ومن ّ‬
‫وافراغ المحتوى عل الفن‪ ،‬وانما يالزم موضوع بصور محارثة‪ ،‬و ّ‬
‫يبرن التوتر الدائم برن‬
‫عناصر الموضوع الروح والشي‪ ،‬بدون اختزال أحدهما في اآلخر‪.28‬‬
‫رتعارض الديالكتي إذن مع مبدأ الهوية‪ ،‬لهذا فالتجربة الجمالية البد أن تكون تجربة‬
‫الذي يطبع‬ ‫التوتر مع موضوعها‪ ،‬بأن تحاكي التوتر والديالكتي‬ ‫عل‬ ‫ديالكتيكية بالحفا‬
‫الممرز لهذا‬
‫ّ‬ ‫أن الفن ديالكتيكي بامتياز فإن اإلستيطيقا ستكون المجال‬
‫موضوعها‪ ،‬وبما ّ‬
‫الديالكتي ‪ ،‬فاألثر الفني موضوعها بنية متناقضة ومحل لصراع المتناقضات والتوتر الدائم‬
‫برن الشي‪ ،‬وآخره وتتأتي هذه السمة الديالكتيكية أساسا من سلوك المحاكاتي حرث يستوعل‬
‫طة مفهوميا في الشكل‪.29‬‬
‫العمل الفني آخره بصور مباشر يرر متََو َس َ‬
‫الروح تتجل في‬
‫لكن الفن ليس شكال محضا بل ربسط حقيقة فهو روحي‪ ،‬يرر أن ّ‬
‫الالروحي أي الشكل‪ ،‬وهنا يكمن االختالف الجوهري برن هيغل وأدورنو‪ :‬ففيما رتصور‬
‫هيغل الروح كشي‪ ،‬مفارق رتجل في األثر الفني‪ ،‬أي أنها تكتشل ذاتها في آخرها ويجعل‬
‫مجرد مرحلة سرعان ما تتغلل علرها عن طري مرز الوعي الذاتي فررتفع‬
‫من هذا التجلي ّ‬
‫فإن الروح التي اكتشفها أدورنو في األعمال توجد في لح ة ايترال دائم عن ذاتها‪،‬‬
‫الجدل‪ّ ،‬‬
‫بصور محارثة في آخرها‪ ،‬أي الشكل المادي للعمل الفني؛ و"إذا كان روح اآلثار‬ ‫وتتجل‬
‫اهرتها الحسية فإّن ال يشع إ ّال من حرث هو سلل لها بما هو االتحاد‬ ‫الفنية يشع في‬

‫‪23‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫بال اهر التي في الوقت نفس مغارر لها‪ ،‬روح اآلثار الفنية لصر بشكلها ولكن ليس روحا‬
‫المبرن وبرن الشكل المحارث‬
‫إ ّال من حرث رتعدى الشكل أن لم يعد هنا فرقا برن البيان و ّ‬
‫والمغزى"‪.30‬‬
‫تشتر األعمال الفنية إذن مع الفلسفة المثالية في تطلعها إل المتعالي‪ ،‬والطموح إل‬
‫ما‬ ‫أي ما رتجاوز المطابقة مع الذات‪ ،‬فالفن محارثة ذاتية لكن يشرر إل‬ ‫تمثرل المطل‬

‫رتعداه‪ ،‬لكن كون األعمال الفنية أكثر ّ‬


‫مما هي علي أو تقول أكثر مما تبدو‪ ،‬هذا ال يعني‬
‫كذل فقط ما رثرره الشكل من قشعرير ‪ ،‬فهذا يرر كاف لتحدرد هذا "األكثر"‪ ،‬الذي ب‬
‫األعمال تكون يرر ما هي علي ‪ ،‬فاألعمال تثرر حقيقة في ترابط لح اتها ما رتجاوزها‬
‫يرر قابل للتحدرد نشعر بتل‬ ‫الذي يقع ضمنها وينفلت منها معن‬ ‫علرها‪ ،‬ذل‬ ‫ويتعال‬
‫الداللة و ال نقبض علرها‪.31‬‬
‫ريم أ ّن العمل الفني متََو َسط بالتاريخ الفعلي بوصف الكتابة الالواعية للتاريخ‪ ،‬يعبر‬
‫عن آالم ومعانا من هم تحت الهيمنة والقمع وبالتالي إد ار مغزاها والتاريخ المحارث لها‬
‫تتجسد‬
‫ّ‬ ‫والمخزون فرها رتطلل تحلرل اآلثار إال أن حقيقتها تقوض ماهرتها التصويرية‪ ،‬فال‬
‫ثم ال‬
‫روح األعمال في الشكل إال كتأثرر لذل التوتر الذي روحي بما رتجاوز العمل‪ ،‬ومن ّ‬
‫يمكن إد ار روح األثر الفني في تطاب مباشر مع اهرت ؛ رنبجس روحها من ذل التوتر‬
‫فإن فهم العمل‬
‫ثم ّ‬‫الصررور المحارثة‪ ،‬ومن ّ‬ ‫القائم برن عناصر العمل الفني أي في تل‬
‫مشروط بالتمكن من تل الصررور‪.32‬‬
‫لح ة الغررية هذه أي كون العمل الفني شكال روحي بشي‪ ،‬رتجاوزه أو ما يطل علي‬
‫أدورنو "الروح" رجعل الن ر إل الفن شكال إستيطيقيا خالصا يرر كاف وال يعبر عن حقيقة‬
‫عما هو إستيطيقي‬
‫مما هو براني ومما هو جواني‪ ،‬تعبر ّ‬
‫تشكل ديالكتيكيا ّ‬
‫الفن‪ ،‬فاألعمال ت ّ‬

‫‪24‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫فإن المقاربة الصحيحة هي التي تأخذ بعرن االعتبار هذه‬


‫ّ‬ ‫وما هو يرر إستيطيقي‪ ،‬لذل‬
‫اللح ة الديالكتيكية بهذه الطريقة فقط تتجاوز التجربة الجمالية الشكلية المحضة‪.33‬‬
‫لقد أدركت جماليات هيغل هذه اللح ة من حرث إنها تتعامل مع العمل الفني أكثر من‬
‫شكل خالو‪" ،‬لكن الجدلية المثالية الهيغرلية التي تفكر الفن بوصف مضمونا تتقهقر في‬
‫فجة وقبل ‪ -‬استيطيقية فهي تخلط برن المعالجة الخطابية أو‬
‫جدلية ّ‬ ‫الوقت نفس إل‬
‫الغررية التي هي من قوام الفن ‪ )...‬رنفي هيغل تصوره الجدلي‬ ‫التصويرية للمواد وتل‬
‫لالستيطيقا بسبل هيمنة األردرولوجيا عل المعالجة االستيطيقية الحقيقية" ‪.34‬‬
‫محتوى الحقيقة أو روح العمل رجل أن يستنبط من األعمال ذاتها عن طري تحلرل‬
‫نقدي محارث‪ ،‬وليس افراغ محتوى من الخارج عن طري فلسفة مطبقة ‪ -‬كما فعل هيغل ‪،-‬‬
‫حرث يقول أدورنو "إ ّن الجماليات ليست فلسفة مطبقة‪ ،‬بل هي باألحرى فلسفية" ‪ .35‬وهي‬
‫بالتجربة الجمالية كتجربة فلسفية‪ ،‬والثاني رتعل‬ ‫بمعنررن لدى أدورنو‪ :‬األول رتعل‬ ‫كذل‬
‫بكون االستيطيقا‬ ‫األول المتعّل‬ ‫المعن‬ ‫بالتطلل الفلسفي المكتشل في الفن؛ بالنسبة إل‬
‫فلسفية في ذاتها‪ ،‬فيعني ب أدورنو أ ّن االستيطيقا فلسفية ليس ألنها فلسفة مطبقة‪ ،‬إنها‬
‫فلسفية ألن التجربة الجمالية كموقل للفكر في مواجهة موضوعها الجدلي‪ .‬االستيطيقا‬
‫انطالقا من مبدأ فرنومرنولوجي تتج وتهتم بال اهر الفنية باعتبارها المكان الذي تنبسط في‬
‫الحقيقة‪ ،‬لهذا رفض أدورنو معرفة المواضيع الجمالية من الخارج‪ ،‬وأكد أ ّن فهم األعمال‬
‫رجل أن يكون محددا بصرامة من خالل موضوعها‪ ،36‬لكن محتوى األعمال ال يستنفذ فرها‪،‬‬
‫فإن األعمال ال يمكن أن تكون مفهومة من‬
‫فهي تحرل باستمرار عل ما رتعداها‪ ،‬ومن ثم ّ‬
‫ذاتها كأشيا‪ ،‬قائمة بذاتها كشكل محض محارثة محضة)‪ ،‬محتوى الفن ال يمكن أن يكون‬
‫التأمل الذي يحصر ذات في العمل الفني يفشل‪ ،‬ألن متطلبات بنائ‬‫فإن ّ‬
‫مجرد فن‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫ّ‬
‫الداخلي موسوطة مع ذل بما ليس في ذات فنا‪ ،‬ولهذا نجد الفن يستدعي الفلسفة‪.37‬‬

‫‪25‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫التأمل‪،‬‬
‫رتم اكتشافها في الفن باعتبارها مطلل ّ‬ ‫يشرر أدورنو هنا إل الفلسفة التي ّ‬
‫عيانيا في الفن تستدعي المفهوم لتفصح عن مفهومها‪ .38‬إن الحقيقة التي‬
‫ّ‬ ‫تتجسد‬
‫ّ‬ ‫فالروح التي‬
‫يعرضها الفن ليست خطابية‪ ،‬ولهذا سيكون عل الفلسفة أن تقوم بتطويرها مفهوميا‪ ،‬فالفن‬
‫بفضل قرب من األشيا‪ ،‬في حقيقتها مباشر بدون وساطة‪ ،‬إالّ أ ّن هذا القرل ل ثمن وهو أن‬
‫محتوى الفن ربق شرئا يرر قابل للقياس‪ ،‬الفن يفكر ويحكم لكن يفعل ذل بدون كلمات فهو‬
‫بصور مباشر ‪ ،‬ولهذا رجل أن يكون‬ ‫ملغز يرر معط‬
‫ّ‬ ‫ذل‬ ‫ليس خطابي‪ ،‬واضافة إل‬
‫يكرر أدورنو أ ّن الفن رنت ر تفسرره الحقيقي الذي رتحق منهجيا‪ ،39‬أي‬
‫السبل ّ‬‫مفكرا‪ ،‬لهذا ّ‬
‫ّ‬
‫طلع بها الفلسفة‪.‬‬
‫رتأمل أن رتم التفكرر في فكره مفهوميا‪ ،‬وهذه هي المهمة التي تض ّ‬
‫ّ‬
‫إ ّن هذا المعن الذي تسع االستيطيقا هاهنا إل استنباط من الفن رتعارض بشكل‬
‫مطل مع ما تنتج الصناعة الثقافية وتهدف إلي ‪ ،‬ولهذا ردعو أدورنو إل ضرور أن‬
‫تتجاوز الجماليات الن ريات واآلرا‪ ،‬االستيطيقية التي تخدم أو تقع ضمن أيراض الصناعة‬
‫تشوه إحساسنا بقيمة الفن‪ ،‬وتدعو إل نوع من التلقي يمنع ما يمكن أن‬
‫الثقافية‪ ،‬فهذه األخرر ّ‬
‫رؤدي إل أشكال ذات معن من الخبر والمشاركة‪ ،‬ولهذا سيكون هدف االستيطيقا األول هو‬
‫يمكننا بكيفية جوهرية من الوقوف عند‬
‫يقاوم الفن بما هو موضوع استهال ‪ ،‬ما ّ‬
‫تشكرل وعي ّ‬
‫يكون األثر الفني‪ .40‬هذا هو دور وو يفة االستيطيقا‪ :‬إعاد صياية ن رتنا إل الفن‬
‫ما ّ‬
‫وتلقرنا لألعمال بما يضمن تأثررها الحقيقي عل الوعي‪ ،‬واعاد تشكرل وف ما يعرض الفن‬
‫تحول في الوعي ناد ار ما يمكن إدراك ذل‬
‫فقو الفن تتمثل في قدرت عل إحداث ّ‬ ‫كسلل‪ّ ،‬‬
‫الذي يسمح لألنا بأن تعي أسرها الذي هو ذاتها‪.41‬‬

‫‪ .4‬خاتمة‪:‬‬
‫رهاناتها وتطلعاتها الخاصة‬ ‫في األخرر يمكن القول استنتاجا إ ّن الفلسفة بنا‪ ،‬عل‬
‫تنعطل نحو الفن من أجل إعاد إنتاج لح ة ميمرزيسية في سلوكها الخاو لتجاوز المفهوم‬
‫‪26‬‬
‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‪ /‬التكافل)‬

‫سيمكنها في الوقت ذات من تجاوز النزعة الوضعية والهوياتية‬


‫ّ‬ ‫ما ورائ ‪ ،‬األمر الذي‬ ‫إل‬
‫المتأصلة فرها‪ ،‬لتنبسط في النهاية ديالكتيكا سلبيا ماديا باعتباره السبرل الوحرد لتفكرر يرر‬
‫المتطاب ورد العدالة إلي ؛ وبالمثل يحتاج الفن إل الفلسفة لنشر حقيقت يرر الخطابية؛ بهذه‬
‫الميمرزيس الفني لتصحيح‬ ‫الطريقة يقترن هذان الجانبان من الوعي‪ :‬الفلسفة بحاجة إل‬
‫التحدرد العنفي للعقل الفلسفي‪ ،‬والتغّلل عل التقلرد المثالي ليكون قاد ار عل تفكرر األشيا‪،،‬‬
‫التأمل الفلسفي من أجل نشر حقيقت التي ربسطها ميمرزيسيا بصور‬ ‫والحقيقة؛ والفن يحتاج ّ‬
‫ملغز يرر قابلة للقياس؛ وبالتالي يحتاج الجمالي إل المسافة المفاهيمية للفلسفة لتستطيع‬
‫التفكرر في الشي‪ ،،‬التي بدونها ال يستطيع التفكرر في ‪ ،‬كما تحتاج الوساطة المفهومية‬
‫للمسافة الفلسفية للقرل الميمرزيسي للفن لتكون قادر عل بلوغ حقيقة األشيا‪ ،‬التي ال يمكن‬
‫أن تحققها تل المسافة‪.‬‬

‫‪ .5‬الهوامش‪:‬‬

‫رن ر‪ :‬ماكس هوركهايمر وترودور ف أدورنو‪ ،‬جدل التنوير‪ ،‬تر‪ :‬جورج كتور ‪ ،‬طرابلس‪ -‬لربيا‪ ،‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫الكتال الجدرد المتحد ‪ ،‬ط‪ ،2999 ،1.‬و‪.19 .‬‬


‫‪2‬‬
‫‪J. M. Bernstein, The Fate Of Art: Aesthetic Alienation from Kant to Derrida and‬‬
‫‪Adorno, Pennsylvania State University Press, United States, 1992, 1st Edition, 219, 220.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Morton Schoolman , Reason and Horror: Critical Theory, Democracy, and Aesthetic‬‬
‫‪Individuality, London, Routledge, 2001, p.3.‬‬
‫‪ 4‬جدل التنوير‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬و‪.19 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Alex Thomson, Adorno: A guide for the perplexed, London, Continuum, 1st Edition,‬‬
‫‪2006, p.43.‬‬
‫بيار ف زيما‪ ،‬النو والمجتمع‪ ،‬آفاق علم االجتماع‪ ،‬تر‪ :‬أنطوان أبو زيد‪ ،‬برروت‪ ،‬المن مة العربية‬ ‫‪6‬‬

‫للترجمة‪ ،‬ط‪ ،2911 ،1.‬و‪.213 .‬‬

‫‪27‬‬
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫الالهوية ‪ :Non-identity‬الالّمتطاب هو تيمة أو مقولة نقدية مثل مقولة الكلية يستخدمها أدورنو في‬ ‫‪‬‬

‫الطبيعة المقموعة والمجهول والغامض‪،‬‬ ‫معاني مختلفة‪ :‬فهي تشرر إل‬ ‫عد للداللة عل‬
‫مواضع ّ‬
‫رتم تجاهل واستبعاده من قبل العقل؛ أما الالهوية عموما فتشرر‬
‫والالمتجانس‪ ،‬والمختلل والهامشي‪ ،‬الذي ّ‬
‫إ ل كل ما ال رتطاب مع الذات ومع المفهوم‪ ،‬فهي يرر قابلة للقياس واالختزال‪ ،‬وهو قريل من المفهوم‬
‫أدورنو الشي‪ ،‬أو الكائن أي الموضوع) رتمتع بفراد‬ ‫الكانطي عن "الشي‪ ،‬في ذات "‪ .‬بالنسبة إل‬
‫الهوية الذي‬ ‫وخصوصية يرر قابلة للقياس وال تحتوي المفاهيم بشكل كامل‪ ،‬لهذا فإن التفكرر القائم عل‬
‫روج أدورنو‬
‫يفترض مطابقة المفهوم للموضوع ال رنصل هذا األخرر الذي رتجاوز التحدردات المفاهيمية‪ّ .‬‬
‫ضد القمع والهيمنة اللترن يفرضهما العقل‬
‫الفكر نحو الالّمتطاب من أجل استعاد الواقع الصحيح والعادل ّ‬
‫بتطوير أشكال من المعرفة والتفكرر تخترق الخبر المدار وتقاوم أشكال المعرفة الفورية وتتجاوز مبدأ الهوية‬
‫الذي ال رتعدى أفق حدود ما هو معروف بالفعل‪ – .‬رن ر‪:‬‬
‫‪, Adorno's Negative Dialectic: Philosophy and the Possibility of Critical Brian O'Connor‬‬
‫‪Rationality, Cambridge, MIT Press, 1st Edition, 2004, P.P, 60.64.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Theodor.W Adorno, Dialectique négative, tr : groupe de traducteurs du collège de‬‬
‫‪philosophie, Paris, Edition Payot, 2003, S.E, p.12.‬‬
‫االستيطيقا‪ ،‬مقاربات فلسفية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬منشورات‬ ‫بومنرر كمال وآخرون‪ ،‬ترودور أدورنو من النقد إل‬ ‫‪8‬‬

‫االختالف‪ ،‬ط‪ ،2911 ،1.‬و‪.192 .‬‬


‫‪9‬‬
‫‪Citépar :Antonin Wiser, L’expérience de la poésie, à propos de l’utopie de la littérature‬‬
‫‪chez Adorno, Revue A Contrario (Editions BSN Press), n°14, 2010/2, p.51.‬‬
‫‪http://www.cairn.info/revue-a-contrario-2010-2.htm‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Ibid., p.51.‬‬
‫ماكس هوركهايمر وترودور أدورنو‪ ،‬جدل التنوير‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬و‪.10 .‬‬ ‫‪11‬‬

‫المصدر نفس ‪ ،‬و‪.92 .‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪13‬‬
‫‪Espen Hammer, Adorno’s modernisme : Art, Experience and Catastrophe, Cambridge,‬‬
‫‪Cambridge University Press, 1st Edition, 2015, p.109.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪Roger s. foster, Adorno and Philosophical Modernism: The Inside of Things, London,‬‬
‫‪Lexington books, w e, 2016, pp.18,19.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and‬‬
‫‪Inseparability, filozofia (Institute of Philosophy, Slovak Academy of Sciences) vol. 67, n°‬‬
‫‪10, January 2012, p.829.‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/292503568‬‬
‫جدل التنوير‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬و‪.10.‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪28‬‬
)‫ التكافل‬/‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‬

.29.‫ و‬، ‫المصدر نفس‬ 17

‫ فالساحر كان يحاول التأثرر‬،‫* الفن ررث عن السحر محاكات للطبيعة كصلة بها يرر قائمة عل العنل‬
‫عل الطبيعة عبر محاكاتها والتشّب بها عل عكس العالقة العنفية التي أنشأها العلم للسيطر عل الطبيعة‬
‫ وعل عكس المعرفة االستداللية للعلم أيضا يقوم السحر عل اللغة الرمزية‬،‫عبر االنفصال عنها وموضعتها‬
‫ ويعطرها صور‬،‫حسية رتمرز بحضور األشيا‬ّ ‫ فالرمز ل داللة‬،‫التي كانت تجمع برن الصور والعالمة‬
‫ كما نجدها في‬،‫ كما أن مضمون هذه التمثالت الرمزية التي تجسدها صور األشيا‬، ‫دررناميكية اكثر كسررور‬
‫ وهذا ما يستعرده الفن الذي رجعل وريث‬،،‫ من المانا الطبيعة) في األشيا‬،‫اللغة الهرلويريفية توحي بشي‬
.‫السحر‬
18
Antonin Wiser, L’expérience de la poésie, à propos de l’utopie de la littérature chez
Adorno, Op.cit., p.50.
19
Ibid., pp.55, 55.
20
William S. Allen, Aesthetics of Negativity, Blanchot, Adorno, and Autonomy, New
York, Fordham University Press, 1st Edition, 2016, p.14.
21
Morton Schoolman, Reason and Horror: Critical Theory, Democracy, and Aesthetic
Individuality, Op.cit., pp.119,120.
22
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, Op.cit., p.821.
23
Ibid, p.822.
24
Theodor Adorno, Dialectique négative, p.20.
25
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, Op.cit., p.823.
26
J. M. Bernstein, The Fate Of Art: Aesthetic Alienation from Kant to Derrida and
Adorno, Op.cit., p.201.
27
Ibid., pp.201,202.
28
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, Op.cit., p.823.
29
Ibid., p.824.
،2917 ،1.‫ ط‬،‫ منشورات الجمل‬،‫ برروت‬،‫ ناجي العونلي‬:‫ تر‬،‫ ن رية إستيطيقية‬،‫ترودور ف أدرنو‬ 30

.182.‫و‬
.118،117.‫ و‬.‫ و‬، ‫المصدر نفس‬ 31

.182 .127 ،‫و‬.‫ و‬، ‫المصدر نفس‬ 32

.11.‫ و‬، ‫المصدر نفس‬ 33

.121.‫ و‬، ‫المصدر نفس‬ 34

29
‫زيتوني خالد‪ ،‬أ‪.‬د‪.‬عبد الالوي عبد هللا‬

‫المصدر نفس ‪ ،‬و‪.188.‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪36‬‬
‫‪Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and‬‬
‫‪Inseparability, Op.cit., p.827.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪Ibid., p.827.‬‬
‫ترودور أدرنو‪ ،‬ن رية إستيطيقية‪ ،‬مصدر ساب ‪ ،‬و‪.199 .‬‬ ‫‪38‬‬

‫المصدر نفس ‪ ،‬و‪.827.‬‬ ‫‪39‬‬

‫المصدر نفس ‪ ،‬و‪.892.‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪41‬‬
‫‪Ayon Maharaj, The Dialectics of Aesthetic Agency: Revaluating German Aesthetics‬‬
‫‪from Kant to Adorno, London, Bloomsbury Publishing, 1st Edition, 2013, p.144.‬‬

‫‪ .6‬قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬


‫‪ .3.6‬المصادر‪:‬‬
‫‪ -‬أدرنو ترودور ف‪ ،).‬ن رية إستيطيقية‪ ،‬تر‪ :‬ناجي العونلي‪ ،‬برروت‪ ،‬منشورات الجمل‪ ،‬ط‪.2917 ،1.‬‬
‫‪ -‬هوركهايمر ماكس) وأدرنو ترودور ف‪ ،).‬جدل التنوير‪ ،‬تر‪ :‬جورج كتور ‪ ،‬طرابلس‪ -‬لربيا‪ ،‬دار الكتال‬
‫الجدرد المتحد ‪ ،‬ط‪.2999 ،1.‬‬

‫‪- Adorno (Theodor.W), Dialectique négative, tr : groupe de traducteurs du collège de‬‬


‫‪philosophie, Paris, Edition Payot, 2003.‬‬

‫‪ .0.6‬المراجع العربية‪:‬‬
‫االستيطيقا‪ -‬مقاربات فلسفية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬منشورات‬ ‫‪ -‬بومنرر كمال) وآخرون‪ ،‬ترودور أدورنو من النقد إل‬
‫االختالف‪ ،‬ط‪.2911 ،1.‬‬
‫‪ -‬زيما بيار‪ .‬ف)‪ ،‬النو والمجتمع‪ ،‬آفاق علم االجتماع‪ ،‬تر‪ :‬أنطوان أبو زيد‪ ،‬برروت‪ ،‬المن مة العربية‬
‫للترجمة‪ ،‬ط‪.2911 ،1.‬‬
‫األجنبية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .1.6‬المراجع‬
‫‪- Allen (William S.), Aesthetics of Negativity, Blanchot, Adorno, and Autonomy, New‬‬
‫‪York, Fordham University Press, 1st Edition, 2016.‬‬

‫‪30‬‬
)‫ التكافل‬/‫من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز‬

- Bernstein (J. M.), The Fate Of Art: Aesthetic Alienation from Kant to Derrida and
Adorno, Pennsylvania State University Press, United States, 1st Edition , 1992.

- Foster (Roger S.), Adorno and Philosophical Modernism: The Inside of Things, London,
Lexington books, w e, 2016.

- Hammer (Espen), Adorno’s modernisme : Art, Experience and Catastrophe, Cambridge,


Cambridge University Press, 1st Edition, 2015.

- Maharaj (Ayon), The Dialectics of Aesthetic Agency: Revaluating German Aesthetics


from Kant to Adorno, London, Bloomsbury Publishing, 1st Edition, 2013.

- O'Connor (Brian), Adorno's Negative Dialectic: Philosophy and the Possibility of


Critical Rationality, Cambridge, MIT Press, 1st Edition, 2004.

- Schoolman (Morton) , Reason and Horror: Critical Theory, Democracy, and Aesthetic
Individuality, London, Routledge, 2001.

- Thomson (Alex), Adorno: A guide for the perplexed, London, Continuum, 1st Edition,
2006.

:‫ الدوريات‬.4.6
- Gutiérrez-Pozo (Antonio), Art and Philosophy in Adorno, Their difference and
Inseparability, filozofia (Institute of Philosophy, Slovak Academy of Sciences) vol. 67, n°
10, January 2012, pp. 819-831.
https://www.researchgate.net/publication/292503568

- Wiser (Antonin), l’expérience de la poésie, à propos de l’utopie de la littérature chez


Adorno, Revue A Contrario (Editions BSN Press), n°14, 2010/2, pp. 49-60.
http://www.cairn.info/revue-a-contrario-2010-2.htm

31

You might also like