Professional Documents
Culture Documents
مجلـة جماليات
منظور أدورنو للطبيعة وحدود العالقة بين الفلسفة والفن (التمايز /التكافل)
Adorno's Perspective of Nature and The Limits of The Relationship
)Between Philosophy and Art (Distinction / Symbiosis
0
الزيتوني خالد ،3عبد الالوي عبد هللا
1
جامعة محمد بن أحمد وهران ،2الجزائرzitouni_2013@hotmail.fr ،
2
جامعة محمد بن أحمد وهران ،2الجزائرabdellaoui.abdellah@univ-oran2.dz ،
1مختبر بحث فلسفة :علوم وتنمية بالجزائر ،جامعة محمد بن أحمد وهران 2
2مختبر بحث الفلسفة وتاريخ الزمن الحاضر ،جامعة محمد بن أحمد وهران 2
الملخص:
الالهوينة) ،وجلبن للتعبرنر ض ّند تتحدد بالدفاع عنن الالّمتطناب
إذا كانت مهمة الفلسفة ّ
فإن الفلسفة في سنعرها إلن ذلن تجند نفسنها
يشكل جوهر الهيمنة العقالنيةّ ،
إكراه الهوية الذي ّ
تتوسل بالمفهوم الذي رباعدها عن الحقيقة الملموسة لألشنيا ،،لهنذا تنعطنل الفلسنفة إلن الفنن
لنندمح لح ننة المحاكننا فنني سننلوكها الخنناو لتجنناوز المفهننوم ،والتغلننل عل ن التحدرنند العنفنني
للتفكرر المفهومي ،مثلما يستدعي الفن الفلسفة للكشل عن حقيقت التي ربسطها بطريقنة يرنر
مفهومية ،هكذا تتمفصل العالقة التكافلينة بنرن الفلسنفة والفنن ،الّلنذرن ربقينان رينم ذلن مجنالرن
متمارزين ،لكل منهما مرز تفصل عن اآلخر ،والتي رنبغي الدفاع عنها باعتبارها شرط وجنود
لكل منهما.
واستمرار ّ
الكلمات المفتاحية :أدورنو؛ الفلسفة؛ المفهوم؛ الفن؛ المحاكا ؛ االستطيقا.
Absract :
If the mission of philosophy is determined by defending the non-
identical, and bringing him to expression against identity coercion that
8
) التكافل/من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز
__________________________________________
: مقدمة.1
أشبTheodor W. Adorno )1090-1091 إ ّن محاولة فهم فلسفة تيودور أدورنو
،الشذرات المتناثر
ّ أو إرجاد رابط برن مجموعة من،بمكابد سرزيفية لتركرل صور متش ّ ية
،الصيغ المتشابكة التي ال تعرض أفكا ار نسقية متكاملة يمكن تتبعها إل نهارتها لفهم معناها
ّ و
وال هي مرتبطة بطريقة استداللية يمكن فهمها بطريقة استنتاجية؛ فلسفة أدورنو مستغلقة
فهذه األخرر ال،تذكر إل حد بعرد بالموضوع الذي لطالما فكرت حول وهو األعمال الفنية
ّ
.توصل إل محتواها إالّ قليال
وتقاوم بصالبة إعاد إنتاجها بسبل تداخل،السرد
ّ تستعصي فلسفة أدورنو عل
وكل محاولة في هذا السبرل قد،وتشاب موضوعاتها إل الحد الذي يصعل مع فصلها
يشكل مفتاحا
ّ المؤكد الذي قد
ّ الوحرد،الشي لكن ربق، فقدان تالوين المعن تؤدي إل
بما رؤكد العبار التي كان،لفهمها هو أ ّن هنا إحالة متبادلة برن أعمال الفلسفية والجمالية
9
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
ررددها أدورنو باستمرار من أن ضمن الفلسفة والفن كان ربحث دوما عن الشي ،نفس ،
ّ
ماهر لم تكن عرضية ،بل لها
ا فإن حررت برن أن يصبح فرلسوفا بارعا أو موسيقيا
وبالتالي ّ
السياق من خالل االجابة عن األسئلة التالية:
داللتها العميقة التي سنكشل عنها في هذا ّ
ما الذي كان ربحث عن أدورنو ضمن الفلسفة والفن؟ ما عالقة الفلسفة بالفن؟ ما الذي
اكتشف أدورنو في الفن؟ هل هنا تمارز واختالف برن الحقيقة الفنية والحقيقة الفلسفية؟ وما
السبل الذي رجعل الفلسفة والفن يحيالن باستمرار عل بعضهما البعض عند أدورنو؟
.0في حاجة الفلسفة للفن كميميزيس (:)Mimesis
3.0الفلسفة واشكالية تجاوز المفهوم بالمفهوم:
تقل فلسفة أدورنو عند عالقة معقد جدا بالفن ،أو بتعبرر أدق تجلل فلسفة أدورنو
المركز بطريقة تجعل من الصعل في النهاية رسم خطوط دقيقة برن الفن باستمرار إل
ممارسة الفن وممارسة الفلسفة ،لهذا أحاول هنا استبيان طبيعة هذه العالقة ،والكشل عن
الكيفية التي تتداخل بها اإلشكاالت الفلسفية بقضايا الفن من خالل إعاد بنا ،مشروع أدورنو
النقدي من "جدل التنوير" إل "الن رية الجمالية"؛ ففي Dialektik der Aufklärungجدل
ّ
ذات التشرؤ والهيمنة الكليانية في العقل ،الذي انقلل عل
ّ التنوير )1022رتم تعررن سبل
ريبتها في السيطر والسياد عل وتوجه وف
ّ المؤسسة التي تقل خلف
ّ بسبل ال ّذات
الطبيعة ،1فهذه العالقة البطريركية للذات بالطبيعة استتبعها تشويها وايالقا لأليراض التي
فإن هذا النوع من من أجلها تكون الهيمنة عل الطبيعة الخارجية مشروعة و ّ
مبرر ؛ وبالتالي ّ
يعد انحرافا
الممارسة ،وهذا النمط من التفكرر الذي اتخذه الفكر فيما سمي بعصر التنوير ّ
للعقل ،الذي خالل مسار تقدم كان ربطل بشكل منهجي العقالنية الغائية لنشاطنا
مجرد تشوي للفكر فحسل ،إّن أيضا
أ ّن الوهم الذي رخلق العقل ليس ّ اإلنتاجي . 2ذل
10
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
هم من ذل تشويها لموضوع الفكر ،تشويها للعالم المجهول الذي رختلل إل األبد عن
واأل ّ
كل فكر في العقل؛ هذا األخرر في تصميم عل تجاوز خوف من المجهول رخل صور
هذه الصور المتمثلة في وهمية لعالم رتجاوز دائما نطاق الفكر ،ويعرد تشكرل العالم وف
الفكر عن عالم يكون موضوعيا خالف ذل .هنا يكمن معن التنوير ،إن عل وج التحدرد
القضا ،عل االختالف لتخليو العالم من المجهول بجعل معروفا بالكامل؛ ففي حرن أ ّن
فإن العقل فيما بعد
العقل في تاريخ المبكر تمثّل العالم عل أّن مغارر كشي ،في حد ذات ّ ،
تحول شامل في العالم عل
في تطوره من خالل العلم والتكنولوجيا اكتسل قدر عل إحداث ّ
ضد االختالف
أساس تمثيالت الوهمية؛ التنوير بمعن مزدوج هو بالتالي التعبرر عن العنل ّ
العالم األشكال التي رتمثل بها في طبيعة الفكر ،وفي فرض العقل عل لمتأصل بعم
ا ّ
كموضوع للفكر ،وفي تحويل العالم وفقا لهذه األشكال.3
لم تكن الهيمنة إذن سوى نترجة لجنوح العقل إل السيطر وخضوع لطبيعة في ذات
منقسمة ،والخروج من دائر الهيمنة التي يعاد إنتاجها بشكل أعم في الفكر ،والواقع يقتضي
تنوير العقل ذات من خالل نقد محارث كحركة معاكسة ل"التدمرر الذاتي للعقل" ،تجعل من
قل وقوعا في الشمولية والتوتالرتارية" ،4كما
تمجدا وأ ّ
هذا األخرر "أكثر إنسانية وأقل آلية وأقل ّ
يقول مؤلفا جدل التنوير .عملية تنوير العقل عن نفس ممكنة فقط عبر الفكر المفاهيمي،
ضد االتجاه التشررئي للفكر المفاهيمي،
ّ والشرط الضروري لذل هو أ ّن المفهوم ذات ّ
رتم قلب
فإذا كان المفهوم يعرد تقديم الطبيعة في وضع متشّرئ بمنح نفس بالتالي وسرلة لفهمها
واخضاعها ،فإن رخفي أيضا قدر عل وضع مسافة إزا" ،بعده الوهمي الخاو" قد تجعل
من وسرلة إلنقاذها ،وهذا ما تجعل من الفلسفة قاعد لمهمتها التنويرية ،إذ يساعد الفن
الفلسفة في مهمتها هات عل اعتبار أنهما يشتركان في طموح مشتر نحو الفردية.5
11
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
التحدي الذي تواجه الفلسفة الروم هو أنها ذاتها تَتَ َو َسط بآليات الهيمنة التي تسع
ّ
المؤسسة النس /القصدية) ،وفي
ّ التحرر واالنفكا منها ،والتي يمكن تحدردها في الذات
ّ إل
المفاهيم بوصفها ترسبات لصررور التنوير المشحونة بآليات قمعية إكراهية كالتصنرل
والتحدرد ،ومن هنا وبما أن األردرولوجيا صارت ثاوية ومتضمنة في مواد التفكرر وطرق
الضروري البحث عن صور للفكر تجعل داللة المفاهيم يرر ما هي علي
فإن من ّ
وأهداف ّ ،
اآلن .هذا ما عكل علي أدورنو من خالل بحث ومحاولت المستمر إلرجاد وتنمية "أنماط
من أجل أن ردر الطابع من التفكرر وأشكال خطابية يمكن أن توصل بالبنائية ،وذل
رجنبنا التماثل العنرل برن الذات والموضوع،...
االجتماعي لذاترتنا وخطابنا ،ومن أجل أن ّ
الممرزات الخاصة وال الوجود الفردي ،وهما لطالما كانا
ّ آمال [أدورنو] أن يعرد االعتبار إل
مهددرن بالتأثررات المعقلنة للنس ".6
الالّهوية Non identical )المقموع من قبل رجعل أدورنو من الدفاع عن الالّمتطاب
هذا األساس والنهائية للفلسفة باعتبارها جدال للتحرر ،عل العقل األداتي الو يفة األول
-حسل تأمل نقدي لتاريخها الذي رأى في تاريخا لإلخفاقات ،فقد كانت هنا
شرع في ّ
قدم
عد للتعبرر عن الالهوية Non identityانتهت كلها بالفشل ،فقد ّ
أدورنو -محاوالت ّ
هيغل Georg Wilhelm Friedrich Hegel)1311-1779محاولة ال مثرل لها إل هار عن
مفاهيم فلسفية المتغارر ويرر المتجانس ،وأبرز العالقة الديالتيكية برن الذات طري
فرها االختالفات تتالش والموضوع ،لكن سرعان ما أبطلها لصالح ال ّذات كروح مطل
مما يعني أ ّن ال ّذات تستمر كأساس لكل ما هو عقلي
وتزول التناقضات برن العقلي والواقعيّ ،
وواقعي .7وهي النترجة نفسها التي انته إلرها إدموند هوسرل Edmund )1013-1380
Husserlمن بعد ،فهو اآلخر قام بمحاولة جاد لبلوغ العقل ،وأعلن عن ّنرت في تجاوز الهو
12
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
التي وضعتها المثالية برن الفكر والواقع ،وعمل عل تطهرر المثالية من الفائض التجريدي
يفجر المثالية ،و ّلت الفرنومرنولوجيا تدور في فل الحقيقة المستمد من
لكن في النهاية لم ّ
العقل ،الذي ي ّل قائما بذات ولم يقدم هوسرل ،عل الريم م ّما ربدي من مرونة وانفتاح تجاه
الواقع ،إالّ وصفا شكليا لعالقة الشعور بال اهر ،ومن هنا وبعد هذه االخفاقات ال تزال هنا
متجدد لبلوغ العقل واد ار الحقيقة.8
ّ حاجة
عرف هذا األخرر الفلسفة قائال" :إذا
في دراسة خصصها أدورنو للفرلسوف هيغلّ ،
أمكن تعريل الفلسفة فسيكون األمر أشب ببذل جهد للحدرث عما ال يمكن قول ،لجلل
الالّ بقاطتُم non-identiqueللتعبرر ،عندما يعرف التعبرر دائما"9؛ هذا التعريل المختصر
يشكل في ن ره روتوبيا معرفية ،مع االحتفا هنا بأن الروتوبيا
يعطي إشار دقيقة لما ّ
والرهانات الفلسفية االبستيمية تتداخل مع الرهانات االجتماعية والسياسية عند أدورنو ،حرث
الهوية
ّ ررتبط البعدان عل نحو ال رنفصم ،فإعطا ،صوت لالّمتطاب دون فرض علي إكراه
رتحدى بوضوح ما يشكل جوهر الهيمنة العقالنية:
يشكل بالنسبة إل أدورنو المقصد الذي ّ
ّ
اختزال اآلخر واستحالة وجوده بذات .ومع ذل تصطدم ريبة الفلسفة في إ هار الالّ بقاطتُم
ترد المختلل
التحدرد تجعل أو ّ محدد بوسائلها الخاصة ،التي عن طري
الالهوية) كنفي ّ
الوحد ،وبالتالي ما رجعل المعرفة ممكنة هو المتنوع إل
إل متماثل والخاو إل عام و ّ
نفس أردرولوجي بحاجة إل نقد.
في تعّقبهما الجرنيالوجي لجدل التنوير يعزو أدورنو وماكس هوركهايمر -1308
13
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
"مانا" يامضة ومتقلبة ويرر شّفافا ومعروفا رزول الخوف الذي كانت توحي ب الطبيعة
متوقعة ،صحيح أننا ال ندخل النهر نفس مرترن لكن هذا األخرر ريم ذل صار يشار إلي
اآلن ودوما باالسم نفس . 10وهذا يعني أ ّن اإلنسان قد تمكن من التوطرد المعرفي للواقع
المتحر ،ونزع السحر عن العالم وأنشأ الشروط الضرورية للتحكم في الطبيعة؛ يرر أن هذه
ّ
العملية تضمنت نزعة محارثة للتشرؤ ،ليس فقط من حرث اختزالها األشيا ،العرنية إل
هو برن الحدس والمفهوم ،واستبدال تقارل وحدات داللية مفهومية مجرد بل كذل في حفر ّ
المحاكا للفكر السحري بالمسافة البارد للعقل وفصل العالمة عن الصور ،فاللغة "باعتبارها
العد والحسبان؛ ولتعرف اللغة الطبيعة كان اللغة أن تهبط إل عالمات ،كان عل نس
علرها أن ترفض المشابهة معها ،أما بوصفها صور كان علرها أن تعاند لكي تصبح مجرد
انعكاس ،وأخر ار وحت تكون اللغة طبيعية جدا كان علرها أن تمانع في معرفة الطبيعة".11
الثّمن إذن الذي تدفع اللغة بسبل انخراطها في إنتاج المعرفة عبر األحكام
والتحدردات هو بعدها عما تريد قول " ،فمن خالل تشغرل الناس لعقلهم ربتعد الناس عن
الطبيعة لرجعلوها إذا صح القول أمام أن ارهم لرروا في نهاية األمر كيفية السيطر علرها بما
يشب الشي ،أو بما يشب األدا والذي ربق في شت ال روف هو نفس قاسما للعالم ،المعقد
هو المفهوم األدا المثالية التي تسمح والمختلل وما هو معروف وواحد ومتماه ،كذل
12
طة
ب " ؛ ومن هنا فاللغة متَ َو َس َ باإللمام بكل األشيا ،من الطرف الذي يسمح باإلمسا
بدمغة إمكانياتها الخاصة أي بالمفاهيم التي تعتبر الحامل الرئيس لتفكرر الهوية ،وهذا يحتّم
تأمل نقدي ذاتي من أجل تحرير المفهوم
عل اللغة أن تعمل ضد ذاتها باالنخراط في عملية ّ
من السحر ،فقد كان كل عمل أدورنو في Negative Dialektikجدل السلب )1099رتمثل
التأمل الذاتي من أجل تحقر رهان الفلسفة في "تجاوز المفهوم
في إقامة الشروط لمثل هذا ّ
14
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
عن طري المفهوم" باعتباره شرطا ضروريا للكشل عن الالمفهومي وهذا ال يمكن تحقيق إالّ
من خالل تغررر اتجاه المفاهيمية ومنحها انعطافة نحو "عدم الهوية" والذي هو مفصل
"الجدل السلبي".
15
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
تكمن المشكلة إذن في أننا ال نستطيع عبر المفاهيم بلوغ أشكال من الخبر تتناسل
مع العملية المفاهيمية لتفكررنا ،أل ّن ما يقصده أدورنو بالالّ بقاطتُم يرر المتطاب ) هو
المحدد للمفاهيم أي تمررز الخواو والصفات
بالضبط ما ال رتواف مع الو يفة التأسيسية و ّ
هور الفلسفة معرفة خطابية تفتقر إل كحاالت لمفهوم أو تندرج تحت . 14وبالتالي تبق
األشيا ،،أي تفتقر إل الحقيقة؛ يمنحنا إذن هذا النوع من المعرفة الوضوح والصرامة والدقة
لكن يحرمنا القرل إل األشيا ،،الحقيقة)؛ لكن هذا ال يعني بالنسبة إل أدورنو التخّلي عن
تجسد ما
المعرفة االستطرادية ورفضها ،وال فتح درل آخر للفلسفة ،فالمفاهيم وحدها يمكن أن ّ
يكبح المفهوم ،المفهوم هو أوريانون الفلسفة ،كما أ ّن ما رتجاوز المفهوم ي ل موجودا
مهمة تجاوز
كتطلل داخل المفهوم ،علرنا فقط أن نكافح لتجاوز كل ما تملي المفاهيم؛ إ ّن ّ
تم
رتم استحضاره من الخارج ،ولكن أمر تستدعي المفاهيم نفسها كلما ّ
المفاهيم ليست شرئا ّ
استخدامها كمفاهيم ،ومن هنا فأدورنو ال ربتغي طرح المفهوم ،وانما تصحيح وتوسيع عن
طري دمح عنصر آخر في رجده في الفن أال وهو "الميميزيس".15
المحاكا هي العنصر الذي اكتشف أدورنو في الممارسة الفنية وأراد إدماج في
الخطال الفلسفي ،وهنا تكمن أهمية الفن للفلسفة ،إذ يعتقد أدورنو أن خالل صررور التنوير
مس تشرؤ العقل ،واللغة ،ثم فصل الحدس عن المفهوم،
أو نزع السحر عن العالم ،كل شيّ ،
"وحدها األعمال الفنية األصرلة هي التي نجحت في تحاشي مجرد التقلرد لما كان قائما
أن الفن تحت تأثرر تقسيم العمل أنشأ دائرت سلفا" . 16وقد عنيا مؤلّفا جدل التنوير بذل
أيضا أصبح خاضعا لقانون الخاو رتمتع باستقاللية التي هي الخاصة ،لكن نترجة ذل
الشرط الذي جعل فضا ،لتجلي الحقيقة ،فالفن باعتباره ممارسة مناوئة للواقع يعكس حقيقة
أسس جمالية مختلفة ،حرث يقول المؤلفان في الواقع من حرث يعرد ترترل عناصره وف
16
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
السياق نفس أ ّن الفن " :يحافظ )...عل وراثة السحر ،يقيم هذا الرفض تبارنا برن الصور
الصافية والواقع الفرزيائي إذ يحتفظ لنفس بعناصره ،يمتاز العمل الفني بطبيعت بالم هر
الجمالي ،فهو أشب بالحدث الجدرد المخرل الذي يشكل جوهر السحر البدائي :إن تم هر
الكلية في الجزئي ،كما أن العمل الفني يقوم بو يفة ثنائية إذ من خالل يكتسل الشي ،بعدا
روحيا ويصبح تعبر ار عن قوى الطبيعة ،وهذا ما يشكل هالت .والفن بوصف تعبر ار عن الكلية
المعرفة عل فهو يسمو ليطاول ما يمثل المطل ،األمر الذي دفع الفلسفة لترفع
المفهومية".17
يرار هيغل وشلينغ محاولة بعض الفالسفة عل يشرر مؤلفا جدل التنوير هنا إل
F.W. J. Schelling )1382-1778وهيدغر M.Heidegger )1079-1330إعاد للفلسفة
سلطتها التي اهتزت بسبل سياد النزعة العلمية ،ونشر كانط E. Kant )1392-1722
لكتاب نقد العقل الخالص )1731الذي وضع في حدودا صارمة لقدر المعرفة االنسانية بعد
كل امكانية لبلوغ حقيقة االنفصال الجذري برن الحدس والمفهوم ،حرث انتفت بحكم ذل
مطلقة يرر مشروطة ،ومن هنا أجرى كل فرلسوف من هؤال ،انعطافا نحو الفن بنا ،عل
تطلعات فلسفية تتركها الفلسفة دون تحق بسبل مشروطرتها وضعل وسائلها ،أي أ ّن األمر
الفن ،تمثلت لدى شلينغ في "ارجاد عالقة مع رتعل أساسا بريبة فلسفية رجري نقلها إل
المطل " وعند هيدغر في "كشل الوجود" .18األمر نفس بالنسبة إل أدورنو الذي اتج إل
الفن لترميم الفصام برن الحدس والمفهوم ،واستعاد تجربة المحاكا المفقود في الفلسفة
أو بسبل المفهوم والنزوع القصدي للعقل ،حرث يكتشل أدورنو في الفن سوا ،الموسيق
الرسم وخاصة األدل لدى ايشندروف J.V.Eichendorff )1397-1733وبيكيت -1099
17
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
بوضوح في أشعار وفي الشعر خاصة منفصلة عن الذات ويريبة عنها مثلما رتجل
ايشندروف وهالدرلين ،حرث يغرل في أشعارهما الدور المتماس والتركربي للقطل الذاتي،
وتبدو اللغة خارج سلطة الذات وتحكمها ،حرث ال تخدم القصد الذاتي الذي رتج يالبا نحو
التكامل والن ام والوحد المؤسسة عل الذات ،األمر الذي رتيح لهذه التجربة االقترال من
اآلخر ،فتصبح اللغة في نهاية المطاف مشابهة وجز،ا من الطبيعة المتمثلة.
األنا" الذي يقرؤه أدورنو عند الشاعرين ،والذي تبعا ل تصبح اللغة تتحدث "تعلر
بدال عن الذات ،سيعتبر من قبل أدورنو نموذجا ممكنا لتحرر الطبيعة المقموعة التي تعط
تتحول إل طبيعة ثانية ،أي
لها الكلمة ،فاللغة المحرر جزئيا من الرقابة والمقاصد الذاتية ّ
وسيطا للطبيعة تتحدث من خاللها ،وهذا ما يشكل لح ة المصالحة مع يرر المتطاب
الالهوية) .إ ّن ما يحدث في التجربة الشعرية هو بالضبط التضحية بالذات التي تجعل من
بلوغ ما الكتابة الشعرية إل كلمتها أدا للهيمنة ،فعبر اطالق العنان لدوافع اللغة تسع
يشكل هنا قلل روتوبيا األدل :تر اآلخر رتكلم .عند هذه اللح ة تتحرر اللغة من التشرؤ
فتحتوي الطبيعة التي تبق حية أمامها .19هذا هو الشي ،الممرز في الفن الذي تريد الفلسفة
أن تستلهم من وتدمج في سلوكها الخاو ،دون أن تصبح مع ذل فنا أو تستنفذ نفسها
في ،فالفن والفلسفة ريم وجود عالقة تكافلية برنهما إال أنهما منفصالن لكل منهما مرز
عالقة ديالكتيكية برن الفلسفة والفن كان يسع خاصة ب تجعل رنفصل عن اآلخر؛ هنا
أدورنو إل ابرازها ضمن فلسفة الفن ،والتي تشكل أساس تصوره لمعن الجماليات ،لهذا نرى
لزاما علرنا استبيان حدود هذه العالقة وطبيعتها.
18
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
19
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
بو يفة استكشافية وتنشيطية لنقد العقل الذي يفهم عل أن نقد آلليات الخطال يرر الجمالي
وابراز الصور الحقيقية للعقل .21واذ رركز أدورنو عل األهمية الفلسفية واالجتماعية للفن ال
نحو ما فعل هيغل وهيدغر ،فكالهما حسل رختزل وال رلغي أحدهما لصالح اآلخر عل
أدورنو لم يستوعبا هذه العالقة بشكل صحيح ،والنترجة كانت استيعال أحدهما في اآلخر أو
إلغائ نهائيا.
لقد أبدى هيغل وهيدغر موقفا معارضا من النزعة الشكلية والنزعات الوضعية ،التي
20
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
قرد الحيا سوى المرتافرزيقية /اإلنسانية لم تجد الفلسفة الهرديرية دربا آخر للبقا ،عل
حول بالفعل إل أنموذج للفلسفة ،وبالتالي العقالنية أو المعرفة المفاهيمية
محاكا الفن الذي رت ّ
رتم تجريده مسبقا من إنسانرترتم التخلي عنها لصالح معرفة شاعرية للفن ،الذي ّ للفلسفة ّ
أنّ "قول الكرنونة" .فالفلسفة ،والفكر المفهومي -حسل زعم هيدغر -هو وتصوره عل
"عدو التفكرر" ،للفكر الشاعري للفن الذي ال رزال مخفيا ،لكن سرنتهي بإزاحة الفكر
ّ
23
الموضوعي للمفهوم .
مهمة لكن ال اهر الفنية وأبرزت عالقة
لقد مّثلت جماليات هيغل وهيدغر محاولة ّ
الفلسفة بالفن ،إالّ أ ّن النترجة كانت إلغا ،أحدهما لصالح اآلخر ،وهذا ال يعني شي ،سوى
رؤكد أدورنو أ ّن الفلسفة والفن
قصور في فهم هذه العالقة وخصوصية كال المجالرن ،حرث ّ
يرر قابلرن للفصل وأّنهما في صلة وثيقة ببعضهما البعض ن ار لحاجتهما المتبادلة إال أنهما
فالدفاع عنهما يقتضي
لكل منهما خصوصية معرنة يقوم علرها ،لهذا ّمنفصالن متمارزانّ ،
الفصل برن المجالرن؛ إ ّن الفن ال يمكن أن يكون وال رنبغي أن يكون أنموذجا للفلسفة،
أثر فني ،ستمحو و"الفلسفة التي تحاول تقلرد الفن ،التي تريل في تحويل نفسها إل
رخول لها االقتراض من الفن ،المفهوم هو أوريانون الفلسفة 24
ذاتها" .إ ّن تقاربها مع الفن ال ّ
التي ال يمكنها البقا ،خارج دائر المفهوم.
النتائح التي انتهت إلرها جماليات هيغل وهيدغر ّنبهت أدورنو إل شي ،مهم ،وهو
من شأن أن تمرز المعرفة الفنية مقارنة بالمفاهيمية ،ألن ذل
ّ أّن ال يكفي التأكرد عل
قمع للمعرفة المفاهيمية الفلسفية ،فقد بالغ هيغل في تقدرر المعرفة العقالنية
رتحول إل
ّ
المفهومية عل حسال الخصوصية المعرفية للفن ،وفعل هيدغر الشي ،نفس مع المعرفة
الشاعرية عل حسال المعرفة االستداللية للفلسفة؛ أ ّما الدفاع عن الفلسفة والفن معا فيقتضي
صيانة االختالف برنهما بإعاد تأسيس االستيطيقا دون الخلط برن المجالرن باختزال أو
21
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
القاعد استيعال أحدهما في اآلخر؛ هذا هو االتجاه الذي سيسلك أدورنو ويقوم عل
ممرز ليست استداللية ،أي
ّ التالية :الفن ل عالقة بالمعرفة مرتبط بالحقيقة إال أن معرفت
توجد إل جانل المعرفة الفلسفية.25
22
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
أ ّنها استيعال وهيمنة؛ إ ّن الخواو عل رتسا،ل عن ضرور تفسرر امتال من ذل
قيا أبدا وال عالقة مباشر لخاو بخاو ،بل إن النشاط المحاكاتي رتشكل
الميمرزيس ليس ن ّ
دائما بالروح ،والتي يعاد إنتاجها بصور ديالكتيكية في العمل الفني.27
لقد كان هيغل أ ّول من أشار إل هذا الجوهر الديالكتيكي للروح وللتجربة الفنية ،لكن
لم يفهمها ديالكتيكيا وانما حجبها وخانها بدافع فلسفي آخر ،وهو مبدأ الهوية الذي يسكن
ثم ال يقوم بإسقاطات
فلسفت ،في حرن أ ّن الدياكلتي الحقيقي رتناقض مع مبدأ الهوية ،ومن ّ
وافراغ المحتوى عل الفن ،وانما يالزم موضوع بصور محارثة ،و ّ
يبرن التوتر الدائم برن
عناصر الموضوع الروح والشي ،بدون اختزال أحدهما في اآلخر.28
رتعارض الديالكتي إذن مع مبدأ الهوية ،لهذا فالتجربة الجمالية البد أن تكون تجربة
الذي يطبع التوتر مع موضوعها ،بأن تحاكي التوتر والديالكتي عل ديالكتيكية بالحفا
الممرز لهذا
ّ أن الفن ديالكتيكي بامتياز فإن اإلستيطيقا ستكون المجال
موضوعها ،وبما ّ
الديالكتي ،فاألثر الفني موضوعها بنية متناقضة ومحل لصراع المتناقضات والتوتر الدائم
برن الشي ،وآخره وتتأتي هذه السمة الديالكتيكية أساسا من سلوك المحاكاتي حرث يستوعل
طة مفهوميا في الشكل.29
العمل الفني آخره بصور مباشر يرر متََو َس َ
الروح تتجل في
لكن الفن ليس شكال محضا بل ربسط حقيقة فهو روحي ،يرر أن ّ
الالروحي أي الشكل ،وهنا يكمن االختالف الجوهري برن هيغل وأدورنو :ففيما رتصور
هيغل الروح كشي ،مفارق رتجل في األثر الفني ،أي أنها تكتشل ذاتها في آخرها ويجعل
مجرد مرحلة سرعان ما تتغلل علرها عن طري مرز الوعي الذاتي فررتفع
من هذا التجلي ّ
فإن الروح التي اكتشفها أدورنو في األعمال توجد في لح ة ايترال دائم عن ذاتها،
الجدلّ ،
بصور محارثة في آخرها ،أي الشكل المادي للعمل الفني؛ و"إذا كان روح اآلثار وتتجل
اهرتها الحسية فإّن ال يشع إ ّال من حرث هو سلل لها بما هو االتحاد الفنية يشع في
23
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
بال اهر التي في الوقت نفس مغارر لها ،روح اآلثار الفنية لصر بشكلها ولكن ليس روحا
المبرن وبرن الشكل المحارث
إ ّال من حرث رتعدى الشكل أن لم يعد هنا فرقا برن البيان و ّ
والمغزى".30
تشتر األعمال الفنية إذن مع الفلسفة المثالية في تطلعها إل المتعالي ،والطموح إل
ما أي ما رتجاوز المطابقة مع الذات ،فالفن محارثة ذاتية لكن يشرر إل تمثرل المطل
24
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
25
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
التأمل،
رتم اكتشافها في الفن باعتبارها مطلل ّ يشرر أدورنو هنا إل الفلسفة التي ّ
عيانيا في الفن تستدعي المفهوم لتفصح عن مفهومها .38إن الحقيقة التي
ّ تتجسد
ّ فالروح التي
يعرضها الفن ليست خطابية ،ولهذا سيكون عل الفلسفة أن تقوم بتطويرها مفهوميا ،فالفن
بفضل قرب من األشيا ،في حقيقتها مباشر بدون وساطة ،إالّ أ ّن هذا القرل ل ثمن وهو أن
محتوى الفن ربق شرئا يرر قابل للقياس ،الفن يفكر ويحكم لكن يفعل ذل بدون كلمات فهو
بصور مباشر ،ولهذا رجل أن يكون ملغز يرر معط
ّ ذل ليس خطابي ،واضافة إل
يكرر أدورنو أ ّن الفن رنت ر تفسرره الحقيقي الذي رتحق منهجيا ،39أي
السبل ّمفكرا ،لهذا ّ
ّ
طلع بها الفلسفة.
رتأمل أن رتم التفكرر في فكره مفهوميا ،وهذه هي المهمة التي تض ّ
ّ
إ ّن هذا المعن الذي تسع االستيطيقا هاهنا إل استنباط من الفن رتعارض بشكل
مطل مع ما تنتج الصناعة الثقافية وتهدف إلي ،ولهذا ردعو أدورنو إل ضرور أن
تتجاوز الجماليات الن ريات واآلرا ،االستيطيقية التي تخدم أو تقع ضمن أيراض الصناعة
تشوه إحساسنا بقيمة الفن ،وتدعو إل نوع من التلقي يمنع ما يمكن أن
الثقافية ،فهذه األخرر ّ
رؤدي إل أشكال ذات معن من الخبر والمشاركة ،ولهذا سيكون هدف االستيطيقا األول هو
يمكننا بكيفية جوهرية من الوقوف عند
يقاوم الفن بما هو موضوع استهال ،ما ّ
تشكرل وعي ّ
يكون األثر الفني .40هذا هو دور وو يفة االستيطيقا :إعاد صياية ن رتنا إل الفن
ما ّ
وتلقرنا لألعمال بما يضمن تأثررها الحقيقي عل الوعي ،واعاد تشكرل وف ما يعرض الفن
تحول في الوعي ناد ار ما يمكن إدراك ذل
فقو الفن تتمثل في قدرت عل إحداث ّ كسللّ ،
الذي يسمح لألنا بأن تعي أسرها الذي هو ذاتها.41
.4خاتمة:
رهاناتها وتطلعاتها الخاصة في األخرر يمكن القول استنتاجا إ ّن الفلسفة بنا ،عل
تنعطل نحو الفن من أجل إعاد إنتاج لح ة ميمرزيسية في سلوكها الخاو لتجاوز المفهوم
26
من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز /التكافل)
.5الهوامش:
رن ر :ماكس هوركهايمر وترودور ف أدورنو ،جدل التنوير ،تر :جورج كتور ،طرابلس -لربيا ،دار 1
27
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
الالهوية :Non-identityالالّمتطاب هو تيمة أو مقولة نقدية مثل مقولة الكلية يستخدمها أدورنو في
الطبيعة المقموعة والمجهول والغامض، معاني مختلفة :فهي تشرر إل عد للداللة عل
مواضع ّ
رتم تجاهل واستبعاده من قبل العقل؛ أما الالهوية عموما فتشرر
والالمتجانس ،والمختلل والهامشي ،الذي ّ
إ ل كل ما ال رتطاب مع الذات ومع المفهوم ،فهي يرر قابلة للقياس واالختزال ،وهو قريل من المفهوم
أدورنو الشي ،أو الكائن أي الموضوع) رتمتع بفراد الكانطي عن "الشي ،في ذات " .بالنسبة إل
الهوية الذي وخصوصية يرر قابلة للقياس وال تحتوي المفاهيم بشكل كامل ،لهذا فإن التفكرر القائم عل
روج أدورنو
يفترض مطابقة المفهوم للموضوع ال رنصل هذا األخرر الذي رتجاوز التحدردات المفاهيميةّ .
ضد القمع والهيمنة اللترن يفرضهما العقل
الفكر نحو الالّمتطاب من أجل استعاد الواقع الصحيح والعادل ّ
بتطوير أشكال من المعرفة والتفكرر تخترق الخبر المدار وتقاوم أشكال المعرفة الفورية وتتجاوز مبدأ الهوية
الذي ال رتعدى أفق حدود ما هو معروف بالفعل – .رن ر:
, Adorno's Negative Dialectic: Philosophy and the Possibility of Critical Brian O'Connor
Rationality, Cambridge, MIT Press, 1st Edition, 2004, P.P, 60.64.
7
Theodor.W Adorno, Dialectique négative, tr : groupe de traducteurs du collège de
philosophie, Paris, Edition Payot, 2003, S.E, p.12.
االستيطيقا ،مقاربات فلسفية ،الجزائر ،منشورات بومنرر كمال وآخرون ،ترودور أدورنو من النقد إل 8
13
Espen Hammer, Adorno’s modernisme : Art, Experience and Catastrophe, Cambridge,
Cambridge University Press, 1st Edition, 2015, p.109.
14
Roger s. foster, Adorno and Philosophical Modernism: The Inside of Things, London,
Lexington books, w e, 2016, pp.18,19.
15
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, filozofia (Institute of Philosophy, Slovak Academy of Sciences) vol. 67, n°
10, January 2012, p.829.
https://www.researchgate.net/publication/292503568
جدل التنوير ،مصدر ساب ،و.10. 16
28
) التكافل/من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز
فالساحر كان يحاول التأثرر،* الفن ررث عن السحر محاكات للطبيعة كصلة بها يرر قائمة عل العنل
عل الطبيعة عبر محاكاتها والتشّب بها عل عكس العالقة العنفية التي أنشأها العلم للسيطر عل الطبيعة
وعل عكس المعرفة االستداللية للعلم أيضا يقوم السحر عل اللغة الرمزية،عبر االنفصال عنها وموضعتها
ويعطرها صور،حسية رتمرز بحضور األشياّ فالرمز ل داللة،التي كانت تجمع برن الصور والعالمة
كما نجدها في، كما أن مضمون هذه التمثالت الرمزية التي تجسدها صور األشيا، دررناميكية اكثر كسررور
وهذا ما يستعرده الفن الذي رجعل وريث،، من المانا الطبيعة) في األشيا،اللغة الهرلويريفية توحي بشي
.السحر
18
Antonin Wiser, L’expérience de la poésie, à propos de l’utopie de la littérature chez
Adorno, Op.cit., p.50.
19
Ibid., pp.55, 55.
20
William S. Allen, Aesthetics of Negativity, Blanchot, Adorno, and Autonomy, New
York, Fordham University Press, 1st Edition, 2016, p.14.
21
Morton Schoolman, Reason and Horror: Critical Theory, Democracy, and Aesthetic
Individuality, Op.cit., pp.119,120.
22
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, Op.cit., p.821.
23
Ibid, p.822.
24
Theodor Adorno, Dialectique négative, p.20.
25
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, Op.cit., p.823.
26
J. M. Bernstein, The Fate Of Art: Aesthetic Alienation from Kant to Derrida and
Adorno, Op.cit., p.201.
27
Ibid., pp.201,202.
28
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, Op.cit., p.823.
29
Ibid., p.824.
،2917 ،1. ط، منشورات الجمل، برروت، ناجي العونلي: تر، ن رية إستيطيقية،ترودور ف أدرنو 30
.182.و
.118،117. و. و، المصدر نفس 31
29
زيتوني خالد ،أ.د.عبد الالوي عبد هللا
36
Antonio Gutiérrez-Pozo, Art and Philosophy in Adorno, Their Difference and
Inseparability, Op.cit., p.827.
37
Ibid., p.827.
ترودور أدرنو ،ن رية إستيطيقية ،مصدر ساب ،و.199 . 38
41
Ayon Maharaj, The Dialectics of Aesthetic Agency: Revaluating German Aesthetics
from Kant to Adorno, London, Bloomsbury Publishing, 1st Edition, 2013, p.144.
.0.6المراجع العربية:
االستيطيقا -مقاربات فلسفية ،الجزائر ،منشورات -بومنرر كمال) وآخرون ،ترودور أدورنو من النقد إل
االختالف ،ط.2911 ،1.
-زيما بيار .ف) ،النو والمجتمع ،آفاق علم االجتماع ،تر :أنطوان أبو زيد ،برروت ،المن مة العربية
للترجمة ،ط.2911 ،1.
األجنبية:
ّ .1.6المراجع
- Allen (William S.), Aesthetics of Negativity, Blanchot, Adorno, and Autonomy, New
York, Fordham University Press, 1st Edition, 2016.
30
) التكافل/من ور أدورنو لطبيعة وحدود العالقة برن الفلسفة والفن التمارز
- Bernstein (J. M.), The Fate Of Art: Aesthetic Alienation from Kant to Derrida and
Adorno, Pennsylvania State University Press, United States, 1st Edition , 1992.
- Foster (Roger S.), Adorno and Philosophical Modernism: The Inside of Things, London,
Lexington books, w e, 2016.
- Schoolman (Morton) , Reason and Horror: Critical Theory, Democracy, and Aesthetic
Individuality, London, Routledge, 2001.
- Thomson (Alex), Adorno: A guide for the perplexed, London, Continuum, 1st Edition,
2006.
: الدوريات.4.6
- Gutiérrez-Pozo (Antonio), Art and Philosophy in Adorno, Their difference and
Inseparability, filozofia (Institute of Philosophy, Slovak Academy of Sciences) vol. 67, n°
10, January 2012, pp. 819-831.
https://www.researchgate.net/publication/292503568
31