You are on page 1of 19

‫‪Humanities & Natural‬‬

‫‪HNSJ‬‬ ‫‪Sciences Journal‬‬


‫‪ISSN: (e) 2709-0833‬‬
‫‪www.hnjournal.net‬‬
‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬
‫مجلة علمية محكمة (التصنيف‪)NSP :‬‬
‫معامل التأثير للعام ‪4.91 = 2022‬‬

‫عنوان البحث‬

‫األفلاظ ااشمتكرة ا ياافلرآن اافلرآم اا‬


‫(نماذج تحليلية)‬

‫‪1‬‬
‫عبدالباسط خضر بوكر‬

‫باحث األردن‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪HNSJ, 2023, 4(2); https://doi.org/10.53796/hnsj4242‬‬

‫تاريخ القبول‪2023/01/21 :‬م‬ ‫تاريخ النشر‪2023/02/01 :‬م‬

‫المستخلص‬

‫يقترن الفعل في اللغة العربية بلواحق قد تغير و قد تُخرجه من الداللة التي وضع لها‪ ،‬ويالحظ هذا االمر فيدراسة الصيغ التي‬
‫المتعددة‪ ،‬مستعينا بكتب النحو‬
‫ِّ‬ ‫جاء بها الفعل الذي دفع الباحث الى إعراب القرآن الكريم وتفسيره ‪.‬والوقوف على معانيها‬
‫والمعاجم َّمما يقتضي أن نقف عليها ونعمل على الفاظه في القرآن الكريم وفيما بعد نقدم آراء مختلفة في أمر المشترك اللفظي‬
‫توضيحها وفهم المراد منها‪.‬‬
‫إن اللفظ المشترك موجود في اللغة العربية‪ ،‬وأنه يصح إطالقه على معنييه‪ ،‬أو معانيه جميعاً‪ ،‬إطالقاً لغوياً‪ ،‬وأن كل ما يتناوله‬
‫اللفظ من المعاني المتفقة‪ ،‬يجوز أن يكون مراداً منه‪ ،‬ال فرق في ذلك بين المفردات‪ ،‬والجمل؛ فيجوز لك أن تقول‪ :‬تعدى‬
‫اللصوص البارحة على عين زيد‪ ،‬وتعني بذلك أنهم عوروا عينه الباصرة‪ ،‬وعوروا عينه الجارية‪ ،‬وسرقوا عينه التي هي ذهبه‪،‬‬
‫أو فضته‪ ،‬وجاءت عيون الملك لتقبض على اللصوص‪.‬‬
‫والذاهبون إلى القول بإعمال اللفظ المشترك هم جمهور أهل العلم من اللغويين والمفسرين‪ ،‬في مقدمتهم الشافعي والطبري؛‬
‫يقول الشافعي في هذا الصدد‪" :‬االسم المشترك إذا ورد مطلقاً‪ ،‬كـ (العين)‪ ،‬و(القرء) ُع ِّمم في جميع مسمياته‪ ،‬إذا لم يمنع منه‬
‫عمم كلفظ (اللمس)‪ُ ،‬يحمل في نقض الطهارة على اللمس‬ ‫قرينة‪ ،‬وكذا اللفظ الذي ُيستعمل مجا اًز في محل‪ ،‬وحقيقة في محل‪ُ ،‬ي َّ‬
‫باليد‪ ،‬والجماع‪".‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬األلفاظ ‪ .‬المشتركة ‪.‬القرآن ‪ .‬نماذج‬


‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫المقدمة‬

‫الحمد هلل رب العالمين وصلوات هللا وسالمه على النبي األمين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين‪ ،‬من‬
‫المعلوم أن مباحث اللغة العربية على صلة وثيقة بالمباحث القرآنية‪ ،‬وال غرو في ذلك‪،‬‬

‫مباحث اللغة العربية على صلة وثيقة بالمباحث القرآنية‪ ،‬وال غرو في ذلك‪ ،‬فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين‪،‬‬
‫والعالقة بينه وبين ال لغة العربية عالقة وشيجة‪ ،‬ال تنفصم بحال‪ .‬ومن المباحث اللغوية ذات الصلة بتفسير كتاب‬
‫هللا الكريم مبحث األلفاظ المشتركة‪ ،‬فما المراد باأللفاظ المشتركة‪ ،‬وما الموقف منها بخصوص تفسير كتاب هللا‬
‫العزيز‪ ،‬وما أمثلتها من القرآن الكريم‬

‫وما زالت معاني القرآن الكريم بك اًر تتجدد في كل عصر ألنه القاعدة العريضة للشريعة اإلسالمية الصالحة‬
‫لكل زمان ومكان‪ .‬ولما كانت معاني هذا القرآن مكنونة في ألفاظه العربية المعجزة تنوعت مسالك العلماء في‬
‫يتسنى للفقيه‪ ،‬والمفتي‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وطالب‬
‫استخراج معانيه من هذه األلفاظ‪ ،‬وقامت دراسات حول ألفاظه العربية كي ِّ‬
‫الفائدة معرفة أحكامه ومعانيه‪،‬‬

‫وقد نتج عن بعض هذه الدراسات ما يسمى بالوجوه والنظائر في القرآن الكريم التي كشفت النقاب عن‬
‫المعاني المتعددة والمتجددة التي يصلح أن يدل عليها اللفظ الواحد‪ ،‬وكذلك المعنى الواحد الذي يصلح أن تدل‬
‫عليه ألفاظ متعددة‪ .‬وهذا يدل على اتساع قاعدة الشريعة اإلسالمية كي تصلح لعالج الحياة البشرية في كل مكان‬
‫وزمان‪.‬‬

‫اللفظ والمعنى في اللغة العربية قضيتان خاضت القول فيهما حقول معرفية متعددة‪ ،‬وأنتجت مباحث كثيرة‬
‫تعرضت لجوانبها النظرية وتطبيقاتها في الشعر والخطابة والمثال والبالغة‬

‫أشكر جامعة يوزونجوييل وكل الموظفين والقائمين عليها ‪.‬‬

‫موصول ألستاذي ومشرفي الدكتور الفاضل‪ :‬صالح الدين صونمزصوي‪ ،‬لما قدم لي يد‬ ‫ٌ‬ ‫باألخص شكري‬
‫عو ٍن من خالل توجيهاته القيمة‪ ،‬حتى خرج البحث بهذا الشكل إلى الوجود‪ ،‬فجزاه هللا خيرا‪ ،‬وبارك هللا في عمره‪.‬‬

‫التمهيد‬

‫الحمد هللا رب العالمين والصالة والسالم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬سخر هللا جمعا غفي اًر من‬
‫علماء المسلمين لخدمة القرآن‪ ،‬بعد أن حفظه المسلمون في الصدور قبل السطور‪ ،‬فوضعوا علوم العربية المختلفة‬
‫من نحو‪ ،‬وصرف‪ ،‬وبالغة‪ ،‬خدمة للقرآن العظيم‪ ،‬و وضعوا مؤلفات كثيرة في هذا الحقل مثل‪" :‬البرهان في علوم‬
‫أما‬
‫القرآن الكريم"‪ ،‬للزركشي (ت‪794 :‬هـ) وكذلك "مفردات غريب القرآن" للراغب األصفهاني (ت‪ )502 :‬وغيره‪ ،‬و َّ‬
‫في حقل التفاسير فقد تنوعت اتجاهاتها‪ ،‬والمقام ال يسنح بحصر تلك االتجاهات؛ لذا أكتفي بما ذكرت‪ ،‬ومن أراد‬
‫االستزادة‪ ،‬فكتب العلم مبسوطة‪ ،‬ومتاحة للجميع ‪.‬‬

‫لذلك القرآن مازال مصد اًر غنياً للدراسات والبحوث‪ ،‬وإظهار معانيه وداللته‪ ،‬وسيظل ثريَّا‪ ،‬وغنيا إلى أن يرث هللا‬
‫األرض ومن عليها‪ ،‬ويتمثل هذا الثراء في كل حرف من حروفه‪ ،‬وفي كلماته‪ ،‬وأساليبه‪ ،‬وأحكامه ومن تلك‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪417‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫العطاءات القرآنية الدالة على ثراء القرآن الكريم في ألفاظه وأساليبه قضية المشترك اللفظي‪ ،‬والتي أوالها العلماء‬
‫اهتماما كبيرا‪ ،‬وال يزالون يقون بالبحث والدراسة حول هذا الموضوع؛ لذا الدراسات التي ركزت على الجانب‬
‫أما دراستي فقد قصرتها على دراسة األلفاظ المشتركة في القرآن الكريم وقد‬
‫المشترك اللفظي كثيرة ومتنوعة‪َّ ،‬‬
‫ضمنت الدراسة بالعديد من النماذج التي وضحت من خاللها تلك القضية‪ ،‬وقد كان اعتمادي األكبر في هذه‬
‫الدراسة على كتب االشباه والنظائر وكتب اللغة‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫تحاول هذه الدراسة جاهدة أن تجيب على اإلشكاليات الواردة في البحث‪ ،‬والتي يمكن إجمال هذه األسئلة في‬
‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ .1‬بيان المقصود من المشترك ومفهومه في القرآن الكريم؟‬

‫‪ .2‬ذكر اآليات التي ذكر فيها اللفظ المشترك ؟‬

‫‪ .3‬بيان القواعد التي يجب العمل بها مع اللفظ المشترك ؟‬

‫وبداية أقول إن مجال عملي أو حدود دراستي في هذا البحث يقتصر على دراسة المشترك اللفظي من خالل آيات‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬واآليات التي ذكر فيها اللفظ المشترك‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫ال شك أن وراء كل عمل علمي أهداف ال بد أن يحققها‪ ،‬وهذه الدراسة كغيرها من الدراسات األخرى تكمن وراءها‬
‫أهداف يريد البحث أن يحققها‪ ،‬والهدف األسمى من هذا البحث هو بيان معنى المشترك اللفظي من خالل دراسة‬
‫اآليات التي ورد فيها‪ ،‬ومن تلك األهداف إظهار أسلوب القرآن في دراسة األلفاظ المشتركة إلى غير ذلك من‬
‫األهداف األخرى‪ ،‬والتي يضيق المقام عن ذكرها‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫اء كان من العلماء القدماء أو اللغويين‪ ،‬ال مجال‬ ‫الدراسة السابقة في هذا الموضوع كثيرة ومتنوعة‪ ،‬سو ً‬
‫أما فيما يخص الدراسات األكاديمية‬
‫لضمها وحصرها هنا‪ ،‬أل ِّن القرآن البحث فيه وبيانه ال ينته إلى يوم القيامة‪َّ ،‬‬
‫في الجامعات نعرضها ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬المشترك اللغوي باتفاق المباني وافتراق المعاني في كتاب الترجمان عن غريب القران لالمام تاج الدين‬
‫ابو المحاسن عبدالباقي بن عبدالمجيد بن عبدهللا الققرشي اليماني ت ‪734‬ه‬

‫‪ .2‬المشترك اللفظي في الحقل القراني د عبدالعال سالم مكرم ط ‪ 1‬مؤسسة الرسالة ‪1996‬م‬

‫‪ .3‬االشباه والنظائر تاليف االمام تاج الدين عبدالوهاب بن علي ابن عبدالكافي السبكي ط ‪ 1‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪1991‬م‬

‫واستفدت من هذه الدراسات في معرفة األمور التي يعتمد عليها في الدراسة التحليلية ‪ ،‬لبيان الفاظ‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪418‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫المشتركة في القرآن الكريم‪.‬‬

‫لقيت الضوء على‬


‫أما دراستى االلفاظ المشتركة لن تختلف كثي اًر عن الدراسات السابقة‪ ،‬ولكن في دراستي أ ُ‬
‫َّ‬
‫وتناولت إبراز العالقة المشتركة بين‬
‫ُ‬ ‫مجموعة من اآليات التي جاء فيها لفظ المشترك‪ ،‬وبينت داللته ومعناه‪،‬‬
‫اآليات‪..‬‬

‫أ َّما الجديد في بحثي لم أجد دراسة مستوفياً كافياً لاللفاظ المشتركة في القرآن الكريم‪ ،‬فكان دراستي على‬
‫جانب الذي لم ُيدرس بشكل مستوف‪.‬‬

‫منهجي في البحث‪:‬‬

‫من المعلوم أن هناك مناهج كثيرة يتم تطبيقها على الدراسات العلمية إال أنني اخترت من بين تلك المناهج الكثيرة‬
‫المنهج التحليلي‪ ،‬فهو األنسب لتلك الدراسة‪ ،‬وسأقوم من خالل هذا المنهج بعرض اآليات القرآنية التي اشتملت‬
‫على المشترك اللفظي‪ ،‬وتحليل تلك اآليات للوقوف على سمات القرآن في دراسة هذا األسلوب‪ ،‬بعد الوقوف على‬
‫مضمون اآليات الواردة في البحث من خالل بيان معاني المفردات والمعاني الداللية‪ ،‬واللغوية ومفهوم اآليات‪،‬‬
‫ثم عرضها في مباحث وبغية الوصول الى نتيجة مرضية من خالل هذا الموضوع‪.‬‬

‫ُخطة البحث‪:‬‬

‫في القرآن الكريم‪ ،‬وتعريف المشترك اللفظي لغة‬ ‫تناولت مفهوم االلفاظ المشتركة‬
‫ُ‬ ‫المبحث الول‪:‬‬
‫واصطالحا‪.‬‬

‫تناولت أقسام اللفظ المشترك‪.‬‬


‫ُ‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نماذج قرآنية للفظ المشترك‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬قواعد العمل باللفظ المشترك‪.‬‬

‫أسال هللا أن يكون هذا العمل والجهد خالصاً لوجه الكريم‪ ،‬وأن يغفر َّزالتي وهفواتي‪ ،‬والصالة والسالم‬
‫على رسول هللا ‪ ،‬وآخر دعوانا الحمد هللا رب العالمين‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم االلفاظ المشتركة في القرآن وتعريف المشترك اللفظي لغة واصطالحا‪.‬‬

‫في هذا المبحث أتناول مفهوم األلفاظ المشتركة في القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ .1.1‬مفهوم ال لفاظ المشتركة‬

‫تجادل األصوليون حول وجود اللفظ‬


‫إطالق اللفظ على حقيقتين‪ ،‬وقد َ‬
‫ُ‬ ‫المقصود من تعريف المشترك اللفظي هو‬
‫المشترك من األساس‪ ،‬وهم يختلفون في وقوعه على أربعة آراء ‪:‬‬

‫بحكم المصلحة العامة أن يكو َن بين اللغات ألفا ٌ‬


‫ظ مشتركة‪.‬‬ ‫أحدها ‪:‬أنه واجب؛ أي‪ :‬يجب ُ‬
‫والثاني ‪:‬أنه مستحيل‪.‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪419‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫غير واقع‪.‬‬
‫والثالث ‪:‬أنه ممك ٌن ُ‬
‫مستدلين بوقوعه فعالً في اللغة‪ ،‬وفي بعض‬ ‫ِّ‬ ‫والرابع ‪:‬أنه ممكن واقع‪ ،‬وإن كان أكثرهم يذهبون إلى إمكانه ووقوعه‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ات َيتََربَّص َن بأَنُفسه َّن ثَ َالثَ َة ُق ُر ٍ‬
‫وء ﴾‬ ‫ألفاظ الشرع؛ كلفظ ‪:‬الَقرء في قوله تعالى ﴿ والم َ َّ‬
‫طلَق ُ‬ ‫َ ُ‬
‫الليل إ َذا َعس َع َس ﴾‪ 2‬فالفعل َعس َع َس يتردد معناه بين‪:‬‬ ‫الطهر والحيض‪ ،‬وكذلك قوله تعالى ‪ ﴿:‬و َّ‬ ‫يتردد بين ُّ‬
‫فاللفظ َّ‬
‫َ‬
‫أدبر‪.‬‬
‫أقبل و َ‬
‫َ‬
‫ألكثر من حقيقة؛ أي‪ :‬باالشتراك في أشياء مختلفة؛‬
‫َ‬ ‫ظ ُوضعت‬
‫كما ُوجدت في اللغة ألفا ٌ‬
‫المتفجر من األرض‪ ،‬وعين الشمس‪ ،‬والجاسوس‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫كلفظ ‪:‬العين ُوضع للعين الباصرة‪ ،‬وموضوعة كذلك للماء‬
‫‪3‬‬
‫بالعين‬ ‫وللنقد‪ ،‬فيقال‪ :‬اشتريت َّ‬
‫بالدين ال َ‬
‫ويرى الغزالي أن األلفاظ المتعددة باإلضافة إلى المسميات المتعددة على أربع منازل‪ .‬وهي المترادفة‪ ،‬والمتباينة‪،‬‬
‫والمتواطئة‪ ،‬والمشتركة‪.‬‬

‫‪ .2.1‬المشترك لغة‪:‬‬

‫(ش َر َك)‪ ،‬الشين والراء والكاف كما يقول ابن فارس أصالن‪ :‬أحدهما يدل على المقارنة خالف االنفراد‪،‬‬
‫من َ‬
‫والثاني يدل على االمتداد واالستقامة‪ .‬وشاركه وتشاركوا واشتركوا أي تساووا‪ ،‬وفريضة مشتركة يستوي فيها‬
‫‪4‬‬
‫المقتسمون‪ ،‬وطريق مشترك يستوي فيه الناس‪ ،‬واسم مشترك تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫مختلف‬ ‫والمعنى‬ ‫اللفظين‪،‬‬ ‫اتفاق‬ ‫بأنها‬ ‫الظاهرة‬ ‫هذه‬ ‫إلى‬ ‫اللغة‬ ‫علماء‬ ‫أشار‬ ‫وقد‬
‫‪6‬‬
‫الكثيرة"‬‫المعاني‬ ‫الواحد‬ ‫باالسم‬ ‫العرب‬
‫ُ‬ ‫سمي‬
‫"وتُ ِّ‬ ‫بقوله‬ ‫افعي‬
‫الش ُّ‬ ‫إليه‬ ‫وأشار‬
‫َ‬
‫فالنا في الشيء‪،‬‬ ‫قال ابن فارس ‪ " :‬الشركة‪ :‬وهو أن يكون الشيء بين اثنين ال ينفرد به ُ‬
‫أحدهما‪ ،‬ويقال‪ :‬شاركت ً‬
‫" ‪.7‬‬
‫إذا صرت شريكه‬

‫البقرة‪228 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫التكوير‪17 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫لسان العرب محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقي (المتوفى‪711 :‬ه ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬ ‫‪3‬‬

‫صادر‪( 1984 ،‬ط‪( ،)3‬ج ‪/4‬ص ‪3195‬‬


‫محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقي (المتوفى‪711 :‬ه(‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬ ‫‪4‬‬

‫صادر‪( 1984 ،‬ط‪ ،)3‬ج‪ ،10‬ص ‪ .448‬أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي‪ ،‬أبو العباس (المتوفى‪ :‬نحو ‪770‬ه(‪ ،‬المصباح المنير‬
‫في غريب الشرح الكبير‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتبة العلمية ص ‪.255‬‬
‫‪ 5‬كتاب سيبويه أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه سنة الوالدة ‪ /‬سنة الوفاة ‪ 180‬هـ تحقيق عبد السالم محمد هارون دار النشر ‪ :‬دار‬
‫الجيل ـ بيروت عدد األجزاء ‪4‬‬
‫‪ 6‬الرسالة محمد بن إدريس الشافعي شهرته ‪ :‬الشافعي المحقق ‪ :‬رفعت فوزي عبد المطلب دار النشر ‪ :‬دار الوفاء البلد ‪ :‬المنصورة ـ مصر‬
‫الطبعة ‪ :‬األولى سنة الطبع ‪1422 :‬هـ ‪2001 ،‬م عدد األجزاء‪ :‬ج ‪1‬ص ‪52‬‬
‫‪ 7‬معجم مقاييس اللغة (ج ‪/3‬ص ‪265‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪420‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫‪ .3.1‬المشترك إصطالحا‪:‬‬

‫عرف العلماء المشترك بأنه اللفظ الموضوع للداللة على معنيين أو أكثر بأوضاع مختلفة‪ ،‬وتعددت تعريفات علماء‬
‫األصول للمشترك وإن كانت كلها تجتمع حول تعدد الوضع والمعنى‪ ،‬ومن هذه التعريفات‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫ما ذكره القرافي‪" :‬أن المشترك هو اللفظ الموضوع لكل و ٍ‬
‫احد من معنيين فأكثر وضعاً مستم اًر"‪.‬‬

‫وعرفه صاحب البحر المحيط بانه‪ :‬اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين أو أكثر داللة على السواء عند أهل‬
‫‪10‬‬
‫تلك اللغة"‪" 9‬اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعاً أوالً من حيث هو كذلك"‪.‬‬

‫ويمكن توضيح التعريف األخير الذي تتوافق عليه أكثر أقوال العلماء من المتكلمين والحنفية من خالل بيان‬
‫محترزاته وقيوده وهي‪:‬‬

‫قولنا اللفظ‪ :‬يشمل األسماء مثل الجارية بمعنى األمة والسفينة‪ ،‬واألفعال مثل عسعس‪ :‬بمعنى أقبل وأدبر‪ ،‬أو‬
‫بان‪ :‬بمعنى ظهر و اختفى‪ ،‬ومنها البين أي الفراق والبعد‪ .‬والحروف نحو تردد (من) بين ابتداء الغاية‬
‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬
‫يكم ِّمن ُه‪‬‬
‫والتبعيض كما في قوله تعالى‪َ  :‬فام َس ُحوا ب ُو ُجوه ُكم َوأَيد ُ‬
‫وقولنا الموضوع لحقيقتين مختلفتين‪ :‬احترز به عن األسماء المفردة‪ ،‬وخرج بقيد‪ :‬أوًال‪ :‬اللفظ المنقول من‬
‫معنى آلخر‪.‬‬

‫الماهيات المختلفة‪ ،‬لكن ال من حيث هي كذلك‪،‬‬


‫ِّ‬ ‫وخرج بقيد الحيثية (من حيث هو)‪ :‬المتواطئ فإنه يتناول‬
‫بل من حيث إنها مشتركة في معنى واحد‪ .‬كقولك‪ :‬نور الشمس‪ ،‬ونور السراج‪.‬‬

‫وعليه فاأللفاظ المشتركة تطلق على مسميات مختلفة ال تشترك في الحد والحقيقة البتة كاسم العين يطلق‬
‫على العضو الباصر وعلى الميزان وعلى الموضع الذي يتفجر منه الماء وهي العين الفوارة وعلى الذهب وعلى‬
‫الشمس‪ ،‬وكذا لفظ المشتري على القابل في عقد البيع وعلى الكوكب المعروف‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫واالسم المشترك قد يدل على المختلفين كما ذكرنا‪ ،‬وقد يدل على المتضادين كالجلل للحقير والخطير‪،‬‬

‫‪ 8‬أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى‪684 :‬ه( شرح تنقيح الفصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه عبد‬
‫الرؤوف سعد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪1973 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.29‬‬
‫أبو عبد هللا بدر الدين محمد بن عبد هللا بن بهادر الزركشي (المتوفى‪794 :‬ه( البحر المحيط في أصول الفقه‪ ،‬دار الكتبي‪ ،‬بيروت‪( ،‬ط‪)1‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪1994‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.377‬‬


‫أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى‪ 606 :‬ه(‪ ،‬المحصول في‬ ‫‪10‬‬

‫علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه جابر العلواني‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1997 ،‬م (ط‪ ،)3‬ج‪ ،1‬ص‪ .360‬والحنفية يوردون تعريف الرازي في كتبهم‬
‫ويوضحونه بأنه‪ :‬كل لفظ يشترك فيه معان أو أسام ال على سبيل االنتظام بل على احتمال أن يكون كل واحد هو المراد به على االنفراد وإذا‬
‫تعين الواحد مراد به انتقى اآلخر " انظر أصول السرخسي ج‪ ،1‬ص‪.126‬‬
‫‪ 11‬المحصول أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى‪ 606 :‬ه(‪،‬‬
‫المحصول في علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه جابر العلواني‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1997 ،‬م (ط‪ ،)3‬ج‪ ،1‬ص‪.360‬‬
‫‪ 12‬المائدة ‪6‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪421‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫‪13‬‬
‫والناهل للعطشان والريان‪ ،‬والجون للسواد والبياض‪ ،‬والقرء للطهر والحيض وغيرها‪.‬‬

‫‪ .2‬أقسام اللفظ المشترك‪.‬‬

‫في هذا المبحث ندرس األلفاظ ذات الصلة بالمشترك في القرآن الكريم‪.‬‬

‫من األلفاظ ذات الصلة بالمشترك‪:‬‬


‫ينة خار ٍ‬
‫جية تحدد‬ ‫المجمل‪ :‬هو اللفظ المبهم الذي ال يعرف معناه والمراد منه إال ببيان من المجمل أو بقر ٍ‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪14‬‬
‫معناه‪.‬‬

‫وقيل هو ما ازدحمت فيه المعاني وأشتبه المراد منه اشتباها ال يدرك بنفس العبارة بل بالرجوع إلى‬
‫‪15‬‬
‫االستفسار ثم الطلب ثم التأمل‪ .‬مثل لفظ الربا‪ ،‬و الصالة‪ ،‬والزكاة وغيرها‪.‬‬

‫وكثي اًر ما يذكر األصوليون ‪-‬أتباع مدرسة المتكلمين‪ -‬المشترك ضمن أقسام المجمل وذلك ألن كالً منهما يدور‬
‫حول احتمال اللفظ لمعنيين فأكثر‪ ،‬وهذا االحتمال في المشترك واقع بسبب الوضع اللغوي‪ ،‬وأما في المجمل فقد يكون‬
‫‪16‬‬ ‫ٍ‬
‫مجمل مشتركاً‪.‬‬ ‫مجمل وليس كل‬ ‫ٍ‬
‫مشترك‬ ‫احتمال المعاني بسبب الوضع أو العقل أو غيرها ؛ ولذا قالوا إن كل‬
‫ٌ‬
‫وأما علماء األصول من الحنفية فيعدون المشترك من أقسام وجوه النظم مع العام والخاص والمؤول‪ ،‬بينما‬
‫المجمل من أقسام وجوه بيان النظم مع الخفي والمتشابه‪ :‬جاء في كشف األسرار" المجمل ‪ ...‬ما ازدحمت فيه‬
‫المعاني‪ ،‬أي تدافعت يعني يدفع كل واحد سواه ال أنه شمل معاني كثيرة‪ ،‬وقوله المعاني‪ ،‬ليس بشرط لصيرورته‬
‫مجمال؛ ألن اللفظ المشترك بين معنيين قد يصير مجمالً إذا انسد فيه باب الترجيح كما مر‪ ،‬والمراد من المعنى ههنا‬
‫مفهوم اللفظ‪ ،‬واألولى أن يقال المراد من ازدحام المعاني تواردها على اللفظ من غير رجحان ألحدهما على الباقي كما في‬
‫المشترك في أصل الوضع إال أن التوارد ههنا أعم منه في المشترك؛ ألنه في المشترك باعتبار الوضع فقط وههنا‬
‫( ‪17‬‬
‫باعتباره وباعتبار غرابة اللفظ وتوحشه من غير اشتراك فيه وباعتبار إبهام المتكلم الكالم" ‪.‬‬

‫يرجح أحد معاني‬ ‫ويفترق المشترك عن المجمل في كونه قد يتوصل إلى معناه بمجرد اللغة‪ ،‬فالفقيه قد ِّ‬
‫المشترك بمجرد تأمله في اللغة أو بالقرائن‪ .‬بينما ال يستدرك المراد من المجمل بمجرد اللغة أو صيغة اللفظ بل ال بد‬
‫المبين (المجمل) لتحديد معناه‪.‬‬
‫من الرجوع إلى بيان من ِّ‬

‫‪ 13‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى‪505 :‬ه‪ ،‬المستصفى في علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم عبد الشافي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪1993 ،‬م (ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪ ،76‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1994( ،1‬م)‪،‬‬
‫ص‪.326‬‬
‫محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي المتوفى‪483 :‬ه أصول السرخسي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪،168‬‬ ‫‪14‬‬

‫عبد العزيز بن أحمد بن محمد‪ ،‬عالء الدين البخاري الحنفي المتوفى‪730 :‬ه كشف األسرار شرح أصول البزدوي‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪15‬‬

‫ج‪ ،1‬ص‪ .54‬وهذا تعريف البزدوي للمجمل‪.‬‬


‫أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى‪684 :‬ه(‪ ،‬تنقيح الفصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه عبد‬ ‫‪16‬‬

‫الرؤوف سعد‪ ،‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪1973 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.274‬‬


‫‪ 17‬كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي عالء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الوالدة ‪ /‬سنة الوفاة ‪730‬هـ‪ .‬تحقيق عبد هللا‬
‫محمود محمد عمر‪ .‬الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر ‪1418‬هـ ‪1997 -‬م‪ .‬مكان النشر بيروت عدد األجزاء ‪ 4‬ج‪ ،1‬ص‪.54‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪422‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫فالمشترك يحتمل اإلدراك لمعانيه بالتأمل في معنى الكالم لغ ًة برجحان بعض الوجوه على بعض‪ .‬أما المجمل‬
‫‪18‬‬
‫فمما ال يدرك لغ ًة؛ لمعنى زائد ثبت شرعاً‪ ،‬أو النسداد باب الترجيح لغ ًة فوجب الرجوع فيه إلى بيان المجمل‪.‬‬

‫‪ .2.2‬المنقول‪ :‬هو اللفظ الذي نقل عن مسماه إلى مسمى آخر على سبيل الثبات لعالقة بينهما‪ ،‬ثم استخدم في‬
‫‪19‬‬
‫المعنيين معاً‪.‬‬

‫وإذا كانت داللة اللفظ على المنقول له أقوى من المنقول عنه يسمى منقوالً‪ ،‬وأما إن كانت داللة اللفظ على‬
‫‪20‬‬
‫المنقول عنه أقوى من المنقول له سمي اللفظ حقيق ًة وسمي اللفظ المنقول له مجا ًاز‪.‬‬

‫وقد يكون النقل بواسطة الشرع فيسمى اللفظ شرعياً كلفظ الصالة دل بالوضع على مطلق الدعاء‪ ،‬ثم نقله الشارع‬
‫للداللة على هيئة الصالة المخصوصة بأقوال وأفعال‪.‬‬

‫الدابة وضع في األصل للتعبير عن كل ما يدب على‬


‫وأما إن كان الناقل هو العرف فيسمى اللفظ عرفياً‪ ،‬كلفظ ِّ‬
‫دابة البهيمة دون اإلنسان‪.‬‬
‫األرض ثم نقله العرف إلى معنى خاص وهو ِّ‬
‫ويتفق المنقول والمشترك في تعدد المعنى والوضع في كل منهما‪.‬‬

‫ويختلفان في كون المشترك وضع لمعنييه أو معانيه على السواء‪ ،‬أي على الحقيقة‪ ،‬بمعنى أنه وضع لهذا‬
‫ووضع لذاك في الوقت ذاته‪ ،‬من غير اعتبار النقل من أحدهما لآلخر‪.‬‬

‫ال‪ ،‬ثم نقل لآلخر لمناسبة بينهما‪ ،‬مع هجـر‬


‫أما المنقول فلم يوضع للمعنيين على السواء‪ ،‬بل وضع ألحدهما أو ً‬
‫‪21‬‬
‫المعنى األول‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مفردة‬ ‫احدة‬ ‫ٍ‬
‫لحقيقة و ٍ‬ ‫وعند وقوع التعارض بين االشتراك والنقل‪ ،‬قيل‪ :‬إن النقل أولى؛ ألن اللفظ يكون عند النقل‬
‫‪22‬‬
‫مشترك في األوقات كلها‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫في جميع األوقات‪ ،‬والمشترك‬

‫‪ .3.2‬المستعار‪ :‬هو االسم المنقول مؤقتاً إلى غير ما وضع له لعالقة بينهما‪.‬‬

‫وقد أوضح الغزالي معناه بقوله‪":‬أن يكون ٌ‬


‫اسم داالً على ذات الشيء بالوضع ودائماً من أول الوضع إلى‬
‫شيء آخر لمناسبته لألول على وجه من وجوه المناسبات‪ ،‬من‬
‫ٌ‬ ‫اآلن‪ ،‬ولكن يلقب به في بعض األحوال ال على الدوام‬
‫‪23‬‬
‫غير أن يجعل ذاتياً للثاني وثابتاً عليه ومنقوالً إليه"‪.‬‬

‫‪ ،‬كشف األسرار ج‪ ،1‬ص‪.43‬‬ ‫‪18‬‬

‫المحصول في علم االصول أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري‬ ‫‪19‬‬

‫(المتوفى‪ 606 :‬ه(‪ ،،‬تحقيق‪ :‬طه جابر العلواني‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1997 ،‬م (ط‪)3‬ج‪ ،1‬ص‪.312‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.312‬‬ ‫‪20‬‬

‫أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي المتوفى‪684 :‬ه أنوار البروق في أنواء الفروق‪ ،‬المعروف‬ ‫‪21‬‬

‫بـ(الفروق)‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.14‬‬


‫محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني اليمني (المتوفى‪1250 :‬ه(‪ ،‬إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‬ ‫‪22‬‬

‫عزو عناية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪1999 ،‬م (ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.77‬‬
‫أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى‪505 :‬ه(‪ ،‬معيار العلم في فن المنطق‪ ،‬تحقيق‪ :‬سليمان دنيا‪ ،‬مصر‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪423‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫ومن أمثلة األلفاظ المستعارة عن معانيها األصلية لفظ األم‪ ،‬فإنه موضوع للوالدة ويستعار لألرض يقال إنها‬
‫أم البشر‪ .‬ومنها أيضًا‪ :‬رأس المال‪ ،‬وجه النهار‪ ،‬عين الماء‪ ،‬حاجب الشمس‪ ،‬أنف الجبل‪ ،‬ريق المزن‪ ،‬يد الدهر‪ ،‬جناح‬
‫‪24‬‬
‫الطريق‪ ،‬وكبد السماء‪.‬‬
‫وقوله تعالى‪ :‬واخفض َلهما ج َناح ُّ‬
‫ومن استعارات القرآن‪َ  :‬وإنَّ ُه في أ ُِّم الكتَاب َل َدي َنا َل َعل ٌّي َحك ٌ‬
‫يم‪‬‬ ‫‪25‬‬
‫الذ ِّل‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪26‬‬
‫صغي اًر‪‬‬
‫الرح َمة َوُقل َّر ِّب ار َحم ُه َما َك َما َرب ََّياني َ‬
‫م َن َّ‬
‫ويتفق اللفظ المستعار مع المشترك في تعدد المعنى في ٍ‬
‫كل منهما‪ ،‬ويختلفان في كون المشترك ال عالقة بين‬
‫معانيه‪ ،‬بل كل معنى مقصود على الحقيقة‪ ،‬بينما توجد عالقة مجازية بين اللفظ المنقول والمنقول عنه‪.‬‬

‫ومؤقت في المستعار‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫دائم في المنقول‬ ‫أما الفرق بين اللفظ المنقول واللفظ المستعار فهو أن النقل ٌ‬
‫ثابت أو ٌ‬
‫‪ .4.2‬المتواطئ‪ :‬هو اللفظ الكلي الذي يكون حصول معناه في أفراده الذهنية والخارجية على السواء‪ ،‬كلفظ‬
‫(‪27 )i‬‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فكل ٍ‬
‫فرد من أفراد هذا اللفظ ال يزيد على اآلخر في الحيوانية والناطقية ‪.‬‬

‫وسمي اللفظ الذي يستوي معناه في أفراده متواطئاً ألنه متوافق‪،‬يقال‪ :‬تواطأ فالن وفالن أي‪ :‬اتفقا‪.‬‬

‫ولعل هذا االتفاق بين أفراده جعل له صل ًة بالمشترك من حيث تعدد الوضع‪ ،‬لكن الفارق بينهما ٌ‬
‫كبير كما‬
‫‪28‬‬
‫اضح؛ إذ يتنوع المعنى في المشترك ويتحد في المتواطئ‪.‬‬
‫هو و ٌ‬
‫‪ .3‬نماذج قرآنية للفظ المشترك‬

‫في هذا المبحث سأعرض الفاظ مشتركة في آيات قرآنية‬

‫‪ .1.3‬المثلة القرآنية على المشترك‬

‫مثال اللفظ المشترك المختلف المعاني‪ :‬لفظ (األمة) من األلفاظ المشتركة‪،‬‬

‫دل عليه سياق الكالم‪ ،‬فمثالً في قوله تعالى‪ (:‬ولئن أخرنا‬


‫وإنما دل في القرآن في كل موطن على معنى واحد‪َّ ،‬‬
‫عنهم العذاب إلى أمة معدودة(‪، 29‬‬

‫لفظ (األمة) هنا جاء بمعنى‪ :‬األمد والحين‪.‬‬

‫‪(1961‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.8‬‬


‫الغزالي‪ ،‬معيار العلم في فن المنطق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.8‬‬ ‫‪24‬‬

‫الزخرف ‪23‬‬ ‫‪25‬‬

‫اإلسراء ‪73‬‬ ‫‪26‬‬

‫أبو عبد هللا بدر الدين محمد بن عبد هللا بن بهادر الزركشي (المتوفى‪794 :‬ه(‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتبي‪،‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪( ،1994‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪178‬‬


‫‪ 28‬عبد الرحيم بن الحسن بن علي اإلسنوي الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين (المتوفى‪772 :‬ه نهاية السول شرح منهاج الوصول‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫ِّ‬
‫الكتب العلمية‪1999 ،‬م‪ ،‬ط‪ 1‬ج‪ ،1‬ص‪.87‬‬
‫هود ‪8:‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪424‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫وقوله تعالى ( إن إبراهيم كان أمة(‪ 30‬لفظ (األمة) هنا جاء بمعنى‪ :‬اإلمام الذي ُيقتدى به‪ .‬وقوله سبحانه ‪:‬بل قالوا‬
‫إنا وجدنا آباءنا على أمة (‪ ، 31‬لفظ (األمة) هنا جاء بمعنى‪ :‬الدين والملة‪.‬‬

‫لفظ (األمة) هنا جاء بمعنى‪ :‬الجماعة‬ ‫‪32‬‬


‫وقوله عز وجل ) ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون)‬
‫من الناس‪.‬‬

‫( لفظ (األمة) هنا جاء بمعنى‪ :‬الفرقة‬ ‫‪33‬‬


‫وقوله تبارك وتعالى ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون‬
‫والطائفة‪.‬‬

‫وهكذا نجد أن لفظ (األمة) وهو لفظ مشترك‪ ،‬جاء في كل آية من هذه اآليات بمعنى مختلف‪ ،‬حدده السياق الذي‬
‫‪34‬‬
‫ورد فيه‪.‬‬

‫ولفظ (الفتح) في القرآن جاء بمعان متعددة‪ ،‬حددها السياق‪ ،‬فجاء بمعنى الفتح المادي‪ ،‬وهو األصل في معنى‬
‫‪35‬‬
‫}فتحوا متاعهم }الفتح المادي الذي يزيل األربطة عن‬ ‫(الفتح)‪ ،‬والمثال عليه قوله سبحانه ( ولما فتحوا متاعهم (‬
‫‪36‬‬
‫أي‪ :‬بما‬ ‫المتاع‪ .‬وجاء بمعنى الفتح المعنوي‪ ،‬كما في قول هللا تعالى{ ‪:‬قالوا أتحدثونهم بما فتح هللا عليكم)‬
‫أعطاكم هللا ومنحكم من الخير ومن العلم‪ .‬وجاء (الفتح) بمعنى النصر والغلبة‪ ،‬كما في قوله سبحانه{ ‪:‬ويقولون‬
‫‪37‬‬
‫متى هذا الفتح إن كنتم صادقين‬

‫‪ .2.3‬مثال اللفظ المشترك المتضاد‪،‬‬

‫قوله عز وجل ‪ (:‬والليل إذا عسعس( ‪ ،}38‬فلفظ عسعس من األلفاظ المشتركة المتضادة‪ ،‬يأتي بمعنى‪ :‬أقبل‪،‬‬
‫ويأتي بمعنى‪ :‬أدبر‪ ،‬والسياق هو الذي يحدد المعنى‪،‬‬

‫وقد اختار الطبري أن الصواب من القول هنا أن يكون عسعس بمعنى‪ :‬أدبر؛ وذلك لقوله سبحانه{ ‪:‬والصبح إذا‬
‫‪40‬‬
‫تنفس(‪ ، } 39‬فدل ذلك على أن الَق َس َم بالليل حال إدباره‪ ،‬وبالنهار حال إقباله‪.‬‬

‫النحل ‪120 :‬‬ ‫‪30‬‬

‫الزخرف ‪22 :‬‬ ‫‪31‬‬

‫القصص‪23 :‬‬ ‫‪32‬‬

‫األعراف ‪159 :‬‬ ‫‪33‬‬

‫كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي عالء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الوالدة سنة الوفاة ‪730‬هـ‪ .‬تحقيق عبد هللا‬ ‫‪34‬‬

‫محمود محمد عمر‪ .‬الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر ‪1418‬هـ ‪1997 -‬م‪ .‬بيروت عدد األجزاء ‪ ( 4‬ج ‪ /1‬ص ‪40‬‬
‫‪ 35‬يوسف ‪65 :‬‬
‫‪ 36‬البقرة ‪76 :‬‬
‫السجدة‪28 :‬‬ ‫‪37‬‬

‫التكوير‪17:‬‬ ‫‪38‬‬

‫التكوير‪18 :‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪ 40‬كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي عالء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الوالدة سنة الوفاة ‪730‬هـ‪ .‬تحقيق عبد هللا‬
‫محمود محمد عمر‪ .‬الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر ‪1418‬هـ ‪1997 -‬م‪ .‬مكان النشر بيروت عدد األجزاء ج ‪( 4‬ص ‪،)202/1‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪425‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫‪ .3.3‬مثال حمل اللفظ المشترك على معنييه‪،‬‬


‫‪41‬‬
‫لفظ (الجهاد) في اآلية لفظ مشترك‪ُ ،‬يطلق على مجاهدة‬ ‫قوله عز وجل ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا(‬
‫النفس في إقامة شرائع اإلسالم‪،‬‬

‫الذب عن ديار اإلسالم‪ ،‬وقد ُف ِّسرت اآلية بكال المعنيين‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويطلق على مقاتلة األعداء في‬
‫ومن هذا القبيل قوله تعالى ( كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة (‪، 42‬‬

‫فلفظ (القسورة) مشترك بين (الرامي) وبين (األسد)‪ ،‬وحمر الوحش إذا رأت الرامي فرت‪ ،‬والحمر األهلية إذا رأت‬
‫فيحمل على المعنيين جميعاً‪.‬‬
‫األسد فرت‪ ،‬واللفظ صالح للمعنيين؛ ُ‬
‫أوال‪ :‬مثال حمل اللفظ المشترك في حقيقته ومجازه قوله تعالى ( الم تر أن هللا يسجد له من في السماوات‬
‫‪44 43‬‬
‫ومن في األرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ‪،‬‬

‫فـ(السجود) له معنى حقيقي‪ ،‬وهو وضع الجبهة على األرض‪ ،‬ومعنى مجازي‪ ،‬وهو التعظيم‪ ،‬وقد استعمل‬
‫فعل )يسجد)هنا في معنييه المذكورين ال محالة‪ ،‬الحقيقي والمجازي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ومن قبيل استعمال المعنى الحقيقي والمجازي أيضاً‪ ،‬قوله عز وجل ) ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم‬
‫‪45‬‬
‫بالسوء(‬

‫فبسط األيدي حقيقة في مدها للضرب والسلب‪ ،‬وبسط األلسنة مجاز في عدم إمساكها عن القول البذيء‪ ،‬وقد‬
‫استعمل هنا في كال معنييه‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫المفسرين اعترفوا بوقوع المشترك اللفظي في القرآن الكريم واللغة العربية‬
‫ِّ‬ ‫وكث ٌير من كبار‬

‫وجها‪:‬‬
‫عشر ً‬‫يتصرف على ثالث َة َ‬ ‫َّ‬ ‫قال القرطبي‪ :‬األمر في القرآن‬

‫َّللا َو ُهم َكارُهو َن﴾‪ 47‬أي‪ :‬دين هللا‪.‬‬


‫ظ َه َر أَم ُر َّ‬
‫اء ال َح ُّق َو َ‬ ‫الدين ‪َ﴿:‬لَقد ابتَ َغوا الفت َن َة من َقبل وَقَّلُبوا َل َك األُم َ َّ‬
‫ور َحتى َج َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫أي‪ :‬قولنا‪ ،‬ومنه ﴿َفتََن َازُعوا أَم َرُهم َبي َن ُهم َوأَس ُّروا َّ‬ ‫اء أَم ُرَنا َوَف َار التَّنُّ ُ‬ ‫القول ‪َّ َ :‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪48‬‬
‫أي‪:‬‬ ‫النج َوى﴾‬ ‫َ‬ ‫ور﴾‬ ‫﴿حتى إ َذا َج َ‬

‫العنكبوت‪69 :‬‬ ‫‪41‬‬

‫المدثر‪51-50 :‬‬ ‫‪42‬‬

‫الحج ‪18 :‬‬ ‫‪43‬‬

‫ارشاد الفحول لتحقيق الحق من علم األصول تأليف‪ :‬اإلمام العالمة محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي الطبعة‬ ‫‪44‬‬

‫األولى ‪1419‬هـ ‪1999 -‬م ج ‪ /1‬ص ‪91‬‬


‫الممتحنة‪2:‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ 46‬عبد الرحيم بن الحسن بن علي اإلسنوي الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين (المتوفى‪772 :‬ه(‪ ،‬نهاية السول شرح منهاج الوصول‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ِّ‬
‫دار الكتب العلمية‪1999 ،‬م‪( ،‬ط‪( ،)1‬ج ‪ /1‬ص ‪235 – 234‬‬
‫التوبة‪48 :‬‬ ‫‪47‬‬

‫هود‪40 :‬‬ ‫‪48‬‬

‫طه‪62 :‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪426‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫قولهم‪.‬‬

‫أي‪ :‬وجب العذاب بأهل النار‪.‬‬ ‫‪50‬‬


‫َن عندي َما تَستَعجُلو َن به َلُقضي األَم ُر َبيني َوَبي َن ُكم﴾‬ ‫العذاب ‪ُ﴿:‬قل َلو أ َّ‬
‫َ‬
‫ول َل ُه ُكن َف َي ُكو ُن﴾‪ ، 51‬يعني عيسى‪ ،‬وكان‬ ‫ضى أَم ًار َفإَّن َما َيُق ُ‬
‫الس َم َاوات َواألَرض َوإ َذا َق َ‬
‫يع َّ‬
‫﴿بد ُ‬
‫عيسى ابن مريم ‪َ :‬‬
‫ٍ‬
‫ضى أَم اًر َفإَّن َما َيُق ُ‬
‫ول َل ُه ُكن‬ ‫اء إ َذا َق َ‬
‫َّللاُ َيخُل ُق َما َي َش ُ‬ ‫ال َك َذلك َّ‬‫في علمه أن يكون من غير أب‪ ،‬ومثلها ‪َ﴿:‬ق َ‬
‫‪53 52‬‬
‫َف َي ُكو ُن﴾‬

‫اعدتُّم‬
‫﴿وَلو تَ َو َ‬
‫‪ ،‬يعني القتل‪ ،‬وقوله ‪َ :‬‬
‫‪54‬‬
‫َّللا ُقضي بال َح ِّق َو َخس َر ُه َنال َك ال ُمبطُلو َن﴾‬
‫اء أَم ُر َّ‬ ‫القتل ‪َ﴿ :‬فإ َذا َج َ‬
‫َ‬
‫ٍ ‪55‬‬
‫ان َمف ُعوالً ِّل َيهل َك َمن َهَل َك َعن َبِّي َن ٍة َوَيح َيى َمن َح َّي َعن َبِّي َنة﴾‬
‫َّللاُ أَم اًر َك َ‬
‫يعاد َوَلكن لِّ َيقضي َّ‬
‫الخَتَلفتُم في الم َ‬
‫َ‬
‫كفار َّ‬
‫مكة‪.‬‬ ‫يعني‪ :‬قتل َّ‬

‫يعني فتح َّ‬


‫مكة‪.‬‬ ‫‪56‬‬
‫َّصوا َحتَّى َيأتي َّ‬
‫َّللاُ بأَمره﴾‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫فتح مكة ‪َ﴿:‬فتَ َرب ُ‬
‫‪57‬‬
‫النضير ‪َ﴿:‬فاعُفوا َواصَف ُحوا َحتَّى َيأتي َّ‬
‫َّللاُ بأَمره﴾‬ ‫قتل قريظة وجالء بني َّ‬
‫َ‬
‫‪58‬‬
‫َّللا َف َال تَستَعجُلوهُ﴾‬
‫القيامة ‪﴿:‬أَتَى أَم ُر َّ‬
‫‪59‬‬
‫أي‪ :‬القضاء‪.‬‬ ‫﴿و َمن ُي َدِّب ُر األَم َر﴾‬
‫القضاء ‪َ :‬‬
‫يعني‬ ‫‪60‬‬
‫ف َس َن ٍة م َّما تَ ُعُّدو َن﴾‬
‫ان مق َد ُارهُ أَل َ‬
‫الس َماء إَلى األَرض ثُ َّم َيع ُرُج إَليه في َيو ٍم َك َ‬
‫﴿ي َدِّب ُر األَم َر م َن َّ‬
‫الوحي ‪ُ :‬‬
‫﴿يتََن َّزُل األَم ُر َبي َن ُه َّن﴾‪ 61‬أي‪ :‬الوحي‪.‬‬ ‫السماء إلى األرض‪ ،‬وقوله ‪َ :‬‬ ‫تنزيل الوحي من َّ‬
‫‪62‬‬
‫ور﴾‬
‫ُم ُ‬
‫َّللا تَص ُير األ ُ‬
‫أمر الخلق ‪﴿:‬أ ََال إَلى َّ‬
‫‪63‬‬
‫‪ ،‬يعني جزاء ذنبها‪.‬‬ ‫ان َعاق َب ُة أَمرَها ُخس ًرا﴾‬
‫ال أَمرَها َوَك َ‬
‫الذنب ‪َ﴿:‬ف َذاَقت َوَب َ‬

‫األنعام ‪58 :‬‬ ‫‪50‬‬

‫البقرة ‪117 :‬‬ ‫‪51‬‬

‫آل عمران‪47 :‬‬ ‫‪52‬‬

‫الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي المؤلف ‪ :‬أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي‬ ‫‪53‬‬

‫(المتوفى ‪671 :‬هـ) تحقيق ‪ :‬أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر ‪ :‬دار الكتب المصرية – القاهرة الطبعة ‪ :‬الثانية ‪1384 ،‬هـ ‪ 1964 -‬م‬
‫عدد األجزاء ‪ 20 :‬جزءا (في ‪ 10‬مجلدات) ج‪ 2‬ص ‪89 ،88‬‬
‫غافر‪78 :‬‬ ‫‪54‬‬

‫األنفال ‪42 :‬‬ ‫‪55‬‬

‫التوبة ‪24 :‬‬ ‫‪56‬‬

‫البقرة ‪109 :‬‬ ‫‪57‬‬

‫النحل‪1 :‬‬ ‫‪58‬‬

‫يونس‪31 :‬‬ ‫‪59‬‬

‫السجدة‪5 :‬‬ ‫‪60‬‬

‫الطالق‪12 :‬‬ ‫‪61‬‬

‫الشورى‪53 :‬‬ ‫‪62‬‬

‫الطالق‪9 :‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪427‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫أي‪ :‬فعله وشأنه‪.‬‬ ‫‪64‬‬


‫﴿و َما أَم ُر فرَعو َن ب َرش ٍيد﴾‬
‫الشأن والفعل ‪َ :‬‬
‫أوجه‪:‬‬ ‫من المشترك اللفظي في القرآن الكريم كلمة ) ُنكر) وقد وردت في القرآن الكريم على ستَّة ُ‬
‫األول ‪﴿:‬فَل َّما َرأى أَْي ِدَي ُه ْم ال َت ِص ُل ِإَلْي ِه َن ِكَرُه ْم﴾‪ 65‬ومن‬
‫ضد عرفه‪ ،‬فمن َّ‬ ‫أنكرهُ " ِّ‬ ‫"نك َرهُ "بكسر الكاف و" َ‬
‫‪66‬‬
‫نكُروَن َها﴾‬ ‫الثاني ‪﴿:‬يع ِرُفو َن ِنعمت َّ ِ‬
‫َّللا ُث َّم ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫َْ‬
‫ضمها‪ ،‬كالهما بمعنى‪ :‬المنكر َّالذي ال تألفه َّ‬
‫النفس وال تستريح إليه‪ ،‬فمن‬ ‫بضم النون وسكون الكاف أو ِّ‬ ‫ُنكر " ِّ‬
‫‪68‬‬
‫ِ‬ ‫األول ‪َّ﴿:‬لَق ْد ِجْئ َت َشْيئاً ُّن ْك اًر﴾‪ 67‬ومن الثاني ‪َ﴿:‬ي ْوَم َي ْد ُع الد‬
‫َّاع ِإَلى َشي ٍء ُّن ُك ٍر﴾‬ ‫َّ‬
‫ْ‬
‫غيروا معالمه لئالَّ تهتدي إليه‪.‬‬ ‫ال َن ِّكُروا َل َها َعْر َش َها﴾‬
‫أي‪ِّ :‬‬
‫‪69‬‬
‫غيرته وزًنا ومعنى؛ ﴿ َق َ‬ ‫نكرت الشيء بمعنى‪َّ :‬‬ ‫َّ‬

‫ير﴾ أي‪ :‬فكيف كان إنكاري عليكم؟! ومنه ً‬


‫أيضا قوُله‬ ‫‪70‬‬
‫ان َن ِك ِ‬
‫ف َك َ‬ ‫النكير كظريف‪ ،‬ومعناه‪ :‬اإلنكار‪ ،‬ومنه ‪َ ﴿:‬ف َكْي َ‬ ‫َّ‬
‫ير﴾‪ 71‬أي‪ :‬ال تستطيعون إنكار ما اقترفتموه من الذنوب‪.‬‬ ‫تعالى ‪َ ﴿:‬ما َل ُكم ِّمن َّمْل َجٍأ َي ْو َم ِئ ٍذ َو َما َل ُكم ِّمن َّن ِك ٍ‬
‫الح ِم ِ‬ ‫َنكر ال ِ‬
‫أنكر "في قوله تعالى ‪ِ﴿:‬إ َّن أ َ َ‬
‫‪72‬‬
‫ومعناها‪ :‬أقبح األصوات‪.‬‬ ‫ير﴾‬ ‫َص َوات َل َص ْو ُت َ‬
‫ْ‬
‫آيات كثيرة تذكر المعروف‬
‫المنكر "بفتح الكاف‪ :‬اسم مفعول من الرباعي المهموز‪ ،‬وقد وردت في الكتاب الكريم ٌ‬
‫الدين‪ ،‬والمنكر‪:‬‬
‫الرحم وطاعة الو َ‬
‫كالصالة وصلة َّ‬
‫َّ‬ ‫والمنكر متقابَلين‪ ،‬فالمعروف‪ :‬ما عرفه َّ‬
‫الشرع ورضيه وأمر به‪،‬‬
‫الربا وعقوق الو َ‬
‫الدين‪.‬‬ ‫كالزنا و ِّ‬ ‫ما أنكره َّ‬
‫الشرع ولم يقبله وتوعَّد عليه‪ِّ ،‬‬
‫أما" المنكر "في قوله تعالى ‪َ ﴿:‬تع ِرف ِفي وج ِ ِ‬
‫نكَر﴾‪ 73‬أي‪ :‬إنكار القرآن حين تُتلى عليهم آياته‪،‬‬
‫الم َ‬ ‫وه َّالذ َ‬
‫ين َك َفُروا ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َّ‬
‫وهي هنا مصدر ميمي‪.‬‬
‫نكَر﴾‪ ، 74‬فالمراد إتيان كل ما ُيخالف َّ‬
‫الشرع والخلق الكريم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫الم َ‬ ‫أما" المنكر "في قوله تعالى ‪َ ﴿:‬وَتأ ُْتو َن ِفي َن ِاد ُ‬
‫يك ُم ُ‬ ‫و َّ‬
‫نكُرو َن﴾‪ 75‬أي‪َ :‬مجهولون عندي غير معروفين‪.‬‬ ‫أما" منكرون "في قوله تعالى ‪ِ﴿:‬إَّن ُك ْم َق ْوٌم ُّم َ‬
‫‪76‬‬
‫و َّ‬

‫هود‪97 :‬‬ ‫‪64‬‬

‫هود‪70 :‬‬ ‫‪65‬‬

‫النحل‪83 :‬‬ ‫‪66‬‬

‫الكهف‪74 :‬‬ ‫‪67‬‬

‫القمر‪6 :‬‬ ‫‪68‬‬

‫النمل‪41 :‬‬ ‫‪69‬‬

‫الحج‪44 :‬‬ ‫‪70‬‬

‫الشورى‪47 :‬‬ ‫‪71‬‬

‫لقمان‪19 :‬‬ ‫‪72‬‬

‫الحج‪72 :‬‬ ‫‪73‬‬

‫العنكبوت‪79 :‬‬ ‫‪74‬‬

‫الحجر‪62 :‬‬ ‫‪75‬‬

‫اإلحكام في أصول األحكام المؤلف ‪ :‬علي بن محمد اآلمدي أبو الحسن الناشر ‪ :‬دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة األولى ‪1404 ،‬‬ ‫‪76‬‬

‫تحقيق ‪ :‬د‪ .‬سيد الجميلي عدد األجزاء ‪(4‬ج ‪/2‬ص ‪352‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪428‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫‪ .4‬قواعد العمل باللفظ المشترك‪.‬‬

‫تحدده القرائن‪ ،‬وألن األلفاظ عند األصوليين ينبغي أن تكو َن محددة‬


‫األصل في المشترك‪ :‬الداللةُ على معنى واحد ِّ‬
‫أحد معانيه إال بقرينة‪.‬‬ ‫يدل عليه اللفظ‪ ،‬والمشترك ال َّ‬
‫يتحدد ُ‬ ‫العمل بما ُّ‬
‫ُ‬ ‫الداللة؛ ألن الغرض من التشريع هو‬

‫‪ .1.4‬ولذلك فللوصول إلى ُحكم المشترك نكون أمام حالتين‪:‬‬

‫حينئذ إرادةُ المعنى االصطالحي‬ ‫ٍ‬ ‫فيتعين‬ ‫معنى لغوي ومعنى اصطالحي شرعي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪: .2.4‬إذا كان االشتراك بين ً‬
‫اة ﴾‬ ‫الص َال َة وآتُوا َّ‬
‫الزَك َ‬ ‫يموا َّ‬
‫َ‬ ‫الشرعي‪ ،‬وذلك كألفاظ الصالة‪ ،‬والزكاة‪ ،‬والصيام‪ ،‬ونحوها؛ كما في قوله تعالى ‪َ ﴿:‬وأَق ُ‬
‫[البقرة‪]43 :‬؛ فالمراد بالصالة معناها الشرعي بهيئاتها وشروطها وأركانها‪ ،‬ال معناها اللغوي( وهو الدعاء)‪ ،‬وكذلك‬
‫عرف باألسماء الشرعية وما يطلق عليه( ‪:‬الحقيقة الشرعية‪.77‬‬
‫الزكاة وغيرها‪ ،‬مما ُي َ‬
‫َّللاَ َوم َالئ َكتَ ُه ُيصُّلو َن َعَلى َّ‬
‫ُّها‬
‫النب ِّي َيا أَي َ‬ ‫َ‬ ‫مرجحة؛ كما في قوله تعالى ‪ ﴿:‬إ َّن َّ َ‬
‫وال يؤخذ بالمعنى اللغوي هنا إال بقرينة ِّ‬
‫ظ مشترك بين معناه االصطالحي الشرعي‬ ‫يما ﴾ [األحزاب‪]56 :‬؛ فالصالة لف ٌ‬ ‫َّالذين آمنوا ُّ‬
‫صلوا َعَليه َو َسلِّ ُموا تَسل ً‬‫َ َُ َ‬
‫ومعناه اللغوي( ‪:‬الدعاء)‪ ،‬فدلت القرين ُة على إرادة الثاني دون األول‪.‬‬

‫ٍ‬
‫معان ليس‬ ‫ظ المشترك الوارد في النص الشرعي بين‬ ‫‪ .3.4‬إذا كان االشتراك بين معنيين لغويين‪ ،‬بحيث يدور اللف ُ‬
‫ات َيتَ َربَّص َن بأَنُفسه َّن ثَ َالثَ َة ُق ُر ٍ‬
‫وء ﴾‬ ‫للشارع عرف خاص في تحديد أيها يراد؛ كما في قوله تعالى ‪ ﴿:‬والم َ َّ‬
‫طلَق ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ٌ‬
‫ُّ‬
‫الحيضة عند أهل العراق‪ ،‬وعلى الطهر في لغة أهل الحجاز‪ ،‬فمن رأى أن‬ ‫[البقرة‪]228 :‬؛ فلفظ( الَقرء )يطلق على َ‬
‫المعدود َّ‬
‫مذكر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫استدل بالقرينة اللفظية في تأنيث العدد( ثالثة)‪ ،‬مما يدل على أن‬
‫المراد به في اآلية( ‪:‬الطهر ) َّ‬
‫يع العدة كان لمعرفة‬
‫الحيض‪ ،‬استدل بأن تشر َ‬
‫ُ‬ ‫فيكون المراد بالقروء األطهار ال الحيضات‪َ ،‬‬
‫ومن رأى أن المراد به‬
‫الرحم من الحمل‪ ,‬األمر الذي يعرف بالحيض ال ُّ‬
‫بالطهر‪.78‬‬ ‫براءة َّ‬
‫ُ َ‬
‫أي من المعاني المشتركة‪ ،‬فقد اختَلفوا في إمكانية أن يكون المراد من المعنى‬
‫أما إذا لم تُقم قرين ٌة على إرادة ٍِّ‬
‫بعض األصوليين إلى أن المشترك في سياق االستعمال‬‫ذهب ُ‬ ‫المشترك أكثر من معنى في ذات الوقت‪ :‬فعلى حين َ‬
‫معنى واحد؛ ألن اللفظ موضوعٌ بإزاء هذه المعاني على وجه التبادل‪ ،‬فتمتنع إرادة جميع المعاني؛‬
‫ال يراد به إال ً‬
‫يوضع لجميع‬
‫خاصا‪ ،‬ولم َ‬‫ًّ‬ ‫وضعا‬
‫ً‬ ‫معنى من معانيه‬
‫كل ً‬‫لمخالفة ذلك ألصل الوضع؛ إذ اللفظ قد ُوضع بإزاء ِّ‬
‫المعاني دفعة وحدة؛ ولذلك ال بد من االستهداء بالقرائن على تحديد المعنى المقصود‪ ،‬ويمتنع حمُله على كل‬

‫المعاني؛ ألنه الجزم بإفادته للمجموع دون ِّ‬


‫‪79‬‬
‫جيحا من غير مرِّجح‬
‫كل واحد من الفردين تر ً‬
‫معنييه‪ ,‬سواء كانا حقيقيين أم كان أحدهما حقيقة‬
‫جمهور األصوليين على جواز استعمال المشترك في كال َ‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫‪80‬‬
‫مجاز ‪,‬‬
‫واآلخر ًا‬

‫‪ 77‬عبد الرحيم بن الحسن بن علي اإلسنوي الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين (المتوفى‪772 :‬ه(‪ ،‬نهاية السول شرح منهاج الوصول‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ِّ‬
‫دار الكتب العلمية‪1999 ،‬م‪( ،‬ط‪( ،)1‬ج ‪/1‬ص ‪228‬‬
‫اإلحكام؛ لآلمدي (ج ‪/2‬ص ‪ ،)352‬شرح اإلسنوي (ج ‪/1‬ص ‪235 - 234‬‬ ‫‪78‬‬

‫كشف األسرار (‪40/1‬‬ ‫‪79‬‬

‫ارشاد الفحول لتحقيق الحق من علم األصول تأليف‪ :‬اإلمام العالمة محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي الطبعة‬ ‫‪80‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪429‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫الس َم َوات َو َمن في‬


‫َّللاَ َيس ُجُد َل ُه َمن في َّ‬ ‫فيكون كالعام في شموله ما يدل عليه؛ ففي قوله تعالى ‪ ﴿:‬أََلم تَ َر أ َّ‬
‫َن َّ‬
‫اب َوَكث ٌير م َن النَّاس ﴾‪ 81‬أرَوا أن لكلمة يسجد معنيين‪:‬‬ ‫الشمس والَقمر والنُّجوم والج َبال و َّ‬
‫الش َج ُر َو َّ‬
‫الد َو ُّ‬ ‫َّ‬
‫ُ َ‬ ‫األَرض َو ُ َ َ ُ َ ُ ُ َ‬
‫جميع المخلوقات خاضع ٌة بلسان حالها كذلك؛ قال تعالى ‪َ ﴿:‬وَّّلِل‬
‫َ‬ ‫الخضوع القهري لحكمة هللا تعالى؛ حيث إن‬
‫السجود‬
‫ُ‬ ‫طو ًعا َوَكرًها ﴾‪ 82‬والمعنى اآلخر هو َوضع الجبهة على األرض‪ ,‬وهو‬
‫الس َم َوات َواألَرض َ‬
‫َيس ُجُد َمن في َّ‬
‫المعروف في الصالة شرًعا‪.‬‬

‫حمل اآلية‬
‫حق جميع هؤالء المذكورين في نص اآلية‪ ،‬فالمعنى الثاني هو ما يمكن ُ‬
‫متصوًار في ِّ‬
‫َّ‬ ‫فإذا كان األول‬
‫عليه بالنسبة للناس‪ ،‬بدليل( تخصيص ٍ‬
‫كثير من الناس بالسجود‪ ،‬دون َمن عداهم ممن َّ‬
‫حق عليهم العذاب‪ ،‬مع‬
‫‪83‬‬
‫استوائهم في السجود بمعنى الخشوع‬

‫مقصود في اآلية عند هؤالء؛ ألنه لو أريد الخضوع وحده‪ ،‬لكان تخصيص ٍ‬
‫كثير من‬ ‫ٌ‬ ‫أي الخضوع؛ فكال المعنيين‬
‫جميع الناس خاضعون للقدرة اإللهية‪.84‬‬
‫َ‬ ‫الناس دون َّ‬
‫عامتهم ال معنى له؛ ألن‬

‫َّللاَ َوم َالئ َكتَ ُه ُيصُّلو َن َعَلى َّ‬


‫وكذلك قوله تعالى ‪ ﴿:‬إ َّن َّ َ‬
‫‪85‬‬
‫إذ أرَوا فيها أن الصالة لفظ مشترك بين المغفرة‬ ‫النبي ﴾‬ ‫َ‬
‫ِّ‬
‫النص القرآني إلى هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وإلى المالئكة‪ ،‬فإذا‬
‫معا؛ حيث أُسندت في ِّ‬ ‫واالستغفار‪ ،‬وقد استُعملت فيهما ً‬
‫ظ المشترك‬ ‫قطعا‪ ،‬ومن المالئكة هي االستغفار‪ ،‬فإن اللف َ‬‫المسندة إلى هللا تعالى هي المغفرة ً‬ ‫َ‬ ‫كان معنى الصالة‬
‫‪86‬‬
‫معا‪.‬‬
‫حمل عليهما ً‬
‫مستعمل هنا في معنييه‪ ،‬وكذلك ُي َ‬
‫َ‬
‫يصح كما في (الَقرء)‪ ،‬فال يصح أن يكو َن‬
‫ُّ‬ ‫يمتنع الجمع بين المعاني المشتركة‪ ،‬فإن امتنع‪ ،‬ال‬
‫َ‬ ‫البعض أال‬
‫ُ‬ ‫واشترط‬
‫المراد ثالث حيضات وثالثة أطهار‬

‫األولى ‪1419‬هـ ‪1999 -‬م (ج ‪/1‬ص ‪91‬‬


‫[الحج‪18 :‬‬ ‫‪81‬‬

‫[الرعد‪15 :‬‬ ‫‪82‬‬

‫كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي عالء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الوالدة سنة الوفاة ‪730‬هـ‪ .‬تحقيق عبد هللا‬ ‫‪83‬‬

‫محمود محمد عمر‪ .‬الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر ‪1418‬هـ ‪1997 -‬م‪ .‬مكان النشر بيروت عدد األجزاء ‪( 4‬ج ‪/1‬ص ‪40‬‬
‫‪ 84‬عبد الرحيم بن الحسن بن علي اإلسنوي الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين (المتوفى‪772 :‬ه(‪ ،‬نهاية السول شرح منهاج الوصول‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ِّ‬
‫دار الكتب العلمية‪1999 ،‬م‪( ،‬ط‪235 - 234/1( ،)1‬‬
‫األحزاب‪56 :‬‬ ‫‪85‬‬

‫الخطاب الشرعي ص ‪95‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪430‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫الخاتمة‬

‫أختم‬
‫وفي الختام وبعد طواف في رحاب كتاب هللا تعالى‪ ،‬وبيان أقوال العلماء في موضوع األلفاظ المشتركة‪ ،‬هنا ُ‬
‫بحثي ببعض نتائج مايلي‪:‬‬

‫قل المشترك‬
‫‪ -1‬تبين من خالل البحث أن المشترك اللفظي من األساليب التي إعتمدها القرآن الكريم و سواء َّ‬
‫الحد اَّلذي كتب فيه بعضهم مصنَّفات‪ ،‬فاألمر‬
‫الحد َّالذي اعترف به منكروه‪ ،‬أو كثُر إلى ِّ‬
‫اللفظي إلى ِّ‬ ‫َّ‬
‫واحد‪ ،‬وهو َّأنه موجود في اللغة‪ ،‬وله َدور في تحديد هذه الداللة أو تلك‪.‬‬

‫‪ -2‬القرآن الكريم باعتباره كتاب هللا عز وجل المنزل باللغة العربية‪ ،‬وعلى عادة العرب وطرائقهم في التعبير‬
‫قد ورد فيه طائفة من األلفاظ المشتركة عني بجمعها وتصنيفها مجموعة من العلماء‪ .‬وكان ذلك سببا من‬
‫أسباب اختالف المفسرين والفقهاء وعلماء األصول في تأويل كثير من النصوص القرآنية‪ ،‬وقد أدى هذا‬
‫األمر إلى االختالف فــي االستنباط وتقرير كثير من األحكام الفقهية‪ .‬لذلك حظيـت هذه الظاهرة‪ ،‬أي‬
‫ظاهرة وجود المشترك اللفظي في القرآن الكريم بعناية كبيرة من لدن المتقدمين‪ ،‬وعرفت باسم الوجوه‬
‫والنظائر في القرآن الكريم‪ ،‬قال الزركشي‪« :‬فالوجوه اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان‪ ،‬كلفظ‬
‫األمة»‪ ،‬والنظائر كاأللفاظ المتواطئة‬
‫« َّ‬
‫بل األكثر من ذلك أن اإلمام السيوطي عد وجود األلفاظ المشتركة في القرآن الكريم من أعظم مظاهر إعجازه‬
‫«حيث كانت الكلمة الواحدة تتصرف إلى عشرين وجها وأكثر وأقل‪ ،‬وال يوجد ذلك فـي كـالم البشر‪.‬‬

‫‪ -3‬المشترك اللفظي دليل على ثراء القرآن الكريم‪ ،‬فاستعمال اللفظ في أكثر من معنى فيه اتساع في اللغة ‪،‬‬
‫وهذا قلما نجده في لغة أخرى من اللغات‪ ،‬فهذا األسلوب يعد من خصائص‪ ،‬وسمات القرآن الكريم واللغة‬
‫العربية ‪.‬‬

‫اكتفوا‬
‫اللغة‪ ،‬بل َ‬‫البحث أن المثبتين للمشترك اللفظي لم يبحثوا في أسباب وجوده في ُّ‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬تبين لنا من خالل‬

‫بحد القول به و َّأنه من اللهجات القبليَّة‪ ،‬أو من ِّ‬


‫التوسع المجازي‪ ،‬وما شاكل ذلك من آراء لم ُيرم أصحابها‬ ‫ِّ‬
‫التَّفصيل فيها‪.‬‬

‫‪ -5‬تبين لنا من خالل البحث أن المعارضين لوجود المشترك اللفظي في القرآن الكريم‪ ،‬أو باألحرى القائلين‬
‫المتتبع لما ورد في‬
‫ِّ‬ ‫ويزكيها‪ ،‬غير َّ‬
‫أن‬ ‫بقلة وجوده قد فصلوا القول في بيان أسباب حدوثه بما يدعم آراءهم ِّ‬
‫اللغة من ألفاظ َّ‬
‫دالة على المشترك في أغلبها‪ ،‬سيالحظ َّأنها تعود إلى النقل واالرتجال ُّ‬
‫وتنوع االستعمال؛‬
‫النوع من األلفاظ‪ ،‬من القيام بدراسات تُعنى بتاريخ الكلمات في عالقتها‬ ‫لذلك ال َّبد لضبط داللة هذا َّ‬
‫بمصادرها الفعلية‪ ،‬وتتبع ُّ‬
‫الطرق التي استعملت بها فيها‪ ،‬وتتبُّع داللتها في ك ِّل مرحلة‪ ،‬ليتميَّز المنقول‬ ‫ِّ‬
‫والمرتَجل فيها عن غيره‪.‬‬

‫التوصيات ‪:‬‬

‫‪ -1‬يوصي هذا البحث الباحثين بدراسة موضوع المشترك اللفظي بشكل أوسع‪ ،‬وأن يعمق الباحثون في‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪431‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫دراساتهم هذا الموضوع ؛ للرد على المنكرين لوجود المشترك اللفظي أو القائلين بقلة وجوده ‪.‬‬

‫‪ -2‬يوصي البحث بدراسة موضوع المشترك اللفظي في مختلف التخصصات اإلسالمية‪ ،‬وال تقتصر دراسة‬
‫هذا الموضوع على الدراسات التفسيرية‪ ،‬بل ال بد أن ينضم إلى هؤالء المتخصصون في الفقه‪ ،‬فهذا‬
‫الموضوع وثيق الصلة بالدراسات الفقهية‪ ،‬واللغوية‪ ،‬والتفسيرية‪...... ،‬إلخ‪ ،‬فعلى كل المتخصصين في‬
‫تلك الجوانب أن يقوموا بدراسات موسعة حول هذا الموضوع لما له من أهمية كبرى ‪.‬‬

‫المصادر‬

‫ابن أبي حاتم‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر (ت‪327 :‬هـ)‪ ،‬تفسير القرآن العظيم البن أبي‬
‫حاتم‪ ،‬ت‪ :‬أسعد محمد الطيب‪ ،‬ط‪ :‬الثالثة‪ ،‬مكتبة نزار مصطفى الباز‪ ،‬جدة‪1419 ،‬هـ‪.‬‬

‫محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقي (المتوفى‪:‬‬
‫‪711‬ه(‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪( 1984 ،‬ط‪3195/4( ،)3‬‬

‫أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي‪ ،‬أبو العباس (المتوفى‪ :‬نحو ‪770‬ه(‪ ،‬المصباح المنير في‬
‫غريب الشرح الكبير‪ ،‬بيروت‪ ،‬المكتبة العلمية ص ‪.255‬‬

‫أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى‪684 :‬ه(‬
‫شرح تنقيح الفصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪ ،‬القاهرة‪ ،‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪1973 ،‬م‪( ،‬ط‪،)1‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪.29‬‬

‫أبو عبد هللا بدر الدين محمد بن عبد هللا بن بهادر الزركشي (المتوفى‪794 :‬ه( البحر المحيط في أصول‬
‫الفقه‪ ،‬دار الكتبي‪ ،‬بيروت‪( ،‬ط‪1994 )1‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.377‬‬

‫أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (المتوفى‪:‬‬
‫‪ 606‬ه(‪ ،‬المحصول في علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه جابر العلواني‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1997 ،‬م (ط‪،)3‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪ .360‬والحنفية يوردون تعريف الرازي في كتبهم ويوضحونه بأنه‪ :‬كل لفظ يشترك فيه معان أو أسام ال‬
‫على سبيل االنتظام بل على احتمال أن يكون كل واحد هو المراد به على االنفراد وإذا تعين الواحد مراد به انتقى‬
‫اآلخر " انظر أصول السرخسي ج‪ ،1‬ص‪126‬‬

‫أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي المتوفى‪505 :‬ه‪ ،‬المستصفى في علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد‬
‫السالم عبد الشافي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1993 ،‬م (ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪ ،76‬عبد الكريم زيدان‪ ،‬الوجيز في‬
‫أصول الفقه‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1994( ،1‬م)‪ ،‬ص‪.326‬‬

‫محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي (المتوفى‪483 :‬ه(‪ ،‬أصول السرخسي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار المعرفة‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪،168‬‬

‫عبد الملك بن عبد هللا بن يوسف بن محمد الجويني‪ ،‬أبو المعالي‪ ،‬ركن الدين‪ ،‬الملقب بإمام الحرمين (المتوفى‪:‬‬
‫‪478‬ه(‪،‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪432‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫البرهان في أصول الفقه‪ ،‬تحقيق‪ :‬صالح بن محمد بن عويضة‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1997 ،‬م (ط‪،)1‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪ ،153‬القاضي أبو يعلى‪ ،‬محمد بن الحسين بن محمد بن خلف ابن الفراء (المتوفى ‪458:‬ه(‪ ،‬العدة في‬
‫أصول الفقه‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد بن علي بن سير المباركي‪ ،‬الرياض‪ ،‬جامعة الملك محمد بن سعود اإلسالمية ج‪،1‬‬
‫ص‪ ،.142‬الغزالي‪ ،‬المستصفى ج‪ ،1‬ص‪187‬‬

‫عبد العزيز بن أحمد بن محمد‪ ،‬عالء الدين البخاري الحنفي (المتوفى‪730 :‬ه(‪ ،‬كشف األسرار شرح أصول‬
‫البزدوي‪ ،‬دار الكتاب اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.54‬‬

‫أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير بالقرافي (المتوفى‪684 :‬ه(‪ ،‬تنقيح‬
‫الفصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪ ،‬شركة الطباعة الفنية المتحدة‪1973 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ص‪.274‬‬

‫محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني اليمني (المتوفى‪1250 :‬ه(‪ ،‬إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من‬
‫علم األصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عزو عناية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪1999 ،‬م (ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.77‬‬

‫أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (المتوفى‪505 :‬ه(‪ ،‬معيار العلم في فن المنطق‪ ،‬تحقيق‪ :‬سليمان دنيا‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬دار المعارف‪(1961 ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.8‬‬

‫أبو عبد هللا بدر الدين محمد بن عبد هللا بن بهادر الزركشي (المتوفى‪794 :‬ه(‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار الكتبي‪( ،1994 ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،2‬ص‪178‬‬

‫عبد الرحيم بن الحسن بن علي اإلسنوي الشافعي‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين (المتوفى‪772 :‬ه(‪ ،‬نهاية السول شرح‬
‫ِّ‬
‫منهاج الوصول‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1999 ،‬م‪( ،‬ط‪ ،)1‬ج‪ ،1‬ص‪.87‬‬

‫كتاب سيبويه المؤلف ‪ :‬أبو البشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه سنة الوالدة ‪ /‬سنة الوفاة ‪ 180‬هـ تحقيق عبد‬
‫السالم محمد هارون دار النشر ‪ :‬دار الجيل ـ بيروت عدد األجزاء ‪4‬‬

‫الرسالة المؤلف ‪ :‬محمد بن إدريس الشافعي شهرته ‪ :‬الشافعي المحقق ‪ :‬رفعت فوزي عبد المطلب دار النشر ‪:‬‬
‫دار الوفاء البلد ‪ :‬المنصورة ـ مصر الطبعة ‪ :‬األولى سنة الطبع ‪1422 :‬هـ ‪2001 ،‬م عدد األجزاء‪1 :‬‬

‫كشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي عالء الدين عبد العزيز بن أحمد البخاري سنة الوالدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫‪ 730‬هـ‪ .‬تحقيق عبد هللا محمود محمد عمر‪ .‬الناشر دار الكتب العلمية سنة النشر ‪1418‬هـ ‪1997 -‬م‪ .‬مكان‬
‫النشر بيروت عدد األجزاء ‪4‬‬

‫المحصول الرازي المحصول في علم أصول الفقه لالمام االصولي النظار المفسر فخر الدين محمد بن عمر بن‬
‫الحسين الرازي ‪ 606 - 544‬ه ‪ 1209 - 1149 /‬م دراسة وتحقيق الدكتور طه جابر فياض العلواني مؤسسة‬
‫الرسالة الطبعة الثانية ‪ 1412‬ه ‪ 1992 -‬م مؤسسة الرسالة بيروت ‪ -‬شارع سوريا ‪ -‬بناية سوريا ‪ -‬بناية‬
‫صمدي وصالحة هاتف‪ - 815112 - 319039 ،‬ص‪ .‬ب‪ 7460 ،‬برقيا‪ ،‬بيوشران‬

‫ا رشاد الفحول لتحقيق الحق من علم األصول تأليف‪ :‬اإلمام العالمة محمد بن علي بن محمد الشوكاني الناشر‪:‬‬
‫دار الكتاب العربي الطبعة األولى ‪1419‬هـ ‪1999 -‬م‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪433‬‬
‫‪HNSJ Volume 4. Issue 2‬‬ ‫األلفا المتتركة ف الررن الكري‬

‫الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي المؤلف ‪ :‬أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري‬
‫الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى ‪671 :‬هـ) تحقيق ‪ :‬أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر ‪ :‬دار الكتب‬
‫المصرية – القاهرة الطبعة ‪ :‬الثانية ‪1384 ،‬هـ ‪ 1964 -‬م عدد األجزاء ‪ 20 :‬جزءا (في ‪ 10‬مجلدات)‬

‫اإلحكام في أصول األحكام المؤلف ‪ :‬علي بن محمد اآلمدي أبو الحسن الناشر ‪ :‬دار الكتاب العربي – بيروت‬
‫الطبعة األولى ‪ 1404 ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬سيد الجميلي عدد األجزاء ‪4 :‬‬

‫‪www.hnjournal.net‬‬ ‫المجلد (‪ )4‬العدد (‪)2‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية والطبيعية‬ ‫عبد الباسط بوكر‪ ،‬فبراير ‪2023‬‬ ‫صفحة | ‪434‬‬

You might also like