You are on page 1of 12

١٠ : ‫تحليل إبدال الهمزة وقضيتها مع اختالف تطبيقها في سورة األعراف‬

Analysis of Ibdal Hamzah and his issues and differences of


opinion about its application in Surat Al-A'raf: 10

Nadia Afifah Nur Aidah


Faculty of Islamic and Arabic Studies
Syarif Hidayatullah State Islamic University (UIN) Jakarta
nadia.afifahna21@mhs.uinjkt.ac.id

Abstracts : This study aims to identify Ibdal hamzah and his Issu, as well as opinions and
points of view regarding the word “‫ ”معايش‬in Al-Qur'an Surah Al-A'raf verse 10 which
sparked controversy among grammar experts and qiroat experts. Grammar experts focus on
the Arabic grammar system, while qiroat experts are well-known imams who have mutawatir
sanad qiroat. The researcher presents the sayings of grammarians from various sects who say
that it is correct to use ya' and not hamza in the word "‫"معايش‬, then the sayings of scholars
who read from Hurmuz over Nafi' who recited with the hamza "‫"معائش‬. And both certainly
have a strong argument in it. This research uses the library method made by reading and is
based on existing sources before the research was conducted, such as books, articles, or
journals that have the same title or discussion as this research. The results of this study
include an overview of each and include the strongest opinion.
Key Words : Ibdaal, Qodhiyyah Al-Hamza, Ma’aayish

‫ تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على إبدال الهمزة وقضيتها وآراء ووجهات نظر حول كلمة‬: ‫الملخص‬
‫ علماء النحاة‬.‫ مما أثار الجدل بين علماء النحاة والقراء‬١٠ ‫"معايش" في القرآن سورة األعراف اآلية‬
‫ في حين أن علماء القراء من أئمة مشهورون ولديهم قراءات‬، ‫يركزون على نظام القاعدة العربية‬
‫ وقد عرض الباحث أقوال علماء النحاة من مختلف المذاهب الذين يقولون أن الصحيح بالياء‬.‫متواترة‬
‫ ثم أقوال علماء القراء من هرمز عن نافع الذين قرأوا مع الهمزة‬، "‫وليس بالهمزة في كلمة "معايش‬
‫ يستخدم هذا البحث بطريقة المكتبات التي تتم‬.‫ وكالهما أن كالهما لديهما حجة قوية فيه‬."‫"معائش‬
‫ مثل الكتب‬، ‫إجراؤها عن طريق القراءة ويستند على المصادر التي كانت موجودة قبل إجراء البحث‬
‫والمقاالت ‪ ،‬أو المجالت التي لها نفس العنوان أو المناقشة مثل هذا البحث‪ .‬وتتضمن نتائج هذه الدراسة‬
‫لمحة عامة نطرح أرجح حجة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬اإلبدال‪ ،‬قضية الهمزة‪ ،‬معايش‬

‫المقدمة‬
‫أ‪ .‬خلفية البحث‬
‫اإلبدال هو مصطلح في علوم اللغة العربية يشير إلى تغيير حرف من حروف الكلمة بحرف آخر مشابه له‬
‫في بعض الصفات‪ ،‬ويستخدم عادة ألغراض الترتيب اإلحصائي للكلمات ولتسهيل النطق‪ .‬ومن األمثلة‬
‫الشائعة على اإلبدال في اللغة العربية هو إبدال الهمزة بحرف آخر مناسب مثل األلف أو الواو أو الياء‪.‬‬
‫تعد الهمزة من الحروف الهجائية المميزة في اللغة العربية وهي تظهر في بعض الكلمات وال تظهر في‬
‫أخرى‪ ،‬ولها دور كبير في تحديد معاني الكلمات وجمعها‪ ،‬ومن المشكالت الشائعة في اللغة العربية هي‬
‫إبدال الهمزة في بعض الكلمات بحروف أخرى‪ ،‬وهذا يؤدي في بعض األحيان إلى تغيير المعنى األصلي‬
‫للكلمة‪.‬‬
‫قضية الهمزة في اإلبدال طبعا مسألة متعلقة بالنحو العربي‪ ،‬وهي مسألة قديمة يشتهر العلماء بالتنازع‬
‫حولها منذ القرون األولى لإلسالم‪ .‬تختلف اآلراء بين العلماء فيما يتعلق بشرائط اإلبدال وحدوده‪ ،‬ومتى‬
‫يجوز تحويل حرف الهمزة إلى حرف آخر‪ .‬ومن بين األمثلة الشهيرة على هذه القضية هي إبدال الهمزة‬
‫باأللف أو الواو أو الياء‪ ،‬ومن ثم يتم تغيير شكل الكلمة وتوزيع الحركات على الحروف الجديدة‪.‬‬
‫تتعلق أهمية هذه المسألة باللغة العربية‪ ،‬فهي تسهل فهم النصوص القرآنية واألدبية وتسهل عملية التالوة‬
‫واإلمالء‪ ،‬وتساعد على فهم النحو العربي وتطبيقها بشكل صحيح‪ .‬وتعد سورة األعراف اآلية ‪ 10‬تحتوي‬
‫على كلمة "معايش" والتي تثير جدالً بين العلماء حول تحويل الهمزة المتصلة فيها أم ال‪ .‬فهناك فريق من‬
‫العلماء يرون أن الهمزة يجب إبدالها‪ ،‬بينما يرى فريق آخر أنه يجب اإلبقاء عليها كما هي‪.‬‬
‫يعتبر هذا الجدل أحد الموضوعات المهمة في الدراسات اللغوية والتفسيرية‪ ،‬ويشكل تحليلها تحديًا‬
‫للباحثين والعلماء في المجال‪ .‬وترجع أهمية هذه القضية إلى حاجة القراء إلى فهم النص القرآني بشكل‬
‫صحيح‪ ،‬فتحويل الهمزة أو اإلبقاء عليها يؤثر بشكل كبير على المعنى العام لآلية‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تعتبر هذه القضية مهمة في الدراسات النحوية واللغوية لفهم قواعد اإلبدال في اللغة‬
‫العربية وتطبيقها على النصوص القرآنية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تتطلب هذه القضية دراسة وتحليل شامل للنص‬
‫القرآني والمراجعة الدقيقة آلراء العلماء السابقة والحديثة في هذا الصدد‪.‬‬
‫تعتبر قضية اختالف العلماء النحويين والقراء في قراءة كلمة "معايش" أحد القضايا اللغوية والنحوية التي‬
‫تثير اهتمام الدارسين والمهتمين باللغة العربية والتراث العربي اإلسالمي‪.‬‬
‫يعود تاريخ هذا االختالف إلى العصور القديمة حيث كانت اللغة العربية تتطور وتتغير ويتغير معها‬
‫استخدام الكلمات ونحوها‪ ،‬وتختلف اآلراء بين العلماء حول استخدام األلف المفتوحة بدالً من الهمزة في‬
‫بعض الكلمات‪ ،‬وما إذا كانت كلمة "معايش" يجب كتابتها الهمزة أو األلف المفتوحة‪.‬‬
‫ويأتي االهتمام بقضية اختالف العلماء في قراءة "معايش" ألسباب عدة‪ ،‬منها الرغبة في فهم معاني‬
‫النصوص القرآنية والحديثية‪ ،‬وفي استيعاب القواعد النحوية واللغوية المختلفة‪ ،‬وفي التعرف على‬
‫االختالفات والتنوعات اللغوية التي تعكس ثراء اللغة العربية وتعمقها‪.‬‬
‫كما يدرس العلماء هذه القضية ألغراض علمية وبحثية‪ ،‬حيث يحاولون فهم األسباب والدوافع وراء هذا‬
‫االختالف‪ ،‬ويحاولون تحديد القواعد والمبادئ النحوية واللغوية التي يمكن االعتماد عليها في حل هذه‬
‫القضية‪ .‬ويساهم هذا البحث في إثراء المعرفة اللغوية وتطويرها‪ ،‬ويساعد في فهم أفضل للغة العربية‬
‫وتراثها‪.‬‬

‫ب‪ .‬تشخيص المشكلة‬


‫‪ .١‬ما هو اإلبدال؟‬
‫‪ .٢‬كيف التطبيق القواعدي لقاعدة إبدال الهمزة ؟‬
‫‪ .٣‬ما هو إختالف العلماء في قضية الهمزة (معايش) في سورة األعراف ‪ ١٠ :‬؟‬

‫ج‪ .‬أهداف البحث‬


‫‪ .١‬معرفة مفهوم اإلبدال‬
‫‪ .٢‬معرفة التطبيق القواعدي لقاعدة إبدال الهمزة‬
‫‪ .٣‬معرفة اختالف العلماء في قضية الهمزة (معايش) في سورة األعراف ‪١٠ :‬‬

‫د‪ .‬أهمية البحث‬


‫‪ .١‬إثراء المعلومات حول اإلبدال‬
‫‪ .٢‬توفير المعلومات حول لتطبيق القواعد لقاعدة إبدال الهمزة‬
‫‪ .٣‬زيادة المعلومات عن اختالف العلماء في قضية الهمزة (معايش) في سورة األعراف ‪١٠ :‬‬

‫ه‪ .‬طرق البحث‬


‫يستخدم هذا البحث بطريقة المكتبات‪ .‬وطريقة المكتبات هي طريقة البحث التي تتم إجراؤها عن طريق‬
‫القراءة ويستند على المصادر التي كانت موجودة قبل إجراء البحث ‪ ،‬مثل الكتب والمقاالت ‪ ،‬أو المجالت‬
‫التي لها نفس العنوان أو المناقشة مثل هذا البحث‪.‬‬

‫مبحث الموضوع‬
‫أ‪ .‬مفهوم اإلبدال‬
‫تعريف اإلبدال لغة‬
‫جاء في اللسان العرب ‪ :‬يَ َد ُل ال َّش ْي ‪َ :‬غ ْي ُرهُ‪ ،‬ويدل الشيء ويدله ويديله ‪ :‬الخلف منه‪ ،‬والجمع أبدال‪.‬‬
‫واألصل في اإلبدال ‪ :‬جعل شئ مكان شئ آخر‪.‬‬
‫مصدر الفعل "أبدل" ومعناه‪ :‬اتخاذ شيء بدال من شيء‪ ،‬فيكون األول مكانه ويغني غناءه‪.‬‬
‫يقول العرب‪ :‬أبدل الشيء من الشيء‪ ،‬بمعنى‪ :‬اتخذه بداًل منه‪ .‬ويقولون‪ :‬أبدلت الشيء بغيره‪ ،‬بمعنى‪:‬‬
‫اتخذت غيره في مكانه‪ ،‬وفيه عن أبي العباس ‪ -‬ثعلب‪ -‬يقال‪ :‬أبدلت الخاتم بالحلقة‪ :‬إذا نحيت هذا وجعلت‬
‫هذا مكانه‪ ،‬وبدلت الخاتم بالحلقة‪ :‬إذا أذبته وسويته حلقة‪ ،‬وبدلت الحلقة بالخاتم‪ :‬إذا أذبتها وجعلتها خات ًما‪.‬‬

‫تعريف اإلبدال اصطالحا‬


‫هو حذف حرف ووضع حرف آخر مكانة‬
‫اإلبدال يعني َحذف الحرف من ال َكلمة ووضع حرف آخر غيره في المكان ذاته‪ ،‬وبذلك يختفي األول ويحل‬
‫الثاني موضعه‪ ،‬سواء أمن الحروف الصحيحة كان أم الحروف المعتلة‪ ،‬أم مختلفين‪.‬‬
‫وبَيّنَ اللغويون في هذا اإلبدال أن "ال َغرضُ من هذا الباب بَيان الحروف التي تُبدل من غيرها إبداالً شائعا ً‬
‫لغير اإلدغام"‪.‬‬
‫وقَسّم علماء العربية ذلك اإلبدال على قسمين‪:‬‬
‫‪ -١‬اإلبدال الصرفي‪:‬‬
‫ويُسمى أيضا باإلبدال المطّرد القياسي الذي ُعرفَ عند جميع العرب‪ ،‬ويُسمى كذلك بالضروري أو‬
‫الالزم‪ ،‬ويَحدث اإلبدال متى اكتملت شروطه وضوابطه التي البد من االلتزام بها وتطبيقها‪ ،‬لكن التسمية‬
‫الغالبة هي "اإلبدال"‪ ،‬بسبب قياسيته‪ ،‬ووجوب إجرائه‪ ،‬واطرداه في جميع حالته‪.‬‬
‫رص العلما ُء على أن يفرقوا بين اإلبدال اللغوي واإلبدال الصرفي أو (المطّرد) ففي المطّرد القياسي‬
‫و َح َ‬
‫يكون اإلبدال في حروف معينة‪ .‬واختلفوا في عدد هذه الحروف أو األصوات التي تُبدَل‪ ،‬فحروفها تسعة‬
‫عند ابن مالك فيجمعها في "هدأت موطيا"‪ ،‬وعَب َر عنها في التسهيل (طويت دائما)‪ ،‬فاسقط منها الهاء‪،‬‬
‫وعدها بعضهم بأنها أح َد عشر حرفا ً وجمعها في "أجد طويت منها"‪ ،‬وعدها آخرون اثني عش َر حرفا في‪:‬‬
‫"طال يوم أنجدته"‪ ،‬فحروف اإلبدال متعددة قد تصل إلى اثنين وعشرين حرفا‪ ،‬لكن استعمل العرب‬
‫الضروري منها في التصريف فجمعتها على "هدأت موطيا" أو غيرها ‪.‬‬
‫‪ -٢‬اإلبدال اللغوي‪:‬‬
‫وهو سماعي غير مطّرد‪ ،‬فيختلف الكالم من قبيلة ألخرى‪ ،‬فقبيلة تَلفظُ‪( :‬مدح)‪ ،‬وأخرى تلفظُ (مده)‬
‫بالهاء‪ ،‬ويرى اللغويون اإلبدال يقع في كالم العرب وحتى في الحركات أيضا‪ ،‬وبذلك عرفوه‪ :‬جعل حرف‬
‫مكان آخر‪ ،‬أو حركة مكان أخرى‪ ،‬واختلفوا فيه‪ ،‬منهم من قال‪ :‬كل كلمة أو كلمتين اختلفتا في حرف هو‬
‫إبدال‪ ،‬من هؤالء أبو الطيب اللغوي‪ ،‬وبعضهم يقول‪ :‬انه البد من عالقة صوتية بينهما حتى يصح إبدال‬
‫حرف مكان اآلخر‪ ،‬أ ّما المحدثون فأنهم رأوا انه باإلمكان حصوله في األصوات جميعاً‪ ،‬سواء التي فيها‬
‫تقارب مخرجا ً وصفة أو تقارب صفة وتباع ٌد مخرجاً‪ ،‬من هؤالء‪ ،‬صاحب الرأي عبد هللا أمين في كتابه‬
‫االشتقاق‪ ،‬ومنهم من قال بوجوب التقارب الصوتي ومن هؤالء إبراهيم أنيس الذي يرى أن اإلبدال هو‬
‫تطور صوتي للكلمات‪.‬‬

‫حروف االبدال ‪:‬‬


‫اإلبدال إما أن يكون شائعاً‪ ،‬وإما أن يكون ضرورياً‪ ،‬وإما أن يكون نادراً‪.‬‬
‫● إبدال الشائع ‪ :‬يقع في اثنين وعشرين حرفا ً يجمعها قولهم ‪ :‬الجد صرف شكس آمن طى ثوب‬
‫عزته‬
‫● إبدال الضروري ‪ :‬يكون في تسعة أحرف يجمعها قولهم ‪ :‬هدأت موطيا‬
‫● إبدال النادر ‪ :‬نحو إبدال النون الما في قول النابغة ‪:‬‬
‫ص ْياَل الً ُأ َساِئلُهَا ‪َ ... .‬عيْتا ً َج َوابا ً َو َما بِال َرب ِِّع ِم ْن َأ َح ِد‬
‫ت فِيهَا َأ َ‬
‫َوقَ ْف ُ‬
‫فاصل (أصيالل) (أصيالن) تصغير (أصيل) على غير قياس‬
‫ومن اإلبدال النادر أيضا ً إبدال الياء جيما ً في قول الراجز ‪:‬‬
‫ان اللحم بالعشبج‬ ‫ْف َوَأبُو َعلِجْ …‪ .‬ال ُم ْ‬
‫ط ِع َم ِ‬ ‫خَالِي ُع َوي ُ‬

‫ب‪ .‬قاعدة إبدال‬


‫بحرف آخر بنا ًء على قاعد ٍة معين ٍة‬
‫ٍ‬ ‫حرف ُم َعي ٍَّن‬
‫ٍ‬ ‫قاعدة اإلبدال في النحو العربي تعني تبديل‬

‫أنواع اإلبدال‬
‫ينقسم اإلبدال على حسب حروفه ‪:‬‬
‫إبدال تاء (افتعل) دااًل‬
‫تُبدل تاء افتعل داال بعد‪:‬‬
‫● ال ّدال‪ :‬مثل ا َّدعى‪ ،‬فهي في أصلها ا ِدتَعى‪ ،‬ثم قُلبت التاء دااًل ‪ ،‬وأدغمت مع الدال بعدها‪.‬‬
‫الذال‪ :‬مثل‪ :‬ا ِذ َد َكر‪ ،‬فهي في أصلها ا ِذتَ َكر‪ ،‬ثم ُأبدلِت التاء دااًل ‪.‬‬
‫● ّ‬
‫ازدَجر‪ ،‬فهي في أصلها ازتجر‪ ،‬ثم ُأبدلت التاء دااًل‬ ‫● ال ّزاي‪ :‬مثل‪ْ :‬‬
‫إبدال تاء (افتعل) طا ًء‬
‫يكون ذلك بعد الحروف التي تحمل صفة اإلطباق‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫● الصّاد‪ :‬مثل‪ :‬اصْ َط َبر‪ ،‬فهي في أصلها اص ّت ِبر‪ ،‬ثم ُأبدلت التاء طاءً‪.‬‬
‫● الضّاد‪ :‬مثل‪ :‬اضطرب‪ ،‬فهي في أصلها اض َت ِرب‪.‬‬
‫واطرد‪ ،‬فهي في أصلها اطتلع‪ْ ،‬‬
‫واط َترد‪.‬‬ ‫اطلع ّ‬ ‫الطاء‪ :‬مثل ّ‬
‫ّ‬ ‫●‬
‫ّ‬
‫الظاء‪ :‬مثل‪ :‬اظط َلم‪ ،‬فهي في أصلها اظتلم‪.‬‬ ‫●‬
‫إبدال الواو أو الياء تا ًء‬
‫يكون ذلك إذا وقعتا فا ًء في وزن (افتَ َع َل)‪ ،‬مثل اتَّصف‪ ،‬فهي في أصلها اوتَ َ‬
‫صفَ ‪.‬‬
‫إبدال الميم من النون‬
‫هذا ما يُعرف في أحكام تجويد القرآن الكريم باإلقالب‪ ،‬ويكون بتوافر شرطين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫● أن تكون النون ساكنة‪.‬‬
‫● أن يقع حرف النون قبل الباء في الكلمة‪.‬‬

‫قواعد إبدال الهمزة‬


‫قد أبدلت الهمزة من خمسة أحرف‪ ،‬وهي ‪( :‬األلف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪ ،‬الهاء‪ ،‬والعين)‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬إبدال الهمزة من األلف‬
‫بدل الهمزة من األلف في موضعين ‪:‬‬
‫‪ -١‬أن تَتَطَ َرفَ ِإ ْث َر َألف زائدة‬
‫نحو ‪ :‬صحراء وحمراء وبيضاء وعشرا‬
‫فهذه الهمزة بدل من ألف التأنيث كالتي في حبلى وسكرى‪ .‬وقعت بعد ألف زائدة للمد‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فأصل (صحراء) (صحرى) بألف تأنيث مقصورة زيدت قبلها ألف المد فصارت ‪( :‬صحرا)‬
‫بألفين ألف المد وألف التأنيث فقلبت ألف التأنيث همزة فصارت ‪( :‬صحراء) وهكذا الباقي‪.‬‬
‫قوله تعالى‪( :‬إنها بقرة صفراء)‬
‫(وشجرة تخرج من طور سيناء)‬
‫(وما أمروا إال ليعبدوا هللا مخلصين له الدين حنفاء)‬
‫‪ -٢‬أن تقع بعد الف التجمع األقصى‪ ،‬وقد كانت مرة زائدة في المفرد‬
‫نحو ‪ :‬رسالة ورسائل وقالدة وقالئد‬
‫ذلك ألنك لما جمعت قالدة ورسالة على (مفاعل) وقعت ألف الجمع ثالثة‪ ،‬ووقع بعدها ألف قالدة‬
‫ورسالة فاجتمع ألفان فلم يكن بد من حذف إحدى األلفين أو تحريكها‪ ،‬فلو حذفوا األلف األولى‬
‫فاتت للداللة على الجمع‪ ،‬ولو حذفوا الثانية لتغير بناء الجمعة ألن هذا الجمع البد أن يكون بعد هللا‬
‫حرف مكسور بينها وبين حرف اإلعراب لتكون كـ (مفاعل) فلم يبق إال حركة األلف الثانية‬
‫بالكسر لتكون كعين مفاعل‪ ،‬فلما حرکت انقلبت همزة‬
‫قوله تعالى ‪(:‬االتحلوا شعائر هللا وال الشهر الحرام وال الهدى وال القالئد)‬
‫ثانيا ‪ :‬إبدال الهمزة من الياء‬
‫تبدل الهمزة من الياء في أربعة مواضع هي ‪:‬‬
‫‪ -١‬أن تتطرف الياء إثر ألف زائدة ‪ -‬كما سبق في األلف ‪-‬‬
‫نحو ‪ :‬بناء وظباء وعلباء‬
‫وأصلها (بناي) من بنى يبنى و (ظبای) جمع ظبی وعلباي) ‪ .‬تطرفت الياء فيها إثر ألف زائدة‬
‫فقلبت ‪،‬همزة‪ ،‬ال فرق في ذلك بين األصلية كبناء وظباء والزائدة لإللحاق كعلباء‬
‫أن تقع الياء عينا ً السم فاعل وقد أعلنت في عين فعله‬
‫نحو ‪ :‬هائم بايع وباين‪ ،‬وفعلها ‪ :‬هام وباع وبان‬
‫وأصلها ‪ :‬هيم وبيع وبَينَ ‪ ،‬وقعت الياء بينا االسم فاعل أعلت في فعله فقلبت همزة‪.‬‬
‫فإن كانت العين غير معلة في الفعل لم يصح اإلبدال نحو و صيد (رجل) إذا مال عنقه‪ ،‬و (عين‬
‫الرجل) إذا عظم سواد عينه سعة‪ ،‬وسلم اسم فاعل فيقال (عاين) و (صايد)‬
‫وأما (عائن) بالقلب ففعله (عان) بمعنى رأه بعينه أو أصابه بالعين‬
‫‪ -٢‬أن تقع الياء بعد ألف الجمع األقصى وقد كانت مدة زائدة في المفرد‬
‫نحو ‪ :‬شعيرة وشعائر‪ ،‬وكبيرة وكبائر‪ ،‬وصحيفة وصحائف‬
‫واألصل ‪ :‬شعايرتباير وصحايف‪.‬‬
‫وقعت الياء فيها بعد ألف الجمع األقصى وقد كانت مدة زائدة في المفرد فابدلت همرة‬
‫فإن كانت الياء مداً أصليا ً نحو ‪( :‬معيشة (‪ )۱‬ومكيدة)‪ ،‬أو لم تكن ثالثة في المفرد نحو ‪( :‬صيرف‬
‫وقنديل لم يصح اإلبدال فيقال ‪ :‬معايش‪ ،‬و مكايد وصيارف وقناديل‬
‫قال تعالى ‪( :‬وجعلنا لكم فيها معايش) وهذا سنبحثها ونر ّكزها في هذا البحث‪.‬‬
‫‪ -٣‬أن تقع للياء ثاني حرفين لينين بينهما ألف (مفاعل) سواء أكان الحرفان متماثلين نحو ‪:‬‬
‫(نيانف) جمع نيف أم كانا مختلفين نحو ‪( :‬صوائد) جمع صائدة‬
‫واألصل‪ :‬نيايف وصوايد بقلب األلف الثانية الزائدة في المفرد واواً في الجمع‪ ،‬ثم قلبت الياء فيهما‬
‫همزة لكونها ثانية حرفي علة‬
‫ثالثا ً ‪ :‬إبدال الهمزة من الواو‬
‫تبدل الهمزة من الولو في خمسة مواضع هي‬
‫‪ -١‬أن تقع الواو في آخر الكلمة وقبلها ألف زائدة‬
‫نحو ‪ :‬سماء ودعاء وكساء وأعداء واألصل فيها ‪ :‬سماو‪ ،‬ودعاو‪ ،‬وكساو‪ ،‬وأعداو‪ ،‬بدليل کسوت‬
‫وسموت ودعوت وعدو‪.‬‬
‫تطرقت الواو بعد ألف زائدة فأبدلت همزة‬
‫قوله تعالى ‪ :‬ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما ال يسمع إال دعاء ونداء)‬
‫(واذكروا نعمة هللا عليكم إذ كنتم أعداء)‬
‫ويدخل في هذا الموضع أيضا ً التطرف التقديري‪ ،‬نحو (عداءة) صيغة مبالغة لمؤنث من العدو‪،‬‬
‫وعداءين‪ ،‬وعدلتين‪ ،‬وعداءات‬
‫‪ -٢‬أن تقع الواو عينا ً السم فاعل وقد أعلت في عين فعله‬
‫نحو قاتل وصاتم وناتم‬
‫وأصلها ‪ :‬قول‪ ،‬وصوم ونوم‪ ،‬بدليل ‪ :‬القول والصوم والنوم‪ ،‬وقعت الواو عينا السم فاعل أعلت‬
‫في فعله فقلبت همزة‬
‫قوله عز وجل ‪ :‬ذلك من أبناء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد )‬
‫(وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد)‬
‫‪ -٣‬أن تقع الواو بعد الف الجمع األقصى وقد كانت مدة زائدة في المفرد‬
‫نحو ‪ :‬عجوز وعجائز‪ ،‬وقدوم وقدائم‪ ،‬وحلوبة وحالتب‪.‬‬
‫وقعت الواو بعد ألف (مفاعل) وقد كانت مدة زائدة في المفرد فقلبت همزة‪ ،‬وال يجوز إبدال الواو‬
‫همزة في مثل ‪( :‬قصور)(ه) و (مثوبة) و (مشورة) ؛ ألن الواو في قسور غير مدة‪ ،‬وفي متوبة‬
‫ومشورة كانت متحركة في األصل‬
‫‪ -٤‬أن تقع الولو ثانى حرفين لينين بيتهما الف (مفاعل) سواء لكان الحرفان متماثلين نحو ‪:‬‬
‫(لوائل) جمع أول وأصله أولول‪ ،‬أم مختلفين نحو ‪( :‬سياند) جمع سيد‪ ،‬وأصله سياود‬
‫ألن أصل (سيد) سيود على وزن (فعل)(‪ )۱‬وقعت الولو ثانى حرفين لينين بينهما ألف (مفاعل)‬
‫فقلبت همزة‪ ،‬لئال تتوالى ثالثة أحرف علة متصلة بالطرف‪.‬‬
‫‪ -٥‬أن تتصدر وأولن في كلمة والثانية منهما ليست مدة‪ ،‬أو كانت مدة أصلية‬
‫األول نحو ‪( :‬أولصل) و (أواق) جمعى واصلة وواقية‪ ،‬وأصلهما ‪ :‬وواصل ووولق‪.‬‬
‫تصدرت ولوان والثانية منهما غير مدة فقلبت األولى همزة‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫ضربت صدرها إلى وقالت يا عديا لقد وقتك األواقي‬
‫والثاني نحو ‪( :‬األولى) أنثى األول‪ ،‬وأصلها ‪( :‬وولی) تصدرت واوان والثانية منهما مدة أصلية‬
‫فقلبت األولى همزة‬

‫قضية الهمزة في سورة األعراف ‪١٠ :‬‬


‫ض َو َج َع ْلنَا لَ ُك ْم فِيهَا َم َعايِ َ‬
‫ش ۗ قَلِياًل َّما تَ ْش ُكرُونَ‬ ‫قال تعالى ‪َ :‬ولَقَ ْد َم َّكنَّا ُك ْم فِي اَأْلرْ ِ‬
‫اختلف همزها في رواية عن نافع أنه يقرأ بالهمزة "معائش" ‪ .‬ولكن المشهور عنه يقرأ بالياء "معايش"‬

‫إختالف العلماء في قضية الهمزة (معايش)‬


‫ذكرنا فيما سبق ‪ -‬للياء مواضع الشروط الثالثة ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن تقلب فيها همزة كون الياء مداً في المفرد‬
‫‪ -‬أن تقع ثالثة فيه‬
‫‪ -‬أن تكون زائدة‬
‫وهناك اإلختالف في قضية الهمزة هذه من سورة األعراف ‪١٠ :‬‬
‫اإلختالف هذا في كلمة "معايش" المكتوبة في اآلية التالية ‪:‬‬
‫(ولقد مكناكم في األرض وجعلنا لكم فيها معايش قليالً ماتشكرون)‬
‫قال ابن كثيرأنه من كلمة عاش يعيش عيشا ومعا ًشا ومعيشة وعيشة ومعيشا بغير هاء‬
‫ومنه قول رؤبة‪ :‬إليك أشكو ِش َّدةَ ال َم ِع ِ‬
‫يش‬
‫قال الليث‪( :‬العيش‪ :‬المطعم والمشرب‪ً.‬وما يكون به الحياة‪ ،‬والمعيشة‪ :‬ما يعاش به)‪[ ،‬وقال الزجاج‪:‬‬
‫(ومعنى المعايش‪ :‬يحتمل أن يكون ما يعيشون به]‬
‫اختالف هذا ليس بين النحويين ولكن بين قرار قاعدة النحويين وقراءات القراء‪ .‬وبناء على ماسبق ضعف‬
‫النحويون قراءة (معائش) بالهمزة في تلك اآلية مثل ما جاء به نافع همز‪ .‬وروى ذلك عن األعمش‪ ،‬د‬
‫الرحمن األعرج‪ ،‬وابن عامر في إحدى رواياته‪ ،‬وزيد بن علی‪.‬‬
‫وقولى تعالى‪َ { :‬و َج َع ْلنَا لَ ُك ْم فِيهَا َم َعايِ َ‬
‫ش}‬
‫حجة النحويين ‪:‬‬
‫بيد أن النحاة لم يرتضوا هذه القراءة ووصفوها بالخطأ‪ ،‬وقد تجرأ كثيرعلى قارئها بما ال ينبغي‪ ،‬وهو من‬
‫القراء السبعة‪.‬‬
‫يقول المازني ‪ :‬فأما قراءة من قرأ من أهل المدينة (معائش) بالهمز فهي فال يلتفت إليها‪ ،‬وإنما أخذت عن‬
‫نافع بن أبي نعيم وله أحرف يقروها لحنا ً نحواً من هذا‬
‫ويقول ابن جني في شرح كالم المازني ‪ :‬وإنما كان مزها خطا عنده ألنها ال تخلوا من أن تكون جمع‬
‫معاش‪ ،‬أو بسيطة‪ ،‬أو معيش ‪ -‬بفتح الميم وكسر العين – وكل واحد من هذه فعينه مشتركة في األصل‪،‬‬
‫فاصل (معاش) معيش‪ ،‬وأصل (معيشة) معيشة‪ ،‬أو معينة‪ ،‬على مذهب الخليل‪ ،‬وأصل (معيش) مكسور‬
‫العين ليس غير‪ ،‬وليس له من األحاد اسم على ( َم ْفعُل) بضم المين‪.‬‬
‫ثم قال ابن جني ‪ :‬وإذا كان األمر كذلك فحق (معاش) و (معيش) و(معيشة) أال تهمز في الجمع‪ ،‬ألنه قد‬
‫كانت عينه متحركة في األصل‪ ،‬فإذا احتاج إلى حركتها في الجمع حركها ولم يقلبها ‪ ،‬واحتملت الحركة‬
‫ألنها قوية وهي من األصل‪ ،‬وقد كانت متحركة فى الواحد‪ ،‬وإنما يهمز في الجمع حروف المد واللين التي‬
‫الحظ لها فى الحركة فى الواحد نحو ياء (صحيفة) إذا قلت ‪ :‬صحائف‬
‫وأيد المبرد كالم المازني حيث يقول ‪ :‬فأما قراءة من قرأ (معائش) نهمز فإنه غلط وإنما هذه القراءة‬
‫منسوبة إلى نافع ولم يكن له علم بالعربية وبمثل هذا القول قال كثير من المفسرين‪ .‬وإذا كان بعض النحاة‬
‫رد قراءة نافع ولم يقبلها‪ ،‬فقد دافع عنها كثير من المفسرين‪.‬‬
‫كما جاء من كتاب التفسير البسيط ‪ :‬فقال الفراء‪( :‬ال تهمز ألنها في الواحدة مفعلة الياء في الفعل فلذلك لم‬
‫يهمز وإنما يهمز من هذا ما كانت الياء فيه زائدة‪ ،‬مثل‪ :‬مدينة ومدائن‪ ،‬وقبيلة وقبائل‪ ،‬لما كانت الياء ال‬
‫يعرف لها أصل ثم قارنتها ألف مجهولة أيضًا همزت‪ .‬قال‪ :‬ومثل معايش من الواو [مما ال يهمز (معاون)‬
‫في جمع معونة‪ ،‬و (مناور) في جمع منارة‪ ،‬وذلك أن الواو] ترجع إلى أصلها لسكون األلف قبلها) هذا‬
‫مذهب جميع القراء في المعايش ال يهمزونها‪ ،‬وروى خارجة عن نافع {معائش} بالهمزة‪.‬‬

‫حجة القراء ‪:‬‬


‫يقول الشهاب الخفاجي بعد أن ذكر كالم المازني السابق ‪َ :‬و َر َّد هذا بأن عرب قد تشبه األصل بالزائد‬
‫لكونه على صورته‪ ،‬وقد سمع عنهم هذا أي (مصائب) و (مناتر) و (معایش) فالمغلط هو الغالط والقراءة‬
‫وإن كانت شاذة غير متواترة مأخوذة عن الفصحاء الثقات‪ .‬وبمثل قوله قال السمين الحلبي‬
‫ويقول أبو حيان ‪:‬‬
‫وقرأ (معائش) بالهمز وليس بالقياس لكنهم رووه وهم ثقات فوجب قبوله‪ ،‬ثم يقول ‪ :‬ولسنا متعبدين بأقوال‬
‫نحاة البصرة‬
‫وبعد ‪:‬فلست أدرى لم كل هذا الغضب من النحاة والمفسرين على اإلمام نافع وهو من القراء السبعة‬
‫األعالم‪ ،‬وقراءته ثبتت بالتواتر عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وكل الذى أدريه أن سبب تخطئتهم له‬
‫هو مقاييسهم التي ال يجب أن تثبت أمام هذه القراءة المتواترة عن رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فقد‬
‫قرأ بها نافع في رواية خارجة‪ ،‬وابن عامر في إحدى رواياته‪ ،‬كما قرأ بها األعرج وزيد بن على‪،‬‬
‫واألعمش‪.‬‬
‫وغنى عن البيان أن نقول ‪ :‬إن ابن عامر عربي صليبة‪ ،‬وقد أخذ القرآن عن عثمان بن عفان قبل ظهور‬
‫اللحن كما أن نافعا ً قرأ على سبعين من التابعين‪ ،‬وهو من الفصاحة والضبط والثقة بالمحل الذي ال يجهل‪،‬‬
‫وكذلك األعرج كان من كبار قراء التابعين‪ ،‬وأما األعمش فكان من الضبط واإلتقان والحفظ والنعمة‬
‫بمكان‪ ،‬وأما زيد بن على فهو من الفصاحة والعلم بالمكان الذي قل أن يدانية في ذلك أحد ‪.‬‬
‫هذا باإلضافة إلى أن المبدأ العلمى الدقيق يقف إلى جانب السماع فيقول‪( :‬مقياس الترجيح هو السماع) وال‬
‫يجوز لنا أن نخطئ الوارد من الشواهد إذا خالف شيئا من القواعد‪ ،‬وكل الذي يمكن أن يقال هنا ‪ :‬إنها‬
‫قليلة‪ ،‬أو مقصورة على السماع‪ ،‬أما أن نحكم عليها بالخطأ فذلك الذى ال يجوز‪.‬‬
‫يقول السلسيلي في شرح التسهيل ‪ :‬فإذا كانت المدة أصلية في المفرد لم تبدل إال سماعا ً‬
‫كما جاء من كتاب التفسير البسيط ‪ :‬وقرأ عبد الرحمن بن هرمز األعرج ‪ -‬وزيد بن علي‪ ،‬واألعمش‪،‬‬
‫وخارجة بن مصعب عن نافع‪ ،‬وابن عامر في رواية‪{ :‬معائش} بالهمز‪ ،‬والقياس بدون همزة ألن الياء‬
‫أصل وإذا كانت زائدة همزت مثل صحيفة وصحائف‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫اإلبدال هو حذف حرف ووضع حرف آخر مكانة ‪ .‬وقَسّم علماء العربية اإلبدال على قسمين‪ :‬اإلبدال‬
‫الصرفي و اإلبدال اللغوي‪ .‬اإلبدال إما أن يكون شائعاً‪ ،‬وإما أن يكون ضرورياً‪ ،‬وإما أن يكون نادراً‪.‬‬
‫ولكن المشهور حروف اإلبدال تسعة وهو ‪ :‬هدأت موطيا ‪.‬‬
‫وجدنا من شتى اإلبدال مثل إبدال تاء (افتعل) دااًل ‪ ،‬إبدال تاء (افتعل) طا ًء ‪ ،‬إبدال الواو أو الياء تا ًء‪.‬‬
‫أما قواعد إبدال الهمزة تحتوي في إبدال الهمزة من األلف‪ ,‬إبدال الهمزة من الياء‪ ,‬إبدال الهمزة من الواو‬
‫اإلختالف في قضية الهمزة هذه من سورة األعراف ‪ ١٠ :‬في كلمة "معايش" المكتوبة في اآلية التالية ‪:‬‬
‫(ولقد مكناكم في األرض وجعلنا لكم فيها معايش قليالً ماتشكرون)‬
‫قال ابن كثيرأنه من كلمة عاش يعيش عيشا ومعا ًشا ومعيشة وعيشة ومعيشا‬
‫يقول العلماء النحاة أن قراءة من قرأ من أهل المدينة (معائش) بالهمز فال يلتفت إليها‪ ،‬وإنما أخذت عن‬
‫نافع بن أبي نعيم يقروها لحنا ً‬
‫ور ّد العلماء القراء أن القرآن يأخذ عن عثمان بن عفان قبل ظهور اللحن‬
‫ولكن قد قرأ الجميع بالياء ( معايش ) وليس بالهمزة ‪ ،‬إال عبد الرحمن بن هرمز األعرج فإنه همزها ‪.‬‬

‫المراجع والمصادر‬
‫القرآن الكريم‬ ‫(‪)١‬‬
‫(‪ )٢‬لسان العرب ص ‪٢٩‬‬
‫المعجم الوسيط‬ ‫(‪)٣‬‬
‫المحيط في األصوات العربية نحوها وصرفها‪ ،‬ديوان الشاب الظريف دراسة لغوية‬ ‫(‪)٤‬‬
‫أ‪.‬د مدحت محمد زيادة‪ .٢٠١٨/٢٠١٩ .‬في علم التصريف دراسة للبنية بين النظرية والواقع‬ ‫(‪)٥‬‬
‫اللغوي‪ .‬القاهرة‬
‫(‪ )٦‬ب أيمن عبد الغني ‪ ،‬الصرف الكافي‪ ،‬صفحة ‪ .٤٠٠ - ٣٩٧‬بتصرّ ف‪.‬‬
‫(‪ )٧‬الشيخ منذر نذير الجاوي‪ .‬قواعد اإلعالل ‪ .‬دار ابن سرا‬
‫شيخ خالد األزهرى‪ .‬شرح التصريح على التوضيح ‪ - ٣٦٩/٢‬المطبعة األزهرية المصرية ‪-‬‬ ‫(‪)٨‬‬
‫األولى ‪ ١٣١٣‬هـ‪.‬‬
‫د محمد بن منصور الفايز‪ .‬التفسير البسيط سورة ااألعراف ‪ .‬الجزء التاسع صفحة ‪ .١٥١‬المملكة‬ ‫(‪)٩‬‬
‫العربية السعودية‬
‫(‪ )١٠‬القراءة في اإلتحاف ‪ ٤٤ /٢‬السبعة ص ‪٢٧٨‬‬

You might also like