You are on page 1of 31

‫جامعة ديالى‬

‫كلية الفنون الجميلة‬

‫قسم الفنون التشكيلية‬

‫تمثالت الفكر الوجودي في النحت المعاصر‬


‫‪Representations of existential thought in contemporary‬‬
‫‪sculpture‬‬

‫بحث مشترك من اعداد‬


‫م‪.‬م مشتاق عباس فاضل‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د جوالن حسين علوان‬

‫‪A joint research of preparation‬‬


‫‪Dr. Jolan Hussien Alwan‬‬ ‫‪.Assistant Lecturer. Mushtaq Abbas Fadel‬‬

‫رقم الهاتف‪23378453700 :‬‬

‫البريد االلكتروني‪Jolalwan @yahoo.com :‬‬

‫تاريخ تقديم البحث‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ملخص البحث‬
‫تمثالت الفكر الوجودي في النحت المعاصر‬
‫للمتغيرات دور كبير في تحول خارطة الفن التي انطوت على فكر فلسفي قوامه تغيير‬
‫الثقافة السائدة ‪ ،‬بحيث اعطى هذا التحول دورا مهما في بنية ومفهوم العمل الفني ‪،‬فاالفكار‬
‫الفلسفية نسجت قيم توافقت مع قيم العصر‪ ،‬فتحولت الداللة التعبيرية الى كيان تشكيلي احيانا‬
‫يصعب ادراكه‪ ،‬فتغيرت طبيعة الفن نظرا لتغير مفهوم الزمن ولتاثره بالفلسفة السائدة‪ ،‬فتحول‬
‫الفن من مفهومه الكالسيكي الى مفهوم بنسق فلسفي خاص لذلك يعتبر التشكيل النحتي محاولة‬
‫لترجمة الصورة التي نراها الحداث صور متعددة في االدراك الن التشكيل الفني اصبح طرح‬
‫لمجموعة افكار وفلسفات متعددة و الن اكثر االتجاهات الفنية في الحداثة ومابعدها سعت الى‬
‫تحويل مفهوم الفن من الثابت الى المتغير ومن الشيئ الى الفكرة التي يراد التعبير عنها ودمج‬
‫النظرية الفلسفية بالفن وهو من ركائز فنون مابعد الحداثة التي حولت كالسيكيات الفنون القديمة‬
‫الى ماجاءت به الفنون الحداثوية ‪ .‬العديد من المفاهيم الفكرية والثقافية والسياسية الجديدة أثرت‬
‫بدورها على المفاهيم الفنية في تلك الفترة والتي عكست لنا الطابع االجتماعي والثقافي الذي‬
‫تعيشه الدول ‪ ،‬فالفن هو وليد هذه األفكار والثقافات التي تحملها الشعوب ‪ ،‬وبالتالي يمكننا قراءة‬
‫ثقافة وأفكار المجتمع ورصدها تحت إطار من القيم والمبادئ واالتجاهات والتقاليد التي يحملها‬
‫هذا المجتمع ‪ ،‬لذا ال يمكننا فصل أي فن عن ثقافة وبيئة مجتمعه الذي هو منبع تلك األفكار‬
‫والمبادئ ‪.‬‬
‫أثر بال ٌغ في تشكيل العديد من االتجاهات الفنية التي ظهرت في ما بعد‬ ‫كان للفلسفة الوجودية ٌ‬
‫الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬وقد ظهرت تحديدا في النصف الثاني من القرن العشرين ورفضت‬
‫الوجودية النظريات الفلسفية األخرى للقرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ‪ ،‬ويعد جان‬
‫بول سارتر الفيلسوف الرائد لتلك الفلسفة وتعد الفكرة الرئيسية لها هي فكرة الحرية ‪.‬‬
‫وقد أدت نظريات سارتر عن الحرية إلى تغيير العديد من المفاهيم الفنية ضد كل ما هو موروث‬
‫وتقليدي حيث الفن عند الوجوديين هو ليس ذلك الفن الذي يحاكي الواقع بشكل تقليدي بل هو‬
‫شكل من أشكال النشاط الخالق وانتصار على العالم تهدف إلى تغييره وتبديله لعالم جديد ‪،‬إضافة‬
‫إلى آراء الفيلسوف الفرنسي سارتر للفلسفة الوجودية اضافة الى مجموعة من الفالسفة‬
‫الوجوديين الذين كان لهم نظرياتهم الوجودية ومنهم هيدجر و كير كجورد و نيتشه اما هيدجر‬
‫‪،‬ومن خالل فلسسفت ه للوجودية نالحظ أن الفن من خالل تبني هذه الفلسفة سوف يصبح مثل آلة‬
‫التسجيل لكل مظاهر الحياة اليومية بشكلها الطبيعي الخارج عن التأثيرات الزائفة التي يضعها‬
‫الفنانين التقليديين‪ ،‬وما بعد الحداثة كمصطلح اثرت به اهم االتجاهات الفلسفية وهي النزعة‬
‫التفكيكية عند( جاك دريدا)الذي تبنى بدوره فكرة تجاوز الغيبيات للفكر المتيافزيقي ونسقها‬
‫بالكامل كانت عادة ماتستخدم في النصوص االدبية لكنها طبقت بأشكال مختلفة‪،‬فهي عادة‬
‫ماتشمل على اظهار قراءات متعددة ممكنة لنص ما وماينتج عنها من صراعات داخلية ‪ .‬اكد‬
‫مبدأ الذاتية والحرية وعدم اتمام المعنى او حتى وجوده‪ ،‬حيث التشظي في الفكر ورفض فكرة‬
‫الوجود وتأكيد العدم ‪.‬‬
‫من هنا جاء البحث بدراسة الفلسفة والفكر الوجودي ومدى تأثيره في النحت المعاصر وقد ضم‬
‫البحث اربعة فصول اهتم الفصل االول باالطار المنهجي للبحث متمثال بمشكلة البحث التي‬
‫تجلت من خالل التساؤل حول مدى تاثر النحت المعاصر بالفكر الوجودي وكيف؟ وماهي‬
‫االسباب التي ادت الى ان يتجسد ويظهر هذا الفكر في اعمال النحت المعاصر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتضمن الفصل االول أهداف البحث‪ ،‬من خالل ‪:‬‬
‫‪ -1‬الكشف عن المسببات التي دعت الى تمثل منطلقات الفكر الوجودي في معظم اعمال‬
‫النحت المعاصر‪.‬‬
‫‪ -2‬الكشف عن اهم السمات التي توضح تمثل هذه المنطلقات فيها‪.‬‬
‫اما حدود البحث‪ ،‬فقد اقتصر على الفترة من( ‪ )2112-1491‬وهي الفترة التي تداولت فيها‬
‫االفكار الوجودية وتجسدت كثيرا في فنون التشكيل‪ ،‬وتم بعد ذلك تحديد المصطلحات‪.‬‬

‫اما الفصل الثاني فقد تضمن االطار النظري ‪،‬والذي ضم مبحثين‪ ،‬تناول المبحث االول(الفلسفة‬
‫الوجودية(المرجعيات والمنطلقات)‪،‬وقد اشتمل على ثالث محاور‪ ،‬اذ ضم المحور االول‪،‬‬
‫التعرف بالفكر الوجودي والمسببات التي ادت الى ظهوره كتيار فلسفي‪ ،‬واشتمل المحور الثاني‬
‫على استعرض مبسط الراء الفالسفة الذين ارسوا دعائم هذا الفكر واخيرا المحور الثالث الذي‬
‫تناول فيه الباحث التعريف بأساسيات ومنطلقات الفكر الوجودي في حين تناول المبحث الثاني‬
‫دراسة لمنطلقات الفكر الوجودي وتمثالتها في اعمال النحت المعاصر‪.‬‬

‫واحتوى الفصل الثالث على اجراءات البحث الذي تضمن مجتمع البحث وعينة البحث وتحليل‬
‫العينات التي بلغت ثالث اعمال نحتية ‪،‬اما الفصل الرابع فقد تضمن اهم النتائج ومنها‪:‬‬

‫تناولت االعمال فكرة الحرية والنضال من اجل تحقيقها ‪ ،‬حيث يكون المجموع واقعا‬ ‫‪-1‬‬
‫تحت قوة كبيرة ال يمكن تجاوزها اال من خالل التضحية والتحدي ‪ ،‬فااللم الذي ينتقل‬
‫فيه الفرد الى مرتبة اخرى من مراتب البحث عن الذات من خالل الحرية يظهر حسا‬
‫عدميا مكثفا‪.‬‬
‫عبر نحات ما بعد الحداثة عن توجهات وجودية واضحة وعالج موضوعة الموت‬ ‫‪-2‬‬
‫والفناء في اغلب االعمال التي تناولها محاوال الحصول على اجابة لسؤال االنسان االول‬
‫حول الوجود والفناء والفكرة انتظار لحظة العدم ‪ ،‬بما يشكل صلة النحات بمتغيرات‬
‫المجتمع الخطيرة والمعبرة عن تماسه المباشر بالصراع الذي تحياه ذاته المتألمة‬
‫والرافضة‪.‬‬
‫تميزت االعمال بالبساطة والتجريد العالي واعتمدت الجسد مسرحا للتعامل مع‬ ‫‪-3‬‬
‫تصورات الفنان الجمالية والفنية ‪ ،‬بما يشكل فرادة التجربة في هذا المجال‪.‬‬
‫للحرية الذاتية عند النحات المعاصر قوة وجودية تعبّر ع ّما يمكن تسميته بخلق الذات‬ ‫‪-9‬‬
‫تتعرف فيه الذات على إمكانياتها‬‫ّ‬ ‫لذاتها ‪ ،‬وبهذا المعنى كان الفعل اإلبداعي وسيلة‬
‫وقدراتها التي تحقق وجودها ‪.‬‬
‫اكد النحت المعاصر المحمل باألفكار الوجودية على ابراز االحساس بالفزع والهلع عبر‬ ‫‪-5‬‬
‫المعالجات الشكلية والمضامينية للصدمة والرعب كما عد القلق احد المحاور المهمة‬
‫للنحت المعاصر والذي يعد من افرازات الحياة المعاصرة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اما اهم االستنتاجات التي جاء بها البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬ادت االفكار الوجودية دورا حيويا بوصفها مرجعا فكريا ضاغطا في النحت‬
‫المعاصر‬
‫‪ -2‬هيمن الفكر الوجودي وبدا واضحا في اعمال النحاتين اذ تراءت مالمح االغتراب في‬
‫االتجاهات الفنية المابعد حداثية كاداة نقدية تكشف عن مساويء ومشكالت المجتمع‬
‫الغربي من خالل انفصال االنسان عن ذاته وعن االخرين‬
‫‪ -3‬تناول الفكر الوجودي في النحت المعاصر مظاهر االلم في صور المهمشين‬
‫والشعبيين والمنبوذين وإحاللهم كبديل لإلنسان الذي اسقط من المركز ‪ ،‬وتداعيات ذلك‬
‫بالنزوع نحو المهمش والمبتذل والعابر ‪.‬‬

‫الفصل االول‬
‫اوال ‪ :‬مشكلة البحث واهميته والحاجة اليه‬
‫تعددد الوجوديددة مددن اكثددر فلسددفات القددرن العشددرين شددهرة وشددعبية فددي عالمنددا المعاصددر ‪،‬‬
‫وباألخص في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬حيث الددمار والتفكدك الدذي خلفتده الحكومدات‬
‫واالنظمة المتسلطة التي كاندت قائمدة آندذاك ‪ ،‬اذ جداءت الوجوديدة كدرد فعدل علدى تسدلط الكنيسدة‬
‫وتحكمها في االنسان تحت غطاء الدين ‪ ،‬فضال عن تأثرها بالعلمانية وغيرها من الحركات التدي‬
‫صاحبت النهضة االوروبية رافضة الدين والكنيسة ‪ ،‬ومؤكددة بدذلك علدى حريدة االنسدان المطلقدة‬
‫وعدم خضوعه للقوانين وباي وجه في محاولة ألثبات وجوده دون الخضوع للقيود ‪ ،‬فاخذ الناس‬
‫يقرأون كتابات الوجوديين بكثرة واعجاب من خالل الروايدات والمسدرحيات مدا ادى الدى انتشدار‬
‫تلك االفكار التي جاءت بها الوجودية بسرعة ‪ ،‬اذ اثرت كثيدرا علدى بعدض فدروع المعرفدة كعلدم‬
‫النفس العام وتطبيقه في الطب النفسي فضال عن فنون التشكيل التي كان لها اثرا في هدذا االتجداه‬
‫‪ ،‬وهذا ما بدا واضحا في نحت الحداثة والنحت المعاصر ‪ ،‬من خالل تجسيد ألعمدال ذات انتمداء‬
‫لمفهددوم ( الوجددود ‪ ،‬والعدددم ‪ ،‬واالختيددار ‪ ،‬والحريددة ‪ ،‬والقلددق ‪ ،‬واالغتددراب ) وهنددا تكمددن مشددكلة‬
‫البحث من خالل السؤال الذي يتبادر الى ذهدن الباحدث وهدو‪ ،‬هلل ان النحلت المعاصلر تلبثر بهل ا‬
‫التيار وكيف ؟ ؟ وماهي االسباب التي ادت الى ان يحضر و يتمثل هل ا التيلار بقلوف فلي اعملال‬
‫النحت المعاصر ؟‬
‫ويرى الباحث ان أهميلة البحلث هندا تكمدن فدي التعدرف علدى منطلقدات الفكدر الوجدودي فدي‬
‫اعمال النحت المعاصر ‪ ،‬فضال عن اإلضافة المعرفية للمكتبة لعلمية ‪،‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اهداف البحث‬
‫‪ - 1‬الكشف عن المسببات التي دعت الى تمثل منطلقات الفكر الوجودي في معظم اعمال النحدت‬
‫المعاصر ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الكشف عن اهم السمات التي توضح تمثل هذه المنطلقات فيها ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ثالثا ‪ :‬حدود البحث‬
‫( ‪ ) 2112 – 1918‬وهي الفترة التي تداولت فيها االفكار الوجودية وتجسددت كثيدرا فدي فندون‬
‫التشكيل ) ‪،‬‬
‫رابعا ‪ :‬تحديد المصطلحات‬
‫‪ - 1‬ت َمثَل ( ت َمثالت ) ( ‪) REPRESENTATION‬‬
‫في القران الكريم‬
‫وردت كلمة (تمثل ) في القران الكريم في قولده تعدالى "فأتخَد َذت نمدن دون نهدم نحجابدا سفأر َ‬
‫سدلنا إل َيهدا‬
‫سويا " ‪. 1‬‬‫ُرو َحنا فَت َ َمث َل لَها َبشَرا س س َ‬
‫تمثل (لغويا)‬
‫كشف كلمة تمثل من الفعل ( َمث َ َل ) ‪ ،‬مثل كلمة سوية ‪ :‬هذا ( َمثَلُهُ ) و ( نمثلَهُ ) كما يقول ت َش َب ُههُ‬
‫شبَ ُههُ ‪.‬‬
‫و َ‬

‫"والمثل ‪ :‬ما يضرب من األمثال ‪ .‬والمثال معروف والجمع ( أمثلة )‪ ،‬و مثل ‪ ،‬له كذا ( تمثيالس )‬
‫إذ صور له مثاله بالكتابة أو غيرها ‪ .‬والمثالت و ( امثلة ) جعله ( َمثلَه )‬
‫والتمثل في اللغة العربية معناه قيام الشيء مقام اآلخر‪ ،‬فنقول(مثسل قومده فدي دولدة أو فدي مدؤتمر‬
‫أو في مجلس) أي ناب عنهم ‪ ،‬و ( ت َماث َ َل ) من عتلة اقبَل ‪ ،‬و ( ت َمث َ َل ) بهذا البيت بمعنى ‪ ،‬متمثل‬
‫)" ‪2‬‬
‫ألمره واحت َذاه‬
‫تمثل ( اصطالحا )‬
‫" تمثسل ( مثسل الشيء بالشيء ) ‪ :‬سواه وشبهه به وجعله على مثاله فالتمثيل هو التصوير والتشبيه‬
‫والفرق بينه وبين التشدبيه أن كدل تمثيدل تشدبيه ولديس كدل تشدبيه تمثديالس ‪ ،‬وتمثيدل الشديء تصدور‬
‫مثاله ومنه (التمثُل)"‪" 3‬وقد ترد مفردات ( التمثسل ) بمعنى ( االستيعاب ‪ ) Assimilation‬كما‬
‫أن للكلمة معنى ما ورائي وديني إلى ذلك تحمل مفردة ( تمثل ) تشبه الخدالق نسدبيا س الخدالق الدذي‬
‫ال يمكن أن يشبه أحدا فهو يقوم على لون من محاكاة خارجية ومماهات استنباطية امتثالية" ‪.4‬‬
‫" و( التماثل ) مترادفاتها هي ( تشدابه ‪ ،‬تناسدب ‪ ،‬تنداظر ‪ ،‬تسداوي ) وأضددادها هدي (اخدتالف ‪،‬‬
‫تنافر ‪ ،‬تعارض )"‪. 5‬‬

‫‪ 1‬سورة مريم‪،‬االية(‪.)12‬‬
‫‪ 2‬ابو بكر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح ‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،‬الكويت ‪ ، 1413 ،‬ص‪. 415-419‬‬
‫‪ 3‬جميل صليبا‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مركز التوزيع ‪ ،‬ذوي القربى ‪ ،‬قم ‪ ،‬ايران ‪ ، 1415 ،‬ص‪. 391‬‬
‫‪ 4‬موسوعة الالند الفلسفية ‪ ،‬المجلد األول ‪ ،‬منشورات عويدات ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬باريس ‪ ، 1444 ،‬ص‪. 111‬‬
‫‪ 9‬سعدي الضاوي ‪ ،‬وجوزيف مالك ‪ :‬المترادفات واألضداد‪ ،‬ط ‪ ،1‬المؤسسة الحديثة للكتاب ‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان ‪ ، 2112 ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ 5‬سارتر وآخرون ‪:‬الخبرة الجمالية (دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية) ‪ ،‬دار المعارف للنشر‪،1412 ،‬ص‪. 14‬‬
‫‪ 4‬القرآن الكريم ‪ ،‬سورة الرعد ‪ ،‬اآلية (‪.)3‬‬
‫‪ 2‬القرآن الكريم ‪ ،‬سورة النحل‪ ،‬اآلية (‪)99‬‬

‫‪5‬‬
‫" والتمثسل هو ت َمثل في البنية الفكرية للحداثة الذي يكمن في الثنائية المركزية المتمثلدة بالدذات‬
‫والموضدددوع ‪ ،‬الدددذات بوصدددفها حريدددة وفعدددل وارادة ومعيدددار ‪ ،‬والموضدددوع بوصدددفه شدددبكة مدددن‬
‫المعطيات الموضوعية والحتميات"‪.1‬‬
‫‪ - 2‬الفكر )‪(Thought‬‬
‫في القران الكريم‬
‫دي َوأَنهدارا س َو نمدن ُكد نّل الث َّ َمدرا ن‬
‫ت َج َعد َل نفيهدا زَ و َجدي نن اثنَدي نن‬ ‫ض َو َج َع َل نفيها َروا نس َ‬‫" َو ُه َو الَّذني َم َّد األَر َ‬
‫ت نلقَو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ " ‪.‬‬ ‫يُغ نشي اللَّي َل النَّ َ‬
‫هار نإ َّن نفي ذلنكَ آليا ٍ‬
‫‪2‬‬

‫اس ما نُ ن ّز َل إنلَي نهم َولَعَلَّ ُهم يَت َ َف َّك ُرونَ "‪ . 3‬النظر والتمعن‬
‫الزب نُر َوأَنزَ لنا إنلَيكَ الذّنك َر نلتُبَ نيّنَ نللنَّ ن‬
‫ت َو ُّ‬
‫"بنالبَ نيّنا ن‬
‫في نواميس الكون وقوانينه ‪ ،‬والتدبر في آيات (هللا) عز وجل‪ ،‬وعظمته ‪،‬ودراستها للوصول الى‬
‫المعرفة الحقة‪.‬‬
‫الفكر اصطالحا س ‪:‬‬
‫"إعمال العقل ف ي األشياء للوصول الى معرفتها ‪ ،‬ويطلق بالمعنى العقلي ‪ ،‬والتأمل ‪،‬وجملة القول‬
‫ان الفكر يطلق على الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقوالت" ‪. 4‬‬
‫ويعرفه( مدكور) " جملة النشاط الدذهني مدن التفكيدر وإرادة ووجددان وعاطفدة‪ ،‬وهدذا هدو المعندى‬
‫الذي قصده (ديكارت) بقوله‪ (:‬انا أفكر إذن أنا موجود)"‪ .5‬أو هدو "نشداط إنسداني يحددث بشدكلين‬
‫رئيسين ‪ :‬التفكير من اجل الحصول على معرفدة بالشديء أو التفكيدر ألعمدال العقدل بشدأن اإلرادة‬
‫وبهذا يكون التأمل والتدبر أو القصد"‪.6‬‬
‫‪ - 3‬المعاصر (‪) contemporary‬‬
‫الكريم‪:‬‬
‫ن‬ ‫القرآن‬
‫ن‬ ‫في‬
‫صر}‪" :‬المراد ب نه وقت العصر وهو الطرف األخير مدن النهدار‪،‬‬ ‫ورد في القرآن الكريم {وال َع ن‬
‫وقيل‪ :‬الليل والنهار‪ ،‬ويطلق عليهما العصران‪ ،‬وقيدل الددهر لمدا فيده مدن عجائدب الحدوادث الدالدة‬
‫على القدرة الربوبية"‪" .7‬كما أوضح االصفهاني في معجم مفردات ألفاظ القرآن دالدة علدى الددهر‬
‫والجمع العصور"‪.8‬‬

‫‪3‬‬

‫جميل صليبا‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ،2‬دار الكتاب اللبناني ‪ ،‬بيروت‪ ،1412 ،‬ص‪. 159‬‬ ‫‪4‬‬

‫ابراهيم مدكور‪ ،‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،3891 ،‬ص‪. 311‬‬ ‫‪5‬‬

‫معن زيادة ‪ ،‬الموسوعة الفلسفية العربية ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،3891 ،‬ص ‪. 151‬‬ ‫‪6‬‬

‫سورة العصر‪ ،‬اآلية (‪. )3‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 7‬محمدحسين الطبطبائي‪ ،‬الميزان في تفسير القرآن‪ ،‬ج ‪ ،21‬مؤسسة األعلمي للمطبوعات‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،1442 ،‬ص ‪.914‬‬
‫‪ 8‬الراغب األصفهاني‪ ،‬أبو القاسم الحسين بن محمد ‪ :‬معجم مفردات ألفاظ القرآن ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،2111 ،‬‬
‫ص ‪.324‬‬

‫‪4‬‬
‫المعاصر لغةس ‪:‬‬
‫عرفه الفراهيدي‪" :‬بأنه الدهر‪ ،‬والعصران‪ :‬الليل والنهار"‪ .1‬وعرفه ابن منظدور‪ (":‬العصدر)‬
‫الحين"‪ .2‬وعرفه الزبيدي‪(" :‬العصر) الدهر وهو كل مدة ممتدة غير محدودة‪ ،‬وال نعصار بالكسدر‪:‬‬
‫مصدددر عاصددرت فالن دا س ُمعاصددرة س وعصدداراس‪ ،‬أي كنددت أنددا وهددو فددي عصددر واحددد‪ ،‬أو أدركددت‬
‫عصره"‪.3‬‬
‫المعاصر اصطالحا ‪:‬‬
‫عرف مجدي وهبة‪ :‬المعاصرة "أنها صفة لإلنسان أو الحدث الذي يتفق وجوده مع غيره في‬
‫س ‪.4‬‬
‫ت الحاضددر‪ ،‬كددأن يُقددال‪ :‬الروايددة المعاصددرة مددثال"‬ ‫ت نفسدده وإذا أُطلددق انصددرف إلددى الوقد ن‬‫الوقد ن‬
‫وعرفها بهنسي المعاصرة‪ :‬في احدث زمن فني لمفهوم الحداثة‪ ،‬وهي‪" :‬تكيف النتاج الجديد تكيفا س‬
‫يناسب حاجة العصر في معايشة الظروف الراهنة والتطلعدات المسدتقبلية" ‪ ،5‬ويعرفهدا البسدتاني‪:‬‬
‫صره ‪ُ ،‬معاصرة ‪ ،‬كان في عصره وزمانه‪ ،‬و ( العَصر‪ ،‬وال نعصر‪ ،‬والعُصر ) الدهر‪ ،‬جمع‬ ‫"وعا َ‬
‫عصور وأعصر وإعصار ‪ ..‬والعصرية ميل إلى كل ما هو عصري وما هو من ذوق العصر" ‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫ويعددرف عندداد غددزوان المعاصددرة‪" :‬هددي مددا ارتبطددت بحدددود زمنيددة حين دا س وبالحداثددة حين دا س آخددر‬
‫والتجديد حيندا س ثالثداس‪ ،‬بيدد أن مثدل هدذا االرتبداط الزمندي بعصدر معدين ارتبداط تدأريخي محددد بدين‬
‫تجريد المعاصرة نم ن سماتها الجمالية والفنيدة فدي مددى ارتباطهدا بالحداثدة والتجريدد‪ ،‬فالمعاصدرة‬
‫زمن فني‪ ،‬والحداثة مضمون فني"‪.7‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫المبحث االول‬
‫الفلسفة الوجودية(المرجعيات والمنطلقات )‬
‫اوال ‪ :‬مفهوم الوجودية ‪:‬‬

‫تعد فكرة الوجود االساس الذي تنطلق منه الفلسفة الوجودية "الوجدود يسدبق الماهيدة "‪ ، 8‬وان‬
‫هذا الوجود في صيرورة متحولة مستمرة ‪ ،‬اي فدي تغيدر دائدم " وحركدة دائبدة وتطدور الينتهدي "‪،9‬‬
‫بمعنى ان فكرة تجدد الوجود االنساني تنبثق مدن فكدرة عددم ثبدات الماهيدة " وان عددم ثبدات الماهيدة‬

‫‪ ،2‬تحقيل ‪ :‬مهلد المخزومللي وإبلراهيم السللام ار ي‪ ،‬إناشلارات أسللوة‪ ،‬قللم‪3131 ،‬ه‪،‬‬ ‫كاللال العلين‪،‬‬ ‫‪ 1‬الخليل بللن ا ملد الفراهيللد ‪ ،‬ترتيل‬
‫ص ‪.3231‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ،1‬دار المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬ل ‪ .‬ت‪ ،‬ص ‪.515‬‬ ‫إبن منظور‪ :،‬لسان العرل‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،31‬مطبعة كومة الكويت‪ ،‬الكويت‪ ،3811 ،‬ص ‪.11 – 16‬‬ ‫محمد مرتضى الحسيني‪ ،‬تا العروس من جواهر القاموس‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫مجد وهبة‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدل‪ ،‬مكابة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ، 3811،‬ص ‪.261‬‬
‫‪ 5‬عفيف بهنسي‪ ،‬الفن الحديث في األقطار العربية ‪ ،‬اليونسكو ‪ ، 3896 ،‬ص ‪. 15‬‬
‫فؤاد افرام البسااني‪ ،‬منجد الطالل ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار المشرق ‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 3891 ،‬ص ‪. 118‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫عنللاد غللزوان‪ ،‬الناقللد العربللي المعااللر والمللورو ‪ ، 2 ،‬اإلتحللاد العللام لءدبللاء والكاللال العللرل‪ ،‬بحللو المللؤتمر الدللاني عشللر‪ ،‬بغللداد‪،‬‬
‫‪ ،3891‬ص ‪.222‬‬
‫‪8‬‬
‫سارتر ‪ ،‬جن بول ‪ ،‬الوجودية فلسفة انسانية ‪ ،‬ت نا داميان ‪ ،‬دار بيروت للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ، 3851 ،‬ص‪. 31‬‬
‫‪9‬‬
‫عبد الر من بدو ‪ .‬نياشة (خالاة الفكر االوروبي‪/‬سلسلة الفالسفة ) ط‪ ، 5‬وكالة المطبوعات ‪ ،‬الكويت ‪ ، 3815 ،‬ص‪211‬‬

‫‪2‬‬
‫االنسانية هو المقدمة االولى التي تفترضها كل فلسفة تعتمد التطور "‪ ، 1‬لذا فدان مصدطلح الوجوديدة‬
‫عد مصطلحا غامضا التدبس فهمده علدى الكثيدرين ‪ ،‬االن ان هدذا االصدطالح وجدد فدي فتدرة الحدرب‬
‫العالمية الثانية حين كثر الموت واصبح الفرد يعيش وحيد ا ويشعر بالعبثيدة ‪ ،‬اي عددم وجدود معندى‬
‫للحيدداة ‪ ،‬فاصددبح القلددق الوجددودي حالددة تددالزم الفددرد فددي تلددك الفتددرة اذ فقددد االنسددان حريتدده ال يشددعر‬
‫بمسؤوليته مما ولد شعورا قويا باليأس لديه ‪ ،‬وتعود اسباب القلق لديه الى تخوفه المستمر مدن الفنداء‬
‫الشامل الذي حصل والذي سيقوده حتما الى العدم ‪ ،‬فانبثقت الوجودية مدن الواقدع االنسداني والمأسداة‬
‫التددي خلفتهددا الحددروب والصددراعات التددي دمددرت المجتمعددات الغربيددة ‪ ،‬والتددي سددببت ازمددات وقلددق‬
‫واغتددراب لتلددك المجتمعددات ‪ ،‬فاصددبح هندداك حاجددة تطالددب االنسددان ان يظه در ويبددرز قيمددة الوجددود‬
‫واهميته من وجهة نظر وجودية الدى الوجدود والعددم ‪ ،‬وعليده فدان والدة الوجوديدة متفاعلدة مدع تلدك‬
‫الظروف مطالبة بحرية االنسان ‪ ،‬االمر الذي جعلهدا متداولدة فدي المجتمعدات وسدرعان مدا انتشدرت‬
‫في اوروبا ودول الغرب ‪.‬‬

‫ويعتقد مفكدرو الوجوديدة بدان االنسدان اقددم شديء فدي الوجدود ومدا قبلده كدان عددما ‪ ،‬فاألديدان‬
‫والنظريات الفلسفية التي سادت خالل القرون الوسطى لم تحل مشكلة االنسان وصراعه الذاتي الذي‬
‫يعيشه ‪ ،‬وبهذا فقد اكدوا على حرية االنسان المطلقة وعدم خضوعه للقوانين وان مدن حقده ان يثبدت‬
‫وجوده كما يشاء وباي وجه يريد دون اي شكل من اشكال القيود ‪ ،‬كما وتعد الفلسفة الوجودية فلسفة‬
‫ذات نزعة تشاؤمية ‪ ،‬ترى بان وجدود االنسدان فدي هدذا الكدون وجدود قسدري دون ارادتده ‪ ،‬اي بانده‬
‫قذف في هذا العالم رغما عنه ليعيش بذلك حياته كلهدا ضدجرا وقلقدا ونادمدا ويائسدا ينظدر الدى حياتده‬
‫على انها عبث ‪ ،‬ووجوده عبث بل حتى حريته هي عبث في عبدث ‪ ،‬وبكدالم لسدارتر بهدذا الصددد "‬
‫ان جميع الكائنات الموجودة قد جاءت الى الوجود بال سدبب ‪ ،‬وتواصدل وجودهدا خدالل الضدعف ثدم‬
‫تموت بالمصادفة ‪ ..‬ان االنسان عاطفة فارغة ‪ ،‬فال معنى في كوننا نولد ‪ ،‬وال معنى في كوننا نموت‬
‫"‪. 2‬‬

‫كان من اهم اسباب انتشدار ال وجوديدة هدو ظهدور شخصديات فلسدفية وادبيدة مهمدة لعبدت دورا‬
‫بارزا في تطور هذه الفلسفة منهم (كارل ياسبرز ‪ ،‬وجابريل مارسيل ‪ ،‬ومارتن هيدجر ‪ ،‬وجان بول‬
‫سارتر) وجميعهم انما كان رائدهم ( كيركيغارد ) الذي كان يعد الفيلسدوف االهدم واالكبدر للوجوديدة‬
‫المعاصددرة ‪ ،‬رغددم اندده كددان يعدديش فددي فتددرة سددابقة عددنهم ‪ ،‬فضددال عددن ( البيددر كددامو ) والفيلسددوف‬
‫الروسي ( نيقوال برديائيف ) من اهم الذين اثروا بكتاباتهم في هذا االتجاه الفلسفي ‪" ،‬اال ان االرتباط‬
‫االهم للوجودية كان بالفيلسوف الفرنسي ( جان بدول سدارتر) اذ ان شدعبية هدذه الفلسدفة ازدادت مندذ‬
‫كتابات سارتر وم ن تبعه ‪ ،‬الى ان التصدقت الوجوديدة باسدمه ‪ ،‬ولربمدا يتبدادر الدى الدذهن ان مفهدوم‬
‫الوجودية هو مفهوم غير مسبوق ‪،‬غير انه في الواقع له تجسيد راسخ وقديم في الفلسفة لددى الغدرب‬
‫‪ ،‬يرجع على االقل الى زمن (سقراط ‪ 399 – 169‬ق م ) ومن قبله بارميندس وافلدوطين ثدم فدي‬
‫العصر الوسيط (االسالمي) الحالج ‪ ،‬وفي العصور الوسطى االوروبية القدي اوغسطين ‪ ،‬اال ان ما‬

‫‪1‬‬
‫فؤاد زكريا ‪ .‬نياشة ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬الكويت ‪( ،‬د ت ) ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬
‫‪2‬‬
‫محمللد مهلران نشلوان ‪ ،‬محمللد محمللد مللدين ‪ ،‬الفلسللفة الحديدللة والمعاالرة ‪ ،‬عمللان ‪ ،‬دار المسلليرة للنشللر والاوزيللع ‪ ،‬ط‪ ، 2632 ، 3‬ص‬
‫‪. 338‬‬

‫‪1‬‬
‫جاءوا به يعد بوادر لبدايات هذا الفكر وال يمكن عده تيارا واضحا "‪" ،1‬اذ انصب اهتمامهم بصدورة‬
‫‪2‬‬
‫اساسية على القضايا االخالقية وتبيان االسلوب المناسب الن يعيش المرء بحياته"‬

‫وتنقسم الوجودية الى اتجاهين متعارضين هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬الوجودية المسيحية ( المؤمنة )‪:‬‬

‫" تأسست الفكرة الوجودية على اساس الالهوت الديني الذي ترسدخ مدن خدالل الكتداب المقددس‬
‫للديانة المسيحية والتي تعتبر ان هللا هو الوجود ‪ ،‬وبما ان دائرة هللا تشمل كد ّل الوجدود ‪ ،‬فد ذا قلندا ّ‬
‫إن‬
‫هناك شيئسا آخدر أو كائنسدا آخدر أو إل سهدا آخدر‪ ،‬خدارج الددائرة اإللهيّدة‪ ،‬لدذا يجدب أن تتّسدع الددائرة حتدى‬
‫تبتلعه وتشمله ‪ ،‬فدائرة هللا دائرة المحدودة ‪ ،‬وال في خارجها شيء على االطالق"‪" ، 3‬وهدو تصدور‬
‫افالطوني التزمت به الفلسفة المسيحية جاعلة من الوجود االلهي هو الحقيقدة المطلقدة وكدل مدا سدواه‬
‫باطددل ووهددم ‪ ،‬وان هللا هددو الوجددود"‪ ، 4‬ومددن منظريهددا فددي عصددرنا الفيلسددوف الفرنسددي (جابريددل‬
‫مارسيل ) الذ يرى ان التعدايش المشدترك بدين البشدر امدر حتمدي رافضدا التشداؤمية الوجوديدة ‪،‬و ان‬
‫االيمان بالرب قادر على حل مشدكالت المصدير االنسداني المأسداوي ‪ ،‬وااللمداني ( كدارل ياسدبرز )‬
‫الذي يدعو الى الجمع بين العقدل وااليمدان ( العلدم والددين ) فدي وقدت كدان الصدراع قائمدا فدي الفكدر‬
‫االوروبي بين الفلسفة والدين ‪.‬‬

‫‪ –2‬الوجودية الملحدف ‪:‬‬

‫ومن اهم فالسفتها في عصرنا الحاضر (جان بول سارتر) و( مارتن هيجر ) و ( سيمون دي‬
‫بوفوار) والذين اكدوا في فلسفتهم بألحادهم في كل الغيبيات التي جاءت بها االديان السماوية ‪ ،‬كونها‬
‫تعد عوائق امام االنسان نحو المستقبل ‪ ،‬ويومنون ايمانا مطلقا بالوجود االنساني متخذين من منطلقدا‬
‫لكددل فكددرة ‪ ،‬وعليدده فددان الفكددر الوجددودي يركددز علددى تمددرد الواقددع التدداريخي والتددراث الددذي خلفتدده‬
‫االنسانية ‪ ،‬وبهذا نجد ان الوجوديين انكروا كل قيمة حرصا على الحرية ‪ ،‬فدمروا تلك القيم تمامدا ‪،‬‬
‫وذلك بسبب معايشتهم لألوضداع الفاسددة والسياسدة الجدائرة والمجدازر التدي افندت الماليدين فخرجدوا‬
‫على كل نظام وحكموا عليه بانه كدذب ‪ ،‬مؤكددين علدى ان كدل فدرد البدد ان يتدولى امدره كيدف يشداء‬
‫ليختار مص يره كما يريد غير مكترث ألي شيء اطالقا ‪ ،‬وهو مدا يتجلدى لندا واضدحا فدي اعمدال مدا‬
‫بعد الحدثة او النحت المعاصر ‪ ،‬حينما خرج الفنانون على كل ما هو سدائد ومتدداول متجداوزين كدل‬
‫االنساق والقوانين التي تحكم الفن بضوابط ‪ ،‬الى ان وصلت االمور الى ان اصبح الفدن والالفدن فدي‬
‫تداخل ‪ ،‬من الصعب التفريق بين لعمل الفني الحقيقي واخر بال انتماء ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الر من بدو ‪ ،‬دراسات في الفلسفة الوجودية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المؤسسة العربة للدراسات والنشر ‪ ،‬ط‪ ، 3896 ، 3‬ص‪. 26‬‬
‫‪2‬‬
‫توماس ارفلين ‪ ،‬الوجودية ‪ ،‬ت‪:‬مروة عبد السالم ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الهنداو ‪ ،‬ط‪ ، 2631 ، 3‬ص‪. 35‬‬
‫االل هنر بوالد اليسوعي ‪ ،‬منط الدالو ‪ ،‬ط‪ ،1‬موسوعة المعرفة المسيحية ‪ ،‬دار المشرق ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ل‪ .‬ت‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬توما االكويني‪ ،‬الوجود والماهية ‪ ،‬ت‪ :‬سن نفي ‪ ،‬مكابة االنكلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 3819 ،‬ص‪.215‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مفهوم الوجود عند فالسفة الفكر الحديث ‪:‬‬

‫لو تناولنا مقولة ديكارت الشهيرة ( انا افكر اذن انا موجود ) الذي يحيل للفكر أولوية الوجدود‬
‫‪ ،‬لوجدنا انه يستدل على الوجود الفكر الذي يبدا بالشك " لكن الذي يقداوم الشدك المطلدق بكدل شديء‬
‫هو اني ( أشك ) فانا موقن تماما من كوني امارس الشك ‪ ،‬فانا استطيع الشك بكل شيء ما خال شكي‬
‫‪ ،‬ولمددا كددان الشددك تفكيددرا فانددا افكددر ‪ ،‬ولمددا كددان التفكيددر وجددودا فانددا موجددود ‪ ،‬وهددذه حقيقددة مؤكدددة‬
‫واضحة خرجت من ذات الفكر"‪ . 1‬بحيدث يمكدن اسدتنتاج الوجدود الدذاتي مدن الشدك بشدكل بدديهي ال‬
‫يخفى على اي شخص ‪ ،‬والنتيجة الحاسمة هي اني موجود طالمدا اندي افكدر ‪ ،‬والتوقدف عدن التفكيدر‬
‫‪.2‬‬
‫انما هو توقف عن الوجود‬

‫"ووقوفددا عنددد (سددورن كيركجددارد) الددذي يعددد أبددا للمددذهب الوجددودي ‪،‬اذ كددان عصددره محتدددما‬
‫بدددالثورات واالنقالبدددات السياسدددية ‪ ،‬وظهدددور الطبقدددات البرجوازيدددة فدددي واجهدددة الحدددراك السياسدددي‬
‫واالجتماعي‪ ،3‬ما ساهم في ظهور التوجهات الذاتية التي تعتمد الفرد منطلقا لها ‪ ،‬وباألخص فالسدفة‬
‫الوجود المحدثين ‪ .‬وعلى هذا االساس نرى ان كيركجارد ال يؤمن على االطدالق بندوع الديمقراطيدة‬
‫التي تعتمد على السماح لألغلبية بان تقرر كل شيء‪ ، 4‬ألنه معني باإلنسان الفرد اوال ال المجموع ‪،‬‬
‫فاالنسددان بوصددفه الددذات المنفددردة ‪ ،‬هددو مركددز البحددث ‪ ،‬واحوالدده الوجوديددة الكبددرى مثددل ( المددوت‬
‫ولخطيئددة والقلددق والغربددة ‪ ..‬الددخ ) هددي المقومددات الجوهريددة لوجددوده ‪ ،‬وعلددى هددذا االسدداس ‪ ،‬اقددام‬
‫(هايدددددجر) ثددددم ( ياسددددبرز ) بندددداء الوجوديددددة بعددددد ان تددددأثرا خصوصددددا بمددددذهب الظاهريددددات (‬
‫الفينومينولوجيا ) الذي وضعه ( ادموند هوسلر ) وهو منهجا اكثر مدا يعدد مدذهبا ‪ ،‬القصدد منده رفدع‬
‫الفلسفة الى مستوى العلوم الدقيقة ‪ ،‬وذلدك بجعلهدا بحثدا فدي المعداني والماهيدات الخالصدة ‪ ،‬ومجالهدا‬
‫الشعور الخالص المطلق الذي فيه يمكن البحث عن االصول االولية لكل الظواهر‪ ،‬فظاهرة اللون او‬
‫الصوت او غيرهما لهما في الشعو الخالص ماهية اصلية"‪" .5‬وان المواقف في تغير وان الوجود هو‬
‫ما يكون عليه الفرد قبل اختيار ماهيته ‪ ،‬أي ان تلك المراحل التي يمر بها االنسان تساهم فدي تشدكله‬
‫في ضوء الحرية ( فاالنا لدى كيركجارد ذاتية عميقة ‪ ،‬وشعور بالحرية والحدب"‪ ،6‬فالحريدة تتوسدط‬
‫القلق والياس فتنبثق الذات ‪ ،‬وعند الولوج الى منطقة اخرى اكثر حساسية من االولدى وهدي نيتشده (‬
‫‪ ،) 1911 -1811‬لما لهذا المفكر من نزوع كبيدر نحدو تهشديم القديم التدي بنتهدا الفلسدفة مندذ اليوندان‬
‫وحتى اللحظة التي انبرى نيتشه لنقدها ‪ ،‬وفلسفة نيتشه تتفق في كثير من افكارها الرئيسة مدع فلسدفة‬
‫كيركجددارد ‪ ،‬فحيدداة كددل منهمددا كانددت مليئددة بدداأللم ‪ ،‬سددواء أكددان مبعددث االلددم هددو طبيعددة الفيلسددوف‬
‫الرومانتيكية او االسرية الكئيبة واالحزان التي مرت بهمدا واثقلدت احاسيسدهما بالخطيئدة والنددم ‪ ،‬ام‬
‫كان مبعث االلم هو المرض والتجربة المؤلمة والنفس المرهفة القلقة لكليهما‪ ،7‬فان الرؤية الوجودية‬
‫واالحساس الكبيدر بالفرديدة والتمدرد علدى القديم واالعدراف الكنسدية كدان واحددا ‪ ،‬فقدد اتسدمت فلسدفة‬

‫‪1‬‬
‫يوسف كرم‪ ،‬تاريخ الفلسفة الحديدة ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 3811 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫بلد ‪ ،‬ديكارت ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،3891 ،‬ص‪. 311‬‬ ‫نجي‬
‫‪3‬‬
‫للمزيد انظر‪ :‬عبد الحميد رمضان‪ ،‬تاريخ اوربا العالم الحديث ‪ ،2 ،‬الهيئة المصرية العامة للكاال ‪ ،‬القاهرة ‪ ،3881 ،‬ص‪. 1‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الفااح امام‪ ،‬كيركجورد ار د الوجودية ‪ ،3 ،‬دار الدقافة للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،3892 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪5‬‬
‫عبد الر من بدو ‪ .‬دراسات في الفلسفة الوجودية ‪ ،‬مصدر ساي ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد المنعم الخفي‪ ،‬المعجم الشام لمصطلحات الفلسفة ‪ ،‬ط‪ ،1‬مكابة مدبولي ‪ ،‬مصر القاهرة ‪ ،2666 ،‬ص‪.368‬‬
‫‪7‬‬
‫الشاروني‪ ،‬فلسفة جان بول سارتر ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ل‪ .‬ت‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫للمزيد انظر‪ :‬بي‬

‫‪11‬‬
‫نيتشه بـ " العدمية " وتعني " سقوط القيم العامة التي اغرقت االنسانية في غم العبث ‪ ،‬وذلدك فدرض‬
‫عليها اليقين المتشائم الذي ال قيمة لشيء معه "‪ ، 1‬اذ ان فلسفة نيتشه باألسداس كاندت امتيدازا لعصدر‬
‫الحداثة العدمي ‪.‬‬

‫وفي منتصف القرن التاسع عشر ونهايته كانت طروحات (فرويد) بمثابة فتح جديد فدي مجدال‬
‫االهتمام بما يسمى " علم النفس الوجودي " الذي اثر فيما بعد بفلسفة كل من (هايدجر وسارتر )‪ ،‬اذ‬
‫ان االهتمام الكبير بهذا الموضوع قد شكل منطقة جديدة للنظر الى الفلسفة باعتبارها علما من خدالل‬
‫فيلسوف اخر مهم هو (هوسرل ‪ )husserl‬الذي جعل من الفلسفة علما يحاول مدن خاللهدا ان يفهدم‬
‫العالم من خالل مظاهره فقط ‪ ،‬فالظاهرية بشكل مختصر هي دراسة الماهيات ‪ ،‬ولدذا فهدي تسدتدعي‬
‫حضور العدالم واسدبقيته علدى الفكدر ‪ ،‬وبالوصدول الدى مدارتن هايددكر( ‪1889‬ـد ‪ )1926‬الدذي هدو‬
‫تلميددذ هوسددرل فقددد اكددد علددى الموجددود االنسدداني ‪ ،‬او التحليددل العينددي المفددرد ‪ ،‬ويددرى هايدددكر" ان‬
‫الوجود يقتصر على االنسان وحده ‪ ،‬اما باقي الموضوعات فتتخذ حاالت اخرى غير الوجود ‪ ،‬مثال‬
‫ذلك ان الحيوانات تحيى ‪ ،‬والموضوعات الرياضية واالدوات المادية تظل ‪ ،‬ومظاهر الطبيعة تتجلى‬
‫"‪. 2‬وهذا ما اتفق عليه كل الوجوديين بان الوجود اسبق من الماهية ‪ ،‬ومدن المهدم القدول ان هايددكر‬
‫يشير الى الوجود وال يشيئه ‪ ،‬الن الوجود ال يقبل البرهان للتدليل عليه بل االيضاح والكشف‪ ،3‬وهي‬
‫انتقاله اسست لما بعدده مدن الفالسدفة ‪ ،‬وبالتحديدد عندد الفيلسدوف سدارتر‪ ،‬اذ اسدتقى كسدابقه هايددكر‬
‫الم نهج الظاهراتي للبحث فدي الموجدود علدى اعتبدار انده ينكشدف كمدا يظهدر الن المظهدر هدو حقيقدة‬
‫الشيء الواقعية كلها ‪ ،‬يؤكد سارتر على اهمية ومركزية االنسدان ‪ ،‬اذ ان الوجدود مندوط بمدا للحريدة‬
‫مددن حضددور فددي الموقددف ‪ ،‬ولهددذا نجددده يقددول " والحريددة تظهددر بوصددفها شددموال ال يقبددل التحليددل ‪:‬‬
‫والبواعددث ‪ ،‬والدددوافع ‪ ،‬والغايددات "‪ ، 4‬كمددا ان االرادة سددتكون بابددا لفهددم الحريددة بمددا " انهددا ذات‬
‫استقالل ذاتي فمن المستحيل عدها واقعة نفسية معطاة " * ‪ ،‬ان طروحات سارتر الفلسفية التي تؤكد‬
‫على الفرد وترفض االنضدواء تحدت مظلدة الجماعدة انمدا تلغدي كدل الفلسدفات الشدمولية التدي ورثتهدا‬
‫الفلسفة الغربية منذ هيجل وحتدى مداركس ‪ ،‬تلدك الفلسدفات التدي تدؤمن بوضدع قدوانين لمسديرة الفدرد‬
‫وتحجر علدى حريتده الفرديدة التدي يحلدم كدل انسدان فدي الحصدول عليهدا‪ ،‬فدالفرد هدو جدوهر القضدية‬
‫الوجودية التي عاشها سدارتر فدي كدل مواقفده االنسدانية والسياسدية التدي جعلدت مدن الوجوديدة مدذهبا‬
‫يعتنقه كل الشباب في منتصدف القدرن العشدرين وفدي كدل مكدان ‪ ،‬وعدن طدريقهم كاندت الفندون خيدر‬
‫منطقة للتعبير عن تلك المواقف االنسانية الكبيرة ومازالت ‪.‬‬

‫يرى سارتر ان هناك عالقة صحيحة بين مبدأ العدم وحرية االنسان " ان العدم يواجهني واندا‬
‫اتطلع الى المستقبل ‪ ،‬وفي مواجهة هدذا الحدوار مدن الطبيعدي ان اشدعر بدالقلق والكدرب الدذي يكشدفه‬
‫العدم ‪ ،‬وهدو برهدان علدى حريتدي "‪ 5‬وعلدى هدذا االسداس نجدده يسدقط كدل القديم والمعداني االخالقيدة‬

‫‪1‬‬
‫جللان غرانيي ل ‪ ،‬نياش ل ‪ ،‬ت‪ .‬علللى ابللو ملحللم ‪ ،‬ط‪ ،3‬مجللد المؤسسللة الجامديللة للد ارسللات والنشللر والاوزيللع ‪ ،‬بيللروت ‪ ،‬لبنللان ‪،2669 ،‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد سعيد العشماو ‪ ،‬تاريخ الوجودية في الفكر البشر ‪ ،‬الدار القومية للطباعة والنشر ‪ ،‬مصر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ل‪.‬ت‪ ،‬ص‪. 83‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ،2‬ط‪ ،3‬ذو القربى للنشر ‪ ،‬قم ‪ ،‬ايران ‪3121 ،‬هل ‪ ،‬ص‪.588‬‬ ‫للمزيد انظر‪:‬عبد الر من بدو ‪ ،‬موسوعة الفلسفة ‪،‬‬
‫‪4‬جان بول سارتر‪ ،‬الوجود والعدم ‪ ،‬ت ‪ .‬عبد الر من بدو ‪ ،‬ط‪ ،3‬منشورات دار االدال ‪ ،‬بيروت ‪ ،3811 ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ ،‬فلاالرادة سلاكون سللبية وقلوة اعلدام اذا كللان ينبغلي ان تكلون ريلة ‪.‬للمزيلد ينظلر ‪ :‬الوجلود والعلدم ‪ ،‬مصلدر سللاب ‪،‬‬ ‫اللى طا فلة " ا لوال الشلعور " الاللي يحلددها علالم اللنف‬ ‫*يقلول سلارتر انل ال يمكلن ان تناسل‬

‫ص‪.161‬‬

‫‪11‬‬
‫والموانع الدينية ‪ ،‬وهدذا مدا يشدير لده ( برديدائيف ) فهدو يدرى ان العدميدة الروسدية تنكدر هللا والدنفس‬
‫والروح والمعايير والقيم العليدا‪ ، 1‬وقدد تداثر بدذلك مدا يطلدق علديهم اسدم " العددميين " وبددأت ثدورتهم‬
‫داخل االسرة فاعترضوا علدى سدلطة االبداء وتحددوا العدرف االجتمداعي ‪ ،‬فالعدميدة انمدا هدي التمدرد‬
‫علددى القددوانين وكددل انددواع السددلطات والممنوعددات ‪ ،‬حيددث سددعت العدميددة الددى تحريددر االنسددان علددى‬
‫االرض ‪ ،‬وتحريدددر الكدددادحين مدددن عدددذاباتهم ‪ ،‬وتحطددديم الخرافدددة ‪ ،‬والمعدددايير التقليديدددة ‪ ،‬واالفكدددار‬
‫المرتفعة التي تسدتعبد االنسدان وتعدوق سدعادته ‪ ،‬والعدميدة تمدرد علدى مظدالم التداريخ وعلدى المدنيدة‬
‫الزائفة ‪ ،‬وتحريره من أي قيود كانت‪. 2‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫تمثالت الفكر الوجودي في النحت المعاصر‬
‫منطلقات الفكر الوجودي‪:‬‬

‫ينطلق الفكر الوجودي من التساؤالت االتية ‪:‬ماذا اكون ‪ ،‬ومن اكون ‪ ،‬كيدف ولمداذا ومدن ايدن‬
‫جئنا ‪ ،‬والى اين نمضي ؟ حيث انبثقت الوجودية معتمدة على تلك التساؤالت " فالوجودية ال تبدا من‬
‫الوجود كمقولة عامة ‪ ،‬بل منه كواقعة عينية متشخصة في فرد محددد فدالموجود البشدري يمتداز عدن‬
‫سائر الموجودات بان كل فرد ملقى في موقف وجودي معين خاص به ‪،‬ال احد يمكدن ان يحدل محلده‬
‫او يشاركه فيه ‪ ،‬انه فريد ‪ ،‬ال يجوز اعتباره عينة فدي فئدة "‪ ، 3‬وعلدى هدذا فدان للوجوديدة منطلقدات‬
‫تعد اساسا تستند عليها وتعتمد عليها في اي بحث يتأسس باسمها ‪ ،‬ويرى الباحث ان يتناولها محاورا‬
‫اياها على ضوء اشتغاالتها وتمثالتها في االتجاهات الفنية للنحت المعاصر ‪.‬‬

‫اختلددف البدداحثون فددي تحديددد الفتددرة الزمنيددة التددي تفصددل بددين فنددون الحداثددة ومددا بع دد الحداثددة‬
‫(التشكيل المعاصر)‪ ،‬فهي بدراي الفيلسدوف الفرنسدي (فرانسدوا اليوتدار)" ال يمكدن عدد فندون مدا بعدد‬
‫الحداثة بانهدا فئدة محدددة مدن االعمدال ‪ ،‬كونهدا ال تتحقدق اال فدي صدورة دائمدة المحاولدة لتددمير كدل‬
‫التقسيمات والتصنيفات واالفالت منها ‪ ،‬وفي حالة تشكيك جذري لكدل مداهو معدروف ومدالوف "‪، 4‬‬
‫فددي حددين يددرى الناقددد االمريكددي (فريدددريك جيمسددون ) " ان فنددون مابعددد الحداثددة تتوحددد رغددم تعدددد‬
‫مجاالتها واساليبها تحت شعار الرفض لما هو معترف به ومقنن "‪ 5‬وهندا كدان اهدم سدمات فندون مدا‬
‫بعد الحداثة هو غياب التجنيس عبر تداخل فنون الرسم و النحت والعمدارة ‪ ،‬وهدو مدا جعدل التشدكيل‬

‫‪5‬‬
‫كراساوف‪ ،‬سارتر ‪ ،‬ط‪ ، 3‬ت‪ :‬مجاهد عبد المنعم مجاهد ‪ ،‬دار الحكمة للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،2661 ،‬ص‪.55‬‬ ‫مري‬
‫للمزيللد انظر‪:‬نبيل رسللاد سللعيد‪ ،‬الفلسللفة الوجوديللة عنللد نيقلوال برديللا يف ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الشللؤون الدقاةيللة العامللة ‪ ،‬بغللداد ‪ ،‬الع لراق ‪،2661 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.52‬‬
‫‪2‬المصدر نفس ‪ ،‬ص‪. 51‬‬
‫‪3‬‬
‫يمني طريف الخولي ‪ ،‬الوجود الدينية ‪ ،‬دراسة في فلسفة بول تيليش ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار قباء ‪ ، 3889 ،‬ص ‪11 – 11‬‬
‫نك كي ‪ ،‬ما بعد الحداثة والفنون االدا ية ‪ ،‬تر‪ :‬نهاد اليحة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكاال ‪ ،‬ط‪ ،3888 ، 2‬ص‪.21‬‬ ‫‪4‬‬

‫فريدريك جيمسون ‪ ،‬مابعد الحداثة االساايكا والسياسة ‪ ،‬تر ‪:‬ماجي عوض هللا ‪ ،‬مجلة ابداع ‪ ،‬عد ‪ ، 3882 ، 33‬ص‪. 11‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪12‬‬
‫المعاصر ينأى بنفسه عن قوانين الفن ‪ ،‬حتى صار من الصعب التمييز بين الفن والدال فدن ‪ ،‬فمرحلدة‬
‫ما بعد الحداثة (التشكيل المعاصر ) تضدمنت بعدض المفداهيم التدي ادت الدى خلخلدة الثوابدت والسدائد‬
‫المتداول التي ارتكزت عليها فنون الحداثة وما قبلها ‪ ،‬فقد ظهرت اتجاهات فنية عرفت بال ( ‪anti‬‬
‫‪ ) art‬تقدف ضدد الفدن والعمدل الفندي وحتدى الفندان نفسده ‪ ،‬مثدل حركدة الفلدوكس و الدادئيدة الجديددة‬
‫والفنون المفاهيمية ‪ ،‬وغيرها من االتجاهات التي اعتمدت الرفض والخروج عن النسق المتداول في‬
‫الفنون ‪.‬‬

‫‪ – 1‬الوجود والعدم ‪-:‬‬

‫ازدرى الوجوديون بصورة عامة الوجود واستخفوا به ‪ ،‬واساس هذه الفكرة تنطلق من الوعي‬
‫االنساني التي تعتبر االنسان المتفرد في وعي كونه كائن فاني او ميت ‪ ،‬وهذا الوعي الذي تسلل الى‬
‫المشاعر واطر عواطفه ‪ ،‬جعل منه مشمئزا رافضا لكل القيم السائدة وما يتعالق بها من صور الحياة‬
‫بمادياتها وافكارها في االيقونات ‪ ،‬االمدر الدذي جعدل الفندان التشدكيلي ( المعاصدر ) بصدورة خاصدة‬
‫يتأثر بالكثير من تلك المفاهيم التي جداءت بهدا الوجوديدة التدي قوضدت الكثيدر مدن االسدس والمبدادئ‬
‫التي فرضت على االنسان مبدلة اياها بهدفها االساسي الذي يجعدل االولويدة (للفدرد) كقيمدة عليدا فدي‬
‫الوجود ‪ ،‬االمر الذي ادى الى ان تنعكس تلك المفاهيم واالفكار في المنجز الفني التشكيلي المعاصر‪،‬‬
‫إذن ما يحدد العمل الفني الوجودي هو ال واقعيته‪ ،‬بمعندى آخدر تحوالتده وثورتده الدائمدة عدن الواقدع‬
‫‪1‬‬
‫التي تتكشف ماهية الموجود محكوم بحرية الفنان "ومفترقا في االن نفسه عن أي محتوى حسدي "‬
‫‪ ،‬ولما كان الفن الوجودي مفترقا عن الواقدع ومتجداوزا عنده ‪ ،‬كدان انبثاقده مدن العددم مسدتجيبا لفعدل‬
‫التحرر مما هو خارج ومما هو داخل على حد سواء ‪ ،‬فاذا لم تتراء في العمل الفني تلك العدمية التي‬
‫تنفذ منه الحرية بحساسية وجودية رافضة لكل صور الحيداة الممكندة بقوانينهدا ‪ ،‬ال يمثدل ابدداعا فنيدا‬
‫وفق الرؤية الوجودية ‪ ،‬وهذا مدا نجدده فدي عمدل الفناندة االمريكيدة (اندا منددييتا) (المسدجى ‪) 1923‬‬
‫شكل (‪ ،)1‬والذي هو عبارة عن صورة فوتوغرافية إلتقطت لجثة إمرأة ميتة ومستلقاة على االرض‬
‫وجسدها مغطدى بقطعدة قمداش أبديض تظهدر عليده ن آثدار دمداء لتعطدي تدأثيرا واضدحا س لفكدرة القباحدة‬
‫واالستفزاز وصوال لتمجيد الال مألوف ‪ ،‬مطلقة صرخة الموت والخوف من نتائجه المجهولة والدذي‬
‫يعد حقيقة حتمية التكاد تفارق تفكير االنسان الوجودي بكيانه العدمي ‪ ،‬وهذا مايتجلى ايضا في عمل‬
‫الفنان ( جيم ليدي ) (االرض تتمددد صدارخة ‪ ) 2111‬شدكل (‪ )2‬والدذي اسدتعان الفندان فدي تنفيدذه‬
‫على مجموعة من الجمداجم والخدوذ والعظدام والهياكدل واجدزاء مدن الحيواندات ‪ ،‬فالعمدل بشدكل عدام‬
‫يوحي بما تؤول إليه الحياة‪ ،‬الموت في مغزاه ووقعه األعمق في الحروب التي تسرع بالعدم ‪ ،‬وكأنه‬
‫يريد القول إن هذا الم وت هو موت الحياة ‪ ،‬والحال التي صدار اإلنسدان فيهدا مجدرد بقايدا ‪ ،‬وهدذا مدا‬
‫نراه واضحا في عمل الفنانة االميركية (جوديث شي ‪( ) 2111‬بقايا ماجدلين) شكل (‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫جان بول سارتر‪ ،‬الاخي ‪ ،‬ت‪ .‬نظمي لوقة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكاال ‪ ،‬القاهرة‪ ،3892 ،‬ص‪. 366‬‬

‫‪13‬‬
‫شكل (‪)3‬‬ ‫شكل (‪)2‬‬ ‫شكل (‪)1‬‬

‫‪ - 2‬القلق واالغتراب ‪-:‬‬

‫ينجم القلق الوجودي (وهو غير القلق السيكولوجي )عن وعي مباشر لإلنسان بحتمية عدمده‬
‫او فناءه ‪ ،‬اي انه محكوم بوعي مفرط بالوجود ومدن ثدم الشدعور بازدرائده ورفضده بحكدم وعدي‬
‫حتمية العدم او الفناء ‪ ،‬اذ ان القلق منبثق من وعي مفرط بان "الوجود عبث وانه غير ذي معنى‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬اي ان الشعور بالقلق ليس من كائن فظ ‪ ،‬بل كائن يفكر في طبيعة بؤسه "‬

‫لقد أعطى هيغدل لموضدوع االغتدراب أهميدة كبيدرة فهدو أول مدن اسدتخدم فدي فلسدفته هدذا‬
‫المصطلح استخداما منهجيا مقصودا ومفصال ‪ ، 2.‬فاالغتراب عند(هيغل) يأتي من تيهان الدروح‬
‫خارج الذات التي طور فكرتها و عكسها بشكل واضح في تفسيراته المثالية االغترابية في العالم‬
‫الموضوعي ويعدده (الدروح المغتربدة) ‪ ،‬إن البحدث عدن دواعدي االغتدراب يفضدي الدى اكتشداف‬
‫أسباب تقف وراء الشدعور بالغربدة ‪ ،‬وينشدا هدذا الشدعور عدادة نتيجدة إفدرازات الحيداة ومشدكالها‬
‫وأزمددات العصددر التددي يتولددد عنهددا هددذا الشددعور‪ ،‬ولعددل مددن أهددم دوافددع االغتددراب النزاعددات‬
‫والصراعات السياسية وما ينجم عنها من قهر‪ ،‬وتعسف‪ ،‬وعجدز ‪ .3‬وهندا ينشدأ االغتدراب نتيجدة‬
‫الشعور باالنقياد والخضوع لسلطة استبدادية تفرض علية الطاعة العمياء‪ ،‬وهذا يؤدي إلى إلغداء‬
‫الشخصية الحقيقية للفرد‪ ،‬نتيجة االهمدال وعددم المشداركة فدي صدنع القدرار فدي مجريدات الحيداة‬
‫العامة للمجتمع‪ ،‬وبذلك يدخل في عملية اغتراب ذاتي أي إن شخصيته تغتدرب عنده وتصدبح بيدد‬
‫السلطة‪ " ،‬إن مثل هذا االنقياد االعمى من شانه أن يثير في اإلنسان شعورا بالقهر‪ ،‬وال يسدتطيع‬
‫تحقيق وجوده بوصفه إنسان يواجه مشكال عصره‪ ،‬وأزماته‪ ،‬ووعيه‪ ،‬واكتشافه للتناقضات التدي‬
‫تسود المجتمع من دون أن يكون قادرا على إصالح الوضع المغلوط بسبب القهر السياسي"‪. 4‬‬

‫وقددد يفهددم االغتددراب فددي (الفددن الحددديث) علددى أندده "اسددتجابة فنيددة وتحليليددة نفسددية دالددة فددي‬
‫مواجهة صدمة واقعية خاصة بالحداثة ‪ ،‬وهي صدمة ازداد تعقيدها من خالل ذلدك التكدرار غيدر‬
‫المعقددول كددالفزع‪ ،‬والرعددب عبددر العددالم الغريددب‪ ،‬بفعددل الحددروب العالميددة واإلقليميددة المتكددررة‪،‬‬

‫هنر سيمون بيير ‪ .‬الفكر والااريخ ‪ ،‬تر ‪:‬عادل العلو ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬دار االدال الفنون ‪ ،‬ص‪. 166‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫للمزيد انظر‪:‬يوسف كرم‪ ،‬الفلسفة اليونانية‪ :‬دار القلم‪ ،‬القاھرة‪، ٤٧٩١ ،‬ص‪٩١‬‬
‫‪3‬‬
‫للمزيد انظر‪:‬ابراهيم الفيومي‪،‬ابن باج وفلسفة االغارال‪ ،‬ط‪، ٤‬دار الجي ‪ ،‬بيروت‪، ٤٧١١ ،‬ص‪٧٩‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬لبنان‪، ٩٠٠٤ ،‬ص‪11‬‬ ‫سالم بيطار‪ ،‬اغارال اإلنسان و ريا ‪ ،‬المؤسسة الحديدة للكاال‪ ،‬طرابل‬

‫‪19‬‬
‫والتوزيددددع الغيددددر العددددادل للثددددروة‪ ،‬وكددددل مددددا مددددن شددددأنه أن يزيددددد مددددن أعددددداد المشددددردين‬
‫والمغتددربين"‪، 1‬وبددذلك يكددون القلددق مؤديددا الددى االغتددراب عبددر نبددذ كددل أشددكال التقاليددد والقدديم‬
‫واألعراف القديمة واستهجان الواقع المعاش المتأثر بالحرب وما خلفته من تفكك‪ ،‬و هدم للنفس‪،‬‬
‫وتهديددد مسددتمر يرافقدده حالددة مددن القلددق وعدددم االسددتقرار‪ ،‬وبهددذا جدداء النتدداج الفنددي ثددائرا رافضددا‬
‫المجتمع واللغة والمقدسات وقواعدد العقدل والثقافدة ‪ ،‬وهدذا مدايتجلى واضدحا فدي اعمدال (سدوبود‬
‫غوبتا) (قناع الغاز ‪ ) 2118‬شكل (‪ ، ) 1‬وهو عبدارة راس النسدان يلدبس قنداع غداز مكدون مدن‬
‫العديد من االواني القديمة ‪ ،‬اذ عبر الفنان عن الخوف الددائم والقلدق مدن الفنداء الدذي يشدغل فكدر‬
‫االنسددان الوجددودي ‪ ،‬اذ ان القندداع يخفددي وجهددا انسددانيا مهدددد بالفندداء فددي اي لحظددة ‪ ،‬واسددتدعى‬
‫(غوبتا) تلك االواندي ليظهدر لندا عبثيدة الوجدود باشدتغاالت غرائبيدة فدي ايصدال مفهدوم الخطداب‬
‫البصري الرمزي لطروحات النحت المعاصر التي اتسمت بالتمرد والقلق االنساني كونه مخلوق‬
‫يائس و ضعيف يعاني اغترابه ويواجه الفناء من مهالك الحروب والكوارث في اي لحظة ‪ ،‬ولو‬
‫امعنا النظر في عمل الفنان (جدانتر بدريس) )‪ )1961action ana‬شدكل (‪ ، )5‬حيدث وظدف‬
‫الفنان جسده نائما في زاوية غرفة اشبه بوضعية الجنين في رحدم امده مسدتعينا بدبعض اللفافدات‬
‫الطبية التي غطى بها جسمه ملونا اياها بلون رمادي في اشارة منه الى اغتراب وقلق واضدحين‬
‫جدددا فددي محاولددة لجددذب االنتبدداه الددى حجددم المعاندداة الددى حيدداة الغددرب المعاصددرة ‪ ،‬فضددال عددن‬
‫انعكاس االنا الداخلية بكل انفعاالتها وهواجسها عبر الحركة التي اتخذها لتبرز كوامنه الداخليدة‬
‫‪ ،‬ووصوال الى عمل الفنان االمريكي (ماثيو موناهام) (أطراف الشبح ‪ )2118‬شكل (‪ ،)6‬وهدو‬
‫يجسد شخصية إنسانية مجردة ومشوهة تمثل رأس متخسدف ويدد مقطوعدة مسدتهدفا بهدذا رفدض‬
‫وضرب المرجعيات الجمالية والمنطقية السيما الموروث الفكري االغريقي ‪ ،‬فأسس العمل على‬
‫تشددويه الددرأس الددذي يعددود الددى سددقراط ‪،‬مظهددرا مقدددار الدددمار والخددراب الددذي يشددوب الحضددارة‬
‫المعاصرة الهشة والتي تقوم على الترميم وشد أجزائها المنهدارة اصدالس بفعدل الحدروب والخدوف‬
‫مددن شددبح تلددك الحددروب لددذا‪ ،‬يكتسددب هددذا العمددل مرجعياتدده الفكريددة والنفسددية واالجتماعيددة عبددر‬
‫مقاومدددة العقدددل والندددزوع للعدميدددة والتفكيدددك ‪ ،‬وحملددده ألبعددداد نفسدددية تثيدددر العدوانيدددة والقلدددق‬
‫واالضطراب والرعب واالغتراب أو يعلن المواجهة لتداعيات السياسة والسلطة واستالب حقوق‬
‫اإلنسان في عالم تسيطر عليه ثقافة السوق واالستهالك‪.‬‬

‫وعلدددى هدددذا التأسددديس فدددان االغتدددراب الوجدددودي لددديس اغتدددراب سددديكولوجي بدددل اغتدددراب‬
‫انطولوجي ابستيمولوجي ‪" ،‬أي اعتصار الدذات مدن الوجدود بدوعي ماهيدة البندى السداحقة للدذات‬
‫وبنيتهددا وعوارضددها ‪ ،‬ومددن ثددم اغتددراب وعيهددا عددن القددوى المتحكمددة بددالوجود ‪ ،‬وبفعددل اداة‬
‫االغتددراب الوجوديددة التددي تتجسددد بتلددك المشدداعر المنبثقددة مددن الددذات باعماقهددا يتحقددق الددرفض‬
‫واالزدراء الوجودي الذي في بعضه ثائر ومشاكس"‪. 2‬وبهذا فان االغتراب في الفن هو نوع من‬
‫انواع الرفض للقوى المهيمنة للوجود الزائف ورفض للسدائد والمتدداول ‪ ،‬والفندان الوجدودي هدو‬
‫كائن رافض وبالتالي هو كائن مغترب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الشيخ‪ ،‬وياسر الطا ر ‪ :‬مقاربات في الحداثة وما بعد الحداثة‪ ،‬دار الطليعة للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،٤٧٧١ ،‬ص‪.٤٩‬‬
‫نج للم عب للد ي للدر ‪ .‬محاتل لرات القي للت عل للى طلب للة الماجس للاير‪ ،‬الفك للر الفلس للفي الوج للود ‪ ،‬كلي للة الفن للون الجميل للة ‪ ،‬بغ للداد ‪– 2631 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.2635‬‬

‫‪15‬‬
‫شكل (‪)6‬‬ ‫شكل (‪)5‬‬ ‫شكل (‪)1‬‬

‫‪ - 3‬الحرية واالختيار ‪-:‬‬

‫إن مفهوم الحرية قديم قندم الوعي اإلنساني ‪ ،‬فاإلنسان يعيش دائمدا س فدي عالمده المحسدوس ‪،‬‬
‫واسددلوبه فددي االسددتجابة إلددى مواقددف و ُمعطيددات العددالم الددواقعي يُش د ّكل مددديات حريتدده ‪ ،‬فمفهددوم‬
‫الحرية ومعناها ظل على مدى تاريخه الطويل مرتبطا س بنوع من الحركة الناقدة التي تسعى دائمدا س‬
‫إلى االصطدام بالمراكز ال ُمهيمنة على الواقع الحياتي " فاالنسان الحر فدي نظدر الماركسدي وفدي‬
‫نظر المسيحي هو الذي ينجز ذاته بانكار فرديته وطبيعته الناقصة من اجل طبيعتده الكاملدة " ‪،1‬‬
‫لددذا فقددد انطلقددت فكددرة الحريددة الوجوديددة مددن فكددرة الخددالص مددن تلددك القددوى التددي تقددزم الددذات‬
‫وتسح قها ايا كانت هذه الهيمنة ‪ ،‬وتاتي بصيغة او نظم ابتداءا مدن الميتافيزيقدا وانتهداءا بالسياسدة‬
‫وعسكرة المجتمع وما بينهما من قيم اخالقية وسطوا مجتمعيا ‪ ،‬كلها تعد كوابح لحرية االنسان ‪،‬‬
‫حيددث يددرى ( فوكددو ) ‪ .‬أن المجتمعددات الحديثددة هددي مجتمعددات حريددة ‪ ،‬أمقتددت مفهددوم المنددع‬
‫والتحريم ‪ ،‬وأتاحت – عن طيب خاطر – للمجتمع ال ُمتعة والمعرفة‪. 2‬‬

‫إن فكددرة الحريددة فددي الفددن الوجددودي تسددعى إلددى تحطدديم ومتزيددق االقيسددة والمعددايير الجماليددة‬
‫المتداولددة كافددة‪ ،‬ومددن ثددم الشددروع ب قامددة وتأسدديس أقيسددة ومعددايير جديدددة مسددايرة لحالددة القلددق‬
‫والشددعور بالفندداء والعدددم "فددالتمرد عنددد (كددامي ) تجربددة فرديددة أقددرب مددا تكددون الددى حالددة القلددق‬
‫‪3‬‬
‫الصادر عن مواجهة عامل ال معنى له ‪ ،‬عامل عبثي ال معقول"‬

‫ومدددن أخصدددب الطروحدددات التدددي تناولدددت عالقدددة الحريدددة بدددالوجود ‪ ،‬هدددي طروحدددات‬
‫( الوجوديدددددة ) ‪ ،‬فقدددددد أوضدددددح ( كريكجدددددارد ) " أن الوجدددددود اإلنسددددداني والحريدددددة تعبيدددددران‬
‫مترادفان "‪ . 4‬كذلك يتفق ورأي ( سارتر ) ‪ ،‬الذي ذهب إلى أن الحرية تتجسد بوساطة الصراع‬
‫القائم بين الذوات ‪ ،‬أي بين ( األنا ) و ( اآلخر ) ‪ ،‬مما أتاح لنظرية التفكيك في االنبثاق فيما بعد‬
‫‪ ،‬ومن هذا المنطلق فان الفن والحرية متالزمان فعالس وممارسدةس ‪ ،‬كالهمدا يُشد ّكالن ضدرورة مدن‬

‫االعلى لرعاية الفنون واالدل ‪ ،‬ص ‪. 335‬‬ ‫هنر سيمون بيير‪ ،‬الفكر والااريخ ‪ ،‬تر ‪ :‬عادل العوا ‪ ،‬المجل‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫للمزيد انظر‪:‬طالل معال‪ ،‬جسد ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار السندباد للنشر ‪ ،‬عمان – األردن ‪ ، 3888 ،‬ص ‪. 361‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اميرة لمي مطر ‪ ،‬في فلسفة الجمال ‪ ،‬دار الدقافة للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 3811 ،‬ص ‪. 211‬‬
‫اللوطني للدقافلة والفنلون واآلدال ‪ ،‬الكويلت ‪ ، 3892 ،‬ص‬ ‫جون ماكور ‪ ،‬الوجودية ‪ ،‬ت ‪ :‬إمام عبد الفااح ‪ ،‬م ‪ :‬فؤاد زكريا ‪ ،‬المجلل‬ ‫‪4‬‬

‫‪. 251‬‬

‫‪14‬‬
‫ضرورات الذات اإلنسانية في حوارها المعرفي والوجداني مع الوجود ‪ ،‬فقد استوعب الفن جانبا س‬
‫بتفرد وحرية في الرؤية ‪ ،‬ال ترتكز على‬ ‫من صور الوجود ‪ ،‬بأبعاده الروحية والمادية ‪ ،‬وحظي ّ‬
‫منطقيّة العقل أو القياس العلمي االستداللي ‪ ،‬إذ إن " النظرة الجمالية لألشياء ال تحتاج إلى تحليل‬
‫سرها ‪ ،‬وال القانون الغائي يُعلّلها "‪ ، 1‬وبهذا فقد الغت فنون ما‬ ‫أو تبرير ‪ ،‬فال القانون الطبيعي يُف ّ‬
‫بعد الحداثة الخامة واالسدلوب والقديم الجماليدة فدي معظدم النتاجدات الفنيدة خاضدعة لحريدة الفندان‬
‫الكاملة في توظيف نتاجات بعيدة عدن القديم واالخدالق والقدوانين التدي تحكدم الفدن ‪ ،‬وبالتدالي فقدد‬
‫تحول كل شيء في فندون مدا بعدد الحداثدة ( التشدكيل المعاصدر ) الدى فدن ‪ ،‬ابتدداءا بعلدب الغدائط‬
‫( لمانزوني ) او القاعة الفارغة ( لدانيال بورين ) وانتهاءا بالمخلفات االدمية والمواد المستهلكة‬
‫‪ ،‬وبذلك نجد ان الفكر الذاتي اثر على نحو واسع في نتاجات ما بعد الحداثة ( التشكيل المعاصدر‬
‫)‪ .‬بددل ان اغلددب النتاجددات الفنيددة انبثقددت مددن ذاتيددة الفنددان ‪ ،‬تشددكل الحريددة مبعددث التحددول فددي‬
‫الوجودية كما يراها (برديائيف) في التحول من خالل الثورة على كل شيء وعلى كل نظام‪ ..‬قد‬
‫يكون مياال للتحول عبر مقولته" انبثق الدافع الثوري لدي نتيجة عجدزي الفطدري عدن الخضدوع‬
‫لنظام هذا العالم واالنصياع لمطالبه" ‪ ،2‬وبدوره يصف سدارتر ان ذاتيدة الفدرد ال تتحقدق اال مدن‬
‫خالل مفهوم الحرية ‪ ،‬الن " الوجود الحقيقي هو وجود الفردية ‪ ،‬والفردية هي الذاتيدة ‪ ،‬والذاتيدة‬
‫تقتضي الحرية "‪ ،3‬فالحرية تنعكس في نتاجات التشدكيل المعاصدر ونجددها بوضدوح فدي اعمدال‬
‫(ايكور ماير) (عدري ‪ )2001 () 13‬شدكل (‪)2‬والدذي يعبدر فيده عدن حداالت المأسداة والمعانداة‬
‫يصدور لندا ( مداير ) تمثداالس صدلدا س‬
‫ّ‬ ‫التي يعاني منها االنسان في نزوعه نحو حريته المسدلوبة ‪ ،‬اذ‬
‫المرأة عارية تحاول أن تتخلص من الطبيعة المادية لتنتهدي إلدى الطبيعدة البشدرية‪ ،‬فأصدبح الفدن‬
‫المعاصددر ال يشددترط الخامددة أو معددايير أو مقدداييس خددارج نطدداق اشددتغاالته ‪ ،‬فدداألخالق وحتددى‬
‫المعدايير الجماليددة ال تددخل ضددمن محددددات أو قيدود الفنددان ‪ ،‬وهدذا مددانراه جليددا فدي عمددل الفنددان‬
‫(ستيالرس) (حدث لروك المعلق)( ‪ ).1981‬شكل (‪ ، )8‬والذي يتسم بالسدكون وانعددام الحركدة‬
‫فهو مكون من جسد شخص تجرد من مالبسه كاملدة ‪ ،‬ثدم قدام بغدرس مجموعدة سدنارات خاصدة‬
‫بصيد األسماك في جسدده وهدي موزعدة علدى رجليده وبطنده وصددره ومشددودة فدي حبدال فدي‬
‫محاولددة مندده لرفددع هددذا الجسددد فددي الفضدداء ‪ ،‬ثددم أحدداط الفنددان (سددتيالرس) هددذا الجسددد العدداري‬
‫بمجموعة من الكتل الصخرية وجعلها معلقدة أيضدا س ن بحبدال لتبقدى عائمدة فدي فضداء الغرفدة‪ .‬لقدد‬
‫عمددل (سددتيالرس) علددى تشددكيل هددذا العمددل بهددذه الطريقددة واصددفا س ُ ايدداه بأندده جسددد مبددك محدداوال‬
‫اعطاءه صورة سلبية وإحاطته بالكتل الصخرية التي تحد حريته وتقدوض ذاتيتده بطريقدة مفعمدة‬
‫بالغرابة ‪ ،‬كنوع من االحتجاج على نمط الحياة المعاصرة والمجتمع وتوجهاته التكنولوجية التدي‬
‫قوضت من حركة اإلنسان وحريته‪.‬‬

‫وهنا تتضافر جهود ( بييرو مانزوني (‪ ،‬والذي مثّدل نشداطه همدزة الوصدل مدا بدين عدميدة‬
‫الدادائيددة بكددل مراحلهددا ‪ ،‬وعدميددة الفددن المفدداهيمي‪ ، ، 4‬حيددث هدداجم ( مددانزوني ) سددلطة الفددن‬
‫وادعاءاته ‪ ،‬ب عالء شأن اإلنسدان إلدى مسدتوى ( الفدن – العمدل ) ‪ ،‬وعددّه فندا س لكدل كدائن وكدذلك‬

‫محمود‪ ،‬الشرق والفنان ‪ ،‬دار الشؤون الدقاةية العامة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ل ت ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬ ‫زكي نجي‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫فؤاد زكريا‪ ،‬آراء نقدية في مشكالت الفكر والدقافة‪ ،‬مطابع الهيئة المصرية للكاال‪ ،‬القاهرة‪، 3816 ،‬ص ‪161‬‬
‫‪3‬‬
‫انساني ‪ ،‬دار مكابة الحياة ‪ ،‬دت ‪ ،‬ص ‪. 28‬‬ ‫جان بول سارتر ‪ ،‬الوجودية مذه‬
‫‪4‬‬
‫للمزيد انظر‪:‬محمود امهز‪ ،‬الفن الاشكيلي المعاار ‪ ،‬دار المدلث للاصميم والطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ،3893 ،‬ص ‪. 288‬‬

‫‪12‬‬
‫العالم ‪ ،‬وفي هذه الحالة حيث أن كل إنسان هو فنان ( وهذا ما يذكرنا بالسفسطائيين ) ‪ ،‬ف ن كدل‬
‫ما ينتج عنه أو يخرج منه هو عمل فني‪ ، 1‬وهدو مدا دفعده فدي عملده (بدراز فندان )إلدى أن يضدع‬
‫برازه في علب معدنية ويعرضها للبيع ‪ ،‬بعد أن كتب عليها ( فضالت فنان المحتدوى الصدافي (‬
‫‪ 31‬غم ) محفوظة بشكل طبيعدي) شدكل (‪ ،)9‬وفدي مكدان آخدر تحمدل علبدة تحمدل توقيدع الفندان‬
‫ورقمها ‪ ،‬ألن هذه العلب مرق ّمة خشية التزوير مبادئ التي تحكم الفكر البشري عن طريق تمثيل‬
‫حاالت الرفض واالزدراء من الوجود ومن قوانينه الصارمة التي فرضت على العقل البشري‬

‫وهكذا نجد ان الوجودية تؤكد الحرية على اساس توصيفها لإلنسان "اذ منه تدنعكس اشدكال‬
‫الوجود بين صورة العالم الموضوعي الذي يعيشه ‪ ،‬وصورة االمل المفترض الذي ال يخلدو مدن‬
‫مؤسسات ‪ ،‬ومن صورة الزمان والمكان ‪ ،‬هذه االفكار التي ال تخلو مدن مرجعيدات متأصدلة فدي‬
‫الفكر اليوناني مرورا بالفكر (الكانتي) وظاهرية (هوسلر) و نجدها توكد فكرة الحرية على فكرة‬
‫عد االنسان قيمة عليا للوجود ‪ ،‬اال ان االنسان الذي يعي وجوده البد ان يعي مأسداته فدي حتميدة‬
‫‪2‬‬
‫فناءه وعدمه الذي ال مفر منه"‬

‫شكل (‪)9‬‬ ‫شكل (‪)8‬‬ ‫شكل (‪)2‬‬


‫من هنا يرى الباحث إن الفكر الوجودي سعى الى مهاجمة كل القديم السدائدة التدي كاندت سدببا س‬
‫رئيسيا س في معاناة وشقاء اإلنسان ‪ ،‬وأعلنت عن عبثيدة العقدل والمنطدق والعلدم وأشدهرت إفالسدها‬
‫جميعا ‪ ،‬وحجتها في ذلك أنها كلها فشلت في الحيلولة دون وقوع وانددالع الحدرب ‪ ،‬بدل بدالعكس‬
‫عمل ت على إطالتها وزيادة كوارثها لذلك قد نسدفت فكدرة الفدن مدن أساسدها لقناعتهدا بدان الحقيقدة‬
‫تكمن في العملية التي يخوضها الفنان أكثر منها في األثر الدذي يتركده ‪ ،‬وبهدذا ‪ ،‬نجدد ان نحداتي‬
‫المعاصرة سعوا نتيجة لتلك الدوافع والمبررات إلى مخالفة الواقع ‪ ،‬من خالل نزوعهم التحريفي‬
‫والتحول أحيانا بموجب حاجة سيكولوجية ‪ ،‬تقتدرن نوعدا مدا والمدذاهب التقدميدة المتحدررة ‪ ،‬بدل‬
‫والثدائرة علدى القديم التقليديدة السدالفة مدن خدالل تحويدل الواقدع للتعبيدر عدن هدواجس الدنفس بغيدة‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬المصدر الساب نفس ‪ ،‬ص ‪. 281‬‬
‫نجم يدر واخرون ‪ .‬دراسات في فلسفة الجمال ‪ ،‬االردن ‪ ،‬دار مجدالو للنشر والاوزيع ‪ ، 2661 ،‬ص‪. 353‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫التوصل لغايات جمالية صرفة ‪،‬والبحث عدن آليدات ابداعيدة متحدررة يسدعى النحدات مدن خاللهدا‬
‫إلى تحقيق وجوديته الفردية وذاتيته النخبوية ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫إجراءات البـحث‬
‫مجتمع البحث‪-:‬‬
‫يشتمل مجتمع البحث على التشكيالت النحتية التي انطوت ضمن التيار الوجودي ضمن‬
‫حدود البحث( ‪.) 2112-1918‬‬

‫عينة البحث‪-:‬‬

‫تم تعيين عينة البحث بصورة قصدية من مجمل المنجزات النحتية التي تضمنت تاثير التيار‬
‫الوجودي وشملت اعمال ثالث نحاتين‪:‬‬

‫‪ -1‬ثالثة رجال يمشون‪ ،1918،‬البرتو جاكومتي‪.‬‬


‫‪ -2‬الفائز االخير‪ ،2116،‬جيفورج تاديوسيان‪.‬‬
‫‪ -3‬تكوين نحتي‪ ،2112،‬براك كي بيانك‪.‬‬

‫منهج البحث‪ -:‬تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫عينة رقم(‪)1‬‬
‫العمل ‪:‬ثالثة رجال يمشون‬
‫سنة األنجاز ‪1184 :‬‬
‫الفنان‪:‬البرتو جاكومتي‬

‫يمثل الشكل النحتي في صياغته التركيبية ثالثة رجال‬


‫يمشون في الطريق ولكل واحد طريق يختلف عن‬
‫االخر بدت االشكال باستطالة واضحة وبشكل تجريدي‬
‫ومختزل من الراس وحتى الجسد باكمله وقد تم تثبيتهم‬
‫على قاعدة برونزية مربعة الشكل‪.‬‬
‫تعكس اعمال النحات جاكو متي تاثره بالفكر الوجودي‬
‫وبافكار سارتر خصوصا ‪.‬‬
‫فهذه االشكال مثلت بوضوح العالم الداخلي الذي يعيشه‬
‫النحات تظهر فيه االشكال وهي تعكس الحياة الهشة‬
‫والمفككة الجساد عارية ذات هموم مختلفة وعديدة‪.‬‬
‫ثالثة رجال يتحرك كل واحد ضمن وجهه مختلفة‬
‫وكانه اليوجد مكان معين يتوجهون نحوه وال توجد أي‬
‫فكرة ضمن حركتهم فنرى تارة يلتقون ومره اخرى كل واحد من هذه االشكال تكون ضمن‬
‫حركه معاكسة للشكل االخر مما يعطي معنى لالغتراب والقلق الذي كثيرا متناوله النحات في‬
‫اغلي اعماله النحتية‪.‬‬
‫وعى جاكومتي لصعوبة تمثيل هيئة االنسان بشكله الطبيعي النه يغير على الدوام من سلوكه‬
‫وتصرفاته ومالمح وجهه وحتى طريقة تفكيره واعطى لتماثيله طابع مختلف وهو بانها تبدو‬
‫حاضرة غائبة فاستطالت االجساد واصبحت بمعالم غير محددة وغير واضحة وهذا السكون‬
‫الذي يبدو على الجسد يعطي نوع من الثبات واحيانا نوع من التناقض بين الثبات والحركة‪ ،‬فقد‬
‫احاط شخصياته باطار ذات غموض مبهم فهو يتوجه بخطاب من نوع اخر يمكن ان نتلمسه من‬
‫خالل المحتوى الرمزي له يبدو ظاهرا من خالل الشكل وتوظيفه بطريقة تعبر بشكل او باخر‬
‫عن نوع خاص من الحياة محاوله منه الظهار الشكل الخاص والمميز للخطاب البصري ‪،‬حيث‬
‫إبتكر الفنان طريقة التنفيذ بما يشبه األثر على سطح البرونز مما يكسب العمل طاقة تعبيرية الى‬
‫جانب المحتوى الرمزي للعمل وجدة الخطاب ذو المحتوى الرمزي للعمل‪ .‬بطريقة أصلية‬
‫ومتفردة‪ .‬تبين كيفية التعبير عن حالة القلق وحالة الغتراب إلظهار الجسد بهذا الشكل محققا س‬
‫مجموعة من اإلختزاالت جعلت الشكل هنا غي مألوفا س ومميزا وبطريقة اختزالية‪.‬‬
‫حيث يتحول الفنان الى تشكيل أكثر تبسيطا س وتجريدا مع اإلحتفاظ بالطريقة ب ظهار الشكل‬
‫والمرونة واإلنسيابية بما يخص وسيلة التعبير الخاصة بالفنان عاكسا حالة التهميش واالغتراب‬
‫التي ظهرت في اغلب اعماله‪.‬‬
‫نرى فيهذا المنجز النحتي بان الحركة التي يقوم بها هؤالء االشخاص تجعلهم يعتقدون بان كل‬
‫واحد منهم اتجاهه هو االصوب ‪ ،‬إال إنهم في مركز واحد هو مركز (( األنا)) أو الذات‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫عينة رقم(‪)2‬‬
‫العمل‪ :‬الفائز االخير‬
‫سنة االنجاز‪2112:‬‬
‫الفنان‪:‬جيفورج تاديوسيان‬

‫يمثل المنجز النحتي هيئة لرجل بوضعية الجلوس‬


‫وذات راس مختزل خالي من التفاصيل وبجذع‬
‫منحني قليال الى االمام والى االسفل وبذراعان‬
‫طويلة خالية هي االخرى من التفاصيل والتشريح‬
‫ويبدو الجسد ذات استطاله ينتهي بوضعية الجلوس‬
‫على قاعدة مربعة الشكل يبدو الاكوين العام للامدال‬
‫البرونز بشك مساقر وال ُيظهر أية ركة أو فع ‪،‬‬
‫واإلنشاء مغل مكافيا بنفس ‪ ،‬أسلول العم اقرل‬
‫إلى الواقع‪ ،‬فهو يمالك ك مقومات الشك اإلنساني‬
‫الواقعي ‪ ،‬يبدو على هذه الهيئة نوع من االنكسار والخذالن اى وان بدت المالمح غير واتحة‬
‫كنوع من العدم والذات المتشائمة ‪ ،‬وا اوى الامدال على فضاء داخلي ونافذ للكالة الصلدة‪ .‬أما‬
‫معالجة بطريقة ظهرت فيها الاعرجات وقد يبدو واتحا وذلك لما‬ ‫فقد كانت سطو‬ ‫الملم‬
‫تارك من خطوط بارزة نوعا ما و غا رة قليال على سطوح الامدال‪.‬‬
‫الحقيقة التي تثير فينا حسا س جماليا س وعاطفيا س المحتوى الفكري للخطاب النحتي فهنا تشكل الصورة‬
‫مشددهدا س يمثددل الحقيقيددة اإلنسددانية المعدمددة واليائسددة بعيدددا س عددن الصددور اإلنسددانية غيددر الحقيقيددة‬
‫والمصطنعة التي ال تعبر عن اإلنسان بصدق‪ .‬حقق الفنان ذلك للناظر إال أنها واضحة المعالم ال‬
‫بتفاصيلها بل بمعناها‪ ،‬فكان شكل التوظيف متداخل ليعطي قديم جماليدة ووظيفيدة إلبدراز الجاندب‬
‫الوجداني للطبيعة اإلنسانية فكان أداء المفردة الوظيفي عدامالس إيجابيدا س فدي إبدراز الطريقدة المثلدى‬
‫للتعبير عن هذا الياس والوجود والعدم ب لغاء تفاصيل الوجه والجسد وبالتعبير عن الشدكل العدام‬
‫للموضوع الفكرة الكلية للعمل وتوظيفها للخروج بشكل واضح المعالم ‪ ،‬حيث يشعر المشاهد بما‬
‫يميز هذا المنجز ومايوجد فيه من مشاعر واحاسيس فهو بدذلك يقددم العمدل الدذي يمتداز بالثبدات‬
‫من حيث إظهار الفكرة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫عينة رقم(‪)3‬‬
‫العمل ‪ :‬االنسان المجوف الفارغ‬
‫سنة األنجاز ‪2112 :‬‬
‫الفنان‪:‬براك كي بيونك‬

‫يتالف التكوين في هذا النموذج من عدة وحدات‬


‫شكلية قوامها اثنين من االشخاص ملثمين تتميز‬
‫بانها تقريبا متداخلة من الشخوص ‪،‬على الرغم‬
‫من منطقية الموضوع وواقعيته فاالشكال حقق‬
‫فيها النحات تحوال شكليا من خالل امتالء‬
‫االشكال وعدم وضوح التشريح وعدم تحقيق‬
‫النسب الطبيعية فيها ‪،‬فاالشكال حقق فيها النحات‬
‫تبسيطا واضحا كانها لم يسيطر على نسبها‪.‬‬
‫اعتمد النحات في هذا النموذج على بعض اوجه الموازنة بين الفضاءات المتحققة بين داخل‬
‫الجسد اضافة الى وجود ثقب في الوجوه وعدم وجود تفاصيل الوجه اعتمد النحات في هذا‬
‫النموذج عنصر المادة (الكتلة) وابراز دورها في التاثير وكذلك تاكيده على طبيعة العالقات‬
‫المتداخلة بين االشخاص والفضاءات‪.‬‬
‫اكد النحات في نموذجه هذا العالقة بين العناصر المكونة للعمل والسيما عناصر الخط والفضاء‬
‫واللون والملمس فالشكل عبارة عن عالقة شكلية بين اعضاء الجسم التي جاءت مجردة مؤسلبة‬
‫وبهيئة خطوط تقريبا وبين الفضاءات الناتجة بفعل الحركة التلقائية للشكل النحتي والذي يبدو‬
‫وكانه في حالة من التمرد ورغبه في التحرر كما بدت االيادي المرتفعة وكانها توحي بالخوف‬
‫من شيئ مع المحاولة للتحرر منه ‪،‬فبدا الثقب الذي في الوجه وكانه صرخة طغت على تفاصيل‬
‫الوجه الغير موجودة وكذلك عمد النحات هنا الى ابراز اثر او تاثير الملمس فهو على الرغم من‬
‫ذلك عمد الى اعطاء ملمس جديد لهذه الخامة‪ ،‬وتحقيق الملمس الصقيل نوعا ما ‪ ،‬فهذا العمل‬
‫النحتي جاء من خالل تخيل الفنان للمعاناة التي يشعر بها الفرد وحالة الجزع والهلع فـ (سارتر)‬
‫قال في نظريته العامة في الخيال بوصفه تلك الحرية التي تملك القدرة على رفع العالم ووضعه‬
‫في أن واحد‪ .‬ولهذا نجد سارتر يعرف الخيال فيقول أنه الوعي بأسره من حيث هو قادر على‬
‫تحقيق حريته‪ ،‬بمعنى ان الشعور من حيث هو قادر على تجاوز الواقع وفرض دعائمه الخاصة‬
‫على صميم بناء العالم الخارجي ولكن ما عسى أن يكون هذا (الالواقعي) الذي يتحدث عنه‬
‫سارتر حينما يشير الى الموضوع الجمالي بوصفة حقيقية متخيلة‪.‬يتضح أن سارتر يعطي أهمية‬
‫خاصة للخيال بوصفه حرية مطالة ودينامية في اشتراطات العمل الفني وان الخيال أيضا وعي‬
‫مميز وحر في بناءه بمفردات وعناصر واقعية‪.‬‬
‫والن الحرية فعل وأداء وسلوك واختيار‪ ،‬فهي بالنتيجة الموضوعية تصطدم مع مع األخر أو‬
‫مع المجتمع فهي رافضة بسلوك انفعالي في األعم األغلب‪ ،‬ويشوبها اليأس ومفعمة بدعواتها‬
‫إلى الخالص‪ ،‬وألن اليأس والخالص منظومتان متضادتان فأن النتيجة بهذا التضاد والتصارع‬
‫يشكل الشعور بالعدم‬

‫‪22‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫النتائج‬

‫تناولت االعمال فكرة الحرية والنضال من اجل تحقيقها ‪ ،‬حيث يكون المجموع‬ ‫‪-1‬‬
‫واقعا تحت قوة كبيرة ال يمكن تجاوزها اال من خالل التضحية والتحدي ‪ ،‬فااللم‬
‫الذي ينتقل فيه الفرد الى مرتبة اخرى من مراتب البحث عن الذات من خالل‬
‫الحرية يظهر حسا عدميا مكثفا‪.‬‬
‫عبر نحات ما بعد الحداثة عن توجهات وجودية واضحة وعالج موضوعة الموت‬ ‫‪-2‬‬
‫والفناء في اغلب االعمال التي تناولها محاوال الحصول على اجابة لسؤال االنسان‬
‫االول حول الوجود والفناء والفكرة انتظار لحظة العدم ‪ ،‬بما يشكل صلة النحات‬
‫بمتغيرات المجتمع الخطيرة والمعبرة عن تماسه المباشر بالصراع الذي تحياه ذاته‬
‫المتألمة والرافضة‪.‬‬
‫تميزت االعمال بالبساطة والتجريد العالي واعتمدت الجسد مسرحا للتعامل مع‬ ‫‪-3‬‬
‫تصورات الفنان الجمالية والفنية ‪ ،‬بما يشكل فرادة التجربة في هذا المجال‪.‬‬
‫للحرية الذاتية عند النحات المعاصر قوة وجودية تعبّر ع ّما يمكن تسميته بخلق‬ ‫‪-9‬‬
‫تتعرف فيه الذات على‬ ‫ّ‬ ‫الذات لذاتها ‪ ،‬وبهذا المعنى كان الفعل اإلبداعي وسيلة‬
‫إمكانياتها وقدراتها التي تحقق وجودها ‪.‬‬
‫اكد النحت المعاصر المحمل باألفكار الوجودية على ابراز االحساس بالفزع والهلع‬ ‫‪-5‬‬
‫عبر المعالجات الشكلية والمضامينية للصدمة والرعب كما عد القلق احد المحاور‬
‫المهمة للنحت المعاصر والذي يعد من افرازات الحياة المعاصرة‪.‬‬
‫مع النزعة المابعد حداثية والحرية في الفن ‪ ،‬بدأت رؤية الفنان للجمال تتخذ‬ ‫‪-4‬‬
‫مسارات مناهضة كليا س لكافّة الطروحات الكالسيكية السابقة في تاريخ الفن ‪ ،‬إذ بدأ‬
‫ينظر إلى الفن بوصفه فنا س قائما س بذاته ‪ ،‬يستمد تش ّكالته وتو ّجهاته من منطلق ذاتي ‪،‬‬
‫عبر عالقته بالموضوع الذي أخضعه إلحساسه الفردي الخاص ‪ ،‬وفلسفته الجمالية‬
‫للوجود‪.‬‬
‫ظهر التمرد والرفض بوصفهما مظهرا من مظاهر االغتراب في التشكيل‬ ‫‪-2‬‬
‫المعاصر من خالل شعور النحات باالنفصال عن المعايير القيمية ‪،‬والحضارية‪،‬‬
‫والتاريخية‪ ،‬واالجتماعية في شكل نزعة تدميريه تتجه إلى خارج ذاته وفي شكل‬
‫سلوك يتصف بالعنف والعدوانية ضد المجتمع ‪،‬ومعطياته الحضارية‪.‬‬
‫تناول النحات مفهوم الغثيان كشعور طبيعي يكشف عن انهيار النظم االيدلوجية‬ ‫‪-1‬‬
‫على وفق محموالت داللية تؤشر حالة التشوش المتدفق الذي يظهر باتجاه العالم‬
‫الواقعي‪ ،‬كتعبير عن الموقف الوجودي تجاه العالم المعدم المتمركز في قلب‬
‫مانحياه ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫اما اهم االستنتاجات التي جاء بها البحث‪:‬‬

‫‪ -1‬ادت االفكار الوجودية دورا حيويا بوصفها مرجعا فكريا ضاغطا في النحت‬
‫المعاصر‬
‫‪ -2‬هيمن الفكر الوجودي وبدا واضحا في اعمال النحاتين اذ تراءت مالمح االغتراب في‬
‫االتجاهات الفنية المابعد حداثية كاداة نقدية تكشف عن مساويء ومشكالت المجتمع‬
‫الغربي من خالل انفصال االنسان عن ذاته وعن االخرين‬
‫‪ -3‬تناول الفكر الوجودي في النحت المعاصر مظاهر االلم في صور المهمشين والشعبيين‬
‫والمنبوذين وإحاللهم كبديل لإلنسان الذي اسقط من المركز ‪ ،‬وتداعيات ذلك بالنزوع‬
‫نحو المهمش والمبتذل والعابر‪.‬‬
‫‪ -1‬كان لمظاهر العنف في اعمال النحت المعاصر بعدها النفسي الذي يثير القبح‬
‫واالشمئزاز والنفرة‪ ..‬وبذلك اسست إلى اإلطاحة بالقيم الجمالية والفنية‪،‬‬
‫مرسية بهذا مفاهيم الال جمالي والال فني‪ ،‬األمر الذي استبدل أسس التلقي من‬
‫المشوه والمقرف‪ ،‬والذي يتجسد‬
‫ّ‬ ‫تذوق الجميل الممتع ‪ ،‬إلى قبول واستساغة‬
‫عبر الشكل والتقنية واألسلوب والخامات والمضمون‪.‬‬
‫‪ -5‬اكد النحت المعاصر المحمل باألفكار الوجودية على ابراز االحساس بالفزع‬
‫والهلع عبر المعالجات الشكلية والمضامينية للصدمة والرعب كما عد القلق‬
‫احد المحاور المهمة للنحت المعاصر والذي يعد من افرازات الحياة‬
‫المعاصرة‬

‫‪-‬‬

‫‪29‬‬
‫المصادر‬
‫‪ -1‬القران الكريم‬
‫‪ - 2‬االب هنري بوالد اليسوعي ‪ :‬منطق الثالوث ‪ ،‬ط‪ ،1‬موسوعة المعرفة المسيحية ‪ ،‬دار‬
‫المشرق ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ب‪ .‬ت‪،‬‬
‫‪ - 3‬إبن منظور‪ :،‬لسان العرب‪ ،‬ج ‪ ،1‬دار المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬ب ‪ .‬ت‪،‬‬
‫‪ - 1‬االكويني ‪ ،‬توما ‪ :‬الوجود والماهية ‪ ،‬ت‪ :‬حسن حنفي ‪ ،‬مكتبة االنكلو المصرية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪، 1928‬‬
‫‪ - 5‬امام ‪ ،‬عبد الفتاح امام ‪ :‬كيركجارد رائد الوجودية ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الثقافة للطباعة والنشر ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،1982 ،‬‬
‫‪ - 6‬أمهز ‪ ،‬محمود ‪ :‬الفن التشكيلي المعاصر ‪ ،‬دار المثلث للتصميم والطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪،1981‬‬
‫‪ - 2‬اميرة حلمي مطر ‪ ،‬في فلسفة الجمال ‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪، 1921 ،‬‬
‫‪ - 8‬بدوي ‪ ،‬عبد الرحمن ‪ :‬موسوعة الفلسفة ‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط‪ ،1‬ذوي القربى للنشر ‪ ،‬قم ‪ ،‬ايران ‪،‬‬
‫‪1122‬هـ ‪،‬‬
‫‪ - 9‬البستاني ‪ ،‬فؤاد افرام ‪ :‬منجد الطالب ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار المشرق ‪ ،‬المطبعة الكاثوليكية ‪ ،‬بيروت‬
‫‪، 1986 ،‬‬
‫‪ - 11‬بلدي ‪ ،‬نجيب ‪ :‬ديكارت ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪ ،‬القاهرة ‪،1982 ،‬‬
‫‪ - 11‬بهنسي ‪ ،‬عفيف ‪ :‬الفن الحديث في األقطار العربية ‪ ،‬اليونسكو ‪، 1981 ،‬‬
‫‪ - 12‬بيطار‪ ،‬سالم ‪:‬اغتراب اإلنسان وحريته‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس ‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫‪١٠٠٢‬‬
‫‪ - 13‬بيير ‪ ،‬هنري سيمون ‪ .‬الفكر والتاريخ ‪ ،‬تر ‪ :‬عادل العوا ‪ ،‬المجلس االعلى لرعاية الفنون‬
‫واالدب ‪،‬‬
‫‪ - 11‬توماس ارفلين ‪ ،‬الوجودية ‪ ،‬ت‪:‬مروة عبد السالم ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الهنداوي ‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫‪، 2111‬‬
‫‪ - 15‬جبران مسعود ‪ ،‬رائد الطالب ‪،‬دار العلم للماليين ‪، 1966 ،‬‬
‫‪ - 16‬الحفني ‪ ،‬عبد المنعم ‪ .‬المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة ‪ ،‬ط‪ ،3‬مكتبة مدبولي ‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة ‪،2111 ،‬‬
‫‪ - 12‬الخولي ‪ ،‬يمني طريف ‪ .‬الوجود الدينية ‪ ،‬دراسة في فلسفة بول تيليش القاهرة ‪ ،‬دار قباء‬
‫‪، 1998 ،‬‬
‫‪ - 18‬الرازي ‪ ،‬ابو بكر ‪ :‬مختار الصحاح ‪ ،‬دار الرسالة ‪ ،‬الكويت ‪، 1983 ،‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ - 19‬الراغب األصفهاني‪ ،‬أبو القاسم الحسين بن محمد ‪ :‬معجم مفردات ألفاظ القرآن ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،2118 ،‬‬
‫‪ - 21‬رمضان ‪ ،‬عبد العظيم ‪ :‬تاريخ اوربا العالم الحديث ‪ ،‬ج‪ ،2‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪،‬‬
‫القاهرة ‪،1992 ،‬‬
‫‪ - 21‬الزبيدي‪ ،‬محمد مرتضى الحسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬ج ‪ ،13‬مطبعة‬
‫حكومة الكويت‪ ،‬الكويت‪،1921 ،‬‬
‫‪ - 22‬سارتر ‪ ،‬جان بول‪ .‬الوجود والعدم ‪ ،‬ت ‪ .‬عبد الرحمن بدوي ‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات دار‬
‫االداب ‪ ،‬بيروت ‪،1966 ،‬‬
‫‪ ، --------------- - 23‬الوجودية مذهب انساني ‪ ،‬ت حنا داميان ‪ ،‬دار بيروت للطباعة والنشر‬
‫‪ ،‬بيروت ‪، 1951 ،‬‬
‫‪ ------------- - 21‬وآخرون ‪:‬الخبرة الجمالية (دراسة في فلسفة الجمال الظاهراتية) ‪ ،‬دار‬
‫المعارف للنشر‪،1982 ،‬‬
‫‪ ،------------- - 25‬جان بول‪ ،‬التخيل‪ ،‬تر‪ :‬نظمي لوقة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪،‬‬
‫القاهرة‪،1982 ،‬‬
‫‪ - 26‬سعيد ‪ ،‬نبيل رشاد ‪ :‬الفلسفة الوجودية عند نيقوال برديائيف ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشؤون الثقافية‬
‫العامة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق ‪،2116 ،‬‬
‫‪ - 22‬الشاروني ‪ ،‬حبيب ‪ :‬فلسفة جان بول سارتر ‪ ،‬منشأة المعارف ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ب‪.‬‬
‫ت‪،‬‬
‫‪ - 28‬الشيخ‪ ،‬محمد‪ ،‬وياسر الطائري ‪ :‬مقاربات في الحداثة وما بعد الحداثة‪ ،‬دار الطليعة‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،٢٩٩١ ،‬‬
‫‪ - 29‬صليبا ‪ ،‬جميل ‪ :‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مركز التوزيع ‪ ،‬ذوي القربى ‪ ،‬قم ‪ ،‬ايران ‪،‬‬
‫‪، 1985‬‬
‫‪ : ------------- - 31‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ،2‬دار الكتاب اللبناني ‪ ،‬بيروت‪،1982 ،‬‬
‫‪ - 31‬الضاوي ‪ ،‬سعدي ‪ ،‬وجوزيف مالك ‪ :‬المترادفات واألضداد‪ ،‬ط ‪ ،1‬المؤسسة الحديثة‬
‫للكتاب ‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان ‪، 2112 ،‬‬
‫‪ - 32‬الطباطبائي‪ ،‬محمد حسين‪ :‬الميزان في تفسير القرآن‪ ،‬ج ‪ ،21‬مؤسسة األعلمي‬
‫للمطبوعات‪ ،‬بيروت – لبنان‪،1992 ،‬‬
‫‪ - 33‬عبد الرحمن بدوي ‪ .‬دراسات في الفلسفة الوجودية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬المؤسسة العربة للدراسات‬
‫والنشر ‪ ،‬ط‪، 1981 ، 1‬‬
‫‪ .---------------- – 31‬نيتشة (خالصة الفكر االوروبي‪/‬سلسلة الفالسفة ) ط‪ ، 5‬وكالة‬
‫المطبوعات ‪ ،‬الكويت ‪1925 ،‬‬
‫‪ - 35‬العشماوي ‪ ،‬محمد سعيد ‪ :‬تاريخ الوجودية في الفكر البشري ‪ ،‬الدار القومية للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬مصر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ب‪.‬ت‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ - 36‬غرانييه ‪ ،‬جان ‪ :‬نيتشه ‪ ،‬ت‪ .‬على ابو ملحم ‪ ،‬ط‪ ،1‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،2118 ،‬‬
‫‪ - 32‬غزوان‪ ،‬عناد‪ :‬الناقد العربي المعاصر والموروث‪ ،‬ج‪ ، 2‬اإلتحاد العام لألدباء والكتاب‬
‫العرب‪ ،‬بحوث المؤتمر الثاني عشر‪ ،‬بغداد‪،1986 ،‬‬
‫‪ - 38‬الفراهيدي‪ ،‬الخليل بن أحمد‪ :‬ترتيب كتاب العين‪ ،‬ج ‪ ،2‬تحقيق‪ :‬مهدي المخزومي وإبراهيم‬
‫السامرائي‪ ،‬إنتشارات أسوة‪ ،‬قم‪1111 ،‬ه‪،‬‬
‫‪ - 39‬فريدريك جيمسون ‪ ،‬ما بعد الحداثة االستتيكا والسياسة ‪ ،‬تر ‪:‬ماجي عوض هللا ‪ ،‬مجلة‬
‫ابداع ‪ ،‬عد ‪، 1992 ، 11‬‬
‫‪ - 11‬فؤاد زكريا ‪ .‬نيتشة ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬الكويت ‪( ،‬د ت )‪.‬‬
‫‪ ،------------ - 11‬آراء نقدية في مشكالت الفكر والثقافة‪ ،‬مطابع الهيئة المصرية للكتاب‪،‬‬
‫القاهرة‪، 1921 ،‬‬
‫‪ - 12‬الفيومي‪ ،‬إبراهيم ‪:‬ابن باجه وفلسفة االغتراب‪ ،‬ط‪، ٢‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪، ٢٩١١ ،‬‬
‫‪ - 13‬كراستوف ‪ ،‬مريس ‪ :‬سارتر ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ت‪ :‬مجاهد عبد المنعم مجاهد ‪ ،‬دار الحكمة للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬القاهرة ‪،2116 ،‬‬
‫‪ - 11‬كرم ‪ ،‬يوسف ‪ :‬تاريخ الفلسفة الحديثة ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المعارف ‪ ،‬مصر ‪ ،‬القاهرة ‪، 1966 ،‬‬
‫‪ .------------- - 15‬الفلسفة اليونانية‪ :‬دار القلم‪ ،‬القاهرة‪، ٢٩٩١ ،‬‬
‫‪ - 16‬ماكوري ‪ ،‬جون ‪ :‬الوجودية ‪ ،‬ت ‪ :‬إمام عبد الفتاح ‪ ،‬م ‪ :‬فؤاد زكريا ‪ ،‬المجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واآلداب ‪ ،‬الكويت ‪، 1982 ،‬‬
‫‪ - 12‬مجدي وهبة‪ :‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪، 1921،‬‬
‫‪ - 18‬محمد مهران نشوان ‪ ،‬محمد محمد مدين ‪ ،‬الفلسفة الحديثة والمعاصرة ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪، 2112 ، 1‬‬
‫‪ - 19‬محمود ‪ ،‬زكي نجيب ‪ :‬الشرق والفنان ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬ب ت ‪.،‬‬
‫‪ - 51‬مدكور ‪ ،‬ابراهيم ‪ :‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪،1983‬‬
‫‪ - 51‬المسيري ‪ ،‬عبد الوهاب ‪ ،‬وفتحي التريكي ‪ :‬الحداثة وما بعد الحداثة ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬بيروت ‪، 2113 ،‬‬
‫‪ - 52‬معال ‪ ،‬طالل ‪ :‬جسد ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار السندباد للنشر ‪ ،‬عمان – األردن ‪، 1999 ،‬‬
‫‪ - 53‬معن زيادة ‪ ،‬الموسوعة الفلسفية العربية ‪ ،‬معهد اإلنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪،1986 ،‬‬
‫‪ - 51‬موسوعة الالند الفلسفية ‪ ،‬المجلد األول ‪ ،‬منشورات عويدات ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬باريس ‪1996 ،‬‬
‫‪ - 55‬نجم حيدر ‪ .‬محاضرات القيت على طلبة الماجستير‪ ،‬الفكر الفلسفي الوجودي ‪ ،‬كلية الفنون‬
‫الجميلة ‪ ،‬بغداد ‪2115 - 2111 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ------------ - 56‬واخرون ‪ .‬دراسات في فلسفة الجمال ‪ ،‬االردن ‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‬
‫والتوزيع ‪، 2116 ،‬‬
‫‪ - 52‬نك كي ‪ ،‬ما بعد الحداثة والفنون االدائية ‪ ،‬تر‪ :‬نهاد صليحة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الهيئة المصرية‬
‫العامة للكتاب ‪ ،‬ط‪،1999 ، 2‬‬
‫‪ - 58‬هنري سيمون بيير ‪ .‬الفكر والتاريخ ‪ ،‬تر ‪:‬عادل العلو ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬دار االداب الفنون ‪،‬‬

‫‪21‬‬
Dr. Hussein Hussein Alwan / M. Mushtaq Abbas Fadel
Research Summary

Representations of existential thought in contemporary


sculpture
The variables played a major role in the transformation of the art map, which included a
philosophical thought of changing the dominant culture, which gave this transformation an
important role in the structure and concept of the work of art. The philosophical ideas
woven values that corresponded to the values of the times. The expression became a
formality that is sometimes difficult to grasp, Art Because of the change in the concept of
time and its influence on the philosophy of the prevailing, the art of the classic concept to
the concept of a special philosophical format, so the composition of the sculptural attempt
to translate the image that we see to create multiple images in the perception because the
technical formation has become a group of ideas and philosophies multiple and because
more Technical data in modernity and its aftermath has sought to transform the concept of
art from fixed to variable, and the thing to the idea that to be expressed and the integration
of the philosophical theory of art, one of the pillars of postmodern art that transformed the
old classics of the arts to Madjaet by modernist arts. Many of the new intellectual, cultural
and political concepts have influenced the artistic concepts of the period, which reflected
the social and cultural character of the countries. Art is the product of these ideas and
cultures that are carried by the people, and thus we can read and monitor the culture and
ideas of the society under a framework of values, principles, This society holds it, so we can
not separate any art from the culture and environment of its society which is the source of
.those ideas and principles

The existential philosophy had a profound impact on the formation of many artistic trends
that emerged in the post-World War II period. It emerged specifically in the second half of
the 20th century. Other philosophical theories of the nineteenth and early twentieth
centuries were rejected. Jean-Paul Sartre is the leading philosopher of this philosophy, Its
.main idea is the idea of freedom

Sartre's theories of freedom have changed many of the artistic concepts against all that is
inherited and traditional. Art in the existentialists is not that art that traditionally mimics
reality but is a form of creative activity and a triumph over the world aimed at changing it
and changing it into a new world. The views of the French philosopher Sartre on existential
philosophy, as well as a group of existential philosophers who had their existential theories
such as Heidegger, Kerr, Kjord, and Nietzsche, or Heidegger. Through his philosophy of
existentialism, art, by adopting this philosophy,Apart from the pseudo-influences of
traditional artists and postmodernism as a term influenced by the most important
philosophical trends, Jacques Derrida's deconstructive tendency, which in turn adopted the
idea of transcendent metaphysics of the metaphysical thought and its entire format, was

24
usually used in literary texts but applied in different forms, To show multiple possible
readings of a text and the resulting internal conflicts. He stressed the principle of self,
freedom and non-completion of the meaning or even existence, where fragmentation in
.thought and rejection of the idea of existence and confirmation of nothingness

The research included the study of philosophy and existential thought and the extent of its
influence in contemporary sculpture. The research included four chapters. The first chapter
deals with the methodological framework of the research, represented by the problem of
research, which was manifested through the question of the extent of contemporary
sculpture. And what are the reasons that led to be embodied and shows this thought in the
.work of contemporary sculpture

The first chapter included the objectives of the research, through

1-the detection of the causes that called to represent the starting point of existential
.thought in most contemporary sculpture

.2-to reveal the most important features that illustrate these representations in them

The limits of research were confined to the period from 1948 to 2017, during which the
.existential ideas were discussed and embodied in the arts of composition

The second chapter included the theoretical framework, which included two topics, dealt
with the first topic (existential philosophy (references and premises), and included three
axes. The first axis included the recognition of existential thought and the reasons that led to
its emergence as a philosophical trend. The third topic dealt with the researcher the
definition of the fundamentals and premises of existential thought while the second topic
dealt with the study of the principles of existential thought and their representations in
.contemporary sculpture.

The third chapter contai And the fourth chapter has included the most important results,
:including

1-The work dealt with the idea of freedom and struggle to achieve, where the total is under
a great force can not be exceeded only through sacrifice and challenge, the pain in which the
individual moves to another rank of self - seeking through freedom shows an intense sense
.of intolerance

2-The postmodern sculptor expressed clear existential tendencies and dealt with the subject
of death and annihilation in most of the works he dealt with in an attempt to obtain an
answer to the first human question about existence and annihilation and the idea of waiting
.for the moment of nothingness. Worrying and rejecting

3-characterized by simplicity and high abstraction and adopted the body theater to deal with
the perceptions of the artist aesthetic and artistic, which constitutes the unique experience
.in this area

31
4-The self-freedom of the contemporary sculptor is an existential force that expresses what
can be called self-creation for its own sake. In this sense, the creative act is a means by
.which the self recognizes its potentials and abilities that achieve its existence

5-confirmed the contemporary sculpture loaded with existential ideas to highlight the sense
of panic and panic through the formal and integrated treatment of shock and horror as well
as anxiety one of the important axes of contemporary sculpture, which is a secretions of
.contemporary life

:The main conclusions of the research

1-existential ideas played a vital role as a reference intellectual pressure in contemporary


sculpture.

2-dominated the existential thought and was evident in the work of sculptors as the features
of alienation appeared in the artistic trends of the post-modern as a cash tool that reveals
the disadvantages and problems of Western society through the separation of man from
himself and others.

3-addressing the existential thought in contemporary sculpture manifestations of pain in the


images of the marginalized and the popular and the untouchables and replace them as an
alternative to the person who was dropped from the center, and the implications of the
.tendency towards the marginalized and the stumbling and passing.

31

You might also like