You are on page 1of 3

‫‪02/10/2022 17:57‬‬ ‫‪ – couua‬أدورنو وهيدغر‪ :‬نحو تجاوز األنطولوجيا الفينومنولوجية ؟‪ –  

‬كوة‬

‫‪‬‬
‫بحث‬

‫‪      ‬‬ ‫أدورنو وهيدغر‪ :‬نحو تجاوز األنطولوجيا الفينومنولوجية ؟‪ ‬‬


‫‪ 4,881‬زيارة‬ ‫‪‬ترجمة‪ ,‬مساهمات
‬ ‫‪ 3‬يوليو ‪ 2018‬‬

‫بقلم‪ /‬األستاذ الدكتور كمال بومنير‬

‫ال شك أّن االنتقادات الذي وجهها ثيودور أدورنو ‪ ،Theodor Adorno‬أحد أبرز‪ ‬ممثلي الجيل األول لمدرسة فرانكفورت‪ ،‬إلى الفيلسوف األلماني الكبير مارتن هيدغر ‪Martin‬‬
‫‪ Heidegger‬تعد في نظر العديد من المتخصصين في الحقل الفلسفي الغربي المعاصر من أعمق االنتقادات وأكثرها راديكالية التي ُو جهت لهذا الفيلسوف من طرف ممثل بارز لتقليد فلسفي‬
‫ينتمي إلى الفضاء الفكري الهيغيلي‪-‬الماركسي الذي تنتسب إليه النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت‪ .‬وقد تركزت هذه االنتقادات على وجه التحديد حول قراءة هيدغر لكتاب إيمانويل كانط “نقد‬
‫العقل الخالص”‪ ،‬ولمفهوم “الكينونة” الذي شّكل ‪،‬بطبيعة الحال‪ ،‬المحور األساسي لألنطولوجيا الفينومنولوجية لهيدغر ‪.‬ضمن هذا السياق يعتقد أدورنو أّن قراءة هيدغر لنص “نقد العقل‬
‫الخالص” كان غرضها األساسي تقديم الفلسفة الكانطية كفلسفة أنطولوجية وهذا قصد إفراغها من مضامينها النقدية التي شكلت محور اهتمام كانط و مّثلت ‪-‬بطبيعة الحال‪-‬المقصد األساسي‬
‫والمركزي للمشروع الفلسفي الكانطي برمته‪ ،‬وفي هذه الحالة سنرتد –بحسب أدورنو‪ -‬إلى مرحلة ما قبل نقدية‪ .‬والحُق أّن أدورنو كان قد أشار إلى أّن هيدغر في كتابه “كانط ومشكلة‬
‫الميتافيزيقا” ‪،‬ولكي يستخلص من قراءة النص الكانطي اللحظة المضادة للنزعة الذاتية و”المتعالية” قد أضفى عليها طابعا أنطولوجيا” ‪ .‬وقد سبق لهيدغر أن عّبر عن هذه الفكرة في دراسته‬
‫لكانط بقوله ” إّن الغرض من هذا الكتاب هو تفسير نقد العقل الخالص لكانط بكيفية يتم فيها توضيح أّن “مشكلة الميتافيزيقا” هي مشكلة متعقلة باألنطولوجيا األساسية” ويمكن القول تبعا لذلك‬
‫أّن هيدغر قد جانب الصواب –حسب أدورنو‪ -‬في هذه القراءة ألّنه اعتقد بإمكانية مماثلة اهتمام كانط الحقيقي للموضوع ﺑ “أنطولوجيا خفية” غير حاضرة في الفلسفة النقدية الكانطية‪ ،‬أو بعبارة‬
‫أخرى‪ :‬إّن التأويل األنطولوجي لكانط من قبل هيدغر ال “يتعارض فقط مع النقد الكانطي لألنطولوجيا العقالنية‪ ،‬بل مع سيرورة نقد العقل نفسه؛ ألنه –وبحسب كانط‪-‬تحّدد الموضوعية –‬
‫المتعلقة بالمعرفة ومجموع كل ما تمت معرفته‪ -‬بالطابع الذاتي‪ ،‬أي بالذات المتعالية التي لم يكف كانط عن تأكيدها‪ .‬والشك أّن هذا األخير قد أكد تقّبل وجود الشيء في ذاته خلف ثنائية الذات‬
‫والموضوع‪ ،‬غير أنه ترك هذا الوجود غير محّدد قصدا‪ ،‬بحيث يتعذر على أي تأويل فك رموز أنطولوجيا ما ‪ .‬من المؤكد‪ ،‬ورغم وجود فروق أساسية بينهما‪ ،‬فإننا نجد تقاربا شديدا بين‬
‫أدورنو وإرنست كاسيرر في ما يخص هذا النقد الموجه لهيدغر؛ لقد أعاب كاسيرر‪ ،‬وأحد الممثلين الكبار الكانطية الجديدة المنتسبة إلى مدرسة ماربورغ ‪، Ecole de Marbourg‬على‬
‫هيدغر تأويله األنطولوجي لنظرية المعرفة الكانطية وهو السبب الكامن وراء وقوع فلسفة هيدغر في منزلق فلسفي أدى إلى حصول تأويل غير موفق للفلسفة الكانطية‪ .‬ويبدو أّن أدورنو‪-‬من‬
‫خالل هذا النقد‪ -‬قد انقاد في نفس االتجاه الذي رسمه كاسيرر عام ‪ ،1929‬وأنه كان متأثرا – بشكل غير مباشر على األقل‪ -‬بالكانطية الجديدة لمدرسة ماربورغ ‪ .‬ولئن كان نقده لهيدغر يتبع‬
‫نفس مسار النقد األساسي الذي وجهه كاسيرر‪ ،‬فقد كان متميزا عنه وعن المدرسة الفلسفية التي كان ينتمي إليها بسبب انتمائها إلى التقليد الفلسفي المثالي‪ ،‬بخالف التوجه المادي (الماركسي‬
‫الجديد) ألدورنو الرافض لغياب الطابع العيني لألنطولوجيا الهيدغيرية‪ .‬إضافة إلى ذلك أكد أدورنو بأّن األنطولوجيا الهيدغرية بإعالئها من مكانة الكينونة وأّو ليتها واعتبارها التصور “األكثر‬
‫كلية” ‪ ،‬على حساب الذات التي تم زحزحتها عن أساسها األنطولوجي وتفكيك مقامها‪ ،‬وهذا عبر التبشير بنهايتها‪ ،‬بحيث ستشكل الكينونة – ضمن المنظور الهيدغري‪ -‬المتعالي المطلق ”‬
‫فالكينونة من حيث التعريف ال ُتستنبط من التصورات العليا وال ُتستعرض من جهة التصورات الدنيا‪ .‬ولكن هل ينتج عن ذلك أّن “الكينونة” لم يعد بإمكانها أن تثير أي إشكال؟ قطعا ال؛ إنما ال‬
‫يمكن أن ينتج إال هذا‪ :‬أّن “الكينونة” ليست من الكائن في شيء[‪ ]..‬إّن “الكينونة هي التصّو ر المفهوم‪-‬بنفسه‪ .‬فإّن في كل معرفة وتلفظ‪ ،‬في كل سلوك إزاء الكائن‪ ،‬في كل سلوك –إزاء–ذات‪-‬‬
‫أنفسنا إنما يتم استعمال الكينونة ” ‪ .‬ومن هذا المنطلق يرى أدورنو أّن ” ما عملت على زحزحته األنطولوجيا الهيدغيرية–بالفعل‪-‬هو الشعور بتمركز اإلنسان حول نفسه‪ .‬لقد تملكت الذات على‬
‫نحو ما‪ ،‬التأمل الذاتي الفلسفي‪ ،‬النقد القديم جدا للتمركز حول األرض” ‪ .‬إّن تعلق هيدغر الراسخ بالكينونة قد تحّو ل في آخر المطاف إلى نظرية تقر باالنتماء إلى الكينونة مما أدى –حسب‬
‫أدورنو‪ -‬إلى وقوعه في نزعة متشبثة بالقديم ومنتصرة له‪ ،‬وهذا ما جعله يستبعد ” المسألة لنقدية باعتبارها مرحلة قبل أنطولوجية ‪
.‬‬
‫لقد أدرك أدورنو أن فهم واستخالص األصول واألسس النظرية لفكر الكينونة عند هيدغر يقتضي استحضار وفحص فينومنولوجيا هوسرل التي ظل هيدغر يفكر في فضائها‪ ،‬حتى وإن تحّو ل‬
‫إلى البحث في أفق الكينونة بغرض إضفاء الطابع األنطولوجي على الفينومنولوجيا‪ ،‬وهذا قصد تقويض منطلقات هذا الفكر وتجاوزه‪ .‬ضمن هذا السياق يشير أدورنو إلى أّن الخطاب الفلسفي‬
‫الهيدغري قد استند فيما يخص فكرة الكينونة إلى الحدس الماهوي الذي يعتبر عند إدموند هوسرل ‪ Edmond Husserl‬أساس إدراك الماهيات الكامنة في الوعي قصد تحويل الفينومنولوجيا‬
‫إلى علم صارم وكلي‪ .‬ولم يكن من قبيل المصادفة أن فّضل هيدغر من جميع أعمال هوسرل المبحث المنطقي السادس الذي طّو ر فيه هوسرل مفهوم ” الحدس المقولي” ‪ ،‬فمن خالل مثل هذا‬
‫الحدس يمكن أن تنفتح الكينونة وتنكشف‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإّن االنتقال من الفينومنولوجيا الهوسرلية إلى األنطولوجيا الفينومنولوجية لهيدغر قد ارتبطت بتضمن هذه األخيرة لمفهوم الحدس الذي استقاه‬
‫–كما أشرنا إلى ذلك‪ -‬من هوسرل‪ .‬ولكن وفي الوقت نفسه‪ ،‬انتهج هيدغر طريقه الخاص والمتميز في الكينونة والزمان حينما انتقل بالفينومنولوجيا إلى مجال البحث األنطولوجي‪ ،‬لكنه في هذا‬
‫المرحلة تخلى عن اللحظة العقلية في فكر هوسرل‪ .‬ويعيب أدورنو على هيدغر أيضا نزعته الموضوعانية األنطولوجية ‪ Objectivisme ontologique‬التي لم تكن سوى نتيجة لقلب‬
‫لمفهوم الذاتية ‪ .‬هذا‪ ،‬وقد انتقد أدورنو فكرة الكينونة التي أصبحت فيه هذه األخيرة المفهوم المركزي في تأسيس أنطولوجيا وجودانية ‪ . Ontologie Existentiale‬وفقا لهذا المنظور‪،‬ابتعد‬
‫الخطاب الفلسفي لهيدغر عن الطابع العيني أو الملموس‪ ،‬وعن تناقضات الواقع االجتماعي وبقي مجردا بسبب ” فحينما يتم تحقيق هذه األنطولوجيا إلى حدها األقصى‪ ،‬ال تعود الفلسفة في‬
‫حاجة إلى االهتمام بالجانب االجتماعي والتاريخي لحياة الفرد ” ‪ .‬والواقع أّن أدورنو يدين في هذا النقد إلى صديقه الفيلسوف األلماني غونتر أندرس ‪ .Günther Anders‬يرى هذا األخير‬
‫أّن األنطولوجيا الهيدغيرية قد غّيبت الجانب العيني أو الملموس عن التحليل المتعلق بالكينونة والكائن ضمن سياق االنفتاح على التأويل‪ ،‬وهذا قصد مجاوزة الميتافيزيقا‪ ،‬في كتابه العمدة‬
‫الكينونة والزمان‪ ،‬وهذا ما يفسر لنا عجز هذه األنطولوجيا عن القيام بتحليل العالقات المادية وعزوفها عن االهتمام بالحياة الواقعية والفعلية ضمن السياقات التاريخية للمجتمع الصناعي‬
‫المعاصر‪ ،‬واكتفائها بالقراءة المجردة والالتاريخية للواقع اإلنساني‪ ،‬من خالل إعطاء األولوية األنطولوجية للكينونة ‪ .‬لقد أغفل هيدغر مكانة وأهمية الذات اإلنسانية داخل سيرورة الحياة‬
‫االجتماعية ولم يكترث بكيفية التحّر ر من الوضع القائم‪ .‬وهكذا‪ ،‬بقي هيدغر سجين رؤية تقليدية ال تنصت إلى نداء المعاصرة ومتجاهلة الغتراب وتشيؤ الوعي في المجتمع الرأسمالي القائم‬
‫على تقسيم العمل اإلنساني ‪ .‬وبناء على هذا يرى أدورنو في الجدل السلبي أّن الفلسفة ال ينبغي أن تعيش في عالمها الخاص‪ ،‬الذي انقطعت روابطه بعالم اإلنسان‪ ،‬بل إنها ترتبط بممارسة‬
‫‪‬اإلنسان العملية وبالوجود العيني الذي ال ُيفهم بمعزل عن اللحظة التاريخية التي يتحّقق فيها وعن المجتمع الذي يحّدد قدرات اإلنسان وإمكاناته‪ .‬وهذا ال يعني أن تقتصر الفلسفة على ما هو‬

‫عيني ومباشر‪ ،‬أو تلتزم بعالم الواقع على ما هو عليه‪ .‬إنها على عكس ذلك تستخلص من الواقع ما هو ممكن فيه‪ ،‬وبذلك يمكن القول إنها فلسفة تعترف بالواقع من ناحية وترفضه من ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬والبد أن تتسم كل فلسفة نقدية بقدر من عنصر “السلب”‪ .‬غير أّن أدورنو يذهب أبعد من ذلك‪ ،‬حيث يرى أّن النقد األساسي لألنطولوجيا الفينومنولوجية لهيدغر يجب أن يتوجه إلى‬
‫جوهر أو قلب هذه األنطولوجيا أي إلى نظرية االختالف األنطولوجي ‪ .La différence ontologique‬لهذا السبب كان من المفيد التذكير بتسويغ هيدغر نفسه في كتابه “الكينونة‬
‫والزمان”‪ ،‬وبالتحديد إلى الفقرة ‪ 2‬المتعلقة ﺑ “البنية الصورية للسؤال عن الكينونةّ”‪ ،‬حيث طرح أربعة أسئلة أساسية وقد صاغها كالتالي‪“ :‬من أّي كائن ينبغي الستفتاح الكينونة أن يأخذ منطلقه‬
‫؟ هل المنطلق هو أّي كان‪ ،‬أم إّن لكائن معّين أولّية ما في بلورة مسألة الكينونة ؟ أّي منها هو هذا الكائن النموذجي وبأي معنى له أّو لّية ؟ ‪ .‬في إجابته على هذه األسئلة‪ ،‬بّين هيدغر أّن طرح‬
‫سؤال الكينونة يقتضي التطرق إلى الكائن بوصفه الخيط الهادي إلى استعادة معنى الكينونة‪ ،‬إذ ال نستطيع فهم معناها دون فهم الكائن‪ .‬لذلك منح هيدغر مكانة متميزة للكائن وخصه بأولوية‬
‫أنطولوجية وّجه األنطولوجيا األساسية نحو الكائن قصد تبيان اختالفه األنطولوجي عبر تحليل بنيته ضمن خصوصيته‪ ،‬باعتباره اإلمكانية األنطولوجية الوحيدة إلدراك الكينونة‪ .‬والدازين هو‬
‫الكائن الذي تنطوي كينونته على مساءلة الكينونة‪ .‬ضمن هذا السياق يقول هيدغر‪“ :‬تعني بلورة مسألة الكينونة بذلك‪ :‬أن نجعل كائنا ما –هو السائل‪ -‬شفافا في كينونته‪ .‬وإن طرح هذا السؤال‪،‬‬
‫من جهة ما هو ضرب كينونة خاص بكائن ما‪ ،‬إنما هو ذاته متعّين في ماهيته بما هو مسؤول عنه ضمنه‪ -‬بالكينونة‪ .‬هذا الكائن‪ ،‬الذي هو نحن أنفسنا في كل مرة والذي يملك من بين ما يملك‬
‫إمكانية كينونة الّتسآل‪ ،‬نحن نصطلح عليه بلفظة دازاين (‪. )Dasein‬وإّن طرح السؤال الصريح والشّفاف عن معنى الكينونة يتطلب تفسيرا مناسبا عن كائن ما (الدازاين) بالنظر إلى كينونته‬
‫‪.‬وبهذا فإّن الدازاين (الوجود هنا) هو في الوقت نفسه الكائن‪ .‬ومن هنا يعتقد أدورنو أّن هذا مجرد تحصيل حاصل‪ ،‬أدى إلى الوقوع في معضلة عويصة وطريق مسدود وقعت فيها األنطولوجيا‬
‫الهيدغيرية بحيث انتفى االختالف األنطولوجي بين الكينونة والكائن‪ .‬وقد عّبر أدورنو عن هذا بقوله‪ ” :‬إّن خطاب هيدغر حول االختالف األنطولوجي يختزل في تحصيل حاصل‪ ،‬بحيث تتبّين‬
‫لنا الكينونة من حيث مغايرتها للكائن ألنها كينونة‪ .‬إذذاك يصبح الكائن واقعا أنطولوجيا‪ ،‬ولكنه مجرد لفظة زائفة وراكدة‪ ،‬إذ ال وجود لكينونة بدون كائن أو بتعبير هيدغر نفسه أيضا ال يمكن‬
‫أن يوجد كائن بدون كينونة ‪ .‬هذا‪ ،‬وعلى الرغم من أن هيدغر قد أظهر في الكينونة والزمان توجهه الستكشاف حقيقة الكينونة عبر العودة إلى األشياء ذاتها وتوجيه اهتمامه إلى الكائن هنا أي‬
‫الدازاين‪ ،‬ومن نمط المعالجة الذي تستوجبه ” األمور نفسها”‪ .‬فكلما كان مفهوم الخط األساسي الذي من شأن علم ما‪ ،‬وكلما كان أكر أصلّية في التجذر ضمن المناظرة مع األشياء ذاتها ‪ .‬غير‬
‫أّن محاولة هيدغر لم تتحّر ر من الطابع التجريدي والميتافيزيقي رغمادعائه مقاربة هذا الكائن بصورة عينية‪ .‬لذلك تعد هذه المقاربة –بحسب أدورنو‪ -‬مقاربة “عينية'” زائفة‪ ،‬والتي ال يختلف‬
‫كثيرا عن المقاربات الفلسفية السابقة التي انتقدها هيدغر نفسه‪ .‬لذلك يعيب أدورنو على هيدغر عدم إدراكه لطبيعة التجربة المعاشة‪ ،‬ومرد ذلك بطبيعة الحال إلى هيمنة الطابع أو التحليل‬
‫األنطولوجي‪ ،‬وبخاصة أّن فيلسوف الغابة السوداء قد أضفى هذا الطابع األنطولوجي ‪ Ontologisation‬على التجربة المعاشة عبر التحليلية األنطولوجية للدازاين من أجل تأويل معنى‬
‫الكينونة بعامة‪ .‬ولكن هذه التحليلية أدت في نهاية األمر إلى تجميد جملة التمظهرات الخاصة للكائن في “وجودانيات” ‪ ،Existentiaux‬في البنيات التي ال تحتفظ بالمفهوم العام المتصلبة أو‬
‫المتحجرة والمفصولة تماما عن التجربة اإلنسانية المعاشة ‪ .‬وإذا كان أدورنو يعترض على رؤية هيدغر فيما يخص إضفاء الطابع األنطولوجي على التجربة المعاشة ألّن هذا األخير ربط‬
‫األنطولوجيا بالفينومنولوجيا‪ ،‬حيث راهن في الكينونة والزمان على إمكانية تأسيس أنطولوجيا فينومنولوجية‪ .‬والحقيقة أّن هيدغر في تصّو ره إمكانية استخالص “الوجودانيات” باعتبارها‬
‫شروط إمكانية الدازاين نفسه‪ ،‬بقي سجين التصّو ر المتعالي للذاتية‪ .‬ولذلك كان لزاما عليه البقاء ضمن رؤية تجريدية “خفية”‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬في النزعة الصورية التي ميزت المدرسة‬
‫الفينومنولوجية‪ .‬وهذا ما أوضحه النقد النظري فيما يخص األنطولوجيا الوجودانية ‪ .‬وعلى الرغم من هذه الرؤية األنطولوجية التي قدمها هيدغر فإننا نالحظ –كما يقول أدورنو‪ -‬أّن فيلسوف‬
‫الغابة السوداء ال ينفك يبّين أّن المشروع األنطولوجي الفينومنولوجية في الكينونة والزمان يمكن أن يتجه وجهة تأويلية قصد فهم الكينونة والكشف عن معناها وكنهها‪ .‬يقول هيدغر ضمن هذا‬
‫السياق‪ ” :‬إّن الفلسفة هي أنطولوجيا فينومنولوجية كلية‪ ،‬تنبع هرمينوطقا الّدازين ‪ Herméneutique du Dasein‬التي من حيث هي تحليلية الوجود‪ ،‬قد عّينت الخيط الهادي لكل تسأل‬
‫فلسفي‪ ،‬من أين ينبجس وإلى أين يرتد” ‪ .‬ولكن وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإّن األولوية التي أعطاها هيدغر للكينونة “المختفية” للدازاين تبعدنا أكثر عن التجربة العينية وذلك ألنه حتى وإن حاول‬
‫التنصل من الطابع المجرد للفينومنولوجيا الهوسرلية‪ ،‬فإّن محاولته باءت في آخر المطاف بالفشل ألّن العودة إلى األشياء نفسها أي إلى موجودات كما تظهر أو تتبدى لنا قد تم استبدالها بالعودة‬
‫إلى الكينونة‪ ،‬وهو المفهوم األكثر تجريدا كما يرى أدورنو‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬يتم االنتقال من الكائن (أي ما يظهر) إلى الكينونة (ما ال يظهر) ‪ .‬ومن ثم تتحول األنطولوجيا التأويلية إلى علم‬
‫كلي مجرد‪ .‬ضمن هذا السياق يبّين أدورنو كيف أّن “المقتضيات األنطولوجية ال ترضي إال المقوالت‪ ،‬وأمام السيادة التي عملت الفينومنولوجيا النتزاعها من الفكر‪ :‬الذاتية الخالصة والزمنية‬
‫الخالصة أيضا‪ .‬ومن مفهوم الكينونة الملقى بها (المقذوف) التي وضعت كشرط أخير لكينونة اإلنسان‪ ،‬أصبحت الحياة وأنها عمياء وغير ذات معنى إال ما تعلق بفلسفة الحياة [‪ .]..‬وفي هذا‬
‫المضمار‪ ،‬يمكن أن نفهم محدودية المقوالت الوجودانية لهيدغر‪ ،‬الكينونة الملقى بها‪ ،‬القلق والموت التي ال يمكن أن تستبعد إمكانية اكتمال الكائن الحي ومفهوم الحياة الخالص التي يجلب إليه‬
‫المشروع األنطولوجي لهيدغر‪ .‬وهكذا‪ ،‬يبدأ السقوط النهائي للفلسفة الفينومنولوجية‪ .‬وللمرة الثانية‪ ،‬تجد الفلسفة نفسها عاجزة أمام مسألة الكينونة‪ .‬ولم تتمكن من وصف الكينونة بالقدر الكافي‬
‫من حيث هي مستقلة وأساسية قد عرفت الفلسفة كيف تعرضه سابقا”‪
.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‫الهوامش‪
:‬‬
‫‪ -1‬من أهم الدراسات الفلسفية المقارنة بين مارتن هيدغر وثيودور أدورنو كتاب هرمان مورشن بعنوان أدورنو وهيدغر‪.‬دراسة في رفض التواصل‪ ،‬وقد صدر بشتوتغرت في عام ‪،1981‬‬
‫حيث أثبت فيه أنه على الرغم من وجود فروق جوهرية بين هيدغر وأدورنو‪ ،‬فإنه يمكن أن نجد جوامع مشتركة في العديد من القضايا والمسائل الفلسفية (مسألة التقنية‪ ،‬نقد الفكر الوضعي‪ ،‬نقد‬
‫الميتافزيقا‪ ،‬الخ) بل أكد مورشن أيضا ما يسميه بحضور الفكر الهيدغيري في المتن الفلسفي ألدورنو بصورة مباشرة أو غير مباشرة ‪ ،‬أو لحظة هيدغيرية في فكر أدورنو الشاب عبر ثالثة‬
‫نصوص أساسية ألدورنو وهي‪ :‬كيركيغارد‪ ،‬بناء الجمالية الصادر عام ‪ ،1933‬راهنية الفلسفة الصادر عام ‪ ،1931‬وفكرة التاريخ‪-‬الطبيعة وهي محاضرة ألقاها أدورنو في ‪ 15‬جويلية‬
‫‪ 1932‬بمجامعة فرانكفورت‪.‬لقد حاول أدورنو في هذه المحاضرة إعادة صياغة “التوجه األنطولوجي”الذي قدمه هيدغر لفلسفة التاريخ في الكينونة والزمان‪ ،‬وهذا من خالل محاولة تقريبه‬
‫للتاريخ “العيني” باالستناد إلى أعمال كل من غيورغ لوكاش وفلتر بنيامين‪ .‬وهذا ما دفع هرمان مورشن إلى القول بوجود ” تقارب” في رؤى هيدغر وأدورنو‪ .‬غير أن “التقارب” لم يدم وقتا‬
‫طويال‪ ،‬إذ سرعان ما أعلن أدورنو في كتابته الالحقة “عداءه” لفلسفة هيدغر‪ .‬لقد صّر ح أدورنو في ‪ 1‬أكتوبر من عام ‪ 1965‬في رسالة وجهها إلى صديق مارتن هيدغر مورشن أنه ” بعد‬
‫خمس سنوات من اآلن سأحطم هيدغر” ‪ In fünf Jahren habe ich den Heidegger kleingemacht‬وحتى فلتر بنيامين الذي جمعته عالقة صداقة مع ثيودور أدورنو أعلن‬
‫بدوره عام ‪ 1930‬في رسالة وجهها إلى صديقه غرشوم شوليم ‪ Gershom Scholem‬أنه سيكتب كتابا ” سيحطم فيه هيدغر” ‪den Heidegger zurstrümmern‬‬

‫‪/‬أدورنو‪-‬وهيدغر‪-‬نحو‪-‬تجاوز‪-‬األنطولوجيا‪-‬ا‪https://couua.com/2018/07/03/‬‬ ‫‪1/3‬‬
‫‪02/10/2022 17:57‬‬ ‫‪ – couua‬أدورنو وهيدغر‪ :‬نحو تجاوز األنطولوجيا الفينومنولوجية ؟‪ –  ‬كوة‬
‫للتعمق انظر‪
:‬‬
‫‪Hermann Mörchen, Adorno und Heidegger. Unterschung einer philosophischen Kommunikationsverweigerung, Klet-Cotta, Stuttgart,‬‬
‫‪
.1981‬‬
‫يمكن الرجوع أيضا إلى كتاب بوراهيما وطارة بعنوان‪:‬‬

‫‪
Bourahima Ouattara, Adorno et Heidegger : Une controverse philosophique. Paris, L’Harmattan, 1999 .‬‬
‫انظر أيضا‪
:‬‬
‫‪.Theodor Adorno, Métaphysique. Concept et problèmes .Traduit de l’allemand par Christoph David, Paris , Payot, 2007‬‬

‫‪ -2‬تجدر اإلشارة إلى أّن قراءة هيدغر ﻠ نقد العقل الخالص قد أثارت جداال حادا بين المتخصصين في فلسفة كانط‪ ،‬حيث ذهب البعض منهم إلى اإلشادة بعمق هذه القراءة وأصالتها وذلك‬
‫لقدرتها على حل بعض الصعوبات العالقة بها‪ .‬في حين يرى باحثون آخرون أّن قراءة أو تأويل هيدغر مضللة وال تنسجم مع النصوص الكانطية بل ومتناقضة معها أحيانا‪ .‬ومن ذلك‬
‫‪‬‬
‫االنتقادات التي وجهها الفيلسوف الكانطي‪-‬الجديد إرنست كاسيرر في ندوة دافوس ‪ Davos‬عام ‪ .1929‬لمزيد من التفصيل فيما يخص الخالف الفلسفي بين هيدغر وكاسيرر انظر‪:‬‬

‫‪Ernest Cassirer –Martin Heidegger, Débat sur le Kantisme et la philosophie (Davos, 1929) Traduit par P.Aubenque ,J.M. Quillet,‬‬
‫‪.P.Fataud , Paris, Beauchesne, 1972‬‬

‫‪Theodor Adorno, Dialectique négative, Traduit par G. Coffin, J. Masson, O. Masson, A. Renault, D. Trousson, Paris, Petite -3‬‬
‫‪.Bibliothèque Payot, 2003, p 85‬‬

‫‪Martin Heidegger, Kant et le problème de la métaphysique. Traduit de l’allemand par Alphonse de Walhens et Walter Biemel, -4‬‬
‫‪.Gallimard, 2005, p 57‬‬

‫‪.Arno Münster, Adorno, une introduction. Paris, éditions Hermann, 2008, p 167-5‬‬

‫‪.Theodor Adorno, Dialectique négative, p 86-6‬‬

‫‪ -7‬ولد إرنست كاسيرر سنة ‪ 1874‬في مدينة بريسلو‪ ،‬وتوفي سنة ‪ 1945‬في مدينة نيويورك األمريكية‪ُ .‬يعد أحد أقطاب الكانطية الجديدة ‪ ، Le néo-kantisme‬في فرعها المتمثل في‬
‫مدرسة ماربورغ ‪ ، Ecole de Marbourg‬التي اهتمت بالمباحث االبيستمولوجية العلمية و خاصة بالرياضيات و الفيزياء‪ ،‬وقد ضمت أيضا هرمن كوهين و باول ناتورب‪ .‬وفي سنة‬
‫‪ُ 1906‬عّين كاسيرر أستاذا في جامعة برلين‪ ،‬ثم أستاذ بكرسي في جامعة هامبورغ‪ .‬وبعد وصول النازية إلى الحكم عام ‪ 1933‬هاجر إلى السويد وصار أستاذا في جامعتها من ‪ 1935‬إلى‬
‫‪ ،1941‬ثم غادرها متجها إلى الواليات المتحدة األمريكية ليصيرا أستاذا في جامعة يال‪ . Bale‬من أهم مؤلفاته‪ ” :‬فلسفة األشكال الرمزية” ‪ ” ،1923‬فلسفة األنوار ‪ ” ،1932‬مقالة في‬
‫اإلنسان ” ‪ ” ،1945‬أسطورة الدولة ” ‪.1947‬‬

‫‪.Arno Münster, Adorno, une introduction, p 168 -8‬‬

‫‪ -9‬مارتن هيدغر‪ ،‬الكينونة والزمان‪ ،‬ترجمة وتقديم فتحي المسكيني‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب الجديد المتحدة‪
،2012 ،‬‬
‫ص ‪
.50‬‬
‫‪ -10‬مارتن هيدغر‪ ،‬الكينونة والزمان‪ ،‬ص ‪.52‬‬

‫‪
.Theodor Adorno, Dialectique négative, p 87 -11‬‬
‫‪.Ibid., p90 -12‬‬

‫‪ -13‬هانز جورج غادامير‪ ،‬طرق هيدغر‪ ،‬ترجمة حسن ناظم وعلي حاكم صالح‪ .‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب الجديد المتحدة‪ ،2007 ،‬ص ‪
.246‬‬
‫‪.Arno Münster, Adorno, une introduction, p 171 -14‬‬

‫‪Theodor Adorno, Jargon de l’authenticité. De l’idéologie allemande. Traduit de l’allemand par Eliane Escoubas, Paris, Petite -15‬‬
‫‪.Bibliothèque Payot, p 151‬‬

‫‪-16‬غونتر أندرس (‪ )1992-1902‬فيلسوف ألماني معاصر‪ .‬كان على عالقة بمعهد الدراسات االجتماعية بفرانكفورت وصديقا ألدورنو وماركوز وبنيامين‪ .‬تحصل على شهادة الدكتوراه في‬
‫الفلسفة عام ‪ 1924‬بإشراف إدموند هوسرل ‪ .‬التقى بمارتن هيدغر‪ ،‬حيث ربطته به عالقة صداقة‪ .‬ومع وصول النازية إلى الحكم هاجر إلى الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث ظل يواصل‬
‫كتاباته الفلسفية التي تمحورت حول نقد الحداثة التقنية وفضح توظيفها غير اإلنساني في العالم المعاصر‪ .‬من أهم أعماله‪ :‬إلغاء اإلنسان ج‪ 1‬عام ‪ ،1956‬أما ج‪ 2‬فقد ظهر عام ‪.1980‬‬
‫هيروشيما في كل مكان عام ‪ .1959‬نحن أبناء أيشمان عام ‪ .1988‬التهديد النووي عام ‪
.1992‬‬
‫‪Günther Anders, Sur la pseudo- concrétude de la philosophie de Heidegger,Traduit par Luc Mercier, Paris, Sens et Tonka, 2003, p-17‬‬
‫‪
.39‬‬
‫‪
.Arno Münster, Adorno, une introduction, p 174-18‬‬
‫‪-19‬رمضان بسطاويسي محمد‪ ،‬علم الجمال لدى مدرسة فرانكفورت‪ .‬أدورنو نموذجا‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،1998 ،‬ص‪
.81‬‬
‫‪ -20‬مارتن هيدغر‪ ،‬الكينونة والزمان‪ ،‬ص‪
.56‬‬
‫‪-21‬علينا أن نالحظ إصرار هيدغر على تحاشي مصطلح ” إنسان” حتى ال يترك من معنى ” الكائن” الذي ينبغي استجوابه حول معنى ” الكينونة” سوى أن ” يكون على نحو ما ” ‪ ،‬أّن له ”‬
‫طريقة ما في الكينونة “‪ .‬ولذلك فمصطلح ” دازاين” هنا ليس له أّي ” مضمون” أو ” تعّين” أنثروبولوجي‪ ،‬بل هو إشارة ” صورية” إلى بنية كينونة محض‪ .‬ورغم أّن الدازاين هو ” السائل”‬
‫عنى معنى الكينونة‪ ،‬فهو أيضا في الوقت نفسه ” المستجوب” في هذا السؤال عن معنى الكينونة (المترجم)‪
.‬‬
‫‪-22‬مارتن هيدغر‪ ،‬الكينونة والزمان‪ ،‬ص‪
.57‬‬
‫‪.Theodor Adorno, Dialectique négative, p 97-23‬‬

‫‪-24‬مارتن هيدغر‪ ،‬الكينونة والزمان‪ ،‬ص‪.86‬‬

‫‪Martin Arriola, « L’enracinement de la philosophie dans le concret, le fil conducteur du Polemos Adorno- Heidegger » Revue-25‬‬
‫‪.Ithaque, nº 1, Année 2007, p 114‬‬

‫‪
.Theodor Adorno, Jargon de l’authenticité. De l’idéologie allemande, p 124 -26‬‬
‫‪-27‬ارتن هيدغر‪ ،‬الكينونة والزمان‪ ،‬ص‪
.104‬‬
‫‪.Martin Arriola, « L’enracinement de la philosophie dans le concret, le fil conducteur du Polemos Adorno- Heidegger » p 116-28‬‬
‫‪‬‬
‫من أرشيف البروفسور كمال بومنير‪:‬‬

‫حوار مع الدكتور كمال بومنير‬


‫‪‬حوارات‪ ,‬فالسفة‪ ‬‬ ‫‪‬‏‪ 3‬أسابيع مضت‬

‫الدكتور كمال بومنير يعد البروفيسور كمال بومنير أحد األقالم الفلسفية الجادة في العالم العربي‪ ،‬يساهم في إغناء الدرس‬
‫الفلسفي تأليفا وترجمة‪ .‬بدأ مشواره الدراسي على يد األستاذ لخضر بوناب بثانوية ابن رشد حيث قرأ لكارل ماركس‬
‫وجان بول سارتر وغاستون باشالر وهنري برغسون… والتحق بجامعة الجزائر ودرس االستطيقيا والفلسفة األلمانية …‬

‫أكمل القراءة »‬

‫“الموسيقى ﻛ “رؤية للعالم ”‪  ‬تأليف‪ :‬غيورغ لوكاتش‪ ‬‬


‫‪‬ترجمة‪ ,‬مقاالت‪ ‬‬ ‫‪‬‏‪ 5‬أيام مضت‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬كمال بومنير غيورغ لوكاتش ‪ György Lukács‬فيلسوف مجري معاصر (‪ُ .)1971-1885‬يّعد‬
‫أحد أقطاب الفكر الماركسي في القرن العشرين‪ .‬تأثر بكانط وبهيغل وماركس وفيبر ودلتاي‪ ،‬وهذا ما يظهر في واحد من‬
‫أهم أعماله الفلسفية “التاريخ والوعي الطبقي” عام ‪ ،1923‬الذي عالج فيه موضوع التشيؤ‪ . La réification‬بدأ يلمع‬
‫…‬

‫أكمل القراءة »‬

‫“االعتراف وإعادة التوزيع االقتصادي” تأليف‪ :‬نانسي فرازر‬


‫‪‬بصغة المؤنث‪ ,‬ترجمة‪ ‬‬ ‫‪‬‏أسبوعين مضت‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪ /‬د كمال بومنير نانسي فرازر ‪ Nancy Fraser‬فيلسوفة أمريكية معاصرة (ولدت عام ‪ )1947‬بمدينة‬
‫بالتيمور ‪ .Baltimore‬تعتبر من أهم ممثلي النظرية النقدية في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬تأثرت أثناء مسارها الفكري‬
‫والسياسي بالعديد من الفالسفة (ثيودور أدورنو‪ ،‬ميشيل فوكو‪ ،‬يورغن هابرماس‪ ،‬ريتشارد رورتي على وجه‬
‫الخصوص)‪ .‬انصب اهتمامها …‬

‫‪/‬أدورنو‪-‬وهيدغر‪-‬نحو‪-‬تجاوز‪-‬األنطولوجيا‪-‬ا‪https://couua.com/2018/07/03/‬‬ ‫‪2/3‬‬
‫‪02/10/2022 17:57‬‬ ‫‪ – couua‬أدورنو وهيدغر‪ :‬نحو تجاوز األنطولوجيا الفينومنولوجية ؟‪ –  ‬كوة‬
‫أكمل القراءة »‬

‫“حول جمال اللوحة الفنية” تأليف‪ :‬أندي وارول‬


‫‪‬ترجمة‪ ,‬فالسفة‪ ‬‬ ‫‪‬‏‪ 4‬أسابيع مضت‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬كمال بومنير ُو لد الرّسام التشكيلي األمريكي أندي وارول ‪ Andy Warhol‬في مدينة بيتسبورغ‬
‫‪ Pittsburg‬بالواليات المتحدة األمريكية في عام ‪ .1931‬درس في معهد كارنجي للتكنولوجيا وتخّر ج منه سنة ‪،1949‬‬
‫ثم استقر في مدينة نيويورك واشتغل كرّسام في ميدان االشهار‪ .‬بدأ وارول رسم لوحاته األولى بأسلوب تعبيري‪… .‬‬

‫أكمل القراءة »‬

‫الفضاء العمومي المعارض اليوم (الجزء الثاني) تأليف‪ :‬أوسكار نيغت‪ ‬‬


‫‪‬ترجمة‪ ,‬مفاهيم‪ ‬‬ ‫‪‬‏‪ 4‬أسابيع مضت‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬كمال بومنير اعتقد أننا اليوم أمام نوعين من الفضاء العمومي؛ هناك أوال وقبل كل شيء ما يظهر عبر الفضاء العمومي البرجوازي ‪Öffentlichkeit‬‬
‫‪ Bürgerliche‬ضمن عالقته بأشكال الصراعات المباشرة ضد األزمة االجتماعية البنيوية السائدة في زمن الرأسمالية‪ .‬فمن المعلوم أّن الفضاء العمومي “الرسمي” يعيد بشكل واسع‬
‫لغة ورمزية …‬
‫‪‬‬
‫أكمل القراءة »‬

‫“التقنية ومسار الحضارة اإلنسانية” تأليف‪ :‬هربرت ماركوز‬


‫‪‬مفاهيم‪ ,‬مقاالت‪ ‬‬ ‫‪‬‏‪ 4‬أسابيع مضت‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬كمال بومنير هربرت ماركوز ‪ Herbert Marcuse‬فيلسوف ألماني معاصر (‪.)1979-1898‬‬
‫تأثر بهيغل وماركس وشيلر وهيدغر وفرويد‪ .‬انظم عام ‪ 1934‬إلى معهد الدراسات االجتماعية بفرانكفورت إلى جانب‬
‫ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو‪ ،‬وأسهم في تعميق النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت من خالل مقاالته وبحوثه‪ .‬ثم‬
‫هاجر إلى الواليات المتحدة األمريكية …‬

‫أكمل القراءة »‬

‫الدين والفضاء العمومي تأليف‪ :‬يورغن هابرماس‪ ‬‬


‫‪‬ترجمة‪ ,‬مقاالت‪ ‬‬ ‫‪ 2‬يونيو ‪2018‬‬

‫ترجمة‪ :‬أ‪ .‬د‪ /‬كمال بومنير إّن االعتراف بالحرية الدينية وحرية المعتقد كحقوق أساسية هي بمثابة إجابة سياسية مناسبة‬
‫فيما يخص مواجهة تحديات التعددية الدينية‪ .‬وهكذا‪ ،‬وعلى مستوى التفاعالت االجتماعية بين المواطنين‪ ،‬يمكننا تفادي‬
‫العديد من النزاعات المحتملة‪ ،‬ولكن هذا ال يمنع من استمرارها على المستوى المعرفي بين غير المؤمنين والمؤمنين …‬

‫أكمل القراءة »‬

‫نحو فضاء عمومي معارض – الجزء ‪ / 1‬تأليف‪ :‬أوسكار نيغت‪ ‬‬


‫‪‬ترجمة‪ ,‬مفاهيم‪ ‬‬ ‫‪ 31‬مايو ‪2018‬‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬كمال بومنير أوسكار نيغت ‪ Oskar Negt‬فيلسوف ألماني معاصر (ُو لد عام ‪ )1934‬يعد أحد‬
‫ممثلي النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت ضمن الجناح الفكري (النابع –بطبيعة الحال‪ -‬من داخل النظرية النقدية) الذي‬
‫أصبح يسمى اليوم ﺑ “التيار الساخن” ‪ Le courant chaud‬وهو تيار يضم أيضا بعض الفالسفة الفرانكفورتيين‬
‫(ألكسندر …‬

‫أكمل القراءة »‬

‫حول مفهوم المعقولية االستطيقية‪  ‬تأليف‪ :‬راينر روشليتز‬


‫‪‬ترجمة‪ ,‬مقاالت‪ ‬‬ ‫‪ 29‬مايو ‪2018‬‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬كمال بومنير راينر روشليتز ‪ Rainer Rochlitz‬فيلسوف ومترجم فرنسي من أصل ألماني ولد في‬
‫مدينة هانوفر عام ‪ 1946‬وتوفي في باريس في عام ‪ .2002‬درس الفلسفة وتاريخ الفن‪ ،‬وتخصص في الجماليات وفلسفة‬
‫الفن‪ .‬ساهم روشليتز من خالل ترجماته وأعماله في نشر العديد من األعمال الفلسفية األلمانية المعاصرة‪… ،‬‬

‫أكمل القراءة »‬

‫“حول مفهوم النقد االستطيقي في الرومانسية” تأليف‪ :‬فلتر بنيامين‬ ‫‪‬‬


‫‪‬ترجمة‪ ,‬فالسفة‪ ‬‬ ‫‪ 27‬مايو ‪2018‬‬

‫ترجمة وتقديم‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬كمال بومنير ولد الفيلسوف والناقد األدبي والفني األلماني فلتر بنيامين ‪ Walter Benjamin‬سنة‬
‫‪ .1892‬درس الفلسفة في جامعات فريبورغ وميونخ وبرلين‪ ،‬وتحصل سنة ‪ 1919‬على شهادة الدكتوراه في الفلسفة‪،‬‬
‫وكانت رسالته بعنوان “أصول تراجيديا الباروك األلماني”‪ ،‬حيث ارتكز اهتمامه في مجال الفن واألدب‪ ،‬وفي الدراما‬
‫األلمانية في …‬

‫أكمل القراءة »‬

‫‪/‬أدورنو‪-‬وهيدغر‪-‬نحو‪-‬تجاوز‪-‬األنطولوجيا‪-‬ا‪https://couua.com/2018/07/03/‬‬ ‫‪3/3‬‬

You might also like